حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أسئلة الوثائقي العشر.. أسبقية التصوير أم المونتاج؟

قيس الزبيدي

 

"هناك رسامون يحولون الشمس إلى بقعة صفراء

وهناك رسامون آخرون يُحوِّلون، بقدرة موهبتهم وفطنتهم، بقعة صفراء إلى شمس."

بيكاسو

كل الاشياء موجودة في الواقع فلماذا نتلاعب بها؟

هنالك من يسأل أليس من الافضل صنع الفيلم اكثر حيوية وأكثر مدعاة للحوار - كما هو حال الحياة نفسها؟ وهنالك من يسأل كيف نتفادى الطريقة التي تجعل صور الحياة مُجرَّد أكليشيهات مبتذلة؟ حكايات يبدو أنها تفتقد الحياة وبالتالي تكون ميتة؟ هنالك من يؤمن اكثر بالصورة وإعادة تمثيل وبناء الواقع وهنالك من يؤمن اكثر بتصوير الواقع كما هو دون اللجوء إلى اعادة بنائه/ تمثيله

يعتقد اعداء السيناريو بأنه هو خطيئة الفيلم، كما رأى فيرناند ليجير.وقد تطورت عن هذا العداء والخصومة مثلا حركة السينما المباشرة واخيرا حركة دوغما التي اعادت الحيوية  لِطُهر حركة التصوير والارتجال ضد ماكنة الاستديو : صنع  لاين كافليير فيلمه "جهاز استقبال المكالمات التلفونية" بطول 7 مشاهد متتابعة كل منها 10 دقائق.    

ويعتقد اعداء المونتاج الذين عبر عنهم اندريه بازان أن هناك واقعاً واحداً فقط لا يمكن تجاهله في السينما، هو واقع المكان الذي يمكن عبره تقديم الواقع على سجيته

حسب المعنى البازاني يبدو الميزان سين أكثر أمانة للواقع وأكثر صدقاً من المونتاج. وحسب إيزنشتين يبدو المونتاج  أكثر قربا للواقع لأنه إذ يقوم بتدمير الواقع فانه يقترب من الواقع ويهدف إلى إعادة بنائه لتتجانس فيه العلاقة المتبادلة والعضوية للوحدات المكونة له.

هل هناك من الناحية النظرية والعملية واقع يصنعه فقط الميزان سين او هناك واقع يصنعه المونتاج فقط؟

هل يكون الفيلم اكثر حياة واقوى مغزى اذا ما  كان مُمثلاً أو مُرتجلاً إذا ما حُفظ الزمن الواقعي فيه عبر مشهد مستمر (بلان – سكوينس)؟  

عند فيرتوف مثلا تأتي اسبقية المونتاج ووظيفته قبل عملية التصوير، لأن المونتاج كان  يبدأ عنده اصلاً مع عملية تصوّر الموضوع وعملية البحث عنه التي تستمر أثناء التصوير حتى المونتاج الختامي. وكان مونتاج فيرتوف يتزامن  ويتشكل مع عملية التصوير في الوقت نفسه

بحث غودار أيضا عن تركيبة ثنائية جدلية ورأى المونتاج والميزان سين معاً كوجهين مختلفين للنشاط السينمائي . وبذلك أعاد تعريف المونتاج كجزء من الميزان سين. أنْ تعمل المونتاج يعني أنْ تعمل الميزان سين. وهذا ينبئ بمفهوم السيميائية التي ستظهر في الستينيات

وكتب غودار »أن المونتاج فوق كل شيء هو جزء مكمّل للميزان سين، حيث لا يمكن فصلهما عن بعض فقط ،إلا بمجازفة تماماً لأن لا أحدَ يستطيع فصل الإيقاع عن اللحن.  فما إن يسعى شخص ما إلى رؤية ما هو واقعي في المكان، حتى يسعى آخر إلى رؤيته في الزمان

وكان غودار مُغرماً باقتباس الأقوال المأثورة عن واحد من أساتذته السابقين، الفيلسوف يرايس بارين: "تَفرض علينا العلامة أنْ نرى الشيء من خلال دلالته". فالواقعية المطواعة أو المادية تتعامل فقط مع ما هو مدلول. والواقعية الذهنية أو الإدراكية الحسية، الأكثر تقدماً عند غودار تشتمل على ما هو دال. كما دأب غودار على الاقتباس من أقوال بريشت المأثورة حول أن الواقعية لا تتلخص في إعادة إنتاج الواقع، بل في تبيان الأشياء واقعياً.

يتم التأكيد غالبا وبحق على أنَّ كل فن يتعامل بشكل طبيعي مع المونتاج.  وفي الفيلم يعني المونتاج اختيار وتركيب الاجزاء والمقاطع المنفردة.  لكن صورة الفيلم تُخلَق في الواقع اثناء عملية التصوير كلقطة . لهذا يفسر تاركوفسكي قائلا :  من ناحيتي انتبه اثناء التصوير الى أهمية مجرى الزمن داخل اللقطة واسعى ايضا الى اعادة بناء الزمن وتثبيته بدقة. المونتاج هنا يُنسق الزمن في اللقطات ويَنسُج منها عضوية الفيلم الحيَّة في اوعية دموية تنبض بطاقة وحياة الزمن "المطبوع" وفقاً لإيقاع مختلف. عندئذ ينشأ زمن الفيلم  بشكل يتناظر وطبيعة مجرى الزمن داخل اللقطة

باختصار: لا يحدد الايقاع الفيلمي فقط طول اللقطات المُوَلَّفة أثناء التصوير زمنياً، انما يحدد ايضاً قوس مجرى الزمن وتوتره داخلها.

وهكذا كان النزاع متجذرا بقوة في تاريخ السينما، خصوصا في فترة العشرينيات التي تم فيها اكتشاف المونتاج، بين المتطرفين الذين يعملون على دلالات المونتاج وإيقاعه الزمني وبين خصوم يعملون على الحفاظ على إيقاع مشهد مستمر (بلان – سكوينس)  يتطابق فيه زمن السًرد وزمن المَسرود بدلاً من خلط زمن السرد بواسطة المونتاج.

لكن تبقى في هذه الحالة أهميِّة مسألة امتحان اللقطات وعلاقتها بالمونتاج، أي المسالة المطروحة تاريخياً حول أولَويِّة سيناريو التصوير او عملية المونتاج مع الأخذ بنظر الاعتبار جنس وطبيعة  الفيلم الوثائقي أو جنس وطبيعة الفيلم الروائي.

تعتمد افضلية المونتاج او التصوير في الحالتين ليس فقط على إدراك مخرج الفيلم الشخصي، انما على كائنات العالم الذي يصوره وعلى حيثية ما يتصدى له وما يريد أن يتغلب عليه، أكان أثراً ضاراً أو طبيعةً- خادعة أو ميلودراما مُبتذلة أو ظاهرةً دخيلة كما تعتمد أخيرا على دافع المخرج وموقفه الفكري 
هل نستطيع أن نقول مع فيم فيندر إنَّ الاهم في الفيلم  يكمن من جهة في حق الاشياء في ان تلفت (في اللقطة) نظرنا إلى معنى جودها؟ أو علينا أن نقول من جهة اخرى إنَّ الأهم هو كيف تُعالج الاشياء ببراعة، وكيف تُمَنتِج وتوَّلِّف، لكي نرى لماذا  تنفع وبأي صلة ترتبط وماذا تُمَثِّل؟

الجزيرة الوثائقية في

14/07/2013

 

"الحقيقة" في الفيلم التسجيلي البيئي

أمستردام – محمد موسى 

تَندَرج أغلب الأفلام التسجيلية البيئية تحت فئة السينما التحقيقة الاستقصائية، أي السينما التي تاخذ على عاتقها التحقيق في قضية ما، على أمل الوصول الى خلاصات ونتائج، لتقدمها الى الجمهور، بهدف تنويره او تحذيره. لكن أغلب أفلام البيئة هذه، لا تملك الإمكانيات او الموارد أو الوقت، للقيام بتحقيقاتها العلمية وإحصائياتها الخاصة، لذلك تراها تعتمد على بحوث واستطلاعات جاهزة، بعضها، تم بتكليف من حكومات، أو جزءاً من النشاط الخاص لمنظمات بيئية دولية، من التي تملك سُمعة عالمية جديّة.تقدم الأفلام التسجيلية التحقيقية البيئية بالعادة، و جنبا الى جنب مع أرقام نتائج البحوث الجاهزة، جانب من علاقة الموضوعة المقدمة مع شخصيات من الواقع، لإضافة وجه "إنساني" للموضوعات التي تُعالجها، لتسهل وصولها الى الجمهور، كما إنها ستكون إنتقائية في اقتباساتها للبحوث العلمية، وبما يتناسب مع التطور السردي للأفلام، فالأرقام هنا، هي جزء من السيناريو الخاص للفيلم، وتوقيت حضورها في الأفلام، سواء، عبر مقابلات مع خبراء، او كما تظهر أحيانا مُجردة على الشاشة، تخضع لرغبة المخرج، وما يراه من مناسبتها للبناء الفيلميّ وتدفقه، لتحقيق الأثر النفسي المَرجو من المشاهدين.

لذلك يغدو إطلاق صفة "تحقيقية" على هذا النوع من الأعمال التسجيلية، فضفاضاً وغير دقيق تماماً، الا إذا إعتبرنا إن جُهد هذه الأفلام التحقيقي، كان في الوصول الى الدراسات العلمية الخاصة بموضوعة الأفلام، وإختيار أكثرها دقة، وهو أمر يخضع بدوره أيضا الى إختيارات المخرج وفريقه الفني، فهو بالنهاية من يقرر أن يضع نتائج دراسة ما في سياق فيلمه، ويهمل او يمنح إهتماماً أقل لدراسة اخرى، بنتائج مختلفة او مغايرة. يمكن هنا الإستعانة بأمثلة من أفلام السنة الماضية، عن حضور المادة العلمية في الفيلم التسجيلي البيئي، ففيلم "احب اللحم الطريّ" للمخرج البليجيكي مانو كومان، يستند على عدة دراسات علمية وإحصائية، عن الأثار المترتبة على الإستهلاك الواسع للحوم في العالم في العقدين الاخريين، المخرج، يستعين في مقدمة فيلمه، بأرقام إستهلاك اللحوم للفرد الواحد في فرنسا قبل خمسين عاماً، ومعدل إستهلاكها اليوم، والفروقات الهائلة بين الفترتين الزمنيتين، ثم يقوم الفيلم بعدها بالتركيز على الدراسات التي تخص إنتاج اللحوم، والموارد الطبيعية الكبيرة المستنزفة لإنتاج كيلو غرام واحد من اللحم، مقارنة بتلك الخاصة لإنتاج محاصيل زراعية ( الطاقة المطلوبة لإنتاج كيلو واحد من اللحم تعادل تلك لإنتاج 25 كيلو من البطاطا مثلاً). بعد ذلك يتجه الفيلم للتحقيق في ما تعنيه كل مُفردة من مفردات الطاقة المستخدمة ( أعلاف، ماء، جُهد بشري)، فالأعلاف التي تعيش عليها الحيوانات في اوربا، يتم إنتاج معظمها في دول أمريكا الجنوبية، وإن دول الأخيرة وبسبب الطلب المتزايد على الأعلاف، تقوم بحرق مئات الآلف من الأشجار سنوياً، لتهيئة الارض لزراعة نباتات الأعلاف تلك. يغرق فيلم " احب اللحم الطري " مشاهده بالأرقام العديدة والمُفصلة، والقادمة من دراسات، متوفرة على شبكة الإنترنيت، كما سيُثير رُعبهم، عندما يُحذر من نفايات حقول الحيونات، وما تحتويه من مواد كيميائية، أخطارها جسيمة، وقادمة لا محالة في المستقبل.

إذا كانت كل دراسات وإحصائيات الفيلم التسجيلي السابق، تدعم غاية الفيلم الأساسية، بالتحذير من شراهة الإقبال على اللحوم في العصر الحديث، يأخذ فيلم "حليب" للمخرج الأميركي سيباستيان هوارد، إسلوباً مختلفاً في تقديمه لموضوعة الحليب، مضاره وفوائده، ليناسب بدوره الجدّل المتحدم على الموضوعة، او الصدمة التي سيثير تقديمها عند كثيرين، لم يسمعوا بالنقاش من قبل، فهناك إجماع على نقاوة الحليب وأهميتة. فيلم "حليب"، سيهز بديهية  "قدسية" الحليب، مسلطاً الإنتباه على دراسات عديدة، تؤكد إن الحليب ليس مهماً أبداً لجِسم الإنسان، كما كان يُعتقد، بل إن الحليب والمنتجات التي تصنع منه، وبسبب طرق تربية الحيوانات في العقود الأخيرة، أصبح يمثل خطراً على صحة الإنسان، بسبب الإستخدام المفرط في المواد الكيميائية، التي تُسرع من تربية الحيوانات. في المقابل هناك الكثيرين، الذين يعتقدون إن الهجوم على الحليب غير مبرر، ولا يَستند لبحوث علمية جديرة بالإحترام. الفيلم سيفسح المجال لهؤلاء، لياخذوا وقتاً مماثلاً، للذي إستحوذ عليه المعسكر الآخر في الفيلم، والذي لم يصل الى خلاصة حاسمة، بل أبقى النقاش مفتوحاً، على أمل أن يُلهم هذا الجدل دراسات علمية قادمة، تحتاج، وكما يخبرنا الفيلم نفسه، الى سنوات وأحيانا عقود، للتثبت من صحة أي من الفريضتين.

رغم تعقيد وتشعب موضعي كلا الفليمين، إلا إنهما يحتفظا بقدر معقول بروح الوثيقة التسجيلية الإنسانية الخاصة، المهتمة بحفنة قليلة من الناس. فيلم " احب اللحم الطري " يركز على المزارع الفرنسي الكهل، الذي يستعيد بروية سنوات طفولته وشبابه، ويعقد مقارنة بين ذلك الزمان وعصرنا الحالي، بإبتسامة لن تفارق وجهه. الفيلم سيعود مراراً الى ذلك المزارع، كنقطة بداية و"ترمومتر" لقياس وقع التحولات الحديثة في حياة مزارع عاش، الجزء الأكبر من القرن العشرين. مخرج فيلم "حليب..؟" سيباستيان هوارد، سيكون بالمقابل، المُحرك الرئيسي لفيلمه، اذ سيقطع رحلة معرفية واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية، في محاولة الوصول لأجوبة، تخص الشراب، الذي يعشقه بشكل شخصي، لكنه لا يَصّم إذنيه أبداً، عن الجدال عن أهميته. بعض مقابلات "حليب..؟" ستكون مليئة بالكوميديا، بسبب طرافة وغرابة أطوار الذين كانوا على طرفها الآخر، وإصرارهم على صواب ما يعتقدون.

منذ فيلم "الحقائق غير المريحة " للمخرج الأمريكي ديفيس غوغنهايم، والذي قام بالتعليق عليه نائب الرئيس الأمريكي السابق آل غور، والسينما التسجيلية البيئية تحقق مكاسب لافتة، أهمها، حضورها المتواصل، وسط الأزمات الإقتصادية والإنتاجية التي تُعرقل كثير من المشاريع السينمائية. هناك حصة تكاد تكون ثابتة لهذه الأفلام في صالات العرض السينمائية في اوربا والولايات المتحدة الأمريكية، كما ان مهرجاناتها الخاصة في تزايد، وتوفر منصة عروض دائمة للأفلام البيئية. سِعة المشهد الإنتاجي الخاص بالسينما التسجيلية البيئة، جعل بالإمكان إنتاج فيلم " الحقيقة غير المتناسقة " للمخرج شاين إدواردز، والذي يسير عكس السائد، بزعمه إن التلوث ونظرية الإحتباس الحراري، هي أوهام أطلقها سياسيين ومنظمات لتحقيق مكاسب خاصة. ورغم ما أثاره هذا الفيلم من إنتقادات وتسخيف كبيرين، إلا إن حضور هذا النوع من السينما المُشككة مهم كثيراً، فالحقائق التي تنقلها الأفلام التسجيلية البيئة، ليست هي "الحقائق" الحاسمة النهائية، وإن "السلطة"، التي يُصبغها البعض على الأفلام البيئة الشهيرة، هي بِعمر البحوث العلمية التي إستندت عليها تلك الأفلام، وإن من شأن دراسات جديدة بنتائج مغايرة، أن تلغي معظم المنجزات لهذه الأفلام، بإستثناء، الصخب والنقاش الذي فتحته سينما البيئة، مع الجمهور، وخاصة الغير متخصص، وجذب إهتمامه للموضوعات التي تُقدمها.

الجزيرة الوثائقية في

14/07/2013

 

فيلم «31/12»..

فزورة «مَنْ القاتل» على طريقة الإذاعة

محمود عبدالشكور 

لا يختلف الفيلم المتواضع الممل الساذج الذى يحمل اسم (31/12) عن فزورة «مَنْ القاتل أو الجانى؟!) التى كانت تقدمها الإذاعة المصرية قبل صلاة الجمعة، ثم تطلب من المستمعين البحث عن الحل وإرساله بعد الصلاة، وفى المساء يتم الكشف عن الجانى.

فى الفيلم البدائى الذى كتبه سامح أبو الغار وقام بمعالجة السيناريو أى تصليحه مصطفى السبكى، يكاد يكون فعلا مجرد مسامع إذاعية متتالية، لن تفتقد شيئا إذا أغمضت عينيك، ولم تر ما يحدث على الشاشة، اللهم إذا كنت لا تعرف شكل سامى العدل أو عُلا غانم أو إدوارد. جريمة قتل فى أول الفيلم، ثم استدعاء للشهود لكى يحكى كل منهم لضابط الفيلم علاقتهم بالقتيلة، وفلاشات متتالية تصيبك بالصداع، وبالطبع يصبح كل واحد من المشبوهين، ويجد الفيلم لكل منهم مبررًا للقتل، وفى آخر المطاف يكشف الفيلم عن القاتل، وربما كان ينقصه أن يقدم جائزة لمن نجح فى الحل كما كان يحدث فى الإذاعة!

هذا فيلم فقير فنيا إلى درجة مزعجة، يبدأ الفقر من اسم الفيلم العجيب، اعتقدت لأول وهلة أن (31/12) هو موعد عرض الفيلم فى صالات السينما، فلما بحثت عن اسم الفيلم لم أجد سوى مساحات واسعة من اللون الأسود المُدلّهم تحيط بالأبطال والبطلات الواقفين والواقفات، لم يعد أمامى سوى التسليم بأن (31/12) هو اسم الفيلم نفسه، وأن المقصود هو آخر أيام السنة الذى ستقتل فى نهايته بطلة الفيلم «نورا» «عُلا غانم» بعد حفلة أقامتها لوداع العام الماضى، واستقبال العام الجديد، وطبعًا ستحوم الشبهات حول الذين حضروا الحفلة، ورغم أن القتل لم يقع فى حديقة الفيلا الخاصة بالقتيلة فى الساحل الشمالى، ورغم أننا لن نشاهد الحفلة إلا فى المشاهد الأخيرة، إلا أن صُناع الفيلم لم يجدوا عنوانا أفضل، حتى ولو كان هذا العنوان هو «مَنْ الجانى؟».

إدوارد هو الضابط «رستم» الذى يحقق فى الجريمة التى وقعت فى قرية سياحية بالعين السخنة، وكل ما يفعله طوال الفيلم هو الجلوس فى مكتبه، ومطالبة مساعده الضابط أيضًا بأن يكمل الإجراءات، ويقوم بتفريغ موبايل القتيلة، ويقول كلمتين بالعدد لكل مشتبه به من أصدقاء القتيلة، تقترب الكاميرا فى كل مرة من الشاهد، ويُستخدم مؤثر بصرى أقرب إلى فلاش كاميرا التصوير، نشاهد جانبًا من حكاية الشاهد مع القتيلة، نعود من جديد إلى المكتب لنستمع إلى كلمتين من الضابط وهو يسأل شاهدا جديدا، فنعود مرة أخرى إلى الماضى وهكذا، شىء ممل وعقيم وفاتر، وقليل جدًا من المشاهد الخارجية فى قرية سياحية، وفيما عدا ذلك ننتقل من مكتب فى مديرية أمن السويس إلى صالة فى فيلا، ومن صالة فى فيلا إلى حجرة للنوم، ومن حجرة للنوم إلى مكتب لرجل أعمال، وفى كل مرة يتكرر نفس المعنى برسم ملامح امرأة مستهترة تريد المال فقط لدرجة أنها تصر على الزواج ضد رغبة أهلها من أحد المعلمين الأثرياء، ولكنه يسىء معاملتها هو وأمه، فتنطلق الست نورا إلى عالم الأثرياء، تلجأ إلى صديقتها لمياء «مروة عبد المنعم» التى تساعدها فى الحصول على وظيفة فى شركة سياحية عن طريق خطيبها «رامى وحيد» وكانت الست نورا قد طُردت من شركة أخرى بعد أن عرفت زوجة صاحب الشركة أنها عشيقة لزوجها رجل الأعمال، وفى الشركة السياحية الجديدة تقيم نورا سريعًا علاقة مع صاحبها سماحة «سامى العدل» الذى يستخدمها فى إبرام صفقات مشبوهة والحصول على أراض بأسعار زهيدة، وطبعًا توافق نورا مقابل عمولات تحصل عليها، على أن تتولى فى كل مرة الإيقاع برجل أعمال ثالث، بل إنها تبتزه بشريط قامت بتصويره لعلاقتهما المشتركة، وبالمرة تقيم نورا أيضًا علاقة مع ضابط شرطة أقرب إلى البلطجية «أشرف مصيلحى»، نكتشف فجأة أنها أحبته، بينما يصر هو على أن تنحصر علاقتهما فى محيط السرير، ويبدو أنها توافق على مضض، وفى طريقها تقيم نورا علاقة أخرى مع خطيب صديقتها التى جعلتها تدخل عالم الكبار، وتدفع هذا الرجل إلى الاتجار فى المخدرات لتحقيق أحلامها فى الثراء، وعندما يطالبها بالزواج تخذله، وتكلف عشيقها الآخر رجل الأعمال «سماحة» بأن يتخلص منه، فيلفق له عدة قضايا يسجن بسببها، وبعد خروجه من السجن يعلم الشاب من لمياء خطيبته السابقة أن نورا المفترية تخلصت من جنين حملت به من سيادته، المهم أن نورا طايحة فى رجال الفيلم، تعشق هذا، وتبتز ذاك، وتطرد وتذل وتأمر وتنهى، ولولا الوقت المحدد للفيلم لأقامت علاقات مع المخرج والمنتج ومدير الإنتاج، ولكن الله سلّم، امرأة كهذه كان لا بد أن تموت، كل واحد لديه سبب لقتلها، وكل منهم كذب على الأخ إدوارد ضابط الفيلم، قالوا إنهم لم يكونوا فى العين السخنة ليلة الجريمة، بينما ثبت أنهم كانوا جميعًا هناك، تُرى من الجانى؟ إذا أردت أن تعرف اقرأ السطور التالية:

الأخ المخدوع، والخطيب السابق للسيدة لمياء، ذهب إلى نورا فى حفلة نهاية العام، طاردها على الشاطئ وطعنها بالسكين رغم حبه لها، ولكن التى قضت عليها فعلًا هى لمياء، التى كتمت أنفاسها قبل أن تموت، مع أنه لو صبر القاتل على المطعون كان مات لوحده!

فى السبعينيات، أنتجت السينما المصرية فيلمًا مهمًا اُعتبر من أفضل أفلامها بعنوان «المذنبون» للمخرج الكبير سعيد مرزوق كان الفيلم يدور حول مقتل ممثلة متعددة العلاقات المشبوهة، ثم ينطلق الفيلم إلى فساد المجتمع كله، الفارق بين فيلم «المذنبون» وبرنامج 31/12 هو فارق موهبة ووعى وصنعة، ولذلك ظل فيلم السبعينيات فى قائمة الأفضل، بينما أرشح سيناريو فيلم 31/12 لتحويله إلى إحدى حلقات برامج البحث عن الجانى الإذاعية، وغالبًا سيكون الجانى هو الذى يرتكب هذه الأفلام البائسة، التى تعانى من «أنيميا الإبداع» والتى تدفع مشاهدها إلى كراهية فن السينما، درءًا للملل وللتخلف الذهنى!

أكتوبر المصرية في

14/07/2013

 

إيناس عبدالدايم :

اعتصام الثقافة مستمر حتى تسمية الوزير الجديد.. وأتمنى أن يعود الحق لأصحابه

حوار : هند سلامة 

حالة من السعادة وراحة البال سيطرت على الدكتورة إيناس عبدالدايم رئيسة دار الأوبرا السابق بعد نجاح ثورة 30 يونيه ونجاح اعتصام وزارة الثقافة فى تحقيق أهدافه التى كان على رأسها سقوط النظام وبالتالى سقوط وزير الثقافة معه، حيث كانت عبدالدايم هى الشرارة الأولى فى إشعال هذا الاعتصام بعد إقالة الوزير السابق لها ظلما وعدوانا، لذلك كان يجب أن نتوجه إليها بعد سقوطه ونسألها عن مدى استعدادها إلى العودة لرئاسة الأوبرا من جديد فقالت:

بالطبع لابد أن تحدث تعديلات ويتم تصحيح المسارات من جديد فى كل الأماكن خاصة ما تم غدرا وظلما ولأن علاء عبدالعزيز كان يعلم جيدا أن قراراته غير قانونية لجأ إلى حيلة لتعيين القيادات الجديدة حيث جاء معظمهم بقرار إشراف إلى جانب عملهم الأساسى وبالتالى هو لم يعين أحدا فى منصب لأن قرار التعيين كان من الصعب تنفيذه.

هل ستنتظرين حكما قضائيا بالعودة بعد الدعوى التى تقدمتى بها ضد عبدالعزيز؟

انتظر قرارا وزاريا بتصحيح الأوضاع لأن القرار بالطبع أسرع فى تسيير الأمور من القضية وما يخصنى من القضية شخص علاء عبدالعزيز وليس عودتى للأوبرا لأنه اتهمنى فى سمعتى بلا سند قانونى أو دليل يذكر فالقضية مسألة خاصة بينى وبينه ولن أتنازل عنها.

كنت بمثابة الشعلة الحقيقية لاعتصام وزارة الثقافة كيف كان شعورك بعد الزلزال الذى أحدثه قرار استبعادك من رئاسة الأوبرا؟

بالطبع كان رد الفعل قويا للغاية ومهما تخيلت لم أكن أتوقع هذا الكم من الدعم والوعى الشديد بالخطر الحقيقى الذى كانت تتعرض له الوزارة وكانت هناك حالة كشف سريعة وحقيقية من جانب المثقفين للمخطط الذى جاء لينفذه هذا الرجل.

فى رأيك هل اعتصام الوزراة كان من أكثر الأشياء الداعمة ليوم 30 يونيه؟

بالتأكيد كان عاملا مساعدا خاصة أنه أول مرة فى التاريخ يحدث اعتصام بهذا الشكل لأنه كان اعتصاما راقيا جدا و«نفسه طويل» وكان يزداد إصرارا وقوة يوما بعد يوم وكلما زادت مدته كان يعلو سقف المطالب حتى تضافرت مع مطلب الشعب الأساسى وهو إسقاط النظام بالكامل فلم تتوقف مطالبنا عند علاء عبدالعزيز وحده وبالتالى بدأت تحدث حالة من الالتحام مع الشعب حتى إن الاعتصام كان ينضم إليه يوميا أشخاص عاديون ليس لهم علاقة بالثقافة كما أننا تواصلنا مع حركة تمرد وحدث نوع من التنسيق معهم داخل الاعتصام والناس كانت بالفعل تصدق ما تريد.

هل كان لديك توقع لسقوط النظام فعليا يوم 30 يونيه؟

توقعت حدوث ذلك لكن بالتأكيد كان بداخلنا خوف شديد، لكننى شعرت بأمل قوى خصوصا بعد رؤيتى لحركة تمرد وكيفية تنفيذهم لأفكارهم إلى جانب ذلك موقف الجيش بالطبع كان مطمئنا بشدة لأننا فى هذه الفترة كنا نحتاج إلى غطاء قوى من الجيش والشرطة وهذا ما حدث فاتحاد كل العوامل معا كان شيئا فى غاية الأهمية وهو ما منحنا الأمل الكبير فى نجاح هذه الثورة.

فى حالة عودتك لرئاسة الأوبرا كيف ستواجهين من تسبب فى إيذائك من العاملين بالمكان وكانوا سببا فى قرار إنهاء انتدابك؟

أعتقد أن المرحلة المقبلة تحتاج إلى عمل وليست مرحلة تصفية حسابات فليس هناك وقت لتصفية حسابات مع أحد خاصة أن هذه مجرد مهاترات صغيرة، وهذه التجربة خرجت منها بأشياء عديدة وعايشت وتعايشت لمدة شهر ونصف الشهر مع أشخاص مختلفين ورأيت وتعلمت أشياء كثيرة لذلك أعتبرها تجربة عمرى وأرى أن مصر تحتاج منا الكثير فهى تحتاج بالفعل لبناء، لأن البلد به حالة من الخلل الإدارى فى أشياء متعددة فنحن نحتاج إلى إعادة هيكلة الفترة القادمة وهناك قوانين بالدولة تحرم الكثيرين من المشاركة فى العملية الفنية وخلال الاعتصام على سبيل المثال اكتشفت اننا نمتلك طاقات ومواهب شابة عظيمة لذلك أرى أننا يجب الفترة القادمة أن نمنح فرص للشباب ونغير القوانين القديمة التى مازلنا نعتمد عليها فكل ما يشغلنى الفترة المقبلة هو ما تحتاجه الثقافة والدولة.

ماذا لو حدث اعتراض على عودتك الأوبرا من جديد؟

أعتقد أنهم مجموعة محدودة للغاية فهم معدودون على أصابع اليد الواحدة وأصبح ليس لهم مساحة وليسوا مؤثرين فى الواقع وفى رأى أن المرحلة الماضية رغم قسوتها لكنها كانت شيئا عظيما لأن ما حدث بها كان كفيلا ليرد على مشوارى الطويل.

كيف ترين رد فعل لميس الحديدى فى إحدى حلقاتها عندما رفضت التعامل مع بدر الزقازيقى كرئيس حالى للأوبرا؟

بصراحة فاجأنى رد فعلها لكننى شعرت أن الدولة أصبحت تسير فى مسارها الصحيح وأعتبر ما حدث نوعا من رد الشرف خاصة أننى لم أقابل الإعلامية لميس الحديدى من قبل ولا تربطنا علاقة من أى نوع لكن فى رأيى هى تصرفت كمواطنة مصرية محترمة متابعة لكل الأمور كما أن الزقازيقى أخطأ بهذه المداخلة.

قبل سقوط النظام السابق هل حدث أى تدخل فى عملك بالأوبرا فهل كانت تأتى لك توجيهات معينة؟

لم يحدث بشكل مباشر وكنا نعمل بشكل قوى ومكثف لكننى كنت أشعر أننى مرصودة لكن حدث موقف مع الرئاسة حيث طلب منى نقل حفل المولد النبوى الشريف إلى قاعة المؤتمرات لأن الرئيس كان يرغب فى حضورها ووجدت طلبا بتحجيب المطربات أثناء الحفل، بالطبع رفضت نقل الحفل من دار الأوبرا وقلت وقتها أننا سنقيمها على المسرح الكبير وعلى الرئيس أن يأتى إلى الأوبرا إذا أراد الحضور وبالنسبة لتحجيب الفتيات أجبت أننى لا أحجب أحدا أو أمنع مطربة من الحجاب هذا غير مقبول، فأرسلت لى وزارة الإعلام خطابا آخر بإعادة الحفل فى قاعة المؤتمرات بعد عرضها فى الأوبرا، فخاطبت وزارة الإعلام قائلة أننى أتعامل مع وزارة الثقافة وليس الإعلام ثم وضعت مبالغ باهظة لإعادة الحفل على قاعة المؤتمرات وقصدت ذلك حتى لا يقام الحفل هناك كما أردت وأبلغت الدكتور صابر عرب بذلك فوافقنى على ما فعلت بشدة، أما فى عهد علاء عبدالعزيز طلب منى إعادة أحد أفراد الأمن للأوبرا وهو ما كان مخالفا للقانون ثم طلب تنفيذ قرار تعيين أحد عازفات الأوركسترا السيمفونى بدرجة مساعد أستاذ لكننى رفضت أيضا لمخالفة ذلك للقانون وفى اليوم التالى مباشرة وجدت قرارا بإنهاء ندبى من رئاسة الأوبرا.

فى رأيك هل عدم دخول عبدالعزيز مكتبه طوال شهر ونصف الشهر منعه من عمل أشياء كثيرة؟

بالتأكيد منعه من عمل كوارث رغم أنه حاول سرقة الأختام لكنه لم يتمكن من فعل أى شىء وعرقلنا له خططا كثيرة لأن هذا الرجل والإخوان عموما كانت لديهم خطة حقيقية لتدمير البلد، وعلى سبيل المثال عندما كنت أقوم بمنح درجات لأحد أو تصعيد شخص على حساب آخر كانت تأتى لنا لجنة من الجهاز المركزى للمحاسبات لمراقبة ذلك وإبداء رأيهم فى مدى إمكانية القيام بهذه الخطوة أو لا لكن عبدالعزيز وغيره كانوا يتعاملون مع البلد وكأنها عزبة.

فى رأيك هل من السهل أن تعود السياحة إلى مصر من جديد رغم الإرهاب القائم حاليا؟

متفائلة أنها ستعود وستكون قوية الإخوان حاليا لا يصدقون ما حدث وسيقاومون لآخر نفس، لكن الحمد لله الشعب المصرى أصبح واعيا بشكل قوى ورائع كما أن هناك شفافية حقيقية، ويكفى أن أذكر بأننى الفترة الماضية كنت أشعر بحالة من الإنكسار والألم لكن اليوم أشعر بالفخر لأننى مصرية ووصلنى خطاب من مؤسسة نسائية من فرنسا تهنينا بنجاح الثورة وقالت فى الخطاب: «كنت دائما أفتخر أننى فرنسية لأننا نتاج لثورة فرنسية عظيمة لكننى اليوم تمنيت لو كنت مصرية حتى أعيش معكم هذا اليوم العظيم وافتخر بما حققه الشعب المصرى من ثورة وانتصار».. فاليوم أقول بكل فخر أننى مصرية.

روز اليوسف اليومية في

14/07/2013

 

تأجيل عرض فيلم "بغداد حلم وردي" يثير جدلاً في العراق

بغداد - زيدان الربيعي:  

أثار تأجيل عرض فيلم “بغداد  . . حلم وردي” للمخرج العراقي فيصل الياسري لغطاً كبيراً جداً في الأوساط الفنية والثقافية والإعلامية العراقية .

ولمعرفة الأسباب الحقيقية لتأجيل عرض الفيلم أكد مخرجه فيصل الياسري أن يوم الاثنين الماضي كان الأصدقاء والمهتمون بانتظار مشاهدة فيلم “بغداد . . حلم وردي” الذي أصبح جاهزاً للعرض منذ شهر والذي تمت تجربة عرضه قبل يومين من الموعد المذكور في صالة المسرح الوطني .

وأوضح الياسري أنه بعد دقائق من بداية البرنامج همس بأذني مدير عام السينما والمسرح وكالة نوفل أبو رغيف بأن الفيلم لن يعرض فصدمني ذلك، وحسبت انه يمزح، ولكنه أكد ذلك مبرراً أن وزير الثقافة بالوكالة سعدون الدليمي طلب أن لا يعرض الفيلم إلا بحضوره . . وهو منشغل الآن !! حيث تملكتني الدهشة وأكدت ضرورة عرض الفيلم احتراما للجمهور وللإعلانات التي نشرتها دائرة السينما والمسرح والدعوات، ولكن أبو رغيف أكد أن الوزير مصر على موقفه .

وأكد الياسري عندها قررت أن أقف بين الناس وأطلب منهم العصيان إلى أن يعرض الفيلم، ولكن بعض الأصدقاء طلبوا مني أن لا اصعد الموقف وأن انتظر .

ورفض الياسري الشائعات والأقاويل التي أثيرت في وسائل الأعلام وفي الوسط الفني والتي أكد بعضها أن الفيلم يمجد النظام السابق . مشيراً إلى إن الفيلم ليس له أية علاقة تذكر بالنظام السابق، لأنه يتحدث عن حكاية وقعت في بغداد خلال عام 2008 .

الخليج الإماراتية في

14/07/2013

 

زوم 

جمهور لا يرضخ للتطوّرات ويستوطن الصالات.. والجديد..

بقلم محمد حجازي 

جيد أن هناك من يتجاوز الأوضاع وما تحمله نشرات الأخبار من تصريحات وأحداث مصوّرة، ويرتب وقته على موجة الفن والثقافة في غمرة تداعيات مرعبة متلاحقة وخطيرة.

نعم هناك من حجز لمتابعة فنان أو فنانة يحبهما، وهناك من لا زال يراجع عروض الصالات لكي يختار الأفلام التي عليه مشاهدتها بعدما قرأ عنها أو سمع ولا بد له من كسر الحلقة المغلقة من حوله والذهاب إلى هذا المجمّع أو ذاك، لجلسة قصيرة في كافتيريا أو مطعم، ثم دخول الصالة.

الحافز ما زال موجوداً، وهذه عادة اكتسبها اللبناني خصوصاً من تعدد جولات القتال التي عايشها في عز حروب الآخرين على أرضه، لذا فهو يتكيّف ويجيد ملاءمة مزاجه غير المرتاح لما يقاسيه من أجواء محيطة به، ويذهب في اتجاه آخر غير عابئ بما سيحصل بعد ذلك، طالما أن لا ضمانة لشيء، ولا ثبات لصورة أو واقع أو حتى موقف سياسي.

السينما، تشكّل نموذجاً مثالياً لممارسة فكرة الهروب من واقع ضرر، لا أفق له، ومع البوشار، والتبريد، والمقعد الوثير، والسوبر دولبي، والبعد الثالث في الصورة، يجد الرواد أنفسهم في عالم آخر، حيث يستقلون قطار الفانتازيا إلى عالم آخر لا يشبه الذي يعيشون فيه.

يضحك أحد مدراء الصالات ويقول تعليقاً على كلامنا عما إذا كانت إرادات الصالات حالياً تتأثر بالأخبار المتواترة وغير المطمئنة سياسياً وأمنياً، محلياً وإقليمياً، وكل شيء خارج السيطرة، فيرد:

«لا أحد يصدق، يبدو هذا الجيل كأنه في كوكب آخر، فالأفلام تشهد إقبالاً شبابياً كثيفاً، وكأنما الأحوال على أفضل ما يرام».

هذه الصورة تُفرح.. أن يكون هناك فرح رغم حال القلق الموجودة، لكن السؤال: وهل التطنيش تصرّف إيجابي يخدم قضايانا، والجواب: ليس دائماً، فهناك أمور يستحيل عدم مواجهتها وإنتظار الأيام والتطوّرات لحلّها.

لكن لا بأس من طرح إقتراح بالمناسبة.

لماذا لا يبحث سادة البرمجة عن أشرطة تلائم مزاج المرحلة، وطبيعة أزماتها، وبالتالي تكون الخدمة مثالية فلا تكون المشاهدة هروباً فقط من الواقع بل هي تحمل حلاً يمكن إعتماده بأي صورة، مثلما حصل مع السينما المصرية إبان ظروف ثورة الضباط الأحرار عام 51، والتأميم، والحروب المتعاقبة، كانت هناك دائماً قصص تلائم واقع المرحلة تظهر سريعاً وتصبح مادة مقاتلة في الميدان، وليكون الفيلم في ذلك الحين مشاركاً في الحملة لدعم المقاتلين والمناضلين بدل أن يعزف على وتر آخر غير مفيد.

وعندما تدرك خطورة ما يحصل في الدولتين العربيتين الكبيرتين مصر وسوريا، تعرف جيداً أن المنطقة على كف عفريت، وبالتالي فإن الإهتمام بأمور أخرى غير السياسة وتتبع الجديد في نطاقها مضر دائماً، فالتهديد يطال كل القطاعات، يطال وجودنا.

يبدو أن الحاجة ملحّة لدخول الفن والثقافة على الخط، أن يكونا في الصدارة لهما تأثير دونما شك في قلوب وعقول الناس، وعليهم والحال هذه أن يسهما إيجاباً في العثور على بارقة أمل تضيف شيئاً أو تزيل لبساً ما زال يفرّق بين الناس.

الأفلام المبرمجة للعرض للأسابيع المقبلة كثيرة ونوعية، وتعرض عندنا في وقت واحد غالباً مع لوس أنجلوس، أو قبل ذلك بيوم أو بعدها بيوم، هكذا هي الصورة، ولا شيء يمنع في الإطار أن نواظب على مشاهدة هذه الأفلام العالمية الكبيرة، وفي الوقت نفسه أن تظل عندنا صورة عالمنا العربي الذي يتناحر ويتذمر ولا مجال لرؤية مستقبلية له، طالما أننا كأمة لم نكن يوماً يداً واحدة أو قلباً واحداً، لذا تتقاذفنا أهواء الدول الكبرى ولا تدعنا نعرف العيش بسلام وإطمئنان.

عروض

(The pacific Rim):  مواجهة بين وحوش المحيط والجنود الحديديّين

«الفانتازيا» في أوجها والمؤثّرات المشهدية تبلغ مداها على الشاشة...

أحياناً نتساءل كيف كانت صورة السينما وموضوعاتها لولا وجود هوليوود؟!

حيناً نكون إلى جانب وجودها بكل سلبياتها وإيجابياتها ومبتكراتها، وحيناً نقول كم ظلمت هذه المدينة مدينة أخرى هي روما، التي ماتت فيها الـ «مسينا سيتا» ومشاريعها، والكثير من أحبوا السينما من خلال ما عرفوه من نتاجات المخرجين الإيطاليين (أنطونيوني، فيلليني، فيسكونتي، سكولا، وصولاً إلى تورناتوري) تمنوا لو بقيت الصورة هي هي وبقي هؤلاء من العلامات الفارقة بدل هذا التردي والتكاسل الحاصل هذه الأيام في علاقتنا بالجديد.

كانت للسينما مكانة، ومستوى نموذجي نخبوي إنساني متميّز.

اليوم تحوّلت الأفلام إلى صناعة إستهلاكية، وعندما ينتهي عرض ما، تنتهي العلاقة به. وهذا ما يحصل لنا مع أشرطة كثيرة ضخمة نأسف لأنها كذلك، فنحن نسأل أي رسالة تحمل ولا نعثر على جواب.

شريط (The pacific rim) للمكسيكي غيلليرمو دل تورو (49 عاماً) الذي إنطلقت عروضه في الحادي عشر من الجاري في 131 دقيقة على شاشاتنا، وفي الثاني عشر بدأ على شاشات أميركا، وهو كناية عن مناخ متصور يحكي عن فالق عميق جداً في المحيط الهادي، تخرج منه وحوش عملاقة أكبر حجماً من الديناصورات، وأقوى في مواجهتها من أي حيوان آخر من الفصيلة نفسها، فيطلق باتجاه اليابسة يدمر، يقتل، ويجعل كل ما يطاله محطماً، يخرج من تحت الماء متى شاء، ويعود إلى مخبئه متى شاء أيضاً.

الجيش الأميركي في آخر مرة ظهر فيها أعطت الأوامر لقاذفات القنابل من نوع بي 52 للقضاء عليه، وبعد عدة غارات مكثفة تغلبت عليه، وكان هذا باباً لطلب الأكثر لمواجهة هذا الخطر، فكان تفكير في إيجاد جندي قوي جداً ومدجج بالأسلحة والحماية لخوض المجابهة، وفعلاً يصنع أكثر من رجل آلي للقيام بهذه العملية.

المواجهات تكون كثيرة، والضحايا أيضاً، لكن النتائج تجيء مبهرة لأن القضاء على هذه الوحوش يستأهل الدخول في مغامرة كبيرة، وهو ما يحصل ميدانياً ويتغلب فكر البشر على وحشية الحيوان.

الشريط كتبه دل تورو، بالتعاون مع ترايفيس باشام، ولعب أبرز الأدوار فيه شارلي هونام، إدريس ألبا، ورينكو كيكوشي، دييغو كلاتنتوف، شارلي داي، بيرن غورمان، ماكس مارتيني، روبرت كازنسكي، ورون بيرلمان. أدار التصوير مكسيكي آخر غيلليرمو نافارو، وصاغ الموسيقى رامين جوادي

مخرج

6 جوائز لـ تورناتوري...

غيسيبي تورناتوري (57 عاماً) مخرج إيطالي أذهل السينمائيين عندما قدّم: سينما الجنة، الفيلم الرائع والذي وضع هذا الفنان على سكة الفن السابع الحقيقية واضعاً إياه في مصاف الكبار في إيطاليا (فيلليني، فيسكونتي، سكولا وغيرهم).

تورناتوري فاز عن آخر أفلامه (The Best offer) بست جوائز من جوائز الوشاح الفضي (Nastri d`Argento) في الدورة 67، الشريط يلعب بطولته جيوفري رأش، جيم ستورغيس، ودونالد ساذرلاند، ويتحدث عن رجل غريب الأطوار (راش) يتعرف على امرأة متوحّدة وراءها ثروة كبيرة. ومن بين الجوائز التي نالها الفيلم أفضل موسيقى للمخضرم الكبير آنيو موريكوني (من أجل حفنة من الدولارات) الشريط تكلف 13 مليوناً ونصف المليون دولار.

في المهرجان نفسه، نالت الممثلة فاليريا غولينو جائزة أفضل مخرجة واعدة عن أول عمل تخرجه بعنوان «عسل» إضافة إلى جائزة أفضل صوت وأفضل ممثلة لبطلتها ياسمين ترينكا.

وبالمناسبة منح فيلم: أنت وأنا، لـبرناردو برتولوتشي جائزة فيلم العام

وجوه

برامج حوارية...

قَبلَ كثيرون الظهور في برامج حوارية... ورفض قلة من الفنانين حيناً من أجل الأجر، وحيناً لأسباب مواقف سياسية، وفي خيار ثالث من دون إبداء الأسباب.

الزميل نيشان ديرهاتيونيان (الحياة، مصر، وLBC لبنان) مادته مباشرة وحية، وقد اعتذرت السوريتان سلاف فواخرجي، وكندة علوش عن الظهور في البرنامج، بينما وافقت نانسي عجرم، أليسا، أصالة نصري، أحلام، شيرين عبد الوهاب، غادة عبد الرازق.

الثاني «قصر الكلام»، مع وفاء الكيلاني، التي دخلت في مشاجرة مع سلاف فواخرجي حول هجوم وفاء على الرئيس بشار الأسد ودفاع سلاف عنه، لكن من رفضوا الظهور معها كانوا: يسرا، شريهان، وغادة عبد الرازق، لكن وفاء سجلت مع: إيناس الدغيدي، سمير غانم، أحمد السقا، يحيى الفخراني، مفيد فوزي، شيرين عبد الوهاب، أحمد فؤاد نجم وسمية الخشاب. الثالثة هي إيناس الدغيدي في «هي والجريئة» (روتانا مصرية) وقد استضافت: عمر الشريف، رغدة، يسرا، هند صبري، إلهام شاهين، هالة صدقي، وداليا البحيري

حصة

المتخصصة....

لم تبخل القنوات المتخصصة المصرية في برمجة عدد من المسلسلات البارزة على شاشاتها. فكان الترتيب التالي:

- الزوجة الثانية، لـ خيري بشارة (عمرو واكد، علا غانم، ماجد الكدواني).

- الركين لـ جمال عبد الحميد (إيمان العاصي، محمود عبد المغني، محمود الجندي).

- أهل الهوى لـ عمر عبد العزيز، نص محفوظ عبد الرحمن (فاروق الفيشاوي، مادلين طبر).

- ربيع الغضب لـ محمد فاضل (عزت العلايلي، فردوس عبد الحميد، حسين الإمام).

- فرح ليلى لـ خالد الحجر، نص عمرو الدالي (ليلى علوي، كارمن سليمان). 

اللواء اللبنانية في

15/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)