حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"شوك الياسمين" لـ"رشيد فرشيو":

لا شـــــــيء غيـــــر الشـــــوك...

محمّد بوغلاّب

 

كعادته أنجز رشيد فرشيو فيلمه الجديد «شوك الياسمين» على عجل  إذ تتردد أنباء أنه لم يتجاوز ثلاثة أسابيع من التصوير، وها هو الفيلم في بعض قاعات العاصمة يجاور «ما نموتش» للنوري بوزيد  و«الخميس عشية» لمحمد دمّق...

ورشيد فرشيو مخرج عتيق نجح في تحصين صورته بلحيته البيضاء الكثة وسيجاره الكوبي الذي لا يكاد يفارقه وسلّة من الأفلام من أبرزها يسرا (1971) وأطفال القلق(1975) وخريف86(1991) وكش مات (1994) والحادثة(2008)، ولكن رشيد فرشيو أيضا رجل علاقات عامة له رصيد من النجاحات فهو ضيف شبه دائم دون أفلام حتّى في مهرجانات دمشق والقاهرة ومراكش وفي كثير من المدن العربية ...وأخبار فرشيو لا تغيب عن صحافتنا الموقرة أو بعضها على الأقل فهو ضحية الرقابة في فيلم«كش مات» زمن بن علي وإن كانت هذه الرواية قد صدرت بعد هروب الجنرال،  وفرشيو أيضا هو المؤتمن على وصية الزعيم بورقيبة الذي طلب من مخرجنا(بضمّ الميم) أن ينجز فيلما عن مسيرته ونأمل ألا يكون الوقت قد تأخر قليلا ...والسيد رشيد فرشيو أيضا منشغل بالتجربة الصينية بفيلم مشترك أعلن مخرجه أنه سيعرض سنة 2012 . والرجل مهتم أيضا بتحويل مسلسل «أمي تراكي» الذي يشهد على أيامه بالتلفزة التونسية بداية السبعينات  إلى فيلم ...وكما ترون فأحلام رشيد فرشيو أكثر من أن تحصى أو تعدّ  حتى أنك لن تصدق أن الرجل في السبعين من العمر فأحلامه لا تتوقف وإن كانت حركة كاميراه بطيئة ...

المهمّ أن رشيد فرشيو أنجز فيلما هو كاتبه ومنتجه ومخرجه وفي جينيريك الفيلم يتكرر لقب فرشيو عدّة مرات مما يوحي بمشاركة أكثر من فرد من عائلة مخرجنا العتيق في إنجازه السينمائي الأول بعد ثورة 14 جانفي ...

صرّح المخرج قبل أيام خلال العرض الصحفي للفيلم أنه كان يفترض أن تشارك يسرا في بطولة فيلمه هي وهند صبري ورؤوف بن عمر ( تصريح المخرج  بنفسه منتصف ماي 2010) . أكثر من ذلك فيسرا هي التي عبّرت عن رغبتها في العمل مع السيد فرشيو حسب رواية هذا الأخير  ولكنه خيّر ألا يستجيب لرغبتها ويحرمها من حلم عزيز على قلبها وهي في خريف العمر وخيّر تعويضها بالممثلة جودة ناجح. أما رؤوف بن عمر فلم يجد له مكانا بالفيلم إذ يبدو أنه فضّل عليه نجيب الرقيق الذي لا يعرف عنه أي صلة بمجال السينما .

الفكرة بالنسبة للمخرج رشيد فرشيو  تقوم  ـ والكلام له خلال العرض  الصحفي للفيلم ـ على ضرورة منح المواهب الشابة الفرصة كاملة لتعطيك أفضل ما عندها وليخرج منها العجب. وهو يقول إنه «روّض» جيّدا فريق الممثّلين من خلال جمعهم لمدّة ستّة أسابيع في بيته حتى أصبحوا يفهمون المطلوب منهم دون  أن يحتاج إلى عناء كبير، خاصة أنه لا يطيق العناء ومشاكل إدارة الممثلين وحرارة بلاتو التصوير حتى أنه لجأ إلى  صديقه القديم  زمن تلفزيون الأبيض والأسود الحبيب المسلماني  ليتولى إخراج فيلم «الحادثة»بطولة يونس الفارحي وسناء كسوس ومحمد علي بن جمعة. وتفيد روايات متقاطعة أن فرشيو كان ضيفا على البلاتو وأن دفة القيادة كانت بيد الحبيب المسلماني (المنشغل هذه الأيام بمسلسل «الزوجة الخامسة» للتلفزة الوطنية الأولى) إلى أن دبّ الخلاف بينهما فانقطع حبل الود وغادر المسلماني بلا رجعة تاركا بصمته في« الحادثة» الذي  عرض  بشكل إستعجالي في بعض قاعات العاصمة دون أن يتمكن كثيرون من أحباء السينما من مشاهدته. وخلال ذلك الفيلم عوّل فرشيو على صديقه المصري مدير التصوير كبير السن والتجربة رمسيس مرزوق وإنتهت التجربة بخصومة بين الرجلين حتى أن مرزوق وطاقمه أضربوا عن العمل خلال التصوير للمطالبة بمستحقاتهم المالية وكنا قد واكبنا تلك الحادثة في الإبان وحاورنا رمسيس مرزوق بشكل مباشر ، وهي متابعة لم ترق للمخرج في تلك الأيام...

شاهدنا «شوك الياسمين» في قاعة أميلكار في الحصة المسائية الأولى نهاية الأسبوع ، كنا بضعة أنفار في القاعة، كلّ يحمل إنتظاراته من «شوك الياسمين» ، ينتظر البعض قصة عن ثورة الياسمين كما أطلق عليها الفرنسيون، وآخرون ينتظرون فيلما رومنسيا كان يفترض ان تكون نجمته الأولى هند صبري، فيما حمل آخرون سندويتشاتهم من المطعم القريب لتفوح رائحة الكفتاجي والبطاطا المقلية في واحدة من آخر القاعات المحترمة في بلادنا ...

تدور أحداث الفيلم الذي يستغرق تسعين دقيقة حول «سامي» (قام بالدور نجيب الرقيق) وزير اسبق استغل نفوذه ليجمع ثروة مشبوهة، يغرق في حالة من الاكتئاب بعد أن فقد زوجته في حادث «دخلت في الحيط»  وتغير حاله عقب الثورة إلى حد محاولة الانتحار وتسعى ابنته مي(نادية بوستة)  إلى انتشاله من الكآبة التي انتابته فتقترح عليه قضاء بضعة أيام في فيلا الحمامات رفقة بعض الأصدقاء: شيرين(مريم بن مامي) إبنة المعينة المنزلية شريفة(جودة ناجح) ومالك المصور الفوتوغرافي حبيب مي (الأسعد الجموسي

وفي عقدة درامية مهلهلة تطلب «مي» من صديقة الطفولة شيرين أن توقع بأبيها في شراك فتنتها، تقبل شيرين العرض عساها تلملم جراح «سي» سامي الذي نراه طوال الوقت رافعا رأسه للسماء وكأنه ينتظر رسولا قادما من الأعالي يداعب لحيته صامتا وحين ينطق ويا ليته ما نطق ليقول «لا، موش توه، خلي من بعد...» متشحا بالبياض (وهي إحالة  سطحية مباشرة إلى الياسمين ) وتتطور الأحداث اثر اكتشاف «مي» أن والدها على علاقة بشيرين منذ عام سبق وأن أمها توفيت بسبب إكتشافها تلك العلاقة الآثمة فتقرر «مي» حرق البيت ....بطبيعة الحال حرق البيت أو هكذا استنتجنا لأن المخرج لم يشأ أن يشوش على بياض فيلمه الياسميني ، وإكتفى بمشهد سكب البنزين ... أما عن الأثر الدرامي لهذا الحريق المفترض فدخول شيرين إلى المستشفى بسبب الإختناق  ومغادرتها ساحة الفيلم بشكل نهائي وكذلك الشأن بالنسبة إلى مالك الذي كان مجرد منشط يربط أحداث الفيلم أو لنقل يربط فقرات الفيلم  غير المتصلة حتى أنه ألقى محاضرة عن تاريخ قبة النحاس على مسامع حبيبته التي جاءت لزيارته على عجل في موقع عمله دون أن يكلف نفسه أعباء سؤالها«علاش جيت؟» وكأنها جاءت في قمة انشغالها بأبيها المكتئب لتسمع قصة قبة النحاس ومن سكنها من بايات تونس وأكابرها ...

المفاجأة إن صح وصفها بذلك أننا نكتشف في نهاية الفيلم بعد مواجهة تعتبر درسا في الأداء النمطي المفتعل  من نجيب الرقيق وأمامه جودة ناجح، بأن شيرين هي إبنة الوزير «المكسّر» من المعينة المنزلية(شريفة) التي اخفت السر عن معالي الوزير طيلة سنين ليصدم الرجل بأنه كان يرتكب حماقة عمره بمضاجعة لحمه ودمه ...

لم يتحمل الوزير الأسبق صدمة أخرى فوجه الرصاصة هذه المرة ودون أن نرى شيئا إلى رأسه ربما بعدما أشبعنا من اللقطة الافتتاحية للفيلم وهو يتضجر ويتأوه ليفتح درج مكتبه  فارشا منديله الأبيض أيضا–لا على الرملة- بل على مكتبه – وبتأن من يرجو السلامة يفتح المنديل ...هه، إنه مسدس عتيق مثل الوزير ...يرفع مسدسه ويطلق رصاصة نسمع صداها وإبنته تجري مستكشفة ما يحدث ولا نرى شيئا لأن المخرج عطوف علينا رحيم بنا ...

فبحيث،-كما يقول سي الباجي-  ماذا بقي من «شوك الياسمين» الذي يفترض انه فيلم تونسي صوّر بعد 14 جانفي  بل وبعد حادثة السفارة (الاعتداء على السفارة الأمريكية في سبتمبر 2012) ...يقول المخرج رشيد فرشيو إنه «صوّر تونس الأخرى»، والحقيقة أن الفيلم عدى إستعمال اللهجة التونسية لا يوجد فيه شيء من تونس لا التي نعرفها نحن ولا تلك التي وصفها المخرج بالأخرى... فـ«شوك الياسمين» يدور في فضاءات مغلقة حد الإختناق والملل، وبعدد محدود من الشخصيات حتى أننا لا نرى أحدا حتى من المارة وعابري السبيل بل حتى المشاهد الملتقطة على الشاطئ خلت من كل حركة، لا شيء غير «سي» سامي وزوجته ثريا أو عشيقته شيرين ... ومن بعيد تتراءى لنا بعض السفن ...أي بحر تونسي هذا الذي لا حركة فيه؟ وذلك المنزل الفخم في الحمامات ألا يوجد فيه خدم وحشم كما يوحي بذلك هاتف شريفة وهي تطلب إعداد البيت لاستقبال الضيوف وعلى رأسهم السيد الوزير؟ ....أكثر من ذلك فحتى مشهد تنقل شيرين من المطار إلى البيت صحبة أمها  في السيارة صوره المخرج بلقطة قريبة تجمع الأم بإبنتها متعانقتين طوال الوقت ولا نبصر شيئا من العالم الخارجي وكأن تونس الأخرى التي يتحدث عنها السيد فرشيو خالية إلا من شخوصه، لا حياة فيها ولا حركة، فلا تلفزيون في البيت ولا راديو ولا صحف (حتى المجلات التي يقتنيها مالك لمعالي الوزير فرنسية) ولا أخبار عن الثورة ورابطة حمايتها ، أكثر من ذلك لا أحد من شخصيات تونس الأخرى يستعمل الهاتف الجوال باستثناء تلك المكالمة اليتيمة في نهاية الفيلم وكأن شخصيات الفيلم خرجت للتو من كهفها ...

كانت حركة الكاميرا بطيئة بطء مسنّ أثقلته الأيام، كاميرا ثابتة في معظم الأوقات لتصوير  محاورات ذكرتني بمحاورات المنصف السويسي التلفزيونية قبل الثورة ....كلام لا يكاد ينتهي إلا ليبدأ من حيث إنتهى بين شخصين او أكثر لتنتقل الكاميرا إلى ركن آخر من البيت لنسمع محاورة أخرى ...وبين المحاورة والمحاورة التي تليها إطلالة من مي(نادية بوستة) أو شيرين(مريم بن مامي) بلباس شفاف يكشف أكثر مما يخفي وهي المشاهد التي  من الواضح أن المخرج تفنن فيها أكثر من غيرها عدى أنه نسي أن يبقي في «الكادر» على منديل الحمام بعد أن ألقته مي أرضا  (مشهد إستحمام مي نصف عارية، تخرج من الحمام بمنديل ، تلقي به أرضا لترتدي ثوبها، لقطة   Plan de demi-ensemble يختفي المنديل؟ صحيح هي ملاحظة جزئية ولكن الشياطين لا تسكن سوى فيها ...ومادمنا في التفاصيل أي معنى من أن يكون الفك السفلي لفم معالي الوزير مخربا؟ أي وزير هذا ؟ ومادام المخرج اختار نجيب الرقيق دون غيره فلماذا لم يأخذه إلى طبيب أسنان يرمم فكه ليكون وزيرا سابقا بأتم المواصفات؟أما عن الأسعد الجموسي فأفضل أن أتحدث عنه ناشطا في المجتمع المدني ومدافعا عن الحريات أفضل بكثير من تقييم أدائه في «شوك الياسمين» ...غادرت القاعة وفي قلبي حسرة على الخمسة دنانير التي دفعتها ثمن التذكرة، كنت أمني عينيّ بفيلم يصنع البهجة أو يدفع الحيرة إلى حدها الأقصى فإذا بي أمام خيبة تأتي في غير موعدها...كم تحتاج السينما التونسية إلى انتفاضة تغير جلدها ؟ 

لست من دعاة قتل الأب في أي مجال ولكني أيضا ضد دفن الأبناء أحياء، فلتفتح وزارة الثقافة أبوابها  لمشاريع الشبان بتخصيص جزء من منح التشجيع السينمائي للأفلام الأولى فلا يعقل أن ينتظر المخرج سن الخمسين لينجز فيلمه الأول ويقال عنه مخرج شاب لا يمكن أن تظل السينما التونسية تكرر نفسها بهذا الشكل فليس قدرا أن يظل ساستنا من جيل قائد السبسي والغنوشي ومخرجينا من جيل فرشيو ....لقد تغيرت تونس  ولكنها غير تونس الأخرى التي تحدث عنها رشيد فرشيو في عزلته ببيته العريض بمنوبة بجنانها وذكريات البايات الحسينيين ...

موقع "التونسية" في

13/05/2013

 

"شوك الياسمين" .. قصة مفككة

إعداد : كوثر الحكيري 

تخيل نفسك وأنت أحد الذين يدمنون صوت «فيروز» تنصت إلى صوت ضعيف الإمكانيات يغني «زهرة المدائن» مثلا  و»ينشز» في كل «نوتة»؟؟ ألا يجرحك هذا التعدي؟ ألن تخرج من صدرك «آه» مختلفة ممزوجة بالكثير من الألم والغضب؟؟

هذا تماما ما تشعر به وأنت تشاهد آخر أفلام «رشيد فرشيو» تحت عنوان «شوك الياسمين» الذي قال في عرضه الأول إنه «ثورة» على المستوى التقني، مشيرا إلى حقه في تصوير «تونس الأخرى» التي لم نر شيئا منها عدا لحظات من النشاز والإسقاطات والافتعالات المتواصلة تحولت معها عملية مشاهدة الفيلم إلى حصة تعذيب بكل المقاييس...

التفاصيل في الورقة التالية:

بناء مرتبك ولقطات مطولة

«سامي» (نجيب الرقيق) وزير أجهضت أحلامه السلطوية ثورة 14 جانفي، يعيش منعزلا، محبطا بسبب عزله السياسي وانتحار زوجته... تحاول ابنته «مي» (نادية بوستة) تخليصه من أزمته الصحية فينصحها طبيب العائلة (عبد المجيد الأكحل) بمنعه من مشاهدة التلفزيون وقراءة الصحف ومحاولة تحريره من عزلته، تقرر «مي» قضاء عطلة في منزلهم بالحمامات، وتستدعي صديقها الذي نكتشف أنه حبيبها «مالك» (الأسعد الجموسي) وابنة المربية «شيرين» (مريم بن مامي) التي كانت آنذاك في رحلة عمل في باريس

تمضي الأيام في الحمامات رتيبة، تزيد من عزلة والدها الميال إلى الصمت، فتقرر «مي» دفع صديقتها «شيرين» إلى التقرب من والدها، ولكنها تتراجع بعد ذلك عندما تكبر اللعبة، وتنتبه إلى تعلق والدها بصديقتها وفي محاولة لكشف الحقيقة له، تتفاجأ به في الفراش مع «شيرين» وتكتشف من خلال حديثهما أن عمر علاقتهما سنة وأن والدتها توفيت انتحارا بعد أن علمت بعلاقتهما... مهلا، أيها القارئ، مازالت الأحداث، لا تقلب الصفحة رجاءا... باكتشافها لهذه المفاجآت المصادفتية، تقرر «مي» الانتقام من «شيرين» ووالدها فتضرم النار في «الفيلا» وتعود إلى منزل العاصمة (وهو منزل المخرج رشيد فرشيو» في جهة منوبة) لتعلم مربيتها «أمي» أو «شريفة» (جودة ناجح) بالعلاقة المحرمة، يغمى على المربية ثم تستفيق فجأة وتذهب لمواجهة «سامي» لتزف له الفاجعة بأن «شيرين» ابنته، أي أنه كان يضاجع ابنته على مدى سنة كاملة، ثم يأتي صوت طلقة رصاص لا نشاهدها تماما مثلما لم نشاهد حريق «الفيلا» في الحمامات ونفهم بشيء من الذكاء أن «سامي» انتحر

قصة مهزوزة ومرتبكة لفيلم ضعيف ومبني على المصادفات التي لا تحدث إلا في أفلام المقاولات المصرية وهو مفهوم، فالكل يعلم مدى إعجاب «رشيد فرشيو» بالأفلام المصرية

ارتباك القصة والبناء الدرامي زادته ضعفا اللقطات المطولة جدا من فئة خمس دقائق وأكثر إضافة إلى ضعف الكاستينغ، فقد اختار «رشيد فرشيو» نجيب الرقيق  لدور البطولة وهو اسم لا ندري صلته بالتمثيل، وفي رصيده مشاركة متواضعة في مسلسل «نجوم الليل» لمديح بلعيد « ولا نعتقد أن رجلا اشتعل رأسه شيبا يمكن تصنيفه في خانة الممثلين الشبان وقد  كان آداؤه مهزوزا ومفتعلا أثار ضحك وسخرية الجمهور الذي شاهد الفيلم في يومه الثاني في قاعة «أميلكار» بالمنار ولم يتجاوز عدده العشرة أفراد...

«نجيب الرقيق» كان إحدى نقاط ضعف الفيلم، مع التذكير بأن مشاكل الفيلم كثيرة، في إيقاعه، وفي بنائه الدرامي المهزوز، وفي الموسيقى أيضا على الرغم من تجربة «ربيع الزموري» الناجحة في الموسيقى التصويرية

زوايا تصوير مهينة

قال المخرج «رشيد فرشيو» في العرض الأول ل»شوك الياسمين» إن الممثلة المصرية «يسرا» رغبت في المشاركة في فيلمه، كما فكر أيضا في «هند صبري» التي سألناها في وقت سابق عن مدى صحة الخبر فأكدت أنها لم تتلق أي عرض من «فرشيو»، ولكنه فضل في النهاية المراهنة على وجوه تونسية جديدة... حديث «فرشيو» عن تهافت «النجمات» عليه أو على فيلمه فيه محاولة للتأثير على المشاهد ليذهب إلى الفيلم وفي ذهنه أنه لمخرج مهم تتهافت عليه النجمات

تحدثنا عن «نجيب الرقيق» الذي رمته رياح المصادفة من إسبانيا مقر إقامته طيلة سنوات إلى عالم  التمثيل ليثبت أنه مشروع ممثل فاشل جدا، أما «الأسعد الجموسي» الذي نعرفه في نوادي السينما ولم يسبق له التمثيل فلم يكن أكثر حظا من «الرقيق» وجاء آداؤه مرتبكا ومهزوزا ومفتعلا، بقيت «نادية بوستة» و»مريم» وهما ممثلتان اكتشفهما الجمهور أكثر في مسلسل «مكتوب»

المشهد الأول ل»نادية بوستة» كان في «حمام الاستحمام» وهو مشهد مسقط تتالت بعده الإسقاطات، وبالمناسبة نريد أن نسأل المخرج أين ذهبت «المنشفة» التي أسقطها من جسد «مي» عند ارتداء ملابسها وجلست فلم نر «المنشفة»... هل توجد قوى خارقة ترتب المكان؟؟

ركزت كاميرا «رشيد فرشيو» أو «عين المخرج» على جسدي «نادية بوستة» و»مريم بن مامي» بشكل فج أحيانا، وانحصر الفيلم في تتبعهما وهما بلباس البحر، وبملابس شفافة على المسبح، واختار زوايا تصوير مهينة للممثلتين تراقص مناطق حساسة من جسديهما دون مبرر أو توظيف منطقي، وهذا يعني أن «رشيد فرشيو» لم ينجح حتى في استثمار جمال الممثلتين الذي يبدو أنه كان مقياسه في اختيارهما...

وللأمانة فإن «عبد المجيد الأكحل» ظهر في مشهد واحد ولكنه كان مقنعا في آدائه درس في التاريخ ولأن الفيلم لا يحتكم إلى أي منطق عدا منطق المخرج «رشيد فرشيو» وجدنا أنفسنا بعد نصف ساعة طويلة جدا ومملة جدا من عمر الفيلم أمام درس في التاريخ انطلق بزيارة «مي» ل»مالك» في قبة النحاس، وقبل أن تحدثه عن دوافع زيارتها استرسل هو يحدثها عن تاريخ نشأة «قبة النحاس» والزوار الذين استقبلتهم وغيرها من التفاصيل المقحمة وقد برر «رشيد فرشيو» هذا المشهد الممل بأنه تحية منه للتاريخ التونسي، ولأنه يعيش في «منوبة» اختار تسليط الضوء على إحدى المناطق الأثرية بجهته ممثلة في «قبة النحاس» ولكنه لم يفسر لماذا اختار أسلوبا مدرسيا هجينا في تكريمه لقبة النحاس؟ ثم ما دخل «قبة النحاس» في سياق الفيلم؟

يبدو أن «رشيد فرشيو» الذي أنجز فيلمه في ثلاثة أسابيع فقط أضاف المادة المتعلقة بقبة النحاس لتطويل الفيلم لا أكثر... ماذا يبقى من شوك الياسمين بعد مشاهدته؟ ولماذا شوك الياسمين عنوانا؟

نبدأ بالبحث عن إجابة للسؤال الثاني فنقول إننا لم نر شيئا من الياسمين في الفيلم عدا شيئا من البياض في اللقطات الاسترجاعية وبعض قلادات زهرة الياسمين التي لم نتعرف على شوكها إلا في فيلم «فرشيو» ويبدو أن العنوان كان استثمارا لاسم الثورة التونسية في الغرب، والمخرج الذي لا نعرف له موقفا سياسيا أقحم الثورة في خطاب لمحامية شابة كان مفككا ومفتعلا تتحدث فيه عن رجال السلطة من أصحاب الثروات المشبوهة في عهد «بن علي»...

ما نعرفه عن فرشيو سياسيا أنه كان  بورقيبيا زمن «فرحة شعب» وأنه كان يفاخر بقربه من بن علي ومعرفته الشخصية له منذ كان عسكريا مغمورا  ليستعيد بعد 14 جانفي ولعه ببورقيبة...

أما ما يتبقى من الفيلم في ذهن المشاهد فهو التالي: فضاءات مغلقة اختنقت بشخصياتها وتسربت عدوى الاختناق إلى المشاهد... لقطات طويلة جدا ومملة... افتعال في الآداء بلغ أقصى درجاته مع الممثل «نجيب الرقيق»... قصة مفككة قائمة على المصادفات... علاقات مفتعلة يغيب فيها الانسجام بين الممثلين من جهة والشخصيات الافتراضية السينمائية من جهة أخرى

باختصار «شوك الياسمين» فيلم يسقط من الذاكرة بعد لحظات من مشاهدته، لم نر فيه لا تونس التي نعرفها، ولا تونس «الأخرى» التي قال عنها «فرشيو» إنه من حقه أن يتحدث عنها، هو فقط أراد أن يجد لنفسه دورا متأخرا في الثورة بإنجاز فيلم يربط الصلة بأحداث 14 جانفي من خلال وزير معزول، ولكن «شوك الياسمين» توقف عند فكرته، ولن يستفيد من صيت مخرجه الذي يجوب المهرجانات شرقا وغربا ويقدم نفسه على أنه من «نجوم الصف الأول في السينما العربية» وتتهافت عليه نجمات مصر... أما الثابت فإنه من خلال هذه التجربة يغذي «رشيد فرشيو» الشائعات بأن مخرجي أفلامه الحقيقيين هم مساعدوه وخاصة فيلمه ما قبل الأخير «الحادثة» الذي  يشهد الممثلون الذين عملوا فيه أن  المخرج «الحبيب مسلماني» هو مخرجه الحقيقي بنسبة تفوق السبعين في المائة .

تجدر الإشارة أيضا إلى أن «رشيد فرشيو» اضطلع بأكثر من مهمة في «شوك الياسمين» فهو كاتب السيناريو والمخرج والمنتج المنفذ أيضا، وصفته الإنتاجية تبرر حالة الفقر والتقشف في الفيلم فلا وجود للكومبارس، ولا للمنازل الفخمة لتونس الأخرى، واقتصر في تصويره للمشاهد على الحديقة والمسبح وغرف النوم كفضاءات زادت الفيلم انغلاقا واختناقا

سؤال لوزارة الثقافة

نحب أن نفهم كيف تحصل فيلم «شوك الياسمين» على منحة الدعم ثم انضافت له بعد ذلك منحة إنهاء الإنتاج؟ أي لجنة هذه التي زكّت شوك الياسمين؟ وما على وزير الثقافة إلا مشاهدة هذا الفيلم عساه يعيد النظر في أشياء كثيرة تجري من حوله...

الصريح التونسية في

13/05/2013

 

توفيق صالح.. الصديق

منى ثابت 

إذا رأيت توفيق صالح، المخرج الشهير بتميز أعماله القليلة، بدون صحبة زوجته »رودا« أو إحدي ابنتيه «ريم» و»ريهام»، أو ابنه «محمد» فأنت لم تره.. إنما رأيت المخرج المتشدد، الذى سلم سلاح الكاميرا مبكراً جداً، خوفاً من إهدار قيمة وكرامة السلاح.. سلم الكاميرا لأجيال عفية وساندهم فى معهد السينما، يفتح لهم خزائن أسرار سلاحه الغالى الحميم، الذى بادله العشق، والطاعة، والإيمان بقوة الكلمة والصورة فى اختراق عقل ومشاعر وارادة الإنسان، وفى تبديل حياته.. وقضية توفيق صالح هى أن يعيش كل إنسان بكرامة، وأن يموت بكرامة.

وهى قضية اقحمته فى معارك، ومنحته ألقابا طاردة فى الحفل السينمائي، مثل السابح ضد التيار، المشاكس، والمتمرد.. لانه وضع لنفسه معايير عمل لن يتنازل عنها. ومعايير لتقبل النقد السينمائي، ولحدود الرقابة على العمل الفني.

سلم توفيق صالح الكاميرا لكنه لم ينسحب من البلاتوه.. انما حول الحياة والعالم الى بلاتوه واسع ممتد.. يراه برأس مرفوعة مندهشة غالبا، وآسفه أحيانا ومخذولة كثيرا، يراه لقطة واحدة متناغمة، سيمفونية حياة،المايسترو فيها هو الله.. وكل إنسان على الكرة الأرضية هو عازف ومغنى وراقص وراهب.. كل يلعب جميع الأدوار بالتبادل.. وعلى جالس على كرسى المخرج والشاهد على الحقيقة، يغلى ويحترق لأن رؤساء العالم هم النشاز وليس الشعوب.. هم الأشرار .. هم رؤساء العصابة.. ويتأكد كلما مر عليه أحد أفلام الحياة من حقيقة أن رئيس العالم هو الشيطان وأن الله هو رئيس السماء وأن الحياة الأفضل لن تكون الا هناك أعلي السحاب، حيث السلام والتسبيح والنقاء وكل الحرية..

والحرية.. هى سر الألم وسر السعادة فى حياته.. وهو اختار طريقها الملغم ولم يتنازل عنه.. ودفع الثمن متألما لكن راضيا ومزهوا، فالثمن بخس.. وهو خسارة بعض أرانب وفئران البشر، أو ثروة تسرق الروح ولاتغنى النفس أو البدن.. اختار أن يعيش مرفوع القامة والهامة بعلمه ومشاعره وإنسانيته، لأنه نافر وكاره لحياة العبيد.. يؤمن توفيق صالح مثل أغلب الفللاسفة ان الله منح الفقراء الكنز الأبقي.. وهو القلب النقى الذى لم تثقله أو تعميه شهوات العالم الباطلة.. فطاردهم بالكاميرا لثقة انهم هم انقياء القلب الذين يعاينون ويحاورون الله ببساطة ووضوح ومباشرة ، فظلوا هم الصيد الثمين لتوفيق صالح، يصطادهم من روايات نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغسان كنفاني.. ليحكى عنهم ولهم، ويصارعهم ليفوز فى النهاية.

هذا هو توفيق صالح الذى رأيته منذ حوالى عشرين عاما، وعرفته من صوت ضحكة «رودا» فى دورة لمهرجان الإسماعيلية.. وجه «رودا» ينير ويشع كالكشاف وهى تضحك.. تحيل أمسيات المهرجان الى ليال قمرية مبهجة وخاصة، تكمن فى الذاكرة كالمصل فى الدم.. ثم عرفت ريم وريهام ومحمد.. وتواصلنا عائليا فارتوينا.. نهلنا من نهر هذه العائلة المتدفق بالمحبة والعطاء والضحكات الصافية، والتمرد، ورفض القبح والغباء السياسى وظلم الفقير.. رفضا صارخا يصل الى كتابة لافتات الأدانة والمشار كة فى مظاهرات الثورة ثم مظاهرات سرقة الثورة، لأن مصر هى الوطن الغالي.. وفترات السفر هى هروب للاستشفاء واستعادة الصلابة ومضاعفة التحدي.. محمد قلبه يرتجف وهو يحيط بهن حارسا.. وتوفيق فى شرفة منزله المطلة على النيل وعلى منارة الجامعة، يتأمل عائلته المتمردة بابتسامة راهب.. ويمضى بنا قارب الحياة..

تتلاطم أمواج الحياة.. يتعرض توفيق لما أدانه فى أفلامه السبعة.. الظلم والترصد والإقصاء من أصحاب العمر والرسالة، ومن الأقزام.. ينسحب لكنه يظل أسير الحنين للعودة للكاميرا.. مع كل رواية إنسانية، وكل نشرة أخبار يتشكل سيناريو جديد يطارده ويصطاده ويحفزه.. يقترب بوجل من قدس الأقداس ، ثم يتراجع ويكمن فى دور الشاهد الأمين والمحلل الواعى والمبشر بما هو آت.. لكن المواجهة، والقبض من جديد على آلام الأنسان فى شريط سينمائي، يبقى حلما مستحيلا.. وعذابا يوميا يؤنبه لأنه تخلى عنه بعدما تعاهدا زمان، وتلازما، وشطحا المغامرة والتحدي، ونعما بلحظات الصدق والبوح والتحدى والجوائز والتقدير.

ولماذا لا أفصل ما بين توفيق وأسرته!.. لأنهم حصاده، «رودا» هى إختياره، وأولاده هم صورته ثمارة وسر فرحة. أسرته هى أهم وأنجح أفلامه.

يتقدم العمر.. ويدخل توفيق صالح شخصيا فى مشاهد أفلامه القديمة.. فتعود حية لكنه لدهشته ودهشتنا هو البطل.. هو بطل الأفلام السبعة الطويلة التى أخرجها، وهو جسد الفيلم المسجى الذى تدور عليه الأحداث الآن بكاميرا صامتة.. تسجل بدموع وخشوع ولكن بكبرياء.

يعيش توفيق صالح مشاهد المرضى ضحايا إهمال وفساد الحكومة، والتجارة بهم فى مستشفياتنا.. بنفس المعنى الى صوره عام 62 فى فيلمه الثانى «صراع الأبطال»، الذى حول توفيق من سيناريست الى مخرج بسبب مرض مخرجه عز الدين ذو الفقار.. والفيلم هو حكاية صراع المصريين مع الكوليرا اثناء الاحتلال الانجليزى قبل الثورة.. صورة مؤلمة لجمهور المرضى فى مصحة حكومية نموذج واقعى لميلودراما الحياة فى مصر وقتها، يعتبر دعوة للثورة ضد حياة تحرم الإنسان الفقير من حقه فى الحياة الأدمية وبكرامة، تحرمه من العلاج، ومن المياه النظيفة..سجل حال عنابر بلا مياه والمرضى يمصون الزلط لبل الريق.. ثم صورهم يحطمون خزان مياه الأغنياء فى فيلم المتمردون ليرتوو. سجل حال المستشفى الحكومى الذى تحول إلى سجن ومدفن لفقراء الشعب البائسين.. وبعد أكثر من ثلاثين عاما لايختلف الحال إلا ظـاهريا، مستشفيات الأثرياء الاستثمارية تنافس مستشفيات الغلابة الحكومية فى الاهمال والاستغلال وتدنى الخدمة الطبية.. وفى سرقة المال والروح والأمل.. وتتصاعد الدراما فيتحول المخرج الشاهد المؤرخ الأديب إلى حالة فى مستشفى تنقل له أمراضا نفسية وبدنية مضاعفة!!... فيتألم صامتا كالمسيح..

شراهة بيزنس الصحة فى مصر فاقت قسوة المستعمر الاجنبي.. المصريين أصبحوا عددا بلا قيمة فى وطنهم، ومنظومة العلاج هى الدليل.. كل سلطة مشغولة بالتجارة والتخدير والتغيب لجمع المغانم.. نفس الصورة التى صرخ بها توفيق فى أول أفلامه «درب المهابيل» عام 55 ليعود الزمن ساخرا بنا للخلف نصف قرنا.. وبنفس أزياؤه الدقن والجلابية !!... عدنا للحارة الغارقة فى الجهل، والخلط ما بين الدين والسحر والخرافة والهبل والشعوذة والريالة والدروشة.. جموع فقيرة جهلها عمدا رؤساء هم سلاطين سلطة، لتغيب وعيها بحقها فى الحرية والكرامة الإنسانية.. حتى لو وجدت ورقة اليانصيب فهى لاتعرف كيف تستخدمها.. الورقة بعد صراع تأكلها معزة الدرويش.. والدرويس مبسوط لأن المعزة اكلت الورقة وشبعت وستمنحه لبنا ليشبع وشبع البطون هو سعادة المهابيل!!.

وفى المقابل يقدم لنا حقيقة الشيخ عصفور فى فيلم «يوميات نائب فى الأرياف».. شيخ نصاب يأكل مال النبي، ويلعب بالعقول وبالقانون مدعيا علمه بالغيب وبصحيح الدين فماذا تغير لترصده الكاميرا اليوم!!.

لذلك تحزن عيون توفيق ويختار الصمت موقفا.. فقد أمن فى عنفوان شبابه بقوة سلاح السينما وصدق الواقع، فى تغيير الواقع البائس للمشاهد سواء كان واعيا به أو مغيبا.. أن يدفعه الفن للثورة على الظلم والقهر والأستبداد.. وأن يعى ويقاتل لانتزاع حق فى حياة كريمة أيا كان انتماؤه الطبقى أو السياسى أو الديني.. وأن يثورعلى أغانى الغلابة الحزينة التى نتوارثها باستمتاع وخنوع فى مصر.. مثل مواويل الصبر الحزين التى يرقص عليها الفقراء فى الأفراح الشعبية -فيلم «سيد البلطي»- يصمت توفليق صالح لأن درب المهابيل يتوسع ويتوغل فى مصر.. ولأن صراع الأبطال المصريين اليوم هو لمجرد البقاء أحياءا.

يشعر توفيق بالغربة وفقد التواصل مع المجتمع الجديد على مصر الذى نعيشه وبلفظنا ويقصينا.. ولأن من تبقى من الحرافيش يقتات من الذكريات ليحيا زاهدا.. يسعد أكثر بالماضي، ويخشى المستقبل لأن السحب المحملة بالتخلف والعنف ثقيلة وجاثمة..

رغم جذور توفيق الطبقية وتعليمه فى أرقى مدارس النخبة فى مصر.. إلا انه قبض على واقع الفقراء وأحلامهم.. وأوهامهم.. وكشف المصائد التى يصطادهم بها لصوص السلطة، وتجار الدين، والانتهازيين محترفى الثراء من بيع دماء الأبرياء كما فى القضية الفلسطنيية.. نجح فى القبض على واقع وأحلام والآم البسطاء.. لأن تعليمه كان سليما، وهادفا إلى الرقى بالإنسان واستفزاز ملكاته الإنسانية والإبداعية.. تعليم للرقى بالحياة والاحتفال بالقفيم الإنسانية..

يغلق توفيق صالح ملفا يحوى مشروعات أحلامه للإنسان.. أفكار لم يرسلها للكاميرا لإحساسه انها لن تضيف جديدا.. ولن تفجر ثورة.. ربما توقظ وعيا وربما تنير طريقا قديما.. لكن الطرق اليوم مزدحمة ومكدسة.. وغير ممهدة وغير مضيئة.. تحتاج سواعد وعضلات وجموع عاشقة لمصر وللوطن.. وهى آتية وعفية يعرفها توفيق صالح ويثق فى نجاحها ، لذلك مهازال مبتسما فى صمته.. إبتسامة قدم بها شهادته وختم بها رحلته السينمائية، وأغلق الكاميرا برضا..لأن المحارب لابد وان يستريح..

أخبار النجوم المصرية في

13/05/2013

 

نيكول سابا:

«سمير أبو النيل» يضع يده على الجرح المصري 

كتب الخبررولا عسران 

رغم أن دورها في فيلم «سمير أبو النيل» لم يكن كبيراً، فإن ظهورها كان مختلفاً وله وهج خاص، إنها نيكول سابا التي نجحت في أن تترك بصمتها على باقي مشاهد الفيلم، الذي كتبه أيمن بهجت قمر وأخرجه عمرو عرفة. عن مشاركتها «المميزة» في فيلم «سمير أبو النيل» أجرينا معها هذا الحوار.

·        لماذا تغيبت عن العرض الخاص لفيلمك الجديد{سمير أبو النيل»؟

أنا حزينة للغاية بسبب غيابي ولولا الحمل لما اعتذرت عن الحضور، خصوصاً أن الأمر يستلزم الراحة وعدم التعرض للتدافع وجميع تلك الأمور التي تحدث في العروض الخاصة، وهو ما تفهمه صانعو الفيلم بدءاً من بطله أحمد مكي ومحمد لطفي وحسين الإمام، كذلك المنتج محمد السبكي، على رغم أنه أمر ممتع أن يلتقي الفنان بجمهوره لأجل الاحتفال ببداية عرض العمل الذي أمضى الأشهر في التحضير له وتصويره. بالتالي، مشاهدة نتيجة الجهد مسألة مهمة ولها شأن مختلف لدى الفنان للاحتفال به، وقد فاتني ذلك ولكن عزائي الوحيد أنه لم يكن غياباً متعمداً لأنني راضية عن الفيلم بنسبة كبيرة ومتأكدة أنه سيعجب الجمهور بشدة، لأنه عمل فيه فكرة جديدة وتمس ما نعيشه في الوقت الحالي.

·        لكنك تستعدين للسفر مع أسرة الفيلم إلى دبي لافتتاح عرضه، ألا تخشين من التدافع؟

عندما وجهت إلي الدعوة هذه المرة لم أستطع الرفض، لأن الجمهور هناك ربما لا يتفهم ظروفي. كذلك طلبت من المنظمين مراعاة التنظيم كي لا أتعرض لأي مشكلة، وهو ما أكدوه لي، خصوصاً أن أسرة الفيلم بأكملها ستسافر إلى دبي لحضور العرض الخاص، لذا لم يكن من المناسب أن أتخلف هذه المرة. وفي الحالات كافة، أتمنى أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور العربي، وأن نتلقى الإشادة عليه، لأننا بذلنا فيه مجهوداً كبيراً، وللعلم سفري لن يستغرق أكثر من 48 ساعة وبعدها سأعود فوراً إلى مصر لوجود ارتباطات لديَّ هنا.

·        لماذا قبلت القيام بدور صغير في الفيلم، ما رأه البعض غير لائق باسمك؟

على العكس. حينما عرض أيمن بهجت قمر عليَّ السيناريو ورشحني مكي للدور وطلب مني تقديمه، كنت سعيدة للغاية لأسباب عدة أولها أن العمل مع أحمد مكي فعلاً له إحساس مختلف، خصوصاً أنني كنت قد ظهرت معه كضيفة شرف في مسلسل «الكبير أوي»، وكنت سعيدة للغاية بالتعامل مع هذه العقلية. والحمد لله، لا أراهن عليه رهاناً خاطئاً، فأنا متيقنة من أن مكي فنان مجدد في السينما ولديه دائماً رؤية مختلفة للأعمال التي يقدمها. بالتالي، فالأعمال التي يفكر في تقديمها لا بد من أن يكون لها شكل مختلف، وعن نفسي أثق بأن الفيلم سيضيف إلي الكثير ولن ينقص مني.

·        اقترب الفيلم من المليون الرابع عقب بداية عرضه، فما شعورك؟

كنت أراهن على الفيلم والحمد لله صدق حدسي، وهذا دليل على أنه أعجب الجمهور، ما يجعلني أتمنى أن يظل العمل على هذا المنوال لكونه مختلفاً للغاية ويحمل أفكاراً جديدة، ويناقش أحد أهم المشاكل التي تواجه المجتمع في الوقت الحالي وهي الإعلام المستغل. وعلى رغم كوني لبنانية فإنني أرى ما يدور في الإعلام المصري، وأعلم كم هي مشكله مؤرقة. بالتالي، يضع العمل يده على الجرح بشكل كوميدي من خلال شخصية سمير أبو النيل التي يجسدها أحمد مكي، لذا كان طبيعياً أن يحقق إيرادات جيدة في أول أيامه، وكل الرهان أن يستمر على هذه الأرقام في الفترة المقبلة، وأن يحقق مزيداً من النجاح.

·        كيف تلقيت ردود الفعل على الفيلم؟

تلقيت اتصالات كثيرة للغاية والحمدلله معظمها إيجابي، ولكن في الوقت نفسه انشغالي بأعمال أخرى حرمني من أن يكون لديَّ الوقت للحديث مع كثيرين حول الفيلم. لكن في المجمل أنا سعيدة بكل من تلقيت منه التهنئة بالفيلم. أتمنى أن أكون دائماً عند حسن ظن الجمهور، فقد كنت مشتاقة إلى السينما بشكل كبير، خصوصاً أنني غبت عنها  فترة، صحيح أنني قدمت خلالها أعمالاً درامية متنوعة ومختلفة، لكن السينما لها طعم خاص لديَّ، وهو ما يجعلني سعيدة فعلاً. الحمد لله، العودة كانت بصحبة أحمد مكي، وهو نجم كبير له قاعدة جماهيرية واسعة في العالم العربي، ما يعني أن العودة كانت مميزة.

·        تذكرين دائماً أن مظهرك يفرض عليك أعمالاً معينة؟

فعلاً، فلأنني أتمتع بمواصفات خاصة وشقراء يحصرني المنتجون في نوعية أعمال محدده تفرض عليَّ، ولكني أجتهد في التغلب على ذلك سواء عن طريق الماكياج أو غيره، والحمد لله نجحت في ترك بصمة لدى كل من يتابعني.

فجر يوم جديد: أبطال من ورق!

كتب الخبر مجدي الطيب 

سمعنا بحادثة القبض على الممثل الشاب محمد رمضان والتحفظ عليه داخل الحجز الانفرادي في قسم شرطة المرج برفقة اثنين من مساعديه قبل الإفراج عنهم بكفالة، وذلك بعد ضبطهم داخل سيارة الممثل وبحيازته فرد خرطوش وطلقات للعيار نفسه وطبنجة صوت وعدد من الطلقات عيار 9 ملم وصاعق كهربائي. تفجر هذه الحادثة أسئلة كثيرة حول الأسباب التي تؤدي إلى إهمال حفنة من الممثلين في الحفاظ على صورتهم أمام الرأي العام بوصفهم {شخصيات عامة} ينبغي أن تنأى بأنفسها عن مواضع الشبهات، الأمر الذي يدفع البعض أحياناً إلى الشعور أن بينهم من يتعمد الترويج لنفسه عبر أشكال من {البروباغندا} الرخيصة التي لا تليق، وتسيء غالباً، لصورة الفنان!

أمر طبيعي وتصرف إنساني نبيل أن يهرع  الفنان الكبير حسن حسني والمنتج كريم السبكي إلى زيارة رمضان، والسؤال عنه أثناء تواجده في قسم شرطة المرج، لكن لا ينبغي على الممثل الشاب أن يزهو ويطير فرحاً بقيام أعداد من {المسجلين خطر} بالتجمع أمام القسم بحجة التضامن معه، وهم يهتفون: {متخافش يا موته... إحنا معاك يا موته... إحنا وراك يا موته}، كما استفسروا عن إمكان التصوير معه، وانصرفوا بعد قرابة الساعة. فالأخ {عبده موته} يتصور أن ما جرى دليل على شعبيته، وأنه تحول {بين فيلم وضحاه} إلى نجم محبوب تخرج التظاهرات لمؤازرته وتهتف باسمه، غير مُدرك أنه، بقناعته تلك، على حافة النهاية، وأنه يصعد إلى الهاوية؛ فلا معنى، مُطلقاً في أن تتجمع حفنة من {المسجلين خطر} للمطالبة بالإفراج عنه، إلا إذا كانوا ينظرون إليه بوصفه {القائد} و}الزعيم} و}القدوة} و}المُلهم}، بينما الحقيقة أنه سبب في إفراز نتاج فني فاسد ونموذج اجتماعي خطر سيدفع المجتمع ثمنه غالياً في النهاية!

لم يرق لي أيضاً تدخل بعض الفنانين، وقيام أسماء أخرى بالتوسط لدى الأجهزة الأمنية للإفراج عن الممثل الشاب من قسم شرطة المرج، ما اضطر ضباط القسم إلى تلقينهم درساً في احترام القانون الذي ينبغي أن يُطبق على الجميع من دون تمييز؛ فالأمر المؤكد أن {عبده موته} استمرأ البلطجة التي قدمها في فيلم {الألماني} و{عبده موته}، لدرجة أنه يتأبط {الطبنجة} التي ظهر بها في فيلم {عبده موته}، ويشعر أنها تزيده ثقة في نفسه، وكان عليه أن يدفع الثمن من دون أن ينصب نفسه بطلاً قومياً أو يروج بين جمهوره بأنه ضحية تعنت من ضابط شرطة تملكته الغيرة من نجوميته!

هنا تستعيد الذاكرة وقائع مماثلة لممثلين فات عليهم تقدير الموقف بالشكل الصحيح، ووضعوا أنفسهم في مواطن الشبهات؛ مثلما فعل الفنان الكوميدي سعيد صالح عندما تم ضبطه عام 1991، وهو يتعاطى المخدرات، وبدلاً من الاعتراف بخطئه في حق نفسه وجمهوره، بادر بالقول إن القبض عليه جاء نكاية فيه وانتقاماً منه لإصراره على الخروج عن النص في مسرحياته، ومناهضته للنظام السياسي في تلك الفترة!

حاتم ذو الفقار ممثل مصري راهن عدد من المنتجين على أنه سيكون {الحصان الأسود} في السينما المصرية، وعقب تخرجه في المعهد العالي للسينما في القاهرة اختير لأداء عدد من البطولات، التي تخصص من خلالها في أدوار الشر، لكن أسهمه بدأت في التراجع عقب إدمانه {الهيروين} واقـتياده إلى السجن بعد القبض عليه بتهمة التعاطي والاتجار في المخدرات، وكغيره من المتورطين والمجرمين في حق أنفسهم، زعم أنه راح ضحية نوع من أنواع {تصفية الحسابات}!

وقائع وحالات كثيرة لنجوم ومشاهير من الفنانين تم القبض عليهم، أو الزج بأسمائهم في قضايا أساءت لصورتهم كثيراً، فيما خيل للبعض منهم أنها أسهمت في توسيع رقعة جماهيريتهم، وزادت نسبة شعبيتهم، وربما جعلت منهم أبطالاً في الشارع العربي بينما الحقيقة التي تعاموا عنها عن عمد أنهم تحولوا إلى {أبطال من ورق}، بعدما اختفت أخبارهم ونشاطاتهم من الصفحات الفنية لتحتل صفحات الحوادث والجرائم، وليتهم اكتفوا بالإساءة إلى أنفسهم، وإنما تركوا جرحاً غائراً في جبين فنانين شرفاء آمنوا بأن للفن رسالة سامية وأن مهمته الارتقاء بالقيم والوجدان والأخلاق، وأن عليهم استثمار مواقعهم وشهرتهم في تنوير المجتمع، ووجدوا أنفسهم عُرضة للإساءة والتشويه والاضطهاد أحياناً بسبب جرائم وفضائح ارتكبتها حفنة من المتاجرين والمدعين، ممن انحرفوا برسالة الفن وابتذلوها، وكانت النتيجة أن تحول الفن على أيديهم إلى فن يدغدغ الحواس ويثير الشهوات ويُخاطب الغرائز ويُرسي النماذج السيئة؛ سواء كانت في صورة «عبده موته» أو «الألماني»... ومن على شاكلتهما!

بديع ومرسي و القصاص...

إفيهات أفلام موسم الصيف 

كتب الخبرجمال عبد القادر 

على طريقة الساخر باسم يوسف اقتبست الأفلام التي تعرض في موسم الصيف مواقف كوميدية لمرشد «الإخوان» أو الرئيس محمد مرسي أو غيرهما وحولتها إلى إفيهات كوميدية، غير آبهة بردود فعل التيار الحاكم وجماعة الإخوان، ومؤكدة أن السينما تنهل من الواقع وتعكسه بحسناته وسيئاته.

في أحد مشاهد {تتح} يهمس سمير غانم، ضيف شرف الفيلم، في أذن البطل (محمد سعد) بكلمة {القصاص} على النحو نفسه الذي همس به مرشد {الإخوان} محمد بديع في أذن الرئيس المصري محمد مرسي، مذكراً إياه بدم الشهداء في أحد مؤتمراته الانتخابية.

كذلك لا يخلو «سمير أبو النيل» لأحمد مكي من السخرية من بعض مواقف الرئيس مرسي في المؤتمرات، أشهرها بلّ إصبعه عندما كان يتصفح الـ {آي باد} أمامه، فأصبح هذا المشهد سخرية مواقع التواصل الاجتماعي.

بدوره اختار ماجد الكدواني مقطعاً من خطابات الرئيس مرسي ليبني عليه حملته الدعائية التي قدمها أخيراً لصالح أحد منتجات الجبنة، إذ يظهر الكدواني في المطار متحدثاً الإنكليزية بركاكة خالطاً كلمة عامية بأخرى إنكليزية، كما فعل الرئيس في أحد مؤتمراته، ما ساهم في نجاح الحملة الدعائية.

في السياق نفسه، غيّر فريق عمل {ستة لواحد}، أحمد الفيشاوي وإيمي سمير غانم ويسرا اللوزي والمؤلف كريم فهمي والمخرج محمد شاكر، اسم الفيلم ليصبح {هاتولي راجل}، عبارة شهيرة لأحد شيوخ القنوات الدينية أصبحت مدعاة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي.

وظيفة درامية

يرى المخرج سامح عبد العزيز ضرورة الانتظار ليأخذ فيلمه {تتح} حقه من العرض قبل أن يُحكم عليه، لأنه ليس منطقياً اقتطاع مشهد والحكم عليه وتقييم الفيلم من خلاله.

أما عن مشهد القصاص فيؤكد عبد العزيز أنه داخل سياق الفيلم، بتعبير أدق موظف درامياً بشكل جيد. وحول رد فعل جماعة {الإخوان} وأنصارها، يوضح أنه لا يعنيه هذا الأمر، وكل ما يهمه رد فعل جمهور السينما ومحبيها وليس مؤيدي أي زعيم أو حركة أو تيار.

يضيف أن السينما ستظل ناقدة للواقع وكاشفة لسلبيات المجتمع، وتلك الإفيهات ليست الأولى في السينما ولن تكون الأخيرة، {من ينسى تقليد شخصية الرئيس السابق حسني مبارك في فيلم لهاني رمزي ومسرحية لمحمد صبحي، حينها لم يعترض أحد فكيف الحال بعد ثورة كسرت حاجز الخوف داخلنا؟ لن يخيفنا هجوم أو إرهاب من أي نوع، لو كان من الضروري درامياً تقديم الشخصية كاملة بدلا من التلميح إليها في مشهد، لفعلت من دون خوف، اللي بيخاف يبطل شغل}.

يشير مؤلف {سمير أبو النيل} أيمن بهجت قمر بدوره إلى أن السخرية من الواقع السياسي مدرسة فنية معروفة منذ بدايات السينما، {من حقنا كصانعين للسينما أن نستخدم ما نشاء من الإفيهات ما دمنا نوظفها بشكل جيد}، متسائلاً: {أليس من المفترض أننا نعيش في عصر الحرية؟ من حقنا أن نسخر من أوضاع وأقوال هي ساخرة بطبعها}.

خطوة جيدة

يوضح الناقد السينمائي طارق الشناوي أن {تعرض السينما لشخص رئيس الجمهورية خطوة جيدة بحد ذاتها، تعكس مزيداً من الحرية التي حصلنا عليها بعد الثورة، بدليل أنه عند عرض فيلم {جواز بقرار جمهوري} لخالد يوسف الذي يتعرض فيه لشخص الرئيس السابق حسني مبارك، لم يعرض إلا بعدما شاهده جمال مبارك شخصياً، رغم أن الفيلم كان ينافق الرئيس السابق}.

يضيف: {اليوم أصبح ظهور رئيس الجمهورية أو أي سياسي أو شخصية عامة مسألة عادية، واستخدام هؤلاء كمادة للسخرية والكوميديا ليس بالأمر الصعب. المهم ألا يقف الفن عند هذه الخطوة ويكتفي بها، أي مجرد السخرية من المسؤولين بنكتة أو مشهد عابر، فلا بد من النقد بشكل أكثر وعياً وإدراكاً لما يدور حولنا من مشاكل، وهو ما سيحدث مع عودة الفيلم السياسي إلى السينما}.

يؤكد الشناوي أن جماعة الإخوان منغلقة على نفسها وترفض النقد، وأي محاولة لتقييد الإبداع أو الهجوم على الفن بسبب هذه المشاهد أو غيرها، سيزيد من إصرار الفنانين على النقد والسخرية من الرئيس وغيره، {أعتقد أن الأمر سيمرّ من دون أي اعتراض رسمي من أي جماعة أو حزب، وقد تحدث انتقادات بشكل فردي من بعض مؤيدي الرئيس وجماعته ومرشده ولكنها غير مؤثرة}.

الجريدة الكويتية في

13/05/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)