كثيرة جدا تلك الافلام السينمائية التي صورت حياة ادولف هتلر "20
ابريل 1889- 30 ابريل 1945".
لم يختلف صناع هذه الأعمال كثيرا حول تقييم دور الديكتاتور المدمر
لشعبه ووطنه وللإنسانية بشكل عام. تباينت وجهات النظر أحيانا حول السنوات
الأولي من حياته. وكانت مرحلة صعبة جدا وحول المرحلة المبكرة من شبابه
حينما حاول أن يصبح فنانا تشكيليا وبالفعل رسم لوحات عديدة محدودة القيمة
ولم يفلح في الالتحاق بأكاديمية الفنون في فيينا ومع ذلك كان يعشق موسيقي
فاجنر ويجد فيها إلهاما قويا لطموحاته.
ركزت الأفلام علي نزعاته العنصرية. وعدائه لليهود وللشيوعية. وإيمانه
المطلق بالتفوق وبالانتماء إلي جنس جدير بحكم العالم.. وركزت الأفلام بصورة
أخص علي جريمته "الهوكولست".
من أقواله التي اقتبستها الأفلام التي تناولت حياته: لا تقارن نفسك
بالآخرين. لو فعلت ذلك إذن أنت تهين نفسك".
ومن أقواله أيضا التي مثلت درسا ربما لحكام فاشيين حاولوا أن يستفيدوا
منه "اجعل الكذبة كبيرة. اجعلها بسيطة كررها باستمرار وفي النهاية ستجد ان
الناس يصدقوها"!!
ادولف هتلر ديكتاتور عظيم. أحب بلاده وآمن بأنها أقوي وأرقي بلاد
الدنيا وان شعبها أكثر الشعوب تفوقا. وهو محارب شجاع شارك في الحرب
العالمية الأولي وحصل علي نياشين واعترك ميدان السياسة وتدرج حتي ترأس حزب
العمال الألماني الاشتراكي القومي وحكم المانيا في الفترة من "1933- 1945"
وكان خطيبا مفوها قوي الحضور وراقي الهيئة أنيق. آمن جدا بماكينة الدعاية
واختار وزيرا لها يعتبر أشهر من تولي هذه المهمة "جوبلز" في التاريخ ومن
هنا كانت جماهيريته. وعشق الشباب الألماني له وانضباطه الصارم الذي ظهر في
الفيلم التسجيلي "انتصار الإرادة" 1935 للمخرجة الألمانية ليني رايفستاهل
وقد شارك هتلر نفسه في انتاجه والفيلم يعتبر أحد أهم الأفلام التسجيلية.
كتالوج "الديكتاتوريات" يضم موديلات وأحجاماً وأوزاناً تاريخية تتفاوت
في قيمتها واهميتها وثقلها التاريخي ومن سوء حظ البشرية ان مصنع انتاجهم لا
يتوقف والكارثة الكبري ان الشعوب نفسها هي من تتعهد برعايتهم.
الأفلام السينمائية الأكثر تأثيرا التي صورت ادولف هتلر باعتباره الشر
المطلق. هي تلك التي تناولت تراجيديا "الهولوكست" ومعسكرات الإبادة التي
أسسها النازيون أثناء الحرب الثانية "1939- 1945" وجمعوا فيها عددا كبيرا
من اليهود إلي جانب القوميات والديانات الأخري من دول العالم أوروبا
الشرقية التي كان يحاربها وبصفة خاصة بولندا.
فيلم "صعود الشر" 2003 "the rise of EVIL"
للمخرج كريستيان دوجواي وبطولة الممثل الاسكتلندي روبرت كارلايل
يستحضر السنوات المهمة في حياة هتلر وان لم يلتزم الدقة حسب شهادة بعض
النقاد.. قام الممثل كارلايل بدور عظيم في تصويره لشخصية هتلر. وايحاءات
صادقة تعكس صورة واقعية لهذا الرجل الذي ذاق مرارة الفقر. وعرف معني الكفاح
ووصل إلي أعلي مراتب السلطة والنفوذ في ألمانيا ولكنه رغم ذلك وبسبب طموحه
الجنوني وتعصبه الأعمي وانحيازه لأفكاره أصبح مسئولا أمام التاريخ عن مصرع
الملايين الذين جرهم إلي الحرب والذين أبادهم في أفران الغاز ومسئولا عن
هزيمة بلاده وتمزقها.
كثير من الأفلام الروائية والتسجيلية تنتمي إلي جنسيات مختلفة ورؤي
وزوايا نظر تعطي دارسي التاريخ بورتريهات للشخصيات المؤثرة فيه ودروسا حول
الجوانب الموضوعية والذاتية والنفسية وأيضا عن الظرف التاريخي. والاجتماعي
والأشياء الخاصة المتفردة التي ساهمت في تكوين الشخصية وتأهيلها للدور الذي
تؤديه في توقيت بعينه وسياق خاص محلي ودولي.
من الأفلام المهمة هنا فيلم "ليل وضباب" للمخرج الفرنسي آلان رنيه
وفيلم السقوط
"Down FALL"
الذي يقدم دراما واقعية مؤثرة جدا عن الحرب
العالمية الثانية.
يقول هتلر في هذا الفيلم الذي وصفه النقاد بأنه الأكثر قوة في كشفه عن
العنصر الإنساني والذاتي لدراما الحرب وللزعيم الذي أشعل شرارتها يقول: لقد
خسرنا الحرب. ولكن أي واحد منكم يعتقد انني سأترك برلين فهو خاطيء. فأنا
أفضل أن أطلق رصاصة علي رأسي قبل أن أفعل ذلك.
الفيلم يصور حكاية شعب كان يحكي النكتة. ويشرب الخمر ويمارس حياته
الاجتماعية ويسمع الأغاني ويرقص وهو نفسه الذي يعتنق القومية الاشتراكية
باخلاص بالغ إلي الدرجة التي تجعله يرتكب اخطاء شنيعة كتلك التي قام بها!
ان هؤلاء الناس كما يصورهم الفيلم لن يصدقوا انهم ارتكبوا خطأ فادحا
والسبب انهم كانوا يؤمنون انهم يمهدون الطريق إلي مستقبل مجيد والنتيجة
هزيمة مدوية وملايين القتلي.. الفيلم يصور أيضا ولاء النازيين الأعمي
لمبادئهم واهدافهم وان ذلك الولاء والتعصب أدي إلي سقوط الحزب والوطن
والبشر.
"السقوط" أحد أهم الأعمال التي تعطي صورة دقيقة عن حياة ومصير
أحد أهم رجال القرن العشرين وأكثرهم سقوطا في براثن الخطأ والخطيئة.
أوغاد مغمورون
يخطيء من يتصور ان الافلام السينمائية تعبر عن وجهات نظر محايدة أو
صادقة بنسبة مائة بالمائة. وهذا الفيلم الذي قام ببطولته توم كروز عام 2009
يصور مغامرة خيالية من صنع مخرجه اتسمت أعماله بالدموية وبالعنف الصادم وهو
كونتين ترانتينو "كلاب الحراسة".
المغامرة يقوم بها تسعة من اليهود الأمريكيين يقول الفيلم انهم شاركوا
في خلع ادولف هتلر!! وسقوط الرايخ الثالث. وهتلر كما يعرف الجميع مات
منتحراً.
المغامرون الأمريكيون لم يسقطوا هتلر فقط وإنما ايضا وزير دعايته
جوزيف جوبلز ومارتن بورمان وعدد من الرجال الألمان الذين احتلوا أعلي
المراتب في صفوف الجيش والبوليس الألماني. وكأن المخرج أراد أن يقدم
انتقامه الشخصي السينمائي المتوهم من هتلر بسبب "الهولوكست".
التاريخ السينمائي يسجل قائمة طويلة من الأفلام التي تناولت معسكرات
الإبادة ويشهد نفس هذا التاريخ ان اليهود والصهاينة برعوا في استغلال
الحادثة وفي ابتزاز العالم الغربي بصفة خاصة من أجل دعم إسرائيل التي
ساعدها الغرب نفسه في إقامة دولتها لأسباب سياسية استعمارية يعرفها
الجميع.. أهم هذه الأفلام فيلم "قائمة شندلر" لستيفن سبليرج.
وقدمت استديوهات هوليوود نوعية خاصة عرفت بأفلام الهولوكست تلفت النظر
إلي الجرائم المروعة التي قام بها النازيون في ألمانيا ضد اليهود وساقوا
أرقاما مبالغ فيها جدا حول عدد الضحايا والواقع ان عدد الضحايا من العرب في
فلسطين الذين تم تعذيبهم وابادتهم علي يد اليهود في إسرائيل طوال أكثر من
65 سنة يتجاوز عشرات المرات اعداد اليهود ضحايا الهولوكست.. لكن هوليوود
الشرق "مصر" ظلت في غفلة.
الديكتاتور النازي يعتبر الأكثر شهرة وحضورا في التاريخ وهو يحتل دون
غيره مساحة معتبرة في التاريخ السينمائي.
بعض الافلام ركزت علي الحياة الخاصة لهتلر وعلاقته المعروفة بايفا
براون ومن هذه الأفلام فيلم
"Moloch"
الذي يصور العلاقة الخاصة ليس فقط بين هتلر
وايفا براون ولكن أيضا بينها وبين جوبلز وزير الدعاية وزوجته ماجدة ومارتن
بورمان بينما يقضون اجازة قصيرة بعيدا عن السياسة.
يقدم الفيلم شخصية هتلر من خلال اداء الممثل الذي لعبها "ليونيد
موزجونوزير" شخصية قلقة. عصيبة. مستغرقة في ذاتها وأحيانا ضعيفة. لا يلتفت
للعلاقات المشدودة حوله بما فيها علاقته هو المضطربة مع ايفا براون التي
لعبت دورها الممثلة يلينا روفانوفا.
يعتقد النقاد ان هذا الفيلم يعتبر نقطة ارتكاز سينمائية بسبب تصويره
الدقيق لشخصية هتلر والذي يظهر لأول مرة في تاريخ الفيلم الروائي كشخصية
إنسانية الأمر الذي يعني ان المخرج استند علي تقييم فني وموضوعي لا ينحاز
للفهم الشائع الذي روجت له الافلام وإنما اعتمد علي فهم القوي السياسية
التي اقتربت منه.
لا يستطيع أحد أن يحكم عن مدي دقة المعلومات التي جاءت في كتاب السيرة
الذاتية "كفاحي"
Mein KampF
الذي تحول إلي فيلم سينمائي خصوصا ان هتلر يؤمن
بأن الكذبة الكبيرة التي يتم ترديدها دوما يصدقها الناس!
رنــــات
المتظاهرون.. المحتجون
خيرية البشلاوى
من ضياع وسط واقع افتراضي في الفضاء الرقمي. إلي انغماس وسط واقع
حقيقي تشهد عليه الميادين والشوارع!
هذا هو "المشوار" غير المرئي الذي يقطعه الشباب الثائر من محيط الوهم
إلي الواقع العملي.
الشباب المتظاهر. أو المحتج الـ ProtesteRs
بالتسيمة الانجليزية منتشرون علي امتداد الكوكب.. في الشرق والغرب. الظاهرة
تفاقمت جدا في الألفية الثالثة. صارت سمة بارزة للعصر الذي نعيش فيه..
الناس يتظاهرون. يحتجون حين يشعرون بالغبن. وسائل التواصل الاجتماعي جعلت
التظاهر "فيروس جامد" تنتقل عدواه بسرعة البرق. الاحتجاجات ضد البطش
والاستبداد والقمع. ضد الديكتاتوريات الحاكمة. ضد الاستعمار الاستيطاني.
والعنصري. ضد الإرهاب الدولي. ضد جماعات التكفير.. الخ.
انتشرت الظاهرة حتي في "الديمقراطيات" الغربية في أوروبا والولايات
المتحدة عبارة "احتل"
Occupy
بوصلة لجماعات الشباب الثائر. الغاضب. "احتل وول
ستريت". "احتل بورتلاند". "احتل سان دييجو".. الخ.
المسلمون والمسيحيون واليهود شاركوا في تظاهرات ضد هجمات إسرائيل علي
غزة.. ضد الهجمات الوحشية التي تساعد في صنعها الولايات المتحدة وتمولها.
عام 2003 انتجت شركة "سيلفر سبرنج" للإنتاج السينمائي فيلما بعنوان
"المحتجون"
proTesters
يصور الاحتجاجات التي شارك فيها عدد كبير من
الشباب الأمريكي التي وجهت ضد مجموعة البنوك الكبيرة في بورتلاند كثير من
البنوك أغلقت أبوابها. وقوات البوليس انتشرت في كل مكان.
المدونات التي يسجلها المحتجون في حسابهم الخاص علي شبكة الإنترنت
تنتشر مثل النار في الهشيم انها دروس مستفادة. تجارب متنوعة متنقلة.
وأساليب مواجهة مبتكرة. الشباب لا يكفون عن الإبداع فالحاجة أم الاختراع..
والتجربة الإنسانية تتكامل.
في الفيلم ينضم المحتجون علي امتداد الأمة مع حركة N17
التي تتجه إلي البنوك الكبري وسط المدينة البوليس يستخدم "اسبراي الفلفل" pepper spray
عيون المتظاهرين تتوجع وأنوفهم.
الصور التي ظهرت في الفيلم واقعية. مأخوذة من قلب الأحداث. تصور نبضات
الحركة الاحتجاجية. المؤسسات المالية هدف للمحتجين. تفاوت درجات الثراء
والفوارق الطبقية. تولد طاقات هائلة من الغضب والرفض.
مشاهد الفيلم تضم صورا لمحتجين سقطوا علي الأرض بسبب صعوبة التنفس.
وصورا لأناس انشغلوا بشطف عيونهم بالماء مستخدمين ملابسهم وزجاجات الماء في
ايديهم. ارشادات البوليس تأمر الناس بمغادرة الشارع.. المجاميع تغني: "من
يملك الشارع؟" "الشارع لنا" الأغنية تذكر بأغنية كتبها صلاح جاهين وغنتها
ماجدة الرومي وهشام سليم في فيلم "عودة الابن الضال" الفاشية واحدة. تتفاوت
مظاهرها ولكن الجوهر واحد.
الموقف المتوتر يتطور بين قوات البوليس والمتظاهرين الحشود تتدافع.
قوات مكافحة الشغب تفرغ الأرصفة عنوة.. المشاهد تتشابه وان اختلفت ملامح
الوجوه.
المسئولون في المدينة يعلنون اغلاق الكوبري. أحد الروافد الرئيسية لا
يهم. المحتجون ينصبون خياهم علي الأرصفة. يغطون جزءا من المكان لاعداد
الطعام والكمبيوترات المحمولة موصولة بمولدات صغيرة للطاقة.. هذه الأفلام
وغيرها كثير تمثل شهادات حية تؤكد ان العالم واحد والشعوب تعاني في الغابة
البشرية من أشكال العدوان والتوحش الآدمي ومع ذلك لم يظهر في "المحتجون"
الخرطوش. ولا قنابل الغاز المتطورة المسيلة للدموع.. "الفلفل" فقط pepper spray
والاحتجاج لن يتوقف طالما بقي ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
المساء المصرية في
23/06/2013
عودة تسجيلية اولى لحرب العراق
محمد موسى - أمستردام
شركة الإنتاج التلفزيوني البريطانية المستقلة "بروك لابينغ"، والتي
تقف خلف البرنامج التسجيلي الضخم "حرب العراق"، (انتهت القناة الثانية
لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" من عرض حلقاته الثلاث مؤخراً)، هي
شركة الإنتاج ذاتها المسؤولة عن مجموعة من أبرز البرامج التسجيلية
التاريخية في العقدين الآخيرين، فهي عادت في تلك الأعمال الى أكثر حقب
التاريخ المعاصر تأزماً ودموية لتعيد نبشها والتفحص فيها، فقدمت برامج عن
إنهيار الإتحاد السوفيتي، والحرب اليوغسلافية، والصراع العربي الإسرائيلي،
وتركة مارغريت تاتشر، إضافة الى مجموعة اخرى من البرامج، التي قدمت شهادات
ومقابلات شديدة الأهمية مع أبرز شهود ومعاصري المراحل التاريخية التي
تناولتها تلك البرامج. شَيّدت شركة الإنتاج البريطانية سمعة عالمية عريضة
عززتها بحصولها على مجموعة مميزة من الجوائز التلفزيونية، جعلت من الصعب
بمكان مقاومة إغراء الظهور في برامجها للقادة والسياسيين، والذين أطلوا
بكثافة كبيرة في برامج الشركة، والتي عرض أغلبها على شاشات "بي بي سي"
.
يصادف توقيت عرض برنامج "حرب العراق"، مع الذكرى العاشرة، للحرب التي
قادتها بشكل مباشر الولايات المتحدة الأميركية لإسقاط نظام صدام حسين في
عام 2003. لكن البرنامج التلفزيوني سيبدأ بزمنه من عام 2001، ليسجل الجو
الهيستيري الذي ساد الولايات المتحدة الأميركية بعد تدمير برجي التجارة
العالمية في نيويورك، ورايات الحرب التي رفعت سريعا هناك، ودعوات إسقاط
النظام العراقي التي غلبت على الخطاب الحماسيّ للرئيس جورج بوش وإدارته.
ستهتم الحلقة الاولى من البرنامج، والتي حملت عنوان: "تغيير النظام"،
بالظروف التي قادت لحرب عام 2003، فيما ستركز الحلقة الثانية منه (مابعد
السقوط) على العامين الاوليين من وجود قوات التحالف الغربية في العراق، اما
الحلقة الثالثة والاخيرة (إنه الجحيم ياسيدي الرئيس) فستكون عن العنف الذي
ضرب العراق منذ 2006، والذي قاده الى شكل من أشكال الحرب الأهلية، والذي
لازالت آثاره مستمرة، إذ يختتم البرنامج حلقته الاخيرة بمشاهد حديثة لعنف
الأشهر الأخيرة في العراق، والذي عاد بقوة الآن، ليذكر بالفوضى التي سادت
المدن العراقية الكبيرة في سنوات الإنفلات الأمني.
نجح البرنامج التسجيلي البريطاني في الحصول على موافقات شخصيات
وسياسيين بارزين في الظهور بالبرنامج، أبرزهم رئيس الوزراء البريطاني
السابق توني بلير ومجموعة من معاونيه، إضافة الى نائب الرئيس الأمريكي ديك
شيني، فيما غاب الرئيس جورج بوش، والمبتعد نهائياً عن الإطلالات الإعلامية.
أما من الجانب العراقي، فقدم البرنامج شهادات لأبرز سياسيي العراق
الحاليين، ومنهم : نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني ومسعود البارزاني
وأحمد الجلبي إضافة إلى مجموعة من وزراء النظام العراقي السابق ومنهم، رئيس
الخارجية ناجي صبري.
حظيت حرب العراق بتغطيات إعلامية غير مسبوقة، إذ خصصت آلاف الساعات
التلفزيونية لمتابعتها ساعة بساعة، وأحيانا بشكل مباشر، وحَظر قادة الحرب
وسياسيي الحقبة السياسية وبعدها، على شاشات عشرات المحطات التلفزيونية،
وساهمت شبكة الإنترنيت في منح وجهات النظر الغير شعبية، مساحة مهمة، شَكلت،
وللمرة الإولى في تاريخ الإعلام، مصدراً موازياً للأخبار، وبنفس الدرجة
لتلك التي تقدمها القنوات التلفزيونية الرسمية والمختلفة المشارب. فتلك
التغطيات التفصيلية التي قدمت بها حرب العراق، عَقدت مهمة البرنامج
البريطاني "حرب العراق"، فما الجديد الذي يمكن ان تقدمه الوثيقة التسجيلية
هذه ؟ خاصة أن السنوات العشر التي تفصل بين نهاية الحرب وعرض البرنامج،
ليست طويلة بالقدر الكافي، لتسجيل شهادات جديدة ومختلفة لأبطال تلك الحرب،
تختلف عن تلك التي تحدثوا بها لوسائل إعلامية عديدة. رغم ذلك يقدم البرنامج
بعض القصص المثيرة، وربما غير المعروفة للكثيرين، كتلك المتعلقة بخطة
الأجهزة الأمنية الأميركية، لإقناع وزير خارجية النظام السابق، ناجي صبري،
على التمرد على نظامه، وكشف قدرات النظام العسكرية. إذ كشف موظفون في "سي
آي آيه"، بأنهم وصلوا في عام 2002 الى الوزير العراقي عن طريق صحفي عربي
معروف يعيش في العاصمة الفرنسية باريس، ومتعاون منذ سنوات مع المخابرات
الفرنسية. الخطة الأميركية لن تنجح، رغم أن الصحفي العربي (رفض الظهور في
البرنامج التسجيلي البريطاني) قابل الوزير العراقي في نيويورك أثناء اجتماع
للأمم المتحدة، وقدم إليه مجموعة من البدلات الرجالية كهدية، والتي كان
الصحفي العربي قد حصل عليها من المخابرات الأميركية، ليظهر الموظف السابق
في " سي آي آيه" وهو يضحك في البرنامج، فعلى الأقل لبس وزير الخارجية
العراقي بدلة دفعت ثمنها المخابرات الأميركية، كما تحدث منتشياًّ!
تتراوح أهمية المقابلات التي قدمها برنامج "حرب العراق"، فبعضها،
كالمقابلة الطويلة لتوني بلير، تتضمن شهادة فيها كثير من الصدق، وندم على
بعض الأفعال التي أقدم عليها شخصياً ( كتصريحه الشهير بأن النظام العراقي
قادر على إعداد أسلحته المدمرة خلال 24 ساعة فقط)، وساعدت في دفع قطار
الحرب الى وجهته بسرعة كبيرة، فيما بدت مقابلات الرئيس الطالباني ومسعود
البارزاني، وكأنها مُستّلة من تحقيقات التلفزيون السريعة، وغاب عنها التأني
والتفصيل الذي يفترض أن يُميز "شهادات العصر"، والتي سعى اليها الذين يقفون
خلف هذه الوثيقة التسجيلية. كثير من المقابلات، تعود على الأرجح لجهل
أصحابها بتاريخ الشركة التلفزيونية المنتجة، والقيمة التاريخية للبرامج
التي تقدمها. اللآفت إن شهادات العراقيين الذين يعيشون خارج العراق، بدت
أكثر ترتيباً وتفهماً لطبيعة البرنامج التلفزيوني من مثيلاتها لعراقيين في
داخل العراق، فالضابط العراقي الكبير من عهد النظام السابق رائد حمداني،
قدم شهادة مثيرة عن الأشهر التي سبقت حرب 2003، وكيف تجرأ على سؤال قصي
صدام حسين، إذا كان الجيش العراقي يملك فعلاً أسلحة دمار شامل، كما كان
يدعي، الجواب الذي ينقله الضابط السابق، بأن العراق أتلف أسلحته للدمار
للشامل قبل سنوات، وإن على الجيش العراقي المنهك وقتها، أن يتصدى بدونها
لجيوش الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.
لا شك أن أي برنامج تلفزيوني يتنقل بسلاسة بين لقاءات حصرية مع توني
بلير ونوري المالكي وديك تشيني وناجي صبري وآخرون كما فعل البرنامج
البريطاني، سيملك سطوته الخاصة على المشاهد. برنامج "حرب العراق" ربط بين
تلك اللقاءات بمشاهد أرشيفية وشروحات علق عليها صوت بريطاني رخيم، بدا
وكأنه صوت الزمن او التاريخ "النهائي" يقودنا عبر تلك الأحداث، وإن
الساعات الثلاث للبرنامج، هي توليف سريع لما وقع فعلا على طوال أكثر من 12
عاماً. لكن الذي يثير الشكوك لمتابع من العراق أو المنطقة، إن كثير من
الذين تحدثوا في البرنامج، وخاصة من العراقيين، مازالوا في وسط المشهد
السياسي، وإن شهاداتهم التاريخية، لا بد انها مَرّت عبر منظور المصالح
الآنية، فبعضهم يقف اليوم، كما كان هو الحال قبل عشر سنوات، على طرفي
الصراع المتواصل، الأمر الذي يطرح تساؤلات عن جاهزية الوضع العراقي الحالي
لقراءة تاريخية محايدة، وعن زمن العشر السنوات، وهل هي طويلة بالقدر الكافي
لعودة تاريخية صادقة؟
الجزيرة الوثائقية في
23/06/2013
في البحث عن النفط و الرمال
قراءة التاريخ بعيون أرستقراطية
بقلم أحمد حسونة
قراءة التاريخ و تحليله عادة تتغير تبعا للظروف و الأوضاع و اللحظة
التاريخية التي تتم القراءة خلالها، وأهم هذه العوامل من القابع علي كرسي
السلطة؟. فالسلطة تكتب التاريخ الرسمي، و تفسره بالشكل الملائم لها ليخدم
أغراضها وأهدافها للبقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة.
وتغض السلطة الطرف دائما عن كثير من الحقائق عن طريق التأويل الخاطئ و
التزييف، و الإخفاء، والمحو. و يستمر التاريخ الرسمي في الوجود حتى تفقد
السلطة الداعمة له قوتها. و يظهر علي السطح التاريخ الغير الرسمي لحقبة
تاريخية تجعلنا نعيد النظر إليه، و رؤيته من منظور مختلف، ونكتشف علاقات
جديدة بين الماضي و الحاضر لتبصرنا بالمستقبل، و هذا ما يطرحه فيلم " في
البحث عن النفط والرمال".
موضوع الفيلم
يدور فيلم "في البحث عن النفط و الرمال " الذي أخرجه وائل عمر و فيليب
الديب ، حول حقبة الانقلاب العسكري في مصر عام" 1952" - كما يراها الإنجليز
والطبقة الأرستقراطية في مصر- ضد العائلة الملكية التي تمتد أصولها إلي
محمد علي باشا، صاحب مشروع الحداثة في مصر. و ظهور أمريكا على الساحة كلاعب
جديد في منطقة الشرق الأوسط يتحالف مع العسكر بدلا من النظام الملكي في مصر
الذي فقد شعبيته. هذا التحالف هدفه في المقام الأول الحفاظ علي المصالح
الإستراتيجية الأمريكية، وضمان الحصول علي النفط من المنطقة. وانعكس سلبا
علي الطبقة الملكية و الأرستقراطية، مما أدي إلي زوالها تقريبا و اختفاء
الدور الذي كانت تلعبه في مصر، كأن لم يكن لها وجود قط
.
الشخصية الرئيسية
أختار المخرجان وائل عمر و فيليب الديب شكلا بسيطا و ممتعا لسرد هذه
الوقائع و التحليلات التاريخية، من خلال الكاتب و المؤرخ محمود ثابت ذو
الأصول الأرستقراطية. و محمود شخصية شديدة الجاذبية في الحكي، يتحدث بلكنة
بريطانية رائعة. كان والده، عادل ثابت مديرا للتصوير السينمائي، و الخال
الثاني للملك فاروق، و كان علي علاقة وطيدة بالأسرة الملكية. و قد أجبر
–الوالد- بعد الثورة علي الهروب خارج مصر و معه أسرته بعد أن أتهم ظلما
بضلوعه في شبكة تجسس فرنسية. و بعد فترة طويلة تعود أسرة ثابت إلي مصر ، و
ينتقل محمود ثابت إلي قصر والده ليقيم به.
البحث عن الفيلم القديم
يبحث محمود في مقتنيات أبيه عن فيلم روائي بعنوان "البحث عن النفط و
الرمال"، كان والده عادل ثابت قام بتصويره في مايو 1952 قبل ثورة يوليو
بأسابيع قليلة، كما يذكر الفيلم. و أنتج الفيلم و أخرجه بولينت رءوف زوج
الأميرة فايزة أخت الملك فاروق. لم يكن للفيلم أي غرض غير هوس الأميرة
فايزة وزوجها و أصدقائها للسينما و قد مثلت بالفيلم والدة محمود ثابت ، ذات
الأصول الأجنبية، و كانت لها تجربة سابقة في هوليوود. لم يكن يتوقع أحد ممن
شارك بالفيلم أن حياته ستنقلب رأسا علي عقب بعد هذا الفيلم.
و علي المتابع للفيلم أن يدرك أنه أمام فيلمين بنفس الاسم يفرق بينهما
بحرف جر. فالفيلم الأول، فيلم تسجيلي للمخرجين وائل عمر و فيليب الديب
بعنوان "في البحث عن النفط و الرمال" و هو من إنتاج 2012، و الفيلم الأخر،
هو فيلم روائي بعنوان "البحث عن النفط و الرمال" للمخرج بولينت رءوف و هو
من إنتاج 1952.
يدور الفيلم الروائي - فيلم بولينت رءوف - حول حاكم يتم الانقلاب ضده،
و دخول الأمريكان إلي المنطقة للسيطرة علي الأراضي والبحث عن النفط. يلجأ
الحاكم إلي احد شيوخ القبائل العربية لمساعدته في الحصول علي نصيب من النفط
. يقوم شيخ القبيلة بخطف ابنة السفير الأمريكي كورقة للضغط والتفاوض، و
لكن الأمريكان لا يقعوا بسهولة تحت طائلة الابتزاز، و ينجحوا في فك أسر
الفتاة.
الشكل السردي و البصري للفيلم
أستطاع المخرجان من خلال العناصر المتعددة التي وظفت بالفيلم، خلق
بناء فيلمي معتمد علي التعددية و الثنائية. كان اختيار أسم الفيلم " في
البحث عن النفط و الرمال" المحمل بالمعاني المتعددة اختيارا ذكيا. فالعنوان
لا يتوقف عند الحبكة الخاصة بالفيلم فقط، وهي البحث الذي قام به محمود ليجد
الفيلم و" يركب" أجزاءه، إنما يتعداه ليعقد مقارنة من خلال ربط و دمج
المؤرخ محمود ثابت بين أحداث الفيلم الذي تم تصويره في 1952، و الانقلاب
العسكري "كما يراه محمود ثابت"الذي حدث في مصر والتي اعتبرها بمثابة تنبؤ
للأحداث التي تلت على مصر بعد ثورة يوليو1952.
و تعددت بدايات الفيلم لتحاكي فصول فيلمية لم توضع بعد في شكلها
النهائي. يبدأ الفيلم بمشهد لجهاز تسجيل يتم تشغيله ليبث حوارا مسجلا عن
فيلم "البحث عن النفط و الرمال"، و سهولة تنفيذ الفيلم لوجود الأميرة فايزة
كراعية له . و يصاحب الصوت لقطات للأميرة فايزة و الملك فاروق و صفحات من
السيناريو. ينتقل الفيلم مباشرة و بشكل مفاجئ إلي النشرة السينمائية التي
تعلن عن الانقلاب العسكري عام 1952 في مصر، كأنها
"homage "
علي طريقة سينما ما بعد الحداثة, أو تأثر اللاوعي عند المخرجين
بالفيلم الأمريكي المعروف " المواطن كين " للمخرج أورسون ويلز، و الذي يبدأ
بداية غامضة ثم ينتقل فجأة إلي نشرة سينمائية تعلن عن موت تشارلز فوستر كين
و معلومات عن تاريخه. ثم يكتب علي شاشة سوداء عن الانقلاب العسكري علي
الملك فاروق و وتفكك الطبقة الراقية و تدميرها، وبعد مرور ستون عاما يعثر
المؤرخ محمود عادل ثابت علي عدة فصول فيلمية بمنزل أحد أقارب الملك لينتقل
بنا إلي بعض المواد الأرشيفية و أجزاء من الفيلم القديم ليحكي لنا عن
الفيلم الذي صوره والده وما آل إليه مصيره. و كيف أن زوج الأميرة فايزة قرر
أن يحرق النسخة الأصلية للفيلم (16 مللي ألوان) خوفا من أن يستخدم ضدهم. و
يظهر عنوان الفيلم أخيرا علي لقطة لفصول فيلمية تحترق. و قد دعم المخرج
الفيلم بصريا من خلال القطع المتوازي السلس بين الأماكن و الشخصيات في
الحاضر و الماضي مما خلق دينامكية بصرية تدعم الروايات التي تتحدث عن
الماضي .
إعادة قراءة التاريخ
هناك عدة نقاط يؤكد عليها الفيلم من خلال المؤرخ محمود ثابت، و
الأميرة نيفين عباس حليم التي مثلت بالفيلم القديم، وهي أن الملك تنحي عن
كرسي العرش حقنا للدماء، و أن الانقلاب تم بواسطة حفنة من العسكريين و ليس
كل الجيش، وأن التدخل الأمريكي و مساعدته لنظام عبد الناصر كان لحفظ مصالحه
الإستراتيجية بالمنطقة، و كيف انقلب عبد الناصر على أمريكا فيما بعد، و
تزايد عدد المعتقلين السياسيين في عهده، و تحول النظام الناصري إلي نظام
شمولي.
وكان أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت عائلة محمود تهرب من مصر بجانب
اتهام والده بالجاسوسية هو التلاعب بعقل ابنهم محمود بالمدرسة و أقناعة بان
عبد الناصر هو الأب و التقليل من أهمية والده الفعلي.
نوستالجيا و نهايات درامية
يخلق الفيلم حالة من النوستالجيا (الحنين) من خلال الصور القديمة و
المقاطع السينمائية من هذا العالم الجميل و الراقي الذي كانت تعيشه الطبقات
الراقية في مصر، و ساعد علي ذلك الموسيقي المؤلفة بعناية لتعبر عن فخامة
هذه الحقبة و الحنين إليها.و يصاب المشاهد بحالة النوستالجيا بدرجة ما حسب
الانتماء الطبقي للمشاهد و فكره الأيدلوجي. فالمقاطع الفيلمية في بدايات
الفيلم لا تجعل المشاهد متعاطف مع هذه الشخصيات و يشعر بأنها طبقة مستهترة
لديها فراغ لا تعرف أن تستغله في عمل نافع، غير أن المخرجان استطاعا بمهارة
أن يجعلونا نتعاطف مع شخصيات الفيلم بشكل خاص ومع أبناء الطبقة
الأرستقراطية بصفة عامة. و ذلك من خلال مشاهد مؤثرة لبيع مقتنيات العائلة
الملكية في مصر في مزاد علني، و القبض علي بعضهم بتهمة التجسس، و سرد مصير
بعض الشخصيات التي ظهرت بالفيلم و انتهت نهاية حزينة أو مأساوية، مثل
بولينت رءوف الذي أنفصل عن الأميرة فايزة في منتصف الخمسينات. و أقام عند
عائلة محمود في غرفة المعيشة ثم في المطبخ لمدة عامين وتحول إلى شخص نحيفا
للغاية.
و في مشهد أخر مؤثر، يذهب محمود في الوقت الحاضر إلي قصر الزهرية,
التي كانت الأميرة فايزة تقيم به الحفلات و المسرحيات مع أصدقائها والذي
تحول بعد ثورة يوليو إلي مدرسة للبنات و أراد محمود أن يلتقط صورا تذكارية
له إلا أن إدارة المدرسة رفضوا بشدة.
التاريخ يعيد نفسه
يأخذنا محمود إلى أهمية مراجعة التاريخ مرة أخري، و أن التاريخ يعيد
نفسه في كثير من الأحيان، و ما لم يتعلم المرء من التاريخ سيعيد أخطائه مرة
أخري. و الفيلم بذلك يدفعنا للنظر إلى حاضرنا و كيف أن ما حدث أثناء
الانقلاب أو ثورة يوليو كما يطلق عليها البعض يتكرر مرة ثانية من خلال
الاتفاقات السياسية التي تلعبها أمريكا في المنطقة بدون أن يدخلنا المخرج
في متاهات الفترة الحالية.
و ينتهي الفيلم بصوت محمود ثابت مع عرض صور للعائلة الملكية و
أصدقائهم وهو يردد أنه لا يدافع عن احد أو عن الملكية، و لكن تلك الأحداث
تسببت بشكل أو بآخر إلى محو مجتمع كامل يضم طبقات وأعراق متعددة، وحذف
حقبة تاريخية أثرت في بناء المجتمع المصري و العربي لصالح الفكر القومي .
الجزيرة الوثائقية في
23/06/2013
زوم
لماذا كثرة رؤساء مهرجان القاهرة السينمائي؟!
بقلم محمد حجازي
لا أحد يصدِّق كثرة التغييرات والأسماء التي تتعاقب على وزارات
الثقافة المتعاقبة (6 وزراء بعد فاروق حسني) وإدارة المهرجانات المختلفة،
التي يُعينّ فيها وعلى رأسها أسماء، ثم لا يلبث هؤلاء أنْ يغيبوا سريعاً
ويذهبوا أدراج النسيان، لأنّه تم تعيين غيرهم في مناصبهم.
الأزمة حالياً مستعصية مع المواجهة غير المسبوقة بين المثقفين
ووزيرهم، شريحة كبيرة واسعة ونوعية لا تريد الوزير الدكتور علاء عبد
العزيز، وحده الفنان محمود قابيل قابله واستمع إليه وطلب من زملائه محاورة
الرجل وعدم رفضه، هكذا من دون سبب واضح ومنهجي.
أما الوزير الذي يتمتع بأعصاب فولاذية فهو لا يزال في الوزارة التي
يعتصم المثقفون في قاعتها الرئيسية، وقد عيّن في حقبة التبديل المخرج
الدكتور سمير سيف رئيساً للمهرجان القومي للسينما المصرية، الذي سرعان ما
تأجّل إلى أيلول/ سبتمبر المقبل، بسبب ما يدور في أروقة الوزارة من «هرج
ومرج».
ولم يلوِ الوزير ذراعه، وها هو يعيّن الزميل أمير العمري رئيساً
جديداً لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 36 التي ستُقام بين
19 و26 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وهو يحل مكان عزت أبو عوف في رئاسة
المهرجان، الذي أخذ الإدارة من الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله إثر
تدخّل وزير الثقافة السابق لفض الخلاف بين المتخاصمين من الرعيل القديم
للمهرجان، والمثقّفين الذين يحاولون تبديل صورته الرتيبة، والواقع أنّ
الزميل العمري له صفحة ناصعة في كل المناصب التي تولاها سواء في لجان
التحكيم أو رئاسة الدورات المهرجانية خصوصاً في مهرجان الإسماعيلية الذي
أُسنِدَ مؤخراً إلى محمد حفظي، الكاتب والمنتج.
منذ كمال الملاخ إلى سعد الدين وهبة، فشريف الشوباشي، حسين فهمي، وعزت
أبو عوف، والمهرجان تتقلبّ مواجعه والسؤال الدقيق، الذي نراه في مكانه
لماذا تبقى السيدة سهير عبد القادر نائباً لرئيس هذه التظاهرة، وهي التي
عملت بجد واجتهاد مع جميع الذين تعاقبوا على رئاسته، خصوصاً الفترة الطويلة
التي أمضتها مع الراحل الكبير سعد الدين وهبة، الذي عرف المهرجان أيامه
عزّاً وحضوراً وتنوّعاً واحتراماً في كل الأوساط العربية، وعُرِفَ عنه
موقفه الرافض لأي تطبيع مع العدو الإسرائيلي وأدواته ما لم يحصل سلام كامل
معه من كل الأقطار العربية، ولا ننسى في السياق عندما كنّا برفقته خارج قصر
مهرجان كان، نتحدّث في أمور كثيرة، حين ألحّ عليه مندوب القناة الثانية في
التلفزيون الإسرائيلي محاولاً طمأنته إلى أنّه سيسجل معه ويقدّم له النسخة
فوراً كي يطمئن إلى الذي سيُبث في التقرير، وقد خاطبني:
«إضرب الراجل ده بالصرمة (الحذاء) وما تسيبوش يقرِّب تاني منا».
نادراً ما يحصل هذا العدد الكبير من التغييرات في مهرجانات العالم،
والمطلوب دائماً رئيس يعتاد على مشاكل مهرجانه، وجوانب قوّته، وما هو
متوافر له في السياق النموذجي للميزانيات وتوزيع المسؤوليات وآلية توجيه
الدعوات ومخاطبته المسؤولين عن التظاهرات الأخرى في أماكن مختلفة من
العالم، فلماذا هذا الإصرار على التبديل الذي ظهر أنّه من أسباب ضعف
المهرجان، فلا يلبث هذا المسؤول أو ذاك يتعوّد على مناخ العمل حتى يجد مَنْ
يقول له: غادر هناك مَنْ حلّ محلّك، ولم نتذكّر بكل بساطة أن حفلاً للتسلّم
والتسليم حصل ولو لمرة واحدة طوال عمليات التعاقب على المنصب.
ويُفترض في هذا السياق أنْ نعطي حقاً للنجم الكبير عمر الشريف الذي
مارس رئاسته الشرفية للمهرجان بكل إتقان من خلال الإسهام في تأمين استقبال
له قيمة لكل النجوم الكبار الذين حضروا خصوصاً آلان ديلون إبان حقبة حسين
فهمي، أو أوليفر ستون، وغيرهما.
بعيداً عن مناخ الاختلاف حول وزير الثقافة علاء عبد العزيز، نجد في
تعيين الزميل العمري ضربة معلم لخامة متميّزة في النقد.
عروض
(World war Z)
لـ براد بيت على شاشاتنا منذ 20 الجاري
مهرجان موسكو الـ 35 افتتح به عروضه في 19 الجاري بحضور بطله
كم لهذا النجم من كاريسما...
براد بيت، قوي الحضور حتى وهو يُمسِك بيد أنجلينا جولي، أو ينظر في
الفراغ متأمِّلاً... مهما فعل له وزن جاذب تستحيل مقاومته.
مهما فعل له خصوصيته، فكيف إذا ما وقف أمام الكاميرا ممثِّلاً ومنتجاً
ومشاركاً في الفكرة، وهذا ما فعله مع شريطه الجديد
(World war Z)
للمخرج مارك فورستر، عن نص لـ ماثيو مايكل كارناهان، دراو غودار،
دامون ليتدولف، عن قصة سينمائية لـ كارناهان، ومايكل ستراكزنسكي عن رواية
له وماكس بروكس.
تم صرف 170 مليون دولار لتصوير الفيلم مع أسماء غير جماهيرية تُحيط بـ
بيت في 116 دقيقة، أبرزهم ميراي إنيوس، دانييلا كورتيز، جيمس بادج دال،
لودي بوكن، ماثيو فوكس، فانا موكونا، ديفيد مورس، والموضوع اللافت هو
مشاركة الممثل البحريني الذي يعيش في أميركا خالد ليث، الذي اكتشفنا أنّ له
حضوراً في أكثر من شريط هوليوودي.
في الفيلم 47 مساعد مخرج، عدد يكاد لا يُصدَّق فعلاً، والأرجح أن
توزّع وتعدّد نقاط التصوير بين
(Lulworth cove)
و(Wymanth)
(Durset) (إنكلترا) هو السبب، ولأن الافتتاح العالمي هو في العشرين من
حزيران/يونيو الجاري فقد أُعطِيَ مهرجان موسكو السينمائي الدولي خصوصية في
دورته الخامسة والثلاثين التي انطلقت في التاسع عشر من الجاري وتستمر حتى
التاسع والعشرين، وسمحت للمهرجان بعرضه قبل يوم واحد من إطلاقه على الشاشات
العالمية.
16
فيلماً في مسابقة موسكو وافدة من روسيا، هولندا، بولندا،
إيطاليا، إسبانيا، تركيا، سويسرا، اليابان، جورجيا، فرنسا، صربيا، ألمانيا،
هنغاريا، البرازيل، وبريطانيا، ومع العرض الأول لفيلمه وافق بيت على زيارة
موسكو لأول مرة في حياته، وستكون فرصة له للقاء ما يقارب المئة ضيف عالمي
تمّت دعوتهم إلى هذه التظاهرة التي استعادت ألقها من جديد، وممن سيحضرون:
كريستيان سلايتر، جيرار ديبارديو، كوست غافراس، وغبريال سلفاتوريس، إضافة
إلى المخرج الإيراني محسن مخملباف، مع رغبة لدى برتولوتشي للحضور والمخرجة
السويسرية أورسولا ماير.
الفيلم يجد طريقه إلى توزيع ضخم ونوعي خلال أقل فرصة ممكنة بعد عرضه
في موسكو ومباشرته في بيروت يوم الخميس في العشرين من الجاري.
حلقة
الثورة والسينما في 9 عناوين بحثية
عامان ونصف العام تقريباً من عمر الثورة في مصر.
ثورة تتوالد من بعضها ولا تهدأ، حراكها ما زال إلى الآن فعّالاً
ومتجدّداً، وكان سؤال طرحناه مع العديد ممَّن يراقبون تطوّر الحال وملامح
نهاياتها، يتعلّق بمدى الأثر الذي أحدثته الثورة في السينما أو العكس... لا
فرق..
ورغم الأجواء المشحونة والساخنة التي تسود وزارة الثقافة والرفض شبه
الإجماعي للوزير الدكتور علاء عبد العزيز على رأس الصورة الثقافية، تحرّك
الدكتور المخرج محمد كامل القليوبي من خلال موقعه كمقرّر لجنة السينما في
المجلس الأعلى للثقافة، وأقام حلقة بحثية حملت عنوان «السينما والثورة»،
أشرف عليها الدكتور ناجي فوزي، شارك فيها عدد من المتخصّصين الفاعلين في
هذا المجال فكانت أبحاث:
-
السينما والثورة الأميركية، كيمياء غير ناجحة (للناقد أسامة عبد الفتاح).
-
صورة الثورة في السينما البريطانية (لـ عاطف فتحي).
-
الثورة الفرنسية في السينما (د. ضياء حسني).
-
الثورة وقادتها على شاشة السينما.. نمادج ثائرة من أميركا اللاتينية (د.
حسن عطية).
-
السينما وثورة 25 يناير (عصام زكريا).
-
السينما المصرية والثورة - قراءة مغايرة وبديهيات مستقرة (أحمد عبد العال).
-
لمحات عن السينما والثورة في إفريقيا (محسن ويفي).
-
المرأة بين الواقع الثوري والتجسيد السينمائي في ضوء سوسيولوجيا الفن
(الدكتورة أريج البدراوي).
-
السينما والثورة في روسيا (نادر رفاعي).
جنريك
شريحة تعريف
مقدّمات مسلسلات رمضان المقبل بأصوات مطربين:
-
الوالدة باشا (حسين الجسمي).
-
حكاية حياة، والقاصرات (شيرين عبد الوهاب).
-
الداعية (آمال ماهر).
-
مولد وصاحبه غايب، ميراث الريح، تحت الأرض (آدم).
-
الشك (وائل جسار).
-
العقرب (أحمد سعد).
-
خلف الله، وحافة الغضب (علي الحجار).
-
ألعاب خطرة (محمد عدوية).
-
نقطة ضعف (ريهام عبد الحكيم).
-
الرجل العنَّاب (عصام كاريكا).
-
فرح ليلى (كارمن سليمان).
طبعاً اللائحة تطول كثيراً، وقلة يعرفون بأنّ الاستعانة بمطرب وملحّن وكاتب
وإنجاز التسجيل يتكلّف ميزانية نادراً ما يرضى فريق الإنتاج عن تحمّلها،
مثلما حصل مرّة عندما قبض الفنان جورج وسوف 450 ألف دولار من نجدت أنزور
بدل مقدمة عمل تلفزيوني له.
روز اليوسف اليومية في
24/06/2013
سعاد حسنى سندريلا النهاية الغامضة
اعداد الملف: اية رفعت و مريم الشريف
تعد الفنانة سعاد حسنى من أكثر الفنانات تربعا على عرش قلوب محبيها،
حتى بعد وفاتها التى صدمت الجمهور العربى بأكمله لم يستمع الكثير منهم
للشائعات التى طالتها منذ وفاتها فى يونيو 2001 فقد استغل العديد من
الكتاب شهرتها للكسب المادى وراء سيرتها الذاتية وذلك عن طريق اختراق
لحياتها الخاصة وإلصاق علاقات عاطفية لها مع كبار النجوم فى وقتها.. وعلى
الرغم من تمتع سعاد حسنى بشهرة واسعة وحب جماهيرى يفوق أى فنانة عربية أخرى
إلا أن حظها فى الحياة لم يكن بنفس القيمة فقد ولدت فى 26 يناير 1943 لأسرة
مفككة ولها أكثر من 12 أخاً وأختاً منهم أشقاء ومنهم أخوات من الأبوين بعد
انفصالهما دخلت الفن من خلال أغانيها فى البرنامج الاذاعى «بابا شارو» ثم
ظهرت على الساحة السينمائية خلال فيلم «حسن ونعيمة» والذى كان الانطلاقة
الأولى لها لتقدم بعدها ما يزيدعلى 86 فيلما ومسلسلا واحداً خلال مشوارها
الفنى.
تولت سعاد أمور اسرتها الكبيرة وقامت بتربية أخواتها ودعمهم ماديا
وتزوجت عدة مرات أهمها كان من المخرج صلاح كريم والمخرج على بدرخان
والسيناريست ماهر عواد، عرفيا من الفنان الراحل عبد الحليم حافظ ولم تكن
حياتها خالية من المشاكل إذ انتقلت من مشاكل اسرتها الكبيرة لتضيفها مع
المخابرات المصرية التى أجبروها للعمل معها وإلا خسرت جماهيريتها للابد..
وجاء مقتلها فى حادث غامض إذ القى جسدها من أعلى مبنى فى لندن ومازالت
القضية تحيطها الغموض وفى هذا الملف نحيى ذكرى سندريلا الشاشة الـ 12 .
طارق الشناوى: توقيت عرض العندليب ظلمها
قال الناقد طارق الشناوى إن الفنانة سعاد حسنى لن تتكرر، وفكرة
ظهور بديلة بمواصفاتها من جديد فى عصرنا الحالى خطأ كبير لأنه ليس المفروض
أن تخرج فنانة لتقلد أخرى ولو ظهرت سعاد حسنى جديدة ستفشل.
وأضاف الشناوى أن سعاد حسنى وليلى مراد نجحتا فى إطار زمنى معين ولو
كان ظهورهما فى وقتنا الحالى لم يلقيا النجاح الذى لقياه فى زمنهما مثل
فيلم «سلفنى تلاتة جنيه» لعلى الكسار لا يمكن عمله فى زمنا الحالى لأنه لن
يناسبنا وثلاثة جنيه لم تستطيع شراء شيء فى زمننا الحالى وبالتالى الأفضل
ظهور نجمة لها سحر ومعبرة عن الجيل الحالى لتكون سعاد حسنى جديدة فى زمننا
الحالى.. أما بخصوص مسلسل «السندريللا» أكد الشناوى أن المسلسل ظلم صناعه
ولم يظلم سعاد حسنى لأنها موجودة بأعمالها، والدليل أن صناع المسلسل ومنتجه
وكاتب السيناريو تبرأوا منه، فيما عدا منى زكى التى تدافع عن المسلسل.
وتابع أن مخرج المسلسل لم يكن موفقا كما أن السيناريو لم يكتب بطريقة
جيدة وشارك فى كتابته أكثر من شخص، بالإضافة إلي أنه كان هناك سوء حظ لـ«السندريللا»
لتزامنه مع عرض «العندليب» والمشاهدون أصبحوا فى حيرة من اختلاف
عرضالشخصيات ما بين المسلسلين سواء سعاد حسنى أو العندليب وصلاح جاهين.
وأوضح أنه من الممكن عمل مسلسل آخر لتحسين حياة السندريللا، ولا بد أن
يجسدها وجه جديد.
جانجاه حسنى: سأكتب عن المستندات الخفية فى مقتل اختى ولن أهدأ إلا بعد
استرداد حقها
تتحدى جانجاه حسنى شقيقة الراحلة سعاد حسنى الظروف التى تمر بها البلد
لتحقيق أهم هدف فى حياتها وهو الوصول لقاتل اختها والحكم عليه بما يستحقه
جزاء له حتى ترتاح روح اختها، ومنذ وفاتها عام 2001 وحتى الآن لم تيأس
جانجاة فى الحكم على الجناة وإن كانت قررت متابعة الدفاع عن قضية اختها
بشكل آخر عن طريق اصدار كتاب يرصد تفاصيل السنوات الاخيرة من حياتها والتى
اصيبت فيها بوعكة صحية كبيرة ومقتلها والمستندات التى تورط القتلى فيها وتم
اخفاؤها على حد قولها..وفى الحوار التالى تتذكر معنا جانجاه بعض تفاصيل
حياة سعاد حسنى..
فى البداية قالت:
سعادلم تكن أختى فقط فهى تكبرنى بـ17 عاما وتعتبر هى من قامت بتربيتى
ناهيك عن اهتمامها بنا جميعا وكانت تدعمنا تربويا وماديا. وقد تعلمت منها
الكثير على رأسها التسامح تلك الصفة التى كانت لديها مقدرة كبيرة على
القيام بها مع كل الناس الضعيف قبل القوى، وتخلق الاعذار للناس لعدم رغبتها
فى ظلم أحد او ان تغتابه حتى لو كانت وسط مجموعة وذكروا أحداً بالشر فتقوم
وتغضب بسبب هذه الاحاديث وهذا هو سر حبها للناس وحب الناس لها. فقد كانت
ترفض السهرات الفنية والمهرجانات والحفلات وكانت فى اوقات فراغها من العمل
تعشق البيت وربة منزل بالدرجة الاولى تهتم باسرتها وزوجها فقط. وكنت اتعجب
من صلابتها فى مواجهة الامور والمصائب طوال حياتها بابتسامة وشدة وكانت لا
تبكى أمام احد ابدا عدا مرات عديدة التى بلغ بها الحزن مداه عند وفاة أمى
واخى جلاء وصديقها الراحل صلاح جاهين.
■
ومن اين جاءت لك فكرة تأليفكتاب عن حياتها؟
- هذا الكتاب يعد عاملاً من عوامل كفاحى تجاه قضية أختى لأثبت حقها
واعرض حقيقة المؤامرة ا لتى تعرضت لها وأودت بحياتها. فالقضية لاتزال واقفة
خاصة بعدما تم رفض الدعوى التى تقدمت بها ضد كل من حبيب العادلى وصفوت
الشريف واكتفاء القاضى بالمستندات التى قدمتها له مع عدم التحقيق فى اختفاء
المستندات الاخرى، فهناك مستندات تم اخفاؤها عمدا من خلال وزارة الداخلية
نفسها ومستندات أخرى أخفق المطالبة بها مثل تقرير الطب الشرعى الاولى
للجريمة الموجود بلندن وملف التحقيقات الخاص بالقضية هناك، واعتقد ان لندن
تخفى الادلة المطلوبة كاتفاقات دولية بين الحكومات. وبعد الثورة اعتقدت انه
سيتم تغيير الوضع ولكن على العكس تماما فلن يحصل أحد على حقه فى هذه النظم
القائمة ولكنى نويت أن استمر واطعن على الحكم واستمر فى قضيتى التى اهبها
كل وقتى ومالي، لذلك فكرة فى أن اقدم كتاباً أكشف من خلاله كل الحقيقة
والاوراق التى لا يعلم عنها الناس.
■
ما التفاصيل التى ستذكرنها عن سعاد فى كتابك؟
لن اقوم بكتابة سيرة ذاتية لها ولن اتطرق لمجال الفن وحياتها الاولى
ولكنى سأبدأ موضوعى المخصص بالقضية التى اناضل فيها حاليا، فسيبدأ الكتاب
منذ مراحل المرض الاولى التى تعرضت لها اختى حيث اصيبت بمشاكل فى الفقرتين
الخامسة والسادسة من العمود الفقرى وذهبت للخارج لاجراء جراحة دقيقة انتهت
بالفشل لتبدأ بعدها مراحل علاج مطولة انتهت بالتهاب فى العصب السابع تسبب
فى شلل جزء من وجهها، ثم سأتحدث عن القضية وتورط القاتلين بها بالمستندات
والادلة، وايضا سأذكر اخفاء بعض الادلة المهمة ومنها تقرير الطب الشرعى
المبدئى للحادثة والذى تم اخفاؤه تماما من مستندات الجريمة والذى كان ينص
على وجود اصابة بالرأس تسببت فى كسر بالجمجمة مما يؤكد انها ضربت على رأسها
قبل القائها من البلكونة بالاضافة إلى عدم وجود أى دلائل مثل دم على الارض
حسب تقرير الاسعاف مما يعنى أن الوفاة كانت قبل السقوط وليست من أثره.
■
ومن اكثر الاسماء المتورطة فى القضية؟
- صفوت الشريف الذى اجبر اختى منذ البدابة على العمل معه فى المخابرات
وذلك وفقا لأقواله واعترافاته الخاصة، حيث استغل عملها مع عدد من الفنانين
فى هذه المهمات طالبها بعد فترة كبيرة ببعض الاعمال الاخرى وبعدما رفضت
لأكثر من مرة فوجئ انها تستعد لنشر مذكراتها والتى ستكشف فيها عن فضائحه
فهو اول من يخاف ان يفضح سره فى هذا الامر، بالاضافة على حبيب العادلى
ورجاله، وصديقتها نادية يسرى التى تورطت فى الامر بمحض إرادتها وتعاونت
معهم نظير تقاضيها مبلغاً من المالى ومعى الاثباتات على كلامى بالمستندات
الرسمية. كما انى اتلقى منذ اعلانى عن القضية عدة اوراق ودلائل على تورط
شخصيات عامة وخاصة سوف اكشف عنها خلال كتابي.
■
وماذا عن بيع مقتنياتها الخاصة فى مزاد علني؟
- لن يحدث ذلك مجددا فلقد قمنا انا وإخوتى باقامة مزاد علنى لبيع 5
اجزاء من فساتينها التى ظهرت بها فى الافلام وذلك منذ عدة سنوات كنوع من
الصدقة الجارية على روحها واخذنا المبلغ 2 مليون جنيه بالكامل لاحد
مستشفيات ذوى الاحتياجات الخاصة.. ولكن كل مقتنياتها الخاصة معى انا فى
منزلى ولو تم توفير مكان خاص لها من الدولة سأقيم لها معرضا يليق بمقامها
لتعرض فيه مختلف صورها والاوراق التى كتبت بخط يدها وملابسها وغيرها.
ماجدة خير الله: باقية بأعمالها
قالت الناقدة ماجدة خير الله إن سعاد حسنى شخصية لن تتكرر مرة أخرى
لأنها فنانة شاملة وموهوبة بشكل لم يسبق له مثيل.
وأضافت أن مسلسل «السندريللا» لم يظلم سعاد حسنى ولا يوجد شىء اسمه
مسلسل يظلم فنانا لأن سعاد حسنى موجودة بأعمالها وفنها الذى قدمته فهى
صاحبة تاريخ طويل وإنما مسلسل «السندريللا» ظلم منى زكى لإجراء المشاهدين
مقارنة بينها وسعاد حسنى ظلمتها كثيرا.
وعن فشل مسلسل «السندريللا» أوضحت خير الله أن المسلسل فشل لأنها بلا
دراسة لشخصية سعاد حسنى كما أن كتابة المسلسل كان فيه تدخلات كثيرة ولم
توجد وجهة نظر واحدة.
واشارت خير الله إلى أنه ممكن يتم تقديم عمل ثانى عن حياة سعاد حسنى
ولكن ليس مضمون نجاحه أو عدم نجاحه لأن نجاح المسلسل ليس له معايير أو
مواصفات مثل على غرار «كيف تصنعين الكيك».
وأكدت أنه ليس ضرورى أن الفنانة التى تجسد شخصية سعاد حسنى أن تكون
شبها لآن الأهم الأداء الذى يصل للجمهور وليس الشكل والدليل أن أحمد زكى
نجح فى تجسيد السادات وعبد الناصر رغم أنه لا يشبهما ولكن اداءه كان قوياً
جدا، ومن أسباب فشل منى زكى فى «السندريللا» اهتمامها بالرموش الطويلة
والملابس ولم تهتم بالاداء اطلاقا كما أننى لا أعتقد أن سعاد حسنى كانت
تضحك تلك الضحكات البلهاء التى كانت تضحكها منى زكى.
أهم أعمالها
■
حسن ونعيمة، 1959 .
■
إشاعة حب، 1960 .
■
السفيرة عزيزة، 1961.
■
غصن الزيتون، 1962.
■
الساحرة الصغيرة، 1963.
■
للرجال فقط، 1964.
■
الطريق، 1964.
■
القاهرة 30، 1966.
■
صغيرة على الحب، 1966.
■
الزوجة الثانية، 1967.
■
بئر الحرمان، 1969.
■
نادية، 1969.
■
غروب وشروق، 1970.
■
خلى بالك من زوزو، 1972.
■
أين عقلى، 1974.
■
الكرنك، 1975.
■
شفيقة ومتولى، 1978.
روز اليوسف اليومية في
24/06/2013 |