حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"النادي اللبناني للصواريخ" يطلق الأحلام والهزائم

هوفيك حبشيان

 

يعود الثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج مع "النادي اللبناني للصواريخ" (وثائقي، 95 د.) الى موضوع يبدو متواضعاً ظاهرياً، بعد مرور خمسة اعوام على "بدّي شوف"، فيلمهما مع كاترين دونوف. بعد المعاينة المتأنية، يتبدى جلياً انه يحمل هماً اجتماعياً معطوفاً على همّ السينما، وهذا ما يجعل المشروع برمته امتداداً منطقياً لهوس المخرجين للتفكير في الذاكرة، في منطقة شبه منكوبة. في بداية الستينات، مجموعة مغامرين على رأسهم مانوغ مانوغيان، الآتي من فلسطين، يتحلقون حول مشروع حلم: اطلاق صواريخ. الأيادي أجنبية لكن الصناعة وطنية تحمل العلم اللبناني. بعض الصواريخ ينجح في أن يكون حقل اختبار وبعضها الآخر يقع في قبرص، ما سيضع حداً نهائياً للمشروع. يجوب الفيلم في ثغر الوعي واللاوعي، ساعياً الى ربط الفصول المختلفة من تاريخ لبنان والمنطقة في صيغة متشعبة تكشف كل ما يضمره المخرجان في وجدانهما السينمائي. من خلال نصّ مشيد على فكرة التضاد، نصر مقابل هزيمة، نسيان مقابل توثيق، فردية مقابل جماعة، يحول المخرجان ما كان يمكن ان يكون مجرد رحلة بين زمنين وقارتين، الى صرعة الموسم السينمائي في بيروت؛ شيء متفلت من ايّ تصنيف يتأرجح بين الثقافة المضادة وردّ الاعتبار الأخلاقي الى اكثر الناس جرأة على الحلم

·        ما الذي حملكما الى حكاية النادي اللبناني للصواريخ؟

- خليل: عام 2001، كانت جوانا تجري ابحاثاً عن مرحلة فؤاد شهاب، فاكتشفت ان مجموعة من الناس اطلقوا صواريخ لغايات علمية. في البداية، لم نصدّق. خلناها نكتة. ثم بدأنا نسأل من حولنا

- جوانا: اكتشافي لهذه الحكاية محض مصادفة. كانت شقيقتي تنجز مجموعة افلام عن تاريخ لبنان الحديث عندما أخبرتني عن وجود المشروع الفضائي اللبناني. ثم، وجدنا كتاباً صادراً عن "المؤسسة العربية للصورة" من تأليف أكرم زعتري عن المركبات في العالم العربي. وجدنا فيه صفحتين عن النادي اللبناني للصواريخ، لكن كان هناك فقط صور وبعض البطاقات البريدية التي رُسمت عليها صواريخ بألوان العلم اللبناني، خلفها القمر. ثمّ مرّت الأيام، أنجزنا أفلاماً اخرى، الى أن عدنا الى المشروع عام 2009، بعدما ظل ماثلاً فينا طول السنوات تلك. كنا نريد ان نعرف هل يتعلق اطلاق الصواريخ فعلاً بطموحات غزو الفضاء؟ كنا نسأل: ماذا يعني ان يكون للمرء حلمٌ كهذا في لبنان الستينات؟ لم نرد فقط فيلماً عن الحلم بل عن فكرة تقدير الاحتمالات المستقبلية لهذا المشروع

- خليل: كنا خرجنا حديثاً من تجربة "بدّي شوف"، حيث ناقشنا العلاقة بين الوثائقي والروائي. هذه الحكاية كانت تسمح لنا بأن نؤسس خطاباً على العلاقة بين "ما يمكنك ان ترى" و"التخيل الذي يتيح لك ان ترى". مصادفة الاكتشاف تحولت فجأة الى شيء ملموس وواضح، شعاره: كيف يمكن المشاهد أن يصدّق مشروعاً كهذا، في حين أننا نحن حتى كنا نشك فيه؟

·        بدءاً من اي مرحلة، بدأت تنشأ فكرة ادراج عملية انجاز الفيلم في الفيلم؟

- خليل: خلال التصوير تغيّر الفيلم كثيراً ثم كلياً. على طاولة المونتاج اعيدت كتابته. تغيرت البنية مرات عدة. لم نكن نريد عملاً كلاسيكياً، بل كنا نطمح الى عمل تجريبي فيه بعض الميلانكوليا. حتى تاريخ بدء التقاط المَشاهد، كنا نعقتد ان عدم وجود صور لإطلاق الصواريخ هو الذي يمنع الناس من تذكر هذا الانجاز. خلال التصوير، اكتشفنا ان هناك الكثير من الصور المخبأة. عادة، يتزود المخرج المادة ثم ينطلق في التصوير. هنا عملنا بعكس ذلك

- جوانا: بعد فترة من انطلاقنا بالتصوير، كان لدينا اقتناع بأننا لن نجد ما يلزمنا من وثائق بصرية نستند اليها، الا في ارشيف الصحف والتلفزيونات. اعتقدنا لوهلة أن فيلمنا سيقتصر على فكرة "كيف فقدنا الدليل البصري الذي كان يثبت وجود هذا المشروع". هذه الفكرة امتداد لعملنا الذي يتمحور على كيفية كتابة التاريخ. عندما دخلنا منزل مانوغ ورأينا ما لديه من أرشيف، اقتنعنا بأن في حوزتنا فيلماً كامل العناصر. وهذا يختلف مع طريقة عملنا عادة، اذ هناك دائماً ثغر في متن الأعمال التي ننجزها. الفيلم في شكله النهائي فرض نفسه علينا وحمّلنا امانة؛ بدءاً من تلك اللحظة لم يعد في امكاننا الا ان ننقل الحكاية الى الشاشة

·     ولكن، ماذا تمثل لكما هذه الحكاية التي لم تكتمل فصولها؟ الا يمكن اخذها كاستعارة عن سيرة لبنان في النصف الثاني من القرن الفائت؟

- خليل: لا أحبّ طرح الفيلم باعتباره استعارة. ولكن لا مشكلة عندي اذا اعتبره الناس كذلك. شخصياً، لا اعمل على استعارة، بل على واقع محدد. لا احاول ان أكون "ميتافورياً"، بل أعراضياً. انا أكثر ميلاً الى روبير بريسون من مخرج يريد ان يطبق على الواقع صورة مسبقة في رأسه عن مكان معين

·        طيب. ألم تخشيا انجاز فيلم شوفيني مملوء بالحسّ الوطني والعنفوان؟

- جوانا: بلى، بالتأكيد. الخوف كان موجوداً على الدوام. ولكن كان يعجبني العمل على هامش الأفكار الوطنية. بدأ مشروع الصواريخ عام 1960 وانتهى عام 1967. هذه الفترة من تاريخ منطقتنا تهمنا جداً. كبرنا في هذا الجو الذي سادته الايديولوجيات، وهذا الفيلم محاولة لتفكيك هذا الجو. كنا نريد مقاربة نقدية ازاء الأفكار الوهمية التي ورثناها من هذه المرحلة. عندما استعمل مطلقو الصواريخ العلم اللبناني وكتبوا على الصاروخ كلمة "أرزة"، كان لهذا بالنسبة اليهم دلالات اخرى. اليوم، تغير معنى الأشياء. لذلك، كان مهماً ان نعلق بالصوت ونأخذ الحكاية الى مكان آخر، لمعرفة صداها في حاضرنا. لا يمكن التحدث عن وطنية: صحيح ان المشروع انجز على ارض لبنان، لكن اصحابه جاؤوا من أماكن اخرى: مانوغ جاء من القدس وآخرون من العراق وسوريا

- خليل: ثمة سوء تفاهم. اليوم، لا يُمكن النظر الى صاروخ الا باعتباره أداة دمار. لم يكن كذلك في الماضي. لصواريخ المرحلة تلك معنى آخر، على الأقل في ذهن مانوغ والجامعة التي دعمت مشروعه. أردنا استرداد المعاني. هناك ايضاً فكرة الحلم. الحالم في الستينات كان الشخص الذي يريد تغيير الواقع. اليوم، اذا قلت انك حالم، صنِّفتَ مباشرة في عداد الذين باتوا خارج الواقع. اذا عدنا الى بعض الفترات السابقة من التاريخ، فالهدف اعادة تحديد المصطلحات. لا يمكن ان يكون الفيلم وطنياً لأنه لم تكن ثمة خيمة وطن منصوبة فوق رؤوس مطلقي الصواريخ. هؤلاء خارج الهويات الضيقة. وطنهم العِلم

ـــ جوانا: المشكلة في لبنان ان كل شي مشطور شطرين. عليك ان تكون إما من هذا المعسكر وإما من ذاك. هذه الثنائية لا تناسب شخصيتي ولا عملي. هذا الفيلم كان ايضاً للقول انه يجوز وجود مشروع وطني لكن بهدف علمي. خطابنا هذا يتأكد في الخاتمة (مشهد التحريك) عندما نتعرف الى القائد العلمي. على الصعيد الذاتي واستطراداً، لا أحد يمثلني في لبنان. في بالي بدائل أخرى، وهذا الفيلم يقترح هذا البديل، برغم انه قد يكون طوباوياً.

·     مشهد التحريك، يمكن قراءته افتراضياً، انطلاقاً من قاعدة الـ "لو": لو نجح المشروع الفضائي وتطور، لو أخذ التاريخ اللبناني منعطفاً آخر... ولكن، ألم يكن اقحام ثورات الستينات في سياق الفيلم طريقة لربطه بواقعنا الحالي؟ 

- جوانا: بدأ تحضير الفيلم عام 2009، وانطلق التصوير في 2010. يعني بدأنا قبل اندلاع الثورات. لكن، ثمة اشياء تحصل خلال المونتاج لا يمكن تجاهلها. تخيّل لو انجزنا هذا الفيلم الذي يتكلم عن الحلم، من دون ان نتطرق الى الغليان الثوري الذي حصل في الستينات! ماذا كان ليُقال حينئذ؟ مهما فعلت، فسيكون النقد جاهزاً لاقتناصك. من المصادفات أنه خلال المرحلة الأخيرة من المونتاج، بدأت الثورة في تونس. كنا نحاول نقل صاروخ من مكان الى آخر تحية للحالمين، فصرنا نرى عبر التلفزيونات اناساً ينزلون الى الشوارع وهم ايضاً لديهم حلم يرغبون في تحقيقه

- خليل: عندما بدأنا في التفكير عن السبب الذي دفع الناس الى نسيان مشروع الصواريخ، لاحظنا اشياء كثيرة، منها، ما نُقل الينا، ولا اعرف اذا كان دقيقاً: انهيار الأحلام ما بعد حرب 67. بعد الهزيمة، باتت لدينا تركيبة سلطوية جديدة في المنطقة. واعتقد ان اكثر الديكتاتوريات التي سقطت في السنوات الخمس الأخيرة، تأسست في اعقاب الهزيمة. وكأن فكرة الحلم تجمدت او على الاقل تغير معناها.

- جوانا: لا اعرف اذا كان الحلم تجمد حقاً، لكن كان هناك بديل وفجأة لم يعد بتلك الأهمية. هناك شيء تغير. اياً يكن، ليس ثمة انغلاق في الفيلم على فكرة معينة: قد يأتي احدهم ليقول ان 67 كانت بداية لشيء جديد ومختلف، وقد يكون على حقّ. الأهم هو فتح النقاش. ولكن ما هو أكيد أن 67 تاريخ مفصلي، لأنه تاريخ توقف اطلاق الصواريخ. أهي مصادفة؟ أنت تعرف ان أفلامنا لا تتضمن أجوبة جاهزة. نترك دائماً فسحة يملأها المشاهد، وهذه الفسحة مخيفة بصراحة، لأن ثمة مشاهدين يريدون أخذ الفيلم الى اسقاطات لا تعجبني، لكنهم أحرار في جرّ الفيلم الى هذا المكان. أحبّ المُشاهد الفعال والمتحرر، الذي يناقش ويعترض، هذا هو الشخص الذي يحلو لي ان اتحاور معه

·        بمَ تصف علاقة المشاهدين الأجانب بموضوع ذي هوية لبنانية ومحلي الى هذا الحدّ؟

- جوانا: بصراحة، كان لدينا خوف. كنا نخشى ان يُقال "هذا فيلم يعني اللبنانيين ولا يعنينا". بيد انه بعد جولاتنا على المهرجانات اكتشفنا ان الفيلم يروي شيئاً آخر (...). 

- خليل: الهوية بالنسبة الينا شيء في طور التكوين. هويتي مختلفة عن هويتك. الهوية شيء متخيل. عندما يقول جاك لاكان "لا وجود للمرأة"، يقصد انها من صنع الخيال. لا نولد امرأة، نتحول امرأة. لا نولد لبنانياً، نتحول لبنانياً. أما ماذا يعني أن تكون لبنانياً، فهذا عليك تحديده بنفسك. في هذا الفيلم ندعو الى مشروع الفرد. مشروع الصواريخ في بلد مثل لبنان لا يمكن ان يكون مشروعاً رسمياً. على الأفراد ان يلتقوا بعضهم بالبعض الآخر ويحلموا معاً، من دون ان يسحق الاجتماع فرديتهم. لدى الأفراد في لبنان مشكلة ليظهروا افراداً. من جهة اخرى، على الآخرين ان يفهموا اننا كسينمائيين لسنا سفراء لبنان في الخارج. انا في بحث دائم عن نفسي وبالكاد امثل ذاتي، فكيف تريدني ان امثل اللبنانيين جميعاً. كل أفلامنا تدور حول كيفية استعادة الانسان فرديته في مجتمع شائك كهذا.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

 "النادي اللبناني للصواريخ"-يُعرض في "متروبوليس". 

الخليج أمام تحدّي السينما!

"النهار" ـــ دبي

تنطلق هذا المساء في دبي الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي. هذه التظاهرة المهداة إلى الأفلام المنجزة في بلدان الخليج العربي، تتضمن اربع مسابقات رسمية، وهي محطة سنوية لمعاينة ما آل اليه الانتاج في هذه المنطقة من العالم الذي يشهد نمواً بطيئاً ولكن مقبولاً في مجال صناعة الصورة. هذا بفضل سياسة الدعم والجهود التي تبذلها المهرجانات والهيئات وجهات منتجة لادخال السينما الى الثقافة الشعبية. مهرجان الخليج اضطلع بدور رائد في هذا السياق، مذ كان ينظم تحت اسم "مسابقة افلام من الامارات" في ابو ظبي مطلع سنوات الألفين، تحت اشراف اشهر السينيفيليين في الامارات مسعود امرالله آل علي، حالياً المدير الفني لمهرجاني الخليج ودبي

في غياب الحرية المطلقة وسطوة التقاليد والاعراف على المجتمع، وفي ظلّ انعدام القضايا الكبرى وافتقار الشخصية الخليجية للفردية، يصعب أن نطلب من السينمائيين الخليجيين افلاماً ينافسون بها ما يُصنع في الغرب والشرق الاقصى. السينما تراكم خبرات ومعرفة واطلاع ونظرة سخية الى العالم، وهذا كله يأتي قليلاً قليلاً في دول الخليج، ولو ببطء شديد أحياناً. ليست كل بلدان الخليج متساوية سينمائياً. فالعراق مثلاً، متقدم على البلدان الأخرى بأشواط، نظراً لعراقة هذا البلد والتجارب الضخمة التي مرّ بها، ما يجعله اليوم ارضاً خصبة للكثير من الحكايات. وغنيّ عن القول، ان الاعتماد عليه كبير لاغناء المهرجان

حتى الآن، كان مهرجان الخليج يولي الكمّ على الكيف، رافضاً الانتقائية ومحولاً التظاهرة سلة عروض فيها ما فيها من اعمال متفاوتة القيمة، بعضها يصل أحياناً الى درجة الهبوط الكلي في الجحيم السينمائية. لكن، يبدو ان هذا النهج آيل الى السقوط مع ازدياد عدد الأعمال المنتجة، وهو طبعاً لن يسقط في الدورة الحالية، لكن سيسقط في الدورات المقبلة. حينها، سيكون على المهرجان ان يعمل وفق منطق الغربلة، انطلاقاً من سياسة الفصل والتمييز المحببة. عدد الأفلام الخليجية المعروضة في هذه الدورة ليس بقليل: 93 فيلما بين طويل وقصير، روائي ووثائقي. هذا العدد يأمل رئيس المهرجان عبد الحميد جمعة الوصول من خلاله الى شرائح واسعة من الجمهور الاماراتي.

لا يكتفي المهرجان بالأفلام الاماراتية، اذ هناك مسابقة دولية مخصصة للأفلام القصيرة ايضاً، ولا مقارنة بين الأفلام المعروضة في هذا القسم والأفلام الخليجية التي تبدو في حال المسوّدة مقارنةً بها. وكانت ادارة "الخليج" ارسلت في الأيام الماضية الى الصحافة الأرقام الآتية: 169 فيلماً في مجموع العروض، 78 منها في عرض عالمي اول، و15 منها في عرض دولي اول، و42 منها تعرض للمرة الاولى في منطقة الشرق الاوسط

مرة اخرى بعد البندقية ودبي وبيروت، سيكون لنا لقاء مع فيلم "وجدة" للسعودية هيفاء المنصور، الذي سيفتتح المهرجان. حظي الشريط باستقبال جيد في أماكن متفرقة من العالم وهذا شيء يتجاوز قدرتنا على الفهم. اذا جرّدنا "وجدة" من واقع انه اول فيلم روائي طويل يُصوَّر في الرياض وبتوقيع أول مخرجة سعودية، فلا يعود للفيلم أي قيمة شكلانية او فكرية. جزء من الاشادة التي حظي بها الفيلم في الخارج قائم على انطوائه على الخطاب المساند لحق المرأة في دولة ذات سياسة اسلامية متشددة. طبعاً، لا علاقة مباشرة بين الفيلم الذي يحكي عن فتاة صغيرة (وعد محمد) تريد ان تركب الدراجة الهوائية، وقرار السماح بركوبها الذي قرأناه قبل بضعة ايام في الصحافة. ليس للسينما تأثير كبير في السعودية، البلد الوحيد في العالم حيث لا صالات سينما، وحيث كل المحاولات لفرض مهرجان سينمائي على يد مجموعة شباب جُبهت بالرفض وباءت بالفشل.

روجر ايبرت، مالئ الصالات وشاغل الأميركيين

هـ. ح.

ماذا نكتب عن ناقد مثله؟ وبأي كلمات نرثي شخصاً سيظل حاضراً في ذاكرة العيون والآذان؟ به تليق مقولة "مالئ الدنيا وشاغل الناس"، وتستعيد معناها الحقيقي. انه روجر ايبيرت، نجم النقاد في العالم، الذي اخرج مهنة ارتياد الصالات من الظلال والأشباح والانعزالية ونكران الجميل الى الفضاء العام والى الناس. ويكاد يكون الناقد الأبرز الذي لم يكتفِ بالاختفاء خلف مفاتيح الجهاز، بل اعطى كلماته وجهاً ونصوصه ابتسامة ظلت تلازم وجنتيه، حتى عندما اصيب بسرطان خبيث. لذلك، هو الوحيد الذي يعرفه الجمهور العريض معرفة وجهية، هذا الجمهور الذي قرأ له على مدار سنين طويلة، لم يكن فقط جمهوراً من المتخصصين، بل كان من قراء عاديين يعتمدون على رأيه لاختيار مشاهداتهم الاسبوعية. كان موته متوقعاً، بعدما عاد السرطان لينتزعه من حبه الأبدي: عشق الشاشة والمتابعة النهمة لكل جديد. لكن الرجل ظلّ يكتب ويشاهد ويتابع حتى الرمق الأخير. وضعوا له كرسياً خاصاً في مكتبه كان يتمدد عليه ليتابع شقاواته اللذيذة في مهنة الحبر والضوء

لدى وصول خبر موته الى العالم الافتراضي، بدأ الانترنت يفيض بالأقلام الحزينة والتحيات وباستعادات من كلمات وصور ومقاطع فيديوية له. حتى باراك أوباما لم يحبس ما في داخله، فأرسل برقية يقول فيها: "لن تكون السينما من بعده كما كانت من قبله". أما مارتن سكورسيزي، فأعلن انه في صدد انجاز فيلم عن سيرته

الاصبعان المرفوعتان الى الاعلى، ابتكار ايبرت المدهش الذي ساعده في ابداء رأيه في الأفلام، ستظلان العلامة الخاصة به. هذا الحائز جائزة بوليتزر، كان انضم الى جريدة "تشيكاغو سان ــ تايمس"، قبل 46 عاماً، وظلّ يكتب فيها حتى يوم وفاته، الخميس الفائت، عن 70 عاماً. جين سيسكل، زميله الناقد في "تشيكاغو تريبون"، وهو، تربعا على عرش التلفزيون وتشاركا في تقديم برنامج سينمائي كان اسمه "في الأفلام مع جين سيسكل وروجر ايبيرت"، وصمد البرنامج الاسبوعي في وجه متغيرات العصر، الى ان مات سيسكل عام 1999، فانتقل البرنامج من صيغة الى اخرى، مرة كان ايبرت وحده ومرة تشارك التقديم مع شخصية اخرى

عاصر ايبرت كبار السينمائيين، المكرسين والمبتدئين، وكان بجانب الكثير منهم في مقتبل تجربتهم، مشجعاً ومنتقداً، وهو الناقد الوحيد الذي يملك نجمة بإسمه في جادة المشاهير في هوليوود. ولعل احدى مناطق قوته انه آمن بتقنيات التواصل التي جعلته ينشئ "بلوغ" كان ينشر فيه كتاباته، ويدخل عليه الآلاف.

المدرسة النقدية التي انتسب اليها، أميركية مئة في المئة، سواء من حيث الاسلوب السلس في الكتابة (استعمال الدعابة أحياناً) أو ابداء الرأي الذي يعتمد فيه على نسبية الطرح. وكان كثيراً ما يلجأ الى مقارنة الأفلام مع اخرى تتشابه بها، مانحاً اياها نجوماً تقويمية من واحدة الى اربعة. كان متسامحاً مع بعض الأفلام، لكن في المقابل، كان عدائياً مع أفلام أخرى، بغض النظر اذا كانت تستقطب مشاهدين أم لا. لم يقع في الكتابة الانفعالية وتصفية الحسابات فحافظ على صدقيته التي لا تشوبها شائبة. كان يعلن آراء محافظة ازاء أفلام جدلية، ولم يتوانَ عن توجيه تهمة الفاشية الى كلينت ايستوود عندما اضطلع الأخير بدور "هاري القذر". 

دعم ايضاً نظرية ان الناقد قد يعود أحياناً عن رأيه، كونه شخصاً في تطور مستمر بينما الأفلام أشياء جامدة. في المقابل، كان يفاجئ في بعض قراءاته السريعة والمتسرعة لأفلام أوروبية. في نقده لـ"فيلم اشتراكية" لجان لوك غودار، اتذكر انه كان يسأل عن فائدة هذا الفيلم. كان شريطه المفضل رسمياً "المواطن كاين" لويلز، لكنه كان مغرماً بـ"الحياة العذبة" لفيلليني. من الممثلين عشق انغريد برغمان وروبرت ميتشوم، وأدرج "شجرة الحياة" لتيرينس ماليك في لائحة "أفلامه العشرة المفضلة". أميركا، بلد السينما والتلفزيون، لن تنساه بسهولة، وقد يمضي متسع من الوقت قبل ان تصنع ناقداً مثله، جعل حبّ السينما ينتشر كمرض معدٍ، أينما حلّ

النهار اللبنانية في

11/04/2013

 

«صاروخ الأرز» أقلق إسرائيل وسوريا وفرنسا

جريج وحاجي توما يبرعان في تحصين الذاكرة

نديم جرجورة 

يُشكّل «النادي اللبناني للصواريخ» خطوة جدّية إلى الأمام، بالنسبة إلى الثنائي خليل جريج وجوانا حاجي توما. الاستعادة السينمائية لفصل من الذاكرة اللبنانية الفردية والجماعية المغيّبة، كشفت جمال الترجمة البصرية للجهد الميداني، المتمثّل بالتنقيب في الماضي بحثاً عن وقائع الحدث. الدقائق الستون الأولى من الفيلم بدت متماسكة، شكلاً ومضموناً. بدت انعكاساً بديعاً لتلك الحقبة التاريخية من سيرة بلد ومجتمع وناس. بدت رحلة إلى الوراء، بهدف ربط الماضي براهن ميؤوس منه. الاستعادة السينمائية لذاك الفصل الغائب من الذاكرة اللبنانية، المتعطّشة غالباً إلى النسيان، بدت لحظة تأمّل في أحوال بيئة اجتماعية مزروعة في قلب العواصف الإقليمية، والتحدّيات الجغرافية، والمصالح الدولية. الدقائق الستون الأولى من أصل تسعين دقيقة تأكيد على براعة التنقيب في تحويل المادة الدرامية والأرشيفية والتوثيقية الغنية إلى تسلسل سينمائي وثائقي متماسك. تأكيد على قوّة الصورة الوثائقية في سرد الحكاية، بمساعدة صوتي المخرجين، اللذين أضاءا جوانب كثيرة من الحكاية الأصلية

الحكاية الأصلية لم تكن معروفة كثيراً. طلاب قليلو العدد في «جامعة هايكازيان» توصّلوا، بمساعدة الأستاذ الجامعي مانوك مانوكيان، إلى تصميم صاروخ، بل إلى تنفيذ تصاميم عديدة لـ«صاروخ الأرز»، الموضوعة في خدمة العلم. هذا ليس أمراً عادياً. الزمن؟ مطلع ستينيات القرن الفائت. المشهد السياسي؟ فؤاد شهاب يسعى إلى بناء دولة. المحيط الجغرافي؟ اتّحاد مفروض بقوّة السياسة بين مصر وسوريا، بعد أعوام قليلة على «ثورة 1958» اللبنانية. هذا ليس أمراً عادياً. الصاروخ لم يعد مشروعاً. نُفِّذ المشروع. بات للطلاب أكثر من صاروخ. تدخّل الجيش اللبناني لمرافقة عملية تطوير الصاروخ. بلغ مدى أحد هذه الصواريخ قبرص. «قامت القيامة». إسرائيل قلقة. سوريا أيضاً. فرنسا وغيرها من الدول المعنية بالمنطقة. ضغوط. حريق داخل المختبر الجامعي زاد من الضغوط الخارجية (خارج حرم الجامعة. خارج البلد أيضاً). لم يعد هناك مفرّ: إلغاء المشروع نهائياً. هجرة مانوكيان إلى الولايات المتحدّة الأميركية. نسيان الحقبة هذه

لاحق الثنائي خليل جريج وجوانا حاجي توما عدداً من الذين «تورّطوا» في المشروع: الأستاذ الجامعي نفسه. مدير المعهد. المندوب العسكري للجيش اللبناني. عاملون في المشروع. جميعهم قالوا كلاماً متنوّعاً. جميعهم استعادوا تلك الحقبة. بعضهم بحماسة بدت شبيهة بحماسة اللحظات الأولى، والفترة السابقة. بعضهم قال وقائع. لا وجود للانفعال، باستثناء الانفعال الناتج من متعة العمل، ومن متعة استعادة تلك الحقبة. هناك وقائع قيلت. هناك ملاحقة سينمائية متينة البنية الداخلية في سرد هذه الوقائع. التوليف أدّى دوراً في إضفاء جمالية سينمائية أيضاً. هذا كلّه في الستين دقيقة الأولى. الجزء الثاني من الفيلم أقلّ أهمية بصرية. رغبة المخرجَين في إعادة تصميم صاروخ، ونقله من ضبيه (موقع التجارب القديمة) إلى جامعة «هايكازيان» في القنطاري خطوة ذكية. تحية إلى من اجتهد في تطوير لغة العلم والعقل. أما الدقائق الأخيرة (غرافيك)، التي قال البعض إنها جزء من لعبة ساخرة أرادها المخرجان (ماذا كان يُمكن أن يحدث، لو أن لبنان تابع هذا المشروع الرائد في المنطقة العربية؟)، فلم تبلغ بهاء الدقائق الستين الأولى، شكلاً ومضموناً سياسياً

«النادي اللبناني للصواريخ» نتاج جهد واضح في تفكيك المبطّن في الذاكرة اللبنانية. في نبش هذا المبطّن. في نبش المغيَّب، وإعادة طرحه سينمائياً بشكل لائق. نتاج عمل ميداني بات فيلماً وثائقياً ممتعاً في سرده الوقائع. ممتعاً في محاولة تحصين الذاكرة من مرض النسيان أيضاً

يُعرض الفيلم بدءاً من بعض ظهر اليوم في صالة «سينما متروبوليس» في «مركز صوفيل» (الأشرفية)

«قطار ليلي...» و«أفضل عرض».. في فلك امرأة غامضة

زياد الخزاعي (لندن) 

الجامع بين جديدي المخرجين الإيطالي جوسيبي تورناتوري «أفضل عرض» والدنماركي بيلي أوغست «قطار ليلي إلى لشبونة»، كامنٌ في أن كلا البطلين العجوزين يدور في فَلَك امرأة غامضة، تقوده في رحلة مكتملة الأغراض والترميزات والإدانات. رجلان مغرقان بأوروبيتهما ورفاهيتهما الطبقية. الأول، خبير تحف نافذ وذائع الصيت، كائن منزو ضمن عالم شديد الانضباط والتقشّف العاطفي. والثاني أستاذ أكاديمي، أحاط عالمه بمثاليات الأدب وتفلسف الغياب والقهر الإداري. ضحيتا روتين أزلي، وعبدا ضمير مهني لا يهفو إلى التغيير. ماكينتان رأسماليتان تسيران عكس الفورة الأوروبية سياسياً واقتصادياً. أي أنهما الوجهة الخطأ التي تنتظر الطعنة والغدر.

هكذا، يجد العجوز فيرجيل أولدمان (جيوفري راش) الحريص على صبغ شعره، والحفاظ على طلّة أرستقراطية مستعارة من عوالم رسّاميه التشكيليين العظام، أن حيله التجارية تتساقط حججها عندما «يتورّط» بصفقة بيع ممتلكات عائلة ثرية. بدلاً من مقايضة ورثة متعجّلي الربح، يكتشف الرجل المستوحد أن زبونته شابّة، قرّرت على منواله اعتزال العالم، والتحصّن داخل غرفة سرّية ذات باب مموَّهة بلوحة من عصر النهضة الإيطالية. لن يفخم تورناتوري العلاقة بين العصرية الباذخة لهذه الحسناء، الشبيهة بعرائس لوحة «الربيع» لساندرو بوتيشيللي (1445ـ 1510) ومحيط القصر العتيق والرثّ. فاللعبة الأكثر غموضاً وتشويقاً ستقلب كيانه إلى الأبد. على الطرف الثاني، تُحتّم الصدفة على أستاذ اللغة اللاتينية وآدابها في جامعة بيرن السويسرية رايمند غرغوريوس (جيريمي أيرونز) أن يتبع قدراً مُلغزاً، حينما يلتقي شابّة تترك خلفها كتاباً ناقصاً لشاعر برتغالي، اغتالته عصابات الديكتاتور أنتونيو سالازار. بين الفضول ولوعة الفتنة، يركب العجوز قطاراً ليلياً ليجول في تاريخ مظلم ودموي وظالم. ليست رحلة الأكاديمي ترتيباً لأحداث مريرة وحسب، بل إن اقتباس مخرج «بيلّي الفاتح» («أوسكار» 1987) لرواية الكاتب باسكال ميرسير يُعدُّ أسترجاعاً سينمائياً لحكايات العسف الأوروبي، الذي كان مُرتاعاً من توتاليتارية تدقّ أبواب معقله الرأسمالي. يسعى بطل تورناتوري إلى حلّ لغز فني، على أمل «اصطياد» تحفة لا تقدّر بثمن، يضمّها إلى مجموعته المُصانة، فيرتكب سقطته القاتلة. طبقيته غير منيعة من مكائد الجيل الجديد وحذاقاتهم. عليه، يكون «السيد أولدمان» ضحية نظامه وحماقاته. لا شرطة تأخذ بحقّه، ولا مخابرات تنقذ ثروته التي سرقتها كلير وعشيقها روبرت ضمن خطّة محكمة. إنها خطيئة مزدوجة.

يهرب بطل «قطار ليلي إلى لشبونة» من علّة شخصيّة وجفاف حياة وموت إبداع، إلى أُحجية طبيب ـ أديب ملعون، أردته رصاصات الحزبية ومؤامراتها، والشهوة وسهامها، والنزق ولعناته، ليقطع اغتياله استكمال الكتاب ـ الشهادة حول أكثر الحقب البرتغالية استبداداً. لم يسع أوغست إلى إعادة إحياء الوجع البرتغالي، بل امتحن أزمة مثقّف أوروبي يبحث عن خلاص روحي لا يجده إلاّ في شخص قتيل غامض. هذا الغموض ذاته حوَّل خبير المزادات الماهر إلى ضحية هفوة ثقة أسبغها على ضمائر ساقطة، ليقف لاحقاً مبهوتاً أمام جدران جرداء لمتحفه الصغير، بعد أن تمكّن اللصّان من الاستحواذ على جواهر فن أوروبي تطلّب تجميعها منه قدراً هائلاً من الحيل والمراوغات والأكاذيب

ابتعد صاحب «سينما براديزو» (1988) عن صقليّته، ليقارب مع زميله الدنماركي فكرة أن «المتروبوليس الأوروبي» يخفي وراء حداثاته ورونقه الحضري كماً معقّداً ووحشياً من المكر وأسياده وضحاياه، والدم ومرتكبي سفكه، والعنف ووقائع شناعاته. كلا الشريطين شعّا بمشهديات نورانية لمواقع سحرية، خصوصا عوالم بطل تورناتوري، التي عكست المكانة المميّزة للص كبير، توجب عليه أن يبرّر سرقاته بانتماء طبقي يحصّنه من المساءلات. والتقاعد قدرٌ وظيفيٌّ للأكاديمي غريغوريوس، الذي فلح في ختام رحلة لشبونة في وضع نهاية شخصية وشجاعة لبلايا روتين حياته.

السفير اللبنانية في

11/04/2013

 

المخرج أحمد عاطف:

رفضت بيع «باب شرقى» لجهة أوروبية ليظل رمزًا للثورة السورية

الاسكندرية : علي بدر 

أكد أحمد عاطف مخرج فيلم «باب شرقى» إنه أول فيلم روائى طويل عن الثورة السورية أن هناك دولا كثيرة تستخدم سلاحها السياسى ومن الممكن أن تستخدمه فى طرد بشار الأسد من سوريا، لكنه استخدم  سلاحه كإنسان وسينمائى وهو صناعة فيلم يتحدث عن الثورة السورية، فالسينما أداة سحرية قوية قادرة على أن تقف أمام ماكينة القتل.

وقال فى ندوة بمكتبة الإسكندرية عنوانها «ثلاثية الربيع العربى السينمائية إن «باب شرقى» هو مكان فى دمشق عاشت به كافة الأديان والأعراف، ورغم أن سوريا تشمل على طوائف إلا أنها لم تكن طائفية أبدًا، وعندما يقوم رئيس دولة بتقسيم البلد إلى طوائف وقتل من يختلف معه فى الرأى فيجب عليه أن يتنحى فورًا أو أن يخرج من الحُكم بخبث مثلما فعل الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح.

وفيما يخص بيع الفيلم أكد عاطف أنه رفض بيعه لأى جهة سينمائية أوروبية حتى لا يخضع لأى جهة سياسية ولكى يظل رمزًا حقيقيًا للثورة السورية، فهذا الفيلم هو جهد من صنعوه، وقد عمل فيه الإعلامى السورى فرحان مطر والأخوان ملص دون أجر.وأكد عاطف أن القنوات التليفزيونية غير قادرة على شراء الفيلم نظرًا لمشهد نهايته الذى يتم الانتقام فيه من بشار، ولكنه عُرض فى أفريقيا فى مهرجان ببوركينا فاسو، كما أن مهرجان «كان» قد طلب نسخة من الفيلم لمشاهدته قبل عرضه، بالإضافة إلى أن الفيلم سوف يُعرض فى 8 دور عرض فى مصر.

وتم استطلاع رأى الجمهور السورى الذين تابعوا الفيلم وقد أكد أحدهم أن الفيلم لابد من عرضه حاليًا وليس بعد انتصار الثورة السورية وذلك للمساهمة فى رفع معنويات الشعب السورى.وبسؤال المخرج أحمد عاطف عن المغزى من نهاية الفيلم أكد أن المنطق الفنى ينص على العدالة الشرعية فيجب أن يأخذ الظالم جزاءه ليشعر المشاهد بالعدالة فهو حل درامى أكيد باعتبار أن بشار الأسد هو السبب فى كل ما حدث بسوريا كما أنه لعبة سينمائية فكان لابد من وجود دوى يجذب المشاهدين للفيلم.

وبسؤاله عن سبب تكرار مشاهد التعذيب والقتل فى الفيلم أكد عاطف أن المشاهد قد وصل إلى درجة غريبة من التبلد بسبب كثرة مشاهدته لتلك المشاهد فى نشرات الأخبار فكانت وظيفته كمبدع أن يوقظ وعى المشاهد ليأخذ موقفًا ولا يكون متفرجا فقط.وقد أعرب الإعلامى السورى فرحان مطر عن مدى شكره وتقديره للمخرج أحمد عاطف لإنتاجه وإخراجه الفيلم، مؤكدا أن العنصر الأول الذى حققه الفيلم هو تحقيق السبق والريادة له حيث لم يجرؤ أحد من الساسة ورجال الأعمال والفنانين على المشاركة فى إنتاج الفيلم لكن اعتمد أحمد عاطف على ذكائه الفنى ومهارته واعتمد أيضًا على الناشطين السوريين وهذه مغامرة فى حد ذاتها.وأشار مطر إلى أن العنصر الثانى يتمثل فى أن الفيلم كان سوريا بكل تفاصيله كما أن عاطف أعطاه حرية التعرف على دوره وقام بكتابته كما يرى، وتلك الحرية ساعدت على تحقيق تلك الروح السورية.

روز اليوسف اليومية في

11/04/2013

 

بعد الهجوم علي الإعلام.. والمطارادات القضائية واللفظية

السينما حائرة.. بين المشاهد الساخنة.. ودعوات الاحتشام

رفيق أمين 

هجمة شرسة ومطاردات قضائية ولفظية تعرض لها العديد من الإعلاميين والقنوات الفضائية الأسابيع القليلة الماضية. فبعد ثورة طالبت - كهدف رئيسي - بحرية الفكر والرأي والتعبير. واجه البعض من أساليب التضييق والاحكام علي الآراء بصورة مباشرة من خلال محاصرة مدينة الانتاج الإعلامي كنوع من انواع الاعتراض علي سياسات بعض القنوات الفضائية.. او التظاهر بل واقتحام مقرات بعض الصحف.. او افتعال الازمات ورفع الدعاوي القضائية كنوع من انواع الضغط غير المباشر علي البعض.. 

لتصل بعض هذه الدعاوي الي السينما علي استحياء مطالبة بتفعيل ما يسمي بالسينما النظيفة. بل تعدت الي شعار "السينما المحتشمة".. والتي تخطت الدور الرقابي علي الافلام. وطالبت بعدم احتوائها علي مشاهد تخدش الحياء من قبلات وملابس غير مناسبة.. بل واشترطت ان تخلو ايضا من مشاهد تحتوي علي خمور! 

فهل تخوض السينما المعركة القادمة للدفاع عن نفسها.. وهل يرتفع سقف المطالب الي مضامين هذه الافلام بعيدا عن خلوها من المشاهد المبتذلة - علي حد قول البعض - أم تحافظ علي هويتها. ويظل الجمهور هو الحكم الأساسي والمتحكم الرئيسي في سوق السينما؟! 

رفض الفنان سامح الصريطي اي تدخل ووصاية علي الفن بشكل عام قائلا ان الجمهور هو الحكم الاول والمتحكم الرئيسي في مضمون أي فيلم يعرض.. فهو الوحيد الذي يستطيع أن يمنح الاستمرارية لأي شكل من الاشكال الفنية.. خاصة اننا نعيش حالة من التخبط الفترة الحالية ولا ندري من هم أصحاب هذه الدعوات وما هي أهدافهم.. فالطبيعي ان يكون الاختيار متروكا للجمهور. خاصة بعد ثورة عظيمة طالبت بحرية الرأي والفكر والتعبير والتي لن تسمح بالعودة الي الوراء مرة أخري. 

وأضاف انه من الممكن ان يواجه الفن هجوما في الفترة القادمة وان تكون لديه معارك للحفاظ علي هويته وحريته. ولكن يظل الجمهور الواعي هو الأقدر علي الحفاظ علي ثقافته وحريته في الاختيار.. خاصة وان السينما تعد منتجا شعبيا تتطور بتطور المجتمعات. وتتناول مشاكل المجتمعات وتلقي عليها الضوء لايجاد حلول فعلية لها بدلا من دفن رءوسنا في الرمال. 

واضاف الصريطي انه من الاجدر أن تقوم تلك التيارات التي تطالب بقمع الحريات بالتفرغ للدور الأهم وهو الدعوة الي العلم والعمل.. فاذا نظرنا الي كم الآيات والأحاديث التي تدعو الي التكاتف والتكامل سنجد انه هناك دور أهم من المعارك الوهمية التي يتم افتعالها. فنحن لسنا بحاجة الي متحدثين باسم الدين يعلمونا كيف نعبد ربنا. 

المخرجة الكبيرة انعام محمد علي قالت انها طوال مشوارها الفني ابتعدت تماما عن أي مشاهد خادشة للحياء داخل أعمالها. ولم تلجأ الي اللعب علي غرائز الجمهور كوسيلة لمحاولة تحقيق النجاح للعمل الفني. حتي وان كان الموضوع المقدم شائكا يحتاج من وجهة نظر البعض الي استخدام مشاهد لتوظيفها لخدمة الموضوع.. بل طالما حاولت تقديمها في شكل فني راق لا يخدش حياء المشاهد. والا اصبح حينها فنا مبتذلا. 

وأضافت أنها رغم أسلوبها ورأيها عن الفن والسينما الخالية من المشاهد الساخنة أو غيرها فانها لا تعني ان تصب في مصلحة الدعاوي التي تقوم بالهجوم علي السينما. ويجب ان تكون الرقابة من صناع الاعمال أنفسهم فالفن الجيد يجب عن اي دور رقابي.. خاصة وانها تري ان الادوات التي تملكها كمخرجة تمكنها من تقديم اي قضية موجودة في المجتمع وتغوص فيها ومشكلاتها بطريقة مقبولة مؤثرة علي الجمهور. 

تبني السيناريست علاء عزام وجهة النظر التي ترفع شعر السينما المحتشمة قائلا انه لا يقبل ان تشاهد ابنته احد المشاهد الساخنة علي القنوات الفضائية. او مشاهد تشجع علي شرب الخمور.. حتي وان كان الفيلم مجازا من الناحية الرقابية. أو حتي يخضع للتصنيف من حيث الفئات العمرية.. فلا يجوز - والكلام مازال له - أن تضعني في النار وتجبرني ان اسيطر علي ابنائي ان يشاهدوا افلام ويمتنعوا عن اخري.. خاصة مع انتشار القنوات الفضائية التي تدخل منازلنا جميعا. 

واضاف ان القيم الموجودة في الافلام قد تكون في بعض الاحوال اسوأ من مشاهد العري نفسها. ففي بعض الافلام القديمة نجد ان القيمة المقدمة فيها هي ان بطلة الفيلم تخوض في علاقة مع البطل ويقومون بالسهر في احد الملاهي الليلية مثلا. ثم تعود الي منزلها وتقول لوالدها أنها لا تفعل شيئاً خاطيئاً. وينتصر الفيلم في النهاية لهذه القيمة.. أو أن يتم تقديم شخصية الحرامي "الجدع" في أحد الأفلام.. وغيرها من القيم الخاطئة التي تساهم في انعدام الأخلاق في المجتمع. 

وتابع عزام انه لا يريد من صناع السينما ان يقدموا اشكالا مثالية في الاعمال الفنية ولكن ان يكون هناك حالة وسطية في المضامين المقدمة. والتي استطاعت أن تقدمها السينما الإيرانية الذين اصطدموا برقابة شديدة علي السينما. والتي لا تستطيع تقديم أي مشهد غير أخلاقي ومع ذلك تقوم بحصد العديد من الجوائز في أعتي المهرجانات العالمية.. فالفنانون الإيرانيون حينما اصطدموا بالرقابة.. أبدعوا! 

المنتج محمد حفظي رفض من الأساس أن يتم طرح الفكرة قائلا "اللي مش عاجبه ميتفرجش".. فرغم اني لم اقدم يوما أي مشاهد تخدش حياء المشاهد الا أني ضد ما يقال تماما. فالطبيعي ان يكون هناك رقابة فنية هي التي تحدد ما يجوز وما لا يجوز. 

ولكن بعيداً عن هذه الدعاوي التي لا قيمة لها فإن افضل ان تكون السينما "نظيفة" تستطيع مناقشة جميع القضايا الشائكة ولكن دون ابتذال.. وهو شيء من الممكن تحقيقه علي أرض الواقع سواء من داخل السينما المصرية.. او من خلال تجارة اخري مثل السينما الإيرانية التي تحصد العديد من الجوائز العالمية.. ولكن هذا لا يعطي الحق لأحد ان يتدخل في حرية السينما. وحتي وان تم تنفيذ تلك الدعاوي فمن الممكن ان يتم تطبيقها - من وجهة نظري - علي الملابس والمشاهد. أما من حيث الافكار فالأمر غير قابل للنقاش من الأساس. 

ليل ونهاد

سميط وفريسكا!

بقلم :محمد صلاح الدين 

* من عتمة الليل النهار راجع.. ومهما طال الليل بييجي نهار.. مهما تكون فيه عتمة ومواجع.. العتمة سور ييجي النهار تنهار.. وضهرنا ينجام.. ودي حكمة الأيام!! 

* برغم الحزن الساكن في الأعماق.. إلا أننا نعيش في عالم والت ديزني.. عالم افتراضي فيه تبدأ الحياة من أول وجديد.. كلنا في هذا الترفيه نلهو ونلعب ونتعرف علي الناس فعلاً الخيال صناعة هوليوودية عريقة!! 

* أجمل الإعلانات هو إعلان أحد مشروبات المياه الغازية "اتجنن" الذي تصدح فيه الساحرة عايدة الأيوبي وهي تشدو مع فرقة كايروكي: سيب نفسك لو حتي يوم.. ولو كل الناس حايقولوا عليك مجنون.. عيش للناس!! 

* طوابير مستودعات الغاز تستحق فيلما أو مسلسلا عن أزمة اسطوانات البوتاجاز.. الحكاية عايزة دراماتورجي محترف يفك لنا كل هذه الألغاز؟! 

* طبعاً من حق المعلن أن يبحث عن البرامج الجريئة وعن المذيعين الأحرار.. وطبيعي أن رأس المال جبان.. وأنه لن يضع فلوسه في قنوات كل العصور أو في مذيعي كل الموائد.. إذن الحرية بتكسب.. مش العكس!! 

* بعد حصار المحاكم جاء حريق المحاكم.. كل ده ومفيش حد بيتحاكم!! 

* بسبب زحام المرور.. وغياب شرطة المرور تم سجن قائدي السيارات في سياراتهم بالساعات في الشوارع والطرقات.. مما أنعش مهنة بائعي السميط والفريسكا في الإشارات.. الشعب يريد نصباية شاي عشان يبلع! 

* صواريخ كوريا الشمالية قد لا تطول أمريكا.. ولكنها قطعاً ستكون مثل الشماريخ قد تضئ وقد تحرق.. المشكلة أن شرطة العالم اليوم في حيص بيص وقد تحتاج إلي مساعدة.. يحيا الطفل النووي كيم يونج! 

* من مميزات الضحك أنه يحافظ علي سلامة عقولنا بالسخرية من سخافات الحياة.. بدلاً من تركها لليأس والمرض! 

* التحية واجبة للسيدة "شربات" رئيسة قرية ببني سويف التي اعترض علي رئاستها المتطرفون ولم يعترضوا علي وجود وزيرة!! 

* من حوارات السينما المأثورة قول ماجدة لأحمد مظهر في "العمر لحظة" بلاش روح الانهزامية دي دول شباب نقي الواحد منهم لسه ما ستريحش علي الكرسي واتقاله يابيه.. أنا شفت زيهم علي الجبهة وحالفين لياخدوا بتارهم!! 

Salaheldin-g@hotmail.com

فركش

بقلم :ضياء دندش

عجايب 

ازدادت العجايب في هذا الزمن الأعجب في أحداثه ومفرداته وأصبحنا لا نتعجب من كثير من الأمور لأننا تعودنا علي هذا..!! 

مثلا في ماسبيرو يصرخ مسئولو التليفزيون في الاجتماعات المغلقة من اختفاء الإعلانات ولم يتعب احدهم نفسه في البحث عن إعلان بواسطة أصدقائه.. ولم يفكر أيضا في فكرة برنامج "واو" جامد وقاعد بس يعيط ويندب ويلطم خدوده.. والحقيقة لن توافق وكالة كبري علي مشاركته لانه لا يملك فكرة مثل "X-Factor) أو لديه مذيع نجم.. ده يا راجل حتي برامج الطبيخ علي الشاشات الرسمية "حمضانة".. كل ده والقطاع الاقتصادي في "الطراوة" ومعذور لان الدنيا حر عندهم طول السنة..!! 

وهناك من العجايب أيضا بعض الشخصيات اللي بينكسف منها العجب نفسه.. مثل عبدالفتاح حسن اللي بيخبط في الناس من أول يوم.. والأخت الثورجية اللي كان أبوها من عظماء الحزب المرحوم.. والأخ اللي بيلم العاملين معه ويتفشخر عليهم بانه مش محتاج الوظيفة وعنده في الجراج 4 عربيات أحدث موديل وصرف ديكورات 5 آلاف جنيه من جيبه الخاص وياحبة عين أمه مش عارف ياخد وضعه في المنصب..!! 

الفضائيات الخاصة لها عجايب في مذيعيها ومذيعاتها.. زي الأخت دينا عبدالرحمن الراجل مدير أمن القليوبية يقولها مفيش داعي نعيد الكلام عن الخصوص عشان نهدي الجو.. وهي راسها وألف سيف تسخن الليلة لحد ما زهقته في عيشته.. وهناك دعاء جاد الحق التي لا تجيد الاستفادة من معلومات الضيف وتقاطعه وتتفلسف عشان تقول انها مثقفة.. اما مايا دياب فيجب تقديم برنامجها علي البلاج لان ملابسها تناسبه.. والأعجب أن مديري هذه القنوات ولا في دماغهم..!! 

أما عجايب الوسط الفني فهي بسيطة بعض الشيء.. وأهمها ادعاء المنتجين للخوف والرعب من اخراج الفلوس لانتاج مسلسلات وفجأة نجد ماسورة مسلسلات بتضرب في البلاتوهات.. وأيضا البعض الذي يساوم الغلابة مقابل دور بتعريفة في مسلسل ومازال أشهرهم يفعل ذلك بكل فجور وفضوح ووش مكشوف "ياإما كذا.. يا بلاش"..!! 

ولسه.. طول ما إحنا عايشين.. ياما هنشوف ونسمع ودمنا يتحرق.. ولا حد بيسمع..!! 

الجمهورية المصرية في

11/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)