حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج هادي ماهود يعود مع سائق الإسعاف !

يوسف أبو الفوز 

 

الفنان العراقي ، المخرج السينمائي، المجتهد والمثابر، هادي ماهود (مواليد السماوة 1960)، وفي يومه الأخير، في بروكسل، قبل عودته الى العراق، حاملا معه فيلمه الأخير "سائق الإسعاف"، بعد انتهاء عملية المونتاج، وعبر برنامج "السكاي بي" كان لنا زيارة الى غرفة المونتاج في بروكسل، لمتابعة نتائج العمل، فكان لنا معه حوارا شيقا شارك بجزء منه المونتير ستار نعمه. وقد صار معروفا ان فيلم "سائق الاسعاف" تدور احداثه في  الايام الاولى للغزو الامريكي للعراق عام 2003، ويتناول تحديدا الحادث الذي تعرضت له المجندة الامريكية  "جيسيكا لانج" في مدينة الناصرية، التي تجسد دورها في الفيلم الممثلة التونسية حياة حرزي، ويقاسمها الأدوار الأساسية الفنانان جبار الجنابي وعلي ريسان، وجرى تصوير الفيلم في مدينة السماوة، محل إقامة المخرج، وبتصوير عبد الخالق الجواري والماكياج صديقة محمد علي ومدير الإنتاج فاضل ماهود. سألنا الفنان المخرج :

·     *كون الفيلم يستمد قصته من حدث معروف جيدا وتناولته مختلف وسائل الإعلام بشكل مستفيض، هل تم التعامل معه في الفيلم بروح وثائقية، والى اي مدى كمخرج أضفت للحدث تصوراتك الخاصة؟

ــ  في هذا الفيلم حاولت الاستفادة من حدث واقعي لأقدم رؤيتي الخاصة له ، بذلت جهدي لأقدم الحدث من جانب إنساني، من وجهة نظر عراقية ، اقدم وجهة نظر عن الحرب والموقف منها . لم اتمسك بوثائقية الحدث، ففي الفيلم ستجد هناك حتى شيئا من الفنتازيا .

·        *هل يحمل الفيلم رسالة محددة ضد الحرب، ضد الغزو أو ضد النظام الحاكم حينها ؟

ــ موقفي الرافض للنظام السابق معروف جيدا ، وكذلك عملي كفنان في صفوف المعارضة ، وانا منحاز الى جانب الشعب ضد الديكتاتورية وضد الحرب ، من هنا تجد في الفيلم إشارات لمعارضة النظام السابق ، الا انه كون وسائل الإعلام ايامها غطت قصة المجندة الأمريكية بدون الإشارة الى جوانب إنسانية عديدة فيها ، دفعني للعمل على إبراز هذا الجانب . في هذه الحرب كان هناك بشر ماتوا فيها، في حادثة المجندة كان هناك عراقيون تمسكوا بإنسانيتهم وكانوا جزءا من الحدث اغفل الإعلام الإشارة اليهم .  وددت تقديم رسالة ، ضد الحرب والعنف ، وموجهة ايضا للآخر ليعرف بأن هناك عراقيين يتمسكون بإنسانيتهم رغم كل الظروف وليسوا ميالين للعنف والإرهاب .

·        *كيف جرت أعمال تصوير الفيلم ، والظروف المحيطة بذلك وهل استخدمت أماكن خاصة للتصوير ؟

ــ عمليات تصوير الفيلم استغرقت سبعة ايام ، من غير ايام زيارة مواقع التصوير مع الممثلين ، لاجل التآلف معها ، وجرى تصوير المشاهد الخارجية في شوارع مدينة السماوة ، وبحكم كون ان المواطن العراقي لا يشهد مثل هذا الحدث باستمرار فقد شكل وجود المواطنين خلال عمليات التصوير عائقا ليس هينا ، وكنا نبذل جهدا لابعادهم عن مزاحمة الكاميرا وعن الدخول في كادر التصوير بحيث لا يشوش ويفسد اللقطات . وبحكم كوننا في العراق لا نملك بلاتوهات خاصة للتصوير ، فقد لجأت الى استثمار مخزن ، تعاونت معنا جامعة المثنى وسمحت باستغلاله ، وحولناه الى بلاتوه لتصوير المشاهد الداخلية وقد وفر علينا الكثير من المتاعب .

·        *لكن الفيلم واجه متاعب في التمويل ليست قليلة  كما عرفنا من خلال متابعة أعمال التحضير ؟

ـ للأسف ، اجدني دائما أكرر ذات الكلام وبروح الشكوى والالم ، عن الواقع الذي تعيشه السينما العراقية ، ومنها ما يخص عملية التمويل المناسب والكافي لإنتاج عمل سينمائي جيد فنيا ، فقد حصلنا على دعم من برنامج (إنجاز) لمهرجان الخليج السينمائي . عملنا في هذا الفيلم ــ بما في ذلك سفري الى بروكسل لاغراض المونتاج ــ بميزانية لا تصل الى راتب شهري لمدير عام يعمل في قطاع السينما العراقية كمشرف ، وكان عليّ ان استقطع من وقتي للعمل في الفيلم وقتا للتفكير لان اضع كل مبلغ في مكانه الصحيح والا فسيتوقف العمل عند اي تبذير او صرف في غير محله  ، فلأجل إنجاز الفيلم استخدمنا عُدَّةُ هائلة ، فقد استأجرنا أجهزة إنارة من السليمانية وكرين وكاميرا ولا تنس ايضا تعاونت معنا ممثلة تونسية. ولولا الدعم اللوجستي الذي حصلنا عليه  من مديرية شرطة المثنى ولواء المشاة 39 ودائرة صحة المثنى وهيئة استثمار المثنى، لما تمكنا من إنجاز أعمال التصوير .

·        *ارتباطا بذلك هل كانت هناك أجور للممثلين والعاملين ؟

ـ كانت هناك أجور محددة ، استطيع القول ان الجميع كانوا راضين عنها ، فهم على اطلاع جيد على ظروف العمل وشح التمويل ، لم يعترض احد ، لا بل حاول البعض عدم اخذ الاجور لكني اصررت على ان يأخذ كل شخص حقه المتوفر ، واود الإشارة هنا الى ان هذا جاء تتويجا لروح الصداقة التي نشأت بين فريق العمل ، فقد بكى البعض عند نهاية أعمال التصوير، ومن جانبي بذلت جهدي لتكون اياما حيوية ودللت العاملين ، فشخصيا تعلمت الاهتمام بالممثل العامل معي ، فالسينما هي حياتي والممثلون جزء منها .

·        *لو تحدثنا عن الممثلين ، نجدك تعود مرة أخرى للتعاون مع ممثلين من خارج الوسط الفني ؟

ــ هذا صحيح ، فالفنانة حياة حرزي ممثلة معروفة في تونس ، والفنان علي ريسان له اعمال خارج العراق ، والفنان جبار الجنابي هو بالأساس فنان تشكيلي ، أميل دائما في اعمالي للتعاون مع وجوه لم تستهلك ، وجوه غير جاهزة ، لكنها تملك إمكانيات للعطاء ، ففيلم "سائق الإسعاف" سيكون من عشرين دقيقة ، وكمخرج بحاجة لوجوه مؤثرة تقدم شيئا متميزا يبقى في ذاكرة المشاهد ويوصل رسالة الفيلم . أتحاشى التعاون مع ممثلين يتمسكون بأدائهم المسرحي أمام الشاشة ، فانا لا اريد اطلاق النار على فيلمي بسبب اداء الممثلين ، فالفنان علي ريسان تقريبا غير معروف في اعمال عراقية ، وهو فنان مقتدر وصل السماوة وهو معبأ بالشخصية ، والفنان التشكيلي جبار الجنابي اخترته بقرار سريع، فهو مقيم في كندا وبمجرد معرفتي بوجوده في العراق اتصلت به واتفقنا على العمل ، وكنت واثق من ان لوجهه سيكون حضورا على الشاشة ، وكونه تشكيليا كانت له مساهمة جيدة ليكون المدير الفني للفيلم !

·     *وعن الممثلة التونسية حياة حرزي ، سبق ان تم الإعلان ان دور المجندة الأمريكية يكون لفنانة استرالية ، كيف تم استبدالها ولماذا فنانة غير عراقية ؟ 

ــ اولا أود القول اني اكن تقديرا لعمل الفنانات العراقيات ، لكن متطلبات الفيلم واسلوبي في العمل،  وكما قلت يحتاج الى وجوه جديدة غير معروفة ، وكنت بحاجة لممثلة بمزايا محددة من ناحية الشكل والإمكانيات تقنعني بشخصية المجندة الأمريكية ، ايضا ان دور المجندة يحتاج الى ممثلة لا تخاف التابوات في العمل ولديها جرأة في الوقوف امام الكاميرا بالشكل الذي يتطلبه العمل .  في بداية الامر تم الاتفاق مع الفنانة الاسترالية سالي كرينلاند ، التي كنت تطالبني مرارا في اشراكها في احد اعمالي ، فوجدت الفرصة مناسبة مع البدء بكتابة سيناريو سائق الإسعاف ، واحبت الدور وهيأت نفسها ، لكن يبدو ان ما تسمعه عن الأوضاع الأمنية في العراق جعلها تطالب بنظام حماية خاص ، وحارس اجنبي ، وهذا لا طاقة لميزانية الفيلم بتحمله ، فكان الاتفاق مع الفنانة حياة حرزي ، التي تحدت كل الظروف وجاءت لتشاركنا حياتنا والعمل وكانت ناجحة جدا في عملها . لها وجه مؤثر وأداء ممتاز مقنع .

·        يبدو ان أعمال المونتاج صاحبتها بعض العراقيل ؟v

ـ في البدء اود القول ان العمل مع الفنان المونتير ستار نعمه ، كان ممتعا ورائعا ، واذا تحدثنا عن العمل فقد واجهتنا اثناء اعمال المونتاج صعوبات ، فهذا يعود بنا للحديث عن محدودية التمويل ، الذي جعلنا نستخدم اثناء التصوير اجهزة صوت للاسف تبين انها لم تكن بالكفاءة المطلوبة ، لقد اكتملت اعمال المونتاج الصوري ، ولكن للاسف النتيجة كانت نصف فيلم ، اذ يتوجب علينا الان معالجة مشكلة الصوت، الذي سيجبرنا باللجوء الى عملية دبلجة للأصوات ، ولحسن الحظ ان الفيلم يجب ان يكون جاهزا للعرض الأول في مهرجان دبي السينمائي الدولي ، فلدينا الوقت لمحاولة حل مشكلة الصوت . ولو ان الجهات المعنية والمؤسسات الفنية تعاونت معنا بشكل إيجابي واستجابت لطلباتنا ، لحصلنا على اجهزة الصوت المناسبة ولما كانت النتيجة بهذا الشكل .

الفنان المونتير ستار نعمه ، شاركنا الحديث وأضاف :

ــ مع الأسف ان يواجه مخرج متمكن مثل هادي ماهود هذا الموقف وهذا التعامل ، فامامنا عمل سيضيف للسينما العراقية ، ويرفع اسم البلد عاليا في اماكن عرضه ، فالمطلوب هو التعاون لانجاز العمل بافضل شكل .

·        *المعروف ان المونتير هو مخرج ثان ، كيف كانت تسير رؤيتكما للفيلم وإيقاعه أنت والمخرج؟

ــ رؤية المخرج هي الاساس هنا في انجاز الفيلم ، وحاولت ان اكون ليس مجرد تقني ، وان تكون لي وجهة نظر في اماكن معينة ، والشيء الجميل اننا متشابهان في الموقف من رفض الحرب ، وأعجبتني طريقة هادي في تناول الحدث بشكل انساني ، كانت لنا وقفات ونقاشات وتوصلنا الى اراء مشتركة، ولم نختلف كثيرا فالفيلم لا يوجد فيه بطل محدد يستلزم التركيز عليه وان تضع له ايقاع خاص ، هناك ايقاع عمومي لكل الشخصيات .

·     *بحكم كون الفيلم يدور في أيام الحرب، هل لجأتم الى إضافة مؤثرات خاصة على بعض المشاهد ؟

ــ ان الإمكانيات المحدودة لتمويل الفيلم انعكست على إمكانية المخرج لاستخدام مؤثرات مباشرة في اماكن التصوير، من هنا لجأنا أثناء المونتاج لإضافة بعض المؤثرات المطلوبة ، مثل الدخان، طلقات رصاص، الحرائق والدخان، وهنا لابد من الاشارة الى ان السينما من اجل تطويرها في العراق تحتاج الى التأسيس، مراكز تدريب لتخريج عاملين في مختلف احتياجات السينما، فليكون لدينا صوت ناجح  في الفيلم إضافة الى الاجهزة الكفوءة نحن بحاجة الى مهندسي صوت ومساعدين ومصلحي اجهزة وعاملين اي فريق عمل كامل متدرب بشكل جيد ويتقن عمله تماما ، ولا ادري ماذا تنتظر الحكومة العراقية لاجل استقدام الخبرات العراقية الموجودة خارج الوطن ومنحها الفرصة للعمل !

مئة عام من متعة السينما الهندية

علي زامل  

لم يكن أحد ليصدق أن أول فيلم هندي عام 1913 سيكون فاتحة لتاريخ طويل وعريض مليء بالنجاحات والأمل , (راجا هانتشيرا) الفيلم الذي دشن به الهنود بداية مسيرة بلادهم السينمائية كان ولا يزال علامة مضيئة في تاريخ هذه السينما والتي تنافس الأن أكبر سينمات العالم حداثة وتطوراً ويشكل أنتاجها من الأفلام سنوياً مايعادل ثلث أنتاج العالمي من الأفلام , بدأ الهنود يفكرون فعلياً بشريط الفيلم السينمائي عندما عرض الأخوة (لوميير) إنتاجهم من الأفلام حينذاك في مدينة ببومباي , فما كان من داد بهالكي الا أن يصنع أول فيلم هندي ليُعتبر بعدها الأب الروحي للسينما الهندية , وبالرغم من صعوبة الأوضاع الأقتصادية والأجتماعية التي تعيشها الهند أنذاك , أستطاع مخرج ومنتج الفيلم من تصويره وسط صعوبات كثيرة وعراقيل فنية لاتحصى ولاتعد , وبمرور الزمن أستطاع صناع الفيلم في الهند من استيراد الخبرة الفنية المتخصصة في مجالات الأنتاج السينمائي فقاموا بأدخال الصوت على الفيلم الهندي عام 1931 فأنتجوا أول أفلامهم الناطقة وكان بعنوان (عالم أراء) وحقق هذا الفيلم شهرة مدوية في جميع أنحاء الهند ثم جاء بعده فيلم (بهاكايرا اهيلا) وعرض في 15_ايلول _ 1931 أدى ادخال الصوت على الفيلم ثورة سينمائية هندية لتتحول مدينة مثل بومباي الى ورشة عمل كبيرة لأنتاج الأفلام السينمائية مما حدى برؤوس الأموال الهندية تصب كلها في هذه المدينة للأرباح التي كانت تجينها السينما الهندية انذاك , وكشكل من اشكال الجذب الذكي للجمهور أستطاع المنتجون من أطلاق نجوم محبوبين يرمزون دائماً الى عامل الخير والجمال مقابل رموز الظلم والفساد فانتشرت ظاهرة البطل النجم الذي تعلق به الجمهور حد الجنون وهذا ما درجت عليه السينما الهندية لهذا اليوم! وتنافس الوطنيون قبل أستقلال الهند بأستغلال الشاشة الفضية لنشرالروح والوطنية للشعب الهندي , كذلك تسريخ مبادئ الحرية والاستقلال من خلال انتاج كم من الافلام التي كانت ترمز الى الحرية والأستقلال  , ولم تقتصر هذه الافلام على قصص وحورات وشعارات فقط بل سخرت كذلك الأغاني لتعبر هي الأخرى عن رمزية الثورة وكانت أغنية (أذهب بعيدا الهند لنا)  في فيلم (قسمت) انتاج سنة 1943 تحدا واضحا للمستعمر البريطاني , بل أصبحت هذه الأغنية مثابة نشيد قومي  يتغنى به الوطنيون. أما بعد الأستقلال فقد عاشت السينما الهندية عصرها الذهبي وحافظت على مذاقها الأجتماعي والذي يفضله الجمهور وشاعت أسماء نجوم يعتبرون للآن إيقونات السينما الهندية ومنهم (ديليب كومار _ راجي كابور _ ديف اناند)  , وفي خضم هيمنة المعسكر الشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي ايام الخمسينات والستينات أستطاع الفيلم الهندي من تجاوز حدوده بفضل المهرجانات السينمائية التي كان الاتحاد السوفيتي يثقف لها ويمولها كجزء من نشر الافكار الاشتراكية ايام الحرب الباردة , فسطع نجم الفيلم الهندي حتى استطاع ان يهيمن على اسواق اسيا والشرق الاوسط , وكانت دور السينما في القاهرة وبيروت وبغداد تعرض الكثير من الافلام الهندية والتي كانت تحظى بأقبال كبير من جمهور المشاهدين , وخلافاً للأعتقاد السائد لدى الناس من أن السينما الهندية لاتنتج سوى الأعمال التجارية فأن السينما الهندية أنجبت أحد أهم مخرجي العصر السينمائي في القرن الماض ألا وهو(ستاجييت راي) وثلاثيته عالم أبو حيث لايزال هذا الفيلم يدرس كمادة أساس في جميع معاهد الهند السينمائية حتى كافأته هووليود بجائزة الأوسكار عن مجمل أعماله سنة 1992 , هذا ويعتبر الفيلم الهندي اليوم ثاني أكثر الأفلام عرضاً من على شاشات دور العرض الأمريكية وفي دول أمريكا اللاتينية وكذلك في دول اسيا والشرق الأوسط ويحقق أرباحا خيالية تفوق بعض الأحيان ما تجنيه هوليوود من صناعة أفلامها

المدى العراقية في

23/05/2013

 

«تورا بورا» فيلم جيد.. فقط!

بدر محارب (*) 

ضمن مهرجان السينما لدول مجلس التعاون في دورته الثانية في الكويت، شاهدت عرضا سينمائيا على سينما «ليلى غاليري» للفيلم الكويتي «تورا بورا»، وهو العرض الثاني له في الكويت-كما أذكر- وشارك في العديد من المهرجانات العربية والعالمية وحصد عددا من الجوائز الدولية كما صرّح بذلك مخرجه وليد العوضي في لقائه مع راديو سوا المنشور على الإنترنت.

وعند بحثي عن «العدد» من الجوائز الدولية، لم أجد سوى جائزة واحدة يتيمة للفنان سعد الفرج حازها عن دوره في الفيلم في مهرجان القاهرة الدولي الـ35 وهي جائزة تُحسب لهذا الفنان العملاق ولا تُحسب للفيلم، وبحثت عن جوائز أخرى للفيلم بعد قراءتي لوجود «عدد» من الجوائز فلم أجد شيئا، قد أكون مخطئا، وربما لم أبحث جيدا، ومع ذلك فهذا لا يعد انتقاصا للفيلم ولا تقليلا من قيمته، فهو لم يكن سيئا، لكنه لم يكن عظيما أيضا، وهو أيضا لم يحقق لنا الطموح بمشاهدة فيلم يثير الدهشة ويعلق في الذاكرة طويلا، كما حدث-على سبيل المثال- مع فيلم بس يا بحر.

ورغم ذلك فقد امتاز الإخراج باختياره الموفق لزوايا اللقطات التي صوّرت لنا الحالة النفسية والجسدية لأبطال الفيلم بكثير من الصدق والوضوح، كما امتازت بعض مشاهده بالواقعية الشديدة خصوصا مع تأثير المواقع التي تم اختيارها بدقة من جبال ومرتفعات في المملكة المغربية الشقيقة، ساعده في ذلك وجود مصمم مناظر عالمي هو ماركو ترنتيني الذي شارك في العديد من الأفلام العالمية الضخمة لعل أشهرها Kingdom Of Heaven .

أداء كلاسيكي

تقاسم البطولة في الفيلم ممثلين من الكويت والمغرب وممثل فلسطيني واحد، وقد غلب الأداء النمطي على الممثلين المغاربة في تأديتهم لشخصيات المجاهدين العرب، فكانوا يؤدون كأنهم يصرخون في وجه المشاهد «انتبه، نحن شخصيات شريرة»، فكان واضحا طغيان الأداء الكلاسيكي على معظم انفعالاتهم وحركاتهم، ومع كامل التقدير والاحترام لهم ولتاريخهم.

قصة مكررة

قصة الفيلم مكررة وهذا لا يعيبها بالطبع، فكل الأفكار في العالم لا تخرج عن 36 فكرة معروفة للجميع منذ فجر الدراما، لكن تبقى مسألة المعالجة الدرامية وكيفية تناول القصة سينمائيا أو تلفزيونيا بشكل جديد ومتفرد من خلال السيناريو المكتوب وتكنيك البناء الدرامي، لكن للأسف بدا سيناريو «تورا بورا» تقليديا لم يضف جديدا الى الفكرة أو القصة وتعامل معها بتقليديتها نفسها.

لم توضّح القصة ولم يشرح السيناريو ولم نسمع جملة في الحوار عن «طارق» الابن الأكبر، من هو؟ ولمَ خرج للبحث عن والديه اللذين خرجا للبحث عن ولدهما الأصغر «أحمد»؟ كيف خرجا دون علم ابنهما الكبير «طارق»؟ هذا ما لم يتم توضيحه ولو بجملة واحدة على لسانهما أو لسان ابنهما «طارق»! أضف إلى ذلك، فإن الخط الدرامي لشخصية «طارق» ما كان ليؤثر في أحداث الفيلم لو تم إلغاؤه، بل-ومن وجهة نظري- كان سيثري التأثير العاطفي مع معاناة الوالدين العالقين بين الباكستان وأفغانستان، وأيضا كان سيحمي المخرج من الوقوع في فخ الأفلام التجارية الأميركية، حين رأينا في نهاية الفيلم حضور طارق «المنقذ» مع أصدقائه في حركات هي أقرب الى أفلام الأكشن الأميركية لإنقاذ شقيقه «أحمد»، وقد جاءت تلك النهاية بمستوى ضعيف وبمصداقية مهزوزة، وهو ما أضعف الخط الإنساني للفيلم.

تبقى النقطة الأكثر أهمية، وهو الفكر الذي يتبناه القائمون على الفيلم.

رفض التطرف

الفيلم يوجه رسالة رافضة للتطرف الديني، ويدعو الى السلام بين الشعوب الأديان وعدم قتل الأبرياء المخالفين لنا في الفكر والدين، وهي رسالة عظيمة نشدد على طرحها، فهل نجح الفيلم في نقل هذه الرسالة؟

رسالة معاكسة

للأسف، فالفيلم فشل في ذلك، بل في الواقع هو أرسل رسالة معاكسة لما أراد إرساله، فقد تفاجأت بجملة حوارية حملها بطل الفيلم بو طارق (سعد الفرج) وهو الشخصية المتسامحة والإيجابية في الفيلم، حين تم إسعافه بعد أن نال قسطا من التعذيب على أيدي المجاهدين العرب، قال بألم وتأثر شديدين، وهو يصعد على السرير الطبي:

- «اللي محيّرني شلون مسلم (يأذي) أخوه المسلم؟»

لا أتذكر تماما إن قال «يأذي» أو «يقتل»، لكن المفردتين تؤديان الى معنى الإيذاء وإيقاع الضرر، وفيهما تحريض غير مباشر على غير المسلم، وكأنه لا يُمانع من أن يقوم المسلم بإلحاق الأذى بالغير إن كانوا غير مسلمين!

استوقفتني هذه العبارة كثيرا، سمعتها بكثير من الصدمة، وقرأتها مترجمة بالإنكليزية بذهول مضاعف، وأنا واثق كل الثقة بأن المخرج وكاتب الحوار لم يكونا يقصدان ذلك المعنى، لكنها الثقافة التي التصقت بنا وأصبحنا نردد بعض العبارات ونجترّها دون أي فهم لمعناها ودون أي اعتبار للمكان الذي نرددها فيه، فهي عبارة تحمل كل معاني التطرّف الديني الذي من أجله تم صنع هذا الفيلم.

وهناك عبارة أخرى جاءت على لسان طارق (خالد أمين) عندما توجّه الى المراسل الفلسطيني ليساعده في البحث عن والديه، فقال له:

- «إنت عربي ومسلم وأكيد تعرف قيمة الوالدين عندنا».

هذه العبارة قد نستحسنها في أعمالنا المحلية، وقد نصفق لها، لكنها تحمل نفسا عنصريا بغيضا، فكيف نفترض أن لا قيمة للوالدين إلا عند العرب والمسلمين؟ مع الأخذ بعين الاعتبار أن فيلمنا هذا وعبارتنا هذه ستعرض مترجمة لجماهير غير عربية ولا إسلامية!

هاتان العبارتان تلخصان قيمة الحوار في الدراما، وتوضحان أن الحوار لا يقل خطورة وأهمية عن الصورة، سواء كان حوارا منطوقا للممثلين أو مكتوبا على كادر كالأفلام الصامتة، أو حتى فعلا أو حركة أو إيماءة أو إضاءة أو موسيقى تحل محل الحوار الذي لا بد أن يكون مدروسا بعناية، خاصة إذا كنا نصنع أفلاما ليتعرف من خلالها الآخرون على ثقافتنا وفكرنا، كيف نفكر؟ وكيف نتحدث؟ وكيف نتعامل مع الآخر؟

فيلم «تورا بورا» تجربة تستحق المشاهدة، وجهد واضح، مبذول على صعيد الإخراج والإنتاج والتصوير والأزياء والموسيقى ومواقع التصوير، ولا ننسى الجهد المبذول على المستوى التمثيلي، ولا تفوتني الإشادة بالممثل الصاعد عبدالله الزيد الذي قام بدور الأفغاني (نزيه) بكل إجادة وإتقان.

«تورا بورا» فيلم جيد، لكنه ليس فيلما عظيما.

* سيناريست تلفزيوني وكاتب ومخرج مسرحي

القبس الكويتية في

23/05/2013

 

فيلم (وطن) لمعتز جانخوت..

جماليات الطبيعة ومشهدية الألم الإنساني

عمان – ناجح حسن 

قدم المخرج الشاب معتز جانخوت بفيلمه الروائي الطويل الاول المعنون (وطن) ، الذي عرض اول امس الثلاثاء في صالة سينما الرينبو، لونا تعبيريا بصريا مركبا يمزج بين التجريب والدراما والتوثيق للمكان في القفقاس موطن الشراكسة الذين استقر البعض منهم في الاردن جراء ما لحقهم من تهجير ومعاناة ابان مطلع القرن الفائت.

يزخر الفيلم بالكثير من الاشارات والدلالات البليغة التي تنفذ من داخل بناء الفيلم المفعم بالمشهديات الجمالية للطبيعة وحراك الناس في تلك البيئة الذي يأتي باللقطات البطيئة والثابتة وكانها تحفر في تضاريس بيئة جغرافية ودواخل الذات عبر رحلة تأملية بصرية لمنطقة عاصرت احداثا جسام في اكثر من حقبة زمنية .

يسترجع الفيلم قراءة علاقة الإنسان مع جذروه، مثلما يلقي نظرة مليئة باحاسيس ومشاعر الدفء والحنين باتجاه ارض الاسلاف، بمعزل عن الجمل الحوارية، فالعمل غير ناطق طيلة 90 دقيقة هي مدة الفيلم، لكنه يحتشد برؤى سمعية بصرية، تؤدي فيها الاوركسترا الموسيقية – برع فيها الموسيقي سامر سامي في تقديم تناغم ايقاعات لترانيم موسيقية باصوات فردية وجماعية في توظيف درامي متين يشي بافكار بليغة عن موطن الشراكسة الأصلي قبل هجراتهم القسرية المتتالية الى بلاد الشام وفي ارجاء العالم.

مشهدية عالية المستوى تفيض بالوان من الرؤى الدرامية التي تنهض على صور الواقع والموروث، والمليئة بالأفكار والعواطف لاجيال من الشراكسة جميعها تؤشر على معاناتهم جراء الحروب والتهجير مطلع القرن الفائت .

على الرغم من توغل كاميرا الفيلم في واقع المنطقة وجمالياتها الا ان الفيلم يتطلع إلى الماضي ويغرف من الاحداث الماساوية مشهديات اضافية اتية من توظيفه البديع للصور الفوتوغرافية التي تنعش الذاكرة بصنوف الماساة التي لحقت  بهذه المنطقة مبينا على اواصر التلاحم والتصميم بالحياة بديلا عن لحظات التفكك والانهيار مجسدا علامات ثقافية من ابداع النحت والاثار الانسانية الشاهدة على حضارة هذا الشعب وانفتاحه على مباديء وركائز ومكونات ثقافية وتاريخية، مشرعا نافذة تؤشر على العلاقة التي تجمع بين الناس والطبيعة امام تحدي مواقف الموت والفقد  في سبيل التحرر والانعتاق .

ركز الفيلم على تناول جماليات المناطق الطبيعية من أراضي الشراكسة في مناطق القفقاس ذات المرتفعات الجبلية التي تغطيها السحب، والامطار لحظة جريانها في السهول الخضراء وجداول ونوافير وشلالات المياه العذبة، وجبال وبحيرات جليدية وما تحتضنه من ابناء الجيل الجديد للشراكسة وما يمتلكونه من وثائق وبيوتات وثروات حيوانية: جياد، مواشي وبط .. كل ذلك يجري تقديمه عبر رحلة بصرية ثرية بالملامح والتكوينات البيئية، قبل أن يفجر العمل رؤيته الفكرية في تصوير لنماذج إنسانية مسكونة بالخوف والقتل والدمار والألم .

يعتني الفيلم بشريط الصوت والموسيقى المصاحبة لتلك المشهديات، وهي تبرز مناظر لفضاءات الأمكنة التي تجري فيها مجاميع من الجياد في تواز مع حركة الغيوم وحبات المطر وفي لحظات هطول الثلج على قمم الجبال العالية، وفيها تبدو حركات تلك المفردات البصرية المستمدة من أجواء الطبيعة وكأنها ترسم تعابير فنية تشكيلية آسرة.  

الفيلم  بمثابة رحلة وجدانية في تأمل أرض الأجداد في القفقاس (أبخازيا) حققه فريق عمل سينمائي أردني بغية تصوير تلك الأمكنة التي ظلت تحوم في مخيلة صانعيه عن جذور أولئك الأسلاف ومعاناتهم وظلوا متمسكين بهويتهم وثقافتهم امام التحديات التي عايشوها في اكثر من حقبة.

على الرغم من تركيز الفيلم على المشاهد الطبيعية، الا انه لم يغفل الإشارة إلى معاناة  الشراكسة التي اتسمت بلحظات من الألم والتضحية، حيث برع المخرج جانخوت في سردها بأسلوبية جديدة مبتكرة .

ينبض الفيلم على نحو واع ومدروس بحيوية فائقة الاعتناء بجماليات الصورة التي نجحت كاميرا المصور جعفر نوفل في التقاطها باشارات ودلالات بليغة وهناك ايضا الموسيقى الشركسية العذبة .

ينأى الفيلم الذي انتجه اشرف جانخوت بشكل متعمد عن تتبع خطى صناعة الأفلام السائدة، وهو ما  نجح فيه مخرجه جونخوت في سرد رواية داخل منظومة من المؤثرات البصرية وهي تطرح قضايا وأسئلة تعثرت حينا في مواقف القطع والانتقال بين لقطة واخرى وهي تتوغل في معنى ودلالة مفهوم الحياة والوطن والانسان والغياب والحب والحنين والموت. 

يشار إلى إن المخرج الشاب معتز جانخوت هو منتج ومخرج وكاتب سيناريو أردني محترف، يعمل في الحقل صناعة الأفلام منذ اثني عشر عاما وقدم العديد من الأفلام الروائية والتسجيلية المتفاوتة من بينها السلسلة الوثائقية (العدالة الغائبة) والفيلم القصير) رسالة من ساره( الذي يفضح ممارسات الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين المحتلة وهو حاصل على جوائز محلية وعربية ودولية.

الرأي الأردنية في

23/05/2013

 

فى الذكرى الـ41 لرحيله إسماعيل ياسين..

أبو ضحكة جنان

اعد الملف: سهير عبد الحميد -محمد عباس - مريم الشريف 

رغم أن من حياة الفنان إسماعيل ياسين الشخصية كانت مليئة بالأحزان وذاق خلالها العذاب مما انطبع على ملامح وجهه إلا أنه استطاع أن يرسم البسمة على وجه كل من يشاهده حتى قبل أن يفتح فمه. قدرة غير عادية تمتع بها عبقرى عصره على قهر الأحزان وتحويلها لمادة للسخرية ورسم الفرحة وفى الوقت الذى ظل يلقبه من حوله بملك الكوميديا ومهندسها إلا أنه كان من المغضوب عليهم لأنه لم يستطع أن يكسب كل الأوراق فكان حبيب الشعب وعدو السلطة لأنه ساخر وخفة ظله كانت لا ترحم فكان يسخر من نفسه ومن رئيس دولته فى الوقت الذى كان يمجد فى عبدالناصر الجميع لم يرحمه ياسين وأطلق نكاته عليه. مما جعله من المغضوب عليهم وتوفى لا يملك شيئًا بالرغم من ثروته الكوميدية الضخمة التى كانت تعجز كل من يحاول تقليده سواء فى الشكل أو فى الأداء.

ابن حميدو ولد فى مدينة السويس عام 1912 وكان وحيد والديه عاش طفولة مميزة فى منزل صائغ إلا أن حياته انقلبت رأسا على عقب بدخول والده السجن وهو فى المرحلة الابتدائية فذاق مرارة يتم الأم وافتقاد الأب إلى أن خرج والده من السجن فعاش فى مرار جديد بسبب معاملة زوجة الأب إلى أن قرر الهرب والعمل كمناد أمام محل بيع للأقمشة رحل إسماعيل ياسين فى عام 1972 وفى هذا الملف يتحدث محبوه لإحياء ذكراه.

أشرف عبدالباقى:

سخريته من عبد الناصر جعلته من المغضوب عليهم

رغم الهجوم الشديد الذى تعرض له الفنان اشرف عبدالباقى عندما قدم قصة حياة اسماعيل يس فى المسلسل الا انه يعتبر هذا العمل نقطة فارقة فى مشواره كفنان كوميدى تعمق فى حياته لدرجة تجعله يقدم رسالة دكتوراة عنه واكد عبدالباقى انه حاول رسم ملامح شخصية اسماعيل يس الحقيقية وحياته التى غلبت عليها الهموم والمتاعب منذ ان جاء من السويس مسقط رأسه فى اواخر الثلاثينيات وحتى وفاته سنة 1972.

  بداية كيف جاء اختيارك لتجسيد اسماعيل يس فى مسلسل «ابو ضحكة جنان»؟

- الفكرة جاءت من خلال نجله المخرج الراحل يس اسماعيل يس الذى بدأ التجهيز للمسلسل قبل رحيله وهو صاحب ترشيحى لتجسيد قصة حياة اسماعيل يس وبعد وفاته عرض على نفس العمل  المنتج احمد الابيارى ورشح المخرج أسد فولدكار الذى قدمت معه مسلسل «رجل وست ستات».

وكيف استطعت ان تتعمق فى شخصية اسماعيل يس وتلم بأدق تفاصيل حياته؟

- اولا من خلال ابنه يس الذى كانت تربطنى به علاقة صداقة وكان دائم الحديث عن حياة والده وعن المتاعب التى مر بها  ثم زوجة يس التى اعطتنى بعض المتعلقات الخاصة باسماعيل يس والتى قربتنى منه  مثل الاكسسورات والصور والملابس الخاصة به كما استعنت ايضا بقصة حياة اسماعيل يس التى سجلها بصوته لاذاعة صوت العرب سنة 1956 فى 30 حلقة وروى فيها ادق التفاصيل عن بداياته واعماله وحياته الخاصة.

من خلال قربك من حياة اسماعيل يس هل وجدت اختلافاً بين شخصيته الحقيقية وبين شخصيته على الشاشة؟

- بالفعل وجدت اختلافاً كبيراً فاسماعيل يس فى حياته شخص جاد وعقلانى وهادئ الطباع وهذه المشكلة قابلتنا اثناء تقديم المسلسل لان قصة حياته تراجيدية  وعكس الشخصية التى كان يظهر بها على الشاشه وكل مرحلة مر بها كانت مليئة بالألم.

وفى رأيك ما سر عبقرية اسماعيل يس؟

- القبول الشديد الذى كان يتمتع به وجعله قريباً من الناس بجانب ذكائه فى اختيار الشخصية الكوميدية التى انفرد بها ونجحت فى السينما لدرجة ان نجوم الصف الاول فى عصره كانوا يعتبرونه تيمة الحظ فى افلامهم ومن اهم الاشياء التى تميز بها اسماعيل يس ايضا انه  لم يكن لديه فكرة البطولة المطلقة او مبدأ انا ومن بعدى الطوفان، ففى الوقت الذى قدم افلاماً تحمل اسمه نجده يقدم الدور الثانى.

وهل هناك تفاصيل فى حياة اسماعيل يس لم يتم تناولها فى المسلسل ؟

- اهم شىء لم يتم تناوله فى العمل الخلافات السياسية التى حدثت بينه و بين جمال عبدالناصر والتى كانت سبباً فى قيام الضرائب  بالتحفظ على امواله وممتلكاته وسيارته وايراد شباك التذاكر فى مسرحه.

وما سبب هذا الخلاف ؟

- لانه كان يقول نكت يسخر فيها من جمال عبدالناصر ومن  النظام ومن الاوضاع فى البلد وقد اكتفينا فى المسلسل ان نشير بشكل  غير مباشر إلى انه كان من المغضوب عليهم.

وهل اثر هذا الخلاف على نجومية اسماعيل يس ودفعه لحل الفرقة التى حملت اسمه ؟

- نعم اثر هذا الخلاف بجانب ظهور جيل مسرح التليفزيون الذى دعمته الدولة مثل فؤاد المهندس وعبدالمنعم مدبولى ومحمد عوض وهذا جعله  يترك مصر ويسافر إلى الكويت ثم لبنان ولم يعد الا بعد وفاة جمال عبدالناصر وظل يعانى من ازمة نفسية حتى توفى سنة 1972وعمره لم يتجاوز 60 عاما.

أحمد الإبيارى:

التليفزيون المصرى قضى على تراثه الفنى

أكد الكاتب أحمد الإبيارى مؤلف مسلسل «أبو ضحكة جنان» الذى عرض قصة حياة الفنان الراحل إسماعيل يس أن إسماعيل يس ظلم كثيرًا فى حياته الفنية والشخصية حيث سعت الدولة لتدمير إسماعيل ياسين وفرقته بسبب رفضه للعمل كموظف فى مسرح الدولة حيث تمت محاربته إلى أن أنهت الدولة عليها وقد عرضنا فى مسلسل «أبو ضحكة جنان» كل تفاصيل حياته التى تشير إلى أنه بدأ من الصفر إلى أن أصبح أحد ملوك الكوميديا فى العالم العربى لمدة 12 سنة متتالية إلى أن قامت الضرائب فى تنفيذ خطة القضاء عليه ونجحت بالفعل فى القضاء عليه ولكن ظل نجمًا حتى بعد وفاته بأكثر من 40 عامًا والدليل على ذلك الإيرادات التى تحققها أعماله على الفضائيات وعلى جانب آخر أكد الإبيارى أن التليفزيون المصرى قضى على تراث إسماعيل يس وفرقته حيث قامت بتسجيل مباريات كرة قدم وأخبار على شرائط مسرحيات إسماعيل يس ولكن تناسى التليفزيون أن الفضائيات تحتفظ وتعتز بالفنانين وتقدر فنهم وتابع الإبيارى حديثه قائلا إنه عرض بالمسلسل كل الصعاب التى قابلت إسماعيل يس فى حياته ولم يعرض حادثة القبض عليه فى آخر أيام حياته حيث أمر محافظ القاهرة وقتها سعد زايد بإصدار أوامر للشرطة للقبض عليه بسبب تقاضيه «خلو» عن شقته التى قام بتأجيرها ليستطيع على المعيشة واضطر إسماعيل يس وقتها لاستلاف المبلغ ورده مرة أخرى إلى المحافظة ولكن ستظل سيرة إسماعيل يس تضحك الجميع وتضيف لهم الفرح والسرور فقد كرمه جمهوره أكثر مما كرمته الدولة بدليل أن الكثير من الأجيال مازالت تبحث عن إسماعيل يس على القنوات الفضائية للخروج من حالة الملل التى يعيش فيها الكثير الآن.

محمود عزب:

مسلسل «أبو ضحكة جنان» ظلمه إنتاجياً وتمثيلياً

قال الفنان محمود عزب الشهير بـ«عزب شو» فى احياء ذكرى الفنان اسماعيل يس انه كان فناناً مكافحاً  سواء فى عمله كفنان او مونولوجست.واضاف ان انتاج مسلسل «ابو ضحكة جنان» ظلم اسماعيل يس كثيرا وكان ممكن عمله بطريقة افضل بكثير ، كما ان الفنان اشرف عبدالباقى لم ينجح فى اداء دور اسماعيل يس فى الحلقات الاولى ولم يشبهه فى الشكل نهائيا  ولكنه نجح فى الحلقات الاخيرة للمسلسل بعدما تقدم فى العمر  ، وايضا سيناريو المسلسل لم يكتب بطريقة شاملة. وتابع قائلا اسماعيل يس ظلم كثيرا على مستوى حياته الشخصية ، وشغله الشاغل كان عملة الفنى . ناهيا حديثة بان  لم يعد هناك فن مونولوج الآن لانه كان موجة وانتهت ، ولابد ان يكون الفن والفنانون مواكبين للعصر وافكار كل جيل .

ماجدة خير الله:

رغم تفرده لم يستطع مواكبة الموجة الجديدة

قالت الناقدة ماجدة خير الله ان الفنان اسماعيل يس من الشخصيات غير التكرارية فى الفن المصرى ومن الحالات النادرة لما لديه من موهبة وكاريزما عالية لسنوات طويلة.واضافت خيرلله ان اسماعيل يس نجح لسنوات طويلة الا انه مع مرور السنين وتقدم المجتمع لم يستطع الانخراط فى الموجة الجديدة من الكوميديا فى السنوات الاخيرة من حياتة ، لذلك اضطر الى السفر لتقديم عروض المنولوج فى سوريا ولبنان لإقبال الجمهور هناك عليها.

وتابعت ان اسماعيل يس كان انسان صبوراً وكريماً وكان لديه مسرح خاصة به كان يدفع ايجاره واجر الفنانين من ماله الخاص بالرغم من ان المسرح فى السنوات الاخيرة  قد افلس . واوضحت ان مسرح اسماعيل يس فى السنوات الاخيرة من حياتة لم يلقى اقبالاً جماهيرياً  نتيجة انتاج التليفزيون المصرى العديد من المسرحيات واذاعتها تلفيزيونيا مما ادى الى عزوف الجمهور عن النزول لمسرح اسماعيل يس وتفضيل مشاهدة المسرحيات فى التليفزيون.اما بخصوص مسلسل «ابو ضحكة جنان» اوضحت ان المسلسل لم يظلم اسماعيل يس لانه عرض جزءاً حقيقياً من حياته  ببداية اسماعيل يس حتى اصبح نجم الكوميديا الى رجوعه لنقطة الصفر مرة اخرى.واشارت ان فن المونولوج انتهى حاليا نظرا لوجود منافذ اخرى للحديث عن المشاكل والعيوب الاجتماعية بطريقة ساخرة مثل فن الكاريكاتير والكتابة الساخرة والمسرحيات وصولا الى البرامج الساخرة الناقدة للاوضاع الاجتماعية والسياسية.

فيصل خورشيد:

تعذب كثيراً والفن كرمه

قال الفنان فيصل خورشيد بمناسبة ذكرى احياء الفنان الكوميدى الراحل اسماعيل ياسين انه فنان حفر اسمه بحروف من ذهب ونحت فى الصخر،حيث انه مازال مؤثراً فى الجمهور حتى الآن، كما ان يس قدم مونولوجات سبق عصره فيها ولن تتكرر .  اما بخصوص مسلسلة «ابو ضحكة جنان» اوضح خورشيد ان المسلسل كان جيداً الى حد ما ولكن لم يظهر كافة الحقائق واهمها ان فى اواخر ايامه اصابته حالة اكتئاب بسبب اعتداء نجله الوحيد «يس» عليه بالضرب، والتى اكدها له اصدقاء اسماعيل يس ومنهم الفنان الراحل عبدالمنعم مدبولى ، مؤكدا انه لم يلتق بالفنان اسماعيل يس فى الواقع . واشار إلى ان اسماعيل يس اخذ حقة ولم يظلم على المستوى المهنى انما ظلم على مستوى حياتة الشخصية وتعذب كثيرا فى بداية حياتة ، وكل شىء كان يقوم به بنفسه  وحينما توفى لم يعرف اهله حتى مكان دفع فاتورة الهاتف.  ناهيا حديثة بان عهد المونولوج انتهى وربما انه كان اخر مونولوجست بعد الفنان اسماعيل يس.

أهم أعماله

فيلم «نور الدين والبحارة الثلاثة» بطولة على الكسار إخراج توجى مزراحى - إنتاج 1944.

فيلم «قلبى دليلى» بطولة ليلى مراد - إخراج أنور وجدى إنتاج 1947.

فيلم «ليلة العيد» بطولة شادية - إخراج حلمى رفلة إنتاج 1949.

فيلم «عفريتة هانم» بطولة فريد الأطرش إخراج هنرى بركات إنتاج 1949.

فيلم «حماتى قنبلة ذرية» بطولة تحية كاريوكا إخراج حلمى رفلة - إنتاج 1951.

فيلم «الآنسة حنفى» بطولة ماجدة إخراج فطين عبدالوهاب إنتاج 1954.

فيلم «إسماعيل يس فى البوليس» بطولة رياض القصبجى إخراج فطين عبدالوهاب إنتاج 1956.

فيلم «ابن حميدو» بطولة هند رستم إخراج فطين عبدالوهاب إنتاج 1957.

روز اليوسف اليومية في

23/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)