«حتى الآن، لم أستطع إيجاد الوقت المناسب للعمل على توزيع هذا
الفيلم».
يقول المخرج والمنتج يوسف الديب متحدثا عن فيلمه الروائي الأول
«تقاسيم الحب»، ثم يضيف: «كنت أرغب - ولا أزال - في الاشتراك به في
مهرجانات دولية، لكني بصراحة جديد في هذا الشأن، والمهمـة تبدو بالنسبة لي
تحتاج إلى تفرغ».
«تقاسيم الحب»، وهو دراما مطرزة بأسلوب المخرج السويدي إنغمار برغمن
من دون الرمزيات الخاصـة والغامضة المعروفة لذلك المخرج السويدي، كان شهد
عرضه العالمي الأول في «مهرجان دبي السينمائي» في ديسمبر (كانون الأول)
الماضي. ورغم جذبه مشاهدين له، فإن عروضه هناك لم ينبثق عنها عروض أخرى أو
عمليات بيع وشراء.
«يبدو لي أن أفضل ما تستطيع المهرجانات العربية أن تفعله هو أن تكشف
عن الجهود المبذولة في سبيل تحقيق أفلام سينمائية، بعضها يستحق أن يـكشف
بلا شك. لكنها لا تستطيع أن تفرض عدد المشاهدين لأي فيلم، ولا أن تفرض
اهتماما عمليا ينصب في حياة ما بعد العرض ذاته». «تقاسيم الحب»، واحد من
أفضل فيلمين روائيين عربيين تم عرضهما في الأشهر الأخيرة. الفيلم الآخر هو
«الشتا اللي فات» لإبراهيم البطوط، الذي واكبت عروضه في مهرجان «فينيسيا»
الماضي حالة فرح أكيدة ومستحقـة، بعثت بقدر كبير من التفاؤل بين
السينمائيين المصريين، خصوصا من بعد أن تم عرض فيلم «بعد الموقعة» في
مهرجان «كان» الماضي. لكن «تقاسيم الحب» لم يشهد شيئا من هذا الرواج.
السبب ليس غريبا على الأفلام التي تغزل من الفن وتشتغل بمقتضاه، ولو
أن ذلك ليس تبريرا. يقول المخرج: «فيلمي خاص جدا إذا ما قورن بالأفلام
العربية الأخرى. إنه لا يلتقي معها لا في الأسلوب ولا في الحكاية، وهذا
تماما ما أردته. كنت أعلم مسبقا أن مثل هذه المحاولات قد لا تشهد أي فرص
لعروض تجارية، لكني لست نادما على الإطلاق، لأني حققت الفيلم الذي أريد».
«تقاسيم الحب»، فيلم يكسر القالب، يخرج من الصندوق، ذلك الذي حبس على
معظم الإنتاجات العربية منذ أن نضب معين الأفلام الكبيرة. بطلاه هما كل مـن
في الفيلم، باستثناء شخص ثالث لا يظهر وجهه. طالب فن يرسم أولى لوحاته
ويرغب في أن تساعده ميرا (دارين الخطيب) في عرضها بمعرضها.
ريما، امرأة رومانسية متيـمة بلوحات ليوناردو دي فينشي، تلتقي من ستقع
في حبه: عمر الطبيب (نيكولا معوض). لقد تعارفا للتو. تضيء ميرا الشموع.
يتبادلان الحديث. يرقصان. يسألها إذا ما كانت اعتادت دعوة الغرباء إلى
شقـتها. تغضب لسؤاله. تصفعه. في فصل ثان يتجالسان ويتحادثان. لقد مر وقت
ومعرفة بعضهما ببعض صارت رابطا عاطفيا. في المشاهد اللاحقة صور من تلك
الرحلة العاطفية في حقبتها الأولى. ما زالا عاشقين. لكنهما تزوجا. هناك
مشهد يتبادلان فيه الذكريات بعد سنوات قليلة على معرفتهما. وآخر يجيب كل
منهما على اتصال آخر به. هي تتحدث في هاتفه لامرأة تعاني آلاما معوية وهو
يحاول الاتفاق مع رسـام على معرضه المقترح.
لكن العاصفة تقترب وتحط في الفصل ما قبل الأخير عندما تكتشف ميرا أن
عمر كان كسر، من دون قصد، تمثالا اشترياه خلال رحلة استجمام فقام بلصقه
محاولا إخفاء ما فعل. تعتبر أن عدم قيام زوجها بإبلاغها عن كسره سقوط في
امتحان الأمانة. هو يعتبر أن الحادثة كلها بسيطة، وأنه إذ ألصق التمثال
المكسور كما كان فإنه لا داعي للغضب. لكن الغضب يعم، وكل منهما يكشف عن
مشاكله مع الحياة التي حتمت عليه تكوين النصف الثاني من الآخر.
فيلم يوسف الديب الروائي الطويل الأول هو سؤال في الفن وربما، حسب كل
نظرة منـا لماهية الفن (يقترح الفيلم أن لكل منا نظرة مختلفة حياله). في
وقت واحد هو سؤال مفتوح وإيحاء بجواب محدد. لن يتصرف الفيلم حيال المشاهد
على نحو من يريد الاستحواذ على قراره، وفي آن معا لن يخشى أن يقدم جوابا من
خلال نفسه.
ويشرح يوسف الديب السبب الذي دعاه لتنفيذ فيلم يدور عن الفن وبأسلوب
فني في الوقت ذاته: «من البدهي أن هناك أفلاما تدور عن الفن، لكن هل هي
فنيـة أيضا؟ ما حققته هو انعكاس ذاتي لرؤيتي للفن. هناك الموسيقى وهناك
الرسم وهناك الفيلم، ولا يمكن معالجة هذه النواحي المختلفة معالجة صحيحة
إلا بجعلها تدور في أسلوب فني. كلنـا نحتاج إلى الفن في حياتنا بقدر ما
نحتاج فيه إلى الماء والهواء».
كما أن الشخصيات محدودة باثنين، كذلك فإن معظم الفيلم محدد في مكان
واحد هو الشقة (هناك مناظر سريعة لفلورانس)، والشكل الوحيد المتأتي هو شكل
مسرحي بالضرورة. وإذ يتبلور هذا سريعا، فإن المرء لا يشاهد مسرحية
بقوانينها، بل بقوانين سينمائية. تمسح الكاميرا الحركة التي يقدم عليها
الممثل بنحو تلقائي خفيف وليس بحركة فارضة. المونتاج منضبط. الفيلم يبدو
كما لو أن كل ما فيه حدث بالصدفة أمام كاميرا. التمثيل طبيعي. وفي مشهد
المشاجرة، تستطيع أن تشاهد وجه ذلك الممثل الجيد نيكولا معوض وهو يتألـم
تألـم كل رجل يتشاجر مع المرأة التي يحب. ويعكس العنوان تقاسيم موسيقية
تتوارد طوال الفيلم معرفة بمقاماتها التراثية. هذا فيلم متكامل الأوصاف
يوفر في كل ما هو نقاء في الصوت والصورة وعلى خلفية قصـة عاطفية ذات بعد
نفسي.
يوسف الديب مقتصد في فيلمه. كفيلم أول اختار عملا له، مثل لوحات
ليوناردو دافينشي التي تحبها ميرا ولا (يبدو) تحب ما سواها، أطر مساحية
محددة، وأبعاد لا تـحد. أما العنوان فهو ناتج عن قيام المخرج (في مرحلة
لاحقة بعد انتهاء النسخة الأولى) بتصميم إضافة فنية، حيث عمد إلى استخدام
موسيقى قائمة على المقامات المتباينة مثل مقام النهاوند ومقام جهركاه ومقام
فرحفزا وما سواها.
* ما معنى الفن؟
* تسأل الممثلة دارين الخطيب، التي لا تظهر في السينما كثيرا وحين
تظهر تطرح نفسها كموهبة بالغة الثراء والمعرفة، نفسها في أحد المشاهد: «لا
أعلم لماذا دائما ما نبحث عن معاني الأشياء. هذا الحلم الذي دائما أحلم به
ما معناه؟ ماذا يعني الفن؟». بالنسبة للفن السينمائي، يقول قاموس أكسفورد،
فيما يقول معرفا: «هو فعل الفيلم وما يصاحبه من نوعية نقدية محددة بخصائص
شكلية وجمالية».
صالة لواحد
قطة من «في الضباب»
في ضباب الذاكرة الفيلم:
In the Fog
إخراج: سيرغي لوزنتسا الحرب العالمية الثانية | روسيا 2013 تقييم:
(1*) (من خمسة) أحد إخفاقات السينما الروسية الحديثة، غياب المنحى النقدي
لروسيا اليوم كما كان الحال حين انبرى عدد من السينمائيين الروس خلال
الحقبة الشيوعية. آنذاك، شهدنا أفلاما كثيرة يمكن ضمـها إلى صف المعارضة
حتى وإن كانت تلك التسمية أكبر من الواقع المشهود آنذاك. مخرجون أمثال
أندريه تاركوفسكي ولاريسا شوبتكو وسيرغي باراجانوف. اليوم، هناك حريـة في
تناول المواضيع، لكننا نادرا ما نجد أعمالا ترغب في نقد سياسي أو اجتماعي
كما كان الحال - ولا يزال - في السينمات الغربية.
«داخل الضباب»، ينتقل إلى الحرب العالمية الثانية،
ومع أن الفيلم يوجـه نقدا لمفاهيم اجتماعية وعسكرية محددة، إلا أنها لا
تترك أثرا كبيرا في يومنا هذا، كونها تلتصق بتلك الفترة. موضوعه هو اتهام
الجيش الروسي لأحد عمال النفط، واسمه سوشنيا، بالتعامل مع العدو النازي في
بروسيا. تهمة لا سند لها، بل مجرد شبهة ناتجة عن قيام النازيين (قبل بدء
أحداث الفيلم) بإخلاء سبيله حين تم القبض عليه، على عكس زملاء ورفاق له تم
إعدام بعضهم. هذا ما يدفع الإدارة العسكرية لإيفاد ضابط ومساعده للقبض على
سوشنيا (يقوم به فلاس إيفانوف الذي لعب دورا رئيسا في الفيلم الروماني «4
أشهر، 3 أسابيع ويومان»). وإذ يـساق سوشنيا من قبل العسكريين بوروف
(فلاديسلاف أباشين) وفويتك (سيرغي كوليسوف) في الغابات المكتظـة، يتعرضون
لإطلاق النار ويـصاب بوروف، مما يحمل سوشينا على العناية به.
لا يمكن إلا تذكــر فيلم لاريسا شوبتكو «الصعود» الذي قامت بتحقيقه
سنة 1977 (آخر أفلامها قبل رحيلها بسنوات قليلة ونال ذهبية مهرجان «برلين»
آنذاك) الذي يدور حول جنديين روسيين ألقى الجنود الألمان، في الحرب ذاتها،
القبض عليهما. أحدهما، حبـا في الحياة يقبل التعاون فيعيش. الثاني يرفضه
فيتم تنفيذ حكم الإعدام عليه. شوبتكو حينذاك سألت: هل يحق لأحد اعتبار
الناجي خائنا لمجرد أنه أراد الحياة. سؤال غير طبيعي في إطار النظام
السوفياتي.
في فيلمنا الجديد (الذي يشهد عروضه الأوروبية لأول مرة حاليا) ثلاثة
مشاهد استرجاع (فلاش باك) ترمي لتقديم كل واحد من هذه الشخصيات على حدة.
لكن ذلك يعرقل سرد الحكاية الأم عوض إفادتها. حسنات هنا محض بصرية، بينما
السرد البطيء غير ناتج عن ثراء في التأمـل النفسي أو عن دراما تحتاج إلى
وقت لكي تتشبـع وتثري. في النهاية، هو جدال فكري كان يحتاج لمعالجة أفضل من
تلك التي وفـرها المخرج في ثاني أعماله.
* عن التعامل مع العدو
* الموضوع حسـاس، لدرجة أن السينما العربية لم تتطرق إليه في تاريخها
إلا من زاوية الحكم على المتعامل بالخيانة. حكم يجد سريعا موافقة شعبية،
لكنه غير كاف لطرح مواقف عميقة إنسانية فردية أو مجرد سياسية. في الغرب،
هناك نحو مائة فيلم مختلف حول الموضوع، من بينها فيلم جان - بيير ملفيل
«جيش من الظلال» (1969)، وفيلم روبرتو روسيلليني «روما مدينة مفتوحة»
(1945)، وفيلم جوليان أرمسترونغ البريطاني «شارلوت غراي» (2001). لكن
«الصعود» للاريسا شوبتكو و«ماما أنا حي» للألماني كونراد وولف (كلاهما سنة
1977) يبقيان أفضل ما تطرق إلى الموضوع.
بين الأفلام
«الرجل
الحديدي »
(3*)Iron
Man3 فانتازيا | الولايات المتحدة – 2013 في هذا الجزء الثالث من هذا
المسلسل، المقتبس عن شخصيات وحكايات «كوميكس» أميركية، سنجد الرجل الحديدي
غير قادر في البداية على حماية نفسه من شرور عدو لدود يطمح إلى السيادة
والسلطة. الصراع بين الشخصيتين يمنح الفيلم كل ما يحتاجه من مشاهد أكشن
ومعارك. الإخراج هذه المرة لشاين بلاك (قليل العمل)، لكن البطولة ما زالت
معقودة لروبرت داوني جونيور، في حين يؤدي بن كينغسلي دور الشرير الأول (نقد
الفيلم في الأسبوع المقبل).
(1*)The
ABCs of Death رعب | نيوزيلندا- الولايات المتحدة - 2013 فيلم رعب من ساعتين تقريبا
يحتوي على ستة وعشرين فيلما قصيرا تتمحور حول الموت، أو بكلمات أقرب إلى
الحقيقة، مع القتل والعنف وبعض الجنس الفج. على كثرة الأفلام وتعدد مخرجيها
(مخرج واحد لكل فيلم، مما يجعل عدد المخرجين هنا أكبر عدد تم جمعه على شريط
واحد)، لا يمكن البحث عن ما هو جيد، خصوصا أن المطلوب من العمل ليس الجودة
ولا حتى الترفيه.
(2*)Mud دراما بوليسية | الولايات المتحدة 2012
بعد نحو عام على اشتراك هذا الفيلم في مهرجان «كان» المعروف، ينطلق في
عروضه العالمية حاملا للمشاهدين حكاية تبقى متوسطة التأثير دراميا كما
فنيا: ماثيو ماكونوفي هارب من العدالة ومختبئ فوق جزيرة صغيرة في بعض ريف
لويزيانا عندما يكتشفه طفلان يحاول أحدهما مساعدته وإبقاء وجوده سرا. معظم
الفيلم يمر هادئا من دون تشويق.
التقديرات:
(1*):رديء، (2*):وسط، (3*):جيد، (4*):ممتاز، (1*):تحفة
شباك التذاكر
«ذا
كرودز» ثابت في مركزه
(3*)1 (-)
Oblivion: $38,151,555 توم كروز يحلق في سماء أفلام هذا الأسبوع بفيلم خيالي علمي (3*)2 (1)
42: $18,025,660 دراما في ملاعب الرياضة من بطولة شادويك بوزمن وهاريسون
فورد (3*)3 (3)
The Croods: $9,482,818 فيلم الأنيماشن لترفيه الصغار حول شخصيات من العصر الحجري (1*)4 (2)
Scary Movie 5: $6,296,402
كوميديا رديئة ولو ساخرة من نفسها وأفلام الرعب
(2*)5 (4)
G.I. Joe: Retaliation: $5,775,307
أكشن من بطولة دواين جونسون وهو يواجه وفريقه مؤامرة كبرى
(3*)6 (10)
The Place Beyond the Pine: $4,734,077 رايان غوزلينغ لص مصارف لغايات نبيلة دائماً (3*)7 (7)
Olympus Has Fallen: $4,603,122
أكشن مع مواقف سياسية حول جيرارد بتلر يدافع عن الرئيس
(2*)8 (5)
Evil Dead: $4,100,446
قفزة أخرى إلى الخلف لفيلم رعب هو إعادة لآخر من الثمانينات (2*)9 (6)
Jurassic Park 3D: $4,005,600
إعادة عرض لفيلم سبيلبرغ حول الدينوصورات الفاتكة .
(2*)10 (8)
Oz The Great and Powerful: $3,048,282
فانتازيا من بطولة جيمس فرانكو تستعد للمغادرة
سنوات السينما
1933:
عام كينغ كونغ
بالانتقال إلى سنة 1933، نجد السينما تنجز واحدا من أهم خطواتها
التقنية، ممثلة بإنتاج فيلم بعنوان «كينغ كونغ»، سرعان ما احتل مكانته
التاريخية المنفردة إلى اليوم. هذا حدث ليس بسبب حكايته التي تتحدث عن
غوريللا من قبل التاريخ تقع في حب فتاة شقراء (فاي راي)، قبل أن يتم
للبحارة جلب الغوريللا إلى نيويورك للكسب من وراء عرضها أمام المشاهدين.
فجأة، ها هو ذلك الوحش ينتفض ويحطم قيوده ويخطف المرأة التي أحب إلى ناطحة
السحاب، حيث سيحارب سلاح الجو دفاعا عنها. الجديد هو المؤثرات والخدع
البصرية التي لم يسبق للسينما أن أنجزت مثيلا لها من قبل. كل خطوة في هذا
الفيلم كانت جديدة في ذلك الحين وما زالت تدل على عصر الإبداعات الخالصة.
الشرق الأوسط في
26/04/2013
سودربيرغ بوند.. والعبث بالسينما
زياد الخزاعي
للسينمائيين الأَغرار عثرات عدّة تتناثر على شاشات العالم، فلا تُلفِت
احترازاً. بيد أن اجتماع كثرة منها دفعة واحدة، يتحوّل إلى غصّة نقدية وعبث
مثيرَين للغضب. العالم مليء بالحكايات ولوعاتها. الحِكَم الاجتماعية
ومغازيها. العيش وأساليبه ومحنه. الإرادات الإنسانية وعزومها وإيمانها. في
قلب هذا كلّه، تبدو مهمات السينما محكومة بتحليل لعب الحياة وفتنتها
وقيّمها، في مقابل شؤم الموت والخسران والإقصاء. عليه، نحتفي بشجاعة
الموسيقيّ المتقاعد جورج في «حب» النمساوي ميشاييل هانيكه، وسعيه إلى
«تعطيل» قدر غياب الحبيبة، مثلما نُبجل نضال المعلم لوكاس في نص الدنماركي
توماس فينتربيرغ «القنص» ضد إرغامه على الموت عبر «عار اجتماعي» كاذب، ينال
من اعتباراته الأخلاقية كمربًّ. هكذا ايضا، تكون لوعة الشابة سيمين بطلة
فيلم الإيراني أصغر فرهادي «انفصال نادر وسيمين» وهي تواجه، بإقدام وصبر،
توتاليتارية دينية تسعى إلى سرقة حقّها ومستقبلها، متماشية مع النّصيب الذي
تقرّر الأم الجبلية «وردية»، بطلة الجزائرية جميلة صحراوي «يما»، أن تنتزعه
من قتلة وليدها طارق. إلخ.
هناك عناوين أفلام كثيرة، قليلها يبقى عالقاً في الوجدان. إنها ضمير
سينمائي يثوّر الإيمان والمعرفة والحجّة لدى مشاهديها. فما الذي تفعله
أشرطة عابثة بقوّة السينما، حينما تصرّ على تسفيه حكاياتها؟ أن تتبطّر في
استعراض بياناتها، وتعتبرها مواقف حاسمة عن الحياة كلها، فيما لا يصدر عنها
سوى ضجيج فاسد؟ في شباط الفائت، احتشدت على شاشات مهرجان برلين الأخير قصص
مفتعلة، يمكن تجميعها ضمن عنوان «العبث بالسينما»، منها جديد الأميركي
ستيفن سودربيرغ «أعراض جانبية»، الذي تلبّس رداء هتشكوكياً، فانتهى ملفقاً،
كما هي حال مواطنه براين دي بالما في «شغف» (2012)، إذ تشاركا في مقاربة
جنايتين نسويتين. لئن جعل الأخير من بطلتيه وجهي فِتْنَة إيروتيكية ومثلّية
أرستقراطية، ذهب الأول مباشرة إلى قلب مشكلة بطلته: إدمانها عقاراً يؤدّي
إلى غيبوبة ذاكرة، تدفعها لاحقاً إلى قتل زوجها الوسيم.
انصبّ هاجس سودربيرغ على ظاهرة أميركية شائعة تصل إلى حدّ العلّة في
مجتمع هائل القوّة، شديد الفردانية، ضاغط في عزلاته الاجتماعية، متمثّلة
بإدمان المهدّئات. حوّلها إلى لهو سينمائي، كما فعلها سابقاً في «مايك
الساحر» (عن شباب يمتهنون التعرّي، قبل وقوع جريمة أقرب إلى دعابة). هل هي
غفلة إميلي (روني مارا) في إخفاء سرّ غرامي فاضح، أم خطأ طبيبها جوناثان
(جود لو) في تخفيف احتقانها النفسي بعقار من دون التوجس بأعراضه الجانبية؟
الإجابة الملتوية تكمن في شخصية الطبيبة المنافسة فيكتوريا (كاثرين زيتا ـ
جونز)، التي نكتشف تورّطها في «تسميم» الشابة لتصفية حسابات ولع جنسي
بينهما. أما العقار، فهو وسيلة لإزاحة غريم.
هناك ولع جنسي آخر في باكورة السويدي فريدريك بوند «الموت المحتوم
لتشارلي كونتريمان»، الذي يقود بطله الأميركي إلى قلب بوخارست، خائضاً
مغامرات ادّعت أنها ذات مواعظ وبُعد نظر، فيما يتعلّق بالحظوظ الإنسانية،
لتُختتم بغباوات مشاهد الجريمة ودسائسها، والمخدرات ومصائبها، والمطاردات
وعصاباتها. يتحوّل تشارلي (شيا لابوف) من سائح ساذج التقى رجلاً غريباً،
يتوفى في كرسي الطائرة وهي على مشارف عاصمة رومانيا، الى مُحبّ لابنته
غابي، قبل أن يتحوّل إلى طريدة لعشيقها الدموي نايجل (السويدي مادس
ميكيلسون). موت الشاب محتوم، لكنّه يتمّ بوحشية وعدم انصاف تتجلّى عبثيته،
كما هو الفيلم، في قول الراوي: «اختار الصبي الحب. في مواجهة الخوف ومخاطر
هذا العالم، اختار الحب. لحسن الحظ، حدث أمر عجيب، شيء مدهش، سحري، ذلك أن
الحب اختاره في المقابل».
تأملات في
«حب».. فيلم مايكل هانيكة 2012
عندما يكون الخيال علاجاً للألم
لواء يازجي
تصرخ آن في نهاية فيلم الحب «ألم.. ألم.. ألم..» بينما يحلق جورج ذقنه
بهدوء الصباح الذي يعيد الصباح الذي قبله، وباعتيادية ما لا يُحدِث عادة أي
تغير في الحياة. تصرخ آن وتتابع صراخها.. يمشي جورج نحوها مشيته المتعثرة
التي لايمكن بشكل من الأشكال استعجالها. على حافة السرير يجلس.
آن تتابع
الصراخ «ألم.. ألم.. ألم..» يمسك جورج بيدها وكأنها كانت تناديه.. بحب يمسح
الأصابع المغضنة التي ما تزال تحمل خاتم الزواج.. وهنا يبدأ حكايته عن مكان
ما وعن زمان ما.. لا يهم، المهم أن تبدأ الحكاية.. حكاية قديمة عن زمن مر
لا ألم فيه.
يتابع
جورج حكايته ويتخامد ألم آن، ألمٌ لم نكن نظن أنه سينتهي. يتابع الحكاية؛
حكاية أولاد هربوا من ناظر المدرسة، أو ربما حكايته عندما تسلق حائط
الحديقة وشرط بنطاله، ألم تكن حكايته عندما رسم بقرة! غير مهم.. المهم أن
يبدأ الخيال وتنتهي الحقيقة. الحقيقة ألم، الحكاية لا تنقل الألم كما الخشب
لا ينقل الكهرباء.
العلاج
بالخيال..هنا الحكاية تخدّر وكأن صرخة آن تقول: تعال وخدرني.. أسرع يا
جورج، هات الحكاية!
هات
الحكاية؟...
لكن جورج
سيقتل آن بعد الحكاية.. هل كانت آن تنده له ليُنهي الحكاية؟
آن
قاومت.. آن ذاتها التي أرادت أن تموت قاومت قراره، دافعت عن حقهـــا في أن
تختـــار لحــظة موتها..
لكن.. جسد آن يعيق حبهما، جسد آن عليه أن يغادر.
هو يريد
تلك الـ آن.. هذه لا تنتمي لهما، ولا لوعودهما.
أما
التعب.. فهو جزء تفصيلي من جواب جورج للآخرين:
اتركوا
نصائحكم عند الباب وارحلوا..
طاولة
الطعام والخلود..
جورج وآن
ليسا كائنين ملائكيين من نور؛ فهما يأكلان كثيراً ولا يستثني الفيلم
مرحاضهما، وتلك الزاوية في المطبخ تشهد على ذلك.. تشهد على غذاء الجسد الذي
يفارق.. كما ستشهد على غذاء الروح التي تبقى.
عندما
يجبر جورج جسد آن على الرحيل ليتمكن من التفرغ لروحها، يُمضي جورج جل وقته
على الطاولة ذاتها إذا التقى الجسد بالروح: طاولة الطعام.. طاولة كتابة
طعام الحكايا لروح آن التي بقيت في الجوار. الآن لا طعام على الطاولة؛ كدسة
من أوراق الذكريات واليوميات التي تُبقي آن على قيد الحياة.. التي تبقي
جورج معلقاً بخيط واه بها.
تموت آن.
كلنا نموت.. كلنا يقتلنا الزمن.. «هل جورج هو زمن آن المخلّص؟»
من يبقى
ليكتب لنا ما يجري في غيابنا؟ من يقرر أننا لم نترك مكاناً في الزوايا التي
اعتدناها في منازلنا؟ من يقرر ما احتللنا من وقت إن لم يكن بالنسبة لآخر؟
نحن إذاً محض ما كنّاه بالنسبة لآخر ذات يوم.. هذا ما كانته آن لجورج، وهذا
ما قرر أن يبقيها على قيده؛ جورج لا يزال يخاطب آن عبر الرسائل التي ليت
وقته يتسع لاتمامها.
وهكذا
يحيل الفيلم طاولة الطعام لطاولة الكتابة.. ركن الزوال أضحى ركن الخلود.
فالس الشلل
اليوم
تعود آن من المشفى، البيت جاهز للحدث.. تصل، هذه المرة يفتح جورج الباب:
«هل كان عليه أن ينتبه أنه مذ جاءا وكان الباب مفتوحاً تلك الليلة التي
عادا فيها من المسرح.. هل كان عليه حينها أن يستشرف هذه اللحظة؟ عندما
يُفتح الباب وحده ثمة إذاً شيء ما قد غادر.. ثمة إشارة لما يغيب ونفقد».
تدخل آن
على الكرسي مبتسمة متشنجة من كثرة الابتسام، دُفِع الكرسي حيث لا يتقابل
الوجهان.. يخجل العاشقان من بعضهما لحظتها (لم يكن ارتباكهما لحظتها ناجما
عن خوف.. أحلف لكم!.. إنه خجل لا يمكن الكتابة عنه. أي خجل ذاك الذي يمنعك
أن تنظر في عين من تحب وقد شُل! لا تلتقي العينان بينما تطير بعض الكلمات
المرتبكة هنا وهناك، يسألها السؤال الذي سيصبح اعتيادياً: أين تريدينني أن
آخذك؟
في غرفة
الجلوس، بين الكتب والأسطوانات تطلب آن من جورج أن يرقصا..
وستعلمّه
كيف:
ضع يدك
اليمنى وراء ظهري
واليسرى
أمسك بها يدي اليمنى
ثبت قدميك
عند قدمي.. فليتلاصقا.
ركبتاك تثبتان ركبتاي
ارفعني
بهدوء.. يلتقي الجسدان ويتلاصقان.. يتحركان بنقزات خفيفة متشنجة.. لا بد
سترتخي.. وكأنهما يسمعان لحناً خفياً. شوبان.. شوبان طيلة الفيلم.
الموسيقى.. الموسيقى.. حامل الفيلم وبساط الشخصيات الذي تسير عليه.. كلهم
موسيقيون، فكيف إذاً لن يرقص جورج وآن وهو ينقلها من كرسيها المتحرك إلى
أريكة المكتبة.. لتغوص بين النوطات والأسطوانات.
الكف؛ قبلة الحياة المفاجئة على الخد
آن تريد
أن تموت، أمنية بسيطة لمن فقد ما فقدته بين يوم وليلة. تريد الموت بهدوء
دون بضعة لقمات من هريسة الأجاص، دون ماء.. إن كان ذلك هو كل ما يبقيـــها
على قـــيد الحــياة. هي شــربة مــاء ولقـــمة... لا تستــحق الحيـــاة
إذاً!
قررت آن
أن تهجر جورج، فالمعنى الأعمق لرفضها الاستمرار بالحياة تجلى له على هيئة
هجر.. آن تخون جورج. المعنى المركب لهجرها حياتهما هو خيانة.. خيانة
المتـــفق عليه بينهما.. استهتار بالإيقاع والوعود، وعناد طفولي يرفض
الطعام السيئ الطعم والعظيم الفائدة.
جورج صفع
آن.. ويا لها من صفعة لنا؛ نحن من استكنا للنمط، للخير البليد، والحب
بمعناه وتجليه الوديع. صفعة جورج بعد كل الرعاية الصامتة والعطاء اللامحدود..
ما هي إلا قبلة الحياة لحبيبة أرادت الهجر.
آن فهمت..
لو لم تفهم آن.. لكانت وجدت طريقها للموت وحدها.
الحمامة.. الحياة إذ تفرض نفسها
الحياة
التي فتحت الباب وخرجت ذات ليلة، تعود الآن لتدخل من النافذة.. دون مقدمات
تغادرنا، دون سبـــب تنقر على شباكنا.. مخدوع هو الإنســـان إذاً! مخـــدوع
بالتـــعاطي مــع المنطــق.
جورج وآن
اللذان اعتنيا بتفاصيل الحياة بشكل جلي: أين يُخلع الحذاء وتُعّلق المعاطف
على المشاجب.. كيف يرتبون الروتين كي تستمر الحياة أطول، كيف ينتقون
المفردات كي لا تأكلهم بداهة الكلام.. جورج وآن سيجدان بابهما مفتوحاً يوم
يعودان ذات ليلة. ها هو التوازن اختلّ ومعه ستكرّ سبحة الانفلات مما كان
مرسوماً ومخططاً.. سيفقدان بالتدريج ويكسبان بتدريج آخر حكمة التعاطي مع
الغريب.
في مطبخ
بدأت فيه الحكاية بكسر بيضة... يمكن لنا أن نقول انها بيضة... مجرد بيضة.
كما يمكن لنا أن نتفلسف ونقول هل هناك شيء اسمه مجرد بيضة تنكسر؟ تكسر آن
بيضة.. ثم تعود إلى الطاولة لتدخل في بيضة من صمت وانفصال.. كم هو مخيف أن
تخاطب من هو أمامك.. من تحب.. وهو لا يرد.. يراك ينظر إليك ولا يجيب.. هو
ذاته.. إنه هو.. لكنه لم يعد هنا.
ثم هي
الحمامة تدخل وحدها من النافذة ذاتها التي أرادت آن أن ترمي نفسها منها..
بحسية متخمة يحاول جورج الإمساك بها حين تعاود الدخول ثانية، اللحاق بها
واحتواءها. لقد فهم... تلك الحمامة التي «كشّها» كأي كهل يبعد شبح التطفل،
ها هو يحضنها اليوم ويقبلها ملفوفة بغطاء، بكفن؟
إنها آن
التي يودع..
الغياب في الحكاية
الحبيب
يقتل أيضاَ.
الحبيب
يكره..
الحبيب
يتماهى..
الحبيب
متطلب..
الحبيب
يخجل من ضعف من يحب..
الحبيب
يطلب من الحب الكثير.. الوقوف على القدمين أقلّه.
الطعام..
الحمّام.. أفعال إن كُشف سرها، بطل الحب.. يجب أن نأكل وحدنا ونمضغ دون
قرف.. يجب أن نذهب للحمام وحدنا.. ننظف وسخنا.. وعلينا أن نستحم.. هكذا،
ببساطة لنضمن أن يستمر الحب. الجسد المتعرض.. يُبعد الحب. الحب لا يحب
الضعف طويلاً حتى لو استساغ طعمه بداية. إذ يبدو جلياً كم كانت آن قوية..
لم يكن جورج يتذمر من ذلك.. جورج تذمر من الضعف.. جورج رفض ضعف آن.. الحب
يقتل عندما يُخذل.. الحب ينقذ نفسه بالقتل.. الحب قد يعيقه الجسد، وهنا
الحب تعقيد على مفهوم الزوال..
جورج
تعب.. أُرهِــق من التفاصيل بقدر ما أرهقه انتفاء المستـــقبل وذوبانـــه..
أرهقــه العبــث بقدر ما أرهقته الواجبات. بصـــمت أدّاها.. بصمت وتفان
أثار الإعجاب، بصمــت وضع حداً لها.. هل أثار هذا الأخير إعجاب الآخرين؟
يصل بنا
جورج حيث نعلق في مطهر الخلود إذ قتل آن؛ هو يكتب لها... أوفيلياه تنام
محاطة بالورود، وهو يصل الليل بالنهار ليقول لها ما حدث يوماً وقليلٌ ما
يحدث الآن.. هل قال لها كيف قتلها؟
يمكن إذاً
أن نبقى هكذا إلى الأبد، أو أن نعلق هنا حتى يموت هو مصادفة.. أو لتدهسه
سيارة وهو يقطع الشارع عائداً من دفع فاتورة! يمتد بنا كمال جريمة الحب..
يمتد تعاطفنا معها، مع معناها وحقها بالحياة. لكن كيف ستنتهي حياة كهذه دون
فضيحة؟ نحن لا نريد فضائح لجورج.. نريد؟ نريد للحب أن ينتصر، كيف؟ كيف
سينتهي الفيلم.. لا بد له من أن ينتهي! كيف ستفتح الدائرة المغلقة جنحها
الطري ليخرج جورج؟
إنه
الخيال أيضاً.. وأيضاً..
الخيال
يوحي لجورج ذات رؤيا أن تعود الحياة لطيفة كما كانت؛ حياةٌ تعود فيها آن
إلى ماء صنبور مغسلة المطبخ حيث فقدها ذات صباح، هناك تغسل آخر ما بيدها
وتدعوه لرحلة الغياب..
ألن تضع
حذاءك؟
ألن ترتدي
معطفك؟
هيا جورج
اتبعني
إلى
الحكاية.. من حيث بدأت.
(كاتبة
سورية)
السفير اللبنانية في
27/04/2013
رانيا شاهين:
بعد نجاح "فبراير الأسود".. أتمنى العمل مع "الزعيم"
كتب جمال عبد الناصر
نالت الفنانة رانيا شاهين إعجاب كل من شاهد فيلم "فبراير الأسود"،
مؤكدين أنها كانت مفاجأة الفيلم، وذلك لأنها استطاعت بأدائها الكوميدى
المميز أن تلفت إليها أنظار الجمهور والنقاد حول شخصية عصمت عالمة الكيمياء
تلك الشخصية الكرتونية التى استطاعت رانيا أن تقدمها بهذا الشكل المميز،
"اليوم السابع" يحاور رانيا لتتعرف على تفاصيل تجربتها وتغيير جلدها كممثلة
من خلال دور كوميدى يغلب عليه الأداء الكرتونى أكثر..
فى البداية أكدت رانيا أنها عندما قرأت السيناريو أعجبتها جدا
الشخصية، رغم تخوفها منها، ولكنها تحدت نفسها لأنها للمرة الأولى التى تقوم
فيها بأداء شخصية بطريقة البلاك كوميدى، موضحة أن شخصية الدكتورة عصمت
عالمة الكيمياء شخصية كرتونية، والكوميديا بالنسبة لى كانت صعبة جدا، لكن
المشاركين فى الفيلم معى أثروا بالإيجاب وتعلمت منهم أيضا.
وأضافت رانيا، "أنا طماعة جدا فى التمثيل"، ولا أحب التنميط، وفى كل
أدوارى التى قدمتها لم أكرر شخصية قدمتها، ففى فيلم "زى النهاردة" عملت
الشر، وفى "ليلة فى القمر" لعبت شخصية البنت المنكسرة المدمنة التى تحب من
طرف واحد، أما فيلم "بنتين من مصر" فقدمت شخصية مركبة جداً لبنت تعانى من
تأخر فى سن الزواج، كما تعانى من وحدة داخلية شديدة، لذلك فأنا أتمنى فى
الفترة القادمة أن أجسد جميع الشخصيات.
وحول ردود فعل الفيلم، قالت رانيا، إنه رغم الظروف الصعبة فقد حقق
النجاح المطلوب منه، وأعلى نسبة مبيعات، حيث صنف كأحد أهم أفلام عام 2013
وكتب عنه بشكل جيد، موضحة أنه بالنسبة لى تجربة مختلفة، والسيناريو مكتوب
بحرفية عالية وذكاء من المؤلف والمخرج محمد أمين، وهذه ثانى تجربة معه، فهو
مخرج مميز ويحب شغله جدا ويحترمه.
وحول أصعب مشهد بالفيلم، قالت رانيا، إن كل المشاهد كانت بالنسبة لى
صعبة، لأنى مؤمنة بأن الممثل لابد أن يهتم بكل صغيرة وكبيرة فى دوره، ولكن
مشهد الرقص كان أصعب، لأننى كنت أرقص من منطق الطبيبة المحبة للعلم
والمتحفظة بشكل فانتازى، واستمتعت جدا كممثلة بتجسيد تلك الشخصية.
وأوضحت رانيا أنه طالما نحصر الممثل فى الملامح لن نصل للعالمية، فميل
استيريب ملامحها حادة، ورغم ذلك تلعب جميع الأدوار، لأن التمثيل ليس له
علاقة بالشكل، مؤكدة أن الشكل مصنوع من خلال الماكياج، لكن الأداء هو
الموهبة الحقيقية، وهناك أيضا النجم المصرى محمود مرسى، فقد كان شكله حادا
جدا لكنه عندما جسد شخصية أبو العلا البشرى كان عبقريا، وأظهر الطيبة
والملائكية فى الشخصية، وكان يقدم الشر أيضا فى نفس الوقت، وإذا نظرنا إلى
المليجى فنجده مصنفا فى أدوار الشر، ولكن يوسف شاهين كسر هذا النمط عندما
قدمه فى أدوار مختلفة، وأحمد زكى أيضا نموذج وسناء جميل ممثلة لم تأخذ
فرصتها فهى عالمية.
وأكدت رانيا أنها ليست مقلة فى أدوارها، لكنها تنتقى ما يناسبها،
موضحة أن هذه الفترة تعانى فيها السينما والدراما التليفزيونية من قلة
الإنتاج فى كل القطاعات، وعموما الأدوار النسائية فى السينما مظلومة جدا
وشبه مهمشة، لأن كل السيناريوهات تكتب للرجال فقط، وحتى التجارب التى تكتب
للسيدات فقط لا تكون المشاركة فيها للرجال قوية، مع أن السينما المصرية
لابد أن تحدث توازنا فى المساحتين، لأن الحياة رجل وامرأة، والسينما حاليا
انحصرت فى الأفلام الشعبية وأفلام الأكشن، والمنتج أصبح يخاف من التطوير،
ولكن لن تتقدم السينما المصرية دون المغامرة والتجديد والتطوير، ولابد أن
نلغى ونقضى على مقولة ذوق الجماهير كده لأن هذا خطأ فلابد من تحسين ذوق
الجماهير.
وحول الجديد فى أعمالها قالت رانيا، حاليا أستعد لفيلم "بوكيه"،
سيناريو وإخراج السورية رولا كيال، موضحة أنها تقدم من خلاله دور بنت
رومانسية تحلم بالسلام للعالم، ولديها منطق فى الحياة، وهو أن الحب هو الذى
يأتى بالسلام ويجعل الحياة مقبولة، ولكنها تصدم بالواقع، كما انتهيت من
فيلم روائى قصير بعنوان "رمادى"، شارك فى المهرجان الفرنسى وسوف يشارك فى
مهرجان طنجة، وهو إخراج المخرج السورى حسان نعمة.
وأخيراً قالت رانيا شاهين، إنها تتمنى أن تعمل مع المخرجين داوود عبد
السيد وشريف عرفة ومحمد خان، ومن النجوم عادل إمام لأنه نجم "شايل" الصناعة
لمدة ربع قرن، فهو ثروة قومية لأنه قدم مسرحيات كانت تقدم بالسنوات،
والسياحة كانت تعمل بسببه، فأخذ ثقة الجمهور، وأنا أحترم تاريخه جداً.
اليوم السابع المصرية في
27/04/2013
درس سينمائي ليسري نصر الله في "مرتيل"
كتب- محمد فهمى:
وافق المخرج يسري نصر الله علي إلقاء درس السينما الخاص بالدورة
الـ13 لمهرجان "مرتيل" للأفلام المغربية والإيبروأمريكية التي ستقام بشمال
المملكة المغربية خلال الفترة من 2 إلى 8 يونيو المقبل.
وقال أيوب البغدادي مدير المهرجان إن اختيار "نصر الله" جاء تقديرا
لعطائه السينمائي المتميز بالإضافة إلي امتلاكه لغة سينمائية خاصة ينتظرها
المشاهد العربي والعالمي في آن واحد، موضحاً أن نصر الله يستند إلي خلفية
سياسية عبر أفلامه التي تمس الواقع بموضوعات تكاد تقترب من حافة الممنوع
والمرغوب في آن واحد.
وأوضح البغدادي أنه تم اختيار "نصر الله" لكونه أحد المجددين في
الثقافة البصرية العربية ليتمكن شباب السينما المغربية وخاصة وعشاق الفن
السابع عامة من الاستفادة من التجربة الإبداعية لهذا المخرج الكبير صاحب
الرؤية المتميزة في كل أفلامه التي عادة ما تنطوي على أبعاد سياسية مغلفة
بمنظور اجتماعي موجود على أرض الواقع.
وأضاف البغداني أن نصر الله لفت أنظار العالم إليه، وكان من الطبيعي
أن يمثل فيلمه "بعد الموقعة" مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان كان
السينمائي الماضي لأول مرة منذ 15 عاماً لكون هذا المبدع المميز يصر علي
صنع رؤية خاصة جداً ومميزة في أفلامه من خلال الاقتراب فيها من المجتمع
المصري والتكوينات النفسية لمواطنيه ويظهر ذلك بشكل واضح في كل أفلامه.
وقال البغدادي إن هذا الاختيار جاء في إطار استمرار المهرجان منذ 2011
وحتى الآن في محاولة رصد ثورات الربيع العربي سينمائيا حيث تحمل المخرج
الكبير محمد خان العام الماضي عبء درس السينما بينما كان هذا اللقاء عام
2011 من نصيب المخرج خالد يوسف.
وأوضح البغدادي أن هذه الدورة ستحافظ علي برنامج إلى جانب العروض
السينمائية في الهواء الطلق للجمهور العادي ولتلاميذ وتلميذات المؤسسات
التعليمية، مع تنظيم لقاءات مفتوحة داخل المؤسسات التعليمية مع مجموعة من
الأسماء السينمائية المشاركة في هذه الدورة.
افتتاح الدورة السادسة من مهرجان طنجة السينمائى
كتب- محمد فهمى:
انطلقت أول أمس فعاليات الدورة السادسة من مهرجان طنجة السينمائي
الدولي وسط أجواء من الاحتفاليات في مدينة طنجة عروس شمال المغرب وأستقبال
كبير لضيوف المهرجان .
وبدأ حفل الأفتتاح بتكريم نجم المغرب الأول الفنان محمد حسن الجندي
والذي لعب العديد من الأدوار في الأفلام والمسلسلات المغربية والعربية
وكان أبرزها فيلم " الرسالة " للمخرج مصطفى العقاد
.
وأكد المخرج أحمد قاسم المدير الفني لمهرجان طنجة السينمائي الدولي
خلال الحفل حرص المهرجان هذا العام على وجود أفضل الفنانين في الوطن حيث
يكرم المهرجان هذا العام الفنان الكبير محمود ياسين وزوجته الفنانة شهيرة
ومن المغرب الفنان محمد حسن الجندي
.
وأضاف قاسم أن هذه الدورة تختلف عن الدورات السابقة حيث ينتقل
المهرجان من مرحلة المحلية إلى الدولية بمشاركة مجموعة من الأفلام الدولية
في كافة الدول العالم .
وأوضح أحمد قاسم أن لجنة التحكيم المسابقة الدولية للمهرجان في دورتة
السادسة تتكون من الدكتور الحبيب الناصري رئيس المهرجان الدولي للفيلم
الوثائقي بالمغرب، والناقد السينمائي جمال جبريل الصحفي بوكالة أنباء الشرق
الأوسط ، وبشرى الغماري رئيسة تحرير مجلة مرايا بالمغرب ، والطاهر العجرودي
مدير مهرجان نابل الدولي للسينما العربية تونس
.
وعلى نفس السياق قال جمال جبريل عضو في لجنة تحكيم المسابقة الرسمية
للمهرجان، أن هذه الدورة بها مجموعة كبيرة من الأفلام من كل أنحاء العالم،
وعن المشاركات العربية أوضح أن هناك 3 أفلام مصرية، وفيلم كويتي، وفيلم
أردني واخر جزائري بالإضافة إلى أفلام مغربية عديدة.
وأعرب الفنان المغربي محمد حسن الجندي عن سعادته بالتكريم من
مهرجان طنجة السينمائي الدولي في دوتة السادسة ، وأوضح حرصه على التكريم من
المهرجان وذلك بسب العمل الكبير الذي تقوم به إدارة المهرجان ، واختتم حفل
الأفتتاح بتقديم فقرة موسيقية مغربية تعبر عن ثقافة شمال المغرب.
الوفد المصرية في
27/04/2013
ضحايا أدوية الاكتئاب في فيلم سودربرج الجديد
حسام حافظ
لكل مخرج عالمه المفضل وستيفن سودربيرج واحد من نجوم الاخراج في
السينما الأمريكية الذين حققوا نجاحاً مبكراً في الثمانينيات بفيلمه الشهير
"جنس وأكاذيب وشريط فيديو" ثم استمر في تقديم العديد من الأفلام الناجحة
جماهيرياً. ثم عاد بقوة عام 2002 وأخرج "إيرين بروكوفيتش" الفيلم الذي منح
الأوسكار للنجمة جوليا روبرتس. ويبدو أن سودربيرج عثر علي عالمه المفضل في
الصيغة التي قدم بها فيلمه الأخير "تأثيرات جانبية"Side
Effects.
وتعبير "الأثر الجانبي" من التعبيرات الشائعة الموجودة داخل علب
الدواء في جميع أنحاء العالم. لأن الدواء الذي يعالج المرضي من الطبيعي أن
يؤثر في أجهزة الجسم الأخري السليمة. وأحياناً يكون التأثير مدمراً مثلما
حدث لبطلة الفيلم إميلي "روني مارا" التي ذهبت للطبيب النفسي جوناثان "جود
لو" بسبب معاناتها النفسية بعد خروج زوجها من السجن وتفكيره في العودة إلي
الجريمة مرة أخري. كتب لها الطبيب دواءً لعلاج الاكتئاب له تأثير علي المخ
جعلها تقتل زوجها بدلاً من اقناعه بالابتعاد عن العصابة التي يعمل معها.
يشير كاتب السيناريو سكوت بيرنز إلي الصراع الخفي بين الطبيب جوناثان
والطبيبة فيكتوريا "كاترين زيتا جونز" وبالطبع فإن المريض هو الضحية في
جميع الحالات. سواء كان ضحية شركات الأدوية أو صراع الأطباء. والدعاية عن
الدواء تقول "حبة واحدة تغير حياتك" لأنها تعالج الاكتئاب. ولكن هذا العلاج
جعل إميلي قاتلة. كمن جاء يكحلها فأعماها!
روني مارا التي قامت بدور إميلي عرفها الجمهور في فيلم المخرج ديفيد
فينشر "الشبكة الاجتماعية" عن مؤسس الفيس بوك مارك روزنبرج. وهي تتمتع بوجه
ملائكي بريء الملامح. وهذا ما يسبب الصدمة للمشاهد عندما تتحول إلي قاتلة.
تماماً مثلما حدث مع الجميلة "ميجان فوكس" في فيلم الرعب "التلميذة".
تعلق سودربيرج بدراما الشخصية الوحيدة الضعيفة التي تواجه قوي
اجتماعية واقتصادية كبري. وفي "ايرين بروكوفيتش" انتصرت الأم الشابة علي
أعدائها. لكن في "تأثيرات جانبية" وقعت المريضة إميلي ضحية لدواء مدمر لم
يحذرها أحد من آثاره الجانبية.
بدأ ستيفن سودربيرج فيمله وأنهاه باستعراض لمبني مستشفي ضخم للأمراض
النفسية والعصبية في قلب مدينة نيويورك التي لا ترحم. وكل شبابيك المستشفي
من القضبان الحديدية حتي لا يلق المرضي بأنفسهم منها. بسبب الآثار الجانبية
للأدوية التي تعالج كيميا المخ والتي تدفع للانتحار أو إلي القتل. الفيلم
في مجمله يطرح السؤال: إلي متي يموت الضحايا يومياً بسبب الآثار الجانبية
للأدوية؟.. خاصة المرضي الذين يعانون من الأمراض النفسية والعقلية.
عين على السينما في
27/04/2013 |