كعادته رغم عدم انتظامه فى الساحة السينمائية يطل على الشاشة بعمل
مثير للجدل. المخرج الواعد «محمد أمين» لايدافع هذه المرة فقط عن فيلمه
«فبراير الأسود» بل سقوط دولة العلماء التى ذهبت ولم بل تعد يتحدث معنا عن
رؤيته للمشهد السياسى وأزمة السينما التى تتعقد فى ظل الظروف المعقدة التى
نعيشها الآن.
·
ماذا عن فكرة الفيلم؟
-
الفكرة بدأت معى قبل الثورة بأربعة شهور، حيث وجدت أن هناك بعض
الفئات فى المجتمع تريد أن تعيش فى أمان بجانب «الحيط» فى مقابل فئات
ينتمون للجهات السيادية سواء من حيث النفوذ أو الثروة ولايستطيع أحد
الاقتراب منهم ولم أقصد أنهم يحصلون على حقوق غيرهم ولكنهم فقط وحدهم
ينعمون بالأمان.
·
هذه كانت وجهة نظرك قبل قيام
الثورة، هل مازالت موجودة حتى الآن؟
-
فى الحقيقة كان من المفترض أن الثورة قامت لرسم ملامح الدولة
الجديدة، ومازلت أرى أن هذا المعلم الاجتماعى مازال موجودا لكى يعيش
مطمئناً، فلابد أن تكون منتمياً لإحدى الفئات الثلاث، وفى النهاية أطرح
سؤالاً على المشاهد عمن المفترض أن يكون بعد الثورة وهل ستبقى الفئة التى
تعمل بالعلم أو العاملين بالعقول هتبقى فى آخر الصفوف ولم تأخذ اهتمام أحد.
مأساة العلماء على وجوه أبطال "فبراير الأسود"
·
ألم تخش أن اسم الفيلم يفهم خطأ
إنك ضد الثورة بوصفه شهر تنحى مبارك؟
-
الاسم ليس له علاقة بالثورة، بل هو يبدأ مع الحدث الصادم الذى
يقع لأسرة د.حسن - خالد صالح - أستاذ علم الاجتماع وأسرته ويغير مجرى حياته
من فبراير 2010 حتى 28 يناير 2011، وبداية هتاف الشعب يريد إسقاط
النظام. ولكن أنا كنت مدركاً أن اسمه هيسبب مشكلة فى تلقى الفيلم سواء مع
الذى يحب الثورة ويعتقد أن الفيلم ضد الثورة أو العكس، وفى إطار البحث عن
طرق لجذب السوق فى ظل انشغال المشاهدين بالأحداث السياسية، فأردت الاستفادة
من هذا التخوف وأنه يمكن أن يكون فى حد ذاته عامل جذب للفيلم.
·
بعد مرور عامين من قيام الثورة،
متوقع إيه؟
-
أنظر للوحة من بعيد وهى تؤكد أنه لايوجد أى نية للأخذ بالمنهج
العلمى، والدليل تلك القرارات التى تأخذها الرئاسة وترجع فيها، لما يكتشفوا
أن أهل التخصص يوضحوا أن القرارات فيها مشكلة حتى على مستوى الحوار فى
برامج التوك شو، نجد الاثنين يتشاجرون مع بعضهما ويضربان بعضهما، لأن
الاثنين لايتكلمان بعلمية الحوار، التى تفترض الموضوعية وتقبل الآخر.
·
لماذا هذه القسوة والسخرية من
الإعلام ولاعبى كرة القدم فى فبراير الأسود؟
-
المجتمع وصل لدرجة من التعفن والتحلل، الأمراض انتشرت لمختلف
المهن سواء للعاملين بالدين، أو بالسياحة أو بالطب، ووصلت كل هذه الأمراض
إلى كل فئات المجتمع، فما نشاهده من شتائم وسباب وافتعال أزمات ينتجه لنا
الإعلام كل مساء ونهار، وما يحدث الآن من فتن وأزمة الكاتدرائية يأتى ليؤكد
سذاجة الدول فى العالم الثالث.
·
هل الحل الهجرة والهروب كما نفهم
من كلامك أو أكدت فى فيلمك أين الحلول الجذرية للمشكلة؟
-
بالطبع الهجرة والهروب ليسا الحل، ولكن هذه الأمور العظمى
تحتاج إلى معالجتها عن طريق القيادات وليس عن طريق القاعدة، لأن ذلك سوف
يحتاج إلى 3 آلاف سنة، مثل الثورة الثقافية فى الصين، لتأتى من الحاكم،
وأنا من أنصار الفاشية الثقافية، مش من حق أى حد يتكلم فى السياسة، حيث وضح
للجميع أنه لا يصلح أن أى مواطن يدلى بصوته، عفوا مش من حق «أم سيد» تقول
رأيها فى تقرير مصير مصر، من حقها كرامة وحقوق زى رئيس الجيش، لأنه عندما
تخدلت هذه الفئات كانت النتيجة كما وصلنا لها بعد الثورة، فتأكدت أن
الديمقراطية فيها جزء كبير فخ، لذا نحتاج إلى أهل العلم فى تقرير الفلسفة
السياسية للدولة.
·
وهل النظام الحاكم لديه هذه
الإمكانية؟
-
لا طبعا، لايتبعه أى منهج علمى من الأساس، ولكن أنا خايف إن
إحساسنا بأن من بالحكم لديهم سذاجة وغير فاهمين، وهذا إحساس غير صحيح،
لأنهم مدركين بيعملوا إيه، على عكس ما يتصور الرأى العام، ولكن ما أخشاه هو
الاختلاف فى الغاية، لذا يبدو أننا مختلفون فى الغاية مع النظام الحاكم،
فوجدان مفهوم الوطن، مفهوم الله والدين والإسلام يختلف عما عندنا، فهو نظام
لايهتم برأى الآخرين.
·
الدين والجنس والسياسة ثالوث
تلعب عليه فى أفلامك الأربعة منذ فيلم ثقافى حتى فبراير الأسود؟
-
أنا لم اتكلم بعمق حتى الآن فى الموضوعات الدينية، ولكن هناك
خطوط ثانوية يحتاجها كل عمل، ففى فيلم «فبراير الأسود» ارتدته ألفت إمام
كنوع من الزيف والخداع للعريس المتقدم للابنة، وليس مظهرا إيمانيا، وفى
«بنتين من مصر» كانت شخصية أحمد وفيق يتحدث دائماً أنه لا يمارس علاقات غير
شرعية خوفاً من العقاب والدين، وأتمنى فى الفترة القادمة أتحدث عن الدين
والكذب الذى يتم الترويج له تحت شعاره ولكن لا أريد عملاً مباشراً.أما
السياسة فأنا مهتم بتقديم هموم الطبقة المتوسطة وكفاحها المرير مع المجتمع
فى مواجهة مشكلاتها، وهى كبيرة لها تشبهنى وتشبه عدد كبير من المواطنين فى
المجتمع المصرى، وترتبط بها قضايا الشباب وهومهم والبطالة وارتفاع سن
الزواج، والعنوسة وكل هذه المشكلات التى تدور فى فلك سياسى عام.أما الجنس،
حاولت تقديم الحرمان والكبت الجنسى للشباب، وأحمد الله أننى لم أتورط فى
تقديم مشاهد عديدة، وأنا غير راض عنها حتى الآن.
·
هل تنتمى لأنصار التقييم
الأخلاقى والدينى للسينما؟
-
هناك آية فى سورة الكهف تقول «قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا»
إلى آخرها، تشعرنى بالخوف كلما قرأتها، وكل كادر فى السينما محسوب على
المخرج، عكس الروائى لديه فرصة أكثر للوصف، ولكن من يتحدث من فنانين
ومخرجين أنه لا سبيل لتصوير مشاهد العرى والجنس صريحة بهذا الأسلوب
المباشرة فهو كذاب وهذا كلام داعر، لأننا كمخرجين لدينا فرصة للابتكار
والإبداع لإنتاج أشكال أخرى بدلاً من هذه الصورة.وأنا غير راض على بعض
المشاهد التى صورتها وكان بها عرى.
·
هل ذلك مغازلة للتيار الدينى؟
-
لا ولكنها قناعاتى التى أنا مؤمن بها حتى لو كانت الأغلبية
لها رأى آخر، ولا أفضل أن يروج عنى أو يقال أننى فنان ومتدين.
·
ما هو مشروعك القادم؟
-
أتمنى ألا يتوقف الإنتاج فى الفترة المقبلة، حيث لدى الرغبة فى
تقديم فيلم يتناول الكذب الموجود فى حياتنا، والكذب الدينى خاصة، ولكن هذا
يتوقف على طبيعة التلقى فى الفترة المقبلة.
·
هل حان الوقت لإخراج فيلم عن
ثورة يناير؟
-
فيلمى عن الثورة قمت بتجميع تفاصيله ولا ينقصه سوى الكتابة
والإنتاج، بالإضافة أننى سوف لا أتناول الجانب التوثيقى للثورة، بل أتناول
زواية معينة وهى افتقاد الوعى الذى أدى إلى ضياع الثورة، من خلال قالب
كوميدى فانتازى أقدمه من خلاله.أريد أن أتحدث فى هذا الفيلم عن رفع الوعى
العام، لأن «مصر راحت فى داهية خلال السنتين الماضيتين، لأن انخفاض الوعى
هو الذى سمح للدراويش أن يضحكوا علينا.
تفا صيل أول فيلم وثائقى يكشف الغزو الوهابى
كتب : مصطفى ماهر
وسط الظلام الذى نعيشه، يحاول النور أن ينتزع مكانا له فى حياتنا،
لعله يرشدنا حتى إلى طرق نجاة حتى ولو بشعاع إبداع جديد.«الإمام» فيلم
وثائقى يناقش مراحل انتقال الفكر الوهابى من شبه الجزيرة العربية إلى مصر،
والتأثيرات التى شقت المجتمع المصرى وجعلته منقسما إلى تيارات وجماعات
وطوائف متناحرة فى كثير من الأوقات، ويركز على التيارات الإسلامية السلفية
التى تطبق منهج محمد بن عبدالوهاب مؤسس الفكر الوهابى فى المملكة السعودية
منذ ما يقرب من 300 عام!
الفيلم اعتمد على فتاوى وتصريحات شيوخ الوهابية على قنواتهم الفضائية،
أمثال محمد حسان، محمد يعقوب، وحازم شومان وأبوإسلام والحوينى، ومنها بدأت
أولى مشاهد الفيلم بفيديوهات بنشرات الأخبار تعرض خبر عزم بعض مسلمى أمريكا
بناء مسجد بالقرب من المنطقة التى وقعت بها أحداث 11 سبتمبر فى نيويورك،
وهو ما لاقى اعتراضا واسعا من بعض مواطنى المدينة، ثم خبر حرق القرآن فى
أمريكا وما أعقبه من مظاهرات فى البلاد الإسلامية ضد الحكومة الأمريكية.
ثم يدخل الفيلم إلى موضوعه الأساسى بحديث الكاتب الصحفى «حلمى نمنم»
عن نشأة محمد بن عبدالوهاب مؤسس الفكر الوهابى، وتنضم د. آمنة نصير أستاذة
العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر إلى الحديث، وتلاها المفكر الراحل جمال
البنا، وأكد أن مؤسس الوهابية بدأ بتحريم أشياء كثيرة مثل التقرب من أولياء
الله والرسل ومنع بناء القبور داخل المساجد وركز على التوحيد فقط، ومن
الناحية السياسية أراد أن يتقوى بالحكم عن طريق الشراكة التى حدثت بينه
وبين الأمير محمد بن سعود، لتكون هذه الشراكة هى بداية ظهور الفكر الوهابى
فى منطقة شبه الجزيرة العربية.
يوضح الفيلم أيضا أن هناك فرقا بين الفكر السلفى والوهابى، فالسلفية
تعود إلى منهج الإمام أحمد ابن حنبل الذى بنى أفكاره على التمسك بالسلف
والتشدد فيه، وهو المذهب الذى لم يجد مكانا له فى مصر لقرون - حسبما أكد
الكاتب حلمى نمنم أثناء حديثه - كما أشار العمل إلى حقبة السبعينيات، والتى
شهدت الهجرة الأولى للمصريين إلى دول الخليج وعودتهم إلى مصر حاملين
الأفكار الوهابية والتى كان أحد أهم مظاهرها انتشار النقاب والحجاب والمظهر
السعودى أو البدوى، حيث وصفت د. آمنة نصير هذا الاحتلال الثقافى بأنه أقوى
من الاحتلال العسكرى بل إنه أكثر تأثيرا.
ومن أبرز ملفات الفيلم قضية المرأة من وجهة النظر الوهابية، خاصة وأن
كثيرا منهم يعتبر أن عقوبة ضرب المرأة ما هى إلا تكريم لها! وأنها لا يمكن
أن تتساوى مع الرجل فى المكانة والعلم كما قال أبوإسحق الحوينى فى إحدى
حلقاته التليفزيونية.المفاجأة أن المخرج لجأ لشهادات حية من أمن الدولة
أمام الوثائق المصورة التى يطرحها فى فيلمه لتأصيل الظاهرة حيث أوضح اللواء
فؤاد علام، وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق، أن معظم القنوات السلفية التى
ظهرت مؤخرا هى مجرد عملية انتهازية مادية وهدف من يعملون بهذه القنوات هو
الكسب المادى فقط لأنهم إذا وجدوا مكانا آخر يعطيهم الفرصة للظهور والكسب
المادى سينتقلوا إليه على الفور، وأضاف حلمى نمنم فى نفس الموضوع أن هذه
القنوات خلقت ما يسمى بالوهابية المصرية والتى كانت أبرز نتائجها انتشار
النقاب فى الشارع المصرى بشكل كبير على عكس مظهر الشارع قبل 10 سنوات أى
قبل ظهور هذه القنوات.
تحدثنا إلى صاحب «الإمام» المخرج أحمد صلاح، والذى قال إنه بدأ تنفيذ
الفيلم قبل ثورة يناير بـ 4 شهور، وانتهى منه فى أبريل 2011 وقال إن الذى
شجعه على القيام بهذا العمل أنه لاحظ صورة الإسلام تزداد سوءا عن طريق
انتشار أفكار شيوخ الوهابية وأنهم أصبحوا صورة الإسلام للعالم الخارجى! ومن
ثم بدأت أهتم بالقراءة فى القضية وركزت على الفكر الوهابى لأننى وجدت أنه
الأكثر إساءة للإسلام، وأخرجت العمل دون إبراز رأيى الشخصى.
·
سألته: ولكنك وجهت الفيلم فى جهة
واحدة، وهى الجهة المعارضة لهذا الفكر، فكيف إذن لم تبرز رأيك؟
فأجاب: ربما فعلت هذا لشعورى بالضيق من انتشار هذا الفكر بين شرائح
المسلمين، بالإضافة إلى أننى وجدت صعوبة فى استضافة رموز سلفية قبل الثورة
نظرا للتضييق الأمنى.
·
كيف اخترت موضوعات الفيلم؟
-
شاهدت العديد من الحلقات الخاصة بشيوخ الوهابية، وركزت على
أبرز ما يسىء للإسلام الوسطى، مثل قضية المرأة والفتاوى الغربية، وكذلك
تغطيتهم لحوادث الفتنة التى حدثت مؤخرا.
·
وكيف اخترت ضيوف فيلمك؟
-
كنت أعرف د. آمنة نصير منذ فترة وأعجبت بأفكارها الوسطية
فاهتممت بأن تكون موجودة فى عملى، خاصة أنها أستاذة فى العقيدة والفلسفة
كما أنها منفتحة على ثقافة الغرب، وكذلك الكاتب حلمى نمنم لأنه من الكتاب
المعاصرين لظهور الحركة الوهابية فى مصر، وكان من المهم جدا الحديث إلى
المفكر الإسلامى جمال البنا لأنه من أبرز المعاصرين لظهور التيارات الدينية
المختلفة
·
هل حذفت من حديث الضيوف ما
يتعارض مع وجهة نظرك؟
-
لم أحذف شيئا سوى جزء من حديث جمال البنا نظرا لهجومه العنيف
الذى وصل إلى حد «الشتيمة»، كما حذفت نصف ساعة من العمل نظرا لشعورى بأن
طول الوقت قد يصيب المشاهد بالملل، فحذفت معومات رأيتها ليست مهمة.
·
هل حاولت عرض الفيلم على أى من
القنوات التليفزيونية؟
-
نعم حاولت عن طريق الشركة المنتجة، لكن القنوات رفضت وكان
أبرزها الجزيرة وأون تى فى، كما أننى وجدت صعوبة فى عمل إعلان للفيلم ربما
لثقل المادة أو لعدم وجود الشق التجارى الذى تحتاجه الفضائيات لترويج
موادها الإعلامية.
·
ولماذا اخترت اسم «الإمام»؟
-
لأننا نفتقد للإمام الوسطى الذى يخرجنا من هذا الظلام الفكرى،
وهذا هو الهدف من العمل، البحث عن هذا الإمام..وربما يكون الأزهر هو الحل
إذا تم العمل على تطويره وعودة هيبته التى كان يتميز بها منذ زمن بعيد،
فنحن لا نحتاج من الأزهر أن يخرج لنا أطباء ومهندسين، وإنما وظيفته تخريج
علماء دين فقط فعلى الأزهر أن يعود كما كان ليتصدى للاحتلال الوهابى.
علاء الشريف:
بوسى كات.. برىء من فتيات الليل
كتب : روزاليوسف
3
مخرجين فى مهمة خاصة جدا
الرؤية القاتمة والأوضاع المرتكبة صنعت هذا الملف الذى يحتوى على
مواجهات 3 مخرجين.. الأول صاحب فيلم «فبراير الأسود» المخرج الموهوب «محمد
أمين»، ويكشف فى حواره معنا عورات المجتمع الذى يحقر من شأن علمائه، ويقول
فيه: إن القادم أسوأ، أما الثانى فهم مخرج شاب «أحمد صلاح» وهو يستطلع
المناخ الذى أشعل الثورة من خلال شهادات لكبار المفكرين والأدباء ورجال أمن
الدولة ويتنبأ بالمشهد الذى يراه الشارع المصرى، أما الثالث فهو رد صاخب من
مخرج شاب «علاء الشريف» وعلى يد محضر للمجلة على تحقيق نشرناه عن فيلمه «بوسى
كات»، اعتمدنا فيه على وقائع لم نختلقها من الخيال، بل شهد لها شاهد من
أهلها وعندما طلبنا منه الرد والتوضيح، توعدنا بالعقاب على أفعال لم نتدخل
فيها. المخرجان الأول والثانى يؤكدان لـ «روزاليوسف» أننا نسير نحو
المجهول.. أما الثالث فقبل أن نشهد إبداعه أظهر لنا العين الحمراء
السيد الأستاذ رئيس تحرير مجلة «روزاليوسف»
تحية طيبة وبعد
مازلت أتذكر إلى الآن مجلة «روزاليوسف»، وهى الإصدار الذى ننتظره
أسبوعيا كواحدة من أهم الإصدرات العربية، وكم كنت أتمنى أن أقرأ اسمى بتلك
المجلة، ولكن عندما تحقق الحلم، للأسف فوجئت بنشر افتراءات حول شخصى بعنوان
يقول «منحرفات بجد فى بوسى كات»، واختلق كاتب التحقيق قصة غير صحيحة وادعى
أنها قصة الفيلم ويمكن لأى أحد أن يراجع شريط الفيلم أو النسخة الموافق
عليها من جهاز الرقابة على المصنفات الفنية
على مسئولية المخرج: ممثلات حقيقيات فى "بوسى كات"
وسوف يتأكد أنها محض افتراء مع نشر صورة غريبة لا علاقة لى بها
أو بالفيلم، وهى لفتاة غريبة ولا أعرف ما هو هدف هذه الصورة واتهمنى كاتب
التحقيق بأن فيلمى ملىء بالعرى رغم أنه لم يشاهده، إلى جانب تضمن التحقيق
عدداً كبيراً من الكلمات مثل الابتذال والفجور وفتيات الليل وتطرق التحقيق
إلى فيلمى السابق «الألمانى» وشرح فيه كيف فشلت فيه، ولا أعرف دليله على
الفشل، إلى جانب ضرب أمثلة من كل حدب وصوب، حتى يثبت أننى أخالف الآداب
العامة والقوانين، وقد تضامن معى السيد محمد حمدى- مدير التصوير- فى تقديم
شكوى ضد المجلة والمحرر لنقابة الصحفيين ورفع دعاوى قضائية ضد كل الأطراف
المشاركة والسير إلى النهاية فى كل الإجراءات القانونية ويأتى لسيادتكم هذا
الرد عن طريق المحكمة وسنقوم بتقديم الإنذار والرد إلى نقابة الصحفيين
وننتظر أن ينشر كاملا فى أقرب عدد مع تسلمكم الإنذار.
∎علاء الشريف
∎
تعقيب:
عندما نشرنا تحقيقا عن وجود فتيات ليل حقيقيات فى فيلم «بوسى كات»،
فإن تفاصيله كاملة قد حصلنا عليها من مصادر مقربة ومسئولة داخل العمل ورفضت
ذكر اسمها، وفوجئنا بعد نشر التحقيق باتصال من مدير التصوير مهددا بالتضامن
مع المخرج ضد المجلة، وبالاتصال بالمخرج قبل إرسال رده علينا بإنذار على يد
محضر، فاجأنا بسيل من الكلمات التى لا يجوز نشرها وتهديد محرر التحقيق
بالحبس قائلا: أنا أهم مخرج فى مصر وأن مخرجين مصر فى حتة - حسب وصفه - وهو
فى حتة أخرى «يابنى أنا علاء الشريف أنا فى حتة ومصر كلها فى حتة، أنت
بتتكلم فى إيه؟!» ولإيماننا بحقه كاملا فى الرد والتصويب، وأننا لم ننشر
هذه الوقائع بناء على خيالات أو لمصلحة أو اتجاه أو بقصد تجريحه، وما يؤكد
حسن نية مؤسستنا العريقة وينفى شبهة التعمد فقد نشرت الزميلة «صباح الخير»
بمؤسسة «روزاليوسف» الأسبوع الماضي حديثاً للمخرج رد فيه على كل ما نشر
مما يؤكد أن سوء النية والافتراء ليس أسلوبنا المدافع دائما عن الحرية
والمبدعين والفن الجميل.
مجلة روز اليوسف في
20/04/2013
فى ذكرى رحيله الـ43
الضيف أحمد مايسترو ثلاثى أضواء المسرح
تواجده بالحياة والفن كان أشبه ما يكون بالضيف.. من أدق التعبيرات
التى أطلقها أصدقاء «الضيف أحمد» عنه فى ذكرى وفاته، فبالرغم من قصر عمره
الفنى إلا أن هذا الرجل ترك بصمة لا تنسى فى قلوب الجميع حتى أن أصدقاءه فى
فريق ثلاثى أضواء المسرح قرروا حل الفريق بعد وفاته لصعوبة استبداله بشخص
جديد، فضلا عن حالة الحزن الشديدة التى تركها فى قلب سمير غانم وجورج
سيدهم، وفى قلوب محبيه الذين تحدثوا عنه فى لهفة وشوق وكان على رأسهم
الفنانة لبنى عبدالعزيز التى قالت: كان صديقًا لشقيقى.
لبنى عبدالعزيز: كان سيصبح الكوميدان الأول فى مصر لولا رحيله
إن علاقتها بالضيف لم تقتصر فقط على العمل وإنما كانت علاقة قوية جدًا
أشبه بالعائلية فبالاضافة إلى أنه كان صديقًا مقربًا جدًا لشقيقها تقول
عنه: كنا نعتبره فردًا من عائلتنا وكنت بمجرد أن أراه أضحك فهو كان دائم
الابتسامة خفيف الظل يستطيع أن يحول أى موقف إلى كوميديا حتى هيئته كانت
تدل على أنه كوميديان بارع: فهو كان يقدم كوميديا غير مبتذلة يستطيع اخراج
الضحكة من قلب من يراه بعيدًا عن الكوميديا المصطنعة التى يستخدم فيها
الأجساد وتعتمد على الرقص لاجترار الضحك وذكرت لبنى عبدالعزيز أنها قامت
بالعمل معه فى ثلاثة أفلام وهى عروس النيل و«هى والرجال» وأيضا «اضراب
الشحاتين» وقالت بمجرد وصوله موقع التصوير كان يسببب حالة من المرح
والبهجة.
وفى كل موقف يحدث كان يبهرنا بذكائه وبساطته وتواضعه ولذلك تألمت جدًا
عندما سمعت بخبر وفاته وكنت اتمنى أن يظل معنا عشرات وعشرات السنين حتى
يمتعنا أكثر بفنه.
وأنا أعتقد أنه كان سيصبح نجم مصر الأول فى الكوميديا لولا رحيله
المفاجئ.. ولكن لاشك أنه أصبح علامة من علامات السينما المصرية ستظل مئات
السنين فى قلوب الجميع.
حسن يوسف: كنت أتفاءل به فى أفلامى والابتسامة لا تفارق وجهه
الفنان حسن يوسف اعتبر الراحل الضيف أحمد أذكى عضو فى فرقة ثلاثى
أضواء المسرح حيث كان يشترك مع سمير غانم وجورج سيدهم فى كتابة المنولوجات
والأفيهات التى كانوا يقدمونها فى أعمالهم سواء فى الحفلات أو المسرحيات أو
الأفلام وأنه رغم خفة دمه وبساطة أدائه الذى جعله يدخل القلوب إلا أنه كان
شخصاً مثقفاً جداً وواعياً للحركة الفنية فى هذا الوقت الذى كان مليئاً
بعباقرة الموسيقى والتمثيل والثقافة لذلك عندما ظهر هو وجورج وسمير قدموا
شيئاً جديداً ومميزاً لفت إليه وللفرقة الأنظار.
وقال حسن يوسف: شخصية الضيف أحمد أمام الكاميرا لا تختلف كثيراً عن
خلف الكاميرا فقد كان يملأ الدنيا مرحاً وابتسامة وافيهات ضاحكة لا تنتهى
أثناء التصوير وأنه لحسن حظى اننى عملت معه ومع الثلاثى أكثر من 13 فيلما
منها «الزواج على الطريقة الحديثة» و«شاطئ المرح» وعندما كنت أعلم أن
الثلاثى موجودون فى أى فيلم أشارك فيه واتفاءل حيث يعتبرونه تيمة حظ لأى
عمل وسراً من أسرار نجاحه لذلك عندما توفى الضيف أحمد ظل سمير غانم وجورج
سيدهم غير مستوعبين المفاجأة حتى بدأ كل منهم فى شق طريقه واذكر عندما علمت
بنبأ وفاته كان ذلك فى مكتب المخرج محمود ذو الفقار الذى كان سيخرج لى
فيلماً وعندما دخلت عليه وجدته حزيناً جداً وعندما سألته عن سبب حزنه اتانى
بخبر وفاته المفاجئ خاصة أنه لم يكن مريضاً.
زيزى البدراوى: التسامح والطيبة الشديدة أبرز صفاته
أكدت الفنانة زيزى البدراوى أن الضيف أحمد كان بمثابة المايسترو لفرقة
ثلاثى أضواء المسرح وكان عقلها المدبر وسر نجاحها ومع ذلك كان انساناً
متواضعاً وبسيطاً لأبعد حدود وكان يمتلك قدرة واسعة على التسامح وشديد
الطيبة ولذلك بعد وفاته انحل ثلاثى أضواء المسرح وأيضاً ترك حسرة لا تغادر
قلوبنا خاصة أن خبر وفاته جاء مفاجئاً لنا لأنه كان فى ريعان شبابه وكان
الجميع يتوقع له نجاحاً أكثر مما كان عليه ولكن الضيف كان اسماً على مسمى
وذلك لأنه رغم البصمة الكبيرة التى تركها لنا كفنان كوميديان لا مثيل له
إلا أن تواجده فى الحياة والفن كان اشبه ما يكون بالضيف.
كمال رمزى: لم يستخدم جسمه لإضحاك الناس
الناقد كمال رمزى يرى أن سر نجاح الضيف أحمد وفريق ثلاثى أضواء المسرح
هو أنهم ظهروا فى العصر الذهبى للفن والثقافة حيث تميزت هذه الفترة باجماع
العباقرة عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم ووردة ونجاة وفاتن حمامة وشادية
وسعاد حسنى وغيرهم من النجوم كذلك الفرق الموسيقية مثل الفرقة الماسية
وفرقة الإذاعة ووسط الأعمال الكلاسيكية ظهر الضيف وفريقه ليغنوا كلمات
غريبة على الأذهان والحاناً معتمدة فقط على الطبلة وصنعوا لأنفسهم شخصية
مستقلة بعيداً عن الأعمال الكلاسيكية وأثارواً ضجة وقت ظهورهم لدرجة أن
كبار المطربين كانوا يطلبون أن يشاركهم فى حفلاتهم ثلاثى أضواء المسرح
ليكونوا فاكهة الحفلة.
واضاف رمزى أن الضيف أحمد كان يكتب المنولوجات والنكت بشكل جديد عن
الذى كان مشهوراً به مثلا شكوكو وإسماعيل يس وهو اشبه بالنقد الساخر
للأوضاع السلبية فى المجتمع لكن لم يصل لدرجة الإساءة لرئيس الجمهورية وهذا
ليس خوفاً وإنما لأن شخصية مثل عبد الناصر كان يعشقها الجميع.
وأشار إلى أن الملامح الشخصية وضآلة جسم الضيف أحمد كان سبباً فى
تأهيله لأن يصبح من عباقرة الكوميديا فى مصر ومع هذا لم يكن يستخدم جسمه
حتى يضحك الناس وإنما اعتمد على موهبته وهذا يذكره بممثل ايطالى شهير كان
يشبه الضيف أحمد فى ملامحه لذلك اعتبره نجماً كبيراً غاب قبل أوانه.
نعيمة عاكف
الفراشة التى احترقت قبل الأوان
«نعيمة عاكف» رائدة فن الاستعراض والمونولوج هكذا يصفها محبوها
دائمًا، فعندما يذكر اسمها لابد أن يتذكر الجميع أعمالها السينمائية
الخالدة التى قدمت خلالها توليفة فنية نادرة جمعت فيها بين المهارة
التمثيلية والاستعراضية والكوميدية، ووضعتها فى منافسة شرسة مع سامية جمال
وتحية كاريوكا، وقد أجمع الفنانون والنقاد على أن عاكف لم تأخذ حقها فى مصر
رغم موهبتها الطاغية
حسن عفيفى: نيللى وشريهان أكملتا مسيرتها فى الاستعراض
نعيمة عاكف فنانة لم تأخذ حقها داخل مصر وقدر فنها بالخارج فقط
وبالرغم من أن عمرها الفنى قصير فإنها تركت بصمة كبيرة فى شتى أنواع الفن
من الرقص والغناء والمونولوج والتمثيل وتركت لنا ذكرى خالدة. وأضاف أن
نعيمة عاكف فنانة استعراضية تعلم منها جيل بأكمله ومازالت حتى الآن تعلم
الجيل الحديث.
وقال: لولا وجودها ما كانت لتظهر فنانات يجدن فن الاستعراض مثل شريهان
ونيللى حيث تعلمتا من فنها وتأثرتا بها ثم ظهرت شخصيتهما الفنية. وبرر
الفنان حسن عفيفى اختفاء فن الاستعراض فى هذه الفترة بأن الاستعراض له
تكلفة عالية بالإضافة إلى أنه غير مقدر فى مصر وحث على ضرورة وجود برامج
لاكتشاف المواهب الاستعراضية حتى تكون هناك مواهب جديدة تخطو خطا الفنانات
القدامى أمثال نعيمة عاكف.
ماجدة موريس: برعت فى أدوار البنت الشعبية ونافست كاريوكا وسامية
الناقدة ماجدة موريس أكدت أن ظهور الفنانة نعيمة عاكف جاء فى وقت بدأ
فيه أختفاء الرقص الشعبى وكانت نجمات الاستعراض متواجدات بقوة فى السينما
المصرية مثل كاريوكا وسامية جمال وجاءت نعيمة واكملت المسيرة لكنها صنعت
لنفسها شخصية مستقلة عنهن حيث برعت فى تقديم أدوار مختلفة للبنت الشعبية
وقدمتها فى إطار استعراضى مقبول خاصة فى «أحبك يا حسن» و«تمر حنة» وغيرها
من الأفلام وجاءت بعدها فنانات وقلدوها فى شكل البنت الشعبية التى قدمتها
نعيمة عاكف.
وأضافت موريس أن نعيمة عاكف طورت من الرقص الشرقى وقدمته بأنماط
مختلفة سواء رقص منفرد أو تابلوهات نرقص فيها على أغان شعبية يغنيها مطرب
شعبى وبها دراما وهذا جعلها تختلف عن كاريوكا وسامية جمال وقالت: موهبتها
فى التمثيل كانت كبيرة حيث كان لديها خفة دم وحضور طاغ أمام الكاميرا كما
اخترقت الكثير من الحصون الدرامية لذلك اعتبر فيلم «تمر حنة» من أكثر أفلام
نعيمة عاكف التى اظهرت فيه قدرتها التمثيلية خاصة عندما قدمت نموذج البنت
الغجرية باقتدار وكل من جاءوا بعدها قلدوها فى هذه المنطقة.
نجوى فؤاد: نعيمة عاكف وراء احترافى الرقص الشرقى
أكدت الفنانة نجوى فؤاد أن نعيمة عاكف فنانة لها باع طويل واستطاعت أن
تقدم نموذجًا جديدًا للفنانة الشاملة التى ضمت كل ألوان الفنون لأنها
استطاعت أن تجمع بين الممثلة والفنانة الاستعراضية والمونولجست والكوميديان
بالاضافة إلى أنها كانت مؤدية جيدة وتمتلك أذنًا موسيقية واستكملت أنها من
مدرسة نعيمة عاكف ولم تصبح فنانة استعراضية إلا بعد وجود فنانة مثل نعيمة
عاكف لأنها كانت مثلى الأعلى فمنذ طفولتى وأنا أشاهد استعراضاتها وحينما
انفرد بنفسى كنت أحاول تقليد حركاتها وهذا السبب الأساسى وراء حبى لفن
الاستعراض ولذلك عملت فى هذا المجال وذكرت نجوى فؤاد: عندما ظهرت كضيفة شرف
فى آخر أفلام نعيمة عاكف فبالرغم من أنها كانت مريضة جدًا، إلا أننى رأيت
فيها إنسانة خفيفة الظل ومليئة بالطيبة ولاشك أن نعيمة عاكف منحت شرفًا
كبيرًا للمصريين بالأخص للرقص الشرقى عندما حصلت على جائزة أفضل راقصة فى
العالم فى مهرجان شباب العالم سنة 1958، فى موسكو وإن كنت أرى أن هذه
الجائزة أقل ما يمكن أن يقدم لها وكانت تستحق لقب أفضل فنانة شاملة فى
العالم.
وأكدت ضرورة عمل سيرة ذاتية لها تجسد فيها الجانب الدرامى والإنسانى
من حياتها لأنها كانت مليئة بالأحداث وأيضًا لأن فنها لم يأت بالصدفة لكنها
كانت من عائلة فنية لها تاريخ فنى كبير.
وبالرغم من قصر مدة عملها فى الفن إلا أنها تركت بصمة تجعل من أعمالها
الفنية القليلة مدرسة يتعلم منها الجميع.
ماتت حبيسة أفكار زوجها ولم تأخذ حظها فى التكريم
من جهتها أكدت الراقصة زيزى مصطفى أن نعيمة عاكف تعد من أفضل الراقصات
المصريات اللاتى ظهرن على الساحة خلال القرن الـ20 متفوقة على كل من تحية
كاريوكا وسامية جمال ونجوى فؤاد وغيرهن مشيرة إلى أن عاكف لم تكن ترقص فقط
بل كانت تجيد كل أشكال الاستعراض من رقص وغناء وتمثيل وألعاب السيرك.
وأضافت زيزى أنها تأثرت شخصيًا كراقصة وأنها تحب خفة ظلها التى كانت
تطل بها على جمهورها وأوضحت أن نعيمة عاكف لم تلق التكريم اللائق بها
كواحدة من مؤسسى فن الاستعراض والرقص الشرقى فى مصر مبينة أن عاكف ظلمت
كفنانة ولم تكسب الشهرة الواسعة كما حدث مع تحية كاريوكا أو سامية جمال
وأنها لم تعش الحياة المرفهة والرغدة كبنات جيلها أو من أتوا بعدها نظرًا
لارتباطها المهنى خلال مشوارها الفنى القصير بزوجها المخرج «حسين فوزى»
الذى شاركها جميع أعمالها وهو ما جعلها حبيسة أفكار وآراء هذا الرجل فلم
يسمح لها بالعمل مع غيره لتقابل أصحاب أفكار ورؤى مختلفة من مخرجين وكتاب
وهذا انعكس سلبيًا على حياتها والطريقة التى عاشت بها ويحسب لها أنها لم
تترك زوجها بل ارتضت بما تقدمه معه حتى وإن لم يكن يتناسب مع قدراتها
الهائلة.
وأضافت زيزى أن النظرة المتدنية من المجتمع للفنانة قديمًا وللراقصات
بالذات جعلت واحدة كنعيمة عاكف لم تأخذ حقها وإن كان الخارج كرمها كما حدث
فى روسيا باختيارها كأفضل فنانة استعراضية ضمن مهرجان الشباب الذى أقيم فى
موسكو 1958.
روز اليوسف اليومية في
19/04/2013
على هامش مهرجان بنما السينمائي الدولي
جيرالدين شابلن: لا يشغل بال هوليوود سوى شباك التذاكر
يوسف يلدا
سيدني: تؤكّد
الممثلة جيرالدين شابلن، التي ترى أن أفضل الأفلام تصنع اليوم في أمريكا
اللاتينية "أن غالبية أفلام هوليوود لا تقدّم شيئاً".
تزور الممثلة الأمريكية جيرالدين شابلن، إبنة عبقري الكوميديا
السينمائية شارلي شابلن، هذه الأيام بنما، حيث تشارك في الدورة الثانية
لمهرجان بنما السينمائي الدولي.
ووصفت جيرالدين خلال لقاء لها مع وسائل الإعلام العالمية يوم الإثنين،
موزعي الأفلام في هوليوود بالمافيا، وبأن أكثر ما يشغل بال صناع السينما
الأمريكية هو "جذب أكبر عدد من رواد السينما، وبيع ما يمكن من التذاكر،
وجني الأرباح، بصورة خاصة خلال نهاية الإسبوع. ولا يكترث هؤلاء لأي شئ بعد
ذلك". وأكّدت جيرالدين أيضاً "أن غالبية أفلام هوليوود لا تقدّم شيئاً
بالنسبة لي، وأن أفضل الأفلام تصنع اليوم في أمريكا اللاتينية".
وتعتبر جيرالدين شابلن، 68 عاماً، إلى جانب الممثلة الإسبانية ماريبل
فيردو، من أبرز الوجوه السينمائية المشاركة في مهرجان بنما السينمائي
الدولي الذي يقام في بنما للفترة من 11 أبريل/ نيسان الجاري وحتى 17 منه.
وظهرت الممثلة الأمريكية في أكثر من خمسين شريطاً سينمائياً، من بينها
"دكتور زيفاكو" 1965، و"ناشفيل" 1975، و"شابلن" 1993، و"تحدّث معها" 2002،
و"الرجل الذئب" 2009، و"المستحيل" 2012.
وفي عام 2002 فازت جيرالدين بجائزة غويا الإسبانية كأفضل ممثلة مساعدة
عن دورها في فيلم "تحدّث معها" للمخرج السينمائي بيدرو المودافار. وتمّ
ترشيح إسمها ثلاث مرّات لجوائز الكرة الذهبية، ورُشّحت أيضاً لجوائز
السينما التابعة للأكاديمية البريطانية.
وأشارت إبنة إسطورة السينما الصامتة، خلال المؤتمر الصحفي الذي أقيم
على هامش المهرجان، إلى أن تنظيم توزيع الأفلام في الولايات المتحدة يمثل
صورة جلية لسيطرة المافيا على هذه الصناعة في هوليوود، وحثّت في الوقت ذاته
بقية الدول على تأسيس نظام يعمل من أجل تسيير السينما المحلية وفق معايير
تهدف إلى حمايتها، وأضافت قائلة "لا زلت أؤمن أن بمقدور السينما أن تغيّر
العالم".
وحاولت العديد من المصادر القريبة من الفن السابع، وأثناء إنعقاد
مهرجان بنما السينمائي الدولي، التحذير من أن تنافس هوليوود السينما
المحلية والمستقلة، بسبب من الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها للترويج عن
أفلامها.
وفي ذات السياق، تؤكّد ماريّا لوردز كورايز، المتخصصة في تأريخ سينما
أمريكا الوسطى، ومديرة "سينيرجيا"، المؤسسة التي تقوم بدعم الإبداع
السينمائي في أمريكا الوسطى والكاريبي، لوكالة فرانس برس "من المؤسف أن
نسمع أن الولايات المتحدة تنوي شراء فيلم أرجنتيني. لا يمكن أن يحدث ذلك.
يجب علينا أن نقف بوجه الإحتكار الذي تقوده شركات التوزيع الأمريكية".
صناعة قامت على يد الرجال
لماذا لا تستهوي المرأة الأفلام الإباحية؟!
يوسف يلدا/ سيدني:
أقيمت صناعة الأفلام الإباحية على يد الرجال، ومن أجل الرجال، ولكنْ،
عدد قليل جداً منهم توقف للتفكير في ما يعجب المرأة، أو في البحث عن
الجوانب الأكثر رقّةً وإثارة فيها.
ومع ذلك، أنشأت إمرأة موقعاً في النت يجمع الأزواج والأحباب الذين
يتبادلون الآراء والأفكار من دون محرمات أو رقابة. تقول سيندي غالوب،
الخبيرة في شؤون الإثارة الجنسية والعلاقات العاطفية، خلال لقاء خاص أجرته
معها مؤخراً مجلة "فانيتي فير" في نسختها الإسبانية: "يمكن تغيير العالم عن
طريق الجنس". وتعد سيندي سيدة أعمال وصاحبة شركة تسويق بريطانية ناجحة،
ومسؤولة عن موقع الإنترنت "إنشر الحب لا الإباحية. تي في"، حيث يقوم الكثير
من مستخدمي الإنترنت بإرسال أشرطة فيديو عن تجاربهم الجنسية، كي يتمكن بقية
المستخدمين الإستفادة منها.
إنشر الحب
أن الأمر المثير في هذا الموقع يكمن في أن من يرغب الإطلاع على أشرطة
الفيديو هذه، عليه دفع 5 دولارات ومشاهدتها لمدة ثلاثة أسابيع. وعن ذلك
تقول سيندي "الأمر لا يتعلق بالوقوف أمام الكاميرا وأداء حركات تمثيلية، بل
وببساطة شديدة، تسجيل كل ما يحدث في واقع الحياة، من أحداث كارثية، وتصرفات
غبية، ومواقف مثيرة للسخرية، وأشياء جميلة".
وتدرك المرأة الخبيرة في شؤون الإثارة الجنسية جيداً أهداف شركتها
"حيث أن الناس يتحدثون عن الجنس بصراحة تامة، وبصورة علنية في الأماكن
العامة، وشخصية. لأن الجنس الجيد يأتي من حسن التواصل، ومن تحديد ما يرغب
فيه شريك حياتك، وما يمكنك الإستمتاع والقيام به".
وتمّ إطلاق هذا الموقع في العام 2009، والذي يعتبر اليوم مركزاً يضمُّ
أشرطة فيديو مثيرة "من العالم الواقعي" الأكثر شعبية.
في البداية، كانت سيندي غالوب تنشر موضوعات مختلفة تعكس فيها
إحباطاتها وخبرتها في ما يتعلّق بالجنس، وبالنظر للإستقبال الكبير الذي
شهده من لدن مستخدمي الإنترنت، قررت العمل من أجل تقديم المزيد من الخدمات
عبر الموقع.
المتعة المشتركة
أن مشروع "إنشر الحب لا الإباحية"، الذي تقوده هذه المرأة البريطانية،
له وظيفة إجتماعية أيضاً، ألا وهي تعليم الأزواج كيفية التمتع بالجنس في ما
بينهم، والإعتراف بالأخطاء الخاصة بهم وإكتشاف أنفسهم.
تقول سيندي "إن الحوارات الجنسية هشّة جداً، بحيث نجد صعوبة في
التحدّث عن الجنس، تحديداً، مع الأشخاص الذين نمارسه معهم. يرعبنا أن نجرح
مشاعر الطرف الآخر، وبالتالي تدمير علاقة ما. لكننا في الوقت ذاته، نريد أن
نمنح شريك حياتنا ما يمتعه. أن غياب الحوارات الصريحة حول الجنس في عالم
حقيقي، يدفع الرجال والنساء إلى الإعتقاد بأن هناك طريقة صحيحة لممارسة
الجنس. لكن، الإباحية غالباً ما يقودها الرجال، ومن أجل الرجال، ولا تسلط
الضوء على ما ترغب المرأة فيه أو ما تطلبه، مثل كيفية منحها المتعة".
صناعة الإباحية
وتؤكّد سيندي غالوب على "أن عملنا ليس إباحياً 100%، نظراً لكون صناعة
الإباحية ليست مربحة حالياً، وكذلك لا تقدّم لمن يستهلكها ما يمكن أن يتعلم
ويستفيد منه في علاقته مع شريكه. نحن نفتقد إلى الشجاعة الكافية لكسر
التقاليد ومن ثمّ الإبتكار، بالإضافة إلى ذلك، أننا لا نفكر في تصميم
وتنفيذ أساليب جديدة في هذا الجانب. لذا، هناك فرصة الآن في مجال صناعة
الإباحية، كما هو شأن بقية الصناعات، وتوجد أماكن شاغرة لأولئك الذين
يتمتعون برؤية جديدة وخلّاقة تعمل من أجل إيجاد مستقبل أفضل لهذه الصناعة،
بحيث تدرّ الكثير من الأموال على القائمين عليها أيضاً".
إيلاف في
19/04/2013 |