حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«وجدة» على أبواب لندن

السينما الروائية السعودية: تاريخ موجز ونجاح مشروط

لندن: محمد رُضا 

 

تنطلق في التاسع عشر من يوليو (تموز) الحالي، عروض فيلم المخرجة السعودية هيفاء المنصور «وجدة» على شاشات بريطانية في أكثر من مدينة بينها لندن مصحوبة بحملة دعائية شكلها النقد الغربي من حول الفيلم بعدما نال تقديراتهم العالية وعلى أكثر من وسيط إعلامي. وهو نجاح حاذاه أيضا اهتمام جماهيري في أكثر من بقعة حول العالم آخرها في فرنسا، حيث استمرت عروض الفيلم بضعة أسابيع باع خلالها أكثر من 250 ألف تذكرة.

ليس أن الفيلم خال من الشوائب والسلبيات، لكن أحد أهم أسباب نجاحه هذا يترجم على أساس استقبال النقاد والجمهور الغربي له من خلال طروحاته وليس من خلال معالجته تلك الطروحات في المقام الأول. إنه فيلم عن طفولة حالمة، وأمومة محرومة، وحرية غير محققة في فيلم من إخراج امرأة سعودية. الجمهور لا يسأل إذا ما كان ما يراه حقيقيا، بل يأخذه على هذا المنوال مستندا في الأساس إلى ما يوفره الفيلم من أحداث وما يعتقد معظم الجمهور أنه يعرفه عن حياة المرأة السعودية.

ليس أن الفيلم يكذب بالضرورة فيما يرويه، بل المسألة هي أن مخرجته عرفت كيف تخلق حالة إعلامية منبعها فيلم يعالج ما يجذب المشاهد الغربي إليه. عرفت كيف تحيك حكاية ذات براءة محسوبة حول فتاة صغيرة تحلم بدراجة وعلى درجة من الدهاء بحيث إنها تحقق في النهاية ما حلمت به رغم العراقيل التي واجهتها في البيت وفي المدرسة.

لا يتوقف الفيلم عند هذه الحالة، فيما يتسنى له من الوقت يعرض للأم التي عليها تحمل نتيجة أن الزوج الذي تحب مضطر للرضوخ لتقاليد المجتمع والبحث عن زوجة ثانية تؤمن له ولدا ذكرا. ثم لعرض مشكلة بالغة الأهمية تكمن في أن تسليم البنية التحتية للحياة اليومية لغير سعوديين (بينهم سائقو الحافلات المدرسية) يخلق هوة تعامل قد تجد المرأة فيها نفسها ضحية أيضا.

«الدراجة ليست شاشة مسطحة»، تقول المخرجة للصحافية إيزابيل ستيفنز في حديث منشور في العدد الحالي من «سايت أند ساوند» وتفسر معنى ذلك مكملة: «إنها رمز العصرنة». وهي تصيب في هذا التعريف من حيث إن نيل بطلتها الدراجة سيعني احتمال قيادتها السيارة في المستقبل. لكن هناك ناحية أخرى رمزية في تلك الدراجة وهو الاحتمال الشديد في أن تكون المخرجة تتحدث أيضا عن نفسها إذ هي طمحت - منذ أن كانت صغيرة - لامتلاك كاميرا ولتصوير أفلام واحتلال لقب مخرجة. ومع أنها تؤكد في حديثها ذاك أن عائلتها كانت منفتحة حيال طموحاتها السينمائية، إلا أن هذا لا يبدد احتمال أن تحقيقها لغاياتها الفنية تلك كان مسألة صعبة، أو أنه كان بالسهولة ذاتها لمخرجة فرنسية أو بريطانية أو أميركية شابة.

نجاح «وجدة» هو أفضل نجاح ينجلي لفيلم عربي في الاثنى عشر شهرا الماضية (كل سنة تقريبا يفلت فيلم ليدخل هذا المجال كما حدث مع فيلمي اللبنانية نادين لبكي «سكر بنات» و«هلأ لوين؟»). وبعض من هذا النجاح يعود، أيضا، إلى ما تم ترديده من أن هذا الفيلم ليس أول فيلم لمخرجة سعودية فقط، بل أول فيلم يتم تصويره في السعودية أيضا. أمر شكل بعض الأهمية في التغطية الإعلامية على الرغم من أن صحته لا تزال قيد نقاش باعتبار أن بضعة أفلام سبق لها وأن تم تصويرها في المملكة قبل هذا الفيلم وتم تقديم بعضها على شاشات مهرجانات خليجية مثل «مهرجان الخليج السينمائي» ومهرجان «دبي» الدولي.

الوجهة الذاتية المنطقة الضبابية هنا هي ما الذي يمكن اعتباره فيلما سعوديا من حيث المواصفات الضرورية لهذا الاعتبار. ففي الواقع نجد أن فيلم عبد الله المحيسن «ظلال الصمت» الذي أنجزه عام 2006 هو فيلم سعودي بالكامل رغم أن تصويره تم خارج أراضي المملكة. وفي العام ذاته قامت «روتانا»، منتجة فيلم «وجدة» بإنتاج فيلم كوميدي بعنوان «كيف الحال» حيث تمت الاستعانة بالمخرج الفلسطيني - الكندي إيزادور مسلم للغاية. الفيلم تم تصوير كثير من مشاهده في دبي، لكن هناك مشاهد تم تصويرها في جدة.

إذا ما كان التمويل هو مصدر هوية الفيلم السينمائي، وهو كذلك فعلا، فإن هناك عددا متزايدا من الأفلام السعودية تراكم وصولا إلى فيلم «وجدة»، من بينها «القرية المنسية» لعلي أبو طالب و«الحقيقة» لأسامة الخريجي و«صباح الليل» لمأمون البني و«الشر الخفي» لمحمد هلال، من بين أخرى.

لكن أيا من هذه الأفلام لم يبلغ الشأن الكبير الذي حققه «وجدة». وليس خافيا أن بعض الأفلام المذكورة لم ترد أن تبلغ شأنا فنيا أو استثنائيا معينا مثل «كيف الحال» و«صباح الليل» و«القرية»، كل منها وأفضلها فنيا هو «كيف الحال» لم يحمل من طموحات الإنتاج ما يكفي لإيجاد مبرر ما لمشاهدته عربيا ناهيك بعالميا.

«ظلال الصمت» هو الوحيد، قبل «وجدة» الذي كان يهدف إلى احتلال حضور متألق على الصعيد النقدي والجماهيري خارج المهرجانات القليلة التي عرضته. لكن الطموحات لم تنجز. عوض اختيار موضوع سعودي أقدم المخرج على موضوع عربي شامل معالج (في غالبه) بالفصحى مع غاية بانورامية لوصف العلاقة بين الحكم والشعب في أي بلد من دون تحديد. هذا، مع انعدام القدرة على معالجة فنية مطلقة أو قراءة عميقة، أدى إلى فيلم جيد الفكرة، مقبول التنفيذ لكنه بلا قوائم فنية أو تجارية كافية لتحريكه في أي اتجاه.

ما ينجلي عن هذه المسارات ونتائجها، حقيقة مهمة للغاية، وهي أنه حتى مع الاعتراف بأخطاء فنية معينة في فيلم «وجدة»، إلا أنه تحرك في الاتجاه الصحيح عندما أصر على أن يكون عملا يعكس الذات وليس مجرد تنفيذ لحكاية. ما أكدته هيفاء المنصور هو أن الفيلم الذاتي، الذي يعكس رؤية المخرج الشخصية، هو السبيل الفعال الوحيد أمام سينما ناشئة. لا يكفي أن يحمل الفيلم فكرة ولا رأيا، فهناك كثير منهما، لكن عليه أن يحمل مشاركة ذاتية مع الموضوع تتخطى حدود التنفيذ وحده.

* مهرجانات «وجدة»

* العرض العالمي الأول لفيلم هيفاء المنصور تم في دورة 2012 من مهرجان فينيسيا السينمائي (أوغسيس - سبتمبر). بعد ذلك انتقل إلى مهرجان تيليورايد (الولايات المتحدة)، وروتردام (هولندا)، وغوتبيرغ (السويد)، وبلغراد (صربيا)، وسيدني (أستراليا)، لوس أنجليس (الولايات المتحدة) و«كارلوفي فاري» (تشيكيا).

بين الأفلام

ثلاثة معروضة لا يفوتها الزمن (*4)Point Blank

* سنة 1967 انتقل المخرج البريطاني جون بورمان إلى الولايات المتحدة لكي يحقق فيها فيلمه الأول هناك. الطلب تم عن طريق بطل الفيلم لي مارفن الذي دافع عن بورمان أمام شركة مترو والسيناريو مأخوذ عن رواية جيدة لرتشارد ستارك حول عضو عصابة يحاول الانتقام من رئيسها (جون فرنون) الذي حاول قتله وسرق منه زوجته (أنجي دكنسون) وحصته من الغنيمة. الفيلم يختلف عن أي فيلم بوليسي آخر قبله وإلى اليوم. شخصيات الفيلم كلها أسرة ومعنى بالبحث في دواخلها وتقديم دوافعها. أجواء العمل الفنية تميزه. اللعب على الصوت (مشهد سير لي مارفن صوب هدفه في ممر طويل يسمع كما لو كان طلقات مسدس) ضروري، والتصوير (من الجيد فيليب لاثروب) يضمن لكل العناصر وجودا خاصا.

(*4)400Blows

* هذا فيلم فرنسوا تروفو الأول. حققه سنة 1959 حول صبي عاشق للسينما يترعرع في الخمسينات على صور هوليوود والسينما الفرنسية وعلى عشق وجوه الممثلين والممثلات. لديه مشكلات في البيت ومشكلات في البيئة ومشكلات أخرى مع طموحاته. المخرج بنى الحكاية على ذكرياته الشخصية عندما كان مندفعا بلا حدود صوب ذلك الخيال الجميل بالأبيض والأسود. في كل ما يعرضه هناك حس مفرط وجمالية مبهجة حتى في لحظات الفيلم الداكنة. النهاية وحدها (الكاميرا تركض وراء الصبي وهو يتوجه إلى البحر هاربا من الواقع ومقبلا على المستقبل) يمكن أن تكون مادة للدراسة في المعاهد لشدة بلاغتها.

(*4)Scarecrow

* «الفزاعة» (1973) يرمز للسينما الأميركية في تلك الفترة وإلى عنفوانها وجمالياتها كما لا يفعل إلا عدد قليل من الأفلام الأخرى. أخرجه جيري تشاتزبيرغ (احتفى به مؤخرا في مهرجان كارلوفي فاري) حول صداقة مرحلية بين شاب رقيق يحاول العودة إلى زوجته الرافضة (يؤديه آل باتشينو) وبين رجل من أصحاب السوابق لم يكن يعرف معنى الصداقة وحين ألمت به أخلص لمتاعب صديقه ذاك. الدراما إنسانية وليست عاطفية والمعالجة رقيقة صورها فيلموس زيغموند بمستواه الشعري الرفيع. بطلا الفيلم كانا لا يزالان في مطلع انطلاقهما، لكنه فيلم مخرجه الذي اختفى عن الساحة في السنوات العشرين الأخيرة للأسف.

شاشة الناقد

«الآن تراني»… إذا سمح لك الفيلم الفيلم: Now You See Me 

إخراج: لويس لتيريير تمثيل: جيسي أيزنبيرغ، مارك روفالو، وودي هارلسون، إسلا فيشر النوع: تشويق / الولايات المتحدة - 2013 تقييم: (*2)(من خمسة)

هناك طريقتان لسرقة المصارف: سرقتها بالتسلل إليها إما عن طريق الحفر تحتها ثم الصعود إلى خزنتها المحصنة، أو سرقتها بهجوم مسلح، أو عبر اختراق المواقع المشفرة ونقل الأموال من وإلى بالنقر على أزرار الكومبيوتر الشخصي. كل طريقة من هاتين الطريقتين (ربما كان هناك سواها لكن هذا الناقد ليس خبيرا) تم تقديمها فيما لا يمكن حصره من أفلام، لكن «الآن تراني» يعمد إلى طريقة جديدة تستحق، في الواقع فيلما، لكن ليس هذا الفيلم.

حسب سيناريو لا جهد فيه، فإنه من الممكن نقل المال من المصارف بسهولة عن طريق السحر. طبعا هناك طرق واستثناءات وحبكات، لكن هذا ما يشكل الفكرة الأساسية لفيلم لويس ليتريير الجديد. إذا كنت ساحرا قادرا على خداع الناس وهما أو عن طريق الحيل الخفية، لم لا تكون قادرا إذن على نقل ملايين الدولارات من مصرف إلى مخزن أو من حساب مليونير إلى آلاف المتضررين مما حدث لهم من جراء أزمة 2008 الاقتصادية؟

روبن هود؟ ربما، باستثناء أن السحرة الأربعة (إلى أن مات أحدهم فأصبحوا ثلاثة) مستفيدين أساسيين يرتكبون جريمة يعاقب عليها القانون وها هو الضابط الفيدرالي رودس (مارك روفالو) يركض في كل اتجاه للقبض عليهم. يتمنى لو أن هناك قانونا فيدراليا ينص على إلقاء القبض على كتاب ومخرجين يقدمون للمشاهد أفلاما من هذا المستوى. ليس أن الفكرة بحد ذاتها هي الرديئة، لكن كيف كتبت وكيف نفذت يجعلها كذلك. هناك مشاهد مطاردات جيدة، ولو أنها ليست بالضرورة جديدة، لكنها ترفع الفيلم لمستوى الأمل المعقود عليه، قبل أن تعيده إلى أرض الواقع الذي اختاره. وهو يبدأ بداية تقليدية كاملة إذ ينطلق لكي يعرفنا على السحرة الأربعة كل بدوره قبل أن يجمعهم، بعد لحظات، في دوامة واحدة. مع مواصلة الفيلم معالجته القصصية يبدو شديد الرغبة في بيع عمل مثير ينقصه روح ما. حبكة تحتوي على معضلة شخصية حقيقية أو عمق فلسفي ولو صغيرا.

الكاميرا تقفز قفزا بين المشاهد من دون إتاحة الفرصة الكافية لكي يقترب المشاهد مما يدور. عمليا هذا الناقد لا يرى ما يراد منه أن يراه. لا يملك الفيلم ما يؤمن هو به ما يجعل المشاهد غير قادر على الاقتناع بأن ما شاهده ضروري. لم يطرح المخرج الفرنسي ليتيرييه، لم يطرح نفسه، عندما انطلق للعمل في هوليوود، على أساس أنه فنان واعد وكبير، بل سارع لإنجاز أفلام سريعة العبور في سماء الفن السابع «العملاق المذهل» و«صدام التايتنز» كانا أوراق اعتماد رفضت على الفور. هذا الفيلم الجديد له مزدحم بالصور لدرجة أن مدينة ديزني للملاهي تبدو، بالمقارنة، كما لو كانت مكانا مثاليا للراحة.

بين الأدوار يطالعنا مايكل كين لاعبا شخصية الملياردير الذي يكتشف أن السحرة - اللصوص سرقوه (قبل أن يكتشف أمورا أخرى). هذا الممثل العريق يبدو تائها في الفيلم، تماما كتوهان المشاهد إذا ما أراد أن يعرف مكان شخصيته من الإعراب.

سنوات السينما

1935 خطوات هيتشكوك

* تبعا لحب المخرج الكبير لتوليفة المتهم البريء، جاء «الدرجات الـ39» واحدا من تلك الأفلام التي تنتمي إلى بداية فترته الذهبية في ميدان سينما التشويق. حكاية زائر كندي في لندن يتعرف على فتاة هاربة وما تلبث أن تقتل في شقته. أصبح الاتهام يتجه إليه، لذا عليه أن يهرب من البوليس في الوقت الذي يبحث فيه عن الحلقة الجاسوسية التي تعمل لصالح العدو الخارجي.

يجب أن نسجل هنا أن السينما الجاسوسية، التي شكلت عددا من أفلام المخرج، لم تكن عرفت طريقها لوصف الوضع السياسي في تلك الفترة. في الثلاثينات كانت ألمانيا تعيش رواج الفكرة النازية ولم يكن يبعدها عن الحرب سوى ثلاث سنوات. بهذا، يكون هيتشكوك سباقا لحياكة فيلم يومئ إلى الخطر المرتقب.

المشهد

هل الواقعية أفضل فعلا؟

* هناك إعلان تعرضه إحدى شركات صالات السينما في لندن يقول، بعد استعراض بعض مواقف الحياة المحبطة، «اترك الواقع في البيت». هدف الإعلان حث الناس على مواصلة ارتياد السينما وإذا ما فكرت في الموضوع وجدت أن السينما، على الرغم من «البوب كورن» وأشربة الصودا، هي لا تزال المكان الوحيد الذي يفي بوعده: يعرض الفيلم كما يجب أن يعرض، أي على شاشة كبيرة وصوت مجسم ولمشاهدين يتابعون معا، ومن دون أن يعرف أحد الآخر، صورا ملتصقة ومتحركة تحكي قصة.

* لقد أخطأ النقد حين منح السينما الواقعية شأنا أعلى من السينما الأخرى - أيما كانت هذه السينما. وهو لا يزال يخطئ كلما مدح ناقد ما فيلما معينا على أساس أنه «فيلم واقعي». بذلك يقصد أنه جيد لأنه واقعي. وأن الفيلم الذي يسرد حكاية خيالية ليس جيدا لأنه خيالي. ليس فقط أن الحياة علمتنا أن الواقع مر، وأنها سلسلة من الإخفاقات والأحلام غير المحققة والإنجازات التي تبددها حرب أو يعبث بها نظام، بل هي في الواقع، وقياسا بالسينما، هي الشتاء والسينما صيف.

* الفيلم «الواقعي» قد يكون رديئا والخيالي قد يكون جيدا. لو لم يكن الأمر على هذا النحو لكان فيلم «سارق الدراجة» للإيطالي فيتوريو دي سيكا أفضل من فيلم مواطنه فديريكو فيلليني «أماركورد»، لكنه ليس كذلك. أو لكان فيلم «عشرة» لعباس كياروستامي أفضل فيلم في العالم وهو أبعد من أن يكون. المسألة ليست أن نوعا لا بد أن يكون أفضل من نوع آخر، ولو أن ذلك عادة ما يكون مريحا لكثير من النقاد عندما لا تكون درجة المعرفة متساوية بين كل الأنواع أو حين يفتقد الناقد للرغبة في النظر إلى كل جوانبها واتجاهاتها.

* منذ الحدث الإرهابي الذي شهده العالم ممثلا بالهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك سنة 2001 وجدت أن الحياة أخذت تتصرف كخيال جانح. حروب وقتلى وجوعى ومشردون ودمار شديد ومؤامرات بوندية بأجهزة إلكترونية معقدة وصراعات مزمنة تزينها أحداث لم يكن المرء يعتقد أن وقوعها ممكنا. قياسا بالسينما، فإن الخيال الجانح الذي تستخدمه يبدو مستلهما اليوم من الواقع وليس سباقا له بالضرورة. لقد انتهت أيام ما صعد الإنسان فوق سطح القمر على الشاشة قبل نحو خمسين سنة من صعوده في الواقع. الفرنسي جورج ميلييس، وضع سنة 1912 وفي «رحلة إلى القمر» زمرة من ممثليه على قمر (من ورق) مسكون بمخلوقات شريرة ثم أعادهم إلى الأرض لتسقط مركبتهم الفضائية في البحر حيث ينجون أيضا من مخلوقات أخرى. إنه كما لو أن الشر يكمن في كل مكان. غيره تنبأ بكثير مما حدث لاحقا: «متروبوليس» لفريتز لانغ (1927)، و«1948» لمايكل أندرسن (في نسخة أولى سنة 1956)، و«فهرنهايت 451» لفرنسوا تروفو (1966)، و«أوديسا الفضاء: 2001» لستانلي كوبريك (1968) ولا تزال إلى اليوم.

الشرق الأوسط في

12/07/2013

 

نيفين كائن تكتب:

رسم إبليس في سينما التهييس 

ولد الإنسان وداخله الخير والشر ومع ذلك محدش بيقول علي نفسه شرير حتى لو عارف ومتأكد جواه انه غلط وطمعت الناس كلها في دور الملاك و مع أنهم لو كانوا ملايكة مكانهم مكانش هـ يبقى الأرض ولا كان هـ يبقى فيه دراما اللي هي أساسا عبارة عن مجموعة صراعات أساسها الخير والشر .

كلنا اتعرفنا علي الشر في نفس السن تقريبا وقت حدوتة قبل النوم وبالمناسبة ده أول نوع من الدراما بيتعرض له الطفل. ومع ان المفروض كأطفال ننام عشان نحلم أحلام سعيدة إلا ان معظم الأهالي مكانوش حافظين غير كام حدوته معظمهم يخوف لكن نهايتهم سعيدة.

ويبدو أن حواديت أبو رجل مسلوخة وأمنا الغولة والراجل أبو رجل معزة دي قد فعلت مفعولها بمخرجينا وكتابنا الأعزاء فقد حصروا الأِشرار دائما و دوما في عده أفعال و مواصفات شكلية قد تبعد في الحقيقه أميال عن شخصية الشرير الموجودة بيننا علي مر العصور متجاهلين تطور تكنيك الشر علي الأرض فاقترب رسم معظم الشخصيات الي الهزلية و افتقر الي الدوافع التي تجعل الشخصية تسلك سلوكها المشين و بالتالي قدم صناع الفيلم رأيا مسبقا للجمهور في شخصيات الفيلم و كانت النتيجة هي خروج جيل كامل يعاني من الصدمات في حياته الشخصية بسبب عدم استطاعته التعرف علي شخصية الشرير خارج الاطارات التي شاهدها في الأفلام كما ان الخير لم ينتصر في حكايتهم الشخصية كما حدث في هذه الأفلام أيضا ... و اليكم احدي اهم الشخصيات الشريرة التي قدمتها السينما المصرية.

الشيطان شخصيا

معظم الأفلام اللي قدمت شخصية الشيطان ركزت علي شكلين للشيطان أولهم شكل أنسي أنيق جدا عينيه بتلمع من السعادة و ده بيبقي لما بيوسوس للعبد بمعصية عاوزه يرتكبها أو خلاه يرتكبها بالفعل وثانيهم منظره و العبد نفسه خذله و تاب لله او ذكر اسم ربنا قدامه ساعتها بيتحول لمسخ مرعب مسخ يرتدي ملابس سوداء بحوافر و قرون و ديل و سنان مالهاش علاقة ببعض.

وكان فيلم يوسف وهبي " سفير جهنم " 1945 من اشهر الأفلام اللي قدمت الشياطين بهذا الشكل وقد برع فيه فنانا الكبير يوسف وهبي فكان سبب ذعر للأطفال دون سن الخامسة عشر علي مر اجيال و اجيال حيث اختار الشيطان اسرة استاذ عبد الخلاق كي يشيطنها و يجعلها مركز لارتكاب جميع انواع الموبقات في المجتمع مستغلا اطماع افراد الاسرة الاربعه فؤاد شفيق و فردوس محمد و فاخر فاخر وأمينة شريف في التحول من حياة الفقر الي حياة الاثرياء المبهجه كما كانوا يتخيلون.

يشاركه في هذا النوع من التقديم فيلم " بلدي و خفه " انتاج 1950 حيث قدم الفنان استيفان روستي شخصية الشيطان الذي يوسوس لنعيمه عاكف كي تترك الحارة بحثا عن الثراء و الشهرة حتي لو بدون حبيبها المزيكاتي الفقير سعد عبد الوهاب و حتي لو علي حساب التقاليد و تتواصل الاحداث حتي ينتصر الملاك علي الشيطان بعودة نعيمة عاكف الي صوابها و نسيان هوس الشهرة بعد ان حقق حبيبها الشهرة و ما يكفيهما من اموالا للعيش في رغد .

ولا ننسي فيلم المرأة التي غلبت الشيطان 1973 حيث قدم الفنان عادل ادهم دور أدهم حفيد ابليس الذي ظهر لشفيقه " نعمت مختار " الفتاة قبيحة الملامح في لحظة يأس من الحياة بعد ان خذلت في حبها للشخص الوحيد محمود " نور الشريف " الذي عاملها بمنتهي الانسانية و لم يسخر من دمامتها التي طالما كانت لها سبب التعاسة و الشقاء فشعرت بالحب تجاهه لتفاجأ بأنه يتزوج من اخري و يقدم عادل ادهم عرض للفتاة القبيحه فتوافق علي الفور ليجعلها من اجمل و اغني الفتيات لمدة عشر سنوات كاملة تصبح بعدهم ملكه الا ان الامور تسير بما لا تشتهي السفن حيث فشلت في ان تجعل محمود يحبها برغم ما اصبحت عليه و ينتهي به الحال للانتحار و تعيش هي في تعاسه حتي تعرف الطريق الي الله عن طريق الخادم العجوز عبد الوارث عسر الذي يحرق الشيطان في نهاية الفيلم بقرآة القرآن الكريم

وايضا فيلم موعد مع ابليس 1955 و اللذي لعب فيه الفنان محمود المليجي دور الشيطان اللذي اغوي زكي رستم الطبيب بمنحه علامة تظهر له قدر المريض الذي يرتاد عيادته في الموت او الحياة بعلامة ترتسم علي جبينه حتي يأتي اليوم الذي يري فيه علامة الموت علي وجه ابنه و تفشل كافة محاولات علاجه فيتوب و يعود لله, و اخيرا فيلم التعويذة 1987 الذي قام فيه الفنان فؤاد خليل بدور دجال يرغب في شراء منزل عائلة محمود ياسين المكونة من زوجته يسرا و اخته عبله كامل و امه تحيا كاريوكا وحين يرفضون يذيقهم جميع اصناف عمايل العفاريت من طرطشة صلصا ( دماء ) علي يسرا و هي بتستحمي في الحمام مروروا بالتحرش بعبله كامل و هي بتمد ايدها في الدرج ثم توليع و احراق محتويات البيت نهاية بقتل دكتور المعمل الجنائي اللي حاول يوصل لنوع رماد الحريقه و الشروع في قتل طارق دسوقي لما استلم دوسيه المعمل الجنائي و في نهاية الفيلم علي قراءة الفنانة يسرا لآيه الكرسي يتحول الدجال فؤاد خليل الي شكله الحقيقي شيطان و يقتل كل مساعديه .

اشتركت جميع الافلام السابقه في طريقة المعالجة ، تعثر العيش فيكفر الانسان بربه و عندها يظهر الشيطان ليبدأ الديل بينه و بين عبد الله الذي يقبل ثم سرعان ما يكتشف انه احد ضحايا الديل الذي وافق عليه فيعود الي الله تائبا حامدا شاكرا و تعود حياته كما كانت من قبل ..كما اشتركت في رسم الشيطان بنفس الصورة حينما يظهر بصورته الحقيقية

السؤال اللوذعي هنا هو مين اللي قال للكاتب ان الشيطان شكله كده وايه علاقة الديل بالشيطان و ليه لازم يكون اخرة الديل مثلث ؟ هل كان هذا تأثرا بروايات مثلث برمودا مثلا ؟

وليه دايما في شكله الحقيقي بيبقي لابس اسود هو مش مخلوق من نار ؟ ولا هو ده السواد اللي شايفه في حياته بعد ما خرج من رحمة ربنا ؟!!

وهل القرون دليل علي أنه "......" قصدي بيعز انعدام الاخلاق و اللخبطة في الأعراض ؟ .

طب ايه علاقة الحواجب اللي علي شكل تمانية بالشيطان و ليه تكون منعكشة عشان مخلوق من نار فبيخاف يستحمي ؟ طب بما انه من نار ازاي يكون ليه ايدين و راس و ديل

طب ايه حوار الشوكة اللي لازم يمسكها في ايده و تكون بسنتين اتنين ؟ هو مش تلاته برضه رقم فيه قولان انه منحوس و يقال ان ربنا خلق الشر و الأمراض و الابئه و الحيوانات المفترسة يوم التلات ؟ ويمسك شوكة ليه من اساسه بينما كان ممكن يمسك سكينة او ميمسكش مش هتفرق الأذي اللي بيعمله في الدماغ مش محتاج أسلحة من النوع ده . وليه نوع الشوكة دي تحديدا و هي شبه الشوكة اللي بيحطوا بيها التبن في حظائر الحيوانات ؟ عامل مشروع تربية ماشية مثلا في جهنم ؟

وليه الانسان بيرجع لحياته في الاول و هو سعيد طب مافي ناس بتقضي حياتها في الفساد و هي في غاية السعادة .. بلعنا الكدبة سنين طويلة و انطبعت الصورة الذهنية للشيطان في دماغنا كده و محدش جاب سيرة شياطين الانس اللي هما خدام لابليس برضه و ساعات كتيره بيطبقوا مبدأ التلميذ اللي اتغلب علي استاذه .. مش قلتلكم ان محدش بيحب يطلع نفسه وحش و ان البشرية طمعانه في دور الملاك .....

البداية المصرية في

13/07/2013

 

نداهة الشهرة خطفت ابنتا الصعيد إلى أضواء القاهرة

حقيبة المواهب الفنية وزعت الكوميديا والتراجيديا على أسرتي سميرة وخيرية

القاهرة - اشرف عزت: 

·        دور خوخة جعل الشقيقة الكبرى نجمة "ساعة لقلبك" بلا منافس

·        "الخرساء" حقق شهرة طاغية وتوج الأخت الصغرى فنانة استثنائية

·        جليلة اختارت الفن التشكيلي وتركت التمثيل لأمها وخالتها

·        يوسف عوف "خياط" الكوميديا درس الزراعة واحترف التأليف

فتحت حقيبة المواهب الفنية وتم توزيعها بالتساوي بين تمثيل وتأليف وفن تشكيلي على عائلة الفنانة القديرة سميرة أحمد الفنية, فشقيقتها خيرية أحمد كانت ممثلة كبيرة وتخصصت في بداية حياتها في الأدوار الكوميدية التي حققت نجاحا منقطع النظير, وزوج شقيقتها الكاتب يوسف عوف ألف العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات الكوميدية كما أنه قام بالتمثيل في ثلاثة أفلام بمشاركة زوجته خيرية أحمد, بينما اختارت جليلة ابنة سميرة أحمد الفرشاة والألوان والفن التشكيلي لتنافس في ساحته, ثم اتجهت أخيرا للتأليف وكأن زوج خالتها الراحل يوسف عوف نقل اليها عدوى التأليف لتبدأ بكتابة مذكرات والدتها سميرة وتواصل تأليف فيلم سينمائي تلعب والدتها بطولته, ومن هنا يتضح أن العائلة تشبعت بروح الفن بأنواعه ما بين تمثيل وتأليف وفن تشكيلي.

كان دخول عالم الفن في الخمسينات والستينات عسيرا بالنسبة لبعض الأسر في القاهرة خاصة الفتيات, والأكثر مشقة أن تزداد الرغبة في دخول الفن بنات الصعيد, حيث تتحكم التقاليد والعادات الأكثر محافظة, فهناك كانوا يعتبرون الفنانين والفنانات مجرد أرجوزات أو مشخصاتية وسط هذه الاجواء نشأت الفتاة الصغيرة سميرة وشقيقتها التي تكبرها رسمية واختارت لها بعد ذلك اسما فنيا هو خيرية أحمد, انتقلت الشقيقتان من أسيوط الى أضواء القاهرة الساحرة وفي داخلهما رغبة عارمة لاحتراف الفن لأنهما كانتا تنبهران بما تشاهدانه من أفلام عند زيارة خالهما في القاهرة الذي كان يشجعهما على دخول الفن بينما يعارض باقي أفراد الأسرة في أسيوط.

آمنت بالله

منذ الطفولة احبت خيرية وسميرة الفن وتقومان بادخار مصروفهما لارتياد  المسرح لمتابعة عروض جورج ابيض ودولت ابيض وهما مأخوذتان بما تشاهدان وتتمنيان لو كانتا مكان من يمثلان على المسرح ولعلها دعوة ابتهلتا بها وأبواب السماء مفتوحة, فلقد تحققت الدعوة سريعا عندما بدأت سميرة تدخل عالم الفن بمشاركتها في فيلم "آمنت بالله", شاهدها الفنان زكي طليمات في الصف الأول تشاهد احدى مسرحياته فرشحها لدور فتاة فقيرة في فيلم "آمنت بالله", وبعدها توالت اعمالها الفنية المميزة ومنها أفلام الأستاذ شرف ومن عرق جبيني واسماعيل يس في الجيش واسماعيل يس في دمشق وحب واعدام والمجرم ولن أعود وقرية العشاق وسامحني وزنوبة ومن القاتل ومليون جنيه وشاطئ الحب وهل أقتل زوجي ورحلة غرامية والسابحة في النار والشيطانة الصغيرة والخرساء والحاقد وشم النسيم وقصة حبي وغراميات امرأة وصراع الأبطال وغيرها من الأفلام التي حققت لها شهرة طاغية بينما قامت خيرية أحمد بترشيح من زكي طليمات نفسه أيضا بدور صغير في فليم "المهرج الكبير" عام 1952 أمام الفنان القدير يوسف وهبي وبعدها توالت اعمالها الفنية في أفلام العملاق والفانوس السحري وحلاق السيدات وحماتي ملاك وعريس مراتي وقبلني في الظلام وبين الأطلال والطريق المسدود وساحر النساء والسكرتيرة ومسرحية عايز أحب ومسرحية الكورة مع بلبل وفيلم ضحكات القدر وكدبة ابريل والسيد البدوي وجارية شجرة الدر وغضب الوالدين والمهرج الكبير. وشاركت خيرية في بطولة مسرحيات كثيرة أيضا منها مراتي بنت جن, وعبد السلام أفندي, والرضا السامي, والمغناطيس, والناس اللي تحت. وبعدها دخلت المسرح الكوميدي بفريق التلفزيون ومثلت مسرحيات ممنوع الستات, العبيط, أختي سميحة, نمرة 2 يكسب, وسفاح رغم أنفه. وانضمت لفرقة ساعة لقلبك المسرحية, وبعدها فرقة اسماعيل يس. تنقلت بين الفرق المسرحية مثل فرقة نجيب الريحاني وفرقة أمين الهنيدي وفرقة الكوميدي المصرية وبينما كانت سميرة وخيرية تواصلان نجاحيهما الفني انضمت الأخيرة الى فرقة "ساعة لقبك" لتلتقي الكاتب الفنان يوسف عوف الذي شاركته بطولة ثلاثة أفلام فقط هي اللهيب وحماتي ملاك وشهر عسل من دون ازعاج, تمثل عمر تجربته الفنية فقط لا غير, وبعدها اتجه يوسف للتأليف ولقد اشتهرت خيرية باسم خوخة زوجة الفنان فؤاد المهندس وأصبح المستمعون ينتظرون بشغف حلقات البرنامج الفكاهي الشهير "ساعة لقلبك" للاستماع الى نادرة جديدة من نوادر خيرية أحمد وزوجها فؤاد المهندس أو محمود وخوخة.

 وبينما استهوت أضواء الفن سميرة وخيرية لم تؤثر جينات التمثيل على ابنة الأولى جليلة وجذبتها الفرشاة والألوان وفضلت الفن التشكيلي على التمثيل رغم اغراءات زملاء والدتها وخالتها لخوض تجربة التمثيل وعلى رأسهم الزعيم عادل امام وسعيد صالح اللذان نصحاها بخوض تجربة التمثيل ولو لمرة واحدة ولكن هيهات, فلقد وجدت جليلة راحتها مع الفرشاة والألوان ورسم البورتريهات الفنية خاصة وجوه البؤساء.

سمك لبن تمر هندي

وبينما كانت خيرية وسميرة تواصلان مشوارهما الفني كان اختيار خيرية الاطار الكوميدي واضحا وصريحا بينما فضلت سميرة اللون التراجيدي ونوعية معينة من الأفلام والأدوار الصعبة وغير التقليدية بعدما برعت وتفوقت في دور الخرساء والمجنونة والكفيفة وغيرها من الأدوار الصعبة فسميرة حتى الآن جادة جدا ومتقلبة المزاج, وتكره الضحك الا نادرا لأنها ترى أن الحياة لا يجب أن نهدرها في الضحك وعلى المرء أن يكون أكثر جدية بينما نجد شخصية خيرية أحمد مرحة خفيفة الظل جدا الا ان الاثنتين تشتركان في طيبة القلب وطوال مشوارهما الفني لم يحدث أن إحداهما تدخلت في عمل أو اختيارات الأخرى فكل منهما كانت تختار أدوارها بنفسها وظلا هكذا حتى وفاة الفنانة خيرية أحمد بينما الأمر كان مختلفا بين خيرية وزوجها السيناريست والممثل يوسف عوف فلقد كان الأمر شورى بينهما, وبينما كان طالب كلية الزراعة يوسف عوف من مواليد 1927 يمارس تشريح الضفدع في محاضرة الحيوان العملي بكلية الزراعة التي يعتبرها من المضحكات, حيث يدرس أنواع المواد المختلفة والتي لا رابط بينهما كالاقتصاد والاجتماع والفيزياء والكيمياء, فلقد كانت الدراسة ببساطة "سمك لبن تمر هندي" ما ساهم في تركيب شخصية يوسف عوف الكوميدية خاصة عندما جاءته الفرصة لتمثيل أدوار صغيرة في أفلام حماتي ملاك مع اسماعيل يس واللهب وشهر عسل من دون ازعاج الا انه لم يجد نفسه فاستعاد هوايته القديمة وهي التأليف الكوميدي وتم ترشيحه للكتابة لفرقة "ساعة لقبلك" عن طريق المسرحي سمير خفاجي وبالفعل نجح ومعه زوجته خيرية قبل ان يتزوجها في فرقة ساعة لقبلك التي تم تأسيسها في الخمسينات التي انضم اليها العديد من نجوم وكتاب الكوميديا والفكاهة في مصر.

 ورغم نجاح ساعة لقلبك واختيار خيرية وزوجها  عوف للون الكوميدي في ساعة لقلبك وتشاورهما معا قبل أداء أو الموافقة على أي دور, الا أن الفنانة سميرة أحمد رفضت العمل في ساعة لقلبك وفضلت التراجيديا التي تقترب من شخصيتها الجادة ولاسيما بعد تألقها في دور الفتاة الضريرة بفيلم "قنديل أم هاشم", مع الفنان شكري سرحان, تماما مثلما تألقت ابنتها جليلة في رسم لوحة "الجمالية" التي تعكس روح الحياة في واحد من أجمل الاحياء الشعبية العريقة ورسمت بعض الوجوه المهمومة والعابسة والمشغولة بهموم الوطن.

 واستمرت رحلة نجاح خيرية أحمد وزوجها يوسف عوف في تقديم الكوميديا, بعد نجاح زوجها كسيناريست ومؤلف لعشرات الاعمال الكوميدية الناجحة منها زواج من دون ازعاج, وفوازير المناسبات ومسلسل غدا تتفتح الزهور , وهو العمل الوحيد الذي قامت سميرة أحمد ببطولته من تأليف زوج أختها, والمشاغبون في الجيش ومش معقول مسلسل اذاعي واللي ضحك على الشياطين وأذكياء لكن أغبياء وعالم عيال عيال ومجانين بالوراثة وغرام في الطريق الزراعي ومسرحية هاللو شلبي وفيلم العمياء وأكاذيب حواء وخياط السيدات وعالم مضحك جداً ومسرحية حواديت, ومسلسل صباح الخير يا جاري.

ماما في القسم

ظل يوسف عوف وفيا للكوميديا وتأليفها حتى وفاته عام 1999, بينما قررت الفنانة خيرية أحمد الانسلاخ من أدوارها الكوميدية فقدمت بعض الأدوار التراجيدية مثل مسلسل الحقيقة والسراب وطوق نجاة وفرح العمدة وابن موت, بينما كان لسميرة أحمد التي قامت بتأسيس شركة انتاج تجربة كوميدية مسلسل "ماما في القسم" تأليف الكاتب يوسف معاطي وهو يعتمد على كوميديا الموقف والغريب ان خيرية لم تقم ببطولة أي عمل فني من انتاج شركة شقيقتها سميرة لان خيرية كانت مثل شقيقتها تختار أدوارها بعناية فائقة وتحرص على عدم تكرار أدوارها أبدا مثلما تحرص جليلة ألا تكرر لوحاتها التي ترسمها بل وتعكف حاليا على كتابة مذكرات والدتها والاعداد لفيلم سينمائي ترشح فيه للبطولة ماما سميرة أحمد.

ورغم أن سميرة أحمد وشقيقتها نشأتا في بيئة واحدة لأب موظف في محافظة أسيوط وأم ربة منزل الا أن كلا منهما كانت لها شخصيتها المستقلة وصفاتها المختلفة فسميرة منضبطة جدا تكره الاستيقاظ متأخرا وتفضل النوم مبكرا واذا حدث وقام أي احد بالاتصال عليها بعد الساعة العاشرة مساء فقد وقع في شر أعماله قام بازعاجها بالاتصال في وقت متأخر من الليل, والطابع نفسه ورثته جليلة ابنتها بينما كانت الفنانة خيرية أحمد ذات صدر رحب لا ترفض الاتصال بها في أي وقت من الليل أو النهار وتتميز بالخجل الشديد والتواضع الجم وهي صفات يشاركها فيها المرحوم يوسف عوف فلقد كان هو وزوجته يمثلان اعز الأصدقاء للاعلاميين, لأنهما يتعاملان ببساطة شديدة وترحاب مؤكدين أن الفن والاعلام وجهان لعملة واحدة. 

أربع زيجات 

تزوجت الفنانة سميرة أحمد أربع مرات الأولى كانت من المنتج السينمائي بطرس زربانيللي الذي اعتنق الاسلام وسمى نفسه شريف وأنتج له فيلم "شم النسيم" الا أن الحياة الزوجية لم تستمر كثيرا وانتهت بالطلاق بعدها نشأت بينها وبين السيناريست والمؤلف وجيه نجيب قصة حب دامت ثلاثة أشهر انتهت بالزواج الذي دام ست سنوات أثمرت ابنتها الوحيدة جليلة وقيامه بتأليف فيلم كانت هي بطلته بعنوان "رجل في حياتي" وبعدها تم الانفصال في هدوء ثم تزوجت من المنتج اللبناني أديب جابر لمدة سنتين فقط ليحدث الانفصال لأسباب خاصة كما تقول وكان زواجها الرابع والأخير من المنتج السينمائي صفوت غطاس وبعد أربع سنوات زواج انفصلا كزوجين ولكن استمر التعاون الفني بينهما فقط.

خاضت الفنانة سميرة أحمد تجربة صعبة ومريرة عام 2010 عندما قررت الترشح في انتخابات مجلس الشعب عن حزب الوفد كنوع من رد الجميل لاعترافها بدور المناضل السياسي فؤاد باشا سراج الدين ورئيس حزب الوفد السابق الا أنها خسرت الانتخابات لما وصفته من استخدام بعض منافسيها من أعمال بلطجة وتزوير وشراء أصوات من الناخبين ومن بعدها قررت عدم الترشح في أي انتخابات يتم اجراؤها مرة أخرى.

السياسة الكويتية في

13/07/2013

 

نجم الكوميديا قدم 800 فيلم و60 مسرحية و1000 أغنية

إسماعيل يس ونجله... صعود إلى القمة وهبوط إلى السفح

القاهرة - هاجر حجازي

تغلف التراجيديا حياة بعض مشاهير الفن وهذا ماوجدناه في مسيرة النجم الضاحك الباكي الفنان الكوميدي اسماعيل يس, وعند النظر إلى حياته وحياة ابنه يس وجدنا الاختلاف في النشأة والتشابه الكبير في الطباع والنهاية غير السعيدة كما نطلق على نهايات بعض الأفلام, فقد عرف الكثيرون أن ملك الكوميديا اختلفت حياته كثيراً خلف الشاشة عما كان يظهر أمامها, في حين أن ابنه المخرج يس الذي فضل أن يظل خلف الكاميرا, حيث اتسمت شخصيته بالشدة مع الفنانين في حين حمل قلب طفل.. نتناول هنا أوجه الاختلاف والتشابه في حياة الأسرة الفنية لاسماعيل يس ونتناولها بمقارنة كل مرحلة بالأخرى, وتدقق وقائعها سامية شاهين زوجة الابن المخرج يس والحفيدة والابنة دكتورة سارة يس اسماعيل يس.

الميلاد والنشأة

ولد اسماعيل يس بمدينة السويس في 15 سبتمبر 1912, ونشأ طفلاً يتيماً بعد أن فقد أمه مبكراً وعمره أربع سنوات, ليلاقي من بعدها الوحده القاسية رغم صغر سنه, ولم يحظ بالصدر الحنون حتى من جدته أم والدته التي اعتبرت ان والده مسؤولاً عن وفاة ابنتها, ولم تمنح الطفل الصغير مشاعر الأمومة المفقودة, واستقبلته الحياة بقسوتها البالغة.

أما عن الابن يس فقد ولد في 21-3-1949, وكانت طفولته منعمة فقد كانت أمه "وجه السعد" على أبيه اسماعيل الذي أطلق عليها هذا الاسم, وتلقى يس من التدليل والرعاية مالم يكن يلقاه الا أبناء الأمراء وقاطني القصور, وكان والده الفنان الشهير يقيم له كل عام حفل عيد ميلاده أشبه بمهرجان فني كبير يشترك في احيائه معظم فنانات وفناني مصر, لكنه تربى أيضا على تحمل المسؤولية منذ الصغر.

طريق النجاح

في مشوار الفن شهد اسماعيل يس العديد من المحطات, وكانت البداية مع عشقه الغناء وصوت محمد عبدالوهاب , وهو ما جعله يتمنى أن يصبح مطرباً, ليأتي الى القاهرة أوائل ثلاثينات القرن الماضي ليعمل في البداية بمقهى في شارع محمد علي, ثم عمل بمكتب أحد المحامين, لكنه فشل واضطر للعودة الى السويس, وظل الحلم يراوده ليعود الى القاهرة ومن صالة بديعة مصابني بدأ مشواره من خلال المونولوغ ومنها يصبح أحد فناني الاذاعة المصرية -بعد تأسيسها عام 1934- في هذا النوع الفني.

بدأ اسماعيل يس مشواره السينمائي عام 1938 حين اختاره المخرج فؤاد الجزايرلي للمشاركة في فيلم "خلف الحبايب" ثم فيلم "علي بابا والأربعين حرامي" مع النجم علي الكسار, وبعده فيلم "نور الدين والبحارة الثلاثة" وتدريجياً ومنذ منتصف الأربعينات, ظهر اسم اسماعيل يس في معظم افلام كبار النجوم, لتأتي مرحلة البطولة المنفردة عندما أسندها له أنور وجدي في فيلم "الناصح" أمام ماجدة ليحقق نجاحاً كبيراً, وقد أغرقت أفلامه السوق المصري في الفترة من عام 1945 وحتى عام 1965, وأخذ المنتجون يلهثون وراءه, وكان يمثل في الشهر الواحد 15 دوراً مختلفاً, وينتقل في اليوم الواحد بين أربعة استديوهات مختلفة, ويقدم في العام الواحد خمسين فيلماً, بل إن الأمر وصل الى ان سبعاً من دور العرض قدمت له في أسبوع واحد سبعة أفلام جديدة, وكانت الثروة تهبط عليه بلا حساب, ومن أروع الأفلام التي قدمها نحو 15 من الأفلام حملت اسمه منها "مغامرات اسماعيل يس", "عفريتة اسماعيل يس ", يليها أفلام اسماعيل يس في الأسطول, وفي البوليس, وفي الطيران, والجيش, وفي حديقة الحيوان, وفي متحف الشمع, وفي مستشفى المجانين, وفي السجن, واسماعيل يس بوليس سري, وبوليس حربي, واسماعيل يس للبيع, وطرزان, واسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة, وآخر هذه السلسلة كان فيلم اسماعيل يس ترجمان عام 1961 .

اما مشوار الابن يس فبدأ حين امتهن الاخراج وكتابة السيناريو لعدد من الأفلام البوليسية وكان أمله تقديم سينما الخيال العلمي, وبلغ رصيده الفني 16 فيلماً منها "عاد لينتقم", بصمات فوق الماء 1985, ساعات الفزع عام 1986, الشيطان يغني وكذلك أفلام المنتقمون, تحت التهديد, امرأة بلا قلب, خطة الشيطان, المكالمة القاتلة, جذور الشيطان, وحلقة الرعب الى جانب عدد من الأفلام الكوميدية مثل "ثلاثة على واحد" و"القناص" لسمير غانم وفيلم "جريمة الا ربع", بالاضافة الى عدد من المسلسلات منها مثل ناس من زمن فات, عيون تائهة, دوائر الشك, عائلة الديناصورات, ومسلسل "تلال الغضب" , ومسلسل "بنات عمري" آخر مسلسلاته لمحمود قابيل ونرمين الفقي, وسهرة "بين أحضان ابليس", وآخر ما كان ينوي تقديمه وشارك في السيناريو الخاص به مسلسل عن والده وقدمه الفنان أشرف عبدالباقي, كما قدم للاذاعة برنامج "46120 "عام 85, ويدور في اطار ألغاز بوليسية غامضة ولاقى نجاحاً كبيراً.

أعمال مشتركة

وفيما يتعلق بأول ظهور للابن يس على الشاشة فقد كان مع أبيه في فيلم "اسماعيل يس في البوليس الحربي" وتُعد التجربة الوحيدة المشتركة بينهما, حيث فضل والده استكمال تعليمه, وفيلم آخر للتلفزيون شارك والده في التمثيل فيه وكان من تأليفه "نصف مليون جنيه" وكان حينها في السنة الأولى بمعهد السينما.

قدم اسماعيل يس خلال حياته الفنية نحو 500 فيلم بينها 70 فيلم بطولة مطلقة, وتؤكد بعض المصادر أن عدد الأفلام وصل الى 800 فيلم ونحو 60 مسرحية وأكثر من 1000 مونولوغ واغنية تعالج الأمراض الاجتماعية المتفشية في المجتمع المصري ومازالت ترصد أمراض هذا العصر, ومع كل هذا العطاء والثراء الذي حققه اسماعيل يس حيث بلغ أجره في بعض الاعمال ألفي جنيه وأحياناً ثلاثة آلاف ولم يضاهيه في ذلك سوى أنور وجدي وحسين صدقي.

أسس اسماعيل يس فرقة مسرحية كان من بين أبطالها محمود المليجي وحسن فايق وتحية كاريوكا واستيفان روستي وقدمت الفرقة نحو ثلاث عشرة مسرحية من بينها "الستات عايزة كده" و"ولا قاتل ولا مقتول", ولكن يبدو أن هذه الفرقة كانت أحد الأسباب التي أصابته باليأس والمرض بعدما شارف على الافلاس.

 البداية والنهاية

في بداية حياة الفنان اسماعيل يس تدهور حال والده ليجد اسماعيل نفسه مطالباً بتحمل المسؤولية ما أضطره للعمل منادياً للزبائن أمام محل لبيع القماش, ثم منادياً للسيارات في أحد مواقف السيارات بمدينة السويس.

وفي السنوات الأخيرة من عمر اسماعيل يس عانى من الحزن والمرض وقلة المال والديون ومطاردة الضرائب التي قامت بالحجز على بيته وسيارته وكذلك أمواله بالبنوك, واغلقت الأبواب في وجهه, فغادر للعمل في الكويت ولبنان, حيث شارك في عدد من الأفلام والبرامج اللبنانية, ليعود مرة أخرى الى القاهرة, ويجد نفس التجاهل, فقدم مسرحية "اتفضل قهوة " التي فشلت فشلاً ذريعاً, أما فيلمه الأخير وهو "الرغبة والضياع" مع النجم رشدي أباظة والفنانة هند رستم فقد رحل اسماعيل قبل أن يكمل تصوير مشاهده

أما يس الابن فقد شعر بالمسؤولية أكثر في السنوات الأخيرة التي سبقت رحيل والده عندما رأى أن الأضواء قد انحسرت عنه, واضطر للعودة لالقاء المونولوغات كما كان في بداية مشواره, بعد أن باع الفيللا وحجزت عليه الضرائب وانصرف عنه المنتجون الذين كانوا يتكالبون عليه ويخطبون وده, وبعد رحيل والده وجد صوراً أخرى من الحياة دفعته لتحمل الكثير من الصعاب, فأخذ يعمل في الاذاعة, وفي عام 76 أخرج فيلم "امرأة بلا قلب" وتوالت الأعمال وكان يرى أن والده رغم النجاحات ورغم كل العطاء ظلم حياً وميتاً من قبل المسؤولين , ورغم ذلك لم يعمل للسنين حسابا هو أيضاً

ويمكننا أن نلاحظ التشابه الكبير بين مشوار الأب والابن بين الصعود الى القمة والهبوط الى السفح, فقد عانى يس أيضاً في فترة ركود السينما المصرية, فجعل همه الأول تربية بناته, خاصة أنه لم يكن يريد الاندماج في الوسط الفني ليعيد نفسه للساحة, وثقته بموهبته كانت تدفعه لعدم السعي وراء الأعمال أو الفنانين, وأصيب بحالة من الاحباط والحزن لما وصل اليه حاله وحال السينما, وساهمت حالة الاكتئاب التي سيطرت عليه في اصابته بمرض السرطان فعانى آلامه حتى وفاته.

تزوج اسماعيل يس ثلاث مرات, كانت زوجته الأولى الراقصة ثريا حلمي وهي ليست ثريا حلمي الفنانة المعروفة بل إنه مجرد تشابه أسماء, وقيل وقتها أنه تزوجها عناداً في صديقها الذي عادت اليه بعد أن طلقها اسماعيل بعد أسبوع واحد من الزواج وان اختلفت الأقاويل في تحديد المدة أرجحها ما ذُكر, والزيجة الثانية كانت من راقصة مغمورة أيضاً هي سعاد وجدي, ولم تعش معه أكثر من شهرين, وفي عام 1945 تزوج للمرة الثالثة من زوجته السكندرية فوزية "وجه السعد", حيث نظمت له حياته وساعدته أن يشق طريقه, ويحقق الشهرة والثراء كما أنجبت له وحيده يس.

وعلى خطى الأب تزوج يس ثلاث مرات بدأت بالاذاعية ايناس جوهر والثانية راوية الزمر, وهو كذلك لم ينجب الا من الزوجة الثالثة ابنة الاسكندرية أيضاً سامية شاهين وتعمل مخرجة منفذة وتزوجها عام 1983, وكانت "وجه السعد" عليه هي أيضاً, حيث أنجبت له سارة التي صارت دكتورة خريجة كلية الصيدلة ومتزوجة ولديها ياسين, وسلمى خريجة كلية الاعلام والتي تتشابه مع جدها ووالدها في خفة الدم.

وفي ما يتعلق بصفاتهما, فقد تشابهت الصفات بين اسماعيل يس وولده يس الذي كان نسخة مصغرة منه, كان يس يقابل "شخطات" أبيه بالضحك, لأن ملامح وجهه مضحكة دائماً حتى في حالات الغضب, وكذلك كان يس مع بناته فكانت "شخطاته" يقابلنها بالضحك لأن ملامح وجهه تشبه والده كثيراً كما حمل الكثير من صفاته منها العصبية والطيبة التي لا حدود لها, كما تشابها في حبهما الشديد للعمل.

الرحيل

رحل اسماعيل يس في 24 مايو 1972 عن عمر 59 عاماً اثر أزمة قلبية, عقب عودته لبيته بعد رحلة للاسكندرية بلغت 10 أيام, حيث سافر اليها حزناً على وفاة صديقه فطين عبدالوهاب, وكانت جنازته مليئة بالجمهور.

ورحل يس الابن في 3 مارس 2008 عن عمر 59 عاماً أيضا كوالده, بعد ان تمكن منه مرض سرطان الرئة, وصدر قرار بعلاجه على نفقة الدولة ب¯12 ألف يورو في حين تكلف علاجه 81 ألف يورو, ليكون التشابه الأخير بينه وبين والده في الدخول الى نفق الديون المظلم, حيث رحل يس وكان على أسرته ديون وصلت الى ربع مليون جنيه ومازالت الأسرة تسدد هذه الديون حتى وقتنا هذا.

السياسة الكويتية في

14/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)