حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

يوسف الشريف:

الإخوان السبب فى انهيار الأخلاق

سعيد خالد

 

فى شهر رمضان المقبل يدخل يوسف الشريف تجربة درامية جديدة تحمل عنوان «اسم مؤقت»، يتعاون من خلالها للمرة الثانية على التوالى مع المخرج أحمد جلال، ويجسد عبر حلقاتها شخصية شاب فاقد الذاكرة. ويكشف يوسف الشريف لـ«المصرى اليوم» تفاصيل تجربته فى «اسم مؤقت»، وكيفية اختياره أعماله، ورؤيته لحكم الإخوان المسلمين.

كيف تسير معدلات تصوير مسلسلك «اسم مؤقت»؟

- إنتهينا من ٣٠% من المشاهد، ويجرى التصوير حاليا داخل استديو مصر فى ديكور «رأفت الراوى»، وهى الشخصية التى يقدمها الفنان زكى فطين عبدالوهاب.

ما الصعوبات التى واجهتك أثناء التصوير؟

- أغلب الصعوبات تتعلق بمشاهد الأكشن، لأن حوالى ٨٠% من الأحداث عبارة عن مطاردات واشتباكات بالأسلحة البيضاء، وأعترف بأننى أواجه صعوبة شديدة ومعاناة يومية بسبب ذلك، خاصة أننى أصبت بالعديد من الجروح، وبتمزق فى قدمى اليمنى أثناء القفز من مكان مرتفع، حيث رفضت الاستعانة بدوبلير منى على المصداقية، وحتى يظهر المشهد بشكل حقيقى.

ماذا عن شخصيتك فى المسلسل؟

- أجسد شخصية «يوسف»، الذى يتعرض منذ الحلقة الأولى لحادث يجعله يفقد الذاكرة، وطوال الأحداث يحاول التعرف على نفسه، لكن يظهر فى حياته أشخاص يطاردونه، ويحاولون قتله، ومن خلال «الفلاش باك» يتذكر مشاهد من ماضيه، فيجد نفسه مرة قاتلاً، ومرة رجل أعمال وأخرى «جدع» وطيباً، والدور فيه مساحة من التمثيل وأتحدى فيه نفسى.

كيف كان استعدادك للشخصية؟

- حرصت على جمع معلومات من بعض الأطباء النفسيين عن أشخاص أصيبوا بنفس المرض، حتى أعرف طبيعة تصرفاتهم، تخيلاتهم، وكيفية استرجاعهم الذاكرة.

لكن «اللوك» الذى تظهر به فى المسلسل يشبه «بن أفليك» فى فيلم «أرجو»؟

- هذا صحيح، فأنا وجدت أن هذا «اللوك» مناسب لروح الشخصية وتاريخها والأحداث التى تعيشها، وكنت أسعى للتنوع من خلال تغيير الشكل الخارجى، وتطويل اللحية والشعر.

كيف ترى تجربة العمل مع المخرج أحمد جلال للمرة الثانية بعد مسلسل «رقم مجهول»؟

- أحمد جلال السبب فى قبولى تقديم بطولة المسلسل، لأننى أؤمن بفكره ورؤيته، فهو مخرج «حريف»، وأعتبره من أفضل المخرجين، الذين تعاملت معهم، والصدفة هى التى جمعتنى بنفس فريق عمل مسلسل «رقم مجهول».

وكيف تختار أدوارك؟

- أعشق العمل الجماعى، والمهم بالنسبة لى أن يكون الدور جيداً ومحترم ومؤثراً، فأنا أرفض تقديم أعمال تخدش الحياء احتراما لنفسى ولأسرتى، وهو ما حدث بعد فيلم «العالمى»، ففى أعمالى لن يجد الجمهور مايوهاً أو قبلات أو أحضاناً أو بدل رقص، والمنتجون أصبحوا يعرفون ذلك، وفى «اسم مؤقت» لم يكن هناك أى من هذه المحاذير.

إلى أين وصلت مشكلتك مع التليفزيون المصرى بسبب برنامج «العيلة تكسب»؟

- الموضوع فى المحاكم، ولن أترك حقى، والمشكلة أن إدارة التليفزيون «نصبت» علىّ، وطلبت منى تقديم البرنامج دون أن أحصل على جنيه واحد، وبعد أن انتهيت منه رفضوا إعطائى الأجر، بحجة أنهم لن يعرضوا البرنامج، وبعد عامين فوجئت بعرضه مع عدد كبير من الإعلانات، وهو ما استفزنى جدا، وقررت عدم تكرار التجربة مرة أخرى، ولكنى لن أترك حقى.

كيف ترى حكم الإخوان المسلمين؟

- أشعر بحالة غضب، بسبب الوضع الحالى، وما تعانيه مصر، و«زعلان» على الإسلام، والتعبير عنه بهذا الشكل، وأرفض ما يقوم به الشيوخ على الفضائيات الدينية، و«غيران على دينى»، وكنت أعتقد أن وصول الإخوان للحكم ستكون له نتائج جيدة على المجتمع فى وجود رقابة وأخلاق، لكنى وجدت للأسف أنهم كانوا سبباً فى انهيار الأخلاق، وأن الحال أصبحت أسوأ مما كانت عليه.

لماذا رفض حسين الإمام المشاركة فى فيلم مهم مع مخرج كبير؟!

أميرة عاطف 

يعيش الفنان حسين الإمام حالة من النشاط الفنى، حيث يواصل تصوير أكثر من مسلسل، وعرض له مؤخراً فيلم «سمير أبوالنيل» الذى يشارك فى بطولته أمام الفنان أحمد مكى وإخراج عمرو عرفة.

وقال حسين الإمام: «سمير أبوالنيل» هو التجربة الثانية لى مع أحمد مكى بعد مسلسل «الكبير قوى»، وهذا التعاون جاء متأخرا لأنه بعد أن تخرج من معهد السينما طلب منى التعاون معه فى فيلم ولكن كنت خارج مصر وقتها، ثم حدثنى بعد ذلك عن «الكبير قوى» وكنت فى الخارج أيضا لكنه أخبرنى أنه سينتظرنى، وأنا على المستوى الشخصى أحب أحمد مكى وعمرو عرفة والمنتج محمد السبكى، والتجربة بالنسبة لى كانت ممتعة.

وعن عودته للسينما بعد غياب قال: ليس لدى هاجس الاشتياق للسينما، فالمهم أن أقف أمام الكاميرا سواء فى التليفزيون أو السينما لأن الجمهور واحد، وما يتردد عن أن السينما أفضل من التليفزيون بمثابة أكذوبة يضحكون بها على المبتدئين لكى يعطوهم أجراً أقل.

وأضاف حسين: سبق أن عرض على دور مهم فى فيلم كبير ومع مخرج متميز لكننى رفضت، الدور كان لرجل شاذ جنسيا، وأنا منذ دخلت عالم التمثيل قررت ألا أقدم دورين، هما الرجل الذى يرتدى ملابس النساء لكى يُضحك الجمهور، ودور الشاذ جنسيا، لكن ليس لدى مشكلة أن أظهر فى دور يخالف قناعاتى الشخصية أو معتقداتى، فمثلا فى فيلم «إحكى يا شهرزاد» مع يسرى نصرالله ظهرت فى دور رجل ضد المرأة وأنا لست كذلك.

وأشار إلى أنه انتهى مؤخرا من تصوير دوره فى مسلسل «ويأتى النهار» مع المخرج محمد فاضل، ويقدم من خلاله شخصية رجل من منطقة شعبية اسمه عنتر، موضحا أن المسلسل بدأ تصويره العام الماضى ولكن تم تأجيله أكثر من مرة.

وحول أعماله التليفزيونية الجديدة قال: أشارك فى بطولة مسلسل «مزاج الخير» مع مصطفى شعبان وإخراج مجدى الهوارى، وأقدم من خلاله شخصية «العمريطى» الذى يعمل فى تجارة المخدرات، ويعيش فى أجواء هذا العالم المثير، ويكشف عن الأساليب المستحدثة فى تجارة المخدرات.

وأضاف حسين: كما أشارك فى بطولة مسلسل «أدم وجميلة» وهو مسلسل رومانسى، وعبر حلقاته أجسد شخصية رجل أعمال اسمه مدحت، «صاحب مزاج وبتاع ستات»، وهذا المسلسل لن يعرض فى شهر رمضان لأنه مكون من ٦٠ حلقة، وأعتقد أن هذا أفضل لأن زمان كان هناك تنوع فى مواعيد العرض طوال العام وكنا نصيب الهدف ونحافظ على الإنتاج وهو ما نفتقده حاليا بدخول المسلسلات التركية والسورية التى لا تترك أى أثر فى الناس لأنهم لا يرتبطون بها لإنها لا تعبر عن مشاكلهم وهمومهم.

وحول غيابه عن تقديم البرامج قال: مع احترامى لكل الفنون، فإن التمثيل هو الأب الشرعى للتواجد على الشاشة، والتاريخ سيظل طوال الوقت يذكر الممثلين العظماء أمثال فاتن حمامة وعمر الشريف ورشدى أباظة، لأن التمثيل هو الذى يؤرخ للفنان، أما البرامج فإستهلاكها لحظى، و«حلو أنى أعمل برنامج عشان أسعد الناس» أو أحصل من خلاله على «قرشين كويسين»، لكننى فى الأساس ممثل وعملت مذيعا ولست مذيعا وعملت ممثلا.

وأشار إلى أنه مستعد لتقديم برامج جديدة لو وجد الفكرة الجيدة، وموعد العرض المتميز والعائد المادى المناسب، موضحا أنه لو عاد للبرامج سيكون ذلك من خلال البرامج المسجلة وليس برامج الهواء لأنه ليس سياسياً لكى يظهر على الشاشة يوميا كما أن برامج الهواء بالنسبة له استهلاك للطاقة والعمر.

المصري اليوم في

19/05/2013

 

رئيس غرفة صناعة السينما‏:‏

القراصنة يهددون صناعة السينما

أميرة العادلي 

أصبحت ظاهرة سرقة الأفلام علي الإنترنت أو من بعض القنوات الفضائية خطيرة‏,‏ بل وكارثة تهدد صناعة السينما‏,‏ والإنتاج السينمائي في مصر‏,‏ فخلال الأعوام الماضية كانت السرقات محدودة وتتم بعد عرض الفيلم بأسبوع‏,‏ أما الآن فالفيلم يسرق بعد عرضه بـ‏24‏ ساعة‏,‏ ويذاع علي بعض القنوات الفضائية‏,‏ بدون أن يحرك أي من المسئولين ساكنا‏,‏ ومع تزايد السرقات وخسارة المنتجين والصناع‏,‏ باتت الصناعة السينمائية في مصر مهددة‏,‏ وشركات الإنتاج علي وشك الإفلاس‏.‏

ويقول منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما‏:‏ إن الموضوع أصبح كارثة تهدد آلاف العمال‏,‏ فإذا أغلقت هذه الصناعة أبوابها‏,‏ فمئات الآلاف من البيوت ستغلق‏,‏ بالقرصنة والسرقة سواء علي الإنترنت أو من الفضائيات تكبد المنتجين خسائر فادحة‏,‏ وخلال الأيام الماضية تناقشنا كثيرا حول أطر منع أو الحد من هذه السرقات‏,‏ ونجري اتصالات مع جهات حماية الملكية الفكرية في وزارة الصناعة‏,‏ ونحاول أن نصل إلي آلية للحد من هذه السرقات‏.‏

أضاف‏:‏ المنع صعب جدا لكننا نحاول الحد من هذه السرقات‏,‏ والقرصنة‏,‏ وإيجاد آلية لذلك‏,‏ فمهمة الغرفة الحفاظ وحماية هذه الصناعة التي أصبحت مهددة‏,‏ وهذا يفسر تراجع المنتجين عن الإنتاج بشكل ملحوظ‏.‏

وقال سيد فتحي مدير غرفة صناعة السينما‏:‏ إننا بالتعاون مع إدارة حماية الملكية الفكرية في وزارة الصناعة وبعد تقديمنا لشكوي ضد شركة ياهوو تم وقف وحذف الأفلام من علي الموقع‏,‏ ونحن علي اتصال بوزارة الصناعة لأن الموضوع كبير ومرتبط بدول أخري‏,‏ وتمثيل تجاري دولي‏,‏ ونحن نتعاون جميعا لمحاولة إيقاف القرصنة التي تكبدنا خسائر فادحة‏,‏ وأدت إلي تراجع التسويق الخارجي‏.‏

أما عن القنوات الفضائية التي ظهرت في الفترة الأخيرة وتذيع الأفلام أثناء أو بعد عرضها مباشرة فلقد قمنا بتقديم بلاغ للنائب العام ضدها‏,‏ وننتظر أن يتم استدعاء أصحاب هذه القنوات‏,‏ فهم يمثلون كارثة تدمر اقتصاد صناعة الفيلم‏,‏ ويضيعون علي المنتجين فرصة تسويق الفيلم وبيعه للقنوات‏,‏ وهذه الخسائر بملايين الجنيهات‏.‏

كما قال د‏.‏ عبد الستار فتحي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية‏:‏ هذا الملف شائك‏,‏ ويجب أن تتضافر كل الجهات للوصول لطريقة لإيقاف النزيف الذي يحدث‏,‏ والسرقة غاليا تتم في مرحلتين المونتاج والمكساج‏,‏ وأثناء العرض‏,‏ وتأمين هذه المراحل يجب أن يكون في إطار محدد‏.‏

وعن جواز منع القرصنة قال‏:‏ القرصة تحدث في العالم كله‏,‏ لكن مثلا في أمريكا التي تنتج‏200‏ فيلم في العام سرقة‏20‏ فيلما لا تعني شيئا‏,‏ إنما في مصر التي لا يتجاوز إنتاج العام‏9‏ أفلام كارثة كبري‏,‏ والمنع صعب جدا‏,‏ لكن يجب أن تكون هناك آلية لتقليل المخاطر‏,‏ والحد منها‏,‏ وأن تجتمع كل الجهات المعنية وتضع أطرا لما يحدث‏.‏

وعن آلية الحد من السرقات والقرصنة قال‏:‏ يجب أن تكون هناك شركات نخاطبها‏,‏ وليس قنوات مجهولة‏,‏ وهناك قانون‏2002‏ لحماية الملكية الفكرية ينقصه فقط إرادة التنفيذ‏,‏ فإذا تضافرت الجهود واجتمع الجميع بهدف حماية الصناعة سنصل لآلية‏,‏ وأعتقد أن غرفة صناعة السينما يجب أن تكون أكثر انزعاجا‏,‏ وأري أن الرقابة في السنوات المقبلة ستتحول إلي هيئة لحماية حقوق الملكية الفكرية‏.‏

وأكد مسعد فودة نقيب المهن السينمائية‏:‏ أن ظاهرة القرصنة والسرقات تفاقمت بشكل خطير‏,‏ وأصبحت خطرا يهدد الصناعة‏,‏ ويكبد المنتجين الذين يسعون لعودة دوران عجلة الإنتاج السينمائي الملايين‏,‏ وهذا يضعف حجم الإنتاج‏,‏ وقد يؤدي لعزوف المنتجين عن الإنتاج‏,‏ وصناعة السينما التي توازي الدخل القومي في دول كثيرة‏,‏ هي القوة الناعمة‏,‏ و أداة للإبداع وتشكيل الوجدان والوعي الثقافي للمواطنين‏,‏ والسرقات لا تؤثر عليها فقط بل تهدمها‏,‏ واستمرارها سيؤدي لغلق الكثير من الشركات‏,‏ بالإضافة لآلاف العمال الذين يعملون في هذه الصناعة‏.‏ وعن آلية إيقاف السرقات والقرصنة قال‏:‏ لا يمكننا منع نزول الأفلام علي الإنترنت‏,‏ ولكن يجب أن تفعل القوانين‏,‏ وتكون هناك أطر لتجريم السرقات‏,‏ والقرصنة‏,‏ والحد منها خاصة القنوات الفضائية التي تسرق هذه الأفلام وتذيعها دون احترام المنتجين‏,‏ وحقوق الملكية الفكرية‏,‏ ونجاح غرفة صناعة السينما بالتعاون مع إدارة حماية الملكية في وزارة صناعة بارقة أمل نتمني أن تكون خطوة للحد من القرصنة‏,‏ وعلي الدولة أن تتخذ موقفا من القنوات الفضائية التي تتجاوز القانون‏,‏ وتسرق الأفلام‏.‏

الأهرام المسائي في

19/05/2013

 

افتتاح إيدوك بوفاة "خيمي رولدوس"

شريف عوض- إكوادور 

افتتح في التاسع من مايو مهرجان "إيدوك" الدولي للفيلم التسجيلي Edoc في دورته الثانية عشر بمدينة "كيتو" عاصمة "الإكوادور" وذلك بفيلم طويل عنوانه "وفاة خيمي رولدوس" والذي يتناول فيه المخرج "مانولو سارميينتو" والمخرجة "ليساندرا ريفيرا" فترة تولي "خيمي رولدوس" رئاسة "الإكوادور" وهي فترة قصيرة قلت عن العامين فقط وتحديداً من 10 أغسطس 1979 حتى 24 مايو 1981 (ولذلك يطلق على شارعين في "كيتو" اسمي هذين التاريخين)، إذ توفي "رولدوس" في حادث طائرة مفاجئ أودى أيضاً بحياة قرينته "مارتا بوكارم" وحاشيته. وقد أثيرت حول هذا الحادث الشكوك الكثيرة والأقاويل عن تورط المخابرات الأمريكية في تدبير عملية اغتياله

نجح المخرجان في التوليف الفريد بين اللقطات التسجيلية والسرد من قصاصات الصحف الأرشيفية والمستندات السرية وبين الحوارات التي أجريت حديثاً مع أبناء "رولدوس" ومن عملوا بجانبه من حلفاء سياسيين وذلك بصورة شاملة وبأسلوب يعتمد على عرض الحقائق التاريخية والشهادات دون الانحياز لنظرية المؤامرة والتي نجدها بقوة في فيلم آخر هو" اعترافات قاتل اقتصادي" (2007) والذي أفصح فيه الخبير الاقتصادي الأمريكي "جون بيركنز" عن كيفية استخدام المخابرات الأمريكية كل من البنك الدولي، والرشاوى، والابتزاز، والانقلابات العسكرية والاغتيالات السياسية بل والثورات لتحقيق مآرب الولايات المتحدة في السيطرة على الثروات والموارد الطبيعية العالمية من بترول ومعادن. ومن ضمن هذه العمليات، اغتيال "رولدوس" وغزو العراق لتعذر اغتيال "صدام حسين"، كون "بيركنز" واحداً ممن شاركوا في هذه العمليات.  

يشرح لنا فيلم "وفاة خيمي رولدوس" أيضاً أهم إنجازات "رولدوس" أثناء توليه الرئاسة، مثل تخفيض ساعات العمل إلى 40 ساعة أسبوعياً و مضاعفة الحد الأدنى للأجور، وكيف أطلق على 1981 اسم "عام التقدم" ومعالجته أيضاً للمناوشات على الحدود مع بيرو وتحديداً في سلسلة جبال الكوندور، وسياسته الداعمة لحقوق الإنسان، في وقت كانت فيه دول أمريكا اللاتينية تعاني من فاشية الديكتاتوريات العسكرية. وقد عارض بعض المحافظين الأمريكيين هذه السياسات لإدعائهم أن ذلك ذريعة لتبرير التدخل السوفياتي في المنطقة، وخاصة في أمريكا الوسطى. وعند انتخاب "رونالد ريغن" رئيساً للولايات المتحدة، رفض "رولدوس" دعوة لحضور حفل تنصيبه، فتضخمت المعارضة الأمريكية  ضد "رولدوس" وضد "عمر توريخوس" رئيس بنما الذي لقي حتفه في حادث طائرة مشابه بعد أشهر من وفاة "رولدوس". 

يظهر لنا الفيلم كيف أصيب شعب الإكوادور بل وشعب أمريكا اللاتينية بصدمة عندما قطع بث الأخبار في الإذاعة والتليفزيون "بخبر عاجل" مفاجئ عن سقوط طائرة الرئيس بعد ساعات قليلة من إلقاء "رولدوس" -وهو يرتدي ربطة عنقه الحمراء المميزة-  "لخطابه الشهير والأخير والذي أكد فيه أن الإكوادور ديمقراطية، وشعبها قادر على النجاح والعمل والحفاظ على استقلاله وحريته، من الأزل وإلى الأبد.

استعرض المخرجان أيضاً لنا الفيلم نتائج لجنة التحقيق في الحادث والذي عزي إلى خطأ من قائد الطائرة أو للحمولة الزائدة حيث لم يكن على الطائرة صندوق أسود. وإلى جانب الفيلم التسجيلي "القاتل الاقتصادي" الذي ذكرناه، فقد أكد "جون بيركنز" في كتابه الذي حمل نفس الاسم أن "رولدوس" قد تم اغتياله عن طريق انفجار قنبلة مخبأة في شريط تسجيل على متن الطائرة وذلك لأن سياساته النفطية وتحالفاته مع "بيرو" و"كولومبيا" كادت أن تهدد مصالح الولايات المتحدة لتشككها في تودده للاتحاد السوفيتي.

تحاور صانعا الفيلم أيضاً مع أبناء "رولدوس" بل واصطحباهم لموقع حادث الطائرة بعد كل هذه السنوات. وقد رشحت ابنته "مارثا" نفسها لرئاسة الإكوادور في انتخابات 2009 وأصبح ابنه "سانتاياجو" ممثلاً وكاتباً مسرحياً

إلى جانب فيلم الافتتاح "وفاة خيمي رولدوس" ، ضم "إيدوك" 122 فيلما وثائقيا من 37 دولة. وسيطوف المهرجان في عدة مدن إكوادورية جواياكيل (13- مايو26)، كوينكا (15- مايو19) ومانتا (29 مايو-9 يونيو).

الجزيرة الوثائقية في

19/05/2013

 

عندليب الغناء وعندليب التمثيل

محمد رفعت 

«اليتم» ..مفتاح السر والقاسم المشترك الأهم فى تكوين العندليبين..عندليب الغناء عبدالحليم حافظ..وعندليب السينما ورئيس جمهورية التمثيل فى مصر أحمد زكى..فكلاهما نشأ يتيما.. والأول عاش فترة من حياته فى أحد ملاجئ الأيتام، والثانى تنقل بين بيوت العائلة بعد أن مات أبوه بعد عام واحد من مولده، واضطرت أمه التى لم تكن قد تجاوزت الـ 18 عاماً أن تتزوج من رجل آخر.. وتترك ابنها يتيماً، يربيه جده، ثم يتنقل بين بيوت أعمامه.

«اليتم».. هو الذى صبغ أغنيات حليم، وحتى المتفائل منها بصبغة شجن حزينة، وجعل عيون أحمد زكى تنطق بالحزن حتى وهو يضحك.

و«اليتم» أيضاً والحياة القاسية هو الذى أكسب النجمين الراحلين تلك القدرة اللانهائية على تحدى الإحباط والفشل، والتصميم على النجاح، الذى جاء مبكراً لـ«حليم»، وتأخر قليلاً بالنسبة لأحمد زكى، ربما لاختلاف الظروف السياسية والعصر الذى شهد بداية النجمين، فضلاً عن طبيعة حليم الشخصية التى جعلته يتفاعل بسهولة أكبر مع الوسط الفنى، فى حين ظل «زكى» يعانى منه أشد المعاناة، ويعترف أنه يبذل ربع طاقته فى التمثيل، بينما يضيع منه الطاقة الباقية فى محاولة التكيف مع ألاعيب الحواة فى ذلك الوسط العجيب.

طبعاً ليس صدفة أن الاثنين من مواليد محافظة الشرقية التى قدمت لنا الكثير من عمالقة الفكر والفن والأدب..بدليل أن صاحب الفضل الأول على «أحمد زكى» هو ناظر مدرسته الذى اكتشف موهبته مبكراً ونصحه بالسفر للقاهرة للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية وصقل موهبته الفذة بالعلم والدراسة.

والاثنان أيضاً من أصحاب البشرة السمراء، التى ميزت حليم وساعدته على الظهور والانتشار، وعاقت «زكى» عن نجومية السينما ومنافسة أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأصفر، حتى تحدت به سعاد حسنى المنتجين، وأصرت على أن يشاركها بطولة فيلمها «شفيقة ومتولى».

ومن يومها وأحمد زكى يحطم تقاليد السينما المصرية العتيقة، ويصر على أن يقدم البطولات المتتالية بالشعر الأشعث، وينتصر فى أول مقارنة مع النجم الكبير محمود ياسين، ويتفوق عليه بشدة فى أداء شخصية طه حسين، كما تفوق على الجميع فى الشخصيات الواقعية التى أداها بعبقرية لم يستطع أن يباريه فيها أحد، وأهمها شخصيتا الزعيمين الراحلين جمال عبدالناصر وأنور السادات.

رحم الله العندليبين بقدر ما أمتعانا من فن راق وجميل.

« تتّح » .. ضحكات تبحث عن الدراما !

محمود عبدالشكور 

بينما يبدو فيلم مثل «سمير أبو النيل» ثقيل الظل لدرجة مفزعة، فإن فيلم «تتح» بطولة محمد سعد وإخراج سامح عبد العزيز يمتلئ بالضحكات الصاخبة، الشخصية نفسها ظريفة، وإن لم تخرج من دائرة الشخوص الهامشية التى يلعبها «سعد»، ولكن مشكلة «تتح» مثل مشكلة معظم أفلام محمد سعد، فى أن الضحكات لا تستند إلى دراما متماسكة، الأمر أقرب ما يكون إلى الخطوط العامة والرسم «الكروكى» الذى يتيح للبطل الواحد أن يقدم عرضًا منفصلًا يشبه إلى حد كبير عروض الفرجة الشعبية التى تقوم على الارتجال والتلقائية.

لا يمكن الجدل على الإطلاق حول موهبة محمد سعد، ولكن هذه الموهبة لا تستخدم لخدمة دراما الفيلم، لأنها فوق الفيلم نفسه، لست ضد فكرة تفصيل الأفلام على مقاس نجوم الكوميديا، هذا ما كان يحدث بالتأكيد مع معظم نجومنا القدامى، ولكن كان لدينا أيضًا كاتب سيناريو محترف مثل «أبو السعود الإبيارى» ومخرج كبير مثل «فطين عبد الوهاب» كانا يضمنان تحقيق الحد الأدنى من البناء المتماسك رغم بساطة الحبكة والحواديت.

فى فيلم «تتح» كل عناصر الحدوتة البسيطة، التيمة المتكررة عن ذلك الإنسان الطيب الذى تأتيه فرصة أن يكون ثريًا، فيخرج من معاناته، ولكن السيناريو الذى كتبه الثنائى «سامح سر الختم» و«محمد نبوى» يلجأ إلى الاستخفاف بالعقول، ويقدم حبكة معقدة وهمية تقوم على المصادفات والهدف كله هو إتاحة الفرصة لسعد لكى يضحك وُيُضْحّك ويلعب ولكن وسط فوضى كاملة لا يمكن ضبطها (الفيلم من إنتاج السُبكى).

«تتّح» مجرد بائع للجرائد يعيش فى حارة شعبية، غير متزوج وإن كان يتعرض للتحرش يوميًا من جارته اللعوب «فلّة» (مروة)، والدها جزار شرس (سيد رجب) يضحك على تتح ويأخذ شقته، وينقله إلى حجرة صغيرة على السطح، كل حياة هذا المواطن العشوائى (غريب الهيئة والمشية والكلام) مكرّسة لرعاية ابن أخته الشاب (عمر مصطفى متولى)، والإصرار على تعليمه حتى النهاية، مع ملاحظة أن الشاب (ماشاء الله) طول بعرض، ويمكن أن يعتمد على نفسه فى الحصول على عمل، ولكن علاقة تتح مع ابن أخته «هادى» الذى يعيش معه هى أفضل خطوط الفيلم على الإطلاق.

لا تحتاج شخصية بسيطة مثل تتح سوى حبكة بسيطة مثلما نشاهد فى أفلام الأبيض والأسود، ولكن الفيلم يصر على تفصيلات شبه عبثية، فيصطنع فى البداية عملية القبض على تتح لدخوله الحرم الجامعى ليبيع الجرائد، وفى الزنزانة تشاء المصادفات أن يلتقى مع جاره (سامى مغاورى) وهناك يعترف له الجار بقصة هى أقرب إلى الأعاجيب، يقول الجار إن اسمه الحقيقى سلطان، وقد عمل لسنوات طباخًا لكبار القوم، ونجح من المضاربة فى البورصة فى تكوين ثروة ضخمة تقدر بسبعة ملايين جنيه! ولكن الطباخ الثرى تعرض للنصب من أحد الأثرياء!، وقد نجح هذا النصاب فى الحصول على أوراق وكمبيالات يمكن أن تسجن سلطان، فهرب وعاش فى الحارة، والمطلوب من السيد «تتح» أن يستعيد تلك الأوراق ليحصل على 2 مليون جنيه نصيبه من عملية إثبات براءة الطباخ الذى أصبح مليونيرًا من المضاربة فى البورصة!

تعمل الحبكة الوهمية بمنطق (ودنك منين يا جحا)، وتستهدف فى الأساس إتاحة الفرصة لكى يقدم محمد سعد اسكتشاته التى كان الكثير منها لحسن الحظ مضحكًا، فاللعبة تقوده عبر الشبكة العنكبوتية إلى التوصل إلى أميرة، وهى شابة قريبة للنصاب تلعب دورها «دوللى شاهين» ولكنها متعاطفة مع الطباخ الثرى، وعندما يحصل منها تتح على أحد الأرقام يعتقد أنه رقم للتليفون تنقصه النمرة الأخيرة، فيبدأ فى تجربة حظه ليلتقى مع أشخاص لا علاقة لهم بالأوراق التى يريد الحصول عليها، تقوده المغامرة إلى فرح شعبى فيغنى مع المغنية «بوسى» ويلتقى مع النجم المخضرم سمير غانم فى اسكتش آخر لا علاقة له بأى شىء، ونشاهد تتح الإنسان الجبان وهو ينقذ أحد البنوك من محاولة للسطو والسرقة، وكان يمكن للفيلم أن يستمر فى لعبة الأرقام العشوائية بلا أى توقف لولا أن العمل مرتبط بوقت محدد، أما الجانب الآخر من الصراع، وهو أبناء العم الذين خطفوا الشابة أميرة لمنعها من رد الأوراق للطباخ الثرى، فهو على هامش اللعبة تمامًا يظهرون ويختفون مثل الأشباح، ثم يظهر سعد فيكتسح بحضوره وضحكاته الجميع.

المدهش فعلًا أن حل الحبكة كلها يأتى بطريقة ساذجة، حيث يتم العثور على الأوراق المطلوبة فى منزل الطباخ الثرى، وبمنتهى البساطة والسهولة لدرجة أن محمد سعد نفسه يطلب من ابن أخته إضاعة الورقة ثم البحث عنها، حتى يكون الموضوع أكثر تعقيدًا، المهم أن الخاطفين البُلهاء لن يستطيعوا الوصول إلى تتح إلا من خلال اتصاله هو بإحدى الفضائيات، وبالطبع ينجح تتح فى استعادة المال، وتبرئة الطباخ الثرى الذى أدخله السيناريو فى غيبوبة لكى يفسح المجال لرحلة بطله الوحيد، وينجح الفقير أخيرًا فى أن يمتلك الأموال، بعد أن قدم اسكتشاته المعروفة التى تعتمد بالأساس على التلاعب بالألفاظ والهيئة والمشية الغريبة، والأداء الحركى الذى يذكرك أحيانًا بفنون السيرك.

إذا أردت ضحكًا، فسيضحكك محمد سعد بكل تأكيد، ولكن لا تتعب نفسك بالبحث عن فيلم وأدوار وشخصيات، الجميع كانوا تائهين وكأنهم يحاولون أن يعثروا على خط أو معنى، طبعًا باستثناء شخصية تتح وابن أخته، حتى سامى مغاورى وهو بداية الحبكة والحكاية كلها كان يروى لـ «تتح» حكايته وكأنه هو شخصيا غير مقتنع بها، أو كأنه يستغرب أن يكتب أحد هذه التفاصيل العجيبة فى فيلم كوميدى بسيط، دوللى شاهين كانت أقرب إلى الضيفة، تصرخ وتجرى بلا معنى أو هدف، وخلفها نبيل عيسى فى دور الخاطف الشرس، مروة بدت حائرة وتائهة لا تعرف بالضبط هل يفترض أن تتعلق بالفتى «تتح» أم تبيعه بمنتهى السهولة، سمير غانم ظهر بباروكة غريبة، وبدا مشهده مع محمد سعد شديد الافتعال، حتى الطفلة منة عرفة ظهرت فى دور شديد الغرابة، وهو شخصية طفلة يجبرونها على الزواج من رجل عجوز فى إحدى القرى الريفية. محمد سعد موهوب وقادر على الإضحاك، ولكن ذلك وحده لا يكفى، الدراما الكوميدية أكثر تعقيدا من ذلك بكثير، لذلك فإن ما يقدمه سعد مجرد فرجة شعبية حرة تذكرك باسكتشات المخبطاتية وممثلى الشوارع، كانوا عباقرة وموهوبين، ولكن الفيلم الكوميدى (حاجة تانية خالص).

«أنا عربية» فيلم صهيونى بشوط واحد

سمر شافعي 

تستعد السينما الإسرائيلية الآن لإطلاق فيلم جديد من نوع خاص من إخراج المخرج الإسرائيلى الشهير «عاموس غيتاى»، الذى قرر مؤخراً تنفيذ اختراعه الجديد فى الشاشة الإسرائيلية لتكون محطة لإشهارها فى السينما العالمية وهو فيلم «أنا عربية» الذى تم تصويره فى لقطة واحدة دون توقف.يصف مشهداً حقيقياً شارك فيه كثير من الممثلين الإسرائيليين، بطريقة مثالية بلا شك من حيث الإضاءة والتمثيل والخدع البصرية، متضمناً تركيزًا هائلًا من الممثلين المشاركين بداخله، لأن المشهد لا يمكن إعادته مرة أخرى إذا حدث خطأ ما من جانب المنتج أو المخرج أو الممثل، مستغرقين ساعات طويلة متواصلة من التصوير دون توقف ودون أخطاء، ولكن على حد ما جاء على لسان غيتاى فى القناة العاشرة الإسرائيلية تعتبر هذه الطريقة الجديدة التى سيدخلها إلى عالم السينما الإسرائيلية الوحيدة التى يمكنه أن يعرض بها فكرة الفيلم والتأكيد على رسالته أمام العالم لأنه سيساعده على نقل الحقيقة كما هى بعيوبها ومحاسنها بخلق المزيد من المصداقية داخل السينما الإسرائيلية يمكن أن تنقلها إلى العالمية وتنفيذ مطامعها المرجوة منذ عهد بعيد.

يشكل هذا النوع من الأفلام تحديًا خطيرًا فى السينما الإسرائيلية التى لا تمتلك الخبرة الكافية لتنفيذها، خاصة أنه يريد توصيل رسالة إسرائيلية صهيونية إلى العالم عن حياة العرب واليهود الذين يعيشون داخل إسرائيل على أرض واحدة وأسلوب العنصرية الإسرائيلية الذى يفصل بينهما وينشأ بينهما المزيد من الصراعات، وتوصيل فكرة أنه لا يصلح التفريق بين شخصاً عربياً وإسرائيلياً، يمكنه أنه يؤدى إلى تعطيل حركة الإنتاج داخل إسرائيل، فى حين أن الحكومة الإسرائيلية تعتمد كل الاعتماد وليس مجرد اعتماداً جزئياً على العمالة العربية بشكل يقلق مستقبل العمالة اليهودية، واليهودية المتطرفة بصفة خاصة داخل إسرائيل.

ويشتهر المخرج غيتاى على مستوى العالم بميوله الصهيونية، المقلدة للسينما الأوروبية فى أفلامه التجريبية والوثائقية التى يقوم بها بالسينما الإسرائيلية، فهى ميول توارثها عن أمه لافريتا الناشطة الصهيونية، كما أن الشىء الذى أدخل غيتاى إلى عالم السينما كما يحكى دائماً هو حادثة تعرض لها أثناء خدمته فى جيش الاحتلال الإسرائيلى بحرب 1973 بين مصر وإسرائيل عند إسقاط صواريخ مضادة للطائرات السورية بمروحية إسرائيلية قتل بها سبعة من طاقم المروحية مما دفعه التخلى عن دراسته كمهندس معمارى والاتجاه إلى الإخراج السينمائى الذى يصف الواقع الإسرائيلى، وله سلسلة ناجحة فى هذا النوع من الأفلام منها «القدس» و«السماء» و«مذكرة التفاهم» و«مؤامرة» والفيلم الذى لاقى نفوراً كبيراً داخل إسرائيل «كادوش» الذى تحدث فيه عن التطرف الدينى داخل المجتمع الإسرائيلى وآثاره السلبية التى تنعكس عليه، والفيلم الروائى الطويل «كيبور» الذى أثار اهتمام النقاد فى جميع أنحاء العالم بتحدثه عن حرب 73 الذى عرض به مذكراته الشخصية عنها.

«أنا عربية» بطولة يوفال شاريف وعاصى ليفى ونورمان عيسى وأورى جبريالوف وناداف بورنيشتاين.

أكتوبر المصرية في

19/05/2013

 

"نسخة مصدقة"

قصيدة شعرية لمستويات متعددة من التأويل

بغداد - علي حمود الحسن

كيار وستامي مخرج سينمائي ايراني يحرك كاميرته بقلق شاعر وعمق مفكر، سمته التجريب والاشتغال على موضوعات مفارقة للمالوف، وهو ليس تجريبا مدرسيا البتة ، انه باحث دائم عن جوهر الاشياء، مادته الخام الدنيا بحالها، لكنها الدنيا المنتقاة من خلال وسيط يعي تماما امكانياته، تجاوزت افلامه ذات الميزانية المتواضعة المحلية الى رحاب العالم، مشاركا صناع سينما ايرانيين مهرة، امثال محسن مخلمباف، مجيد مجيدي، رخشان بني اعتماد، تهمينة ميلاني، وجعفر بناهي، وعلي حاتمي، وملاقلي بور، وابو الفضل جليلي، وحسن يكتانه، وبهمان غويادي، سميرة مخملباف، في تشكيل حضور لافت ومحترم للسينما الايرانية في المحافل والمهرجانات السينمائية الكبرى( كان، برلين، فينسيا، الاوسكار.. الخ) .

فيلم" نسخة طبق الاصل" هو الاول من بين افلام كياروستامي الحادية والعشرين الذي صور خارج ايران وبدعم ايطالي فرنسي، وهو ينتمي لسينما المؤلف التي تعني" سينما الثقافة والمثقف، وتحمل رؤية ذاتية للمؤلف من خلالها يقدم منظوره الابداعي، ونسقه  الفلسفي، وتصوره التخييلي الى الانسان والمعرفة والوجود والعالم والقيم" 

انبثقت فكرة الفيلم من حكاية تخيلية قصها المخرج على مسامع الممثلة الفرنسية جوليت بينوش في زياراتها المتكررة لطهران لاداء دورها في فيلم كياروستامي التجريبي، الغريب في اسلوبه ومحتواه،اذ حشد مجموعة من وجوه نساء في صالة عرض سينمائية لانراها، يشاهدن عرضا سينمائيا لملحمة العشق الفريدة للامير الفارسي خسرو والاميرة الارمنية شيرين، التي نرى تاثيرها على وجوه النسوة الاتي يسقطن تجاربهن الشخصية  فنرى وجوه اسيانة وملامح ترسم خارطة الالم ، من خلال لقطات  مكبرة وتوليف خلاق وتلاعب بالظل والضوء ،   نشاهد  حيوات تلك النساء  من خلال ما يظهر على وجوهن من انفعالات، احدى  تلك  الوجوه ذات الطاقة التعبيرية الفائقة ،كان لجوليت بينوش، التي  جهدت لقراءة تعاليم الاسلام والاطلاع على اسرار الشرق الساحر، علمها كياروستامي ايضا كيف تبكي، شغفت به وبرؤاه الجمالية، اصطحبها في رحلة من طهران الى اصفهان، وتزجية للوقت حكى لها عن تجربته بالتعرف على امراة لا يعرفها سابقا، لكنهما افترضا معرفة ما وراحا يعيشان حياة متخيلة مشتركة، ابدت بينوش اعجابها بالحكاية، وحينما الحت على  معرفة نهاية القصة، اجابها كياروستامي انها قصة متخيلة، لا جذور لها في الواقع، ازداد اعجابها وشرعا في تنفيذها فيلما.

الفيلم يحكى علاقة ملتبسة بين كاتب بريطاني حقل اشتغاله علم الجمال الفن، وامرأة فرنسية اربعينية تعيش مع ابنها الفتى،  تعمل هي الاخرى في تجارة المقتنيات الفنية والاثرية، يلقي جميس يؤدي دوره مغني الاوبرا" ميشيل" محاضرة بمناسبة حفلة توقيع كتابه" نسخة طبق" الاصل المترجم الى الايطالية، تحضر صاحبة المتجر" جوليت بينوش" تجلس في الصف الاول تاسرها شخصية جميس وطريقة تعبيره عن افكاره عن اصل الاثر الفني وصورته، الا ان ابنها يفسد متعتها في الاستماع، تثير ضجة مع ابنها تضطر للمغادرة، وقبل ذلك تترك عنوان متجرها ليزورها جميس ليطلع على مقتنياتها، توبخ الابن الذي يبدو متعلقا بامه ولايريد لها الاهتمام بغيره، في اليوم التالي ياتي جميس بزيارة متجرها، تصحبه في رحلة بالسيارة لتعرف على معالم توسكانيا المدينة الايطالية الجميلة، ولانهما مهتمان بالفن يبدآن حوارا عن اشكالية الفن والى اي مدى مطابقة الصورة للاصل، وعن التقليد والقيمة الاستعمالية للفن، ويتشعب الحديث لتنثال رؤى وافكار عن مكنونات الشخصيتين.

لعبة الابتسامات

وبلا وعي مسبق تتداخل تفاصيل حياتهما الشخصية على مجرى الحوار، وحينما يتنقلان في المدينة الصغيرة، التي هي عبارة عن متحف طبيعي مفتوح، يتطور الحوارالى لعبة متفق عليها بينهما لتبادل الادوار ولو الى سويعات، فبعد زيارة شجرة الامنيات التي يؤمها المتزوجون الجدد للتبرك والتفاؤل بحياة زوجية سعيدة، ولايطيق جميس المشاركة في لعبة الابتسامات ودعم الوهم بحياة  زوجية هو خبرها، يتماديان في اللعبة ويتصرفان كزوجين منسجمين، وبعد ان تخبرها صاحبة المطعم بان زوجها رجل مثالي لسبب بسيط، كونه يدعوك لشرب القهوة في مطعم يوم الاحد، حيث يكون الازواج نائمين، ترتب هندامها وتضع احمر الشفاه بشكل مبالغ فيه وتزين اذنيها بقرطين لكنه لا ينتبه.

يتأملان تمثالا لرجل روماني يقف بشموخ واعتداد فيما تنام زوجته على كتفيه بامان وصفاء، يحتدم النقاش بينهما، هي تقول الفن ما يجعلني اتمتع بالاشياء فالرجل ذو القوة المطلقة تتطامن على كتفه الزوجة بصفاء، هو يتهم صاحب التمثال بانه غبي ولا يفقه شيئا في الحياة سوى ان يكون حارسا بليدا لانثاه، يسألان سائحين عابرين، ينصحه الرجل بان زوجتك بحاجة الى لمسة حنان، يفعل ذلك، وفي مشهد  آسر ينالها التعب فتجلس على دكة لتخلع حذاءها ذا الكعب العالي وقبل ذلك نزعت حماله الصدر وبين الاشفاق والحب يعتذر جميس منها ويواصلان لعبة انزياحات الادوار فيذهبان الى فندق يفترضان انه مرتع ليلتهما الاولى، وعلى السرير تذكره بالتفاصيل الصغيرة، بعطره بالوسادة بالنوافذ التي تطل على مناظر اسرة، تطالب منه البقاء، يعتذر ويقول لها علي ان اغادر في التاسعة صباحا.

جغرافية الآخر

تعامل كياروستامي في معالجته للسيناريو الذي كتبه بنفسه، فضلا عن الحوار، مع الطاقة التعبيرية المذهلة بطلة (المريض الانكليزي) جوليت بينوش، والاداء التلقائي لميشيل الذي يعمل في السينما لاول مرة موظفا، اللقطات المكبرة والمتوسطة القريبة الحوارية التي تعكس انفعالات الوجه الانساني، الحوار هو البطل الحقيقي للفيلم، فهو مكثف وشعري فيه اشارات وايماءات ذات دلالات عالمية، فثيمة الفيلم الاساسية هي ازمة منتصف العمر التي تعصف بالحياة الزوجية، فهما وبعد عقدين او اكثر من الزواج والتغيرات الفسيولوجية والزوجية، وبعد ان يكتشف احداهما جغرافية الاخر، تبدأ ارهاصات وتساؤلات وجودية، عن نهاية المطاف والامال المؤجلة، وعن الايام التي ولت هاربة بلا مسرات، ثمة حلم مازال يحرك الروح هذا ماحصل لـ" هي" اخذتها دوامة الحياة وتعسف الزوج وحتى العمل لتجد نفسها تعاني جدبا عاطفيا، جميس هو الاخر يعاني شرخا روحيا ويبحث عن مرفأ اخر يجد في" هي" على فوضويتها ما يبحث عنه، فهما مهتمان باهداف اخرى غير السعادة الزوجية التقليدية، لديهما مايقولانه ، لعبة الانزياحات وتبادل الادوار التي اجادا لعبها لساعات محاولة لا واعية لتشبت بحلم مضاع، انا اعتقد ان التصدي لهذه الموضوعة مغامرة لهذا المخرج الماخوذ بعمر الخيام وتجليات سعدي الشيرازي السهلة الممتنعة، فهو بدأ لي كالمهرج الذي يمشي بحذر على خبط مشدود، فهو يمتع الجمهور لكنه سيدفع حياته ثمنا لاية غفلة، اذ من الممكن ان يخسر الجمهور الاوروبي والاميركي الذي وقف له مصفقا ومرحبا، لو قد حول البناء السردي الحواري الى بناء تشويقي دفع بالاحداث قدما، لعبت الاضاءة دورا كبيرا في مشاهد القبو، وكذلك المشاهد التي تظهر انكسار البطل واحباطه بعد رحلة زواج طويلة فيما بدت الزوجة مشرقة يغمرها نور الامل، لتصل ذروتها التعبيرية في مشهد الاختتام في غرفة الفندق، حيث تبدو النافذة المضاءة اقرب للطبيعة الجامدة( استل لايف) فيما صوت الزوجة المبحوح بالرغبة يتحدث عن جمال تفاصيل المشهد، ينتهي الفيلم كاية قصيدة شعرية قابلة لمستويات متعددة من التاويل.

 ومثلما فعل في فيلمه" شيرين" جامعا العشرات من الوجوه  النسائية الجميلة وصور ردود افعالهن في صالة سينمائية مظلمة، انتظمت في سياق ايقاعي اخاذ، ابعد الملل والترهل ، كذلك اعتمد على الانزياحات الحوارية، فمرة تتحدث" هي " عن حياتها الزوجية الاصلية، واخرى عن حياتهما المتخيلة، انها لعبة السرد التي لا تضاهى.

الفيلم المنتج في العام 2010 والحائز على جائزة افضل ممثلة للمدهشة جوليت بينوش، لاقى قبولا وترحيبا في اوروبا واميركا وحصد جوائز وايرادات غير مسبوقة مقارنة بميزانيته، لكنه منع من العرض في طهران لاسباب لخصها نائب وزير الثقافة والارشاد الايراني جواد شمقداري قائلا" الفيلم ليس سيئا ، لكنه لن يعرض في الصالات بسبب ملابس جوليت بينوش.

الصباح العراقية في

19/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)