حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

لبنى عبدالعزيز تفتح صندوق ذكرياتها لـ«روزاليوسف»:

فضلت «الأطرش» على «حليم».. فحرض ضدى النقاد

حوار : سهير عبدالحميد

 

«المكان دائمًا يعكس شخصية صاحبه» هذه المقولة تنطبق بكل ما تحمل من معنى على الفنانة لبنى عبدالعزيز... فبمجرد أن تدخل بيتها تشعر بالهدوء والسكينة فهى شخصية حالمة ورقيقة وهذا واضح من خلال بساطة الأثاث الذى جمع بين الجمال والأصالة فمن خلال الصالون الذى حاورتها فيه لفت نظرى بورتريه كبير مرسوم بريشة الفنان صلاح طاهر أهداه لها فى بداية حياتها وهى طالبة فى الجامعة الأمريكية ومازالت محتفظة به وبخلاف ذلك فإن كل الصور الموجودة فى المكان جماعية شاركها فيها أحبابها سواء من الأسرة أو من الأصدقاء والتى تلخص فيهم مشوارها الطويل منذ أن كانت طفلة وحتى أصبحت جدة. وقد خصتنا بصور عائلية تنشر لأول مرة وفتحت لنا أرشيف ذكرياتها التى جمعتها مع ساسة ومفكرين وفنانين ترويها لأول مرة وعلاقتها بزوجها وأحفادها واعتزازها بلقب أم البنات وكيف قبلت زواج بناتها من رجال مسيحيين أشهروا إسلامهم وأسرار كثيرة يرصدها الحوار التالى:

·     أبدأ من محطة مبكرة جدًا فى حياتك عندما كان عمرك 17 سنة وحاورتى الرؤساء محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات.. حدثينا عن ذكرياتك مع هذه الشخصيات؟

- كما تعلمين أننى بدأت مذيعة فى ركن الأطفال بالإذاعة وذلك قبل التحاقى بالجامعة الأمريكية وكنت أصغر مذيعة فى الإذاعة فى هذا الوقت حيث قدمت العديد من البرامج مثل «شخصية الأسبوع» و«بورتريه» وأثناء تسجيلى لأحد برامج الأطفال علمت أن الرئيس محمد نجيب موجود فى الإذاعة فحاولت مقابلته إلا أن الأمن رفض وعندما رفعت صوتى وسمعنى الرئيس وهو داخل الاستوديو دخلونى له وطلبت منه وقتها أن يقول كلمة للأطفال بمناسبة أعياد الكريسماس فرحب جدًا ووصفنى «بالشقية» واكتشفت أنه لطيف وطيب جدًا وبعد هذه المقابلة بشهور أجريت معه حوارًا للإذاعة وكنت أصغر مذيعة تحاور رئيس الجمهورية.

·          وماذا عن جمال عبدالناصر؟

- أنا اعتبر نفسى ناصرية الهوى فعندما قامت الثورة كان عمرى وقتها 10 سنوات وتفتحت عينى على ثورة 23 يوليو والمشروع الناصرى فقد غير عبدالناصر نظرة الغرب لنا ورنين كلامه وقراراته يسمع فى كل أنحاء العالم بعد أن كان السمعة المعروفة عن مصر بأنه يحكمها ملك فاسد.

·        يقال أنه كان يرعاكى فنيًا.. فما تعليقك على ذلك؟

- هو كان يرعى الفن بصفة عامة وليس اهتمامًا خاصًا بشخصى لكنه دائمًا عندما كنت ألقاه يقول لى «يا شقية» وأذكر أن رئيس التليفزيون الأسبق أمين حماد قال لى أن الرئيس عبدالناصر يريد منى تقديم برنامج تليفزيونى فى بداية نشأة التليفزيون لكنى اعتذرت لأنى أعشق الإذاعة واعتبرها بيتى الذى نشأت فيه.

·          وكيف كان لقاءك بالرئيس السادات؟

- أنا التقيت به عدة مرات بدأت وأنا مذيعة إذاعة وكان وقتها عضو فى مجلس قيادة الثورة وأذكر أنه أثناء إجرائى للحوار نادى ابنته لبنى لكى تتعلم منى وبعد أن أصبحت ممثلة التقيت به فى بعض الاحتفالات وكان آخر مرة قابلته فيها بعد سفرى واعتزالى وهذه المقابلة كانت بالصدفة فى عشاء خاص فى البيت الأبيض أقامه الرئيس الأمريكى كارتر للسادات وأسرته وعندما شاهدنى السادات وزوجته السيدة جيهان وبناته سلموا علىَّ وسألونى عن أحوالى وهل سأعود للتمثيل مرة أخرى أم لا لدرجة أن كارتر تعجب من حرارة معاملته لى خاصة أنه لا يعرفنى كممثلة.

·        وما ذكرياتك مع أول فيلم سينمائى شاركتى فيه وهو «الوسادة الخالية»؟

- هناك شخصيات كانت سببًا فى دخولى التمثيل هما صلاح أبو سيف وإحسان عبد القدوس والاثنان عرفونى من خلال مسرح الجامعة الأمريكية ومن خلال والدى الذى كان يعمل صحفيًا فقد كنت عاشقة للمسرح العالمى ولا أعرف شيئًا عن الفنانين المصريين حتى عبدالحليم حافظ وعندما وافقت على الوسادة الخالية طلب منى صلاح أبو سيف مشاهدة آخر أفلامه لأعرف أسلوبه فى التمثيل وأذكر أنه كان فيلم «شباب امرأة» وأعجبت به جدًا ومن هنا بدأت أتابع السينما المصرية حيث أحببت جدًا «الراهبة» لهند رستم و«جميلة بوحريد» لماجدة الصباحى.

·        وكيف كانت علاقتك بالوسط الفنى قبل سفرك؟

- علاقة جيدة فأنا لست اجتماعية ولا أحب الاختلاط أو جو الحفلات، ودائمًا كانوا يتهموننى بالغرور لكن الموضوع أنى أحب الوحدة وعلاقتى كانت أكثر بالكتاب والصحفيين خاصة فى صالونات إحسان عبدالقدوس حتى عبدالحليم حافظ قابلته فى بيت تماضر توفيق المذيعة.

·     هل صحيح أن عبدالحليم غضب منك عندما قدمتى فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» مع فريد الأطرش؟

- فعلاً لأنه فى هذا التوقيت كان يريدنى أن أشاركه أحد أفلامه لكنى اعتذرت بسبب فيلم فريد وأتذكر أنه قاد حملة هجوم قبل بداية تصوير الفيلم وكان يحرض نقادًا وصحفيين لكى يهاجمونى ومنهم إحسان عبدالقدوس وهذا من منطلق غيرته فنيًا على أفلامى لدرجة أنه فى يوم عزمنى على السينما هو وصلاح أبو سيف وكان فيلم لفريد الأطرش وطول مشاهدتى للفيلم كان يؤكد لى أن فريد الأطرش سيكرر نفسه فى فيلمى معه ولن يقدم جديدًا لكنى كنت مصرة وبالفعل نجح الفيلم.

·     قدمت مع رشدى أباظة خمسة أفلام أبرزها «آه من حواء» و«عروس النيل». حديثنا عن ذكرياتك معه؟

- رشدى من أكثر الفنانين الذى عمل فى مقالب حتى أكثر من عبدالحليم فقد كان يتمتع بخفة ظل وروح حلوة وصعب أجد شخصًا مثله فدائما أول يوم تصوير لابد أن أجد غرفتى مليئة بالورد ولا أنسى مقلباً عمله فى بالاشتراك مع فطين عبد الوهاب أثناء تصوير «آه من حواء» عندما كنت أمثل مشهداً وأنا أحاول أطفش عريس تقدم لى وتركونى أحرك أنفى وحواجبى نصف ساعة دون أن يوقفوا التصوير وهما ميتين من الضحك خلف الكاميرا.

·        وهل هناك أفلام قدمتها مجاملة لأصحابها؟

- هناك فيلمان شاركت فيهما كضيفة شرف أحدهما مع الفنانة شادية التى أكن لها كل احترام وتقدير وكنت فى هذا الفيلم اجسد دور ابنتها والفيلم الثانى هو «أدهم الشرقاوى» الذى يعد أول بطولة مطلقة لعبدالله غيث وأردت مساعدته فى بداية طريقه ونجح هذا الفيلم واعتقد من أهم اسرار نجاحه هو أغانى حليم.

·        وكيف كانت طبيعة علاقتك بالفنانة شادية؟

- شادية من أطيب الشخصيات التى قابلتها فى الوسط الفنى وأذكر أول مرة كلمتنى فيها بعد فيلم «الوسادة الخالية» التى كانت مرشحة له هى وفاتن حمامة وقالت لى بالنص «أنتى قدمتى الدور أحسن ما كنت هقدمه» وانتى حققتى شهرة ونجومية لم يحققها وجه جديد من قبل وهذه الكلمات اعتز بها جدا وهذا ما جعلنى أوافق مشاركتها كضيفة شرف فى أحد اعمالها.

·        فيلم «واسلاماه» من أهم المحطات فى تاريخك ما ذكرياتك مع هذا العمل؟

- أنا اعتز جدا بفيلم «واسلاماه» لأنه فيلم يوضح عظمة الإسلام والمسلمين وصرف عليه بشكل جيد والشركة الايطالية التى انتجته لم تبخل عليه بأى شىء حيث أتت بكاتب سيناريو ومخرج امريكى حاصلان على الأوسكار وصمم الملابس له شادى عبد السلام وتم ترجمته للغة الايطالية وعرض هناك ولا أنسى رد فعل الاجانب أثناء عرضه خاصة مشهد هجوم التتار على المسلمين أثناء الصلاة حيث صفق له الجمهور الايطالى بشدة وهذا يجعلنى أتساءل أين الفيلم الاسلامى ونحن نعيش فى ظل حكومة اسلامية وحكم اسلامى حتى نصحح للغرب المفهوم الخاطئ عن المسلمين الذين يصفونهم بالارهاب والتطرف.

·        وهل لو الإخوان انتجوا فيلمًا إسلاميًا من الممكن أن توافقين على المشاركة فيه؟

- وما المانع فأنا أنظر للدور ومستوى الفيلم وليس لمصدر التمويل وكل ما اتمناه أن أكمل المشوار الذى بدأته فى فيلم «واسلاماه» كما اتمنى من الموجودين فى السلطة محاولة تقريب المسيحيين للمسلمين ويعيدون ترابطهم حتى نثبت لهم أن المسلمين اقرب لهم من اليهود.

·        هل فكرتى أن تتركى مصر وتستقرى فى امريكا بسبب الاضطرابات فى الشارع؟

- منذ عودتى أنا وزوجى رحمه الله ونحن قررنا ألا نترك بلدنا مرة أخرى وأن نعيش ونموت فيها وعندما قامت الثورة كانوا بناتى يلححن أن أعود لأمريكا لأنهن خائفات على خاصة بعد أن رأين مشهد سحل المواطن «حمادة» لكنى رفضت وقلت لهن «لن يصبنا إلا ما كتب الله لنا» صحيح المصريون اصيبوا بخيبة أمل لأن الثورة لم تحقق شيئًا حتى الآن بل عدنا خطوات للخلف.

·          وكيف ترين الهجوم على الاعلاميين والفنانين من جانب بعض التيارات الإسلامية؟

- هذه مأساة فالفن علامة الحضارة والاعلام مرآة للمجتمع ولا يوجد بلد فى العالم لا يتم فيها نقد رئيس الجمهورية بما فيهم أمريكا سواء النقد الصريح أو البرامج الساخرة فالإخوان تجاوزا الحدود.

·     الأسرة هى من أهم المحطات فى حياتك والتى ضحيتى بالفن من أجلها حديثنا عنها وعن بناتك واحفادك؟

- اسرتى هى أهم شىء حققته فى حياتى ولست نادمة على تركى الفن والسفر مع زوجى وتكوين هذه الحياة الدافئة والحمد لله رزقنى الله ببنتين هما مريم ونادين وقمت بتربيتهما كما ربتنى أمى وجدتى على الأخلاق وطريق اللبس والكلام مع الآخرين وبعض المقربين منى اتهمونى بالرجعية لأنى اتعامل بتفكير جدتى لكن ثبت بعد ذلك  صحة تفكيرى.

·        وهل ورثت بناتك عنك حب الفن؟

- نعم فمريم ابنتى الكبرى تحب التمثيل ولكنها هواية فقط ورفضت الاحتراف واختارت أن تعمل مذيعة فى احدى المحطات الأمريكية لكنها الآن تركت العمل وانشغلت بالأسرة أما نادين فهى تعمل فى مجال الجرافيك.

·        وماذا عن أحفادك؟

- لدى ثلاثة حفيدات هن مريم وسارة ودينا الذى اعتبرهم كل حياتى وهن يكلمونى كل يوم فى التليفون.

·        هل صحيح أن ابنتاك متزوجان من أمريكان اشهرا  اسلامهما؟

- نعم هذا صحيح ولا اعتبر هناك عيباً فى ذلك فهما اشهرا اسلامهما بالقنصلية المصرية وأخذا دروسًا عن الاسلام ومرا بكل المراحل التى تقربهما من الاسلام واذكر أن أثناء عقد قران ابنتى فى القنصلية المأذون مزح وقال من حقك الآن تتزوج اربعة وبعد الزواج اصبحا ابنائى ويحبونى أكثر من أمهاتهما.

·        وأخيرا كيف تقضين يومك خاصة بعد وفاة زوجك الدكتور اسماعيل برادة؟

- ما بين القراءة وكتابة مقالاتى فى الأهرام وكلى وبرنامج الاذاعة.

مجلة روز اليوسف في

04/04/2013

 

خالد الحجر: لا أروّج للجنس

أجرى الحوار: أنور محمد (وهران) 

خالد الحجر سينمائي مصري يرى الحياة بعينين عملاقتين، هكذا أثبت من خلال أفلامه التي كان آخرها «شوق» عن سيناريو له وقصة سيِّد رجب، وتمثيل سوسن بدر، روبي، مرهان، أحمد عزمي، وآخرين. التقيناه في الجزائر وكان هذا الحوار

·     في فيلمك الأخير «شوق» تعيد طرح موضوع الفقر كعاهة اجتماعية، شخصياتك من الناس المقهورين والمقموعين اقتصادياً وسياسياً. أنت لم ترأف بهم - ليس بمعنى الشفقة ـ لكنَّك سلَّمتهم إلى مصيرٍ قاس؟ 

^ أوَّلاً «شوق» هي قصَّة للكاتب والممثِّل سيِّد رجب، وأحداثها جرت في مدينة الإسكندرية. لذا كان من البديهي أن أُخلص كعادتي لإبراز قسوة الشرط الاقتصادي الذي يعيشه المصريون، ومن ثمَّ فإنَّ الفقر هو أكثر من عاهة ومرض، لقد حوَّله أبناء (ال...) إلى قَدرٍ مكتوب على الفقراء ولا مهرب منه. أمَّا إنِّي لم أرأف بهم فإنَّه لأُبرز وأبيِّن كيف أنَّ أولاد ال... هم من يسوق هؤلاء الفقراء إلى المصير الذي سميته أنت «قاسيا»، وذلك في صورة حرصت على أن تستثير ردود أفعال. ومن ثمَّ يجب ألا ننسى أنَّ السينما هي ما يمكن أن نستفيد منه كوسيلة لإجراء دراسات اجتماعية

·     في بعض المفاصل الدرامية اقتربت من الدراما التجارية ذلك حين رميت الأسرة في (الجحيم) الاقتصادي المصري، حيث أكثرتَ من اللقطات المقرِّبة والمجسِّمة. ألا تكفي الإشارات؟ 

^ لم أكن أريد أن أغوص في اللقطات الجنسية، لكنني أشرت إليها من بعيد. واللقطة المقرِّبة والمجسِّمة هنا تصير ضرورة جمالية، فأنا لا أطرح الجنس ولا أروِّج له في السينما، لكن باعتباره فعلُ شوقٍ يُفصحُ عن قيمة الحب، وكثيراً ما خشيت أن يخطف الجنس مضمون الفيلم ويحوِّله النقَّاد والجمهور عن مساره الإنساني الذي رسمته له. وهنا يجب أن أروي لك أنَّه عندما كنت أصوِّر اللقطات الأخيرة من الفيلم سُرِّب أنَّ «شوق» فيلمٌ جنسي فما كان إلا أن تمَّ رفع قضية على الفيلم وهو في مراحل التصوير. كيف اشتغل فقهاء الضلال وأوَّلوا الفيلم على إنَّه إباحي وهو ما زال قيد التصوير

·     لقد أعطيت السلطة الأمومية دوراً همَّشت الأب، ألغيت سلطته. ماذا تقصد والمجتمع المصري والعربي عموماً هو مجتمع أبوي ذكوري؟؟ 

^ في الحقيقة المجتمع العربي مجتمع ذكوري في الواجهة، لكن من يدير الأمور معظم الوقت هي المرأة. ففي الدول التي تحرَّرت في ثورات الربيع العربي كانت زوجات الرؤساء هُنَّ من يُدرن قارب السياسة. في السنوات العشر الأخيرة كانت سوزان مبارك هي من يحكم مصر وليس مبارك، وكذلك كانت تفعل زوجة زين العابدين بن علي في تونس

·     هناك مشاهد مسرحية لا لقطات سينمائية خاصَّةً في مواقفك من (المحرَّمات) التي لها تأثيرها في تدجين العقل وإقصائه. ماالغاية؟ 

^ أي سينمائي هو شخص مسرحي بالضرورة، لقد مثَّلتُ وأخرجتُ مسرحيات عدَّة في جامعة القاهرة أثناء دراستي، كما كتبت السيناريو. ثمَّ إنَّ المحرَّمات التي تشير إليها هي فعلٌ إنساني، حاجةٌ إنسانية علنية ولكنَّها تحدث في الأماكن المغلقة، وهي موظَّفة بشكل دقيق وصحيح في الفيلم لتخدم نمو الصراع. كما أنها جاءت ضرورة فنية وفكرية وغير مثيرة كما فسَّرها البعض، أنا صوَّرتها وبهذا المجسَّم كما أشرتَ أنتَ في سؤالك، لأحرِّض على الوقوف في وجه الاستغلال والقهر الاقتصادي والسياسي الذي مزَّق مثل هذه الأسرة، رغم النواهي الدينية التي تمنع وتحرِّم تجوع الإنسان للإنسان. أين التكافل الاجتماعي الذي يطالب به الدين؟ أين الزكاة؟ أين الصدقة؟ أنا أحرِّض العقل على التفكير

الفيلم الوثائقي اللبناني يدخل العروض التجارية

هل غدت السينما اللبنانية صناعة متكاملة؟

نديم جرجورة 

هل تعيش السينما اللبنانية اليوم أفضل حالاتها، إنتاجـاً وعروضاً تجارية؟ هل هذه صناعة متكاملة، أم مجرّد مشاريع تتحوّل إلى أفلام متنوّعة؟

ما يحدث الآن في المشهد السينمائي اللبناني قابلٌ لنقاش نقدي يطال النواة الدرامية والجماليات الخاصّة بالأفلام الجديدة، من دون التغاضي عن الواقع التجاري للعروض المحلية لبعض هذه الأفلام. حالياً، لا يزال «قصّة ثواني» للارا سابا و«بيترويت» لعادل سرحان يُعرضان تجارياً. الأول يبدأ اليوم أسبوعه السابع. الثاني يبدأ اليوم أيضاً أسبوعه الرابع. بلغ عدد مشاهدي الأول في تلك الأسابيع (من دون ذكر يوم أمس الأربعاء) 12043 مُشاهداً. جذب الثاني، منذ بداية عرضه لغاية أمس الأول الثلاثاء، 6133 مُشاهداً. هذان رقمان متعلّقان بعدد البطاقات المبيعة. أي ان المشاهدين الحقيقيين قد يكون عددهم أقلّ، لأن البعض يشتري بطاقة دخول، لكنه إما لا يكترث بما يُشاهده، وإما يخرج من الصالة قبل انتهاء الفيلم لعدم رضاه عليه. هذان رقمان يعكسان منافسة تجارية بحتة بين نمطين متناقضين من الأفلام السينمائية. ثلاثة أسابيع لـ«بيترويت» كفيلة بجذب نصف عدد مشاهدي «قصّة ثواني». ثلاثة أسابيع هي أيضاً نصف مدّة العرض التجاري لـ«قصّة ثواني». لكن الأهمّ من هذا كلّه، أن «قصّة ثواني» منتم إلى سينما لبنانية متمكّنة من شرطها الإبداعي، القابل لنقاش نقدي. أما «بيترويت»، فلا يستحقّ كلمة نقدية واحدة لشدّة سذاجته الشكلية، وسطحيته الدرامية، واهترائه البصريّ.

بعيداً عن لغة الأرقام، تستعد صالات لبنانية عديدة لإطلاق العروض التجارية لعدد من الأفلام اللبنانية الجديدة: الوثائقي «النادي اللبناني للصواريخ» لجوانا حاجي توما وخليل جريج. «عصفوري»، الروائي الطويل الأول لفؤاد عليوان. بالإضافة إلى رائعة زياد دويري «الصدمة». هناك إمكانية لعرض جديد إليان الراهب «ليال بلا نوم». في مقابل كل تعليق نقدي قاس قد يطال الوثائقي الأخير هذا للراهب، إلاّ ان عرضه التجاري ضرورة ثقافية وأخلاقية ومهنية، لكونه سجاليّاً بطرحه أحد الأسئلة الأخلاقية والإنسانية المعلّقة منذ الحرب الأهلية اللبنانية: سؤال المفقودين والمخطوفين، مع مسؤول الأمن في «القوات اللبنانية» أسعد شفتري. فيلم سجاليّ، لأنه خطا خطوة إلى الأمام، وإن كانت متواضعة وضعيفة، بمحاولته إقامة مواجهة مباشرة بين جلاّد (شفتري) وضحية (مريم سعيدي، التي فَقَدت ابنها المقاتل الشيوعي في العام 1982). الضرورة الثقافية والأخلاقية والمهنية، المتعلّقة بعرض «الصدمة»، لا تقلّ إلحاحاً. ليس الفيلم لبنانياً. لكن اختياره هنا مرتبطٌ بالجنسية الأولى والأساسية للّبناني دويري، الذي طرح، هو أيضاً، سؤالاً أخلاقياً بحتاً، بقالب سينمائي بديع ومهمّ: معنى العلاقة بالأرض والوطن والمجتمع. سؤال العملية الاستشهادية/ الانتحارية. الارتباط بالبيئة، أو التخلّي عنها. هذه أسئلة لا تختصر الفيلم، بقدر ما تُقدّم لمحة عن مضمون مغلّف بإبداع بصري متحرّر من كل خطابية فجّة، وشعاراتية فارغة.
اللافت للانتباه أن الفيلم الوثائقي، اللبناني تحديداً، بات يعثر على مكان له في العرض التجاري المحلي. يعود الفضل لجمعية «متروبوليس»، التي جعلت اهتمامها بهذا النوع السينمائي اختباراً خاضته إدارات صالات سينمائية لبنانية أخرى، وإن بتردّد. «النادي اللبناني للصواريخ» تجربة مختلفة تماماً عن أفلام سابقة عديدة، روائية ووثائقية، للثنائي حاجي توما وجريج. الذاكرة المفقودة أو المغيّبة دفعت الثنائي إلى البحث عن تجربة اختراع صاروخ لأغراض علمية في مطلع ستينيات القرن الفائت. الذاكرة التي يسعى كثيرون إلى طمرها وجدت، في «عصفوري»، لحظة بوح. فؤاد عليوان تنقّل بين راهن غارق في سياسة تدميرية لإعادة إعمار بلد، وماض يُلغَى. مبنى العائلة معرّض للانهيار. الوحش العقاري طامعٌ فيه. هناك الحبّ والعائلة والتفكّك والحرب والخراب أيضاً.

أفلام تُعرض حالياً، وأخرى قريباً. هناك شيء حسن وجميل يحدث في السينما اللبنانية الآن.

«جِن» أرديم.. نبوءة المصالحة

زياد الخزاعي (لندن) 

قطعاً، لم يكن في حسبان المخرج التركي ريها أرديم، أن يكون جديده «جِن» مؤشراً سياسياً على المزاج العام بشأن الحرب الطويلة مع مقاتلي «حزب العمال الكردستاني». لم يسع إلى تكريس حكاية بطلته اليافعة ومرارات هروبها الطويل في شعاب الجبال الشرسة، كبوح مبطّن على ضرورة إيجاد مخرج ما للمُعضِلة العسكرية التي تستعر، كلّما شبّ حريق ما في الشرق الأوسط، من دون حل حاسم. الصاعق أن ما حدث بعد عرض الفيلم في «مهرجان برلين السينمائي» في شباط الفائت، وبفارق أسابيع معدودة، حرّضنا على اكتشاف أن حصافته الإيديولوجية تقاطعت، من دون تسبيق أو تخطيط، مع «صفقة عبد الله أوجلان»، التي فاجأت الجميع بدعوته مقاتليه إلقاء السلاح والانسحاب من تركيا إلى جبال قنديل العراقية، ليتحوّل الفيلم إلى «نبوءة» سينمائية استبقت، من دون أن تدري، مناورة «آبو» في ندائه المصيري لـ«بدء نضال مختلف».

تجلّى هذا الاختلاف بقوّة درامية في قرار «انسلاخ» البطلة الكردية عن مجموعتها المسلّحة من دون سبب واضح، وسعيها للوصول إلى جدّتها في «أزمير». لن يجبر أرديم صبيته على التنازل عن سلاحها، ولا خلع زيّها القتالي المميز، بل يمرّر وعيها البرّي، ومعها مشاهد نصه، بتحوّلات حاسمة تُلغي عصابية الحزبي الملتبس فيها، وتعمّم الإيمان الطقوسي بعظمة الطبيعة وذودها عن كائناتها، وقسوتها ضد العابثين والخادشين لكينونتها الأزلية. يُشكّل «انشقاق» صبية أرديم معضلة مزدوجة. للمغالين بشأن الاستحقاق الكردي، يُعدّ الفيلم خيانة وعاراً، بينما يراه دعاة الرهان السياسي إشارة إلى نجاعة التروي كي «يصمت السلاح»، على حدّ تعبير نداء الزعيم «آبو». هل يمكن اعتبار الفيلم ورطة إيديولوجية، وحكماً مسبقاً على انسداد أفق حركة تحرّر ارتهنت إلى حالة مستدامة من اللا حرب واللا سلم؟ أم أن أرديم وعى صعوبة حلّ لا يريد طرفاه إنهاءه بأسلم الطرق؟ يؤمن الكرد بأن «الدفاع عن الذات» حقّ مقدّس، بينما يسعى العثمانيّ إلى إبقاء كرامته التاريخية ضد مَنْ وصفهم بعنصريته «أتراك الجبال» مصونة مهما تطلّب الأمر. لا ريب في أن مريدي أرديم لن يتوقّعوا خيانته منبته وتركيته. مثلما لن يصل مناوئو نصّه إلى شواهد حاسمة لنصرة كردية بطلته، إلاّ من باب احتفائه المفخّم بشكيمتها الذاتية، التي تحصّنها ضد البغاة والساعين إلى انتهاك جسدها وعفّتها.

لن نعرف اسم الصبية التي تتلبّس اسم ليلى، إثر سماعها إياه متردّداً على لسان عجوز تركية تهتف به حفيدتها، بعد أن اقتحمت الكردية دارتها النائية. هنا، تتخلّى البطلة عن لبوسها العسكري، وتكشف عن كائن أنثوي يهفو إلى العائلة وحُنُوها، وإن علا سحنتها تجهّم جبليّ. في الأعالي، تصادف الصبية ميتاتها المتكرّرة من دون أن تتحقّق. يتعقّبها الجنود. يخطئ رصاصهم هدفه البشري، مردياً بدلاً منها حيوان البريّة، دافعاً عديدها إلى كمائنها. الطبيعة هي الخاسر الدائم في حروب البشر القساة. وسط فتنة الكون، التي صوّرها ببهاء نادر البلجيكي فلورنت هيري في سادس تعاون له مع أرديم، تتعلّم الكردية تهجّي حروف الأعداء. تفتح صفحات كتاب مدرسي «سرقته» من العائلة الريفية، لتشع فيها براءة التعلّم الموؤودة. بيد أن الحرب لن تدعها بسلام. ما إن «تهبط» إلى المدينة، حتى تنهال عليها نوائب البشر وخسّتهم. تفلت من اغتصاب. تتحايل على اعتقال عسكري بحجّة ريفيّتها وأميّتها. تساهم في «تصفية» مقاتل بيشمركة أسره الأتراك، كي تُفلته من التعذيب، قبل أن تحتجز لاحقاً جندياً مصاباً منهم.

هنا، يحول أرديم مزاج فيلمه الطويل (122 د.) من نصّ عن حرب مزمنة إلى مسعى طموح إلى التصالح. تستمع الصبية إلى سبيّها، وهو يحدّثها عن عائلته، وقرب انفكاكه عن الجيش، وعودته إلى قريته. تعي ابنة الجبال بعفويتها أن عداوتهما لن تحلّها ذرى الجبال. تطلق سراحه، وتصرخ بعنفوان: «اسمي جِن» (تعني امرأة بالكردية)، مجيبةً عن استفساره عن اسمها، ومعلنة سقوط عبودية أنوثتها وعلوّ سلميّتها.

السفير اللبنانية في

04/04/2013

 

إيمانويل حرّرت صورة المرأة لكنها لم تحرّر المرأة

هوفيك حبشيان 

في السبعينات، كانت هناك طرق أخرى لتحرير المرأة مختلفة عن تلك السائدة اليوم. بيد ان العري ظلّ القاسم المشترك بين الحقبتين. لم تكن سيلفيا كريستل تحلم بالتمثيل حين كانت على مقعد الدراسة. اخترقت الشاشة مصادفة. سمحت لها قامتها بعرض الأزياء. أخضر عينيها سحر مصوّر الموضة وهي بالكاد في السابعة عشرة من عمرها. كل ما فعلته هذه الهولندية في أحد الأيام انها ردّت على اعلان في مطبوعة: وقفت أمام المخرج جوست جايكين، ضحكت لكاميراه وتمتمت للعدسة بضع كلمات. تلك الكلمات أعجبت السينمائي المبتدئ الذي لم يكن قد أنجز بعد أي فيلم، فاختارها لتضطلع بدور ايمانويل في الشريط الذي شرّع لها أبواب المجد، وهو افلمة لرواية ركيكة ألّفتها ايمانويل ارسلان.

نحن هنا في بداية السبعينات: زمن التحولات التي جاء بها ايار 68. انتُخب فاليري جيسكار ديستان، مرشح الجمهوريين المستقلين، رئيساً لفرنسا. انفتحت البلاد على تأويلات جديدة لمعنى الفردية وحقوق المواطن. في مقدمة المشاريع، التحرر الجنسي الذي لم يكن متاحاً حتى ذلك الحين، في عهد بومبيدو. ما ينقله شهود تلك المرحلة معبّر عن السياق الاجتماعي والسياسي الذي انطلقت فيه عروض "ايمانويل": فقبل نزوله الى الصالات، استنكرت الرقابة الفرنسية بعض المشاهد الساخنة. لم يخرج الناس الى الشارع للدفاع عن حرية التعبير. لم يحتجوا، لأن ما فعله وزير الثقافة انذاك ميشال غي كان كافياً. اذ دعا الى ان تقدم تسع صالات على احتضان هذا الفيلم، من دون ان يُقتطع منه مشهد واحد

لم يكن أحد من النقاد والموزعين ينتظر الكثير من طرح "ايمانويل" في السوق. قدّروا نجاحه ببضعة اسابيع من العرض وبحفنة من المشاهدين. في خاتمة الجولة، جذب الفيلم ما يقارب العشرة ملايين مشاهد، وأدخل الى جوارير شركة الانتاج نحواً من مئة مليون دولار. تمسكوا جيداً: ظل الفيلم في احدى الصالات الباريسية، جادة الشانزيليزيه، فترة 11 سنة. حتى القطاع السياحي عرف كيف يأكل من كتف الفيلم، اذ كان يقترح على زبائنه اليابانيين المولعين بالجنس، حصة سينمائية ساخنة، بين صباح مخصص لمعاينة "الموناليزا" في اللوفر وأمسية محجوزة للتلصص على أثداء الراقصات في الـ"مولان روج". في بيروت، شاهد اللبنانيون الفيلم مقطعاً، قبل ان يعثروا على اجزائه المسلوبة، بدءاً من الثمانينات، عندما كسحت كاسيتات الـ"في أش أس" الأسواق

بعد "ايمانويل"، تحولت كريستل الى رمز، صعب عليها الفكاك منه حتى لحظة رحيلها في تشرين الأول الماضي، عن 60 عاماً، بسبب السرطان. الناس يبحثون عن الشهرة وعندما تأتيهم، تصبح كالربو على صدورهم. حُشرت كريستل في دور قزمها وقزم طاقاتها واجهض رغبتها في تجسيد كاراكتيرات أخرى. لكن شخصية ايمانويل ذات السمة الليبيرالية، والقائمة اصلاً على استعارة للحياة العصرية والانفتاح، جرّت خلفها عشرات النماذج المشابهة لها. صحيح ان السينما الايروتيكية لم تبدأ مع "ايمانويل"، لكن لا يمكن الاغفال عن حقيقة ان هذا الفيلم تحول نقطة مفصلية في تاريخ تلك السينما، اذ كان قاطعاً وحاسماً وجازماً على النحو الذي اظهر فيه الأجساد وفي الكيفية التي تعامل بها مع رغبة المرأة الجنسية. لذلك، تكمن أهمية "ايمانويل" في طليعيته أكثر منه في جوانبه الفنية. ظل الفيلم على الحدّ الفاصل بين الاباحية والتزام حد معين من التستر والأخلاق الحميدة، مستوعباً كلا من الكيتش والاصالة في كادر واحد. في السنوات القليلة التي تلت انتاجه، كرّت سبحة الأفلام التي بدأت تستشعر دائماً ضرورة رفع سقف المتاح والمسموح به. فراحت قطع الملابس تتساقط كأوراق الخريف من على أجساد الممثلات. ولم تعد الحاجة كبيرة لمقدمات طويلة كي يبلغ النص ذروته "الدرامية". هذا كله جعل الدولة تسن قانوناً خاصاً بهذه الأفلام.

اليوم، سيسأل مراهق جالس خلف مفاتيح الكومبيوتر عن السبب الذي كان يدفع والده إلى مشاهدة ايمانويل والافتتان بسحرها. كل شيء بات اسهل في عصرنا هذا، والوصول الى العري واللقطات الخلاعية في الأفلام لا يحتاج الى أكثر من نقرة. ولّى زمن اخفاء كاسيت الفيديو تحت السترة، والكاهن الممتعض من مشاهد القبل في أفلام الأسود والأبيض، احتجز الى الأبد في فيلم جيوسيبي تورناتوري. صارت ايمانويل واخواتها من مقتنيات متحف البراءة، تلك البراءة التي لم تعد تثير أولئك الذين اعتادوا على العنف والقسوة في العلاقات بين البشر.  

اقحم "ايمانويل" المرأة في وضعية جديدة: هي مادة لشهوة الرجال، لكن هذا لا ينتقص من كرامتها، لا بل يمنحها ثقة بالنفس ويساعدها في فرض سلطتها. سرعان ما تحولت ايمانويل الى نموذج استندت اليه شريحة كبيرة من السينمائيين الاوروبيين، المدافعين عن حقّ المرأة، ولكن غير القادرين تماماً على صون صورتها. لهذا السبب ربما، لم يعجب بالفيلم الرجال فقط، بل النساء ايضاً، اذ وجدن فيه تعبيراً معيناً عن مفاهيم جديدة. طبعاً، الخفة التي رُسمت بها ملامح ايمانويل حالت دون ان تتحول الى شخصية استعارية كاملة الأوصاف، فسقطت في امتحان الزمن، وصعب عليها مقاومة تحولات العصر ومستجداته.

hauvick.habechian@annahar.com.lb

لا لـ"24 ساعة حبّ"

هـ. ح.

نحتاج الى أكثر من 24 ساعة راحة لنتخلص من الآثار الجانبية التي يتركها الفيلم في أطرافنا. هذا العمل أقل من حلقة تلفزيونية مشغولة على عجل. انه اصرار ظريف لصناعة فيلم انطلاقاً من لا شيء، من عناصر باهتة مرّ عليها الزمن. نبتسم قليلاً ونخرج من الصالة ونذهب لاحتساء كأس نبيذ تمجد الربّ أكثر من هذا الفيلم المسيحاوي، ونقرر عدم الكتابة عنه. لكن الحملات الدعائية على التلفزيون والادعاء الفارغ للبعض يضعاننا مجدداً امام الورقة البيضاء. على النقد الاّ يقع ضحية الاعلان

ماذا نكتب عن ارتكاب كهذا؟ ريتشارد راود، ناقد الـ"غارديان" في الستينات، لم يقبل الا ان يكتب كلمة "لا" في نقده لـ"صوت الموسيقى". لم يكتب غيرها! فهل كان كتب نصف تلك الكلمة في هذا الفيلم لو اتيحت له مشاهدته؟ نحن امام لقاء هجين بين الدال والمدلول، بين غباء وغباء اقل، بين الخير والشر وشر أكثر على الطريقة اللبنانية، يقتبس طريقة الـ"سيتكوم" في النطق والاعتراض والشد على الحاجبين والشعر المقفى. على رأس هذا المشروع الأب المحافظ فادي تابت

مانو (طوني عيسى)، ابن عائلة غنية والده مرشح للانتخابات، وأمّه انتهازية غير آبهة به، ورفاقه في الجامعة سذّج من الدرجة الاولى. هذا الشاب يتورط في قضية مخدرات، فيجد نفسه وعائلته في وضع غير مسبوق. يظهر المسيح ليمده بنظريات قديمة جديدة وليضعه على الطريق الصحيح، طريق الخلاص. نقفز من واقعية الجامعة والعائلة على طريقة ريبورتاجات نشرات الأخبار الى فانتازيا يكون فيها البطل الخارق الأب فادي تابت في دور المسيح. مسيحٌ لبناني لا تسعفه اللكنة المحلية. مسيح يحمل خروفا بين ذراعيه ويدلو بدلوه من كليشيهات وعظية صيغت برعونة. عندما يقول المسيح لمانو "رح تكون ايدي بإيدك"، يأخذنا تفكيرنا الى الأسوأ، اذا تتوخون ما اقصده... 

القرية الفاضلة بألوانها الزاهية مثال في الذوق الرديء والكيتش. عندما ندخل بيت المسيح، نكتشف فيه الـ"تانت ماري" ووالده يوسف. كان يوسف نجاراً لكن لا نجد هنا قطعة موبيليا واحدة في المنزل. طبعاً، لا حاجة للتذكير بأن الحوارات كارثية والممثلين كاريكاتوريون بشكل مقلق، والمَشاهد لا تستطيع ان تكون امتداداً بعضها للبعض الآخر. المخرجة ليليان بستاني تصور احياناً الشخوص على خلفية بيضاء، وكادراتها تقريبية ومعدومة الخيال والتشكيل. كان الأفضل للنصّ ان يبقى في الجارور الى يوم القيامة، لكن انحطاط الأوضاع اللبنانية ومزايدة الأديان بعضها على البعض الآخر والصراع الخفيّ بينها، جعله مادة مقنعة لجهة منتجة. يا لسوء حظها وتقديرها

طيف قداسة يخيم على الفيلم، ويجعله أكثر بؤساً وفراغاً، لأن المشروع غير صادق البتة. يتبدى ذلك في كل شيء. الى متى يواصل اللبنانيون انجاز افلام تتنصل من الواقع، ولكن، على الرغم من ذلك، تصرّ على انها واقعية. تكفي رؤية مشهد خطاب المرشح كي نقتنع بأن الافلام التي على هذا النسق لم ترَ شيئاً مما يدور حولها. واذا اضفت الى هذا كله، خطاباً غير تقدمي عن وسائل الاتصال الحديثة، الوسائل نفسها التي يستفيد منها الشريط ليشق طريقه الى الناس، فنحصل على فيلم لا يصلح للمشاهدة. وعلى نحو أكثر دقة: فيلم يصلح لعدم المشاهدة.

السياسي والرقيب

هـ. ح.

الرقابة في لبنان مسألة شائكة. يتداخل فيها العام بالخاص، الاداري بالابداعي، المزاجي بالقانوني. حان الوقت للقول ان الجهاز الذي يعمل في الأمن العام، لا يتحمل وحده وجود رقابة في بلد مثل لبنان، حيث الصلاحيات كثيراً ما تكون موزعة بين الأطراف المتناحرين. مع ذلك، نجد انفسنا في الأخير، نتوجه بغضبنا في اتجاه واحد. فالانسان في حاجة دائماً الى تجسيد عدوه، في حين يكون العدو أحياناً مجموعة اعداء. ليس هناك شبح اسمه الرقابة يستيقظ ليلاً ويختفي نهاراً. الرقابة تتجسد في كل شخص تبوأ منصباً سياسياً ولم يفعل شيئاً لازالتها لأنها لا تُستثمر انتخابياً. أما الموظف الذي يعمل في هذه الدائرة الحكومية، فهو عبدٌ مأمور، يطبّق نصاً قانونياً. هل الحلّ في أيدي الموظفين أم في جعبة مَن جرّ البلاد الى المزيد من التضييق على الحرية منذ الاستقلال؟

ليس هذا رأي ممثلي الأحزاب السياسية الذين شاركوا أخيراً في ندوة حول الرقابة على هامش الدورة السابعة من "أيام بيروت السينمائية" (15 – 24 آذار). اذ ان النحو الذي تكلموا فيه عن هذا السرطان الذي يصعب اقتلاعه في سلسلة تعليقات مضحكة نُشرت في الصحف، يشير الى انهم ليسوا المسؤولين المباشرين عن وجود الرقابة (هذا بالاضافة الى تأييدهم للرقابة تأييداً لاوعياً). اذا لم يكن السياسيون مسؤولين عن وجود الرقابة، فمن الجهة التي تتحمل المسؤولية؟ مَن الشبح الذي يحكم لبنان؟ من الظالم؟ 

يذكّر هذا بسلوك بعض الدول العربية في زمن الثورات. هذه الدول تدعم الديموقراطية والتغيير في كل مكان من العالم الا على ارضها. كأن الأمر لا يعنيها. لدينا بدلاء من هؤلاء في لبنان ابتكروا اسماً مخففاً للرقابة: النعرة الطائفية والمذهبية. شعار التخوف من النعرة، كما بات معلوماً، تعريفه واحد لا غير: الحقيقة التي لا تريد أن يعرفها الآخر عنك. كل حقيقة يجب ان تُقال الا تلك التي تعرّيك وتزعجك

لعل ما لا يعرفه الكثير من اللبنانيين، ان الرقابة أكثر ليبيرالية من اسياد الطوائف. كم مرة تدخل طرف سياسي أو سفارة لتوقيف عرض فيلم معين يتطرق الى حادثة ما حصلت في ايران؟ قامت القيامة عندما مُنع فيلم "بيرسيبوليس" في لبنان. هل لأن الطرف المستنكر كان مغرماً به؟ ام لأنه كان يخدم أجندته السياسية وتحالفاته في تلك الفترة؟ كم مرة، حصل الشيء نفسه مع فيلم جرت احداثه في السعودية أو في سوريا؟ كم مرة دعا مرجع ديني الى سحب الفيلم الفلاني من الشاشات بحجة النعرة الطائفية؟ وكم مرة ومرة، اعترض رجل دين من على المنابر التلفزيونية على افلام لم يشاهدها بل سمع عنها؟ كم مرة زايد صحافيون على الجهتين، السياسية والدينية، مؤيدين الرقابة في مقالات تشبه الفتاوى.

الرقابة في لبنان فضيحة من قرن سابق، حالها حال كل شيء آخر في البلاد. لكن الفضيحة الكبرى هي الاعتقاد بأن الحلّ في يد السياسيين. فالسياسي لا يزال يعتبر المُشاهد قاصراً، لا يحقّ له ان يختار مشاهداته من دون وصاية. السياسي يريد من الفنان ان يغربل أفكاره. السياسي لا يزال يعتقد بأن على الفنّ ان يبتعد عن استفزاز المجتمع واشهار الأسئلة المقلقة والصادمة والحيوية. السياسي لا يزال يتكلم عن فنّ مسؤول وهادف وعن رقابة ذاتية وكل العبارات المطاطة التي لا تعني الا شيئاً واحداً: مطّ الرغبة في السيطرة على عقول الناس الى أجل غير مسمّى. فأيهما أخطر على الحرية، السياسي أم الرقيب؟

اذا كان في ودّكم إسقاط الرقابة في لبنان، فينبغي البدء بالطبقتين السياسية والدينية. عندئذٍ، ستسقط الرقابة وحدها.

السينما التركية في "متروبوليس"

السينما التركية وطنٌ بديل للكثير من السينمائيين. هذا ما يتبدى جلياً عند مشاهدة العديد من الأفلام التركية التي تُعرض في تظاهرة مخصصة لهذه السينما تُعقد في بيروت من 3 نيسان الى 7 منه، الساعة 19:00 في صالة "متروبوليس". 

هذه المرة الثالثة تحضر فيها السينما التركية الى لبنان، في محاولة غير معلنة من جانب المنظمين لاظهار المقابل السينمائي للمسلسلات التي كسحت الشاشات العربية. للفيلم أشياء اخرى يكشفها ويعالجها ضمن سياق زمني مختلف، وحدها الشاشة الكبيرة قادرة عليها. هناك صورة كاملة عن المجتمع التركي، الضائع بين الحداثة والتقليد، غائبة ومغيبة، يجهلها المشاهد اللبناني والعربي. هذا الاسبوع المهدى إلى هذه السينما مناسبة للتقرب منها وكشف تفاصيلها. هناك هذا الشيء الذي يميز السينما التركية وهو انتماؤها الى أوروبا بصرياً والى نفسها ايديولوجياً. بالاضافة الى كونها غير متحررة كاملاً من القيود الدينية والاخلاقية والسياسية التي تجعلها تتعاطى مع المواضيع بحذر شديد يتحول في بعض الأحايين الى رقابة ذاتية. هذه الرقابة تتمثل في اللجوء الى الاستعارة، من دون أن ترتقي في هذا المجال الى السينما الايرانية.

فيلم الافتتاح الذي سيعاد عرضه في ختام المهرجان، اسمه "ليل الصمت" الذي كان نال جائزة في الدورة ما قبل الأخيرة من مهرجان برلين السينمائي. تصدى مخرج الفيلم ريس تشليك، لتحدٍّ سينمائي كبير، إذ أن جميع الأحداث تدور في غرفة صغيرة، حيث تزوج عائلة في قرية تركية نائية الشاب الخارج للتو من السجن من فتاة مراهقة لا يعرفها، ليمضي الليل محاولاً إقناعها، كي يثبت تمام الزواج للعائلة التي ستحضر صباحاً، نزولاً عند التقاليد

أفلام اخرى ستُعرض في هذا الموعد الذي يتكرر للمرة الثالثة، ونأسف فقط لعدم وجود فيلم "خلف التل"، الذي كان صعقنا عندما شاهدناه في مهرجانات دولية

للمزيد عن هذه التظاهرة، ندعوكم الى زيارة الموقع الآتي:

http://www.metropoliscinema.net

النهار اللبنانية في

04/04/2013

 

فيلم وثائقي للمخرج بن حمو يرصد تاريخاً من الاحتجاج بالأغنية

«ناس الغيوان».. الموسيقى شاهــدة عيان

علا الشيخ - دبي 

تأثير الأم والثقافة وتحدي الظلم والخروج من القاع الى كسر جدار الصمت، كل ذلك وأكثر موجود في الفيلم الوثائقي «ظاهرة ناس الغيوان»، الذي أخرجه عمر كاملي بن حمو، وعرض أخيراً ضمن اتفاقية بين قناة الجزيرة الوثائقية وفوكس سينما في الإمارات. الفيلم لا يسلط الضوء على أغاني فرقة «ناس الغيوان» بقدر ما يسلط على العوامل التي كانت سبباً في تحول هذه الفرقة الى ملاذ الشعب المغربي خصوصاً والمغاربي بشكل عام، خصوصاً ان ظهورها كان في فترة أواخر الستينات، فصدحت أغاني «ناس الغيوان» تعبر عن الخوف وكسر حالة الصمت، منادية بتحقيق الكرامة للإنسان.

عند الحديث عن فيلم وثائقي، فالتوقعات نحو شكل المادة الفيلمية يأتي بالدرجة الثانية مقارنة بالمادة المنقولة عبر شهود عيان، وهذا ما يميز الفيلم الوثائقي.

في فيلم «ظاهرة ناس الغيوان» الموسيقى حاضرة وشاهدة على المرحلة وأغنيات تنتشر بين مشاهد الفيلم الذي تجاوزت مدته الساعة، مثل حضور أعضاء في الفرقة أو مناصرين لها، اضافة الى مشاهد من أفلام مغاربية يتناسب موضوعها و«ظاهرة ناس الغيوان».

هو فيلم يأخذك الى عالم موسيقي كان موجوداً لحماً ودماً، لينتقل بك الى تساؤل عن السبب وراء عدم الاستمرارية من خلال تكهنات فقط. تساؤل عن حال الفرقة التي كانت تعتمد على كلمات أغانيها على سؤال توجهه الى المستمع.

واعتمد بن حمو على أن يعيش المتفرج كأنه داخل مسرح كبير أو قاعة سينما، فكل المواد المصورة سواء من الأفلام أو من حفلات الفرقة وأغنياتها كانت تعرض على شاشة كبيرة ومقاعد فارغة، وصوت معلقين يخرج بين الحين والآخر. فالفرقة اذا عدت للبحث عنها تعي أنه لا يمكن الحديث عن الثقافة المغاربية دون الحديث عنها، فكما قال مصطفى حركات صديق فرقة ناس الغيوان، «أرفض أن تسمى الفرقة بظاهرة، لأن الظاهرة تزول، هي تمثل ثقافة قائمة بحد ذاتها لا يمكن أن تمحوها السنون أو الغياب».

لماذا الصمت؟

سؤال كبير طرحه المخرج المغربي حسن بن جلون مخرج فيلم «درب مولاي الشريف»، الذي كان ومقاطع من فيلمه شاهدين على فرقة «ناس الغيوان». يقول بن جلون في شهادته «عندما ظهرت الفرقة قلنا لماذا نكون ضحية الصمت؟ لماذا أنا صامت؟». لتأتي مشاهد من فيلمه «درب مولاي الشريف» وهو من بطولة محمد نظيف وحنان الإبراهيمي، اذ يعالج الفيلم الذي يعتبر أول من تطرق لقضية جد حساسة في تاريخ المغرب بعد الاستقلال وهي مشكلات حقوق الإنسان في سبعينات القرن الماضي في المغرب وعن المعتقلين السياسيين. وهو مستوحى من رواية مقتطفة من قصة حقيقية لجواد مديدش المعتقل السياسي السابق.

صورت مشاهد الفيلم في سجن حقيقي مثل فيه مشاهد التعذيب التي تعرض لها السجناء السياسيون بالمعتقل السري بدرب مولاي شريف بمدينة الدار البيضاء، ما جعل الفيلم أكثر صدقية وخول له الفوز بجوائز عدة بمهرجانات داخل المغرب وخارجه.

ويضيف بن جلون «كانت تسمى مرحلة سنوات الرصاص، التي كانت تصب جام غضبها على العشوائيات والفقراء والثوار. وقتها لم يكن يعرف المغربي هل سيعود الى البيت أم لا، خصوصاً اذا كان الشخص المطلوب أو من أقاربه أو حتى يشبهه»، مؤكداً «هذا هو الظلم بعينه»، مستشهداً بقصة شخص سجن 14 عاماً لأن لديه دراجة تشبه دراجة شخص مطلوب لدى السلطات.

ويعود ويتنفس الصعداء في ذكر فرقة «ناس الغيوان»، ويقول «جاءت كالصرخة الموجودة في جوف كل مظلوم وكانوا في تلك الفترة كثراً».

ليؤكد كلامه المخرج المغربي علي شرف الذي قال «كانت فرقة تجهر بكل ما كان سرا»، فتأتي اغنية «مهمومة هذه الدنيا مهمومة» لتكمل كلام الشاهد، مع مشاهد متنوعة لمناطق فقيرة بالحي المحمدي «منطقة أعضاء الفرقة» ووجوه ذابلة من شدة الظلم.

أسئلة الأغاني

مقطع غنائي «ايه الحال يا أهل الحال، متى يصفى الحال؟»، عبارات مفهومة للجميع وتساؤل مشروع، وبسيط، لكن الاجابة عنه دائماً تكون مراوغة خوفا من قيد يأسر حرية المجيب، مثل ما قال زهير كمادي من جمعية «ناس الغيوان» إن الأغنيات الغيوانية كانت تعتمد على سؤال عنوانه كبير «أين صوتي؟»، وكأن «فرقة ناس الغيوان» قررت أن تكون هذا الصوت فغنت «غير خودوني، ونرجاك أنا، وسبحان الله صيفنا ولا شتوة، وضايعين ضايعين، والهمامي يا خويا وصبرا وشاتيلا» وغيرها من الأغنيات التي كانت ترفع نسبة الغضب في دماء المقهورين.

حضور الأم

منذ الستينات الى أواسط التسعينات وبعد موت وقدوم جدد على الفرقة حاول المؤسسون لها أن يستمروا بالنسق نفسه، لكنهم اكتفوا بأن يظلوا ثقافة راسخة على أن يقدموا اقل من المتوقع.

يأتي مشهد من فيلم «دم الآخر» للمخرج المغربي محمد لطفي، فصوت وصورة عمر السيد أحد مؤسسي الفرقة الذي اكد أن الأم والهدهدة ما قبل نوم طفلها الممزوجة بأغنيات الأطفال كانت حاضرة في قلب ووجدان كل فرد في الفرقة، حتى إنه ذهب الى وصف الأعضاء بأنوثة الأمومة «نعم كنا نمتلك أنوثة الأم في حنانها وصبرها وعطائها لذلك كنا أقرب الى الناس»، فالطفل أول موسيقى يسمعها هي دقات قلب أمه عندما يوضع على صدرها بعد صرخته الأولى، فيظل يبحث طول عمره عن موسيقى تعود به الى ذلك الحضن. ليعود ويؤكد «موهبتنا من أمهاتنا وليست من آبائنا».

بعيداً عن الشكل

لم يركز فيلم «ظاهرة ناس الغيوان» للمخرج عمر كاملي بن حمو على شكل الفرقة وشكل أعضائها، مثلما فعل المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي في فيلمه «الحال» الذي تناول «ناس الغيوان» بشكل مباشر، وانما ركز الفيلم الوثائقي على العوامل التي كانت السبب وراء انتشارها، لكن ظهورهم بين الفينة والأخرى في الفيلم يعطي تخيلاً واضحاً، فهم قادمون من منطقـة فقيرة من رحـم الحي المحمدي، لا يملكون شهادات عليا ولا مهنة رزق ثابتة. هم ثائرون بالفطرة وجدوا ضالتهم بكلمات وموسيقى، وتجمعوا مثل عائلة، بوجمعة أحكور «بوجميع» يعتبر الأب الروحي للفرقة، والعربي باطما، وعمر السيد، وعبدالرحمن قيروش «باكو»، وعلال يعلى، هم أعضاء الفرقة وصانعو مجدها.

أغنيات اعضاء الفرقة وألحانهم عبارة عن تنوع ثقافي عربي أمازيغي افريقي أندلسي، معتمد على الموروث الشعبي الذي نجح شاعرها العربي باطما في مزجه بروح عصرية شبابية ليتقبلها جيل الشباب وعتاقة كلاسيكية لتحظى بإعجاب الكبار في السن، فكما وصفهم المخرج علي شرف «صالحونا مع تراثنا، بحيث اصبحنا نسمع كلاما كان قاب قوسين من الاختفاء عن الساحة والذاكرة».

لمشاهدة المزيد من المواضيع عن الفن السابع، يرجى الضغط على هذا الرابط.

الإمارات اليوم في

04/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)