"الارض مدمرة والكائنات الفضائية تسيطر عليها حيث يعيش الناجون متخفين
ورجل واحد قادر بذكائه وقدراته على إنقاذ مستقبل الأرض وإعادة احياءها,قد
تعتقد انك استمعت إلى هذه القصة من قبل" هكذا يقول الملف الصحفي
لفيلم"نسيان/ “oblivion
احدث افلام النجم الأمريكي توم كروز, والذي من الجائز ان نضيف عليه
تساؤل آخر هو"كم مرة استمعت إلى هذه القصة من قبل؟"
لا يعيب اي فيلم في العالم أن يقدم تيمة درامية مكررة, دعونا من خرافة
ال 36 تيمة التي تتمحور حولها كل الأعمال الدرامية في تاريخ البشرية, ما
يعنينا في النهاية هو المعالجة والرؤية, أو اعادة الرؤية, ما يعنينا هو
الأسلوب والتفاصيل والأيقاع والروح العامة والخصوصية الجينية لبصمة المبدع
حين يهضم التيمة ويعيد افرازها.
وازمة فيلم نسيان الحقيقية انه اسم على مسمى ولكأن صناعه قد نسوا ما
تقدم من عناصر نمطية وموتيفات مستهلكة وقرووا صناعة فيلمهم وكأنه تجربة
مبتكرة تستحق ان تتكلف 120 مليون دولا.
لقد اعاد المخرج جوزيف كوزينسكي إنتاج او توظيف العديد من التفاصيل
التي اصبحت من كثرة نمطيتها قوالب كلاسيكية سابقة التجهيز وصالحة لأي
سيناريو لا يلقي بالا لموضوعه لان تركيزه شكلاني في المقام الاول, اي انه
يعتمد على الابهار البصري المتمثل في الخدع والصورة الرقمية الخارقة بغض
النظر عن عمق الدراما ومدى تأثيرها.
عودة كوكب القرود
يبدا الفيلم بتقديم معلومات مروية بصوت الشخصية الرئيسية جاك هاربر
حول زمن الأحداث, الأرض في المستقبل بعد 60 عاما من الأن, البشر انتقلوا
إلى السماء حيث استوطنوا احد اقمار كوكب زحل بعد ان تعرضت الأرض إلى هجوم
من كائنات فضائية تدعى اكلى الجثث قامت بتدمير القمر ثم هبطوا لغزو الأرض.
المعلومات تأتي عبر ذاكرة جاك, ولهذا نصدقها كما يصدقها هو, لكن ثمة حلم
يراوده حول امراة تنتظره فوق قمة مبنى الامباير ستايت قبل الدمار الشامل.
لدينا اذن الفكرة النمطية المعتادة حول الغزو الفضائي الذي يدمر الأرض
ويرحل كل من عليها ولا يبق سوى افراد قليلين مهمتهم ان يقوموا بأصلاح
الأعطال الآلية, واذا كان منتجوا الفيلم هم انفسهم صناع فيلم"صحوة كوكب
القرود"فلا مانع من وجود تلك الصورة الابوكاليبسية المعروفة(نهاية
العالم)حول الأرض المدمرة والمغطاة عن اخرها بالرمال حتى ان قمة الأمباير
ستايت لا يظهر منها سوى جزء بسيط وهو ما يذكرنا بالمشهد الشهير لفيلم كوكب
القرود في نسخته الأولى عند ظهور جزء من قمة تمثال الحرية كي يدرك البطل
انه على الأرض المحطمة وليس على كوكب القرود.
في الحقيقة فإننا نلاحظ تأثرا واضحا بملحمة"كوكب
القرود"الشهيرة(1968)من بطولة تشارلتون هيستون وإخراج فرانكلين شفنر, ليس
فقط على مستوى المشهد الابوكاليبسي العام ولكن لدينا ايضا فكرة الأرض
المحرمة التي نراها هنا متمثلة في منطقة اشعاعات نووية ممنوع على جاك
ورفيقته أن يتجاوزاها, ويصبح تجاوزها في مرحلة معينة من الفيلم اشارة لبدء
الأكتشاف والتنوير العام للشخصية الرئيسية.
ناهينا عن ان شخصية البطل نفسها جاك تعتبر في مرحلة من مراحلها (لا
بطل) أي
"آنتي هيرو"بلغة الدراما- مثل كل المخلصين الذين يبدأون لا منتمين ثم
يتحولون إلى ابطال فاعلين-فهو لا يفعل شيئا تحديدا ولكنه يكتشف فقط, وتصبح
افعاله هي ردود افعال على قرارات الاخرين سواء رفيقته في العمل التي هي
زوجته أو رائدة الفضاء التي يعثر عليها والتي نكتشف انها زوجته الحقيقة أو
مجموعة اكلى الجثث التي تختطفه وعلى رأسها القائد الأسمر مورجان فريمان.
نتوقف هنا قليلا أمام نمطية استخدام الفروق الملامحية والشكلية بين
الشخصيات وهي واضحة جدا نظرا لان الفيلم تحديدا يدور بين خمسة شخصيات
اساسية فقط وبلا شخصيات ثانوية تقريبا وهم جاك هوبر ورفيقته وزوجته الحبيبة
وقائد المقاومة الأسمر وضابطة الاتصال التي هي صورة رقمية مصطنعة من قبل
الكائن الفضائي الذي سيطر على الارض وقام بأسر جاك ومساعدته ومحا ذاكرتهم.
ثمة فرق شكلي واضح ما بين رفيقة جاك وزميلته في المحطة السماوية التي
تعمل على اصلاح الآليين فهي سكسكونية حمراء الشعر بيضاء البشرة جامدة
الملامح كأنها نصف آلية(الممثلة اندريا روزبرو), وبين زوجته الاصلية التي
يعثر عليها في حطام سفينة فضائية فهي خمرية اسيوية الملامح سواء الشعر
مفعمة بالأنفعال الملامحي والحسية الواضحة(اولجا كورلينكو بطلة أحد اجزاء
سلسلة 007).
كذلك ثمة فارق بين بياض ووسامة توم كروز وملامحه القوية الشابة وبين
سمار مورجان فريمان وكهولته, فهو رجل يعيش تحت الارض يقود المقاومة البشرية
ضد الآلات ويمثل هو وكروز في النهاية عنصري اللون البشري الأساسي(الأبيض
والاسود)الذي ينقذ الارض.
يوم الأستقلال وماتريكس
في فيلم المخرج رونالد ايمريتش الايقوني"يوم الأستقلال"ينضم كل من
اليهودي الأمريكي ديفيد والامريكي الأسمر ستيف في مهمة انتحارية ليستقلوا
أحد المركبات الفضائية محملين برأس نووي من أجل التسلل إلى السفينة الأم
واصبتها بفيروس يسمح بأشتباك المقاتلات البشرية مع الكائنات الفضائية أو
تفجيرها لو لزم الامر, وهو تقريبا نفس ما يحدث في"نسيان"حيث يستقل توم كروز
احد المركبات محملا برأس نووي إلى الكيان الفضائي وهناك نكتشف انه بدلا من
ان يصحب زوجته معه في تلك المهمة الأنتحارية يصحب مورجان فريمان الذي تمنى
عليه ان يشهد تلك اللحظة المجيدة وهي لحظة تفجير الكائن الفضائي الذي دمر
الارض قبل 60 سنة.
وبالطبع فأن فيلما يعتمد على هذا الكم من التماثلات والتشابهات
السينمائية مع افلام اخرى ليس من الصعب عليه ان يلجأ إلى تماثل اخر وهو
الأستنساخ,أحد أكثر الحيل الدرامية استهلاكا في السينما الامريكية, حيث
نكتشف أن جاك عندما تم أسره من قبل الكائن الفضائي تم استنساخه لصناعة جيش
كي يحارب البشر, وجاك نفسه يعثر على نسخه منه في الأرض المحرمة تقوم بنفس
عمله ولكنها فقط تحمل رقما مختلف عنه, وفي مشهد يذكرنا بمشهد حقول زراعة
البشر الشهير في"ثلاثية ماتركيس"يشاهد جاك الآلاف منه في فقاعات الأستنساخ
التي تشبه الرحم وهو متكور في وضع جنيني في انتظار ان يحتاجه الكائن
الفضائي في اي مهمة او يستبدل نسخة منه بآخرى.
ثم الا تعيد لنا فكرة الآليين الذين يجوبون الأرض ليل نهار ولا
ينصاعون لأية أوامر ولا يعرفون الرحمة(في مشهد قتل رواد الفضاء)ومهمتهم
الاساسية تدمير البشر نفس العنصر من ثلاثية الاخوين ويشويسكي, ان الارض في
الحقيقة محتلة من قبل هذه الألات التي يحركها عقل فضائي مجهول المصدر لكنه
شديد التطور والذكاء تماما مثل الذكاء الاصطناعي الذي سيطر على الآلات في
ماتريكس وخاض بها حربا ضد البشر.
موتيفات تراثية
في البدء نرى توم كروز ورفيقته التي هي ضابطة الأتصال الخاصة به
يعيشان في برجهم السماوي فوق السحاب وفي ديكورات مبهرة وحديثة وكأنهم ادم
وحواء يعيشان في الجنة وهو ما يحاول السيناريو أن يخلق به عمق نسبي على
المستوى الفلسفي عندما يجعل جاك يتهرب منها ومن تلك الجنة التكنولوجية
اثناء جولاته النهارية لصيانة الآليين ويذهب إلى وادي ارضي يملئه العشب على
ضفاف بحيره لكي يقيم في كوخ خشبي ويضع هناك التذكارات البشرية البسيطة التي
يعثر عليها اثناء مهمته وكأنه متحف متواضع لتاريخ الانسانية والذي يغلب
عليه بالطبع الكتب واسطوانات الموسيقى ويعيش ساعات قليلة كأنه انسان عادي
يستمع إلى الموسيقى ويقرأ الكتب ويلعب كرة السلة.
انه ادم الذي خلق ليعيش على الارض مهما كانت رفاهية السماء وحورها
المتمثلة في رفيقته الحسناء بل أنه عندما تصاب زوجته يصطحبها إلى هناك
وكأنها هي حواء الاصلية التي يجب ان تشاركه تلك الجنة الارضية وليست رفيقته
حمراء الشعر التي تشبه السايبورج( كائن نصف آلي نصف بشري).
وعندما يتحدث اي فيلم عن انقاذ الارض والبشرية المعلق في رقبة رجل
واحد فأنه يحيلنا مباشرة إلى موتيفة"المخلص"اشهر موتيفات التراث الانساني
قاطبة, والتي ترتبط ايضا ارتباط وثيق بفكرة"الفداء".
فجاك عندما يتم أسره من قبل آكلي الجثث الذي نكتشف أنهم بشر مثلنا,
وأنهم أخر أمل في المقاومة وعبر قائدهم الاسمر(في إحالة واضحة لشخصية
مورفيوس القائد الأسود الذي بحث طويلا عن نيو في ماتريكس)يعلم جاك انه أمل
البشرية في تحطيم الكائن الفضائي, لأن المركبة الفضائية الآلية التي قاموا
بتحميل الرأس النووي عليها لن تستجيب إلا لصوته هو فقط, ويدرك جاك ساعتها
انه(the one)أي
مُخلص البشرية ورجائها الأخير, ولكن عندما تتحطم المركبة يقرر مثل
كل"مُخلص"أن يتحول إلى "فادي"لكي يستمر العالم, فيتخذ قرار بقيادة سفينته
الفضائية الصغيرة إلى الكائن الفضائي لتدميره في عقر داره, وهو ما يعيدنا
مرة اخرى إلى نفس ما حدث في الثلاثية الشهيرة ولكن من اجل ان تتوقف الحرب
بين البشر والآلات وما حدث في
يوم الأستقلال لأسقاط المحطات الفضائية العملاقة.
ونعاود طرح الفرضية التي بدأنا بها حديثنا عن الفيلم:
هل أزمة هذا الفيلم في كونه يعتمد على عناصر نمطية وأخرى مستوحاة بشكل
واضح من اعمال شهيرة؟ في الحقيقة فإن تلك الفرضية ليست هي جوهر أزمة
الفيلم, ولكن الأستلهام الفج والعناصر النمطية تحيلنا إلى مازق أوسع فاها
وهو فقدان شهية المتابعة بسبب توقع الأحداث.
فهناك فارق بين أن يعلم المتلقي النهاية ويستغرقه الفيلم في رحلة
البحث عن الأسباب التي أدت إلى النتائج المعروفة سلفا, وبين أن تصبح
الأحداث متوقعة واحدا تلو الآخر وتصبح المفاجآت التي يتصور صناع الفيلم
أنهم يدخرونها ما هي إلا رهانات صائبة من الجمهور نتيجة نمطيتها المعتادة.
ومن هنا نخلص إلى أن تكرار التيمة ليس عيبا في حد ذاته ولكن سطحية
الرؤيا وامتزاجها مع المستهلك والمعروف مسبقا وعدم احتوائها على الأصيل أو
المبتكر هو ما يفقدها بريق الجوهر ويجعلها مجرد تجربة شكلانية أخرى لن تضيف
إلى رصيد المتفرج الوجداني أو الذهني.
يبقى فقط أن نشير إلى أن المخرج استطاع أن يتحكم جيدا في إيقاع فيلمه
خاصة في النصف الأول من زمن الأحداث, الذي يدور فقط عبر حوار شخصيتين هما
جاك ورفيقته, ودون وجود أي عنصر درامي أخر باستثناء الحلم الذي يشاهد فيه
زوجته السابقة, أنها قدرة لا بأس بها على جذب المتفرج كي يتابع شخصيتين دون
غيرهم في انتظار المزيد, ودون أن ينفر المتلقي من ضيق الحركة الدرامية
بينهم, وبالنسبة لفيلم يتجاوز زمنه ال120 دقيقة فأننا إذن امام نصف الزمن
الفيلمي بين قوسي جاك ورفيقته بلا ثالث وهي مخاطرة درامية عوضها المخرج
بحالة بصرية شيقة وجاذبة وأن ظلت شكلانية وغير مؤثرة وجدانيا لم تتجاوز
العين إلى القلب.
من وحي فيلم" في الهاوية"
عدنان مدانات
المخرج الألماني فينير هيرتزوغ، واحد من المخرجين الكبار والذي لم
تمنعه إنجازاته في حقل السينما الروائية، خاصة عبر فيلميه الشهيرين" أغيرا
غضب الآلهة" و" فيزغيرالدو"، من الإخلاص للسينما التسجيلية التي داوم على
إخراج الأفلام المنتمية لها منذ سنوات مستكشفا فيها مناطق جديدة في أرجاء
العالم ومواضيع مثيرة بحيث صار يمكن اعتباره متخصصا في إخراج الأفلام
التسجيلية.
أحدث أفلام هيرتزوغ التسجيلية بعنوان" في الهاوية" وهو الفيلم الذي
وصفه أحد النقاد الأمريكيين بأنه فيلمه الأكثر حزنا، فهو يتابع وقائع جريمة
قتل بشعة حدثت في أمريكا. تتعلق الواقعة بقيام اثنين من الشبان أحدهما يدعى
ميشيل بيري والثاني جيسون بروكيت بقتل صديق لهما و اثنين من أخوته الصغار
لسبب تافه هو رغبة القاتلين بالتمتع بقيادة سيارة الضحية من نوع" كامارو"
والتي رفض الضحية إعطاءهما مفتاحها. حكم على ميشيل بيري بالإعدام وعلى
جيسون بروكيت بالسجن أربعين عاما. في الوقت الذي صور فيه هيرتزوغ فيلمه كان
أمام ميشيل بيري ثمانية أيام فقط قبل تنفيذ حكم الإعدام به. اهتم هيرتزوغ
بالواقعة وسافر مع فريقه إلى تكساس حيث جرت وشرع في إخراج الفيلم. القضية
الأبرز التي يطرحها هيرتزوغ في الفيلم هي رفضه لعقوبة الإعدام التي تعتبر
الولايات المتحدة الأمريكية من دول العلم القليلة التي لا تزال تطبق هذه
العقوبة وتعتبر الولاية التي سيجري فيها تنفيذ الحكم الولاية الأكثر ممارسة
لعمليات الإعدام. لتحقيق غايته أجرى هيرتزوغ مقابلات مع القاتلين ومع
أقاربهما ومع أقارب الضحايا ومع مفتش الشرطة الذي كان مسؤولا عن متابعة
التحقيق في هذه القضية إضافة إلى مقابلة مع الكاهن الموجود في السجن
والموكلة إليه مهمة إجراء المراسم الدينية الأخيرة في اللحظات التي تسبق
تنفيذ عملية الإعدام.
ليست هذه هي المرة الأولى التي تتطرق فيها السينما إلى عملية الإعدام
خاصة من زاوية إدانتها، فثمة الكثير من الأفلام التسجيلية والروائية في
العالم تدور مواضيعها حول هذه القضية، ومن نفس المنطلق، أي إدانة هذه
الممارسة التي تتخلص من القاتل لكنها بالمقابل تٌنشئ مكانه قاتلا آخر إنما
برخصة شرعية مثبتة بالقانون.
ما أثارني في الفيلم بشكل خاص، وحفزني للكتابة عنه، أو بالأحرى
الكتابة عن فكرة خطرت على بالي انطلاقا منه، مقابلتان ابتدأ بهما الفيلم.
المقابلة الأولى الافتتاحية جرت مع الكاهن في السجن والمقابلة الثانية مع
القاتل ميشيل بيري. فبعيدا عن الفيلم بحد ذاته وانزياحا عنه، أثارت
المقابلتان لدي، وخاصة الأولى التي جرت مع الكاهن، فكرة تتعلق بجوهر ممارسة
إخراج الأفلام التسجيلية. جوهر الأسئلة في المقابلتين واحد، ويدور حول شعور
كل منهما تجاه عملية الإعدام. يجيب القاتل على الأسئلة وهو يبتسم بدون أن
يظهر عليه أي تأنيب للضمير وهو يبرر هدوءه تجاه موته المقبل بعد أيام
تبريرا دينيا إذ أنه يعتقد أنه لكونه مسيحيا فسينال الغفران في الآخرة على
الرغم من بشاعة الجريمة التي ارتكبها. بدا لي وأنا أتابع أجوبته أن هذا
الموضوع بحد ذاته يستحق أن يُصنع عنه فيلم مستقل. فيلم مستقل أيضا، كما بدا
لي، كان يمكن أن يُستوحى من المقابلة الأولى التي جرت مع الكاهن الذي يجيب
على السؤال حول شعوره بالعلاقة مع مهمته بأنه يذهب لأداء مهمته ومقابلة
المحكوم عليه بدون أي شعور مسبق أو أي توقع ويؤدي مهمته بطريقة روتينية
تخلو من الانفعال، لكنه في نهاية المقابلة ونتيجة لطبيعة الأسئلة الموجهة
له ينفعل بل و يكاد يبكي من فرط الانفعال. المقابلتان إذن، تختلفان عن بقية
المقابلات في الفيلم والتي تبدو أسئلة وأجوبة تقليدية، وهاتان المقابلتان
تتضمنان مشروعا لفيلم أو فيلمين يقدمان للمخرج التسجيلي فرصة البحث في
والتعبير عن جوهر السلوك الإنساني في حالات محددة والانفعالات الداخلية
التي تنشأ لديه.
في الممارسة المتبعة للإخراج السينمائي، سواء في حقل الأفلام
التسجيلية أم الروائية، يتم الالتزام بالنص المكتوب سلفا قدر الإمكان، لكن
هناك إمكانية أخرى تتعلق بأفكار إبداعية جديدة تنشأ فجأة أثناء عملية
الإخراج قد تضفي على الفيلم روحا جديدة إن التقط المخرج خيطها، وبالنسبة
للأفلام التسجيلية تحديدا فهذه الإمكانية قد تؤدي إلى التخلي عن المشروع
الأولي وتفتح أفقا أمام فيلم جديد مختلف كليا أوحى به الواقع، فالواقع يظل
أغنى من الفكرة المسبقة عنه وما على السينمائي التسجيلي الذكي إلا أن يلتقط
ما يتكشف عنه الواقع.
تشير المعلومات المنشورة حول طريقة هيرتزوغ في إجراء المقابلات أنه لم
يقابل من أجرى معهم المقابلات مسبقا بل قابل كل منهم فقط زمن إجراء
المقابلة، ولهذا كانت الأسئلة التي طرحها عليهم عفوية وليدة اللحظة ولم
يحاول أن يفرض موقفه الخاص بل ترك لهم حرية الإجابة ، وتدل مشاهدة الفيلم
على أنه تعامل مع المقابلات بذكاء دون أن يحيد عن هدفه المتمثل بإدانة
عقوبة الإعدام، وهذا أمر جيد بلا شك، وما ذكرته من إمكانية الخروج عن النص
ليس نقدا للفيلم بل خروج عنه و إحالة إلى فكرة أوحى بها الفيلم تتعلق
بإمكانيات يتحلى بها الغوص والاستكشاف التسجيلي للواقع.
الجزيرة الوثائقية في
17/04/2013
يسري نصر الله:
"السينما الوطنية تساهم في خلق أسطورة الوطن"
كتب:
رانيا يوسف
استضاف مهرجان الخليج السينمائي في دورته السادسة، علي هامش ندوات
ليالي الخليج، أعضاء تحكيم مسابقة السيناريو، والتي يشارك فيها المخرج يسري
نصر الله، ودار النقاش حول أسلوب كتابة السيناريو، واتجاه بعض المخرجين إلي
الاعتماد علي أنفسهم في كتابة السيناريو.
وأشار نصر الله، أن أول فيلمين قام بإخراجهم قام بكتابة السيناريو
لهم، وكان مازال في بداياته ولم يتحمس أي سيناريست للعمل معه، بسبب
الموضوعات التي كان يرغب في طرحها، وكانت خارج إطار منظومة صناعة السينما
التجارية، لذا بدأ العمل مع وجوه جديدة في بداية أعماله، حتي أنضم إلي
السيناريست ناصر عبد الرحمن.
وقال: "أنضمت يسرا إلي فيلمي مرسيدس، بعدما رفضت العمل معي في أول
أفلامي، وأذكر أني أعدت كتابة سيناريو فيلم المدينة 16 مرة، ما بين ناصر
عبد الرحمن الذي تولي كتابة الجزء العربي بالفيلم، أما الجزء الفرنسي قمت
بكتابته مع مخرجة فرنسية، الرائع أن تكتب الفكرة مع كاتب السيناريو،
والسيناريست الأمين يدفعك إلي عدم الاستسهال والتقليدية في عرض الفكرة،
التجربة التالية كان فيلم باب الشمس المأخوذ عن رواية إلياس خوري".
وأوضح يسري أنه أصر علي مشاركة إلياس خوري في كتابة سيناريو الفيلم،
وبمشاركة محمد سويف، حتي لا يحدث صدام بين كاتب النص الأصلي والمخرج، وقال
أيضًا: "بعد فيلم باب الشمس عدت للعمل مع السيناريست ناصر عبد الرحمن، أما
الفيلم الوحيد الذي لم أتدخل في السيناريو، ولم أضيف أي كلمه عليه هو فيلم
أحكي يا شهرذاد للكاتب وحيد حامد، وهذا كان شيء متفق عليه بيننا، ألا أغير
أي حرف من الحوار، تعاملت مع السيناريو وكأنه نص أدبي أو مسرحي، عليَّ أن
أحترمه وأقدم رؤيتي فقط كمخرج، الآن أجد انتشار سينما المؤلف ولكن هي ليست
متنافية، مثلًا في سنوات ازدهار السينما الإيطالية والمصرية في الخمسينات
والستينات، نجد أن اسماء وقامات كتاب كبار يجتمعون على كتابة سيناريو فيلم،
مثلما اجتمع نجيب محفوظ ويوسف السباعي وبيرم التونسي ويوسف شاهين وسيد بدير.
وأضاف يسري نصر الله: "شاهدت عدد قليل من الأفلام المعروضة في
المهرجان لكن الملاحظة الأكثر إثارة أنها أفلام تعبر في مضمونها عن وجدان
شعوب بدأت تنتج سينما منذ سنوات قليلة، وقد تكون هذه الشعوب اكتشفت أن
الرخاء الذي يعيشون فيه ممكن أن يتعرض إلي أزمات، اعتقد أن الشيء الأكبر
الذي يربط الشعوب بجذورها وتشعره بالانتماء هو الفن والسينما، عندما شاهدت
الأفلام العراقية أو الكردية بعد الحرب، السينما خلقت لهم طريقة خاصة
لمشاهدة المجتمع من الخارج، نكسر بها الصورة النمطية التي تعكسها الأنظمة
الغربية علي شعوبنا، كما أن معظم السيناريوهات التي قرأتها تبحث حول موضوع
مشابه وهو هوية الإنسان العربي".
وأكد نصر الله أن في مصر السمة الأساسية التي نواجهها الآن هو طمس
الذاكرة، فكل حاكم يأتي يحاول طمس تاريخ الحاكم السابق له، لكن السينما
تعتبر سلاح تأريخي، فهناك من يتشدقون بصورة المجتمع المحافظ، الذي كانت
تعيشه مصر في الخمسينات والستينات، ولكن عندما تشاهد مثلًا فيلم صور طبيعة
الشارع المصري، في فترة الستينات تدرك معني محاولة طمس الهوية، وفرض اتجاه
واحد فقط علي المصريين، عندما صورت فيلم صبيان وبنات، وهو يناقش العلاقات
بين الشباب والفتيات في مجتمع محافظ، والتباين بين جيل الأمهات والآباء
وجيل الأبناء.
كما أكد أن السينما الوطنية تساهم في خلق أسطورة الوطن، والأشياء التي
أسست النسيج وطبيعة الوطن، جزء منها الماضي وجزء منها الحاضر، لا أستطيع أن
أفهم الحاضر دون معرفة الماضي، هذه الذاكرة الثمينة أسست للسينمائيين جزء
من وجدانه، يترجمه من خلال إعادة خلقه علي الورق.
البديل المصرية في
17/04/2013
كتبه وأخرجه رامين بحراني
«بأي
ثمن».. كيف تحافظ على الإرث العائلي؟!
عبدالستار ناجي
دور الناقد هو الذهاب الى الاكتشاف، وليس لكل ما هو تقليدي، وفي هذه
التجربة حيث فيلم «بأي ثمن» نذهب أولا لاكتشاف المخرج الأميركي «رامين
بحراني» الذي أسمته مجلة «سكرين انترناشونال» في عام 2009 «نجم الغد
للولايات المتحدة» وأعماله خلال زمن قياسي احتلت مواقعها في ارشيف متحف
الفن الحديث في نيويورك 2009، وأرشيف جامعة هارفارد بالإضافة لمجموعة من
الانجازات التي رسخت موهبته وقيمته الفنية الإبداعية.
ومن أهم الأعمال التي قدمها للسينما، نشير الى افلام ««أكياس
بلاستيكية» 2009، و«شوب شوب» 2007، «رجل يدفع عربة» 2005، و«وداعا سولو»
2008، وهو هنا كما هي عادته في جميع أعماله السينمائية يعتمد على المشاركة
في سيناريو الفيلم وتشاركه هنا هالي اليزابيث نيوتن في أولى تجاربها.
الفيلم يعتمد على جانب اجتماعي لطالما اشتغل عليه هذا المخرج الذي
يذهب الى قضايا الانسان، وهنا نحن أمام حكاية أب (هنري ويبل) يقدمها (دينيس
كويد) وهو يمتلك ارثا عائليا ضخما من خلال المزرعة التي يمتلكها، والذي
يفكر جديا من أجل تحويل هذا الارث الكبير الى ابنه الأصغر (دين ويبل) «زاك
أفرون» خصوصا بعد انشغال الابن الأكبر بالدراسة.
ولكن الابن الاصغر، لا يلتفت الى كل هذا الارث، لأنه يخطط لأن يصبح
متسابق سيارات.. والأهم لديه في هذه الدنيا هو سباق السيارات.
عالمان متناقضان وفكران مختلفان.. وجيلان كل منهما يذهب الى اتجاه،
والخاسر الأساسي هو ذلك الارث العظيم الذي شكل ثروة وقيمة ومكانة تلك
الأسرة. ومن هنا تبدأ الرحلة، عبر ذلك الأب، الذي يجتهد في جملة من
المحاور، أولها المحافظة على انتاج مزرعته.. وايضا محاولة استعادة ابنه الى
جادة ذلك التراث والارث الضارب في القدم، والذي ساهم في ثراء تلك الأسرة.
هكذا هو المحور، أما الأحداث فإنها تتحرك في مستويات تعمق رغبة كل من
الأب والابن للذهاب في الاتجاه الذي يريده.
ولكن الشخصيات تكاد تتشابه، فالأب يمتلك المقدرة على التلاعب بخصومه..
فالزراعة والتجارة هي عملية لعب تتطلب الجرأة والمجازفة، سواء في شراء
الأراضي أو المضاربة، أو حتى الحصول على حصص استثمارية اكبر.. وهكذا هي
سباقات السيارات بالنسبة للابن ولهذا يشتغل الاب على ذلك المفهوم عند ابنه،
من أجل استعادته.
إذا فالصيغة الأساسية هي المنافسة، وهي العنوان المحوري، الذي تشتغل
عليه احداث القصة لبلوغ الهدف.. وبأي ثمن.. من أجل استعادة قوة الأسرة.
رامين بحراني، ليس بالاسم التقليدي الهامشي، بل بصمة رفيعة المستوى،
يظل الانسان حاضرا بشكل سخي في أخلاقه، وهو حضور يستمد قوته من الخلاف بين
الأجيال وبين الأشقاء وبين الأطياف الانسانية والاجتماعية.
الأحداث تجري في جنوب ولاية ايوا، حيث المزارع المترامية الأطراف،
وحيث ارث العوائل المالكة والثرية والتي تريد دائما أن تحافظ على ذلك
الارث، عبر التماس بين افرادها.
رامين بحراني، يشتغل على منهجية الكبار في تحليل الصراع الاجتماعي بين
افراد الأسرة الواحدة، كما هو أرثر ميلر وديلي لومان، لكنه يذهب وبمساحات
من التصرف الخاص بالنظرة الفكرة التي يشتغل عليها.. فهو حينما يقدم لنا
الصراع بين الأب وابنه، فإنه يشتغل في الحين ذاته على الواقع المعاش
للمزارعين في تلك الأنحاء.
كل من شخصية الأب والابن، تذهب الى هدفها بقوة، بل وتدافع عنه بمضامين
ومعطيات، تصل الى حد المواجهة.. خصوصا في ظل شعور الابن بنجاحاته..
وانجازاته.. وايضا علاقاته العاطفية التي تحيط به.
منذ الوهلة الأولى نحن أمام مفاهيم جديدة في التعاطي مع الكتابة
الدرامية، مجتمع ريفي في ولاية ايوا حيث حقول الذرة، حيث يتم استبدال
الزراعة التقليدية والبذور من قبل رجال الأعمال من أجل التعديل الوراثي
للزراعة، حاملا معه زيادة المنافسة المهنية وتقديم بعض الممارسات الزراعية.
وتكون المواجهة، الأب يحاول ان يوسع ثروته.. ومزارعه.. وممتلكاته.. أو
الموت أمام تلك المتغيرات الجديدة في عالم الزراعة، لهذا يبدأ عملية شراء
مزارع جديدة وبأسعار تنافسية.. وفي المقابل انشغال الابن الذي يمثل الرهان
المستقبلي لهذه الأسرة بعالم سباق السيارات.
سينما مختلفة، تمتلك مفرداتها المستقلة حيث بناء الشخصيات وتطورها،
وايضا اللغة السينمائية المقرونة بالحرفية، عبر مدير التصوير مايكل سيموندز
الذي يلتقط مواقع المشهد، في ضوء هش والألوان التي تظهر جمال البيئة.
فريق النجم كما أسلفنا، يضم زاك افرون ولدور الأب النجم الكندي دينيس
كويد ومعهم هيثر غرهام وكم آخر من الأسماء.
باختصار شديد.
المخرج رامين بحراني يقدم لنا فيلم «بأي ثمن» عبر تجليات سينمائية،
تذهب بنا الى كيفية المحافظة على الارث العائلي.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
17/04/2013
شركات الإنتاج تستنجد بغرفة صناعة السينما والقضاء يكتفي
بأحكام هزيلة
الأفلام المصرية تواجه شبح القرصنة على الفضائيات
القاهرة- أحمد عبد الوهاب
مواجهة جديدة تدخلها شركات الإنتاج السينمائي، ميدانها هجمات القرصنة
الفضائية، التي ترتكبها بعض القنوات الفضائية التي تم إطلاقها مؤخرا عبر
أقمار صناعية مختلفة، من بينها قنوات "توك توك" و"LCD"
و"البيت بيتك"، التي قامت بعرض الأعمال السينمائية دون أن تمتلك حقوق
الملكية الخاصة بها. ما عرض شركات الإنتاج لخسائر فادحة بعد خسارتها فرصة
بيع الأعمال الفنية حال رفعها من دور العرض السينمائية.
فبعد أن كان عدد من القنوات يتنافس على حق العرض الأول للعمل، أضاعت
موجة القرصنة التي وقعت مؤخرا على شركات الإنتاج فرصة الحصول على مكاسب
مادية من التسويق الفضائي. شملت القرصنة العديد من الأفلام المصرية؛ منها
"المصلحة" لأحمد السقا وأحمد عز، و"اكس لارج" لأحمد حلمي، و"أمن دولت"
لحمادة هلال وشيري عادل.
نايل سات ينفي مسؤوليته
وفي حين اعتبر البعض أن الشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات"
هي الجهة المسؤولة عما يحدث، خاصة وأنها تنظم عملية البث، وعليها بالتالي
منع عرض الأعمال، طالما أن القناة لا تمتلك حقوق الملكية، أكد مصدر مسؤول
في "نايل سات" لـ "العربية.نت" أن تلك القنوات تبث عبر أقمار أخرى غير
تابعة لها، وبالتالي ليس للشركة أية وصاية على تلك القنوات. وأكد أن القضاء
الإداري هو صاحب كلمة الفصل في تلك الأزمة.
المنتجون يلجؤون إلى غرفة صناعة السينما
من جهتها اعتبرت شركات الإنتاج السينمائي أن غرفة صناعة السينما هي
ملاذها الخاص. وبالفعل عقدت الغرفة اجتماعات مطولة في الفترة الماضية من
أجل البحث عن حل لتلك الأزمة، وكان من ضمن الخطوات التي لجأت إليها الغرفة
في البداية البحث عن مالكي هذه القنوات، وكذلك معرفة الأقمار التي تبث
عبرها من أجل التواصل معها، وإبلاغها بعدم امتلاك تلك القنوات لحقوق
الملكية الخاصة بالأعمال التي تقوم بعرضها.
في المقابل، أكد المنتج محمد حسن رمزي، أحد الذين تضرروا من الأزمة،
في تصريحاته لـ "العربية.نت" أن تأثير الأزمة يتمثل في تراجع القنوات
الفضائية، عن شراء الأفلام التي يبلغ سعرها الملايين، لعلمها أن هناك قنوات
ستقوم بعرضها مجانا. وأشار إلى أن غرفة صناعة السينما باعتبارها عضو في
الاتحاد الدولي للمنتجين، لديها فرصة المواجهة، ولكنها تحتاج لوقت طويل،
إضافة إلى قيامهم بتقديم بلاغات إلى النيابة، ولكن انشغال الأخيرة بالأحوال
السياسية يعرقل تحقيقها في البلاغات المقدمة.
كما لفت إلى أن الأقمار الصناعية التي تبث عبرها القنوات لا تعلم
بالمخالفات التي ترتكبها، ولكن الأزمة تكمن في أنه لو تم إيقاف بث القناة
سيعاد افتتاحها تحت مسمى آخر عبر قمر آخر. واختتم رمزي حديثه بالتأكيد على
أن ردع 5 أو 6 قنوات من هؤلاء سيخيف البقية ويجبرهم على التراجع عن عملية
القرصنة.
من جهته، أكد عبد الجليل حسن المتحدث الإعلامي باسم الشركة العربية
للإنتاج لمالكتها إسعاد يونس في تصريحاته لـ "العربية.نت"، أنهم لجأوا إلى
الغرفة من أجل حل تلك الأزمة، إضافة إلى رفعهم دعاوى قضائية ضد مالكي هذه
القنوات. وكشف إلى أنهم توصلوا إلى مالكي بعض القنوات، ومنهم لبناني
الجنسية، ولكنه اعتبر أن الأحكام التي صدرت هزلية إذ قضت بالمصادرة وغرامة
5 آلاف جنيه، وهو حكم غير مجدي، بحسب وصفه. وطالب عبد الجليل غرفة صناعة
السينما بأن يكون لها دور فعال وأن يتم التنسيق مع الأقمار الصناعية من أجل
منع عملية القرصنة على الأفلام.
العربية نت في
17/04/2013
المهرجانات السينمائية في مصر.. إلي المجهول ؟
المحــرر
ماأسهل أن تتحول الثقافة إلي مهرجانات سينمائية في بلاد أفلامه من
طراز عبده موته و الألماني وحصل خير وغيرها من أمثالها وصار علي المهرجانات
في مصر الإحتفال بهذه الأفلام .
وإدخالها في إطار مسابقات والأعتراف بأنها( ذات قيمة)فهمنا هذه الآلية
مع عودة مهرجان الأفلام الروائية وأيضا مهرجان الاسماعيلية واللذين سيقامان
في شهر يونيو القادم.. أي قبل أن تنتهي السنة المالية الحالية.. يعني أننا
لدينا ميزانية ويجب أن نصرفها علي مهرجان سينمائي سيقام الأول أساسا علي
غرار مهرجان جمعية الفيلم الذي يقام كل عام للاحتفال بالسينما المصرية(
الجيدة) مع ميزانيات ضعيفة للغاية ودعاية محدودة وجوائز أكثر أهمية وجمهور
أكبر.
كان هدف إقامة مهرجان الأفلام الروائية في بدايته هو تشجيع السينما
المصرية وتقديم جوائز مالية للأفلام المتميزة.. وعاما وراء عام انحدرت
مستويات الأفلام.. والطريف أن المهرجان في العام القادم سيحتفي بالأفلام
التي منحتها جمعية الفيلم جوائز منذ أيام.
وعدد المهرجانات في مصر أكبر من عدد الأفلام الجيدة ومنذ سنوات لم يعد
لدينا أفلام تناسب المهرجانات السينمائية. أما مهرجان سينما الطفل فقد تم
إلغاؤه هذا العام ودون سبب مفهوم وطوال عشرين عاما مضت لم يكن لدينا فيلم
روائي للأطفال يدخل في مسابقات المهرجان أو حفل افتتاحه.. المهم الآن هو أن
تقام المهرجانات لدواعي استمرارها والسياحة وبدت المهرجانات السينمائية
أشبه بحالة حصار حيث تقام في أماكن محدودة لا يذهب إليها الجمهور مثلما حدث
في مهرجان القاهرة الأخير والاسكندرية والأقصر للسينما الافريقية والأقصر
للسينما الأوروبية ومهرجانات أخري مقترحة لم تر النور حتي الآن وسيحدث فيها
ذلك أيضا.
نحن في شهر ابريل ولا نعرف أي خطط خاصة بالمهرجانات السينمائية في مصر
والتي ستقام خلال هذا العام ومن هم المسئولون عنها ؟ وهل خصصت ميزانيات
لاقامتها ؟ وهل سيقام مهرجان سينما الطفل العام القادم ؟ كلها أسئلة مرتبطة
بالمجهول وتحتاج إلي إجابة حاسمة وواضحة من وزير الثقافة شخصيا!
عـــــــائلة كــــــرودز
مشير عبد الله
هل الخوف من كل جديد يفقد الحياة متعتها.. بالطبع فما دمنا نحيا
فيجب أن نري كل جديد بدون خوف.. فيلم عائلة كرودزTheCroods يحكي عن عائلة تعيش داخل كهف ولا يسمح عائلها كروج بمعرفة ما يحدث حولها سوي
حياتها المعتادة المتمثلة في البحث عن الطعام في النهار والاختباء بالليل
حتي يأتي اليوم الذي تهدم فيه الجبال, ومعها الكهوف لتضطر هذه العائلة
لمواجهة الحياة الجديدة.. التي فرضت عليهم والتي بها الكثير من المغامرات
بالاشتراك مع الوافد الجديد جاي الذي يعلم الأب كيفية مواجهة الجديد بفيلم
ثلاثي الأبعاد يقوم بالتمثيل الصوتي في شخصية الأب كروج نيكولاس كيدج وهو
ممثل كبير حاصل علي الأوسكار عن فيلم الحياة في لاس فيجاس عام1995 أدي
الدور بحكمة الأب في أوقاتها والكوميديا في أوقاتها ويعتبر عائلة كرودز
خامس أفلام كيدج كممثل أداء صوتي وقامت بدور ايب الابنة ايما ستون برغم
انها تعتبر ممثلة شابة إلا أنها كانت ممثلة مؤثرة في دراما الأحداث
العائلية حتي انها تعتبر البطلة برغم تعدد الشخصيات الا انها استطاعت ان
تجسد ايب بكل ما فيها من تمرد وحب.
ريان رينولدز في شخصية جاي ممثل كبير له العديد من أفلام الحركة
والرومانسية الا انه هنا استطاع تجسيد الحس الكوميدي في الأحداث.. كاثرين
كيير في شخصية الأم اوجا وكلوريس ريتش مان في شخصية الجدة بران وكلارك ديوك
في دور الأخ تونك كلهم كانوا علي مستوي دراما الأحداث التي كاتبها جون كليس
صاحب قصة سمكة تدعي ويندا ومعه كريس ساندريس وكريك دي ميكو اللذان قاما
بإخراج الفيلم.. وقام بالتصوير يونج دوك جون الذي أبدع من قبل فيلم شيريك
للأبد وكونفو فوباندا علي الرغم أن افلام الرسوم المتحركة يتم ابداعها من
خلال الكمبيوتر الا ان توزيع الإضاءة وتنفيذها يتطلب ابداعا وقام بإبداع
الموسيقي الآن سيلفستري وهو موسيقي كبير له العديد من الأفلام التي رشح من
خلالها لنيل الأوسكار مرتين منها القطار السريع, وفراست جامب لتوم هانكس
ضمن أول مشهد به حركة كانت الموسيقي هي المحركة للشخصيات. بعد تحويل مشهد
البحث عن الفطور وكأنه احراز هدف في مباراة كرة قدم أمريكية.. المونتاج
دارين هولمز استطاعت من خلاله المحافظة علي الايقاع السريع للأحداث في فيلم
كبير, الاخراج كريك دي ميكو وكريس ساندرس رغم انهما ليس لهما تاريخ كبير في
الاخراج إلا أنهما أخرجا فيلما تكلف135 مليون دولار حقق بعد ثلاثة أسابيع
عرض340 مليون دولار علي مستوي العالم.
بقي أن نعرف ان عدد الفنيين الذين عملو به295 منهم121 شخص للمؤثرات
البصرية فقط.
الفن والسياسة في مهرجان الفيلم الشرقي
هناء نجيب
بعد النجاح الذي حققه المهرجان الدولي للفيلم الشرقي في جينيف..
تنعقد دورته الثامنة من12 ـ21 أبريل.. وتعرض أفلامه بدور العرض في
جينف جروتلي فرسوا, لوزان, وفي بعض المدن الفرنسية المجاورة.. ومن
برنامج المهرجان يتم عرض قرابة مائة فيلم من أصل جزائري وتونسي وليبي
وايراني ومغربي ويوناني والمصري عام علي الثورة في القاهرة اخراج احمد
عبدالمحسن.. وهناك أيضا أربعون مدعوا من أكثر من خمسة عشرة دولة.. وقد صرح
المخرج طاهر حوشي مدير المهرجان بأن هذا العام سيتناول المهرجان الكثير من
المناقشات من خلال الندوات وسوف يتم تقييم ثلاثة أنواع من الأفلام
الوثائقية, الطويلة والقصيرة.. ويرأس المهرجان ايدموند شارل رئيسة أكاديمية
جونكور بسويسرا.
فحوي المهرجان مهدي الي الموسيقي والفكاهة لأنها بمثابة أسلحة مقاومة
قوية بين يدي الفنانين والشعوب, فالفنانون يقايضون علي أسلحتهم مقابل بعض
الآلات الموسيقية, وبعيدا عن الترفيه والمتعة يعني المهرجان برفض الطغاة
وتصحيح بعض العادات, فكثير من كاتبي السيناريو الشرقيين يؤمنون بأن الفكاهة
والموسيقي هما الأسلحة الفعالة للمقاومة وهذا ما يعكسه المهرجان في دورته
الحالية, كما يستكمل المهرجان تساؤلات الكثيرين حول حيثيات ونتائج الثورات
العربية.
وسيكون هناك حوار شعبي حول دور المرأة في تلك الثورات, وكذلك ستتواجد
مائدة مستديرة حول بعض الموضوعات المطروحة للمناقشة منها: العنف والذكريات
في السينما, كذلك وجود شبكة معلومات ضخمة خاصة بخصوص الأفلام المتنافسة
وأعضاء لجنة التحكيم والأحداث الراهنة التي تسير متوازية مع موضوع المهرجان.
محمود ياسين ضيف شرف( طنجة) السينمائي
اختارت إدارة مهرجان طنجة السينمائي الدولي بالمغرب في دورته السادسة
الفنان الكبير محمود ياسين ليكون ضيف الشرف لهذه الدورة.
وتتكون لجنة تحكيم المهرجان من الناقد جمال جبريل( مصر) وبشري الغماري(
المغرب) وليامورين( فرنسا) والناقد فرق زايد ويرأسها د. حبيب الناصر مدير
المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بالمغرب.. وسيعقد المهرجان في الفترة من
25 الي 28 الشهر الحالي.. وسيشهد المهرجان هذا العام مجموعة متنوعة من
الأفلام الدولية من فرنسا وهولندا ومصر والسعودية.
وسيكرم المهرجان شخصيات كان لها دور كبير في السينما العربية
والعالمية من بينهم محمود ياسين وشهيرة والمغربي محمد حسن.. وقالت ادارة
المهرجان ان اختيار الفنان محمود ياسين جاء تقديرا لعطائه السينمائي
المتميز إضافة الي إمتلاكه للغة سينمائية خاصة ينتظرها المشاهد العربي
والعالمي في آن واحد. وأن تشريفه لمهرجان طنجة السينمائي الدولي فرصة لشباب
السينما المغربية خاصة عشاق الفن السابع عامة للاستفادة من التجربة
الابداعية لهذا الفنان الكبير صاحب الرؤية المتميزة في كل أفلامه.
مهرجان " لقاء الصورة" يتحدي السينما الروائية
محيي الدين فتحي
ليس مهرجان عاديا للأفلام القصيرة ولكنه ينافس مهرجانات السينما
الروائية بحرفية وجرأة وإبتكار, حيث استطاع مهرجان الصورة التاسع كسر
تقليدية العمل الفني من خلال37 فيلما, منهم33 فيلما في المسابقة
الرسمية.
وأن يجتذب محبي الفن السابع لملاحقة الأفكار النابضة بالسحر والخيال
بتأمل وتحليل الومضات التي صدرت من كل فيلم مهما قصرت دقائق عرضه علي
الشاشة..
ومن الأفلام التي ازدهرت بمهرجان لقاء الصورة هذا العام الفيلم الجيد
الثورة.. خبر إخراج باسم مرتضي, والفيلم يقدم رؤية مزدوجة للثورة عبر ستة
صحفيين وصحفيات تصدوا لرصد الثورة بحكم المهنة ومعايشتها بحكم المواطنة
ليسجل الفيلم المغامرات الصحفية كأكفان متنقلة تنتظر الموت أو الأصابة في
كل لحظة وتضامنت حرفية المونتاج مع طبيعة الشخصيات كمحرك أساسي لنجاح
الفيلم, حيث أصبح الصحفيون جزءا من الثورة ووثيقة حية لأحداثها وفي الندوة
التي أعقبت الفيلم أثني د. علي الغزولي رائد السينما التسجيلية علي العمل
الفني وصدق اللقطات أمام هول المخاطر والتي يمكن الأستعانة بها في صنع
أفلام أخري قادمة.
وبرغم ان فيلم ظل رجل إخراج عنان عبدالله يتعرض لقضية المرأة المصرية
حيال الرجل, الا أنه يصيب رحم الثورة لتناول الأوضاع الاجتماعية لأربع نساء
قبل وبعد الثورة, تتويجا للحرية من سطوة الرجل, برغم التطويل والاغراق في
التفاصيل التي كان يمكن اختزالها لإثراء التدفق الدرامي عبر4 نماذج من
النساء الأولي تظل مجبرة علي البقاء مع الرجل كزوج وأب لاولادها برغم
تذمرها, والثانية تحررت من الرجل بالطلاق لتنعم بالحرية المليئة بالأشواك
والثالثة تتأرجح بين خوف من الرجل لعقدة تحرش الجد بها منذ الطفولة والرغبة
في الزواج كأي امرأة أما الرابعة فتظل قابعة تحت ظل الرجل حتي بعد وفاة
زوجها لاشتعال الحب في قلبها إلي الأبد..
ويبدو المخرج أمير رمسيس كباحث عن الآثار وهو ينقب عن مفردات فيلمه
الجريء عن يهود مصر ثم يشرح تلك الفئة بعد بحث عميق عبر مجموعة من رجال
ونساء لا يزالون علي قيد الحياة عقب مغادرة مصر خلال النصف الأول من القرن
العشرين, فالبعض من أغنيائهم هاجروا لفرنسا وأسبانيا وغيرهما تجنبا
لمواجهات ما بعد إعلان دولة إسرائيل والبعض الآخر طردوا من مصر لتورطهم في
أعمال عدائية ولكن كليهما لم يفقد حبه أو إنتماءه لمصر حتي من أجبر للتخلي
عن الجنسية المصرية, وقد أكد أمير رمسيس عقب عرض الفيلم من خلال الندوة
التي أقيمت أنه شارك في الأنتاج دون الأستعانة بمؤسسات تمويلية واستغرق
انتاجه5 سنوات ليتم إختزال اللقطات في96 لقطة.
وتقدم المخرجة أمل عفيفي نموذجا آخر لأطفال الشوارع عبر فيلمها الرائع
أيدي صغيرة وهو الطفل رمضان الذي يخترق الحارة الفقيرة التي يقطن بها الي
ميدان التحرير ليجد نفسه في سعر مظاهرات ما بعد الثورة ويسقط ضمن17 طفلا
تحت الأقدام في موقعة الجمل دون أن يدفن في البحر كما كان يتمني!!
وإذا كانت السينما الروائية تركز علي الشباب باعتبارهم الزبون الأول
للمشاهدين, فالسينما القصيرة أو التسجيلية تعني كثيرا بكبار السن, ومن ذلك
المنطلق عرض المهرجان عددا من الأفلام التي تناقش الأنسان عندما يتقدم به
العمر..
فيلم مجرد ساعات لساندرين صموئيل يجسد مأساة عجوز ماتت شريكة حياته
وتزوج أولاده ليسافروا بعيدا عنه, ليعاني ملل الوحدة القاتل دون زيارات أو
رسائل أو مكالمات تليفونية ويزيده إجترار الذكريات عذابا من خلال الصور
المتناثرة في أرجاء بيته الصغير حتي ينسي الكلام مكتفيا بجرعات الدواء
وهواجس الاحباط الي أن يقتحم منزله لص شاب يصبح بمثابة طوق النجاة من رتابة
الحياة ويفاجأ اللص باستقبال حافل من العجوز ودعوة ملحة للإقامة معه بدلا
من مقاومته ولكن حتي اللص يهرب من العجوز ليواجه مصيره المحتوم!!
وتقدم المخرجة مي زايد في فيلمها بيض عيون قصة رجل مسن وزوجته بعد40
سنة زواج يعانيان من ملل الحياة الزوجية ويصبح طبق بيض عيون هو الرابط
الوحيد بينهما حيث يعيش العجوزان معا في بيت واحد ولكن في عالمين مختلفين,
والفيلم عن رواية عدس أصفر لإبراهيم أصلان وكأن الفيلم صامت مع قلة المشاهد
الحوارية لتنطلق لغة المشاعر المتنافرة!
ويتعرض فيلم ممنوع الأقتراب أو التصوير لمي الحسامي الي قضية شائكة من
خلال بطلة الفيلم مريم الخولي التي ترفض فكرة ارتباط ابنتها المسلمة برجل
مسيحي تجنبا لمشاكل عديدة, واكتفت المخرجة بالتركيز علي الأم وإخفاء الابنة
تماما أكتفاء بصوتها لتتواصل النصائح لأي فتاة أخري قد تقع في نفس
المشكلة..ويفجر سامح اسطفانوس قضية خطيرة عبر فيلمه الانتقادي الساخر أنا
سعيد جدا.. سألعب الجولف الذي يناقش أزمة حقيقية حول التوسع في إقامة ملاعب
جولف تستهلك كميات كبيرة من المياه مما يؤدي إلي عطش الأهالي والأراضي
الزراعية, ليقدم مشاهد متوازية لأثرياء يلعبون الجولف وفقراء لا يجدون نقطة
ماء..
وفي الندوة التي اقيمت للفيلم إعترف المخرج بأنه أخفي علي أصحاب نوادي
الجولف حقيقة الفيلم في تعاطفه مع حاملي الجراكن بحثا عن ماء.
الأهرام اليومي في
17/04/2013
"سيما مصر" وثائقي يرصد ظاهرة اختفاء دور العرض في الأحياء
الشعبية المصرية
الألمانية: يرصد فيلم تسجيلي مصري جديد ظاهرة اختفاء دور العرض
السينمائي في الأحياء الشعبية في العاصمة والمدن الكبرى في المحافظات التي
كانت متنفسا لسكانها على مدار سنوات طويلة قبل أن تطالها يد العبث.
وانتهى المخرج المصري الشاب أحمد صلاح من تصوير الجزء الأكبر من
الفيلم الذي يحمل اسم "سيما مصر" الذي كتبته وجمعت له المادة العلمية
والبحثية الكاتبة إيمان القصاص باعتباره العمل التسجيلي الأول الذي يرصد
ظاهرة اختفاء "سينما الأحياء الشعبية" التي تم إنشاء معظمها منتصف القرن
الماضي وأسباب اختفائها المختلفة.
وقالت الكاتبة إيمان القصاص لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن فكرة
الفيلم ظهرت بداية كتحقيق صحفي عملت عليه لمدة تجاوزت الشهر ونشر على عدة
أجزاء في مجلة "صباح الخير" المصرية قبل أن تقرر تحويله إلى فيلم وثائقي.
وأضافت أن القصة بدأت معها من خلال ملاحظتها العديد من دور العرض
السينمائي القديمة المغلقة أو المتهدمة مما جعلها تقرر فتح الملف واكتشاف
أسرار إغلاق تلك الدور التي كانت تمثل يوما مصدر إشعاع ثقافي في محيطها.
ويمنع القانون المصري تحويل أي منشأة ثقافية ذات ملكية خاصة أو عامة
إلى أي نشاط آخر، لكن الكثير من دور العرض السينمائي والمسارح القديمة
تحولت على مدار السنوات الماضية إلى بنايات سكنية فارهة أو جراجات استغلالا
لأماكنها المميزة في الأحياء أو تم إغلاقها لتتحول بمرور الوقت إلى أوكار
للصوص والمدمنين أو تهدمت وباتت أقرب إلى خرابات يقوم الناس بإلقاء القمامة
فيها.
وقالت القصاص: "قررت أن أبحث في الأمر كصحفية وبدأت زيارة المناطق
التي تضم دور سينما قديمة مغلقة أو متهدمة أو كانت تضم دور سينما فيما سبق
وأسأل الناس هناك عن تاريخها وذكرياتهم معها وأسباب غلقها أو هدمها لاكتشف
الكثير من التفاصيل التي لا تخلو أبدا من شبهات الفساد".
وتابعت: "بعد نشر الموضوعات كسلسلة تحقيقات صحفية خطرت لي فكرة تحويله
إلى فيلم تسجيلي وبدأت توسيع دائرة البحث بالتجول في عدد من المحافظات
للبحث عن أسباب إختفاء هذه السينمات بمنظور أوسع يتحمل الكثير من الأبعاد
السياسية والثقافية والاجتماعية".
وتشير الكاتبة إلى أن عملية البحث كشفت أن: "فترة أطلق عليها في مصر
"الانفتاح" في نهاية سبعينيات القرن الماضي كانت الأسوأ على الإطلاق فيما
يخص المؤسسات الثقافية ثم ما أعقبها من تضييق وقيود على الشأن الثقافي طيلة
فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك التي شهدت تهميش قصور الثقافة والمسارح
واختفاء تدريجي لدور العرض السينمائية تبعا لقلة الإنتاج السينمائي".
ويرى صناع الفيلم التسجيلي الذي تتولى إنتاجه شركة "كناري" أن الهدف
الأهم من ظهوره للنور أن يلفت النظر إلى القضية بما يمكن أن يتبعه إعادة
فتح العشرات من دور العرض المغلقة أو إعادة بناء الكثير من دور العرض
المتهدمة كمتنفس ثقافي قريب وزهيد التكلفة للمقيمين في الأحياء الشعبية.
بوابة الأهرام في
17/04/2013 |