حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

الناقدة ماجدة موريس :

السينما المصرية في مرحلة تحول ولن تتبلور ملامحها الجديدة قبل عامين 

كتب الخبرهيثم عسران

 

ترى الناقدة السينمائية ماجدة موريس أن السينما المصرية تمرّ بمعاناة كبيرة بسبب الأزمات السياسية التي تعصف بمصر والتي تركت أثارها سلباً على الصناعة.

في حوارها مع «الجريدة» تتحدث ماجدة موريس عن أفلام السينما المستقلة التي طرحت خلال الموسم وتوقعاتها لمستقبل السينما.

·        كيف ترين موسم الصيف السينمائي؟

كان المشهد السينمائي معقداً بسبب الظروف السياسية، بالإضافة إلى نوعيات الأفلام التي طرحت خلاله ولم تكن على المستوى المأمول. باستثناء فيلم «الحرامي والعبيط» الذي شارك فيه كل من خالد صالح وخالد الصاوي وروبي، لم نشاهد أفلاماً جيدة على المستوى الفني، بالإضافة إلى الظروف السياسية التي جعلت الجمهور غير مهيأ للذهاب إلى دور العرض، الأمر الذي جعل الصيف أحد أسوأ المواسم السينمائية على الإطلاق في السنوات الأخيرة.

·        لكن «الحرامي والعبيط» واجه عدة انتقادات ولم يحقق إيرادات جيدة؟

يتمتع الفيلم بخصوصية نظراً إلى طبيعة رسالته السياسية، وثمة مجهود واضح من أبطاله الثلاثة الذين اجتهدوا لتقديم أدوار جيدة على رغم أن السيناريو لم يساعدهم في ذلك. فالفيلم واجه مشكلة في السيناريو ولولاها لخرج بشكل أفضل كثيراً. أما بالنسبة إلى الإيرادات، فهو أمر مرتبط بالظروف السياسية التي تزامن طرح الفيلم معها وتأثر مستواه النهائي بالسيناريو المكتوب بطريقة ضعيفة للغاية.

·        كيف ترين فيلمي السينما المستقلة «هرج ومرج» و{عشم»؟

قدم الفيلمان تجربة سينمائية مختلفة، وثمة فعلاً وجوه عدة للتشابه بينها، فكل منها لا يقدم سينما القصة القائمة على أبطال ولكن يتعامل مع الفيلم بشكل مختلف يدور حول تطور العالم المحيط بالأبطال، حيث شاهدنا أعمالاً فنية تقدم رؤية فنية مفتوحة بالإضافة إلى التعبير عن بعض الفئات المهمشة والتي ربما لم يتم التطرق إليها في الأعمال التجارية، فعلى رغم احتوائها على بعض الأخطاء الإخراجية البسيطة والمتوقعة باعتبارها التجربة الأولى لمخرجيهما، فإنها خرجت بشكل مبهر.

العملان قدما لنا سينما مختلفة وهي سينما المخرج المؤلف، فنادين خان وماجي مرجان قدمتا في تجربتهما الأولى أعمالاً من كتابتهما رصدتاها من خلال معايشتهما في المجتمع وهي نوعية من السينما غابت لفترة طويلة ولم تعد موجودة إلا مع بعض المخرجين القلائل، الأمر الذي ينبئ بمستقبل واعد لكل منهما.

·        لكن هذه الأفلام لم تحقق إيرادات.

بالتأكيد، فالأوضاع السياسية التي طرحت خلالها كانت غير طبيعة. وتظل مشكلة هذه الأعمال في عدم قبول الجمهور لها، بالإضافة إلى طرحها خلال موسم الصيف الذي يتركز فيه طرح الأعمال التجارية حيث يفضل الجمهور متابعة الأفلام المسلية لا الجادة، وهو أمر مرتبط بالأزمة التي تعيشها صناعة السينما منذ سنوات طويلة، فكبار المخرجين أمثال محمد خان وداود عبد السيد لا يستطيعون تقديم أعمالهم بسبب عدم الإقبال عليها تجارياً لصالح بعض الأفلام الأخرى.

·        إذا ما الحل من وجهة نظرك؟

أصبحت السينما الآن منقسمة بين الأفلام التجارية والمستقلة. حتى التجارية تتنوع بين التجارية بميزانية محدودة وبين الأفلام ذات الميزانية المرتفعة، بينما يسعى مخرجو الأفلام المستقلة إلى الحصول على دعم من الصناديق الفنية الخاصة ويبذلون جهداً كبيراً للخروج بأعمالهم إلى النور، ويضطرون أحياناً كثيرة إلى المساهمة في الإنتاج كي يخرج مشروعهم إلى النور. أعتقد أن السينما بعد الثورة المصرية ستمر بمرحلة تغير، إما أن تموت الأفلام المستقلة أو تنتعش ويقبل الجمهور عليها. وهو أمر لن يتبلور قبل عامين على الأقل.

·     كيف ترين مجموعة الأفلام ذات الميزانية المحدودة التي طرحت مثل «بوسي كات» و{متعب وشادية»؟

لدى بعض الأشخاص طموح لتقديم أفلام ومن ثم يقبلون على هذه النوعية من الأفلام إذا توافرت لديهم سيولة مادية. لكن في النهاية الطموح وحده لا يكفي، فمن لا يملك الموهبة لا يمكن له أن يقدم فيلماً جيداً، وهذه الأفلام واجهت مشاكل متعلقة ببناء الأحداث الدرامي وعدم وجود رؤية لدى مخرجيها تمكنهم من تقديم فيلم سينمائي متماسك فنياً، وهذه الأعمال يتم إنتاجها فقط كي يتم تسويقها للمحطات الفضائية ويكون عرضها سينمائياً أمراً عابراً.

·        لماذا تراجعت أفلام نجوم الصف الأول سينمائياً مثل أحمد عز وأحمد السقا؟

ثمة تخوف من شركات الإنتاج لما ستسفر عنه الأوضاع السياسية، بالإضافة إلى أن أعمالهم الأخيرة والتي لم تحقق الإيرادات المتوقعة منها وهو أمر تضعه الجهات المنتجة في اعتبارها، فالمنتج عندما يدفع لأي فنان تكون لديه رغبة في استعادة أمواله سريعاً من دور العرض وتحقيق أكبر عائد مادي متاح لهم.

·        لكن عادة ما يستعيد نجوم الشباك الإيرادات سريعاً مثلما حدث مع أحمد مكي.

لا بد من أن نعترف بتغير معايير النجاح بسبب التغير السياسي والاجتماعي في المجتمع، وكل مرحلة لها الفنانون المعبرون عنها وما كان ينجح مع الجمهور قبل 10 سنوات أصبح لا يناسبهم الآن، لذا فبعض الفنانين بحاجة إلى الوقوف مع أنفسهم لتحديد خطواتهم المقبلة بدلاً من أن يفقدوا النجاح الذي حققوه.

الجريدة الكويتية في

22/07/2013

 

توقف تصوير عدد من الأفلام بسبب تعثر المنتجين

الأزمات المالية تلاحق السينما المصرية 

كتب الخبرفايزة هنداوي 

تمر مصر منذ فترة طويلة بأزمة اقتصادية كبيرة نتيجة الأحداث المتلاحقة التي تمر بها البلاد منذ 25 يناير 2011، الأمر الذي أثر بدوره في السينما، حيث قل الإنتاج السنوي بشكل كبير بعد انسحاب عدد من المنتجين واكتفاء بعضهم بالتوزيع.

أصرَّ بعض المنتجين المصريين على مواصلة  الإنتاج السينمائي لتدوير العجلة، لكن تعرَّض كثيرون منهم لأزمات مالية تسببت في توقف تصوير أعمالهم في الفترة الأخيرة، على رغم أن كثيراً منها كان قد أوشك على الانتهاء. أبرز تلك الأفلام {فتاة المصنع} الذي شرع المخرج محمد خان في تصويره منذ عام تقريباً بمنحة من وزارة الثقافة، إلا أن ميزانيته انتهت وتبقى في الفيلم مشهد يجمع أبطال العمل بالإضافة إلى مجاميع الكومبارس وإحدى الفرق الموسيقية، وهو المشهد الذي يحتاج إلى ميزانية إضافية للانتهاء من تصويره، ما اضطر منتجه إلى التوقف لحين تدبير الأموال للتصوير ولعمليات المونتاج والماكساج والطباعة وغيرها.

الأحداث المتلاحقة التي مرت بها وزارة الثقافة أخيراً أحد أهم أسباب توقف فيلم خان، إذ لم يستطع صانعو العمل الحصول على ميزانية إضافية من الوزارة لذلك بحثوا عن جهة أخرى للمشاركة في الإنتاج للانتهاء من الفيلم الذي كتبته وسام سليمان.

يدور الفيلم حول حياة مجموعة من فتيات يعملن في أحد مصانع النسيج، ويتعرض لتفاصيل حياتهن عن قرب. تم التصوير في أحد المصانع في مدينة العاشر من رمضان.

أما فيلم {الراهب} الذي يؤدي بطولته الفنان هاني سلامة، فكان التصوير فيه قد بدأ في العام الماضي، ثم توقف بسبب بعض التعثرات الإنتاجية أيضاً لدى منتجه حسين ماهر. يدور الفيلم حول شاب مسيحي يمر بظروف اجتماعية صعبة تجعله يلجأ إلى حياة الرهبنة هروباً من واقعه.

كذلك توقف تصوير {رسائل الحب} للمخرج داود عبد السيد الذي حصل على الجائزة الثانية في مسابقة الدعم التي أقامتها وزارة الثقافة العام الماضي، فبعد الاتفاق مع الشركة العربية على إنتاجه عادت الشركة وتراجعت بسبب الميزانية الضخمة التي يحتاج إليها الفيلم، ثم تعاقد عبد السيد مع شركة {نيوسينشري} التي أعلنت عن جلسات  عمل عقدت بين صانعي الفيلم وتم فعلاً البدء بتصوير يومين منه. إلا أن الشركة المنتجة سرعان ما أعلنت في بيان إعلامي لها وقف التصوير وتأجيل العمل إلى أجل غير مسمى من دون الإعلان عن الأسباب.

وأكد المخرج داود أن الشركة كانت قد طلبت منه وقف تصوير الفيلم لأن ميزانيته كبيرة، وهو الأمر الذي يصعب توفيره خلال الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية وعلى الفور تم وقف العمل. وأضاف أنه يحاول حالياً اللجوء إلى كتابة أفلام بسيطة لا تحتاج إلى ميزانيات ضخمة وفي الوقت نفسه تحاكي الواقع في الشارع المصري كي تستطيع شركات الإنتاج تنفيذها، مشيراً إلى أنه بصدد البحث عن جهة إنتاجية أخرى، ليتمكن من الحصول على الدعم المقرر من وزارة الثقافة، وكان مشروطاً بالانتهاء من التصوير خلال ستة أشهر من بدايته.

ويدور {رسايل الحب} حول قصة حب تبدأ من الخمسينيات وصولاً إلى الفترة الراهنة.

أما {هيصة} فقد شهد توقف تصويره أكثر من مرة بسبب التعثر المالي للشركة المنتجة، ما اضطرها إلى إسناد مهمة الإنتاج إلى شركة أخرى، وهي {الغرام} التي شرعت فعلاً في استئناف التصوير حتى تعرضت لأزمة مالية أدت إلى توقف العمل. الموقف نفسه تعرض له فيلم {جرح سطحي} للفنانة التونسية ساندي، فقد تعرضت الشركة المصرية للإنتاج الفني وصاحبها المنتج ممدوح زكريا لأزمة مالية كبيرة.

تدور الأحداث حول مشاكل الشباب بجوانب مختلفة منها المخدرات والزواج العرفي وبعض القضايا المهمة.

كذلك توقف تصوير فيلم {ضغط عالي}، بسبب تعثر الشركة المنتجة وهو بطولة نضال الشافعي وآيتن عامر ولطفي لبيب وهالة فاخر، تأليف محمود صابر وإخراج عبد العزيز حشاد.

الجريدة الكويتية في

22/07/2013

 

زواج ناجح دام 31 عاماً وأثمر زهرتين جميلتين

"الكبير قوي" سمير غانم يرعى "ثلاثي" نجمات الفن

القاهرة- عبير فؤاد: 

واحدة من العائلات الفنية الناجحة, فعلى مدى 31 عاماً شكل الفنان سمير غانم وشريكة حياته الفنانة دلال عبد العزيز أسرة سعيدة, متماسكة.

أثمر الزواج الناجح بين سمير يوسف غانم( فطوطة) ودلال عبد العزيز محمد عن زهرتين هما دنيا وإيمي اللتين اختارتا المضي في الطريق الفني الذي امتهنه الأبوان.

أما عن المسيرة الفنية لأعضاء العائلة فهي ثرية ومتميزة, ولتكن البداية مع سمير غانم كبير الأسرة.

ولد سمير غانم عام 1937 لأسرة متوسطة في أسيوط, ونال بكالوريوس الزراعة من جامعة الإسكندرية وكان قد حقق نجاحا من خلال مشاركته في فرقة ثلاثي أضواء المسرح التي كونها مع زميليه الضيف أحمد وجورج سيدهم.

ويحظى غانم بموهبة استثنائية فهو كوميديان من طراز خاص وواحد من أعمدة المسرح وأكثر الممثلين الكوميديين تلقائية وموهبة وارتجالية, بدأ حياته الفنية في فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"  حيث قدموا معاً مجموعة أفلام سينمائية واسكتشات غنائية منها  "كوتوموتو", ومسرحيات كوميدية أشهرها "طبيخ الملائكة" و"الراجل اللي اتجوز مراته" و"حواديت" و"حدث في عزبة الورد" وغيرها, حتى أن البعض اعتبره أكثر أعضاء الفرقة موهبة وخفة ظل رغم إجادة الجميع, وعقب وفاة الضيف أحمد عام 1970, واصل سمير وجورج مشوار  "ثلاثي أضواء المسرح" وقدما عددا كبيرا من المسرحيات أبرزها مسرحية "المتزوجون" و "أهلاً يا دكتور", بالإضافة لاشتراك غانم في العديد من الأفلام كما قدم سلسلة فوازير رمضان تحت اسم شخصيتي "فطوطة" و"سمورة", ولم تتوقف الموهبة الفنية للفنان سمير غانم عند حد التمثيل فقط, بل امتدت الى التقديم التلفزيوني لأول مرة من خلال برنامج "ساعة مع سمير", ثم برنامج مقالب بعنوان "نقطة انتهى".

أما الفنانة دلال عبد العزيز, فتنتمي الى محافظة الشرقية ولدت عام 1958, ونالت بكالوريوس زراعة جامعة الزقازيق, كما حصلت في السنوات الأخيرة على بكالوريوس من كلية الإعلام جامعة القاهرة, وليسانس الآداب قسم اللغة الإنكليزية من كلية الآداب جامعة القاهرة, ودبلوم في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة, بدأت مسيرتها الفنية في عام 1977, عندما أكتشفها المخرج نور الدمرداش ورشحها لتجسيد أحد الأدوار المهمة في مسلسل "بنت الأيام" أمام النجم الراحل محمود مرسي وكريمة مختار ونعيمة وصفي وصفية العمري وهدى رمزي وسمير حسني. 

حب وزواج

تعرف سمير غانم على دلال عبد العزيز أثناء مشاركتها في مسرحية "أهلاً يا دكتور" عام 1981, وقدمت فيها دور ممرضة "الدكتور زناتي", حيث بدأت القصة ببعض النظرات بعد أول لقاء في المسرحية, ثم تطورت إلى انجذاب كل منهما للآخر, سرعان ما تحول إلى حب توج بالزواج, وقد أثمرت الزيجة ابنتين هما: دنيا وأمل الشهيرة باسم "إيمي", اللتان قررتا العمل بالتمثيل أيضا.

بعد الزواج شارك سمير غانم ودلال عبد العزيز في بطولة عدد كبير من الأفلام والمسرحيات وشكلا واحدا من أشهر الثنائيات في السينما المصرية في افلام منها على سبيل المثال "يا رب ولد" عام 1983, "نهاية رجل متزوج" و"ليس لعصابتنا فرع اخر" عام 1984, "ارباب السوابق" عام 1988, "عريس في اليانصيب" عام 1989, "النصاب والكلب" عام 1990, "مجرم رغم أنفه" عام 1992, و"الرجالة في خطر" عام  1993, كما قدما معا مسرحيتين شهيرتين هما "اخويا هايص وأنا لايص" و"فارس و بني خيبان". 

تعتبر شائعة انفصال سمير غانم ودلال عبد العزيز وانتقاله للإقامة بعيدا عن شقة الزوجية من أكثر الشائعات التي ترددت أخيرا وهو ما نفته دلال وأكدت انها لا تعرف مصدر الشائعة أو الهدف من ترويجها بهذا الشكل, وكانت الشائعة قد انطلقت اول مرة بعد انسحاب دلال من المشاركة في مسرحية سمير غانم "مراتي زعيمة عصابة" وترشيح نهال عنبر بدلا منها.

محطات

لعل من أهم وأبرز الأعمال السينمائية التي شارك فيها النجم سمير غانم وأصبحت علامات في مشواره الفني: "القاهرة في الليل" مع صباح وجورج سيدهم والضيف أحمد وفؤاد المهندس, و"إحنا بتوع الإسعاف" مع لبلبة وامين الهنيدي ونجاح الموجي, و"عضة كلب" مع سهير رمزي وحسين فهمي وفريدة سيف النصر, و"أذكياء لكن أغبياء" مع رشدي أباظة ويسرا وعادل إمام ومديحة كامل, و"غراميات عازب" مع صفاء أبو السعود وصفية العمري ومحمد رضا, و"مدرسة المشاغبين" مع ميرفت أمين ونور الشريف وعبد المنعم مدبولي, و"المجانين الثلاثة" مع نجلاء فتحي والضيف أحمد وجورج سيدهم وزهرة العلا, و"خلي بالك من زوزو" مع سعاد حسني وحسين فهمي وتحية كاريوكا, و"البنات عايزة إيه" مع سهير رمزي ومحمود عبدالعزيز, و"أميرة حبي أنا" مع حسين فهمي وسعاد حسني وكريمة مختار, و"تجيبها كده تجيلها كده هي كده" مع ليلى علوي وفاروق الفيشاوي, و"نوع من النساء" مع ناهد شريف وصفية العمري وصلاح نظمي.

وبالنسبة للأعمال التلفزيونية هناك: "حكاية ميزو" و"رجل شريف جدا" و"الكابتن جودة" و"حكايات مستر أيوب ومسز عنايات" و"عوضين وإمبراطورية عين" و"قط وفار فايف ستار" و"انسى اللي فات يا فرحات" و"مطعم تشي توتو" و"عبد الحميد أكاديمي" و"معكم على الهواء هايم عبد الدايم", بالإضافة إلى العديد من الأدوار المسرحية منها: "دو ري مي فاصوليا" و"الأستاذ مزيكا" و"الليلة زواج الشغالة" و"بهلول في إسطنبول " و"جحا يحكم المدينة" و"الانفجار الجميل" و"أنا ومراتي ومونيكا".

 أما النجمة دلال عبد العزيز فأهم الأعمال السينمائية التي شاركت بها هي: "آسف على الإزعاج", "أسرار البنات", "النوم في العسل","مبروك وبلبل", "صراع الزوجات", "بنات حارتنا""الشاويش حسن", "البوليس النسائي" ,"المشاغبات في خطر", "رجل من نار;", "الأنثى والدبور" و"الهاربة إلى الجحيم".

وبالنسبة للأعمال التلفزيونية: "عرفة البحر", "الهروب", "الخفافيش", "دوران شبرا", "ابن الأرندلي", "وعد ومش مكتوب", "دموع صاحبة الجلالة", "ليالي الحلمية", "لا", "أبداً لم يكن لها", "جسر الخطر", "حديث الصباح والمساء", "كفر عسكر,"زمن عماد الدين", "حكايات المدندش", و"الصبر في الملاحات".

فرخ البط عوام

يحرص كثير من النجوم على توريث الفن لأبنائهم, ويسهمون بتعليمهم فنونه منذ الصغر عبر الترغيب, فالأبناء يعيشون الأجواء, حتى ينمو العشق وتبدأ المحاكاة, حتى تتجاوز حدود الإجادة إلى الهيام, وهذا ما حدث مع الفنانة دنيا سمير غانم التي نشأت في وسط فني  رسخ بداخلها حب الفن والتمثيل, فظهرت لأول مرة وهي طفلة في الصف الأول الابتدائي في فيلم "امرأة وامرأة", مع والدتها الفنانة دلال عبد العزيز وصفية العمري وشريف صبري وإخراج نادية حمزة, ثم بعد عام في مسلسل "حواء والتفاحة" مع والدتها أيضا والنجم صلاح السعدني وهدى سلطان وزوزو نبيل, ثم شاركت في مسلسل "السيرة الهلالية" وهي دون العاشرة من عمرها, وأثناء دراستها بالثانوية العامة جاءت بدايتها الفنية الحقيقية عندما التقت السيناريست مجدي صابر, وجلست تداعبه أثناء التصوير, وبعد عدة أيام رشحها للمخرج محمد فاضل لتلعب دور "ندى" ابنة الفنان يحيى الفخراني في مسلسل  "للعدالة وجوه كثيرة", واستطاعت دنيا من خلال ذلك الدور أن تجذب إليها الجمهور والنقاد بعد أن أثبتت امتلاكها موهبة فنية حقيقية, ما مكنها من تقديم العديد من الأعمال الفنية المتميزة, كما أنها ليست موهوبة في التمثيل فقط, بل تمتلك أيضاً صوتاً أكثر من رائع مليئاً بالإحساس جعلها تتجه للغناء, وقد ادت دنيا بعض الاغنيات منها "مش قادرة أصدق عنيا" و"خلاص إرتحت" ضمن ألبوم "فري ميكس - 4" عام 2005, كما شاركت من خلال أعمالها الفنية مع الفنان أحمد مكي في فيلم "طير أنت", والفنان محمد هنيدى في فيلم "يا أنا يا خالتي".

 و من أبرز أعمالها السينمائية: "الفرح" و"عزبة آدم"  و"شارع 18" و"كباريه", و"لا تراجع ولا استسلام". 

كما قدمت مجموعة من الأعمال التلفزيونية المتميزة منها: "من أطلق الرصاص على هند علام", "عباس الأبيض",  "الرقص مع الزهور","الكبير قوي" و"أحزان مريم".

 دنيا تخرجت في جامعة مصر للعلوم والفنون "MSA", وتمت خطبتها ثم زواجها من  مذيع قناة "أون تي في" ومقدم "اون تيوب" و"صباح أون" رامي رضوان.

"ترالم لم"

أما الفنانة إيمي سمير غانم, فقد استطاعت خلال فترة وجيزة أن تنطلق سينمائيا وتلفزيونيا وأصبحت قاسما مشتركا مع النجم أحمد حلمي , ورغم ميلها للكوميديا حيث أخذت من والدها "خفة الظل",

 إلا أنها لا تريد تصنيف نفسها في هذا الاطار وتترك ذلك للجمهور. 

بدأت إيمي مشوارها من خلال العمل المسرحي, حين عرض عليها الفنان أشرف زكي - رئيس البيت الفني للمسرح آنذاك - بطولة مسرحية "ولاد الذين" مع محمود الجندي ويوسف داود و جيهان قمري وتامر عبدالمنعم, واشتركت في مسرحية لوالدها الفنان سمير غانم بعنوان "ترالم لم", وبرزت موهبتها بعد مشاركتها مع الفنانة يسرا في مسلسل "خاص جداً", كما استطاعت عبر مجموعة من الأدوار المتنوعة بين الكوميديا والتراجيدي أن تثبت امتلاكها موهبة حقيقية وأن تقدم جواز مرورها إلى قلب المشاهد بخفة دمها وروحها المرحة.

ومن أبرز الأعمال التلفزيونية التي شاركت بها: "بالشمع الأحمر", "حكايات وبنعيشها.. كابتن عفت", "لحظات حرجة ج2", "عريس دليفري" "الوديعة والذئاب" بالإضافة إلى السيت كوم "رست هاوس" و"هاي سكول" ومسلسل الأطفال "بوجي وطمطم ج2".

كما شاركت في عدد من الأعمال السينمائية منها: "سمير وشهير وبهير", "عسل أسود" و"بلبل حيران; و"X لارج" و"18 يوم", "تيتة رهيبة" و"غش الزوجية".

نالت ايمي عددا من الجوائز حيث حصلت على جائزة "أفضل ممثلة شابة" عن مسلسل "خاص جداً", كما منحها أعضاء الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما جائزة "أحسن وجه جديد" عن دورها في فيلم "عسل اسود" وجائزة "التميز الفني" من مهرجان الإسكندرية السينمائي. 

كما نالت أيضا شقيقتها دنيا العديد من الجوائز, حيث حصلت على جائزة "أفضل فنانة كوميدية" عن دورها في فيلم "طير إنت", وجائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلمي "الفرح" و"طير إنت" من المهرجان القومي للسينما وجرى, تكريمها من المركز الكاثوليكي عن دورها في فيلم "كباريه".

السياسة الكويتية في

22/07/2013

 

اعتبره عبدالحليم أفضل اختراع للقضاء على الحزن

عادل إمام... قصة كفاح مضنية أوصلته إلى القمة

القاهرة- سيد محمود: 

في ندوة تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي الأخير استعاد النجم صلاح السعدني سنوات الشقاء والبهجة فقال وهو يبتسم إنه لن ينسى أيام البحث عن فرصة للتمثيل, كما قال عن رفاق الشقاء والبهجة عادل إمام وسعيد صالح إن نجومية عادل إمام لم تأت من فراغ, فقد بدأ من الصفر حتى كون إمبراطورية فنية هو زعيمها الأول وكبير عائلتها.

ويقول الناقد فتحي العشري عن البدايات: عادل إمام المولود في السابع من مايو عام 1940 بالسيدة عائشة كانت حياته  أقرب إلى الفقراء وإلى الكفاح والتلقائية مع التطلع دائما إلى الأفضل بالتحدي والإصرار والعناد.

واستشهد العشري بمسرحية "مدرسة المشاغبين " كمثال على حياة "الصعلكة" ودور الولد الشقي الذي يقود مجموعة من أصحابه وأقرانه, ثم كتب عن العائلة التي نشأ فيها عادل, الأب من ريف مدينة المنصورة والأم نموذج بسيط للمرأة المصرية التي لم تنل حظها من التعليم ولكنها تتمتع بذكاء فطري, حرصت الأسرة رغم بساطتها على تعليم الابن لأن حلم أهل الريف الأكبر هو تعليم الأبناء .

إن مشوار عادل إمام الفني يمكن أن يكون مرآة شديدة الصدق,  إذ مر بتحولات و تغيرات في خارطة النجومية بالسينما المصرية , حيث كان صعوده إلى القمة بطيئاً للغاية وتدريجياً , كما كان حال معظم شخصياته والتي كان طريقها إلى القمة أيضاً مضنيا و شاقا , حيث كان عادل إمام معرضاً في مرات عديدة لأن يكون "بضاعة مستهلكة" بالنسبة للعديد من المنتجين , خاصة في وجود نجوم عاصروه على قدر من الجاذبية تتجاوز قدرات عادل الشكلية بكثير , ولكن حسه الاجتماعي والشعبي قاداه الى القمة بشكل لم يسبق له مثيل ,إلى حد إنه أصبح  نجم شباك التذاكر على مدار 30 عاماً .

ولعل العبارة الشهيرة التي قالها عنه عبد الحليم حافظ بأن عادل إمام هو افضل اختراع للقضاء على الحزن تجسدت بقوة في مشواره, إذ اعتبره كثيرون الممثل الأكثر ترفيها وتحديا لحالة الحزن التي مرت بها مصر في فترات النكسة وما تلاها من توابع حتى الانتصار في حرب اكتوبر.

وقد ظل عادل إمام ممثلا لأفلام الضحك أو الكوميديا سنوات طويلة حتى كانت نقطة التحول المهمة في مشواره بعد أن اسند إليه المخرج حسين كمال بطولة فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس " مع عبد المنعم مدبولي ليكتشف الجميع أن عادل إمام ممثلا يجيد التراجيديا والكوميديا السياسية, ما دفع المنتجين فيما بعد لترشيحه في أفلام وضعته على قائمة أهم نجوم العالم العربي وهي المجموعة التي قدمها مع شريف عرفة .

 يقول شريف عرفة: عادل إمام دقيق الملاحظة جدا, حريص على عمله وجمهوره واحترامه له لأقصى حدود فهو الذي أبقاه في تلك المكانة سنوات طويلة .

أما الناقد أشرف غريب فقد حلل النقلة المهمة في مشوار عادل إمام ليتحول إلى ممثل صاحب رؤية ورسالة فقال غريب : الذين ينظرون الى التجارب الخمس التي جمعت الثلاثي شريف عرفة,  ووحيد حامد مؤلفا ثم النجم عادل إمام وهي " اللعب مع الكبار " والإرهاب والكباب " و"المنسي " وطيور الظلام " و" النوم في العسل "لن يتأكدوا فقط من حالة النضج التي وصلت إليها سينما عادل إمام, لكنهم سيتأكدون من رسوخ أقدام عادل في هذه الأفلام, بالقياس إلى أفلامه الأخرى التي قدمها مع آخرين .

بدأ مشوار عادل منذ أن كان طالباً في المدرسة,  واستمر معه حتى التحاقه بكلية الزراعة بجامعة القاهرة,  والتي كانت توازي معهد الفنون المسرحية في نشاطها المسرحي آنذاك .

يقول عادل عن البدايات: كنت أيام الفقر والجيب الفاضي أتمشى مع صديق لي في شارع قصر النيل, فمرت علينا سيارة فارهة يقودها شاب أنيق تجلس بجواره فتاة ترتدي فستانا لونه "موف " وتعلق عقدا من الفل .

وأثار هذا المشهد دهشتنا فنطقت أنا وصديقي في وقت واحد فقلت انا "الله " وقال هو مستنكرا "أولاد الايه " .

وهذا يعني أنني لم أكن ضد الأغنياء حتى وأنا فقير جدا, وإن كنت

لا أخفي اعتراضي على تصرفات البعض منهم بعد أن أصبحت ميسور الحال . 

لا يجد عادل حرجا في الكلام عن أيام الفقر والصعلكة, بل يرددها ويصر على أن يسردها حتى عندما بدأ في تكوين الأسرة وزواجه من هالة الشلقاني في بداية المشوار .

عائلة ثرية

لا يحب عادل إمام الكلام عن أسرته كثيرا, خاصة عن علاقته بأم أولاده هالة الشلقانى التي أحبته رغم فقره, فهو من حي شعبي وما زال يبحث عن مصدر رزق,  وهي من أسرة ثرية وعائلة كبيرة.

يقول عادل : هالة هي قصة الحب الحقيقية بل الأولى والأخيرة والأعمق تأثيرا في وجداني الشخصي وتوجت بالزواج.

عندما تعرفت عليها لم أفكر لا أنا ولا هي في المستوى الاجتماعي لكلينا, فأنا أعلم جيدا أنني لا أستطيع تكوين أسرة وبيت وأولاد لكنني أحببتها ولم أتخيل يوما أنني لن أرتبط بها .

فهي من أسرة غنية وأنا ممثل معروف نسبيا, لكنني لم أكن لأتحمل شراء شقة فارهة أو سيارة, فالكل يعلم أنني كنت أتعامل مع الحياة كما يتعامل آنذاك معظم الفنانين في بداياتهم حيث نستقل الباصات والمواصلات العامة حتى من الله علي بسيارة صغيرة بعد عرض مسرحية مدرسة المشاغبين. 

وللعلم - والكلام لعادل إمام - لولا شعوري بأن هالة الشلقاني ستعيش معي على الحلوة والمرة ما تقدمت لها, فأنا ابن بلد ومن الأرياف وأعرف كيف أزن الأمور وبالطبع لن افرض على فتاة من عائلة ميسورة الحال أو ثرية أن تعيش مع شاب مثلي فقير رغم إيماني الشديد بأن الفقر ليس عيبا وجسدت ذلك في معظم أفلامي.

وذات يوم المحت لي هالة بموافقتها على أن أتقدم لخطبتها, ولولا هذا التلميح ما كنت أقبلت على الخطوة, فهي التي شجعتني ووقفت بجانبي وتقبلت ظروفي, وكانت دائما تهيئ لي جوا هادئا في البيت وتدفعني لأن أتقدم وتشجعني وتقف بجواري حتى أصبحت نجما كبيرا, كما ان قصة حبنا الكبيرة هي التي راهنت عليها وكسبت الرهان,  ودائما اكرر هذا ليتعلم هذا الجيل كيف كانت بداية ممثل مثلي.

فرخ البط

يقول المثل العامي إن فرخ البط عوام وهو ينطبق على أبناء عادل إمام الثنائي رامي ومحمد,  وبالطبع ليس في موهبته كممثل كوميدي ولكن كونهما شقا الطريق فدرسا الفن وعملا به ليكونا حلقتين في سلسلة من أربع حلقات حيث يشكل عمهما عصام إمام الحلقة الرابعة والأضعف,  لأنه لم يمتهن التمثيل انما الإنتاج الفني. 

يبدو أن رامي إمام الذي درس الإخراج وتفوق فيه أكاديميا, سيظل يعاني من عقدة أنه ابن أكبر نجم سينمائي في العالم العربي, وأنه إذا لم ينجح مع والده لا ينجح, وقد حاول جاهدا أن يكسر القاعدة التي أصلها بعض النقاد عندما حقق نجاحا كبيرا في مسلسل "عاوزة أتجوز " مع هند صبري .

رامي يقول دائما أنه تشرب حب الفن من والده الذي تعلق به منذ الصغر وشارك معه في أفلامه وهو طفل كممثل, وإنه لم يشعر بميل كبير للتمثيل قدر ميله للعمل خلف الكاميرا, إذ تدرب وهو صغير كمساعد مخرج رافضا نصائح الأب بان يمثل, لأنه على حد رأي رامي يريد أن يصبح له بصمته في الفن, ولا يتهم بأنه ابن النجم .

ومن هنا نجح رامي في أن يتميز عن والده بل وعن كل أبناء النجوم الذين احترفوا المهنة من أبائهم مثل عمرو محمود ياسين ورانيا فريد شوقي  ورامز جلال وياسر جلال ومحمد عبد الحافظ ومحمد أحمد ماهر ومنة شلبي وكثيرين .

رامي نجح منذ أن أدرك أنه كي يصبح مميزا عن باقي أفراد الأسرة عليه أن يكون هو صاحب الرأي, فإن وقف والده ممثلا إمام كاميرته سيكون له كمخرج الرأي الأول.

 وقد قالها عادل: عندما بدأت تصوير مسلسل "فرقة ناجي عطالله " حدثت خلافات كثيرة بين وبين رامي,  لأنه ولأول مرة أراد أن تكون وجهة نظره هي الأدق والأصلح, وكانت لنا وجهات نظر أخرى فاختلفنا وتركت الستديو,  وبعد لحظات تداركت الموقف, لأنني اكتشفت أنا والمنتج صفوت غطاس أن وجهة نظره هو هي الأصوب .

وعما أخذه رامي من والده يقول عادل: كل منهم أخذ مني ومن أمهم  هالة الشلقاني شيئا, رامي تنبأت له يوما بمستقبل باهر حتى أصبح مخرجا بارعا وأثبت هذه البراعة في مسرحية "بودي غارد", ومحمد لم أتدخل في حياته الفنية حتى فاجأني بأداء لم أكن أتوقعه وهو حاليا ممثل يذكرني بفترة بداياتي بل هو كتلة نشاط وطموح لا حدود له حتى ابنتنا سارة في داخلها مطربة لكنها تغني لنفسها .

ومشوار رامي لم يكن مثل باقي أبناء جيله فلم يعتمد على موهبة والده ولا شهرته ولا مساندته له, جرب حظه مثل أي شاب هاو للتمثيل  عام 1997 في فيلم "النوم في العسل" في مشاهد معدودة وهو يلعب التنس ثم مشهد في منزل الأسرة على العشاء مع عادل إمام ودلال عبد العزيز وبعد تخرجه عام 1998 في الجامعة الأميركية تخصص مسرح فرع تمثيل واتجه للإخراج المسرحي وقدم مسرحية " جزيرة القرع " ثم إخرج مسرحية " بودي غارد " التي كتب بها شهادة ميلاده كمخرج. 

وعندما انتهى من إخراجها عمل مساعدا للمخرج الكبير نادر جلال في أفلام "الواد محروس بتاع الوزير" و "هالو أميركا" و الفيلمان قام ببطولتهما النجم عادل إمام .

ورامي يختلف كثيرا عن والده وعن شقيقه محمد, فهو متعدد المواهب وله تجارب في إخراج الفيديو كليب, والموسيقى التصويرية إذ قام بوضع موسيقى تصويرية لبعض الأفلام منها "هالو أميركا " مع نادر جلال أيضا .

وتعد تجربته الأخيرة في إخراج مسلسل "فرقة ناجي عطاالله " هي الأكثر ثراء فنيا وجماهيريا, إذ حقق المسلسل نجاحا على المستويين الفني والجماهيري .

"الصعلوك الصغير"

من يتابع أداء محمد الابن الأصغر للنجم عادل إمام سيكتشف أنه نسخة معدلة من أداء والده,  فإذا كان البعض يتهمون النجم عادل إمام بالجرأة في اطلاق "الإفيه" بسرعة وتلقائية مضفيا به حالة من الضحك,  فإن محمد إمام نجح في أن يكتسب هذه الميزة بمهارة بل وأكثر جرأة,  وتجلى ذلك من خلال أدائه في مسلسل "فرقة ناجي عطا الله " وأيضا في فيلمه الأخير "ساعة ونصف " مع المخرج وائل احسان ويحسب للابن الأصغر أنه نجح في أن يسرق بعضا من موهبة والده .

بدايات محمد لم تكن بعيدة عن بدايات أي من أبناء النجوم مثل أحمد السعدني وكريم محمود عبد العزيز ومحمد أحمد ماهر, وأحمد فلوكس حيث درسوا جميعا الفن وبدأوا من الصفر إذ بدأ محمد إمام بعيدا عن والده في مسلسل "كناريا وشركاه " مع فاروق الفيشاوي, ومن أول مشهد أدرك عادل إمام كما يقول أن ابنه سيصبح ممثلا,  وفي أول اختبار قيل أنه أصعب اختبار يدفع به أب بابنه في عمل فني حتى إن نور الشريف نفسه كان مشفقا على محمد إمام وهو يخوض تجربة تمثيل أحد أفراد الجماعة المتشددين في فيلم "عمارة يعقوبيان " يتعرض للاغتصاب على أيدي رجال أمن الدولة ثم يقتل غدرا .

ويبدو أن ابني عادل إمام اللذين تجمعهما مهنة واحدة أرادا أن يؤكدا للجميع أنهما لم يرثا الفن فقط بل اكتسباه وتعلماه واحترفاه وأن موهبتهما ميزتهما عن باقي أبناء النجوم .

أسرة عادل إمام التي تكونت من أضلاع مثلث واحد له قاعدة قوية متمثلة في الأب ستظل قوية,  بإرشاداته وحبه لأبنائه .

أما العم عصام فهو وإن كان من الأسرة الفنية إلا انه يمثل الحلقة الأضعف, لعمله في الإنتاج وخوضه تجارب منفردة بعيدا عن شقيقه عادل إمام حتى لا يدخل في مشكلات كما حدث من قبل في أحد الأعمال الفنية, فلا ينكر أحد أن عصام الشقيق الأصغر كان يصاحب شقيقه عادل إمام في فرقة الفنانين المتحدين كمشرف على الإنتاج ثم أصبح برعاية عادل وسمير خفاجي منتجا له اسمه في الساحة .

السياسة الكويتية في

23/07/2013

 

إضاءة على سورية والربيع الآتي

لوكارنو (سويسرا) - حليمة خطاب 

على استحياء تحضر الأفلام العربية المشاركة في مهرجان لوكارنو السينمائي لهذا العام. ففي الأعوام الماضية كان معتاداً وجود أكثر من فيلم عربي سواء بإنتــــاج عـــربي عالــــمي مشترك أو بإنتاج وطني، خصوصاً ضمن قسم «فهود الغد» الذي يخصصه المهرجان للمواهب السينمائية الجديدة، والذين تتنوع أعمالهـــم بـــين روائـــي طويل وقصير وأفلام تسجيلية، في عمل يصفه السينمائي ألساندرو مارشوني المشرف على هذا القسم، أنه مهمة «تتلخص في التعريف بهوية سينمائيين شباب يمتلكون مقدرة سينمائية عالية».

مع هذا، يبدو أن العالم العربي من مشرقه إلى مغربه، لم يستطع أن يجود على «فهود الغد» في لوكارنو هذا العام إلا بفيلم واحد هو الفيلم الجزائري «قبل الأيام» للمخرج كريم موساوي، والذي يدور في بلدة قرب الجزائر العاصمة عام 1994. بيد أن مخرج الفيلم لا يقدم لنا حالة الجزائر في تلك الأعوام العصيبة، بل يستغرق في حالة المراهق جابر الذي يبدو شارداً وذاهلاً طوال الوقت، غير عابئ بدراسته ومنطوياً على ذاته، حتى تتفتح عيناه على يمينة زميلته في المدرسة وجارته في الحي. إ

نهما بطلا حالة منقسمة إلى جزءين: الأول نراه بعيني جابر الذي تظلل حياته مع والدته أجواء الكآبة والخواء، وتزداد كآبة عندما يرى بعيني رأسه مجهولاً يصرع شرطياً رمياً بالرصاص، لكن ظهور يمينة في حياته يحرك ساكناً ويجعله يقبل الذهاب إلى حفل أحد الشبان بعد رفض طويل علّه يقابلها. ونحن نعيش الحالة نفسها ولكن بعيني يمينة، التي تحيا ذاهلة هي الأخرى لكن، لأسباب مغايرة، فهي ابنة شرطي ويهابها الجميع، وتتأسى في الوقت ذاته على أمها الطريحة الفراش وأختها التي نذرت نفسها لخدمة الأم. تزداد حياة يمينة ثقلاً مع مصرع شرطي بالبلدة، ولكنها تهتم بالذهاب إلى حفل الشاب نفسه لمجرد قليل من المتعة المسروقة بعيداً من عيون الأب، الأب الذي يحضر فجأة بعد وشاية مجهولة ويفتش المكان بحثاً عن ابنته دون جدوى، وبعدها يقرر الرحيل عن البلدة. إننا هنا أمام فيلم غامض وذي شجون، لا يخلو من موهبة في الانتقاء وحساسية في الاختيار الشاعري للموسيقى، موسيقى راقية تحملك إلى عالم محفوف بالأحزان ولكنه لا يخلو من دفقة أمل وشعور بالخفة والمتعة.

حضور سوري

تبقى دولة عربية أخرى حاضرة في لوكارنو، هي سورية والتي منحها مهرجان لوكارنو هذا العام مساحة خاصة في قسم «خارج المسابقة الرسمية» تحت عنوان «إضاءة على سورية» والذي يقدم خمسة أفلام تمنح قبلة حياة جديدة مهداة من سينمائيين سورين شبان إلى سورية، ففي هذه الأفلام الخمسة نرى سورية مختلفة الوجوه، نرى قصصاً وأحلاماً وأفكاراً ونرى كذلك تناقضات الخوف والرغبة.

في الفيلم التسجيلي «الحجر الأسود» للمخرج نضال الدبس إنتاج عام 2006 نسمع حكايات لأطفال فقراء يضطرون للعمل من أجل مساعدة الأسرة على تحمل مشقة الحياة. إنهم يسكنون حي «الحجر الأسود» الفقير جنوب دمشق، وهم على رغم قسوة الحياة، ينجحون أحياناً في اقتناص لحظات للبهجة واللعب.

لعب ممنوع في أحيان أخرى وغير مسموح به كما في فيلم «زبد» للمخرجة ريم علي من إنتاج عام 2008، وهو فيلم منع من العرض في سورية وقتها، ويصف حياة أسرة تعيش تحت وطأة الحياة اليومية والرغبة في الهجرة إلى كندا.

هجرة في الاتجاه المعاكس تلك التي يقوم بها المخرج نضال حسن مع شريكته ليليباث إلى سورية قبل اندلاع ثورتها في آذار (مارس) 2011 مباشرة. حاول نضال أن يحقق فيلمه «حكايات عن الحياة والحب والموت» مستنداً إلى رفضه العنف ضد المرأة، متأثراً بقصص لنساء عربيات لقين حتفهن أو أقدمن على الانتحار هرباً من مجتمع عربي ظالم يحمّل المرأة كل خطاياه. جيهان رشو امرأة كردية ألقت بنفسها وأولادها الثلاثة في نهر الفرات هرباً من ذلك المجتمع، بينما كانت هدى أبو عسلي ضحية من ضحايا مصطلح «الشرف». يسجل نضال في فيلمه قصصاً وآراء وحسرات، تتشابك مع أمل جديد يبعثه هواء ثورة تغيير مقبلة، سجل إرهاصتها وآمال شبابها في بدايات سلمية نقية وراقية، عفية وواعدة، ما لبثت أن دخلت أطواراً غائمة ومركبة.

تلك هي أيضاً الأجواء التي يحاول فيلم «ضوء أفقي» للمخرجة راندة مداح وإنتاج عام 2012، أن يبددها قليلاً مانحاً أملاً في غد أقل إيلاماً، حتى وإن انتصب الواقع على أعمدة الألم. فعبر شابة سورية تعيش وسط أنقاض منزل مهدم أعلى هضبة الجولان، نستشعر أملاً قريباً وإصراراً مثقلاً على غد أفضل.

إنه الإصرار ذاته الذي يقدمه فيلم «قصص غير مروية» للمخرج هشام الزوقي، من إنتاج عام 2013، والذي يتخذ من المرأة مرة أخرى رمزاً ومعنى للتغيير والثورة، فيحكي قصة فتاة سورية تترك دمشق عقب اندلاع الثورة مباشرة حتى تعود إلى مسقط رأسها، تحمل معها كاميرتها الخاصة، ونرى عبر عينيها كيف أن المرأة كانت حاضرة ومشاركة وفاعلة في بدايات الثورة السورية عندما كانت هذه سلمية وقبل أن تتحول إلى صراع معقد في الداخل وأكثر تركيباً وتعقيداً في الخارج، خارج يبدو كأنه يتلاعب بأقدار العرب وأحلامهم وآمالهم، ويأبى أن تكون لهم بلدان حرة يعيشون فيها كراماً، بلدان تحاصرها السياسة ولعبة المصالح على أرض الواقع، ولكن السينما تعكس إصرار أصحابها على تصديق مشروعية هذه الأحلام، وعلى أن ربيعاً عربياً حقيقياً لا بد أن يأتي ويزهر على هذه البقعة من العالم.

الحياة اللندنية في

23/07/2013

 

تتويج إفريقيا في مهرجان "فيد ـ مرسيليا"

أحمد بوغابة - فرنسا 

إن فرنسا البلد الذي يحتضن أكبر عدد من التظاهرات السينمائية في العالم، والتي تُقام طيلة السنة، منها الشهيرة والمنتشرة على نطاق واسع لا حاجة للتذكير بها إذ يعرفها الخاص والعام. وأخرى معروفة بين المحترفين السينمائيين في مختلف أقطار الكون نظرا لطبيعتها المتخصصة جدا. وهناك تظاهرات محلية أو لها بُعد جهوي أو إقليمي أو أيضا تتمحور حول مواضيع معينة أو حول سينما تنتمي لقطر محدد أو هوية / إثنية ... إلى آخره. وتهم تلك التظاهرات جميع الأجناس السينمائية وتجد كلها جمهورها الوفي والمخلص لها منذ سنوات. ومن بين تلك التظاهرات من عمَّرتْ أكثر من نصف قرن إلى جانب من ظهرت مع تطور السينما والإنتاج، وأخرى حديثة جدا وجدت مكانها بسهولة في مجتمع يحب السينما ويتفاعل معها ويعتبرها جزء من حياته الثقافية اليومية حيث لا يمر أسبوعا دون أن يشاهد فيلما في القاعة.

إن فرنسا البلد الوحيد في العالم الذي يمكنك مشاهدة الأفلام من جنسيات الأرض المتنوعة وذلك بالقاعات السينمائية التجارية وليس فقط في المهرجانات والملتقيات. فيكفيك عند زيارتك إلى فرنسا، التعرف على عناوين قاعات "الفن والتجريب" مثلا المنتشرة في ربوع فرنسا بما فيها القرى الصغيرة لتجد فيها أفلاما من جميع القارات وبلغتها الأصلية. أو تشتري الصحف (خاصة المحلية بالمدينة أو الجهة) لتجد بها لائحة كاملة من الأفلام المعروضة حينها بجنسيتها ولغتها. وقد يقول قائل بأن تلك الأفلام تبقى مُهمَّشة في نظرهم ولا تستمر طويلا في تلك القاعات الخاصة جدا لجمهور خاص أيضا وليس عامة الناس. لكن أجيب بأنها على الأقل موجودة في شبكة التوزيع وتُعطَى لها حق الوجود واللقاء بجمهورها والمهتم بها حتى ولو كانوا قلة (وهذا جزء من احترام الأقلية) وليس كما هو الحال في جل الأقطار الأوروبية الأخرى التي تحتل قاعاتها فقط السينما الهوليوودية على طول العام وكأنها السينما الوحيدة الموجودة في الكون.

إن تَعَدُّد الهويات للمهرجانات السينمائية المُنظَّمَة بفرنسا هي جزء من تَعَدُّد الفرجة نفسها فيها والتي أشرنا إليها أعلاه. وهنا سأقف بالأساس عند مهرجان سينمائي ذي صيت عالمي الذي تطور مع تطور السينما ويرفض الجمود واليقينية في الإبداع وأقصد به المهرجان الدولي للسينما بمرسيليا المعروف اختصارا بالـ"فيد" (FID).

مهرجان الـ"فيد" ورشة سينمائية مفتوحة

تغير المهرجان خلال ربع قرن في اتجاه مختلف جذريا عن بداياته وعن المهرجانات الأخرى التي لا تُحيد عن خطها التحريري الذي تأسست به. لذا تكون كل دورة من دورات الـ"فيد" مختلفة عن سابقاتها. ويكون المتتبع متيقنا له بأنه لن يتكرر أمامه ما شاهده من قبل فيه. وأن الجديد الدائم هو سيد المهرجان والمُرحَّب به على الدوام.

ساعدتني الصدفة التاريخية لأواكب هذا المهرجان في دوراته التي دارت فيها النقاشات حول موضوع الأجناس السينمائية وهل مازالت قائمة في الألفية الثالثة بعد أن تزاوجت الوسائل التقنية في ما بينها؟ وما هي بالملموس الفوارق القائمة بين مختلف الأفلام التي يتم فيها الاعتماد على السيناريو والمونتاج والإضاءة واختيار الممثلين الحقيقيين أو المفترضين ومواقع التصوير مسبقا؟ وهلم جرا من محتويات فنون السينما للقول بعد ذلك بأحكام جاهزة متوارثة بأن هذا الفيلم روائي وآخر وثائقي؟ ولماذا يتم اعتماد زمن الفيلم بمعنى مدته كطويل أو متوسط أو قصير كمقياس لأهمية المنتوج؟ وأن الفيلم القصير مجرد تجريب ومرحلة التعلم فقط؟ لقد تم رفض في الـ"فيد"هذه المُسَلَّمَات التي صاحبت السينما تقريبا قرن من وجودها. وطرح مرارا في منتدياته بضرورة إعادة النظر في كثير من الأفكار الموروثة على غرار ما حصل في مجالات فنية كثيرة فتطورت ثم تحررت من قيود وهمية بائدة.

لذا لا يمكن الجزم في مهرجان الـ"فيد" بأن الأفلام المبرمجة تدخل في خانة الروائي أو الوثائقي أو هما معا أو حتى القبول بنعتها تجريبية لأن المهرجان يرفض هذه التصنيفات الكلاسيكية بقدر ما يُطالب بالتعامل مع الفيلم كمنتوج فني إبداعي حر ومفتوح على كل الاحتمالات والقراءات والتحاليل. فهو يرفض رسم دوائر ومربعات ومستطيلات لحبس الأفلام فيها تحت حجة تحديد "النوع" و"الهوية".

وهذه الحدود المفتوحة بين الأجناس السينمائية والتفاعل الذي يخلقه المهرجان بينها، طيلة أسبوع انعقاده، يُتَرْجَمُ حتى في علاقاته مع جمهوره والمدعوين من رجال ونساء السينما بمختلف مشاربهم إذ تغيب كل أشكال البروتوكولات الشكلية والوهمية، أو الفصل بين مستويات الحضور بقدر ما يترك المجال حرا طليقا في انسجام تام مع مبادئه لأنه مهرجان للسينما وللسينما وليس سوقا للتجارة والمتاجرة بالفن السابع. يلتقي الجميع بسهولة في ما بينه بمختلف فضاءات المهرجان للنقاش والتعارف ومد جسور التعاون من أقصى نقطة في العالم بالشرق أو الشمال إلى أقصاها في الغرب أو الجنوب. إنها متعة سينمائية مباشرة تجمع السينما وأصحابها بدون حدود.  

لا حاجة لإعادة ذكر بالتفصيل سياسة مهرجان الـ"فيد" وبنيته الفكرية والفنية إذ يمكن لمن يرغب في ذلك العودة إلى الحوار الذي سبق لي أن أجريته مع مندوبه العام، السيد جان ـ بيير ريم، المنشور بموقع الجزيرة الوثائقية في نهاية الشهر الماضي (يوم 24 يونيو 2013).

"أَلف شمس" عن إفريقيا والسينما والحياة  

حاز بالجائزة الكبرى للمهرجان هذه السنة فيلم "ألف شمس" الذي شارك ضمن فقرة المسابقة الدولية وعُرض لأول مرة في العالم. فرغم أنه فرنسي الإنتاج إلا أنه إفريقي الروح والصورة والصوت والمعنى. وهو من إخراج الشابة ماتي ديوب. وفوز هذا الفيلم بالجائزة الكبرى هو انعكاس فعلي لروح المهرجان أيضا كما قال أحد النقاد الفرنسيين المتتبعين للمهرجان، مضيفا في حديثه معي بأنه الفيلم الذي لا يمكن وصفه بأنه وثائقي ولا هو روائي. ثم يؤكد نفس الناقد بأنه لا يصح فيه القول أيضا بأنه قصيرا أو طويلا أو متوسطا ولا حتى بالقياس التلفزيوني. لا تجوز فيه الأعراف التقليدية للزمن.

تستغرق مدة عرضه 45 دقيقة. هو فيلم يُكرم فيلما آخر طبع التاريخ السينمائي في إفريقيا. فيلم يبني أحداثه اعتمادا على فيلم آخر فتغيب الفوارق بين الماضي والحاضر كما تتنافى فيه الوثيقة مع الرواية فتبدأ الأسئلة عنهما. إنه فيلم "ألف شمس" من إخراج الشابة ماتي ديوب. فهل ما قدمته لنا المخرجة هو الجانب الوثائقي رغم روائيته أم الفيلم الذي اعتمدت عليه هو الأصل الروائي؟ مَنْ منهما الأصل؟ هل تريد إقناعنا بأن الأفلام الروائية تتحول مع الزمن لوثائق مرئية بنفس المستوى والحجم الذي تتمتع به الصور الوثائقية التقليدية؟ أو أن ما قامت به هو الجانب الوثائقي بتدخلها في الروائي؟ لفهم هذه المعادلة التي اشتغلت عليها المخرجة الشابة ماتي ديوب، ذات الأصول السنغالية والفرنسية المولد، هو أنها اعتمدت في فيلمها على فيلم سنغالي شهير بعنوان "توكي بوكي" للمخرج جبريل ديوب مامبيتي الذي أخرجه سنة 1973 وكان عمره آنذاك 21 سنة. واعتُبر هذا الفيلم حينها بأنه ثورة في السينما الإفريقية وليس السنغالية فقط وذلك مع مطلع السبعينات بعد الجيل الأول من السينمائيين الأوائل لعقد الستينات الذين ظهروا بعد استقلال كثير من الأقطار الإفريقية. وقد توفي هذا المخرج مبكرا، سنة 1998، وهو لم يتجاوز بعد 53 سنة. وترتبط المخرجة الشابة ماتي ديوب بعلاقة عائلية بالمخرج باعتباره عَمُّهَا أخ والدها "واسيس ديوب" المعروف كفنان موسيقي (هو الذي ألف موسيقى الفيلم الأخير للمخرج التشادي محمد صالح هارون بعنوان "غريغري" والذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" في دورته الأخيرة مايو 2013). وكان جدها يتحدث لها كثيرا عن فيلم " توكي بوكي" الذي يعتبره تاريخ العائلة ـ عائلة ديوب ـ نفسها فأصبح يخترقها فكريا وفنيا خاصة حين بدأت مسيرتها الفنية كممثلة ثم مخرجة للأفلام القصيرة. اشتغلت على فيلمها "ألف شمس" لمدة 5 سنوات حسب ما صرحت به للصحافة في الندوة التي عقدتها بعد عرض الفيلم مباشرة. وقد تم ترميم الفيلم من طرف مؤسسة المخرج الأمريكي "مارتين سكورسيزي" فأنقذته من الضياع.

تقوم ماتي ديوب في فيلمها " ألف شمس" بإعادة الاعتبار لفيلم "توكي بوكي" ولعمها المخرج جبريل ديوب مامبيتي، الذي نسيه الجميع في إفريقيا، وتكرمه في ذات الوقت مع البحث عما تغير في إفريقيا منذ إنتاج الفيلم سنة 1973 إلى 2013 بمعنى خلال أربعة عقود، أي 40 سنة. مازالت أحلام الهجرة نفسها التي ينتجها البؤس الاقتصادي والسياسي والاجتماعي قائمة ونفس المشاكل يُعاد إنتاجها. ويَكْمُنُ تفوق المخرجة في موازاتها بين مشاهد من فيلم عمها "توكي بوكي" وما قامت هي بتصويره في نفس الأمكنة تقريبا وبنفس الشخصيات أو بعضها الأساسية

يبدأ فيلم "ألف شمس" للمخرجة ماتي ديوب بِقَطِيعٍ يعبر الطريق الأسفلت وسط مدينة تحتفظ بكثير من رواسب البادية أو بادية بملامح المدينة. يقود هذا القطيع رجل مسن الذي يبدو عليه جليا التعب والفقر. إنه هو الممثل الرئيسي في فيلم :توكي بوكي"، إنه "ماغاي نيانغ" الذي يصعب التعرف عليه بسهولة نظرا لحالته، فقد هدمه الزمن ونكتشف أيضا أنه يعيش في الهامش ولم يعد أحدا يتذكره كأحد أهم الممثلين في أحد أهم الأفلام السنغالية وهو ما أبرزته المخرجة حين حضر الاحتفال المقرر للفيلم في عرض جماهيري بالهواء الطلق. فبقدر ما أبرزت المخرجة حالته النفسية بعدم التعرف عليه من طرف الجمهور، بل مستهزئين به، في ذات الوقت بينت عدم اهتمام الجمهور نفسه بالفيلم الذي يُعرض في الهواء الطلق بين المارة والسيارات وأشياء أخرى في الحياة وهم يجهلون تاريخ ذلك الفيلم الذي طبع تاريخ السينما في السنغال.

يثير الفيلم أيضا وضع الفنان في السنغال، أو إفريقيا عامة، من خلال الشخصية الرئيسية في الفيلم الذي كان نجما عند ظهور الفيلم في بداية السبعينات من القرن الماضي. يتذكر تاريخه المجيد لكن زوجته تستهزئ به ناعتة إياه بالفاشل الذي يقضي وقته في الحانات والذي لم يعرف كيف يستفيد من شهرته. خلال تتبع المخرجة لهذا الفنان المنبوذ والسيئ الحظ الذي اشتغل مع عمها كبطل رئيسي، تعود بين فنية وأخرى إلى فيلم عمها الذي تكسرت فيه الأحلام والطموح. كما تخلق أحداثا جديدة في فيلمها مستعينة به أيضا لتعطيه أبعادا تتماشى مع المجتمع الإفريقي حيث تجمع بين الإعجاب بفيلم "توكي بوكي" ومساءلة التاريخ. وبين الرومانسية والفكاهة. إلى حد أنها استحضرت أيضا الدراجة النارية في فيلمها كإشارة للفيلم الأصلي الذي كانت فيه تلك الدراجة بمثابة عنصر أساسي لشكلها التي تحمل قرنين في المقود كحيوان إفريقي تائه.

لست هنا بصدد تقديم قراءة في الفيلم بل أعرض بعضا من عناصره وأقربها إلى القارئ ليستأنس بها، وربما يفهم أسباب حصوله على الجائزة الكبرى. وقد حصل الفيلم أيضا على تنويه في نفس المهرجان من لدن التجمع الوطني الفرنسي لقاعات السينما ضمن الجوائز الموازية. كانت المنافسة قوية بين كثير من الأفلام الجيدة والمتميزة والحرة في كتاباتها وشكلها والتي لا تترك المشاهد محايدا أو كسولا في التعاطي معها لأنها غير عادية إطلاقا مادامت تتطلب مجهودا فكريا وسينمائيا ووجدانيا أيضا إذ بعضها تصل إلى ثلاث ساعات. وعليه، فانتزاع فيلم "ألف شمس" للجائزة الكبرى بالإجماع من لجنة ليست سهلة المنال هو انتصار للسينما الإفريقية التي هي سينما النضال على مختلف الواجهات.

لم أتوقف عند الجوائز الأخرى، والتي لها قيمتها أيضا، لأنها كثيرة جدا ومثيرة في نفس الوقت لخصوصية الأفلام التي حصلت عليها حيث كل فيلم يستحق الوقوف عنده وهو ما لا يسمح به المجال حاليا. كما لم أتوقف أيضا عند الأنشطة الكثيرة والغنية من ندوات ومناظرات ولقاءات وورشات ومعارض التي أشرنا إلى بعضها في الحوار، مع المندوب العام للمهرجان، السالف الذكر. فقد تكون أفلام بيير باولو بازوليني الذي كرمه المهرجان بعرض جميع أفلامه قبل انطلاقه واستمرت خلاله وحدها تستحق نصوصا ودراسات وقراءات معمقة نظرا لمكانتها التاريخية في السينما العالمية وليس في إيطاليا أو حوض المتوسط فقط، فهو الذي شغل العالم حيا مازال يشغله وهو ميت.   

الجزيرة الوثائقية في

23/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)