حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

طرق أبواب الفن السابع مؤلفاً وممثلاً ومساعد مخرج

سمر قحطان: فيلم "شروق" يكشف بغداد الخراب والأمل

بغداد - زيدان الربيعي

 

يواصل الممثل والمؤلف ومساعد المخرج سمر قحطان مشاركته في تصوير فيلم “شروق” الذي كتبه وتولت مهمة إخراجه أنعام عبد المجيد، وقال قحطان في لقاء مع “الخليج”: إن هذا الفيلم يتناول حكاية امرأة عراقية تعيش في حالة عزلة تامة عن الشارع العراقي . لافتاً إلى أن الصعوبة الوحيدة التي وجدها في هذا الفيلم تمثلت بالحالة الإنتاجية، مؤكداً أن النص كتبه منذ أربع سنوات ولم يرَ النور إلا هذا العام، وتالياً التفاصيل:

·        فيلم “شروق” عن أي قضية يتحدث؟

- هو من تأليفي وإخراج وبطولة أنعام عبد المجيد وأعمل فيه مخرجاً مساعداً وأيضاً ممثلاً بشخصية ثانوية داخل الفيلم وهو من إنتاج دائرة السينما والمسرح الذي يقع ضمن فعاليات مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 . وهذا الفيلم يتحدث عن “شروق” وهي امرأة عراقية تعيش في حالة عزلة عن المجتمع وعن الشارع نتيجة للضغوط التي يمارسها الرجل ضد المرأة ومن خلال “شروق” نحاول تسليط الضوء على معاناة المرأة العراقية التي تعيش في مجتمع ذكوري بحت .

·        كيف تكون هذه العزلة؟

- بما أنها تعيش بمفردها فقد اتخذت من مهنة الخياطة داخل منزلها عملاً لها يعوضها عن معاناة الوحدة والانعزال، بحيث تعشق هذه المهنة بشكل لا يطاق، لأنها وجدت فيها خير تعويض عن الناس، كونها لا تريد أن تراهم بسبب وجود حالة ضيق فكرية بالشارع العراقي .

·        ما هو سبب زج الطفولة مع امرأة تعيش حالة عزلة تامة؟

- إن شخصية “حسوني” التي جسدها الطفل الموهوب يوسف مكي هي من الشخصيات الرئيسة في فيلم “شروق”، حيث نكتشف من خلال”حسوني” بغداد الخراب وبغداد الأمل عبر رحلة معه من خلال دراجته الهوائية، حيث يمثل ما هو خارجي عبر رحلته على الدراجة الهوائية، أما “شروق” فتمثل ما هو داخلي . لذلك فإن “حسوني” هو الوسيط ما بين الخارج والداخل .

·        هل تعتقد أن مخرجة وبطلة الفيلم نجحت في هاتين المهمتين؟

- بتقديري الشخصي أرى أن المخرجة وبطلة الفيلم أنعام عبد المجيد كانت رائعة جداً من خلال إدارتها لموقع التصوير وطاقم الفيلم وكذلك كانت ناجحة في  رؤيتها الإخراجية، كما نجحت كممثلة . رغم أن الشخصية التي تجسدها صعبة جداً كونها شخصية مركبة .

·        ما هي الصعوبات التي واجهتكم في إنتاج وتصوير هذا الفيلم؟

- حقيقةً واجهتنا صعوبات عديدة من أبرزها الصعوبات التي تتعلق بعملية الإنتاج، إذ كانت رؤية المخرجة بأن تأتي بمدير تصوير من خارج العراق وأن تأتي بمدير صوت من الخارج كما أتينا بماكيير من إيران . لكن سوء الظروف الأمنية منع وصول هذه الطواقم الفنية المهمة إلى بغداد كما كان لتأخر إقرار ميزانية الفيلم سبباً في عدم استعانة الفيلم بطواقم من خارج العراق .

·        الطاقم العراقي هل نجح في سد فراغ الطاقم الأجنبي في فيلم “شروق”؟

- نحن استعنا بمن هم أكثر خبرة في تقنية صناعة السينما في العراق ومن هؤلاء عمار جمال كمدير تصوير ومصور وبقية الأشخاص .

·     أنت ممثل ومخرج في المسرح وأيضاً ممثل في الأعمال التلفزيونية واليوم نراك كاتباً ومساعداً للمخرج وممثلاً في السينما فأين تجد نفسك بين هذه العناوين؟

- أنا لم أجد نفسي لحد الآن في أي من هذه المجالات، حيث ما زلت أبحث عن ذاتي بداخلها، فالتمثيل هو المناخ الوحيد الذي بإمكاني أن أبحث فيه بشكل واضح وجدي . أما الكتابة في المسرح وفي السينما هي تجربة خضتها وأعتقد أنني سوف أتركها بسبب ظروف الإنتاج السينمائي، لأن فيلم “شروق” كتبته منذ أربع سنوات ولولا مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 لما تم إنتاجه وبقي وبقيت مشاريعنا السينمائية على الرفوف .

الخليج الإماراتية في

24/07/2013

 

أربعة أجيال لها إسهامات واضحة في السينما

آل رمزي أسرة باشاوات "هندست" صناعة الفن السابع

القاهرة - حسن أحمد: 

عائلة فنية ذات شأن كبير  وتأثير أيضاً على صناعة السينما في مصر سواء في منتصف القرن الماضي أو بدايات هذا القرن, هي عائلة المخرج والمؤلف وأيضاً المهندس حسن رمزي, فقد احترف صناعة السينما ماجعله يؤثر فيها بشكل مباشر سواء في الإنتاج أو التوزيع السينمائي الذي أصبح عصب الحياة السينمائية الآن.

نشأ حسن رمزي في منزل والده إسماعيل باشا رمزي الذي عمل مديراً لمديرية أسيوط ثم أصبح وزيراً للأوقاف في عام 1951, ظهرت ميول حسن رمزي الفنية وهو طالب في المرحلة الثانوية وبسبب تفوقه أصبح رئيساً لفريق التمثيل بالمدرسة وعندما التحق بكلية الهندسة عام 1930 أنشأ جمعية التصوير الفوتوغرافي بجانب ممارسة هوايته في التمثيل المسرحي مع فرق الهواة التي كان يقدم من خلالها بعض مسرحيات عمه الكاتب المسرحي والسينمائي إبراهيم رمزي, وعمه كان من الكتاب المميزين في ذلك الوقت وله فكره الخاص  وأشهر أعماله "دخول الحمام مش زي خروجه" وهذه المسرحية كانت تعد  أول نص مسرحي غير مترجم له وهي رواية هزلية ذات فصل واحد وقد أحدثت ضجة في ذلك الوقت وما زال يضرب بها المثل حتى الآن, أيضاً كان له العديد من المؤلفات الناجحة أبرزها أيضاً "الفجر الصادق" وكان إبراهيم رمزي أول من حاول تأصيل الأجناس الأدبية, وقد ولد عام 1884 وتوفي عام 1949 بعدما قدم العديد من الروايات والمؤلفات التي تركت أثراً حتى الآن ومن ضمنها أعمال قدمت للسينما قام حسن رمزي بإنتاج بعضها وإخراج البعض الآخر.

تأثر حسن رمزي بأعمال عمه وتخرج في كلية الهندسة عام 1935 وعمل بعد تخرجه في مجال الهندسة وظل بها إلى أن أصبح مفتشاً للتخطيط بمحافظة القاهرة ثم مديراً في مصلحة التنظيم, وشارك حسن رمزي كمهندس في إنشاء العديد من معالم القاهرة منها إعادة تخطيط مداخل القاهرة, مشروع إنشاء كورنيش النيل, إنشاء مدن جديدة مثل مدينة نصر وأحياء الأوقاف والمقطم و تلال زينهم و نفق العباسية, شارك في تشييد كوبري الجامعة, كما شارك في نقل تمثال نهضة مصر من ميدان رمسيس إلى ميدان جامعة القاهرة حيث مكانه المعروف الآن وهو التمثال الذي قام بتصميمه المثال المعروف محمود مختار عام 1919.

كومبارس

لم يتمكن حسن رمزي من استكمال عمله في الهندسة, فقد كان حبه وشغفه للعمل في السينما أكبر من أي شيء آخر ولم يخجل من بداية عمله المتواضعة في السينما, حيث كانت البداية كومبارس وقد شارك في عدة أعمال منها "عاصفة على الريف" عام 1941  إخراج أحمد بدرخان و"مصنع الزوجات" في نفس العام أيضاً إخراج نيازي مصطفي و"ممنوع الحب" عام 1942 إخراج محمد كريم وفيلم" أحب الغلط"  إخراج حسين فوزي و لكن كان طموحه أكبر من ذلك حيث كان يحلم أن يصبح نجماً سينمائياً لامعاً بجانب أنه لم تنقصه مواصفات الفتى الأول الوسيم, غير أنه لم يجد من يتيح له تلك الفرصة ولذلك رأي أن يصنعها لنفسه فأسس شركته السينمائية "أفلام النصر" عام 1942 برأسمال قام بجمعه من زملائه المهندسين في مصلحة التنظيم وقام بدور الفتى الأول أمام النجمة المسرحية في ذلك الوقت سامية فهمي في أول إنتاج للشركة بعنوان "خفايا الدنيا" من إخراج إبراهيم لاما وكان هذا الدور الأول والأخير إذ إنه توقف بعد ذلك عن التمثيل ليتفرغ للإنتاج والتأليف ثم عمل في الإخراج, من الأفلام التي قام بإخراجها امرأتان, المعلم بلبل, ماكانش على البال, ومعاً إلى الأبد والرداء الأبيض بجانب أول أفلامه كمخرج وهو "خاتم سليمان" بطولة زكي رستم عام 1947 وهو نفس العام الذي قام فيه بتأسيس غرفة صناعة السينما.

 يذكر للفنان حسن رمزي أنه في عام 1958 أثناء فترة الكساد التي مر بها المجال السينمائي قام بتأسيس شركة "اتحاد السينمائيين" حيث ضم كبار الفنانين والفنيين كمساهمين بجهودهم في الإنتاج وقدم مجموعة من الأفلام ساعدت على رواج صناعة السينما قبل إنشاء مؤسسة السينما, في عام 1961 قام بإنتاج 30 فيلما سينمائيا من إنتاج شركتي أفلام النصر وإتحاد السينمائيين منها 3 أفلام قام فيها بدور المنتج المنفذ لحساب مؤسسة السينما وهي جريمة في الحي الهادئ عام 1967 اخراج حسام الدين مصطفى ثم فيلم المخربون في نفس العام  إخراج كمال الشيخ وفيلم غروب وشروق 1970 وقام بإخراجه أيضاً كمال الشيخ, وكان حسن رمزي أول من ابتكر أسلوب دعاية أثناء العرض الأول للفيلم السينمائي "أحلام الربيع" الذي قام ببطولته كمال الشناوي ومديحة يسري عام 1955, حيث قام بشراء هدايا من الأدوات المنزلية وأجهزة الراديو وبعض أنواع القماش لإهدائها للفائزين في مسابقة يانصيب من جمهور الفيلم كان قد صممها, كما أسس غرفة صناعة السينما, ورغم ذلك كله  يفتخر بأنه دخل السينما من باب الكومبارس بأجر قدره جنيه واحد في الفيلم ولذلك رد الجميل إلي صديقه القديم قاسم وجدي بأن أسند إليه الإشراف على الأعمال الخاصة بهذه المهنة والتي تقوم بإحضار الكومبارس في السينما في شركتيه "أفلام النصر واتحاد السينمائيين", شغل حسن رمزي منصب رئيس غرفة صناعة السينما المصرية منذ تأسيسها حتى وفاته ورئيس لاتحاد المنتجين وعضو في لجنة السينما بالمجلس الأعلى للفنون والآداب.

ملكة الليل

قدم حسن رمزي العديد من الأعمال ومنها أعمال تميزت في السينما المصرية, فيلم "من الجاني" من إنتاجه عام 1944 قصة وسيناريو وحوار إبراهيم رمزي وإخراج أحمد بدرخان بطولة الفنانة أمينة رزق, عباس فارس, أنور وجدي, أيضاً فيلم "بين نارين" تأليفه وإنتاجه عام 1945 وشارك في السيناريو والحوار صالح جودت وأخرجه جمال مدكور بطولة أنور وجدي, راقية إبراهيم, محمود المليجي, فيلم أميرة الجزيرة  تأليفه وإنتاجه وإخراجه عام 1948 وشاركه التأليف السيد زيادة كما شاركه الإخراج كامل الحفناوي بطولة تحية كاريوكا, كمال الشناوي, كما قدم العديد من الأعمال سواء في الإخراج أو التأليف ومن أجمل أعماله افلام ماكانش على البال, المعلم بلبل,  انتصار الحب, أحلام الربيع, لن أبكي أبداً, مع الأيام وفيلم سيدة القصر من إنتاجه عام 1958 قصة وسيناريو وحوار حسين حلمي المهندس واخراج كمال الشيخ ويعتبر من أبرز أعمال السينما المصرية بطولة فاتن حمامة, عمر الشريف, الهاربة عام 1958 قصة نجيب محفوظ بطولة شادية, شكري سرحان, زكي رستم, قلب من دهب, شمس لاتغيب, المرأة المجهولة, معاً إلى الأبد, الليالي الدافئة, جريمة في الحي الهادئ, المخربون, غروب وشروق وكان منتجا منفذا بالمشاركة مع مؤسسة دعم السينما عام 1970 قصة جمال حماد وسيناريو وحوار رأفت الميهي وإخراج كمال الشيخ بطولة سعاد حسني, رشدي أباظة, ملكة الليل قصة وسيناريو وحوار حسن رمزي ومحمد عثمان وإخراج حسن رمزي بطولة هند رستم, العاطفة والجسد, أبداً لن أعود, امرأتان, الرداء الأبيض, المرأة الأخري, وقد اختلف حسن رمزي مع المخرجين محمد كريم وأحمد بدرخان حيث اختلف مع المخرج محمد كريم على بعض مشاهد فيلم قلب من ذهب عندما رفض محمد كريم إعادة تصويرها فقام حسن نفسه بإعادة تصويرها مرة أخرى, أما ما حدث مع المخرج أحمد بدرخان فقد قام حسن بإعادة تصوير فيلم الهاربة بالكامل مرة أخرى وقام هو بإخراجه في سابقة لم تشهدها السينما المصرية والعالمية من قبل حيث يعاد تصوير فيلم سينمائي كاملاً.

ظل حسن رمزي يجاهد ويدافع عن السينما طيلة حياته خاصة في الفترة الأخيرة وقد شهدت صناعة السينما مشكلات كبيرة أخذها على عاتقه وتحدث فيها كثيراً وناقشها في مجلس الشعب حتى توفي في شهر فبراير عام 1977.

هدى 

انجب الفنان حسن رمزي توأمان ذكر وأنثي وقد ولدا عام 1958 وهما المنتج والموزع الحالي محمد حسن رمزي والفنانة المعتزلة هدى رمزي, تخرجت هدى في من كلية الإعلام قسم الإذاعة والتلفزيون وأحبت أن تخوض المجال الفني فقدمت أول أعمالها في فيلم الرداء الأبيض عندما تدخلت الفنانة نجلاء فتحي وطلبت من والدها أن تقوم هدى بدور ابنتها في الفيلم وكان هو مخرج الفيلم ولم يمانع وخاضت التجربة الفتاة ذات العينين الجميلتين وهي لم تتجاوز السادسة عشرة من عمرها و قد تم تصوير الفيلم عام 1974 ولم تكن تعلم أو أحد يعلم أن والدها ومقدمها لعالم الفن سوف يتركها بعد أربعة أعوام فقط من بداية ظهورها وبدأت مشوارها الفني منذ ذلك الوقت وتوالت أعمالها ولكنها لم تستمر طويلاً, ورغم أن هدى خاضت تجربة الزواج أكثر من مرة إلا أنها لم تنجب إلا ابناً من رجل الأعمال طه غانم وكان انفصالهما عاصفا حيث كانت المشكلات بينهما على نطاق كبير على عكس الزيجات الأخرى التي لم يحدث بها تلك المشاكل على سبيل المثال زواجها الأول في سن مبكرة وهي ما زالت في السادسة عشرة عندما ارتبطت عاطفياً مع شاب سكندري وذهب لوالدها كي يعمل معه في الفيلم الذي تعمل هي به وهو "الرداء الأبيض" ويقوم بدور خطيبها وعندما صارحت والدها رفض بشدة ولكن مع إصرارها وموافقة والدتها ما كان منه إلا أن يستجيب لهذه الزيجة التي لم تستمر أكثر من عامين لتصبح الفتاة الجميلة ذات الثامنة عشرة عاماً مطلقة, أيضاً من بين أزواجها لاعب الكرة شريف عبد المنعم الذي كان يلعب بالنادي الأهلي وله بعض التجارب في التمثيل ولم يستمر, بلغت زيجات هدى ستة زيجات من بينها رجل الأعمال مصطفى البليدي الذي تزوج أيضاً من الفنانة ميرفت أمين, إلتزمت هدى منزلها حين أعلنت إعتزالها وارتدائها الحجاب بعدما قدمت أعمالا لا تنسي من بينها "بئر الخيانة" و"حنفي الأبهة" ومن الأعمال الدرامية التي تركت علامة مميزة مسلسل "الحرملك", ومنذ اعتزالها تفضل الابتعاد عن الأضواء أو الحديث إعلامياً.

الابن محمد 

ورث الابن محمد حسن رمزي حب الفن عن أبيه وكذلك شركة الإنتاج حيث قام بتنميتها واستطاع أن يجعلها إلي وقت قريب من كبرى شركات الإنتاج  وأضاف إليها التوزيع السينمائي أيضاً حيث أصبح يتحكم في طبيعة سوق السينما بجانب إيجار دور العرض السينمائي لصالح تلك شركات التوزيع السينمائي- ومثل الأب فهو يقف الآن من أجل النهوض بصناعة السينما, وقد أكد أن نجاحه في الفترة الأخيرة بإختفاء النجم الأوحد من السينما المصرية لصالحها وأنه يفرز نجوما منفصلين في المستقبل, وهذا ما اعتادت عليه صناعة السينما منذ فترة طويلة.

 يعاني الآن محمد حسن رمزي المشكلات السينمائية كما كان يعانيها تماماً والده ويحمل على عاتقه كل هذه السلبيات خاصة التي أسفرت عنها ثورة يناير, ويؤكد محمد حسن رمزي على أن الدولة سبب تدهور صناعة السينما, لأنها لا تؤمن بهذه الصناعة وتنظر لها على أنها صناعة ترفيهية, و أنها تتعامل معهم كمنتجين على هذا الأساس, لكن صناعة السينما تثقيفية في المقام الأول, وهي القوة بل والقدوة التي يتأثر بها الجمهور أكثر من غيرها, كما يؤكد خوفه عليها بعد وصول المتأسلمين كما يسميهم ولأنه على يقين أن الدين الإسلامي ليس بهذا الشكل الذي يريدون ايصاله للجميع, كما يؤكد أيضاً أنه خلال فترة السبعينيات تدهورت صناعة السينما على سبيل المثال وكانوا يروجون أنها حرام, وهذا ما واجهه والده وكان سبباً فيما حدث له وما عاناه, وها هو اليوم يعيد ما كافح والده من أجله, ويبقى أن المنتج محمد حسن رمزي تزوج من ابنة الفنان الراحل صلاح ذو الفقار وأنجب منها ابنه شريف رمزي.

الحفيد

اتجه أيضاً الفنان الشاب شريف رمزي للتمثيل, ولم يكن غريباً أن يخوض الحفيد نفس التجربة والمجال الذي خاضه الجد والأب وعمته وجده لوالدته صلاح ذو الفقار أيضاً من قبل, فقد ولد شريف رمزي في الأول من يناير عام 1981 وقد بدء في سن مبكرة عام 2001 عندما كانوا يبحثون عن شاب  لأداء دور في فيلم "أسرار البنات" ولقي استحسانا كبيرا وقتها دفعه أن يستكمل مشواره الفني خاصة المجال السينمائي, تزوج شريف رمزي من منة ابنة الفنانين حسين فهمي وميرفت أمين ولم يستمر هذا الزواج طويلاً فقد إنفصلا في هدوء في شهر يوليو 2011 وبدون إبداء أسباب من جميع الأطراف, من أشهر الأعمال التي قدمها شريف فيلم من نظرة عين مع الفنانة مني زكي, العيال هربت مع الفنان حمادة هلال, أريد خلعاً مع الفنان أشرف عبد الباقي وحلا شيحة, كما قدم عملاً أميركياً بعنوان الإسكندرالأكبر, بجانب بعض الأعمال الدرامية مثل أحزان مريم والجانب الآخر من الشاطئ, وفي الست كوم قدم "شريف ونص" من جزءين.

السياسة الكويتية في

24/07/2013

 

فيلمها «69» يطرح تساؤلات بشأن توظيف الخريجين الجدد

عائشة عبدالله: عبر السينما تتسرب أصواتنا المنسية

دبي- نوف الموسى 

البحث عن عمل بعد إنجاز المرحلة الجامعية يعتبر قضية عالمية، ولكن طرحه في كل بلد يحتمل خصوصية ظروف البيئة الوظيفية، من خلال مراعاة متطلباته ومواجهة تحدياته، المخرجة السينمائية الشابة عائشة عبدالله وعبر معاناتها الشخصية في مسألة التقدم للحصول على وظيفة في مجال دراستها بقسم الإعلام، أكدت أن إخراجها للفيلم الوثائقي "69" والذي شارك مسبقاً ضمن فئة "أضواء" في مهرجان الخليج السينمائي السادس، إنما جملة من التساؤلات حول أسباب تأخر توظيف الخريجين الجدد، في ظل توفر الفرص والكفاءة العلمية، قائلةً:"عشت المعاناة بنفسي، وودت عبر الفيلم الحصول على أجوبة تقنعني، اكتشفت أن هناك الكثيرين من حولي يعيشون نفس المعاناة، في الحقيقة عبر السينما تتسرب في كثير من الأحيان أصوات منسية، صحيح أن صناعة الفيلم ليست محطة لطرح القضايا المجتمعية، بل قدرة تقنية على تجسيد فن الصورة، وباعتقادي أن قيمة الفن تظل مرتبطة بحجم مواجهته لإشكاليات الواقع".

استغلال الخريجين

عندما وضعت عائشة الخطوط العريضة لصناعة الفيلم الوثائقي انطلقت من عدة ظواهر يشهد المتابع بروزها بين الجهة الوظيفية والمتقدم للعمل، ومنها الفترة التدريبية للباحث عن العمل، مؤكدةً أن هناك الكثير من المؤسسات التي تستغل الخريجين الجدد عادةً، لسد غياب بعض الموظفين في إجازاتهم السنوية، بحجة التدريب والتأهيل، وبعد عودة الموظف يتم إبلاغ المتدرب بانتهاء الفترة التدريبية وعليه سيتم الرد عليه لاحقاً في مسألة التعيين، والأغلب بطبيعة الحال لا يتلقى رداً مقنعاً، حيث تتعلق معظم الردود حول مسألة التعيين بالميزانية السنوية، موضحةً عائشة أنها من خلال البحث أثناء إعداد الفيلم وجدت أن أغلب ما يعرقل طلبات التوظيف أيضاً هي عشوائية التنظيم الوظيفي في بعض المؤسسات.

صناعة المضمون

اعتمدت عائشة على استثمار شخصيات تعيش أزمة بحث عن وظيفة، وتوزعت مواقع تصوير الفيلم في مكاتب داخلية، وتنوعت تخصصات الشباب المشاركين في الفيلم بين إعلام وجرافيك. سمة العرض الوثائقي هو تحقيق المصداقية، لفتت حوله عائشة أن نقطة البحث عن شخصيات تطرح القضية بموضوعية، هي المعنية بإحداث حراك تفاعلي داخل الفيلم، مبينة أن أهمية التطرق إلى معارض التوظيف، كانت محوراً نوعياً يلاحظه المشاهد من خلال بوح الشخصيات حول نمطية نظرتهم تجاه تلك المنصات التوظيفية، وأوضحت في هذا الصدد: "هناك وعود تقدمها المؤسسات والشركات الخاصة في معارض التوظيف، بدأنا نؤمن أنها تستغل مجدداً التظاهرة الإعلامية لتلك المبادرات، ليكشف الفيلم أهمية إعادة النظر في النتائج التي تحدها المعارض بعد انتهاء مدة المعارض الوظيفية".

اللغة المستخدمة

حول معايير اللغة البصرية المستخدمة في فيلم "69"، أكدت عائشة أنها استخدمت اللغة الإنجليزية في بداية عرض الفيلم بسبب سهولة وضع الأسئلة من خلالها، على الرغم من تخوفها من أن يكون هناك تحفظ على عدم استثمارها للعربية، وقالت: "حاولت وضع أسئلة باللغة العربية افتتح بها عرض الفيلم، ولكن شعرت بصعوبة، وفعلياً جاء اعتمادي عليها بسبب تأثري بدراستي المتأصلة بالإنجليزية، إلى جانب بساطة تلك اللغة في الطرح المباشر للرسالة البصرية". يذكر أن عائشة درست الاتصال الجماهيري في جامعة الإمارات، كما نالت مسبقاً على جائزة المخرجة الواعدة من "أكاديمية نيويورك للأفلام".

إضافات

لفتت المخرجة الشابة عائشة عبدالله أنها تود إضافة الكثير من المحاور البصرية إلى نص الفيلم، مشيرة إلى تمويل مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون للفيلم، أما أماكن إقامة المقابلات للشخصيات تمت بالتعاون مع مكتب الرؤية السينمائية، وحول التمويل تحديداً، أكدت أنها لم تواجه عراقيل في مسألة الدعم المادي، إلا أن التقنيات المستخدمة في "69" هي أهم ما حملت عائشة هم تنفيذه.

البيان الإماراتية في

24/07/2013

 

«درس الشرير»..

وجه آخر للجريمة بعدسة المخرج الياباني تاكاشي ميكي

دبي ـ غسان خروب 

«أنا آسف، لكن اللعبة لن تنتهي وهناك من سيكمل القتل عني»، بهذه الجملة يختتم المخرج الياباني تاكاشي ميكي فيلمه «درس شرير» الذي يدلل فيه على أنه لا حدود للجريمة التي تتعدد أوجهها كتعدد مرتكبيها، وأن الشر يبقى حبيس نفس القاتل حتى بعد القبض عليه.

أحداث الفيلم تدور حول «سيجي هاسومي» (الممثل هيديكي إبتو)، وهو مدرب في أكاديمية شينكو، حيث يظهر في بداية الفيلم بصورة المدرس النموذج الذي يحظى بشعبية عند الطلبة والمدرسين، ويستعرض بعد ذلك الفيلم الحياة الطبيعية التي يعيشها الطلبة في الأكاديمية داخل صفوفهم وملاعبهم، ليبدأ بعد ذلك المخرج بسرد وقائع الفيلم بطريقة جميلة تعتمد على عنصر التشويق والمفاجأة، والتي تتناغم مع طبيعة الموسيقى التصويرية التي كانت الأبرز في معظم مشاهد الفيلم، في حين نجد أن المخرج استخدم أصواتاً طبيعية أخرى مثل هبوب الرياح وحفيف الأشجار والتي يكون فيها السكون سيد اللقطة، ويقطعها صوت الغراب العالي، في إشارة من المخرج إلى نذير شؤم سيحدث في المشهد التالي، وبالفعل تأتي الصورة التالية مغايرة ومختلفة تماماً فمن صورة المدرّس الطيب إلى صورة خفية مليئة بالشر والعلل النفسية، ومن هنا تبدأ الأحداث الدموية على يد «هاسومي» الذي يعيش حياة بسيطة في كوخ فقير محاط بأشجار موحشة وظلام كثيف ليلاً وهو يستخدم مركبة ريفية توصله إلى المدرسة.

برهان تاكاشي

تعدد أوجه الجريمة، برهان حاول تاكاشي ميكي تقديمه للمشاهد من خلال تركيزه على تلذذ المجرم بقتل ضحاياه، إلى درجة أن منظر الدماء يلهمه الرقص على أنغام الموسيقى التي يستخدمها الطلبة في حفلتهم، وعدم فزع المجرم من التحاور مع الضحية الجريحة أو الخائفة، بل تظهر على ملامحه نشوة الفرح والاستمتاع، وما يعجبه أكثر منظر الطلبة وهم يصرخون ويهربون في زوايا المكان، فالنجاة هي السبيل الوحيد لمن بقي حياً لكنهم قتلوا جمعياً، باستثناء طالب وطالبة استطاعا النجاة والاختباء بعد أن تحولت المدرسة إلى بحر من الدماء والجثث المتناثرة.

براعة مؤلف

ورغم كثافة الدماء التي تظهر في الفيلم، إلا أن المتابع لأحداثه سيشعر بمدى براعة المؤلف في إحداث نقلات متسلسلة مع القصة التي غلب على بدايتها الهدوء، لتتكشف بعد ذلك المفاجآت التي تبدأ من الشكوك والأسئلة التي تثار حول «هاسومي» القادم من مدينة أخرى ولا أحد يعرف عن حياته شيئاً، وما يحيط بنفسه من غموض، واللافت في هاسومي ليس القتل الاحترافي إنما الأداء المتكمن، وبث الإيحاءات المتناقضة لما سيتوقعه المشاهد، حيث تعبر ملامحه تارة عن سلمية المشهد وتارة أخرى عن لقطات قاسية تحبس الأنفاس.

تصرفات عدوانية

التفتيش في حياة المجرمين، لمعرفة دوافع تصرفاتهم العدوانية، عادة ما تأخذنا نحو طفولتهم وطبيعة المحيط الاجتماعي الذي كانوا يعيشون فيه، وهو ما تطرق إليه المخرج من خلال تعرضه لطفولة هاسومي الذي كان فيها ينفر من محيطه الاجتماعي ويتصرف بعدوانية، لدرجة أن والديه صنفاه على أنه مريض نفسي.

البيان الإماراتية في

24/07/2013

 

«الرجل الثالث» لكارول ريد:

عندما كانت للحرب الباردة إبداعاتها المدهشة

إبراهيم العريس 

هناك ضربان من سوء التفاهم يحكمان العلاقة مع واحد من أهم الأفلام التي تحدثت عن «الحرب الباردة» التي كانت «اندلعت» بين «الشرق» الاشتراكي و «الغرب» الرأسمالي، منذ انتهت الحرب العالمية الأولى... ونعني به فيلم «الرجل الثالث» المعتبر دائماً واحداً من أبرز الأفلام في تاريخ السينما، وواحداً من أفضل عشرة أفلام عن التجسس والعملاء السريين. الأول يتعلق بهوية مخرج الفيلم، حيث ان الغالبية العظمى من الذين يعرفون هذا الفيلم وشاهدوه، يصرون دائماً على انه من إخراج اورسون ويلز. أما الثاني فيتعلق بالهوية الأدبية لهذا الفيلم، بمعنى ان كثراً يعتقدون انه مأخوذ عن رواية للكاتب الانكليزي غراهام غرين.

> وللأمران، في واقع الأمر، ما يبررهما، فمن ناحية ارتبط «الرجل الثالث» بأورسون ويلز، لأن هذا الأخير يقوم بالدور الأول فيه، وهو حاضر في ذاكرة كل الذين شاهدوه، كما انه حاضر في كل الصور التي تنشر حين يجرى الحديث عن «الرجل الثالث». ولما كان أورسون ويلز معروفاً بصفته واحداً من أكبر المخرجين الذين عرفهم تاريخ الفن السابع، كان من الطبيعيّ أن ينحو كثر الى اعتباره مخرج الفيلم، خصوصاً أن الصور المتبقية من «الرجل الثالث» تحمل، والى حد كبير، سمات ترتبط مباشرة بأفلام أخرى لويلز مثل «المواطن كين» و «السيد اركادان». لكن ويلز ليس مخرج «الرجل الثالث». مخرجه هو الإنكليزي كارول ريد. أما بالنسبة الى علاقة غراهام غرين بـ «الرجل الثالث»، فهي مسألة أكثر بساطة. غرين كتب في الأصل المعالجة لكي تحوّل الى فيلم سينمائي بناء على طلب المخرج وشركة الانتاج. بمعنى ان قصة «الرجل الثالث» كتبت للسينما مباشرة... ثم بعد ذلك فقط، أعاد الكاتب صوغها على شكل رواية... وهو أمر نادر الحدوث في السينما لكنه يحدث أحياناً. المهم ان غرين خاض هنا تجربة سينمائية انتهى بها الأمر الى أن تحمل أسماء ثلاثة من المبدعين، كل في مجاله، وكانت النتيجة فيلم «الرجل الثالث» الذي يعتبر، عادة، فيلم الحرب الباردة بامتياز.

> وهو فيلم الحرب الباردة، بخاصة، لأن احداثه الأساسية تدور في مدينة فيينا، عاصمة النمسا، خلال السنوات التالية مباشرة للحرب العالمية الثانية... في وقت كانت فيينا هذه نقطة اللقاء/ الصدام المحورية بين سياسات «الشرق» وسياسات «الغرب»، ولذلك عُرف عنها انها كانت في ذلك الحين، مملوءة بالعملاء السريين التابعين للطرفين معاً... وكذلك بعملاء يشتغلون في الوقت نفسه لمصلحة الطرفين... ناهيك بامتلائها في الوقت نفسه - وفي شكل اكسسواري ربما - بالمئات من الجواسيس والعملاء التابعين لشتى البلدان الأخرى والجهات المتنوعة، المتحالفة حيناً والمتناحرة في أحيان كثيرة. وفي هذا المعنى اتخذت فيينا تلك الأيام صورة ميدان المعركة. لذا كان من الطبيعي لفريق عمل يريد أن يعبّر عن أدق ما طاول الحرب الباردة، أن يذهب الى فيينا ليصور هناك.

> حُقّق «الرجل الثالث» في العام 1949، ليتمحور حول أحداث تدور مباشرة بعد الحرب، في تلك المدينة التي، إن لم تكن تحملت ويلات الحرب التدميرية، فإنها تحملت ويلاتها المعنوية على الأقل... لتصبح هي مركز الثقل في شتى أنواع التجاذبات والمؤامرات وألعاب الظل. في مثل ذلك المناخ يطالعنا كاتب أميركي عادي، لا يزال يطرح على نفسه أسئلة عما اذا كان حقاً موهوباً ككاتب. وهو هنا في فيينا للبحث عن صديق حميم له يدعى هاري لايم (ويقوم بالدور اورسون ويلز، فيما يلعب جوزف كوتن دور الكاتب هولي مارتنز)... وكان هولي أُخبر بأن صديقه هاري الذي انقطعت عنه أخباره منذ زمن، قد أُصيب، أو قتل، في حادث عرضي. غير أن هولي لم يشأ أن يصدّق ان نهاية صديقه هاري يمكن أن تكون على هذه الشاكلة، في مناخ عرف فيه ان رجال الشرطة فتحوا تحقيقاً جدياً حول ماضي هاري لايم. وهكذا يجري تحقيق رجال الشرطة، وبحث هولي، في شكل متوازٍ. بالنسبة الى الشرطة تبدأ صفحات مطوية وغريبة من حياة هاري بالظهور... أما بالنسبة الى هولي، فإنه يجد نفسه وسط أجواء المافيا والعصابات والعملاء السريين. ثم، إذ تزداد وتيرة التقائه بعشيقة صديقه، - الذي كانت كل الدلائل تشير الى انه قد مات -، يقع في غرامها... غير ان ذلك كله سرعان ما يتهاوى ويصيبه تحوّل مسرحي، حين يكتشف هولي، ذات لحظة، أن هاري لم يمت ولم يسقط ضحية حادث، بل هو حيّ يرزق في فيينا، لكنه آثر الاختفاء لأنه متورط في شبكة لتهريب البنسلين. وهنا، إذ يجد هولي هذه المفاجأة في انتظاره، لا يرى بداً في نهاية الأمر، وإذ يشعر ان الأمور بدأت تنقلب عليه، وأن هاري يطالب بفتاته الحسناء، لا يرى بداً من الوشاية بصديقه لدى الشرطة. وإذ تدرك هذه حقيقة ما يحدث، تطارد هاري في مشاهد نهائية قوية، يدور جزء منها داخل مجاري فيينا، وينتهي بها الأمر الى اردائه قتيلاً.

> منذ عروضه الأولى، حقق «الرجل الثالث» نجاحاً مقبولاً إن لم يكن كبيراً، بل إنه، إذ شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي في عام ظهوره 1949، تمكن من أن يفوز بالسعفة الذهبية، ما زاد من شعبيته. أما بالنسبة الى أورسون ويلز، فإنه أوحى كثيراً بأبوّته الجزئية للفيلم. غير ان العلاقة الأهم بين مبدع وبين هذا الفيلم، كانت علاقة غراهام غرين به. فهو، إذ كتبه مباشرة للسينما، لم يفته ان يحمّله قدراً كبيراً من الأبعاد الميتافيزيقية التي تطغى عادة على رواياته نفسها. إذ حين كتب غرين السيناريو للفيلم، كان أضحى في قمة نضوجه، وكان اسمه صار واحداً من أشهر الأسماء الروائية في أواسط القرن العشرين. ولربما يصحّ القول - في هذا الاطار - ان فيلم «الرجل الثالث»، ومن ثم النص الذي أُخذ عنه، يمكن اعتباره الأكثر تمثيلاً على أدب غرين... بخاصة في ذلك التزاوج لديه بين العمل السري والبعد الميتافيزيقي والاهتمام بالانسان كإنسان. وهذا التزاوج الذي ظل يطغى على أدب غرين، حتى النهاية، وبخاصة في روايته الكبيرة الأخيرة «العامل الانساني»، كان محوره، الربط بين العمل الذي يقوم به المرء، عن عمد أو صدفة، وبين الأبعاد الجوّانية لشخصيته. وفي هذا الاطار تصبح فيينا، مثل كل مكان آخر في روايات غراهام غرين، مجرد رمز وكناية، ولا تعود الحرب الباردة بالتالي، سوى مكان رمزي بدوره. ولعل هذا ما جعل الكاتب الفرنسي، فرانسوا مورياك، الذي تضاهي كاثوليكيته كاثوليكية غراهام غرين، يقول في معرض حديثه عن «الرجل الثالث»: «ان هذا المناخ المملوء بالشرطة والجريمة، مناخ الحضيض الذي يظهر فيه البشر على صورة حيوانات ضارية تتقاتل في ما بينها، من دون أن تعرف علام تتقاتل... وفي خضم ذلك يصبح كل واحد طريدة وصياداً في الوقت نفسه، هذا المناخ ليس في نهاية الأمر سوى إسقاط للعالم نفسه، وصورة عن الحياة التي نعيش».

> ونذكر هنا ان الفكرة الأساسية التي كمنت في خلفية تحقيق هذا الفيلم كانت للمنتج البريطاني ألكسندر كوردا الذي كان صديقاً لغراهام غرين، ويتطلع الى انتاج فيلم من تمثيل اورسون ويلز، وينتمي ايضاً الى عوالم هذا الأخير. وهكذا، ما إن صاغ غراهام غرين فكرته، حتى أسند كوردا الاخراج الى كارول ريد (1906 - 1976) الذي كان في ذلك الحين من أبرز المخرجين الانكليز، فشارك في وضع الصوغ النهائي، ولكن دائماً تحت نظرات اورسون ويلز المتنبهة والمحيطة للفيلم بأبويّة واضحة هو الذي اشتهر له، في الفيلم، قول نقل كثيراً بعد ذلك، إذ يقول في واحد من المشاهد: «في ايطاليا أيام حكم آل بورجيا، كان هناك رعب وقتل كثيران، وكانت هناك حروب ومعارك ومذابح، ولكن كان هناك أيضاً ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو وعصر النهضة... فما الذي أنتجته سويسرا خلال 500 سنة من سلامها وديموقراطيتها، غير ساعة الكوكو؟».

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

25/07/2013

 

عن الثورة والدعوة للعقاب الجماعى ودور التليفزيون ودور الشباب

بقلم   سمير فريد

٢٥/ ٧/ ٢٠١٣

أصدر عدد من المثقفين العرب بياناً يدين دعوات العقاب الجماعى للسوريين والفلسطينيين فى مصر، بسبب اشتراك سوريين وفلسطينيين فى العمليات الإرهابية التى تقوم بها جماعات الإسلام السياسى منذ ثورة ٣٠ يونيو التى أطاحت بحكم الإخوان بعد سنة من تولى رئيسهم.

ومع تأييدى الكامل للبيان، لابد من ملاحظة أن هذه الدعوات جاءت فى برامج تليفزيونية، ولا تعبر إلا عمن أطلقوها من المذيعين، وليس عن الشعب المصرى، والثورة التى قام بها هذا الشعب، وليس عن نظام الحكم الجديد.

ومن نافل القول، كما كان يقول العرب القدامى، إن برامج التليفزيون أصبحت أكثر الوسائل تأثيراً فى الرأى العام، وكان لها دور كبير فى الكشف عن فساد حكم الإخوان، ولكن هذا لا يعنى أن ثورة ٣٠ يونيو ثورة تليفزيونية، كما يتصور بعض مذيعى البرامج.

دعوات العقاب الجماعى دعوات فاشية تتعارض مع ثورتى الشعب المصرى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، لأنهما ثورتان ضد الفاشية بكل أنواعها، ولمن لا يعرف فإن سكان بعض العمارات عندما تسكن أسرة سورية من اللاجئين فى إحدى الشقق يطلبون من مالك العمارة توزيع قيمة إيجار الشقة عليهم، فى صمت، ومن دون شعارات سياسية فارغة، وهذا هو الشعب المصرى الحقيقى، وأعظم ما تمتاز به ثورة الشعب المصرى، وما يجعلها ثورة شعبية بكل معنى الكلمة- أنها لم تنظم بواسطة حزب يسعى إلى السلطة، سواء فى ٢٥ يناير أو ٣٠ يونيو، وإنما للحيلولة دون طغيان السلطة، والأمر الذى لا شك فيه أنها ثورة الأجيال الجديدة من الشباب الذين يمثلون أكثر من نصف عدد السكان فى مصر، وإن اشتركت فى مظاهراتها كل الأجيال وكل الطبقات والرجال والنساء من كل الأديان والطوائف.

ومن البديهى أن دور الشباب فى أى مجتمع جوهرى، لأنه يصنع المستقبل، ولكنه لا يستطيع ذلك من دون أن يكون له دور فى الحاضر، ودور شباب الثورة بعد نجاحها أن يظل مراقباً للسلطة سواء فى إطار الأحزاب السياسية أو الحركات الشعبية، وأن يشترك الخبراء الأكفاء منهم فى السلطة، وليس صحيحاً كما هو شائع فى مصر أن الخبرة والكفاءة لهما علاقة بالعمر تماماً، كما أن التفاهة والانتهازية لا علاقة لهما بالعمر أيضاً، ولذلك لا يعيب حكومة الببلاوى أن أغلب الوزراء من كبار السن، ولم يكن يميزها أن تكون من صغار السن، فالعبرة بالكفاءة المهنية والنزاهة الأخلاقية أياً كانت السن، وفى مصر كفاءات نزيهة من كل الأعمار. 

حرية التعبير فى الفنون والبحث

بقلم   سمير فريد

٢٤/ ٧/ ٢٠١٣

يمكن اعتبار تاريخ الإبداع، سواء فى الفنون أم فى العلوم الإنسانية، هو على نحو ما تاريخ صراع المثقفين من أجل حرية التعبير، أو تاريخ التحايل من أجل انتزاع أكبر قدر ممكن من الحرية من السلطات الحاكمة فى أى مجتمع، وعلى رأسها السلطة السياسية.

كان إنشاء «وزارات» للمثقفين لأول مرة فى الأنظمة الشمولية فى فترة ما بين الحربين العالميتين «١٩١٨ - ١٩٣٩» فى أوروبا، وكان الهدف الواضح من هذه الوزارات توجيه إنتاجهم لخدمة أغراض النظام السياسى، سواء الشيوعى أم الفاشى أم النازى، وذلك بأن تكون الدولة هى المنتجة للأعمال الفنية والعلمية، وبأن يكون الإنتاج الخاص خاضعاً لرقابة مشددة من الدولة.

وبعد سقوط الفاشية والنازية بعد الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤٥، ثم الشيوعية بعد سقوط جدار برلين عام ١٩٨٩، لم تعد الدولة فى الدول الديمقراطية منتجة للأعمال الفنية والعلمية، وإنما داعمة لها بناء على شروط معينة، وأصبحت الرقابة جهة ترخيص لتنظيم السوق، وليس للحد من حرية التعبير، وما يشغل وزارات المثقفين فى الدول الديمقراطية منذ عشرين سنة ويزيد، وسواء كان اسمها وزارة الثقافة، أم وزارة الفنون، هو وضع شروط الدعم وتحسين هذه الشروط لتحقيق أكبر قدر ممكن من حرية التعبير، بل العمل على وضع التشريعات التى تمكن المبدع من الاستغناء عن الدعم الحكومى.

رفضت مصر فى ظل النظام الديمقراطى «١٩٢٣ - ١٩٥٣» اقتراح زعيم الحزب الفاشى المصرى عام ١٩٣٦ إنشاء وزارة للثقافة، وبعد ثورة الجيش عام ١٩٥٢ مرت بالمرحلتين اللتين مرت بهما أوروبا فى ظل النظم الشمولية والنظم الديمقراطية. ففى البداية تم إنشاء وزارة الإرشاد القومى تأثراً بالفاشية والنازية، ثم تم إنشاء وزارة الثقافة تأثراً بالدول الديمقراطية. ورغم تغيير اسم الوزارة، فقد ظل الاتجاه الأول يمثله الدكتور عبدالقادر حاتم، فى مواجهة الاتجاه الآخر الذى يمثله الدكتور ثروت عكاشة.

ولكن الاختلاف بين الاتجاهين كان شكلياً فيما يتعلق بدور الدولة كمنتج ومراقب للإنتاج الخاص، فقد ظلت تنتج مع اختلاف مستويات الإنتاج، وظلت تراقب الإنتاج الخاص مع اختلاف مستويات الرقابة. والآن وبعد أن أسقط الشعب فى ثورة ٢٥ يناير الديكتاتورية العسكرية، ثم أسقط فى ثورة ٣٠ يونيو الديكتاتورية الدينية، وفتح الباب للعودة إلى الديمقراطية، أصبح من الضرورى إعادة النظر فى علاقة الدولة بالمثقفين، والمتمثلة فى وزارة الثقافة، واللحاق بالعالم ووضع الآليات التى تحقق أكبر قدر من حرية التعبير فى الفنون والبحث العلمى. 

المثقف المهنى والمثقف العضوى

بقلم   سمير فريد

٢٣/ ٧/ ٢٠١٣

الثقافة فى اللغة العربية مشتقة من تثقيف الرمح أى صقله، وهى تعبير دقيق يعنى أن المثقف هو الإنسان، الذى شذبه العلم وصقله، أى يتقن عمله عن معرفة عميقة، سواء كان معمارياً يبنى أم طبيباً يعالج أم مدرساً يعلم، أم فناناً يكتب أو يغنى، وهكذا، أى أنه «المهنى»، صاحب الموهبة والكفاءة.

وإلى جانب المثقف المهنى، هناك المثقف «العضوى»، كما أطلق عليه المفكر الإيطالى جرامشى، أى الذى لا يتمتع بالموهبة والكفاءة فقط، وإنما يهتم أيضاً بالعمل العام والسياسى منه على وجه الخصوص وعلى سبيل المثال يعتبر الدكتور مجدى يعقوب نموذجاً للمثقف المهنى، بينما يعتبر الدكتور محمد البرادعى نموذجاً للمثقف العضوى، ولا يعنى هذا بالطبع أن مجدى يعقوب لا يهتم بما يحدث فى بلاده، فلا يوجد مثقف يعيش فى «برج عاجى» كما يقال، وكلهم يعيشون فى الواقع بين الشعوب التى ينتمون إليها، ولكن المثقف المهنى هو من لا يرغب أو لا يقدر على المشاركة فى العمل السياسى.

المثقفون المصريون الذين مهدوا لثورة ١٩١٩ الشعبية الكبرى، وصنعوا نهضة مصر فى العصر الديمقراطى من ١٩٢٣ إلى ١٩٥٣، كانوا من المثقفين العضويين الذين شاركوا فى الحياة السياسية، وأسسوا الأحزاب وتداولوا السلطة من أحمد لطفى السيد إلى طه حسين، ولكن كان هناك أيضاً من لم يشارك فى العمل السياسى من توفيق الحكيم إلى نجيب محفوظ.

فى العصور التى سادت فيها النظم الإمبراطورية والملكية فى العالم، كان المثقف المهنى يعمل تحت رعاية الملوك والأمراء، بل عاش بعضهم فى القصور الملكية، وكان المثقف العضوى تحت رعاية نخبة الشعب الذى يتوجه إليه بعمله، ولكن هذا لا يعنى أن كل من عاش فى القصور كان بعيداً عن الشعب، ومنهم مثلاً الرسام جويا، فقد كان رسام البلاط الملكى فى إسبانيا ولكنه رسم أيضاً ما يريده، واستطاع أن يصبح ضمير الأمة فى لوحاته.

وفى القرن العشرين الميلادى، وبعد الحرب العالمية الأولى ١٩١٤ ــ ١٩١٨، التى أصبحت الدنيا بعدها غير الدنيا قبلها، نشأت فى الأنظمة الشمولية «الشيوعية فى روسيا والفاشية فى إيطاليا والنازية فى ألمانيا»، ولأول مرة، وزارات للمثقفين باسم «الإرشاد القومى» ومسميات مشابهة، وذلك لتوجيه المثقفين، خاصة الفنانين فى المسرح والسينما والموسيقى والفنون التشكيلية، وبعد الحرب العالمية الثانية ١٩٣٩ ــ ١٩٤٥ تغير الهدف مع تغيير المسميات إلى وزارة الثقافة أو وزارة الفنون، ولكن ظلت العلاقة بين الدولة والمثقفين ملتبسة فيما يتعلق بمدى حريتهم فى التعبير مع وجود وزارة تعنى بشؤونهم.

المصري اليوم في

23/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)