حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أفلام الصيف الكبيرة تتساقط والصغيرة تطفو

شباك التذاكر: هل هي بداية نهاية الصيف الساخن؟

لندن: محمد رُضا 

 

هذه هي المرة الثالثة منذ بداية الصيف التي ينجز فيها فيلم قليل التكلفة، خالٍ من عناصر الإبهار الكبيرة والمؤثرات الخاصة، نجاحا يعجز عنها الفيلم ذو الميزانية الباهظة. الفيلم هو «المناشدة» الذي لم تزد فاتورته الإجمالية عن 20 مليون دولار تكفلت بها شركة «نيولاين سينما» لحساب شركة إنتاج من تكساس اسمها «أفرغرين ميديا غروب». في حين سقط، وعلى نحو مؤكد، فيلم خيالي - علمي مع جنون كوميدي بعنوان «R.I.P.D» تكلف 130 مليون دولار لصنعه.

في الأسبوع الماضي، ألحق فيلم صغير نسبيا هو «ناضجون 2» (Grown Ups 2) هزيمة بفيلم «باسيفيك ريم»، الذي بلغت تكاليف إنتاجه 180 مليون دولار.

قبل ذلك بأسبوعين فوجئ صانعو فيلم «سقوط البيت الأبيض» (إنتاج وإخراج رونالد إيميريش وآخرين لحساب كولومبيا) بأن الساقط في الخانة الحمراء ليس سوى الفيلم المكلف الذي وصلت كلفته إلى شمال الـ150 مليون دولار. رابح تلك الجولة لم يكن فيلم صغير الكلفة، لكنه لم يكن عملاقها أيضا وهو «جامعة الوحوش» الأنيماشن.

ما هو مميّز بالنسبة لفيلم «المناشدة» هو أنه فيلم رعب (التي كانت بدورها بدأت تشهد حالة فتور قبل بضعة أشهر) كان أخذ يشهد حركة نشطة على الإنترنت واستقبل بحشد من الفضوليين حين قامت الشركة بإجراء بعض الاختبارات تمهيدا لتسويقه. هذا النجاح استثنائي إلى حد كون العادة جرت أن تنأى أفلام الرعب بنفسها عن موسم الصيف الثقيلة بالإنتاجات الكبيرة من نوعي الأكشن والخيال العلمي. وربما عنصر الاستثناء هذا هو الذي لعب الدور الفاعل في إنجاح «المناشدة»، في حين أدى تكاثر الأفلام الكبيرة، من دون أن تأتي غالبا بإضافات جديدة، إلى تساقطها كثمار شجرة دخلت خريفها.

وبنظرة سريعة، يمكن الكشف عن أهم الأفلام الضخمة التي عرضت منذ مطلع يناير (حزيران) ونتائجها التجارية:

* بعد الارض (After Earth)

* أنتجته كولومبيا، وقام ببطولته ول سميث وابنه جادن، وكان من الخيال العلمي حول تحطم مركبة فضائية فوق سطح الأرض بعد مئات السنين من اليوم، ومغامرة الصبي لاستعادة صندوق إرسال سيساعده وأباه على الاتصال بالنجدة. تكلف الفيلم 130 مليونا، وحصد أقل من 60 مليونا في الولايات المتحدة.

* الآن تراني (Now You See Me)

* «الآن تراني» هو فيلم حركة (بلا بركة) حول مجموعة من السحرة يستطيعون سرقة أي مصرف في العالم من دون مغادرة مكانهم. كذلك الفيلم لم يستطع مغادرة مكانه وانتهى بإيراد لم يزد عن 113 مليون دولار، في حين أن تكلفته تجاوزت 80 مليون دولار، أي أنه كان بحاجة إلى 160 مليونا من الإيرادات المحلية قبل أن ينضم لقافلة الأمان.

* رجل من حديد (Man of Steel)

* فيلم سوبرمان الجديد «يونيفرسال» حط في منتصف شهر يونيو (حزيران) حاملا وعدا من وعود الصيف الأساسية. تكلف 225 مليون دولار وسجل للآن 283 مليونا في الولايات المتحدة. الفارق ضئيل ولا يكفي لسد الثغرة، ولولا السوق الخارجية التي أودعت نحو 380 مليون دولار في حسابه لكان من تلك الأعمال الخاسرة بالتأكيد.

* الحرب العالمية زد (World War Z)

* فيلم رعب إنما بحجم كبير أنتجه براد بت ووزّعته «باراماونت»، وتتراوح كلفته ما بين 175 و200 مليون دولار كونه دخل مرحلة متاعب خلال التصوير. مثل «رجل من معدن» لا يمكن اعتبار هذا الفيلم فشلا، لكنه بالتأكيد وقف عند حافّة الفشل عندما لم تتجاوز إيراداته العالمية 432 مليون دولار بما فيها 187 مليونا من الولايات المتحدة.

* سقوط البيت الابيض (White House Down)

* «سقوط البيت الأبيض» هو أبرز «سقوط» بالفعل. تكلّف أكثر من 150 مليون دولار لصنعه، ولم تتجاوز إيراداته حتى الآن، وبعد شهر من عروضه، أكثر من 88 مليون دولار. أكشن حول المقاتل الفريد الذي ينقذ رئيس الجمهورية وينقذ البيت الأبيض ثم واشنطن ثم أميركا بل والعالم بأسره من الدمار الشامل.. ولو أن الفيلم لم يستطع أن ينقذ نفسه.

* الحارس الوحيد The Lone Ranger

* عمليا هو الأعلى تكلفة، إذ صرفت «ديزني» عليه 250 مليون دولار (غير تكاليف الحملة الإعلانية)، لكنه لم يسترجع من السوق أكثر من 129 مليونا حتى الآن. وسترن مع جوني دَب في واحدة من وصلاته الساخرة التي اعتادها. الجمهور فضل فيلم الكرتون «يا لحقارتي 2» الذي حل أولا.

* حدود الباسفيك (Pacific Rim)

* أنتجته «وورنر» بتكلفة وصلت إلى 130 مليون دولار، لكنه تكسّر عند صخور إيرادات الأسبوع الماضي منجزا فيه 37 مليون دولار. عليه أن يقطع أشواطا طويلة قبل إنجازه مبلغا يقترب من الفاتورة التي يحملها فوق كاهله. وليس خافيا أن شركة «يونيفرسال» المنتجة والموزّعة هنا سحبت دعمها الترويجي لهذا الفيلم، حالما أدركت احتمالات تعثره فوفرت على نفسها نحو 50 مليون دولار (على الأقل) من حملات الدعاية والإعلام. من ناحية أخرى، «يونيفرسال» هي صاحبة الحظ الأفضل على الرغم من مشكلاتها مع «R.I.P.D»، ذلك لأنها أعلنت في مطلع هذا الأسبوع أنها حققت مليار دولار منذ مطلع السنة، وبذلك هي الشركة الهوليوودية الثانية هذا العام التي تخترق «سقف المليار». الثانية هي «وورنر» وذلك للعام الثالث عشر على التوالي، وعلى الرغم أيضا من مشكلاتها مع «باسيفيك ريم». على أن الفشل المتلاحق للأفلام الكبيرة يثير السؤال حول ما إذا كان موسم الصيف، كحالة رواج سينمائي مناسبة ومخصصة للأفلام الكبيرة، قد شارف على الانتهاء. الواقع أن أحدا لا يستطيع الإجابة عن هذا السؤال، لأن ما قد يفشل اليوم ينجح في الغد، والعكس صحيح. ما هو مؤكد أن الأمل الآن معقود بالأفلام الصيفية التي ستتوالى فيما تبقى من هذا الشهر والشهر المقبل، أي قبل دخول موسم الخريف المعروف بأنه موسم الجوائز والمهرجانات. وأول هذه الأفلام «وولفرين» الذي يقود بطولته هيو جاكمن وتوزّعه شركة «فوكس»، والذي بلغت تكلفته 100 مليون دولار، يتطلع لاستثمارها بين هواة النوع والراغبين في مواصلة الإقبال على سلسلة فحواها أن «وولفرين» رجل يحمل مخالب من فولاذ تبرز من بين أصابعه عندما يغضب.. فهل للفيلم مخالب بالقوة ذاتها؟

* العشرة الأولى هذا الأسبوع

* المركز الأول من نصيب «المناشدة» The Conjuring: حكاية رعب حول أرواح تعيش وسط عائلة نزحت إلى منزل ريفي.. جلب 41 مليونا و530 مليون دولار في أسبوعه الأولى (نيولاين سينما).

* فيلم الأنيماشن Despicable Me تراجع إلى المركز الثاني مسجلا 25 مليون دولار وجامعا في ثلاثة أسابيع 276 مليونا حتى الآن («يونيفرسال»).

* يذهب المركز الثالث إلى ثاني الأفلام الجديدة (من أربعة) وهو أنيماشن بعنوان «توربو» («فوكس»). سجل 21 مليونا و500 ألف دولار.

* «الناضجون 2» يهبط إلى المركز الرابع من الثاني بعشرين مليون دولار جامعا في أسبوعين قرابة 79 مليون دولار («كولومبيا»).

* الفيلم الجديد الثالث هو «حمر 2» الذي جلب مجموعة من ممثلي الأمس (هيلين ميرين، جون مالكوفيتش، وبروس ويليس) ومنحهم أدوارا جاسوسية وقتالية غير مقنعة. إيراد الافتتاح بلغ 18 مليون دولار («سامت إنترتاينمنت»).

* بعد أسبوعين من عروضه يهبط «باسيفيك ريم» («وورنر») إلى المركز السادس (من الثالث) حاصدا في أسبوعين 68 مليونا. إيراد هذا الأسبوع 16 مليون دولار.

* The Heat في المركز الثامن منحدرا من الثامن. هذا الفيلم الكوميدي غير المكلف جمع ساندرا بولوك وماليسا مكارثي والجمهور أحب الثنائي. هذا الأسبوع: تسعة ملايين و250 ألفا وحتى الآن 129 مليونا («فوكس»).

* وإلى المركز التاسع ينتقل World War Z حاصدا حتى الآن 187 مليون دولار من الولايات المتحدة وأكثر منها بقليل من أنحاء العالم. إيراد هذا الأسبوع خمسة ملايين دولار («باراماونت»).

* الفيلم الكرتوني «جامعة الوحوش» ينتقل من المرتبة السادسة إلى العاشرة بخمسة ملايين دولار أيضا، لكنه يقف بين الفائزين كونه حقق حتى الآن 249 مليون دولار في ثلاثة أسابيع («والت ديزني»).

الشرق الأوسط في

23/07/2013

 

رحيل «ديكنز مدينة دترويت»

إلمور ليونارد أحب الوسترن والبوليسي وأحبته هوليوود

دبي: محمد رُضا 

نعم، مات إلمور ليونارد، أو «ديكنز دترويت» كما قيل عنه يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع عن 87 سنة قضاها بين شخصياته المحببة وحكاياتها الغريبة التي تمت حياكة 26 فيلما منها منذ عام 1957 وإلى الآن علما بأن هناك فيلما جديدا انتهي من تصويره قبل أيام بعنوان «حياة الجريمة» الذي تتوزّع بطولته بين تيم روبنز وجنيفر أنيستون وإيسلا فيشر (من إخراج دانيال شستر).

ولد في مدينة نيو أورليانز سنة 1925 لكنه انتقل إلى مدينة دترويت سنة 1934 لأن والده أصبح رئيسا تنفيذيا لشركة «جنرال موتورز». عندما أنهى دراسته في الكلية تسلم عمله الأول كموظف في شركة إعلانات ثم أخذ يكتب الروايات من عام 1953.

كتاباته الأولى كانت تنتمي إلى روايات الغرب الأميركي (وسترن). كان يستيقظ في الخامسة صباحا ويكتب حتى السابعة قبل أن ينصرف إلى عمله في تلك الشركة. حين استقال من عمله استبدل الساعات قليلا: بات يستيقظ باكرا ثم يغلق باب غرفته عليه في العاشرة صباحا وحتى السادسة مساء ينصرف خلالها، ومن دون وجبة غذاء، للكتابة.

كان كتب ثلاث روايات وسترن قبل أن تطلب هوليوود منه أن يكتب لها قصصا لأفلامها. الرواية الأولى التي وضعها بعنوان «صائدو الجائزة» The Bounty Hunters لم تتحول قط إلى فيلم سينمائي، لكن الثانية، «القانون عند راندادو» انتقلت سنة 1990 إلى فيلم «منازلة عند الحدود» Border Shootout لكن القصة الأولى التي كتبها خصيصا للسينما وأنجزت فعلا كانت The Tall T سنة 1957 التي أمها المخرج المعروف بذلك النوع بد بوويتيكر من بطولة نجم الوسترن آنذاك راندولف سكوت.

في العام نفسه باع قصة أخرى مباشرة إلى السينما لفيلم نال شهرة أوسع هو «3:10 إلى يوما» 3:10 to Yuma الذي قام بتحقيقه سينمائي آخر مولع بالغرب هو دلمر دافز وقام ببطولته غلن فورد في دور رئيس العصابة الذي يلقي القبض عليه مزارع بسيط أداه فان هفلن. الفيلم نفسه تمت إعادة تحقيقه سنة 2007 تحت نفس العنوان عندما قام جيمس مانغولد باستحداث نسخة من بطولة راسل كراو وكرستيان بايل توازي الفيلم الأول جودة ولو اختلفت عنها في أسلوب العمل وفي بعض الأحداث والمفارقات.

بعد ذلك انفصل درب الكاتب عن درب هوليوود حتى عام 1967 عندما باع الأول حقوق روايته «أومبري» التي نشرها سنة 1961 إلى المنتج والمخرج مارتن رت ليصنع منها فيلما من بطولة بول نيومان حول رجل من أصل هندي يدافع عن ركاب عربة وقع أصحابها في فك لعصابة.

مزج بشري هذا الرجل الخارج عن المجتمع الذي يعيش فيه، والذي ينظر إليه الرجل الأبيض بارتياب ما يبعث على شعور متبادل من الكراهية، تكرر العمل عليه عندما وضع ليونارد رواية «فالديز آت» سنة 1970 فحولتها السينما إلى فيلم جيّد من بطولة بيرت لانكاستر الذي يلعب دور «شريف» مكسيكي الأصل يعمد إلى السلاح ليجبر صاحب مزرعة تعويض امرأة هندية عما لحق بها عندما اتهمت بقتل رجل أسود.

تعدد الشخصيات ومصادرها البشرية موجود أيضا في «جو كيد» Joe Kidd الذي قام بإخراجه سنة 1972 جون ستيرجز من بطولة كلينت إيستوود: هو أبيض (لم يؤد دورا غير ذلك طوال حياته المهنية) كذلك رئيس عصبة الأشرار (روبرت دوفال) لكن الشخصيات التي يقومان معا بمطاردتها هي مكسيكية - أميركية. سوف يقرر إيستوود الانفصال عن العصابة وتمكين المكسيكيين من تحقيق العدالة بأيديهم من دون أن يعمل معهم مباشرة.

بعد ذلك، ومع أن الكتابة البوليسية كانت بدأت تنتاب ليونارد وبعض الأعمال السينمائية المستوحاة من رواياته في الستينات، زادت أعماله البوليسية - تلك التي سيشتهر بها أكثر من سواها. السينما نقلت سنة 1974 رواية ليونارد «مستر ماجستيك» إلى فيلم من بطولة تشارلز برونسون الذي أدى هنا دور مزارع بطيخ يتصدى للعصابة التي تريد القضاء عليه.. يساعده في تحقيق المهمة خبرة غامضة كونه كان قاتلا مأجورا فيما مضى.

لكن في حين أن روايات ليونارد لم تتوقف عن غزو سوق الأدب البوليسي ومنح صاحبها مكانته الخاصة كواحد من أفضل رواة هذا النوع في جيل ما بعد رايموند تشاندلر وجيمس م. كاين، غابت السينما عن التعامل معها حتى منتصف الثمانينات عندما قام بيرت رينولدز بإخراج وبطولة «ستيك» 1984 الذي انبرى كأول فيلم بوليسي داكن النبرة أقدمت هوليوود عليه من أعمال المؤلف. في العام نفسه تم تحويل رواية لا تنتمي إلى عالم ليونارد، ولو أنه هو واضعها، وهي «السفير» التي دارت أحداثها حول فضيحة محتملة في عقر دار سفير واشنطن في تل أبيب. هذه الرواية تم لاحقا إعادة تحويلها إلى فيلم آخر هو 52Pick Up فبدت كما لو كانت حكاية مختلفة تماما.

هناك عدّة أعمال بين هذه الفترة ومنتصف التسعينات عندما قام باري سوننفلد بإخراج «اقبض على شورتي» أو Get Shorty مع جون ترافولتا وجين هاكمن ورينيه روسو: بوليسي مثّل ميل الكاتب صوب أشرار رماديين يتعاملون مع أشرار أكثر دكانة. سنة 1997 قام المخرج كوينتن تارنتينو بتحقيق ما يمكن اعتباره تجسيدا أفضل لعالم ليونارد حين أخرج «جاكي براون» مع بام غرير وسامويل ل. جاكسون وروبرت فورستر وروبرت دي نيرو في البطولة.

ليونارد أحب الغرب وشخصياته منذ أن ترعرع معجبا برجال العصابات في الثلاثينات. هناك صورة له وعائلته وهي تقف أمام سيارة قديمة على النحو الذي التقط لعصابة بوني وكلايد. هو في الصورة يوجه أصبعه نحو الكاميرا كما لو كان يحمل مسدّسا.

* كاتبه المفضل ووصاياه

* كان أرنست همنغواي هو كاتب إلمور ليونارد المفضل ومنه استوحى فضيلة أن لا يستخدم المؤلف كلمات كثيرة في وصف أي حالة. قبل سنوات من وفاته وضع ليونارد لائحة بعشر نصائح لمن يود العمل مؤلفا من بينها ثلاث تلتقي عند ضرورة التقصّد في استخدام كلمات الوصف والابتعاد عن المقدّمات الطويلة. في نهايتها لخص الكاتب إلى: «إذا بدت روايتك مكتوبة.. أعد كتابتها».

شاشة الناقد

أبطال من الأمس الفيلم: Red2

إخراج: دين برسكوت تمثيل: بروس ويليس، جون مالكوفيتش، ماري - لويس باركر، هيلين ميرين. النوع: أكشن | الولايات المتحدة - 2013 تقييم: 2* (من خمسة)

هناك صورة للممثل جون مالكوفيتش وهو يرتدي سترة بلا أكمام فوق «تي شيرت» مخطط بالقرمزي والأبيض على سروال قصير ويلبس حذاء طويلا. بجانبه بروس ويليس بقميص من المربعات البيضاء والحمراء فوق سروال أحمر. ملابس شعبية أميركية بكل تفاصيلها فوق شخصيّتين ليستا من الجيل الشاب الذي شكل قرابة 35 في المائة من مجموع مشاهدي فيلمهما الجديد «حمر 2». إذا كانت الصورة تعبر عن شيء، فعن مزج القديم والحديث في كيان فيلم عليه أن يقنع مشاهديه بأن أبطاله (الذي تجاوز معظمهم سن الخمسين) ما زالوا يشكلون خطرا على جهة معيّنة وأنهم أهل للدفاع عن أنفسهم اليوم كما كانوا يفعلون قبل ثلاثين سنة أو نحوها.

«حمر 2» يرد بعد ثلاثة أعوام على إنجاز فيلم تحوّل، حين نجاحه إلى جزء أول. لولا ذلك النجاح لماتت تلك الشخصيات مدفونة في عالم الوهم الذي شيّدته. لكن بما أنه جلب اهتمام جمهور يريد أن يعرف كيف يحل هؤلاء المسنون نوعا مشكلاتهم اليوم عن عالم يختلف عما كان عليه بالأمس، فإن تحقيق هذا الجزء الثاني بات لزاما. وهو الآن حاضر.

المقارنة لا بد منها وما يلتقي عليه الجزآن هو الخط الرئيس من الموضوع: شلّة من عملاء السي آي أيه السابقين يعودون إلى العمل الجاسوسي. فرانك موسس (ويليس) يفاجأ هنا بمقتل صديقه مارفن (مالكوفيتش) وباتهامه بأنه مسؤول عن ضياع شحنة من السلاح النووي. حال هروبه من حصار السي آي إيه (التي تبقى عدوّا رئيسا في هذا الفيلم أيضا) يكتشف أنه مهدد من قبل المنظمة ذاتها التي استأجرت هيلين ميرين (التي كانت من حرس السي آي إيه القديم) لقتله. كذلك من قبل منظمة أخرى غامضة (لبعض الوقت) بعثت بمحترف خطر (ممثل كوري باسم بيونغ هون لي) لقتله أيضا. كل ذلك للحيلولة دون تحقيقه في حادثة اختفاء السلاح النووي.

إذن هي مهمة ربما ليست مستحيلة لكنها خطرة ينضم إليها مارفن.. لقد مات كما ذكر الفيلم في مطلعه، لكن من غير الممكن أن يغادر طويلا.. ليس ممثلا بشخصية كتلك التي يؤديها مالكوفيتش باستمتاع: شخصية الرجل الغاطس في «البارانويا» ونظريات المؤامرة.. إلى حد ما كالفيلم نفسه.

المغامرة تفرض على الاثنين، وبعد انضمام الممثلة ماري - لويس باركر التي تؤدي دور صديقة ويليس التي تحب المغامرة، الانتقال إلى لندن ومن لندن إلى باريس فموسكو وخلال الرحلة تنضم شخصيات أخرى من بينها تلك التي يؤديها أنطوني هوبكنز وأخرى تؤديها كاثرين زيتا جونز. هو عالم بريطاني سجن لعقود حتى لا يتفوّه لأحد بالأسرار التي يمليها على الشاشة في لحظات، وهي جاسوسة روسية كانت على علاقة بفرانك والآن باتت تشكل خطرا عليه.

العمل بأسره خفيف الوقع نتيجة أنه يمزج الكوميديا بالأكشن وكلاهما يتحولان إلى قدر من الهزل الباحث عن مشاهد تسد ثغرات السيناريو. على ذلك هو ممتع لمن شاهد الجزء السابق وأعجب به.

TOP 10

1 The Butler:

دراما حول رئيس الخدم (فورست ويتيكر) الذي عاصر ثمانية رؤساء جمهورية في البيت الأبيض أنتجتها «وينستين كومباني» التي تحتاج لفيلم ناجح: 24 مليونا و637 ألف دولار.

2 We›re The Millers:

كوميديا من «وورنر» تحافظ على مركزها الثاني بين الأفلام منجزة 18 مليونا هذا الأسبوع ما يرفع حصيلتها إلى 70 مليونا في أسبوعين.

3 Elysium (صوني)

هو خيال علمي حول كوكب خاص بالأثرياء ومات دامون يريد اقتحامه. هبط من المركز الأول ليجمع هذا الأسبوع نحو 14 مليونا. في أسبوعين: 56 مليونا.

4 Planes (ديزني):

الإقبال الفاتر هو من نصيب فيلم الأنيماشن هذا أيضا. يتراجع من المركز الثالث في أسبوعه الثاني منجزا 13 مليونا و388 ألف دولار.

5 Kick-Ass 2 :

المثل الشعبي «من أول دخوله رفسة على طوله» تنطبق على فيلم يحمل هذا العنوان أيضا. أنجزته «يونيفرسال» بآمال كبيرة تكسّرت على شباك التذاكر: 13 مليونا و332 دولار

6 Sea of Monsters:

فانتازيا حطت ضعيفة في الأسبوع الماضي وازدادت ضعفا هذا الأسبوع منجزة تسعة ملايين دولار (فوكس).

7 Jobs

مع أشتون كوتشر في دور ستيف جوبز، مبتدع الكومبيوتر الشهير، هو ثالث الأفلام الجديدة هذا الأسبوع وأسوأها إيرادا: سبعة ملايين دولار (أوبن رود فيلمز).

8 2Guns (يونيفرسال)

يجمع بين مارك وولبرغ ودنزل واشنطن بمهارة لكن الجمهور لا يكفي: أنجز في ثلاثة أسابيع 60 مليون دولار وهذا الأسبوع أقل من سبعة.

9 The Smurfs 2

فيلم أنيماشن آخر تخلّى عنه الصغار قبل الكبار: 4 ملايين و769 ألف دولار (كولمبيا).

10 The Wolverine: هل يُعقل أن لا يُثير هذا الفيلم أي رواج حوله؟ هيو جاكمن في دور الرجل - الذئب وهو يقاتل في اليابان سجل 4 ملايين و518 متراجعا عن المركز السابع (فوكس).

سنوات السينما - 1936

أوسكارات

* حفلة الأوسكار في ذلك العام تمخضت عن منح فيلم «تمرد على السفينة باونتي» ذاك الذي شهد عروضه في عام 1935 أوسكار أفضل فيلم. ذلك تم عنوة على أفلام أخرى من نتاج الفترة بينها فيلم بحار آخر هو «كابتن بلود» لمايكل كورتيز «المخبر» لجون فورد و«ديفيد كوبرفيلد» لجورج كيوكر.

لكن فكتور مكلوغلن نال أوسكار أفضل ممثل عن دوره في «المخبر» وخسرها كلارك غايبل وتشارلز لوتون وفرانشوت تون والثلاثة تنافسوا على الأوسكار عن فيلم واحد هو «تمرّد على الباونتي». بايتي ديفيز كانت صاحبة الحظوة بين الممثلات المتنافسات وبينهن كلوديت كولبرت وكاثرين هيبورن وميريام هوبكنز

المشهد

هواة السينما الخليجيون

* هناك حالة غريبة وإن ليست جديدة تمر بها مجمل الظواهر السينمائية في العالم العربي، وفي المنطقة الخليجية تحديدا وهي خلو العام بأسره من النشاطات السينمائية إلا في مناسبات معينة يلتقي حولها هواة السينما حين تبدأ ثم يتفرقون عنها حين تنتهي. هذه المناسبات هي مهرجانات السينما التي تتوزع ما بين خريف كل عام وربيعه في كل من أبوظبي ودبي والدوحة لجانب مهرجانات أصغر في مسقط والكويت، ومناسبة مهرجاناتية تلفزيونية تعقد في مطلع كل صيف على الشاشة الصغيرة من جدة.

* لكن الحياة السينمائية ليست هذه الأسابيع التي إذا جمعتها على بعضها البعض لما تعدت الثمانية أو التسعة في أفضل الأحوال. هواة السينما الخليجيون ليس لديهم طوال الأسابيع الأخرى من كل عام سوى الإقبال على العروض الجماهيرية في الصالات الرئيسة. صحيح أن هناك نوادي موزعة في أكثر من جيب في كل مدينة، لكنها لا تفي بالغاية كونها ما زالت تفتقد إلى التنشيط الثقافي وإلى الصلة الفعلية بينها وبين الجمهور المحلي.

* ليس الأمر أن هواة السينما الخليجيين غير متقاعسين بدورهم، لكن الأمانة تقتضي أيضا أن نقول إنهم يتحرّكون على خارطة مفتوحة لا تساعدهم على بلورة اهتماماتهم لأطول من فترة إقامة كل مهرجان على حدة. حياتهم السينمائية هي ما بين مطالعة النقد في الصحف وعلى الإنترنت، وبين الإقبال على صالات السينما التي تعرض أفلاما يدركون أنها ليست من ينابيع الثقافة أو من الأعمال الفنية البارزة، وبين ما يتاح لهم من عروض منزلية بشروط تقنية ليست صالحة.

* الغطاء الثقافي من كتب ومجلات وصناعة فعلية وندوات دائمة وعروض مختلفة ليس موجودا، وبسبب فقدانه فإن الوضع لا يتيح بلورة ما تسعى مؤسسات خاصة وعامة على حد سواء لتحقيقه: إيجاد ثوابت لصناعة الفيلم الخليجي يمكن أن تشاد عليها حالة نشطة من الإنتاجات تثمر عن أعمال رائعة - أو على الأقل - مثيرة للاهتمام الفعلي وواعدة باستمرار مسيرة طويلة.

* ومع أن الكثير من الخطوات الناجحة تمت خلال السنوات العشر الأخيرة أو نحوها، ما جعل بعض المهرجانات السينمائية تلعب دورا واعيا وأكثر تنوّعا من مجرّد عرض الأفلام، فإن الكثير يجب أن يقع على نحو مواز لا لمؤازرتها هي بقدر مؤازرة الوضع الثقافي والصناعي للسينما الخليجية على نحو عام.

الشرق الأوسط في

23/07/2013

 

نقاشٌ حول إخراج الفيلم التسجيلي

ترجمة : صلاح سرميني 

هذه النصوص (الدروس) هي خلاصاتٌ نظرية لوثائق سمعية/بصرية، وأفلاماً تسجيلية عن فكر السينما التسجيلية، مُتاحة للمُشاهدة العامة من خلال قناة إفتراضية هي Canal-U، مشروعٌ يخصّ المجتمع الأكاديميّ، بدأ منذ عام 2000 بقيادة "الهيئة الرقمية للتعليم العالي" التي تتبع "وزارة التعليم العالي، والبحوث"، ويُشرف على هذا المشروع "مركز الموارد، والمعلومات الخاصّ بالوسائط الإعلامية للتعليم العالي".

Canal-U هي موقعٌ مرجعيّ للمواد السمعية/البصرية للتعليم العالي، وخزينة أفلام رقمية، يإمكان الأساتذة، والطلبة أن يجدوا فيها برامج ثرية تتضمّن وثائق تربوية مُعتمدة من طرف الهيئات العلمية للجامعات الرقمية المُتخصصة، وتتوجه هذه القناة بمُقتضى محورين :

ـ توفير موارد تعليمية بالإضافة إلى المناهج المُعتادة.

ـ مواكبة تطورات الجامعة الفرنسية بتطوير إستخدام تكنولوجيا المعلومات، والإتصالات في مجال التعليم العالي.

ومن بين المُشاركين في هذا المشروع "السينماتيك الفرنسية" التي تحتوي خزينتها على مؤتمراتٍ مصوّرة، ولقاءاتٍ حول السينما.

***

الدرس 4 (الجزء الأول).

إخراج الفيلم التسجيلي.

السينما هي، بالآن ذاته، روائية/خيالية (لقطة كلب مسعور لا تعضّ)، وتسجيلية (أيّ فيلم، هو على الأقل، يُسجّل الممثلين في حالة أداء أدوارهم)، ولكن، بطبيعة الحال، يختلف الهدف التسجيلي اختلافا كبيراً عن مثيله الروائي.

الحقيقة التاريخية ليست من نفس نظام الحقيقة الدرامية (فيما يخصّ الإنتاج، والاقتناع)، ولا تعكسان العالم بنفس الطريقة (وفي بعض الحالات يمكن أن تختلطا)، ولا تنطلقان من نفس الهدف، أو النية (ومن ثمّ لا تؤديان إلى نفس الاستقبال).

الطبيعة التسجيلية للسينما، التقاط الصور كما التقاط الحياة، تنطوي على مستويين من التساؤلات:

1ـ مسألة الواقع، والحقيقة على الشاشة في مواجهة المتفرج.

2ـ مسألة العلاقة بين الشخص الذي يصوّر/ والموضوع الذي يصوّره، شروط، وتوجهات التصوير، وهي نفسها التي سوف تقود اقتناع المتفرج (خداعه، أو عدم خداعه).

حيث التصوير، وبشكلٍ خاصّ في حالة الفيلم التسجيلي، ليس فقط تجسيداً، ولكن أيضاً التعامل مباشرةً مع العالم، وأبطاله.

في التسجيلي، أكثر بكثير من الروائي، العلاقة بين فعل الشخص الذي يصوّر، وأفعال المواضيع، والأشياء التي يصورها (خلال التصوير، والمونتاج) ليست فقط محرك الفيلم، ولكنها جزءٌ لا يتجزأ من هدفه، ومعناه.

وبينما في حالة الفيلم الروائي، كما قال "غودار" يوماً : "الترافلينغ مسألةٌ أخلاقية"، فإنه، في حالة التسجيلي، يمكن القول : "الأخلاق هي بالأحرى مسألة ترافلينغ" (اقتباس يعود إلى المخرج الفرنسي "لوك موليه"، صحيحٌ بأنه أقلّ شهرة، ولكنه سبق ما قاله "غودار") شريطة أن لا نصوّر شخصيات قصة (التمثيل بالمعنى المسرحي، ورؤية المؤلف)، ولكن قصة الناس الذين يستحقون، ويردون بأنفسهم أمام الكاميرا.

ولهذا السبب، سوف نتحدث هنا عن تحليل "esth-éthique" (وتعني جماليّ ـ أخلاقيّ مُتداخل)، وهذا يعني، بأنّ فهم التسجيلي يتطلب نقداً ذرائعياً بالإضافة إلى تحليل سيميولوجي (أو أيقوني).

نقاشٌ حول إخراج الفيلم التسجيلي.

الدرس 4 (الجزء الثاني).

تمّ تنظيم هذا النقاش انطلاقا من كتاب "فرانسوا نيني" : "الفيلم التسجيلي، حالات مظاهره المُزيفة"، وهو من خلاله يتساءل عن طبيعة الصور في التلفزيون، والسينما.

كيف يمكن أن نتعرّف على فيلم تسجيليّ ؟  

ما الذي يُميز على الشاشة العالم الواقعي عن الروائي/المُتخيل ؟ 

بين الذين يعتقدون بشكلٍ أعمى بموضوعية التقاط الصور(أخبار، أو أرشيف)، وأولئك الذين ينزعون عنها أيّ واقعية، ولا يجدون فيها أكثر من "إخراج"، الدرب ضيق، وهو في بعض المرات متعرجٌ (حيث يتقاطع فيه الواقع مع الخيال)، ولكن، هذا بالضبط ما يطمح الكتاب إلى تفسيره.

إن أيّ لقطة منفردة لا يمكن أن تُثبت حدثاً ما، ولكنها تُظهر شيئاً من العالم في لحظةٍ معينة (وهنا يكمن سحر السينما)، وبالتالي، فإنه من المناسب التساؤل عن معناها، وطبيعة الصور التي إلتقطتها، وما تسعى إلى إظهاره، والظروف التي طلبتها، وكيف تقدم نفسها لإقناع المتفرج (نحن لا نقتنع بنفس الطريقة ما يحكيه الفيلم الروائي  North by Northwest لألفريد هيشكوك 1959، والفيلم التسجيلي Le chagrin et la pitié لمارسيل أوفولس 1971"، "كأنّ" في الفيلم الروائي التي نقبلها، تختلف عن "هكذا" في الفيلم التسجيلي التي يمكن أن نشكك فيها).

من الضروري إذاً توضيح الاختلافات بين التسجيلي، والروائي، وبالاعتماد على أمثلة، من أجل توسيع نطاق ملامح الاختلاف (أو التوافق) .

ليس فقط طبيعة ما تمّ تصويره ـ بافتراض أنه حقيقية، أو متخيلة بحدّ ذاتها ـ هي التي سوف تحدد التسجيلي، أو الروائي، لكن، وبالتساوي، علاقة الشخص الذي يصوّر مع الموضوع الذي يصوّره، مشاركة وجهات النظر من خلال الهدف، توجه الإخراج، والمونتاج، الطريقة التي يمتلكها الفيلم للتوجه نحو المتفرج، جذبه كي يشاهد على الشاشة عالمنا المُشترك، أو عالماً مضافاً "مخترعاً"، فهمه كصياغةٍ جادة (تسجيلي)، أو خادعة (متخيل، مختلق) ..

يمكن الإضافة، بأنّ هناك استخدامات تسجيلية للروائي (تعليق من طرف المخرج، أو مهندس الديكور على طريقة الإضافات الموجودة في الأقراص المُدمجة، حيث يصبح الفيلم، بطبيعة الحال، وثيقةً عن طريقة تصويره)، كما الحال أيضاً مع بعض الأفلام الروائية التي تتظاهر بأنها ليست كذلك، ولأسبابٍ دعائية، أو تجارية، تريد أن نقتنع بأن ّ "ما نشاهده على الشاشة قد حصل كهذا حقاً".

التسجيلي، والصور الأرشيفية.

الدرس رقم 5

منذ "دزيغا فيرتوف"، وحتى "فريديريك روسيف"، مروراً بـ "آلان رينيه"، و"كريس ماركر"، وافق مخرجون كبار على  ممارسة هذا التمرين الخاصّ جداً، ويتعلق بإنجاز فيلم بدون تصوير صورة واحدة، فيلمٌ يكتبه المخرج كاملاً على طاولة المونتاج، وليس من قبيل الصدفة، بأننا غالباً نُسمّي هذه الأفلام التسجيلية الأرشيفية بـ "ّأفلام مونتاج".

صورٌ إخبارية، برامج تلفزيونية، وثائق صناعية، عسكرية، تربوية، أفلام عائلية، أفلام مكتشفين، أو علماء الأعراق البشرية، ..أراضي الصيد للفيلم التسجيلي الأرشيفيّ مختلفة ومتنوعة، ولكن، مهما كان أصل هذه الموارد التي تشكل المادة الأولية للفيلم بصدد الإنجاز، من الضروري بدايةً معرفة فكّ، وتشفير هذه الصور من أجل الكشف عن طبيعتها الحقيقية .

الصورة ليست دليلاً عن الحقيقة، لقد تمّ التقاطها في إطار هدف محدد، يمكن أن تقول الحقيقة، كما يمكن أن تكذب فعلاً.

يفترض المؤرخ "مارك فيرو" بأنه "يتوجب علينا تحليل كلّ الوثائق، وكأنها دعائية، ولكن، الأهمّ، معرفة الدعاية التي تتضمّنها، الصور الأرشيفية ليست كاذبة، على الأقل فيما يخصّ نقطة واحدة : ما أراد المؤلف إيصاله  للناس،.. هذه، هي حقيقة تاريخية".

هناك مسائل أخرى تفرض نفسها كضروراتٍ قاطعة قبل الدخول إلى غرفة المونتاج

ـ كيف لنا أن لا نُضيف التلاعب إلى التلاعب ؟ 

ـ أيّ مبادئ مونتاجية مُفترضة يجب اعتمادها من أجل تجنب الوقوع في مصيدة الردّ على الدعاية بأخرى مضادة ؟

ـ كيف يُمكن ألا نكتفي بأن نطبق خطاباً ما على صور ذرائعية، وظيفتها الوحيدة تأييد وجهة النظر الأساسية لصناعها ؟

من خلال أمثلة محددة، سوف نعرض ماهي الأساليب المختلفة في الكتابة التي استعارها الفيلم التسجيلي الأرشيفي، بدون حصر، ولكن، بالتركيز على الأشكال الأكثر تجديداً، وتفردا

1ـ السياق التاريخي لاستخدام الصور الأرشيفية في السينما، والتلفزيون.

ـ الأشكال المختلفة للأفلام التسجيلية الأرشيفية : أرشيف الحرب، أفلام عائلية، أفلام تسجيلية تاريخية، أفلام علمية، أفلام تجريبية،...

ـ استخدام شائع : الوثيقة الشهادة كدليل عن حقيقة تاريخية.

ـ استخدام معاصر : الأرشيف بوصفه محرك السرد، إعادة النظر في وثيقة الأرشيف، تستخدم كحقل اختبار لأشكال السرد السينمائي.

2ـ موقع صور الأرشيف : تاريخ، أم دعاية ؟

ـ حقيقة، وكذب في الفيلم التسجيلي التاريخي، الحقيقي، والمزيف، والمادة السينمائية.

الصورة الأرشيفية هي أثرٌ "تاريخي"، يتوّجب على المخرج التساؤل عن معناها، ووظيفتها التي مُنحت لها : رفض الأرشيف بوصفه توضيحاً بسيطاً، وإثباتاً للحقيقة.

3ـ خصوصيات كتابة سيناريو فيلم وثائقي يعتمد على الأرشيف ؟

ـ فهم الأرشيف من خلال منهجية الإخراج.

ـ أخلاقية المونتاج : كيفية الإمساك بمونتاج صور لم يصنعها المخرج ؟ كيفية إدخال الأرشيف في استراتيجية سردية جديدة ؟

4 ـ أنظمة إخراج الصور الأرشيفية في الفيلم التسجيلي التلفزيوني.

ـ كتابة، أو إعادة كتابة التاريخ ؟

ـ موقع كتابة التعليق: دور التعليق الخارجي.

ـ المعالجة الصوتية : دور الموسيقى، المؤثرات الصوتية، والجو العام.

5ـ الأرشيف كمادة سينمائية.

هوامش :

للقراءة أيضاً: فكر السينما التسجيلية

http://doc.aljazeera.net/followup/2013/07/201371611357721921.html

الجزيرة الوثائقية في

24/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)