حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

اين نجوم الشعب من نكسه مصر ؟

كتب : طارق مرسي

 

لا يستطيع أن ينكر أحد الشعبية الجارفة لنجم النجوم عادل إمام، ليس  فى مصر فقط بل العالم العربى والذى تفوق شهرة وشعبية زعماء وقادة ثورات الربيع العربى.. ولا أحد أيضا يختلف على جماهيرية محمود عبدالعزيز ونور الشريف ويحيى الفخرانى ويسرا وأحمد حلمى ومحمد هنيدى ومحمد سعد ومعهم نجوم الغناء عمرو دياب وأنغام وشيرين حتى آمال ماهر، ومعهم أيضا الإعلامى باسم يوسف الذى كسر حاجز الصمت العالمى بعد اختياره ضمن أفضل 100 شخصية مؤثرة فى العالم، محققا دعاية ضخمة لمصر وإعلامييها.

هؤلاء هم نجوم الشعب بعيدا عن الاتجاهات والجبهات والأحزاب والتكتلات.. اختارهم المصريون بدون صناديق اقتراع أو تزوير.. إنهم امتداد طبيعى لقوة مصر الناعمة وشجرة الإبداع المصرى أم كلثوم وعمر الشريف وعبدالحليم، هؤلاء هم رموز دولة الإبداع فى مصر..

من هنا يطرح السؤال نفسه: أين كل هؤلاء فيما يشهده الشارع المصرى الآن والفوضى  التى تجتاح  مؤسسات الدولة الحيوية والارتباك الذى يسود  سلطاته والأزمات التى أصبحت تمثل خطرا أعظم على حياة المصريين.. فالتعاطف الآن أصبح لا يكفى  فى هذا التوقيت العصيب الذى تمر به البلاد،  وليس المطلوب منهم المساهمة بأموالهم وأصولهم.إنما استثمار شهرتهم وأعمالهم لتنشيط الاقتصاد المصرى والسياحة المصرية التى أصيبت فى مقتل وتصدير مبادرات لأبناء هذا الوطن للحفاظ على ما تبقى منه لعلهم هنا يأخذون من حفلات وإسهامات كوكب الشرق أم كلثوم عبرة عندما  طافت محافظات مصر وخارجها فى العالم الأوروبى بعد نكسة 67 لتدعيم الجيش المصرى والاقتصاد الوطنى للخروج من الأزمة وحالة الغيبوبة التى يمر بها الوطن المريض.

المبادرات الغائبة  لنجوم الشعب لا تعنى توريطهم فى الملاعب السياسية  وتضارب الجبات  بل من أجل إنقاذ  مصر من الأنظمة التى تحتكم لمصالحها الشخصية وتعمل لحسابها الخاص بعيدا عن المصالح العليا لهذا الوطن..

 «مبادرات » هؤلاء النجوم حان وقتها بدلا الاكتفاء بالفرجة وأيضا لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، أولها تأكيد رسالة الإبداع المصرى ودعمها فى مواجهة المتطرفين الذين يريدون تدمير كل شىء، وأيضا لتأكيد دورهم الوطنى استكمالا للأدوار التى قام بها أبناء الزمن الجميل أمثال أم كلثوم وعبدالحليم حافظ بدلا من سيادة أجواء الانقسام التى ضربت مصر بلد الأمن والأمان والتوحيد والوحدة.. والوقوف صفا واحدا لمواجهة التطرف والانهيار الذى أصبح كابوساً يهدد حياة مصر أم الدنيا، فى المقابل يجب أن يتناغم الشارع المصرى بكل اتجاهاته وتياراته  مع مبادراتهم لحساب المجهود الوطنى.

فى هذا الملف نقدم خريطة نجوم مصر وانقسامهم ما بين الانشغال بالبيزنس والقيام بأدوار وهمية على جثة الوطن، سواء فى الأعمال التليفزيونية كمحكمين فى برامج لاكتشاف مواهب معظمها يموت فى «الحلقة» قبل أن يصبح جنينا ويتحول إلى ضحية قبل أن يرى بريق الشهرة أو مقدمى برامج لتوسع دوائر المشهد العبثى الذى تشهده مصر، كما نقدم تقريرا عن مواقف نجوم العالم الإنسانية أمام ثورات بلادهم وكيف أنهم يتوحدون للخروج منها وهو درس مجانى لكل من يهمه  أمر هذا الوطن.

مشاهيرانشغلوا بالبيزنس ونسوا الثورة

كتبت : سمر فتحي 

بسبب «لقمة العيش» وعدم استقرار الأحوال السينمائية والفنية عموما.. لجأ عدد كبير من النجوم إلى الفضائيات ليقدموا أنفسهم كمذيعين لأول مرة.. هذا المنفذ وجده البعض اتجاها جديدا لاستثمار شهرتهم والظهور لجمهورهم قبل الانطفاء ، وفى الوقت نفسه لتلبية متطلبات حياتهم المعيشية، أبرز هؤلاء النجوم فى هذا الإطار «هانى رمزى» فى برنامجه الليلة مع «هانى».. الذى  بذكاء شديد حوله إلى استاند أب  كوميدى مستغلا قدراته الكوميدية ولم يترك هانى فرصة استثمار المشهد السياسى فى حلقاته لتصدير رأيه وكتابة انطباعاته عما يدور فيه من مشاهد عبثية يومية.

 ينافس «رمزى» فى هذا الإطار أحمد آدم فى برنامجه الكوميدى «بنى آدم شو»، وآدم صاحب السبق فى هذا الاتجاه فى ظل الفوضى التى شهدتها السينما قبل الثورة وتصدر أسماء محدودة المشهد فيها، وإذا كان «رمزى» لم يهمل استكمال مشروعه السينمائى الذى قدم فيه «جواز بقرار جمهورى» و«عايز حقى» و«ظاظا» وهذه الأعمال حفلت بالعديد من مظاهر النقد السياسى والتى أرهصت للثورة المصرية فى حين تعثر مشروع  «آدم» الكوميدى وهى تقريبا نفس الأزمة التى واجهت «أشرف عبدالباقى» حيث سبق كلا من «رمزى» و«وآدم» فى مجال البرامج الفضائية  من خلال برنامجه «دارك» وحقق فيه نجاحا ملموسا رغم تفوق «أشرف» فى كوميديا السيت كوميدى من خلاله مسلسله الشهير «راجل وست ستات» بعد أن أغلقت الأبواب أمامه لاستمرار مشروعه السينمائى.

«محمد هنيدى» هو آخر المنضمين إلى سباق البرامج حيث اتفق على تقديم  برنامج توك شو جديد يعوض به الغياب السينمائى والفوضى التى تسود السينما المصرية قبل وبعد الثورة.

البرامج الفضائية كانت ملجأ لكبار  المطربين وخصوصا برامج اكتشاف المواهب فى وقت تراجع السوق الغنائية أمام نجومها.. قناة mbc كانت صاحبة السبق فى تحقيق شعبية لهذه النوعية  من البرامج من خلال برنامج «أحلى صوت» the voice الذى نجح فى استثمار جماهيرية كاظم الساهر وشيرين عبدالوهاب وعاصى الحلانى وصابر الرباعى خلال موسم كامل وسبق لنفس المحطة أن قدمت برنامجاً فى هذا الإطار «عرب أيدول» الذى يواصل موسمه الثانى مع نجوم الغناء راغب علامة ونانسى عجرم وأحلام، وفى نفس المساحة تقدم قناةcbc برنامج «إكس فاكتور» مع نجوم الغناء «حسين الجسمى» و«إليسا» و«وائل كافورى».

نجوم الغناء وجدوا من هذه البرامج متنفسا ماديا ثمينا إلى جانب تعويض خسائرهم الغنائية فى ظل سقوط إمبراطورية الغناء وكساد السوق وتراجع الحفلات الغنائية.

نجوم الكوميديا والغناء اعتبروا البرامج مشروعاً استثمارياً  لتأمين معيشتهم والابتعاد عن بؤر الشغب السياسى وتوريط أنفسهم فى اتجاهات وأحزاب وفى ظل هذا المشروع انكسر مشروع الأعمال القومية لخدمة الوطن المنهار.

فى المقابل انشغل البعض الآخر من النجوم باتباع نظرية البحث عن الفضيحة لإعادة الأضواء إليه بعد الانطفاء عبر سيناريوهات عبثية وتفاصيل مزعجة على مواقع التواصل الاجتماعى بينما اختفى من المشهد ثوار ميدان «التحرير» الذين قدموا أنفسهم كـ«ثوار» ضد النظام الساقط وأيضا إدارة النظام الحالى والحكومة المرتبكة..

هوليوود تجمع الملايين لضحايا «بوسطن»

ومشاهير مصر اكتفوا بصورة فى الميدان

كتبت : شيماء سليم 

عقب التفجيرات التى وقعت فى مدينة «بوسطن» الأمريكية اندفع عدد كبير من نجوم هوليوود ليس فقط للإعراب عن استيائهم وحزنهم بل ومساندتهم لأهل المدينة المنكوبة بالتغريدات على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» و«فيس بوك» مرورا بالإعلان عن زيارات يقومون بها للمصابين والمدينة وإرسال مساعدات مادية، وحتى التصريح بافتتاح أفلامهم أو إقامة احتفاليات فى «بوسطن» للوقوف بجانب أهلها ومواساتهم وبعث الحياة والبهجة فى هذه المدينة الهادئة من جديد.

المواقف النبيلة التى يقوم بها مشاهير هوليوود ليست جديدة عليهم فهم دائماً يهتمون بالأزمات والمشاكل التى تتعرض لها بلادهم، بل وتتوسع دائرة اهتماماتهم للبلاد الأخرى التى تحتاج لدعمهم المعنوى أو المادى. 

هؤلاء المشاهير يقدمون دروساً مجانية فى حب وطنهم والوقوف بجواره فى محنته وأزماته واستغلال جماهيريتهم فى تخفيف الآلام لكن فى مصر التعاطف وحده يكفى.

النجوم والنجمات الذين منحهم الناس المال والشهرة والأهمية لا يعنى معظمهم بهؤلاء الناس، لا يكترثون بمحاولة رد الجميل لجمهورهم، لا يهتمون بما يعانون من أزمات فكل ما يهم معظمهم هو نفسه ومجده وأمواله وفى الحالات النادرة التى يظهرون فيها، نجدهم يهتمون بالأضواء والكاميرات المسلطة عليهم عند مشاركتهم فى أى حدث أكثر من اهتمامهم بالحدث نفسه.

وفى مصر المشاهير الذين يعنون بقضايا وطنهم قلة، ودائماً ليسوا من نجوم الصف الأول ولكنهم أصحاب رغبة فى المشاركة الإيجابية فى مرحلة التحول التى يعيشها الوطن لزيادة أرصدتهم فى قلوب الناس.

وعلى الرغم من أن اهتمام الفنان المصرى بالعمل العام اتضح منذ أكثر من 80 عاماً، عندما قرر مجموعة من الفنانين فى القرن الماضى القيام بحملة للتبرع لصالح الاقتصاد المصرى، فتبرع عدد من الفرق الموسيقية والمسرحية، بإيرادات عروضهم فى مختلف أنحاء مصر لإنعاش الاقتصاد المصرى مرة أخرى، بمبلغ وصل إلى 30 ألف جنيه، وهو رقم لا يستهان به فى هذا التوقيت.

وتجددت مرة أخرى بعد نكسة 1967 عندما قام عدد من المشاهير بجمع التبرعات وفى مقدمتهم أم كلثوم التى تبرعت بإيرادات حفلاتها داخل وخارج مصر للمجهود الحربى لدعم الجيش وإعادة بنائه وتسليحه من جديد وبالفعل استطاعت أن تجمع من داخل مصر ما يزيد على الـ600 ألف جنيه وهو أيضاً رقم ضخم فى هذه الفترة.

ومنذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن يمر الوطن بأزمات لا تتوقف ومحن لا تنتهى بداية من حالات إسعاف وعلاج مصابى الثورة وما أعقبها من أحداث تخريب وتدمير لمنشآت تاريخية وحيوية إلى جانب حالات الشلل التام فى الاستثمار والإنتاج، ومنها ما يضر الفنان المصرى بشكل خاص وهو تجمد الإنتاج السينمائى، ولكن لم يحاول أحد المشاركة بشكل إيجابى فى مساعدة بناء وطنه.

وكانوا يراهنون بالأفكار والمشاركة المعنوية فى مليونيات الثورة وممثلين بجبهة الإبداع والإنقاذ الوطنى تراجعوا وانسحبوا فجأة من المشهد العام وبين هذه الشواهد لا يعرف أحد مصير حملة «معا لتطوير العشوائيات» التى قادها الفنان محمد صبحى أو حملة «العلم قوة» التى قادها الداعية عمرو خالد اللتان انطلقتا من مبادرات شخصية ووطنية.

وباستثناء الإعلانات التليفزيونية التى يظهر بها بعض المشاهير لتوجيه الناس للتبرع لمرضى السرطان أو الأيتام أو غيرها من الجهات المعروفة، لا نجد فنانا يعلن بشكل صريح قيامه بالمساهمة المادية المباشرة أو حتى المعنوية لإنقاذ الوطن ورد الجميل لأهله الذين منحوه المجد.

الجميع اكتفى بدور المشاهد من الأبراج العاجية والبكاء على الملايين المهدرة.

 أحداث «بوسطن» دفعتنا لإدراك المسافة التى يبتعد فيها الفنان المصرى بحالته هذه عن الفنان الأمريكى، ونتأكد أنها تقريباً نفس المسافة الجغرافية والحضارية التى تبعد مصر عن الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تستمد قوتها من شعبها والتى لا يفصل فيها الفنان نفسه عن باقى أبناء وطنه، فهو لا يتردد فى مساندة جمهوره فى أى محنة سواء كانت كارثة طبيعية أو حوادث مدبرة.. فبعد هذه التفجيرات بثوان بدأ تدفق مشاهير هوليوود بتقديم خدماتهم ومساندتهم ماديا ومعنوياً بل ذهب بعض النجوم لزيارة المصابين فى المستشفيات ومواساة أهالى الضحايا الذين قتلوا وكان من هؤلاء الفنانين «بن أفليك» و«برادلى كوبر»، وأعلنت «ساندرا بولوك» أنها سوف تقوم بافتتاح فيلمها الجديد «the heat - اللهب» فى بوسطن فى محاولة لإعادة البهجة للمدينة الرائعة مرة أخرى، وكنوع من رد الجميل لأهالى هذه المدينة الذين كانوا فى غاية اللطف معها وفريق عمل الفيلم أثناء تصويره هناك.. كما قام أعضاء فرقة «دروبكيك ميرفيز» ببيع مجموعة من الـ«تيشرتات» مكتوب عليها «إلى بوسطن» عن طريق موقعهم الإلكترونى وقد وصلت هذه المبيعات إلى 100 ألف دولار ذهبت مباشرة لأسر الضحايا والمصابين.. وأحدث أشكال التعاون جاء عن طريق إعلان عدد كبير من نجوم هوليوود ومشاهير أمريكا ترحيبهم باقتراح الرئيس أوباما لرفع نسبة الضرائب بداية من شهر إبريل الجارى لمساعدة البلاد ومن هؤلاء النجوم: «ويل سميث» و«بن أفليك» و«مات دايمون» ومعهم «مارك زوكربيرج» مؤسس شبكة التواصل الاجتماعى «فيس بوك».

تفجيرات بوسطن لم تكن الأولى التى يجد فيها المواطن الأمريكى مساندة وتواجداً للشخصيات الشهيرة بجواره فى أزمته فقد سبقها وقائع أخرى منها إعصار ساندى وإعصار كاترينا وتفجيرات 11 سبتمبر وكل ما سبقها من أحداث أو كوارث طبيعية أو مدبرة.. الفنان الأمريكى ظهر بنفسه فى مواقع هذه الأحداث ليوزع مستلزمات قد يحتاجها المتضررون أو ينظف المكان مما اعتراه من فوضى نتيجة ما وقع فيه، أو ليقدم تبرعات مالية ضخمة فى محاولة لتجاوز الأزمة ومساعدة الضحايا أو المصابين.

لا يتوقف مشاهير هوليوود عند المساعدة فى الأوقات العصيبة فقط، بل يصل أحياناً للاستمرار فى الأعمال الخيرية ومساعدة الآخرين طوال العام، سواء من خلال المؤسسات التى أنشأها الكثير منهم ولكل منها هدف، أو دعم عدد من الجهات بأموال سنوية من الممكن أن تكون هذه الجهات دعم وبناء مستشفيات أو جمعيات ذات أهداف معينة مثل إيواء المشردين أو مساعدة النساء والأطفال، ومن الممكن أن يخصص الفنان جزءا من دخله السنوى لدعم متحف أو لتطوير جامعة أو مدرسة ما إلى جانب مساعدتهم الشباب لتحقيق طموحاتهم سواء فى الفن كالمؤسسة التى تدعمها النجمة الكبيرة «ميريل ستريب» وزوجها أو فى أى مجال آخر وهذا ما تحاول مؤسسة المخرج الكبير «جورج لوكاس» اكتشافه والعمل على تطويره.

المساعدات لا تتوقف عند الحدود الجغرافية والقومية عند مشاهير هوليوود حيث يواصلون خدماتهم الإنسانية إلى خارج حدود بلادهم، وخاصة فى البلاد المتضررة من الحروب وبعض الأزمات الأخرى كالمجاعات وغيرها، وأيضاً البلاد النامية التى تحتاج للدعم لتطوير مجالات الصحة أو التعليم والفقر.

مجلة روز اليوسف في

27/04/2013

 

تكريم المضف والغانم والوردي وصالح والأسطاء والراحل جابر

العجمي: المهرجان السينمائي الثاني لمجلس التعاون الخليجي يبرز إبداعات الشباب 

كتب الخبرفادي عبدالله 

على مدى سبعة أيام سيقام المهرجان السينمائي الثاني لمجلس التعاون الخليجي في دولة الكويت، ليحتضن إبداعات السينمائيين

عقد مدير إدارة الثقافة والفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سهل العجمي مؤتمرا صحافيا أمس، لتسليط الضوء على فعاليات وأهداف المهرجان السينمائي الثاني لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبحضور نوار القريني من مراقبة السينما بالمجلس، ووسائل الإعلام المختلفة.

استهل العجمي الحديث، مؤكداً أن المهرجان يأتي تقديرا للمكانة التي تحظى بها السينما، وتأكيدا للدور الابداعي لأبناء مجلس التعاون الخليجي، وابرازا لإسهاماتهم وانجازاتهم وتجاربهم السينمائية فإن اقامة مهرجان للسينما الخليجية تعد ضرورة لدعم مسيرة هذا الفن وتشجيع الرواد الذين غرسوا اللبنة الأولى على مزيد من العطاء والإبداع.

ثم ذكر أهداف المهرجان وهي: تعزيز التواصل الفني على المستوى الإقليمي والعالمي، وتأكيد اهمية السينما في الاضافة والتنوع إلى ثقافة المنطقة مع تعزيز التوجه للحفاظ على القيم الاجتماعية السامية للمجتمع في دول المجلس، وتعميق الشعور بمكانة ودور السينما والفنون والثقافات المرتبطة ودوام تأثيرها في الحياة الاجتماعية بالمنطقة، وتشجيع المواهب الجديدة وتشجيعها على نيل الشهادات العليا في المعاهد المتخصصة بفن السينما، تكريم الرواد والمتميزين من خلال فعاليات المهرجان.

وتحدث عن حفل الافتتاح يوم الأحد 5 مايو الجاري، برعاية وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، الساعة 8 مساءً على مسرح الكويت الوطني الذي سيتضمن افتتاح الصور الفوتوغرافية السينمائية، كلمة راعي الحفل، كلمة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، فيلم وثائقي عن السينما في الخليج، بانوراما عن الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، تكريم الشخصيات السينمائية وهم: بدر المضف (الكويت)، نجوم الغانم (الإمارات)، أمين عقيل صالح (البحرين)، فهد أحمد الأسطاء (السعودية)، حمد بن خلفان الوردي (عُمان)، اسم الراحل علي حسن الجابر (قطر). ثم الإعلان عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم.

وتطرق إلى فئات المسابقة: الأفلام الروائية الطويلة، الأفلام الروائية القصيرة، الأفلام الوثائقية الطويلة، الأفلام الوثائقية القصيرة. أما الأفلام المشاركة في التنافس على جوائز المهرجان وعددها تسع جوائز، فهي على النحو التالي:

الأفلام الوثائقية القصيرة

مسابقة الأفلام الوثائقية القصيرة: «محطات موسيقية» للمخرج طلال المهنا (الكويت)، «ضد الريح» للمخرجة عائشة عبدالله (الإمارات)، فيلم «قولي يا حلو» للمخرج محمد جناحي (البحرين)، «لقطة سريعة – الرحالة» للمخرج طارق الدخيل الله (السعودية)، «كنوز عمان» للمخرج محمد الكندي (عُمان)، «بدر» للمخرجة سارة السعدي (قطر).

مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة: «أسياد الأفق» للمخرج عبدالله المخيال (الكويت)، «أمل» للمخرجة نجوم الغانم (الإمارات)، «تراث عمان الجيولوجي» للمخرج خالد الحضري (عُمان).

«الروائية القصيرة»

مسابقة الأفلام الروائية القصيرة: «أليس في بلاد العجائب» قصة واقعية للمخرجة دانة المعجل (الكويت)، «موت بطيء» للمخرج جمال سالم (الإمارات)، «أصوات» للمخرج حسين الرفاعي (البحرين)، «هنا لندن» للمخرج محمد راشد بوعلي (البحرين)، «سكون» للمخرج عمار الكوهجي (البحرين)، «رفرفة أمل ( ياسمين )» للمخرج طلال عايل (السعودية)، «نكره» للمخرج عبدالرحمن عايل (السعودية)، «مشوار» للمخرج عبدالعزيز المطيري (السعودية)، «نقصة للمخرج شبيب الحبسي (عُمان)، «الحبس» للمخرجين أحمد الباكر ومحمد الإبراهيم (قطر).

«الروائية الطويلة»

مسابقة الأفلام الروائية الطويلة: «تورا بورا» للمخرج وليد العوضي (الكويت)، «ظل البحر» للمخرج نواف جناحي (الإمارات)، «أصيل» للمخرج خالد الزدجالي (عُمان)، «بدون» للمخرج محمد الابراهيم (قطر).

وسيعقب على الأفلام في الندوات التطبيقية كل من د. علي العنزي (الكويت) على أفلام البحرين وقطر، والناقد طارق الشناوي (مصر) على أفلام الإمارات وعُمان، ومصطفى المسناوي (المغرب) على أفلام الكويت والسعودية، وستعرض جميع الأفلام في سينما ليلى - السالمية على فترتين الساعة 5 و7 مساءً.

وستقام ندوة فكرية بعنوان «السينما في مجلس التعاون لدول الخليج العربية... الواقع والتحديات» على مدى أربع جلسات في فندق هوليداي داون تاون - شرق، وستكون محاورها: موجز تاريخي عن السينما في كل دولة من دول مجلس التعاون الخليج العربية، لسينما المستقلة وتجارب مميزة، تحديات الواقع: التمويل - الرقابة – التوزيع – سؤال الهوية.

أما ضيوف المهرجان، فيصل عددهم إلى 50 ضيفاً من الخليج والعالم العربي وإيران بينهم: مدير مهرجان القاهرة الدولي سهير عبدالقادر، مدير مهرجان بغداد السينمائي طاهر علوان، المخرج بسام الذوادي، الفنانة مريم زيمان، الفنان فايز المالكي، الفنانة داليا البحيري، المخرج داود عبدالسيد، المخرج لكحل العربي، المخرج محمد لطيفي، المخرج محمد رضائي.    

الجريدة الكويتية في

27/04/2013

 

ساندرا نشأت:

مصر ما زالت بلدً عظيمًا يتسع لكل الأديان

كتب ــ أحمد فاروق

كشفت المخرجه ساندرا نشأت انها فكرت فى الهجرة إلى الولايات المتحدة الامريكية بعد ثورة 25 يناير، خاصة بعد أن ازدادت الامور سوءا وغابت الرؤية. وقالت ساندرا خلال لقائها مع الإعلامى يوسف الحسينى فى برنامج «الساده المحترمون» الذى يذاع على قناة «أون تى فى» أن عائلتها تعيش فى امريكا وكان أمامها فرصه كاملة أن تترك البلاد وتهاجر عندما اصبح السواد لون للحياة فى مصر، كما انها على مستوى العمل كانت تعانى فى تصوير فيلم «المصلحة» الذى تم الانتهاء منه على مدار عامين بسبب عدم الاستقرار فى الشارع المصرى.

وأوضحت ساندرا أن هجرة بعض اصدقائها الذين شاركوا فى الثورة هو ما جعلها تنتبه إلى هذا الطريق، ولكنها تراجعت عن الفكرة فى اللحظات الاخيرة قناعة منها بأن أحدا لن يستطيع خدمه بلاده من الخارج، وأن كل إنسان يريد أن يساهم فى نهضة بلده يجب عليه أن يعمل على ارضها.

وقالت: «ألوم كل من ترك مصر وهاجر لمجرد ان الظروف ليست على ما يرام». وشددت ساندرا أنها لا تحب ان تتحدث فى السياسة وتريد ان تكون متفائلة دائما وبعيده عن الكآبة، كما أنها لا تتعامل مع تويتر اطلاقا لأنها تخاف أن تكون فاهمة خطأ وليس لأنها تخاف من السياسة، فليس هناك اى شيء فى الوجود يمكن ان يجعلها تغير احساسها او رأيها.

واشارت ساندرا أن كونها مسيحية وامرأة لم يعقها يوم عن اداء عملها، معلنة تعجبها ممن يسألها: هل انت مسيحية؟.

وتابعت ساندرا: مصر ما زالت بلدا عظيما يتسع لكل الاجناس والاديان وعندما يسألك أحد عن دينك قل له «انت مالك».

وعلى صعيد العمل قالت ساندرا انها لن تقدم سينما الاكشن الفترة القادمة، وسستجه لتقديم عمل انسانى اجتماعى، وقالت أنها كان لديها مشروع مسلسل من بطولة الفنان احمد عز لرمضان القادم الا انه تأجل بسبب ضيق الوقت ومن الممكن تقديمه فى رمضان بعد القادم.

الشروق المصرية في

27/04/2013

 

نور الشريف: خُدعت في الإخوان المسلمين

كتب ـ محمد إبراهيم طعيمة: 

أكد الفنان نور الشريف أن المصريين "عاقلين زيادة عن اللزوم"  مضيفا أنه لو كان المصريين "مجنونين" لعرف الحق من الباطل بسهولة

وقال الشريف في برنامج "جملة مفيدة" الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي على فضائية "mbc مصر" أن الشخصية المصرية لا تحب السلوك الجماعى وتتسم بالأنانية وذلك لأنها لا تؤمن بما يسمى الحب المشترك و أصبحنا نعيش في زمان لا نحب بعضنا البعض مشيراً لأن  أن السلوك الجماعي غائب عن الشخصية المصرية وذلك لأن الشخصية المصرية تحمل مقدار كبيرا من الغيرة والحسد.

وروى نور الشريف تجربة فاشلة خاضها مع العمل الجماعي حينما أسسوا سينما شبابية بالتعاون مع صلاح أبو سيف وأنتجوا فيلم "عيون لا تنام" ونجح الفيلم لكن التجربة لم تتكرر لأن أصحاب المصالح قاموا بالايقاع بين فريق الممثلين وقاموا بإستغلال ضعف النفس البشرية لأنهم يعملوا أن أصحاب الفكر والموهبة إذا أتحدوا سيمثلون خطرا على إنتاجهم من الأفلام والأعمال الفنية المختلفة.

وأعرب الفنان نور الشريف عن استيائه الشديد لما ألت إليه الأوضاع السياسية في مصر الآن مما دفعه للعزلة والابتعاد عن متابعة القنوات الفضائية والصحف المحلية وأصبح يشغل وقته اليومي بالقراءة ومتابعة مباريات كرة القدم الأجنبية وقناة متخصصة في بث الأفلام المشاركة في المهرجانات الدولية.

واستعجب الفنان نور الشريف من "طول صبر"الشعب المصري على ما يدور حوله من هراء وانعدام الأخلاق، بالاضافة إلى حالة الاستقطاب الشديدة التى يعيشها المجتمع حالياً، مؤكداً أن ابتعاده عن التدخل فى المشهد السياسي راجع إلى قولبة المجتمع وتلفيق التهم للتيارات السياسية المناهضة لسياسات جماعة الإخون المسلمين الحاكمة

وصرح الفنان نور الشريف بأنه راهن على قدرة جماعة الإخوان المسلمون على حل المشاكل الاقتصادية التى تعاني منها مصر فور توليهم لمقاليد السلطة، وأشار إلى أنه طالب منذ أكثر من أربع سنوات من قيام الثورة بالسماح لهم بالانخراط في الحياة السياسية.

وأرجع نور الشريف مبررات رهانه إلى قدرة جماعة الإخوان على تنظيم شبكة عنكبوتية متماسكة وكذلك لمعايشتهم لمشاكل الطبقات البسيطة وتواصلهم الدائم معهم من خلال الخدمات الاجتماعية التى تقدمها جماعة الإخوان منذ عهد طويل، لكنه الأن يشعر بالحزن للرئيس محمد مرسي، لأن أفعال جماعة الإخوان المسلمين الراهنة تظهر الجانب الضعيف له، وهو ما يدفعه للتراجع في قراراته بشكل دائم

حضر اللقاء مُرتديًا ملابس تصوير المسلسل..

نور الشريف فى ضيافة "جملة مفيدة" الليلة

كتب - محمد فهمي:

يستضيف برنامج "جملة مفيدة" الذي تقدّمه الإعلامية منى الشاذلي على "MBC مصر" "الليلة" الفنان الكبير نور الشريف في حوار ساخن جمع بين الفن والسياسة، وتحدث خلاله الفنان نور الشريف مُرتديًا جلبابا تقليديا مصريا هو ذاته الذي يرتديه خلال أحداث مسلسل "خلف الله" الذي يقوم الفنان الكبير بتصوير مشاهده حاليا.

ويوجه الفنان القدير عدة رسائل خلال الحوار للرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين وجبهة الإنقاذ ويطرح نور الشريف وجهة نظره في الأحداث الساخنة بصراحته المعهودة.

الوفد المصرية في

28/04/2013

 

مباراة في التمثيل يتألق بها مايكل شانون

«الرجل الثلجي»... للجريمة حدود!

عبدالستار ناجي 

يقترن اسم ريتشارد كوكلينسكي بعالم الجريمة، وتؤكد ملفات الشرطة في الولايات المتحدة، ان هذا الرجل قام باغتيال أكثر من مئة شخص، بناء على عقد بالقيام بمثل هذه المهام الاجرامية، مع زعيم احدى العصابات... والفيلم الجديد «الرجل الثلجي» والمستمد من قصة حقيقية لحياة ريشارد كوكلينسكي عرض ضمن العروض الرسمية لمجموعة من المهرجانات السينمائية الدولية، من بينها مهرجان فنيسيا السينمائي الدولي.

وتروي الاحداث والفيلم، ان احداثيات الفيلم ترتكز على حكاية ذلك المجرم المحترف، وايضا الجانب الأسرى من حياته، حيث الاب العذب... والرقيق... والوفي... والذي يجعل أسرته لاحقا، لا تصدق، ان والدهم ارتكب كل هذه الجرائم وبأنماط متعددة... وبقلب لا يعرف الرحمة...

الفيلم يعتمد على سيناريو تعاون في كتابته اريل فردمان (المخرج) مع الكاتب الروائي الاميركي مورغان لاند الذي قام بصياغة النص الروائي الاصلي، مشيرين الى المخرج الشاب اريل فردمان «وهو يحمل الجنسيتين الاميركية والاسرائيلية» وقدم للسينما العديد من الاعمال السينمائية ومنها «جوهرة الصحراء 2001» و«آر. آتس - 2005» ودانيكا - 2006» وعدد آخر من الاعمال السينمائية الروائية القصيرة والطويلة.

وفي فيلم «الرجل الثلجي» حفنة من النجوم، في مباراة عالية المستوى في التمثيل، يقودهم مايكل شانون بدور «القاتل» وكنا قد شاهدنا هذا النجم في حفنة من الاعمال السينمائية والادوار الصبعة، كما في أفلام «بيري هاربر 2001» و«بادبويز 2003» و«سماء الفانيليا».

معه جيمس فرانكو بدور «مارتي» والجميلة وينونا رايد «ديبورا كوكلينسكي»... وايضا راي ديوتا في واحدة من الشخصيات التي تجعله كأحد أهم نجوم الشر في السينما الاميركية وهو يتقمص شخصية «راي ديمو»، زعيم العصابة الذي يكلف ذلك القاتل بالمهام الموكلة اليه.

في لحظة ما، وانا أشاهد هذا الفيلم، راح سؤال محوري، يحاصرني، حول الانسان والمجرم فهذا المجرم، لا تعرف عنه زوجته وأسرته وكل من يحيط به ماذا يعمل.... وما هي المهام التي يقوم بها... وهو يحيطهم بالمحبة والكرم وايضا الدفء العائلي.

وفي الجانب الآخر، هو قاتل شرس.... يقوم بمهمته من أجل ارضاء مرؤوسيه...

ويجسد تلك الشخصية باختصار وعمق مايكل شانون حيث ذلك القاتل، الذي قام باغتيال «100» شخصية حتى يوم القبض عليه عام 1986.

قاتل... ورب أسرة مخلص...

مجرم محترف... وانسان عامر بالاحساس والعواطف لأسرته وزوجته وبناته...

الفيلم يذهب بنا الى أجواء الكلاسيكيات السينمائية الخاصة بعوالم الجريمة والمافيات، التي قدمها فرانسيس فورد كاجولا ومارتن سكور سيزي وايضا لاحقا جيمس غراي.

قاتل يتم استغلاله لايصال الرسائل، وايضا التهديد... وقتل الذين لا يدفعون الاتاوة... والديه... وفي خط متواز نتابع حياته اليومية مع زوجته «ديبورا وابنته» وحياتهما في ضواحي جيرسي.

والان ما هي حكاية عنوان «الرجل الثلجي» انه يقتل بطريقة مبتكرة، عبر التجميد... واستخدام رذاذ السينايد كأسلوب للقتل لا يمكن الكشف عنه... وتجميد الجثث.

لا نريد الدخول في التفاصيل، والاحداثيات، لاننا امام كم من الجرائم الذي تظل تذكرنا بالعراب و«سائق التاكسي» وغيرهما من أفلام الجريمة... والعصابات.

ويبقى ان نقول، انها دعوة لاكتشاف نجم جديد ذي امكانات مذهلة هو مايكل شانون.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

28/04/2013

 

"سمير أبو النيل":

فيلم رديء عن الفضائيات الرديئة!

محمود عبد الشكور 

المضحك فى فيلم "سمير أبو النيل"، الذى افتتح الموسم السينمائى الصيفى المصرى، ليس مفارقات أحداثة ولا براعة ممثليه، ولكن فى أنه اختار انتقاد القنوات الفضائية الرديئة التى تضحك على عقول مشاهديها، بعمل فيلم ركيك ثقيل الظل يكاد يضحك هو أيضاً على عقول مشاهديه، بدت هشاشة الحرفة فى الكتابة، ومبالغات أبطال الفيلم الأدائية الصاخبة كما لو كانت أسوأ انتقاد ممكن لفضائيات تفتقد الى المهنية والبراعة والذكاء، فأصبح الطرفان، الفيلم والفضائيات التى ينتقدها، فى مأزق واحد، هو أمر غير مقصود بالطبع، ولكنه حدث.

فوضى البث الفضائى، وعشوائية القنوات التى تبيع الأوهام، ودخول كل صاحب "قرشين" الى مهنة الإعلام، كلها موضوعات يمكن أن تصنع أفلاماً كوميدية جيدة، وخصوصاً أن الإسقاط فى "سمير أبو النيل" يقترب بوضوح من نماذج معروفة، يتندر المصريون على ما تقوله فى قنوات تمتلكها، مذيعون بفلوسهم يفتون فى كل شئ، ويفهمون فى الرياضة والسياسة والأدب والفن والدين، وبعضهم يحمل شهادة الدكتوراة.

ولكن المدهش فعلاً أن الفيلم الذى كتبه "أيمن بهجت قمر"، واخرجه "عمرو عرفة"، وقام ببطولته "أحمد مكى"، ظهر باهتاً وخالياً من الابتكار ومباشراً فى مناطق كثيرة، بل إنه كان خالياً من الضحك، لدرجة أنك لو شاهدت برامج الشخصيات الأصلية التى ينتقدها الفيلم، ستضحك أكثر، أى أن الفيلم لم يستطع أن يتجاوز الواقع، ليصنع عنه فناً أكثر عمقاً وجمالاً.

يتذبذب ما يكتبه "ايمن بهجة قمر" بصورة واضحة ما بين بدائية "عندليب الدقى"، الى مزيد من الإتقان مع بعض الملاحظات كما فى "آسف على الإزعاج" و"ابن القنصل" و"إكس لارج"، وقد جاء "سمير أبو النيل" من أفلام الفئة الأولى المرتبكة التى لا تنجح فى رسم شخصياتها، ولا فى تقديم بناء متماسك، ليس أدل على ذلك من أن الحدث الرئيس الذى تنطلق منه الدراما والصراع، لا يمكن تصديقه بناء على ما قدمه الفيلم عن سلوك شخصياته، فهل من المعقول أن يلجأ رجل ثري الى ابن عمه البخيل العاطل الذى يكرهه، لكى يعطيه 550 مليوناً من الجنيهات المصرية، لمجرد أن يتستر وراء نشاطه، ويغسل أمواله القذرة؟!

كيف يمكن أصلاً أن تكون شخصية مثل "سمير ابو النيل" وسيلة لدرء الشبهة عن المليونير الثرى بينما هذا الشاب الأخرق مدعاة للشبهة والريبة بمجرد أن يظهر بشكله وهيئته وكلامه وخناقاته اليومية؟!

اللف والدوران

يظل الفيلم يلف ويدور حول فكرته الأساسية، وهى قيام رجل لا يفهم بإنشاء قناة فضائية يخدع من خلالها الناس، لم يكن الفيلم فى حاجة بالأساس الى مسألة غسيل الأموال التى تكاد تضحك على الجمهور أيضاً، كان صناع الأفلام فى الخمسينات والستينات أكثر بساطة واحترافاً،إذ يكفى أن يرث البطل فجأة أموالاً ليدخل الفيلم الى حكايته الأصلية.

ولكننا سنستغرق وقتاً معتبراً فى تقديم شخصية سمير أبو النيل (أحمد مكى) الذى يتهرب منه الجميع، نعرف أنه خريج معهد الخدمة الإجتماعية، بخيل الى درجة مزعجة، يعيش من تأجير شقة ورثها عن عائلته، يتبادل حوارات تليفونية مع فتاة مصرية تعيش فى استراليا،  يتطفل دوماً على أقاربه واصدقائه فى حى المنيل، له شقيق متدين هو الشيخ شكرى (علاء مرسى) يعيش فى القرية، ويزوره إذا سنحت الفرصة، ولديه صديق يعمل أميناً للشرطة يدعى أشرف (محمد لطفى)، وهناك أيضاً ابن عمه الثرى حسين (حسين الإمام) الذى سيغيّر حياته فجأة، وبدون أى توقع.

نموذج مثل سمير هذا ببخله وتطفله وثقل ظله وعلاقاته السيئة مع أهل منطقته، من المستحيل أن يكون الإختيار الأول ولا حتى الأخير لشخص انتهازى مثل حسين، الذى نراه يطلق زوجته بسهوله من أجل الحصول على مغنم مادى من ابنته الوحيدة، حتى طريقة إقناع حسين لـ "سمير" تبدو ساذجة تماماً، فحكاية المرض الذى يقضى على حياة الثرى مستهلكة وتثير السخرية، ومخاوف الثرى من افتراض سطو الآخرين على الثروة لأن ابنته أقل من 21 عاما، لاتقود بالضرورة الى أن يعطى هذه الملايين لمن يمكن أن يبددها بالفعل مثل سمير، ولكن الفيلم لا يعنيه سوى أن تصل الثروة لبطله وخلاص، وأن يقوم بإنشاء قناة فضائية وخلاص، لأن هذا هو الموضوع الأصلى.

ستظل السذاجة والفبركة هى عنوان الفيلم حتى نهايته، وهما نفس المشكلتين اللتين ينتقدهما الفيلم فى أداء الفضائيات، لم يأخذ المؤلف باله أن الثرى حسين لديه مساعدة ( نيكول سابا) يمكن أن تدير أمواله  وتغسلها بمساعدة المحامى، دون أى حاجة لاستقدام سمير المكروه، ولم يتوقف أحد عند اسباب اختيار سمير أبو النيل أن يبدأ عالم البيزنس بمستحضرات تجميل فاشلة تمزق البشرة والجلود، وبدا غريباً أن يبدد شخص بخيل 50 مليونأ من الجنيهات (لا يملكها)  مرة واحدة فى مشروع قناة فضائية، بينما يمكن أن يتعرض للسجن بسبب حصول الثرى منه على أوراق بما استلمه من المبلغ.

عجائب وغرائب

تتحول الفبركة الى ما يقترب من العجائب والغرائب التى لا تضحك أحداً: الملايين تنتقل فى زكائب الى حجرة فى منزل الشاب البخيل، ولحماية الأموال يدعى أنه يقوم بتربية الكلا ب فى الحجرة، ولكى يصرف أنظار أهل المنيل جميعاً يزعم أنه سيتم تنظيم حفلة للنجمة هيفاء وهبى، أما الاتفاق بين مساعدة حسين وسمير على موضوع القناة فيتم بمنتهى السهولة، ثم تبدأ اسكتشات انتقادية يقدمها سمير عبر قناته، كلها ثقيل الظل، وزادها أحمد مكى سوءاً بمبالغاته الحركية المزعجة، وبمظهره المفتعل، وشاركه فى ذلك محمد لطفى، الذى يخبرنا بشكل مباشر أنه استقال من عمله كأمين للشرطة أقرب الى البلطجى، لأنهم يقومون حالياً بتطهير الوزراة ؟!

يتذكر أيمن بهجت قمر أن الدراما تستلزم صراعاً، وأن اسكتشات سمير أبو النيل  الساذجة المتتالية، حولت الفيلم بالفعل الى محطة فضائية، أو الى برنامج تلفزيونى ساخر، الصراع ستخلقه شخصية صحفية غريبة هى عبلة (دينا الشربينى)، يصر الفيلم على تقديمها فى مشهد ساذج آخر، حيث نراها متنكرة فى زى شحاذة(!!) ثم ينحصر عملها ليس فى انتقاد برامج قناة سمير وخزعبلاته، ولا فى التفتيش عن تاريخه وأصله وفصله وعلاقته المريبة بابن عمه، ولكن فى استدراج سمير، وتسجيل اعتراف له من خلال جهاز صغير، وبث الاعتراف عبر الشبكة الإليكترونية الدولية!

سمير طبعا لن يسكت، فالصراع يتطلب أن يرسل بلطجيات من النساء تضربن عبلة، يزيد تورط البطل الفاشل فى النصب على المشاهدين، ويصبح السؤال هو: كيف يمكن حل هذه الفوضى الدرامية؟ الإجابة :بمزيد من الفوضى العشوائية، بنفس لا منطق الفضائيات التى تضحك على جمهورها، تظهر فجأة فتاة التليفون الأسترالية (تلعب دورها منّة شلبى)، تؤنبه على انحرافه، فيستيقظ ضميره فوراً، ويعتزل البث الإعلامى أمام المشاهدين، ثم يسحب حسين فلوسه، أو يستعيدها بعد أن تم غسيلها من سمير، وتوافق فتاة استراليا على الزواج من حبيبها الذى عاد عاطلا بخيلا، وهناك مشهد إضافى لمزيد من العمق : الشيخ شكرى، شقيق سمير، يصبح مقدماً لبرنامج يستغل الدين، ومعه أشرف أمين الشرطة مساعداً، هكذا تسير الأمور، تلفيق فى الفضائيات، وتلفيق فى الأفلام أيضاً!

لم تنجح أبداً معالجة الفكرة، فأصبحت هناك حبكة إضافية، هى قصة غسيل الأموال، التى قامت بالتشويش على الحبكة الأصلية (النصب باستخدام الفضائيات)، بدلاً من أن تخدمها، وتصب فيها، لم تكن هناك أدنى علاقة بين شخصية سمير البخيلة المكروهة التى يسهل كشفها من المحيطين بها، وبين شخصية سمير المحتال الذى جعل الرأى العام يحبه، لايمكن أن تصدق أن الشخص الذى فشل فى أن يخدع صاحب الكُشك أو بائع الفول فى بداية الفيلم، هو نفسه الذى سيبتكر وسائل خداع الناس عبر شاشة الفضائيات.

كان من دلائل الفشل، اللجوء الى الخطاب المباشر للمتفرج تحت شعار: لا تنخدعوا ، الفضائيات بها سم قاتل، وأنتم تساعدون النصابين ببساطتكم (لم يقولوا بجهلكم)، انتهى الفيلم الى اسلوب الخطاب المباشر العبيط الذى يستخدمه أحد أصحاب القنوات الفضائية فى الواقع، بينما استهدف الفيلم السخرية من هذا الخطاب الذى يضحك المصريين فى منازلهم، وبدون أن ينزلوا لمشاهدة الأفلام.

يبدو لى فى النهاية أن الصورة المتواضعة التى ظهر عليها فيلم "سمير أبو النيل" ليست إلا انعكاس للصعود والهبوط فى مسيرة الثلاثى: أيمن بهجت قمر كاتباً، وعمرو عرفة مخرجاً (من تماسُك جعلتنى مجرماً والسفارة فى العمارة النسبى الى فوضى زهايمر)، وأحمد مكى بطلاً كنا نعلق عليه أمالاً كبيرة بسبب موهبته التى تألقت فى فيلم "لاتراجع ولااستسلام"، ثم سرعان ما تراجعت مع فيلم "سينما على بابا"، ليكون فيلم "سمير أبو النيل" خطوة تراجع إضافية جديدة، يحتاج مكى أن يراجع نفسه، كان أسوأ ما فعله هنا المبالغة الحركية التى جعلت للشخصية مظهراً كارتونياً مزعجاً، بينما نحن أمام نموذج واقعى بسيط يمكن أن تراه وتقابله، وساهم الشكل المفتعل وضعف بناء كثير من المواقف فى دفع الجمهور الى  حالة الصمت المطبق التى  سيطرت على صالة السينما، هذا بالتأكيد أقل الأفلام التى شاهدت فيها جمهور مكى متفاعلاً معه، حتى الأغنية الوحيدة بدت مباشرة  حيث تجسد حواراً بين سمير وضميره (مكى ايضاً) على طريقة أفلام الأربعينات، ولكن باستخدام أغانى الراب!

تفتقر الفضائيات العشوائية الى الابداع والابتكار، ويفتقر فيلمنا أيضاً الى نفس الشئ، ومهما كانت أهمية الفكرة التى تتناولها، فإن سؤال الفن المحورى هو كيف ستعالجها، وأعتقد أن صناع "سمير ابو النيل"، الفيلم الطويل المترهل، قد فشلوا تماماً فى الإجابة عن هذا السؤال.    

عين على السينما في

28/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)