حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«مهرجان الفيلم التركي».. الثنائيات الشقية

نديم جرجورة

 

للمرّة الثالثة، تُقدّم «جمعية متروبوليس» مشهداً سينمائياً تركياً. تعاونها مع «جمعية أزمير السينمائية» أنتجت، في المرّتين السابقتين، مساحة لتواصل ثقافي فني بين مهتمّين بالفن السابع وبعض آخر إبداعات السينما التركية. للسفارة التركية في بيروت تعاونٌ وشراكة. بدءاً من مساء اليوم، تنطلق النسخة الثالثة من «مهرجان الفيلم التركي». الافتتاح معقودٌ على دعوات خاصّة. الفيلم المختار للعرض في الافتتاح (السابعة والنصف مساءً) حمل عنوان «ليلة الصمت» لرايس تسليك (العرض سيكون بحضور المخرج). يُعاد عرضه عند السابعة والنصف مساء الأحد المقبل. هناك، بالإضافة إليه، ستة أفلام تُعرض كلّها بلغتها الأصلية المرفقة بترجمة إنكليزية (أسماء العلم مكتوبة بأحرف لاتينية من دون «ترجمة» كيفية نطقها بالتركية). صالة سينما «متروبوليس» (مركز صوفيل، الأشرفية) باتت المكان الوحيد لتظاهرات سينمائية كهذه. لمهرجانات واحتفالات مشابهة

القراءة الأولى للأفلام المختارة للنسخة السادسة هذه تكشف قواسم مشتركة قليلة بينها. أولاً، هناك غلبة للثنائيات. زوج وامرأته. حبيبان. أم وابنتها. أم ووالدتها. هذه غلبة تقول قسوة حياة، وتنبش قاع الذات الباحثة عن خلاص أو أمل. ثانياً، هناك نوعٌ من هروب. البحث عن خلاص أو أمل يُقابله هروبٌ من واقع أو قلق. الصدمة حاضرة أيضاً: فتاة في الرابعة عشرة من عمرها تجد نفسها في أحضان زوج في الستين من عمره (ليلة صمت). شقيقٌ يقتل شقيقه خطأ، فتبدأ رحلة التطهّر من خلال دروب معقّدة ومتشابكة («حِمِل» لإردن كيرال، العاشرة ليل السبت المقبل، بحضور المنتج أيفر أوزغوريل). الغلبة للثنائيات إذاً: «ليلة صمت». «علبة» (Can) لراسيت سيليكيزير (السابعة والنصف مساء غد الخميس، بحضور المخرج). «سُفُن» لإليف ريفيغ (العاشرة ليل غد الخميس). «برج المراقبة» لبلين إزمر (السابعة والنصف مساء بعد غد الجمعة، بحضور المخرج). هذه أمثلة. فيلم الافتتاح مرتكز على العلاقة التي ستنشأ بين رجل وفتاة. هذا زواج مدبّر. وككل زواج مدبّر، هناك ترتيبات ومصالح. هناك مفاجآت تتكشّف أثناء المسار الدرامي للحبكة. هناك ما هو أبعد من الظاهر. صبي وشقيقته مقيمان في ألم عميق. في ارتباك العلاقة. النصّ البصري مرتكز على إيقاع هادئ يحمل في طياته كمّاً هائلاً من الأوجاع والغليان والغضب. اختيار الغرفة الزوجية مكاناً بارزاً في الحدث الدرامي جزء من عملية التنقيب في الذات والروح والجسد.

الزواج أيضاً محور «علبة». الزوجان سعيدان في حياتهما هذه. مقيمان هما في استنبول. لكن، هل هذا يكفي؟ الشعور الدفين والطاغي بالرغبة في إنجاب طفل تسلّل إلى يومياتهما. بات سبباً لمأساة. الثنائي الثالث حاضرٌ في «سُفُن». الشاب حالم ورومانسي. الشابة فنانة «غرافيتي». لكل واحد منهما أسبابه التي جعلته يهيم، برفقة الآخر، في أمكنة وفضاءات مفتوحة على أكثر من سؤال. هروب؟ ربما. بحث عن متعة أو لذّة أو أجوبة؟ ربما. الثنائي الرابع قابعٌ في أسفل «برج المراقبة». قابعٌ في رغباته المعلّقة، وأمزجته المتناقضة. كل واحد منهما مختبئ من شيء أو من أحد. مختبئ من ذاته ربما. هذه أفلام تنطلق من جمال العلاقة بين اثنين، كي تدخل سريعاً في جحيم الأسئلة المعلّقة والتباسات الواقع. هناك أيضاً «الجسيمات» لإرديم تيبيغوز (العاشرة ليل الجمعة المقبل، بحضور المخرج): من خلال شخصية زينب، يغوص الفيلم في أعماق مدينة وأناس وحكايات وعلاقات. «حيث تحرق النار» لإسماعيل غانز (السابعة والنصف مساء السبت المقبل، بحضور المخرج): عندما تدخل الصبيّة إلى المستشفى في حالة طارئة، يكتشف أهلها أنها حامل. هذه مصيبة. هذه بداية بحث مضن عن عوالم مخفية.

ثمانية أيام مفتوحة على نمط سينمائي يحتمل نقاشات جمّة. ثمانية أيام مفتوحة على جماليات وأفعال بصرية مختلفة.

السفير اللبنانية في

03/04/2013

 

مهرجان اسطنبول السينمائي ...

 السينما العربية الروائية حاضرة بقوة والوثائقية خجولة

اسطنبول – عاصم الجرادات

"من أجل أبي" هكذا عنون المخرج التركي المشهور "نوري بلغي جيلان" تلك الصورة التي اُعتمدت كلوغو لمهرجان اسطنبول السينمائي الدولي في دورته 32، الذي تنظمه مؤسسة اسطنبول للثقافة والفن، وفي هذه الدورة من هذا المهرجان الدولي الذي افتتح يوم الجمعة الماضي يشارك حوالي 234 فيلماً بين وثقائقي وروائي وضمن 20 فعالية متنوعة، ومن أبرزها المسابقة الدولية وقصص نساء وفعالية من الأدب إلى الشاشة الفضية وفعالية  رؤية جديدة وفعالية خاصة للسينما التركية، وفعالية من مهرجانات عالمية. ومن الملاحظ في المهرجان تواجد للسينما الروائية العربية على عكس الدورة السابقة، ومن مميزات الأفلام المشاركة أنها حاصلة على جوائز وهي من الطراز الرفيع التي استطاعت أن تجوب العالم، وهي الآن تحط الرحال في اسطنبول لتتعرف كيف سيكون ردة فعل الجمهور التركي على ما وصلت إليه السينما العربية. لكن على عكس السنة الماضية تكاد تغيب الأفلام الوثائقية العربية، ويقتصر تمثيلها على فيلم لبناني "عالم ليس لنا" .

التكريم

تم في حفل الافتتاح تكريم لبعض صُناع السينما الأتراك والأجانب لما قدموه في مسيرتهم السينمائية وهم المخرج اليوناني الفرنسي  "كوستا غافراس" والمعروف بأفلامه السياسية، والمخرج الاسترالي "بيتير ويير"، والكاتبة التركية المشهورة "عائشة شاسا"، والمخرج التركي "أيتيكين تشكماكجي"، والممثلة والمطربة التركية "لالي بلكيس".

المسابقة الرسمية

يتنافس 13 فيلماً على جائزة المهرجان، ومن أبرز الأفلام المرشحة الفيلم التركي "حلم فراشة" للمخرج يلماز أردوغان" الذي حقق نجاح عالياً في دور العرض السينمائية التركية، أما عن المشاركة العربية في المسابقة الرسمية فهي مختصرة على الفيلم اللبناني "الهجوم" للمخرج اللبناني "زياد دويري" الحاصل في وقت سابق على جائزة مهرجان مراكش، وفي رأي بعض النقاد الأتراك سيكون هذا الفيلم من المنافسين الأقوياء على جائزة مهرجان اسطنبول، في الوقت ذاته يأتي الفيلم الالماني الكيني "نيروبي نصف حياة" الذي ترشح لمسابقة الأوسكار كأحسن فيلم أجنبي إلى اسطنبول كمرشح بارز لما يحمله الفيلم من صورة جذابة استطاعت السيطرة على السيناريو وتهميشه في بعض الأوقات لذلك فإن غرابة وقوة الصورة ستلعب دور في حصول الفيلم على إحدى جوائز المهرجان.

فعالية قناة ان تي في للافلام الوثائقية:

يضم المهرجان حوالي 20 فيلماً وثائقياً ضمن فعالية ترعاها قناة إن تي في التركية، وقد سيطر على هذه الأفلام الانتاج الفرنسي والأمريكي مع تواجد لانتاج ألماني، أما عن الانتاج العربي الوثائقي يغيب عن هذه الفعالية إذا لم نعتبر فيلم انتاج "دولة 194" أنه انتاج عربي حيث أن الفيلم للمخرج الاسرائيلي "دان سيتون" لكنه انتاج مشترك "اسرائيلي – فلسطيني".

المشاركات العربية

تشارك السينما العربية في العديد من الأفلام المتنوعة ففي مسابقة حقوق الانسان في السينما يشارك الفيلم اللبناني الوثائقي "عالم ليس لنا" للمخرج مهدي فليفل الحاصل على جائزة اللؤلؤة السوداء في مهرجان أبو ظبي عن أحسن فيلم وثائقي طويل.

وفي فعالية رؤية جديدة تم عرض الفيلم الفلسطيني " لما شفتك" إخراج آن ماري جاسر الحاصل على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي. وضمن فعالية "من المهرجانات العالمية" يُعرض الفيلم المصري "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله هذا الفيلم الذي أعاد السينما المصرية إلى مهرجان كان بعد غياب 15 عاماً. وفي فعالية قصص نساء لن يغيب بالطبع الفيلم السعودي المشهور "وجدة" للمخرجة السعودية هيفاء المنصور هذا الفيلم الذي حقق أرقام قياسية في شباك التذاكر الفرنسية وحصل على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دبي السينمائي. وكذلك تم ذكر سابقاً الفيلم اللبناني "الهجوم" المشارك في المسابقة الرسمية.

الجزيرة الوثائقية في

03/04/2013

حجج التجريب السينمائي

عدنان مدانات 

يتحدث الأدباء لدى تقديمهم شهادتهم الإبداعية عن" تجربتهم" الأدبية، بدورهم يحلل النقاد ما يسمونه"التجارب" الأدبية للمبدعين من كتاب رواية أو شعر، لكن بالمقابل،  لا يتحدث الأدباء والنقاد عن التجريب في الأدب ولا يتداولون إلا فيما ندر مصطلحا من نوع" قصيدة أو رواية تجريبية"،  أما في مجال السينما فإن مصطلح الفيلم" التجريبي" مصطلح مستحدث صار منذ أواخر القرن العشرين وصولا إلى أيامنا هذه قائما ومنتشرا باطراد متزايد ومستعملا بكل أريحية من قبل صانعي الأفلام والنقاد السينمائيين، خاصة من الجيل الشاب.

لماذا يحصل ذلك في مجال السينما وحدها دون غيرها من الفنون والآداب؟ وهل حقا تصح تسمية  التجريبي على أي فيلم منجز؟

من البديهي أن الجواب على هذين السؤالين يحتاج إلى العودة إلى تاريخ السينما و خاصية منشأ السينما المتمثلة، من حيث المبدأ، في كونها نشأت نتيجة اختراعات تقنية كان على صانعي الأفلام أن يتعلموا كيفية استخدامها، أو بالأحرى، أن يتعلموا كيفية الاستفادة منها لاستكشاف إمكانيات السينما كوسيلة تعبير فنية. التقنيات كانت متلاحقة الظهور و متنوعة، منها ما يتعلق بآلة التصوير ومستلزماتها من أجهزة الإضاءة، ومنها ما يتعلق بنوعية الفيلم الخام، ثم التحميض والطباعة، وتاليا، بعد مرحلة اكتشاف الصوت، كان على صانعي الأفلام أن يتعلموا كيفية استخدام أجهزة تسجيل الصوت والمونتاج والمكساج وغير ذلك من تقنيات كانت تكتشف تباعا من قبل مخترعين وعلماء، وما كان يمكن تعلم استخدامها بإتقان حرفي إلا بالتجربة. هذا يعني أن التجريب في السينما أساسه ومجاله الأول تقني بامتياز، وهو تجريب سابق بالضرورة على البحث الفني التعبيري مع الاعتراف بأنه ساعد على تحفيز الإبداع السينمائي الذي صار يهدف إلى استكشاف حلول فنية لقصص الأفلام ووسائل سرد وتعبير مبتكرة وملائمة لخاصية السينما، وصولا إلى ما بات يطلق عليه بعض المنظرين تسمية" لغة السينما". وهذا النوع من البحث لا علاقة له بالرغبة بالتجريب، بل له علاقة بالاتجاهات والمدارس الفنية التي بدأت تظهر في الأفلام بعد العقد الثاني من ولادة السينما تقريبا متأثرة بما رسخ سابقا نتيجة تطور تاريخي متصل، وما صار ينشأ في ذلك الزمن في عالم الأدب والمسرح والفن التشكيلي من مدارس واتجاهات نتيجة مواقف أيديولوجية وفلسفية ومفاهيم فكرية وفنية من الفن وعلاقته بمادته وبالواقع الذي يعبر عنه، لهذا تسمت هذه المدارس والاتجاهات السينمائية، مثلها مثل المدارس والاتجاهات الفنية والأدبية الأخرى، بأسماء تعبر عنها وعن مضامينها: تعبيرية، واقعية، سريالية، ولم يعتبرها أو يسمها أحد أفلاما تجريبية، باستثناء الأفلام القصيرة التي كان يصنعها في العقدين الأولين من عمر السينما خاصة فنانون غير سينمائيين، فنانون تشكيليون مثلا، حققوا أعمالا تشكيلية متحركة لا بالريشة أو على قماش اللوحة، بل بواسطة الكاميرا السينمائية  أو بالرسم على شريط الفيلم مباشرة، وهذه الأفلام كانت نتاج حركة الأفانغارد التي ظهرت في أوروبا في بدايات القرن العشرين واستمر تأثرها حتى أيامنا الحالية من قبل فنانين معاصرين كانت ولا تزال تنتج خارج نظام صناعة السينما.

بعد أن تجمعت خبرات كثيرة في مجال صناعة الأفلام رسخت و استخدمت فيها وسائل تعبير عديدة لا تحصى،  ضمن أساليب فنية متنوعة بعضها ينتمي لمدارس واتجاهات فنية وفكرية وبعضها الآخر يعكس شخصية إبداعية لمخرجين متميزين، بحيث يمكن الظن بأنه ما عاد سهلا ابتكار وسائل تعبير جديدة مميزة تضاف إلى مخزون وسائل التعبير التي تراكمت عبر أكثر من قرن على عمر السينما، ثم انه ضخت دماء جديدة في عروق صناعة الأفلام وكان ذلك نتيجة انتشار التقنيات الرقمية الجديدة، التي فسحت المجال أمام إمكانية الجمع، داخل الفيلم الواحد، بين الأجناس السينمائية المختلفة فصار الفيلم ككل، وحتى داخل المشاهد المفردة، يجمع ما بين الروائي والتسجيلي والرسوم المتحركة، وما بين الواقع الحي والواقع والافتراضي في وحدة متجانسة، كما فسحت المجال أمام إنجاز مؤثرات بصرية وسمعية تلبي أغرب شطحات الخيال، وهذا كله وضع بين أيدي السينمائيين المحترفين، كما بين الهواة أو الراغبين في خوض هذا المجال من دون خبرة سابقة، إذ بات تعلم استخدام هذه التقنيات من قبل عامة الناس المهتمين أمرا سهلا، إمكانيات يسيرة الاستخدام لدرجة أنها لا تحتاج لجهود جماعية، كما هو الأمر في صناعة الأفلام، ولا تحتاج لربط إنتاج هذه الأفلام بمستحقات سوق العرض والتوزيع التجاري.

نتيجة هذا كله بدأت تُصنع أفلام، قصيرة أو طويلة، من قبل الهواة المفتونين بالتقنيات وما توفره لهم من إمكانيات يجربون من خلالها مهاراتهم التقنية، دون أن تتمتع هذه الأفلام بالنضج الكافي خاصة من ناحية تكوين الفيلم ككل وبنائه الدرامي إضافة إلى القيمة الفكرية أو عمق المضمون، وهذا يعني أن هذا النوع من الأفلام  بحاجة للبحث عن تبريرات تضفي على وجوده وعلى ما يتوفر فيه من ضعف أو ركاكة الشرعية المطلوبة، وهكذا برز وظهر إلى العلن الحديث عن السينما التجريبية الذي يصنف هذه الأفلام كنوع سينمائي مستقل، يختلف بطبيعة الحال عن الأفلام التي ينجزها فنانون طليعيون، علما بأن التجريب حالة يمكن أن توجد أثناء العمل على الفيلم، أما الفيلم المنجز بحد ذاته فيجب طرحة كنتيجة نهائية للتجريب وليس كتجربة لم تصل إلى قرار.

لكن، وبغض النظر عن مستوى جودة هذا النوع من الأفلام التي تسمى تجريبية من الناحية الحرفية أو قيمة إنجازها الفني، فإن المصطلح بحد ذاته يظل ذو طبيعة هلامية عصية على التعريف الدقيق.

فريديريك دوفو

عن "سينما البحث"، التجريب، والطليعة

تقديم، وترجمة : صلاح سرميني 

"فريدريك دوفو" باحثةٌ، وسينمائيةٌ فرنسيةٌ لطيفةٌ جداً مع الكثير من جديةٍ تختلط ببعض  الحدّة (أعرف بأنها لن تغضبَ من هذا التوصيف، وسوف تكون سعيدةً به لو ترجمه لها "غوغل" كما يجب)، ولا أستغرب هذا المزيج، فهي من أصولٍ جزائرية بربرية (والجزائرية من عندي)، ومع السنوات الطويلة من معرفتي بها (مع زوجها الصحفي، والسينمائي "ميشيل آمارجيه" المعروف بميوله للسينمات الأفريقية، والعربية)، بدأتُ أتعود على "طبائعها الإستبدادية"، وبتجاوز النميمة، يجدر الإشارة، والإعتراف أيضاً، بأنها، وبفضل المهرجان الذي أسّسته في منتصف الثمانينيّات تحت عنوان "المهرجان الدولي للطليعة"، فقد منحتني فرصة تذوّق السينما التجريبية حتى تخطيتُ عتبة إدمانها، ووصلتُ إلى حالةٍ سينمائية لا شفاء منها.

منذ بدايات علاقتي معها (الإحترافية طبعاً)، لفتَ إنتباهي نشاطها السينمائي التنظيريّ، والعمليّ، هي التي تُنجز أفلاماً تجريبية بطريقة الحكّ (حكّ الشريط الفيلميّ الحسّاس، وليس الظهر)، والكشط، والخرم، وحتى الحرق، والتدمير، بإستخدام شرائط من مقاساتٍ مختلفة (8، 16، و35 مللي)، حيث تضع الواحد فوق الآخر (في علاقةٍ شهوانية) حتى اللحظة التي طردَتها المُختبرات التقليدية، ورفضت نسخ أفلامها، فهي، بالنسبة لهم، ليست مغرية مادياً، أو فنياً، وبعد سنواتٍ عديدة من تلك "اللاءات المُختبرية"، ظهر واحدٌ بديلٌ إختار أصحابه عنواناً مكروهاً، ومقيتاً (L'Abominable) ـ وبدونه، لما تمكنت هي، أو غيرها من مجانين السينما التجريبية مواصلة بحوثها السينمائية الأقرب إلى تعذيب الأشرطة الحساسة (والمتفرج) بتلك الطرق الجهنمية المُشار إليها أعلاه (الحكّ، الكشط، الخرم، الحرق، ...)، بدون أن تتحوّل أفلامها إلى مشاهد رعبٍ قصيرة تُطاردنا في أحلامنا.

وقبل أن أسترسلَ في الكتابة عنها، أتذكر بأنه كان من المُفترض اللقاء معها (وزوجها ميشيل) من أجل ترتيب الجلسة الليلية المُخصصة لها خلال الدورة السادسة لمهرجان الخليج السينمائي في دبي (من 11 وحتى 17 أبريل 2013) للحديث عن أشكال، وأساليب، وممارسات السينما التجريبية، وعن تجربتها الخاصة، والتطرّق ـ إن تركنا ضيوف الجلسة سالمين ـ إلى مُحاولات التجريب في السينما العربية (إن كانت تعرف شيئاً عنها)، ولكن، بعد أن أهدرنا وقتاً مُعتبراً في مناقشة ترتيباتٍ (كان بإمكاننا مناقشتها في المطار، أو الطائرة)، وتحدثنا قليلاً عن مهرجانيّ دبي، والخليج، وعن مخاوفهما من إرتكاب حماقاتٍ سلوكية تُسبب إحراجاً ما (على سبيل المثال : ملابس، عادات، تقاليد، طعام،...تصوير)، حتى تذكرنا بأنا إلتقينا من أجل التحاور، ولكنهما في تلك الدقائق القليلة، تذكرا أيضاً (يا للصدفة) موعد تناول وجبة الغذاء، وهي لحظاتٍ مفصلية عند الفرنسيين لا ينفعَ معها إغراء حوارٍ(ولا الفنانة "إغراء" نفسها أيام شبابها)، ولا ثرثرةً عن "شعوذةٍ تجريبية"، ولهذا، إتفقنا على إلغاء/تأجيل الحوار الخاصّ، والاستعاضة عنه بترجمة حواراتٍ أخرى جاهزة، وبحجة أنني أعرف عنها كلّ شيء، ولن تختلف أسئلتي، وأجوبتها كثيراً عن أسئلةٍ، وأجوبةٍ سابقة، فقد تواعدنا بأن نفتعل مناقشةً لاحقة في دبي، وهكذا، أبدت موافقتها على ترجمتي حواراً اجراه معها ثنائيّ آخر هما

"ناتالي كوريان" من موقع (objectif-cinema)، و"كولا ريكار" من موقع  (cineastes.net) .

وبينما كان "ميشيل" يدفع حساب فناجين القهوة التي إحتسيناها على مهلٍ خلال تلك الجلسة، كانت "فريدريك دوفو" تقول لي:

ـ إكتب ما تجده مناسباً، ومفيداً، إنني أثق بكَ يا معلم (Chef).

***

ماهو تعريفكِ للسينما التجريبية ؟

حسناً، في البداية، وبالنسبة لي، أرغب بأن لا أستخدم كلمة "تجريبيّ"، لأنها تتضمّن معنىً أولياً بما يكفي، يُحيلنا مباشرةً إلى "التجريب" في جانبه التبسيطيّ، وأُفضّل القول، بأنّ هناك "سينما بحث"، بمعنى، كانت في البدايات، تأريخياً، تبحث، وغالباً بالعلاقة مع الفنون التشكيلية (فرنان ليجيه، وأقرانه،...)، ولاحقاً، تكتشف مكوّناتها الخاصة، أيّ العناصر التي تتكوّن منها : إطار الصور، الضوء، الإيقاع، إلخ....

بأيّ طريقة يتميّز هذا البحث، هذا أمرٌ يصعب نوعاً ما تفسيره، ولكن، يمكن القول، بأنه في الأساس عملٌ تجريديّ، حيث نختار موتيفاتٍ/أنماطاً ـ تُعادل الموضوع في السينما التجارية ـ ونعمل حولها، ونُعمّقها، ولا نُنهي الفيلم طالما أننا فعلياً لم نلتقط شيئاً ما من الموتيف/النمط الذي إخترناه في البداية، بينما تتوّجه السينما التجارية للبحث في الخارج، تحكي قصصاً تحاول تسليتنا،....

ولهذا فإنّ أفلام البحث هي غالباً قصيرة زمنياً، ويمكن الملاحظة بأنّ معظم السينمائيين التجريبيين يعتمدون على التمويل الذاتي لأفلامهم.

ولأسبابٍ يمكن تحديدها لاحقاً، النظام (المقصود النظام السينمائي) ـ كما حاله اليوم ـ إستحوذ على الكثير من إبتكارات السينما التجريبية، ولكنه يرفض إدماجها فيه، وهذا أمرٌ نسبيّ، ولكنه من جانبٍ ما، يُجسّد نوعاً من الرفض، ولهذا يعتمد السينمائيون التجريبيون على التمويل الذاتي.

ولكن، إذا توقفتُ عند وجهة نظري، وتعريفي، فإنني أرفض قطعياً إعتبارها بديهية، حيث يقول البعض :

"التجريبيّ، كلّ ما هو تمويل ذاتيّ".

بالنسبة لي، لا، التمويل الذاتي أمرٌ واقعٌ، وأريد حقاً بأن يتغير، أرغب بأن نتمكن يوماً من القول

"حسناً، أنجزتُ فيلماً تجريبياً، هذا المتحف، أو تلك المؤسّسة الكبرى تنتج أفلامي". 

التصنيف الوحيد الذي يمكن أن أعطيه، هو ذلك الذي أقدمه دائماً لطلبتي منذ المحاضرة الأولى

إنّ الإقدام على إنجاز أفلاماً تجريبية، هو بمثابة إختيار نمط حياة، بينما عمل سينما أكثر تجاريةً، هو في الغالب، إختيار مهنة، بالنسبة لي، فقد أقدمتُ على إختيار نمط حياة، والسينما التجريبية هي فلسفة حياة، في الواقع، وعلى الرغم مني، يتوجه إعجابي دائماً نحو أولئك الذين يُوفقون هذه الجمالية مع نمط حياتهم، وبالعكس، أولئك الذين لا يخونون في ممارساتهم، وحياتهم (وأجرؤ على القول : "أولئك الذين لا يبيعون أنفسهم"، مهما يكن الإقتراح الذي نقدمه لهم إذا لم يتماشَ مع قناعاتهم المبدئية مهما كلف الأمر).

من المُفترض الحصول على دعمٍ بدون مقابل ؟

نعم، بالتأكيد، هذا واضح، أعني الحصول على دعمٍ بدون مقابل، علينا أن ننجز ما نريد، وبطريقةٍ صحيحة، ولكن، "بدون أيّ مقابل" لا تعني، بالنسبة لي، بدون نصائح، السينمائيّ، أكان تجريبياً، ـ أو تجارياً، ـ أقصد يُقال عنه "تجاريّ"، لأنني لا أحب كثيراً هذا التعارض ـ فإنه، في بعض المرات، يحتاج إلى نصائح، ومتابعة إنتاجية.

أن نُنجز أشياء، وبطريقةٍ جيدة، أو لا نُنجزها كما نريد تماماً، إذاً، يمكن أن نحتاج إلى المشورة، ولكن، هناك فكرةٌ أخرى، عندما يوجهنا أحدهم إلى عمل هذا الشيئ، أو ذاك، وهنا ندخل في آليات إنتاج الأفلام المُؤسّساتية، في حين يمكن للسينمائي أن يمتلك الحقّ بإنجاز أفلاماً بطلبٍ من مؤسسةٍ ما، ولكن، هذه إشكالية أخرى، صحيحٌ بأنه إذا إقتصرعلى بحثه، يتوّجب على من يريد تمويله إحترام خطواته، ومن ثمّ، الجانب الثالث، وهو أمرٌ يجب أن يُوضع في المقدمة، لأنني أريده أن يتغير، هو موضوع التوزيع، وهنا، أكشف عن حزني عندما نلاحظ بأنّ توزيع السينما التجريبية لا يمكن مقارنته مع السينما التجارية، أو بالأحرى لا يمكن إعتباره مهماً على النحو الذي تتمتع به السينما التجارية، بينما أجد بأنه عندما نعرض فيلماً للمخرجين لولوش، بريسون، رينه ـ أو أيّ مخرج آخر لا فرق ـ علينا أن نقدم في بداية العرض فيلماً تجريبياً، أو تسجيلياً، وبالطبع لا أتناسى السينمات الأخرى، أيّ أن نقبل بعرضها بطريقةٍ عادية، وحتى نتوقف عن طرح السؤال

ماهي السينما التجريبية، أو "سينما البحث" ؟

وهكذا سوف يصبح الأمر شائعاً، ومألوفاً، ولن يكون هناك أيّ نوعٍ من الفصل، بينما يؤلمني هذا العزل المُستمر فيما يتعلق بالإنتاج، والتوزيع، إنهما نقطتان أرغب النضال من أجل تغييرهما، وقد حاولت كثيراً، عندما أسّست (مع ميشيل) مهرجاناً للسينما، وكنا نبرمج قليلاً من كلّ شيئ، كما حاولنا أيضاً بذل جهوداً كبيرة فيما يتعلق بالإنتاج، ولكن، لا يمكن النضال وحدنا ضدّ التيار.

ماهو رأيكِ بمُصطلح الطليعة ؟

يبدو لي بأنّ "البحث" لا يرتبط بزمنٍ محدد، بينما يكشف مصطلح "الطليعة" بأنه أكثر طنيناً، ويرتبط بالفنّ التشكيلي، إذاً، لا يعبر عن خصوصيته.

في الحقيقة لا يوجد مصطلحاً مناسباً، في السبعينيّات وجدنا مصطلح "سينما مختلفة"، ولكنه لا يناسبني، لأنه يتضمّن مقارنةً مع شيئٍٍ آخر، مع التجاريّ، يعني مختلفٌ عن ...السينما التجارية.

هل العزل الذي تتعرض له السينما التجريبية عادة فرنسية ؟

بإمكاني القول في نفس الوقت  : نعم، ولا.

نعم، لأنّ "سينما البحث" التي يُقال عنها "طليعية" كانت مرتبطةً بالفنون التشكيلية : رينيه كلير، شوميت، ليجيه،....

لا، في هذا المعنى، يجب عدم نسيان ولادة تعاونياتٍ في فرنسا فترة السبعينيّات، وقد تمّ جلبها من ما وراء الإطلنطي، حيث بدأت في أمريكا، وأخذت فرنسا فكرة التعاونية، وهنا أيضاً أعتقد بأنها (المقصود فرنسا) خسرت موعداً مع تاريخها الخاصّ، لأنها كانت رائدة، وتمتلك كلّ البطاقات بين أصابعها، وبمُساعدة الحرب، لم تتمكن من متابعة تاريخها، وبالنسبة لي، أعتبر هذا الأمر فرصةً ضائعة، ولكن، أياً كان، الأهم بأن ذاك النموذج عبر الإطلنطي حتى وصل إلى أوروبا.

إذاً، الأمر ليس خصوصية فرنسية تحديداً، هناك تعاونية في لندن، وفي الولايات المتحدة، ما سوف يصبح خصوصية فرنسية، هي تأسيس مهرجاناتٍ مخصصة حصراً للتجريبيّ، وهو أمرٌ مفيدُ جداً، لأننا خلال أسبوع تقريباً نشاهد أفلاماً تجريبية.

(ملاحظة : من المفيد الإستفسار لاحقاً من "فريدريك دوفو" عن المهرجان الدولي للسينما التجريبية الذي تأسّس، وإنعقد في "كنوك لو زوت"/بلجيكا عام 1949، وإستمر لمدة خمس دوراتٍ : 1949، 1958، 1963، 1967، 1974).

للقراءة أيضاً :

كيف وقعت "فريديريك دوفو" في مرجل السينما التجريبية

http://doc.aljazeera.net/followup/2013/03/20133209239721429.html

دوفو، وميشيل أمارجيه يكشفان عن سينماتٍ مختصرة

الجزيرة الوثائقية في

02/04/2013

 

احتفالا ببغداد عاصمة للثقافة العربية

مهرجان «ثلاثة أيام في ثلاث دقائق» للسينما العراقية

بغداد: أفراح شوقي 

أكثر من هدف سعى له شباب عراقيون، عشقوا فن السينما المغيب في البلاد، ليغامروا بدخوله لأول مرة عبر مشاركتهم بـ27 فيلما في أول مهرجان سينمائي من نوعه للأفلام القصيرة، حمل عنوان «ثلاثة أيام في ثلاث دقائق» ونظم في بغداد.

المهرجان، نظم ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية، بالتعاون مع شركة «مدينة الفن للسينما والتلفزيون»، واحتضنته صالة سينما سميراميس، وهي - رغم تواضع التقنيات والخدمات فيها - صالة السينما الوحيدة الصالحة للعروض السينمائية في العاصمة بغداد.

يقول مقداد عبد الرضا، أحد أعضاء لجنة التحكيم في المهرجان: «إن الشباب يمتلكون حيوية وحماسا، لكن تنقصهم المعرفة، والبحث، والدعم، والأفكار الجديدة، كونهم اعتمدوا على أفكار أفلام الأكشن وإثارة العواطف بإيراد شخصيات اليتيم والمعاق والمتسول، وغيرها، وهذه أفكار شبع منها الجمهور. المطلوب اليوم في البلاد، البحث عن أفكار تبعث الإصرار على العمل وتهدف إلى مناقشة محن الإنسان من الداخل وليس من الخارج».

وعن الهدف من اختيار فكرة الثلاث دقائق كمدة للفيلم المعروض، قال: «أفلام الثلاث دقائق معروفة عالميا وهناك أفلام الدقيقة أو الدقيقتين، وهي أفلام تحمل لعبة ورسالة مهمة، أعتقد أن معظم الشباب في ما قدموه لم يقوموا بتكثيف الفكرة والعمل بشكل جيد».

أما الممثل والمخرج أسعد عبد المجيد، صاحب فيلم (فاترينا) الذي حاز المرتبة الثالثة ضمن الجوائز الخمس المخصصة للمهرجان، قال: «فيلمي ليس الأول، فقد أسهمت قبله بأفلام كثيرة، من بينها (كارنتينا)، وقد تعاونت اليوم مع ممثلين شباب جدد، وأجد أن المهرجان فرصة لإظهار الطاقات والإبداعات، التي تحتاج في ما بعد إلى دعم ومتابعة لإنضاجها».

وأضاف: «بعض الأفلام التي عرضت بحاجة إلى صقل ودراسة، ولكنها جيدة عموما، في ظل غياب ورش التدريب قبلها أو حتى دراسة النصوص المختارة للعمل، كما أنها تمت بجهود شخصية ولم يصرف للمشاركين قرش واحد». بينما يقول الممثل الشاب فؤاد حنون: «إن المهرجان فرصة كي يقول الشباب كلمتهم، وما زال حلم إنجاح السينما العراقية هو الأكبر لدينا».

تقول إحرار زلزلي، المنسقة الإعلامية للمهرجان، لـ«الشرق الأوسط»: «إن المهرجان، الذي اختتمت أعماله أول من أمس، وفر فرصة جيدة للمشاركين، ومعظمهم من الطلبة، للتقدم بأفلامهم. ورغم قلة التخصيصات المالية، فإننا استطعنا أن نوفر بعض متطلبات العمل، مع العلم أننا لا نمتلك مؤسسات فنية ترعى هكذا أفلام، وقد تعاونت وزارة الثقافة معنا بشكل كبير. ونستطيع القول إن المهرجان لاقى نجاحا جيدا».

يذكر أن فعاليات الافتتاح الرسمي لـ«مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية» لعام 2013 قد اختتمت في بغداد الاثنين الماضي، واستمرت ثلاثة أيام على أرض متنزه الزوراء، وبحضور شخصيات عربية، بينها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، وعدد من وزراء الثقافة العرب، وتخللت حفل الافتتاح كلمات رسمية، وفعاليات، وعزف موسيقي، ومعارض للصور، وفلكلورات شعبية، وأوبريت، ورقص باليه، وأناشيد تغنت ببغداد وتاريخها.

وتستمر فعاليات «مهرجان بغداد عاصمة الثقافة العربية» طوال هذا العام 2013، بعقد الكثير من المؤتمرات والفعاليات، ومئات المعارض التشكيلية، ومعارض الكتاب، وإصدار كتب تقول وزارة الثقافة إن عددها بعدد أيام السنة وتحمل عنوان العاصمة الثقافية. بعض الكتب صدرت بخمسة أجزاء، وبعضها بعشرة أجزاء، وإلى جانبها عشرات الكتب التي أعيدت طباعتها، من أمات الكتب المتعلقة بالتراث العربي والتراث البغدادي والثقافة العراقية والثقافة العربية، التي أنجزتها عقول وعمالقة الثقافة والفكر والإبداع في العراق.

الشرق الأوسط في

02/04/2013

 

"الشتا اللي فات".. وسينمائيات أخرى 

محمد بدر الدين

"الشتا اللي فات" إخراج إبراهيم البطوط الذي بدأ عرضه العام للجمهور، هو ثاني فيلم روائي طويل يتطرق لثورة 25 يناير، بعد فيلم "بعد الموقعة" إخراج يسري نصر الله، الذي عرض في الموسم الماضي 2012، الفرق بينهما أن "الشتا اللي فات" من الواضح أن مبدعيه كانوا (في) ـ بمعنى في خضم ـ الثورة، بينما "بعد الموقعة" كان صناعه (مع) ـ بمعنى إلى جانب ـ الثورة..!. والفرق كما تلاحظون كبير بين "في" و"مع" هنا!.

وقد أثر ذلك الفرق في الفيلمين من الألف إلى الياء، ومن معالجة الدراما إلى روح الإخراج، وحتى أبطاله، فقد كنا نرى الفنانة الشابة فرح يوسف بطلة "الشتا اللي فات" تتظاهر وتعتصم وتبيت في ميدان التحرير خلال ملحمة الـ (18 يوماً) المجيدة، وتشارك في تنظيف الميدان كل ليلة بتواضع ومحبة وحماسة وإيمان عميق بالثورة، ونفس الحماسة والحرارة والإيمان الشديد بالطبع وكما هو معروف بالنسبة لبطله عمرو واكد، فجاء أداؤهما بارعاً مقنعاً نابضاً بالحيوية والصدق، بينما كان موقف منة شلبي بطلة "بعد الموقعة" فاتراً تجاه الثورة، فجاء أداؤها فاتراً في التعبير عن دور الفتاة المناضلة الناشطة المشاركة في الثورة!.

"الشتا اللي فات" فيلم ناجح ناضج عن روح ومناخ الثورة وأكثر مما هو عن وقائع ويوميات الثورة، وهو خطوة إلى الأمام بالنسبة لمخرجه بعد فيلميه المرموقين "عين شمس" و"حاوي"، فيما كان "بعد الموقعة" خطوة إلى الوراء بالنسبة لمخرجه، خاصة بالنسبة لأعماله المميزة مثل "باب الشمس" و"جنينة الأسماك".

سينمائيات أخرى:

الأول من إبريل الجاري أعلنت "جمعية الفيلم" ـ إحدى أعرق المؤسسات السينمائية المصرية والتي تأسست في 1960 ـ نتائج مهرجانها السنوي (التاسع والثلاثين)، ويرأس الجمعية والمهرجان المصور السينمائي المبدع الكبير محمود عبد السميع، وهذا العام يرأس لجنة التحكيم الناقد والباحث السينمائي المرموق علي أبو شادي، وضيف شرف المهرجان الفنانة المميزة القديرة آثار الحكيم، وهي عضو اللجنة  إلى جانب البارزين مدير التصوير سعيد شيمي والمخرج هاني لاشين والمونتير د. يوسف الملاخ والنقاد خيرية البشلاوي ود. حسن عطية وماجدة موريس وعصام زكريا ومحمود عبد الشكور.

وقد فاز فيلم "ساعة ونصف" إخراج وائل حسان بأهم جوائز المهرجان، وهي جائزة أحسن فيلم، وجائزة أحسن إخراج، وجائزة أحسن سيناريو (أحمد عبد الله)، وجائزة أحسن ممثل (ماجد الكدواني)، وجائزة أحسن مونتاج (شريف عابدين)، وجائزة أحسن صوت (أحمد جابر)، بينما فاز فيلم "بعد الموقعة" بجائزة خاصة للجنة التحكيم، وجائزة أحسن ممثلة دور ثان (ناهد السباعي)، وفاز فيلم "مصور قتيل" بجائزة أحسن تصوير (عبد السلام موسى)، وجائزة أحسن موسيقى (هاني عادل)، وجائزة أحسن تصميم أفيش (يوسف عادل).

ولذلك، فإن "ساعة ونصف" يستحق هنا وقفة سريعة على الأقل، أو مكثفة.

·ضحايا نظام.. في "ساعة ونص":

بهذا الفيلم يتم المؤلف أحمد عبد الله ثلاثيته، وهذه الثلاثية السينمائية إلى جانب الدراما التليفزيونية "الحارة" أهم وأنضج ما كتب من سيناريوهات.

وفي فيلم "ساعة ونص"، من  خلال رحلة  قطار، ووجوه ووجود بشري مكثف، في ظل "النظام الذي لم يسقط بعد"، نرى الجميع ضحايا النظام، الذي لن يتغير ما لم يغيروا  ما بأنفسهم. أما الخط الدرامي لـ (كريمة مختار ـ إياد نصار) فقد هز مشاعرنا بقوة. الفيلم من أهم أفلام سينما 2012 في مصر بحق.

وإلى حد كبير وفق المخرج وائل إحسان، في أن يجئ فيلم "ساعة ونص" متماسكاً فنياً وحرفياً، مستكملاً ما أنجزه بتمكن ملحوظ وروح خاصة المخرج سامح عبد العزيز في أول عملين من الثلاثية فيلم "كباريه" وفيلم "الفرح"، وفي مسلسل "الحارة".

البديل المصرية في

02/04/2013

 

بيلي بوب ثورنتون:

لا أستطيع التمثيل في الأفلام التاريخية

الياس توما 

يعترف الممثل والمنتج والمخرج والمغني الأمريكي الشهير بيلي بوب ثورنتون بأنه يعاني من مرض الفوبيا أو الرهاب ولهذا لا يستطيع التمثيل في الأفلام التاريخية ، غير أن الصحافة تبالغ في تضخيم الوضع حسب قوله مشيرا إلى أن خوفه الأساسي يكمن من الأثاث المنزلي القديم.

براغقبل عامين من الآن حكم على ابنة بيلي بوب ثورنتون واسمها اماندا بالسجن لمدة عشرين عاما بسبب تسببها بوفاة ابنة أفضل صديقة لديهم ومنذ ذلك الوقت نحف الممثل والمنتج والموسيقي الأمريكي الشهير وتعمقت حالة الرهاب لديه ,

ويقول بيلي عن ذلك انه على الرغم من انه لم يكن آنذاك يلتقي باماندا بشكل متكرر غير انه لا يزال إلى الآن يفكر فيها في اغلب الأحيان الأمر الذي لا يساعد صحته الضعيفة ولا موضوع الرهاب الذي لديه مشيرا إلى أن ما يدخل الفرح الآن إلى قلبه هو ابنته الصغيرة بيلي البالغة من العمر تسعة أعوام والتي له من صديقته الحالية كوني

وعلى الرغم من أنه يعرف صديقته كوني انفلاند منذ عام 2003 إلا انه لا يعتزم الزواج منها لأنه سبق له أن تزوج خمس مرات وفي كل مرة كان الأمر ينتهي بالطلاق لان موضوع الزواج لا ي توفق به.

ويعاني بيلي البالغ من العمر 57 عاما من مرض جدي يظهر عادة في عمر متقدم ولا يتم علاجه وفي الأغلب يطلق عليه مصطلح الاضطراب الذي يؤدي إلى الشعور بالضيق والخوف أما بيلي فلديه هذا الخوف مثلا من الأثاث المنزلي القديم ومن الفضة ومن الأمكنة الكبيرة المفتوحة.

ويقول بيلي عن وضعه بان لديه حساسية مفرطة مثلا تجاه الأثاث المنزلي البريطاني والفرنسي الذي يعود إلى القرون الوسطى وأيضا تجاه الستائر المليئة بالغبار ومن الطاولات الكبيرة الحجم ومن كل أنواع الأثاث التي كان الملوك يحيطون أنفسهم بها ولهذا لا يستطيع التمثيل في أفلام الدراما التي تدور أحداثها في فترات تاريخية سابقة 

وعن سبب عدم مقدرته على تحمل الفضة يقول بان لديه موقف خاص من الطعام وأسلوب تحضير الطاولة ولهذا فانه عندما تتم دعوته إلى تناول العشاء فانه لا يستطيع الأكل بأدوات الطعام الفضية.

 رومانسي بدون أفق

يقول بيلي انه باع منزلا له في بيفرلي هيليز مبني وفق الأسلوب الأسباني يعود تاريخه إلى عام 1929 كان قد حصل عليه بعد الطلاق الذي وقع بينه وبين انجلينا جولي بمبلغ مرتفع من المال بلغ 8 مليون دولار وانه في الأغلب يعيش الآن لوحده في الفنادق مشيرا إلى انه لا يتمسك كثيرا بالأشياء لأنه رومانسي بلا أمل فيه وانه يريد أن يعيش كرجل متصبين.

ويقول بأنه يحب الغرف الصغيرة لان لديه خوف كبير من الأماكن المفتوحة الكبيرة معترفا انه ربما يصاب الجنون لو توجب عليه مثلا المرور في شوارع كبيرة مليئة بالناس 

وأشار إلى انه باع العام الماضي بنجاح كتابا يعرض فيه قصة حياته تحت عنوان " مغارة متخمة بالأعاجيب " يتحدث فيه عن طفولته وزاوجه من انجلينا جولي الذي استغرق 3 أعوام والتي كتبت مقدمة لهذا الكتاب

ورأى أن ما عاشه في طفولته قد ترك بصمات قوية على حياته لاحقا مشيرا إلى أن والده كان في الأغلب بدون عمل وأنهم اضطروا لكي لا يعانون من الجوع إلى التوجه إلى بيت جدتهم التي كانت تسكن في منطقة البين الواقعة في اركنساس.

ويضيف لقد كان البيت كبيرا مصنوعا من الخشب من النمط الذي كان الجنوبيين يقيمونه كي يعيش مختلف أفراد العائلة فيه أي الأطفال والأهل والأجداد وأولاد العم أي كان الأمر بمثابة القاعدة حيث كان الإنسان يشعر فيها بالأمان.

وأكد انه لم يكن هناك يشعر بالملل وانه عاش الكثير من الأحداث التي إلى الآن لا ينسى بعضها كما انه لا ينسى إلى اليوم الأفلام التي أنجزها عندما كانت شهرته في القمة وبينها فيلم " أفراد العصابة " الذي أنجزه عام 2001 ويضيف اعتقد انه لم يكن بإمكانهم آنذاك اختيار ممثل أفضل من بروس ويليس ومني كي يقوما بدور لصين ساحرين يعانيان من اضطرا بات نفسية لسرقة مصرف

وأضاف انه بدور تيري في هذا الفيلم قدم الرهاب الذي يعاني منه الرهيب بشكل ناجح واستطاع على الأقل على الشاشة التظاهر بممارسة الحب مع كيت بلانشيت

إيلاف في

02/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)