حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

هاريسون فورد: عودتي إلى «ستار وورز» إشاعة حتى الآن

قال في حوار مع «الشرق الأوسط»: حين أنظر إلى أعمالي السابقة أشعر بأني أحسنت انتقاء مهنتي

لندن: محمد رُضا 

 

هاريسون فورد كان ممثلا ونجارا في الوقت ذاته. ولد سنة 1942 ابنا لوكيل إعلانات، وكان في صباه منطويا وعرضة لخشونة أولاد صفـه الذين كانوا يدفعونه دائما للسقوط في حفرة قرب المدرسة.

في الستينات واصل فورد تعليمه، فدرس الفلسفة واللغة الإنجليزية في المعهد، لكنه لم يسجل نجاحا يذكر.. ما شجـعه على الالتفات صوب نشاطات أخرى وجدها في الانتماء إلى فرقة درامية. كلاهما (هو والفرقة) التصقا ببعضهما البعض من ذلك الحين، فظهر في عدد من المسرحيات المدرسية حتى عام 1965 عندما قرر تجربة حظـه في السينما.

شركة «كولومبيا» قدمت له عرضا بدا له مشجـعا ولو أنه في الحقيقة عرض ضئيل: عقد لسبع سنوات مقابل 150 دولارا في الأسبوع. وبعد موافقته قدمته في دور فتى يعمل في الفندق. تبحث عنه في فيلم «Dead Heat on a Merry-Go-Round» لتجده في مشهد ناطق واحد، يصيح فيه مناديا على الممثل الرئيسي في الفيلم جيمس كوبرن.

بقي في حوزة «كولومبيا» إلى أن صرفته بعد ثلاث سنوات مثـل فيها ثلاثة أفلام (دوره من الصغر في «حب» لكلايف دونر، بحيث لم يـذكر في بطاقة الفيلم على الشاشة).

سنة 1967 انضم إلى شركة «يونيفرسال» التي منحته عقدا بقيمة 250 دولارا في الأسبوع، وأطلقته في عدد من مسلسلاتها التلفزيونية، مثل «آيرونسايد» و«الفرجيني» و«مود سكواد». في وسط هذه المسلسلات ظهر في دور صغير في فيلم وسترن هو «رحلة إلى شيلو» 1968، وعندما حط الإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني في الولايات المتحدة لتصوير فيلمه الوحيد فيها، وضعه بين جملة الشبان المتظاهرين الذين تلقي الشرطة القبض عليهم. اسمه غير مذكور هنا أيضا، وهو في آخر سلم الأسماء في فيلم رتشارد رش «Getting It Straight».

وضعه تغير سنة 1973 (بعد مزيد من المسلسلات والأفلام الصغيرة) عندما التقى بالمخرج جورج لوكاس الذي كان يحضـر لفيلم شبابي بعنوان «رسوم حائط أميركية» (American Graffiti) فانتخبه لأحد الأدوار الثانوية. في تلك الأثناء أخذ هاريسون يعمل في النجارة لكي يساعد دفع تكاليف الحياة. وبعد تصوير ذلك الفيلم انصرف لكي ينجز بعض أعمال النجارة والتصليح في منزل لوكاس في الوقت الذي قام فيه فرنسيس فورد كوبولا بزيارة خاصة حادث خلالها صديقه لوكاس عن بحثه لبعض الوجوه الجديد تمهيدا لتصوير فيلمه الكبير «سفر الرؤيا... الآن». كان كوبولا تعاقد مع غالبية الممثلين المطلوبين للأدوار الرئيسية، لكنه كان يحاول ملء الفراغ لبعض الأدوار المساندة، من بينها دور أحد مسؤولي الاستخبارات العسكرية. لوكاس أشار بيده إلى ذلك النجار الذي كان يدق المسامير ونصحه به.

وبالفعل نرى فورد في ذلك الدور وهذا كان آخر دور صغير لعبه. بعده وضعه جورج لوكاس في بطولة «ستار وورز» (حرب النجوم). والباقي - كما يقولون - تاريخ.

اليوم، حقيبة هاريسون فورد تحتوي على 58 فيلما، آخرها أربعة جديدة تعرض هذه السنة، وهي «قبعات سوداء» (وسترن)، «بارانويا» (تشويق)، «لعبة النهائي» (تشويق) و«42» (دراما وسيرة حياة). وهو مشغول بتصوير فيلم كوميدي بعنوان «رجل النشرة: الأسطورة تتواصل» المبرمج للعرض في العشرين من ديسمبر (كانون الأول) هذا العام. بعده مباشرة (وهذا ليس مؤكدا نهائيا بعد) قد يعود للعب شخصيته (على كبر) في الحلقة المقبلة من «ستار وورز».

«ستار وورز»، هو أحد سلسلتين سينمائيتين صنعا مجد فورد السينمائي. الثاني «إنديانا جونز» الذي أخرجه ستيفن سبيلبرغ أحد أكثر المؤمنين بموهبته. وبقدر الحاجة للتطرق إليهما، مع إشاعات تقول إنه سيشترك في جزء جديد لكل منهما، يريد تجنب الحديث عنهما.

«الشرق الأوسط» التقت هاريسون فورد ودار معه الحوار التالي:

·     في فيلمك الجديد «42» هناك مزيج من عدة شخصيات في شخصية واحدة. أنت الأخ والأب والجد على نحو أو آخر. كيف عالجت ذلك؟

- من خلال سيناريو رائع لبريان هلغلاند (مخرج الفيلم). كتب سيناريو جميل جدا مبني على أن لا يحاول إخبار المشاهدين كيف يشعرون أو كيف يتجاوبون، بل على منحهم فرصة الاندماج عاطفيا في القصة. الطريقة التي تم بها تصوير الفيلم، والطريقة التي عالج بها المخرج الفضاءات، تسمح للمشاهد باستيعاب قوة السينما على نحو مثير. قوتها في سبر غور الأفكار عبر المشاعر. أعتقد أن هلغلاند صانع أفلام عظيم، وهناك أكثر من مشهد في هذا الفيلم يدل على ذلك ويمنح المشاهد لحظات فريدة. إنه فيلم رائع وأنا كنت محظوظا أن أمثـل فيه دوري.

·     يتعامل الفيلم مع العنصرية. هناك ذلك اللاعب الأفرو - أميركي الذي يعاني من ذلك الهوس في أحداث تقع في الأربعينات. هذا في الوقت الذي كانت فيه الحرب دائرة ضد النازية. كيف نظر الفيلم إلى العنصرية والنازية في آن واحد؟

- التجربة الأميركية ليست تامـة (perfect).. هناك الكثير من الأفكار النبيلة التي تدعم بنية الفكرة الأميركية. تصرفاتنا ليست دائما مناسبة لما هو نموذجي أو مثالي. لقد كان هناك تفرقة عنصرية غير قابلة للتحمـل في ثقافتنا، ولا تزال هناك جيوب. حركة الهجرة خلقت حفرا في هذا المجتمع عليك أن تمر فوقها بنعومة وتتجاوزها، لكنها قد تنبعث من جديد. عملنا كأميركيين هو مواصلة ردم هذه الحفر، ولكي نحسن مجتمعنا، وفرص الحياة الاجتماعية المناسبة لكل الناس. علينا أن نكون قدوة للآخرين في هذا العالم.

·        يبدو لي أن الفيلم يسعى لأن يمحور كل شيء حول لعبة البيسبول. كل هذه المسائل المثارة.

- صحيح. لعبة البيسبول هي أميركية صرفة. هي رمز لأميركا. إنها لعبة أميركية بحتة وأعتقد أن الشخصية التي أؤديها (شخصية برانش ريكي) استطاعت أن تكون محورا في تغيير النظرة صوب اللاعبين السود في هذه اللعبة، وبعد ذلك في كل الألعاب الأخرى. سنة 1942 كانت أساسية في ذلك التغيير التدريجي الذي حدث بعد ذلك.

·     هذه هي المرة الأولى التي تؤدي فيها سيرة ذاتية. كيف بدا لك التعامل مع شخصية حقيقية عوض خيالية؟

- القيمة الحقيقية لتمثيل شخصية حقيقية هي أن السيناريو إذا كان مكتوبا جيدا، يلح عليك أن تجمع بين طريقتك في التعبير وبين حقيقة الشخصية. يجب أن لا تخونها أو تفرض عليها ما هو غريب عليها في الوقت الذي على السيناريو أن يسمح لك بالتعبير عن طريقتك الخاصة في الأداء وفي تصورها. كل شيء مدون بالتفاصيل بالنسبة لحياة لينكولن مثلا، لكن هناك مساحات للابتكار في حياة بعض الشخصيات طالما أن هذه المساحات لن تغير الصورة الأساسية للشخص. المعني صاحب السيرة.

إنديانا جونز

·        هل لعبة البيسبول من بين الرياضات التي استهوتك في حياتك الخاصة؟

- لا أعرف أي شيء عن لعبة البيسبول. لا شيء على الإطلاق. لم أكن أعرف شيئا قبل هذا الفيلم وما زلت أجهل كل شيء عنها. تعلمت ما كان علي تعلمه خدمة للفيلم. هناك دراما كبيرة في الرياضة، وهذا ما كان مصدر جذبي الأول، لا اللعبة بحد ذاتها. هناك جهد إنساني كبير في هذه اللعبة، وأنا أعرف ذلك، لكني لا أعرف أي شيء عن قواعد اللعبة.

·        أريد أن أسألك عن «ستار وورز».

- وأنا لا أريدك أن تسألني عن «ستار وورز».

·        ماذا عن «إنديانا جونز»؟

- (يضحك) وليس عن «إنديانا جونز».

·     لكن لا بد من الحديث عن شائعة أنك ستعود إلى تمثيل دور هان صولو في «ستار وورز»... وكانت هناك رغبة، حين التقيت بك سابقا، لبعث الحياة في سلسلة «إنديانا جونز».

- إنها شائعة كما ذكرت. لا أستطيع التكهن بما إذا كنت سأمثل «ستار وورز» أو لا، لأن السيناريو لم يجهز بعد. لا أعلم إذا كانت هناك شخصية هان صولو فيها. وإذا ما كانت هناك شخصية صولو فعلي أن أقتنع بأني الوحيد الذي أستطيع تمثيلها. أي أن عليها أن تكون مكتوبة لغاية أو وظيفة فعلية وليست مجرد إلقاء تحية.

·        حتى ولو كان الدور شرفيا؟

- لا أستطيع أن أقول. علي أن أقرأ أولا.

·     هذه الأيام يحتاج المشروع الجاد إلى ممثل يدافع عنه أو ينضم إليه. لا تمويل من دون نجم مرتبط به. هل هذا كان الوضع بالنسبة لأي من أفلامك الجديدة؟

- بلا شك هو عامل مشجع أن يرتبط اسم ممثل أو نجم بالمشروع؛ لأنه يسهل الكثير من العمل الذي يمضي معظمه في الإقناع. معظم الأفلام التي مثلتها، ومن بينها الأفلام الجديدة التي سأظهر فيها، لم تكن لي أي علاقة بكيفية صنع الفيلم. أنا عادة ما آتي متأخرا على المشروع.

السيناريو هو كل شيء

·        كيف ورد إليك دور الشريف الشهير وايات إيرب في «قبعات سوداء»؟

- هذا أيضا فيلم سابق لأوانه.

·        حسنا.. كيف تسلمت عرض بطولة «42»؟

- لقد تعثرت بهذا العمل. وقعت عليه بالصدفة. تقريبا سرقته. كنت أعلم أنني لم أكن مرشحا له. لم يجر اعتباري لهذا الدور مطلقا. حين قرأت السيناريو وجدته عبقريا. وأردت كثيرا لعب شخصية «برانش ريكي».

·        على حد علمي برايان هلغلاند لم يكن يبحث عن ممثل معروف للدور..

- تماما. لم يكن يريد نجما، وهذا تفكير صحيح. أراد ممثلا مشخصا (Charactor Actor). لاحقته لفترة طويلة بلا نجاح. ثم أعتقد أنه أدرك مدى شغفي بالشخصية. جلسنا معا وتحدثنا واكتشفت أننا نتحدث اللغة نفسها. لدينا الأفكار نفسها عن الشخصية وعن الفيلم، ونتشارك في إدراك قيم تلك الشخصية وقوة الأفكار الكامنة في هذا الفيلم. أخبرته أنني أريد أن أكون في هذا الفيلم. برايان اتخذ قراره بمنحي بطولة هذا الفيلم بناء على تلك الجلسة.

·        أما زلت تحب مهنة التمثيل كما أحببتها حين كنت شابا؟

- لدي الشعور ذاته نحو التمثيل. الحب نفسه. أقوم بالتمثيل اليوم للغاية نفسها التي من أجلها أقدمت على التمثيل حين بدأت العمل في هذه المهنة. أحب أن أكون بين صانعي الأفلام.. واحدا من بين المجموعة التي تشترك في صنع الفيلم. أحب أن أشترك في حل المسائل التي تعترض العمل وقت التصوير. إلى ذلك، التمثيل هو مهنتي التي أعتاش منها. تضع الطعام على طاولتي. لذلك فإن طموحي هو الاستمرار في هذه المهنة وأن أبقى دائما عنصرا مفيدا فيها.

·     التقينا أول مرة في مهرجان فينيسيا في أواخر الثمانينات. كنا جميعا أكثر شبابا من اليوم. بالنسبة إليك كنت مندفعا بطريق النجاح..

- هل تذكر أي فيلم التقينا بسببه؟

·        نعم. واحد من أفضل أفلامك لليوم «بلايد رانر».

- أحيانا أنظر من زاوية السن الذي يتقدم، وكما قلت بنا جميعا. لكن ما الفائدة؟ حين أنظر إلى أعمالي السابقة أشعر بأني أحسنت انتقاء مهنتي وأنني كنت محظوظا إذ حالفني النجاح الكبير حتى هذا الحين. وأنا أقدر الأفلام الجيدة التي اعترضت طريقي.

·        ما هو الفيلم الجيد بالنسبة لك؟

- بوصفي ممثلا أسهم في سرد القصة. أنا أروي قصة من خلال الشخصية التي أقدمها، وهذا واحد من أسرار انجذابي للعمل في التمثيل. لذلك فإن الفيلم الجيد عندي هو الفيلم الذي ينجح في سرد حكايته للجمهور، ويجعلهم متوغلين فيما يقع على الشاشة، ليس فقط متابعين كحال الكثير من الأفلام. على الفيلم أن يشد جمهوره إلى داخله.

الشرق الأوسط في

08/04/2013

مهرجان سينما الواقع: أفلام عن آلام الدنيا

محمد رضا:  

في كل عام، منذ 35 سنة، يمر مهرجان “سينما الواقع” تحت رادار معظم النقاد العرب وغير العرب . يمر وتمر الأبصار بعيداً عنه كما لو أنه ليس موجوداً . إنه مهرجان باريسي للسينما التسجيلية تم تأسيسه سنة ،1978 واعتاد عرض ما يتراوح ما بين 140 و170 فيلماً كل عام . ومنذ بضع سنوات استقر في مركز بومبيدو الثقافي في باريس .

هذه الدورة، التي استمرت عشرة أيام وانتهت في الحادي والثلاثين من الشهر الفائت (مارس/آذار)، شهدت قرابة 146 فيلماً في مختلف فئاته وتظاهراته، ومنها المسابقة الدولية، ومسابقة الفيلم الأول، ومسابقة الأفلام القصيرة، ومسابقة الأفلام الفرنسية . قسم خاص عن السينما التشيلية كان نجم هذه التظاهرات هذه السنة، وعودة لتظاهرة “دول في الخيال ودول في الواقع”، وهي تظاهرة قدّمت ثلاثة عشر فيلماً تدور حول البحث عن هوية المدن والبلدان التي تقع فيها الأحداث .

كون المهرجان تسجيلياً وجادّاً في رصف أعماله على هذا النحو، يعني أن يفتح المرء عينيه على أعمال توثّق للآلام التي تمر بها المجتمعات وللمشاكل التي تخز خاصرة العالم .

في الفيلم البنغلاديشي “هل تصغي؟” نواجه قرية صغيرة تقع بين الغابات وعلى ضفاف مستنقعات وأنهر. هناك نحو مئة عائلة منكوبة بفعل طوفان جارف وقع سنة 2009 . يتابع الفيلم الأم رول التي تعاني - غالباً بصمت - شظف الحياة والعناء بالعائلة . زوجها لا يعمل وابنها الصغير في الرابعة من العمر بلا مدرسة . إنها محبطة والفيلم يوفّر الأسباب ويلتزم الصمت . مخرجه كامار أحمد سيمون يقدّم مادّته برصد رائع . لا يبدو على الفيلم أي قدر من التجريب، ولا هو مصنوع للفت الأنظار إليه، بل إلى العائلة . صوره جميلة وتواليها جيّد بحيث استحق الجائزة الأولى التي نالها في نهاية أعمال المهرجان .

من وضع بائس في بنغلادش إلى وضع خطير في سردينيا الإيطالية . في فيلم ماسيمو دانولفي ومارتينا بارنتي “قضية داكنة”، نتابع قضيّة لم تثر سابقاً أي اهتمام ولا تحوّلت إلى عنوان تلفزيوني أو إلى قضية سياسية . منذ العام 1956 وجزء كبير من الجزيرة الإيطالية تحوّل إلى مجال تجربة أسلحة الدول الأوروبية. كلّما تم إدخال سلاح جديد تشهد الجزيرة احتمال تجربة السلاح فوق أرضها أو في أجوائها . المنطقة ذاتها ليست مأهولة جدّاً، لكن من عليها لهم الحق في الحياة . إنهم مزارعون وفلاحون ورعاة ماشية أضرّت التجارب بحقولهم ولوّثت تربتهم، بحيث انتشرت الأمراض بين المواشي والبشر على حد سواء .

لا يعلّق الفيلمان المذكوران على ما نراه . ليس هناك داعٍ لذلك، بينما يسجل “هل تصغي؟” حوارات شخصياته، يمضي معظم فيلم “قضية داكنة” صامتاً، لا تعليق صوتياً ولا حوارات بين الأشخاص . رغم ذلك كل شيء ينطق بأسى وضع لا يلتفت إليه أحد .

في نهاية الفيلم يدفن أحد المزارعين عجلاً مات مسموماً، فتطلق بقرة وقفت بقرب القبر خواراً حاداً طويلاً غير متقطع وداعاً للعجل . واللقطة التالية للكاميرا وهي تمضي بعيداً تودّع بدورها حياة قدّمتها ولا تستطيع أن تفعل شيئاً آخر لمساعدتها .

هموم معيشية

هناك تجربة مختلفة من الصين تحت عنوان “صورة شخصية: عند الكيلومتر 47”، مخرجة اسمها منجي زانغ تعود إلى قريتها الصغيرة لكي تصنع فيلماً عن المعمّرين الذين عايشوا فترة المجاعة التي ألمّت بالصين ما بين عامي 1958 و1960 . ماذا يتذكّرون عنها؟ كيف عايشوها؟ وكيف تجاوزوها؟ لكنها تكتشف أن أهل القرية يريدون الحديث عن عائلتها هي التي عانت كما عانوا هم . المخرجة لا تتحاشى ذلك، تفتح المجال أمام الآخرين للحديث عن عائلتها من باب رغبتها في تسجيل حياتها . وهذه هي المرّة الثانية التي تعمد فيها إلى هذا التصوير الذاتي بعد فيلمها السابق “صورة شخصية وثلاث نساء” .

وجدت “عين القرش” أقل أهميّة من الأفلام المذكورة آنفاً . فيلم للإسباني أليو هويمان ويتحدّث عن صبيين يعيشان في بلدة على ساحل نيكاراغوا . يتابعهما الفيلم في حياتهما اللاهية وسط معالم الحياة الحاضرة حيث تتوزّع الهموم بين أسباب معيشية محددة (يعتمد معظمها على صيد القرش)، وحضور لعصابة مخدّرات يتناوب وحضور الدوريات العسكرية . بعد حين، على هذين الصديقين أن يودّعا اللعب ويفترقان، لقد كبرا وبات على أحدهما مغادرة المكان والآخر البقاء في وضع محفوف بالمخاطر . الفيلم ينتمي إلى السينما التسجيلية كمظلّة عريضة، لكنه في كثير من نواحيه ما هو إلا تسجيل لمفارقات وحيثيات عمل متّفق عليها .

في المنحى التجريبي لدينا “لمسة” للأمريكية شيلي سيلفر التي تتابع في تقاطع ما بين إعادة التركيب روائياً وبين التسجيل والتجريب، حياة رجل عاد إلى الحي الذي عاش فيه لمعايدة والدته قبل أن تموت . الفيلم يصوّر حالة رجل هو بدوره شغوف بالنظر إلى الأمور ومراقبتها وتصويرها ليصبح بذلك فيلماً داخل فيلم .

بالعودة إلى رصد القضايا، نجد في المسابقة الرئيسية فيلم للبرازيلية ماريا راموس بعنوان “هضبة من الملذّات” الذي ينظر إلى الوضع في قلب مدينة ريو دي جنيرو، حيث يتنازع البوليس السيطرة على المكان مع مافيا المخدّرات، وحيث يدفع الأبرياء ثمن هذا الوضع غير المستقر .

وإذا كان “قضيّة داكنة” يتحدّث عن قضية بيئية غير ملحوظة، فإن “الإشعاع” لمجموعة مخرجين سمّوا أنفسهم ب “فريق أوتوليث”، يتناول الكارثة النووية التي وقعت في اليابان قبل عامين، وهو لا يخلو من سمة التجريب باحثاً عن أسلوب يعبّر عن قدرة مخرجيه المتعددين تحقيق فيلم واحد يمثّلهم ويعكس واقع اليابان بعد الكارثة بعين فاحصة تكاد تكون واحدة .

أسماء في تاريخ الفن السابع

جولي كريستي

هذه الممثلة الرائعة التي وُلدت في الهند سنة 1941 لأب أسكتلندي وأم بريطانية، لديها دور مهم في فيلم روبرت ردفورد الجديد “الصحبة التي تحتفظ بها” وهو فيلمها الخامس والأربعون منذ أن بدأت التمثيل سنة 1962 . المخرج جون شليسنجر وضعها تحت الأضواء عندما أسند إليها البطولة النسائية في ثالث أفلامها “بيلي الكذّاب”، ثم بطلة “دكتور زيفاغو” أمام عمر الشريف وإخراج ديفيد لين سنة 1965 . في مسيرتها الناجحة تعاملت مع عدد كبير من المخرجين بينهم التونسي رضا الباهي الذي وضعها في بطولة “وشم على الذاكرة” . كما لعبت في أفلام شهيرة عدة من بينها “شامبو” و”مكاب ومسز ميلر” و”حمر” والثلاثة مع وورن بيتي .

جولي كريستي واحدة من جميلات الشاشة وأهم مواهبها، ويتمنى لها المرء ألا تختفي عن الشاشة .

شاشة الناقد

الصحبة القديمة

**** The Company  You Keep

كبداية، هذا الفيلم ليس لكل الأذواق . عديدون ممن سيستجيبون لهذه النجوم الأربعة التي تصطف جانب العنوان، قد يتعجّبون حول ماهية الأسباب الداعية لمنحه هذا التقدير، وإذا ما كان الإعجاب بالفيلم تجاوز المعقول . هذا مردّه إلى أن الكثير من الأفلام التي تشبه “جي آي جو: عقاب” و”رصاصة في الرأس” و”أوز العظيم والقوي”، عوّدت الجمهور على نوع معيّن هو الأسوأ حتى إذا كان بعض هذه الأفلام أفضل من بعضها الآخر . الأبصار تعودت على تشكيلات صورية تتم كما لو كانت مطبوعة وليست منفّذة تحت إدارة مخرج، منسوخة من مشاهد ومواقف سابقة أكثر منها باحثة عن جديد، وممثلة بدرجة من الاستعجال وملأى بالمؤثرات الخاصّة التي تلتهم كل موهبة أمامها . أفلام بسيناريوهات ومواقف ومشاهد مملوءة بالثقوب كما لو كانت مصفاة المطبخ .

“الصحبة التي تحتفظ بها” يختلف عن ذلك، وهو يفعل هذا بكثير من الاحترام لماضي مخرجه وممثله الأول روبرت ردفورد . حكاية رجل يعيش في السر بعدما بدّل هويّته، لقد كان من شباب الحركات اليسارية الثورية في الولايات المتحدة في الستينات، ثم حين تبدّل العالم وأفلس من القضايا الحقيقية ووجد نفسه مطارداً من البوليس (بتهمة سرقة مسلّحة)، لجأ إلى هويّة أخرى عاش وابنته تحت كنفها إلى أن سلّمت إحدى رفيقاته (سوزان ساراندون) نفسها إلى السلطات وساعدت في نبش حقيقته . ما على هذا المحارب العتيق سوى الهروب ولديه بعض حيل ذكية تجعله، وهو ليس سوى فرد بسيط، قادراً على التخلّص من تكنولوجيا اليوم الراصدة . في سعيه لكشف براءته يقصد رفيقة أخرى في نضال الستينات (البريطانية جولي كريستي) ويطلب منها أن تساعده حتى ولو أدّى الأمر للكشف عن نفسها، فهل تفعل ذلك؟

روبرت ردفورد ليبرالي حمل قضاياه الاجتماعية والسياسية منذ السبعينات في أفلام متتابعة، حققها له أمثال سيدني بولاك وألان ج . باكولا، وهو لايزال متأثراً بتلك الأفلام الانتقادية وبطريقة سرد ما هو تشويقي على خلفية سياسية واضحة . فيلمه هذا مصنوع بالتالي على الطريقة ذاتها، وفيه لحظات من الترقّب وحوارات تستحق التسجيل، ومن بينها ما تقوله جولي كريستي: “القضايا ما زالت موجودة . نحن الذين اختلفنا” .

أوراق ومشاهد

رجل لا يهاب

**** (1941) The Maltese Falcon

إنه عن رواية للروائي البوليسي داشل هاميت، بطلها تحريه الماهر سام سبايد، اقتبستها السينما أول مرّة سنة 1931 في فيلم من إخراج روي دل روث - وهو مخرج جيد - وبطولة ريكاردو كورتيز . لكن نسخة المخرج جون هيوستون، التي نحن بصددها هنا، أفضل جودة، وتمثيل همفري بوغارت في شخصية التحري الخشن أفضل بمراحل كثيرة .

هناك تمثال على شكل صقر تتنازع عليه عدّة شخصيات إحداها قتلت شريك سام سبايد في مكتب التحريات . وهناك كاسبر غوتمان (سيدني غرينستريت) المستعد لأن يؤذي أياً كان، بمن في ذلك شركاءه، مقابل أن يفوز بملكية هذا التمثال المهرّب، ومعاونه الأول جووَل كايرو (بيتر لوري) الذي لا يمكن الوثوق به مطلقاً، ثم بردجت (ماري أستور) وإيفان (غلاديس جورج) وإحداهما هي التي قتلت شريك سام سبايد . على التحري مهمّات عدّة ومنها منع أي من هؤلاء استحواذ هذا الأثر المهرّب، والثاني مواجهة البوليس الذي يعتقد أنه هو الذي قتل شريكه، والكشف عن القاتلة .

لم يكن فيلم الممثل همفري بوغارت الأول، لكنه الفيلم الذي حدد معالمه وصقل موهبته . وهو فيلم المخرج جون هيوستون الأول (وورد في العام ذاته الذي أخرج فيه أورسون وَلز فيلمه الأول أيضاً “المواطن كاين”) . أيضاً من بين العناصر الأولى ظهور الممثل ذي الجسد الضخم والحذاقة الشريرة سيدني غرينستريت، ولأول مرّة شكّل مع الممثل الألماني الأصل بيتر لوري ثنائياً دام بضع سنوات (شوهد مثلاً بعد عام من هذا الفيلم في “كازابلانكا” إخراج مايكل كورتيز وبطولة همفري بوغارت أيضاً) .

سام سبايد هنا عنيف . لا يخاف أحداً . وله رأي في المثليين يعبّر عنه بضرب بيتر لوري . ورأي في النساء المتلاعبات يعبّر عنه بتعنيفهن وتسليمهن إلى البوليس مهما كانت الإغراءات . لكن هناك ابتسامة: حين يحاول كاسبر رصد تحركاته يرسل شخصاً قصير القامة يحاول إثبات قوّته (أليشا كوك) . سبايد/ بوغارت يضحك عليه وهو يتخلّص منه ثم يسوقه أمامه لعرضه على من استأجر خدماته .

“الصقر المالطي” فيلم بوليسي من باب أول ومملوء بالأساليب . من أسلوب تمثيل إلى أسلوب إخراج وإلى أسلوب تصوير بالأبيض والأسود قام به آرثر أيدسون .

م .ر

Merci4404@earthlink.com

الخليج الإماراتية في

07/04/2013

 

مالك بن جلول وجد «الرفيق» Sugar Man

 محمد الخضيري 

بعد ثلاثة عقود من النسيان، عاد فنان الفولك الأميركي إلى الضوء بفضل المخرج الجزائري السويدي. سيكستو رودريغيز (1942) الذي تحوّلت أغنياته إلى نشيد للكفاح ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، شكّل مادة الشريط الوثائقي الذي حاز جائزة الأوسكار هذا العام

ماذا عن الموهبة الضائعة؟ الموهبة التي يفترض بها إلهام كثيرين، فإذا بها تختفي وتتبدد في الطبيعة؟ ربما الموهبة الحقيقية لا تموت. بهذه القناعة يخرج المشاهد للفيلم الوثائقي «البحث عن رجل السكر» الحائز الأوسكار هذه السنة. سيكستو رودريغيز (1942) الذي كان ليصير من أشهر الأصوات الموسيقية في أميركا، تُرك للضياع. لكنّ صوته ذهب إلى الجزء الآخر من الكرة الأرضية، وألهم الجنوب أفريقيين في عزّ همجية الأبارتهايد. كان صوتاً من لا صوت لهم وصار لغنائه بريق فاق بريق الـ«بيتلز» وإلفيس بريسلي، وبوب ديلان مجتمعين.

إلى البلد الأفريقي، وصلت أسطواناته كالسلعة المهرّبة. الصدفة أرادت لهذا الغريب الأميركي زرع الأمل في قلوب السكّان الأصليين المعرضين لكل أصناف العنصرية. لم يدر أحد مَن هو الرجل الذي يجلس القرفصاء على غلاف الأسطوانة ويمنحهم ابتسامة هادئة. لكنهم علموا أنّه صوتهم في الحراك المدني من أجل نيل حقوقهم. ترددت قصص كثيرة عن حياة وموته. قيل إنّه أضرم النار بنفسه على خشبة مسرح بعدما أدى إحدى أغنياته. وقيل أيضاً إنه أخرج مسدساً وأطلق رصاصة على رأسه، وتناسلت الحكايات عن اختفائه. مالك بن جلول (1977) السينمائي السويدي ذو الأصول الجزائرية لحق برجل السكر، فنقل في فيلمه Searching for Sugar Man قصة بعث رودريغيز إلى الحياة بعد ثلاثة عقود من النسيان.

رودريغز روّض هذا النسيان. بعد ألبومين لم يحققا صدى في الأسواق الأميركية، استسلم للاختفاء المباغت. أصابه بعض الحزن، هو الذي عوّل كثيرون ممن عملوا إلى جانبه على أن يصير أحد أبرز مغنّي جيله. لكنه حافظ على حكمته ونظرته الثابتة إلى الأرض، هو الذي عاش دوماً في قاع المدينة الصناعية ديترويت كابن عائلة مكسيكية مهاجرة. على مدى ثلاثة عقود، صارت مهنته هدم المباني بدل تشييد القصائد وغنائها. ارتضى العيش فقيراً، وظل يعزف لنفسه وللمقربين منه. لكن هناك، في جنوب افريقيا، كانت أسطورة حياته وموته تكبر. صحافيون وموسيقيون نجحوا عام 1998 في العثور عليه بعد جهد استقصائي فريد. قرأوا قصائده بحثاً عن أي إشارة إلى المدينة التي أتى منها، وطبعوا على علب الحليب نداء بحث عن المغني، وأطلقوا منتدى الكترونياً لمعجبيه. بعدها، حدثت المعجزة وعاد رودريغيز إلى الوجود بفضل ابنته التي اطلعت على النداء.

في فيلم مالك بن جلول، تستعاد قصة «البحث عن رجل السكر». يصير البحث حبكة الفيلم. نلتقي المدن والأشخاص من ديترويت إلى جوهانسبورغ. كل لقطات الفيلم تلجأ إلى تقنية الـ Travelling كأننا في حركة إلى الأمام، كأن البحث قائم. الدقائق الثلاثون الأولى من الفيلم تراوح بين موسيقى رودريغيز وبين شهادات منتجين وموسيقيين عملوا إلى جانبه انطلاقاً من العام 1968. كلهم عملوا إلى جانب كبار الموسيقى، وكلّهم أجمعوا على أنّ الرجل كان ليدخل المجد لولا مكر صدف الحياة. بعد الدقيقة الثلاثين، يأتي تعليق مخرج الفيلم، ونلتقي رودريغيز الذي يعيش في البيت ذاته منذ أربعين عاماً. يحكي قصته بالكثير من الهدوء. يُقلّ من الكلمات، لكنه يحفظ ابتسامة حكيمة. الفيلم عن ردريغيز وموهبته لكن بعيون الآخرين: رفاقه في العمل، أصدقاؤه، بناته، ومعجبوه الذين لم يلتقوه، لكنّه ألهمهم. صُوّْر الفيلم على مدار سنوات. نرى الرجل يسير متعثراً في الثلج شتاءً، وبهدوء الشيخ الطيب في الربيع. ماذا عن الموهبة التي ضلّت طريقها؟ ماذا عن هذا الخطأ الوجودي الذي يدفع الكثير من المبدعين الحقيقيين إلى مساحة الظل؟ وماذا عن الصدفة التي تعيد بعضهم من قبر النسيان؟ لا أحد قد يجيب عن هذه الأسئلة. لكن «البحث عن رجل السكر» يرينا كم قد تكون الحياة ممزقة وهشة وطيبة ومدوخة في الكثير من الأحيان، وكيف يمكن لرجل مهزوم أن يطبع ذاكرة جيل بأكمله في بلد يبعد آلاف الأميال.

«الانفجار» آت

لم يعرف اسم سيكستو رودريغيز كثيراً في الولايات المتحدة. الابن الذي ولد لأب مكسيكي هاجر إلى أميركا في عشرينيات القرن الماضي، لطالما تطرّق إلى العشوائيات والأحياء الفقيرة في أعماله. وجدت موسيقاه صداها في جنوب أفريقيا التي كانت تعيش تحت حكم الأبارتهايد. أغنيات كـ«هذه ليست أغنية، إنها انفجار» و«إنني أتساءل» التي انتقدت الحكومة الجنوب أفريقية، لاقت استحساناً لدى الطبقة الوسطى من أبناء العرق الأبيض الذين كانوا يخشون الاعتراض على سياسة الحكومة العنصرية بحق السكّان الأصليين. وسرعان ما تحوّلت أغنياته إلى رمزٍ للاحتجاج، ملهمةً العديد من الفرق الموسيقية ومنها Big Sky.

عمار الباشا موثِّقاً الثورة اليمنية

جمال جبران/ صنعاء 

منذ سنواته الأولى، ارتبط عمار الباشا (1980) بهاجس التوثيق. بكاميرا بدائية، انطلق في توثيق المحيط والبيئة حوله. خطوات أولى قبل أن يدخل هذا المجال بشكل أكاديمي، معتمداً على آلية منهجية في الشغل. حصل على شهادة عليا في الإخراج السينمائي (رسوم متحركة) من الهند (2008)، ثم نال دبلوماً في الفنون السينمائية من الأردن (2012).

بعد اندلاع شرارة الثورة الشبابية اليمنية (2011) التي وجد فيها الباشا فرصة كبرى لتوثيق الحدث من بدايته، أنتج أفلاماً وثائقية عدّة، من بينها شريط «يوم واحد في قلب الثورة» ( 2012) الذي نال جائزة أفضل وثائقي من منظمة Eye To The Heart التابعة لـ«منظمة الكونغرس الاسلامي الأميركي». بعد ذلك، اشتغل على السلسلة ذاتها، فأنجز «يوم آخر في قلب الثورة» و«يوم ثالث في قلب الثورة». اعتمدت هذه الأعمال على توثيق لحظة مفصلية في ساحات التغيير في مختلف المدن اليمينة وإرفاقها بمقدمة تحكي ما كان قبلها. وهي أفلام لا تتجاوز مدتها الثماني دقائق. ثم وصل إلى مرحلة تسجيل «يوم رابع» من تلك السلسلة، وكانت هذه المرّة تتمحور حول منطقة صعدة ذات الغالبية الشيعية التي يسيطر عليها عبد الملك الحوثي، وهو زعيم جماعة الحوثي. ذهب عمّار الباشا إلى هناك بغرض تسجيل فيلمه الذي كان يعتمد في البداية على فكرة الصراع السياسي الذي كان وما زال دائراً بين جماعة الحوثي وبين القوات الحكومية وامتد لنحو ستّ حروب بدءاً من العام 2003. لكن الأمر اختلف تماماً عندما وصل مخرجنا الشاب الى هناك. لقد وجد حالات انسانية ينبغي التوثيق لها لتبدو كحالة شهادة عمّا تفعله الحروب في حياة الناس العاديين.

«هؤلاء أناس لا دخل لهم بشيء، يرغبون في العيش بسلام فقط». يقول عمّار الباشا، مؤكداً أنّ حروب صعدة المتتالية لم تكن إلا بهدف الانتقام من طائفة محددة، مضيفاً أنه لم يلاحظ أي تشيّع أو تطرف ديني كما يُقال. من هنا، قام الباشا بتغيير خطة سير عمل الفيلم مبتعداً عن الثورة ليدخل في الهم الجمعي لأولئك الناس العاديين.

انتهى من الفيلم سريعاً، فالعمل يعتمد على إنجاز اليوم الواحد. لكن حال عودته، احتجزته دورية تابعة لإحدى القبائل المسلّحة هناك. في بداية الأمر، استولى أفراد الدورية على سيارته، و«اللاب توب» الشخصي والكاميرا الخاصة به. وطلبوا منه الابتعاد والعودة سريعاً إلى صنعاء. لكن حدث أن قاموا بتفتيش السيارة ليعثروا فيها على شهادة ملكية السيارة التابعة لمنظمة حقوقية. طلبوا منه على الفور أن يبقى معهم كي ينجز لهم فيلماً وثائقياً يظهر قضاياهم وحجم الظلم الواقع عليهم. «اتفقنا على الفيلم ووعدتهم بإنجازه فعلاً» يقول الباشا لنا بعد عودته سالماً إلى صنعاء.

السينما المستقلة في مصر:

«الخروج إلى النهار»

 أحمد ندا/ القاهرة 

بعد الثورة، واصلت مسارها مركّزةً العدسة على ذلك المفترق المفصلي من تاريخ مصر. مع ذلك، ما زالت تواجه تحديات كثيرة أولها الرقابة والموارد المالية والأهم: الجمهور

رغم أنّ مصطلح «السينما المستقلة» ظهر في أوروبا والولايات المتحدة أواخر الستينيات، إلا أنه منذ تداوله وهو محل جدل في أوساط السينمائيين. في البداية، كان تمييزاً للسينما التي خرجت من سياقات إنتاج القطاعين الخاص والعام، مبتعدةً عن الشروط المقيدة للإبداع التي تفرضها المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى وتقوم على معايير تمنح الأولوية لأبجديات السوق، ونظام العرض والطلب.

وبعدما انتشر هذا النوع، كثرت الأسئلة التي ذهبت إلى أنّ التمرد الذي بدأته هذه السينما تجاوز مسألة القيود الاقتصادية، وإمكانية الإنتاج بإمكانات بسيطة إلى طريقة تنفيذ هذه الأفلام، ومضمونها الفني وما تقتضيه من رؤية وجرأة على التجريب. يقول السينمائي المستقل الأشهر جيم جارموش: «إنني مشوش بعض الشيء مما أراه على ساحة السينما المستقلة، ولم أعد أعلمماذا تعنيه هذه الكلمة! بالنسبة إليّ، هي تعني امتلاك السيطرة على عملك، وصنعه بدافعحب السينما».

صورة هذا النوع في أوروبا وأميركا إذاً أنه تمرد فني واقتصادي وخروج عن القوالب والأنماط السينمائية السائدة، وفتح الباب للتجريب، بغض النظر عن الكلفة المادية. هكذا، رأينا في 2012 فيلماً مستقلاً مثل «كلاود أطلس» بكلفة قدرها 100 مليون دولار، ليكون بذلك الفيلم المستقل الأعلى إنتاجاً في تاريخ هذا النوع.

أما في مصر، فقد ظهر مصطلح السينما المستقلة، بالتزامن مع ظهور تقنية التصوير بكاميرا الديجيتال بكل ما توفّره من موارد مالية ومن فرصة لإنتاج أعمال بكلفة بسيطة والهروب من جحيم الرقابة. يرى المخرج المصري محمد خان أنّ «هذا التيار من السينما يسمّى تيار «سينما الديجيتال»، وهذه هي التسمية الصحيحة. أما مستقلة أوUndergroundفهذا مجرد شكليات دعائية. وأنا أشجع هذا النوع من السينما المسمّى ديجيتال، فهو المستقبل. إنّها أفلام تعرض مباشرة بآلات عرض ديجيتال محترفة من دون الحاجة إلى تحويل الأفلام إلى 35 ملم».

من الممكن توسيع نطاق مفهوم السينما المستقلة في مصر خارج التقنية المستخدمة في تنفيذ هذه الأفلام، فلا تكفي معايير كالكلفة القليلة، واستخدام تقنية الديجيتال لتأطير هذا النوع. والمتواتر أنّ أولى التجارب التي حركت الحياة السينمائية المستقلة في مصر هي فيلم «عين شمس» (2008) لإبراهيم البطوط الذي يحكي قصة دكتورة ذهبت إلىالعراققبل الغزو للبحث في موضوعاليورانيوم. أثار الفيلم ضجيجاً فيمصرعلى مدار عام بسبب مدى أحقية مخرجي السينما المستقلة في تصوير أفلامهم بعيداً عن سطوة النقابات الفنية المصرية وجهاز الرقابة والجهات الأمنية التي تشترط الحصول على تصريح قبل التصوير. يومها، رفضت الرقابة المصرية عرض الشريط؛ لكون «سيناريو الفيلم لم يحصل على الموافقة قبل التصوير». من هنا تكمن أهمية «عين شمس» الذي خاض حرباً شرسة لعرضه في الصالات بوصفه فيلماً مصرياً لم تنتجه الدولة أو شركات الإنتاج الكبرى، وهو الأول من نوعه في مصر الذي يُحوَّل من ديجيتال إلى 35 ملم.

بعد البطوط، جاء فيلم «هليوبوليس» (2009) لأحمد عبد الله من إنتاج الشركة نفسها (هاوس). نجح في الحصول على حق العرض في الصالات وتحويله من الديجيتال إلى 35 ملم. تدور أحداث الشريط حول خمس قصص متوازية تدور في حي واحد وتتناول أشخاصاً بالكاد يعرف بعضهم بعضاً، وبالكاد تتقاطع حياتهم. بينما تزدحمالقاهرةشيئاً فشيئاً، تبقى التفاصيل الصغيرة تحكي حكايات سكانها وأحلامهم. جاء عام 2010 تتويجاً لمجهود سينمائيين استمروا على مدار سنين في خلق فرصة وجود لهم بين الشركات الكبرى التي تغولت في السوق المصرية، فعرضت «عين شمس» للبطوط و«هليوبوليس» و«ميكروفون» لأحمد عبد الله و«بصرة» لأحمد رشوان، لكن من دون صمود تجاري أو نجاح جماهيري رغم الحفاوة النقدية بهذا النوع الجديد.

قامت «ثورة 25 يناير»، فشهد السوق توقفاً مؤقتاً، فتعاظمت أسئلة السينما المستقلة عن إمكان تغيير قوانين الرقابة الصارمة وقوانين العرض. كانت الثورة نفسها موضوعاً يشغل هؤلاء السينمائيين كنقطة مفصلية في خريطة المجتمع المصري، ما جعل إبراهيم البطوط يحاول التعبير عن تورطه العاطفي بالثورة من خلال قصة «الشتا اللي فات» الذي يحكي ثلاث قصص إنسانية وعلاقتها بالثورة. فيما جسّدت هالة لطفي في «الخروج إلى النهار» الثورة من خلال رؤية فنية تصوّر شجاعة أم وابنتها في مواجهة عجز الوالد المشلول وفقر العائلة. في النهاية، لعلّ ما ينقص السينما المستقلة في مصر هو هيكل تنظيمي يسهم في تثبيت موقعها أمام موجة الأفلام التجارية الخفيفة، فيما تقف اليوم أمام تحديات كثيرة أولها الرقابة والموارد المالية، والأهم استقطاب الجمهور!

الأخبار اللبنانية في

08/04/2013

 

زوم 

كتاب أميركي يعترف بفاعلية الـ«CIA» في هوليوود

بقلم محمد حجازي 

الخبيرة في التاريخ السياسي الأميركي تريشيا جنكيز أصدرت مؤخّراً كتابها الثاني عن هوليوود بعنوان The CIA In Hollywood، فيما الأول فكان: سريّة هوليوود، وكلاهما أحدث ضجة في الأوساط الفنيّة والسياسيّة والعامة في آن، على اعتبار أنّ العاقل يستطيع الكلام عن رابط ما بين الطرفين من دون الحاجة إلى معلومات مثبتة مع أسماء لعملاء موجودين ويقومون بمهام مختلفة، همّها حماية الأمن القومي خصوصاً بعد أحداث الاعتداء على برجي التجارة العالميين في نيويورك وسقوط خمسة آلاف قتيل في لحظات.

صناعة إلى هذا الحد رائجة في العالم هي أهم بوق إعلاني وإعلامي متخصّص وقادر على بث الأفكار ومنع أخرى من الظهور، حفاظاً على سرية المهام والوظائف المولجة بها كتيبة كاملة وليس مكتباً عادياً للاتصال أقامته الوكالة في قلب هوليوود، تحت مسمّى الاستشارات، خصوصاً في حالات يحتاج فيها صناع الأفلام إلى أسلحة أو بعض التسهيلات مع السلطات العسكرية في البلاد، لتأمين مجسّمات أو حتى آليات تُستخدم في أفلام أو حتى رغبة بعض المخرجين بإدخال كاميراتهم والتصوير في البيت الأبيض، أو أخذ صورة لمدخل المقر الرئيسي للـ CIA على أساس تقريب مناخ هذه الوكالة من الناس وعدم تخويفهم من صورتها التي يسمعون عنها في نشرات الأخبار من اتهامات بإسقاط نظام هنا، أو زعزعة استقرار هناك أو ارتكاب أعمال اغتيال أو خطف في أي مكان.

لكن، وعندما يريد قادتها التذكير بقدراتها يكشفون عن عمليات حصلت، وكانوا فيها فاعلين، مثل أسقاط حكومة محمد مصدّق عام ٥٣ لصالح تمكين الشاه من حكم إيران براحة، حتى الإطاحة به على يد الإمام الخميني، أو حتى العملية التي كانت محور فيلم Argo لـ بن آفلك حيث كان إعلان للعميل فيها جون ريزو أشار إلى مسؤولية الوكالة عن إطلاق الدبلوماسيين الستة وتسفيرهم من منزل السفير الكندي في إيران إلى الولايات المتحدة، وكيف خاضت المخابرات الأميركية عملية التفاوض لاحقاً لإنهاء عملية احتجاز الطلبة لموظفي السفارة طوال ٤٤٤ يوماً عام ١٩٨٠، من دون ذكر تفاصيل هذا الشأن، حتى تظل للأمور بعض السرية، وإلا فإنّ كشف معلومات معيّنة في أي قضية سيجعل الحذر حاضراً عند تعامل الوكالة مع أي طرف في العالم.

وتقول الكاتبة جنكيز بأنّ عميلاً آخر هو توني منديز اشتغل في ملف الأسرى يومها كان سعيداً جداً لما أورده شريط «آرغو» لأنّه جزء من تمجيد لعمل المخابرات ودورها في حماية الأميركيين أينما كانوا.

الـ«CIA في هوليوود» يؤكد أن عبارة مكتب اتصال للوكالة في هوليوود ليست صحيحة بالمرة، بل هناك حضور في الصغيرة والكبيرة، وكل النصوص التي تتمحور حول الإرهاب، والعلاقات بين الدول، والمناخ السياسي العام حول قضية معيّنة، وحتى سيرة شخصية صديقة أو عدوة لأميركا، ثم على جيش من عملاء الوكالة في هوليوود منعاً لحدوث أي ثغرة قد تطيح بكل ما بُنِيَ لضبط الإيقاع العالمي لسيطرة أميركا، وعدم نفاذ أحد من الإجراءات المعتمدة حتى لا يكون ندم عندما يحصل ما لا يسر أو يُفرِح.

ربما في صورة من الصور لم نكن بحاجة لأنْ يظهر كتاب أميركي يقول هذا الكلام، فنحن أشرنا أكثر من مرّة إلى هذا الجانب من العلاقة، خصوصاً عندما تأخّرت هوليوود في فتح ملف جريمة العصر: الاعتداء على برجي نيويورك، وتقديمها للناس في كل مكان، بل كان المطلوب إيجاد صيغة ما مؤثّرة، تبرّر الجنون العسكري الذي أعقب الحدث في كل من أفغانستان، وباكستان والعراق، وصولاً إلى كل الأقطار التي حلّت فيها الفوضى الخلاّقة، وهو نوع من التطهير الروحي من المسؤولية عن آلاف المجازر التي حصلت بفعل هذه التدخّلات منعاً لسوق أي تهم، وحصول تشويش عدلي ودولي يمس جوهر ما تسعى إليه الولايات المتحدة، من إثبات أنّ وكالتها المركزية إنّما هدفها الذود عن الأميركيين، أينما تواجدوا، وضبط الإيقاع السياسي والعسكري الدولي، لإبقائه تحت السيطرة، وأكبر دليل هو ما تواجهه حالياً مع كوريا الشمالية التي شنّت حرباً علنية عليها وتحدّتها أنْ تتمكّن من التحرّك لمنعها من امتلاك أسلحة فتّاكة.. والأمور ليست معروفة نهايتها بعد.

عروض

«سبيلبرغ» أحيا «حديقة الجوراسيك» بعد ٢٠ عاماً من إطلاقها

البُعد الثالث سمح بأن تهاجم الديناصورات المشاهدين في مقاعدهم

ربما يسأل البعض: وهل يستأهل الوضع العودة إلى فيلم ظهر ونجح وتحوّل إلى حالة قبل عشرين عاماً، أنْ نُعيد إنتاجه لكن بتقنية جديدة أخرى، متطوّرة جداً، تجعل من المخيف مرعباً، ومن العادي مدهشاً وتُعيد زرع السينما في المخيّلة كعنصر قادر على تحفيز كامل الحواس على البقاء في حال استنفار.
المخرج ستيفن سبيلبرغ ليس فناناً عادياً، فلطالما قدّم ما هو متقدّم حتى في عصره، فكيف يرضى بأنْ يكون عنده شريط ناجح جداً، وفيه إمكانات رحبة لمناخ تقني، فإذا التقدّم الحاصل سبب كاف لإنتاج الفيلم من جديد استناداً إلى نظام الأبعاد الثلاثة، مع موضوع يتناول الحيوان المرعب: الديناصور.. 

تصوّروه فاغراً فاهه.. يتحرّك على الشاشة.. يلتهم ديناصورات أصغر منه، ويقذف ببقاياها بعيداً، أو يصرخ بأعلى صوتاً جائعاً ويريد تناول أي شيء يقع في طريقه.. كل هذا في لقطات تقرّبه من مقدّمة الشاشة إلى حد أنْه ابتلع وجوهنا، كلما اقتربت منه الكاميرا أو قرّبته إليها.

هو ليس نموذجاً يختصر الباقين أبداً، فالآخرون ليسوا من الفصيلة نفسها، بل هم إيجابيون في صور مختلفة.. حميمون يقتربون من الآدميين كثيراً، ويأخذون بعض الأغصان ويتغذّون بها، ومنهم عالِما الآثار الدكتور آلان غرانت (سام نيل) والدكتورة إيلي ساتلر (لورا ديرن)، اللذان قام الثري المحب للآثار والعلوم الحيوانية باستقدامهما إلى موقع استأجره في إحدى جزر كوستاريكا كي يباشر أبحاثاً حول الديناصورات وأنواعها المختلفة، لكن هذا المشروع يحتاج لأكثر من رجل ثري، يحتاج إلى شركة عملاقة تتابع ما بدأه الثري جون هاموند، (ريتشارد آتنبورو المخرج المعروف)، لكن الشركة كانت تريد تصريحاً واضحاً من عالمين متخصّصين بأنّ هناك جدوى علمية للمتابعة في هذا المشروع، حيث أُرسِل أيضاً مندوب عن المؤسسة كي يتقصّى الوضع ويرفع تقريراً داعماً أو لا ينصح، بالدعم المادي لمشروع هاموند.

ومنذ هبط الجميع من الطوافة كان الذهول حاضراً.. قطعان الديناصورات من أحجام مختلفة تتحرّك في أكثر من اتجاه، ليباشر العالِمان فوراً عملهما لمعرفة ما الذي فعله «هاموند» حتى حصل على هذا العدد من الديناصورات التي أوجد لها مناخاً بيئياً حاضناً ودافئاً ليتبيّن أنّ الوضع استند إلى الجينات. وبنى عليها دونما حاجة لأي عناصر أخرى وجرى إيجاد المناخ المناسب لتطويرها وصيرورتها كياناً حقيقياً قادراً على التحرّك، وكأنّما كامل أمجاد عصره قبل مئات آلاف السنين.

يتعرّض الفريق لمخاطر عديدة خصوصاً عدنما هاجم الديناصور العملاق والسلبي سيارة العالمين، لينجو منها غرانت، مع طفلين وسط مغامرة لافتة اعتمدت على الخدع المشهدية المميّزة، بما أوحى لنا بأنّ الحيوان اقترب لدرجة كبيرة من الآدميين بينما جعل السيارة تتدحرج وتعلق داخل شجرة عملاقة ثم راحت تنزلق حتى أصبحت في أسفل واد سحيق.

مناخ «حديقة الجوراسيك» Jurassic Park 3D يظل جاذباً إلى اللقطة الأخيرة أي بعد ١٢٧ دقيقة، بميزانية تخطّت الـ ٦٣ مليون دولار، استناداً إلى نص لـ مايكل كريشتون، وديفيد كوب، موسيقى رائجة لـ جون ويليامس.

لعب باقي الأدوار: جف غولدبلوم، بوب بك، ماركت فيريرو، جوزف مازيللو، آريانا ريتشارد، وصموئيل ل. جاكسون

مهرجان

«الخليج ٦» يُفتتح في 11 الجاري بالسعودي «وجدة»

سيل من الأفلام الخليجية يتدفّق ويوقظ المشككين

افتُتِحَ في ١١ نيسان/ إبريل الجاري مهرجان الخليج السينمائي السادس، ويستمر حتى السابع عشر من الجاري، وفي مجال مسابقة الأفلام القصيرة تشارك الإمارات بثلث الأفلام اعتيادية بالأعمال البارزة المتبارية هي:

- سراب نت (لـ منصور الجاهري).

- إلى متى (محمد مجدي).

- نصف إماراتي (أمل العقروبي).

- أم خذور (طلال محمود).

- كاد المعلم (حمد صغران)

- أبجديات الأبوة (حمد العور).

- الطريق (عبدالله الجنيبي وحميد العوضي)

- ميسي بغداد (سهيم خليفة).

- قطن (لؤي فاضل).

- صافي (أحمد زين).

- قهر الرجال (سعيد سالم الماس).

ومن أفلام الطلبة المشاركة في المسابقة الصغيرة:

- السلاح الصامت (سقراط بين بشر).

- أبناء النهر (عصام جعفر).

- أجمع شغفي (مريم شهاب خانجي وميرا عبدالله المصرع).

- إحفيظ (أحمد الديوان).

- طابة (فاطمة عبدالله).

- وادي (أحمد محمد الحبسي).

- ٤٨ ساعة (حيدر جمعة).

- كأنّك نسيت (فاطمة البلوشي).

- صالح (محمد عبدالله).

- هيج السكون (نور أحمد يعقوب).

- لحظات (ابراهيم ناجي الراسي).

- صدمة (عبدالله عوض الجعيدي).

- بالونات (خالد البياتي).

- شائبة (أحمد التركين).

- البرزخ (فاطمة عبد الرهبة وحنين الحمادي).

وأعلن مهرجان الخليج يوم أمس نتائج اتصالاته للإتيان بنقابتين من أسر منهن:

- مسابقة الأفلام الخليجية (الطويلة والقصيرة): أسامة فوزي (مصر)، فايزة صالح أحيا (السعودية)، سعيد سالمين المري (الإمارات).

- المسابقة الدولية للأفلام القصيرة: فريدريك دوفو (فرنسا) وليد الشحي (الإمارات) ريما المسمار (لبنان).

افتتاح الدورة الجديدة سيكون بالفيلم السعودي «وجدة» للمخرجة هيفاء المنصور.

اللواء اللبنانية في

08/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)