حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

توم كروز يستعيد لمعانه بعد إخفاقات أفلامه

دبي: محمد رُضا

 

* قبل 3 سنوات، عندما تحمس الممثل توم كروز لبطولة «فارس ويوم» Knight and Day عرض على الشركة المنتجة «فوكس» خفض أجره 3 ملايين دولار، بدلا من 12 مليونا و500 ألف دولار يتقاضاها عادة (رقمه السابق كان 20 مليون دولار). لم تكن الرغبة في بطولة فيلم أكشن أمام كاميرون دياز هي السبب في خفض أجره، بل تردد الشركة في تمويل فيلم من بطولة كروز، الذي لم تحقق أفلامه في النصف الثاني من العقد الأول من هذا القرن ما كان متوقّعا منها أن تنجزه على صعيد الإيرادات.

كروز، بحس لا يخيب في أمور التجارة، كان يدرك أنه يستطيع توفير ترفيه ناجح، وأنه لا يزال مطروحا كبطل أفلام أكشن. وهو ربح الرهان إذ أنجز الفيلم رقما جيدا، وإن ليس عملاقا، مقداره 262 مليون دولار حول العالم.

* لبطولة فيلم «نسيان» Oblivion لم يكن عليه التراجع عن أجره مجددا، لكن العيون كانت عليه مرّة أخرى على أساس أن ابن الخمسين ربما خسر موقعه بين نجوم السينما، خصوصا أن فيلمه الأخير «جاك شولدر» (2012) سجل إقبالا متواضعا.

* المفاجأة الماثلة هي «نسيان» في مدى 10 أيام استكمل جولته العالمية بنجاح فحصد 112 مليون دولار حتى الآن، أما الرقم المسجل لافتتاحه في هذا الـ«ويك - إند» الأخير في الولايات المتحدة (بعد أسبوع من بدء عروضه العالمية) فبلغ 38 مليون دولار، وبذلك تربع الفيلم على قمة الأفلام المعروضة التي شملت في المراكز الـ9 الأخرى أفلاما استمر عرضها من أسابيع سابقة.

* بمقارنة «نسيان» (أنتجته «يونيفرسال») بإيراد فيلمين من نوع الخيال العلمي قام كروز ببطولتهما سابقا، نجد «نسيان» يكرر توليفة معهودة بالنسبة للممثل و«النوع» السينمائي الذي يعود إليه هنا. الفيلمان هما «تقرير الأقلية» الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ من إنتاج فوكس سنة 2002. فالـ«ويك إند» الأول للفيلم حصد 35 مليونا و700 ألف دولار، وهو رقم قريب مما أنجزه «نسيان» في افتتاحه. مجمل إيرادات ذلك الفيلم بلغت 358 مليون دولار، وهو الرقم المتوقع للفيلم الحالي الوصول إليه، وربما تجاوزه.

الفيلم الثاني هو «حرب العالمين» War of the Worlds (عن صراع بين الأرض وغزاة من عالم آخر) وذلك سنة 2005 . هذا الفيلم كان أيضا من إخراج سبيلبرغ وقامت «باراماونت» بتمويله (بكلفة 132 مليون دولار) ليحقق 77 مليونا عملاقة في أيام افتتاحه الأولى، و591 مليون دولار حول العالم.

* في كل هذه المرّات يكون توم كروز لجمهور غالبه ممن تجاوز الخامسة والعشرين من العمر. وفي هذه المرة تحديدا فإن نسبة هذه الفئة بلغت 74 في المائة. كذلك هو ممتن لمعجبيه من الذكور الذي بلغت نسبتهم 57 في المائة ممن حضروا عروض الفيلم للآن. وعندما صوت الجمهور على السبب الذي من أجله اندفع لمشاهدة هذا الفيلم، فإن النسبة الأكبر منه ذكرت أن توم كروز هو السبب الأول، في حين عزا البعض سبب ذلك إلى نوعية الفيلم (كخيال علمي).

* باقي الأفلام خسرت زخمها بنسب متفاوتة. فيلم «42» الذي تراجع للمركز الثاني خسر نحو 40 في المائة من الإقبال عليه. لكن «ذ كرودز» الكرتوني حافظ على مركزه الثالث ومجمل إيراده عن 6 أسابيع من العروض بلغت 166 مليونا حتى الآن.

لكن إجمالي الإقبال على صالات السينما متراجع بنسبة 20 في المائة عما كان عليه الوضع قبل عام واحد. وضع تفضل هوليوود معه التفاؤل بما تكتنزه في الأسابيع المقبلة.

دور السينما الدمشقية ضحية الأحداث الدامية التي تشهدها سوريا.. أغلقت إحداها وتوقف تجديد «سينما الأمير» العريقة

صالات السينما تأثرت كثيرا بالحرب الدائرة في سوريا

دمشق: هشام عدرة 

يلاحظ العابرون فوق وأسفل جسر فيكتوريا الشهير وسط العاصمة السورية دمشق ومنذ أيام قليلة بناء جدار من البلوك الإسمنتي حول منشأة جميلة تجاور الجسر وتطل عليه، ولا شك فإن كثيرا من العابرين أثارهم الأمر خاصة المثقفين والمتابعين للشأن الثقافي وعند الاستفسار كان. وحسب التسريبات الإعلامية فإن إدارة السينما التي تعود ملكيتها للمنتج السينمائي المعروف (نادر أتاسي) قررت إغلاقها في الفترة الحالية بسبب قلة روادها والتكلفة المالية الكبيرة التي تقع على تشغيل أفلامها مع غياب أي ربح وتغطية للنفقات.

ولعل المثير والمحزن أن سينما دمشق التي ظلت لسنوات طويلة شبه مهملة كان أصحابها السباقون لتحديثها قبل نحو خمس سنوات من خلال ترميمها وتطويرها حيث كانت تعرض أحدث الأفلام العالمية، فما يعرض في هوليوود يعرض بنفس الأسبوع في صالتهم والتي أطلق عليها اسم «سينما سيتي» بعد أن حدثوها وطوروها مع إدخال البعد الثالث والتقنيات الحديثة فيها. كما افتتح فيها مقهى راق يطل على الجسر وعلى بعض معالم دمشق العريقة وشوارعها التراثية. وقد لاقت الدار إقبالا من محبي وعشاق السينما ومن الجيل الشاب قبل الأحداث لينخفض الإقبال كثيرا بسبب الوضع الأمني والحرب التي تشهدها البلاد.

وعلى الرغم من أن الصالة وكغيرها من صالات السينما التي ما زالت تعمل في دمشق وعددها لا يتجاوز عدد أصابع اليدين حاول أصحابها التأقلم مع الوضع الطارئ بتغيير مواعيد عروض الأفلام وتخفيضها، بحيث تنتهي العروض قبل الساعة السابعة مساء في حين كانت قبل الأحداث تستمر حتى الواحدة ليلا إلا أن ذلك على ما يبدو لم يفلح في جذب الرواد بالشكل المطلوب.

وفي السياق ذاته أوقف أصحاب سينما الأمير في بداية سوق الصالحية الشهير وسط دمشق مشروع إعادة افتتاح دارهم السينمائية التي كانوا قد بدأوا بتحديثها وترميمها قبل سنتين وليتوقف العمل فيها حاليا متريثين بسبب الأحداث الحالية وعزوف الرواد عن ارتياد دور السينما.

وسينما الأمير التي تعود ملكيتها للسينمائي المخضرم أنطون مسعود تأسست أوائل خمسينات القرن المنصرم وتوقفت عن العروض سنة 2004 على أن ترمم وتحدث وتعود بشكل جديد كما هي حال سينما دمشق (سيتي) ولكن كانت هي الأخرى ضحية الأحداث الحالية حيث تم إيقاف المشروع إلى إشعار آخر!.

يذكر هنا أن دمشق عرفت انتشار دور السينما منذ نحو مائة عام وكان كثير من سكانها يعتبرون الذهاب لدار السينما متعة رائعة ولكن مع دخول التلفزيون في الربع الأخير من القرن الماضي جعل الدمشقيين يعزفون عن الحضور لدور السينما ومع ذلك بقي لها روادها. وفي ثمانينات القرن المنصرم تم اتخاذ بعض القرارات الحكومية اعتبرت مجحفة في حق أصحاب دور السينما الخاصة ومنها حصر استيراد الأفلام الجديدة بمؤسسة السينما الحكومية وقرارات أخرى تم معالجتها فيما بعد وتحديدا في السنوات العشر الأخيرة.

ويوضح المؤرخ السينمائي الدمشقي محمد لبابيدي أن «أول صالة افتتحت في دمشق سنة 1916 في شارع الصالحية تحت اسم (جناق قلعة) وكانت تعرض أفلام كاوبوي وبوليسية صامتة والأشخاص فيها يسيرون بسرعة في الفيلم وكانت قابلة للاشتعال ولذلك احترقت الصالة بعد ستة أشهر من انطلاقتها، بعد ذلك افتتحت سينما (باتييه) في ساحة المرجة سنة 1918 ولتكر السبحة، حيث ضمت دمشق وحتى ثمانينات القرن المنصرم نحو 30 دار عرض سينمائية (كان آخر دار سينما تأسست هي سينما الشام سنة 1982) من مختلف الفئات حيث تصنف بدرجات أولى وثانية وثالثة تختلف من خلالها بثمن بطاقة الدخول، حيث كان الفيلم الجديد القادم يعرض في العام الأول في سينما الفئة الأولى ومن ثم ينتقل لصالات الدرجات الأخرى، بحيث يسمح ذلك لجميع فئات المجتمع الدمشقي مشاهدة الفيلم الغني والفقير، خاصة وأن الدمشقيين بمختلف مشاربهم من مثقفين وأميين ومتعلمين وتجار وموظفين وغير ذلك كانوا يعتبرون الذهاب للسينما حالة اجتماعية عائلية وضرورية، وينظرون إلى أن متعة مشاهدة الفيلم في السينما لا توازيها أي متعة أخرى لا التلفزيون ولا حتى شاشة ضخمة.

الشرق الأوسط في

23/04/2013

 

فيلم ''زيتون'' للمخرج الإسرائيلي عيران ريكليس

فيلم ''زيتون''... بصيص أمل في عالم تعيس

فولكر كامينسكي ـ ترجمة: رائد الباش ـ تحرير: علي المخلافي  

تدور أحداث فيلم "زيتون" للمخرج الإسرائيلي عيران ريكليس حول علاقة صداقة صعبة بين صبي فلسطيني لاجئ وطيَّار حربي إسرائيلي وكذلك حول تطوّر الثقة المتبادلة بينهما ببطء في أرض ملغَّمة أيديولوجيًا. فولكر كامينسكي شاهد هذا الفيلم ويبين لنا عنه ما يلي.

بيروت في عام 1982 - بات من الواضح عشية حرب لبنان أنَّ المواجهة العسكرية واقعة لا محالة. فالمدينة تعج بالجنود المسلحين وقوافل المركبات العسكرية.

بدأت المناوشات الأولى بين مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية وسلاح الجو الإسرائيلي. وكانت الطائرات الإسرائيلية تحلق بصوت يثير الرعب وعلى ارتفاع منخفض فوق رؤوس الناس.

وفي هذه الظروف كان يجب على الفتى الفلسطيني فهد ابن الاثني عشر عامًا أن يعرف أنَّه سيفقد بهذه السرعة في الحرب بين لحظة وأخرى كلَّ ما يضمن حياته.

كان فهد يعيش في أوضاع معيشية بدائية في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في جنوب بيروت. وقد فقد والده في إحدى الغارات الجوية الإسرائيلة، وقبل ذلك قُتلت والدته.

ولكن فهد - مثلما تظهره مشاهد الفيلم الأولى - صبي ذو إرادة قوية وعلى قدر كبير من الشجاعة. وفي مباريات كرة القدم في الشوارع كانوا يسمونه "زيكو"، بحسب اسم النجم البرازيلي.

وكان يفضِّل بيع السجائر واللبان للجنود على الذهاب إلى المدرسة، على الرغم من أنَّ الخروج خارج المخيم كان ممنوعًا عليه منعًا باتًا.

إنجاز آخر للمخرج الإسرائيلي عيران ريكليس الذي يسعى من أجل التفاهم بين الشعوب - فيلم "زيتون" بطولة النجم الأمريكي ستيفن دورف والممثِّل الطفل الفلسطيني عبد الله العقل.

بعد وفاة والده، صار يبدو له أنَّ وطنه فلسطين قد انتقل إلى البعيد ومن دون رجعة. ولكن لقد تواتت له وعلى نحو أسرع مما كان يعتقد فرصة السفر إلى أرض آبائه وأجداده.

ومن بين التقلبات غير المتوقعة في فيلم عيران ريكليس الجديد هذا قيام طيَّار حربي إسرائيلي بمساعدته.

رحلة إلى فلسطين المفقودة

وفي غارة جوية على المدينة يتم إسقاط طائرة الطيَّار الحربي الإسرائيلي يوني. وعندما يتم نقله إلى سجن تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، يكون فهد متواجدًا هناك أيضًا.

في البداية كان فهد ينظر إلى هذا "العدو" البغيض من خلال قضبان زنزانته، يمنع الماء عن هذا الجريح وينفخ في وجهه بازدراء دخان سجائره. وعلى الرغم من أنَّه كان يفضِّل في تلك الفترة قتل هذا الضابط الإسرائيلي، لكنه يتَّفق معه قليلاً في وقت لاحق.

وأخيرًا يقوم بتحريره من السجن ويسيران في رحلة طوية وجريئة محفوفة بالمخاطر يجتازان فيها هذا البلد المنكوب بالحرب إلى إسرائيل.

وبالنسبة ليوني يمثِّل هذا العمل عودة كان يعتبرها مستحيلة - وفي المقابل يمثِّل بالنسبة لفهد رحلة إلى فلسطين المفقودة.

لقد صوّر المخرج الإسرائيلي عيران ريكليس هذا العمل الفنِّي ليتحدَّث في صراع يبدو من دون مخرج عن الدفء الإنساني، ومن دون الانزلاق إلى النزعات العاطفية. وهو يريد من خلال ذلك توديع الأحكام المسبقة ورؤية العالم بعيون أخرى.

إنَّ اختيار منطقة الشرق الأوسط كموقع للحدث على ضوء العداء الراسخ بين الإسرائيلين والفلسطينيين ليس بالمجازفة الصغيرة. ولكن مع ذلك ما من شكّ في شرعية الدعوة إلى اكتشاف بصيص من الأمل وقصصًا مفعمة بالأمل في خضم هذه الفوضى والتعاسة.

لا يوجد جناة ولا ضحايا

يساهم في نجاح الفيلم بشكل أساسي السيناريو المقنع الذي يستوعب أبطال الفيلم بصورة حساسة ودقيقة. كتب هذا السيناريو في فترة استمرت عشرين عامًا الكاتب نادر رزق الذي اضطر والداه في الماضي إلى مغادرة فلسطين.

والكاتب نادر رزق الذين اهتدى من خلال عاطفته الخاصة إلى كتابة السيناريوهات، يريد في هذا الفيلم أن "يوضِّح بطريقة مثيرة بقدر الإمكان ما معنى أن يكون المرء فلسطينيًا".

حواجز لا يستحيل تخطيها - لا يسعى المخرج ريكليس وراء أهداف سياسية بقدر سعيه إلى إيصال رسالة عالمية وصفها بهذه الصيغة البسيطة: فيلم "زيتون" هو "فيلم طريق حول شخصين يصبحان رفيقين".ولكن منجزو هذا الفيلم لا يسعون وراء أهداف سياسية وتقسيم العالم إلى خير وشر بقدر سعيهم إلى إيصال رسالة عالمية وصفها المخرج في حوار بهذه الصيغة البسيطة: فيلم "زيتون" هو "فيلم طريق حول شخصين يصبحان رفيقين".

ومنذ البداية لا يعرف هذا التحالف الذي يتحوّل تدريجيًا إلى علاقة صداقة حقيقية أية تصنيفات للجناة والضحايا. وفهد الذي يؤدِّي دوره بشكل رائع الطفل الموهوب جدًا عبد الله العقل، يبقى لفترة طويلة مرتابًا وحذرًا من هذا "العدو"، ويرفض أن يفك له الأصفاد التي كانت ما تزال تقيِّد يديه كأسير حرب.

ولكن يظهر أنَّ ما يدفعه إلى القيام بعمله هذا ليس مجرَّد أسباب أنانية فقط، وذلك من خلال حمله طوال الوقت أثناء رحلة هربه الشاقة قِدْرًا فيه شجرة زيتون ضعيفة داخل حقيبته التي يحملها على ظهره: هذه "الزيتونة" هي آخر شجرة زيتون لجده من بستانه في فلسطين.

لا يترك فهد هذه الشجرة بأية حال - ويعتقد حتى النهاية أنَّه سوف يجد في المنطقة المحرَّمة قرية والديه غير المرسومة على أية خريطة إسرائيلية.

لغة رمزية مُقْنِعة

تحتل لغة الرموز مكان الصدارة في فيلم المخرج عيران ريكليس، ولكن من دون أن تبدو فظة: فعلى سبيل المثال تعمل شجرة الزيتون التي تعدّ رمز السلام كفكرة أساسية في الفيلم، تمامًا مثلما هي الحال مع المفتاح الكبير الذي يرمز لبيت والديه الذي يبحث عنه في فلسطين.

وكذلك تحصل وحشة هذا البلد الذي مزَّقته الحرب على صبغة شبه أسطورية، وذلك عندما يصادف فهد ويوني أثناء رحلتهما دبابات معطبة وأرضية السوق الشعبي نصف المدمَّرة.

ولكن على الرغم من أنَّه قد يظهر في الفيلم الكثير من الانشغال في التفكير المستمر، لكن هؤلاء المسافرين المتنافسين في منافسة صامتة يتصارعان في مضمار الرماية.

ولكن مع ذلك إنَّ ما يوحِّدهما أخيرًا هو حقيقة فقدانهما آبائهما في الحرب وحنينهما إليهما.

وكذلك فإنَّ الممثِّل الأمريكي ستيفن دورف الذي يقوم بدور الطيَّار يوني يمنح هذا الدور الروح الإنسانية الضرورية من دون إغفال قسوة وصلابة الطيَّار الحربي.

وفي طريقهما الخطرة التي يقطعان جزءاً منها سيرًا على الأقدام، وجزءاً بسيارة جيب مسروقة - وكذلك أيضًا وهما راكبان سوية على ظهر حمار - يدخل الممثِّلان أخيرًا إلى قلب المشاهد.

وفي هذه الطريق تم تصوير مشاهد رائعة لمنطقة طبيعية قاحلة (في المواقع الأصلية داخل إسرائيل)، منطقة تشكِّل الخلفية المثالية لهذه القصة التي لها تأثير إنساني.

فيلم "زيتون"، إخراج عيران ريكليس، سيناريو نادر رزق، بطولة ستيفن دورف وعبد الله العقل، مدته 107 دقائق، ويبدأ عرضه في دور السينما الألمانية يوم 22 آب/أغسطس 2013.

حقوق النشر: قنطرة 2013 

قنطرة في

22/04/2013

 

13 دولة تتقاسم جوائز مهرجان الجزيرة

غضب السلحفاة" يمنح ألمانيا الجائزة الكبرى لـ"الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية"

الدوحة – حسن محمد 

تقاسمت 13 دولة من أصل 33 دولة مشاركة في الدورة التاسعة لمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية جوائز المهرجان الـ17 في ختام الدورة يوم أمس الأحد (21 أبريل) حيث جاءت الصين على رأس الدول من خلال حصدها لجائزتي مسابقة "أفق جديد" فضلا عن جائزة الفيلم القصير في مسابقة الأسرة والطفل، وتلتها ألمانيا بجائزتين من خلال فوزها بالجائزة الكبرى للمهرجان من خلال فيلم "غضب السلحفاة" الذي نال الجائزة الذهبية للجزيرة في مسابقة الأفلام الطويلة وأيضا جائزة لجنة التحكيم عن صنف الأفلام الطويلة. ونالت النمسا أيضا جائزتين أيضا في المهرجان من خلال كل من فيلم "الميزان الإنساني" عن فئة الفيلم الطويل في مسابقة الأسرة والطفل وفيلم "الظلمة" عن فئة الفيلم المتوسط في الجائزة الذهبية للجزيرة. وفي ما يخص باقي الدول فقد نالت كل من النرويج وقطر وإيطاليا والأرجنتين واليمن وكبوديا وكندا والنيبال جائزة واحدة فيما نالت مصر جائزة ونصف بعد أن فازت بجائز الجزيرة الوثائقية في فئة الفيلم المتوسط عن فيلم "عيون الحرية" فيما نالت جائزة الفيلم الطويل في ذات المسابقة عن فيلم "شهادات" والذي هو عبارة عن إنتاج مشترك مع الولايات المتحدة الأميركية.

وفي تفاصيل حفل توزيع الجوائز، فقد توج الفيلم الألماني الطويل "غضب السلحفاة" (70 دقيقة) للمخرجة باري القلقيلي بجائزة الجزيرة الذهبية (تبلغ قيمتها المادية 50 ألف ريال قطري) للدورة التاسعة لمهرجان الجزيرة الدولي للأفلام التسجيلية والتي اختتمت أمس بفندق شيراتون الدوحة. ويروي الفيلم الفائز قصة رجل غامض امضى حياته في الغربة ولم يستطع الرجوع إلى وطنه الأم فلسطين.

أما باقي الجوائز فقد فازت بها الأعمال التالية:

1- في مسابقة أفق جديد التي تمنح لأفضل فيلمين من إنجاز الطلبة أو الناشئين، تم الإعلان عن فوز فيلم "ابن الطبيعة" بالجائزة الأولى وقيمتها 15 ألف ريال وفيلم "ساري آو" بالجائزة الثانية من الصين أيضا وقيمتها 10 آلاف ريال.

2- جائزة الأسرة والطفل

والتي تقدمها قناة الجزيرة للأطفال وتمنح لأفضل ثلاثة أفلام تتناول قضايا الأسرة والطفل، كانت من على الشكل التالي:

عن فئة الفيلم الطويل (قيمة الجائزة 40 ألف ريال) فاز فيلم "الميزان الإنساني" من النمسا للمخرج أندرياس  دالسغارد.

عن فئة الفيلم المتوسط (قيمة الجائزة 30 ألف ريال) فاز فيلم "عودة الصبية" من النرويج للمخرج تون أندرسن.

عن فئة الفيلم القصير (قيمة الجائزة 20 ألف ريال) فاز فيلم "فراق"من الصين للمخرجين جانغ نونغ داو ولي شو جوان.

3- جائزة الحريات العامة وحقوق الإنسان

والتي تقام برعاية إدارة الحريات العامة وحقوق الإنسان في شبكة الجزيرة الإعلامية وتمنح لثلاثة أفضل أفلام تتناول قضايا الحرية وحقوق الإنسان، حيث كانت على الشكل التالي:

عن فئة الفيلم الطويل (قيمة الجائزة 40 ألف ريال) فاز فيلم "بارودة خشب" من قطر للمخرج الفوز تنجور.

عن فئة الفيلم المتوسط (قيمة الجائزة 30 ألف ريال) فاز فيلم "من قلب سريبرينيتشا" من إيطاليا للمخرج جوزيبي كارييري.

عن فئة الفيلم القصير (قيمة الجائزة 20 ألف ريال) فاز فيلم "بسرعة"من الارجنتين للمخرج إنريكي غبريال دوديرو.

4-  جوائز قناة الجزيرة الوثائقية

والتي تقام برعاية الجزيرة الوثائقية وتمنح لثلاث أفضل أفلام وثائقية عربية شرط أن لا تكون من إنتاج شبكة الجزيرة الإعلامية، حيث كانت النتائج على الشكل التالي:

عن فئة الفيلم الطويل (قيمة الجائزة 40 ألف ريال) فاز فيلم "شهادات" من الولايات المتحدة الأميركية ومصر للمخرجة مي إسكندر.

عن فئة الفيلم المتوسط (قيمة الجائزة 30 ألف ريال) فاز فيلم "عيون الحرية وشارع الموت" من مصر للمخرجين أحمد صلاح ورمضان صلاح.

عن فئة الفيلم القصير (قيمة الجائزة 20 ألف ريال) فاز فيلم "ليس للكرامة جدرات" من اليمن للمخرجة سارة إسحاق.

5-   جوائز مهرجان الجزيرة وتقسم إلى:

أ‌- جائزة لجنة التحكيم والتي تمنح للفيلم الفائز في كل فئة من الفئات الثلاث المشاركة في المسابقة، حيث يمنح الفيلم مكافأة تقسم بين المخرج والمنتج وجاءت النتائج على الشكل التالي:

عن فئة الفيلم الطويل (قيمة الجائزة 25 ألف ريال) فاز فيلم "مدينة على الحافة" من ألمانيا للمخرج فابيان داووب

عن فئة الفيلم المتوسط (قيمة الجائزة 20 ألف ريال) فاز فيلم "الظلمة" من النمسا للمخرجة إيفا ويبر.

عن فئة الفيلم القصير (قيمة الجائزة 15 ألف ريال) فاز فيلم "الحلم الكوري" من النيبال للمخرج آشوك ثابا.

ب‌- جائزة الجزيرة الذهبية والتي تمنح للفيلم الفائز في كل فئة من الفئات الثلاث المشاركة في المسابقة حيث يمنح الفائز مكافأة مالية تقسم بين المخرج والمنتج وجاءت النتائج على الشكل التالي:

عن فئة الفيلم الطويل (قيمة الجائزة 50 ألف ريال) فاز فيلم "غضب السلحفاة" من ألمانيا للمخرجة باري القلقيلي.

عن فئة الفيلم المتوسط (قيمة الجائزة 40 ألف ريال) فاز فيلم "الزفاف الأحمر" من كمبوديا للمخرجين غيوم سيوون وليدا تشان وسلمها الفنان المصري إيمان البحر درويش.

عن فئة الفيلم القصير (قيمة الجائزة 30 ألف ريال) فاز فيلم "رسائل من بيونغ يانغ" من كندا للمخرج جيسون لي وسلمها السيناريست المصري عبدالرحيم كمال.

وكان الحفل الختامي للمهرجان قد بدأ بكلمة لعباس أرناؤوط مدير المهرجان توجه خلالها بالشكر للحضور وهنأ الفائزين وتمنى الفوز لمن لم يحالفه الحظ في الدورات القادمة، قام بعدها بتكريم أعضاء اللجنة الخمسة عشر وهم: آنا ماريا لياريستي (إسبانيا)، تشاو جان (الصين)، د.أمل الجمل (مصر)، الدكتور شفيق المهدي (العراق)، د.خالد حروب (المملكة المتحدة)، الدكتور مرزوق بشير بن مرزوق (قطر)، جوليا أما (فرنسا)، جولبارا تولوموشوفا (قيرغستان)، الدكتور الحبيب ناصري (المغرب)، هادي زكاك (لبنان)، هانس بيتر فيمار (ألمانيا)، آيدا جرون (الدنمارك)، ماريتزا سيباللو (كوبا)، سيرجيو تريفوت (البرتغال)، دكتور يوسف كابلان (تركيا) وستيفان ناتانسون (إيطاليا).

الجزيرة الوثائقية في

22/04/2013

 

أزمة الإنتاج والأفلام المدبلجة تؤثر علي صناعة أفلام التحريك

هبة إسماعيل 

تواجه أفلام الرسوم المتحركة عددا من التحديات‏,‏ خاصة بعد الثورة حيث يؤكد القائمون علي هذه الصناعة أن السنوات الماضية شهدت تجريفا للفنون المصرية بشكل منظم في الأغنية والفنون السمعية والبصرية مشيرين إلي أنه لاتوجد في الوطن العربي شخصية كرتونية مؤثرة‏,‏ وأن هناك طاقات شبابية مهدرة في مجال الرسوم المتحركة‏.‏

وقال د‏.‏ مصطفي الفرماوي مخرج قصص الحيوان في القرآن أرفض أن يقال انه لاتوجد شخصية كارتونية مميزة لأن الشخصيات المصرية لديها علامة مثل شخصية بكار والذي أحدث صدي في مصر وفي العالم فصنعت منه الصين فوانيس وألعابا عرضت هناك وصدرت‏,‏ كما ان قصص القرآن التي قدمها الفنان يحيي الفخراني كانت شخصيات عربية ولها جمهور‏,‏كما انه يجب ان ننظر للغرب في هذه الصناعة ولا عيب في ذلك لأنهم اصحابها ولايصح ان نستمد علمها غير من اصحابها ونتعلم منهم ولانقلدهم‏,‏ ولدينا فنانون يعملون في هذا المجال منذ زمان مثل الفنان علي مهيب يعمل به من الخمسينيات وأحمد سعد الذي قدم رسوم أغنية الجوز الخيل‏,‏ المشكلة ان الرسوم المتحركة لاتخرج عن اطار انتاجها للطفل‏.‏

وتواجه أزمة في التسويق‏,‏ فلابد من إيجاد سبل لكي تظهر وتنتشر‏,‏ فتحتاج تسويقا أكبر خاصة انها كانت تمول من قبل الحكومة لانها كان ينتجها التليفزيون والقنوات المتخصصة وتوقفت بعد الثورة‏,‏لانها ليست مستقرة‏,‏ والحل إيجاد انتاج خارج القطر المصري‏.‏

وقالت شويكار خليفة مستشار رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة السابق للرسوم المتحركة والجرافيك ان هناك جهدا كبيرا يبذل في الرسوم المتحركة لكن المشكلة في الإنتاج فالفيلم ينتج ويذاع مرة واحدة في السنة فكيف تثبت شخصية العمل عند المشاهد فيجب ان تكرر‏,‏بخلاف ان ظروف الانتاج والعرض غير متيسرة فالمكتبات مليئة بأفلام التحريك لكنها لاتذاع فلكي يتعلق الطفل بشخصية لابد من ان تنتج لأكثر من عام‏.‏

ودائرة العمل بذلك غير متكاملة لأن القائمين علي الانتاج يتعاملون مع أفلام التحريك علي انها كمالة عدد‏,‏ فالمجهودات مهدرة والدليل علي ذلك أفلام المهرجان التي جاءت جيدة جدا والتي تدل علي ان هناك شبابا لديهم افكار وامكانيات لكنهم لايستمرون في هذا المجال لضعف الانتاج والتسويق ولانه لايوجد دعم لهذه الصناعة لا من الدولة ولا الافراد ولا تخطيط‏,‏ لذلك يحبط صناعها وهذا حال الفن عموما بالذات الأفلام المتحركة لأنهم يتعاملون معه بمنطق التجارة يأتوا بالمدبلج من الخارج لانه ارخص لكي يملأوا ساعات العرض ولاتهمهم الرسالة ولانوعية الانتاج فالافلام لابد أن تقيم تقييما خاصا ونختار نوعيات تلائم الاطفال بدلا من أن نأتي بالافلام التي ترفض في الخارج ونعرضها نحن لأنها أرخص‏.‏

من جانبه قال د‏.‏ عيد عبد اللطيف استاذ الرسوم المتحركة بجامعة المنيا ومخرج ومؤلف مسلسل الكرتون دقدق أن صناعة أفلام التحريك تواجه مشاكل كثيرة أبرزها مشكلة الإنتاج الذي أصبح ضعيفا أو غير موجود بعدما توقف التليفزيون المصري عن الإنتاج بسبب ضعف الميزانيات وهو كان المنفذ الوحيد لصناع أفلام الكارتون‏,‏كما أن وجود دخلاء علي الصناعة وغير متحصصين جعل هناك مشكلة في المحتوي والتكنيك فأحدث مشكلة في الكيف بخلاف مشكلة الكم‏,‏ كما أن لدينا مشكلة في الكتابة التي تقدم في الرسوم المتحركة فهي خالية من الخيال‏,‏ فكتابة الاطفال تراجعت منذ الستينيات مؤكدا الحاجة إلي ان تكون الدراسات في المعاهد التي تدرس الرسوم المتحركة ملائمة ومواكبة للتطور والطفرة التي حدثت في تلك الصناعة في الخارج وقال أنه ليس التليفزيون المصري فقط هو من توقف عن الانتاج أيضا الدول العربية وجهت جهودها إلي الاستديوهات التي تم افتتاحها حديثا في سوريا والأردن وغيرهما‏,‏ فسحبت البساط من صناع أفلام التحريك في مصر‏,‏ مما جعل القائمين علي قنوات الاطفال التي تعدت‏22‏ قناة يلجأون للكارتون المدبلج دون النظر لمحتواه أو الثقافة المقدمة مما يحدث عند الطفل شيئا من الارتباك لانه يشاهد عملا يتحدث بلغته لكنه يسير وفق ثقافة اخري‏,‏ لذلك نحتاج أن تكون هناك شركة كبري أو شركات انتاج أو مشروع قومي يهتم ببناء الشخصية العربية‏.‏

الرقابة تطلب تعديلات للموافقة علي الأفلام المرفوضة

أميرة العادلي 

ثلاثة سيناريوهات أصدرت الرقابة علي المصنفات الفنية قرارها بشأنها بعد قراءتها بعد ان كان قد تم رفضها من قبل وهذه السيناريوهات هي لأفلام المنفي للمخرج عاطف حتاته‏,‏ للكبار فقط للمخرج علي بدرخان‏,‏ أسرار عائلية للمخرج هاني فوزي‏.‏ يقول د‏.‏ عبدالستار فتحي رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية أن هذه الأفلام تقدمت من قبل ورفضت لتناولها موضوعات شديدة الحساسية مثل الشذوذ الجنسي‏,‏ وزنا المحازم‏,‏ وبعض المشاهد المتعلقة بالأداب العامة‏,‏ وحين أعلنت في الأيام الماضية انني لست ضد الموضوعات الجريئة‏,‏ ويهمني كرقيب المحتوي‏,‏ تقدم عدد كبير من صناع الأفلام التي رفضت للحصول علي إجازة سيناريو‏,‏ وبالفعل طلبت الرقابة بعض التعديلات لإجازة هذه السيناريوهات‏.‏ أضاف ان فيلم المنفي يتناول الأوضاع في الصعيد الجواني والحياة داخل هذا الاقليم وكان الرفض لأسباب تتعلق بالاداب العامة‏,‏ وطلبنا من المؤلف والمخرج إجراء تعديلات علي السيناريو حتي نوافق عليه‏,‏ كذلك فيلم للكبار فقط للمخرج علي بدرخان الذي يتناول زنا المحارم‏,‏ والهوس الجنسي بالقاصرات حصل في أول مرة علي رفض‏,‏ وطلبنا تعديلات وحين قام بها وافقنا علي السيناريو‏,‏ لكنه عاد مرة أخري بعد‏4‏ سنوات وتم تقديم السيناريو المرفوض‏,‏ وكان موقف الرقابة واضحا وهو انها وافقت علي السيناريو الذي طلبت عليه التعديلات‏,‏ ولن تقبل بآخر‏,‏ مؤكدا انه طلب من بدرخان إرسال السيناريو المعدل للحصول علي تصاريح التصوير‏,‏ كما تقدم هاني فوزي بالتعديلات التي طلبناها لفيلم أسرار عائلية والذي يتناول موضوع الشذوذ الجنسي‏,‏ وخلال أيام سنقرأ السيناريو مرة أخري‏,‏ ونتأكد من إجراء التعديلات التي طلبناها‏,‏ ليحصل علي تصريح السيناريو ويبدأ التصوير‏.‏

الأهرام المسائي في

22/04/2013

 

Trance داني بويل... حيرة وغموض في «بازل» مشربكة

مايا مخايل 

بعدما حصد شريطه الشهير Slumdog Millionaire اكثر من 26 جائزة بين اوسكارات وغولدن غلوب وبافتا وغيرها عام 2008، وبعدما رشح فيلمه “127 Hours“ لـ 6 جوائز اوسكار عام 2010، يعود المخرج البريطاني القدير داني بويل مع شريط ثالث بعنوان Trance، لن يتأخر بدوره في الفوز بعدد كبير من الترشيحات والجوائز قريباً، رغم أنه ليس من النوعية التي يفضلها الجمهور العريض.

فيلم  Trance هو استعادة لتيليفيلم قديم، وهو من نوع الثريلر البوليسي الاسود الذي يتمحّور حول عملية سرقة لوحة، ويضاف اليها التنويم المغناطيسي واللاوعي وما يترتّب عنهما من مجالات واسعة تغني الحبكة، وتقدم للمشاهدين تجربة فريدة رغم تعقيداتها.

بحثاً عن اللوحة

يروي الفيلم قصة مجموعة لصوص يقودهم فرانك (فانسان كاسيل) سيقومون بسرقة لوحة للرسام الشهير غويا أثناء احد المزادات العلنية في لندن. فرانك سيتمكّن من الهرب بعد أن يقوم بضرب حامي اللوحة سايمون (جايمس ماكافوي) الذي سيقع على الارض مغشياً عليه. وبعد هربه، سيكتشف فرانك ان اللوحة ليست بحوذته، وان سايمون وحده يمكن أن يعرف مكانها. ولكن الضربة التي تعرض لها سايمون جعلته يفقد ذاكرته القريبة. لا التهديد ولا التعذيب سينفعان في جعله يتذكر مكان اللوحة، وهكذا سيلجأ فرانك الى خدمات الاختصاصية النفسية اليزابيت (روزاريو داوسون) التي ستخضع سايمون لجلسات تنويم مغناطيسي لمعرفة مكان اللوحة. وطبعاً ستطالب الطبيبة بحصتها من العملية بعد أن تكتشف أمر السرقة. وهكذا ينطلق الشريط في مجاهل مغامرة خطيرة، سيختلط فيها حابل الاوهام بنابل الحقيقة.

تعقيدات مقصودة

السيناريو من اعداد جون هودج الذي سبق ان عمل مع بويل على شريطي  Shallow Grave وTrainspotting، وقد جاء ذكياً جداً، وغنياً بالمفاجآت والتفاصيل، ولكنه يفتقد الى السلاسة والاسترسالية مما يجعله مرهقاً مع الوقت، وهو يمتلىء بموضوعات سبق ان عالجها بويل في افلامه السابقة مثل الشغف والجشع وسذاجة الشباب والعلاقات العنيفة. اما الصورة فتؤكد أن بويل فنان، فهو يقدم إطاراته بحرفية وكأنها لوحات مرسومة بجمالية كبيرة، ومزركشة بألوان نابضة ومنعشة وقوية. اما الاسلوب المشهدي فغني جداً ويخدم القصة لأن بويل استخدم زوايا عديدة لكل مشهد من مشاهده  وكأنه يريد أن يؤكد لنا أن هناك وجهات نظر عديدة ومحتملة لكل ما نشاهده. الاضاءة بدورها جميلة والمونتاج يرسخ الشعور بالانزعاج المطلوب، أما مشاهد روزاريو داوسن العارية فساخنة بحرفية عالية.

وما يميّز فعلاً هذا الشريط هو متاهة المعلومات التي يرمينا في داخلها المخرج داني بويل، فيجعلنا نشعر بفقدان المرجعية والضياع المطلق من حيث لا ندري. فبعد المشهد الاستعراضي الرائع لعملية السرقة، سيفتح لنا بويل باباً نحو بئر لا قرار لها، وسيجعلنا نقترب كل مرة من معرفة الاجابات على تساؤلاتنا حول تحديد ادوار الشخصيات ودوافعهم الفعلية، قبل أن يبعثر مجدداً قطع البازل التي كادت ان تتشكل وتكتمل امام اعيننا في  لوحة الحقيقة.

حيرة

الرائع فعلاً في الشريط هو قدرته على جعلنا نغيّر نظرتنا الى الشخصيات بشكل مستمر، فداني بويل يتعمّد التلاعب بنا نحن المشاهدين، مستخدماً ذكاءه في مزج الوعي باللاوعي والحقيقي بالوهمي باسلوب متناغم ومتجانس جداً لا يفضحه سوى تفاصيل صغيرة من الصعب اكتشافها بسهولة. وهكذا سيكون من الصعب علينا في البدء ان نكتشف هل ما يراه المنوّم مغناطيسياً هو حقيقة أو خيال، خصوصاً أن داني بويل يتقصد عدم مساعدة المشاهدين ويستمتع بخلط الاوراق التيستتركهم في حالة من الحيرة والارتباك الكبيرين، الى درجة ان الجمهور المعتاد على السيناريوهات البسيطة التي تقوده بيده من اول الشريط الى آخره، سيشك في لحظة ما أن هناك خللاً ما  في السيناريو. صحيح أن الشريط ليس بسيطاً للأسف، وصحيح أن الاجواء معقدة بعض الشيء، وان كثيرين قد يصابون بصداع وهم يحاولون فهم ما يدور، ولكن ما يريده بويل فعلاً من وراء كل ذلك، هو جعل المشاهد يشعر بالحيرة نفسها التي تستولي على شخصيات فيلمه، قبل أن يقدم للجميع في نهاية المطاف جميع التوضيحات المترافقة مع مشاهد «فلاش باك» عدة، كتعويض عن كل ذلك الغموض وتلك العقد والتلاعب بأعصاب المشاهدين.

ابطال الفيلم

يرتكز فيلم Trance على ثلاث شخصيات رئيسية تحمل الحبكة المعقدة على اكتافها بجدارة اداءات لافتة وقوية جداً. ثلاث شخصيات سنلاحظ مدى تعقيداتها تباعاً، وذلك تماشياً مع قطع البازل المشربكة. النجم الفرنسي فنسان كاسيل هو من فاز أخيراً بدور فرانك السارق الذي عرض على كل من النجمين مايكل فاثباندر وكولن فيرث كذلك الامر. وقد تميّز كاسيل كعادته بحضور قوي ومغناطيسي على الشاشة وهو مقنع جداً في تطور شخصيته بطريقة عكسية، فهو سينطلق كرجل عصابة يتحكم بالامور لينتهي رجلاً يعاني من عواقب قصة تتخطاه. بدورها روزاريو داوسون مثيرة واكزوتيكية وغامضة في دور الطبيبة النفسية الذي عرض هو الاخر على عدد من النجمات الفاتنات مثل الاميركيتين سكارليت جوهانسن وزوي سالدانا بطلة فيلم Avatar والفرنسية ميلاني تييري. اما النجم الاسكتلندي جايمس ماكافوي بطل شريطي The Last King Of Scotland وAtonement فمذهل بتلقائيته وطبيعيته حتى اثناء ادائه شخصية معقدة.

مجلة الأسبوع العربي في

22/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)