حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حوار مع المندوب العام لمهرجان "فيد مرسيليا"

لم نعد مهرجانا للوثائقي... ولا نقبل إلا العروض الأولى

أحمد بوغابة - فرنسا

 

عقدت إدارة المهرجان الدولي للسينما بمدينة مرسيليا (جنوب فرنسا) والمعروف اختصارا بـ"فيد مرسيليا" ندوة صحفية، قبل أسبوعين، قدمت فيها برنامج دورتها المقبلة (24) التي ستتم ما بين 2 و 8 يوليو الشهر القادم. وما انفكت تفاجئنا هذه التظاهرة السينمائية، في كل سنة، بجديد في اختياراتها الفنية، تمس الخط التحريري للمهرجان وكذا في تشكُّل برامجها منذ أن أصبح الناقد الفني والسينمائي "جان بيار ريم" على رأسها كمندوب عام لها حيث غيّر عمق ملامحه ضد السينما المحافظة والخالصة. ليس بالمفهوم الأخلاقي الصرف وإنما في أشكال صناعة الفيلم وإنجازه والتفكير فيه. ومعروف عن جان بيير ريم أنه لا يضع الحواجز والحدود والخصوصيات بين الأجناس السينمائية ويرفض أن يبقى محصورا فيها بل السينما في نظره هي عالم واحد تجتمع فيه كل الأنواع وتتعايش مع بعضها وقد تتداخل فيما بينها لتنتج أفلاما جيدة تسافر بين أجناسها فيذوب الواقع في الخيال والعكس صحيح أيضا. لا مجال للتصنيف التعسفي بين الأفلام في الـ"فيد" (FID) بقدر ما يكون الفيلم في حد ذاته هو المقياس الوحيد للتحكيم. وقد بدأت كثير من المهرجانات تحذو حذوه بدمج في نفس فقرة المسابقة أفلام روائية مع أفلام يُقال عنها وثائقية.

ستشارك 36 دولة بـ 124 فيلما وقد تم اختيارها من بين 2400 فيلم توصلت بها إدارة المهرجان، نجد من بين المشاركين من الدول العربية: المغرب والجزائر ولبنان والإمارات العربية المتحدة. وتشمل المسابقة الدولية 16 فيلما والمسابقة الفرنسية بـ 10 أفلام فضلا عن مسابقة أول فيلم التي تشارك فيها 8 دول بـ 11 فيلما. تُعرض هذه الأفلام جميعها لأول مرة في العالم بعروضها الدولية والعالمية وهو شرط أساسي حاليا في قانون المهرجان.

يوزع المهرجان 9 جوائز أساسية على أفلام المسابقة من خلال لجنتين رئيسيتين "اللجنة الدولية" وتترأسها هذه السنة الفنانة "عيشة ليزا أتيلا" من فلندا. ولا يوجد بهذه اللجنة عضو فرنسي. أما لجنة التحكيم الفرنسية فتترأسها الفنانة السويسرية أُرسولا بيمان (ويوجد ضمن هذه اللجنة الناقد السينمائي التونسي الطاهر الشيخاوي). وهناك لجان أخرى موازية خاصة بالمجتمع المدني والمنظمات المهنية السينمائية. كما توجد لجنة خاصة جدا مكونة من السجناء للسجن المركزي بمرسيليا. فضلا عن 5 جوائز تمنحها لجنة أخرى تنظر في دعم المشاريع المشتركة في إطار ورشة المعروفة بـ"فيدلاب" (FidLab) وتترأس لجنتها الإسبانية "فيرناندا ديلنيدو" حيث ستدرس الـ 12 مشروعا الذي تم انتقاؤها من بين 320 التي توصلت بها إدارة المهرجان. وتتضمن الجوائز دعما ماليا أو لوجيستيكيا يمس الإنتاج والمونتاج والترجمة والتوزيع.... وربما نلاحظ أن جميع اللجان تترأسها نساء.

ستعرف هذه الدورة ورشة مع طلبة المدارس السينمائية الموجودة في أقطار حوض المتوسط وفرنسا يؤطرها سينمائيون محترفون في مجالات عدة من خلال جلسات نقدية حول أفلام الطلبة في ما بينهم ومع المؤطرين. وقد تم اختيار 11 طالبا، إضافة لعروض نظرية وأخرى مفتوحة مع الجمهور.

ومن باب تحصيل الحاصل بذكر أن المهرجان يحتضن أنشطة كثيرة على هامش العروض السينمائية كمناقشة الأفلام ولقاءات خاصة مع بعض السينمائيين ومعارض فوتوغرافية وغيرها. دون إغفال نشاط مهم وأساسي في الدورة المقبلة للمهرجان وهي استعادة جميع أفلام المخرج الإيطالي الراحل بيير باولو بازوليني كتكريم خاص له وهو النشاط السينمائي الذي قد بدأ منذ شهرين.

وقد إلتقينا بالمندوب العام للمهرجان السيد "جان بيار ريم" قبل انعقاد الندوة الصحفية الذي تفضل مشكورا بالإجابة على بعض الأسئلة المرتبطة بالمهرجان وأفقه ومميزاته. وفي ما يلي نص الحوار:

ينعقد مهرجان "فيد" هذه السنة في ظروف خاصة تعيشها مدينة مرسيليا باعتبارها عاصمة الثقافة الأوروبية لسنة 2013. فما هي خصوصية هذه الدورة في هذا الإطار بالضبط؟ وماذا تحمل من جديد؟

في البدء وبدون مبالغة أريد أن أؤكد بأن "فيد" يحاول أن يكون عاصمة السينما العالمية لمدة 6 أيام في السنة عند انعقاده. ولا أقول هذا تكبرا بل هي المهمة التي اسندت له. وعليه، فأنا سعيد باختيار مرسيليا عاصمة الثقافة الأوروبية ولكن هذا لا يغير شيئا في عمق مشروعنا. ومشروعنا أتمناه أن يكون أبعد من أوروبا.

لدينا حدثان يساهمان في حركة مرسيليا عاصمة الثقافة الأوروبية 2013، من جهة استعادة عرض جميع أفلام بيير باولو بازوليني الكاملة، 23 فيلما، والتي بدأ عرضها منذ 14 مايو الأخير حيث أردنا أن نعطي لسكان مرسيليا وزوارها أيضا فرصة مشاهدة مجمل أعماله وهو صعب جدا تحقيقه خلال المهرجان لأنه حتى ولو قمنا بماراتون استثنائي لا يمكن لشخص أن يشاهد بشكل عام 50 فيلما تقريبا. وإذا حذفنا من هذه الخمسين 23 فيلما يصعب مشاهدة الأفلام الأخرى وهي كثيرة جدا حتى ولو اقتصرت على أفلام المسابقة وحدها التي تصل إلى 30 فيلما هذه السنة.

وأنا سعيد جدا بكون مهرجاننا قد بدأ تقريبا بشهرين من قبل بأفلام بازوليني التي نقدم فيها أعمالا في غاية الأهمية والغنى الفني. أعمال متوسطية تهتم بتاريخ الجنوب مثل أفلام بازوليني. والمسألة الثانية تتعلق بنشاط ذي بعد بيداغوجي الذي يدخل في إطار مرسيليا 2013 يرتبط بالرقص والمسرح والهندسة ونحن تم تكليفنا بالجانب السينمائي حيث اتصلنا بعدد من المدارس السينمائية في فرنسا وحوض المتوسط مثل مصر ولبنان والمغرب والجزائر وغيرها، فطلبنا منها أن تبعث لنا بعض أعمال طلبتها من السينمائيين الشباب. ثم قمنا بانتقاء كل سينمائي أو سينمائية من كل مدرسة فوصلنا في النهاية إلى اختيار 11 طالبا ستتكون منهم مجموعة عمل لتقديم إنتاجاتها ضمن ورشات عمل مع عدد من المحترفين الكبار. فهؤلاء المحترفون سيشاهدون فيما بينهم في إطار مغلق أعمال أولئك الطلبة السينمائيين في إطار جلسات عمل نقدية. وسيشرفون من جهة أخرى – أولئك المحترفون – على تقديم دروس سينمائية مفتوحة في وجه الجميع - حتى الجمهور - خلال الأيام الأولى للمهرجان. وأعتقد أن تلك الحصص في غاية من الأهمية لأن أولئك السينمائيين الطلبة سيلتقون فيما بينهم من جهة، وهو ما لا يحصل لهم دائما، ومن جهة أخرى فهم قادمون من بنيات بيداغوجية مختلفة في ما بينها فمدرسة مراكش لا تشبه معهد السينما في القاهرة مثلا أو مع مدرسة "فيميس" أو "ليصاف" بتولوز. فهي من آفاق جغرافية مختلفة وأشكال التكوين مختلفة أيضا. سيلتقي الطلبة مع محترفين في إدارة التصوير والإخراج والمونتاج هم أيضا من آفاق مختلفة حيث ستكون هذه الخطوة بالتأكيد غنية جدا. كما سنفتح لهم مجالا أوسع لمشاهدة أكبر عدد من الأفلام.

هاتان الحصتان الرئيسيتان اللتان تضمنهما المهرجان في إطار مرسيليا عاصمة الثقافة الأوروبية 2013.

وما هو الجديد السينمائي في الدورة المقبلة؟

إن لنا المسابقة الرسمية والتي أعتبرها العمود الفقري للمهرجان. وهي التي أخذت منا أطول مدة من الوقت في الإعداد. ولدينا من 36 فيلما العروض الأولى الدولية والعالمية لمخرجين في مستوى عال جدا في الإبداع. وأيضا أعمال لمخرجين شباب الذين بدأ الحديث عنهم لكونهم فرضوا وجودهم. كما عملتُ على أن لا تكون عروض أفلام بازوليني مجرد عروض استعادية معزولة على الهامش بل أردت أن يكون بازوليني هو الذي يعطي الأسماء والتوجيه لجميع العروض الخارجة عن المسابقة. ولا أعتقد - حسب علمي - بان هذا قد سبق أن عمل به مهرجان ما. لا أظن ذلك. وهكذا تصورنا مجموعة من العناوين سواء عناوين أفلام أو مقالات ونصوص وكُتُب التي ألفها بازوليني، في كل فقرة. فيلم لبازوليني وفيلم عن تاريخ السينما وفيلم حديث الإنتاج جدا. وبذلك يكون بازوليني سيد التظاهرة. بدءا بالملصق الذي تم استعارته من الفنان الإيطالي الذي أنجز عمله اعتمادا على مجموعة من المقالات الصحفية حول بازوليني. وقد تم الاشتغال عليها من جديد بالرسم وقمنا مع مصممنا بالاعتماد على ألوان جديدة بالاتفاق مع الفنان طبعا. وعليه فالملصق هو بورتريه جانبي لوجه بازوليني الذي تم حمايته بالألوان.

سيحتفل المهرجان في السنة المقبلة بربع قرن على وجوده. وأنت تقف لأكثر من عقد على إدارته. فكيف تقيم تجربتك الشخصية في هذا المهرجان؟

هذا يخيفني حين تذكر لي هذه الأرقام (يبتسم). لم أكن بالمهرجان حين انطلق منذ ربع قرن كما تفضلت بالقول. فأنا موجود به منذ 12 سنة وهذا كثير على ما أعتقد. لن أخفي عنك قلقي واضطرابي عند كل دورة جديدة وفي كل مرة بشكل مختلف عن السابقة. ولهذا فإنني لا أعتبر نفسي قد وصلت إلى المحطة الأخيرة بل كل مرة أحس بأنني في البداية خاصة مع المبادرات الجديدة مثل "فيدلاب"(FidLab) - ورشة دعم المشاريع السينمائية - والتي ستحتفل هذه السنة بسنتها الخامسة. وكانت إحدى المتعاونات معي "فابيان موريس" وراء مبادرة هذا المشروع منذ خمس سنوات. وقد أعطى "فيدلاب" بعدا جديدا ومتنفسا مهما للمهرجان.

أما الآن فعلى الآخرين أن يقولوا هل حصل تقدما ما أم لا، خلال العشر السنوات الماضية وحملت جديدا أيضا. ليس من عادتي أن أحكم على تجربتي الشخصية. لا أستطيع ذلك بل أترك هذه المهمة للآخرين.

أنا تابعت مسيرتك منذ سنوات على رأس المهرجان. وقرأت لك كثيرا من قبل كناقد فني وسينمائي. وأعرف بأنك لستَ شخصا محافظا في السينما. فهل مازلتَ تجد صعوبات في ترجمة أفكارك وتَقَبُّلِها من طرف الآخرين أم أن الأمر أصبح سهلا الآن؟

لا... لا... فهناك أولا بعض القرارات الجديدة التي تم اتخاذها مؤخرا كالمرور إلى الفيلم الروائي مثلا. كما قررنا أن لا نعرض في المسابقة الرسمية إلا الأفلام في عروضها الأولى الدولية والعالمية والتي شرعنا فيها منذ 4 سنوات. وبذلك فنحن وُضعنا في منافسة – رغم أننا مازلنا صغارا – مع مهرجانات كبيرة مثل لوكارنو والبندقية أو روما. وهي مهرجانات عامة وشاملة. وعليه، فإننا في نضال مستمر ولم نكسب المعركة بعد. ليس هناك انتصار مطلق. وأعتقد بأن هذا يسري على جميع المهرجانات التي لا تريد أن تبقى نائمة. إنها تجربة رائعة التي أعيشها مع المهرجان.

أنت تعلم أنه لم تكن هناك من قبل مهرجانات سينمائية تهتم بالفيلم الوثائقي. والموجودة منها كانت معروفة وتُعد على رؤوس الأصابع إلا أنه وقعت طفرة في السنين الأخيرة بظهور كثير من المهرجانات تتمحور حول الفيلم الوثائقي. فكيف تفسر هذه الظاهرة؟

أولا، نحن لم نعد مهرجانا للفيلم الوثائقي وبالتالي لم أهتم كثيرا بالموضوع. وأعتقد أن الأمر أصبح يتعلق ببروز مهرجانات سينمائية بشكل عام. في الحقيقة ليس لدي جوابا ويمكنني إعطاؤك ثلاثة تفسيرات. فمن جهة تقلصت قنوات العرض، سواء التلفزيون أو القاعات، رغم ارتفاع عدد الأفلام المُنتجة مما يعني وجود سد أمامها. ومن جهة أخرى هناك شهية ورغبة عند الناس لمشاهدة العالم على حاله وحقيقته. ونعرف جيدا بأننا لن نشاهد ذلك على التلفزيون. فأعتقد أن المهرجانات أصبحت نوعا من مبادرات بديلة للتلفزيون. وبقدر ما يحزن هذا فإنه يفرح أيضا إذ يحزن أن لا يجد الفيلم مكانه بسهولة ولكن في ذات الوقت ينبغي أن نفرح بوجود جمهور يتنقل لمشاهدة الأفلام في المهرجانات.

رغم التغييرات التي شهدها مهرجانكم في خط تحريره وتوجهه الجديد وانفتاحه على مختلف الأجناس السينمائية إلا أنكم مازلتم تحتفظون برمزية حرف "الدال" (D) باللاتينية، الدالة على الوثائقي Documentaire في شعار المهرجان "فيد"؟

لا... لا... إن "فيد" هو الإسم الذي يحمله مهرجاننا حاليا والمعروف به عالميا. أما إذا حققت في ملفنا وقرأته جيدا ستجد بأنه "مهرجان دولي للسينما". أعرف بأنه مشكل بالنسبة للكثيرين الذين لم يواكبوا معنا التطورات والتحولات والديناميكية التي يعيشها مهرجاننا. لكن حرف "D" لم يعد يعني الوثائقي عندنا. وإذا تمعنت في الحرف في شكله الجديد ستلاحظ بأنه أصبح مفتوحا من أحد جوانبه وليس مغلقا كحرف كامل فهو في جماليته الفنية مفتوحا ومنفتحا على الواقع والخيال في ذات الوقت.  

الجزيرة الوثائقية في

24/06/2013

 

في الدورة 48 احتفاء بأوليفر ستون وجائزة العمر لترافولتا

"عمر" الفلسطيني و"وجدة" السعودية في كارلوفي فاري

قيس قاسم 

يشير الرقم 8 في علم الفيزياء الى الحركة اللامتناهية، أي المستمرة الدوران دون توقف، ومن وحيها جاء شعار الدورة ال48 لمهرجان كارلوفي فاري السينمائي حين وضع مصممها رقم أربعين داخل الرقم ثمانية للدلالة على ديناميكية المهرجان وقدرته على ضم عقود طويلة  داخل دوائره الزمنية، تعبيراً عن الثقة بالنفس والقدرة على المطاولة في تنظيم مهرجان سينمائي قادر على جمع سينمات شرق وغرب أوربا داخله دون أن يخل بالتزامه كمهرجان دولي يقدم سينمات العالم الى جمهوره ويحافظ في ذات الوقت على خصوصيته التي يحرص على تثبيتها من خلال مفردات وتفاصيل كثيرة تصل غايتها بسلاسة ويشعر الجميع ان ثمة تميزاً في هذا المهرجان يضعه بين أكثرها رقياً وربما أقلها ادعاءاً، ونظرة أولية على برنامجه تشي بكل تلك الخصال بدءاً من اختياره أهم ما عرض قبله في مهرجاني برلين وكانّ الى بحثه عن الخاص في سينمات العالم بما فيها عالمنا العربي حيث سيعرض فيلمين من فلسطين: "عمر" لهاني أبو أسعد و"الميراث" لهيام عباس ومن السعودية اختار فيلم هيفاء المنصور "وجدة" وركز اهتمامه هذة المرة على السينما الكوردية حيث خصص لها "نظرة مقربة" تضمنت أربعة عشر فيلماً لمخرجين من مناطق الوجود الكوردي، كتحفة يلماز غوناي "الطريق" ومن كردستان العراق سيشاهد الجمهور التشيكي أفلام لهينر سليم وشوكت أمين كوركي.

ومن الجزء الايراني سيعرض فيلماً لبهمان قوبادي الى جانب أفلام لمخرجين أكراد آخرين يقيمون خارج حدودها الجغرافية كالفيلم النرويجي الانتاج "قبل هبوط الثلج" من اخراج هشام زمان وفيه يعالج موضوعاً حساساً يتعلق بقتل الشرف والموقف من المرأة عبر فيلم طريق يبدأ من كردستان العراق مروراً باسطنبول وصولاً الى برلين ينضج خلالها المراهق الذي خرج للبحث عن أخته التي رفضت الزواج من أبناء أحد شيوخ العشائر عنوة وفضلت الهروب مع حبيبها عليه، الأمر الذي اعتبره أهلها خروجاً على أعرافهم وعاداتهم ولا بد عليه من قتلها ولكن الأخ وفي تجربة بحثه عنها يقع  في الحب فيّتَغير ويُغير موقفه من أخته ومن العالم. معالجة هشام زمان هادئة لموضوع شائك واشتغاله السينمائي غاية في الجمال استحق عليه أحد أهم جوائز مهرجان غوتنبرغ السينمائي هذا العام.

شرق من غرب

لن تجد عناءً دورة هذا العام للحصول على أفلام جيدة من شرق أوربا ليس لأنها متوفرة على طول العام وان هذا الجزء من أوربا يظل متمتعاً بقدرات انتاجية وخبرة تاريخية عريقة كالصربية والبولونية والرومانية، فحسب، بل ولأن الكثير منها خرج بجوائز مهمة في مهرجانات عالمية كبرلين مثلاً الذي منح أهم جوائز دورته الأخيرة للروماني "حالة طفل" والبوسني "فصل في حياة عامل خردة". الأخير أخرجه دانيس تانوفيك وجاء كتحفة سينمائية أمتاز بالعمق ومنتهى البساطة الانتاجية، ممثلوه أناس من الغجر تحركوا أمام الكاميرا كما اعتادوا التحرك في الحياة اليومية الحقيقية ولهذا يصعب على المشاهد التمييز بين ماهو تمثيلي وما هو تحرك عفوي يُضيّع الحدود الفاصلة المألوفة في العمل السينمائي التقليدي ومن هنا جاءت حرارته، من حرارة البشر أنفسهم، ولهذا السبب أيضاً يمكن وصف فيلمه بأنه من "دم ولحم" يمس عذابات الغجر في هذا الجزء من أوربا ويُبيَّن حدة التمييز الاجتماعي والعنصري ضدهم يقابلها روح تضامنية انسانية تنتشر بينهم، هي من تبقيهم على قيد الحياة، وتمدهم بالقوة للاستمرار بها. تحفة بصرية ربما لا يضاهيها في القوة إلا فيلم الروماني كالين بيتر نيتزر الذي يدفعنا لملاقاة نماذج جديدة أفرزها المجتع الرأسمالي الروماني ما بعد عهد تشاوسيسكو، حددت قيمها الأخلاقية وفق مصالحها الاقتصادية، وتوهمت امكانة تطبيقها على كل المستويات وهذا ما سيتضح لتلك الأم التي أرادت إعطاء كل شيء لإبنها  وتفضيل حياته وروحه على أرواح الآخرين، حتى اللحظة التي سيتسبب فيها في مقتل طفل بسيارته لتدرك صعوبة البت بين ما هو ارادي يخضع لحسابات المنفعة وما هو روحي يمس جوهر النفس البشرية ويتجاوز قيماً ستتلاشي في تفاصيل انسانية من الصعب ادراكها إلا في لحظات الانهيار الروحي والبحث عن المُنقذ في الكائن الآخر. الى جانبهما هناك العشرات من الأفلام التشيكية والأوربية الشرقية موزعة على خانات من بينها ماهو مخصص للوثائقي أو ضمن المسابقة الرسمية التي ستضم الكثير من العروض الدولية الأولى من كفيلم يان هربايك "شهر عسل" والبولوني "بابوشا" لكرشتوف كراوزه ويوئانا كورس ـ كراوزه والروسي "عار" للمخرج يوسوب رازيكوف وغيرها من أفلام أختيرت من خارج الحقل الشرقي ستتنافس كلها بدءاً من الثامن والعشرين من شهر حزيران/يونيو  حتى السادس من شهر يوليو/ تموز لنيل كرة الكريستال.

احتفاءات وجائزة منجز العمر لترافولتا

تحتفي دورة هذا العام بالمخرجين أوليفر ستون وجيري شاتسبيرغ، وستقدم من أعمال الأخير لجمهورها فيلم "خيال المآتة" أما لستون فوقع اختارها على ثلاثة أفلام من بينها "الكسندر" أما ثالث المحتفى به فهو مصمم الأزياء السينمائية تيودور بيشتك الذي صمم أزياء فيلم "أماديوس" للمخرج التشيكي الشهير ميلوش فيرمان. في حين ستذهب جائزة منجز العمر الى الممثل والمغني الأمريكي جون ترافولتا الذي سيَحضر ومعه فيلمه الجديد "موسم القتل" فيما سيكون الافتتاح للفرنسي "سِقط الأيام" لميشيل غونري والختام ل"خلف الشمعدان" من اخراج ستيفن سودربيرغ وبطولة مايكل دوغلاس والذي عرض مؤخراً في مهرجان كانّ السينمائي

الجزيرة الوثائقية في

24/06/2013

 

بوابة أفلامنا.. نواف الجناحي أول وجه إعلاني لأفلامنا

محمد جلال 

أعلنت أفلامنا، أول بوابة تمويل جماعي للأفكار الإبداعية في الشرق الأوسط، عن اختيارها السينمائي الإماراتي المعروف نواف الجناحي ليكون أول وجه إعلاني لها.

وجاء ذلك خلال الأسبوع السابق لاحتفالها بالذكرى الأولى لتأسيسهان وبعتبر نواف الجناحي هو مخرج فيلم ظل البحر وسيكون دوره تمثيل مؤسسة أفلامنا وتشجيع المؤسسات الإبداعية والمجتمعات الأخرى للمشاركة في صنع الثقافة.

يُذكر أنه في خلال السنة الأولى بعد إنطلاقها العام 2012 الماضي، تمكنت أفلامنا من تمويل 35 مشروعاً، حيث جمعت ما يزيد عن 120 ألف دولار أميركي وأصبحت أبرز منصة للتمويل الجماعي للأفكار الإبداعية في المنطقة العربية.

وانضم للمؤسسة العديد من المشاريع والمساهمين من حول العالم، كما نجح العديد من المحترفين والناشئين من صناع السينما والطلبة في جمع الأموال التي حوّلت الأحلام إلى حقيقة وبنت مجتمعات قدمت دعمها لهم خلال المشروع.

وعلقت فيدا رزق، المؤسس الرئيس لـأفلامنا، قائلة "نشعر أن نواف يمثل مصدر إلهام رائع ومثل أعلى، تتناسب سيرته المهنية ورحلته الشخصية مع هدف طريقة تنظيم أفلامنا للمشاريع، بدعم الأفكار الرائعة والطموحين والفرق والمثابرين الذين يرغبون في تحقيق أحلامهم. نحن سعداء بانضمامه للعمل معنا ومساعدتنا في تحقيق انتشار أكبر خلال السنة الثانية التي على وشك الحلول بعد انطلاقنا منذ عام مضى".

بينما علق نواف الجناحي مؤكداً "تمنح أفلامنا فرصة أكبر لانتشار مشاريع المبدعين والسينمائيين، وأرى أن وجودها حقق بالفعل اختلافاً في هذا المجال بالمنطقة وتمكنت من تحقيق انتشاراً واسعاً واكتساب ثقة كبيرة خلال فترة قصيرة للغاية. أنا مسرور بالانضمام لمبادرة متطورة مثل أفلامنا والتي تساهم في تحويل الأحلام إلى حقيقة وخلق فرص جديدة وفتح أبواب للتعاون".

ويعد نواف الجناحي ممثل ومخرج ولد في أبوظبي، الإمارات، في 7 فبراير  1977 لأم مصرية وأب إماراتي، بدأ التمثيل في سن السابعة وعندما بلغ 19 عامًا انتقل إلى كاليفورنيا في الولايات المتحدة لدراسة فنون السينما.

بعد عودته للإمارات، أنتج الجناحي وأخرج أفلامًا قصيرة حازت على الكثير من الجوائز والتي نالت اهتمامًا واسعًا حول العالم خلال الكثير من المهرجانات السينمائية الدولية. قوبل أحدث أفلامه القصيرة مرآة الصمت حفاوة كبيرة من النقاد والجمهور على حد السواء، وتم اختياره للمشاركة في ما يزيد عن 22 مهرجان دولي حول العالم ليكون في أغلبها الفيلم الإماراتي الوحيد.

عُرض فيلمه الروائي الأول الدائرة في العديد من المهرجانات السينمائية ووصفه النقاد بأنه "نقطة تحول كبيرة في السينما الإماراتية والخليجية". أما فيلمه الروائي الثاني ظل البحر فنال عرضه العالمي الأول في مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2011، وعُرض في مختلف دور العرض الخليجية. وتمكن الفيلم من منافسة أكبر أفلام هوليوود السينمائية، حيث احتل خلال الأسبوع الأول من عرضه المركز الثاني في قائمة أنجح 5 أفلام في الإمارات العربية المتحدة، أكبر سوق سينمائية في العالم العربي. وفيما بعد دخل الفيلم في جولة بمهرجانات سينمائية في أكثر من 22 دولة، وهي أبرز جولة قام بها فيلم إماراتي حتى الآن.

أخبار اليوم المصرية في

24/06/2013

 

السينما تنعي الصيف بـ‏50‏ مليون جنيه

أميرة العادلي 

شهد موسم الصيف مباراة ساخنة بين‏11‏ فيلما تقاسمت إيرادات الموسم‏,‏ الذي أثرت علي إيرادته الأحداث السياسية بشكل واضح‏,‏ بالإضافة إلي انقطاع الكهرباء المستمر‏,‏ وعزوف الجمهور عن السينما بسبب قلة الأفلام المعروضة‏,‏ والمستوي الضعيف لهذه الأفلام‏.‏انحسرت المنافسة بين نوع واحد من الأفلام وهي الكوميديا‏,‏ واختفت أنواع درامية أخري مثل الأكشن‏,‏ والدراما الاجتماعية التي لم تحظ بنصيب سوي فيلمين عرضا في نهاية الموسم علي امل أن ترتفع إيراداتهما في الأيام الأخيرة التي تسبق شهر رمضان الكريم‏.‏

إجمالي إيرادات موسم الصيف هذا العام لم تتجاوز الـ‏50‏ مليون جنيه‏,‏ وهو رقم ضعيف بمقارنته بإيرادات الاعوام التي تسبق الثورة‏,‏ كذلك عدد الأفلام القليل جدا‏,‏ والذي عجز عن تغطية جميع دور العرض‏,‏ مما اضطر الموزعين لعرض الأفلام الأجنبية في عز موسم الصيف‏,‏ بالإضافة لهروب عدد من النجوم من عرض أفلامهم في الصيف بسبب التوترات التي تشهدها الساحة السياسية مثل غادة عبد الرازق بفيلم جرسونيرة‏,‏ وهاني رمزي بفيلم توم وجيري‏,‏ و غيرها من الأفلام‏.‏ جاء ترتيب الأفلام بإجمالي الإيرادات‏,‏ فحصل علي المركز الأول فيلم علي جثتي لأحمد حلمي‏,‏ وغادة عادل‏,‏ وحسن حسني‏,‏ و مي كساب بإجمالي إيرادات‏14‏ مليونا و‏800‏ ألف جنيها بعد‏18‏ أسبوع عرض‏,‏ وجاء في المركز الثاني فيلم سمير أبو النيل بطولة أحمد مكي‏,‏ ونيكول سابا‏,‏ وحسين الامام‏,‏ وعلاء مرسي وإخراج عمرو عرفة بإجمالي إيرادات‏2,9‏ مليون جنيه بعد‏9‏ اسابيع عرض‏,‏ واحتل المركز الثالث بفارق طفيف عن الثاني فيلم تتح بطولة محمد سعد‏,‏ ومروي‏,‏ ودولي شاهين‏,‏ وإخراج سامح عبد العزيز بإجمالي إيرادات‏1,9‏ مليون جنيه بعد عرض‏8‏ اسابيع‏,‏ والمركز الرابع فكان من نصيب فيلم الحفلة في أولي تجارب المخرج حسني صالح السينمائية‏,‏ و بطولة رانيا يوسف‏,‏ واحمد عزمي‏,‏ وحقق في‏16‏ اسبوع‏6,8‏ مليون جنيه‏,‏ وجاء في المركز الخامس فيلم الحرامي والعبيط بطولة خالد صالح‏,‏ وخالد الصاوي‏,‏ و روبي وإخراج محمد مصطفي وحقق بعد‏5‏ أسابيع عرض‏6,3‏ مليون جنيه‏,‏ والمركزالسادس كان من نصيب فيلم فبراير الأسود للمخرج محمد امين‏,‏ وبطولة خالد صالح‏,‏ وأمل رزق‏,‏ وألفت أمام‏,‏ و ميار الغيطي‏,‏ واحمد زاهر‏,‏ و إدوارد‏,‏ وحقق بعد‏10‏ أسابيع عرض‏5,3‏ مليون جنيه‏,‏ وحصل فيلم بوسي كات بطولة راندا البحيري‏,‏ ومنير مكرم‏,‏ وانتصار‏,‏ وعلاء مرسي‏,‏ وإخراج علاء الشريف علي‏35‏ ألف جنيها بعد‏5‏ اسابيع عرض‏,‏ وجاء في المركز الثامن فيلم‏12/31‏ للمخرج محمد حمدي‏,‏ وبطولة علاغانم‏,‏ و رامي وحيد‏,‏ وإدوارد‏,‏ و أشرف مصيلحي‏,‏ و مروة عبد المنعم بإجمالي إيرادات‏20‏ ألف جنيه بعد اسبوعين عرض‏,‏ وجاء في المركز التاسع فيلم هرج ومرج للمخرجة نادين خان وبطولة ايتن عامر‏,‏ وصبري عبد المنعم‏,‏ وأحمد صلاح السعدني‏,‏ و محمد فراج بإجمالي إيرادات‏5,7‏ ألف جنيها بعد‏4‏ أسابيع عرض‏,‏ وحصل علي المركز العاشر فيلم متعب وشادية بطولة علياء الكيبالي‏,‏ و سعيد صالح‏,‏ و عايدة رياض‏,‏ وإخراج احمد شاهين وبإجمالي‏1,7‏ ألف جنيه بعد‏4‏ أسابيع عرض‏,‏ وجاء في المركز الأخير فيلم عشم للمخرجة ماجي مرجان‏,‏ وبطولة مجموعة من الوجوه الجديدة‏,‏ وحقق في الأسبوع الاول من عرضه‏5,3‏ ألف جنيه‏,‏ ليسدل الستار علي موسم الصيف‏,‏ مع استمرار عرض مجموعة من الأفلام التي لحقت متأخرة بالموسم في عيد الفطر المبارك‏.‏

الأهرام المسائي في

24/06/2013

 

خالد محمود يكتب من اربيل:

السينما تولد فى متحف التعذيب

خالد محمود 

عندما وصلنا مبنى «الأمن الأحمر» فى السليمانية شمال كردستان، أدركت أنا ومن معى من مخرجين كبار لماذا يخلد أهل الإقليم رائحة الدم وصوت الألم والصراخ وصور الموت.. أيقنت لماذا أبقوا على حجرات التعذيب.. ليجعلوا منها متحفا.

كان المشهد بحق سينمائيا عظيما، أحياء المكان يطوفون حول زمن الموت ليستلهموا أيام الحياة.

فهنا فى أحد الأركان نموذج مجسد لسيدة مكبلة الأيدى تستسلم للتعذيب وتمسك بجلبابها طفلتها التى نمت سنوات ربيعها فى زنزانة، وهذه الطفلة ــ كما حكى لى مدير قطاع سينما السليمانية عدنان عثمان ــ أصبحت الآن تدرس الهندسة وترسم صرخات وصبر أمها وهى تتعذب على يد زبانية صدام حسين على الورق.. وبجوار تمثال أمها صور واقعية لمن قتلوا أو تشوهوا جراء القصف الكيماوى.

كان المشهد مدهشا ومبهرا.. فقد لاحظنا أن السقف مضاء بآلاف المصابيح الصغيرة.. إضاءة شبه رومانسية، وكأنها تعزف موسيقى جنائزية توحى بانتقال من كان هنا من النار إلى الجنة، وقال مسئول المتحف: إن هذه المصابيح تتجاوز 182 ألف مصباح وتمثل عدد شهداء الأكراد الذين قتلهم ضباط الأمن الأحمر.. هنا همس فى أذنى المخرج عمر عبدالعزيز الذى تأثر كثيرا بمشهد صور الأطفال والأمهات الجرحى بأنه سيفكر فى عمل فيلم يتضمن أيضا لحظة شديدة الواقعية والوحشية والقسوة عن مجزرة مدرسة بحر البقر، وقفز بذهنه وأنا إلى الوراء سنوات طويلة لترسم امام أعيننا صور ومشهد أشلاء أطفالنا.. ولما لا نخلد أحيانا تلك الذكرى المؤلمة فى عمل سينمائى كبير يكشف للعالم أكبر فعل فاضح فى تاريخ الإنسانية على يد إسرائيل؟.

وتدخل المخرج هانى لاشين الذى ظل يسجل بكاميرته الحدث متأثرا برواية مسئول المتحف، وقال لى: إن اسرائيل نفسها قامت بتشييد متحف كبير لضحايا الهولوكوست فى ألمانيا معقل هتلر أى فى مسقط رأس صاحب الجريمة نفسه فى حق اليهود.

هدف عمر عبدالعزيز اختلف عن نوايا اسرائيل التى تتاجر بمذبحة اختلف عليها تاريخيا، فعبدالعزيز كان يفكر فى عمل فنى لأنه يؤمن بأن السينما هى ذاكرة تاريخ.

أعود لمتحف أمن سورك أو مبنى أمن صدام الأحمر، الذى احتفظ به أهل اقليم كردستان وبالتحديد أهل السليمانية على هيئته منذ انتفاضة 1991، وقد سمى الأمن الأحمر نظرا للون الأحمر الذى طليت به غرف المبنى والزنازين.

ودائرة أمن سورك كانت تشكل أحد معتقلات الرعب التى أقامها نظام البعث العراقى، واقتحمها الثوار فى انتفاضة 1991 بعد معركة استمرت 3 ايام. الجدران الظاهرة تحمل آثار الأعيرة النارية التى أطلقت على المبنى اثناء الاشتباك.

قبل أن أدخل المبنى وقفت أنا والمخرج محمد فاضل أمام بضع دبابات محاطة بسلك، قالوا لنا إنها دبابات جنود صدام قبل انهيار اللحظة الأخيرة، حيث تركوها وفروا.. دخلت أنا والمخرج الكبير ود. سمير فرج مدير التصوير ورئيس جهاز السينما ومسعد فودة نقيب السينمائيين رئيس اتحاد الفنانين العرب والمخرج محمد ابو سيف وخطانا بطيئة، فباحة المتحف تذكر زائره بأجواء الرعب فى المكان فى زمن الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، حيث تقف الدبابات والعجلات المدرعة فى طوابير أعدت لتحمى المبنى وتقمع وتخيف الشعب، وبجوارها قذائف طائرات غير منظمة أطلقت فى المناطق الكردية.

فى بهو الدور الأول للمتحف، كان المشهد مدهشا ومبهرا.. فقد لاحظنا أن السقف مضاء بآلاف المصابيح الصغيرة.. إضاءة شبه رومانسية، وكأنها تعزف موسيقى جنائزية توحى بانتقال من كان هنا من النار إلى الجنة، وقال مسئول المتحف: إن هذه المصابيح تتجاوز 182 ألف مصباح وتمثل عدد شهداء الأكراد الذين قتلهم ضباط الأمن الأحمر، وأشار إلى أن حوائط نفس الدور كلها مزينة بقطع من مرايا عددها 4500 قطعة تشير إلى عدد القرى الكردية التى دمرت أثناء عمليات الانفال التى استخدم فيها السلاح الكيماوى.

الصورة بحق ملهمة وجديدة ومثيرة.. لقد رأيت الدهشة بعيون من كانوا بجوارى د. فاروق الرشيدى وأستاذ الإخراج والموسيقى أحمد رمضان والمخرج محمد أبو سيف الذى يرقب المشهد ويحدق فى كل صورة وركن، وقد لحق بنا المخرج على بدرخان فبعد أن ذهب للجلوس على مقهى الفنانين وسط السليمانية تجولنا: فهنا فى هذا الركن مكتب ضابط التحقيق، ويوجد عليه بعض معدات كانت تستخدم فى التعذيب، ومنها هاتف عسكرى مزود بوصلات كهربائية تربط بأصابع السجين أو بأعضائه التناسلية لانتزاع اعترافاته، وفى معظم الأحيان يعترف السجناء بكل ما يطلبه منهم السجانون بسبب قسوة الصعقات الكهربائية.

حكى لى أحد المسئولين عن المتحف بأن فى هذه الغرف اضطر رجل أن يعترف بانتمائه إلى تيار سياسى معاد لنظام صدام بعد تهديده باغتصاب زوجته، وبعد اعترافه قتل أمام المبنى وثلاثة آخرين.

مازال المخرج هانى لاشين يسجل بكاميرا الفيديو لقطات تبدو شخوصها حية، رغم الرحيل، عندما دخلنا البدروم لنرى أبشع زنازين عاش فيها مواطنون بسطاء كان نصيب الفرد منهم 40 سم مربعا.. وضع المخرج عمر عبدالعزيز يده على كتفى وقال لى «احنا برضو كان عندنا زمان حاجات كده»، وأكد كلامه المخرج مسعد فودة مضيفا «وأبشع.. الله لا يعيدها سنوات».

على يسارنا لفت نظرنا غرفة لتماثيل تجسد عملية التعذيب عن طريق ما يعرف بالفلكة، وهى عصا مرتبطة بحبال تجمع فيها ساقى السجين وآخر يقف ليضربه بالكرباج.

لأن أمن سورك مرتبط بنظام قمعى فى ذاكرة مواطنى كردستان، حولت السلطات الكردية البناية إلى متحف وطنى يزوره العشرات يوميا دون أن تعمر الأجزاء المهدمة التى تعرضت للتخريب، والوحيد الذى تم تغييره لاحقا ليختفى هذا الجزء من تاريخ أمن سورك، هى الغرفة التى كانت تستعمل لاغتصاب النساء من قبل رجال الأمن. مبنى دائرة الأمن الذى بنى قبل 27 عاما، جرى تصميمه على يد مجموعة من مهندسى ألمانيا الشرقية عام 1979، ليذكرنى د. فاروق الرشيدى بأنه مثل المدن الجامعية فى روسيا عندما كان فى منحة دراسية هناك، وقد تم تجهيزه عام 1985 ومقره الأصلى بنى على 16 ألف متر، ليشمل عدة أبنية من ثلاثة طوابق وطابقين محاطة بسور ارتفاعه مترين..

كانت تهم الذين يعذبون فيه سياسية، إلى أن جاءت قوات البشمركة عقب انتفاضة 91 لتفك أسر الجميع، وبالتحديد فى 7 مارس من نفس العام. وسط المتحف وأروقته تجد العديد من الوثائق لحزب البعث والأسلحة والدروع والمدافع التابعة للجيش العراقى السابق، لتشم رائحة ذلك الزمن الغابر وتسمع صيحات السجناء وخصوصا النساء والأطفال باستثناء الغرفة الحمراء.

قال لى مدير قطاع السينما بالسليمانية عدنان عثمان الذى فقد بعض أهله فى تلك الزنازين متأثرين بالتعذيب وبالأسلحة الكيماوية: «إن فكرة تحويل المكان إلى متحف جاءت بهدف تذكير الأجيال القادمة بمعاناة الآباء، وإطلاعهم على آلام الشعب الكردستانى على يد نظام صدام، خصوصا أن المتحف يضم قسما خاصا بذكريات حملة الأنفال التى راح ضحيتها أكثر من مائة ألف مواطن كردى»، وبجانبه معرض لصور فوتوغرافية لمقاتلى البشمركة أيام كفاحهم المسلح، وأسفلها سراديب اعتقل فيها عدد كبير من سكان بلدة حلبجة الذين استسلموا بعد ضربها بأسلحة دمار، ومازالت السراديب مطرزة بصورهم، ومنها صورة لفتاة مناضلة تم قتلها ليلة عرسها بفستان الزفاف.

المكان والصورة والحدث الواقعى كان لها نصيب على شاشة السينما الكردية، وتتناوله بعض الأفلام السينمائية الكردية بطرق مباشرة وغير مباشرة، عبر قصص معاناة وكفاح رجال ونساء فى أطر درامية ورومانسية، ورغم قلة عدد تلك الأعمال السينمائية، الا أنها استطاعت أن تفرض نفسها بالعرض على شاشات المهرجانات العالمية ونيل الجوائز أحيانا، وكان آخر تلك الأفلام my sweet pepper land أو «بلدى بلد الفلفل الحلو» للمخرج هنر سليم، والذى عرض فى قسم «نظرة ما» بمهرجان كان السينمائى الأخير، وقصته تدور بعد سقوط صدام حسين حيث نجد باران أحد ابطال حرب الاستقلال الكردية يقرر قبول منصب فى قرية بائسة على الحدود التركية الإيرانية، وهناك يقابل جوفيند فرهانى تلك المرأة الشابة الجميلة التى تأتى للعمل كمعلمة فى مدرسة جديدة تم افتتاحها هناك، وقد جاءت للعمل رغم رفض إخوانها الـ12 ليشعر معها برفقة جميلة.

هنر سليم قال: «رغبت بإعداد فيلم فى جبال ما بين النهرين، هذا البلد، أوجه له الانتقادات صباحا وأكرّمه فى المساء. رغبت فعلا بالحديث عنه، وعن الحب، وبالنتيجة عن المرأة والتى هى فى بعض البلدان وتحت تأثير الدين كبلد محتل أردت تحريرها لفترة ساعة ونصف الساعة من الوقت ثم وجدت نفسى أمام الكثير من الشخصيات».

وفيلم «كيلومتر صفر» الذى شارك فى المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائى الثامن والخمسين، وهو لنفس المخرج المولود فى اربيل لكنه يعمل فى اوروبا منذ سنوات حيث لا يتوقف عن تحقيق احلامه. وكذلك فيلم «موسم الكركدن» للمخرج بهمن قوبادى، الذى يدور حول حادثة واقعية لقصة مأساة اعتقال شاعر كردى مع زوجته الوفية إبان الثورة الإسلامية فى ايران بتهم سياسية باطلة، بعد أن وشى بهما أحد المعارف على خلفية ثأر شخصى منهما.

وبعد قضاء 10 أعوام فى السجن تفرج السلطات الإيرانية عن الزوجة التى تؤدى دورها الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشى، وتقرر الهجرة إلى إسطنبول مع طفليها الاثنين بعد اعتقادها أن زوجها الشاعر الكردى قد قتل فى المعتقل، غير أن الزوج لم يكن فى واقع الأمر قد مات، وبعد 30 عاما تفرج عنه السلطات الإيرانية، ويقرر البحث عن عائلته ليواجه سلسلة من المفارقات والمفاجآت فى طريق بحثه عنهم؛ وقد عرض الفيلم فى مهرجان تورينتو السينمائى الدولى.

ومن الأفلام أيضا، فيلم «خولة بيزة» للمخرج خليل زنكة، ثم فيلم «مامة ريشة» الذى يروى قصة أحد أبرز قادة البشمركة بتاريخ الثورة الكردية الحديثة الذى أثارت أنشطته العسكرية الرعب فى قلوب قادة النظام السابق أثناء الثورة، واغتيل فى جبال كردستان من قبل عملاء مأجورين للنظام البعثى. وشارك الفيلم فى مهرجان الأفلام الكردية بلندن، واستمر عرضه فى صالات السينما بكردستان لأربعة أشهر متتالية.

ويعمل المسئولون فى اقليم كردستان العراق على إنتاج فيلم سينمائى عن الأكراد وزعيمهم التاريخى الملا مصطفى بارزانى يقوم بإخراجه على بدرخان بمشاركة ممثلين عالميين.

الشروق المصرية في

24/06/2013

 

فجر يوم جديد: زامر «النبوي» لا يُطرب!

كتب الخبر مجدي الطيب 

مطلع التسعينيات من القرن الماضي التقيته في أستوديو نحاس أثناء تصوير فيلم «إسماعيلية رايح جاي»، ومنذ تلك اللحظة توطدت علاقتنا، كما شهدت أيضاً موجات من المد والجزر نتيجة تباين وجهات النظر وتقدير الأمور بشكل مختلف. لكنني، في الأحوال كافة، لم أخف تقديري لاجتهاد خالد النبوي، ورغبته المستمرة في تطوير نفسه وغيرته على فنه، فضلاً عن طموحه الذي لا ينتهي وتواصله الدائم مع الهم الوطني، وذلك عبر دعوته لعدد من نجوم العالم، على رأسهم شون بن، إلى زيارة مصر ودعم ثورة 25 يناير، وتحمسه لإنتاج وإخراج حملة إعلامية ضد التحرش الجنسي الذي يطول المرأة المصرية.

من هنا لم أر مبرراً للهجوم الذي يصل إلى حد التجريح الذي يتعرض له «النبوي» في أعقاب كل تجربة يقوم بها، كما حدث عندما اتهم بأنه «لم يكن مخلصاً للحملة التي قادها ضد التحرش، وأن كل ما يعنيه هو التواجد إعلامياً كونه عاشقاً للأضواء؛ خصوصاً أن الحملة لن تكلفه سوى بضعة آلاف من الجنيهات بينما سيجني منها مكاسب أدبية كبيرة»! ثم تكرر الهجوم في أعقاب قيامه ببطولة الفيلم الروائي القصير «فردي» الذي عُرض في مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة في دورته الأخيرة، بناء على «إلحاح بطله»، حسبما جاء في الهجوم الضاري الذي استهدفه، وخروج الفيلم من دون جائزة أو تنويه، اللهم إلا «تصدر النبوي مقدمة «الكادر» في الفيلم، الذي صوره مجاناً وكان عليه أن يجني في مقابله حضوراً إعلامياً»!

إلى هذا الحد؟ وأي نقد هذا الذي يُحاسب فيه «النجم» على النوايا، ويصل إلى حد السب والقذف؟

أمر جائز بالطبع أن يصف ناقد فيلم «فردي» بأنه «متواضع» في حين يرى آخر أنه يتبنى قضية على جانب كبير من الأهمية والحساسية، تتعلق بظاهرة الفتنة الطائفية. لكن ما لا يمكن قبوله أن يُكتب أن «ما يشغل خالد النبوي هو إثارة الرأي العام ليذكره دائماً بأنه لا يزال يحتل مساحة على الخارطة»!

لم يكن النبوي في حاجة، بكل تأكيد، إلى أن يُخصص بضعة آلاف من الجنيهات من ماله الخاص ليمول حملة وطنية ضد ظاهرة استفحلت وتوحشت وانتهكت عرض الفتاة المصرية على الملأ، ولم يكن مُجبراً بالطبع أن يخوض تجربة بطولة فيلم لا يتقاضى عنه مليماً، ولا يتفوه بكلمة طوال مدة عرضه التي اقتربت من الثلاث عشرة دقيقة، وإنما اعتمد بشكل كلي على تعبيرات وجهه وإيماءاته ومعايشته للشخصية!

إنه التحدي بكل تأكيد، فضلاً عن الرغبة في خوض مغامرة جديدة؛ بدليل أن النبوي ترك نفسه في «فردي» لمخرج شاب يقدم نفسه للمرة الأولى للجمهور العربي هو كريم الشناوي، الذي نال الماجستير من كلية غولدن سميث في جامعة لندن، ويقترب في الفيلم من قضية شائكة تتصل بالفتنة الطائفية؛ حيث يُجسد شخصية طبيب مسيحي يُعاني اضطهاداً في البناية حيث يسكن، على رغم الخدمات التي يقدمها لجيرانه، بحكم عمله في إحدى شركات الأدوية، ويتملكه شعور قاتل بأنه «معزول» ومُستبعد ورقم «فردي» كالمصعد الذي وجد نفسه في داخله سجيناً ورهينة، مُحاصراً بشعارات ومظاهر دينية متطرفة. ولأنه مُصاب بمرض السكري تنتهي اللامبالاة بشخصه وعدم مراعاة مشاعره إلى تبوله على نفسه، ولحظة وصول المصعد إلى الطابق الذي يضم شقته يُسارع بتسليم طفلة «قالب حلوى» عيد ميلاده، ويُداري نفسه خجلاً مُفضلاً  الهروب والعزلة في مصعد «فردي» تجربة تستحق التنويه لجرأة صانعيها، وقدرتهم على تناول ظاهرة الفتنة الطائفية من زاوية مختلفة محورها الدعوة إلى احترام حرية العقيدة وكفالة الحرية الشخصية، مع التحفظ على السيناريو الذي تسببت الرغبة في تكثيف توجهه، في ارتباك رؤيته، حتى بدا وكأنه يدين الطبيب المسيحي لا المحيطين به؛ حيث بدا جامداً، عابساً، متجهماً، ومتعالياً، وهي سمات للشخصية تنسف القضية برمتها، وتخصم من رصيد التعاطف مع البطل، وربما تبرئ الأطراف التي حاول الفيلم اتهامها بالتطرف والاضطهاد الديني!

اجتهد النبوي في تجسيد شخصية الطبيب المسيحي عادل إسكندر، بصمته وغضبه المكتوم، وإن بدا متكئاً على خبراته الشخصية، وتراكم تجاربه الذاتية، ولم تظهر بصمة المخرج الشاب كريم الشناوي، بما ينبئ عن حجم الموهبة التي يملكها، لكن أحداً لا يستطيع تجاهل روح الدأب والمثابرة التي تتملك الممثل الشاب، والدخول في نواياه والتعسف في اتهامه بأنه «يعيش على الصخب الإعلامي»؛ فالاختلاف مع رؤيته وتوجهه، والسبل التي يراها مهمة لتحقيق أهدافه، لا يمكن أن يُصبح سبباً في التحريض على كراهيته وازدرائه بين رفاقه، وأغلب الظن أن حملة الكراهية تنتهي إلى تعاطف ملحوظ مع «النبوي» اتساقاً والمقولة المأثورة «زامر الحي لا يُطرب»!  

الجريدة الكويتية في

24/06/2013

 

المستقلة تذهب للأبيض والأسود لخفض الكلفة

فيلم «فرانسيس ها».. علينا أن نتجاوز العثرات!

عبدالستار ناجي 

عرض فيلم «فرانسيس ها» في عدد من المهرجانات، وفي أوقات متقاربة حاصدا اعجاب النقاد، مرسخاً حضور السينما المستقلة، التي تذهب الى الموضوع والقيم الابداعية التي تمثلها، متجاوزا الظروف المادية التي تحيط بالانتاج.

فيلم «فرانسيس ها» عن حكاية فتاة تعيش في نيويورك، ولا تمتلك الشقة، تعشق الرقص ولكنها ليست براقصة، تذهب خلف أحلامها، التي تظل تتضاءل، أمام ما هو ممكن وما هو متاح، ولكنها بما تمتلك من ارادة وحيوية وعفوية، تعمل على أن تتجاوز العثرات.. فما أحوجنا ان نتجاوز العثرات، وأن نعيش الغد.. والأمل.

حتى حينما تبلغ النهاية، تظل تراهن على أن تتجاوز وتمضي في مشوار حياتها.

أخرج الفيلم «نوه» نوح بومباك الذي قدم عدد من الافلام من بينها «فانتاستك مستر فوكس» و«لايف ايكواتيك» وشاركه في كتابة السيناريو غريتا غرونج، التي شاركت ايضا ببطولة العمل وتجسيد الشخصية الرئيسة (فرانسيس).

الفيلم كما أشرنا، بالأبيض والأسود، وهو أمر تلجأ إليه الكثير من الشركات والافلام المستقلة، من أجل تجاوز كلفة الفيلم الملون المرتفعة بعض الشيء.

والفيلم ايضا، يذكرنا بموجة السينما الفرنسية الجديدة عام 1962، بما يمتلك من حيوية وتوقد.. وايضا ايقاع متصاعد رشيق.

امرأة رغم كل الظروف والمصاعب، تظل على قيد الحياة، تحارب الناس، بعيدا عن مفردات القلق والتوتر، تنظر الى الحياة بعفوية.. رغم عقبات الحياة المتواصلة، التي تظل تتجاوزها.

تظل طيلة الفيلم تنتقل من شقة الى أخرى، ومن حياة الى حياة، تتعثر.. وتسقط.. ولكنها لا تستسلم.. تأتيها الصفعات والضربات من كل مكان.. قسوة الظروف الاقتصادية.. والتعب اليومي، تعطلها.. تعوقها.. ولكنها لا تيأس.. جسدها يعبر.. الرقص هو مفتاح الغد..

امرأة لا تعرف اليأس، حينما تراها تعتقد بأنها راقصة محترفة، بمشيتها واسلوبها، ولكنها ليست براقصة.. سينما كما أشرنا، تذكرنا بمشهديات مرت على الذاكرة من خلال موجة السينما الجديدة، من أعمال عزدار.. وتروفو.. وغيرهما.

رغم ضعف الانتاج، الا أن اسلوب الفيلم وشخوصه واحداثه ومضامينه، تظل مشبعة بالثراء الفني والعمق.

مشهديات تشعرنا في أحيان كثيرة بالشفقة على فرانسيس، إلا أنها تظل صامدة لا تنهار.. ولا تنهزم.. صامدة، تتجاوز عثراتها.. وايضا ضربات الزمن الموجعة.

في كل لحظة، يشعر المشاهد أنه أمام امرأة سرعان ما تتكسر وتتحول الى شظايا صغيرة، تذهب الى دروب الادمان.. ولربما الانتحار، ولكن لا شيء من هذا يتم، تظل صامدة، وكأنها تعرف بأن خصومة القدر.. تتطلب مقدرة.. ومزاجا.. وايضا عملا دؤوبا.. وتحديا للذات.. لتخفيف ذلك القدر الموجع.

في الفيلم اسماء، قد تكون غير معروفة في السينما الاميركية ولكنها تظل حاضرة في السينما المستقلة، بالذات، غريتا جرونج وسيندي كاتز ومايا قازان وجوستين لوب.

ونتوقف عند الكاتبة والممثلة غريتا جرونج، التي تكتب للمسرح منذ مرحلة مبكرة من مشوارها الدراسي، بالاضافة لتأسيسها لفرقة مسرحية تحمل اسم «تي بارتي» لها في السينما افلام عدة ومنها «منزل الشيطان» 2009 و«أرثر» 2011 و«غرينبورج» 2010، كتبت 5 سيناريوهات ومسرحيات وعملت كمخرجة، ومثلت في 26 فيلما ومسلسلا.. وهي هنا تعيش الشخصية.. وكأنها هي!

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

24/06/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)