حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

العرب أبرياء هذه المرة

هوليوود تحتل البيت الأبيض وتهدد الرئيس

لندن: محمد رُضا 

 

ألا يكترث الأميركيون إذا ما تم تدمير البيت الأبيض بمن فيه؟

إذا ما كان الجواب مرتبطا بإيرادات فيلم «سقوط البيت الأبيض» فإنه سلبي. لا يكترث الأميركيون لهذا الاحتمال. ربما لا يعتقدون أنه يمكن أن يحصل أو ربما لا يمانعون أن يحصل. من يدري؟ ما هو ثابت أمران: الأول أن الأفلام المبنية على الهجوم على بيت الرئيس الأميركي واعتقاله أو إهانته أو قتله تتكاثر منذ حين، والثاني أن هناك رغبة هوليوودية ذات أطوار غريبة للتدمير. كان الدمار يقع نتيجة حروب مختلفة، معظمها بين مخلوقات الفضاء ومخلوقات الأرض، الآن باتت تنتقل إلى المدن الأميركية الكبرى وواشنطن العاصمة في مقدمتها.

في فيلم رولاند إيميريش الجديد «سقوط البيت الأبيض» (كتابة جيمس فندربلت) تتمكن مجموعة من الإرهابيين المنظمين من احتلال البيت الأبيض بالكامل، وخلال ذلك قتل عشرات من رجال الأمن وبعض الأبرياء الذين كانوا يزورون البيت الأبيض كسياح. أحد هؤلاء هو الجندي السابق الذي أبلى بلاء جيدا في العراق وأفغانستان كال (شانينغ تاتوم)، وهو جلب ابنته الصغيرة معه. غاية الزيارة الأخرى هي التقدم بطلب تعيينه رجل أمن الرئيس. لكن فينيرتي (ماجي جيلنهال) المسؤولة عن رجال أمن الرئيس تعرف ماضيه ولا تطمئن إلى صلاحيته. من الصدفة بمكان أن هذا يحدث في الوقت ذاته الذي تسلل فيه عملاء العصبة الإرهابية وأخذوا ينتشرون كتمهيد للهجوم الضاري واحتلال البيت الأبيض. حالما يقع ذلك، يجد كال نفسه مطالبا بالدفاع عن حياة شخصين: ابنته الصغيرة (راتشل ليفيفر) والرئيس الأميركي نفسه (جيمي فوكس) الذي وجد نفسه وسط جثث أعوانه.

ابحث عن المجرم المخطط فتجده ووكر (جيمس وودز) الذي يريد الانتقام من الرئيس لأنه خسر ابنه في الحرب العراقية ومستاء من خطط الرئيس الانسحاب عسكريا من الشرق الأوسط تبعا لخطة سلام جديدة تشمل إنهاء النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين الولايات المتحدة وإيران أيضا. ووكر الذي يشغل منصب رئيس الأمن الخاص، وهو ليس وحده، بل يعاونه خفاء حتى المشهد الأخير رافلسون (رتشارد جنكنز) الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض. أما الإرهابيون المستأجرون للمهمة فهم شراذم من العنصريين اليمينيين وهم في المهمة الخطرة لأجل الفوز بـ400 مليون دولار سيتم تحميل طائرة الهروب بها.

حين تبدأ عملية احتلال البيت الأبيض يثير الإعلام الأميركي أن «العرب» هم من يقف وراء هذا الاعتداء. لكن الفيلم ينقد هذا الاستعداد الإعلامي الجاهز للوم العرب ويبرئ هذا الطرف من كل تهمة. ووكر ينظر إلى رئيس عصبته المسلحة ويقول له: «يعتقدون أنني عربي». الكلمة تقع في مكانها وتلتحق بأهم عنصر إيجابي يحمله الفيلم... وهو يكاد أن يكون العنصر الوحيد، ذلك لأن الفيلم، بعضه على بعض، ليس سوى عمل أكشن افتراضي المنطلق وسطحي المعالجة مستوحى من الحبكة الأم التي وضعها ستيفن إ د سوزا عن رواية رودريك ثورب بعنوان «داي هارد» وحولها جون مكتيرنن إلى فيلم سنة 1988. تلك الحبكة، التي تكررت مرارا ما بين ذلك التاريخ واليوم، تنص على أن رجل أمن أو عسكريا يحدث أنه كان في المكان الذي تتم السيطرة عليه من قبل عصابة إرهابية منظمة تقبض على رهائن أبرياء مقابل شروط (غالبها مادي) فيختفي في المكان منفذا عمليات فردية مضادة للقضاء على أفراد المنظمة المسلحين جيدا والمتميزين بمختلف أنواع المهارات.

الفارق هو أن هذه العمليات لا تنقذ ابنة «البطل» الأبيض ورئيس الجمهورية الأفرو-أميركي (مثل أوباما) فقط، بل الولايات المتحدة والعالم بأسره بعدما تم إحباط محاولة ووكر وشريكه ارتكاب مذبحة نووية لدول استعدت بدورها لإطلاق ما لديها من أسلحة مماثلة على كل مدينة أميركية متوسطة أو كبيرة. لكن الدمار يصيب البيت الأبيض بالفعل ومحيطه المدني كذلك... على هذا تنص النهاية، على أن البيت الأبيض ليس سوى مبنى يمكن إعادة بنائه من جديد.

* مؤامرات سابقة

* قبل أشهر ليست بعيدة، قام «أولمبوس سقط» لأنطوان فوكوا (عن سيناريو لكريتون روثنبرغر وكاترين بنديكت) بعملية تدمير شاملة للبيت الأبيض. المهاجمون كانوا عملاء كوريين شماليين بالتعاضد مع خونة أميركيين اخترقوا دفاعات البيت الأبيض بالقوة. أحبطوا محاولات الجيش الأميركي استعادته، وألقوا القبض على الرئيس الأميركي (آرون إكهارت) وأعضاء الحكومة وأهانوهم، كما قتلوا بعضهم بدم بارد. مثل هذا الفيلم هناك شخص واحد يجد نفسه داخل البيت الأبيض ويبدأ بمفرده عملية إبادة عملاء الجيش الكوري والخونة الأميركيين بنجاح لافت.

البيت الأبيض في «أولمبوس سقط»، مع نهاية الفيلم، تم دكه بالكامل. المدينة ذاتها نالها خراب أكثر من ذلك الذي في الفيلم الجديد. وكلاهما جاء في أعقاب «جي آي جو» (إخراج جون م. تشو عن سيناريو لريت ريز وبول فرنيك) الذي دار أيضا حول مؤامرة قتل الرئيس الأميركي (جوناثان برايس) بعد حجزه وقيام شبيه تام به (برايس أيضا) بالتظاهر بأنه الرئيس الفعلي، وذلك تمهيدا للقيام بعمليات عسكرية وخيمة الأثر. اللافت أن شانينغ تاتوم لديه دور في ذلك الفيلم أيضا، ولو أن البطولة هي لدواين جونسون أساسا. كذلك أن تدمير البيت الأبيض أو الوصول إليه لاحتلاله أمر ممكن. وهو ما ورد في فيلم «سولت» (فيليب نويس - 2011) حيث يتم اقتحام البيت المنيع وتهديد حياة الرئيس.

في عام 1996 نجد جذور الموجة. إنه العام الذي قام المخرج تيم بيرتون بتحقيق فيلم خيالي - علمي ساخر بعنوان «المريخ يهاجم» سمح فيه للمخلوقات المحتلة دخول البيت الأبيض وقتل الرئيس الأميركي (جاك نيكولسون)، بينما كان هذا يحاول التفاوض دبلوماسيا معها.

بعد 2001 ازدادت المؤامرات على البيت الأبيض وتكررت صور الدمار الشامل للمدن الأميركية (نيويورك، لوس أنجليس، وواشنطن أساسا) على نحو يذكر الأميركيين بكارثة ذلك التاريخ. صور مضروبة بعشرة أضعاف ما خلفه الهجوم الإرهابي الفعلي على مركز التجارة العالمي في نيويورك. إنه كما لو أن السينما تحاول أن تبز الواقع عبر التأكيد على احتمالات كارثية ممكنة.

الرئيس أفريقي اختيار رئيس جمهورية أفرو-أميركي، كما الحال في «سقوط البيت الأبيض» لا يزال محدودا. قبل جيمي فوكس في هذا الدور شاهدنا داني كلوفر يلعب دور صاحب البيت الأبيض في «2121» للمخرج رولاند إيميريش الذي أخرج الفيلم الحالي. على الشاشة الصغيرة قام دنيس هايزبرت ود. ب. وودسايد، وهما ممثلان أفرو-أميركيان بلعب دور الرئيس الأميركي في مسلسل «24». 

بين الأفلام

أفضل الأفلام قديمها

(4*)Dial M For Murder

 * إذا كنت في لندن فأنت محظوظ لأنك ستستطيع ترك كل فيلم جديد لكي تؤم فيلما من عام 1954 يرتفع بفنه وأسلوبه على كل فيلم جديد معروض على نطاق واسع، وهو «أدر قرص م للجريمة». للتذكير كانت الهواتف الأولى عبارة عن أقراص مستديرة وحرف M يعادل رقم 6 الذي، على ما يبدو، كان رقم النجدة. راي ميلاند في هذا الفيلم البريطاني يخطط لقتل زوجته غريس كيلي مستعينا بقاتل يدخل البيت خلال غيبته المقصودة ليخنق الزوجة. ما يحدث هو أن الزوجة هي التي تقتل القاتل وتطلب البوليس (جون ويليامز) الذي يحقق، بينما نتابع محاولات الزوج إبعاد الشبهة عن نفسه. لماذا هو فيلم ممتاز؟ هل أستطيع الاكتفاء بسبب واحد؟ مخرجه هو ألفرد هتشكوك (عروض: محدودة) (1*)Grown Ups 2

هناك حد أدنى للرداءة، وهذا الفيلم يتجاوزه مبتسما. أدام ساندلر يقرر في هذا الجزء الثاني من فيلم أول ركيك، العودة إلى بلدته للقاء أترابه من رفاق المدرسة بعدما تفرق بهم الشمل. يعد الفيلم مشاهديه أن الكثير من «المفاجآت الممتعة» ينتظر بطل الفيلم وأصدقاءه (كريس روك، ديفيد سبايد وكفن جيمس) لكن ذلك لا يحدث. الفيلم أساسا مصنوع لنوعين من الداخلين إليه: النوع المستعد لترك ذكائه عند شباك التذاكر قبل الدخول ليلتقطه حين ينتهي الفيلم، والنوع الذي ليس لديه ما يتركه (عروض: دولية). 

(4*)The Life of Oharu

* كنجي ميتزوغوتشي هو أحد هؤلاء المخرجين اليابانيين الذين سبروا، مثل سوجيرو أوزو وميكيو ناروس وكنجي يوشيدا وبعض كوروساوا، حفروا عميقا في عمق المجتمع الياباني بعد الحرب وأموا متاعب أفراده. هنا يتابع مسيرة امرأة في الخمسين من العمر جارت عليها الظروف فتحولت إلى عاهرة تشحذ معيشتها رغم سنواتها الكبيرة، ثم يعود الفيلم إلى الوراء لتعريفنا بهذه الظروف الكاسرة من دون أن يحول العمل إلى ميلودراما فجاعية بسبب التزامه منحى إنسانيا بالمقام الأول (DVD).

 شاشة الناقد

سهرة تلفزيونية على شرف الجريمة

 الفيلم: The Purge 

إخراج: جيمس ديموناكو تمثيل: إيثان هوك، لينا هيدي، أديلايد كاين، إدوين هودج النوع: تشويق | الولايات المتحدة - 2013 تقييم: (4*)(من خمسة) يقرر «حملة التطهير»، كتابة جيمس ديموناكو وإخراجه، أن أميركا في المستقبل غير البعيد سوف يمنح البشر فرصة ارتكاب جرائم من دون عقاب. ففي سنة 2022 ستقوم الولايات المتحدة بتخصيص يوم واحد تستطيع فيه ارتكاب كل مخالفة تريدها، ولو كانت جريمة قتل. بعد ذلك اليوم، وحتى اليوم ذاته من العام التالي، يسود السلام والأمن بين الناس. فاليوم المشهود هو للتنفيس عن المخزون داخل النفس البشرية كضرورة لـ364 يوما من السنة لا ترتكب فيها الجرائم. والمجتمع راضٍ بذلك لأنه، وحسب مطلع الفيلم، تم تسجيل أقل نسبة من الجرائم في تاريخ الولايات المتحدة، وهو واحد في المائة، طبعا خارج ذلك اليوم الصعب الذي يبدأ به الجميع اتخاذ احتياطات أمنية مكثفة حتى لا يكون ضحية عملية قتل أو اعتداء في ذلك اليوم.

جيمس (إيثان هوك) هو عينة هذه الحكاية: رجل أعمال ناجح في مؤسسة تبتكر وتصمم نظم الأمان التكنولوجية متزوج (من ليناد هيدي) ولديه ولد وبنت في سنوات مبكرة. حين يبدأ الفيلم يكون بقي من الزمن 52 دقيقة قبل أن ينسحب الأمن وتهب الفوضى للساعات الاثنتي عشرة التالية.

السخرية المقصودة هي أن المصمم البارع لأجهزة الأمن يجد نفسه وعائلته بلا حماية في تلك الليلة. في البداية يشاهد وعائلته ما تبثه المحطات التلفزيونية من مشاهد قتل وعنف، وبعد حين ها هو وعائلته أيضا يشهدون غزوا ويتحولون إلى فرجة للمشاهد الذي في الصالة عندما يسمح لمهدد بالقتل (إدوين هودج) باللجوء إلى المنزل هربا من مطارديه.

هناك تعليق اجتماعي ببضعة رؤوس في هذا الفيلم المنفذ، تقنيا، على نحو جيد حيث المخرج يعرف كيف يؤسس للمشهد وكيف يبني التوتر المطلوب لما سيلي. هناك مثلا جانب أن الصراع ينتقل طبقيا ما بين الميسورين وغير الميسورين، وأن المستقبل هو تطور لما يحدث اليوم حيث بات القتل ترفيها تلفزيونيا يبحث عنه ملايين الناس على شاشات التلفزيون مشدودين للبرامج «الواقعية». أيضا هناك عنصر مسحوب من «لعبة الجوع» (وبضعة أفلام أخرى) حيث البشر يتحولون إلى ملهاة لبشر آخرين. قبل حصول الصدام بين العائلة والغازين، تبدأ بالتحضير للحظة التي سيتم فيها فتح أجهزة التلفزيون على ما ستنقله المحطات من مشاهد. من هنا يتفرع رأس آخر: الأمان لا وجود له في نهاية المطاف. أي شيء قد يحدث لأي واحد في أي مكان اليوم أو غدا.

الفيلم محمل بتلك الأبعاد ما يجعله ثقيل الوطأة. وخطابه مباشر بينما يفتقد الفيلم إلى شخصية فنية مستقلة عن المؤثرات الأخرى، بينها فيلم جون كاربنتر اللامع «اعتداء على المقسم 13» (1976)، حيث عصابات تحاول دخول قسم بوليس في ليلة بلا قمر. ولا يمكن تحاشي المشاهد قبل وقوعها. الخيارات المتاحة للتنبؤ بما قد يقع محدودة. رغم ذلك يستمر التشويق فعالا لمعظم مرافق الفيلم، خصوصا عند البداية التي لا يعرف المرء كيف ستنتقل من التحضير لسهرة على شرف الجريمة إلى الاشتراك بها.  

سنوات السينما

الخمسة الأولى تجاريا 

* «تمرد على سفينة بونتي» للمخرج فرانك لويد تبوأ المقدمة في مبيعات التذاكر لذلك العام قبل أن يجرب حظه في مسابقة الأوسكار في العام التالي. من إخراج فرانك لويد وبطولة كلارك غايبل وتشارلز لوتون في حكاية ربان السفينة القاسي الذي يقود معاونه غايبل التمرد ضده. دراما من بطولة ميريام هوبكنز وإخراج روبن ماموليان بعنوان «بكي شارب» حل ثانيا. «توب هات» الميوزيكالي لمارك ساندريش وبطولة الثنائي فرد استير وجنجر روجرز حل ثالثا.

في المركز الرابع «المتمردة الأصغر» الذي قادت بطولته ابنة السابعة يومها شيرلي تمبل (وأخرجه ديفيد بتلر). فيلم جون فورد «الواشي» حط خامسا.

المشهد

من هو ذلك الممثل الراحل؟

* سنة 1981 كان دنيس فارينا، الذي رحل في صباح يوم الاثنين الثاني والعشرين من هذا الشهر، لا يزال شرطيا حين وافق على الظهور كرجل بوليس في فيلم مايكل مان «لص» (بطولة جيمس كان وتيوزداي ولد). كان المخرج المعروف التقاه في نطاق بحثه عن طبيعة عمل رجال البوليس كونه يميل إلى تسجيل أجواء عمله لكي تبدو طبيعية قدر الإمكان ثم عرض عليه الاشتراك في الفيلم. لم يترك فارينا شغله كشرطي مباشرة بعد ذلك الفيلم. الأرجح أنه كان لا يزال غير واثق على الظهور ثانية على الشاشة لكنه ظهر مرتين بعد ذلك قبل أن يعاود مايكل مان الاتصال به لدور أكبر في «صائد الرجال» سنة 1986.

* حين استعان به المخرج مايكل برست لدور مساند في «هروب منتصف الليل» مع روبرت دينيرو وتشارلز غرودين (1988) كان دنيس بات ممثلا محلفا ولديه شعبية بين المشاهدين الباحثين دائما عن الوجه الخشن والصعب. من هنا تصاعد طريقه، مارة بكثير من المحطات وأكبرها «أقبض على شورتي» (باري سوننفلد – 1995) و«خطف» (غاي ريتشي - 2000). كان مقنعا في أدواره الـ37 التي مثلها للسينما علاوة على 25 حلقة تلفزيونية. خلفيته كإيطالي - أميركي جذبت إليه أدوارا لشخصيات من المصدر نفسه، فهو الكابتن نك ديتيللو في «مسافة ضاربة» (1993)، ونك كازارا في «روميو ينزف» (1993)، وجيمي سيرانو في «هروب منتصف الليل» (1988)، وفي «أقبض على شورتي» هو رجل عصابات مافياوي باسم راي باربوني.

* لديه فيلمان لم يعرضا بعد، الأول «جمود محظوظ» الذي انتهى تصويره قبل سنة ولا يزال في العلب، ويلعب فيه دور شخص اسمه لويجي، والثاني «مؤلفون مجهولون» وكلاهما من النوع المستقل.

الشرق الأوسط في

26/07/2013

 

تعليقاً على إغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي

هند صبري: الشرعية ماتت والشعب هو صاحب الشرعية الأوحد

مي ألياس 

علقت الفنانة التونسية هند صبري عبر حسابها على فيسبوك على جريمة إغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي يوم أمس بأن الشرعية ماتت في تونس والشعب هو صاحب الشرعية الأوحد مطالبة إياه بالإستفاقة.

بيروتطالبت الفنانة هند صبري الشعب التونسي بالإستفاقة معتبرة أن البلد بات بؤرة إرهاب وإغتيالات وعنف يومي، وإنتقدت المجلس التأسيسي والحكومة معتبرة بأنهم فشلوا في تحصيل حق دم "شكري بلعيد" المعارض التونسي الذي اغتيل قبل عدة إشهر، مضيفة بأن مجلساً كهذاً لن يصدر عنه دستور حداثي ولن تتحقق في ظله إنتخابات نزيهة، أو إنتقال ديموقراطي.

وإعتبرت هند بأن الشرعية ماتت في تونس وبأن الشعب هو صاحب الشرعية الأوحد، وأن البلاد تضيع في ظل التخويف المستمر من الحرب الأهلية. وجاء هذا الكلام عبر حسابها الرسمي على فيسبوك تعليقاً على إغتيال المعارض التونسي محمد البراهمي أمس

وكانت هند قد إعتبرت أن كسر الشعب التونسي لحاجز الخوف الداخلي الذي كان يعاني منه هو المكسب الوحيد الذى خرجت به تونس طوال أكثر من عامين... مضيفة: " فرغم الخوف الذي يتم فرضه إلا انه يطمئنني أن الشعوب ترفض العودة للخوف القديم ولدي يقين وثقة ان ما يحدث سيكون له اثره الايجابي مستقبلاً على شعوبنا".

وإعتبرت هند أن لا فرق هناك بين حزب النهضة في تونس وحزب الحرية والعدالة في مصر، فمشكلة الإخوان واحدة هي عدم إحترام الإختلاف. كما عبرت عن إستيائها وعدم رضاها لوضع المرأة في تونس بعد ثورة لا يحترم بعض من ينتسبون اليها المرأة ويحاولون كتم صوتها.

إيلاف في

26/07/2013

 

عمر مصطفى متولي:

سعيد بـ «تتح» و{قلب الأسد» مفاجأة

كتب الخبرهند موسى 

فنان من عائلة فنية، ساعدته هذه القرابة على أن يضع قدمه على أول طريق الفن. يؤكد أن موهبته هي سبب استمراره، ويرفض أن يتم تصنيفه في أدوار معينة رغم عشقه للكوميديا، ويحلم بتجسيد الشخصيات كافة.

لقاء مع عمر مصطفى متولي الذي شارك في بطولة «تتح»، عن ردود الفعل حول دوره فيه، وجديد أعماله الفنية.

·        ماذا عن ردود الفعل حول مشاركتك في «تتح»؟

سعيد جداً بها؛ فقد تخطت الإشادة التي حصلت عليها بعد عرض فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، وربما يرجع ذلك لكون دوري في «تتح» أكبر من حيث المساحة.

·        هل حجم الدور هو سبب قبولك تقديمه؟

لا بل إعجابي بالدور ذاته، وسعادتي بالوقوف أمام نجم كبير مثل محمد سعد، إلى جانب توجيه المخرج سامح عبد العزيز، فكل هذه الأسباب شجعتني على المشاركة فيه بغض النظر عن مساحته.

·        كيف استطعت إضحاك الجمهور رغم إنك لم تطلق ولا نكتة؟

شخصية «هادي» الشاب الرزين المثقف هدفها ليس إضحاك الجمهور بهذه الطريقة؛ فالكوميديا في دوري موقف وليست إفيهات، وأتصور أن قبول الجمهور لي هو سبب ضحكه على أدائي لأنه إذا لم يتقبلني لن يضحك.

·        هل تعمدت أن يخرج دورك بتلقائية شديدة؟

فعلاً، هذا هو السهل الممتنع في الفن؛ فأصعب شيء أن تُضحك الجمهور على فعل تقوم به ومن دون أن تبتسم أي تنطق الحديث بجدية؛ فهي حالة صعبة للغاية، ولا يستطيع أي فنان تقديمها، والحمد لله تقبل الجمهور دوري وتفهم شخصيتي، وطريقتي في الأداء.

·        يخاف بعض الفنانين من العمل أمام سعد لأنه يخطف عين المشاهد، ما رأيك؟

لم أقلق من ذلك لأن كل شخص يملك كاريزما وقبولاً يخصه وحده، بخلاف أن بيننا كيمياء جميلة خلف الكاميرا انعكست إيجاباً على العمل وساعدتنا كثيراً، فغالبية المشاهد كانت تجمع بيننا. حتى إن البعض أخبرني بأنني استطعت لفت الأنظار إلى حد كبير، على رغم أنه لم يستطع أي نجم سابقاً سحب الأضواء من سعد، وربما السبب أنني ممثل جديد لم يعتد عليه الجمهور. لكن سعد بالطبع نجم وله أسلوبه المختلف، والفارق كبير بيننا.

·        كيف كانت كواليس التصوير؟

مضحكة؛ لم أستطع تمالك نفسي كثيراً أمام حركات سعد الكوميدية، فكان أثناء التحضير للتصوير ينظر إلي بنظرة «تتح» نفسها فأضحك كثيراً وتتعالى أصوات الضحكات في الأستوديو، ولكن سرعان ما كان المخرج سامح عبد العزيز يحاول تهدئة الوضع لاستئناف التصوير.

·        ماذا عن عملك الأول مع المخرج سامح عبد العزيز؟

كنت أتمنى التعاون معه بعدما شاهدت له فيلمي «كباريه» و{الفرح» اللذين اعتبرهما من أعظم أعماله، وعندما بدأنا في العمل أحببته كثيراً، خصوصاً أنه ليس من المخرجين الذين يقلقون الفنانين في موقع التصوير بل يصنع إطاراً هادئاً لكل فنان كي يقوم بمهمته على أكمل وجه، فالسيطرة على الفنانين لا تحدث بالصوت العالي والدكتاتورية.

·        لكن البعض اعتبر أن «تتح» تكرار لشخصيات قدمها سابقاً.

تقترب منها ولكن بالتأكيد يتضمنها جزء مختلف، والمقصود منها إضحاك الجمهور  وليس إرسال رسالة مهمة. يُعجب البعض بأعمال سعد في حين أن ثمة من بدأ يمل منه. شخصياً، أعتقد على سعد أن يستمر في تقديم هذه الشخصيات، ويفاجئ الناس كل فترة بدور حركة أو شر، فهو يملك كثيراً من القدرات والأدوات الفنية التي إذا تم توظيفها في مكانها سيحقق نجاحات عظيمة، إلى جانب أنه عبقري في تقديم هذه الشخصيات، وأرفض أن يتم جذبه ليتحول إلى ممثل عادي مثل البقية، فهذا ليس من الذكاء.

·        جميع أدوارك التي قدمتها كوميدية، هل تخطط للاستمرار في هذه النوعية؟

بالتأكيد لا أخطط لذلك. على رغم عشقي لهذا اللون فإنني لا أرغب في تصنيفي كممثل كوميدي، وربما هذا ما دفعني إلى تقديم دور تراجيدي حزين في فيلم «ساعة ونص». حتى إنني قبل دخولي مجال التمثيل كان وزني قد زاد بشكل كبير، لكنني قررت إنقاصه كي لا يتم حصري في أدوار الكوميدي السمين مثل علاء ولي الدين، لذا أغير من شكلي في كل دور أقدمه والدليل الفارق الواضح بين أدواري في «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» و{سفاري» و{ساعة ونص»، فضلاً عن أن الإطلالة الخاصة بكل شخصية تساعد الممثل على الدخول فيها والشعور بها.

·        عملت مع اثنين من نجوم الكوميديا محمد هنيدي ومحمد سعد.. ما الفرق بينهما؟

لكل واحد منهما مدرسة خاصة في الكوميديا؛ يذكرني هنيدي بالمصري الذي يفاجئ الحضور بتعليق يُهلكهم من الضحك، لكن سعد يفاجئنا بحركة أو بصوت غريب.

·        ماذا عن دورك في «قلب الأسد»؟

دوري مفاجأة فيه. أجسد شخصية ضابط شرطة يعمل بضمير ويحترم مهنته والمواطنين الذين يتعامل معهم، وهذا النموذج موجود ولكن للأسف النماذج السيئة غطت على وجود أمثاله. أشارك في الفيلم بخمسة مشاهد، ويتبقى لي أيام وانتهي من تصويره. على رغم أننا بدأنا فيه منذ أشهر، فإنه تعطل أكثر من مرة. الفيلم من بطولة محمد رمضان، تأليف حسام موسى، وإخراج كريم السبكي.

·        لماذا وافقت على هذه المشاركة الصغيرة؟

رغبتي في إحداث التنويع بين الأدوار. بعد الكوميدي في «تتح» أقدم الحركة في «قلب الأسد»، وأشعر أنه سيكون علامة فارقة في مشواري، وأنتظر آراء الجمهور حوله بشدة لأعرف ما إذا تمكنت من الخروج من عباءة الكوميديا للأدوار الجادة والحركة.

·     ما ردك على اعتبار البعض بأنك دخلت الوسط الفني لكون والدك هو الفنان مصطفى متولي وخالك الفنان عادل إمام؟

في بداية مشوار أي فنان يصعب عليه عرض نفسه على المخرجين والمنتجين، ويحتاج إلى من يساعده في هذه الخطوة. عندما أردت دخول هذا المجال أخبرت  صديق والدي الكاتب يوسف معاطي الذي منحني فرصة المشاركة في فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة»، وشاءت الأقدار أن أقابل هنيدي صدفة فأخبرته بالأمر ورحب به، ثم ذهبت لأداء الاختبارات ووجدوني جيداً فبدأنا التصوير، ومن بعدها انتهت هذه الصفة. وبالطبع إذا لم أكن موهوبا ما استطعت الاستمرار.

·        ما الأدوار التي تحلم بتقديمها؟

الأدوار كافة. أحلم بالغناء والرقص، وكل ما لا يتخيلني فيه الجمهور، ولا أمانع من تجسيد الشخصيات مثل سعد، ولكن بتجديد وتغيير في كل مرة.

الجريدة الكويتية في

26/07/2013

 

إبراهيم العريس.. وحياة مارون بغدادي التي اكتملت دائرتها

نديم جرجوره 

ليل 9 ـ 10 كانون الأول 1993، سقط السينمائيّ اللبنانيّ مارون بغدادي (43 عاماً) في منور المبنى الذي يضمّ شقّة والدته. منذ ذلك الحين، مرّت أعوامٌ طويلة ومريرة. تبدّلت أحوال بلد وأناس ومجتمعات صغيرة وكبيرة. عاشت السينما، التي شكّلت الهاجس الإنسانيّ والثقافي الأول له، حالات وانقلابات، في لبنان تحديداً، لكن في العالم العربي أيضاً، إذ شهدت هذه الصناعة ولادة سينمائيين رائعين، حقّقوا أفلاماً باتت اليوم بمثابة جزء من حالة تأسيسية لسينما عربية مختلفة، لا شكّ في أن أفلام مارون بغدادي وأبناء جيله (سبعينيات القرن الفائت) ساهمت، بطريقة أو بأخرى، في التأسيس لها أيضاً.

بعد أقلّ من عام واحد على الوفاة هذه، أصدر الزميل إبراهيم العريس كتاباً أراده نوعاً من تحية لسينمائي «سيطلّ علينا بوجهه الوسيم، وحركات يديه الأنيقة، وغضبه السريع، في كل لحظة وكل مشهد، وفي نظرات كل شخصية من شخصياته»، كما كتب العريس في مقدّمة الطبعة الثانية (ص. 13) لكتابه هذا «الحلم المعلّق، سينما مارون بغدادي» («دار الفارابي»، 2013). كان الدافع الأساسي للإسراع في كتابة «تحية» كهذه، كامنٌ في أن «دائرة تلك الحياة (حياة بغدادي)» قد اكتملت، وأن أفلامه صارت «جزءها الأساسي وصورتها الخالدة» (ص. 9). اعترف العريس بأن بعض فصول الكتاب «تطوير وتوليف لمقالات عن أفلام متفرّقة لمارون بغدادي»، نشرها الناقد والباحث السينمائيّ عند إنجاز الأفلام. لكن الإشارة التحليلية القادرة على اختزال الكتابة النقدية، كامنةٌ في تأكيد العريس بأن كل كتابة «مهما كانت موضوعية، تنتمي إلى من يَكتب بقدر ما، أو أكثر مما تنتمي إلى من تكتب عنه»، فلهذا يعتبر كتابه «نصّاً عنّي، بقدر ما هو محاولة لقراءة سينما مارون بغدادي» (ص. 11).

لم يُبدّل إبراهيم العريس شيئاً كثيراً في الطبعة الثانية، باستثناء كتابته مقدّمة جديدة يُمكن اعتبارها بمثابة قراءة سردية ووصفية لتلك العلاقة الذاتية القائمة بين العريس وبغدادي من جهة أولى، وبين العريس وأفلام بغدادي وجيله من جهة ثانية، وبين السينمائيّ نفسه وأفلامه وحكاياتها وفضاءاتها ومضامينها واشتغالاتها من جهة ثالثة. لكن «الحلم المعلّق» قادرٌ على دفع قارئه إلى إعادة اكتشاف جديد لسينما صنعها «مهووس» بالفن السابع، بدأ مساره المهنيّ بالتركيز المطلق على الموضوع، قبل أن يتدرّب على إدارة عمله بشكل كامل، مساوياً بين المادة ومعالجتها، والأداء التمثيلي والشخصيات، وتنفيذ التقنيات كلّها بحدّ أدنى من الهنات، إن وجدت. و«الحلم المعلّق» قابلٌ أيضاً لجعل متصفِّحه يغوص مجدّداً في تلك التفاصيل والعوالم والالتباسات التي أفرزتها تلك الأفلام، وبعضها أثار سجالات حادّة، كانت تثير في ذات بغدادي قلقاً وألماً إزاء عجز كثيرين من مطلقيها عن فهم سليم وصحّي لما تضمّنته تلك الأفلام.

بأسلوبه الخاصّ، وضع إبراهيم العريس فصول الكتاب، متدرّجاً من البدايات إلى تلك النهاية الدراماتيكية، التي سبقها «تنبؤ» ذكره مارون بغدادي أمام الروائي حسن داود، الذي كان يعمل معه على كتابة سيناريو «زوايا» غير المكتمل. ففي السيناريو هذا، الذي يروي حكاية طبيب لبناني فرنسي يعود إلى بلده لتصفية حساباته (هل هي حسابات بغدادي أيضاً؟) مع البلد والحرب والذاكرة، هناك أربع ميتات تتعرّض لها أربع شخصيات. عثر بغدادي وداود على ثلاث منها، وعندما سأل الروائيُّ السينمائيَّ عن الرابعة، أجاب الأخير «بسرعة ومن دون أن يُفكّر طويلاً» (ص. 23): «سنميتها ميتة سخيفة. سنجعل صاحب الشخصية يسقط من أعلى بناية بيت أمه، فيموت من فوره من دون أن ينتبه إليه أحدٌ».

نبوءة سينمائي، أو رؤيا مبدع، أو براعة الإبداع في استباق اللحظات، واستشراف المقبل من الزمن؟

 

السفير اللبنانية في

27/07/2013

 

زي النهاردة..

وفاة المخرج يوسف شاهين 27 يوليو 2008

ماهر حسن 

يظل يوسف شاهين واحدا من أهم المخرجين في تاريخ السينما العربية، وتظل أعماله شاهدة علي مجموعة من المحطات الفارقة في السينما المصرية ومنها مثلا الناصر صلاح الدين، والأرض وباب الحديد، وجميلة بو حريد، كما أنه يكاد يكون المخرج الوحيد الذي أرخ لسيرته ومسيرته في سلسلة من أفلامه مثل عودة الابن الضال، وإسكندرية ليه، وحدوتة مصرية، وإسكندرية كمان  وكمان، وإسكندرية نيو يورك، وتجاوزت شهرته حدود العالم العربي إلى العالم كله.

ولد «شاهين» في 25 يناير 1926 لأسرة من الطبقة الوسطى، في 25 يناير 1926 في مدينة الإسكندرية لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان من مدينة زحلة وأم من أصول يونانية، وقد هاجر أبوه إلى مصر في القرن التاسع عشر وكمعظم الأسر التي عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهين.

وعلى الرغم من انتمائه للطبقة المتوسطة، درس في كلية فيكتوريا وحصل منها على  الثانوية وبعد إتمام دراسته في جامعة الإسكندرية، سافر لأمريكا وأمضى سنتين في معهد پاسادينا المسرحي، ودرس المسرح وبعد عودته لمصر ساعده المصور السينمائي ألڤيزي أورفانيللي  بالدخول في العمل بصناعة الأفلام.

كان أول أفلامه «بابا أمين» في 1950 وبعد عام واحد شارك فيلمه «ابن النيل» في مهرجان أفلام «كان»، وفي 1970 حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان قرطاچ وحصل على جائزة الدب الفضي في برلين عن فيلمه «إسكندرية ليه» في 1978 وفي 1992 عرض عليه چاك لاسال  أن يعرض مسرحية من اختياره لـ«كوميدي فرانسيز»  فاختار شاهين أن يعرض مسرحية «كاليجولا» لألبير كامي، ونجحت نجاحًا ساحقـًا وفي العام نفسه بدأ بكتابة المهاجر المستوحي  من سيرة  النبي يوسف.

ظهر «شاهين» ممثلاً في عدد من الأفلام التي أخرجها مثل باب الحديد وإسكندرية كمان وكمان وفي 1997، وبعد 46 عامًا و5 دعوات سابقة، حصل على جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان في عيده الـ50 عن مجموع أفلامه.

وبمناسبة الاحتفال بمئوية السينما المصرية شكل مركز الفنون التابع لمكتبة الإسكندرية عام 2006 لجنة فنية مؤلفة من النقاد أحمد الحضرى، كمال رمزي وسمير فريد لاختيار أهم 100 فيلم مصري روائي طويل ممن تركوا بصمة واضحة خلال هذه المسيرة الطويلة واختير عدد 7 من أفلامه وهي صراع في الوادى، وباب الحديد، والناصر صلاح الدين، والأرض، والعصفور، وعودة الابن الضال وإسكندرية ليه.

ومن أفلامه الشهيرة الأخرى أفلام الاختيار والعصفور ووداعاً بونابارت، واليوم السادس الذي لعبت داليدا بطولته، والمصير، و الآخر، و«سكوت حنصور»، وبياع الخواتم، للمطربة فيروز وأنت حبيبي، وشهدت أفلامه مجموعة من مشاهير الغناء منهم فريد الأطرش وشادية ولطيفة ومحمد منير وماجدة الرومي وفيروز وداليدا.

وفي مساء يوم 15 يونيو 2008، أُصيب  شاهين بنزيف متكرر بالمخ، وفي 16 يونيو 2008 دخل في غيبوبة وأدخل إلى مستشفي الشروق بالقاهرة ونقل على متن طائرة إسعافات ألمانية خاصة إلى باريس، ودخل   المستشفي الأمريكي بالعاصمة الفرنسية ولكن صعوبة وضعه حتمت عليه الرجوع إلى مصر إلي أن توفي في مثل هذا اليوم 27يوليو 2008 بمستشفى المعادي للقوات المسلحة بالقاهرة، ونعته  الرئاسة في مصر وفرنسا حيث ووصفه الرئيس الفرنسي، ساركوزي بالمدافع عن الحريات

المصري اليوم في

27/07/2013

 

يخلع يوسف قميصه.. فيبدأ التأويل

محمد حداد

اليوم هو الذكرى الخامسة لذهابه في الغياب الأخير حيث تركنا عند باب الحديد وشباك السينما، عبث بأوراق حياتنا، بعثرها وأعاد ترتيبها على هواه منذ أن وقف خلف الكاميرا، سرد أخطائنا وتطاول عليها.. وجد في تاريخنا منفذاً لرؤاه المستقبلية، فأعاد تركيب مصيرنا بأدواته العتيقة ولكن بلغتنا البذيئة، التي اعتدنا اجترارها في يومنا السادس، جعل أنبياءنا أقرب مما كانوا من جرحنا اليومي.. هو ليس مؤرخاً، لكنه مرآة تفضح سكوتنا عند التصوير، ففي لحظة الصورة نفتعل الإبتسامة المزيفة التي يتناقلها الأجيال بعدنا ويباهي بنا الأحفاد من خلالها، لكنها ليست نحن..

ذهب بالحدوته المصرية الى آخرها، ووجد أن همومه الشخصية لاتختلف عن أحلامنا، فرسم الأرض والعصفور والقاهرة بشكل يليق بنا، استطاع تقبل الآخر على بشاعته، إلا أن الآخر لم يتقبله. لاحقته الإسكندرية في مشواره الطويل بكثير من الأسئلة حتى تركته في نيويورك. إدعى انه الإبن الضال كي نغفر له صراعه في الوادي والميناء، التبس عليه الحب عندما بدأ العشاق في النداء، حيث قالت له سيدة القطار: ودّعت حبك مثل بونابرت.. عندها فقط باع خواتمه كلها لشيطان الصحراء، فقد تأكد بأن ليس هناك حب الى الأبد، فكثير من النساء بلا رجال!

شخص يلتذ بالتفاصيل.. لذلك ترى نفسك وسط كادراته وهي تحضنك مثل بيت حميم، فعلى مائدة العشاء تصغي للنص المكتوب في السيناريو لكنك لو ركزت أكثر ستصغي لأكثر من نص متكامل يدور في هامش الكادر بكل تفاصيله وانفعالاته، فلا يغفل أبداً عن الهامش.. مثل مؤلف موسيقي يعطي الجملة اللحنية حقها من الآلات الأساسية، لكنه لا ينسى الألحان المضادة التي تضفي معناً آخراً للجملة الأساسية وتمنحها شرفة تبرزها بين النغمات. حس مثل هذا يجعل من المشهد السينمائي حقيقة (مهما شطح التناول الفانتازي فيها) تأخذك من عالمك لتدخل معك في جدل يتقنه شاهين ولا يتعب منه.

يشارك في كتابة سيناريوهات أفلامه لأنه يؤمن بأن كل جملة مهما كانت صغيرة إلا أنها مؤثرة وتحمل جزءاً من شخصيته النادرة. يصر دائماً على دخول الأماكن التي يخافها الآخرون وبما أن (الآخرون هم الجحيم) لذلك تركهم وأمعن في سبر جحيم الخوف الذي يسكن فينا، وفتح علبته التي تحوي أدوات الفضح جميعها، منذ أن فتح حديدة الباب، بدأ في اختيار أكثر المواضيع استفزازاً كي يدخلنا في تفاصيل الدرس / الجنون.

يعشق الموسيقى والرقص، فتراه يهذي بهما في أغلب أفلامه.. صديق لفيروز التي باع معها خواتم الرحابنة وسط ضيعة كأنها الحلم، وجاب الشارع مع ماجدة الرومي، ورأى في كمال الطويل درباً أطول من النغمات، وأبعد من الموسيقى، فمؤلف مثل الطويل يترك أثره الإنساني قبل موسيقاه في نفس شاهين، فعندما يسجل تضامنه بشكل رسمي مع شاهين فيما واجهه مع (المهاجر)، جعل شاهين ينظر اليه بشكل يتجاوز الموسيقى.

رافق نوحاً في مشواره حتى أصبح (مهاجراً) في موسيقاه وأغانيه، ولفرط حرصه على إيصال أكثر الأفكار صدقاً، قام بنفسه بالغناء في فيلم (اسكندرية كمان وكمان) من تلحين محمد نوح، حيث كانت المرة الأولى التي يسلم فيها صوته لملحن، ويقضي عشرة أيام في الأستوديو كي ينهي تسجيل الأغنية اليتيمة.. ما يهمه هو الصدق في الأداء، حتى لو كان صوته أقل احترافاً. مع ذلك لم يتنازل عن منير الذي قال له منذ الحدوته: (انت حنجرتي) حيث رافقه في الكثير من مشاهد الحياة والسينما معاً، وكان صوتاً مصرياً تعكس نبرته الألم الضارب في أحشاء يوسف مما صادفه من إخوته. فحين يصرخ منير في حدوتته (دي الحكمه قتلتني!) فإنه يترجم ما جاء في الكتب المقدسة (كلما ازددت معرفة .. ازددت أسىً) فهنا يختار يوسف (ابن جبريل) شاهين صوت محمد منير كي يصف رؤاه في العقيدة حتى في أكثر الكلمات خصوصية. وحيث أن منير يملك من الموهبة النادرة ما يجعله ممثلاً مخلصاً، نرى يوسف يترك له الكلمات يغني منها ما يطيب له، ويمثل ما تبقى. 

وفي موسيقى خيرت وجد شاهين ما يليق بأفلامه ويحاكيها سواء في اليوم السادس أو سكوت هانصور، وهنا قام بأكثر الأمور جرأة، حيث قام وللمرة الأولى أيضاً بتلحين أغنية للطيفة في فيلم (سكوت هانصور)، فلم يوقفه تأخر كمال الطويل، مسك القصيدة وبدأ في صياغة اللحن ثم سلمه لخيرت كي يبدي رأيه، وبعدما رأى خيرت ان في اللحن صبغة لاتليق إلا بملحن، بدأ الأخير بتوزيع اللحن كي تترنم به لطيفة لتكون الشخص الوحيد الذي غنى من ألحان يوسف شاهين.

ترك تواقيعه على ما تكتبه الانتصارات والهزائم في رقعة العقل، فدخل زنزانة بوحريد، وزار القدس مع الناصر صلاح الدين، ولم ينس ان يترك قصاصة تفسره بعد 11 سبتمبر.. وعندما أحس باقتراب وقت الانطلاق وأنه سيصبح المهاجر الآخر لهذه المجرة المرتبكة، لم تكن هناك حكمة أكبر من مشاركته الفوضى مع اكثر التلاميذ جرأة وجنوناً، فرأى في خالد يوسف شخصاً جديراً برماله الذهبية يتركها كإرث بين يديه، ليحمل رؤاه كفجر يوم جديد.

جنون لا ينتهي.. وشهقة مستمرة كأنها الحب..

يتركنا عند رصيف الفخر ويذهب وحيداً لرصيف الموت..

ستبدأ الفوضى يا يوسف.

الأيام البحرينية في

27/07/2013

 

جمع حب التمثيل بينهم ولكل منهم طريق مختلف

الفيشاوية... تجربة أسرية أثبتت أن الحب وحده لا يكفي

القاهرة -مروة عبد الفضيل

عائلة فنية أركانها ثلاثة من الممثلين كل منهم له حياته الفنية المستقلة عن الآخر, هم فاروق الفيشاوي وطليقته سمية الألفي وابنهما أحمد, جمع بينهم حب التمثيل ولكن طريقة التفكير في الفن نفسه اختلفت.

الأب فاروق الفيشاوي بدأت لديه إرهاصات موهبة الفن وهو صغير وكان ما ان ينتهي من مشاهدة عمل حتى يتقمص شخصية البطل ويتعامل مع من في المنزل بنفس الشخصية أيا كانت, وعندما التحق الفيشاوي بالمدرسة الثانوية شجعه مدرسيه وأصدقائه على أن يخوض مجال التمثيل, لأنه موهوب وناجح وشاهده متخصصون واثنوا على موهبته بل وتوقع له الكثيرون أن يكون الفيشاوي أو محمد فاروق فهيم وهو اسمه الحقيقي علامة بارزة في سماء الفن, لكن خشي الأب على ابنه من نظرة المجتمع ومن أن يتم إطلاق لقب مشخصاتي عليه, لكن فاروق أصر ومع رفض والده وإصراره انتصرت إرادة الأب فالتحق الفيشاوي بكلية الآداب جامعة عين شمس, وابدع على مسرح الجامعة وكان يشارك في مسابقات تمثيل حصل خلالها على المركز الأول, وتعرف الفيشاوي في كلية الآداب على سمية الألفي حيث كانت تمثل مسرحية "السندريللا" وهو كان يجسد الأمير وكأن الله اعد هذا اللقاء خصيصا ليتعارفا, حيث سبق ورفضت أكثر من طالبة في الجامعة القيام بشخصية السندريللا إلا سمية التي عرفت بموهبتها ولكنها لم تستطع الإفصاح عنها لأن عائلتها محافظة ولا شيء لديهم اسمه تمثيل, فأحب الفيشاوي سمية وكان يكبرها في السن وفي ظل قصة حبهما بدأ الفيشاوي يتألق وعن طريق بعض المقربين من جهة الإنتاج لمسلسل "أبنائي الأعزاء شكرا" للقدير عبد المنعم مدبولي أصبح واحدا من أبطال هذا العمل وجسد فاروق شخصية ماجد مع الفنانين يحيى الفخراني وصلاح السعدني وآثار الحكيم وكتب هذا المسلسل شهادة ميلاده الفنية.

أخصائية اجتماعية

توالت بعد ذلك الأدوار على الفيشاوي وقدم العديد من الأعمال الناجحة وعمل مع عادل إمام حيث قدم معه أفلام "غاوي مشاكل" بداية الثمانينات و"المشبوه" و"حنفي الأبهة" وشهدت هذه المرحلة بداية التألق الفعلي لفاروق  الذي كان محظوظا في حياته الفنية, حيث التقى مع رموز الفن مثل نادية الجندي التي قدم معها في البداية "الباطنية" عام 1980 ثم "امرأة هزت عرش مصر" وعمل مع الهام شاهين في أفلام "سوق المتعة" و"ليلة القتل" و"موعد مع الرئيس".

تقدم الفيشاوي لخطبة سمية لكن أهلها رفضوا, لأنه ممثل وخافوا أن تعيش سمية وسط أجواء عالم الفن وهو ما كانت عائلتها ترفضه وسمية نفسها لم تكن تعلم أنها ستصبح ممثلة, حيث كانت تطمح سمية لأن تصبح أخصائية اجتماعية تحل مشكلات الناس, ولم لا وهي بين زميلاتها الصديقة التي يلجأون إليها لحل مشكلاتهم ولكن أصبحت سمية ممثلة رغما عن أهلها الذين اقتنعوا بعد ذلك بموهبتها وأنها تستطيع أن تجسد كل الأدوار وقد بدأت أول أدوارها بمسلسل "أفواه وأرانب" في عام 1978 وشاركت في الكثير من الأعمال وإن كان أبرزها "ليالي الحلمية" و"بوابة الحلواني" و"العطار والسبع بنات" وما إلى ذلك من أعمال حققت نجاحا جماهيريا ونقديا على حد سواء.

وتحدى الفيشاوي وزوجته كل الظروف واجتهدا حتى يؤسسا منزلهما وقد شاركت سمية مع الفيشاوي في عدد من الأعمال آخرها مسلسل "كناريا وشركاه" للمخرج الراحل إسماعيل عبدالحافظ, كما التقيا سينمائيا من خلال أفلام "السطوح"عام 1984 و "الطوفان" عام 1985 و"القرداتي"  عام 1988 وقبل أن يلتقيا في هذه الأعمال بأربع سنوات أنجبا الابن الأول أحمد الفيشاوي عام 1980 وذلك بعد تعرض سمية عدة مرات للاجهاض ليأتي أحمد ويغير حياتهما وتصبح أكثر حبا ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن بسبب كثرة ارتباطات الفيشاوي الكبير بأعماله الفنية وإدمانه المخدرات التي اعترف الفيشاوي نفسه بأنه كان أسيرا لها وأصبحت الحياة لا تطاق بينهما فقررا الانفصال على أن تبقى الصداقة بينهما من أجل عيون أحمد وعمر الذي أتى للحياة قبل انفصالهما بفترة.

مخدرات وشائعات

لم ينس الفنان فاروق الفيشاوي أبداً مؤازرة طليقته سمية الألفي ووقفتها الإيجابية معه أثناء فترة إدمانه الهيروين, حيث حاولت سمية اقناعه كثيرا بالإقلاع عن عادته في تناول المخدرات بهذا الشكل, إلا أن الادمان كان يحول دون تحقيق رغبتها وبعد أن اتبعت معه سمية كل الطرق السلمية اتفقت مع أحد المستشفيات المنوط بها علاج مثل هذه الحالات على اختطافه وهو ما حدث فعليا وذهب الفيشاوي للمستشفى رغما عنه وبدأ تلقي العلاج بشكل مكثف, وكانت سمية تؤازره في محنته وتشجعه وفي غضون شهور قليلة أقلع الفيشاوي عن هذه العادة السيئة وكان سببا مؤثرا في منع مدمنين آخرين من الاستمرار في طريق الإدمان بتوجيه النصائح إليهم.

كانت من أكثر المرات التي انطلقت فيها شائعة عودة سمية لعش الزوجية مع الفيشاوي عندما لازمها الفيشاوي في المستشفى ليس في مصر بل في ألمانيا حيث أوقف الفيشاوي كل ارتباطاته الفنية ليكون مرافقا لها في رحلتها العلاجية التي طالما صرح نجلهما أحمد بأنها كانت تعاني أمراضا خطيرة ماجعل الفيشاوي لها خير ونيس وجليس في رحلتها إلى أن عادت وقالت سمية ان الفيشاوي هو صديقها الصدوق ولم يتخل عنها حيث كان يبيت بجوار سريرها رافضا كلام الأطباء بأن يتركها في الليل.

تدرجت الألفي في أدوارها حيث بدأت بأدوار صغيرة في مسلسل "افواه وأرانب" وكان وجهها بريئا ينم عن موهبة كبيرة اكتشفها المخرجون والمنتجون فيما بعد فأنهالت الأدوار عليها وشاركت في الكثير من الأعمال منها مسلسلات "رحلة المليون" و"ليالي الحلمية" و"الراية البيضا", ومن الأفلام تألقت سمية في "الموظفون في الأرض" مع فريد شوقي و"وكالة البلح" مع محمود ياسين ونادية الجندي و"حد السيف" مع محمود مرسي وغيرها من الأعمال التي ظهرت فيها بشبابها وبعد أن تجاوزت مرحلة الشباب فضلت التركيز تلفزيونياً

صداقة بعد الطلاق

رغم العلاقة القوية التي تجمع سمية وفاروق الذي كان أول أزواجها وهي أيضا أولى زوجاته والتي عمل نجلهما أحمد كثيرا على أن يعودا كزوجين إلا أن الاثنين فضلا الانفصال وضربت سمية مثلا حيا على قوة صداقتها بوالد أبنائها عبر وقوفها المستمر معه في أزماته وآخرها سفرها معه إلى الخارج عندما مر الفيشاوي بظروف صحية دقيقة.

قبل هذه الأزمة عاشت العائلة المشكلة التي تسبب فيها أحمد بزواجه العرفي من مهندسة الديكور هند الحناوي اثمرت عن ابنتهما لينا التي لم يعترف الفيشاوي الصغير بها في البداية إلى أن عاد إلى صوابه وأصبحت لينا هي كل حياته.

لم تشأ الأقدار أن يجتمع أحمد ووالديه في عمل فني اللهم إلا في عمل واحد كان الفيشاوي الكبير ضيف شرف على نجله من خلال فيلم "45 يوم" وخاض بعدها بطولة فيلم "ألوان السما السبعة" مع ليلى علوي وذلك عام  2007 وابتعد تقريبا الفيشاوي الكبير عن السينما كثيرا رغم أن نجوميته بدأت من خلالها وقدم العديد من الأعمال التي حفرت في تاريخ السينما المصرية, وحين وجد المعروض عليه لا يتناسب مع تاريخه انتقل الى الشاشة الصغيرة ضمن النجوم الذين وجدوا ملاذهم في بيتهم الأول وقدم العديد من الأعمال منها مسلسل "قاتل بلا أجر" مع الفنان حسين فهمي والمخرجة رباب حسين و"رجل وامرأتان" و"زينات والثلاثة بنات" و"ليلة القبض على فاطمة" وها هو حاليا ولأول مرة يتجه إلى أعمال السير الذاتية, في مسلسل "أهل الهوى" مجسدا شخصية الشاعر بيرم التونسي بمشاركة النجوم دينا وإيمان البحر درويش ومادلين طبر وإخراج عمر عبد العزيز.

البطل

لم يرد الفيشاوي أو سمية أن يقحما ابنهما في الفن كمهنة على الرغم من أنه شارك في أدوار صغيرة وهو طفل حيث سبق ووقف أمام النجم الراحل أحمد ذكي في فيلم "البطل", ليتوقف بعدها عن التمثيل وينتظر سنوات منشغلا بدراسته ليلتحق بكلية التجارة ولكن يبدو أن موهبة أحمد فرضت نفسها حيث انضم الى إحدى ورش التمثيل مع المخرج أحمد عبد الهادي,  وكانت رغبة أحمد في التمثيل غير معلنة ولكن بمجرد أن سمع أن الفنانة الكبيرة فاتن حمامة تبحث عن شاب للمشاركة معها في مسلسل "وجه القمر" عام 2000 أي بعد إتمامه عامه العشرين, ذهب إلى الاختبار دون أن يعلم والده ووالدته ودون أن تعرف سيدة الشاشة العربية أيضا من هو ومن والده ومن والدته حيث قدم نفسه باسم أحمد فاروق وبمجرد أن وقف الشاب الصغير أمام عظمة وإبداع فاتن حمامة لتراه وهو يمثل قالت له كلمة غيرت مساره كله, "أنت تلقائي أوي".

المضحك هنا ان فاروق الفيشاوي تمنى طيلة حياته أن يمر من أمام مسلسل تمثل فيه فاتن حمامة حيث تمنى كثيرا أن يجمعها به عمل, لكن نجله الصغير هو من وقف أمامها وبدأت انطلاقته الفنية من مسلسلها, ولم يقرأ فاروق مع أحمد دوره ولم ينصحه بشيء بل تركه يعوم في بحر التمثيل وحده ليعرف إلى أي مدى أمواجه خطرة , وحين شاهد الفيشاوي المسلسل بعد عرضه لم يحكم على أداء ابنه سوى في الحلقة الثامنة وأخيرا اقتنع فاروق أن  بذرة موهبة نبتت في أسرته الفنية اسمها أحمد, وفي الوقت الذي بدأت الأبواب تفتح لأحمد بدأت تدير ظهرها للفيشاوي الكبير فمع بداية الألفية, حيث سيطر الشباب على الساحة السينمائية, بدأت أدوار فاروق تتلاشى وأحمد يظهر ويتألق وينجح حيث بدأ أحمد العمل في نفس العام الذي يقدم فيه الفيشاوي دورا هامشيا في فيلم "سوق المتعة" وليس كبطولة مطلقة مثلما اعتاد مع إلهام شاهين ومحمود عبد العزيز أبطال الفيلم الرئيسيين.

لم يتدخل الفيشاوي الكبير يوما في اختيارات نجله سواء على المستوى الفني أو الشخصي وكان من المفترض أن يجمعهما مسلسل "كناريا وشركاه" ولكن الفيشاوي الصغير اعتذر عنه لأنه لا يحب على الإطلاق الانشغال بأكثر من عمل في وقت واحد خصوصا وإنه كان مشغولا بمسلسل "العمة نور" الذي جمعه بالفنانة الكبيرة نبيلة عبيد.

تعلمت سمية الألفي من ابنها تشعب العلاقات في كل المجالات, خصوصا وإنها ترى أن جيله أكثر تحركا وتحررا من جيلها لأن المجتمع تغير كثيرا, فأصبحت لكل من ابنيها شخصيته المستقلة سواء أحمد أو شقيقه عمر, كما أن أكثر الأشياء التي تراها سمية مختلفة بين ابنها وبينها وبين فاروق أن قديما كان المسلسل أو الفيلم حينما يعرض عليهما تقف حدودهما عند اختيار الدور أو حتى رفضه, على النقيض من أحمد الآن بل وكل جيل الشباب تقريبا, إذا آمنوا بفكرة ما فإنهم يعملون على بلورتها ومن الممكن أن يشتركوا في كتابتها للتعبير عن أنفسهم من خلالها وأنهت سمية كلامها في هذا الصدد بأنه جيل واع .

السياسة الكويتية في

27/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)