حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

نجيب فيلسوف الضحك

اعداد: سهير عبدالحميد

 

استحق نجيب الريحانى لقب فيلسوف الضحك عن جدارة حيث إنه لم يكن مجرد كوميديان عادى بل كان يقدم أعمالا بها عمق واضح وتحيد لشخصية المصريين بمميزاتهم وعيوبهم وملامحهم البسيطة. فكانت كل جملة ينطقها فى أعماله تستحق التدريس لما تحمله من معان تعبر عن حقيقة المصريين. وبالرغم من أنه كان عراقى الأصل إلا أن الجمهور لم يسأل يوما عن جنسيته بل كان معجونا بحب مصر وظهر هذا جليا فى الأعمال التى جسد فيها هموم المصريين آنذاك. وذلك لأن الريحانى لم ينفصل عن مصر طوال حياته حيث ولد فى باب الشعرية فى 21 يناير 1889 لأم مصرية وأب عراقى كان يعمل فى تجارة الخيول لم يكمل الريحانى تعليمه بل اكتفى بشهادة البكالوريا بعد تدهور حالة والدته الصحية. وبدأ الريحانى حياته العملية كموظف فى شركة السكر ولم يتخيل أحد أن تتحول حياته بهذا الشكل ليصبح فنانا بهذا الحجم قدم الريحانى 33 مسرحية منها الجنيه المصرى وحكم قراقوش وقسمتى والدلوعة، وإلا خمسة هذا بجانب الأعمال السينمائية التى لم يمنحه القدر الفرصة فى تقديم أفلام كثيرة خاصة أنه دخل لها فى سن كبيرة وكانت أبرز أفلامه «غزل البنات» و«سلامة فى خير» و«لعبة الست» وأبو حملوس.

ابنته الوحيدة جينا: فاروق رفض منحه البكاوية لأنه كان ينقده

«لم يتبق من مقتنياته سوى كرسى وشمعدان» بهذه الكلمات عبرت جينا نجلة الفنان الراحل نجيب الريحانى عن حزنها الشديد بسبب ضياع مقتنيات والدها وأكدت أنها تبذل كل جهدها لمحاولة الوصول لأى شىء يخص الريحانى حيث تعتبر هذه الأشياء ثروة قومية.

ترى جينا أن والدها لا يقل قيمة فنية عن عبدالوهاب وأم كلثوم حتى لا يقام له تمثال يخلده مطالبة وزارة الثقافة بضرورة تكريمه.

أين باقى مقتنيات الريحانى؟

- للأسف تم بيعها فى مزاد عام 1961 على يد ابن عمى يوسف والذى كان يجهل قيمتها وإلا ما قام ببيعها فى مزاد علنى لذلك من الصعب الآن تحديد هوية الشخصيات التى قامت بشراء التحف التى لا تقدر الآن بثمن وقد استطعت مؤخرًا أن أجد الكرسى الذى كان يجلس عليه فى مسرحه ليضع مكياج الشخصية التى يجسدها. كذلك الشمعدان الذى كان يحبه والدى وفى المقابل هناك عشرات التحف واللوحات الفنية والفضيات والسجاد وأثاث منزله بالكامل كل هذا ما زال مجهولا كما أن هناك فيلمين مفقودين هما «بسلامته عايز يتجوز» و«صاحب السعادة كشكش بيه».

وماذا تذكرين عن شخصية والدك؟

- كان رجلاً طيبًا جدًا وحنون لأبعد الحدود ودمه خفيف ويعشق الهدوء خاصة أثناء تحضيره لأى عمل لذلك كانت طبقة صوته دائمًا منخفضة واعتقد أن أكثر فيلم جسد شخصيته الحقيقية هو فيلم «لعبة الست» لذلك أحب هذا الفيلم جدًا كما أحب فيلم «غزل البنات» وبالمناسبة شخصية «حمام» التى جسدها فيه هو نفس اسم السائق الخاص بوالدى والذى كان يحبه وهذا ما دفع والدى أن يطلق على نفسه هذا الاسم فى الفيلم وأذكر أنه كان يضحك معه وقال له «أنا هاخد اسمك مقابل 10 جنيه».

وكيف كانت علاقته بالملك فاروق؟

- كانت سيئة للغاية لدرجة أن الملك فاروق رفض منحه «البكاوية» بسبب هجوم والدى المستمر عليه فى أعماله التى كانت دائمًا تهتم بالفقراء وتحارب الظلم خاصة مسرحية «حكم قراقوش» التى أظهرت الشعب أنه بائس وفقير والحاكم ظالم فشعر فاروق أن هناك إهانة موجهة له فرفض منحه البكاوية وأعطاها فى ذلك الوقت ليوسف وهبى وأشاع أن الريحانى جاسوس وعميل للألمان ولم يقرر إعطاءه البكاوية إلا بعد وفاته بعد أن اكتشف أنه كان مخطئًا وأعتقد أن أعماله مناسبة لكل العصور.

وما حقيقة رغبته فى إشهار إسلامه قبل أن يتوفى؟

- هذا غير صحيح لكن الموضوع أنه فى أواخر أيامه كانت هناك سيدة مسلمة ترعاه وقريبة جدًا منه وكان يرغب فى الزواج منها فاقترح عليه أحد أصدقائه أن يشهر إسلامه لكى يتزوج منها لكنه رفض وظل مسيحيًا حتى آخر يوم فى حياته بدليل أنه دفن فى مقابر الأقباط.

ونحن نحتفل بمرور 64 عامًا على رحيله ماذا تقولين لوالدك؟

- أقول له أننى لن أنساك حتى آخر لحظة فى حياتى وسأجعل شغلى الشاغل هو المحافظة على تاريخك وأبحث عن المفقود من أعمالك ومقتنياتك كما أطالب الدولة ووزارة الثقافة بتكريم اسم الريحانى وأن يقيموا له تمثالا لأن تاريخه لا يقل أهمية عن تاريخ أم كلثوم وعبدالوهاب وأتمنى أن يضعوه فى حديقة الأزهر وأن يطلقوا اسمه على إحدى الفرق المسرحية تخليدًا له وقد سبق وطلبت ذلك منذ عدة سنوات لكن لا حياة لمن تنادى.

أهم أعمالة

فيلم «صاحب السعادة كشكش بيه» بطولة حسين رياض إنتاج 1931.

  فيلم «سلامة فى خير»  بطولة فردوس محمد إنتاج 1937.

فيلم «سى عمر» بطولة زوزو شكيب إنتاج 1941.

فيلم «لعبة الست» بطولة تحية كاريوكا إنتاج 1946.

فيلم «أبو حلموس» بطولة مارى منيب إنتاج 1947.

فيلم «غزل البنات» بطولة ليلى مراد إنتاج 1949.

الغيطى: استغرقت 10 سنوات بحثاً فى شجرة عائلته

10 سنوات استغرقها السيناريست محمد الغيطى فى كتابة مسلسل «الضاحك الباكى» الذى يرصد من خلاله السيرة الذاتية لأسطورة الكوميديا المصرية نجيب الريحانى والذى لم يخرج للنور حتى الآن وجمع فيها بين انجازه الفنى وحياته الخاصة ورغم أن المسلسل تم تأجيله ثلاث سنوات إلا أن المؤلف يتوقع خروجه للنور قريبا بعد تعاقدت أكثر من  جهة لانتاجه مؤكداً أن الفنان صلاح عبد الله مازال هو المرشح الأول لتجسيد مسيرة الريحانى يقول الغيطى: نجيب الريحانى هو الكوميدان العربى الوحيد المذكور فى السينما العالمية والتى وضع احترامه فيها بآخر افلامه وهو «غزل البنات» وذلك وفقا لدراسات أيديولوجية السينما العالمية وأذكر أن وزير الثقافة قال لى فى احد اللقاءات التى جمعتنى به «لو السينما المصرية استمرت بنفس النهج الذى قدم به فيلم «غزل البنات» لكانت وصلت للعالمية أيضا. وأضاف الغيطى أن استغرق سنوات طويلة اقتربت من 10 سنوات ليبحث فى حياة نجيب الريحانى ويجمع شجرة العائلة ويتعرف على أصوله وجاء ذلك من خلال الوثائق وكل ما كتب ونشر عن حياة الريحانى منها مذكراته الشخصية الذى قام بنشرها صديق عمره بديع خيرى عام 1954.

وعن عدم استعانته «بجينا» ابنة الريحانى اثناء كتابته للمسلسل أكد الغيطى ان هذه السيرة لا يوجد ما يثبت نسبها للريحانى بجانب أنه ليس من حقها التدخل فى تفاصيل العمل حتى لو أنها ابنه الريحانى فإن حق الورثة يسقط بمرور 25 عاماً على موت المتوفى.

وأشار الغيطى إلى أن الظروف الانتاجية وحدها هى سبب تأجيل المسلسل وأن هناك مفاوضات بين أكثر من شركة انتاج خاصة مع جهات انتاجية حكومية للمشاركة فى انتاج المسلسل وأن الفنان صلاح عبد الله هو أصلح من يجسد نجيب الريحانى من الفنانين الموجودين على السلعة حيث ستتم الاستعانة به فى النصف الثانى من حياة الريحانى أما فترة الشباب ستتم الاستعانة فيها بوجه جديد.

رفيق الصبان: فريد شوقى وفؤاد المهندس فشلا فى تقليده ..ومتمرد فى اعماله

يرى السيناريست رفيق الصبان أن الراحل نجيب الريحانى صاحب مــــدرسة متفردة فى الكوميدية ولم ينجح أن يقلده أى فنان مهما كانت درجة موهبته مشيـــراً إلى أن فؤاد المهندس وفريد شوقى حاولا أن يسيرا على طريقته لكنهما فشلوا.

وقال الصبان: الريحانى من الفنانين القلائل الذين قدموا عمقاً نفسياً للكوميديا الموجودة فى أعمالهم وفى رأيى أن السينما لم تتح له المجال ليعلن عن موهبته وعقبرية ادائه كممثل من الطراز الأول بشكل كبير على عكس المسرح الذى تبارى على خشبته ليقدم شخصيات متنوعة ومعظمها ملىء بالتمرد الخفى وعدم الاستسلام للمحتل الانجليزى وهذا ما جعل هناك حرباً على اعماله لأنها كانت تدعو الشعب للثورة على الظلم.

ويرى الصبان أن «كشكش بيه» من أكثر الشخصيات التى برع الريحانى فى تقديمها وعلقت فى اذهان الناس وهو شخصية العمدة الريفى الذى يصبح ضحية فيما بعد بسبب سذاجته وظروف المجتمع من ناحية أخرى ومن جانب آخر الراقصات والغانيات التى تأخذ منه أمواله وتخدعه.

وأشار الصبان إلى أنه سبق وشاهد الريحانى على المسرح أثناء عرضه لمسرحية «30 يوم فى السجن» التى تم تحويلها فيما بعد لفيلم سينمائى قام ببطولته فريد شوقى وأبو بكر عزت كان أداؤه ساحراً لكل من يراه ولسوء الحظ أن أعماله المسرحية ضاعت بسبب عدم وجود تليفزيون فى ذلك الوقت وأنه استحق عن جدارة لقب «الضاحك الباكى» لأن الكوميديا التى كان يقدمها كانت تبكى الناس بقدر ما تضحكهم وعن حياته الخاصة أكد الصبان أن الثابت عن حياة الريحانى هو زواجه من الراقصة بديعة مصابنى ثم طلاقه بعد رحلة لأمريكا الجنوبية.

الفنان جيمى حشمت: عشقى له دفعنى لعمل تمثال يخلده

عشقه لفنه وشخصيته السينمائية هو ما دفع الفنان التشكيلى جيمى حشمت لصنع تمثال لعبقرى الكوميديا نجيب الريحانى والذى تمت الاستعانة به فى احتفال المدرسة التى تخرج منها الريحانى بباب الشعرية بذكراه وهى نفس المدرسة التى تخرج منها فريد الأطرش يروى حشمت حكاية هذا التمثال قائلا: الريحانى من الشخصيات الفنية التى تغرى أى فنان تشكيلى سواء لرسم بورتريه عنه أو صنع تمثال له خاصة أن ملامح وجهه معبرة جدًا وحادة وقد بدأت قصة هذا التمثال عندما طلبت منى نجلة الريحانى السيدة جينا صنع تمثال لوالدها نجيب الريحانى لأن المدرسة التى تعلم بها بباب الشعرية ستقيم احتفالية بذكراه وتم إطلاق اسمه على مسرح المدرسة وسعدت جدًا بهذا التمثال وقد تعايشت مع شخصية الريحانى سواء من خلال الصور الفوتوغرافية أو مشاهدة أفلامه حتى أستطيع أن أنقل روح الريحانى للتمثال ويشعر من يشاهده أن الريحانى مجسم أمامه واعتقد أن هذا التمثال هو من الأعمال النحتية الوحيدة التى تم صنعها عن الريحانى وقد سبق وقمت بعمل تمثال للفنان العالمى بتهوفن. وهذا التمثال مصنوع من الطين الأسوانى.

وأضافت حشمت أن تمثال الريحانى قد طاله بعض التلف لذلك يتمنى أن يعيد ترميمه وأن يجد المكان المناسب الذى يليق بقيمة وفن عملاق الكوميديا نجيب الريحانى.

روز اليوسف اليومية في

13/06/2013

 

إسراء إمام تكتب :

ستوكر ..عندما يملك المخرج فيلمه 

العيب لا يكمن فى تناول فكرة قُدمت من قبل، وإنما الأمر يعدو خرفا عندما أخوض فى معالجة تلك الفكرة من دون خلق أى جديد، كمثل الساحر الذى يعد جمهوره بعرض هائل ومن ثم يُجلسهم على مقاعدهم ليشاهدونه وهو يُخفى عصفورا داخل قفصه ويعيده بدوره تاره أخرى، والشخص الأكثر تبجحا من ذلك الرجل الذى يمتهن الألاعيب زميله الذى قد لا يكتفى بالخُدعة البسيطة مواجها حقيقة الأمر إذا به يُبدل قواعدها ويحتال عليها غير أن اسمها فى النهاية يبقى "خُدعة العصفور" ولا شىء غير ذلك .

و"ستوكر" من الأفلام التى أهانت جعبة الحاوى وأفقدتها هيبتها، منذ البداية والفيلم يشد على يدك ويسألك الإنتباه واعدا إياك بأن ثمة الكثير مما تحويه الجُعبة لتفتح عينيك فى النهاية على تناول خاوى خائب إن جاز التعبير، فى المشاهد الأولى تظهر فتاه تتحرك بحيوية بين عشب أخضر فى حديقة منزل ترصدها الكاميرا بإختلاف وحس واعى وهى تحدثنا بحذر عن حالها فى شىء من الفلسفية التى تبعث فى نفسك الأمل بمشاهدة فيلم على قدر مبشر من العمق ..

ويظل الفيلم على هذه الوتيرة تارة يعلو بك وأخرى يتبدى لك دون حياء فى صورة أفلام الرعب الرخيصة التى تُنهك ذهنك على الاشىء، والسبب الأغلب لهذا الارتباك السلبى_ الذى لن تنتفع منه سوى قدرته على ابقاء الأمل لديك حتى النهاية_هو السيناريو بكل تأكيد !

فإذا تمهلنا فى التأمل سيبدو من الصعب ألا نلحظ أن جماليات الفيلم كلها تكمن فى رؤية مُخرج وقدرته المذهلة على الارتقاء بمثل هذا السيناريو السقيم إلى مرتبة ترضى أنت عنها ولو لفترات لا تدوم، وإنما يبقى أثرها فى ذهنك ومخيلتك، مشاهد مثل اشتراك الفتاة "انديا" فى العزف مع عمها ذلك الفن الذى يحوم حول كل لقطة ويكسبها نكهة بلون احساس المخرج "شان ووك بارك" وهو المخرج الذى يعرف من أين تؤكل الكتف كما يقولون..

الفكرة ببساطة عن أم وابنة يفقدان رجلهما منذ بداية الفيلم فى حادثة لا يتوضح تفصيلها، ومن ثم يأتى للإقامة معهما شاب يدّعى كونه أخا للمفقود أى عم الفتاه، ومن الوهلة الأولى تشعر بأنه منجذبا بشكل ما إليها مما يدفعك للشك فى صحة إدعائه، ولأنه الرجل الوحيد بين إمرأتين تبدأ التيمة المعروفة فى إغوائه لكلتاهما واحدة تندفع بغير حساب معه وهى الأم "نيكول كيدمان" والأخرى تتمنع بينما ترغبه فى باطنها بشدة، بعد وقت تكتشف أن هذا الشاب قاتل قتل خادمة المنزل لسبب ساذج يتمثل فى مشاجرة تمت بينهم بعدما تظهر فى أحد المشاهد وهى تقول له : لقد كنت عينك سنوات كثيرة مضت، وبالطبع فالمطلوب منك بعدما تستمع إلى مثل هذه الجملة من بين حوار غائم أن تكتفى بهذا سببا لقتلها..

وفى الوقت الذى نزدرى فيه هذا الكم من الامنطقية، يأتى المونتاج المتوازى الرائع بين اكتشاف"انديا" لجثة الخادمة وممارسة العم "تشارلى" لجريمة أخرى، ومن بعده اشتراكهما معا فى العزف لتنقل إليك عدسة"بارك" أنفاس الفتاة المتلاحقة وشدها على قدميها فى رمز شديد التعبير عن رغبتها البركانية فى الرجل إلى جانبها والموسيقى تُشعل الصراع وتضيف إلى المشهد شحنة من الارتباك، ليُعيد إليك الفيلم بعض من الإيمان به ولكن ليس لوقت طويل كالعادة..

أكثر ما هو كارثى فى الفيلم ليس فراغ السيناريو وكفى وإنما التيه الذى يعانيه ذلك السيناريو بين عدد من التيمات الدرامية التى تبدو كلا منها مبتورة ومقحمة، فلديك فى البداية التركيز على نفسية الفتاة وقدرتها على السرد من حين لآخر عن نفسها وعن علاقتها بوالدها بشىء من اللمسة الإنسانية التى تخدم الفيلم لوهلات كثيرة بينما يضيع ذلك الخيط بين زحامه وصخبه ويشيخ بك الوقت إذا مضيت تنتظره بشغف من ينتمى إلى مثل هذا النوع من المعالجات. تيمة أخرى يلجأ إليها السيناريو وهى التى عرضتها من قبل فيما يخص تنافس المرأتين على اقتسام الرجل وولعه هو بإغوائهما معا وهى التيمة التى لن تجد لها مكانا فى الأصل بين فكرة الفيلم الدرامية وتشعر أنها وبكل ثقة مقحمة لكى تسد الهوة التى يعانى منها السيناريو، وأخرى تلعب على شخصية هذا الرجل الإجرامية وتعقيد الإلتباسات حولها وهى التيمة التى اعتمدت على النظرة الكرتونية التى التزم بها الرجل طوال الفيلم لكى يرعبنا، وغيرها من الهزليات مثل انتقاله من المكان الذى كان يواقف فيه بقية العائلة إلى المكان الذى ابتعدت فيه الفتاة عنهم فى آخر المنزل مستغرقة دقائق لتجده هو خلفها فى ثوانى وقد اجتاز المسافة بمهارة من يسافر عبر الزمن !!!

ولم تفلح لفتات المخرج المميزة فى انتشال الشخصية من سخافتها، تلك اللفتات التى بدت فى كادرات عبقرية منها انعكاس ظل "تشارلى" على الرف الخشبى للمطبخ بينما كان يتحدث لإنديا فى مشهد كامل لم يظهر إلا فى آخره فى رمزية موفقة تعبر عن ظلالية الشخصية وارتباكك تجاهها ..

مشاهد القطع جاءت موفقة وتجلت ذورة ابداعها فى المشهد الذى ينتقل فيه"بارك" من شعر الأم الذهبى بينما كانت تصففه الإبنه لها إلى الغابات وهو المكان الذى كان يمارس فيه الأب مع انديا الفتاة هواية الصيد وهو المشهد الهام الذى اعتمد عليه المخرج طوال الفيلم ليوضح من خلاله العنف الذى تواريه انديا فى داخلها، نظرات عينيها وتربصها وحتى ترددها تجاه والدها جاء فى مكانه بغير مباشرية تشير إليه بشكل مُنفر ..

ولكن رغم كل الجيد فى الفيلم تظل على غير قناعة بتركيبة أى شخصية ولا منطقية علاقتها مع الآخر، وتبقى الخيوط الدرامية المنقوصة وردات الفعل المبهمة والأغراض التى لا تعلم مغزاها، فحتى النهاية لا تعلم ما هى مشكلة العم مع انديا وماهو سر تعلقه بها إلى هذا الحد بشكل مشين يتخطى علاقة القرابة وليس من المعقول أن نكتفى بكونه مريض نفسيا فحتى الشخص المجنون لابد من أن يمتلك الأسباب المنطقية لفعلة كهذه ..

فيلم "ستوكر" هو فيلم ملك مخرجه الذى يستحق كل التقدير لجعل سيناريو باهت مشتت فيلما ع هذا القدر من الإثارة للجدل ع الأقل .

آخر كلمتين:

"نيكول كيدمان" تعبث بقدرها كفنانة موهوبة وتختار من حين لآخر أدوار تلا تليق بها، يكفى أن فيلما كهذا استغل اسمها تجاريا، ولا انسى سقطتها الأخرى فى فيلم just go with it

البداية المصرية في

13/06/2013

 

التــقـــاه في "كــان" أيـــان بـروكس مـن صـحيـفة الغـادريــان

لست مجنوناً، بل أحاول أن أشفي روحي..

ترجمة: نجاح الجبيلي  

يجول اليخاندرو خودورفسكي  في مدينة "كان" كأنه بطلٌ منتصر. كانت لديه غرفة في "الكرواسيت" وفيلم في "أسبوعي المخرجين". يوضح المخرج:" إني مثل المطر أذهب إلى المكان الذي يحتاجونني فيه". " إذا ما كنت في بيت كبير مع السجادة الحمراء والمصورين الفوتوغرافيين وكل النساء المزخرفات فإني سأكون خجولاً". لقد كانت لديه دائما طريقة أسعد حين يكون على الحافات.  بلغ "خودوروفسكي" الرابعة والثمانين في عيد ميلاده الأخير. شعره أبيض، و عيناه مشعتان وله ابتسامة التمساح. مرّ الآن عقدان منذ أن هزّ المقدس في فيلم "الخلد El Topo" وهو قتال بالبنادق غامض بالأسود المقدس، ومرت 23 سنة منذ أن جلس خلف كاميرا سينمائية.  

فيلم خودورفسكي الأخير "رقصة الواقع  La danza de la realidad " فهو يبدو للوهلة الأولى وكأنه ينطوي على ذكريات واقعية سحرية وافرة من طفولة المخرج الخاصة  المفعمة بالأغوانات ومهرجي السيرك والمعاقين. وهو يصور أغلب الأحداث في بلدته "توكوبيا" وهي قرية تشيلية فقيرة وجد أنها بالكاد تغيرت خلال العقود المتداخلة. بحيلة جيلية أنيقة يقوم "برونتس" أبن المخرج الأكبر بدور أب "خورودوفسكي" الستاليني القاسي

والأمر برمته جرى تبنيه بروح الشفاء. يستذكر قائلا:" كان أبي وحشا. قطعت علاقتي بعائلتي حين كنت في الثالثة والعشرين ولم أرهم مرة أخرى. نعم كان أمراً فظيعاً فعلته. لكن ما أفعله هنا هو استدعاؤهم وإعطاؤهم ما لم يمنحوه من قبل أبداً. لم يكن لدى أبي إي إنسانية. لكن أنظر في هذا الفيلم، لقد جعلته إنسانا". 

حين كان صبياً كان يجري اضطهاده كونه يهودياً ومولعاً بالكتب. كان اختياره الوحيد أن يكون طياراً. درس في باريس فن البانتوميم مع مارسيل مارسو وأخرج "موريس شوفاليه" في قاعة الموسيقى. وأغضب السلطات في المكسيك بجماعته المسرحية الطليعية. ويقول مندهشاً:" في المكسيك أرادوا قتلي. حمل أحد الجنود بندقية ووضعها في صدري". 

في بواكير السبعينات كان نجماً للثقافة الأمريكية المضادة. "الخُلد" فيلم وسترن مسعور جذب اهتماما حماسيا من جون لينون وكان "لينون" هو الذي ساعد في تأمين الاعتماد المالي لفيلم "الجبل المقدس The Holy Mountain" عام 1973 والذي فيه كان فاتح المكسيك أعيد تمثيله بالحرباء وهو يرتدي مثل الأزتيك والعلاجيم التي تلعب دور الفاتحين. وأثبت فيلم "الجبل المقدس" بأنه غني جداً ومختمر جداً ومنذ ذلك الحين أصبحت صنعة خورودفسكي شأناً متقطعاً بشكل مغيظ. وهنا في "كان" تم عرض فيلم وثائقي عن صناعة ( فيلم "كثبان Dune" لخودوروفسكي) وفيه خطط لمحاولات لا منتهية معذبة لنسج فيلم من كتاب فنتازي لفرانك هربرت. وأخيراً أخرج الفيلم ديفد لينش إذ أن  العديد أفكاره البصرية ترشح من خلال فيلم "الغرباء" لريدلي سكوت. وبدوره ترك خودوروفسكي إخراج الفيلم.      

يزعم خورودفسكي بأنه غير منزعج تماماً. إن الساعة المتكتكة لا تعني شيئا بالنسبة له. يقول:" أي واحد يفكر بأني سأكبر وأموت هي مشكلة كبيرة. يقول تارانتينو بأنه سوف يتوقف حين يصبح مسناً لأن الأفلام للناس الشباب لا أؤمن بذلك. سوف أعيش 120 سنة".  

يقول إنه يستطيع دائماً على جعل ذاته مشغولة. في بيته بباريس يكتب الكتب الهزلية ويقرأ أوراق التاروت ويلقي المحاضرات المجانية عن نظرية " السحر النفسي" التي أدهشتني لأن خودورفسكي يمزج العلاج النفسي وطقوس الشامان. يقول:" هناك الكثير من السحر النفسي في الفيلم! ابني يؤدي دور الأب. سحر نفسي! الصبي في الفيلم خائف من الليل تماماً كما أنا. لذا فهو يرسم نفسه أسود. سحر نفسي! لم يعد يخاف من الظلام". يضحك. "الناس يقولون بأني مجنون. أنا لست مجنوناً. أحاول أن أعالج روحي". 

من وقت لآخر ينط خودوروفسكي في فيلم "رقصة الواقع" بنفسه. وهي يؤدي دور الملاك الحكيم ذي اللحية البيضاء ويحمل وجهه تكشيرة التمساح ويهز الطفل بذراعيه كالمهد. إذا ما يعود حقاً فماذا سيقول لذاته الشابة المضطهدة؟ يقول:" لكن هذا ما فعلته في الفيلم". وكأنه ضيع  بعض الأهداف الحاسمة. يضيف:" أقول: استمع لا تعان ِ. أنا هنا. إنك لست وحدك لأنك معي". "شعرت بأني وحيد جداً حين كنت صبياً لأن لا أحد يريد الصداقة معه" لكني قلت:" أنا معك واستمع فقط إلى ما تفعله. ستكون فناناً سوف ترحل. ستكون سعيداً".  

المدى العراقية في

13/06/2013

"ملحمة " .. الحيـــاة الخفيـــة في الـــغــابـــــــــة

ترجمة / عادل العامل  

يمكن أن يكون هناك شيء من المبالغة في إطلاق اسم " ملحمة Epic  " على مغامرة  CGI الجديدة المستندة على قصة ( البشر الورقيون The Leaf Men ) لمؤلف و رسام كتب الأطفال وليام جويس

أجل، إن الفيلم مضخَّم بالتأكيد في المجال و النبرة أكثر مما عليه الحال في الكتاب الذي استند عليه بقدر كبير من حرية التصرف. و قد كان لقصة الحياة السرية المثمرة لبستانٍ ما، و المؤلفة في عام 2001، سحر مماثل لقصة سابقة للمؤلف، ( انكماشات جورج George Shrinks ). أما فتنة الكتابين معاً، فمستمدة من تخيّل ما كانت ستكون عليه حال العالم لو أنك كنتَ بطول إنج فقط. مع هذا فإن هذا الفيلم، الذي عمل عليه جويس كمنتج، و كاتب، و مصمم إنتاج، يحتفظ بما يكفي من سحر الأصل لجعله مغرياً على المستوى البصري، حتى و إن كانت القصة نفسها منتفخة بشكل يصعب التعرف عليها معه تقريباً.     

وكما في الكتاب، فإن البشر الورقيين هم صنف من الجنود بحجم البق يحافظون على نظام و توازن العالم الطبيعي. و هم يقومون، ممتطين الطيور الذبابية المُسرَجة، بالحفاظ على قوى الفساد و التعفن ــ مجسَّدةً في كائنات تُعرف بالبوغان Boggans ــ في الشجر. لكن حين يقوم النبات العشبي ميندريك، (ويؤديه بالصوت كريستوف وولتز)، و هو القائد الشرير للبوغان، بمهاجمة ملكة البشر الورقيين ( صوت بيونس نوايس ) و سرقة برعم الزهرة السحرية المحتوي على روح بديلها، يكون على هؤلاء القتال لاستعادته قبل أن تحوَّل قوته بخبثٍ إلى التسميم مدى الحياة

وتساعد البشرَ الورقيين في مهمتهم هذه ماري كاثرين ( أماندا سيفريد )، و هي مراهقة من البشر انكمش حجمها بصورة عرَضية و صارت بحجمهم. و تحصل قصة داخلية رومانسية أساسية، إذا يحب صبي ثائر من البشر الورقيين ( جوش هَتشيرسون ) ماري كاثرين هذه، و لكنه أيضاً يحتاج إلى تعلم دروس قليلة عن عمل الفريق و عن المجموعة قبل أن يُطوى كل شيء بانحناءة لطيفة صغيرة. و لا بأس في أن يكون الأمر أكثر من سوء حظ بالنسبة لإنسانة تواعد واحداً في حجم حشرة فرس النبي!

ويتمثل الجانب الهزلي في الحيوان الكسلان ( عزيز أنصاري ) و صديقه الحلزوني ( كريس أوداود ). والرخويات المحبة للمزاح هي أكثر الأشياء هزلاً فيما يتعلق بالفيلم، الذي حاله حال فيلم السنة الماضية " نهوض الحرّاس Rise of the Guardians " ( المستند أيضاً على كتاب لجويس ) يتّسم بتناغم قاتم عام. فالنبات العشبي ميندرين، الوغد الذي ينقضّ على غرابٍ، لابساً جلد حيوان ميت و مطلقاً مادة لزجة حامضية، هو على درجة من الترويع تسبب  الكوابيس للولد الصغير الحساس.

ويمكن القول إن بقية الأداءات الصوتية رائعة، إن لم تكن متميزة.إذ يقوم جيسون سديكيس بدور والد ماري كاثرين، و هو عالِم متردد و وحيد في تشككه بأن الغابة ناشطة بكائنات صغيرة خفية لا تُرى. بينما يؤدي كولن فاريل دور قائد قوي من البشر الورقيين، رونين، و يتحول ستيفن تايلر في دور لا يُنسى كيرقة، تُدعى نيم غالو. و يمكن أن تذكّر هذه الشخصية بعضَ المشاهدين الأكبر سنا بشخصية اليرقة التي في فيلم " أليس في بلاد العجائب ".

وتمضي أحداث الفيلم بشكل قابل للتنبؤ، مع العناصر الواردة في أفلام مماثلة أخرى. غير أن ما يؤسف له أن يكون على حبكة الفيلم تحويل التعفن في الغابة إلى شخصية الفتى السيّء، بدلاً من تعليم الأطفال أن التعفن هنا جزء من دورة الحياة. مع هذا، إذا كانت الحبكة أدنى من الأصل كله، فإن التصميم البصري مدهش تماماً، و يعزّزه استخدام فعّال للصورة الثلاثية الأبعاد.

المدى العراقية في

13/06/2013

مشاركة نسوية فاعلة في مهرجان الأفلام القصيرة في جامعة البصرة

البصرة: ريسان الفهد  

أقامت مديرية شباب ورياضة البصرة وبالتعاون مع جامعة البصرة ، مهرجانها السنوي الثاني للأفلام السينمائية القصيرة  

وقال مدير مديرية شباب ورياضة البصرة وليد حميد الموسوي للمدى : إن هذا المهرجان هو حافز لتنمية المواهب الفنية للشباب في مجال صناعة الأفلام السينمائية ، تأليفا وإخراجا ،وشهد هذا العام حضورا متميزا للمرأة في مجال التأليف والإخراج.

مضيفا ان" مجموعة من العروض تنافست على المراكز الأولى في المهرجان وهي فيلم(نظرة) سيناريو وإخراج رشا رعد ،الذي تحدث عن النظرة التي يحملها كل منا عن الآخر والتي في اغلبها تكون نظرة خاطئة، اما فيلم(رحمة الطلقة)

سيناريو وإخراج احمد الحجاج ،الذي جسد فيه المخرج الظلم والجور الذي وقع على الإنسان العراقي ابان النظام السابق ،وفيلم(لحظات) ،إخراج حميد فاروق وفيلم(فوتغراف) ،سيناريو زياد طارق وإخراج ليث عبد الكريم وفيلم(حديث الصمت)سيناريو إبراهيم السعد وإخراج محمد العلي وفيلم(BUZZ) إخراج زهراء جاسم وفيلم(مشنقة أنا) إخراج منار الراشد.

واكد الموسوي ان "المهرجان شكل لجنة تحكيمية لتقييم الأفلام المعروضة بعضوية، تدريسيين من كلية الفنون الجميلة وهم كل من الدكتور ماهر الكتيباني والدكتور سرمد التميمي والدكتور فراس الشبيبي.

من جانبه قال الدكتور سرمد التميمي عضو اللجنة التحكيمية: ان هذه المهرجانات بالرغم من تواضعها الا انها تعد بادرة حسنة من قبل القائمين عليها لانها تنمي المواهب ،الشابة ،وتفسح لهم المجال لإظهار طاقاتهم في مجال صناعة الأفلام لاسيما ونحن مقبلون على حركة ثقافية واسعة في المجال السينمائي ستشهدها البصرة في القريب العاجل بعد افتتاح قسم الفنون السمعية والبصرية بكلية الفنون الجميلة بجامعة البصرة وسيأخذ على عاتقه تدريب الطلبة صناعة الأفلام الروائية القصيرة والطويلة والوثائقية.

المدى العراقية في

13/06/2013

سينما الخليج، بين قبول التغيير وتقبُّل الآخر 

في ندوة (السينما في الكويت، الواقع والتحديات) بمقر جمعية الصحافيين الكويتيين قال السيد عماد النويري: "إذا كان تاريخ السينما قد تجاوز مائة عام، فإنه وخلال أكثر من قرن من الزمان لم تنتج دول الخليج مجتمعة أكثر من خمسة أفلام روائية من مجموع أكثر من 4000 فيلم عربي تم إنتاجها خلال تلك الفترة." بالطبع كل هذه الأفلام تقريباً مصرية الإنتاج، وفي شريحة أقل بكثير يشاركها الإنتاج الشامي والمغربي (نعني سوريا ولبنان والمغرب العربي). على أن السيد/ عماد النويري قد أنجز جهداً مشكوراً في إخراج تقارير كتاب مجلة الكويت المعنون (أضواء على السينما في دول مجلس التعاون الخليجي)، وهو كتاب تذكاري وليس مناقشة تحليلية، ولابد من الابتداء عند الحديث عن السينما في الكويت بذكر المخرج الكويتي خالد الصديق في تجاربه المتقدمة مثل فيلم (عرس الزين) وفيلم آخر هو (بس يا بحر)، وعن هذه السينما نلخص المعلومات التي قدمها عبد الستار ناجي في ندوة مهرجان دمشق السينمائي الأول والتي ينسب فيها الفضل الرئيسي في تأسيس السينما الروائية الكويتية للفنان خالد الصديق وفيلمه الاول(بس يا بحر) والذي جاء بعد عدة أعمال قصيرة كالعادة. ثم كان لتلفزيون الكويت ومراقبة السينما بالذات اليد الطولى في دعم الحركة السينمائية الوليدة في الكويت، إذ قدما الفرصة أمام طائفة ضخمة من المواهب الناضجة التي كان لديها ما تقوله، فجاءت تجارب السنعوسي وخالد الصديق وعبد الوهاب سلطان وعبد الله المحيلان التي تميزت أعماله برغبة صادقة في تقديم فن محترف. جدير بالذكر أن خالد الصديق درس السينما في الولايات المتحدة وعاشر العديد من السينمائيين العالميين مما شجعه على الاستمرار، فلم تكن دراسته معلقة في الفراغ، وذلك حين قدم فيلمه الروائي الثاني (عرس الزين) المأخوذ عن رواية الأديب السوداني (الطيب صالح). وقد نوّه (عبد الستار ناجي) في ندوة مهرجان دمشق السينمائي الأول حول ملاحظة تخص نقطة ارتكاز أساسية في التعامل مع الحرفة السينمائية، ألا وهي عدم وجود الوعي الجماهيري لأهمية وجود سينما كويتية تناقش قضايا وهموم الإنسان الكويتي والعربي، مما يؤدي إلى حالة من عدم الثقة؛ فيضطر رأس المال الكويتي إلى الانسحاب وعدم خوض التجربة الإنتاجية في السينما

وعلى الجانب الآخر، عدم وجود النضج الفكري بالنسبة لبعض السينمائيين، إلا القليل، ولهذا تأتي بعض التجارب مشوشة، مبتسرة، أو خالية من أية أبعاد وتطلعات فكرية تقدمية. على أننا لا يمكننا إنكار الاجتهادات الفردية المتحمسة، ومنها تصوير المخرج الكويتي هاشم محمد فيلمه الروائي الكويتي الثاني (الصمت) الذي كتب قصته عبد الرحمن الضويحي وقام ببطولته مجموعة من نجوم المسرح ويحكي عن كويت الأربعينات. وغير هاشم محمد لابد من ذكر طائفة تثير التفاؤل من المخرجين الكويتيين في السينما أشهرهم: توفيق الأمير، خالد الصديق، عبد المحسن الخلفان، إبراهيم أشكناني، محمد الخراز، د. نجم عبد الكريم، عبد الله المحيلان، محمد ناصر السنعوسي. ولكن كما قال مخرج برنامج (عالم السينما) في التلفزيون الكويتي (حسن العبيسي): لا يكفي وجود بعض الفنانين المتخصصين لخلق صناعة سينمائية، فالمسألة تحتاج لفترة من الاختبار لكي توجد لدى الممول قناعة بضرورة سينما في الكويت

ويعتبر العام 1946 هو العام الذي بدأ فيه التاريخ صناعة السينما بالكويت وبدأ بفيلم تسجيلي يصور الشيخ أحمد الجابر الصباح رحمه الله أمير الكويت وهو يفتتح حمام مضخة النفط التي تضخ أول دفعة من البترول الكويتي للخارج في شريط تسجيلي بعنوان (النفط في الكويت)، تلاه فيلم آخر عام 1950 عن نفس الموضوع لكنه أضاف إليه البعض من تفصيلات مظاهر الحياة في الكويت بعد أربع سنوات من الاستغلال الجيد لتجارة البترول. وفي العام نفسه أنشأت وزارة التربية قسم السينما والتصوير وراح ينتج الأشرطة التعليمية والوثائقية مثل شرائط الوعي الصحي واستخدام المرافق العامة وشرائط عن التعليم في الكويت. بعد ذلك بثلاثة أعوام بدأت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في إنتاج الأشرطة السينمائية وتفرغت وزارة التربية للإشراف على المسرح والفنون الشعبية وتطورت مواضيع الأفلام التسجيلية إلى الغوص لصيد اللؤلؤ وتقاليد الزواج وإخراج الجريدة المصورة وإنشاء أستوديو كامل التجهيز والمعدات، في حدود الإمكانيات المتاحة وقتها طبعاً، وانتقلت مسؤولية الإنتاج السينمائي عام 1961 إلى وزارة الإرشاد والأنباء (وزارة الإعلام).

ولم ينتج أول فيلم درامي إلا عام 1965 وكان بعنوان (العاصفة) وشاركت به الكويت في مهرجان التلفزيون العربي الرابع بالإسكندرية عام 1965. تزامن هذا مع دخول الفيلم المصري مرحلة ما بعد ثورة يوليو (1952- 1965) وبروز ما عرف بالمدرسة الواقعية على يد صلاح أبو سيف وطائفة من الأفلام الوطنية التي تُمجِّد الثورة وأغلبها مباشر ودعائي، والمميز في هذه المرحلة من الفيلم المصري هو إتباع طريقة اختيار الموضوع أولا ثم كتابة القصة كما كان يحدث في الأفلام الواقعية الإيطالية بعد الابتعاد عن أفلام الحب الأرستقراطي والخيانة الزوجية والقصور، وعندما تحرر السوق من بيروقراطية القطاع العام وارتفعت أسعار الأفلام المصرية في دول الخليج والسعودية انتعش إنتاج الأفلام ومتابعتها بشكل جيد هناك مع زيادة القوة الشرائية، وظهر الإنتاج اللبناني الذي غلب عليه الطابع الاستعراضي ووجود لهجات مشتركة بين الشامية والمصرية وفي الفترة بين 1963-1970 أنتج لبنان مئة فيلم نصفها بالألوان و79 منها من الأفلام البوليسية، و54 فيلما يتحدث بالكامل باللهجة المصرية، هذه المرحلة التي وصفها (إبراهيم العريس) في كتابه (رحلة في السينما العربية) بمرحلة الازدحام وأغلبها تجاري الطابع يستدر الدموع بالفواجع أو يتسول التصفيق ببطولات فردية مزيفة كأفلام رعاة البقر الضحلة، فازدهر سوق الفيلم اللبناني كما لكنه غرق في مستنقع النمطية وفقر المواهب وأمام هذا وذاك تراجع الفيلم المصري خصوصا مع رحيل الفنانين والمخرجين إلى الشام وقت الحرب في مصر، هذه التجربة التي يحدد (جان الكسان) أهم أبعادها في كتابه (السينما في الوطن العربي) _ عالم المعرفة 51_ بالنقاط التالية: أولا: ازدياد معدات الإنتاج وتوفر الاستوديوهات، أستوديو الشرق الأدنى، وأستوديو بعلبك، وأستوديو هارون، وأستوديو الأرز، وبلاتوه في الأستوديو العصري، وأستوديو شماس- ثانيا: توفر عدد من الفنيين- ثالثا: النظام الاقتصادي الرأسمالي الحر الذي شجع على توظيف رؤوس أموال داخلية وخارجية في هذا الميدان- رابعا: جمال الطبيعة وصفاء الطقس وتوفر خدمات سياحية وفنادق كثيرة. خامسا: فتح باب الإنتاج المشترك، ونذكر من الأفلام التي أنتجت إنتاجا مشتركا: هروب حر- الطائرة الأخيرة لبعلبك- 24 ساعة للقتل- إجازة للجريمة- 777 مهمة سرية. سادسا: اتخذ في عام 1964 من قبل الحكومة اللبنانية قرار بإنشاء مركز للسينما والتلفزيون، ومهمة هذا المركز تنسيق النشاط السينمائي ورعاية هذه الصناعة بطرق مختلفة منها: وضع تشريع سينمائي يتلاءم وأوضاع الصناعة، وتنظيم مكتبة تحتوى على جميع المنشورات والكتب السينمائية التي تصدر في مختلف أنحاء العالم وخاصة المتعلقة بالسينما العربية ونشر الثقافة السينمائية عن طريق إنشاء نواد للسينما في المدارس وبين صفوف الشباب حتى إن بعض المدارس بدأت تعطى دروسا حول السينما مع عرض أفلام، وتجهيز البلاد بالفنيين عن طريق استخدام خبراء لتدريب العاملين في السينما علي الإخراج وعن طريق تقديم المنح للتخصص في الخارج، وتشجيع إنتاج الأفلام ذات المستوى الرفيع بتقديم جوائز لأفضل الأفلام التي تنتج كل عام وبالاشتراك في المهرجانات الدولية، وإنتاج عدد من الأفلام لحساب المركز أو لحساب الدوائر الحكومية.

وبينما تقرأ هذا الكلام تقدم السينما السعودية مشاركة مهمة في الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي, التي تقام في دبي, حيث تشارك ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان بثلاثة أفلام طويلة وفيلمين قصيرين إلى جانب ستة أفلام أخرى في قسمي "الطلبة" و"أضواء"، ويأتي فيلم (وجدة) للمخرجة هيفاء المنصور على رأس القائمة السعودية إذ اختير ليكون فيلم افتتاح المهرجان علاوة على حضوره في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة متنافساً مع اثني عشر فيلماً خليجياً وسط توقعات بأن يكون الجواد الرابح في المهرجان عطفاً على سجله المميز خلال الأشهر الماضية خاصة بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم روائي عربي في الدورة الأخيرة لمهرجان دبي السينمائي وعرضه الناجح في صالات السينما التجارية في فرنسا، وفي مسابقة الأفلام الطويلة يشارك أيضاً فيلمان سعوديان للمخرجين سمير عارف وفيصل شديد العتيبي, حيث يأتي الأول بفيلم روائي بعنوان (صدى) ويحكي قصة طفل يولد سليماً لأب وأم من الصم والبكم, فيما يأتي المخرج العتيبي بفيلم وثائقي يتابع فيه مراسم الزواج في جزر القمر عنوانه (الزواج الكبير)، وهو الفيلم الثاني الذي يشارك به في مهرجان الخليج بعد مشاركته الأولى عام 2009 بفيلم (الحصن) الذي فاز بجائزة في مسابقة الأفلام الوثائقية.

Hany_haggag@hotmail.com

المدى العراقية في

13/06/2013

 

"صِرْ ألمانِيَّاً"ـ فيلم وثائقي يسلط الأضواء على الاندماج

الكاتب ميلاني لاخنار/ عبد الرحمان عمار

المحرر أحمد حسو 

تقدم ألمانيا منذ عام 2005 دروسا خاصة للمهاجرين لمساعدتهم على الاندماج. لكن السؤال يبقى مفتوحاً حول نجاعة هذه الدروس، وهذا ما حاولت مخرجة سينمائية من برلين معرفته من خلال فيلم وثائقي مثير.

تحرك إنصاف عزام رأسها إلى الأسفل لتقرب عينيها من كتاب مفتوح أمامها وتقرأ منه بألمانية مكسرة: "هل مازال هناك شاغر للعمل كخادمة منزل؟". في إحدى صباحات فصل الشتاء كان موضوع الدرس هو تعلم العديد من العبارات المتعلقة بسوق العمل على طريقة تبادل الأدوار. وتتابع هذه الشابة ذات الأصول السورية، التي ترتدي حجابا خفيفا يكشف ملامحها، دروس الاندماج في برلين إلى جانب مستفيدين آخرين من حوالي عشرين دولةً كبنغلادش، الأرجنتين وبعض دول أوروبا الشرقية.

فيلم يختزل عشرة أشهر من الدروس

وقامت المخرجة بريت باير Britt Beyer بمرافقة المستفيدين من تلك الدروس لمدة عشرة أشهر والنتيجة هي فيلم وثائقي يحمل عنوان " صِرْ أَلمانياً". ويُعتبر الفيلم نظرةً غيرَ مألوفةٍ على موضوع سياسة الهجرة. وتقول المخرجة باير البالغة من العمر خمسةً وأربعينَ عاماً: "لقد تصورت في البداية أن الأمر أكثر تعقيداً". لكن المهاجرين كانوا منفتحين معها. فيلم "صِرْ ألمانِيَّا". هو فيلم مُفعم بالمشاعر ويَعج بمشاهد مُضحكة ويُعالج موضوع الاندماج بطريقة نقدية.

فالعديد من المشاركين في دروس الاندماج يعيشون في ألمانيا منذ عقود بيد أنهم لا يشعرون أنهم في بلدهم، كما هو الحال بالنسبة لإنصاف التي جاءت إلى ألمانيا قبل عشرين عاماً برفقة زوجها. ولا تشعر إنصاف مع زوجها أنه مُرحب بهم. ولم تتمكن إنصاف من تعلم اللغة الألمانية في السنوات التي خلت كما أن الحي الذي تعيش فيه في برلين يَعج بالمهاجرين العرب والمحلات العربية ما يجعل التواصل باللغة العربية ممكناً.

تعلم اللغة الألمانية أو ترك البلاد!

بعد مشاركتها في دروس تعلم اللغة والثقافة الألمانية حصلت عائلة إنصاف عزام على تأشيرة إقامة تصل مدة صلاحيتها عامين

بعد مشاركتها في دروس تعلم اللغة والثقافة الألمانية حصلت عائلة إنصاف عزام على تأشيرة إقامة تصل مدة صلاحيتها عامين مُستوفيةً شرط اللغة. وفي السابق لم تكن مدة صلاحية تأشيرة الإقامة تتعدى أشهراً قليلةً. لكن إنصاف تعاملت مع تلك الدروس كفرصة لتعمل اللغة الألمانية لأنها لا تريد أن تشعر أنها جسم دخيل على المجتمع الألماني.

ويضع المشاركون نصب أعينهم هدف النجاح من الامتحان النهائي والحصول على الشهادة ما يجعلهم تحت الضغط. فالمشاركون الذين يرسبون في الامتحان يتم خفض المساعدات الاجتماعية التي يحصلون عليها من طرف الدولة. وفي أسوأ الحالات يتم إبعاد الراسبين عن ألمانيا.

ويدفع المستفيدون من دروس الاندماج مبلغ يورو واحد لساعة تعلم وهو عرض مغرٍ. كما بعث السياسيون الألمان إشارات للاعتراف بالمهاجرين كجزء كامل من المجتمع الألماني وليس كضيوف. وتقول المخرجة بريت باير: "لقد تطلب الأمر خمسين سنةً حتى تمت إتاحة فرصة الاستفادة من دروس الاندماج للمهاجرين".

محتوى الدروس يثير التحفظ

محتوى الدروس القديمة يطرح علامات استفهام بسبب الصورة المقدمة عن ألمانيا.

غير أن محتوى الدروس يطرح علامات استفهام. فحب النظام، الاجتهاد، الالتزام بالوقت قيم يتم تلقينها للمشاركين على أساس أنها فضائل وخصائص "ألمانية"، وهي صورة نمطية تتسم بالتعالي. وترى بريت باير أن الوقت حان للتخلص من تلك التصورات النمطية لأنها أصبحت متجاوزةً في نظرها. وترى أن إبراز القيم سابقة الذكر على أنها خصال تميز الهوية الألمانية يمكن أن ينطوي على خوف الألمان من أن يفقدوها؟ فدروس الاندماج ـ كما ترى باير ـ فرصة لإبراز ودعم التعدد الثقافي في ألمانيا.

ماذا بعد الحصول على الشهادة؟

وفي نهاية الفيلم الوثائقي يتم تصوير إنصاف وهي تتسلم شهادة النجاح في دروس الاندماج. لكن هل ستصبح بفضل هذه الشهادة جزءاً من ألمانيا؟ وهل ستشعر أنها أصبحت "مندمجةً" بعد عيشها لعقود في مجتمع موازٍ؟. الجواب ليس بالضرورة إيجابياً، فألمانيا لا تزال تتبع سياسة " الاندماج بالتقسيط".

دويتشه فيله في

14/06/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)