حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يكمل حكايات المشي والحكي

«قبل منتصف الليل»: ومن الحب ما صنع أفلاما جميلة

لندن: محمد رُضـا 

 

في عام 1995 قام المخرج الأميركي رتشارد لينكلتر بتقديم فيلم صغير عنوانه «قبل الشروق» أسند بطولته فيه إلى إيثان هوك وجولي دبلي. هو كاتب أميركي واعد اسمه جسي وهي امرأة فرنسية اسمها سيلين. كلاهما «غريبان في القطار» (نستعير هنا عنوان فيلم شهير لألفرد هيتشكوك) المنطلق من بودابست إلى فيينا والوقت يمضي وهما يتبادلان الحديث. مع وصولهما إلى فيينا، يقترح جسي أن تشاركه التجوال في المدينة إلى حين تقلع الطائرة به عائدا إلى بلاده. يقول لها: «ربما بعد عشر سنوات أو عشرين سنة ستستيقظين من زواج غير سعيد وتتساءلين كم كان الأمر سيختلف لو أنك التحقت برجل آخر». لكن جسي مفلس حاليا وعليه فإن كل ما يستطيعان القيام به هو السير في أرجاء المدينة والحديث طوال الليل لحين توجهه إلى المطار فجرا.

بعد تسع سنوات يلتقي جسي وسيلين مرة أخرى وفي فيلم آخر صمم ليكون تكملة للفيلم السابق. بات عنوان الفيلم الثاني «قبل الغروب» ونجد جسي قد وضع رواية واحدة وهو حط في باريس لحضور حفلة توقيع وها هي سيلين بين الموجودين، ترقبه مبتسمة. ينتبه لها ويتذكرها. حال انتهائه من توقيع النسخ يخرجان معا في شوارع المدينة ويمشيان في أزقتها وشوارعها ويستقلان مركبة تمضي بهما فوق مياه نهر السين كأي سائحين. الحديث هنا، في معظمه، هو كاشف عما حدث ما بين 1995 و2004 في حياة كل منهما. جسي يخبرها بأنه تزوج ولديه صبي صغير وأنه يبحر تجاه الاكتفاء بالكتابة الروائية، وهي تخبره بأنها زارت أميركا وتعرفت على صديق وانخرطت في مجال العمل دفاعا عن البيئة.

إذا كانت حوارات الفيلم الأول كشفا للشخصيات في مرحلتها الآنية، فإن حوارات الفيلم الثاني جاءت كشفا لخيبات أمل اعترضت كل منهما وتركته غير راض تماما عن حياته الخاصة. «قبل الغروب» انتهى بسؤال واضح عما سيكون عليه مستقبلهما بعدما أشبعا ماضيهما وحاضرهما بحثا.

الآن، وبعد تسع سنوات أخرى، يأتينا الجواب على ذلك السؤال. نلتقي بجسي وسيلين مرة ثالثة في فيلم جديد للمخرج ذاته، لينكلتر، بعنوان «قبل منتصف الليل». هذه المرة لا يتواعدان على لقاء بل هما زوجان قادمان معا إلى اليونان حيث سيمضيان فترة استراحة. وهما يصلان مع ابنتيهما التوأمين وابنه من زوجته السابقة (التي لا نراها) التي نفهم أنها أصبحت مدمنة شرب. جسي وسيلين يبدوان سعيدين بحياتهما وفي أحد الحوارات يتعجبان من كونهما صمدا معا كل هذه السنوات.

الفيلم الجديد يكمل ولكن من غير المعروف بعد إذا ما كان سينهي قرابة عشرين سنة من متابعة المخرج لحياة شخصيتين خياليتين بأسلوب طبيعي يقترب من أسلوب سينما المؤلفين الفرنسيين إن لم نقل يندمج بها. رتشارد لينكلتر هو إريك رومير وروبير بريسون مع تعديل. الممثلون الذين يقفون تحت إدارته هم في الواقع أكثر إثارة للمتابعة من أولئك الذين وضعهم رومير في بعض أفلامه أو بريسون في كل أفلامه (كون بريسون كان يصر على تجريد ممثليه من كل فعل تمثيل).

لعبة خيالية كنوع كل واحد من أفلام لينكلتر الثلاثة، وعلاوة على كونه فيلم - مؤلف، هو قصـة حب رومانسية أصبح ممكنا الآن تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء كل جزء يتبع مرحلة معينة من حياة بطليه. والمعالجة الفنية مناطة بكاميرا تلاحق من أمامها من زوايا مختلفة لتحيط بهما وهما يمشيان ويتكلمان. هناك الكثير من المشي والكثير من الكلام، برنة طبيعية وبحوار يبني الدراما كما قلما يفعل حوار آخر في أي فيلم سابق. وكان الإيراني عباس كياروستامي قبل أربع سنوات قدم حكاية عنوانها «نسخة مصدقة» من بطولة ويليام شيمل وجولييت بينوش مسحوبة من حبكة الجزء الثاني من ثلاثية لينكلتر «قبل الغروب» على اعتبار أن «نسخة مصدقة» يبدأ بحفل لكاتب في جولة ترويج (كما كان حال جسي في الفيلم الآخر) يتعرف على فرنسية تعيش في مقاطعة توسكاني ويمضيان الوقت بعد ذلك في أحاديث طويلة. كما في «قبل الغروب» هناك تقمص لحالة غير واقعة بينهما ضمن لعبة تخيـل ثم هناك بالطبع الكثير من مشاهد «الحكي والمشي» المتوفرة، ولو أن كياروستامي يستعمل «الحكي وقيادة السيارة أيضا».

لكن على عكس لينكلتر، فإن كياروستامي زبون دائم لمهرجان «كان» (حقيقة أن أفلام كياروستامي تنال أكثر مما تستحق من إعجاب نقدي غربي وعربي هو أمر آخر).

ولا أحد يعرف تماما كيف بقي رتشارد لينكلتر بعيدا عن «كان» بأعماله تلك. فالمرة الوحيدة التي أم بها لينكلتر «كان» وقعت سنة 2006 عندما قدم فيلمين معا، فعرض داخل المسابقة «أمة الطعام السريع» وعرض خارجها فيلم «سكانر داركلي». الأول تسجيلي حول مطاعم الأكل السريع ومضاره والثاني أنيماشن مبتكر (تم تصويره بممثلين ثم تحويل الممثلين إلى أنيماشن على غرار فيلم سابق له بعنوان «حياة يقظة» سنة 2001).

هذان الفيلمان يمثلان كل ما عند المخرج من علاقة مع المهرجان الفرنسي ما يثير السؤال حول السبب خصوصا أن مكانة لينكلتر الفنية، كمخرج أميركي مستقل، لا تقل قيمة عن علاقة مخرجين أميركيين مستقلين آخرين يعرضون في «كان» أعمالهم جميعا ومنهم جيم يارموش وديفيد لينش وألكسندر باين.

ورد لينكلتر في عام 1988 عندما أخرج أول أعماله «من المستحيل أن تحصد وقتما تقرأ» الذي كان أشبه برسالة تقديم تكلفت ثلاثة آلاف دولار لإنتاجها. بعده انتظر لينكلتر ثلاث سنوات قبل أن يقدم فيلما أكبر من سابقه بعنوان «كسول» وبعد عامين حقق أول أعماله التي نالت رواجا طيبا وصيتا أطيب وهو «دائخ ومشوش». في كل هذه الأفلام تعامل مع شخصيات مرمية على جوانب مجتمعاتها وبيئاتها المختلفة. لا حكايات كبيرة ولا شخصيات تختلف عن الواقع، لكن مع معايشة طبيعية للمواقف تبلورت لاحقا - ومن هذا الفيلم الثالث - لتصبح أسلوب عمل.

إنه بعد هذا الفيلم تحديدا حقق أول أعماله في تلك الثلاثية «قبل الشروق» ثم أنجز «ضواحي» عن حياة الشبين المراهقين أمام مناسبات تحولهم إلى الرجولة. في كل أعماله سعى لأن يعكس رؤيته للحياة والناس والفن تماما كما هو المطلوب والمتوقع منه كفنان. على ذلك، فإن نصيبه من الجوائز الرئيسية ما زال محدودا: فضية من برلين عن «قبل الشروق» وجائزتين ثانويتين من مهرجان فينيسيا.

* لينكلتر والمؤسسة

* تعامل لينكلتر مع المؤسسات الهوليوودية مرات قليلة. أول مرة سنة 1998 عندما حقق لحساب فوكس «فتيان نيوتن» الذي دار حول عصابة فعلية عاشت في عشرينات القرن الماضي. سنة 2003 أخرج «مدرسة الروك» لحساب باراماونت وفي عام 2005 ثم أنجز «دبب الأخبار السيئة» لحساب الشركة ذاتها.

المشهد

مع الفيلم ضد الديجيتال

* تعامل السينما في العواصم العربية مع التطورات التكنولوجية معقـد وغير طموح وفي أحيان تعامل بدائي. كبداية، تلك الهجمة على الأفلام المصورة ديجيتال تأخذ بالاعتبار عاملا اقتصاديا مهما وهو رخص الكلفة بالمقارنة مع ما يتطلـبه التصوير بالكاميرا الفيلمية. لكن لتكنولوجيا الديجيتال، كأي أداة حالية، وجهان، واحد يبتسم لنا على أساس أنه سيسهـل المهام والتكلفة وسيكون خير معين للباحثين عن تمويل لأفلامهم القصيرة أو الطويلة، وآخر شائك كونه يتـصل بما هو أبعد من مجرد ضغط الزر وتحريك الكاميرا المحمولة يمينا أو يسارا.

* لا شيء - والكلمة هنا فاصلة مستوحاة من آراء لفيف المصورين العالميين - يضاهي التصوير بالكاميرا التي تستخدم الفيلم. لكي يتساوى معه في بعض الجوانب (كحدة اللقطة وعناصرها اللونية) على المصور أن يكون فنانا ملما كذلك على الكاميرا أن تكون حديثة للغاية (وسعر هذه الكاميرات بات أكثر ارتفاعا عما كان عليه الحال قبل عشر سنوات). لكن حتى مع هذا الجانب، فإن كاميرا الفيلم تمنح المشاهد القدرة على النظر إلى العمق بحدة أفضل. وفي بعض الأحيان تتبدى الألوان ذاتها على نحو مختلف. في كاميرا الديجيتال يبقى اللون مشروطا بتقنيات الكاميرا بصرف النظر عن الترتيبات الفنية في مكان التصوير. لذلك، مثلا، التصوير بالديجيتال في مكان داكن من دون إضاءة إضافية، وهو أمر ممكن بالنسبة لكاميرا تستخدم الفيلم بهدف منح المشهد حسا واقعيا، سيطمس الشاشة بدكانة غير محببة وذات مسحة عامة وليست تفصيلية.

* معظم مخرجينا العرب الجدد في الميدان الذين يعتبرون استخدام كاميرا الديجيتال هو الحل المثالي لإزالة عوائق العمل، لا يدركون كذلك ناحية مهمة أخرى: استخدام الفيلم التقليدي يجعل المخرج قادرا على سبر غور الاختلافات في المكان والإضاءة وتبعا لحساسية الفيلم. بكلمات أخرى، هناك ما يسمى بـ«عزل المـشاهد» وهو مفهوم يتداوله المخرجون ومديرو التصوير ومفاده منح كل مشهد عالمه الخاص وإبراز تفاصيله. هذا العزل غير ممكن باستخدام كاميرا الديجيتال. هناك مقال منشور على موقع www.cinemtographers.nlيلقي ضوءا آخر على المعضلة: كاميرات الديجيتال لليوم لا تملك القدرة ذاتها على التقاط تفاصيل داخل اللقطة. المقال يذكر مثالا بالغ الأهمية فيقول: إنه لو قام الممثل بتغيير هادئ في تعابيره داخل المشهد الذي يقوم به، فإن كاميرا الديجيتال لن تستطيع التقاطه.

* أستطيع المضي طويلا في فحص هذه الجوانب منتصرا للتصوير بالكاميرا السينمائية، لكن الهدف هنا ليس تأييد كاميرا وانتقاد أخرى، بل للوصول إلى بيت القصيد: لا عجب ومعظم مخرجي اليوم الجدد فرحون بوجود الديجيتال كحل لأزمة التصوير، أن غالبية ما نراه من أفلام يعاني في النواحي التقنية بأسرها. أكثر من ذلك، يفرض استخدام كاميرا الديجيتال اللجوء لحلول سهلة مثل تصوير الفيلم بأسره بكاميرا محمولة. يطلقون على ذلك تبريرا جاهزا وهو أن التصوير المحمول ينقل «نبض الحياة» وأن ذلك فعل مطلوب لأن على السينما أن ترتبط بالواقع الذي تتحدث عنه.

* الحقيقة هي أن معظم مستخدمي الكاميرا المحمولة لا يعرفون تقنية وفن تحقيق الفيلم بثوابته الكلاسيكية. لا يجيدون تصميم المشاهد ولا تصميم اللقطات ولا توقيتها ولا أحجامها ولا حتى فن بناء الفيلم سردا وشكلا. لذلك، وبكل موضوعية، هناك فن في سينما الترفيه (البعيدة - من حسن الحظ - عن الشعارات الواقعية) لا يمكن أن نجده في أي منوال آخر. لقطة واحدة من فيلم لهيتشكوك، وايلدر، أوزو، كمال الشيخ، هوكس، دوان، دي توث، غودار، تاركوفسكي، برغمن، روزي وسواهم تساوي 90% مما صنعناه حتى الآن من أفلام دجيتال. م. ر

DVD

(*4)The Gold Rush  مشهد التهام تشارلي شابلن لربطة حذائه بالطريقة ذاتها التي نأكل بها السباغتي في فيلم «الاندفاع للذهب» [إخراج شابلن سنة 1925] ولد من ساعته ليكون كلاسيكيا وهو إلى اليوم كذلك ومستخدم في المقاطع التي تؤرخ للكوميديا أو تؤرخ لمسيرة فنانها الكوميدي هذا. لكن الفيلم بأسره هو من هذه النوعية ذاتها: عمل من تلك التي من أجلها أحببنا السينما ومفاده هو لجوء شابلن إلى منطقة ثلجية عالية للبحث عن الذهب ومعه رجل عملاق (جيم ماكاي) الذي حين يتضور جوعا يتوهم بأن شابلن دجاجة كبيرة فيحاول قتلها وأكلها. لكن الفيلم فيه بالطبع حكاية حب بين شابلن وفتاته ولو أنها تتقزم قياسا بالفصل الرئيسي في هذا الفيلم الذي يقع بين شابلن وماكاي.

(*3)Ivan Childhood هناك عدة طرق لتقديم فيلم معاد للحرب (أي حرب) والطريقة التي عمد إليها المخرج الراحل أندريه تاركوفسكي كانت تقديم حكاية صبي في الثانية عشرة من العمر تقضي الحرب على براءته عندما يتم تجنيده جاسوسا ينقل أخبار العدو النازي إلى الجيش السوفياتي. هذا كان ثاني أفلام تاركوفسكي الذي لم يعش طويلا ليحقق أكثر من تسعة أفلام (بينها عمل تسجيلي لصالح التلفزيون بعنوان «رحلة في الزمن») لكنه ترك بصمة فنيـة رائعة في كل فيلم. البصمة هنا توحي بمخرج قيد التكوين، يحب الماء (المتوفـر في كل واحد من أفلامه على شكل أمطار أو أنهر أو بحيرات أو حتى على شكل بركة صغيرة) كما يؤسس مشاهده بتكوينات فنيـة لا تضاهى. طالما قال: إنه تعلـم من السويدي إنغمار برغمن، لكن برغمن صرح بدوره أنه تأثر بتاركوفسكي.

(*4)3:10 To Yuma عتـم نقاد السينما العربية على أي مخرج لم ينساق لأفلام الخطب والقضايا، كما لو أن السينما هي نوع واحد أسمه «قضية». هناك فيلمان يحملان هذا العنوان، لكن ما هبط الأسواق مؤخرا هو هذه النسخة الأصلية المصنوعة سنة 1957 والتي أخرجها دلمر ديفز (الثانية إعادة صنع حققها سنة 2007 جيمس مانغولد) الذي لم يكن مخرج قضايا بل، كعشرات سواه، مخرجا جيدا في تركيب الدراما وصنع الفيلم في سياق جيد بشخصيات لديها ما تطرحه بكلمات صغيرة أو عبر مواقف موحية: غلن فورد هنا في شخصية مجرم مطلوب للعدالة تؤول حراسته لمزارع بسيط (فان هفلن) لقاء مبلغ من المال وذلك لحين وصول قطار الثالثة والعشر دقائق (العنوان).

تقييم الناقد:

(*1): رديء، (*2):وسط، (*3):جيـد، (*4):ممتاز، (*5):تحفة

شاشة الناقد

هذا السوبرمان لا يطير جيداً الفيلم: Man of Steel

إخراج: زاك سنايدر ممثلون: هنري كافيل، آمي أدامز، مايكل شانون، كيفن كوستنر، دايان لين. النوع: أكشن مأخوذ عن شخصيات كوميكس | الولايات المتحدة (2013).

تقييم الناقد: (*2)(من خمسة)

هنري كافيل، الذي يخلف براندون راوث الذي خلف الراحل كريستوف ريفز في لعب شخصية سوبرمان من العام 1978 (الذي كان بدوره خلفا لثلاثة أو أربعة ممثلين تناوبوا على تقديم هذه الشخصية)، هو ممثل بريطاني ممشوق وجاذب مع بعض الموهبة في الأداء. في الحقيقة موهبته الوحيدة البارزة هي حسن أخذه «البوزات» ترويجا لنفسه وللفيلم. وهو بكلمة أخرى، ليس ممثلا جيدا يمكن الاتكال عليه في بلورة حس درامي ما على غرار كرستيان بايل الذي لعب شخصية باتمان في الثلاثية الأخيرة.

هناك رابط بين الفيلمين وهو أن كليهما من إنتاج كريستوفر نولان، لكن في حين أن نولان أخرج «باتمان يبدأ» و«الفارس الداكن» ثم «الفارس الداكن يصعد» فإن هذا الفيلم من إخراج زاك سنايدر ما يعني أننا أمام عمل من أعماله الصارخة والضاجة والتي تهوى استعراض ما وصلت إليه المؤثرات الغرافيكية من إنجازات. طبعا هو يشرف على العمل ككل بما في ذلك المؤثرات، لكنه لا يصنعها وبما أن الفيلم مليء بها، فإن نسبة ما يخرجه من مشاهد حية تبقى محدودة قياسا بفيلم من ساعتين وعشرين دقيقة تم صنعه بميزانية ضخمة (225 مليون دولار) كانت تكفي لإنجاز 225 فيلما صغيرا وحميما (لا أحسب كلفة الترويج الإعلامية التي تصل إلى مائة مليون دولار أخرى).

يبدأ الفيلم فوق كوكب كريبتون لتقديم الحكاية الخلفية لسوبرمان: إنه طفل أبيه جور - إل (راسل كراو) الذي ينتظر قيام الشرير زود (مايكل شانون الذي يقطب عينيه فتدرك أنه عدو) بانقلاب عسكري ولا يتوقع للكوكب أساسا حياة مديدة. يشحن الأب طفله في مركبة ويبعثه صوب الأرض وهو بالطبع لا يحط في العراق أو في أنغولا أو سمرقند بل في سمولفيل، ولاية كانساس حيث يتبناه المزارع جوناثان (كيفن كوستنر) وزوجته (دايان لين). كل ما سبق شوهد في فيلم رتشارد دونر «سوبرمان» سنة 1978 لكن هذا الفيلم هو إعادة تقديم (أو كما يسمونه بلغة الكومبيوتر Reboot) للحكاية على أي حال.

أولى معجزات سوبرمان التي تجسد قوته كما شخصيته الباذلة في سبيل الغير، إنقاذه حياة أطفال حافلة مدرسية سقطت في النهر. هنا تدخل الممثلة آمي أدامز على الخط. في الأفلام السابقة هي الصحافية التي يعمل سوبرمان، متخفيا بشخصية مصور فوتوغرافي، إلى جانبها. كانت، كما يذكر كثيرون منا، ساذجة وقعت في حب سوبرمان وتساءلت عما يكون من دون أن تدري، وإلى حين، أنه هو ذاته المصور الذي يتظاهر بأنه أكثر سذاجة. هنا يمنح الفيلم دورا أفضل للمرأة جاعلا آمي صحافية حائزة على جائزة بوليتزر ولديها شخصية مستقلة. الثمن هنا هي أنها تعرف هوية سوبرمان. هذا يسبق وصول الشرير كوكب كريبتون إلى الأرض وتحديه سوبرمان. كل ذلك في نحو ساعة. الباقي فصولا من مشاهد الأكشن والمعارك والطيران السريع.

نعم يستطيع سوبرمان الطيران بسرعة تتجاوز كل سوبرمان سابق. لكنك لن تشعر بأنك تشاركه متعة التحليق أو إثارتها الكاملة. ذلك لأن ما تبقـى من الفيلم هو حركة بلا بركة. مشاهد مغالى في فبركتها التقنية ولا تحمل أي روح أو فن. يطير وهما لكن الفيلم من الثقل بحيث لا يستطيع سوى النط!

سنوات السينما 1934

سوداء صغيرة

واصل، في هذا العام، مخرج شاب اسمه ألفرد هيتشكوك تثبيت قدميه في نوعه الخاص من الفيلم التشويقي عبر «الرجل الذي عرف أكثر من اللازم». حكاية زوجين (لسلي بانكس وإدنا بست) يكتشفان خطف ابنتهما من قبل الشرير بيتر لوري لإجبارهما على إبقاء عملية اغتيال سرا. هيتشكوك عاد إلى هذا الفيلم فحققه من جديد سنة 1956 مع جيمس ستيوارت ودوريس داي، لكن النسخة الأصلية لها حسناتها المهمـة والجلية لليوم.

خطف آخر يتم في فيلم جيد، ولو على تواضع، للمخرج إدغار ج. أولمر «القطـة السوداء» من بطولة بوريس كارلوف وبيلا لوغوسي… اثنان من أشهر ممثلي أفلام الرعب في ذلك الحين. وهو فيلم تم اقتباسه من رواية لإدغار ألان بو، الذي كان بدوره (ولا يزال) أحد أفضل من كتب القصـة المرعبة.

الشرق الأوسط في

14/06/2013

 

بيروت متحرِّكة: من مار مخايل إلـى المنارة

«متروبوليس» تنقل عدواها الجميلة إلى الدول العربية

روي ديب 

تواصل «متروبوليس أمبير صوفيل» مهرجانها الذي يتميّز هذه السنة بتجارب أكثر تنوّعاً ونضجاً، وخصوصاً لجهة المشاركات العربية. في الدورة الثالثة من Beirut Animated، تحية إلى الأميركي راي هاريهوزن ومساحة كبيرة لعرض أفلام التحريك المستقلّة واستعراض تجارب صنّاعها والعوامل المؤثرة فيها

بعد انطلاقه عام 2009، ها هي الدورة الثالثة من «بيروت متحركة» تُفتتح الليلة في «متروبوليس أمبير صوفيل». لم يعد المهرجان مجرد محاولة لإيجاد مساحة عرض لأفلام التحريك وصناعها في العالم العربي. لقد صار موعداً ثابتاً وعدوى جميلة بدأت تنتقل إلى بلدان عربية أخرى. في تونس، ودبي، ومصر، ستعاد برمجة المهرجان البيروتي كمرحلة أولى قبل أن تنشأ مهرجانات خاصة بتلك البلدان.

تؤكد مديرة المهرجان سارة المعالي لـ«الأخبار» أنّ المشاركة العربية ازدادت هذا العام مع تجارب أكثر تنوعاً ونضجاً (راجع المقال أدناه).

المهرجان الذي تنظّمه «جمعية متروبوليس» من ١٤ حتى ١٨ حزيران (يونيو)، يُفتتَح بالفيلم الفرنسي «قطّ الحاخام» (100د) لجوان صفار وأنطوان ديليفو الحائز جوائز عدة. ضمن الأفلام الطويلة أيضاً، سيُعرض فيلمان أميركيان مستقلان هما «استهلاك الأرواح» (15/6 ــ 22:00) و«إنّه ليومٌ جميل» (16/6 ــ س: 22:00). للجمهور اليافع مكان أيضاً في «بيروت متحركة» مع الفيلم الطويل «إرنست وسلستين» (16/6 ـ س: 18:00) الذي عرض ضمن تظاهرة «أسبوعي المخرجين» في «مهرجان كان» ٢٠١٢. ويختتم المهرجان مع أحد أفضل كلاسيكيات أفلام التحريك العالمية «أكيرا» (18/6 ـ س:س:20:30). أما الأفلام القصيرة اللبنانية والعربية، فستتوزع على البرنامج، مع مشاركة مخرجين جدد من دون أن ننسى الأفلام القصيرة الأجنبية الحائزة جوائز من مختلف أنحاء العالم، مشكلةً نافذة على اكتشاف تقنيّات مبتكرة ومبدعة للتحريك حول العالم.

هذ العام، يوجّه «بيروت متحركة» تحية إلى الأميركي راي هاريهوزن (1920 ـ 2013) عبر عرض فيلمه «رحلة السندباد السابعة» (17/6 ـ س:23:30). أدى هاريهوزن دوراً مهماً في تطوير تقنيات المؤثرات الخاصة بأفلام التحريك. أما «الكارت بلانش»، فهي من نصيب المؤرخة وناقدة التحريك والمنتجة الموسيقية نانسي دني - فلبس التي ستقدّم «رسوم متحرّكة وإيقاعات» (16/6 ـ س:20:00): برنامج يتناول الأفلام القصيرة المتحركة والموسيقيّة منذ عشرينيات القرن الماضي حتى اليوم.طبعاً، يواصل Beirut Animated توجيه تحيته الخاصة إلى كلاسيكيات الطفولة في القسم المخصص للرسوم المتحركة اليابانية المدبلجة إلى العربية. في برنامج هذه السنة، تحية للبطولات النسائية (17/6 ـ س:18:00) مع «زينة ونحّول»، و«الأميرة ياقوت»، و«الليدي أوسكار». وضمن النشاطات الموازية، تقام ورشة تحريك لإنتاج فيلم جماعي قصير يعرض في السهرة الختامية. تجمع الورشة فنانين عرباً لإنتاج فيلم متحرّك قصير عن القطار في محطة مار مخايل المتوقف، علّه يتحرك. وفي باحة «متروبوليس»، سيعرض طوال أيام المعرض فيديو تفاعلي هو «وليمة متقاربة» للصيني لان تيان تسي. أما في مدينة الملاهي في منطقة الروشة، فالجمهور مدعو إلى ورشة تحويل عروس المنارة «هولي غولي» إلى «زويتروب» zoetrope ضخم من قبل مجموعة «ورق». ويبقى الحدث الأبرز ندوة حول التحريك المستقل في لبنان (١٥/ ٦ ــ س:16:00) تستعرض العوامل التي تؤثر في هذه الصناعة وكيفية تفعيلها. وسيضم النقاش ممثّلي معاهد تعليمية وشركات إنتاج، ومتخصصين في التحريك واستوديوات التحريك.

Beirut Animated: بدءاً من الثامنة والنصف مساء اليوم حتى 18 حزيران (يونيو) ـ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ـ بيروت) ـ للاستعلام: 01/204080

مساحة... للحلم!

سارة المعالي مديرة «بيروت متحركة» فنانة تونسية وصلت إلى بيروت عام ٢٠٠٧ للعمل ضمن فريق «جمعية متروبوليس». في عام ٢٠٠٩ أطلقت الدورة الأولى من المهرجان. ورغم تنقلها أخيراً بين بيروت وتونس، لكنها ما زالت مصرّة على الاستمرار في المهرجان إيماناً منها بأهمية المساحة التي يوفرها للفنانين، والجمهور المتابع لأفلام التحريك. تقول سارة المعالي لـ«الأخبار» إنّ دورة هذه السنة غنية جداً بأفلام ومواهب جديدة ينبغي التعرف إليها، كذلك تأمل أن يكون المهرجان هذه السنة مساحة خلق وفرح تنسينا قليلاً الهموم والتوتر المحيط بنا من كل مكان.

الأخبار اللبنانية في

14/06/2013

العروض اللبنانية والعربية: هموم الفرد والجماعة

روان عز الدين 

قد تبدو المهمّة صعبة. محاولة إقناع طفل بأن الأفلام الكرتونية كـ«ريمي»، و«زينة ونحول»، والنمر المقنع» ليست عربية لن تجعله يصدق كل هذا الهراء. يرجع السبب هنا إلى عملية الدبلجة المحترفة والبسيطة لأفلام التحريك مع سامي كلارك، ووحيد جلال، وإلفيرا يونس... أما اليوم، فقد تحوّل هذا الفن البصري إلى وسيلة تعبير أساسية لدى الشباب العربي، تقارع كل القضايا المحيطة. عند السابعة والنصف من مساء الغد، يفرد «بيروت متحركة» مساحة خاصة للأعمال العربية واللبنانية الـ 17 المشاركة.

تقسم هذه الأفلام القصيرة إلى الأفلام المحترفة، والأعمال الطلابية.

قضايا المجتمع العربي، والهمّ الإنساني والفردي، والهموم المدينية، والتراث الشعري تيمات تخيّم على أفلام التحريك العربية. في «برج المرّ: برج المرارة» (12 د ــ 2013) انطلقت اللبنانية لينا غيبة من برج المر بوصفه معلماً من معالم المدينة مرتبطاً بالحرب الأهلية، مستخدمة تقنيات متعدّدة منها الرسم، والتركيب، والـ Stop-motion، عاونها في الصوت والتوليف الفنان اللبناني ربيع مروّة. فيما لجأ اللبنانيان جوان باز، ودافيد حبشي في «فؤاد» إلى قضية المخطوفين اللبنانيين في الحرب الأهلية من خلال تقنية الفوتوشوب الثنائية الأبعاد.

أما في مشروعها التجريبي «صبا» (٤ د ـ ٢٠١٢)، فاستكشفت اللبنانية ماريا مطيرق (الأفلام الطلابية)، وسائل التعبير من خلال الكلمات، مستخدمةً تقنيات تحريك مختلفة وخمس قصائد قصيرة لرابعة العدوية، ولجبران خليل جبران وأحمد شوقي وغيرهم. وفي استخدامها الخط العربي، تعالج الأردنية زينة أزوقة في «لست شيّا» (٣ د ـ ٢٠١٢) الحب والسيطرة من خلال قصّة حب تجمع النقطتين الجالستين فوق حرف التاء المبسوطة.

ومن بين المشاركات السورية الثلاث، يتطرق السوري جلال الماغوط في فيلمه «قماش على مواد مختلفة» (5 د ـ 2012) الذي عُرض ضمن «مهرجان كان» الأخير إلى تيمة الإنسان خلال الحرب، مستمداً إياها بالطبع من الأحداث السورية، ومستخدماً تقنية تحريك القصائص (cut out animaion) وتقنية ثنائية الأبعاد.

ومن مصر التي اقتصرت مشاركتها على ثلاثة أفلام، نشير إلى «الساقية» (دقيقة و33 ثانية ــ 2011) لمهند حسن الذي حاز عنه جائزة «لجنة التحكيم الخاصة» في «مهرجان الإسكندرية 2012». عالج حسن هنا إحدى رباعيات صلاح جاهين، مسقطاً إياها على الوضع الراهن. وفي «هذه ليست لعبة فيديو» (3 د ـ ٢٠١٢)، تعيد التونسيتان رانيا واردة، وهاجر شلبي رسم حيوات الناس للإضاءة على جيل مضطرب يتمزّق بين الوهم والتحرر، والثورة والواقع، معتمدتين على تقنية الـ stop-motion.

حصة الأسد من المهرجان كانت من نصيب الأعمال اللبنانية (ستة أفلام)، فيما شاركت الإمارات للمرّة الأولى من خلال «الخطيئة المميتة الثالثة» (١٠ د ـ ٢٠١٢) لأمنية العفيفي، وماجدة الصفدي، وسارة زهير.

«أفلام عربية ولبنانية قصيرة»: السابعة والنصف من مساء الغد

الأخبار اللبنانية في

14/06/2013

«أكيرا» Apocalypse Now

روي ديب

رائعة الياباني كاتسوهيرو أوتومو «أكيرا» التي شكلت محطة في تاريخ أفلام التحريك العالمية، ستختتم «بيروت متحركة». الشريط مقتبس عن سلسلة مانغا بالعنوان نفسه، كان أوتومو قد بدأ بإصدارها منذ ١٩٨٢ قبل أن يقرر عام ١٩٨٨ اقتباسها في فيلم تحريك. تدور أحداث الفيلم في طوكيو عام ٢٠١٩ في زمن «بوست أبوكاليبتي» بعد الحرب العالمية الثالثة، وضمن جو Cyberpunk. في طوكيو، يُجري مركز الشرطة تجارب على أطفال ومراهقين لتطوير قدراتهم وطاقاتهم الجسدية، لكن الأمور ستفلت من سيطرة الشرطة في حالة مراهق يدعى «تيتسوو»، فتتطور الأحداث إلى «أبوكاليبس» ثانٍ.

يعتبر «أكيرا» مرحلة مفصلية في تاريخ أفلام التحريك (١٢٥ دقيقة) نُفِّذ بتقنية الـ ٢٤ صورة في الثانية، ليحتوي على نحو ١٦٠,٠٠٠ صورة رُسمت يدوياً بواسطة ٣٢٧ لوناً مختلفاً. في تلك الفترة، كانت جميع أفلام التحريك ترسم يدوياً، لكن ذلك الفن لم يكن قد شهد حتى ذلك اليوم تلك الدقة المتناهية في تفاصيل الرسم الكائنة في كل صورة، ولا حتى ذلك العدد الهائل من الصور الذي تطلّبته سرعة المشاهد وديناميكيتها. حتى إن الخلفيات في بعض مشاهد الفيلم قد تتألف من أكثر من عشر طبقات متتالية، مشكِّلةً عمق الصورة، ومظهرة طوكيو بتفاصيل شوارعها وأبنيتها. يعدّ أكيرا تحفة فنية تؤرخ مرحلة سبقت بدء اعتماد المحرّكين البرامج الإلكترونية في الرسم والتحريك. وهو أيضاً من أوائل الأفلام اليابانية التي تُسجَّل فيها الحوارات قبل الشروع في التحريك، ما أظهر تفاصيل وجوه الشخصيات وحركاتها وتفاعلاتها متناغمة مع النص. كذلك، كان أول فيلم تحريك للبالغين يصل إلى السوق الغربية، ويؤثر في تطور صناعة التحريك في الغرب الذي كان يتوجّه حينها إلى الأطفال فقط.

«أكيرا»: 20:30 مساء الثلاثاء 18 حزيران

إرنست وسلستين

للجمهور اليافع يقدم الفيلم الطويل «إرنست وسلستين» (٢٠١٢) لستيفان أوبييه، وفانسان باتار، وبنجامين رنير. نال الفيلم جائزة «سيزار» أفضل فيلم تحريك طويل عام ٢٠١٣. إنها قصة علاقة صداقة بين دبّ وفأر غير مألوفة في حياة الدببة العاديّة. رغم ذلك، يستقبل الدب والمهرج «إرنست» الفأرة الصغيرة «سلستين» في منزله بعدما هربت هذه اليتيمة من عالم الفئران السفليّ. تجد كلّ من هاتين الشّخصيّتين الوحيدتين الدعم والعزاء في الشخصيّةِ الأخرى، فتواجها بذلك التّقاليد والأنظمة المرسّخة. لستيفان أوبييه وفانسان باتار أربعة أفلام سابقة منها «بيك بيك» و«أندريه شو» والفيلم الطويل «ذعرٌ في البلدة». سيعرض الفيلم في الصالات اللبنانية بعد المهرجان ابتداءً من ٢٧ يونيو.

إرنست وسلستين: 18:00 مساء الأحد 16 حزيران

قطّ الحاخام

فيلم الافتتاح مع «قطّ الحاخام» للفرنسيين جوان صفار وأنطوان ديليفو، الحائز «سيزار» أفضل فيلم تحريك طويل عام 2012. في الجزائر في العشرينيات، يعاني الحاخام مشكلات عديدة، فقد شارفت ابنته على بلوغ المراهقة، وها هو قطّه قاتل الببغاوات يبدأ بالكلام. تزداد الامور تعقيداً عندما يعثر داخل طرد أرسل من روسيا على رسّام بين الحياة والموت.يبحث الأخير عن قبيلة مخفيّة ومدينة أسطورية تقع في أفريقيا، لينطلق الجميع للبحث عنها برفقةِ الحاخام وقطّه، وشيخ عربي مسن، ومليونير روسي غريب الأطوار. جوان صفار رسّام قصص مصوّرة أصدر أكثر من 150 كتاباً ويدير اليوم مجموعته الخاصة من القصص المصوّرة تحت عنوان «بايو».

«قطّ الحاخام»: 20:30 مساء الجمعة 14 حزيران

الأخبار اللبنانية في

14/06/2013

سارة المعالي | عشق الأنيميشين

روان عز الدين 

خلال الحديث عن فن التحريك العربي أو المحلي، لا يمكننا سوى التعويل على المبادرات الفردية والخاصّة التي بدأت تأتي بنتائج فعّالة. منذ تأسيسه عام 2009، أولى «بيروت متحرّكة» اهتماماً لدعم أفلام الأنيميشين وتطويرها في لبنان والعالم العربي، مشكلاً منصّة كانت غائبة عربياً. الهمّ الذي حمله المهرجان تمثّل في تعريف الجمهور اللبناني إلى أهم الأفلام التاريخية والحالية العالمية والمحليّة، إضافة إلى «دعم صناعة وإنتاج أفلام التحريك المستقلّة»، كما تؤكّد مديرة المهرجان سارة المعالي. يوفّر الحدث منصّة تجمع العاملين في هذا المجال لخلق نقاش دائم بين الجمهور، والفنانين، والمنتجين، والطلاب. تشير المعالي إلى أنّ «بيروت متحركة 3» شهد تطوّراً من نواحٍ عدّة، مثل مشاركة أربعين عملاً من البلدان العربية ولبنان. وقد عزت المعالي الأمر إلى الربيع العربي الذي سمح للناس والفنانين بالتعبير عن آرائهم، وخصوصاً أنهم «لم يكونوا يوماً بعيدين عن واقعهم وقضاياهم». خلال عملية اختيار الأعمال المشاركة، لم تول اللجنة الأولوية لتيمات الأفلام بقدر حرصها على أن «تلبّي هذه الأعمال شروط الفيلم الناجح لناحية الجودة، والتقنيات المستخدمة، والسيناريو أو القصّة»، تؤكّد المعالي.

هذا الحرص على تقديم نوعية جيدة من الأفلام، يسهم بالطبع في إبراز ملامح هوية هذا الفن عربياً. تبدو مديرة المهرجان متفائلة مع تزايد المشاركات وانتقال «العدوى» إلى مدن عربية أخرى بعد تعاون المهرجان مع جمعيات عدة في كل بلد، ما سيثمر نسخاً متعددة من المهرجان، ابتداءً من أول تشرين الأول (أكتوبر) في تونس بعد تعاون المهرجان مع جمعيات عدة في كل بلد، ما سيثمر نسخاً متعددة من المهرجان، ابتداءً من

(بالتعاون مع Cinemadart)، والقاهرة (Cinematheque Cairo)، وطنجة (La Cinematheque de Tanger) ودبي (The Animation Chamber).

الأخبار اللبنانية في

14/06/2013

فاتن حمامة «دكتورة» الشاشة العربية

محمد خير/ القاهرة 

بعد غياب عقد كامل تعود سيدة الشاشة العربية الى بيروت ضيفة على الجامعة الاميركية التي تمنحها الدكتوراه الفخرية ضمن مجموعة من الشخصيات العالمية. عودة الى مسيرة استثنائية في «أرض الاحلام»

لم تكن قد تخطت منتصف ثلاثينياتها حين لقّبتها الصحافة بـ«سيدة الشاشة العربية». ما زالت فاتن حمامة (1931) تحتفظ بلقبها بعد أكثر من نصف قرن. برهان جديد على مكانتها يتجلى في تسلّمها الدكتوراه الفخرية من «الجامعة الأميركية في بيروت»، بعد سنوات على تلقيها التكريم نفسه من «الجامعة الأميركية في القاهرة» عام 1999. بين التكريمين، لم تقدّم سوى عمل درامي واحد هو مسلسل «وجه القمر» (2000) للمخرج عادل الأعصر وتأليف ماجدة خير الله. في مسلسلها الأخير، استعادت أحمد رمزي من اعتزاله.

فتى الشاشة القديم رحل العام الماضي. أما حمامة التي أدّت أوّل أدوارها طفلة في «يوم سعيد» (1940)، فتبدو كما لو أنّها اعتزلت من دون إعلان، وارتكنت إلى الصمت أو الراحة، مستندة إلى تاريخ ليس له مثيل.

اعتذرت «السيدة» عن عدم لقاء الرئيس محمد مرسي العام الماضي. لقاء الرئيس جاء محتقناً مع الفنانين خيّمت عليه أولى المواجهات بين الإسلاميين والممثلات. كانت بدايات صراع الداعية السلفي عبد الله بدر مع إلهام شاهين التي اعتذرت بدورها عن عدم اللقاء. في ما بعد، قالت شاهين إنّ «مدام فاتن» حيّتها على صمودها في النزاع الذي امتد إلى القضاء وانتهى بالحكم بحبس بدر. أما حمامة، فبرّرت اعتذارها عن عدم لقاء الرئيس بإصابتها بنزلة برد، اعتذار دبلوماسي كعادتها. وبعده بأشهر، استعادها جمهور المواقع الاجتماعية في مقارنة ساخرة مع الرئيس الذي بدأت تتجلى «قدراته» في اللغة الإنكليزية، إذ انتشر في الآن نفسه فيديو من زمن الأبيض والأسود يُظهر حمامة وهي تجري بطلاقة حواراً مع صحافي فرنسي، أعربت خلاله بلكنتها الموسيقية عن حبها لعاصمة الأنوار، لكنها انتقدت السلوك الفرنسي في الجزائر. عالم قديم وساحر يبدو بعيداً جداً عن المشهد المرتبك في قاهرة اليوم.

لم تزر فاتن بيروت منذ عشر سنوات، لكنّها أيضاً لا تظهر كثيراً في القاهرة، كأنما أدركت بعد تصريحات مرتبكة بخصوص الثورة، أنّ عالماً جديداً يتشكل. تتسلم الدكتوراه الفخرية «لدورها في إثراء الحياة الفنية في المنطقة». هي بالطبع في مقدمة من ينطبق عليهم الوصف بحذافيره، حين اختار النقاد قائمة أهم 100 فيلم مصري في مناسبة مئوية السينما، تربعت حمامة على العرش بثمانية أفلام، وحين زيدت القائمة إلى 150 فيلماً، اعتلتها مرة أخرى بإجمالي 18 فيلماً. شاركت حمامة في مسابقة «كان» مرتين، مع صلاح أبو سيف في «لك يوم يا ظالم» (1952)، ومع يوسف شاهين في «صراع في الوادي» (1954). فيلمها «أريد حلاً» لسعيد مرزوق (1975) أسهم في تعديل قانون الأحوال الشخصية. أما شخصية «آمنة» في «دعاء الكروان» لهنري بركات (1959)، فهي أحد أهم أدوار السينما المصرية طوال تاريخها. دور يعطي كذلك ملمحاً عن تاريخ ممثلة لم تكتف فقط بالعمل مع أهم مخرجي السينما المصرية، بل أهم الأدباء كذلك؛ فمن قصة طه حسين في «دعاء الكروان»، إلى قصة يوسف إدريس في «لا وقت للحب» (1963)، إلى قصة إحسان عبد القدوس «لا تطفئ الشمس» (صلاح أبوسيف ـ 1961)، فضلاً عن المعالجة العربية لرائعة تولستوي «آنا كارنينا» التي قدمتها حمامة أمام عمر الشريف وزكي رستم في «نهر الحب» (1960). أما آخر أفلامها، فهو رائعة داوود عبد السيد «أرض الأحلام» (1993)، غير أن قيمة «سيدة الشاشة» تتجلى في حقيقة أنّ ما سبق كلّه ليس إلا غيضاً من فيض.

تكريم فاتن حمامة: 20:00 مساء اليوم ــ الملعب الأخضر في «الجامعة الأميركية في بيروت» (شارع بليس ــ الحمرا).

الأخبار اللبنانية في

14/06/2013

نصف ساعة مع فاتن حمامة

سناء الخوري 

نصف ساعة فقط، قررت فاتن حمامة (1931) منحها للقاءات الصحافية في بيروت. «السفير»، و«دايلي ستار»، ومجلة ELLE، تمكّنت من حجز مقعد لها في غرفة «سيدة الشاشة العربيّة» في أحد فنادق العاصمة. تزور حمامة لبنان لمناسبة تسلمها الدكتوراه الفخريّة من «الجامعة الأميركيّة في بيروت»، عند الثامنة من مساء اليوم. نصف ساعة فقط؟ هذا الظلم بذاته

عند باب المصعد المؤدي إلى غرفتها، تضيع الأسئلة. الجميع نسوا اسم ذلك الفيلم الذي مثّلت فيه إلى جانب رشدي أباظة، دور سيّدة تطلب الطلاق، وأدّى إلى تعديل قوانين الأحوال الشخصية في مصر («أريد حلاً»؛ 1975). نسوا اسم البنت الصعيدية (آمنة) التي أدّت دورها في «دعاء الكروان» (1959؛ هنري بركات)، ذلك الفيلم الذي تناول جريمة الشرف، وما زال يعرض بشكل أسبوعي على الشاشة العربيّة، رغم مرور نصف قرن على إنجازه. لكن ما الفائدة من استعادة المعلومات الآن؟ ماذا يمكن أن تسأل فاتن حمامة أساساً؟ عن مسيرتها؟ كلّ الناس تعرف معظم أفلامها، ويحفظون مشاهد منها حتى. من لا يعرف مثلاً مشهد قبلتها الشهيرة لعمر الشريف في «صراع في الوادي» (1954؛ يوسف شاهين). تسألها عن أثر تجربتها الكبير في تاريخ السينما العربيّة؟ بعد مسيرة تمتدّ لثمانية عقود، بات الجميع يعرف الإجابات عن ذلك، تماماً كما يعرفون ترتيب الكواكب في المجموعة الشمسيّة، وحكايات نفرتيتي

ثوب بقماش مموّج بين الأبيض والأسود، رداء رملي اللون، عقد ذهبي مطعّم بأزهار، شعر مصفف إلى الخلف، نظارات ذهبيّة، وابتسامة عريضة. تفتح الباب. «إتفضلوا». تبتسم للكاميرا. تزيح الستائر كي يدخل ضوء المساء. تتمنى منا ألا نخجل من تناول حبوب شوكولا فردتها على الطاولة. ملامح الديفا لم تذبل بفعل التجاعيد. صوتها أيضاً

لا تحبّ فاتن حمامة اللقاءات الصحافيّة. بدأت التمثيل في الثامنة، وها هي اليوم في مطلع عقدها التاسع، وربما أمضت حياتها في الردّ على أسئلة لا تنتهي. تخبرنا أنّها زارت بيروت للمرّة الأوّلى العام 1951، وعادت منها إلى مصر وهي تعلّق نيشاناً على صدرها. كانت في العشرين، وراحت تسأل نفسها لمَ منحوها ذلك النيشان. تقول إنّها تحبّ بيروت، ولديها فيها «أصحاب كثر». عند الثامنة مساء اليوم، تكرّمها بيروت دكتوراه فخريّة في العلوم الإنسانية. هذه المرّة الثانية التي تنال فيها حمامة دكتوراه فخريّة، إذ سبق ومنحتها «الجامعة الأميركيّة في القاهرة» التكريم نفسه، العام 1999

خلال ثلاثين دقيقة، قالت ثلاث مرّات أنّها تحبّ التمثيل كثيراً.«I liked it» تردّد بالإنكليزيّة. لكنّها الآن تفضّل الابتعاد عن الأضواء. «ما بقتش صغيّرة»، تقول باسمةً. «12 ساعة في موقع التصوير، ساعتين للماكياج، وتعب، لم أحد أتحمل ذلك الآن». لم تطلّ على الشاشة منذ العام 2000، في «وجه القمر»، ولا مشاريع جديدة في جعبتها الآن.

حين بدأت تجربتها في عالم السينما المتعب، كانت طفلة. «عندما تكونين صغيرة، لا تشعرين برهبة الأشياء، وتشعرين أنّ كلّ ذلك لعبة، والكلّ خايف منّك وعامل حسابك، والناس تجبلك لعب وتكوني فرحانة». لماذا أحبّت التمثيل. «شغف من عند الله»، تردّ. هل تتخيّل نفسها في مهنة أخرى. «لأ»، تقولها تماماً كما تقولها في الأفلام، وتضحك، «أنا بحب شغلتي قوي». 

أحبّت فاتن حمامة عملها لدرجة أنّها بعد أداء دور آمنة في «دعاء الكروان»، بقيت لمدّة طويلة من دون أن تتمكّن من التخلّص من اللهجة، تخبرنا. تحكي كيف أنّها انغمست في تصوير ذلك الفيلم لدرجة نسيت مرّة خلال التصوير أنّ ابنها مريض. ما زالت تشعر بالذنب بسبب تلك الحادثة حتى اليوم. لم يلتهم الفنّ حياتها الخاصّة. ترفض الإجابة عن أسئلة حول زيجاتها. تقول بحزم: «لأ، مش ح ندخل في الموضوع ده». تخبرنا أنّها تمضي نهارها «زيّ كلّ الناس، لا نعرف متى يبدأ اليوم وكيف ننتهي، بين أولاد وأحفاد وتلفونات ومواعيد». 

ترفض الخوض في أحاديث السياسة أيضاً. مواقف حمامة سجاليّة بطريقة ما، خصوصاً أنّها أعربت في لقاءات صحافية عديدة عن تقديرها للعهد الساداتي. كما قالت مرّة في لقاء صحافي أنّ «حسني مبارك طيّب». لماذا طيّب، نسألها؟ «نعم هو طيّب، وليس شريراً كما يتمّ تصويره. كان طيباً لدرجة أنّه لم يكن جاهزاً للحكم. ترك الأمور تذهب في اتجاهات سيئة». ألم تنجح الثورة المصريّة برأيها؟ «ثورات كثيرة لا تحقق أهدافها بسرعة، ويتطلّب الأمر سنين». هل سيشكّل التطرّف الديني خطراً على الفنّ؟ «ما ينفعش. حياة من غير فنّ ما لهاش معنى».

تنال فاتن حمامة الدكتوراه الفخريّة للمرة الثانية اليوم، وتقرّ أنّ أبرز ما يشعرها بالإنجاز في مسيرتها الطويلة هو «الأعمال الاجتماعيّة، تلك التي أحدثت فرقاً في المجتمع، الأعمال التي حملت صرخة المرأة في وجه الرجل المتسلّط». كما تتحدث بفرح عن أعمالها مع هنري بركات، وخصوصاً «الكروان» (كما تسمّيه)، و«الحرام» (1965). 

تتذكّر فاتن حمامة كيف كانت تمضي أسابيع من الأرق، قبل عرض أحد أفلامها. حين تحكي عن قراءة السيناريو وبناء الشخصيات، تتحدّث بشغف حرفيّ عتيق، وهو لا يملّ من إنجاز كلّ آنية كأنّها تحفته الأكمل. «أعطاني الفنّ الكثير، وعلّمني، وجعلني سعيدة. أحببت عملي. وكنت صادقة بذلك. لم أكن أعمل في السينما كي أبدو جميلة على الشاشة، ولا من أجل المال. في ذلك الزمن أساساً لم يكن هناك مال كثير في المهنة، ولا رواتب كبيرة. لكننا كنا مبسوطين وكنا غاويين». 

تعجبها السينما الجديدة في مصر اليوم. «شباب ينتجون بمبالغ مالية قليلة، ويصنعون أعمالا جيّدة برأيي. لا أعتقد أنّ زماننا كان أفضل. لطالما كان هناك الجيّد والسيئ، التجاري والخاص بجمهور أضيق. السينما قادرة على التغيير دوماً، لكنّ المشكلة في وقتنا الراهن أنّ الشرخ بات حاداً بين الأفكار».

السفير اللبنانية في

14/06/2013

 

بعد تراجع إيرادات الموسم الصيفي

السينما المصرية تواصل نزيف الخسائر

القاهرة - حسن أحمد 

مازالت جراح السينما المصرية تنزف، ويوما بعد آخر يتكبد المنتجون خسائر بالملايين بسبب غياب الجمهور عن دور العرض رغم أنهم كانوا يعتبرون موسم الصيف الذي بدأ قبل أكثر من شهر «الدجاجة التي تبيض ذهبا»، حيث اعتادوا ان يحققوا خلاله ايرادات كبيرة .

فموسم الصيف الذي بدأ مبكرا هذا العام كان يراهن عليه الموزعين لتعويض خسائر السينما المصرية في الفترة الماضية، خاصة ان البداية كانت بعرض فيلمين لاثنين من نجوم الشباك هما أحمد مكي بفيلم «سمير أبوالنيل» ومحمد سعد بفيلم «تتح» الا ان رهانهم لم يكن في محله، فرغم ان الفيلمين حققا ايرادات مرضية الى حد كبير، لكن بقية الأفلام لم تكن على نفس المستوى، ففشل فيلمان مثل «فبراير الأسود» لخالد صالح، و«الشتا اللي فات» الذي حاز على العديد من الجوائز في تحقيق ايرادات كبيرة، ومن المتوقع ألا تحقق الأفلام التي ستعرض في الفترة المقبلة وهي «هرج ومرج» و«عشم» و«الخروج للنهار» و«فرش وغطا» ايرادات كبيرة نظرا لأنها تنتمي لنوعية السينما المستقلة التي تخلو من نجوم الشباك وتتناول موضوعات جادة لا تستهوي جمهور الصيف .

وعن خسائر الموسم الصيفي قال المنتج والموزع محمد حسن رمزي: السينما تتكبد خسائر بالملايين منذ فترة، بسبب حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني التي تعيشها مصر حاليا، والموسم الصيفي الحالي يكشف عن الحالة الصعبة التي تمر بها السينما المصرية، فباستثناء محمد سعد وأحمد مكي غاب كل نجوم الشباك مثل أحمد حلمي وأحمد السقا ومحمد هنيدي وياسمين عبدالعزيز، وأعتقد ان غياب هؤلاء النجوم يكشف عن تراجع العديد من المنتجين عن تقديم أفلام جديدة خوفا من تزايد الخسائر.

وأضاف رمزي: أعتقد ان الأيام القليلة المقبلة لن تشهد أي جديد، وستظل المنافسة محصورة بين فيلمي «تتح» و«سمير أبوالنيل» نظرا للشعبية الكبيرة التي يتمتع بها أحمد مكي ومحمد سعد، فضلا عن ان شهر رمضان على الأبواب وعلى مدى أيامه الثلاثين ستغلق دور السينما أبوابها لان الجمهور ينشغل خلاله بمتابعة المسلسلات .

وقال المخرج سامح عبدالعزيز : بالتأكيد السينما تمر حاليا بظروف صعبة للغاية، لكن يجب ألا نرفع «الراية البيضاء» لان هذا معناه توقف صناعة مهمة يعمل بها آلاف من الفنانين والفنيين، ومشكلة الموسم الصيفي هذا العام ليست في حلول شهر رمضان في منتصف الموسم أو امتحانات الثانوية العامة، ولكن في حالة عدم الاستقرار السياسي التي تلقي بظلالها على كل بيت في مصر، فكل يوم يشهد أحداثا جديدة تجعل المواطن يشعر بالاحباط وهو في هذه الحالة يصبح غير مهيئا للذهاب الى السينما .

وأشار عبدالعزيز الى رضاه عن ايرادات فيلم «تتح» حتى الآن في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها السينما حاليا ، موضحا ان تحقيق الفيلم لأكثر من 7 ملايين جنيه يعتبر شيئا جيدا مقارنة بالوضع الحالي.

وقال المنتج أحمد السبكي: رغم الحالة الصعبة التي نعيشها حاليا الا أنني راض تماما عن الايرادات، فرغم أنها أقل من الايرادات التي كان يحققها هؤلاء النجوم في الظروف العادية الا أنها تعطينا الأمل في ان الجمهور مازال يرغب في الذهاب الى دور العرض، والتخلص من ضغوط الحياة اليومية .

وأكد السبكي ان على المنتجين ان يختاروا الموضوعات التي تجعل الجمهور يخرج من حالة «النكد» المحيطة به من جانب لأنه ليس معقولا ان يعيش المشاهد نفس الحالة في الواقع وفي دار العرض، موضحا ان الأفلام الكوميدية هي الأكثر رواجا في ظل هذه الظروف .

النهار الكويتية في

14/06/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)