حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هل وقع «المهاجرة» ضحية لميلودراميته العتيقة وسحره الشكليّ الطاغي؟

إبراهيم العريس

 

في الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» السينمائي الفرنسي، بدا فيلم «المهاجرة» للأميركي جيمس غراي واحداً من الأفلام القليلة التي كان النقاد والهواة والمهتمون في شكل عام ينتظرونها بتشوق ولهفة. والحال هي هكذا دائماً ومنذ سنوات مع كل فيلم جديد يُعلن عن عرضه لغراي الذي يُنظر اليه عادة على انه واحد من ابرز اصحاب الوجوه البارزة في الموجة الأجدّ من السينما الأميركية. وذلك بالتحديد منذ فيلمه الأول الذي أطلّ به على العالم وكان في الخامسة والعشرين من عمره عام 1994، «ليتل أوديسّا». بعد ذلك، طوال العشرين عاماً التالية تقريباً، راح غراي يحقق افلامه تباعاً بشكل شبه منتظم، ليتكون لديه متن من أفلام عرفت، في أحيان كثيرة، كيف تجتذب النقاد وجمهوراً من المتفرجين لا بأس به ولا سيما في المهرجانات وعلى رأسها «كان» الذي عرض له أفلامه الأخيرة ولكن من دون ان يعطيه أية جوائز رئيسة.

أكثر من خيبة

في هذا العام، ومع «المهاجرة» كان معجبو سينما غراي يأملون في ان يكون فوز ما من نصيبه في «كان»، بل راهن كثر منذ عُرض الفيلم في الأيام الأخيرة للمهرجان، على ان تذهب جائزة أفضل تمثيل الى بطلة الفيلم النجمة الفرنسية ماريون كوتيّار، من ناحية لأنها في رأي كثر، قدمت أداءً مميزاً في الفيلم، ومن ناحية ثانية كتعويض لها على خذلانها في دورة العام الفائت من المهرجان نفسه، وعدم مكافأتها، عن الأداء الصعب والمميز الذي قدمته في «العظام والصدأ»... غير انه كان على كوتيّار ان تعود هذه المرة ايضاً، من التباري خائبة الرجاء. وكذلك كان نصيب فيلم «المهاجرة» ليخيب أمل غراي بدوره من جديد بعدما كان الشعور نفسه خامره في العام 2007 مع «الليل لنا» ثم في العام 2008 مع «عاشقان»، ناهيك بخيبة أمله الإضافية، إذ مرّ في «كان» نفسه مرور الكرام من دون إثارة إعجاب أحد، ذلك الفيلم الفرنسي «روابط الدم» الذي لم يكن مخرجه بل فقط كاتب السيناريو له.

مهما يكن من أمر، قد يصح القول منذ الآن، انه لئن كانت خيبة غراي مبررة قبل اعوام في صدد «عاشقان» الذي كان حقاً فيلماً جميلاً وقوياً لا يثير انقساماً كبيراً بين النقاد، فإن الحال لم تكن كذلك بالنسبة الى «المهاجرة»... فهذا الفيلم اثار ومنذ عرضه «الكانيّ» نقاشات حادة وأعلن كثر من النقاد مباشرة بعد عرض الفيلم خيبة أملهم إزاءه. وكان هذا ما دفع جيمس غراي الى التعامل مع النقاد والصحافيين بقلة أدب في المؤتمر الصحافي الذي تلى العرض... إذ استشعر ان الإشارات بدأت تلوح عن عدم تمكن الفيلم من توفير إجماع لدى لجنة التحكيم. وهكذا كان الأمر بالفعل...

غير ان هذا كله لا يمنع المتفرج من ان يرى في «المهاجرة» فيلماً مميزاً وساحراً في بعض لحظاته على رغم اتسامه بطابع ميلودرامي يبدو اليوم شديد العتق، ناهيك باتسامه بكلاسيكية يرى كثر ان السينما الحديثة قد تجاوزتها. فإذا اضفنا اليها بعده الأخلاقي الذي يكاد يكون «وعظيّاً» بين ثناياه وسط عالم سينمائي يزداد انفتاحاً وتهاوناً – بل «إباحية» وفق البعض، ولا سيما كما رُصد الوضع في تلك الدورة نفسها من مهرجان كان – يمكننا ان نفهم ليس فقط المواقف السلبية تجاه الفيلم وعجزه عن ان يبدو وكأنه يقدم جديداً... بل كذلك وفي الوقت نفسه سرّ السحر – «اللامهرجاني» و «اللاحداثي» – الذي استشعره متفرجون كثر أمامه.

الشقيقتان والشرير

فالفيلم يعود أصلاً في أحداثه الى آخر سنوات الربع الأول من القرن العشرين، وبالتحديد الى نيويورك التي كانت في ذلك الحين مقصد ومحطّ آمال مئات ألوف البائسين المهاجرين القاصدينها من شتى أنحاء العالم. ومن هنا كان من الطبيعي ان تبدأ الأحداث في ستيتن آيلند وفي شكل اكثر تحديداً مع صورة تمثال الحرية وما يفترض به ان يرمز اليه... ليتركز مسار الفيلم إثر ذلك على حكاية ايفا، الحسناء البولندية المهاجرة الى العالم الجديد في رفقة اختها، لأسباب لم يجد الفيلم مبرراً للتوقف عندها. المهم انه في الوقت الذي تُقبل فيه ايفا من قبل رسميي الميناء، يُرفض دخول أختها، بل تؤمر هذه بأن تبقى في الحجر بسبب إصابتها بالسل. ومن هنا تبدأ مأساة ايفا التي سرعان ما تلتقي في الميناء رجلاً يعرض عليها العون فتتلقفه هي، على رغم حذرها، كفاعل خير، فيما ندرك نحن انه ليس اكثر من رجل صفقات صغير يدبّر عيشه في مثل هذه الظروف مستغلاً حاجة الآخرين وبؤسهم... ولسوف ندرك لاحقاً انه في الحقيقة لا يعدو كونه قواداً ولصاً صغيراً. غير ان هذا لن يمنع ايفا من القبول بمساعدته لها وتدبير عمل يقيها غائلة الجوع كما يمكنّها من جمع بعض مال يساعدها على إحضار اختها من الحجر... حين تسمح السلطات وحالتها الصحية بذلك. والحقيقة ان مسار الفيلم منذ هذا التقديم الأول للشخصيات الأساسية فيه، انما هو حكاية العلاقة المتأرجحة، ثم المدمّرة بين ايفا والقواد (يقوم بدوره في أداء رائع، جواكيم فونيكس الذي مثل حتى الآن في معظم أفلام غراي).

والحقيقة ان نظرة إنصاف متمعنة الى هذا الفيلم منذ لحظاته الأولى، سوف تبديه لنا منتمياً كلياً الى عوالم جيمس غراي المعهودة من ناحية الموضوع وقسوة العواطف في شكل خاص، كما من ناحية التركيز على العلاقات العائلية والعاطفية... في هذا السياق يبدو الفيلم وكأنه «انطولوجيا» حاول فيها المخرج/الكاتب ان يلخص عوالم كانت طالعتنا في «ليتل أودبسا» عبر العلاقة بين اخوين احدهما قاتل ينتمي الى عصابة، وهي الأجواء نفسها التي نجدها في «لنا الليل» وإن كان الموضوع يأتي هذه المرة في إطار عائلي اوسع كما في فيلم غراي الثاني «الياردات» (2000)... وفي هذا السياق، إذا كان «عاشقان» قد اتى مختلفاً، مع انحصاره بدوره في أجواء عائلية، ليتمركز من حول علاقة غرامية مدمرة، فإن هذه العلاقة هي نفسها التي نجدها في «المهاجرة» حيث الحب والكراهية والحقد والنفور والشوق والفراق أمور تتوالى بين ايفا وصاحبها... حيث في سياق الفيلم ستعيش تلك العلاقة لحظات حب ورغبة حقيقية تتقاطع مع لحظات نفور وخيانة. سترتبط ايفا بغيره وسيتاجر هو بها اكثر وأكثر. ستسرقه وسيستغلها. وهي ستهرب منه وفي لحظات ستشي به الى البوليس. لكنهما في لحظات اخرى سيلتقيان كعاشقين حقيقيين يدمران بعضهما بعضاً ويدافعان عن بعضهما بعضاً. والحقيقة ان ها هنا تكمن قوة الفيلم وقوة كتابته حيث عرف غراي كيف يجعل ما يشبه لعبة السيد والعبد تتوالى بينهما في شكل يحيل، الى حد ما الى اجواء صحيح انها نيويوركية خالصة هنا، لكنها في الوقت نفسه تبدو منتمية الى فيينا اوائل القرن العشرين وميلودراماتها والخيانات التي تعبق في صلب العلاقات الحميمة فيها. في اختصار، يبدو الفيلم هنا، وحتى خارج الإطار المعهود من سينما غراي التي تتسم الى حدّ ما بميلودرامية «عائلية» في أحيان كثيرة، يبدو منتمياً الى اعمال مثل اوبرا «لولو» لآلبن برغ، كما الى ادب شنايتزلر (الذي اقتبس ستانلي كوبريك تحفته الأخيرة «عيون مغمضة على اتساعها»)، ومسرح هوفمنشتال... الى تلك الأجواء التي كانت توصف بالكابوس السعيد والتي عرف بعض فناني اوروبا الوسطى – مثل دوغلاس سيرك وفرانك بورزاغي – كيف ينقلونها معهم، سينمائياً حين غادروا ديارهم الى العالم الجديد ضاخّين في سينماه عواطف حادة، ومواقف صاخبة وبؤساً لا ترياق له وكوتا وكراهية، لن يفوتنا هنا ان نجدها ماثلة في هذا الفيلم الذي إذ يستعيد هذا كله، مستفيداً في الوقت نفسه من الصور الليلية التي قدمها مدير التصوير المميز داريوش غنج، ما اضفى على «المهاجرة» سحراً عتيقاً، فكان من الواضح ان اتى الفيلم اجمل «شكلياً» من ان يتماشى مع الأذواق السينمائية الجديدة وأكثر بساطة – وربما قال البعض: سذاجة – من ان يتلاءم مع هذه الأزمان التي نعيش فيها. ترى، أفلا يمكن هذه الفرضية المزدوجة ان تذكرنا في النهاية هنا بأن ماريون كوتيّار نفسها بدت في «المهاجرة» اكثر جمالاً وقوة من ان تلفت الانتباه؟!

الحياة اللندنية في

26/07/2013

 

«صمت الراعي»:

أسئلة المثقف والفنان بعد انهيار سدود الصمت العراقي

بغداد - عبدالعليم البناء 

يحاول السينمائيون العراقيون استعادة ألق السينما العراقية، من خلال استثمار مشروع بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013، الذي أصبح بمثابة «حبل الإنقاذ» لهذه السينما، التي عانت الكثير من الإقصاء والتهميش لأسباب عدة، تمتد الى أكثر من ثلاثة عقود وصولاً الى المرحلة الراهنة، ناهيك عن اندثار وخراب معظم بناها التحتية، التي باتت الحاجة ماسّة اليها في معمار الانطلاقة الجديدة للسينما العراقية... وعند الفيلم الروائي «صمت الراعي»، وكاتبه ومخرجه الفنان والسيناريست رعد مشتت، الذي كان قد غادر العراق الى المنفى عشية حرب الخليج الأولى، وتنقل بين الكثير من الدول قبل استقراره في لندن، التي درس فيها الإخراج السينمائي لينجز سلسلة من الأفلام الوثائقية والقصيرة، توقفنا في هذا الحوار لتسليط الضوء على رحلة كتابة الفيلم والإعداد والتحضيرات والمعوقات والصعوبات والمعالجة السينمائية، لا سيما أن الفيلم شهد بناء قرية متكاملة، في مدينة «الرميثة» جنوبي العراق حيث تدور الأحداث.

·        ما الذي تنطوي عليه فكرة فيلم «صمت الراعي»؟

- إحدى أهم ميزات مجتمعات الاستبداد هي الصمت الذي يتحول إلى وسيلة للنجاة يلوذ بها أفراد المجتمع المقهور لتفادي شرور الاستبداد وبطشه الذي لا يعرف الرحمة. وأولى ضحايا الصمت، هي الحقيقة التي بقبرها، يفقد الوجود الإنساني والمجتمعي، واحدة من أهم خصاله الأصيلة والجذرية في وجوده... فبفقدان الحقيقة يتقدم الوهم للإمساك بتلابيب الحياة، مطيحاً لا بالقيم الإنسانية وحدها، بل وبالإنسان نفسه. والاستبداد العراقي قدم أمثولة عالمية من الخرس، إلا أنه وبعد زلزال 2003، انهارت سدود الصمت التي كانت تفصل الفرد العراقي عن الآخر، وتدفقت سيول الحقائق المرّة والقاسية، التي غيّبها زمن الاستبداد ذاك، حقائق مخيفة إذا ما أراد المثقف والفنان مساءلتها، وهو ما يحاول «صمت الراعي» إثارته.

الحقيقة العراقية

·        وعلى ماذا تراهن في فيلمك الروائي الأول هذا بعد سلسلة من الأفلام الوثائقية والقصيرة؟

- نحاول في «صمت الراعي»، في إطار الموضوع والمضمون، تقديم تجربة سينمائية لصيقة بالحقيقة العراقية الخالصة، لتقديمها للإنسان العراقي أولاً، لأنه مادتها الأساس محنةً وروحاً. أما في إطار الشكل والأدوات والمعالجات، فالسينما لغة عالمية بامتياز، ولا وجود لشريط سينمائي حقيقي من دون محترفاتها، تلك هي رهانات فريق «صمت الراعي».

·     وماذا بشأن الأجهزة والمعدّات التي لا تكاد تكون موجودة إلا في ما ندر وكيف تم التغلب على هذه المعضلة؟

- ليست هناك بنية تحتية حقيقية لصناعة سينما في العراق، وأول عناصر تلك البنية الأجهزة والمعدّات، التي لا نملك إلا النزر اليسير منها، فلدى دائرة السينما والمسرح، وهي المنتج المنفذ للمشروع، كاميرا سينمائية واحدة، ينقصها بعض الأدوات التقنية الفاعلة، في عملية التصوير. فيما لا تمتلك الدائرة أجهزة انارة كافية، وليست هناك أجهزة تحريك كاميرا كالشاريو والكرين، كما لا توجد أجهزة مؤثرات كمولدات الريح والمطر والبرق. هذا ودعك من مختبرات التحميض والطبع، والتليسيني، وأجهزة المونتاج السينمائية سواء الفيلمية أو الدجيتال. مع وقائع كهذه، لم يكن أمامنا سوى الاعتماد على موازنة الفيلم، وهي بسيطة إذا ما قورنت مع أي انتاج سينمائي في المنطقة، وليس العالم. إن ما يقارب الثلث من موازنة فيلم «صمت الراعي» كرس لتوفير الأجهزة والمعدّات التي يحتاجها الفيلم كي يكون.

·     في هذا السياق، ماذا عن الكوادر الفنية التي تعاملت معها لإنجاز مشروعك الذي جاء بعد مخاض طويل؟

- يعاني السينمائي العراقي، من شحة الكوادر الفنية المدربة والخبيرة، بخاصة في الحقول التي تشكل عصب صناعة الفيلم، الذي هو في نهاية المطاف، صورة وصوت. نحن بالكاد نجد مدير تصوير، - والفيلم لغة ضوء أولاً -، البلد يخلو كلياً من مهندس صوت، يمتلك خبرة حقيقية في أجهزة الصوت الحديثة. هناك ربما العشرات، بل والمئات من المزوقين، ولكن لا يوجد ماكيير واحد. ليس لدينا مصممو إنتاج، والمديرون الفنيون قادمون إلى السينما من مناطق ابداعية أخرى، لا خبراء في الديكور السينمائي، ولا من مصمم للأزياء كي نطارده. هذا هو واقع الحال، لذا لجأنا الى كل الحلول التي تمكننا من صناعة سينما، لأن استمرارية العمل السينمائي وديمومته، هي وحدها القادرة على إخراجنا من هوة اليأس هذه. إن الاستعانة بخبرات من وراء الحدود في هذه المرحلة تشكل احد الحلول التي يمكن أن تساهم في تحريك عجلة العمل السينمائي الاحترافي، وتمكننا من إنجاز اعمالنا، كما تساعد في تطوير خبراتنا المحلية وتقويمها، والتي عُطلت لعشرات السنين، بسبب محن العراق المتواصلة، التي صارت فيها الفنون بطراً، فالخبز ذاته شحيح.

أيّ ممثلين!

·     هذا على صعيد الفنيين، فماذا عن خياراتك على صعيد الممثلين، الذين يفتقر معظمهم الى معرفة دقيقة بلغة السينما، وسط ندرة الاعمال والخبرة السينمائية؟

- في دهاليز الحرفة وكواليسها، معروف أن الممثل السينمائي هو غير الممثل المسرحي، وممثل الدراما التلفزيونية. ففيما يجسد الممثل المسرحي أو الدرامي الشخصية، عليه في السينما وببساطة أن يكونها. وهذا يتطلب أدوات اشتغال مغايرة، سواء على مستوى الشكل والحركة والتعبير، أم على مستوى الاشتغال الداخلي، الذهني والسايكولوجي. إن حرمان الممثل العراقي من فرصة العمل أمام الكاميرا السينمائية، بسبب تغييبها وشيوع الدراما التلفزيونية التي تشتغل بالرخيص، قادنا إلى لحظة يبدو فيها العثور على ممثل حر، يعمل بعيداً من النمطية وكليشيهيات الأداء التي تشتغل على السطح بدلاً من التماهي العميق في كيان الشخصية، لدرجة صيرورتها، أمراً أشبه بالمعجزة. أمام محنة كهذه، لم يكن أمامنا سوى الدقة العالية في اختيار الممثل، ومن ثم التمرين والتمرين أيضاً. الأمر الآخر الذي يمكن أن يهوّن علينا هذه المحنة، هو الشغف الذي يكنّه الممثل العراقي لخوض تجربة العمل السيــنمائي، والصعود إلى غمار لعبتها.

·     أمام كل هذا، هل تعتقد أن المدة المحددة لإنجاز الفيلم كافية ليسجل حضوره ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013؟

- انتظرنا أضعاف الزمن الذي يحتاجه الفيلم ليُصنع، ولإيماننا كمجموعة بالمشروع، فقد أحلنا زمن الانتظار إلى سلسلة متواصلة من العمل التحضيري، أنجز خلالها السيناريو التصويري لقطة بلقطة، إضافة إلى المواد النظرية الخاصة برؤية الفيلم، كضوء ومكان وأداء وزي وإكسسوار وصوت وموسيقى... الخ. إن رغبتنا أكيدة في أن يكون الفيلم جزءاً من احتفالات بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013.

·        أخيراً، ما الرسالة التي يريد الفيلم إيصالها محلياً وعربياً ودولياً؟

- نريد من الفيلم أن يعبر، ويوصل الأعماق الحقيقية للإنسان العراقي، وجعاً وجمالاً وإيماناً بالحياة.

الحياة اللندنية في

26/07/2013

 

خمسة مشاريع لمسابقة أفلام «المرأة في مصر الجديدة»

القاهرة – نيرمين سامي 

وصل خمسة من شباب صانعي الأفلام إلى المرحلة الثالثة من مسابقة أفلام «المرأة في مصر الجديدة»، وهي المسابقة التي تستهدف تسليط الضوء على القضايا التي تواجه المرأة في مصر بعد ثورة يناير، والتي نظَّمها كل من السفارة البريطانية في القاهرة وأفلام مصر العالمية (يوسف شاهين) والمجلس الثقافي البريطاني.

وسوف يخضع المشاركون الخمسة إلى مزيد من التوجيه وتنمية المهارات اللازمة لإنجاح مهمتهم في إنتاج أفلامهم القصيرة، وذلك بإرشاد بيت الخبرة المتمثل في شركة أفلام مصر العالمية. وسيتم عرض الأفلام النهائية الخمسة في عرض خاص كجزء من «بانوراما مهرجان الأفلام الأوروبية» خلال حفلة استقبال في مقرّ السفير البريطاني لتكريم هذه الأفلام. وسيحصل الفائز النهائي على منحة دراسية لمدة أسبوع في أحد معاهد السينما المرموقة في لندن، كما سيحصل الفائزان بالمركز الثاني والثالث على جوائز.

وللمناسبة قال السفير البريطاني في مصر، جيمس وات: «إن الفيلم هو أحد أقوى أشكال الاتصال الاجتماعي. فهو قادر على التعبير عن أصوات أصيلة تستهدف وصف الحقائق وتطلعات الشعوب. ومن خلال خبراء شركة أفلام مصر العالمية، عقدنا العزم على تمكين الشباب الذين يصبحون للمرة الأولى صنّاعاً للفيلم لكي يقوموا بهذا الأمر بالضبط. وبالفعل يتميز هؤلاء المصريون بمواهب فائقة، وما تلك المواهب سوى جزء صغير من الموجة الكبيرة من الإبداع والتفكير الجديد والتفاؤل، التي تجعل من مصر أحد أفضل الأماكن على كوكب الأرض في هذه الأيام. وإنني متحمس بشدة بما نشهده من نتائج ورش العمل إلى الآن، وأتطلع إلى لحظة إتمام إنجاز الأفلام في وقت لاحق من هذا العام، وقيامنا بعرضها أمام الجمهور».

أما ماريان خوري، الشريكة المديرة لشركة أفلام مصر العالمية ومنتجة الأفلام، فتقول: «إن شركة أفلام مصر العالمية ملتزمة برعاية المواهب الناشئة من مخرجي السينما. وتأتي مبادرة «المرأة في مصر الجديدة» في الوقت المناسب نظراً للأحداث التي يشهدها البلد حالياً. وكنتيجة للتفاعل مع شباب هذا الجيل فقد برزت في الصدارة خمسة مشاريع جديدة ستدخل حيز الإنتاج في الأيام المقبلة... إن الاستماع إلى أصواتهم يملأ المرء بالسعادة».

ونذكر أنه منذ الشهر الفائت بدأ المشاركون الخمسة في المشروع عملية تحقيق أفلامهم الإبداعية ذات الدقائق الخمس في ورشة عمل مدّتها ثلاثة أيام في دهشور. وتم تخصيص الوقت المتاح للتركيز على مهارات الإنتاج والتوجيه على يد المخرج المصري محمد خان، الذي أخذ على عاتقه أن يُعلِّم صانعي الأفلام كيفية بلورة أفكارهم في معالجات سينمائية.

الحياة اللندنية في

26/07/2013

 

يزة جنيني، لحن عريق في السينما المغربية

الدار البيضاء – مبارك حسني 

ما الذي كان عليه مآل الصورة الثقافية في المجال السينمائي المغربي لولا ذلك النفس التوثيقي الذي زرعته ورعته أفلام المخرجة المغربية يزة جنيني؟ بكل أكيد كانت ستبدو منقوصة من قدر غنائي، ومبتورة من عمق معرفي ثري. لأن كل عمل السينما الذي قامت به هذه السيدة الذكية متمحور على عمودين مؤسسين لجزء كبير من الثقافة المغربية، وهما الموسيقى من ناحية والنزعة العبرانية المغربية الأصيلة من ناحية ثانية، وهذا المكون الأخير المضمخ بالأرض يبدو في فرادة خاصة لا علاقة لها بكل ما تثيره بألوانها الأخرى خارج الفضاء المغربي. وقد عبرت يزة عن هذين المكونين بالطول والعرض عبر مشوار سينمائي وفني طويل موسوم بالبحث المضني في الأنواع الموسيقية وعن الصور الحية الموثقة الشاهدة.

وقد رأينا ذلك وتتبعناه من خلال عشرات من الأفلام الوثائقية التي أخرجتها جنيني ابتداء من أوائل السبعينيات من القرن الماضي، حيث ساهمت حينها في نشوء السينما الوطنية مع منحها إبانها صبغة السينما ذات البعد الثقافي وليس الفرجوي، حيث لم يكن الإنتاج يتراوح سوى في حدود العشرة أفلام. فقد ساهمت في إنتاج وإشاعة الفيلم الممنوع وقتها «ألف يد ويد» لسهيل بنبركة الذي سيصير بعدها بسنوات مديراً للمركز السينمائي المغربي، وقامت بإنتاج الفيلم التحفة الشهير «الحال» لأحمد المعنوني، عن حياة وحفلات أفراد الفرقة الموسيقية الشهيرة «ناس الغيوان»، هذا الفيلم الذي جعل المخرج الأمريكي الكبير مارتن سكورسيزي يبوِّئه مرتبة هامة في قائمته لأحسن الأفلام في تاريخ السينما العالمية. هذه البدايات تدل على اختيار من عيار ثقيل لامرأة رائدة.

بعدها، اتخذت تجربة المخرجة جنيني منحى شخصياً تجلت فيه حيوية المواضيع المختارة كاستثمار سينمائي توثيقي. وذلك حين قررت الغوص في الذاكرة الجمعية والبحث في الذكريات المختزنة والمُجَمعة، والالتقاء بالأشخاص الأحياء، بهدف إلقاء الضوء على مسار شريحة من الساكنة المغربية التي عصفت بها تيارات التاريخ والسياسة، ويتعلق الأمر خاصة هنا باليهود المغاربة. وفي ذلك الإطار شكل شريطها «أولاد مومن» عملاً فنياً كبيراً ودالاً وجريئاً، فهي قامت فيه بتجميع جل أفراد عائلتها المنتشرين في بقاع الأرض وقاراته من أجل لحظة احتفال بعيد ميلاد في قرية أولاد مومن التي يتحدرون منها، وفي ذات الوقت التقطت لحظة تذكير ومعانقة التربة الأصلية. بذكاء خاص، جعلت المخرجة كل شخص من الحضور يتحدث عن الأصل، عن المسار، عن العلاقة، عن الألم والتهجير والوهم الكبير.. وعن هذا المغرب الذي يحملونه في الجلد والقلب. والحق أن الثقافة العبرية المغربية أمر ما يزال يستمر في كل مناحي حياة المغاربة، في الأكل، واللباس والاحتفال. لقد أتى الشريط علاقة ربط بين مكونات عربية وأمازيغية وأندلسية وصحراوية ويهودية من خلال حيوات أفراد يحفرون في مخزون ذاكرتهم كي يقولوا ما لم يجدوا له الوسيلة المثلى لقوله والبوح به. وهنا، نشير إلى ديباجة الدستور المغربي الجديد الذي ضم كل هذه الهويات كمحددات هوية مشتركة. ومن هنا نلاحظ كيف أن السينما سبقت السياسة والحدث، كما يفعل الفن والأدب دوما في ريادتهما وقيادتهما الرؤيوية لحركية المجتمعات. لقد كان لهذا الشريط الوقع الكاشف لمسكوت عنه، فقد جعلنا لأول مرة نعيد اكتشاف الذات، ومقارعة الموروث التاريخي المدرسي مع مفروض الواقع المجتمعي الحي وإن اختفى ممثلوه، فما أضافوه يظل حياً في الآخر الذي كان يشترك معه في العيش والجوار.

وعلى المنوال ذاته، لكن باستثمار آخر أكثر توحيداً، أخرجت جنيني سلسلة هامة من أفلام تتناول تاريخ وتجليات الموسيقى المغربية حالياً وعبر العصور. وسُمي فيلمها بـ «أصوات المغرب» الذي يضم فهرسة صورية وصوتية لكل التعابير الموسيقية التي يعرفها البلد، من غناء ورقص وطرب متنوع ومتعدد بتعدد المناحي الجغرافيه والأصول الإثنية والتلاقح ما بين كل العناصر البشرية المغربية. العيطة العربية في رحاب الشاوية ودكالة وعبدة وكل وسط البلد حيث استقر العرب، والملحون والطرب الأندلسي الشهير في فاس والمدن التاريخية، والموسيقى الأمازيغية كأحواش في سوس وأحيدوس في الأطلس والعيطة الجبلية والطرب الكناوي الذي يشتهر به السود المغاربة، ولحظات المواسم، تلك الاحتفالية السنوية المتميزة.. في هذا الشريط قامت يزة بتوليفة عجيبة تتجاوز تقنيات الوثائقي الكسولة، بإضافة الروح واللمسة الشخصيتين لمقاربة كل نوع على حدة، بأشخاصه الذين يؤدونه وبتعابيره المختلفة المميزة في مناطق تجليه وانتشاره، جبلاً أو سهلاً أو صحراء، قرية أم مدينة... والأهم أن الموسيقى هذه قدمتها في شكلها اليومي المتداول بدون قشور ولا مثالية غير مناسبة، غايتها في ذلك تقديم عمق الإبداع وقيمة الابتكار المتضمنين في كل لحن خاص وفريد في أرضه التي أنبتته.

«أصوات المغرب» مقطوعات فنية محكمة تجعل المغاربة يعيدون رؤية آفاق وعيهم المشترك. هذا الوعي الذي يميزهم ويربطهم في الوقت عينه مع ذواتهم ومحيطهم الإقليمي القريب. ويزة قامت بعمل سينمائي يجب التأكيد عليه هنا. فليس عملاً وثائقياً لا غير، يعرف ويشهد وينير، بل هو مقاربة سينمائية ذات حساسية قوية بموضوعها، فيها الأثر العاطفي المكثف تقوم الاختيارات اللحنية في الوقت المناسب بترسيخها في العين والذاكرة. يزة التي تحمل اسماً مغربياً أصيلاً، يذكر بأسماء الأمهات القديمة قبل هجوم أسماء بطلات المسلسلات الدرامية، ربطت الأسماء بالألحان بالوقائع بالاشتغالات الشخصية التي لها.

فأتت وثائقياتها أفلاما ثقافية تعريفية تُشاهد كأفلام حكائية روائيه فتضمن الفرجة والمعرفة. هي السينما حين تلج مجال تخليد الأثر.

الحياة اللندنية في

26/07/2013

 

«عشم»:

وجوه من الحياة وإيقاعها اليومي

القاهرة - أمل الجمل 

من اليسير للمشاهد ان يلاحظ منذ البداية كم يعاني الذي أخرجته ماغي مورغان في أولى تجاربها الروائية الطويلة، من مشاكل فنية متفاوتة، سردية في الأساس، بعضها في الأداء التمثيلي، أو في الراكور، وفي بعض مناطق الحوار المباشر السطحي أو المونولج الساذج أحياناً، ومع ذلك لا يفوت المرء ان يلاحظ انه امام حالة سينمائية مثيرة للبهجة ومغامرة تستحق الاحتفاء بها. ليس فقط لأن «عشم» عمل مختلف عما يتحقق ضمن إطار السينما التجارية المبتذلة السائدة في مصر، فهو ينتمي الى السينما المستقلة، إذ أنتج بموازنة محدودة معتمداً على الارتجال والوجوه الجديدة، وليس فقط لأنه يُعيد اكتشاف جماليات القبح والفقر في الواقعية الحالية للمجتمع المصري، أو لأنه من إخراج امرأة شابة تنتمي إلى جيل جديد واعد من المخرجات المصريات - الى جانب هالة لطفي ونادين خان وأخريات -، ولكن أيضاً لتفرد شخصياته التي لا تشبه إلا نفسها، ولجرأة صاحبته في رغبتها أن يخلو عملها من الأحداث أو المشاكل الكبرى في حياة عدد كبير من الشخصيات - اثنتي عشرة شخصية - في ظل غياب الحبكة التقليدية ذات البداية والوسط والنهاية، إلى جانب أن مَنْ يقومون ببطولته من الرجال والنساء أغلبهم شباب ومعظمهم يخوض تجربته الأولى في الوقوف أمام الكاميرا.

لا فساد ولا سياسيون

لا يحكي الفيلم عن شخصيات مهمة في المجتمع، فلا قصص فيه عن فساد رجال الأعمال والسياسة، أو ضحايا العشوائيات ومخاطرهم، إنه فيلم عن أناس بسطاء، انهم قوم مسالمون لكنهم أقوياء الإرادة. بشر عاديون من مستويات اقتصادية واجتماعية مختلفة ينتمي أغلبهم للطبقة الوسطى وبعضهم للطبقة العاملة أو الأثرياء، معهم يبدو الشريط الفيلمي وكأنه قطاع عرضي لمجتمع تتنازع أفراده الأحلام والهموم،

ولا تخلو سريرتهم من «العشم». و»عشم» هو تعبير بالعامية المصرية يعني الأمل والرجاء. وهو أيضاً اسم أحد أبطال الفيلم الهامشيين بنفس هامشية العشم ذاته فهو في النهاية مجرد احتمال لا علاقة له بالمتن. إنه مهرج شاب دائم الابتسام يطمح إلى أن يجد وظيفة ثابتة، وأن يقابل لاعب كرة مصري شهير فيذكرنا بجملة للروائي الياباني «هاروكي موراكامي» على لسان بطلته سومير في «سبوتنيك سويت هارت»: «لو أفرغنا الحياة من الأشياء التافهة لما بقي فيها شيء».

يتضمن الشريط الفيلمي مجموعة من البورتريهات لأناس بعضهم لا يمتلك شيئاً سوى الأمل والعشم والقدرة على الابتسام والفرح بأقل الأشياء، من بينهم رضا وهي فتاة ريفية نقية القلب تأتي إلى المدينة لتلتحق بوظيفة عاملة نظافة في حمام أحد الفنادق فتجمعها الصدفة بعامل الأمن هناك الذي يحلم بدراجة بخارية تُساعده في كسب رزقه ورفع مستوى حياته، ومحاسب ضرائب تخشى زوجته فقدانه بسبب الشكوك في مرض خطير أصابه، فهو سندها وسند أطفالها وعائلهم الوحيد في الحياة، فتتضرع إلى الله أن يحميه لهم، وممرضة مغتربة تسعى للحصول على «كارنيه» يحمل اسمها ومهنتها، ولا تتردد في خدمة ورعاية والدة الطبيب الذي يساعدها عندما يقرر الهجرة، وزوجة شابة تعاني الإجهاض المتكرر فيساندها زوجها وجارها المُسن البشوش المتفائل دائماً، إلى جانب حكايات أخرى عديدة.

واضح ان في كل هذه «البورتريهات» تنويعات على الحب، أو هي تشي بإرهاصات به، بعض الأبطال يبذل الجهد لحمايته خائفاً من فقدانه، والبعض الآخر يُقرر التضحية به في لحظة الاختيار، إما بسبب فارق اجتماعي وثقافي، أو لاختلاف الطبائع الشخصية، أو لأنه يتعارض مع طبيعة وشكل الحياة التي يريد أن يحياها كلا أو أحد الطرفين.

كل ذلك يتم سرده من خلال التوازي، ومن دون الرجوع إلى الماضي باستثناء قصة حب واحدة تبدأ بلقاء مصادفة، ثم تعود المخرجة - أو المونتير، أو كليهما معاً - عبر الفلاش باك لتحكي لنا كيف انتهت بالفشل ومن ثم الفراق بين اثنين من الأثرياء الشباب. صحيح أن الفلاش باك غير مبرر، وغير معروف مَنْ هو الشخص الذي نرى بعيونه أو بذاكرته هذا الفلاش باك، لكنه على أي الأحوال لم يكن منفراً في شكل زاعق، وهذا لا ينفي أنه كان في مقدور صُنَّاع العمل تفاديه في شكل أكثر فنية ومهارة ويسر.

لعبة المصادفة

تتم معظم اللقاءات بين الشخوص عن طريق المصادفة، لكنها لا تُمثل مشكلة فنية، لأن الحياة ذاتها قائمة على الصُدف ولا تخلو منها. إن توظيف المصادفات في الفن يُصبح نقطة ضعف فقط عندما لا يكون مبرراً ومقنعاً بأنه حقيقة. كما أن إيقاع اللقطات والمشاهد والفيلم بشكل عام منضبط ومتوازن باستثناء لقطات قليلة ترهل فيها الإيقاع إما لطول الحوار أولأداء حركي مفتعل، وآخر افتقد لتلقائية الأحاسيس وصدقها كما في بعض مشاهد الطبيب.

لحظات الإضاءة الداخلية أو البصيرة هي سمة يصطبغ بها عدد من شخوص الفيلم، وهى إما أن تجعل صاحبها يشعر بالنوستالجيا، أو بأنه ليس وحيداً وأن آخرين في هذا العالم يُشاركونه تلك المشاعر والهواجس والرغبات مثلما يحدث في مشهد ساحر يدور في الكنيسة عندما تتلاقى نظرات المرأة المسنة والمرأة الشابة المجهضة، وإما أن تجعل المرء يسعى لتغيير سلوكه وتطوير أدواته كما فعلت زوجة المحاسب إذ تبدأ في تعلم القيادة التي كانت ترهبها، وهو سلوك يحمل دلالة رمزية تنم عن أن هذه المرأة التي كانت تقبع في البيت، تشعر الآن بأن عليها أن تكون مُسلحة وقادرة على حماية نفسها وأبنائها، وألا تعتمد فقط على زوجها فإذا مات أو أصابه مكروه انهارت حياتها.

في نهاية العمل تظهر البطلة الشابة الثرية عقب اندلاع الثورة وتسأل عشم بينما يرتقي بهما المصعد: «هتشارك في التظاهرات؟» فيجيبها :»لا. أنا عامل الأسانسير الجديد.» فتحثه قائلة: «لازم تشارك في التظاهرات.» فيرد في اطمئنان: «أنا عندي وظيفة.» فهل أصرت المخرجة على الاحتفاظ بهذه الشخصية وبحكاية فشل خطبتها لإضفاء التنوع والاختلاف بين القصص الأخرى ونهاياتها؟ أم كان ذلك لتوظيفها كتكئة تؤكد بها أن الثورة المصرية في 25 يناير كانت ثورة حريات قام بها المثقفون خصوصاً من الطبقة الوسطى العُليا؟!

الحياة اللندنية في

26/07/2013

 

لبلبة: تلك الشيطانة التي احببناها

رامي عبد الرازق 

-        من هي نيوشكا مانول كوباليان ؟

-        انها فنانة"مصرية"شهيرة! الا تعرفها؟

-        لا احد يعرف هذا الأسم!

-        دعني اعطيك تلميحا بسيطا"لبلبة"

-        يا إلهي..لا اصدق!!

لا احد من الأجيال الجديدة على وجه التحديد يصدق ان تلك الأيقونة التي اصبحت جزء من التراث السينمائي والأجتماعي المصري تحمل هذا الأسم الغير مصري, لقد تحولت لبلبة بحكم موهبتها الواسعة وتعدد امكانياتها الفنية من تمثيل وغناء ورقص وتقليد فنانين, وعبر محطات سينمائية مختلفة امتدت لقرابة الستين عاما من مجرد اسم إلى صفة فنية بل وانسانية, فحين نريد ان نطلق على هذه الفتاة او تلك انها متعددة المواهب وذات شخصية فنية تضج بالمرح والانطلاق نقول انها"لبلبة".

في عام 1950 استطاع انور وجدي ان يخلق من الطفلة المعجزة انذاك فيروز او"بيروز ارتين كالفيان"(شيرلي تمبل)الشرق وذلك عندما قدمها لأول مرة في فيلم"ياسمين" وكانت نيوشكا أو نونيا -كما يطلقون عليها في العائلة-انذاك في الخامسة من عمرها, ترى ابنة خالتها التي تكبرها بعامين تصبح نجمة سينمائية, وتتحول في عام واحد فقط إلى"فيروز هانم", في حين كان المعلم"صديق"متعهد الحفلات لا يزال يصطحبها إلى المسرح القومي لتقديم استكشات خفيفة لتقليد الفنانين, وهي الموهبة التي سوف تلازمها طويلا وتصبح بوابة دخولها إلى عالم الأفلام, كانت نونيا رغم سنوات عمرها الصغير تتمكن من اضحاك الجمهور بما لها من حضور مميز وروح قوية.

بعد عام واحد وبينما تجتاز سنوات عمرها اصابع اليد الواحدة يكتشف الكاتب"ابو السعود الابياري"الجوهرة التي تلمع في داخلها, لم تكن مجرد مقلدة جيدة للفنانين وهي موهبة تحتاج إلى ذاكرة جسمانية وتطويع للجسد ونبرة الصوت والملامح ولكنها ايضا تملك صوت جيد وقدرة كبيرة على التقمص, انها لهلوبة فنية صغيرة او"لبلبة"وهي الصفة المؤنثة المشتقة من الكلمة العامية"لبلب" وتعني الانطلاق والفصاحة وسرعة الحركة والكلام والبديهة.

يطلق عليها الأبياري الأسم الفني ويقدمها لاول مرة في"حبيبتي سوسو"عام 51, ولكن انطلاقتها الحقيقية تأتي على يد نفس الفنان الذي اطلق من قبل ابنة خالتها"انور وجدي"وذلك عام 54 بفيلم "اربع بنات وضابط"مع لهلوبة أخرى من لهاليب السينما المصرية"نعيمة عاكف".

كان وجدي قد حقق نجاحا كبيرا مع فيروز قبل عام واحد بفيلمه المميز"دهب"53 ولكن كان الوسط الفني انذاك منفتح وعلى قدر من التحضر والليبرالية للدرجة التي من الممكن أن يستوعب أكثر من طفلة معجزة ولو من نفس العائلة ولو من ديانة واصول ثقافية وعرقية اخرى غير مصرية او عربية.

هذه العائلة الأرمينية الأصل التي استوطنت مصر وانجبت ثلاثة من اشهر اطفال السينما المصرية فيروز ولبلبة ثم لاحقا نيللي-شقيقة فيروز-وجدت في مصر الخمسينيات-وتحديدا قبل حركة الجيش في يوليو52- تربة خصبة للترعرع والنمو دون عوائق طائفية او عرقية او ثقافية من اي نوع, كان المجتمع المصري الكوزموبوليتاني قادرا على توفير سقف مرتفع من الحرية العقائدية والعرقية والثقافية بل وهضم هذه الاعراق والثقافات واعادة تشكيلها بنكهة مصرية خالصة ومميزة.

هؤلاء الصغيرات الثلاث الائي اكملت اثنان منهن طريق الفن واستطاعتا ان تحققا هذه الايقونية المصرية هم نتاج شكل مجتمعي منفتح وليبرالي وجمهور ذواقة بفطرته لم تتشكل لديه عصبية طائفية او ثقافية رغم انحسار مستوى التعليم وقتها في طبقات معينة.

محطات

نستطيع أن نلخص مشوار لبلبة في اربعة محطات رئيسية خلال ستين عاما من العمل بالسينما, المحطة الأولى تبدأ مع"حبيبتي سوسو"51 عندما كانت في السادسة من العمر وعلامة تلك المرحلة المميزة كما ذكرنا فيلم"اربع بنات وضابط "لانور وجدي الذي قدمت فيه دور صغرى الشقيقات الأربعة التي يقع على عاتقها كل الشيطنة والشقاوة, وتتميز تلك المرحلة بتركيز المخرجين على ان تقدم الطفلة الصغيرة او الفتاة فيما بعد اسكتش تقليد الفنانين داخل الفيلم مهما كانت القصة, المهم ان يقودنا السيناريو واغلبه لافلام كوميدية خفيفة او ميلودارمية إلى مساحة تقدم فيها لبلبة فقرتها المعروفة في تقليد الفنانين, هذه المحطة استمرت حتى منتصف الستينيات تقريبا وضمت افلام الحبيب المجهول 55 النغم الحزين 60 قاضي الغرام 62 وكانت لبلبة في تلك الفترة تظهر في بعض الافلام دون ان يكون لها دور تمثيلي مثل فيلم بنات بحري 62 حيث ظهرت في احد المشاهد لتقدم اسكتش تقليد كامل عبارة عن فقرة في ملهى ليلى يذهب إليه ابطال الفيلم ماهر العطار وعبد السلام النابلسي وفيه قدمت تقليد للمطربين مثل عبد المطلب وعبد الحليم حافظ وهدى سلطان وصباح.

المحطة الثانية هي محطة الشابة الجميلة التي تجاوزت العشرين ولم يعد تقليد الفنانين هو ميزتها الوحيدة بل لم تعد تقدم افلاما تحتوي على هذه الأسكتشات الخفيفة الضاحكة هذه المحطة تبدأ في السبعينيات مع افلام"رحلة شهر العسل"70 و"برج العذراء" 72 امام صلاح ذو الفقار في دور زوجة تعاني من هوس زوجها بقراءة الطالع والأبراج, واستمرت هذه المرحلة تقريبا طوال سنوات السبعينيات.

الملامح الأساسية للبلبة في تلك الفترة تبلورت في ادوار الفتاة المرحة خفيفة الظل الساخرة الجريئة في ملابسها صاحبة الموهبة الغنائية والاستعراضية ولم تخرج عن حدود الشخصية الطيبة سنيدة البطل او صديقة البطلة او احد ثلاثة بطلات داخل العمل الواحد, حيث تميزت السبعينيات بأفلام البطولة الجماعية والتي كانت تتكرر فيها وجوه واسماء بعينها مثل افلام"24 ساعة حب"و"في الصيف لازم نحب"و"البنات والحب"وكلها من إنتاج 74.

في"24 ساعة حب"قدمت شخصية احد الصديقات الثلاث الائي ينتظرن عودة عشاقهن الذين يعملون كبحارة على سفينة لا تمنحهم سوى 24 ساعة فقط كأجازة كل ستة اشهر, وفي"الصيف لازم نحب"هي احد ثلاثة شقيقات يعانين من تزمت ابوهن الرجعي الطريف عبد المنعم مدبولي او الاستاذ عبد الحفيظ المتحفظ.

وتستمر مرحلة البطولة الجماعية بالنسبة للبلبة في افلام"مولد يا دنيا"مع حسين كمال 75 كأحد افراد عصابة إجرامية طريفة يقوم أحد مدربي الرقص"محمود ياسين"بانتشالهم وتكوين فرقة استعراضية من خلالهم او في الكوميديا الاجتماعية"البعض يذهب للمآذون مرتين"78 في دور زوجة ولود هي واحدة من ثلاثة شقيقات يفكر ازواجهن في تطليقهن بسبب مشاكل الزواج والاطفال.

توتو

 التقت لبلبة بعادل امام في اكثر من فيلم سواء من خلال شكل الثنائي داخل افلام البطولة الجماعية او عبر بطولات فردية مطلقة كان ابرزها"خلي بالك من جيرانك"عام 79 ولكن في عام 82 كان لقائهم الأهم في"عصابة حماده وتوتو"إخراج محمد عبد العزيز والمأخوذ عن الفيلم الأمريكي"مرح مع ديك وجين".

كان من الممكن ان يكون هذا الفيلم فاتحة انطلاق جديدة بالنسبة للبلبة خاصة مع النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه ومع وصول لبلبة إلى مرحلة النضج الانثوي التي استمرت تغلفه بالخفة والرشاقة والغناء الأستعراضي الطريف حيث قدمت اقصى طاقتها في شخصية توتو، ولكن كانت السينما المصرية في ذلك الوقت تمر بمنحنى خطير افرزته فترة الانفتاح السبعينية وتخلي الدولة تدريجيا عن دورها في إنتاج الأفلام وسيطرة ما عرف بسينما المقاولات والتي كانت احد افرازات عصر الفيديو واثرياء الخليج التي كانت تصدر لهم افلام رديئة الصنع معبئة في شرائط الفيديو بتكلفة قليلة وافكار مستهلكة ومستوى اخراجي وانتاجي متدني ووضيع.

انجرفت لبلبة في بعض تجارب هذه المرحلة في افلام لم تكن تليق لا بخبرتها ولا بموهبتها خاصة انها اثبتت ان تلك الخبرة والموهبة يمكن أن تقدم شئ مختلف مثل"احترس من الخط" ايضا مع عادل امام وسمير سيف 84 وهو احدي اهم الأفلام الكوميدية في سنوات الثمانينيات والذي لم يقل نجاحا وجماهيرية عن حماده وتوتو.

استمرت تلك المحطة حتى عام 1990 عندما قدمت اخر افلامها كفتاة شقية تغني وترقص وتمرح وتتشيطن على البطل امامها في فيلم "الشيطانة التي احبتني" مع محمد صبحي- وسمير سيف ايضا-في دور فتاة من تشكيل عصابي تقوم باغواء ضابط شرطة لينضم اليهم فيما يحاول هو أن يثبت انه لا يوجد مجرم بالسليقة بل كل مجرم هو ضحية ظروف مجتمعية مشوهة.

مع بداية التسعينيات تودع لبلبة صورة الفتاة المرحة, تلك الشيطانة الصغيرة التي استمرت تضحك وتغني وتقلد الفنانين طوال اربعين عاما كاملة لتبدأ مرحلة اخرى مختلفة تماما, حين التقطها رادار المخرج الراحل عاطف الطيب وقرر ان يسند لها دورا في فيلمه"ضد الحكومة" امام احمد زكي عام 92 ثم البطولة المطلقة امام نور الشريف في أخر افلام الطيب"ليلة ساخنة"94 في دور حورية العاهرة الشريفة التي تساعد سائق التاكسي على تجاوز محنته الليلية التي هي محنة الطبقة الدنيا التي كانت على وشك الأنسحاق تحت وطأة الظروف الأقتصادية والاجتماعية لمجتمع بلا قلب.

بهية  

لا شك ان شخصية حورية في"ليلة ساخنة" كان مقدمة منطقية لاختيار لبلبة في احد اهم شخصيات عالم يوسف شاهين على الأطلاق وهي شخصية"بهية" التي ظهرت لاول مرة في فيلم العصفور وقدمتها محسنة توفيق ثم تغيرت البهيات وبقيت الشخصية تعبر عن الأم/ مصر في سينما شاهين.

كان هذا عام99 عندما قدم شاهين"الاخر"ورغم ان البطولة كانت لنبيلة عبيد في دور الأم المتسلطة الشهوانية"امريكا"وحنان ترك النجمة الصاعدة وقتها، إلا أن مشهد بكاء لبلبة عندما ابلغتها ابنتها"حنان"بأنها تحب وتزوجت في سيناء من حبيبها كان مشهدا رائعا حين طفرت الدموع من عيونها فجأة وهي تبتسم وتهتف "اشوفه" قاصدة زوج ابنتها.

سوف تعود لبلبة لتقديم بعض الأدوار الكوميدية في شكل اقرب للنوستالجيا في افلام "عريس من جهة امنية" مع توءمها المفضل عادل امام و"بوحة" مع محمد سعد و"وش اجرام" مع محمد هنيدي لكن تلك الأفلام لن تترك اثرا وسرعان ما سيفسرها البعض على انها مجرد محاولة لاستعادة امجاد الماضي الكوميدي الذي لم يعد قريبا.

لكن بلا شك ان لبلبة استطاعت ان تصنع لنفسها مساحة خاصة جدا بعيدا عن تلك التجارب العابرة وذلك على مستوى النضج الفني الحقيقي الذي يثبت ان الموهبة الاصيلة تتألق بتقدم العمر وتراكم الخبرات سجلت لبلبة اسمها كممثلة جادة ذات قدرات انفعالية وتمثيلية عالية في افلام "جنة الشياطين"مع اسامه فوزي 2000 في دور عاهرة شوارع تقع في حب رجل ميت, وفي"معالي الوزير"مع احمد زكي وسمير سيف في دور زوجة الوزير التي تعاني من فساده وكوابيسه الانهائية.

واستدعاها شاهين مرة أخرى لتقوم بدور زوجته في الجزء الرابع من سيرته الذاتية "اسكندرية نيويورك"وان لم يكن الدور بنفس ألق بهية في الآخر لكنها استطاعت تقديم دور زوجة المخرج العبقري التي تكتشف ان لزوجها ابنا من امراة اخرى بينما هي لا تنجب.

هكذا حملت سنوات الألفية الجديدة شكلا مختلفا للشيطانة الصغيرة ذات الألف وجه، كان اخرها دور الام التي تنتمي لبقايا الطبقة المتوسطة التي تحاول ان تمسك زمام اسرة مكونة من خمسة ابناءفي"عائلة ميكي" اخراج اكرم فريد وبهذا حققت تنوعا لم تحققه ممثلة من جيلها حيث وقفت امام عدسة خمسة اجيال من مخرجي السينما المصرية.

وبعيدا عن كونها تظهر بالحجاب لأول مرة لكن المشهد الذي تجلس فيه لتستعيد التفاصيل الحية من طفولة كل ابن من ابنائها وهي تبكي في حنان وامومة يكفي كي ندرك ان لديها المزيد لتقدمه طالما ظلت على الساحة او كما قالت في احد حواراتها "نفسي لما اكبر وابعد عن الوسط يقولوا الست دي كانت بتعمل شغل حلو".

عين على السينما في

26/07/2013

 

أفلام العيد في صالات المونتاج..

كريم وهانى وغادة ودرة فى مقدمة السباق!

أمل صبحى 

تستعد دور العرض السينمائية لاستقبال مجموعة جديدة من الأفلام والتي ستظهر للنور مع حلول موسم العيد حيث تم الانتهاء من بعضها ووصول البعض الآخر للمراحل الاخيرة من المونتاج وعلى رأس هذه الأفلام فيلم «الفيل الازرق» الذى يشهد عودة النجم كريم عبدالعزيز للظهور على الشاشة الفضية فى البطولة نيللى كريم وخالد الصاوى ولبلبة والتأليف أحمد مراد والاخراج مروان حامد.

كما ينافس هانى رمزى فى هذا الموسم بفيلمه »توم وجيمى« الذى كان من المقرر نزوله فى الموسم السابق ونظرا لعدم الانتهاء من تصويره بشكل كامل تم تأجيله.

بينما واجه فيلم »البرنسيسة« سوء حظ لأكثر من مرة بعدما كان من المقرر نزوله فى أكثر من موسم ويتم تأجيله ليعود وينافس هذا الموسم بين أفلام العيد يشارك فى البطولة علا غانم، وراندا البحيرى وشمس وحسام فارس وضياء الميرغنى التأليف مصطفى السبكى والاخراج وائل عبدالله.

وفى التجربة الثالثة لنضال الشافعى نحو البطولة المطلقة فى السينما بعد فيلمى »الطريق الدائرى«، »يا أنا يا هو« يعود مع فيلم »الجرسونيرة« ليشارك غادة عبدالرازق ومنذر رياحنة فى أولى بطولاته فى السينما أيضا يستعد النجم محمد رمضان ليعود هذا الموسم ليشارك بفيلم »قلب الأسد« فى التجربة الثالثة نحو البطولة المطلقة بمشاركة فيلمه الجديد حورية فرغلى وحسن حسنى وسيد رجب والاخراج كريم السبكى.

وبالاضافة لأفلام البطولة الجماعية فى فيلم »فارس أحلام« بطولة درة وهانى عادل وأحمد صفوت وتأليف محمد رفعت والاخراج عطية أمين، »نظرية عمتي« بطولة حسن الرداد وحورية فرغلى وايناس كامل وليلة التأليف عمر طاهر والاخراج أكرم فريد وأخيرا فيلم »زجزاج« بطولة محمد نجاتى وريم البارودى وميرنا التأليف أمانى البحطوطى والاخراج أسامة عمر.

أخبار النجوم المصرية في

26/07/2013

 

يسرا وليلى وإلهام... كلّو مع العسكر

أحمد جمال الدين, محمد عبد الرحمن 

رغم الانتقادات الكثيرة التي طالت دعوة عبد الفتاح السيسي لنزول المصريين إلى الشارع وتفويض الجيش محاربة الإرهاب، أجمع الوسط الفني على الاستجابة. ورأى المنتقدون أنّ الدعوة بمثابة تصريح بالقتل، مطالبين بأن يقتصر التفويض على «العناصر الإرهابية فقط»، وضمان عدم امتداده إلى المعتصمين السلميين أيّاً كانت مواقفهم السياسية.

أما الطرف المؤيّد للسيسي، فرفض كل هذه الانتقادات، وخصوصاً النجوم الذين اعتبروا الإرهاب غولاً حقيقيّاً يهدّد المصريين بعد عزل محمد مرسي. بعد مشاركة النجوم الأقوياء في تظاهرات «30 يونيو»، تكرّر المشهد أمس الجمعة في المسيرة التي انطلقت من أمام وزارة الثقافة في حيّ الزمالك في القاهرة ومرّت بدار الأوبرا، قبل أن تنتهي عند ميدان التحرير. وكانت المسيرة سبقتها أول من أمس دعوة أطلقها الوسط الفني نفسه لوقف عرض المسلسلات على التلفزيون المصري وتسع قنوات خاصة (الأخبار 25/7/2013). بعدها، توالت التصريحات المؤيدة للفريق السيسي على طول الخط. فقد رأى عادل إمام أنّه يجب على الشعب الاستجابة لنداء الجيش كما فعل الأخير في «30 يونيو». ورفض «الزعيم» المقارنة بين السيسي وجمال عبد الناصر، فـ«لكلّ مرحلة رجلها، والسيسي رجل المرحلة»، فيما أكّدت يسرا أنّها حرصت على التفرّغ للمشاركة في التظاهرات، إذ توّجهت إلى قصر الاتحادية وميدان التحرير من أجل مشاركة المتظاهرين المؤيدين للقوات المسلحة. ورأت الممثلة المصرية أنّ «الجيش تفهّم طلبات المصريين واستجاب لهم سريعاً، لذا علينا أن نستجيب لهم عندما يطالبوننا بالنزول إلى الشارع». وأكّدت ثقتها بقدرة القوات المسلحة على الاستجابة لمطالب الشعب مع الرئيس المؤقت عدلي منصور. الأمر نفسه أكّدته المخرجة إيناس الدغيدي التي أعربت عن دعمها للجيش في مواجهة الإرهابيين وإعادة فرض الأمن. ورغم عدم مشاركة نبيلة عبيد في التظاهرات، أكدت مساندتها للمتظاهرين ودعوة الجيش، مشيرة إلى أنها تكتفي بالمتابعة التلفزيونية لما يحدث في الشارع، بسبب حالتها الصحية التي لا تسمح لها بالحضور في أماكن التجمعات. ورغم إقامته في أميركا بسبب خضوع زوجته للعلاج، حرص الممثل والمخرج محمد صبحي على التواصل مع القنوات المصرية لنفي التصريحات المنسوبة إليه عبر بوابة جريدة «الحرية والعدالة» الإخوانية التي ادّعت أنّه رفض تلبية دعوة السيسي. وأشار صبحي إلى أنّه لا يمتلك أيّ حساب على فايسبوك وتويتر، وأن البعض يلفّق له تصريحات غير حقيقية لأغراض سياسية، مؤكداً أنّ «مصر باتت على موعد حاسم لاستئصال الخلايا السرطانية التي تهدّد وحدتها»، في إشارة إلى الإخوان المسلمين. كذلك، انضم إلى قائمة الفنانين المؤيدين لدعوة السيسي: محمد هنيدي، وسمية الخشاب، وليلى علوي، وإلهام شاهين، وهاني سلامة، إضافة إلى أعضاء مجالس النقابات الفنية الثلاث. ورغم هذا التأييد الجارف، لم يخلُ الأمر من أصوات معارضة، إذ رفض عمرو واكد الذي يعدّ أحد أبرز وجوه «ثورة يناير» دعوة السيسي، وغرّد على تويتر «بجد أول مرة ما بقاش عارف أعمل إيه. لن أفوّض أحداً لقتل أيّ حدّ، وحتى لو كان الحدّ ده محتاج يتحبس أو يتنفي بعيد»، فيما واصل الممثل الكوميدي أحمد عيد رفضه لما سمّاه الانقلاب على الشرعية، بينما اعتصم خالد الصاوي وخالد أبو النجا بالصمت، ولم يصدرا أيّ تصريح مؤيّد أو معارض لدعوة السيسي التي عارضها المطرب حمزة نمرة المحسوب أساساً على التيار الإسلامي.

الأخبار اللبنانية في

26/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)