حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هاني رمزي:

النظام الذى يخشى السخرية.. «نظام ضعيف»

كتب : مي الوزير

 

«أنا قلبى كان شخشيخة أصبح جَرس.. جلجلت به صحيوا الخدم والحرس.. أنا المهرج .. قمتو ليه خفتو ليه.. لا فْ إيدى سيف ولا تحت منى فرس.. عجبى»

هذه الرباعية استهل بها إحدى حلقات برنامجه «الليلة مع هانى» فى إشارة صريحة منه لضعف نظام يخشى من نقد لاذع وصريح حتى ولو كان هذا النقد مغلفا بسخرية واضحة، لأنه انعكاس لمعاناة وآلام مجتمع يتحايل على أحزانه بالسخرية منها فى مواجهة الفاسدين وتجار السياسة والدين..هانى رمزى صاحب اتجاه سياسى ساخر فى معظم أفلامه، أضحكنا على حالنا إلى درجة البكاء، ومثلما هو مؤمن بوطنه هو فنان مؤمن أيضا بقيمة الكوميديا ودورها فى رفع الحالة المعنوية لشعب كاد ان ينفجر من الإحباط وعلى يقين بأن أى نظام يخشى هذه الكوميديا هو نظام هش وضعيف،

كان من الصعب فى هذه الظروف أن يكون حوارنا معه فنيا بحتا، فتحدثنا عنالمشهد الحالى وكيف يرى أن حجة «الطرف الثالث» أصبحت موضة قديمة وأن الفاعل أصبح معروفا، وعن أزمة شيخ الأزهر، وبرؤيته ونظرته المتفائلة دائما، أشار إلى مفاتيح الخروج من الأزمة، وأن كلمة السر فى عظمة الشعب المصرى.

·     سأبدأ كلامى معك عن «الليلة مع هانى» والصدى الذى حققه البرنامج، هل توقعت ردود الفعل هذه قبل خوض التجربة؟

- فى البداية أنا كنت خائفا جدا ومرعوبا مش هضحك عليكى، بخوض تجربة كنت متخوفا منها وأشعر أنها قد تأخذ منى ولن تضيف لى، وأجلت هذه الخطوة سنوات، فقد عرض على أكثر من عرض فى قنوات مختلفة على مدار السنوات الماضية. ولكن هذه المرة كان العرض مختلفا وشكله مختلفا لأنه من قبل قناة قوية تعتبر رقم واحد فى المشاهدة على مستوى الوطن العربى، ثانيا هذا الشكل أنا أحببته جدا وتعلقت به لأنه يحتاج شخص لديه قدرة هائلة على الإلقاء والتمثيل، ويجب أن يكون فنانا أكثر من أنيكون مجرد مقدم برامج، لذلك أنا شعرت أنه يجب ألا أؤخر هذه الخطوة أكثر من هذا وشعرت أننى من الممكن أن أخوض هذه التجربة، وقد يعوضنى هذا عن المسرح.

أضف إلى هذا الموقف الذى نمر به والوضع السياسى والوضع العام يخلق لدى الشخص الرغبة فى التنفيث عما بداخله من طاقة وشحنة ورغبة فى الانتقاد أو مناقشة ما يدور حوله، ويريد أن يتكلم كل يوم، لذلك شعرت أن البرنامج جاء فى وقته كمتنفس لى ومن خلال قناة كبيرة لها وضعها وهذا ما طمأننى.

·     طبيعة البرنامج تتوافق كثيرا مع شخصيتك ومع اختياراتك الفنية السياسية الساخرة التي تميزت بها، هل هذا ما دفعك لقبول هذا العرض؟

- شعرت أكثر بهذا التوافق عندما تناقشت مع المسئولين عن البرنامج وشعرت أننى أريد أن أخوض التجربة وصورت حلقة pilot هذه الحلقة كانت متعبة جدا وبعدها اعتذرت عن البرنامج وأخبرت المسئولين فى القناة أننى لن أقدم هذا البرنامج لوأعطيتونى ملايين الدنيا ولا يمكن، وأنا ممثل وسعيد بما أنا فيه ولا أريد أن أخوض هذه التحربة.. ومر وقت طويل وحاول منتجو البرنامج إقناعى أكثر من مرة ولكن أنا كنت متمسكا برأيى وهم أصلا أصدقائى وبعدها بفترة اجتمعنا بشكل عادى وحضروا لى مفاجأة وهى الحلقة الـ pilot التى سجلتها ولم أكن قد شاهدتها من قبل، ولكن عندما شاهدتها معهم أعجبتنى جدا واقتنعت بها بشكل كبير وتغير موقفى قليلا، وأخذت التسجيل وعرضتها على زوجتى وأولادى وأعجبوا به جدا.

·     هوجم برنامجك وغيره من البرامج السياسية الساخرة مؤخرا هل أصبحت برامج الـ«one man show»، واللهجة الساخرة بشكل عام ترعب الأنظمة إلى هذا الحد الذى نراه؟

- الحكومة التى تخشى هذا تكون حكومة هشة، ونظاما هشا جدا ويعتبر نظاما ضعيفا هذا الذى يرتعب ويرتعش من أى كلمة أو أى رأى يقال أو أى انتقاد يوجه له ويخشى من أن تنكشف مساوئه وعوراته، وتدفعه لتهديد أصحابها أو التشهير بهم.

·        وهل حدث أن تم تهديدك بالفعل؟

- تم تهديدى بشكل شخصى أنا وغيرى من فنانين أو مقدمين، هددنا كثيرا وهوجمنا كثيرا، خاصة من قبل القنوات التابعة للحزب الحاكم يقومون بتهديدات سواء مباشرة أو غير مباشرة ويقومون بالتحريض والتشويه محاولة منهم لتكميم الأفواه، ويتفوهون طوال الوقت بعبارات غريبة عن الإعلام الفاسد وتجاوزات الإعلام وغيرها وفعلا شبعنا جدا من كلمة «الإعلام الفاسد» التى يصفوننا بها ولو هذا هو الفساد إذا فهو ليس سيئا.

·        ومن الذى تتابعه بصفة مستمرة من نجوم هذه البرامج؟

- أتابع باسم يوسف، برنامجه أحبه جدا وأتابعه ويعجبنى أنه يحمل بعض الشمولية بمعنى أنه ينتقد كل شىء بما فيها التيارات الدينية وهذا لا يحدث فى برنامجى مثلا، لأنها نقطة حساسة إلى أبعد الحدود وقد يتم إساءة فهمها، والمفترض أن نقدى سياسى واجتماعى للوضع الراهن وهذا واجب على كفنان وواجب على كمصرى، وعندما أرى شيئا يحدث أنتقده وأشير إليه والعكس عندما أرى أن الأمور مستقرة أشيد بها وبالمجهود المبذول وأصفق لها.

·        ماذا عن مستقبل الكوميديا السياسية فى زمن الإخوان؟

- هذ النوع من الكوميديا لا يمكن أن تختفى أو تزول، لأنه مع الوقت الحاجة إليها تزيد مادمنا نشعر بالتوتر وعدم الاستقرار ونشعر بحزن مستمر كل هذا يجعلنا نبحث عن الابتسامة ولدينا استعداد أن ندفع كل ما نملك للحصول على ضحكة، إذا فالحاجة إلى الضحك تتزايد، وما لا تعرفه الدولة هو أهمية هذا الضحك.

وبدلا من رفع قضايا وتسليط البعض لرفع قضايا على فنانين أو إعلاميين بسبب سخريتهم   وانتقادهم للأوضاع يجب أن تشجع هؤلاء الناس لكى ترفع من معنويات هذا الشعب وتخفيف ضغوطه النفسية حتى لو كنت مجالاً لهذه السخرية وهذا الانتقاد، ولكن للأسف حكومتنا ليست لديها هذه العقلية وتفتقر إلى هذه السياسة المتقبلة للرأى والرأى الآخر، وجاءنا نظام لا يتفهمنا أساسا ونقنعه أن الفن حلال بالعافية. لذلك أشعر بأننا سنضطر للمقاومة كثيرا الفترة القادمة.

·     هل سنستمر طويلا فى حلقة المحاكمات والقضايا بين الإعلاميين والفنانين وبين من يسمون بشيوخ الفضائيات؟

- لن نتخلص منها بسهولة والمخرج الوحيد من هذا هو عندما يشعرون بأنهم غير مسنودين وأن النظام لا يدافع عنه ويسندهم، فمصدر ثقتهم وهجومهم المستمر علينا هو تأكدهم من الدعم المقدم لهم ووجود ظهير يساندهم طوال الوقت وهذا الظهير هو السلطة بحجة أن المشروع والنظام يدعوان للتخلص من كل ما هو فاسق وكل ما هو فاسد وهم يروننا فاسدين وفاسقين وسيستمرون فى الهجوم بطرقهم إلى أن تنصلح الأمور.

·        وكيف تابعت المشهد مؤخرا، خاصة بعد أحداث الخصوص والكاتدرائية؟

- أنا مقتنع بنظرية معينة تقول «لما أحب أدارى على خيبتى أعمل فتنة طائفية» وألصق بها أى كارثة تحدث وأن البلد تتجه إلى مصير مجهول ليس لسوء من جانبى ولكن لأن العيب فى المصريين أنفسهم والشعب نفسه هو المشكلة، والحق يقال إن هذه اللعبة تحدث من أيام حكم حسنى مبارك وتتكرر بنفس الأسلوب، فهذه هى طريقتهم فى تفرقة هذا الشعب.. ودعينا لا ننسى أن هناك نسبة جهل مرتفعة وفقرا ونفوسا ضعيفة، فلدينا ثلاثة عناصر مجتمعة، فالجهل والفقر يجهلان أى شخص يتصرف تصرفات غير مسئولة على الإطلاق والفقر والجوع كافر، يجعل أى شخص يسيطر على عقل من يقع تحت وطأتهم ويدفعونهم للتخريب و التدمير والقتل.

·        هل مازلنا نتهم الطرف الثالث والفلول بإشعال نار الفتنة؟

- لم يعد هناك ما يسمى بالطرف الثالث فالفاعل معروف وقد تم تصويره بالكاميرات التى لا تكذب وموثق ونجد التصريحات تقول إنهم مجهولون سواء أمام الكاتدرائية أو أمام الأزهر، فالأمن منتشر والناس دخلت المشيخة واقتحمتها، لماذا هذا الطرف مازال مجهولا؟ ولماذا يجب أن يظل فى نظرنا مجهولا وهذا الطرف أمام الأمن يلقى بالحجارة والمولوتوف والأمن لا يتحرك من مكانه.

هذا المشهد هو أكثر مشهد قاس ويحزن الناس على بلدها، فأقسى شىء شاهدناه فى حياتنا أن الأمن يقف بدون أى رد فعل ولم يحمنا، بل يساعد بعدها فى الضرب وشاهدنا بعدها مدنيين ملثمين يلقون بالغاز من داخل المدرعات ما هذا المشهد وما تفسيره، فأنا حزين جدا من هذا المشهد المزرى والحياة العبثية التى نعيشها.

إذا اقتنعت أن هذا فوتو شوب وستخرس الناس بأكياس السكر وزجاجات الزيت، ألم تفكر فى صورة مصر أمام العالم وكيف يشاهدوننا الآن كيف تصبح مصر فجأة نموذجا لمقاتلة المسلمين والمسيحيين لبعضهم كيف تصبح الخصوص التى لم يكن يعلم البعض مكانها فى مصر فجأة عالمية وتتناقلها الوكالات العالمية كبؤرة للحدث، أيضا ما حدث لباسم يوسف وأصبح فضيحة عالمية تعرى نظاما هشا.

·        ومن وجهة نظرك ما مفاتيح الخروج من الأزمة؟

- مصر ليست بحكومة ولا بحزب ولا رئيس مصر بشعبها والرهان الآن هو على الشعب فقط لا غير، لو استسلم الشعب لأهواء هذا النظام إذا فقد قضى الأمر، أما إذا أصابته صحوة أخرى وتعلم من الدرس سنتحول إلى أفضل بلد فى العالم قد يتمنى أى إنسان أن يعيش فيها، ببساطة نحن لدينا كل مقومات التقدم والنجاح والنهوض بكل المقاييس، مصر لن تفلس أبدا بانتهاء ثرواتها مصر ستفلس فقط إذا أصبح شعبها «ضائع» ولم يفق ولم يدرك النعمة التى بين يديه، والحل فى أيدينا نحن.

ونحن لم نتفرق بهذا الشكل سوى بعد الإعلان الدستورى «الأسطورى» أمامنا وقت لنلم شتاتنا ونفق مما يحدث والفترة القادمة أنا متأكد أن هناك ثورة أخرى، والثورة القادمة ستحمل تصحيحا شاملا لكل الأوضاع، فأنا مؤمن أنه كلما ازدادت الأزمة كان الفرج أقرب، ولن أفقد الأمل ولا الثقة فى ربنا وأنا مدرك أن ربنا بيحب مصر وهذا مذكور فى القرآن ومذكور فى الأنجيل.

·     «ربنا بيحب مصر» ولكن يبدو أن هناك من لا يحبونها ويبغضون أشياء كثيرة فيها ومنها الفن والفنانين، هما دفع الكثير من الفنانين للتفكير فى الهجرة هل خطر ذلك على بالك؟

- لم أفكر فى ترك بلدى ولكن الفنانين لو استحكمت الحلقة وزادت الضغوط على الفن فى مصر وهو ما لم يحدث بشكل صريح حتى الآن ولكن وقتها هناك المجال فى أكثر من دولة عربية تشكلت حضارتها وثقافتها من الفن المصرى والفنانين المصريين لبنان والأردن ودبى والجزائر والمغرب والكويت وبلاد كثيرة إذا حدث وأغلقت مصر أبوابها فى وجه فنانينها. أنا غير مستوعب أنه مازال هناك فى مصر من لا يدرك قيمة فنانيها.

فنشاهد حملات تشويه وترويج شائعات على فنانين ومتاجرة بقضايا وبرامج على الفضائيات، وفى المقابل نرى مثلا فى لبنان اتخذ قرار بعدم المساس بأى فنان لبنانى فى الصحف والمجلات، وأيضا الاحتفال بعيد ميلاد فيروز كعيد وطنى، هكذا يتم تكريم الفنان واحترامه.

فى عصر أنور السادات كان يتم الاحتفال بذكرى أم كلثوم وعبدالحليم والفنانين الكبار، أما حسنى مبارك فلم يكن يحب الفن وكان يحب الكرة واهتم بالكرة والرياضيين ولكن ترك الفنانين فى حالهم، أما النظام الحالى فلا يحب الفن ولا يحب الكرة وربنا يستر.

·     تضامن الأقباط مع شيخ الأزهر فى الأزمة الأخيرة، هل يعتبره البعض صمام الأمان بعيدا عن النماذج المتطرفة التى واجهناها مؤخرا؟

- منذ تولى هذا الرجل لمنصبه وأنا أقول إن الله أنعم على مصر بهذا الرجل ويجب أن ندعى ربنا إن يطيل فى عمره فهو رجل حكيم ويحمل عفة ورضى ويعمل لمصلحة مصر وليست لديه أى مصلحة شخصية، إذا هل أنا بهذا الغباء لكى أتخلص من رجل مثل هذا لكى يسيطر على هذه المؤسسة، هذا لا يجوز إطلاقا أصبحنا دولة بلا قانون والأحكام لا تنفذ وما يتبادر بذهنهم يطبقونه بدون تفكير وعند غير مفهوم وبسبب هذا العند النائب العام باق حتى الآن وبسبب هذا العند يتم تجميل أى قرار يتخذونه.

·     «أنا والسفاح وهواك» مسلسل جديد وهو إنتاج مشترك مع مدينة الإنتاج الإعلامى، هل مازلت تثق فى المدينة رغم كل أزماتها مؤخرا؟

- المدينة رغم الأزمات والمشاكل إلا أنها مؤسسة قائمة بذاتها ولديها استوديوهاتها وإمكانياتها وأجهزتها وأماكن تصوير لا غنى عنها وحتى الآن ورغم محاولات محاصرتها واقتحامها إلا أنها مازالت آمنة نستطيع أن نمثل فيها، فأصبحنا نتفادى النزول فى الشوارع والمبانى والكبارى بكاميرات حية.

بوسى كات وأزمة فتيــات الليــل

كتبت: مى الوزير 

تناقلت بعض الجرائد ومواقع الإنترنت أخباراً وأقاويل عن فيلم «بوسى كات» بطولة راندا البحيرى وإخراج علاء الشريف، وادعاءات بأن المخرج قد خرج عن المألوف واستعان لأول مرة فى أحد المشاهد بفتيات ليل حقيقيات، فى أحد بيوت الدعارة وتصويرهن عاريات، وأن المخرج لجأ إلى هذه الفكرة لإضافة قدر من الإثارة إلى فيلمه ومداعبة خيال الجمهور. وقد أثار هذا الموضوع العديد من الأقاويل والانتقادات فى الوسط الفنى والصحفى ولهذا توجهنا إلى مخرج الفيلم وبطلته ليخبرونا عن مدى صحة هذه الأقاويل.

المخرج علاء الشريف بدأ كلامه باستنكار شديد لما حدث، وقال لن أعلق على ما كتب الآن لأنى سأنتظر رد القضاء حيث رفعت قضايا على الجرائد والصحفيين الذين قاموا بنشر هذه الافتراءات وسيصل لكل منهم إنذار على يد محضر، ولست وحدى بل رفعت دعوى أنا وراندا وست بنات مشاركات فى الفيلم لأن ماحدث لا يعتبر تشويهاً للفيلم أو انتقادا فنياً لمستواه الفنى، ولكن ما حدث هو افتراء ومحاولة تشويه أشخاص والموضوع من أوله كاذب ومن كتبه كتب ادعاءات كاذبة حتى تناوله لحدوتة الفيلم وسرده لها لا يوجدفيه أي شىء صحيح.

أما بطلة الفيلم راندا البحيرى فتقول: «أنا أتعجب ممن يتفتق ذهنه لكتابة هذه التفاصيل الغريبة بهذه الطريقة دون أى تقص لحقيقة الموضوع، والمخرج علاء الشريف طوال فترة تصوير الفيلم لم يلجأ إلى تلك الحيل الرخيصة وفى معظم المشاهد كنا كلنا متواجدين ولم يخلع أحد ملابسه كما تم الترويج، وسأخبرك بأحد المواقف، فأنا جهزت ملابس للشخصية باعتبارها شخصية لا تتضح معالمها ولا اتجاهاتها حتى منتصف الفيلم وقد تشكين فى سلوكها وكانت الملابس عارية بعض الشىء فنبهنى المخرج «علاء الشريف» لهذا فى بداية العمل وقال لى «راندا انتبهى فهى تعمل فى حارة شعبية ويجب أن تكون ملابسها متلائمة مع طبيعة المكان بعض الشيء»، فهذا كلام مخرج يبحث عن المصداقية وليس عن الابتذال وتقديم سلعة رخيصة يغازل بها الجمهور.

«تتح» ينافس «أبوالنيل».. وروبى محتارة بين «الحرامى والعبيـط»

كتبت: ماجى حامد 

يبدو أن الموسم السينمائى الصيفى هذا العام أبى إلا أن يشارك فصل الصيف سخونته، حيث تشهد دور العرض السينمائى هذا الموسم منافسة ساخنة من نوعها بين عدد لا بأس به من الأعمال السينمائية لكبار النجوم،والتى يفتتحها النجم أحمد مكى من خلال فيلمه «سمير أبوالنيل» والذى يعود من خلاله إلى جمهوره وتم الاتفاق على تاريخ الرابع والعشرين من الشهر الجارى لطرح «سمير أبو النيل» بدور العرض السينمائى، ليبدأ بذلك الموسم السينمائى الصيفى هذا العام مبكرا على غير العادة، سمير أبو النيل من بطولة نيكول سابا وهو اللقاء الأول لمكى مع السبكى والمخرج عمرو عرفة والكاتب أيمن بهجت قمر بعد سلسلة من الأعمال السينمائية التى تعاون من خلالها مكى مع المخرج أحمد الجندى، وتدور أحداث الفيلم حول سمير أبوالنيل البلطجى الذى يمارس بطلجته على سكان حارته إلى أن يتعرض لموقف ما تنقلب الأحداث على إثره رأساً على عقب، أما فى الخامس من مايو القادم فسوف تشهد دور العرض عودة تتح أو النجم محمد سعد، من خلال أحدث أفلامه بعنوان تتح والذى تشاركه البطولة من خلاله النجمة اللبنانية دوللى شاهين فى أول لقاء يجمع بينهما، وفى ثانى منافسة شرسة تجمع بين مكى وسعد، حيث سبق أن تزامن توقيت طرح «اتش دبور» لمكى مع توقيت طرح بوشكاش لـ « سعد» عام 2008، لتتكرر المنافسة من جديدهذا العام «تتح» من تأليف «محمد نبوى» ومن إخراج « سامح عبدالعزيز» من جهة أخرى تستعد الفنانة الشابة راندا البحيرى لطرح أحدث أعمالها السينمائية وأولى تجاربها فى البطولة المطلقة وفيلم «بوسى كات» والذى تقرر له تاريخ الخامس عشر من مايو القادم لطرحه بدور العرض السينمائى وتدور أحداث الفيلم حول فتاة تدير محل كوافير بإحدى المناطق الشعبية والذى من خلاله تتعرض لأهم مشكلات سكان تلك المنطقة، ويشارك راندا البطولة كل من انتصار وعلاء مرسى ومن تأليف وإخراج علاء الشريف، أما الخالدين فقد تم الاستقرار على موعد هو الثانى والعشرين من شهر مايو القادم حتى يرفع الستار عن أول لقاء يجمع بين النجمين خالد صالح وخالد الصاوى وفيلم «الحرامى والعبيط» والذى كتب السيناريو له أحمد عبدالله وأخرجه أحمد مصطفى، والفيلم تدور أحداثه فى إطار سياسى حول شخصية العبيط والتى يجسدها النجم خالد صالح، بينما يجسد الصاوى شخصية الحرامى الذى يتعرف على العبيط مستغلا إياه حتى يحصل على عينه بدلا من عينه التى فقدها أثناء إحدى المشاجرات وتساعده فى مكيدته التى تجسد دورها روبى، أخيرا وليس آخرا فقد استقر منتج فيلم «متعب وشادية» على الخامس من يونيو لطرحه بدور العرض السينمائى والذى يقوم ببطولته علياء الكيبالى وأشرف مصيلحى ومن إخراج أحمد شاهين، وتدور أحداثه حول متعب وشادية اللذين يعانيان من ظروف الحياة القاسية ويلتقيان بأحد الموالد لتنشأ بينهما قصة حب ويتخذا من المولد ملجأ لهما بعيدا عن قسوة الحياة ومشاكلها..

فى الوقت نفسه لم يستقر بعد المنتج محمد السبكى على موعد محدد لطرح فيلمه « كلبى دليلى» للفنان سامح حسين، ليظل مصير العمل مبهماً بالنسبة لنا وقد يكون الاحتمال الأكبر هو خروج سامح من المنافسة هذا الموسم وتأجيله لموسم عيد الفطر القادم، كلبى دليلى من بطولة مى كساب وأحمد زاهر ومن تأليف « سيد السبكى» ومن إخراج « إسماعيل فاروق»، أما فيما يخص «جرسونيرة» للنجمة غادة عبدالرازق فهناك أقاويل متضاربة حول موعد طرحه بدور العرض، فهناك أقاويل تؤكد طرح الفيلم خلال موسم الصيف وإن لم يتم حتى الآن الاستقرار على موعد محدد لطرحه وهناك أيضا أقاويل تؤكد تأجيل العمل لطرحه بموسم عيد الفطر القادم، جرسونيرة يشارك فى بطولته ثلاثة أبطال فقط هم غادة عبدالرازق، نضال الشافعى، ومنذر ريحانة فى أولى بطولاته فى السينما المصرية ومن تأليف « حازم متولى».

فى هذه الحالة ربما تجمع المنافسة خلال موسم عيد الفطر بين نجم ونجمة بحجم غادة بعدالرازق والنجم هانى رمزى و« توم أند جيمى» والذى تم الاستقرار علىموسم عيد الفطر ليكون موعداً مناسبا لعرضه بالسينمات، ليخرج بذلك هانى أيضا من منافسة موسم الصيف أمام مكى وسعد وصالح والصاوى، ليدخل منافسة أشرس مع النجمة غادة عبدالرازق.

فعلى غير العادة يشهد موسم الصيف هذا العام عدداً محدوداً من الأعمال السينمائية ربما يعود ذلك لسوء الأوضاع الاقتصادية وأيضا الأمنية أو ربما لقصر موسم الصيف هذا العام والذى بدأ مبكرا لينتهى أيضا مبكرا فعلى غير العادة يبدأ موسم الصيف هذا العام فى أواخر أبريل ليستمر حتى شهر يوليو القادم ليصبح بذلك عدد الأعمال السينمائية المنافسة خلال هذا الموسم ظاهرة منطقية لديها من البراهين ما يؤكد على صحتها..

صباح الخير المصرية في

16/04/2013

 

جولة بين أفلام الأسبوع.. وقائمة «الأنجح دوليا» تتقاسمها أميركا والصين

«نسيان» توم كروز يقود شباك التذاكر حول العالم

دبي: محمد رُضا 

> بعد سنة على بداية عرضه، نال «المنتقمون» The Avengers قبل يومين جائزة هي الثانية له منذ أبريل (نيسان) 2012 وهي جائزة «MTV» لفيلم العام. وهي أكبر جوائز المحطة الأميركية، التي تمنح جوائز فنية في مجالات أخرى، أهمها التلفزيون والموسيقى.

جنيفر لورنس فازت بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في «كتاب مسطر بالفضة» ونال برادلي كوبر جائزة أفضل ممثل عن الفيلم ذاته.

تغيب عن هذه الجوائز أي اهتمامات فنية محضة، فلا جائزة لأفضل سيناريو أو أفضل تصوير أو حتى أفضل موسيقى لفيلم. في المقابل هناك جائزة لأفضل «قُبلة سينمائية» (تلك التي تبادلها كوبر ولورنس في الفيلم نفسه) وأفضل عراك (روبرت داوني جونيور ومارك روفالو، والآخرون ضد توم هدلستون في «المنتقمون») وأفضل تمثيل بقميص مفتوح (وهذه نالها الشاب تايلور لوتنر عن دوره في «أنشودة الغسق: انبلاج الفجر - 2»، وأفضل «تمثيل مفزع» وهذه ذهبت إلى الهندي سراج شارما عن «حياة باي».

> قبل يومين أيضا ظهرت أولى نتائج الأسواق الدولية لهذا الأسبوع، مؤكدة أن الفيلم الجديد للممثل النشط توم كروز، وعنوانه «نسيان» Oblivion، تبوأ المركز الأول بين عروض الأفلام العالمية. هذا الفيلم الخيالي - العلمي الذي يجوب بين أزمنة مختلفة وتقع معظم أحداثه على بعد مستقبلي منظور جمع 61 مليون دولار في 48 سوقا من أصل 52 بلدا عُرض الفيلم فيها. عدد الصالات التي تم افتتاح هذا الفيلم فيها هو رقم مذهل آخر؛ 7444 صالة. وأعلى هذه الإيرادات وردت من روسيا، إذ سجل في أيامه الثلاثة الأولى 8 ملايين و600 ألف دولار في 670 صالة. بريطانيا كانت الثانية، إذ حصدت 7 ملايين و900 ألف دولار، وفي فرنسا، خطف المركز الأول كذلك بقيمة تقترب من 4 ملايين دولار.

> الأرقام العربية غير متوفّرة للآن، لكن الفيلم افتتح بإقبال ظاهر في الـ11 من هذا الشهر، في كل من الإمارات والكويت وقطر ولبنان والبحرين. وكل هذه الأسواق سبقت عروض الفيلم الأميركية المؤجلة إلى الأسبوع المقبل، لجانب حفنة من الأسواق العالمية الأخرى، بينها كندا والبوسنة وصربيا وبولندا واليونان.

> هذا ما أتاح متنفسا لفيلم «42»، وهو فيلم درامي من بطولة هاريسون فورد (اقرأ مقابلة «الشرق الأوسط» معه المنشورة يوم الاثنين الثامن من هذا الشهر) تدور رحاه في ملاعب البيسبول. «42» حالة واضحة من فيلم يقبل عليه الأميركيون على نحو خاص (لا نتوقع له نجاحا دوليا ذا شأن) كونه يمس لعبتهم الرياضية المفضلة حيث يؤدي الممثل شخصية مدير فريق «ذ دودجرز» الذي ينتمي إليه جاكي روبنسن (يقوم بدوره الشاب شادويك بوزمن)، أحد أشهر لاعبي البيسبول الذي حدث أنه أميركي من أصول أفريقية. في الأربعينات، كانت الملاعب الرياضية كما ملاعب الحياة الأخرى، لا تزال محملة بضغائن العنصرية التي عانى منها جاكي، وجزء كبير من الفيلم يقوم على تلك المواقف التي يطلب المدير فورد من لاعبه الأسود الارتقاء فوق ردّات الفعل على العبارات والتهجمات العنصرية التي كانت توجه إليه. بذلك، ما جذب الجمهور أيضا إلى هذا الفيلم مسددا له أكثر من 25 مليون دولار في الـ«ويك - إند» الأخير هو المضمون الباحث في ذلك الوضع العنصري الذي كان سائدا.

> نجاح هذا الفيلم حدّ من نجاح فيلم سيئ آخر في سلسلة «فيلم مخيف - 5» الذي، كسوالفه، يقصد السخرية من أفلام الرعب، لكنها ليست السخرية التي تنضح بكوميديا تثير الضحك تبعا لمواقف حسنة الكتابة والتنفيذ، بل مجرد مطبات ومفارقات ساذجة يقودها ممثلون لن يبني أي منهم صرحا مجيدا عبر عمله هنا. الفيلمان المذكوران هما الوحيدان الجديدان هذا الأسبوع وقد وضعا الفيلم الأول في الأسبوع الماضي، وهو فيلم رعب جاد بعنوان «شر ميّت» في المركز الخامس بعد استمرار ملحوظ لفيلمين ناجحين يدخلان شهرهما الأول في سلم الإيرادات، هما الأنيماشن «ذ كرودس» والأكشن «جي آي جو: العقاب». مجموع ما حققه الأول هو 142 مليونا وحصيلة الفيلم الثاني 103 ملايين دولار.

> قبل اعتلاء «نسيان» المركز الأول عالميا، كما ورد أعلاه، كانت القيادة لا تزال في يد «جي آي جو: العقاب» بطولة دواين جونسون الذي جمع عالميا في أسبوعه الثاني 40 مليون دولار، و145 عن أسبوعي عرضه. في المركز العالمي الثاني «ذ كرودس» الذي جمع في أسبوعه الثالث نحو 35 مليون دولار، لكن مجمل إيراداته وصل إلى 207 ملايين. لكن المراكز العالمية الثالثة والرابعة والخامسة هي لثلاثة أفلام صينية، هي على التوالي: «البحث عن مستر رايت» (24 مليون دولار) و«الرئيس.. الممثل والنذل» (19 مليونا) ثم «حرب المخدّرات» (13 مليونا). والأخير من تحقيق جوني تو الذي يواصل مسيرته كمخرج أفلام أكشن بوليسية وقتالية فانتازية. ومع وجود أفلام أميركية وصينية أخرى في باقي مراكز الـ10 الأولى تكون هاتان الصناعتان تقاسمتا النجاح الأكبر عالميا في ذلك الأسبوع.

> والحقيقة أن عدة أنباء تواردت من الصين هذا الأسبوع. من ناحية أولى لا بد من التذكير بأن عدد سكان الصين هو ما يسمح لأفلامها بالظهور على قوائم الإيرادات الدولية، بمعنى أنه ليس من الضروري أن تكون هذه الأفلام معروضة خارج الصين لكي تحتل مراكزها المتقدّمة في «شباك التذاكر» العالمي، بل يكفي الحشود المليونية التي تنجزها داخل الصين.

> ثم هناك الجوائز، مرة أخرى. ففي اليوم الذي تم فيه إعلان جوائز «MTV» الشبابية النزعة، أعلنت مؤسسة هونغ كونغ جوائزها السنوية. إنها مؤسسة جادة تم إنشاؤها سنة 1982 وتمنح جوائزها لأفضل الأفلام الصينية، وتلك المنتجة في هونغ كونغ في حقول الإخراج والكتابة والخانات الفنية الأخرى. هذا العام نجد أن فيلم «حرب باردة»، وهو فيلم بوليسي التقط أكثر من جائزة، بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج (اثنان هما لونغمان ليونغ وصاني لوك) وأفضل ممثل (توني ليونغ كا فاي). أفضل ممثلة ذهبت إلى ميريام يونغ تشن واه عن «الحب خدعة»، بينما أطل «حرب باردة» مجددا جامعا جوائز في مجال أفضل «توليف» (مونتاج) وأفضل سيناريو، وأفضل مؤثرات خاصة.

> نظرة إلى أفلام الأسبوع المقبل على الخارطة الأميركية تنبئنا بأن «نسيان» هو الذي سيحقق المركز الأول بلا ريب، إن لم يكن بسبب نجاح تركيبته الإنتاجية الغزيرة بالمؤثرات البصرية ولغرابة موضوعه، فلأن الأفلام المنافسة الأخرى أضعف من أن تستحوذ على اهتمام مشتري التذاكر، ومن بين هذه الأفلام «أسياد سالم» (رعب) و«فيلي براون» (موسيقي) و«هوم رَن» (دراما).

وفاة أول إسبانية تغزو هوليوود في الخمسينات والستينات من القرن الماضي

سارة مونتييل.. مارلين مونرو ذات الشعر الأسود

مدريد: سيرنا كارمن 

العمل في هوليوود حلم يراود الآلاف من الممثلين والممثلات في شتى أنحاء العالم. ومع ذلك، قد يصبح هذا الحلم حقيقة لدى نجمة ما دون توقع منها أحيانا، ولعل هذا ما حدث مع سارة مونتييل (1928 - 2013)، الممثلة الإسبانية الشهيرة خلال فترة الخمسينات والستينات في الولايات المتحدة الأميركية، وكذلك فترة التسعينات في إسبانيا.

لقد كانت أول ممثلة إسبانية تعمل في الولايات المتحدة الأميركية قبل 60 عاما من ظهور أسماء لامعة مثل بينيلوبي كروز أو خافيير بارديم، واشتركت في التمثيل مع نجوم عالميين مثل غاري كوبر، وبيرت لانكستر، وجين فونتين. وقد أدت أعمالها دون أدنى معرفة باللغة الإنجليزية.

كانت سارة مونتييل مجرد امرأة شابة استمع مخرج إسباني ذات مرة إلى غنائها لإحدى الأغاني المقدسة خلال تجولها بالشارع في أسبوع عيد الفصح؛ فقد كانت لا تعرف الكتابة أو القراءة، وكان ما يميز مونتييل هو وجهها الجميل وصوتها الفريد من نوعه، وهما كفيلان بجعلها نجمة لامعة.

وبعدها بدأت سارة مونتييل تشارك في الأفلام الإسبانية، وقد لاحظ شخص آخر نجوميتها إلى أن قررت أن تعبر المحيط الأطلسي لتهبط لأول مرة في المكسيك عام 1950، وسرعان ما انتقلت إلى مدينة لوس أنجليس الأميركية عام 1952.

وحصلت على عقود عمل من قبل شركة «وارنر بروس» للإنتاج السينمائي، وقدمها عدد من المخرجين المشاهير آنذاك مثل أنطوني مان (مخرج فيلم «سيرينادا») وروبرت الدريتش (مخرج فيلم «فيرا كروز»).

وتتذكر مونتييل قائلة: «عندما كنت في نيويورك، سألني مان أين تقع إسبانيا، وأجبته: إنها تقع وراء هذا البحر مباشرة».

واعترفت سارة مونتييل بأنها لا تجيد التحدث باللغة الإنجليزية؛ لذا كان عليها حفظ كل أدوارها عبر تدوينها لفظيا باللغة الإسبانية من أجل التمثيل أمام تشارلز برونسون أو غاري كوبر، وهو ما يحدث على سبيل المثال، في عدد من أفلام رعاة البقر.

وسرعان ما أصبحت مونتييل قادرة على جعل السينما الأميركية تعشق أعمالها، فقد أطلق عليها النقاد لقب «مارلين مونرو ذات الشعر الأسود»؛ نظرا لجمال عينيها وأسلوبها في التحرك والتمثيل. وكان زواجها الأول من المخرج الأميركي أنطوني مان.

وفي هذه الأثناء، ظهرت العديد من الروايات حول مونتييل وعلاقاتها بنجوم هوليوود، مثل جيمس دين وفرانك سيناترا. واستنادا إلى صداقتها مع الممثل جيمس دين فقد قيل إنها كانت على وشك السفر معه في سيارته قبل حادث السيارة الذي أدى لوفاته. وفي الواقع، أخذت الصورة الفوتوغرافية الأخيرة لدين وهو على قيد الحياة بجوار سارة مونتييل، وقد استخدمتها بعض الصحف لتعلن وفاة محبوب الجماهير الأميركية.

أما فيما يتعلق بفرانك سيناترا، فأشارت مونتييل إلى أنها التقت به في حديقة منزلها عندما كانت متزوجة من مان. وربما أدى تشابه مونتييل مع الممثلة الأميركية آفا غاردنر إلى فتح باب الشائعات حول وقوع سيناترا في حبها من أول نظرة. ولم تؤكد مونتييل أيا من هذه الشائعات على الإطلاق.

أدركت مونتييل بعد مدة أن عالم هوليوود لم يكن عالمها الذي يستهويها، فقد افتقدت وطنها وعائلتها. واشتاقت إلى السير في شوارع مدريد والتحدث باللغة الإسبانية. وتركت هوليوود بعد مرور عامين، وبدأت العمل في إسبانيا، حيث وصلت إلى أوج مسيرتها المهنية.

وقامت مونتييل بتصوير فيلم «آخر زوجين»، الذي حقق أعلى إيرادات على وجه الإطلاق في تاريخ السينما الإسبانية. ووصل هذا الفيلم إلى دور السينما في إسبانيا، وكذلك أوروبا وأميركا الجنوبية.

وبدأت مونتييل بعد ذلك بطولة سلسلة من أعمال الدراما الموسيقية. وحددت أجرها «مليون دولار للفيلم الواحد»، على حسب ما ذكرته في بعض المقابلات التي أجريت معها، أضف إلى ذلك حريتها في اختيار الأغاني التي تؤديها والأزياء التي سترتديها. واستطاعت أن تفرض ميعادا زمنيا لبدء عملها؛ حيث تقول: «رفضت مسألة الاستيقاظ مبكرا كليا، لقد كان علي أن أستيقظ في الخامسة والنصف أو السادسة عندما كنت في المكسيك والولايات المتحدة الأميركية، وهذا لن يتكرر أبدا مرة أخرى».

لقد ساعدها نجاحها في الحفاظ على شعبيتها وعلاقاتها مع النجوم والشخصيات العالمية، فقد قيل إن الكاتب الأميركي إرنست همنغواي علمها كيف تدخن سيجار هافانا حينما كانت توضح له أجمل الأماكن السياحية في إسبانيا. واكتسبت مونتييل الشهرة بسبب أفلامها وطريقتها في الغناء. وتخلت عن التمثيل عام 1974؛ حيث ركزت على الغناء في ظل رفضها الطريقة الجديدة لصنع الأفلام خلال فترة السبعينات، التي وصفتها «بفترة التعري».

ارتبطت شعبية مونتييل أكثر بحياتها المهنية الموسيقية حتى وفاتها، فكانت مسؤولة عن تنفيذ إعلان حول حفل توزيع جوائز «إم تي في» للموسيقى الأوروبية عام 2002. ويبدو في الإعلان كما لو أن مونتييل تلقت دعوة لحضور الحفل وفعالياته، ثم تبدأ بالبحث عن الزي المناسب لمثل هذا الحدث. لقد كانت كلمتها الفريدة التي ترددها كثيرا «شيء رائع». وأصبحت الكلمة متداولة للغاية في إسبانيا في الحقيقة.

وتوفيت مونتييل عن عمر يناهز 85 عاما الأسبوع الماضي؛ حيث كان لا يزال أثر الماكياج على وجهها؛ إذ إنها كانت تمارس عملها حتى وقتنا الحالي. وفاجأت مونتييل الجميع، عندما كان عمرها 81 عاما، بسجل حافل من موسيقى التكنو. وكانت تؤدي عروضها الموسيقية الأخيرة قبل بضعة أشهر برفقة عازف بيانو فقط. وبسبب غرورها أمرت بعدم إظهار جسدها أثناء جنازتها حتى لو كان الأمر يتعلق بتكريمها كأفضل ممثلة إسبانية في القرن الماضي.

الشرق الأوسط في

16/04/2013

 

محمد صبحي:

قضيتي ليست تقديم عمل عظيم بل اتجاه مؤثر

كتب الخبرهند موسى 

هو «الديكتاتور» في مسرحية «كارمن» و{فارس بلا جواد» و{رجل غني فقير جداً»، وصاحب سلسلة «ونيس وأيامه»، إنه الفنان الكبير محمد صبحي الذي يعود إلى المسرح بست مسرحيات من بينها «خيبتنا».

حول أعماله الجديدة، وتقييمه للفن والأحداث السياسية الجارية في البلاد يدور اللقاء التالي معه.

أخبرنا عن «خيبتنا».

مسرحية كوميدية موسيقية، فكرتها جديدة تناقش تجربة الهندسة الوراثية، وكيف أن الدول الأوروبية تجري تجارب لاستخدامها في السيطرة على الشعوب العربية، سأقدمها في أميركا وأوروبا وأخصص عائدها إلى مشروع العشوائيات.

·        لماذا مشروع العشوائيات؟

أنا فنان مصري أحمل هموم وطني، ولطالما تمنيت تنفيذ هذا المشروع. لحسن الحظ، مهدت ثورة يناير لتحقيق هذا الحلم بعدما مرّ بمراحل تعطيل بسبب الروتين.  

·        لماذا بدأت في محافظة الإسكندرية؟

لأنها المكان الذي اندلعت منه الثورة برأيي، وقد استغليت ثقة الناس بي كفنان وجمعت أكثر من مليون جنيه، وضعت المبلغ في المصرف المركزي وخصصته لبناء مستشفيات على أعلى مستوى، ومدارس ومصنع لإنتاج الزجاج والبلور يعمل فيه أهل هذه المناطق العشوائية. شعارنا هو «بناء الإنسان قبل بناء الحجر»، لن أتخلى عن هذا الحلم وسأظل وراءه حتى يتحقق على أرض مصر ويكون تجربة ناجحة يحتذي بها العالم.

·        هل ثمة نشاطات اجتماعية أخرى؟

أتولى رعاية نحو 200 طفل من أطفال الشوارع وأشرف على تعليمهم وتدريبهم، وستشاهدونهم قريباً على شاشة التلفزيون. أتوقع لهم مستقبلا باهراً، فمنهم من يتمتع بموهبة تشبه مطربين كبار أمثال محمد عبد الوهاب وأم كلثوم.

·        ما مصير الأجزاء الجديدة من «ونيس وأحفاده»؟

تراجعت عن فكرة تقديمها.

·        لماذا؟

عندما قدمت «ونيس وأولاده» (1994) ناقشت أموراً أخلاقية تخصّ الأسرة المصرية، مثل الانفلات الأخلاقي وصلات الرحم التي يجب الحفاظ عليها وأمور أخرى تنادي بعودة القيم الواجب تعزيزها بين المصريين، وكنت مستمتعاً كفنان. لكن اليوم إذا تحدثت عن الأخلاق فأكون أناطح السماء، مع تخطي الانفلات بكل صوره الحدود، وبات من الضروري البحث عن قضية أخرى بعيدة عن ونيس.

·        لماذا تركز في أعمالك على تقديم مبادئ؟

أردّد دائماً أنني لا أصنع عملا عظيماً، هذه ليست قضيتي، لكني مهموم بصناعة اتجاه يؤثر في الناس، فعندما أتحدث إلى نفسي أحاسبها على الأعمال التي قدمتها، ليس وفقاً للإيرادات أو نسبة حضور الجمهور، بل مدى الأثر الذي تركته في المتفرج.

·        ما رأيك بمستوى الأعمال الفنية الراهنة؟

تدنى بدرجة كبيرة. لطالما دعوت الشباب في الندوات إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، أدعوهم اليوم إلى مقاطعة الفن المنحرف الذي لا يليق بعادات وتقاليد العربي عموماً والمصري خصوصاً. عندما يقدم المنتج عملا فنياً مسفاً وضعيف المستوى ويحقق إيرادات مرتفعة ومراكز متقدمة في سباق الأعمال الدرامية السينمائية أو التلفزيونية، لا يمكن أن نطلب منه إنتاج فيلم محترم.

·        هل المقاطعة هي الحل؟

هي إحدى وسائل مواجهة هذه النوعية من الأعمال، يجب أن يرتقي الفن بعقل المشاهد ولا يهبط بمستواه وذوقه، وليس الفنان مجرد ممثل يؤدي أدواراً فحسب، إنما يمكنه، باعتباره صانعاً للثقافة، خدمة وطنه من موقعه الفني بتقديم أعمال جيدة.

·        لماذا رفضت منصب وزير الثقافة إذاً؟

لأن الوزير يدير الثقافة بينما الفنان، كما أوضحت، يصنع هذه الثقافة ويغيرها باستمرار، وله تأثير على المواطنين أكبر من أصحاب المناصب السيادية.

·        هل من الضروري تفعيل دور الرقابة الفنية؟

الرقابة الحقيقية ذاتية من الجمهور الذي يحدد الأعمال التي تستحق أن تستمرّ وتلك التي يجب مقاطعتها لعدم تكرار عرضها. كذلك تأتي الرقابة من الفنان في ما يتعلق باختيار أعماله.

على مدى ثلاثين عاماً قدمت أعمالا مسرحية يُشهد لها بخلوّها من الإسفاف. يهمني الهدف والرسالة في أي عمل أقدمه، فإذا وضع الفنان هاتين النقطتين نصب عينيه سيقدم أعمالا رائعة، يحترمها الجمهور وتظل في ذاكرته حتى بعد رحيله أو اعتزاله.

·        كيف تقيّم الأحداث السياسية في مصر؟

سيئة للغاية، وتؤثر سلباً على إنتاجنا وسياحتنا. من الصعب أن يأتي جمال عبد الناصر مجدداً لينقذنا. إن لم نصبح يداً واحدة ونرفض أي تخوين لأي فئات منا، فسنواجه مشكلات أكثر صعوبة من التي نواجهها الآن.

·        وثورات الربيع العربى؟

للأسف، هي ربيع أميركا وإسرائيل وخريف ملبد بالغيوم في بلداننا العربية. الثورة الحقيقية كانت يوم انطلاقها وقرار تنحي مبارك وسقوط شهداء في سبيلها، بعدها سرقت الثورة ولم يعد التعبير عن رفض هذه السرقة بالنزول إلى الميدان جديداً. من حقي كمواطن النزول إلى الميدان والتجول فيه مثلما من حق أي مواطن الاعتراض والتعبير عن رأيه، لذا يجب احترام حريات الآخرين، واحترام حكام مصر بداية من محمد علي. كذلك أرفض السخرية الموجهة ضد الدكتور محمد مرسي رغم اختلافي معه.

·        ما الرسالة التي توجهها إلى جمهورك؟

كن عظيماً ولا تكن نكرة في أمة لا تفعل فيها شيئاً.

الجريدة الكويتية في

16/04/2013

 

“الحسبة” عودة إلي العصور الظلامية..

المثقفون يطالبون بإلغاء القوانين المقيدة للحريات

تحقيق: أمل خليفة 

مفهوم الحسبة ليس له تعريف إجرائي متفق عليه من عموم العلماء حيث يوجد لها تعريف لغوي وتعريف فقهي وتعريف تاريخي كما يتغير تفسير معني الحسبة وفق الدور الذي يقوم به المحتسب وعبر الأزمان المختلفة وبتغير المجتمعات وازدياد تعقدها .يقول الكاتب الصحفي حلمي النمنم صاحب كتاب “الحسبة وحرية التعبير ” إن التعريف اللغوي للحسبة هو الترك أي ترك ما هو خطأ وضرر أو ترك المنكر . أما التعريف الفقهي الذي تناقله الفقهاء رغم التباعد الزماني والمكاني بينهم هو ” الأمر بالمعروف إذا ظهر تركه ونهي عن المنكر إذا أظهر فعله ” أما التعريف التاريخي فسنأخذ بأحدث هذه التعريفات وهو تعريف المحقق والباحث السيد الباز العريني والذي نشر بمجلة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية في أكتوبر 1950 ونصه : ” الوظيفة التي تراقب تنفيذ احكام الشريعة فيما هو حادث فعلا في المجتمع الإسلامي علي اختلاف طبقاته من حيث المعاملات الجارية بين أفراده وواجباتهم نحو الدولة وأحوالهم الشخصية وما قد يترتب علي مخالفتهم من إلحاق الضرر بالمصلحة ” ومن هنا يجب أن تتوافر المصلحة العامة

ويضيف النمنم إن هذه الوظيفة ظلت تظهر وتختفي وفق قوة وضعف دولة القانون ولقد ظهرت الحسبة في العصر الحديث بعد إنشاء جامعة القاهرة التي كانت ساحة لصراع فكري شديد كان من بين ضحاياه جورجي زيدان ومنصور فكري وكذلك طه حسين واتهامهم جميعا بازدراء الأديان فكانت تهمة جورجي زيدان إنه مسيحي أما منصور فكري فتم اتهامه بإلطعن علي الإسلام والنبي ويهدف إلي هدم الإسلام في رسالة الدكتوراه الخاصة به ” المرأة في الإسلام ” أما طه حسين فكان كتابه في” الشعر الجاهلي ” مثار ضجة وصلت إلي البرلمان.

الحسبة والضبطية

يقول دكتور أحمد الخميسي يواجه المثقفون المصريون ترسانة من القوانين التي تكبل حرية الإبداع بعضها موروث من عهد مبارك وبعضها جديد ظهر منذ وصول الإخوان المشئوم إلي الحكم. وقد بدأ الإخوان في سن المزيد من القوانين في الدستور الذي أعدوه وحدهم بمعزل عن الإرادة الشعبية والتوافق الوطني، وأدخلوا فيه المادة 12 التي تنص علي حماية الدولة للوحدة الثقافية دون تحديد ماذا تعني ” حماية الدولة” ؟ وما حدود هذه الحماية ؟ وبدون تحديد ماذا تعني ” الوحدة الثقافية” في مصر التي تشكلت ثقافتها من التنوع والتعدد. ومنذ وصول الإخوان إلي الحكم واجه المثقفون إغلاق صحف، ومصادرة صحف، ومحاكمة صحفيين، وفنانين، والاعتداء البربري علي سور النبي دانيال بالاسكندرية وإزالة أكشاك الكتب، ووقف عروض مسرحية، وأخونة الجرائد والمؤسسات الثقافية القومية في الدولة ، حتي بلغت المهزلة حد وضع نقاب علي وجه تمثال أم كلثوم في المنصورة والإطاحة برأس تمثال طه حسين في المنيا. ومن بين القوانين السيئة الصيت المكبلة للحريات يبرز القانون رقم 3 المعروف بقانون الحسبة الصادر عام 1996 ، والذي يسمح لكل من يري وضعا مخالفا للشريعة أن يلجأ للقضاء ويرفع دعوي حسبة. وقد تم تعديل القانون لاحقا لكن جوهره ظل كما هو. بهذا القانون صدر حكم بتفرقة نصر حامد أبو زيد وزوجته ابتهال يونس، وحوكم عادل إمام بتهمة إزدراء الدين ، والكاتب المسرحي لينين الرملي، وغيرهما. وفي هذا المناخ الرجعي الكئيب لم يعد مستغربا أن يطالب البعض مثل حازم أبو اسماعيل بالغاء وزارة الثقافة علي أساس أن وزارة العطور والعلاج ببول الحمير قادرة علي بناء الثقافة وحل مشاكلها.

ويستطرد الخميسي لم يعد المثقفون يواجهون قانونا بعينه مفردا يكبل الحريات , ذلك لأن الأخوان خلقوا مناخا قادرا علي مصادرة الحريات الثقافية والسياسية حتي بدون أي قانون ,و قانون الحسبة في الثقافة المصرية أخو قانون الضبطية القضائية في الشارع . بالحسبة نهدم الإبداع , وبالضبطية القضائية نروع البشر في الشوارع وفي الحالتين فإن المقصود نفي فكرة الدولة والدستور والقوانين ونقل كل ذلك إلي أمزجة الجهلاء والرعاع ليصبح من حقهم التفتيش في ضمائر المبدعين والناس وأعتقد إننا لم نعد نواجه قانونا بعينه يهدد الثقافة وينبغي التصدي له . فلم تعد المشكلة هذا القانون أو ذاك , فالمشكلة أصبحت مواجهة حكم فصيل سياسي فاشي رجعي يتمسح بالدين , أصدر ويصدر وسيصدر مختلف القوانين المكبلة للحريات

ملاحقة الفنانين

ويؤكد الكاتب الروائي فؤاد قنديل إن المحتسب في العصور القديمة كان يؤدي دور شرطيا سبة في التفتيش علي المخالفين للقانون وعلي التجار الغشاشين وعلي غيرهم من مرتكبي الأخطاء في حق المجتمع ثم تحول بعد ذلك إلي ملاحقة الفنانين والأدباء الذين يحاولون إبداع نصوص وأعمال فنية من شأنها رفع الوعي وإثارة الوجدان والعقول بالأفكار الجديدة وتم إساءة إستخدام هذه الوظيفة أو هذا العرف ضد الأدباء والفنانين ولا شك إن العودة إليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة يؤدي إلي قمع الأدباء والكتاب والمفكرين وفي الأساس إلي إعادة المجتمع إلي عهود التخلف والرجعية والإستبداد وإفتقاد الآفاق المفتوحة نحو مستقبل أفضل لذلك تعاني المجتمعات التي تطبق مثل هذه الوظيفة من حصار شديد للأفكار الجديدة وتتخلف عن معايشة العصر ولا تتعامل مع مستجداته ولا متغيراته ومن ثم يمكن أن يتصور الحكام المستبدون أن بالأمكان مع هذا النظام ” الحسبة ” أن يتم التحكم في الناس والسيطرة علي أفكارهم ومن ثم سهولة قيادتهم ولكن النتيجة في الواقع هي العودة إلي الخلف والقضاء علي الإبداع وعلي حرية التعبير ولا يمكن أن يكون هذا في صالح الأمة لأن صالح الأمة الأول يبدأ من إتاحة الفرص للتعبير بشتي الوسائل والتقنيات والاستفادة من فكر الكتاب والمفكرين وإستشراف المستقبل ومعرفة ما يمكن أن تواجهه الأمة من أزمات وكيفية تحقيق أحلامها لأن هذا هو العمل الأول للمفكرين إذا بالحسبة نحن نغلق باب الأجتهاد ونغلق باب الأبداع ويكون النظر فقط تحت الأقدام وبالتالي التخلف والعودة إلي المربع صفر دائما في حلقة دائرية مفرغة لا يتقدم عبرها الشعب أبدا .

السلطة المؤقتة

يقول الناقد السينمائي كمال رمزي من الأدبيات التي قرأتها وجدت إن عددا كبيرا جدا من المحتسبين كانوا لصوصا. لم يحدث إطلاقا أن رفعت قضية حسبة إلا وانتهت إما بالبراءة أو بحكم أقرب للجريمة ” لأن الحكم هنا هو الجريمة ” وليس الأمر الذي رفعت ضده دعوي ولو أنعشنا الذاكرة بعدد من القضايا التي ينطبق عليها هذا الوصف سنجد إن بعضها كيدي وبعضها يكتنفها فهم خاطيء للأمور . لكن فيما يتعلق بالفن فجميعنا يري أن الفن لا نحاكمه إلا بمعايير النقد ومعايير الفن فقضاة الفن هم النقاد . وهنا القضاء ليس بمعني أن يملك حق المعاقبة أو التبرئة . فتعامل قاضي الفن ” الناقد ” مع العمل الفني من منطلق إبراز جوانبه الجمالية ويقيمه إنسانيا ويفسره ويربطه بغيره من الاعمال .ويكشف ما به من سلبيات أو عيوب ويتعرض له فكريا وفنيا .

وفيما يتعلق بتراجع الإنتاج السينمائي في الآونة الأخيرة وعلاقة هذا بملاحقة بعض الفنانين قضائيا مثل الفنان عادل إمام والنجمة إلهام شاهين وسما المصري يقول كمال رمزي إن التلاحق السريع للأحداث في الواقع جذب الجمهور بعيدا عن دور العرض . وما يحدث في الواقع أكثر إثارة من أي فيلم سينمائي وبالتالي قاعات السينما خاوية . وفي تقديري موضوع الحسبة سيلقي نوع من الزراية وسينتهي بهم إلي صناديق القمامة . ويجب ألا ننسي أن السلطة الموجودة حاليا هي سلطة مؤقتة لإن لا أحد استطاع أن يضر بالاخوان المسلمين كما أضروا هم بأنفسهم إنهم عباقرة في كيفية ليس إنفضاض الناس من حولهم فحسب بل وكراهيتهم ايضا

الوصاية الأبوية

يؤكد دكتور علي مبروك أستاذ الفلسفة جامعة القاهرة علي أن الحسبة تمثل استدعاء لمنطق الوصاية الأبوي الذي لا يمكن أن يندرج تحته ليس فقط الحديث عن الإبداع ولكن عن حياة إنسانية سليمة . واستدعاء هذه الوسائل الآن تأكيد علي إن ما يجري إستدعاءه تحت مظلة الإسلام السياسي هو كل ما يمثل الوصاية والابوية والسلطة وكل النزعات القمعية التي تحاول أن تتخفي أو تحاول أن تجد لها اطارا دينيا بديلا تتخفي وراءه . وأعتقد أن المجتمعات بدأت مرحلة الرشد ليس فقط علي مستوي الفنانين والادباء والمفكرين ولكن المجتمعات علي العموم بلغت حدا من الرشد يمكنها من أن تتخذ قرارات وتحدد وتضع القواعد التي تحمي مباديء العيش المستقرة فيما بين أفرادها من دون أن يكون هناك تسلط بأسم أي مبدأ مثل الحسبة وغيره .

ويستطرد مبروك أن الحسبة تتعارض مع الدستور والقانون حيث أن الدستور مفهوم سياسي حديث يهتم بالوطن ودولة مواطنين وهنا الحديث عن المواطن ليس حديث عن رعية يصلح لهم منطق الوصاية فنحن هنا نتكلم عن أفراد أحرار ذوي إرادة يمتلكون عقلا وقدرة علي التفكير المستقل فإذا الدستور يستدعي كل هذه المفاهيم حيث إنه مفهوم سياسي حديث مرتبط إرتباط جوهري بمفهوم المواطن ومفهوم المواطن يحيل إلي مفهوم الفرد صاحب العقل وصاحب الإرادة وليس إلي الرعية التي تحتاج إلي من يوجه ومن يرشد . وبذلك فالدستور والقانون بالتأكيد يرفضان رفضا باتا منطق الحسبة ومنطق الوصاية فهذه مفردة تنتمي إلي مجال سياسي وسيط بينما الدستور ينتمي إلي مجال سياسي حديث ولا يمكن أن نأتي بمفهوم سياسي وسيط ونعمل به في الوقت الحالي . هذا الارتباك سيؤدي إلي الانفجار في وجه من تسببوا فيه إذا ظلوا علي العناد والمكابرة .

ثقافة التنوير في مواجهة المحتسبين الجدد

كتب: عيد عبد الحليم 

ما بين الحين والآخر يطل علينا «المحتسبون الجدد» ليصادروا المبدعين والمفكرين وأصحاب الرأي. معتمدين علي مواد قانونية تقف بالمرصاد ضد حرية التعبير، وقد بات من الضروري- بعد ثورة 25 يناير – تغييرها حفاظا علي العقل المصري، ومراعاة للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

وقد كانت الثقافة – ولاتزال- أحد حوائط الصد القوية في مواجهة القوي الظلامية التي تتربص بالأمة، وكان المثقفون بفكرهم التنويري أشرعة لاجتياز لجة التخلف إلي شواطئ العدل والحرية والقيم الإنسانية الرفيعة.

وقد عمد الرقيب – دائما- في مصادرة الأعمال الأدبية والفنية والفكرية إلي ثلاثة أسباب أسماها «مجاوزة الخط الأحمر» وربطها بالمحرمات الثلاثة علي حد تعبير من يصادرون وهي: «الدين والسياسة والجنس». والرقابة – بصفتها أداة للمنع والحجب- لا تلجأ في كثير من الأحيان إلي صيغ تأويلية تبرهن علي صدق دعواها، نظرا لأنها – عادة- ما تأخذ بظواهر الأمور دون تمعن أو إعمال نظر.

والرقيب عادة- لا يدقق في العمل الذي يريد مصادرته، بل يتعامل مع النص «بشكل انتقائي» لا يعتمد علي رؤية منهجية بحثية كلية تعتمد علي بعد منطقي يملك حق تأويل وتفجير البنية المجازية التخيلية لذلك النص الإبداعي.

وهنا تولد ما يمكن أن أسميه بـ «الرقابة العمياء» التي لا تستطيع أن تميز بين الغث والسمين، ولا بين الإبداع الزائف والإبداع الحقيقي.

وتدعي تلك الرقابة أنها تدافع عن الإبداع وحرية الفكر مستغلة الوعي المغيب للجماهير بفعل القهر الاجتماعي السياسي وتخلخل البناء الطبقي لتهميش الأغلبية. وقد أصبحت الحسبة في الفترة الأخيرة مهنة من لا مهنة له، لدرجة أنه أصبح من حق أي مواطن عادي لو قرأ كتابا أو رأي برنامجا تليفزيونيا وإذاعيا أن يرسل خطابا إلي مجمع البحوث الإسلامية أو يرفع قضية يطالب فيها بضرورة محاكمة الكاتب أو صاحب الرأي، ويرص في دعواه سيلا من الأحكام التشكيكية في عقيدته، وللأسف يجد أرضا براحا لمطلبه القائم في الأساس علي نظرة أحادية مشطورة الرؤية، تتوافق مع ثقافة الشارع المبنية علي التغييب بفعل ظروف سياسية واجتماعية واقتصادية طاحنة عاني منها المجتمع خلال الثلاثين عاما الماضية وما زال يعاني أكثر في ظل حكومة الإخوان بعد الثورة.

وهنا تصبح مسألة إعادة النظر في القوانين المقيدة للحريات ضرورية للغاية، حتي لا يتذرع «فقهاء العوام» الذين وصفهم الرسول محمد صلي الله عليه وسلم «بأنهم أحد علامات الساعة» بتلك المواد التي تضرب حرية الفكر والإبداع في مقتل.

كان القصد- قديما- من الحسبة في قرون الإسلام الأولي- هو مواجهة الفساد الاقتصادي والإداري، لكن للأسف المحتسبون الجدد حولوا هذا المفهوم إلي مصادرة حرية الكتاب والمبدعين.

وهنا يصبح علي المثقفين ضرورة التوحد لمواجهة هؤلاء، في وقت لا مجال فيه للفردية والذاتية، فالعقل المصري- بحق – في خطر شديد.

الأهالي المصرية في

16/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)