حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

فيلم «عَشّمْ».. بالونات الأمل فى سماء «الغيوم»

محمود عبدالشكور

 

يمكن أن نقول بلا تحفظ إن فيلم «عشم» أول أفلام المخرجة ماجى مرجان، هو أفضل أفلام الموسم السينمائى الحالى حتى الآن، وأكثرها تكاملًا، وسينافس بالتأكيد على جائزة أحسن فيلم، وأحسن مخرج ، وأحسن مونتاج وتصوير، وقد ينافس أيضًا على جوائز التمثيل لا يقدم الفيلم شكلاً تقليديًا للسرد السينمائى، ولكنه يقوم بتضفير عدة قصص وحكايات قصيرة، تعرضها بحساسية شديدة بكل تفصيلاتها ومشاعرها، وكلها تدور حول فكرة «العشم» أو الأمل الممتزج بالرجاء، شخوص من طبقات اجتماعية واقتصادية مختلفة فى مواقف إنسانية، ونهايات متفائلة تفتح أمام المتفرج نوافذ للتفاؤل، وتطلق بالونات الأمل فى سماء ملبدة بالغيوم.

سيناريو الفيلم المركب، والذى أعيد بناؤه من خلال مونتاج مميز (أحمد عبدالله السيد وهشام صقر) كتبته المخرجة ماجى مرجان، تبدأ من شخصية وتنتقل إلى أخرى حتى تكتمل الحكايات، قد تلتقى الشخوص بالمصادفة ثم تفترق، تتبادل الكلمات أو النظرات والمشاعر، ولكنهم فى النهاية تجمعهم حالة العشم التى تشكل لحن الفيلم الأساسى، من الحكايات مثلُا قصة رضا الفتاة الريفية التى جاءت من بلدتها قليوب للعمل فى نظافة حمامات المول الضخم، تصدمها رئيستها الفظة فى العمل «أم عطية» التى تحصل على البقشيش المخصص لها والتى تسخرها فى العمل ولكن رضا تجد فى مصطفى عامل الأمن فى المركز التجارى العملاق عريسًا مناسبًا، هو طموح ويحلم بشراء موتوسيكلات تنقله إلى مستوى اقتصادى أفضل، من ناحية أخرى، تكتشف «رضا» أن أم عطية الصارمة تمتلك قلبًا عطوفًا، خاصة عندما تلتف حولها العاملات، وتفنن منها خلال أزمتها الصحية، عشم «رضا» يفتح أمامها الباب فى النهاية، لتنتقل من عاملة نظافة، إلى عاملة فى أحد محلات المول للملابس.

فى حكاية أخرى، يقدم الفيلم الممرضة ابتسام، التى جاءت من المنيا إلى القاهرة لكى تعمل، تبدو شخصية طموحة للغاية، تحب أشعار صلاح جاهين، تنمو علاقة إنسانية بينها وبين الدكتور «مجدى»، الشاب الذى يحلم بالسفر لاستكمال دراسته الطبية، يقرر مجدى أن يعتمد على «رضا» فى تمريض والدته أثناء سفره لسنوات بالخارج.

فى قصة ثالثة، تشعر نادية بالقلق والانزعاج انتظارًا لنتيجة التحاليل الطبية التى قام بها زوجها «عماد» تبدأ فى الاهتمام به من جديد، تخشى أن تفقده، تذهب إلى الكنيسة لتقدم نذورها، يمتلكها الأمل فى أن تستجيب لها السماء، عندما تطمئن على نتيجة التحاليل، تفى بنذرها بأن تتكفل بعلاج مريضة لدى سائق تاكسى التقته بالمصادفة، نراها وقد تغلبت مخاوفها فى قيادة السيارة.

وفى قصة أخرى مؤثرة، تعانى نادية من فقدان حملها أكثر من مرة، تتوتر علاقتها مع زوجها رمزى الذى يحلم بأن يكون أبًا، ولكنه يحاول فى نفس الوقت التخفيف من إحباط زوجته، جارهما العجوز، «عادل» يقدم لها مفتاح الأمل، إنه شخصية متفائلة تعشق الحياة، يطوف العالم فى أسفار كثيرة، يترك لها شقته لكى تعتنى بالنباتات التى تركها، تكتشف «نادية» أنها قد تكون فقدت الجنين، ولكنها احتفظت بالأمل.

وفى حكاية فريدة علاقة حب لم تكتمل مع «شريف» التقت به على شواطئ العجمى، برغم أنهما من نفس الطبقة الثرية إلا أنها اكتشفت اختلافهما فى أشياء كثيرة، هى تشعر بالتعاطف مع الفقراء، نراها فى أحد المشاهد وهى تقدم ساندوتشًا لأحد أطفال الشوارع، يسخر شريف منها لأنها نباتية، تكتشف فريدة أن والدة شريف الأرستقراطية تحتقر الفقراء رغم أنها تساهم فى جمعيات لمساعدتهم، تسافر فريدة ثم تعود، عندما يراها صديقة كريم بالمصادفة، يتجدد «العشم» لدى «شريف» فى استعادة العلاقة، ولكن تظل أقواس الحكاية مفتوحة.

ومن أجمل حكايات الفيلم، قصة الشاب «عشم» بائع البالونات الفقيرالذى لم يتعلم، نراه فى الشوارع مرتديًا ماسكات لشخوص تعجب الأطفال، يطارده رجال الشرطة لأنه يبيع بعض المنتجات فى الشارع بدون ترخيص، ينتقل «عشم» من مكان إلى آخر لا يزعجه سوى شاب مجنون يرتدى الأسمال البالية، ولا هم له سوى مطاردته لفرقعة بالوناته، يجد «عشم» فى النهاية فرصته فى العمل كموظف فى إدارة مصعد الفندق الكبير، يلتقى مصادفة مع الممرضة ابتسام، يتواعدان على اللقاء، وكأنهما يغلقان حكايات الفيلم ويؤكدان معناه.

ومن حكايات الفيلم أيضًا أزمة داليا مع شاب تحبه يحلم بأن تتحقق خارج بلده فى ماليزيا هى تراه شخصًا رائعا لديه لمسات رومانسية مثل أبطال الحواديت ولكنها تجد نفسها مع طفلة صغيرة جميلة عثرت عليها فى الملاهى، الطفلة تركها والدها للخروج فى البيت، يغادر الشاب الذى أحبته داليا، تنتهى حكاية رقيقة دون غضب أو مشاكل.

نجحت ماجى مرجان فى تكثيف وتضفير هذه القصص لتصنع منها عملًا ممتعًا بعيدا عن الحشو أو الثرثرة، هناك أيضًا مشاهد مؤثرة كثيرة لعل أفضلها زيارة «نادية» للكنيسة، ولقاء المصادفة الذى يجمعها بـ «نادية» وتفاصيل العلاقة بين أم عطية ورضا التى تتحول تدريجيًا من الكراهية إلى الحب.

بصفة عامة كان أداء الممثلين جيدًا، معظمهم وجوه جديدة، ولكنهم اشتركوا فى ورشة للارتجال، وساهموا فى التعبير عن الشخصيات التى لعبوها، من هؤلاء المتميزين الممثلة التى لعبت شخصية «رضا» بعفويتها وبساطتها، وسهام عبد السلام التى لعبت دور أم عطية، والممثلة التى لعبت دور نادية، والممثلة التى لعبت ببراعة دور إبتسام الممرضة، ومن العناصر المميزة أيضًا الموسيقى والتصوير الذى ترجم جدلًا مستمرًا بين ظلام الأزمة وأنوار الأمل، وفى النهاية، فإن المونتاج لعب الدور اللافت فى تماسك الفيلم، وفى منحة هذا الإيقاع المتأمل، لينتقل إلينا حالة من التفاؤل والأمل رغم كل الظروف التى تحيط بنا.

أكتوبر المصرية في

07/07/2013

 

رامى صبرى:

الشعب المصرى أصــابه المـــلل من الســــياسة

ريهام بسيوني 

أضطر المطرب رامى صبرى، إلى طرح ألبومه الجديد «وأنا معاه»، بعد تسريبه على شبكات مواقع الإنترنت المختلفة، حيث قررت شركة «مزيكا «، طرح الألبوم بالأسواق، تجنباً للخسائر التى يجلبها التسريب يشار إلى أن شركة «مزيكا»، أجلّت هذا الألبوم أكثر من مرة، بسبب الأحداث التى تمر بها البلاد، لدرجة أحزنت جمهور رامى صبرى، وأضطر لغلق صفحته على الفيس بوك، وكان لنا فى هذه السطور دردشة مع المطرب رامى صبرى عن الأزمات والمشاكل التى كانت حاجزاً بينه وبين جمهوره طوال السنوات الأربع الماضية، حتى جاءت هذه الأيام لتعلن كسر هذا الحاجز بنهاية تعاقده مع طارق العريان وانتقاله للتعاقد مع محسن جابر على طرح ألبومه الجديد « وانا معاه «، الذى دفعنا لمعرفة تفاصيله من رامى صبرى..... حيث قال رامى فى البداية عن البومه وانا معاه إنه من بين 25 أغنية عملت عليها خلال العامين الماضيين اخترت 12 أغنية لضمها للألبوم، وقد حرصت على التنويع فيها ما بين موسيقى الهاوس والرومانسى والدراما والمقسوم، ومن أغنيات الألبوم «معاك أنا» و»مش فارق» و»مع الأيام» و»ترجع ليه»، وكل أغنية منها تتحدث عن حالة خاصة جداً، و أضاف أن عشر أغنيات من ألحانه والأغنيتان الأخيرتان واحدة من ألحان أحمد حسين والأخرى من تلحين محمود الخيامى، أما بالنسبة لكلمات الأغانى فقد تعاونت فيها مع أحمد على موسى ومحمد مصطفى وتامر حسين، وقد قام بتوزيع عشر أغان منها طارق توكل، والأخيرتين سادو وعزيز الشافعى،وأضاف أنه وقع الاختيار على تصوير اغنيه وهى أغنية «وأنا معاة «ومن الممكن أن يستعين فى تصويرها بالمخرج طارق العريان، كما قرر رامى ان يطرح كل عام البومًا جديدًا لأنه بعيد عن جمهوره طوال أربع سنوات، وعلى ما يعتقد رامى أن الشعب اصابه الملل من السياسة والأيام كلها اصبحت تشبه بعضا ، وأصبح الجمهور فى حاجة لأن يسمع أغانى جديدة تخرجه من حالة الملل التى يعيش فيها بسبب الأحداث الجارية لذا لا يعتبر طرح البومه فى هذه الفترة مخاطرة أو مغامرة وعن انتقاله لشركه مزيكا يقول رامى مبدئياً أعتبر انتقالى لـ «مزيكا» خطوة مهمة فى حياتى الفنية بعد المشاكل والأزمات التى مررت بها طوال الفترة الماضية، فالتعاقد الذى تم بيننا أرضانى كثيراً، حيث تعاقدنا على ثلاث سنوات فى كل سنة منها سنطرح ألبوماً، ويقول إنه لا يوجد خلاف بينه وبين المطربة اصالة ويقول أنا أحترمها وأحبها جداً، فقد وقفت بجانبى وقدمت معى دويتو «مش فاكر ليك» الذى حقق الكليب الخاص به أعلى نسبة مشاهدة وقت العرض وصلت لعشرة ملايين مشاهدة على موقع «يوتيوب»، فكيف يحدث بيننا خلاف، وما أشيع بأننى صرحت بعدم التعاون معها مجرد فبركة صحفية اعتمد من روج لها على انفصالها عن طارق العريان، الذى مازال صديقى وقد اتخذت قرار الانفصال عن طارق العريان بمنتهى الاحترام بدون مشاكل أو قضايا، لأن طارق هو من دعمنى فى أول ألبوماتى «حبيبى الأولانى» ثم «غمضت عينى» مما حقق لى نجاحاً وانتشاراً جيدا، لذلك فضلت الانفصال بالتراضى، خاصة عندما وجدت أنه لا يرغب فى الاستمرار لأسباب لا أعلمها وكان كان دائما يقول لى «استنى شوية»، وعندما كنت أتلقى عروضاً من شركات إنتاج كان يرفضها ويقول لى«اصبر شوية»، ومن هنا جاءت المشاكل، التى وصلت إلى «وقف الحال».... ومن ناحية اخر يرفض رامى عدة عروض للمشاركه فى غناء تترات مسلسلات رمضان هذا العام الا انه رفض لانه يريد التركيز فقط على الالبومات يذكر ان رامى غنى تتر مسلسل سر علنى فى رمضان الماضى وحقق نحاجا ملحوظا !!!

أكتوبر المصرية في

07/07/2013

 

يسري الجندي:

تنبأت في كتابي بسقوط الإخوان

كتب - نادر ناشد

منذ شهرين فوجئنا بكتاب يحمل عنوان «نبوءات» بتوقيع الكاتب المسرحي الكبير والمفكر يسري الجندي.. تنبأ فيه بأن حكم الإخوان المسلمين في طريقه إلي الزوال قريباً جداً..

وأن هذا الأسلوب الذي تنتهجه هذه الجماعة التي استولت علي حكم مصر في غفلة من الزمن.. تنبأ الجندي وتمني الشعب ولكن أحداً لم يكن يتخيل أن الكاتب الكبير يري بثقة ما كنا نتصور أنه مستحيل.. اليوم يتحدث يسري الجندي عن ثورة 30 يونية وعن مصر بعد الإخوان.

يقول يسري الجندي: كنا في كابوس مروع بدا للبعض أننا لن نخرج منه، وجرنا هذا الوضع إلي هوة عظيمة جداً والخروج من هذا الكابوس كما كتبت في كتابي الأخير «نبوءات». كان الفضل له لكفاح الشعب والشباب في مقاومة الظلم والفساد الذي استشري، اتسم عهدهم بالكذب والتدليس حتي وصلوا إلي مرحلة البطش العنيف.. وكانت هناك قوائم معدة للاعتقالات ضد إعلاميين وصحفيين وأصحاب رأي.
وكنت علي يقين أنه كلما تكشف الوجه الحقيقي للإخوان فاقدي البصر والبصيرة، ارتفعت يقظة الوعي العام والوجدان الجمعي للشخصية المصرية الذي استشعر أنه تجاوز النخبة.. وجاءت حركة «تمرد» عن طريق الشباب لتؤكد ذلك.. إن هذا التحول هو نقطة تغيير مهمة جداً في المسار الطبيعي للوطن، إن حركة تمرد تذكرني بتوقيعات التوكيلات لزعيم الأمة سعد زغلول، هذه التوقيعات هي التي فجرت ثورة 1919 وهي التي استطاعت أن تعيد سعد زغلول إلي وطنه من منفاه.

< ويضيف يسري الجندي: هذا الكابوس المخيف الذي اختلطت فيه الهلاوس بالمسخرة السوداء التي نسميها في المسرح: «الكوميديا السوداء».. كل أفعال الإخوان كانت أكاذيب وأضاليل كما تكشف بجلاء للشعب المصري.. ما حدث في ثورة 30 يونية يؤكد أن الشباب هو المستقبل. ولكن المرحلة القادمة شديدة الأهمية ويجب أن نستعيد روح المقاومة.. في مواجهة من يحاولون الدفاع عن الباطل.. الذين يحاولون تحويل المنطقة إلي كيانات دينية.. وهي سياسة أمريكا وإسرائيل.. ولهذا فإن ما فعله الشعب المصري العظيم في هذه الثورة هي أكبر ضربة ضد أمريكا وإسرائيل. نجاح هذه الثورة أسس وشيد مصر جديدة مستنيرة لا يمكن أن تخدعها مقولات ساذجة وخزعبلات تزعم أن من يصوت لفلان أو لاتجاه محدد هو في الجنة والآخرون في النار.. مصر انطلقت نحو النور الحقيقي بلا رجعة أبداً للمخططات الأمريكية والإسرائيلية.

الوفد المصرية في

07/07/2013

 

رفضوا مقاطعة الدراما التركية بعد خطاب "أردوغان"

نقاد: أمريكا وتركيا يحاربوننا من أجل مصالحهم

كتب - علاء عادل

توقع الكثيرون أن ترتج الأرض المصرية مع الخروج الكبير لجماهير 30 يونية تحت أقدام نظام الإخوان ولكن لم يتوقع البعض أن ترتج أركان العالم المختلفة من هبة الشعب المصرى العظيم ضد نظام ظلامى سعى لتصحير مصر والنيل من حضارتها.

فمع الإعلان عن قرار القوى الوطنية بعزل محمد مرسى العياط ودعم القوات المسلحة لهذا القرار الذى اتخذه الشعب ونفذه الجيش اشتعلت واشنطن والتهبت تركيا ونزعت تونس فتيل الثورة مرة أخرى وواجهت أنظمة هذه البلدان ما حدث فى مصر بمحاولات تزييف للرأى العام ووصف التحرر من حكم الإخوان بالانقلاب العسكرى لأن الموجة الثانية للثورة المصرية أطاحت باستثمارات الأمريكان فى نظام الإخوان الموالى لإسرائيل وأمريكا وجددت الأمل فى تحرر الشعبين التونسى والتركى من أغلال حكم الإخوان الظلامى وهو ما دعا رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لوصف ما حدث فى مصر بالانقلاب العسكرى والتحريض على النظام المصرى الحر وهو ما دعا البعض للمطالبة بمقاطعة الدراما التركية رداً على اتهامات أردوغان الباطلة وهو ما نناقشه فى السطور القادمة مع عدد من نقاد السينما المصرية الذين يعبرون عن رفضهم لفكرة مقاطعة الدراما التركية لأن النظام هناك كما كان هنا نظام يكره الفنون.

فى البداية قال الناقد طارق الشناوى: أنا معترض تماماً على ما قاله أردوغان ولكنى ضد غلق باب الثقافة والفن، ولذلك فأنا ضد مقاطعة الأعمال التركية، لأنه يجب ألا نقحم الفن فى السياسة، فسبق وان جربنا هذا أيام جمال عبدالناصر بعد هزيمة 67 ومنعت الأعمال الأمريكية فى دور العرض المصرية، ولكن بعد شهور قليلة عادت تعرض مرة أخرى.

وأضاف الشناوى: هذه دعوة خاطئة تحمل نوعا من انواع الديكتاتورية لأننا لا نملك مشاعر الناس، ويجب ان لا نتدخل فى اذواقهم ونقول انه يوجد بدائل عنها، فالعمل التركى لا يستبدل بالمكسيكى أو الكورى، أو غيره من هذه الأعمال، فهذا ممكن ان يطبق فى الاقتصاد وليس الفن.

أما الناقدة خيرية البشلاوى فقالت: أنا ضد هذه المقاطعة لأن أردوغان نفسه ضد الدراما التركية ويقول انها تسىء لتركيا، وسلاطينها الذين يعدون رمزاً من رموز الدولة، فنحن لا نريد مقاطعة الشعب التركى لانه نفسه معاد لأردوغان والاحداث الماضية تدل على ذلك، وأنا أعتقد انه يوجد عدد كبير من الشعب التركى متعاطف ومؤيد للشعب المصرى.

وأشارت البشلاوى إلى أن الشعب التركى مؤيد للمصريين بل والشعب الأمريكى أيضا بالرغم مما يصدر عن حكوماتهم، ففى مثل ذلك الوقت يجب ان  تتضامن الشعوب مع بعضها البعض لنبنى مستقبلا أفضل بعيداً عن العنصرية والتعصب، فالشعب المصرى قام بثورة ضد نظام فاشى كان لديه حلم صهيونى يريد تحقيقه فى مصر ولكن الثورة أضاعت آمالهم، وبناء عليه شنت أمريكا هذه الحرب على مصر لأنها كانت الراعى الرسمى له وأنفقت الملايين لتحقيق ذلك الحلم فى مصر.

وأكدت خيرية ان هذه الدعوة لو كانت للتعبير عن رفضنا للادارة التركية فأنا أوافق ولكن لو كانت ضد الشعب فأنا ارفضها تماماً.

بينما قال الناقد نادر عدلى: أنا لست مع هذه المقاطعة لأن الحركات السياسية يجب ان تكون بعيدة عن الدراما والفن، لان  الثقافة تختص بالشعوب ويجب ان تكون بعيدة عن حماقات الساسة والسياسيين، ونحن كشعب أبهر العالم فى ثورته وحضارته يجب ان نفرق بين الاثنين.

وأضاف عدلى قائلاً: السياسة يتبدل موقفها يوماً بعد الآخر لكن الثقافة تعيش بين الناس ودعوتنا للمقاطعة فيها كبت للحريات، فلا يجب ان نرغم المشاهد على رؤية عمل بعينه لأن فى هذا توجيهاً للجمهور وهو ما  يرفضه الشعب المصرى، فإذا منعناه من رؤية الاعمال التركية من على القنوات الفضائية يوجد طرق أخرى مثل شبكة الانترنت وموقع اليوتيوب، بجانب انه أصبح لدينا عدد لا نهائى من القنوات الفضائية الخاصة التى لن تهتم إلا بمصالحها الشخصية وستعرض ما نمنعه وسيشاهده من يريد المشاهدة.

أردوغان يهدد المسارح ويهاجم أبطال حريم السلطان

كتبت- حنان أبو الضياء:

الوجه الآخر للديكتاتور أردوغان الذى ظهر أول أمس عندما أعلن مهاجمته لمصر عرفه الأتراك من سنوات عندما خرج مهددا بحجب دعم الدولة عن المسارح التركية بعدما شكت ابنته قائلة إن أحد الممثلين أهانها خلال عرض مسرحي.

وقال مراقبون إن الواقعة تبدو أنها زلة لسان كافية للحكم بالموت على مرتكبها. وصُعقت تركيا بحملة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي هو نفسه جرب التمثيل أيام الدراسة، على من سماهم «ممثلين سكارى متغطرسين» وعلى الوسط الفني عموما الذي قال إنه يتعامل مع المواطنين الاعتياديين بازدراء، حيث قال  أردوغان إن المسارح لا يمكن أن تتلقى دعما ماليا من الحكومة ثم تنتقد اليد التي تطعمها، مضيفا أن المسارح «بدأت تهيننا وتهين جميع المحافظين وتنظر إلينا باستعلاء». من جهتهم نزل الممثلون إلى الشوارع محتجين بعدما أعطيت لموظفى الحكومة مهمة الرقابة الفنية على مسارح اسطنبول في واقعة أخرى تتعلق بمسرحية قيل إنها «فاحشة» في وقت أضاف فيه أردوغان انه «إذا كان الدعم مطلوبا فنحن الحكومة نستطيع أن ندعم المسرحيات التي نريدها»، كما أعلن عن خصخصة المسارح قائلا إنه ليس هناك مسرح تديره الدولة في أي بلد متطور تقريبا. وحمل رئيس الوزراء التركي على «الغطرسة الاستبدادية» للمثقفين الذين يظنون أنهم خير العارفين. وتساءل مخاطبا المثقفين «بالله عليكم مَنْ تكونون؟ من أين تستمدون السلطة للتعبير عن رأيكم في كل قضية وتجادلون بأنكم تعرفون كل شيء؟ هل المسارح حكر عليكم في هذا البلد؟ هل الفنون حكر عليكم؟ إن هذه الأيام ولّت». وكانت ما يسميه البعض «حرب تركيا الثقافية» بدأت عندما غادرت ابنته سمية أردوغان المسرح خلال تقديم «العثماني الفتي» على مسرح الدولة في أنقرة... ومن المعروف أن الفنانين والكتاب الأتراك قدموا نداء إلى الحكومة التركية طالبوا فيه «بالكف عن خطاب الكراهية وإحداث وتأجيج الانقسام في البلاد». ومن بين الفنانين المعارضين له عازف البيانو المعروف فاضل ساي الذي صدر بحقه حكم في منتصف مايو الماضي بسبب تغريدة عبر موقع تويتر وأثار هذا الحكم عاصفة انتقاد للسلطات التركية ما دفعها إلى إلغائه. ولقد عبر النجم التركي كيفانج تاتليتوج الشهير بـ«مهند» عن دعمه للمظاهرات الشعبية التي اندلعت مؤخراً في بعض المدن التركية. مهند كتب عبر حسابه الرسمي على موقع تويتر: «عقلي في منطقة تقسيم، سوف نقاوم للنهاية من أجل حديقة جيزي بارك، لن نصمت ولا يجب علينا الصمت، فاستخدام القوة غير المتكافئة لن تخيف حتى شخص واحد منا». أما الممثلة هزال كايا الشهيرة بـ«فريحة» نشرت لها عدة صور لها حاملة لافتة: «لست وحدك يا أسطنبول والفنانة التركية سونجول أودن، «نور»، قالت عبر حسابها الخاص على تويتر: «ما حدث بتقسيم عار، لا يزال طعم الغاز المسيل للدموع في حلقي». أما خالد أرغنش الشهير بالسلطان سليمان، بطل مسلسل «حريم السلطان»، وزوجته الممثلة «بيرجوزار كوريل». ظهر مرتدياً «كمامة» على أنفه منعاً لاستنشاق الغاز المسيل للدموع، بينما وضعت زوجته قطعة قماش على وجهها لحمايته من الغازات.

والطريف أن المعارضة اتهمت أردوغان بالسلطوية ومحاولة فرض سيطرته على الفن لأنه انتقد المسلسل التركي الشهير «حريم السلطان»، قائلاً «ليس لدينا أجداد».

الوفد المصرية في

07/07/2013

 

آسيويون في وثائقيات كارلوفي فاري

قيس قاسم - كارلوفي فاري 

المناخ الآسيوي الخاص ظهرت ملامحه في فيلمين دخلا مسابقة  وثائقيات الدورة ال48 لمهرجان كارلوفي السينمائي الدولي. الأول يُكمل ملامح التَشكُل السينمائي الكوري والثاني يحكي عن تجارب فنانين تشكيليين يابانيين خرجوا من عزلة جزيرتهم وهاجروا الى الجانب الثاني  من الأطلسي. الوثائقيان مشبعان بالروح الآسيوية وقيمها، وبخاصة قوة التحكم في مغريات الجسد ومحاولة السيطرة عليه وأن بدا فيلم الأمريكي زخاري هينزرلينغ "الحسناء والملاكم" في ظاهره ساعياً لعرض نماذج مختلفة عن "مواصفات الشخصية اليابانية" السائدة بين الناس، حين قدم تشكيليين يعيشون حياة شبه "بوهيمية" في مدينة نيويورك، فيما تلاءمت شخصية "القبطان كانغ" في فيلم المخرج الكوري الجنوبي وون هو ـ يون مع الصورة النمطية للآسيوي الجَلد، المثابر والحريص على التماسك الأسري في أشد الظروف وأقساها، فهذا القبطان فقد ساقيه في حادث تعرض له مركبه وسط البحر ومع ذلك ظل يديره بإصرار غريب جعل منه نموذجاً يغوي بالتوثيق لما في حياته من تفاصيل تثير الفضول وتستدعي الفكير في مصدر تلك الطاقة الداخلية للبشر؟

يابانيون في أمريكا

لطالما وصفت اليابان بالجزيرة المعزولة وبسبب عزلتها ظلت لغزاً أحال مفكرون كثر أسباب تكون الأمة اليابانية، وما أصبحت عليه الآن، اليها. السينما ومن مفارقات تاريخ الجزيرة نفسها لعبت دوراً مذهلاً في الكشف عن أسرار وخفايا حياة مخلوقات تلك الجزيرة العجيبة التي لعبت دوراً مهماً في التاريخ البشري، ودفعت الناس لتأمل تجربتهم ومعرفة خواصهم الحضارية لهذا وبسبب من ذاك الغموض تشكلت صورة نمطية عن مواصفات الياباني: المنضبط في العمل المقتصد في التعبير عن مشاعره والمحافظ الى حد كبير. في ملاحقة زخاري هينزرلينغ ليوميات الزوجين أو العاشقين التشكيلين أوشيو ونوريكو شينوهارا نجد أنفسنا أمام شخصيات رافضة ومتخلصة من اطار انتماءاتها القومية أو الأخلاقية، بل وعبثية الى حد كبير انتمت الى الفن الرافض أو ما أطلق عليه "جونك أرت" وخاماته الأساس "النفايات" وكل ما هو مهمل ومتروك

عنوان الفيلم "الحسناء والملاكم" مستمد من "المكون الياباني" فالفنانة نوريكو جاءت الى الولايات المتحدة الأمريكية وعمرها لم يتجاوز سن الرشد، التقت بأوشيو وكان قد بلغ سن الأربعين. كان له اسلوباً خاصاً بالرسم قوامه وضع قفاز ملاكمة في يديه ثم طمسها بالألوان والبدء بلطمها على سطح اللوحة. كان ملاكماً تشكيلياً بحق، ولهذا صح جمعهما تحت عنوان واحد "الحسناء والملاكم" غير ان الفيلم يتجاوز كثيراً البحث في الفن وشغلهما فيه الى محاولة رسم بورتريه خاص بهما يجسد حياة بشر جاؤا من ثقافة مختلفة ومن جزيرة ظلت لغزاً على شعب ما زال يشعر حتى اللحظة بأنه ارتكب مجزرة هي الأكبر في التاريخ البشري حين أسقطت طائرات جيشه قنبلتها الذرية على أرض تلك الجزيرة الوحشية الطامحة للسيطرة على العالم. وجود بشر من العالمين المتناقضين في مكان واحد لوحده يثير أفكاراً وأسئلة، وخروج صارخ عن النمط الياباني في مكان آخر يسترعي مراقبة متأنية ومن أجل كل هذا يدعو الوثائقي الى التأمل في قدرة الفن على الجمع "الغريب" للمتناقضات وعلى قدرة الفنان التلائم مع ذاته المتحررة لكن دون اطلاق أو انسلاخ كامل عن الموروث ذاته. فاليابانيان يعيشان حياة فقيرة، مستلزماتها ليست بالكثيرة لقلة ما يُدخل الفن اليهما من مال. حين التقاهما زخاري هينزرلينغ لم يكونا مشهورين  لكنه تابع مرحلة طويلة ومهمة من حياتهما المهنية تمكنا خلالها من اختراق حواجز الدخول الى عالم تجارة الفن التشكيلي في أمريكا بعد عناء طويل وتجارب قاسية عكساها في أعمالهما وفي أحاديثهما أمام الكاميرا التي سجلت جماليات لونية جعلت من الفيلم نفسه لوحة رائعة بهية الألوان عبثية متداخلة فيها الشخصيات والتجارب والقيم. انها لوحة سينمائية عن عالم يحمل في جوانياته متراكماً معرفياً تجسد أمامنا في علاقة حب بين رجل وأمراة انتهت أو قاربت على الإنتهاء في خاتمة وثائقي مس جزءاً  من خفايا الروح الآسيوية كما فعل "القبطان كانغ

"قصيدة الجسد الناقص"

حكاية القبطان كانغ، شاعرية، كتبت بعين سينمائية حساسة التقطت الكثير من الصور الغرائبية التي يكوّنها البحر والسماء التي تغطيه، جمعهما معاً على سعتهما ورمى الرجل المقطوع الساقين وسطهما بكل تكوينه الانساني المتناقض والناقص هذة المرة. رجل صامت يقود قارباً صغيراً. فريقه يؤدي وظائف خارج حدود مهنته، وظائف فرضتها نواقص جسد القبطان، فهم يحملونه على ظهورهم أحياناً لينقلوه من هذا الجانب من السفنية الى ذاك، ما خلق وشائج علاقات تكاملية خارج المهنة نفسها، هي أقرب الى الرعاية الشخصية أو العائلية من الدور الموكل اليهم، كبحارة ومن جانبه كان يحاول القبطان شحن أكبر قدر من القوة الجسدية للتخفيف من اعتماده الذي يضعف مهنياً دوره كقائد سفينة بكل طاقمها. علاقة تبادلية لم يعلن عنها أحد طيلة فترة التسجيل حتى ولو بطريقة عفوية في الوقت الذي كان هذا يؤرق منام القبطان ويترجم التفكير المبطن داخله على شكل كوابيس أكثرها عن الموت وزيارته المتكررة اليه. لقد نقل وون هو ـ يون تلك الكوابيس على الشاشة بطريقة مدهشة تطابقت مع مواصفات المدرسة السينمائية الكورية التي في هذا الوثائقي تدلل مرة أخرى الى تلك الملامح  الخاصة بها، كسينما تعتمد التقنية الحديثة اسلوباً مع حفاظ على روح آسيوية محلية صرفة تعكس روح شعوبها بقدر كبير مثل "القبطان كانغ" فهو مع كل عجزه يحرص على تماسك أسرى، وبنفس المقدار يترك لقوة الوجود الروحاني داخله فرصة التحرك لتأخذ مكانها في حياته، مثله مثل ملايين الآسيويين الذين يجمعون، في عصر النمو الرأسمالي المجتاح بلدانهم، بين القيم الروحية القديمة والمادية الجديدة ويتناغمون معها في قسوة. يتركون لكل جانب فرصته على حسابهم في النهاية فالجمع بين مقتضيات الجسد المتطلبة وبين الروح الزاهدة ليس أمراً هيناً على رجل تغذى من موروث طويل عماده التقشف، ولهذا نجد بحارنا قلقاً من الزمن القادم ومتشككاً بقوة تماسكه الداخلي على تحمل متطلباته بجسد ناقص وقيم متناقضة تحَملَّها لأكثر من عشرين عاماً حين قُطعت ساقاه واليوم يتأمل واقعه من غرفة قيادته بصمت قد لا يفهمه سوى البحر ولا يعبر عن مكنوناته سوى الأحلام الليلية وربما بقايا أمل في أن تنقضي سنوات عمره القادمة بصمود مرتجى لجسد ناقص في وجهها، كما يصمد مركبه الصغير، أمام عواصف البحر الهائج

الجزيرة الوثائقية في

07/07/2013

 

جديد الصالات الاوربية من الأفلام التسجيلية

محمد موسى - أمستردام 

رياضة التنس، هي "الفضاء" الذي يدور في فلكه الفيلمان التسجيلان الجديدان :" معركة الجنسين" و"فينوس وسيرينا"، واللذان بدأت صالات سينمائية بريطانية منتخبة بعرضهما مؤخراً، قبل أيام من انطلاق دورة ويمبلدون للتنس في لندن، الدورة التي تصل اليوم الأحد الى خاتمتها. لكن لعبة التنس نفسها، ستكون خلفية فقط، للأحداث والقصص المقدمة في الفيلمين، فاسحة المجال للقضايا الجديّة التي يتعرض لهما، وبالخصوص وضع المرأة في الرياضة والحياة، والطريق الصعب الذي قطعته كثير من النساء، لتحقيق نجاحات شخصية لافتة، والتي قادت الى تغيير وهزّ مفاهيم راسخة في مجتمعات صَعبة المِراس.

يعود فيلم "معركة الجنسين"، للمخرجين: جيمس إرسكين، وفيكتوريا غريغوري، وزارا هايز، الى مبارة التنس التاريخية بين لاعب التنس الأمريكي بوبي ريغز ومواطنته بيلي جين كينغ، والتي قبلت تحدي زميلها في عام 1973، للعب مبارة تنس غير مألوفة، قصد منها لاعب التنس المتقاعد ( كان بعمر 55 حينها)، الاستهزاء بقيمة رياضة التنس النسوية، بتحديه أبرز لاعبات التنس في ذلك الوقت، من الفوز على لاعب تعدى سن التألق الرياضي. المباراة ستؤجج وقتها كثيرا من التأزم المخفيّ في المجتمع الأمريكي، وستفتح السجال المتواصل لقضايا حقوق المرأة، وستلهم تلك المبارة، التي حظيت بمتابعة تلفزيونية غير مسبوقة ( لاتزال في قائمة أكثر المباريات متابعة في تاريخ التغطيات التلفزيونية في الولايات المتحدة الأمريكية). جيل كامل من البالغين، الذين تحلقوا أمام التلفزيونات لمتابعة ذلك الحدث الرياضي الغريب.

لا يختلف فيلم "فينوس وسيرينا" للمخرجين: ميكين بيرد و ميشيل ميجير، في جوهره عن الفيلم التسجيلي السابق، لجهة علاقة المرأة الأمريكية والرياضة، فبطلتا التنس الشقيقتان: فينوس وسيرينا ويليامز، واللتان يقدمهما الفيلم، يمثلان إلى اليوم ظاهرة  في رياضة التنس الأمريكية والعالمية. فالفتاتان الآتيتان من أسرة أمريكية فقيرة، تنحدر من أصول افريقية، تحديا الصور المألوفة الشائعة عن التنس، كرياضة خاصة للأثرياء وأبناء الطبقة المتوسطة. الفيلم يعود الى أبرز نجاحات الشقيقتين الباهر من العقد الأخير، ويقدم خفايا الحياة العائلية لهما، وتحضيراتهن للمباريات التي يلعبنها.

النساء، لسن فقط بطلات القصص ومُلهِمات الاستعادات التاريخية التسجيلية، هن يقفن أيضا خلف الكاميرات لبعض الأفلام التسجيلية المعروضة حالياً، فيعرض في هولندا، فيلم المخرجة الجزائرية صافيناز بو صبيعة "الغوستو"، والذي كان قد عرض في عدة مهرجانات دولية قبل عامين. الفيلم، الذي يُعيد جَمع شَمل فرقة موسيقية شعبية جزائرية من زمن آخر، ينضم إلى مجموعة الأفلام التسجيلية من السنوات الأخيرة، التي بحثت في التاريخ المعاصر لدول المنطقة، عن قصص ومحطات تختزل قِيما ومفاهيم منقرضة او في طريقها للزوال، لتقديمها لجيل جديد من المشاهدين، فاتحة السِّجال عن "الماضي" و"الحاضر" وما يتضمن كلا المفهومين من مفردات بعضها إشكاليّ، كالعلاقة بين يهود الدول العربية ومحيطهم، والتي يمر عليها فيلم "الغوستو". الفيلم التسجيلي، وبكشفه عن هدفه من البداية، أي إعادة جمع الفرقة الموسيقية، لتقديم حفلات جديدة في عالم تغير كثيراً، يأخذ سريعا مساراً سردياً مثيراً، جعله يَحظى بشعبية في عروضه الهولندية.

تعود المخرجة والممثلة الكندية سارا بولي في فيلمها التسجيلي " حكايات نرويها"، والذي بدأت عروضه في بريطانيا، الى التاريخ الشخصي لعائلتها، ليس بنيَّة كشف حقائق جديدة، بل لتسجيل نسخ وتأويلات أفراد العائلة للحكايات العائلية نفسها. تَعرف المخرجة والممثلة الكندية منذ سنوات طويلة، بأنها ليست الابنة الشرعية لزوج أمها، وكما كانت تعتقد، وإن والدتها التي رحلت منذ عقود، عاشت حياة عاطفية مُضطربة، وإنها، اي سارا بولي، ولدت من علاقة عاطفية للأم مع صديق. تسأل أخت المخرجة في مقدمة الفيلم التسجيلي بخجل: إذا كانت حياة عائلتهم تستحق الإنتباه؟ الإجابة بنعم كبيرة، ليس لأن الفيلم كشف تفاصيل حميمة عن العائلة أو عن الأم الراحلة، لكن بسبب تلك الشهادات العاطفية المشحونة بالحب، والخالية من الغضب والعتاب أو الأحكام الأخلاقية، من أفراد العائلة تجاه الأم الراحلة، وخاصة من زوجها النبيل، وأيضا بسبب المعالجة المتأنية والجريئة للمخرجة للشهادات وللأفلام الأرشيفية العائلية، رغم ما تنطويه مهمة إخراج عمل كهذا من صعوبة عاطفية كبيرة.

قصة "ويكليكيس"

كشف المخرج الأمريكي أليكس غيبني بأن مفاوضاته مع مؤسس موقع ويكليكيس، الأسترالي جوليان أسانج، من أجل الظهور في فيلمه التسجيلي "نحن نسرق الأسرار: قصة ويكليكيس "، وصلت الى خاتمة سريعة، عندما لمح آسانج، إن "التعريفة" الحالية الخاصة بالمقابلات الصحفية معه، هي مليون دولار أميركي. لا يدفع أليكس غيبني أموالاً من أجل أفلامه التسجيلية، ولن يُغير صاحب أفلام "تاكسي الى الجانب المظلم" و "رحلتي الى تنظيم القاعدة" من قواعده من أجل آسانج، لكن غياب هذا الأخير سيُخيم على الفيلم التسجيلي ويَسلبه القوة المتوقعة، ليس فقط لأن البورتريه الذي قدمه الفيلم لمؤسس موقع كشف الأسرار الدولية بدا ناقصاً وضعيفاً كثيراً، ولكن حضور الشخصية الغامضة ( آسانج)، كان سيمنح الفيلم سبقأً كبيراً، بسبب ندرة طلات "أسانج" على الشاشات التلفزيونية، إذ يقضي الأسترالي سنواته الأخيرة، إما هارباً من الملاحقات القانونية او رهين الإقامة الجبرية.

يسعى فيلم " نحن نسرق الأسرار: قصة ويكليكيس"، والذي يعرض حالياً في بريطانيا، تعويض غياب أسانج عنه، بمقابلة بعض من رفاق الأسترالي من سنوات عمله  في " ويكليكيس "، والذين تحولوا في السنوات الأخيرة الى منتقدين او أعداء له. الصورة التي ستتشكل عن أسانج من شهادات هؤلاء، هي قاتمة كثيراً وفي أحسن حالتها تغلفها الخيبة، إذ تنكر جوليان أسانج، وحسب هؤلاء، لمُثله التي قادته لتأسيس موقع ويكيليكس، ولم يعد يهتم في السنوات الأخيرة الا بالترويج لنفسه. كما نَبَش الفيلم التسجيلي تفاصيل الدعوى القضائية التي تطارد أسانج منذ سنوات، إذ يتهم بأنه اغتصب امرأتين في السويد. يلتقي الفيلم إحدى السيدتين، لكنها ترفض أن تكشف وجهها بالكامل، خشية المضايقات من أتباع ومتعاطفين مع أسانج، يعتقدون أن الحكومة السويدية، بمطاردتها لأسانج في دعوى الإغتصاب هذه، تنفذ أجندة أمريكية شرسة للانتقام من مؤسس موقع "ويكليكيس ".

من الواضح أن عدم تعاون آسانج مع الفيلم، أربك اتجاهه الفني والتحقيقي له، فاتجه لتعويض غياب أسانج، الى التركيز على قصة الجندي الأمريكي برادلي ماننج، أشهر الذين زودوا موقع "ويكليكيس" بالمعلومات السريًة عن الجيش الأميركي، لكن برادلي ماننج، لم يستطع المشاركة في هذا الفيلم بسبب سجنه، الأمر الذي أجبر الفيلم مجددا على تجميع صورة ما للجندي الاميركي، المبتلي بهويته الجنسية المُركبة، من خلال شهادات جنود وأصدقاء عرفوه لفترات قصيرة.

تاريخ دموي وموسيقى

رغم قلة الأفلام التسجيلية التي وصلت صالات السينما في بعض الدول الاوربية في الأسبوعين الأخريين، الا أن حضور هذا النوع من السينما مازال متواصلاً بدرجة معقولة في الصالات، بسبب نجاحات أفلام تسجيلية قليلة، مازالت تعرض، ومنذ شهر تقريبا، أهمها فيلم "فعل القتل" للمخرج الأمريكي الشاب جوشوا اوبنهايمر، وفيلم "البحث عن شوغرمان" للمخرج السويدي مالك بن جلول، والاخير فاز بجائزة الاوسكار الاخير، عن فئة أفضل فيلم تسجيلي، كما انضم لهذين الفيلمين في بريطانيا فيلم "ذي ستون روسيس: صناعة الصخرة"، للمخرج البريطاني المتميز شين ميدوز، عن فريق "ذي ستون روسيس"، حيث رافق المخرج الفريق الغنائي ، بعد أن قرر الأخير العودة الى تقديم حفلات قليلة في بريطانيا وفي اوربا.

الجزيرة الوثائقية في

07/07/2013

 

فيلم عن فعل القتل

عدنان مدانات 

يتنامى في السينما التسجيلية المعاصرة الاتجاه نحو استعمال صيغة "الدراما التسجيلية" بالتزامن مع استمرارية الانتشار الواسع للسينما التسجيلية في صيغتها التقليدية، أي المستندة إلى التحقيق الصحفي بما يتضمنه من استخدام للوثائق والمقابلات الشخصية، وهو الانتشار الذي يتحقق عبر و بفضل المحطات الفضائية التي زاد ويتزايد عددها عما يمكن إحصاءه.

واحد من أحدث أفلام الدراما التسجيلية المبدعة فيلم طويل بعنوان" فعل القتل" ،The act of killingوهو يمثل تجربة مجددة رائدة في الدراما التسجيلية المعاصرة سواء من حيث الشكل أو المضمون.

تجري أحداث الفيلم في اندونيسيا في فترة تاريخية تعود إلى العام1965 عندما نفّذ الجنرال سوهارتو انقلابا ضد الرئيس سوكارنو سرعان ما تلته مجازر دموية بحق مئات الآلاف من الشيوعيين إضافة إلى المواطنين من الأقلية الصينية. يستعيد الفيلم بعض وقائع هذه المجازر لا عن طريق الوثائق الأرشيفية ولا عن طريق شهادات الشهود من الذين عاصروا هذه الأحداث بل عن طريق إعادة تجسيدها بصور حية يقوم بإخراجها وبتمثيلها وبسرد وقائعها والتعليق عليها القتلة ذاتهم الذين ارتكبوا أفعال القتل هذه. من حيث الشكل قد يبدو الأمر وكأننا أمام حالة إعادة تمثيل جريمة يقوم بها المجرمون أمام مرأى محققي الشرطة، لكن ما يحصل في هذه التجربة أمر مختلف إذ أن القتلة هنا لا يعيدون تجسيد الوقائع أمام محققين بل يمارسون عملية إخراج سينمائي لهذه الوقائع، إذ أن مخرج الفيلم الفعلي لم يقم بتوجيههم بل اكتفى بأن طلب منهم أن يقوموا بأنفسهم بإخراج مشاهد سينمائية لعمليات قتل وحشية ارتكبوها، ومن هذا المنطلق وافقوا بحماس شديد على تنفيذ المهمة بحيث صرنا أمام صيغة "فيلم داخل فيلم"، فيلم يخرجه القتلة ويقومون بتمثيله بأنفسهم وآخر هو مخرج الفيلم في صيغته الكاملة والذي وفّر للقتلة كل ما يلزمهم لإخراج فيلمهم من مكياج وإكسسوار وأزياء وديكور وممثلين( سيختارهم المجرمان من أحفاد ضحاياهم السابقين) .

اختار المخرج بشكل رئيسي اثنين من قادة القتلة الذين كانوا أعضاء في منظمة إجرامية هي "فرقة الموت" التي استخدمتها السلطة الجديدة آنذاك لتنفيذ المجازر الدموية بحق المعارضين، أحدهما يدعى أنور كونغو( يصرح أنور بأنه قتل شخصيا ما يزيد على الألف ضحية) والثاني آدي زولكادري، وهما كانا في الأصل من الزعران الذين يعملون في بيع تذاكر حضور الأفلام في السوق السوداء. في ذلك الوقت شن الشيوعيون، وهم كانوا يمثلون اكبر حزب سياسي في أندونيسيا حملة ناجحة لمقاطعة الأفلام الأمريكية، مما أدى إلى توقف مصدر الرزق الرئيسي لهذين المجرمين مما شجعهما لاحقا للانضمام إلى منظمة القتل. كان الاثنان يعشقان الأفلام الأمريكية ولاسيما الأفلام البوليسية وأفلام الغرب( نراهما يخرجان أحد مشاهد القتل على طريقة أفلام الغرب)، وهما يصرحان في الفيلم أنهما استمدا بعض وسائل القتل ممّا تعلماه من الأفلام الأمريكية وبخاصة القتل عن طريق خنق الضحية بسلك، كما في الفيلم الشهير "العرّاب"، لأن هذه الطريقة نظيفة بلا دماء.

صيغة "الفيلم داخل الفيلم" هنا ليست تقليدية فهي هنا ليست مجرد حدثين أحدهما يفضي للآخر بل تجسيد حقيقي لأسلوب التغريب الذي ابتدعه المخرج المسرحي الألماني برتولت بريخت الذي يهدف إلى خلق مسافة بين المتلقي والحدث الدرامي بما يجعل المتلقي يتعامل مع الحدث من زاوية التحليل العقلي وليس الانفعال و التأثر العاطفيين.

يؤدي المجرمان في الفيلم أدوارا مختلفة، فهما يمثلان أحيانا دور القتلة و أحيانا أخرى دور الضحايا( في احد مشاهد تجسيد واقعة القتل يؤدي أنور كونغو دور الضحية ويستعيد مشاعر الألم التي عانى منها الضحية ولكن هذه المشاعر التي يبدأ في إعادة تجسيدها بتلذذ سرعان ما تتلبسه و تثير الرعب في نفسه فيتوقف عن التمثيل، مع أنه يصرح بعد ذلك و هو خلف الكاميرا بان مشاعر الضحية آنذاك كانت أكثر ألما). بعض مشاهد القتل المعاد تجسيدها تقشعر الأبدان حقا ومنها مشهد يقوم فيه خمسة من القتلة السابقين بتجسيد طريقة قتل ابتكروها تتضمن تمديد الضحية على الأرض و تتضمن تثبيت ساق طاولة فوق عنقه فيما هم يجلسون فوق الطاولة و يمارسون الغناء وحركات الرقص و لا يتوقفون إلا حين يتأكدون من أن الضحية لفظت أنفاسها.

يتكون الفيلم من أربعة أقسام رئيسية. القسم الأول هو مشاهد الافتتاح والختام التي تجري وسط طبيعة جميلة وفيها هيكل ضخم لسمكة فاغرة فمها تخرج منها تباعا فتيات جميلات بثياب فلكلورية وهن يرقصن ثم يتوزعن بين أحضان الطبيعة و يقف المجرم انور كونغ  بينهن فيما يتلقون جميعهم الأمر من مخرج لا نراه يطلب فيهم منهم الابتسام كي تبدو صورتهم جميلة. القسم الثاني هو مشاهد فعل الإخراج للفيلم داخل الفيلم. القسم الثالث هو الأحاديث التي يجريها المخرج مع المجرمين بطلي فيلمه والتي يتحدثان فيها بصراحة عن جرائمهما دون أن يدريان أن هذه الأحاديث/ الاعترافات ستكون من ضمن بنية الفيلم الرئيسية، إذ أنهما اعتقدا أن الفيلم سيكون فقط مكونا من المشاهد التي يخرجانها( لهذا السبب تحديدا لم يجر التصريح أثناء عرض قائمة  العاملين في الفيلم التي تظهر على الشاشة في النهاية بأسماء أفراد طاقم العمل من الأندونيسيين المحليين، خوفا على حياتهم على الأغلب، حيث اكتفى المخرج بكتابة كلمة" مجهول" مقابل كل وظيفة قاموا بها بما في ذلك وظيفة مساعد الإخراج والإنتاج). القسم الرابع عبارة عن مشاهد معاصرة لشخصيات الفيلم يتبين منها أنهما لا يزالان بعد ما يزيد على النصف قرن من الأحداث على مواقفها( يصرح أنو كونغو بانه ليس نادما مع أنه يعترف بأن الكوابيس تؤرق نومه حين يتذكر عذابات الضحايا)، و أنهما حاليا من مؤسسي قيادات المنظمة الإجرامية الجديدة المسماة" بيمودا بانكاسيلا" التي هي استمرار لفرقة الموت القديمة.

الفيلم من إنتاج عام  2012 و من إخراج جوشوا اوبنهايمر  و هو من إنتاج هولندي دنماركي بريطاني سويدي  مشترك. الفيلم حائز على خمسة جوائز و منها جائزة الجمهور لأفضل فيلم تسجيلي من مهرجان برلين السينمائي.

الجزيرة الوثائقية في

07/07/2013

 

"بثينة كنعان خوري" بين سينما المرأة والوفاء للوطن

ضـاوية خليـفـة – وهـران 

يفيض جرح فلسطين وتفيض معه إبداعات بناتها وأبنائها، بأعمال سينمائية وروائع فنية تتجلى فيها كل قصص الوفاء والدفاع عن الوطن والمرأة جزء من ذلك الكل كيف لها وهي التي قال عنها درويش ''بين ريتا وعيوني بندقية، والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي لإله في العيون العسلية''، لأجل تلك العيون التي تسهر الليالي لحراسة الأرض والعرض قام الشاعر ورقص بالوزن والقافية، ولأجل تلك الأرض أعلنت "بثينة كنعان خوري" -وأخريات- ولاءها لقضايا بنات جلدتها المناضلات قولا وعملا، فكانت خير المخرجات الفلسطينيات المدافعات عن نون النسوة تارة في ''مغارة ماريا'' وتارة أخرى ''بنساء في صراع" والدور على القادم ضمن سينما المرأة دائما التي لا تنسلخ من قضايا وآلام وطنها.

·     سيدة بثينة حضورك إلى مهرجان وهران مؤخرا كان الأول عكس أفلامك التي سبق وأن تعرف عليها جمهور وضيوف التظاهرة ... 

بالفعل سبق وأن عُرضت أفلامي في الطبعات السابقة من مهرجان وهران للفيلم العربي وتعذر عليا حينها الحضور لعدة أسباب، لكن إصراري كان كبيرا هذه المرة لحضور الدورة السادسة فكان لي ذلك وجئت كعضو لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، فمشاركتي بهذه الفعالية المميزة سمح لي بالتعرف على العديد من المبدعين واكتساب الكثير من الأصدقاء الجزائريين منتجين ومخرجين فازداد رصيدي وأنا كلي أمل في أن يتمخض عن ذلك أعمال مشتركة بين فلسطين والجزائر وأن أجد الدعم المعنوي والمادي لفيلمي الجديد الذي أعكف على التحضير له حاليا، هنالك بوادر طيبة هنا تشجع الإنتاج العربي المشترك، والجميل أن مهرجان وهران هو التظاهرة السينمائية الوحيدة التي تحتفي بالسينما والإنتاج العربي تحت سقف ومكان واحد يجمع بين سينمائيين من أقصى المغرب إلى أقصى الخليج وجمهور مثقف عارف بتفاصيل هامة عن السينما العربية، إذن كعرب نسعد بأن يكون لنا موعد عربي خالص كهذا نلتقي فيه نتبادل من خلاله الرؤى ونناقش فيه قضايانا وندرس سبل مشاريع مستقبلية مشتركة.

·     حديثنا سيرتكز بالأساس على الإبداع النسوي في السينما الفلسطينية، فإلى  أي مدى بقيتِ وبقيت سينمائيات فلسطين متمسكات بالوطن عبر كاميراتهن وكيف كان الوفاء لقضايا ومعانة المرأة ؟

قبل أن أكون مخرجة أنا امرأة فلسطينية المولد والنشأة، لم أترك البلد إلا للدراسة والتحصيل العلمي أو لأسباب مهنية يعني للضرورة فقط، فرغم سفري نظرا لطبيعة شغلي بقيت مرتبطة وعلى تواصل دائم بالوطن، أرى أنه من الضروري لي كامرأة مخرجة أن أركز على قضايا بنات جلدتي التي تتجلى فيها كل معاني الصبر والنضال، فلا يخفى على أحد ما تعيشه المرأة الفلسطينية، هناك محاولات مشرفة للعديد من السينمائيات الفلسطينيات والسينمائيين الرجال الذين يسعون في كل مرة لنقل وتجسيد تلك المعاناة في أشكال سينمائية مختلفة، لكن لو بحثنا في العمق فنجد أن القضية لم تعط بل لم توف حقها، شخصيا أشعر بمسؤوليتي تجاه هؤلاء ومن واجبي تقديم أعمال ومواضيع من قلب المجتمع الذي يفيض بالأحداث والقصص التي لا تنتهي مادام الاحتلال مستمر لنتمكن من إسماع صوتنا وتصدير صورتنا للأخر ولكي نميط اللثام عن المعاناة المستمرة واليومية للمرأة بالأراضي الفلسطينية.

·     من خلال أعمالك على ما يكون التركيز عادة وهل هناك ميل لقضايا المرأة لأنه كما يقال لا يفهم حواء سوى امرأة مثلها؟

يأتي تركيزي بالأساس على القضايا التي لم يتم تناولها أو تداولها سينمائيا، كقضايا الأسيرات الفلسطينيات المحررات من السجون الإسرائيلية واللائي خرجن منها بقضايا اجتماعية كجرائم الشرف وقضايا أخرى لها علاقة مباشرة بالمرأة، مثلا في فيلمي "نساء في صراع" و"مغارة ماريا" تناولت هذه الجوانب، هناك جوانب وقصص كثيرة تنتظر فقط الالتفاتة والمبادرة لتكون عمل فني متكامل بامتياز سواء على الصعيد الاجتماعي، السياسي أو الإنساني، المرأة الفلسطينية سياسيا قوية فهي تناضل لفرض نفسها وتحسين وضعها، شخصيا مقتنعة بأنه لا يجب الفصل بين النضال السياسي والاجتماعي، لأنها في الأخير يجب أن تحصل على حقوقها كاملة وتنعم بها كسائر بنات حواء بغض النظر عن تلك الظروف، وهنا يجب الإشارة إلى أن هناك الكثير من الشابات خاصة من الجيل الجديد بدأن يتجهن للسينما لإيمانهن الكبير بأنها وسيلة لكشف الحقيقة وأداة نضالية تعبيرية يمكن أن تعري بشاعة الاحتلال وتصل إلى أكبر قدر ممكن من الناس بطريقة إنسانية خالصة، يكون الحكم فيها العقل البشري.

·     بالعادة ما هي المواضيع التي تطغى على الأفلام الفلسطينية، وهل هناك فعلا اختلاف بين طرح الرجل والمرأة لها ؟

المواضيع السياسية هي التي تطغى بالعادة، فالفيلم السياسي هو الذي يفرض نفسه حتى بالنسبة للأفلام التي تخرجها نساء فلسطينيات، فمادام الاحتلال موجود ومادامت الأوضاع على حالها كل المواضيع تتجه إلى الطرح السياسي ومن الأفلام التي يمكن الاستشهاد بها فيلم المخرجة المبدعة جان ماري جاسر "لما شفتك" الذي مثل فلسطين في مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان وهران للفيلم العربي العام الماضي والذي يتطرق إلى الهجرة ولفترة 1967 عندما هاجر الفلسطينيون من بلادهم باتجاه الأردن وخطورة الوضع في تلك الفترة والأمل الذي لازال قائما بالعودة والرجوع إلى فلسطين... إذن هناك مواضيع كثيرة لكن معظمها تتجه لمحاكاة الوضع السياسي الذي يعيشه الفلسطينيون، لأن هؤلاء لا يتجردون من وطنهم فهم متمسكون بأرضهم وحقهم الشرعي، ونحن صعب أن نتجرد من قضايانا حتى وإن ركزنا على الجانب الاجتماعي والإنساني لما يعيشه الشعب فلا يمكن أن نتغاضى عن الوضع السياسي وأنا من الذين يطالبون ويدعون السينمائيين للاشتغال على الجانب الاجتماعي وألا يهملوه وليكن بنفس المستوى مع الاهتمام بالجانب السياسي، رغم أن هذا الأخير بات يطغى على الكثير من المواضيع التي تقدمها السينما الفلسطينية.

·        طيب ماذا أضافت المخرجات الفلسطينيات لسينما بلادهم ومن تم السينما العربية ؟

أضفن الكثير خاصة في السنوات الخمس الأخيرة أصبح عندنا ثلاث أو أربع مخرجات سينمائيات برزن بقوة على الساحة الدولية بأفلامهن الروائية أيضا ونالوا جوائز كثيرة في العديد من المهرجانات والجميل أنهم سلطوا الضوء على مواضيع لم يتم التطرق إليها من قبل ولم يلتفت إليها أحد من السينمائيين الرجال، وبالتالي المرأة الفلسطينية سينمائية أو سياسية كانت هي متميزة والشيء الذي زاد من تميزها الأوضاع تعيشها والظروف القاسية التي فرضها عليها الاحتلال فكسبت لقب المناضلة عن جدارة واستحقاق فليس سهلا أن تقاوم يوميا الاحتلال وتواصل العمل والإنتاج، فكلمة الحق يجب أن تأخذ موضعها وأنا شخصيا أعترف بأنه هناك نهضة سينمائية شاركت فيها المرأة واستطاعت أن تقودها وتخوضها وتمكنت من خلالها أن تثبت وجودها وفرض نفسها و تركت بصمتها هذا أهم شيء، فيكفي أننا ننتج في ظل كل الأوضاع السائدة.

·     ربما من أهم المشاكل التي تواجهكم هي الدعم والتمويل وقد أشرتِ إلى ذلك في أحد اللقاءات وقلت ''أن لا أحد يمولنا'' ؟

صحيح لا أحد يمولنا محليا أقصد من الداخل، بفلسطين لا توجد مصادر تمويلية وإن وجدت فهي جد متواضعة وقليلة ولا يمكن أن تغطي سوى إنتاج فيلم قصير أو وثائقي لا تتعدى مدته عشر دقائق، وبالتالي نضطر في هذه الحالة للبحث عن التمويل الخارجي من الدول العربية سواء من المغرب أو الخليج العربيين بالدرجة الأولى ثم نتجه إلى أوروبا كحل أخر ومصدر تمويلي ثاني لأنه لا توجد لدينا حلول أخرى، أنا شخصيا لا أرى أن التمويل الخارجي ممكن يكون أداة لقمع أفكارنا كسينمائيين فلسطينيين، هناك أبواب عدة يمكن الطرق عليها وقد يأتي أحدها بالاقتراح المناسب والذي يخدم العمل شكلا ومضمونا، هناك بعض الشركات الموجودة محليا لكن ميزانياتها محدودة جدا وإمكانياتها وتقنياتها قليلة أيضا، لكن بالرغم من كل المشاكل نستمر ونناضل لنبقى في الساحة ونمثل فلسطين ونظهر بشكل مشرف.

·     لكن البعض يعتبر أن دخول أي شريك أجنبي على الإنتاج قد ينقص من هوية وقيمة العمل الأصلية ؟

لا أوافق هذا الرأي لأنه إذا كانت لديك أي فكرة فإنها تحتاج بل تتطلب تمويل كما سبق وقلت هناك أبواب كثيرة، الباب الذي نجد شروطه غير مناسبة ولا تخدم العمل بأي شكل من الأشكال يمكن أن لا نفتحه ولا نقبل الدعم الذي يأتينا منه، ونواصل البحث عن مصادر تمويلية أخرى تتناسب وتتطابق وشروطنا أو طبيعة العمل المطروح أمامنا ففي الأخير كل شيء يعتمد على الشخص وإمكانية تجاوبه مع ما هو موجود ومتاح في السوق السينمائية.

·        مع ذلك هناك صناعة سينمائية بفلسطين ورغبة في الاستمرار ...

في فلسطين لا توجد صناعة سينمائية بل هناك سينمائيين فلسطينيين حملوا السينما والقضية الفلسطينية على عاتقهم وعلى أكتافهم كما تحمل القدس شهداءها يوميا حتى يثبتوا وجودهم وبالفعل استطاعوا على مر السنين أن يبدعوا ويرتقوا بسينما البلد ويعرفوا بالقضية العادلة ونقل ما يعيشه الشعب، فالإنتاج الوطني اليوم يشارك في أكبر المهرجانات ويصل إلى كل القارات فمثلا الجمهور الجزائري اليوم بات يتابع بشكل غير منقطع من خلال مهرجاناته الإنتاجات الفلسطينية بفضل مخرجيها وسينمائييها سمعت أن مهرجان الجزائر للفيلم الملتزم يستضيف سنويا فلسطين من خلال شبكة شاشات أو أعمال مخرجين آخرين ك"ميشال خليفي" الذي افتتح دورة العام الماضي من المهرجان ذاته بفيلم "زنديق'' والذي خرج متوجا أيضا، إذن نحن نحاول فرض أنفسنا بأعمالنا رغم كل الصعوبات، مادامت السينما شكل من أشكال التعبير الفني عن القضايا الإنسانية.

·     عكس العديد من البلدان العربية هناك بفلسطين رغم قلة الإمكانيات كما سبق و ذكرتي مهرجان مخصص لأفلام المرأة وهذا يعد مكسب لا نجده مثلا في الجزائر بينما أٌوجد العام الماضي بمصر وقبلها المغرب أقصد مهرجان سلا أليس كذلك؟

صحيح وهذا شيء نفتخر به في المجمل هناك مهرجانيين مهرجان القصبة وهو مهرجان دولي يعرض أعمالا من كل دول العالم لكن لا يستضيف شخصيات كبيرة ما عدا دول الجوار كمصر والأردن وأحيانا يرفض الكثير من السينمائيين دخول فلسطين على الحدود الإسرائيلية، ومهرجان شاشات لسينما المرأة في الحقيقة هو مهرجان متواضع تديره مؤسسة أو شبكة شاشات وهو مخصص للمرأة وللأفلام القصيرة سواء كانت روائية أو وثائقية، كما يتولى تدريب نساء من غزة والضفة، ويعرض الأفلام التي تنتجها المؤسسة بالإضافة إلى أفلام تستقدم من دول أخرى، فكل شيء مرهون بالإمكانيات المادية.

·     صحيح فيه رغبة و إصرار على الإنتاج لكن للأوضاع السياسية تأثير سلبي وكبير على الإنتاج السينماتوغرافي وكذا إقامة هذه المهرجانات بشكل منتظم ؟

أكيد الوضع السياسي له انعكاساته الكبيرة على المجتمع في كل المجالات أتمنى ألا يكون تأثيرا سلبيا بل أكثر منه ايجابيا لأننا نستمد قوتنا من يومياتنا ونضالنا، نحن نحاول من جهتنا أن نساهم في كل ما هو ايجابي ونجعل من السلبي ايجابي، لكن كل شيء يتأثر في الوطن العربي خاصة في فلسطين كل المجالات مرتبطة وتتأثر بالسياسة القضية المحورية والمركزية للوطن، فالوضع السياسي المتأزم ينعكس ويؤثر على ما ننتجه في المجال الثقافي والسينمائي خصوصا، نأمل فقط أن تكون هذه الانعكاسات ايجابية أكثر منها سلبية ليس لدرجة أننا نحرم أو نمنع من صنع أفلام أو تفرض علينا قيود وشروط تمنعنا من الإنتاج بحرية لأن السينما هي إبداع والإبداع هو الحرية والحرية مجالها واسع لا حدود لها، ومن المستحيل أن يعيش المبدع والفنان بمعزل عن هذا الحق المشروع الذي يتخذه الكثير منا متنفسا له.

·     تحدث في البداية عن مشروع فيلم جديد ممكن تفاصيل أكثر وهل سيكون دائما ضمن أفلام سينما المرأة ؟

"اللوز الأخضر" فيلم روائي طويل يحكي معاناة الفلسطيني المهاجرين والمقيمين بالخارج الذين يعودن إلى فلسطين، نعم فيلمي هذا سيحمل أيضا صبغة أنثوية والبطلة الرئيسية هي امرأة أم تعود إلى فلسطين مع أبناءها، سأشرع في مرحلة التصوير عندما أجد من يدعمني، نحن بصدد البحث عن الدعم المادي لنباشر التصوير، أبحث أيضا عن منتج جزائري لما لا.

·        على ذكر الجزائر هل يعرف الجمهور الفلسطيني السينما الجزائرية وهل تصله بعض إنتاجاتها ؟

الفيلم الجزائري للأسف لا يصلنا بسهولة إلا نادرا جدا من خلال بعض المهرجانات التي تقام بفلسطين رغم قلتها وهذا لن يسمح لنا كثيرا بالتعرف على السينما الجزائرية، أما كسينمائيين نتابع جديد السينما الجزائرية من خلال تواجدها وعرضها بالعديد من المهرجانات الدولية سواء في البلاد العربية أو الغربية، بالنسبة لي وأنا بوهران حضرت فيلم رائع للمخرجة جميلة صحراوي "يما" فيلم رهيب وسيدة مبدعة جدا أن تكون هي الممثلة والمخرجة وكاتبة السيناريو وبهذا العمر فهذا شيء أقل ما يقال عنه أنه رائع ويعطي دفعة قوية لأي سينمائي يشتغل في هذا المجال، فإصرارها على تقمص تلك الشخصية وحدسها بأنها الأنسب للدور كان في محله فأنا سعيدة ومحظوظة لأني تمكنت من رؤية هذا الفيلم وأفلام أخرى لا تقل روعة وجمالا عن فيلم ''يما''، فالسينما الجزائرية عريقة وعالمية.

الجزيرة الوثائقية في

07/07/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)