حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مخرج عن يهود مصر:

أميــــر رمسيس‏:‏ لا أحد يستطيع أن يقتل وطنا يعيش داخل الإنسان

حوار‏:‏ أحمد سعد الدين

 

هذا الموضوع الشائك لفت نظر المخرج الشاب أمير رمسيس وجعله يفتش داخل الأوراق القديمة ويحولها إلي فيلم تسجيلي بعنوان‏'‏ عن يهود مصر‏',‏ يكاد يكون الفيلم التسجيلي الثاني في تاريخ السينما المصرية الحديث

 الذي يعرض في السينمات ويحقق بعض الإيرادات برغم الصعوبة البالغة التي صاحبت هذا الفيلم من تعنت الرقابة علي المصنفات الفنية, ومن ورائها جهاز الأمن الوطني الذي رفض عرض الفيلم لأسباب مجهولة, لكن الحرية انتصرت في النهاية بفضل وقوف جميع المهتمين بالفن وراءه, وتم عرض الفيلم في ثلاث نسخ, وعقب الخروج من العرض الأول التقي ملحق' نجوم وفنون' مخرج ومؤلف العمل' أمير رمسيس'

·     أولا: لماذا اخترت السير حافيا فوق الأشواك والتفتيش داخل موضوعات تثير الريبة والشك والجدل من حولها ؟

الفنان دائما متمرد ويبحث عن الموضوعات الصعبة التي تثير الجدل, وإلاT سوف يتساوي مع الآخرين, وقد لفت نظري عند تصوير فيلم' إسكندرية نيويورك' عام2003 أثناء وجودنا في باريس أن هناك أحد الفرنسيين يجلس علي مقهي ويتحدث اللغة العربية بلهجة مصرية خالصة ويتحدث عن ذكرياته في مصر, وعندما اقتربت منه وسألته قالوا أنه أحد اليهود المصريين الذين خرجوا من مصر عقب العدوان الثلاثي, هذه النقطة أثارت فضولي, وبعد الانتهاء من تصوير الفيلم بدأت رحلة بحث وتقابلت مع بعض اليهود الذين استقروا في فرنسا ولم يذهبوا إلي إسرائيل.

·        ما أهم الصعوبات التي واجهتها أثناء التحضير للفيلم ؟

استغرق البحث عدة سنوات قرأت خلالها عددا من المراجع والمذكرات للعديد من الشخصيات التي عاصرت تلك الفترة مثل الوزير السابق' ثروت عكاشة, الدكتور محمد أبو الغار, والدكتور رفعت السعيد,نولة درويش وغيرهم' لكن الصعوبة الأكبر كانت في إيجاد ممول للفيلم, وكان قراري الذي لا يقبل المناقشة هو عدم اللجوء للتمويل الخارجي حتي لا يفرض علينا أحد شروطه, وأيضا حتي لا يئول الأمر إلي أنه فيلم يخدم طرفا علي حساب الآخر, لذلك تأخرت أربع سنوات حتي قابلت الصديق' هيثم الخميسي' الذي تحمس لإنتاج المشروع, وبدأنا في تنفيذه منتصف عام2009,

·        لكن الفيلم تعاطف مع اليهود الذين تركوا مصر علي حساب الأمن القومي المصري؟

هذا السؤال صادفته كثيرا ممن سمعوا عن الفيلم ولم يشاهدوه, وكانت إجابتي أنه من المستحيل أن أفكر في أي شيء ضد مصلحة مصر, لكن ما حدث هو أني أطرح تساؤلا: هل جميع اليهود المصريين الموجودين في تلك الفترة كانوا كلهم جواسيس للصهيوينة العالمية أم أن فيهم مصريون وطنيون ؟, وهل نحن ضد اليهودية كديانه أم ضد الصهيونية كمذهب سياسي؟, وما الفارق بينهما؟, وكيف يكون هؤلاء ممنوعين من دخول مصر حتي الآن وسحبت منهم الجنسية المصرية برغم التصريح لليهود الإسرائيليين بدخول مصر بعد معاهدة السلام؟, أنا أطرح هذه الأسئلة ومن شاهد الفيلم سيجد بعض النماذج الحقيقية التي خدمت مصر, فعلي سبيل المثال كثير منهم كانوا يعملون بالصناعة والتجارة مثل' داود عدس و هانو و شيكوريل وعمر أفندي ويوسف قطاوي', وغيرهم الذين يعتبرون من أهم أعمدة الاقتصاد والصناعة في مصر خلال فترة الثلاثينيات والأربعينيات وحتي أوائل الخمسينيات, تلك الفترة تعتبر من أهم الفترات في تاريخ مصر التي كان يعيش علي أرضها أناس ينتمون لجميع الأديان, وكانت مصر هي الأرض والملاذ للجميع, ولا توجد تفرقه عنصرية بين أطياف الشعب المختلفة, لدرجة أن التاريخ يذكر في منتصف الأربعينيات عندما قامت جماعة الإخوان بحرق محلات حارة اليهود قدم الملك فاروق اعتذارا عما حدث وأمربتعويض المضارين من الحريق, وهذا دليل علي المساواة بين المواطنين بلا تمييز, لكن بعد قيام ثورة يوليو حدثت بعض التفجيرات مثل حريق سينما مترو وما أطلق عليه فضيحة' بنحاص لافون', وقد حامت الشبهات حول شباب الطائفة اليهودية, لكن جمال عبدالناصر يخطب خطبة شهيرة يميز خلالها بين اليهودي العادي المتدين وبين الصهيوني الجاسوس الذي يعمل لمصلحة مشروع سياسي استيطاني, وهذا ما أطرحه في الفيلم, أما الخلط بينهم فهذا جهل معرفي يجب أن يتم تصحيحه حتي نتعرف علي الآخر, خاصة إذا كان مصريا وطنيا بغض النظر عن ديانته.

·        لكن اليهود الذين ذهبوا إلي إسرائيل عمدوا إلي تشويه صورة مصرفي كل مكان وبطريقة منظمة؟

قد تفاجأ بأن نسبة اليهود المصريين الذين ذهبوا إلي إسرائيل لا تتعدي الــ7% فقط, وهم أولئك الذين آمنوا بالمشروع الصهيوني والفيلم بالكامل ضدهم, في حين ذهب الباقي إلي فرنسا وإيطاليا وأمريكا اللاتينية وبعضهم ذهب إلي أفريقيا مثل' سلفاتور شيكوريل',وهنا أتحدث عن وصف الحالة التي هم عليها في أوروبا وحقهم في زيارة مصر من منظور إنساني بحت لم يقدموا أي إساءة أو اشتركوا في حرب ضد وطنهم الأم, أما من هاجروا إلي إسرائيل فهذا موضوع آخر, وعلينا ألا ننسي أن كل فئة فيها الجيد وفيها السيئ, لكن في نفس الوقت كان بين اليهود بعض معتنقي الفكر الشيوعي وهو ما ذكره الوزير ثروت عكاشة في مذكراته أن'هنري كوريل' اليهودي المصري الذي أسس حركة' حدتو', الذي خرج من مصرعنوة وسحبت منه الجنسية برغم ذلك قام بتسليم خطة هجوم فرنسا وإسرائيل وبريطانيا علي مصر قبل وقوع العدوان الثلاثي عام56 إلي ثروت عكاشة, والذي قام بدوره بتسليمها إلي جمال عبدالناصر,وكذلك دوره في مجموعة' جينسون' التي ساندت جبهة التحريرالوطني خلال حرب استقلال الجزائر, وبرغم كل ذلك رفض عبدالناصر إعادةالجنسية المصرية له, وقتل في حادث غامض عام1978 في باريس, لذلك فالفيلم يدعو للتاسمح والمساواة بين الجميع والعيش بشكل آمن, دون الحديث عن الأغلبية أوالأقلية لأنه في النهاية لا أحد يستطيع أن يقتل وطنا يعيش داخل الإنسان.

·     لماذا اخترت الشكل المتوازي في أسلوب السرد في فيلمك التسجيلي برغم وجود عناصر كان يمكن أن تحدث تشويقا أكثر ؟

بعد عملية البحث واللقاءات المتعددة وجدت أني أمام مصدرين يكملان بعضهما البعض المجموعة الأولي وهي اليهود المقيمون في باريس والمجموعة الثانية والتي تحتوي علي المؤرخين الموجودين في مصر, مثل' الدكتور محمد أبو الغار, الدكتور رفعت السعيد, الباحث عصام فوزي, الراحل أحمد حمروش, والناشطة نوله درويش' ومن هنا فضلت أن تطرح النقطة للنقاش من الجميع قبل الانتقال للنقطه الأخري لأننا في عمل توثيقي وليس روائي يحتاج إلي عناصر فنية مختلفة, وقد حاولت عمل بعض الاختلاف بين الشكلين, وللحقيقة عبرت موسيقي' هيثم الخمسي'

·        ولكن برغم كل مامضي من حديث, لابد من السؤال: لماذا اعترضت الرقابة علي عرض الفيلم؟

غريب أن أسمع هذاالكلام الآن, فقد تقدمنا بطلب تصريح بتصوير الفيلم للإدارة العامة للرقابة علي المصنفات الفنية, وأرفقنا مع الطلب سيناريو الفيلم كإجراء قانوني, وحصلنا علي الموافقة, وشارك الفيلم في أسبوع بانوراما السينما الأوروبية في شهر سبتمبر الماضي, بالتصريح رقم(381802012) بتاريخ3 سبتمبر2012 وتم عرض الفيلم مرتين, بعدها تقدمنا للرقابة بطلب تصديرالفيلم إلي الولايات المتحدة الأمريكية بغرض عرض الفيلم في شمال أمريكا ضمن فاعليات مهرجان' بالمسبرينجز' الذي أقيم في ولاية كاليفورنيا, وحصلناعلي ترخيص التصدير بتاريخ25 ديسمبر2012 بعد مشاهدة الفيلم من جانب الرقابة للمرةالثانية مع كتابة تقرير يفيد بالموافقة علي تصديره, لكن بعد ذلك تقدمنا بطلب تجديد تصريح العرض العام من قبل الرقابة علي المصنفات الفنية حتي نعرض الفيلم في السينما للجمهور, وأرفقت جميع الأوراق المطلوبة من خطابات الرسم النسبي لنقابات المهن السينمائية والتمثيلية والموسيقية, لكن فوجئت بأن مكتب وزيرالثقافة يطلب نسخة من الفيلم لمشاهدتها برغم أنهم شاهدوها من قبل, وأرسلت الرقابة نسخة لمكتب الوزير ثم فوجئت في اليوم التالي باعتذار من رئيس الرقابة الدكتورعبدالستار فتحي الذي أخبرني بأن جهة أمنية طلبت مشاهدة الفيلم قبل تجديد الترخيص, ومن ثم فهو لا يستطيع إعطاء ترخيص بالعرض برغم الموافقات السابقة, وبذل الرجل كل ما في وسعه لكن دون جدوي, وكنت بصدد رفع قضية علي وزارة الثقافة, لكن من الواضح أن الضغط الإعلامي أحرج جهاز الأمن الوطني والرقابة علي المصنفات مما جعلهم يصدرون تصريحا بالعرض.

نجوم زمان:

عـزيـزة أميـر رائــدة السينما المصـــــرية

داليا مصطفي سلامة 

من منا لا يتذكر رواد السينما المصرية القدامي‏,‏ لكن معظمنا نحن الأجيال الحالية ربما نعرفهم مجرد وجوه وليس أسماء‏,‏ لذا سوف نستعرض هؤلاء النجوم سواء علي الصعيد الفني أو الإعلامي أو الأدبي‏,‏ حياتهم وعطائهم‏,‏ حتي تعرفه الأجيال الجديدة‏...‏

(17 ديسمبر281901 فبراير1952) الاسم الحقيقي: مفيدة محمود غنيمي

ولدت مفيدة محمود غنيمي الشهيرة بعزيزة أمير في17 ديسمبر1901 بحي الإسكندرية, لقبت عزيزة بـ' أم السينما المصرية' فقد اقترن اسمها بتاريخ السينما المصرية كمؤسسة لهذه الصناعة, فتعتبر عزيزة أول امرأة تعمل بالسينما, بدايتها كانت في المسرح حيث عملت مع يوسف وهبي ونجيب الريحاني وبعد أن تركت عزيزة بصمتها في المسرح خطفتها أضواء السينما لتخوضها تمثيلا وإخراجا وتأليفا وإنتاجا.

اتجه تفكير عزيزة إلي الإنتاج السينمائي وكان ذلك في بداية عام1926, وأنتجت أول أفلامه ليلي عام1927, ثم خاضت أول تجربة تأليف في فيلم بنت النيل عام1929 قدمت عزيزة أمير ما يقرب من20 عملا تمثيليا مثل فيلم ليلة الفرح ابن البلد وادي النجوم شمعة تحترق, وقامت بتأليف ما يقرب من16 فيلما' قسمة ونصيب فوق السحاب الورشة ابنتي' كما أخرجت فيلمين هما' بنت النيل' و' كفري عن خطيئتك'.

تميزت عزيزة بالجرأة في كل أعمالها وقيل أنه خلال عرض فيلمها' ليلي' حضر العرض أحمد شوقي وطلعت حرب الذي قال لها' سيدتي لقد استطعت إنجاز ما لم يتمكن الرجال من إنجازه'.

عزيزة أمير كانت تعتبر السينما المصرية ابنتها التي رأتها تكبر وتزدهر وكانت بمثابة الأم الشرعية لها.. إن القيمة الحقيقية كهذه الفنانة الرائدة ليست في تأسيس صناعة السينما المصرية ولا في اكتشاف النجوم والمواهب في شتي فروع الفن السينمائي فحسب وإنما في مقدرتها الفنية وخبرها في الإنتاج والتأليف أيضا بجانب براعتها في التمثيل...

أنجبت عزيزة الفنانة أميرة أمير التي اشتغلت لفترة قصيرة في التمثيل, توفيت عن دنيانا في28 فبراير1952, بعد حياة قصيرة حافلة وزاخرة فنيا.

أفلام وثائقية تكشف زيف الوعود:

السينما التسجيلية‏..‏ مفاجـــــــــــأة مهرجــــــــان إسطنبـــول

رسالة إسطنبول ـ سـيد عبد المجيد‏:‏ 

يومان‏,‏ ويسدل الستار علي فعاليات مهرجان إسطنبول السينمائي‏,‏ والتي بدأت قبل أسبوعين‏,‏ وفي اعتقاد كاتب تلك السطور‏,‏ لن ينسي رواده بعض الشرائط لما حملته من صرخات مدوية من بشر‏,‏

 ولايتوقع أن تنتهي معاناتهم علي الأقل في المستقبل المنظور, فقد كانوا يتخيلون ــ وهذا فحوي فيلم المساعدة القاتلة ــ بعد أنهار الدموع التي انسابت تعاطفا لحالهم ولوعة علي الآلاف الذين فقدوا حياتهم في احدي كوارث القدر, أنهم أخيرا وجدوا المدد من أقرانهم في الانسانية, ولكن سرعان ما يكتشفون زيفها, وانها فقط كانت أمام الكاميرات وكي يسترزق المصورون وتجد شاشات التلفاز مواد تحشرها حشرا لاستهلاك الوقت. في المقابل كانت هناك ولعلها مستمرة حتي الآن ـ وهي كذلك حتما ــ مأساة أخري مروعة ولكنها من صنع مجتمعات في يدها السطوة والنفوذ فمن أجل المزيد من الثراء ــ الذي هو في الاصل فاحش, جسدها شريط المزيد من العسل, فلا يهم اذن تدمير الطبيعة بفعل الانسان نفسه, ولتدمير أخيه, والأهم الإخلال بسنن الكون واختراق قواعده.

غير أن القائمين علي احتفالية اسطنبول لن يتركوا جمهورهم فريسة للهم واليأس, بيد أنهم سيتيحون لهم تنويعات تنشد الأمل للجميع, وذلك بعرض أعمال هي أشبه بالسيمفونيات الموسيقية, ولكن بلغة سينمائية, الكاميرا هي سيدة الموقف, من خلال عملين وبالأحري مقطوعتين, في غاية الروعة والابتكار, إنها باختصار جزء من ارهاصات سينما تسجيلية في ظني كانت احدي مفاجآت المهرجان في دورته الثانية والثلاثين.

من هاييتي المنكوبة, وما أن دمرها زلزالها المروع قبل ثلاثة أعوام, كادت قلوب الغرب الاوروبي والأمريكي علي السواء إضافة إلي قلب عربي شرقي ألا وهو قطر, أن تنفطر من فرط ما شاهدته من صور تقطر دما, وها هم رجال المال وسيدات الصالونات ومعهم ممثلو منظمات أممية ومدنية يسرعون يتفقدون مواقع الكارثة, ويسرد الشريط المعنونfatalassistance وبالتركيةlmclYardm, المساعدة القاتلة للمخرج الهاييتيRaoulPeck الذي كان واحدا من اعضاء اللجنة الرئيسية لمهرجان كان مايو الماضي, وعود الغرب ومؤسساته والتي لو جمعت لدشنوا بلدا جديدا وهو ما لم يحدث, فما فائدة تأثر نيكولاي ساركوزي لدرجة كادت دموعه تنساب من هول الفجيعة ؟ والدليل أنه علي مستوي الفعل فلا شيء. ولتظل هاييتي مسكونة بالموت والعذاب, هذا هو حالها منذ قرون عندما استباحها الغرب في إبادة واغتصاب وتنكيل, ويكفي للتدليل علي ذلك أن نعود إلي الروائية التشيلية إيزابيل الليندي ورواياتيها أنيس حبيبة روحيInsdelalmama التي تعود أحداثها إلي القرن السادس عشر, وجزيرة تحت الاعماق بأحداثها في القرن الثامن عشر نعم ارادوا التكفير عن ذنوبهم ولكن فقط بالكلام الذي قد يكون مرادفا للقتل مادام ظل مليون ونصف المليون في الخلاء وبرغم ذلك وجدنا في الشريط وهو من إنتاج فرنسي هاييتي امريكي بلجيكي, أن الهاييتيين مازالوا ينشدون حياة يسحتقونها فيلجأون إلي ثقافتهم ورقصاتهم تراكين دموع الامم المتحدة والمنظمات الخيرية تنساب دون توقف!

كان هذا قدرا لا دخل للمرء فيه, لكن في فيلم' المزيد من العسلMORETHANHONEY, وهو عنوان شاركت ثلاث بلدان في إنتاجه وهم المانيا والنمسا وسويسرا وإخرجهMarkusmhoof ومحتواه ينطلق من نبوءة ألبرت أينشتاين النحل سيمضي. للوهلة الاولي ربما تبادر إلي الذهن أننا أمام توثيق لأماكن تبدو ساحرة فالمشاهد التي تتالت في المقدمة كم هي خلابة, من وديان تغمرها خضرة لا نهائية وصرير جداول مياه أضفت زخما بديعا آخر وسفوح جبال اكتست بالثلج الابيض, ونري وجوها قليلة لا تتعدي اصابع اليد الواحدة, فرغم تقدمها في السن إلا أن الوهن لم يصبها.

وفجأة يعكر المشهد دخان سيجار لا يبرح شفاه العجوز صاحب مزرعة لإنتاج العسل الخام واستعدادات تجري لاستخدام مبيدات ثم إضافات هائلة من المواد الحافظة الفورمالين, لتبدأ رحلة الانتقال الطويلة من القارة العجوز, إلي كاليفورنيا, عبر طيران أمريكي شهير, ثم تريللات ضخمة تقطع أربعة الالف كيلو متر لنصل إلي قمة الفاجعة خلايا النحل صارت مثل الفحم وتدريجيا تظهر قسوة اصحاب المزارع الذين لا يألون جهدا فقد وجدوا طرائق سريعة ومثمرة تضخ ملايين الدولارات بتواطؤ من أجهزة محلية تغض الطرف عن كم الجرائم التي ترتكب ليس في حق البشر فحسب بل في تدمير الكون وهدر الطبيعة واستنزافها, بشاعة من نوع اخر البطل فيها المضادات الحيوية والمعالجات الكيماوية, فألا يدعو هذا إلي القلق ؟ أو لم يحن الوقت لتدارك الأمر ووقف هذا الخطر الماحق ؟ أسئلة لا تبدو أن إجاباتها حاضرة.

والآن هل من مخرج ينتشل المتلقي من تلك القتامة, هنا يتحفنا القائمون علي المهرجان بعوالم نغم من الماضي ولكن بعيون حاضر ضجر من الجحود, وبات تواقا للرومانسية التي افتقدها, وهكذا جاءت التنويعة الفرنسيةTravtataetNoys( ترافياتا ونحن) والتي صاغها سينمائياPhilippeBziat وتحكي عن محظية فيردي المأساوية وادتها السبرانو الشهيرةNathalieDessay وحبها المستحيل وقد ادي الدورJeanFranoisSivadier. أن جمال النص السينمائي في نظري هو أنه اعاد التذكير بروعة موسيقي الايطالي جوزيبي فيردي(1813 ــ1901) حصره الكثيرون في أوبرا عايدة برغم انها الأضعف لا لسبب سوي إنها كتبت بناء علي تكليف من خديو مصر آنذاك إسماعيل, غير أن فيردي, وعندما ترك العنان لخوالجه, انطلقت ابداعاته الغزيرة ومنها كانت الحان لا ترافياتا, حيث الشجن والحب والفراق, وها هم المفسرون ومنهم مخرج هذا الفيلم لا يتوقفون عن قراءتها وعزفها كل حسب أحساسه بها.

مقطوعة أخري مفعمة بالاثارة أعادت بيتر بروك المسرحي الانجليزي المخضرم إلي عشاقه الذين طال انتظارهم له, وها هم يرونه أكثر حيوية برغم عمره الثامن والثمانين, فتحت اسم' الحبـــــــل أو الخيط THETIGHTROPE  يقدم سيمون بروك الابن, فلسفة أبيه والتي تتمحور حول العزف علي نغمة الحياة تارة وتشجيع الفرد علي الثقة في نفسه, والحبل المشدود ما هو الا انغماس كلي في عملية ابداعية فريدة وشديدة الخصوصية.

الكوميديا شعار المرحلة الحالية:

مكي وسعد والصاوي وصالح ينقذون صناعة السينما من متاهات الدائرة المفرغة

تقرير‏-‏ علا الشافعي 

بات الأمر لصناع السينما أشبه بالدائرة المفرغة التي يدورون فيها‏,‏ ولا يعرفون ماذا يفعلون إزاء تدهور المشهد السياسي وتأثيره في كل اقتصاديات الصناعات المهمة بما فيها صناعة السينما‏,‏

 والتي شهدت تراجعا كبيرا علي مستوي الإنتاج ومعدلات الأفلام التي كانت تنتج علي مدار العامين الماضيين, ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن هناك بعض المنتجين الذين فكروا في نقل أعمالهم واستثماراتهم إلي دبي ومنهم المنتج محمد حسن رمزي, والذي توقف عن الإنتاج منذ فترة.

وبرغم ما تشهده سوق السينما من تراجع إلا أن منتجين آخرين يصرون علي العمل والوجود للحفاظ علي صناعة السينما, ورغبة في استمرارها في ظل تلك الظروف الصعبة, خصوصا أن هناك آلافا من العمال والفنيين الذين يعيشون علي هذه الصناعة, ففي محاولة لإعادة الروح للسينما المصرية كانت هناك محاولة من' آل السبكي' لطرح عدد من الأفلام بداية من موسم' شم النسيم', ويمتد حتي' موسم الصيف المقبل', حيث بدأ الموسم بعرض' فبراير الأسود' بطولة خالد صالح وطارق عبدالعزيز وإخراج محمد أمين, وحقق إيرادات تخطت المليون جنيه منذ بداية عرضه, كما كانت هناك تجربة من الانتاج المستقل بفيلم الشتا اللي فات للمخرج إبراهيم البطوط وبطولة عمرو واكد وفرح يوسف وعدد كبير من النجوم والفنانين, والفيلم سبق أن مثل مصر في العديد من المهرجانات الدولية والعربية ومن أهمها' مهرجان فينسيا' في دورته الماضية, وأيضا' مهرجان الدوحة ترايبكا', والفيلم يرصد بعضا من أحداث ثورة يناير وحظي علي إشادات نقدية, وقد يكون من أوائل الأفلام المستقلة التي نجحت في أن تتجاوز إيراداته الـ300 ألف جنيه حتي الآن.

في مقدمة الأعمال السينمائية التي سيعرضها المنتج محمد السبكي, في بداية موسم' شم النسيم' فيلم' سمير أبوالنيل' بطولة أحمد مكي, ونيكول سابا وإخراج عمرو عرفة, والفيلم يعد التعاون الأول بين المنتج والنجم أحمد مكي وأيضا المخرج عمرو عرفة, ويجسد مكي من خلال الفيلم شخصية' سمير أبوالنيل', الذي يعد جمهوره بأنه يحمل الكثير من المفاجآت, وطرح مكي حتي الآن إعلانين ترويجيين للفيلم نال الكثير من الاستحسان, وينافس المنتج' أحمد السبكي' شقيقه' محمد' في تحقيق أكبر قدر من الإيرادات, حيث يطرح فيلمه' تتح' بطولة النجم محمد سعد الذي يعود من خلاله للسينما بعد غياب عامين, ويشارك سعد البطولة دوللي شاهين والفيلم من إخراج سامح عبد العزيز, وطرح سعد أكثر من أفيش للفيلم, ويستعد في الفترة المقبلة لعرض البرومو الترويجي للفيلم الذي تدور أحداثه في إطار كوميدي, بعيدا عن المشهد السياسي المظلم, حول شاب يرغب في الارتباط بفتاة, وتحدث العديد من المفارقات الكوميدية بينهما, وينافس أيضا المنتج أحمد السبكي بالنجمين' خالد صالح وخالد الصاوي' حيث يطرح فيلمه' الحرامي والعبيط' أول مايو المقبل وتشارك في البطولة روبي والفيلم من إخراج محمد مصطفي,و تدور أحداثه في إطار درامي- اجتماعي.

إضافة لهذه الأفلام هناك فيلمان كوميديان جاهزان للعرض وهما فيلم توم وجيمي بطولة هاني رمزي, وحسن حسني, وإخراج أكرم فريد, ويراهن مخرج العمل علي تقديم هاني رمزي بحالة فنية خاصة تختلف عن بقية أعماله السابقة في الفيلم الذي تدور أحداثه في إطار اجتماعي, حول إنسان بسيط يتعرض لظروف قاسية تغير من مفهومه للحياة, ولم يقرر منتج الفيلم حتي الآن إذا كان سيعرض الفيلم بموسم الصيف السينمائي أم يتم ترحيله إلي موسم عيد الفطر, في حين سيطرح المنتج أحمد السبكي فيلم النجم سامح حسين' كلبي دليلي' بموسم الصيف, ويبدو أن الكوميديا ستكون هي السمة المميزة للموسم في ظل الأجواء السياسية المتوترة التي تتصاعد يوما بعد يوم في الشارع المصري.

إضافة لذلك هناك مجموعة من الأفلام التي يجري تصويرها حاليا ولم تحدد مواعيد عرضها بعد, ومنها فيلم' قلب الأسد' لمحمد رمضان وإخراج كريم السبكي في أولي تجاربه, وفيلم' الفيل الأزرق' لكريم عبدالعزيز ونيللي كريم وخالد الصاوي ولبلبة وإخراج مروان وحيد حامد, و'الجرسونيرة' لغادة عبدالرازق ومنذر رياحنة و'زجزاج' لريم البارودي إضافة إلي العديد من الأفلام قليلة التكلفة.

الأهرام اليومي في

11/04/2013

 

"زوجي مقاوما"

ومآسي زوجات المناضلين الفلسطينيين

ناصر ونوس

في زمن الربيع العربي أصبحت المأساة الفلسطينية معممة على دول الجوار الفلسطيني، فمعاناة ذوي ضحايا القمع الإسرائيلي لم تعد تختلف كثيراً عن معاناة ذوي ضحايا هذه الأنظمة القمعية المجاورة. وهذا أحد مكامن أهمية الفيلم الوثائقي "زوجي مقاوماً" من إخراج يحيى حسين الذي عرضته قناة الجزيرة الوثائقية قبل أيام.

يتناول الفيلم مأساة زوجات المناضلين الفلسطينيين الذين قاوموا الاحتلال الاسرائيلي ودفعوا الثمن غالياً إما في الاعتقال أو الإبعاد عن الوطن أو الاستشهاد، أو حتى الحالات الثلاث معاً. يختار المخرج عدداً من هؤلاء المناضلين الذين قاوموا الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة واستشهدوا في معظمهم، ويتوجه نحو زوجاتهم لتتحدث كل منهن عن مسيرة زوجها النضالية، وعن حياتها وذكرياتها معه، وتجربة اعتقاله أو استشهاده أو إبعاده، وعن معاناتها في ظل غيابه وفقدانه. فهاهي أسماء أبو الهيجاء زوجة المقاوم الأسير جمال أبو الهيجاء من حركة حماس، والذي كان أحد قادة معركة جنين عام 2002 واعتقل وقطعت يده اليمنى وحكم بالسجن المؤبد تسع مرات. بينما هي اعتقلت لمدة عام بغية الضغط على زوجها. وهي أم لثلاثة أولاد وابنتان، هاهي تتحدث عن خوضه لمعركة جنين وهي تترقب كل يوم أن يأتي خبر استشهاده، وعن صورة هذا الاستشهاد التي كان يضع عائلته فيها لكي يخفف من وقعه عليهم في حال حصوله. وعن ظروف وطريقة ومكان اعتقاله أثناء تلك المعركة. وعن طيفه الحاضر في كل تفصيل من تفاصيل حياتها اليومية، وحتى "في الطبخات التي يحبها".

مأساة "أسماء أبو الهيجاء" لا تقل عن مأساة "كفاح حرب" زوجة "عبد الله داوود" أحد مبعدي كنيسة المهد في بيت لحم التي التجأ إليها المقاومون بعد أن طاردتهم قوات الاحتلال عام 2002 واحتضنتهم الكنيسة في أحد قاعاتها لتسعة وثلاثين يوماً. وهي ناشطة حقوقية وأم لولد وبنت وتعرضت مع زوجها للإبعاد أكثر من مرة. تأخذنا كفاح إلى كنيسة المهد وتشعل شمعة "لتكون بصيص أمل بعودة أولئك المبعدين". تروي "كفاح" بكثير من الحزن قصة ذلك الحصار وما رافقه من قلق وخوف وترقب. كان الحصار من السماء والأرض. البالون الذي يحوم فوق الكنيسة ويرصد كل تحرك يقوم فيه هؤلاء المقاومون والتهديد بالقنص مع كل لحظة وحركة. تم إبعاد زوجها عبد الله داوود إلى موريتانيا، ومن هناك انتقل إلى الجزائر وتوفي فيها ليعود إلى فلسطين جثة هامدة. تستعيد كفاح تلك الأحداث المريرة وترويها بغصة.

قصة مأساوية أخرى يعرضها الفيلم عاشتها "رنا يغمور" زوجة الأسير ياسر الشرباتي من حركة فتح الذي اعتقل في انتفاضة الأقصى، وحكم بالسجن المؤبد. وبعد اعتقال زوجها تعلمت رنا التصوير الضوئي وهي تعمل به لكسب عيشها وإعالة أولادها الثلاثة. تروي رنا كيف تم اعتقال زوجها في عيد الأضحى بعد مداهمة البيت لعشرة أيام متتالية وما كانت تتركه حملات المداهمة تلك من خوف ورعب وسط الأطفال الصغار، وكيف كان جنود الاحتلال يأمرون أفراد العائلة بالكامل الخروج ليلاً من البيت وسط البرد الشديد. تقول: "قبل ليلة اعتقاله جاء الجيس وقال لي. إما أن تقولي له أن يسلم نفسه أو نأتي لك به في كيس". تحكي عن الضغوطات التي تعيشها في غياب زوجها وعن إصرارها على البقاء في عهدته رغم أنه يقضي عقوبة السجن المؤبد رغم كل تلك الضغوطات. وإصرارها على مواجهة كل الصعوبات التي تمر بها هي وأولادها وعلى سعيها لجعل أولادها يعيشون في أحسن حال. وهنا تدخل الكاميرا إلى بيتها لترينا أطفالها وطريقة عيشهم وتحركهم وسلوكهم وعلاقاتهم بها وببعضهم بعضاً. وأن المهم في علاقتها مع محيطها الاجتماعي هو الاهتمام بأولادها والسؤال عن والدهم الأسير، وهذا ما تفقتده.

بعد مقطع رنى يغمور يأتي المقطع الفيلمي عن أم عزام مسلماني زوجة الأسير علي مسلماني الذي اعتقل عام 1987 وأمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من اثنين وعشرين عاماً وخرج في صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شليط عام 2011. تتحدث أم عزام عن حياتها ومعاناتها خلال السنوات الطويلة لاعتقال زوجها، فعندما اعتقل "كان الولد الصغير عمره شهران والكبيرة سنة ونصف، خلّصت دكتوراه وأبوها في السجن، زوّجتهم وصار عندي عشرة أحفاد، توفيت أمه وتوفى أخوه وتوفيت أخته وهو في السجن، المعاناة كتير طويلة... الحمد لله". أخذ المخرج هذه الشهادة من أم عزام عشية إتمام صفقة تبادل الأسرى، وبالتالي كانت تتحدث وهي منتظرة عودة زوجها. وتدعو الله أن "تتكرر هذه الفرحة إلى أن تتبيض كل السجون". وهنا ترصد لنا الكاميرا الاستعدادات لاستقبال الأسير في داخل البيت وفي خارجه في القدس، وكيف تم الإفراج عن علي مسلماني وكيف استقبله أهله وذويه.

"عبير عمرو" إمرة أخرى لها قصتها ومأساتها المختلفة؛ حيث استشهد زوجها الأول حازم عمرو في انتفاضة الأقصى، فتزوجت من أخيه أيمن عمرو الذي اعتقل وحكم عليه بالسجن لسنوات طويلة، لكنه خرج في صفقة تبادل الأسرى عام 2011 وتم إبعاده إلى غزة فانتقلت العائلة معه لتعيش هناك. هنا يتحول الحديث ليدور حول قضية في غاية الحساسية. قضية المرأة التي استشهد زوجها وأصبحت مدار مراقبة المجتمع التقليدي لكل حركاتها وتنقلاتها اليومية. وهنا يقترح عليها المقربون والأهل أن تتزوج أخ الشهيد. كان الاقتراح بمثابة صدمة عليها وعلى أخ الشهيد، وجعل كلاً منهما يعيش صراعاً يمكن وصفه بأنه صراع بين العقل والعاطفة. العاطفة النابذة، إن صح التعبير، التي تجعل الشخص يرفض الزواج من زوجة أخيه الشهيد وتجعل المرأة ترفض الزواج من أخ زوجها، بينما يقول العقل بضرورة حصول مثل هذا الزواج كونه يحمي أولاد الشهيد بوضعهم في كنف عمهم ويحمي الزوجة من أعباء مواجهة الحياة بمفردها، ويضع حداً لمراقبة الناس وأقاويلهم. ومع ضغط الأهل وتشجيعهم وقليل من التفكير العقلاني بوضع الزوجة الأرملة وأولادها الأيتام يتم هذا الزواج رغم صعوبته عليهما. لكن بعد مضي أربعين يوماً عليه يتم اعتقال أيمن، ولا يفرج عنه إلا في صفقة التبادل

"ميسر جابر" زوجة مقاوم آخر هو يوسف السركجي الذي اعتقل عام 1988 وتم إبعاده إلى منطقة مرج الزهور في جنوب لبنان عام 1992، وبقي مطارداً خلال انتفاضة الأقصى إلى أن تم اغتياله بعملية خاصة. وبعده لم تتزوج ميسر، ولها منه ولدان وابنتان. تتحدث ميسر عن حياتها مع زوجها وطريقة جنود الاحتلال الهمجية في اعتقاله. ومن ثم إبعاده إلى مرج الزهور، وكيف استقبلهم الضابط الاسرائيلي أثناء عودتهم إلى فلسطين ووصولهم إلى منطقة الفارعة بالقول: "أهلاً بالأبطال العائدين"، ما يعني أن بطولتهم أثارت إعجاب العدو قبل الصديق. كما تتحدث عن القلق والخوف الذي لازمها أثناء مطاردته وتوارد الأنباء عن اغتيال المقاومين وخشيتها في كل مرة يتم فيها اغتيال أحدهم من أن يكون هو الضحية، وكيف تلقت نبأ الاغتيال إثر اجتياح قوات الاحتلال لمدينة نابلس. وأنها مازالت تحتفظ بالمنديل الذي يحمل آثاراً من دمه عندما ودعته وألقت عليه النظرة الأخيرة في ثلاجة المستشفى. وهنا، ومع انتهاء حديثها، يستخدم المخرج صوراً أرشيفية لجنازة المقاوم يوسف السركجي ومن ثم يعود إلى الزوجة لنشاهدها في روضة اطفال وقد سميت باسمه وهي تقول إنها غير نادمة على زواجها منه، ولو عاد الزمان وجاء وطلبها من جديد فستوافق. ينتهي هذا المقطع الفيلمي عن ميسر جابر ليعقبه مقطعاً عن زوجة مقاوم آخر هي ياسمين شمالي زوجة الشهيدين عاهد وعمار شمالي من حركة الجهاد الإسلامي. فعاهد استشهد في عملية اشتباك مع قوات الاحتلال داخل قطاع غزة، ولم يمض سوى أربعين يوماً على زواجهما حتى استشهد عمار خلال الحرب على غزة عام 2008. وهي لديها أربع بنات وتواصل دراستها الجامعية. بعد أن تروي قصة استشهاد زوجها الأول عاهد واضطرارها للزواج من أخيه تتحدث عن زوجها الثاني وقلقها عليه وترقبها لنبأ استشهاده، وأن أكثر ما يؤلمها ويحزنها هو استشهاده في اليوم نفسه الذي عرفت فيه أنها حامل. تتجاوز ياسمين حالة الصدمة والحزن والمأساة التي تركها استشهاد زوجها الثاني وتقرر مواصلة الحياة رغم كل الصعاب، فتكون في وقت واحد، حالها حال ميسر جابر، هي الأم والأب لأربعة أطفال، كما تواصل دراستها الجامعية وتنجح بتفوق.

لعل أجمل مشاهد الفيلم هو المشهد الأول الذي نرى فيه زوجة أحد المناضلين الشهداء (وربما كانت هي نفسها ياسمين حيث يحول النقاب من التعرف على شخصيتها) وهي تنظف بندقيته وتضع مخازن الرصاص في حقيبته وتكوي بذلته العسكرية وكأنه سيأتي بعد قليل ويرتدي البذلة ويحمل البندقية وحقيبة الرصاص ويمضي إلى المعركة. إنه مشهد تمثيلي يعيد إحياء تلك الحالة اليومية كما يبدو لتلك الزوجة التي وقفت إلى جانب زوجها المقاوم بكل ما تملكه من قوة ووعي لأهمية المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي

لا يعتمد المخرج في فيلمه هذا على السرد الذي يأتي من خارج الصورة (Voice over). وإنما يكتفي بالمقابلات وكتابة نبذات مختصرة عن المقابَلين والأحداث، إضافة لاستخدام الصور الأرشيفية لتلك الأحداث وأهمها معركة جنين (2002)، وصفقة تبادل الأسرى عام 2011 (منها صور الإفراج عن الأسير علي مسلماني من حركة فتح...)، وعمليات الاغتيال أثناء انتفاضة الأقصى، واجتياح نابلس 2002.

اشتغل المخرج فيلمه بإيقاع هادئ حزين فرضه الموضوع المتناول، وعززه بجمل موسيقية هادئة حزينة لآلة البيانو أحياناً وأروكسترالية جنائزية أحياناً أخرى، بدأت مع بداية الفيلم وتخللت اللحظات التي ترافق أو تعقب الكلام الحزين للنسوة، والذي يثير لدى المشاهد المزيد من الحزن والأسى على مصائر هؤلاء النسوة بعد استشهاد أو اعتقال وسجن أزواجهن. ولم يكن الفيلم يخلو من الرمز كما هو الحال مع المشهد الافتتاحي عندما يتم وضع وردة في فوهة البندقية للتعبير عن الحلم باليوم الذي يأتي وتطلق فيه هذه البندقية الورد بدل الرصاص. الوردة استخدمها المخرج أيضاً في اللقطة الختامية حيث صورها وهي ملقاة في بحر عاصف لتكون كناية عن هؤلاء النسوة اللواتي استشهد ازواجهن ليُتركوا في مواجهة عواصف الحياة.

في الضفة الأخرى من فلسطين هناك قصص مأساوية متشابهة لزوجات آلاف المقاومين اللذين اعتقلوا أو أبعدوا أو قضوا خلال مقارعتهم الاستبداد سيأتي يوم يتمكن فيه السينمائيون إجراء أفلام مشابهة عنهم.

"اوباما" على صدارة الأفلام التسجيلية لعام 2012

محمد موسى 

بالعودة الى إيرادات الأفلام التسجيلية في الصالات السينمائية في الولايات المتحدة الأمريكية لعام 2012، يمكن الأستدلال على بعض الظواهر الخاصة بسياسية توزيع الأفلام التسجيلية في الصالات السينمائية في أكبر سوق للأفلام في العالم، كالرغبة في تحقيق توازناً ما بين أجناس الأفلام المعروضة ( سير ذاتية، تحقيقات، إستقصاء، بيئة، عودة الى موضوعات تاريخية) وحصة أفلام الأستديوهات الأمريكية العملاقة منها، والعلاقة بين بين نجاح أفلام معينة في دائرة المهرجانات السينمائية العالمية وسرعة وصولها الى الجمهور الأمريكي، وأيضا مكانة أفلام القضايا المحلية ضمن سياسيات التوزيع تلك. هذه الظواهر يمكن تعميمها على مناطق أبعد جغرافيا لتنطبق على سوق الفيلم التسجيلي في العديد من الدول الاوربية، والتي تملك برمجة توزيع سينمائية للأفلام التسجيلية تقترب من حيث الكمية والتنوّع من تلك التي تميز السوق الأمريكية. مع وجود إختلافات تُميز كل سوق على حده، من جهة الجمهور الذي تتوجه اليه.

جمعت الأفلام التسجيلية الثمانية والخمسين، والتي عرضت في العام الماضي إيرادات وصلت الى 121 مليون دولار. لكن هذا المبلغ، الذي يبدو ضخماً كثيراً، ذهب مُعظمه الى 15 فيلماً فقط ( 108 مليون دولار)، في حين لم تتجاوز إيرادات أي من الأفلام المعروضة الأخرى المليون دولار، بل إن ثمانية عشر من أفلام العام الفائت التسجيلية بقيت تحت سقف المائة ألف دولار للفيلم. كما إن نجاح السنة الماضية الكبير كان مرتبط بأفلام من ذات الإنتاجيات الضخمة، بعضها من توقيع إستديوهات عريقة في هوليويود، في حين تطلب إنجاز أفلام إخرى سنوات طويلة من التصوير، وصادف إنها عُرضت في نفس العام. ولعل غياب الأفلام التسجيلة الضخمة الإنتاج عن الصالات لحد شهر أبريل من هذا العام، يعني إن العام الماضي كان استثنائياً في عرضه لعدد كبير من تلك النوعية من الأفلام.

ورغم إن قائمة الإيرادات تلك أبرزت همينة أفلام الطبيعة التسجيلية، وتلك التي تميزت بطرق تصويرها المتقنة والمبتكرة، او التي استعانت بنظام الثلاثي الأبعاد، إلا إن الفيلم الذي تصدر إيرادات الأفلام التسجيلية في العام الماضي هو "2016: أمريكا اوباما" للمخرجين دينيش دسوزا وجون سوليفان، والذي يتعرض الى موضوعة من صميم الهموم الاجتماعية والسياسية الأمريكية، إذ جمع مبلغ 33 مليون دولار، وبيع منه 4 مليون بطاقة. هذا النجاح يشير الى أهمية الموضوعة الراهنة في جذب إنتباه الجمهور الأمريكي بالإضافة لتوقيت عرض الفيلم الذكي، اذ عرض قبل الأنتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة. ورغم نجاح هذا البوتريت الشديد اللؤم لاوباما تجاريا في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي سعى لأثارة فضول وغضب الموالين لاوباما والمناوئين له على حد سواء.، إلا انه لم يُعرض او يحظى بالنجاح نفسه عند عرضه خارج امريكا ( عرض بشكل محدود كثيرا في بريطانيا ولم يصل الصالات في عديد من الدول الاوربية)، في إشارة الى المزاج الاوربي العام القريب والمتعاطف من اوباما وسياساته، والذي إختار الموزعيين السينمائيين أن لا يصدموه بفيلم، سعى بكره شديد للبحث عن "عثرات" لاوباما، وإنتهى بألصاق كل التُهم الممكنه به، من إسلامه السري الى شيوعيته المُبطنة.

وحتى مع الإيرادات الكبيرة التي حصل عليها فيلم الطبيعة "شمبانزي" للمخرجين اليستر فوثرجيل ومارك لينفيلد، والذي حل في المركز الثاني في قائمة العام الماضي للأفلام التسجيلية إذ بيع 3,600,000 بطاقة من الفيلم في أمريكا وحدها وجمع مبلغ 30 مليون دولار، تمر شركة "ديزني طبيعة" المنتجة بمراجعات ذاتية عن إتجاهها الجديد لانتاج أفلام تتبع حيوانات معينة لفترات، وتقدمها ضمن اسلوب سردي، مخفف في وطأته وعنف مشاهده عن أفلام وبرامج الطبيعة المعروفة، ليناسب الجمهور الأمريكي الذي تتوجه له الأفلام، ولجذب عوائل باكملها للصالات دون الوقوع في تعقيدات تصنيفات المشاهدة.

قائمة الأفلام العشرة الأول للإيرادات، تضم ايضا فيلم "بوللي" للمخرج لي هيرش، إذ جاء في المركز السادس جامعا 3,6 مليون من الدولارات. هذا الفيلم يشبه فيلم "2016: أمريكا اوباما "، من جهة توجهه لجمهور أمريكي بالأساس، والذي يعاني بشدة من موضوع الترهيب الذي يتعرض له طلاب المدارس من أقرانهم. ورغم الثيمة العالمية للفيلم، إلا إنه لم يحظى بفرص عرض تجارية عديدة خارج الولايات المتحدة الأمريكية، ووجد مؤخرا في التلفزيون الاوربي المكان الأمثل للوصول لجمهور أوسع. فيلم المخرج الالماني المعروف فيم فيندرز "بينا" وجد طريقه الى الجمهور الأمريكي، حيث جمع 3,3 مليون، ليحل في المركز الثامن في إيرادات العام الماضي. هذا الفيلم سبقته دعاية كبيرة حول العالم، وعرض في عدة مهرجانات أبرزها برلين السينمائي، قبل أن يصل الى أمريكا. وحل فيلم "البحث عن شوغر مان" للمخرج السويدي مالك بن جلول، والذي فاز على جائزة أفضل فيلم تسجيلي في دورة الأوسكار الأخيرة، على المركز التاسع في ترتيب الإيرادات إذ جمع مبلغ 3 مليون من عروضه في الولايات المتحدة الأمريكية.

واللافت من أرقام العام الماضي هو تراجع شعبية أفلام البيئة عند الجمهور الأمريكي، وبعد سنوات كانت فيه هذه الأفلام تجذب بالعادة جمهوراً كبيراً، فلم يحقق الفيلم التسجيلي المتميز "مطاردة ثلج" للمخرج والمصور الأمريكي المعروف جيف أورلوفسكي إلا على 600 الف دولار، ليأتي في المركز 20. كذلك كان حظ فيلم متميز آخر هو "رئيس الجزيرة" للمخرج جون شينك، والذي جمع مبلغ 75 الف دولار وحل في المركز 33. وحتى الفيلم الجدلي "الحقيقة غير المتناسقة" للمخرج شاين إدواردز، والذي يحاول فيه أن يُفند مزاعم المنظمات المدافعة عن البيئة، التي تخص مخاطر الإحتباس الحراري. حقق إيرادات ضعيفة جدا، إذ جاء في المركز 35 جامعا 46 الف دولار فقط.

وحققت أفلام السير الذاتية التسجيلية، نجاحات متوسطة العام الماضي، فجاء فيلم "رسم غيرهارد ريشتر " للمخرجة كورينا بلس عن الرسام الألماني غيرهارد ريشتر في المركز الثالث عشر في قائمة الإيرادات، بمبلغ وصل 2,4 مليون دولار، في حين جمع فيلم "مارلي" للمخرج كيفن ماكدونالد، عن حياة المطرب المعروف بوب مارلي مبلغ 1,4 مليون دولار وإستحوذ على المركز السادس عشر، متقدما على فيلم "ديانا فريلاند : العين عليها أن تسافر" للمخرجة الأمريكية ليزا ايمردينو فريلاند، عن حياة صحفية الأزياء المعروفة ديانا فريلاند، والذي جمع 945 الف دولار. وجاء فيلم "آي ويوي: أبدا عذرا" للمخرج، عن حياة الفنان الصيني المعروف آي ويوي في المركز الثالث والعشرين جامعا مبلغ 489 الف دولار.

المُحزن في قائمة عام 2012 للأفلام التسجيلية إن فيلم "إلى الهاوية" للمخرج الألماني المعروف فرنر هرتزوغ حلّ في قعرها، رغم إن الفيلم يقدم موضوعة، كان من المفترض أن تجذب جمهوراً أمريكياً واسعاً، فالفيلم يقدم مقابلات طويلة مع بعض المحكومين بالأعدام، ويرافق بعضهم حتى يوم تنفيذ العقوبة المثيرة للجدل الطويل في الولايات المتحدة الأمريكية.

الجزيرة الوثائقية في

11/04/2013

 

مذكرات ماجدة تكشف أسرار الصداقة بين مبارك وطليقها إيهاب نافع

كتب - العباس السكرى 

بعد رحلة مع الحياة والسينما والفن، اختلط فيها الحنين بالأمل والعطاء بالجهد، وخبرة التجارب التى تخللتها علاقات الصداقة والحب والعمل، قررت النجمة الكبيرة ماجدة الصباحى كتابة مذكراتها، لتروى للأجيال المقبلة دورها فى الحياة ومع الحياة، وكيف عاشت كما أرادت، تعمل وتفكر وتقرأ وتمثل وتعيش عصرها بكل ما فيه من حضارة وعلم وفن وجمال ودهشة، وتعطى درسا فى كيفية أن يناضل الإنسان فى سبيل تحقيق أهدافه التى يؤمن بها، حيث ترصد ماجدة تجربتها السينمائية التى تجاوزت حاجز الـ70 فيلما سينمائيا متنوعا ما بين الاجتماعى والدينى والإنسانى والسياسى والعاطفى، وأيضا حكايتها مع الحياة والسياسة والحب.

ويكشف الباحث سيد الحرانى الذى يعكف حاليا على كتابة الجزء الأخير من مذكرات ماجدة الصباحى لـ«اليوم السابع» عن الملامح الرئيسية التى تتناولها الفنانة الكبيرة فى مذكراتها، حيث أوضح أنها تفصح خلالها عن علاقة الصداقة التى جمعت بين الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وبين زوجها الفنان الراحل إيهاب نافع، الذى تتلمذ على يد الرئيس السابق عقب تخرجه من الكلية الجوية وممارسته لعمله كطيار فى جناح المقاتلات، واهتمام حسنى مبارك الخاص به وحضوره حفل زفافهما وإهدائه لهما «كارت» بتوقيعه، سترفقه الفنانة فى المذكرات بالفصل الخاص بمبارك، وأشار الباحث إلى أن ماجدة لن تسهب فى الحديث عن فترة حكم الرئيس السابق مبارك، ولن تتعرض لتفاصيل كثيرة فى مرحلته السياسية، ومنها أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير حفاظا على أواصر الصداقة العائلية التى امتدت بينهما.

ويؤكد الكاتب أن المذكرات ستسرد فصولا مهمة فى فترة حكم الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس الراحل أنور السادات وترصد مدى اندماج الحياة السياسية بالفن فى ستينيات القرن الماضى، وتدخل الجهات السيادية فى الأعمال، حيث تكشف المذكرات تدخل المخابرات العامة بالإشراف على تصوير الفيلم السينمائى «جميلة بوحريد» بطولة ماجدة وإخراج يوسف شاهين، والذى تم إنتاجه عام 1960، وسرد فى تفاصيله المقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسى، ويشير سيد الحرانى إلى أن الفنانة القديرة حرصت على ذكر واقعة الأزمة التى افتعلت بسبب فيلمها السينمائى «المراهقات» إخراج الراحل أحمد ضياء الدين والذى تم إنتاجه أيضا عام 1960، عندما طالب وزير التربية والتعليم وقتها الجميع بأن يشاهدوا الفيلم وقامت الدنيا وقتها ولم تقعد، متسائلين بقولهم: «كيف لوزير التربية والتعليم ينصح الطلاب بمشاهدة فيلم عن المراهقات!»، وتم احتواء الأزمة.

وتحكى ماجدة الصباحى فى مذكراتها عن الحروب الشعواء التى كان يفتعلها الإسرائيليون وحروبهم ضد النجوم المصريين فى المهرجانات الفنية بالقرن الماضى، حيث تروى كيفية خسارتها فى بعض المهرجانات بعد أن شاركت بأحد أفلامها السينمائية، وتم الإشادة بدورها، ولكن خسارتها جاءت لكونها تحمل الجنسية المصرية، وتوضح أن الخسارة أتت لكى يقال «مصر خسرت وخرجت هذا العام بدون جوائز»، ويقول كاتب المذكرات «إن الفنانة ماجدة خاضت بالتفاصيل فى توضيح عمق وأهداف هذه الحروب على الفن المصرى، وافتعال المعارك الوهمية لإبعاد مصر بأى طريقة عن حصد الجوائز».

وتتعرض النجمة فى مذكراتها لكشف تفاصيل حياتها الزوجية وقصة حبها للفنان الراحل إيهاب نافع وزواجهما وفترة الحب والانفصال فى حياتهما، والأعمال السينمائية التى اشتركا فى بطولتها سويا، وتتطرق للحديث عن حياتها العائلية وأسرتها وحسها السياسى وإيمانها الشديد بالهوية العربية.

وتكشف ماجدة فى المذكرات شغفها الكبير بالسينما وحرصها على إنتاج أعمال سينمائية كثيرة، تناقش قضايا المرأة والفتاة والمراهقة وفترات الحب، وتأثير غياب رب الأسرة عن عائلته، إضافة إلى مساهمتها فى تقديم العديد من الوجوه الفنية الجديدة على الساحة السينمائية وصداقتها مع نجمات جيلها من فنانين ومخرجين وكتاب ومطربين.

ويؤكد سيد الحرانى أنه حرص على تفريغ وكتابة وتوثيق المادة المسجلة مع ماجدة، بجانب اطلاعه على جزء كبير من الصحف والمجلات الفنية واليومية التى أصدرت فى الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضى، إضافة إلى جمع صور فوتوغرافية نادرة عن حياة ماجدة منذ طفولتها مرورا بمراهقتها وصباها وحتى الآن، وتتخللها صور كواليس أفلامها والمهرجانات التى مثلتها والمؤتمرات الدولية التى حرصت على حضورها.

وأرادت النجمة الكبيرة أن تحفظ تراثها الفنى بالكامل داخل متحف خاص شيدته بمجمع «ماجدة للفنون» بأكتوبر، حيث يضم المتحف مجموعة كبيرة من الأعمال المهمة فى تاريخ السينما المصرية، بجانب أفلام الفنانة الكبيرة، للحفاظ على هذا التراث السينمائى المصرى من الضياع.

والمعروف أن النجمة الكبيرة ماجدة من أشهر الفنانات فى ستينيات القرن الماضى، قدمت العديد من الأعمال المهمة فى تاريخ السينما المصرية مع كبار المخرجين والكتاب، على رأسها أفلام «بنات اليوم» إخراج بركات، و«القبلة الأخيرة» إخراج محمود ذو الفقار، و«هجرة الرسول» إخراج إبراهيم عمارة، و«الحقيقة العارية» و«شاطئ الأسرار» إخراج عاطف سالم، و«أين عمرى» إخراج أحمد ضياء الدين وكان آخر أعمالها فيلم «ونسيت أنى امرأة» للكاتب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس والمخرج عاطف سالم، وتم عرضه فى منتصف التسعينيات.

بروس ويلز:

أتمنى تقديم دور "الشرير" فى فيلم جيمس بوند الجديد

كتبت - رانيا علوى 

أعلن النجم العالمى بروس ويلز عن رغبته فى الانضمام لسلسلة أفلام جيمس بوند الشهيرة، وذلك بعد النجاح المبهر الذى حققه فيلم «Skyfall» آخر سلسلة أفلام بوند والذى وصلت إيراداته إلى 1.1 بليون دولار ونال إشادة كبيرة من قبل النقاد والكتاب حول العالم؟.

وصرح ويلز لعدد من وسائل الإعلام منها «Daily Express» و«ladepeche» بأنه يستمتع بأداء أدوار الشر، ويتمنى أن يسند له دور «شرير» فى فيلم لجيمس بوند، وأنه سيظل يجسد أدوارا بعيدة عن الشر ولكنها مميزة، ولكن رغبته الدفينة هى تقديم شرير بوند.

بينما أكدت شركة MGM المنتجة لأفلام جيمس بوند أن هناك فيلما جديدا لجيمس بوند، يتم التحضير له، على أن يطلق خلال السنوات الثلاث القادمة، ومع ذلك لم يتم الإعلان عن طاقم عمل الفيلم حتى الآن، ويبدو أن ويلز بمجرد أن سمع عن الاستعداد لتقديم جزء جديد فى السلسة الأشهر فى تاريخ السينما العالمية، قرر أن يطرح نفسه ليكون ضمن فريق عمل الفيلم الجديد ليكتب فى تاريخه أنه جزء من عمل شديد النجاح، كما أن شخصية الشرير والتى قدمها خافير بارديم فى «sky fall» قد فتحت شهية ويلز نظراً لتميزها.

يذكر أن آخر أفلام سلسلة جيمس بوند العالمية هو فيلم «Skyfall» من إخراج سام مندس وبطولة دانيال كريج وهيلان ماكرورى وجودى دانيش وخافير بارديم وبيرينيس مارلوهى والبيرت فينى، وصلت ميزانية الفيلم إلى 200,000,000 دولار أمريكى، بينما وصلت إيراداته إلى 1.1 بليون دولار.

من جهة أخرى يعرض الآن للنجم بروس ويلز فيلم الأكشن «G.I. Joe: Retaliation»، ويعد الجزء الثانى للفيلم من فيلم G.I. The Rise Of Cobra، والذى حقق جزءه الأول أكثر من 300 مليون دولار فى جميع أنحاء العالم عام 2009، فى هذا الجزء فريق جى آى جوى لن يقوم فقط بمحاربة عدوه اللدود المتمثل فى منظمة كوبرا، بل سيضطر الفريق لمواجهة التهديدات من داخل الحكومة نفسها، والتى قد تقضى على الفريق.

اليوم السابع المصرية في

11/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)