حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمد صبحي:

الربيع العربى أصبح ربيعاً لإسرائيل وخريفاً لنا

كتبت: ماجى حامد         

 

شعار أسرة ونيس ابدأ «بابا ونيس، ماما مايسة، احنا ولادكم،  هنرفع راسكم» هكذا كان ترحاب جمهور الفنان محمد صبحى به ضمن الندوة التى أقامها الصالون الثقافى بدار الأوبرا المصرية بناء على رغبة زواره الذين رشحوا النجم محمد صبحى لهذا اللقاء المباشر، فى البداية تم عرض فيلم تسجيلى جمع بين العديد من اللقاءات التليفزيونية التى أجراها الفنان محمد صبحى على مدار العشرين عاما الماضية وأيضا عرض مجموعة من أهم المشاهد المسرحية التى وهب من أجلها حياته رافعا شعار   «أنا لا أعنى تقديم مسرحية عظيمة وإنما أعنى بشدة صناعة اتجاه»، ثم بدأت الندوة التى اتسمت  بالرقى واحترام الآخر وغيرها من فنون الحديث التى ربما ضاعت مثلما ضاع منا الكثير من المعانى سهوا.

تحدث الفنان محمد صبحى عن آرائه تجاه الفن العربى وما وصل إليه من مستوى متدنى الآن فقال: «للأسف فى هذه المسألة لا يجوز تحميل المسئولية بالكامل على عاتق المنتجين ولكن الجمهور أيضا لابد أن يتحمل جزءا من هذه المسئولية لأنه ببساطة لم يتخذ موقفا حاسما تجاه هذا الفن المنحرف السيئ، فمن الصعب أن تقنع منتجا بتغيير نوعية الأعمال التى يقدمها وفى الوقت نفسه هذه النوعية من الأعمال هى نفسها التى حققت له إيرادات ملايين الجنيهات! فبكل صدق وصراحة وعن تجربة ليس هناك تعارض على الإطلاق بين العمل الهادف الجيد وشعورك كمشاهد بالمتعة البصرية والفكرية أثناء مشاهدتك للعمل، فالكثير من الأعمال نجحت وحققت أعلى الإيرادات على الرغم من خلوها من ذلك الإسفاف الهابط الذى تقوم عليه العديد من الأعمال الآن، فدائما ما كنت أتحدث عن مقاطعة إسرائيل ولكن بعد أعوام طويلة اكتشفت حمقى فأنا لدى مقاطعة أهم تجاه أبناء وطنى ألا وهى مقاطعة للفن الهابط السيئ وأعتقد أن الأفيش واسم صانع العمل واسم العمل يكفى حتى تستطيع تحديد موقفك منها فنحن على أعقاب فترة صراع ففى الوقت الذى نحيا من خلاله بحرية الرأى هناك هدم لأهم وأنبل قيم بداخلنا بالتأكيد سوف أتقبل حرية تعبيرك عن رأيك، ولكن لن أقبل بهدم قيم مواطن سيصبح ذات يوم قيمة مضافة لوطنه، لهذا نحن فى حاجة إلى ثورة على النفس يقر كل منا من خلالها على أنه سوف يصبح عظيما فى هذا الوطن مهما كانت الظروف».

«خيبتنا»

أحدث مشاريع  محمد صبحى المسرحية والتى بدأ عقد البروفات الخاصة بها فى مارس 2011 و لكن تم تأجيلها، إلا أنه من المقرر أن تعود البروفات من جديد لعرضها فى توقيت قريب خلال الفترة القادمة، خاصة بعد حل مسألة الاسم التى أخذت من وقت صبحى وقتا طويلا من التفكير خشية منه بأن يفهم خطأ بهذا الاسم  يبتسم الفنان محمد صبحى ويتحدث بثقة مؤكدا: «مابين كرهتك يا وطنى وخيبتنا كنت حائرا ولكن على الرغم من قسوة الاسم الأول للعرض وهو كرهتك ياوطنى والذى تم استبداله بعد ذلك بخيبتنا توصلت فى وقت معين مضى أنه من الأفضل أن يستمر العرض بالاسم الأول حتى لا يفهم خطأ أننا نقصد بذلك الثورة المصرية، خاصة أنه كان من المقرر عرضه عقب ثورة يناير ولكن اليوم وبعد ما وصلنا إليه أعتقد أنه ليس هناك أفضل من خيبتنا حتى يكون عنوانا للعرض، والحقيقة أن من ستتاح له الفرصة لمشاهدة العرض سيدرك جيدا أن خيبتنا التى سيفصح عنها العرض المسرحى خيبة بعيدة تماما عن تكهنات البعض عن الخيبة التى نقصدها والتى لا صلة لها بأى من الأحداث الراهنة، ولكننى كنت أتمنى أن يقدم هذا العرض المسرحى فى ظل النظام السابق حتى يزداد احترامى لنفسى ولكنه لم يحدث.

ونيس والعباد

انتقل محمد صبحى إلى الحوار عن الجزء الثامن بعنوان ونيس والعباد والذى يعتبره أخر جزء فقال: «عندما قدمت ونيس فى عام 1994 كنت أخاطب ذلك الانفلات الأخلاقى البسيط كنت أحث على صلة الرحم، اليوم أعتقد أن أى حديث لى عن الأخلاق أكون بذلك أناطح فى السماء، فأنا أول فنان ناقش مفهوم الحرية فى مسرحية أنت حر، والحرية فى الأسرة المصرية فى مسلسل ونيس ولكن اليوم نحن نحمل مفهوما خاطئا عن الحرية لهذا فأنا على ثقة أن هنا ويكون قد حان غلق هذه المرحلة وبدء مرحلة جديدة بأعمال مختلفة جديدة بعيدا عن عالم ونيس، فبالنسبة لى لدى شعور أننى فى حاجة إلى التقاط عصا لضرب رؤوس المصريين لإيقاظ موروتنا من الأخلاق الذى ضاع منا، ولكننا من وجهة نظرى نحيا فترة عقاب من رب العالمين لابد أن نرضى بها إلى أن نلمس الحل الذى ببساطة أن يصبح كلا منا مصريا بحق يخاف على بلده بحق، باحثين عن انتمائنا بعيدا عن أى أغراض أخرى، فالانتماء اليوم أصبحت كلمة مستهجنة لأن انتماءنا اليوم لغير مصر، لابد أن نعود من جديد للتفكير فى كل ما ينفع مصر وليس بتكسير أهم عمودين فى الدولة الجيش والشرطة.

  فى كلمتين

خطابى كرئيس للجمهورية كلمتان: «إذا  انتخبتونى عليكم كشعب أن تتعهدوا لى أن تكونوا شعبا منتجا كى أستطيع أن أدير الدولة..» هكذا جاءت كلمة مرشح رئاسة الجمهورية القادم الفنان محمد صبحى الذى رشحه جمهوره مؤيدا إياه، إلا أن فناننا كان لديه رأى آخر إلا وهو:  «أنا لا أصلح أن أكون وزيرا لا رئيسا أو إداريا، فبالنسبة لى فأنا أعظم إدارى ولكن داخل فرقتى بنظامها،  فعلى مدار ثلاث فترات لثلاث حكومات يتم ترشيحى لمنصب وزير للثقافة كان آخرها فى عهد حكومة الجنزورى والحقيقة أنه كان حريصا على معرفة السبب وراء اعتذارى وهنا قلت له: «وزير الثقافة يدير الثقافة، أما الفنان فهو يصنع ثقافة، لهذا لن أحرم من صناعة الثقافة.  فما بالك بمنصب رئيس للجمهورية؟! فأنا اليوم لدى دور آخر أكرس من أجله كامل طاقتى كفنان وهو التحضير من أجل الست مسرحيات الخاصة بمهرجان المسرح للجميع الثانى لأنه من المفترض أن أسافر بها إلى أمريكا وأوروبا لتخصيص إيراداتها من أجل التبرع لمشروع العشوائيات وأطفال الشوارع، من هؤلاء الأطفال فى حاجة إلى علاقة إنسانية جيدة حتى يصبحوا اشخاصا مختلفين، فى الوقت نفسه هناك بناء عاجل لمائة مدرسة نموذجية بالقرى التى يصعب على الأطفال بها الوصول إلى أقرب مدرسة إليهم والتى تبعد أميالاً عنهم كل ذلك ضمن خطة مؤسسة ونيس للإبداع والتنمية البشرية».

بشر لا حجر

أنا ضد من يسخر من الرئيس محمد مرسى، حتى ولو كنت كمصرى مختلفاً معه من الألف إلى الياء، فهذا الاختلاف لابد أن يكون اختلاف نبلاء، ففى حال كنا شعباً محترما ولو الشيطان نفسه من يحكمنا سينصهر، ولكن كيف يحق لفاسدين أن يقلعوا فاسدا، مثل النغمة التى ترددت على مسامعى مؤخرا «ثلاثين عاما زفت».. لا فكل رئيس لديه محاسنه وأيضا مساوئه، وحسنى مبارك حتى عام 7991 قام من أجل مصر بما لا يستطع أحد غيره تقديمه، ولكن أعتقد أنه كان ينبغى عليه صناعة البشر قبل أن يهتم كثيرا بصناعة الحجر، فالبعض قام بتخوينى فى بداية الثورة كما تم تخوين الشعب كله فبعد الثمانية عشر يوما داخل الميدان الهدف واحد للجميع وهو إسقاط النظام اليوم أصبح لدينا العديد من الأهداف بعد تفرقة الشعب وانقسامه إلى ليبرالى. إخوانى،  سلفى، إخوانى معتدل، سلفى متشدد، مسيحى معتدل، مسيحى متشدد.. ما هذا؟!! مصرى فقط  «ثورات الربيع العربى، ربيع لإسرائيل، وأمريكا، خريف ملبد بالغيوم لشعوبنا» .

كواليـس النـدوة

باقات الزهور.. لم يجد محبو ومعجبو الفنان محمد صبحى أفضل منها كدليل على إعجابهم ومحبتهم له، ولكن من بين هذه الباقات لفتت الأنظار إليها باقتان الأولى لصاحبتها العجوز التى بمجرد صعود فناننا على خشبة المسرح توجهت إليه حاملة أزهارها التى التقطها منها صبحى، ثم قام بتقبيل يدها تعبيرًا منه عن تقديره الشديد لما بدر منها من فعل راق، وما أن التفت صبحى فى اتجاهه نحو مقعده، إلا وتفاجأ بإحدى الفتيات عمرها لا يتعدى 51 سنة كانت قد صعدت إلى خشبة المسرح لتقديم الزهور إليه أذكر أنها صرحت عن اسمها فإنها تدعى «آية»، تلك الفتاة التى عبرت عن حبها الشديد لمحمد صبحى الذى قام بتقبيلها هى  الأخرى مما أثار غيرة السيدة التى عبرت وبصوت مرتفع عن هذه الغيرة قائلة «هذه هى القبلة التى كنت أطمح إليها أيضًا».. عبارة قصيرة وموجزة إلا أنها لفتت إليها الأنظار وبعثت بالبسمة على وجوه الحاضرين جميعًا.

دون لفت للأنظار حضرت د.«إيناس عبدالدايم» لمشاركة الحضور الندوة فبمجرد أن أطفئت الأنوار لبدء عرض الفيلم التسجيلى الخاص بمشروع فناننا الكبير دخلت إلى القاعة د.إيناس عبدالدايم مسرعة فى اتجاه مقعدها بالصف الأول وعلى الرغم من اندماجها الشديد فى حديث الفنان محمد صبحى والذى بدا واضحًا على وجهها، إلا أنها لم تنتظر حتى انتهاء الندوة بل انصرفت أيضا مسرعة فى منتصفها ولعل السبب خير.

التليفون المحمول للنجم محمد صبحى تسبب فى وقوع أزمة فى أجهزة الصوت وخصوصا فى الميكروفون الخاص به ولكن بعد محاولات لإصلاح العُطل تفاجأ الحضور بالفنان محمد صبحى الذى أخرج تليفونه من جيب بدلته أصله بيرن.

  حيادية محمد صبحى فى الحديث عن النظام السابق والنظام الحالى أثارت دهشة بعض الأفراد الحاضرين خاصة عندما تحدث عن إنجازات مبارك، ليفاجأ بأحد الحاضرين يطلب منه تقديم مثال والحقيقة أن الفنان محمد صبحى لم يتجاهل هذا الطلب، وأجاب: «يكفى أنك كرجل كنت تسير فى الشارع دون أن يجرؤ أحد أن يتعدى عليك لا بالكلام أو بالفعل، ولا يجوز أن نصبح منافقين، ناكرين لأى محاسن لهذا الرجل ولعل من أطرف إفيهات النظام السابق «محمد كوبرى مبارك» نظرًا لجزء بسيط من إنجازاته.

«ورقة فارغة» ضمن مجموعة من الأسئلة، التى انهالت على الفنان محمد صبحى التقطها فناننا ليجيب عنها فى حماس شديد لأنها ببساطة على الرغم من خلوها من أى أسئلة إلا أن دلالتها مهمة لنا كمصريين وهو «الصمت» الذى هو عكس حالة الجدل وادعاء المعرفة التى أصبحنا مصابين بها جميعًا.

«فبـرايـر الأسـود» و«الشتـا اللى فات» فيلمان فى الميزان

كتبت : جيهان الجوهري

قليلة هى أسماء المخرجين الذين يترقب الجمهور أفلامهم الجديدة ومنهم محمد أمين الذى ينتمى لسينما المخرج المؤلف والثانى هو إبراهيم البطوط أحد المخرجين المتميزين فى عالم السينما المستقلة، وكانت له تجارب ذات شأن فى هذه النوعية وهما «حاوى» و«عين شمس» أول فيلم شاهدته كان «فبراير الأسود» لعدة أسباب أن مخرجه يقدم فيلماً كل خمس سنوات يحمل توقيعه كمخرج ومؤلف، بدأها مع المنتج سامى العدل الذى قدم الثلاثى أحمد عيد وفتحى عبدالوهاب وأحمد رزق فى «فيلم ثقافى» ثم قدم فيلم «ليلة سقوط بغداد» لأحمد عيد وبعد سنوات كان أجمل أفلامه «بنتين من مصر» الذى ظهرت فيه «زينة» بشكل مختلف على مستوى الأداء وشهد نفس الفيلم أول تعارف بين الأردنية «صبا مبارك» والجمهور المصرى ليكون هذا الفيلم فاتحة خير عليها.

فى فيلم «فبراير الأسود» قد تعتقد فى البداية أن اسم الفيلم سيكون له علاقة بخطاب التنحى لمبارك مما يعطى انطباعاً أن الفيلم ضد الثورة إلا أنك ستكتشف أن اسمه يعبر عن حادثة تعرضت لها أسرة بطل الفيلم «خالد صالح» ولم يجدوا سوى الكلاب لإنقاذهم، حيث اهتمت الجهات الأمنية بالدولة بإنقاذ الذين يشغلون وظائف سيادية مثل عائلتى المستشار وأحد الضباط ليصبح هذا التاريخ بمثابة ذكرى سنوية تذكر عائلة خالد صالح بهذه الحادثة ومن خلالها يفجر  محمد أمين القضية الرئيسية فى فيلمه وهى «تحول الإحساس بالمواطنة» بسبب الانفلات الأمنى، خاصة بعد ثورة 52 يناير وانعكاسه السلبى على تفكير المواطنين للخروج من هذا المأزق و رغم طزاجة القضية لكن   لابد أن تجد نفسك متورطا فى المقارنة بين «فبراير الأسود» وبين فيلم «ليلة سقوط بغداد» الروح واحدة بين الفيلمين   سواء فى تشابه وظيفة الأبطال أو القضية التى سبق وقدمها فى «بغداد» ويكرر طرحها  بشكل آخر فى فيلمه الجديد وهى «عدم الاهتمام بالعلم والعلماء» بجانب القضية الرئيسية.

الشخصية الرئيسية هى لأستاذ الجامعة «خالد صالح» وهو كبير العائلة وشقيقه طارق عبدالعزيز الذى ترك أبحاثه العلمية واتجه لصناعة الطرشى البلدى- لاحظ حضرتك أن أحمد عيد فى «سقوط بغداد» كان طالبا «نابغة» تخرج فى كلية العلوم ولم يجد أى تقدير من الدولة لتبنى أبحاثه لذلك نراه عاطلاً لايفعل شيئا سوى تعاطى المخدرات إلا أن تتلقفه يد معلمه «حسن حسنى» وهى الشخصية المقابلة لخالد صالح فى «فبراير الأسود» وعلى عكس فيلمه «بغداد» اختار  محمد أمين فى فيلمه الجديد الهجرة والفرار من «المواطنة» كهدف يسعى له الكثيرون فى ظل الواقع المرير الذين يفتقدون فيه الأمن والأمان- لا ننكر أن الموضوع هو البطل فى فيلم «فبراير الأسود» أى أنه ليس فى حاجة لنجوم شباك هو فقط يحتاج لممثلين لديهم  القدرة على توصيل فكرة المؤلف للمتفرج بلا فذلكة واختار محمد أمين أن يبلور فكرته من خلال أسرة «خالد صالح» الباحثة عن توفير الحماية والأمان كهدف رئيسى يسعون له بأساليب متعددة   سواء كان عن طريق الهجرة أو طلب اللجوء السياسى أو الدينى أو حتى الجنسى أو الولادة على متن طائرة ليحصل المولود على جنسية بلد أجنبى  يتبعها جنسية لباقى أفراد الأسرة أو زواج إحدى بنات الأسرة من أحد رجال السلطة للاحتماء به، أو الزج بالابن ليكون لاعب كرة فى نادٍ شهير لأن اللاعب يجد كل تقدير من الدولة على عكس الباحث العلمى.

وبالطبع هذه المواقف كفيلة بتصدير كمية ضحك للمتفرج لابأس بها. لكن للأسف جاء تنفيذ هذه المشاهد بشكل محبط وغير متوقع من مخرج حقق نجاحات من قبل ليخرج فيلمه فى النهاية بقليل من الإبداع والخيال وكثير من الخسائر.يحسب للشركة العربية مجازفتها لإنتاج فيلم لا يحمل أفيشه اسم نجم سينمائى مضمون فى شباك التذاكر، خاصة أن الشركة العربية  خصصت ميزانية لا يستهان بها فى ظل الظروف الصعبة التى تمر بها البلاد.. طبعا هذا لا ينفى تقديرنا لنجومية خالد صالح والمسلسلات التى تباع باسمه فى الدراما التليفزيونية. لكن المؤكد أن للسينما حسابات مختلفة.

الشتا اللى فات

سبق لى مشاهدة فيلم «الشتا اللى فات» بالدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، ونال الفيلم رد فعل جيدا من الحضور  لكن بعد عرض الفيلم جماهيريا  فضلت مشاهدته للمرة الثانية مع الجمهور لسببين أولهما أننى أمام عمل فنى جيد يستحق المشاهدة وثانياً رغبتى فى معرفة رد فعل الجمهور تجاه فيلم لاينتمى للسينما التجارية بعد ثورة 52يناير، مبدئيا فيلم «الشتا اللى فات» ينتمى لنوعية الأفلام المستقلة التى يصرف عليها صناع الفيلم نفسه سواء كانوا أمام الكاميرا أو خلفها والمعروف أن هذا الفيلم حصد جوائز عديدة فى مهرجانات سينمائية عالمية وعندما تعرف أن بطل الفيلم ومنتجه هو عمرو واكد المؤكد أنك لن تصيبك الدهشة هو منذ بداياته وهو مجنون فن لذلك طبيعى أنك تجده فى أعمال تضيف لرصيده الفنى لكن بلا مكاسب مادية وقد  نجده صاحب مشروع له علاقة بالفن لكن لايفسح لى المجال حالياً لسرد شطحات ممثل موهوب أعتاد المغامرات الفنية منذ أول أفلامه «جنة الشياطين» مع محمود حميدة.

اختار إبراهيم البطوط شعار «الكرامة والحرية» لينقلنا داخل أجواء فيلمه واختار  فترة من يناير 2009 إلى يناير 2011 لينطلق بفكرة فيلمه التى تركز على إهانة وكسر نفس كل من يفكر  ضد النظام، وفى ذات الوقت أنت لاتستطيع اعتباره فيلما عن الثورة بل أنت أمام حالات إنسانية تستحق التوقف والتأمل  خاصةً أن كل مشهد به يجعلك تشعر بأنك تشاهد سينما على حق، وفى فيلم إبراهيم الباطوط أنت ليس أمام حدوتة تستطيع سردها بل أمام شخصيات من لحم ودم ربما تكون قابلتهم بالأمس وربما تلتقيهم اليوم أو غدا  مادامت «كسرة النفس  والقهر» التى رسخها نظام فاسد طوال فترة حكمه لم تختف بل موجودة ويمارسها آخرون آخرون تحت مسميات أخرى، وظهر ذلك فى نهاية الفيلم عندما كتبت أرقام توضح عدد الشهداء والجرحى والمعتقلين، مشيراَ إلى أن العد لايزال مستمراً.

الشخصيات

عمرو واكد مهندس كمبيوتر وهو الشخصية الرئيسية  المفروض أنه تم اعتقاله مرتين  الأولى عندما خرج فى مظاهرات تدين إسرائيل فى حربها على غزة عام 9002 وفيها إشارة واضحة إلى عمليات تعذيب وقهر المواطن من قبل جهاز اعتاد اعتبار المواطنين عبيدا لدى النظام الحاكم ليس من حقهم  استنشاق مذاق الحرية، وفى مشهد بالغ الدلالة يقول ضابط أمن الدولة «صلاح الحنفى» لعمرو واكد بعد تعذيبه «العدو الحقيقى لنا هو الجهل وليس إسرائيل»، والثانية فى بداية ثورة 52 يناير 1102 وفى المرتين كان يحقق معه نفس ضابط أمن الدولة «صلاح الحنفى» وبالطبع كان يغلب على التحقيقات تعذيب جسدى ومعنوى يجعل أى أحد يخرج من تحت أيديهم مضطربا يتجنب الحديث مع أى أحد حتى إذا كان جاره وظهر ذلك فى أحد مشاهد الفيلم بجانب مشهد آخر أكد على ذلك عندما طلب عمرو واكد من بواب العمارة أن يحضر له ما يكفيه من طعام حتى لا يضطر النزول للشارع.

الشخصية الثانية هى «فرح يوسف» المفروض أنها مذيعة  وتربطها علاقة حب بعمرو واكد لكنها تقع ضحية لرئيس قناة  ويحاول أن يقنعها بتهدئة الأمور أثناء إذاعة برنامجها من خلال الكذب والتضليل لكنها اختارت   عدم الانضمام للقطيع الإعلامى الذى ظل حتى النفس الأخير يدافع عن النظام وبطانته وتقرر ترك القناة والبرنامج لتنزل الشارع مع الثوار.

أما ثالث شخصية فهى لضابط أمن الدولة «صلاح الحنفى» الذى ينتمى قلباً وقالباً للنظام السابق ويجيد استخدام وسائل التعذيب  المختلفة وكسر نفس المقبوض عليهم، هذا الممثل عندما تشاهده فى هذا الدور ستعتقد أنه كان ضابط أمن دولة سابق وأن «إبراهيم البطوط» استعان به فى فيلمه كشخصية حقيقية فأنت أمام وجه  «شمعى» لاتتبين انفعالاته يمارس عمليات التعذيب الجسدى والمعنوى بهدوء شديد لاتلمح ثورة غضبه إلا بعد فشل زملائه فى السيطرة على ما يحدث فى ميادين مصر أثناء ثورة 52 يناير، ولكنك ستندهش عندما تعلم أنه يقف للمرة الأولى أمام الكاميرا وأعتقد أنه أحد المشاركين فى إنتاج هذا الفيلم.هذه الشخصيات تربطهم علاقات غير مباشرة ببعضهم البعض تتضح من خلال الأحداث.

شخصيات فرعية

فى بداية أحداث الفيلم نجد عمرو واكد يشاهد فيديو لأحد الأشخاص يعترف كيف تم تعذيبه وصعقه بالكهرباء وإهانته من قبل جهاز أمن الدولة لمجرد أنه صور فيلما عن «البوسنة» والمثير أن هذا الموقف حدث فعلا بالواقع وتم التصوير مع الشخص الحقيقى، ويتأثر عمرو واكد ويستعيد ذكريات ألمت به أثناء اعتقاله أول مرة عام 2009.ثانى شخصية كانت لأحد الشيوخ الذين يعتلون المنابر للخطبة فى صلاة الجمعة، حيث تم استدعاؤه وتم إهانته وعقابه معنوياً دون أن يلمسة أحد.أصدقاء الميدان نرى كيف أخذوا موقفاً من المذيعة «فرح» لتضليلها وكذبها على المتفرجين رغم أنها كانت فى نفس المشهد تنقل أحد المصابين، لكن يتغير موقفهم منها فيما بعد.

مشهد النهاية

يؤكد أن كل شىء كما هو لم يتغير، الثوار فى ميدان التحرير يملؤهم الأمل فى غد أفضل وذيول النظام فى مناصبهم بمسميات مختلفة ها هو ضابط أمن الدولة يمرح مع أولاده على أحد شواطئ العين السخنة.

أجمل مشاهد الفيلم

ذلك المشهد الذى تم فيه جمع بعض المعتقلين فى فناء كبير أشبه بمركز شباب فى منطقة شعبية من الأماكن الرائعة التى تشعرك بواقعية الحدث فهو يحتوى على طاولات كثيرة وكل معتقل أمامه أحد ضباط أمن الدولة يحقق معه  وكانت الكاميرا تنتقل بحرفية من معتقل لآخر وكان من ضمنهم عمرو واكد الذى اعتقل للمرة الثانية وهذه المرة يكون للتحقيقات مذاق يعبر عن  الثورة بعيدًا عن الخوف والقهر والانكسار.عمرو واكد أحرز هدفاً لايستهان به سواء على مستوى آدائه لشخصية تحتاج أداء تعبيرياً بالوجه والعين أكثرمن الحوار، وفرح يوسف من الممثلات اللائى تشعرك بأنها لاتبحث عن النجومية بقدر بحثها عن دور يقول شيئاً.

عبدالحليم وسعاد قصة حب معلقة فى حبل الغيرة

كتب: منير عامر

غريب أمر الحب أقول ذلك والذاكرة تستعرض مشهدا لا يمكن نسيانه.هكذا أهمس لنفسي كلما مررت بفندق سميراميس الواقع على نيل القاهرة، وأغمض عيوني قليلاً لألعن قبح المبنى الجديد الشاهق الذي أقيم بديلاً عن الفندق القديم الذي كان ينافس مباني أوروبا جمالاً.

أضحك لنفسى: لعلهم قد هدموا البناء كى يجعلونا ننسى أيامنا الحلوة فى سميراميس القديم، حيث كان الضجيج يبدأ كل ليلة فى «كافيتريا نايت أند داى» بسميراميس، وها هى سعاد حسنى تدخل كأميرة من الحيوية المتدفقة، يصدر منها ولها وحولها ألف شمس وقمر ونجمة، نعم فسعاد تتمتع بخاصية تناثر البهجة منها فى كل اتجاه، ولعل صلاح جاهين وحده هو الذى أبدع تصويرها حين قال عن حضورها «بمبى بمبى، الحياة بقى لونها بمبى»  همست أقدامها لأرض الكافيتيريا فالتفت الجميع، وتوقعوا أن تكون بصحبة عبد الحليم حافظ، ولكن التوقع لم يصدق، فقد دخلت الكافيتيريا بصحبة الرسام الصحفى عدلي فهيم، هذا الصامت الممتلئ بالرغبة  فى معرفة أسرار الجميلات، ثم يحترف الربت والطبطبة على ظهر الواحدة منهن، لا أكثر ولا حادث مهم بعد الطبطبة، وكان يمتلئ غيظا منى حين أقول ذلك..

ودخل عبدالحليم حافظ  بعدها بلحظات، وسبقته رائحة الحب التى ترسم خيوطها المتوهجة بينه وبين سعاد حسنى، والكل يعرف أن الحب بينهما قد خرج من دائرة السر المكتوم بين الاثنين وصار قضية عامة، فعبدالحليم هو النجم المتوج على العواطف، وهو المدلل من كل المجتمع، وهو الطفل المتوهج الذكاء الذى يشق الطريق إلى القمة فوق ما يتصور أى أحد، وهو الذى يقول كلمة مصطفى أمين «أن القمة تصلح لأكثر من واحد سواء أم كلثوم أو عبدالوهاب أو فريد الأطرش أو أى مطرب آخر» لكن الواقع الحقيقى يختلف، فهو يحسب حساب ظهور محرم فؤاد، وهو يدرس خريطة الغناء والمطربين جيداً. ولا داعى أن يقول أحد إن مطربا ما ترك الآخرين يصعدون إلى القمة دون أن يقاومهم، فعبدالوهاب أطاح بعبدالغنى السيد وكارم محمود وإبراهيم حمودة  ومحمد أمين وجلال حرب، وعشرات غيرهم وأم كلثوم شقت طريقها بالقوة وبالقسوة معا، أقول ذلك وأنا أعلم أن الكثيرين سيحاولون أن يقولوا «لا لم يحدث أن حارب أحد أحداً» رغم أن أى قائل لمثل هذا الكلام سيتجاهل هذا القلق العنيف على المكانة الذى يصاب به النجم أو النجمة حين يبزغ نجم جديد.

كان الحب متوهجا وهو يزيد من ضوء المكان بالفعل، عيون سعاد تحتضن عبدالحليم من على أمتار، وعيون عبدالحليم ترسل ضوءها لسعاد. والكل يعلم أن الاثنين يعيشان سعادة الوعد ببناء أسرة جديدة، ولكن هذا الحلم كان يتعرض للشد والجذب بين أكثر من اتجاه، فإحسان عبدالقدوس كان يرى أن الحب بين الاثنين يجب أن يتوجه الزواج، هكذا قال لعبدالحليم ولسعاد، وكان رأيه مريحاً لسعاد حسنى أكثر مما هو مريح لعبدالحليم حافظ.  أما مصطفى أمين فقط كان له رأى مختلف، هو أن تظل قصة الحب على حالتها من الاشتعال، دون أن يتجه الاثنان إلى المأذون، وكان يقول ذلك مخلصا لتجربته الخاصة، فهو الذى سبق أن قالت الشائعات أنه تزوج من أم كلثوم لمدة عشر سنوات ولم يعلم بالزواج أحد.. وكانت تجربة إحسان عبدالقدوس مع نفسه هى التى تؤكد له أن الفنان عليه أن يعيش حراً، وأن يقبله الجمهور كما هو، فما فائدة خداع الناس بأن تدعى عكس واقعك، وكانت تجربة مصطفى أمين تقول:  عليك أن ترسم صورتك أمام الجمهور، والجمهور لا يحب أن يرى المطرب أو المطربة فى حالة زواج، بل يجب أن يظل المطرب أو المطربة كجائزة اليانصيب التى يحلم الجميع بالحصول عليها، وإن حصل عليها أحد فالحسد سيحاصره من كل الجهات.

وسعاد تريد أن تحقق ما فشلت فيه أمها، تريد أن تبنى بيتا وتنجب أولاداً، وتحقق لمن حولها كل السعادة التى فقدتها فى الطفولة، وعبدالحليم يخاف أن يقترب من الزواج، لأنه يعلم أن الزواج هو رحلة إنتاج لأطفال قد يتعرضون للتشتت واليتم، ولكن عبدالحليم لا ينسى أبداً أنه عاش تجربة افتقاد الأم، وكأنه يحب كل امرأة ويكره لها أن تترك ابنها وليداً، ولذلك كان يقترب من الاقتناع برأى مصطفى أمين، ثم إن تجربة الخيانة فى الزواج تزعجه كرجل ريفى، وكان يرى من حوله أكثر من قصة خيانة، فها هى زوجة لفنان مشهور تدخل فى علاقة مع أحد رجال النفوذ إلى حد يزعج عبدالحليم حافظ، وهو لا يتخيل أن يتزوج فيُعجب أحدهم بزوجته فيأخذها منه، ويترك له الأسى والإحساس بالغدر، ودخل أحد المصورين الصحفيين النشطين، وكان قريباً من عبدالحليم حافظ، قال له عبدالحليم: مش حا تحكى حصل إيه فى المركب؟ وضحك الاثنان بصوت عال، وقال المصور الصحفى «يا عم إن الله حليم ستار» وكنت أعلم ما حدث فى المركب، لأني كنت مع عبدالحليم وهو يسمع من بيروت حكاية تقرب من الخيال، حيث سافر المصور الصحفى مع سيدة متزوجة من رجل أعمال عجوز وكانت السيدة فى حوالي الثلاثين، ورجل الأعمال العجوز فى حوالي الخامسة والسبعين. وشهدت المركب قصة مشتعلة بين المصور الصحفى وبين تلك السيدة، وخاض الاثنان رحلة عناق مجنون لدرجة أنهما لم يشعرا بأن المركب الذى يقلهما تتعرض للغرق، وتم إنقاذه بأعجوبة، وحين نزلت السيدة إلى ميناء بيروت واستقرت فى منزلها رفعت سماعة التليفون لتحكى لمخزن أسرارها عبدالحليم حافظ القصة والحكاية بأدق تفاصيلها.

واستقر الجميع حول مائدة كامل بك الشناوى، المائدة الممتدة والتى يجلس عليها أى كائن له علاقة بالفن أو الأدب أو الشعر، وغير مسموح لأى واحد أن يضع يده فى جيبه ليدفع الحساب، فالحساب سيدفعه كامل بك الشناوى. والكل يعلم أن كامل بك لا يقبض أكثر من مرتب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، وهو لا يكفى تكلفة السهر مع هذه الجموع المنوعة التى يستضيفها كل مساء، وكنا نعرف أن الأستاذ محمد حسنين هيكل كان يسأل كل عام بشكل سرى عن رقم ديون كمال بك الشناوى، ثم يرسل له شيكا بما يزيد عن رقم الديون كثيرا.

 كان الأستاذ هيكل يؤمن أن هناك نوعاً من البشر هم المكتشفون للمواهب، وهؤلاء لا يجب أن يعيشوا مع أى قلق اقتصادى من أى نوع.

 وكامل بك الشناوى هو أكبر مكتشف للمواهب فى عصره.

 وقال عبدالحليم لكامل بك: إحنا ضيوفك يا كامل بك أنا وسعاد.

كانت عيون عبدالحليم قد التقطت ملامح سيدة جميلة ملابسها غاية فى البهرجة، واتجهت السيدة إلى عبدالحليم وقبلته فى خديه. وتكهربت عيون سعاد حسنى بالضيق. سمعت عدلي فهيم يقول لها «شوفى أهو لو مدام إحسان عبدالقدوس شافت منظر زى ده لا يمكن يؤثر فيها، خليك جدعة، يعنى هو حا يصاحب كل واحدة معجبة بيه» قالت سعاد: إشمعنى هو بيغير بشكل مجنون؟ وكنت أفكر فى نفسى أن عبدالحليم لن يطبق نصيحة إحسان بالزواج، وسينجرف إلى تطبيق نصيحة مصطفى أمين. وسيظل حلم سعاد حسنى فى الزواج هو مجرد حلم معلق فى الهواء.

ولم أكن أعلم أن السيدة التى قبلت عبد الحليم فى خده هى الراقصة «ميمى فؤاد» التى حلمت هى الأخرى بأن تتزوج عبد الحليم حافظ وتحقق ما فشلت فيه سامية جمال التى أحبت فريد الأطرش من كل قلبها، وحلمت أن يغنى هو كل عمره وأن ترقص هى كل عمرها، لكن فريد لم يتزوج سامية، والساحة فى رأى الراقصة التى أحبت عبدالحليم خالية تحتاج إلى مطرب وراقصة.

ولكن حلمها انكسر حين ظل عبدالحليم يؤجل مواعيده معها ويتهرب منها، فاقتربت من محمد الموجى صديق عمر عبدالحليم، وأقامت معه تجربة كاملة بعد زواج سريع، فالموجى لم يكن يطيق الاقتراب من امرأة دون شهود ومأذون. وطبعاً كتم عبدالحليم غيظه من الاثنين لفترة، وقال بعد أيام من لقائه مع هذه الراقصة «دى ست مش مظبوطة» قالت لفلان إنها بتحبه، وكانت بتقول لي إنها بتحبنى، سابتنى لما ما نفذتش اللى كانت عايزاه وهى ترقص وأنا أغنى، وبعد أن طلقها الموجى، عثرت على عريس عربى.

تساءل عبد الحليم: «سعاد دى مجنونة إزاى تغير منها؟»

قلت ضاحكاً: لابد أنها شعرت بأن قلبك تحرك بعاطفة ما.

قال: أنا لا يمكن أن أعود إلى واحدة أخطأت فى حقى.

وسمعت صوت شاعرنا الكبير صلاح عبدالصبور من خلف ظهرى وظهر عبدالحليم وهو يقول: لا أحد يقدر أن يحكم على قلبه بأن يعود إلى قصة حب قديمة أو يرفض العودة. الحب أمير يختار المكان الذى يهواه، ويختار القرارات التى تأتى على مزاجه.

قال عبدالحليم: أهلا يا صلاح.

وقام الشاعر الكبير كامل بك الشناوى ليحيى صلاح عبدالصبور، والمودة التى بين الاثنين كبيرة، رغم أن كلاً منهما له حزب مختلف من أحزاب السلطة، فكامل بك الشناوى يملك التأثير القوى على د. عبدالقادر حاتم وزير الإعلام والذى أضيفت له مسئولية الثقافة والسياحة، فامتلك جراءة فصل صلاح عبد الصبور من مؤسسة الكتب، وكان صلاح عبدالصبور محبا حقيقيا لمن يخطئ د. حاتم ويعتبره منافساً له ألا وهو د. ثروت عكاشة فى العمل الثقافى.

كان د. حاتم يعتبر نفسه فى مكانة أعلى من ثروت لمجرد أنه زميل دفعة جمال عبدالناصر، بينما ثروت هو من تخرج بعدهما من الكلية الحربية، والرتبة الأقدم فى الجيش قد تنظر إلى الرتبة الأقل بنوع من الرفعة، ولم يكن هذا صالحا للتطبيق بين ثروت المثقف الحقيقى، وبين حاتم الذى درس الإعلام.وبالرغبة من «تطهير الثقافة» من بقايا ثروت عكاشة واستدعى د. حاتم الشاعر صلاح عبدالصبور بعد ضم وزارة الثقافة لوزارة الإعلام وتولي د.حاتم مسئولية الوزارتين، وكان اللقاء بشوشا. ولكن بعد أن خرج صلاح من مكتب د.حاتم وذهب إلى مكتبه فى مؤسسة التأليف والنشر، وجد نفسه مفصولا.

وأذكر أن كامل بك الشناوى  والذى يملك قدرة وتأثيراً عند الدكتور حاتم، أوصى صلاح عبدالصبور أن يدق باب الأهرام، فوجد الباب مفتوحا. وما إن علم جمال عبدالناصر بما حدث لصلاح عبدالصبور حتى تدخل وعاد للعمل الذى يحبه فى مؤسسة التأليف مرة  أخرى. سأل عبدالحليم  حافظ صديقه صلاح عبدالصبور:  أمرك عجيب يا صلاح حد يسيب الصحافة ويروح لمؤسسة مسئولة عن التأليف والنشر.

ويضحك صلاح عبدالصبور ضحكته الساخرة المحببة، ويقول: أريد أن أعيش حياة منتظمة وأن أعمل من التاسعة إلى الثانية، وأعود إلى بيتى لأقرأ وأكتب، ومن خلال عملى فى مؤسسة التأليف ستجد مصر أدباء وشعراء وكتاباً وفنانين  من اكتشافى، فلا أحد يهتم باكتشاف قدرات المصريين فى الصناعة الثقيلة، صناعة التأليف.قال عبدالحليم لي: صلاح عبدالصبور ده لغز كبير، بعد ما كتب قصيدة وغنيتها، طلبت منه أن يكتب قصيدة أسهل منها لعلها تنتشر أكثر من الأولى، لكنه رفض.  سألته عن سبب الرفض، فقال إنه لا يؤلف من أجل أن تغنى قصائده، بل يكتب الشعر عندما يحب.

قال صلاح عبدالصبور موجها كلامه لكامل بك الشناوى: عبدالحليم فاكر أني ممكن أقلد أحمد رامى وأكتب قصائد للغناء فقط.

قال كامل بك الشناوى: صلاح مشغول بالمسرح الشعرى،  فهل عندك صبر أن تظهر فى مسرحية شعرية يا حليم.

كان كامل بك الشناوى يريد أن ينقذ قيمة صلاح عبدالصبور العملاقة ويخاف أن تتحول إلى مادة للنقاش بين الذين يحضرون هذا اللقاء اليومى الصاخب، ولذلك أخذ عبدالحليم من تلابيبه التى يخاف منها، تلابيب استهلاك الصوت يوميا بالغناء، فما بالنا بالغناء فى مسرحية شعرية  فهذا جهد يخافه عبدالحليم. وكأن الرسالة وصلت بسرعة لعبدالحليم حافظ، قال: أنا بس نفسى إن جيلى من الشعراء يبقى موجود على الساحة مع الجمهور.

قال صلاح عبدالصبور: أنا عزمك بعد سنة على مسرحية «مأساة الحلاج».

كانت سعاد حسنى تنظر إلى صلاح عبدالصبور وكأنه طائر غريب، أو هو كائن لا تعرف كيف يفلت من شبكة الشهرة برغبته، قالت لي: أنت تعرفه كويس؟ قلت:  هو أستاذى ولكن عبدالحليم يعرفه أكثر منى فالاثنان من الزقازيق.

قالت: من بلد مرسى جميل عزيز ؟

قلت: بالضبط من بلد مرسى جميل عزيز.

قالت: هل فى مصر شاعر يطلب منه عبدالحليم حافظ قصيدة ويقول لا؟

أقول: صلاح لم يقل لا، ولم يقل نعم بل ترك المسألة للظروف.

كانت سعاد مندهشة من رفض صلاح عبد الصبور أن يؤلف قصيدة فور طلب عبدالحليم حافظ، وكانت لا تفهم لماذا جاء كامل بك الشناوى بسيرة الغناء اليومى، تلك السيرة التى يكرهها عبدالحليم حافظ، لأنها تستهلك الكثير من إحساس المطرب.

كنت أعلم أن عبدالحليم لن ينام تلك الليلة من السين والجيم التى سوف تحاصره بها سعاد حسنى.

قال لي عبدالحليم فى اليوم الثاني: من يقول لسعاد حسنى أني لن أطير منها إلا إذا هى التى طارت منى؟

وأقول لعبد الحليم: أنت مستمتع بغيرة سعاد حسنى عليك. ولكنى أريد أن أعرف هل أنت كفريد الأطرش؟

 كانت تلك هى نقطة المشاكسة التى يمكن أن تحصل بها على أى حقيقة تعرفها عن عبدالحليم حافظ.

قال بمنتهى السرعة: أعوذ بالله أكون زى فريد الأطرش إزاى.

 أقول: توعد الواحدة إنك حاتتجوزها، وبعدين، مفيش جواز يتم ولا يحزنون.

وتهرب من الإجابة ليقول: أنا عندى ميعاد مع الدكتور يس عبد الغفار، تيجى معايا؟

قلت: هل تركت «د. فلان» لقد ظل يعالجك لسنوات.

قال: نعم تركته.

قلت: أذهب معك للدكتور ياسين  بشرط واحد هو أن تحكى لي لماذا تركت «د. فلان» واتجهت للدكتور ياسين عبدالغفار.

قال عبدالحليم ضاحكا: سأقول لك بنفس طريقتك  لسبب بسيط خالص، ذهبت له مرة لأكشف الكشف الدورى، فتركنى على سرير الكشف عاريا وذهب ليرد على التليفون، وفيما يبدو أنه كان فى تلك الفترة قد دخل فى قصة حب جديدة، لأن زوجته قد كبرت فى العمر. وكانت البنت التى تدير رأسه هى بطلة قصة إحسان عبدالقدوس «لا أنام»، وكانت محترفة إيقاع بالكبار فى العمر ومن عندهم ثروة لا بأس بها، وحين عاد ليكشف على، لم يضع حتى سماعته على بطنى وقال: قوم أنت صحتك زى البومب ولم أقل له شيئا، فقمت وارتديت ملابسى، وقبل أن أخرج من الغرفة قال لى مش تستنى لما  أكتب الروشتة لك فقلت له ضاحكا: مش كنت تكشف على الأول قبل ما تكتب الروشته؟

وضحكت أنا لقول عبدالحليم، وخفت أن يكون ما يقوله هو نوع من التشنيع الرهيب على أستاذ كبير من أساطين الطب فى مصر. خصوصا وهو أول طبيب نصح عبدالحليم أن يسافر إلى لندن ويجرى عملية جراحية لاستئصال جزء من المعدة.نظر لي عبد الحليم والتقط ما أفكر فيه بسرعة، وقال: اوعى تفتكر إني بأشنع عليه لا، لأني عارف إنه دكتور كويس وعظيم، لكن لأنه نسى مرة وغلط غلطة زى اللى بأقولك عليها مش ممكن أثق فيه مرة ثانية.

قلت لعبدالحليم: أنت لم تقل لي أبدا كيف أصبت بالبلهارسيا، رغم إنك فى الجزء الأساسى من طفولتك عشت فى الزقازيق مع خالك «متولى عماشة».

قال: هو أنت مش من الفلاحين ولا إيه؟ ما أنت عارف إن الخال إذا كان عايش فى البندر ففيه أجازات وسفر للقرية.

أقول: ولماذا لم تحافظ على نفسك ؟

قال: تحافظ على نفسك من العوم فى الترعة إزاى؟ اسأل شحاتة ابن خالتى إذا كان حد يعرف يحافظ على نفسه من العوم فى الترعة.

فوجئنا ونحن ندخل باب عمارة التأمين الموجودة بميدان لاظوغلى حيث توجد عيادة الدكتور ياسين عبدالغفار بوجود علية شبانة شقيقة عبدالحليم وهى تخرج من المصعد، واندهش عبدالحليم من المفاجأة، فقال لها: إيه اللى جابك هنا ياماما علية؟

قالت: كنت عند الدكتور ياسين.

قال: كنت بتكشفى؟

قالت: لا كنت عايزة أطمئن عليك.

وركبت علية السيارة التى تنتظرها. وصعد عبد الحليم، وهو يقول بحيرة: أطمن علية إزاى على صحتى، أنا حلفت لها على المصحف إني حا أحافظ على نفسى، لكن مفيش فايدة.

قلت: أنت تعرف أنها تعاملك كابنها.

عيادة الدكتور ياسين عبدالغفار فى الوقت الذى دخل فيه عبدالحليم كانت خالية، وكان عبدالحليم كعادته لم ينم من ليلة أمس، وادعى أنه نام، كان موعد د. ياسين هو موعد مع تحديد الأمل، ويحاول أن يعثر على إجابة على السؤال الصعب «كم سأعيش» وهذا السؤال المجنون كان يملأ حياة عبدالحليم حافظ وهو يجرى منه، ولكنه يتوقف عنده لحظة أن يهجم عليه الحلم الذى يرى نفسه فيه طفلا محاطا بحمامات تطير برفرفة حانية، ثم تتحول تلك الحمامات إلى طيور متوحشة تنهشه بمناقيرها، فيصحو مفزوعا. ويحاول أن ينام مرة أخرى ولكن بلا فائدة، وغالبا ما يوقد النور فى الغرفة أو يقوم ليشرب، أو يدخل دورة المياة، وغالبا ما ينادى على أحد ممن معه فى المنزل، وأقرب من يناديها إن كانت موجودة فى حجرتها بالمنزل  هى علية.. 

صحيح أن لعلية شقة فى عمارة العجوزة تقيم فيها مع أولادها، ولكنها فى بعض من أيام الأسبوع تجد بعضا من الرغبة فى أن تبيت فى منزل عبدالحليم، وقد خصص لها غرفة خاصة، فى المنزل المكون من شقتين، أمر بهما جمال عبدالناصر ليعيش عبدالحليم بعيداً عن عمارة العجوزة، وبناء على رغبة عبدالحليم التى عرفها جمال عبدالناصر من خلال شمس بدران مدير مكتب عبدالحكيم عامر الذى كان يعتبر هو مفتاح طلبات عبدالحليم من الدولة المصرية  وكان عبدالحليم هو الشخص الذى يقترب من صاحب النفوذ بالمودة التى تمتلئ معظم الوقت بالندية، وتحتفظ فى نفس الوقت بكل الاحترام ولم يحدث اتصال تليفوني بين عبدالحليم وشمس بدران إلا وشكره عبدالحليم على الشقة، لدرجة إني سمعت شمس بدران يقول مرة لعبدالحليم: والله العظيم حا أستأذن الرئيس عبد الناصر وآخذ الشقتين منك لو جبت سيرة الحكاية دى تانى.. وكان وجود علية فى بعض من الليالي مع عبدالحليم حافظ هو نوع من الاطمئنان الذى يملأ حياته بالبهجة. ولكنه كان لا يحب أن يزوره شقيقه إسماعيل. لا أعرف منذ متى كره أن يزوره إسماعيل شبانة. وحين سألته مرة عن ذلك قال بلهجة فيها الكثير من الضيق بالسؤال «إسماعيل تعليماته كتير» وحين قلت له  هل هناك غيرة فنية؟

أجاب: أعوذ بالله أن يغير منى أو أغير منه أنت ناسى إنه هو اللى مربينى  قلت: أنا لا أنسى أيضا أن علم النفس والطب النفسى يؤكدان أن الغيرة بين الإخوة أمر شائع.

قال: لم أشعر بهذه الغيرة من إسماعيل، وأكيد أنه لم يشعر بها منى.

أقول: ولكنك تتعامل مع محمد شقيقك وتكلفه بالكثير من الأعمال، رغم أنه شقيقك الأكبر منك؟

قال: وهل لمست يوما فى تعاملى مع محمد بقلة احترام ؟ هو يقدر أن حظى مختلف عن بقية حظوظهم، ولا شىء فى نفس أى واحد منهم لم أحققه له وهو يعلم أن ما يعود على من دخلى يفيض عليهم بكل ما يطلبون، لذلك فهو يحب أن يعاوننى فى أى عمل أحب أن أسنده له.

كان د. ياسين قد فرغ من عمل ما يشغله قبل أن يستقبلنا. وحين ترى ياسين عبد الغفار تتجلى أمامك صورة «الحكيم» بأجل معانيها، الصبر والاستماع وقبول الأكاذيب الصغيرة التى يمارسها كل المرضى. ثم بدء الكشف على المريض، وكأنه يراه لأول مرة، ثم العودة إلى الصفحة التى يوجد بها الملف الطبى الذى يضم تاريخ المريض.

وبعد أن انتهى الطبيب من الكشف، قال عبد الحليم: لسه فيه شوية صحة..  ابتسم الطبيب الكبير بهدوء غريب، وقال: الصحة بيد اثنين أنت بمدى التزامك ثم هداية الله لك لتواصل الاستماع لما نعرفه من علاج لك وفوق كل ذلك هناك الله سبحانه «وإذا مرضت فهو يشفين».

وكرر الطبيب الكبير شكره لعبدالحليم على التزامه بالتعليمات وقال له إن علية زارته منذ قليل وأنه طمأنه عليها وختم الكلام بقوله: على فكرة علية قالت إنك من صغرك كنت شقى وكانت بنت الجيران معجبة بيك، ضحك عبدالحليم وهو يقول: حظها طلع كويس أهى كبرت واتجوزت وخلفت خمس عيال، مين عارف لو كانت اتجوزتنى كانت حا تعيش إزاى مع إنسان كل شوية الدكتور ياسين عبدالغفار يحذره من السهر.

قال د. ياسين: أنا بأحب فيك إنك مخلص جدا فى فنك، وأملى إن شوية إخلاص صغيرين يتنقلوا من مجال الفن لمجال الصحة.

وعلى باب العيادة قلت لعبد الحليم: أنت لم تذكر لي شيئا عن بنت الجيران دى؟

قال عبدالحليم:  صبرك شوية، حا أحكى لك عنها، قلت أرجو أن تحكى وسعاد حسنى موجودة.

وأشار عبدالحليم ضاحكا إلى المبنى الكبير لمباحث أمن الدولة القريب من عيادة د. ياسين عبدالغفار وهو يقول: أنا أروح المباحث وأحكى هناك أحسن ما أحكى قدام سعاد، دى بتغير موت.

قلت له جادا: هل ستتزوجها أم ستترك الحكاية إلى ما لا نهاية؟

قال: بصراحة خايف أظلمها معايا أو أظلم نفسى بغيرتها.

وساد الصمت ليملأ المسافة بين لاظوغلى والزمالك حيث بيت عبد الحليم.

صباح الخير المصرية في

02/04/2013

 

محمد خان:

«فتيات المصنع» فيلم نسائى ولن أتعجل عرضه

عربى السيد

 أكد المخرج محمد خان أنه انتهى من تصوير أحداث فيلم «فتيات المصنع» منذ أيام قليلة وقال خان يحتوى الفيلم على عناصر تشويق واثارة من الدرجة الاولى لأن احداثه تدور داخل مكان واحد فقط وهو عبارة عن مصنع مختص بالخياطة ويضم عددا من العاملين ومن بين هؤلاء العاملين ثلاث نساء لكل واحدة منهن قصه مختلفة عن الأخرى مثل«هيام» التى تجسد دورها الفنانة ياسمين رئيس التى  تعمل خياطة بالمصنع، وهى بنت شعبية تعيش بمنطقة «الأباجية» التى تم تصوير مشاهد الفيلم بها وتكتشف ما يدور بين العاملين فيه من علاقات غير شرعية.

و«فتيات المصنع» مأخوذ عن قصص حقيقية، ويعتبر فيلما نسائيا اجتماعيا يناقش مشاكل الفتاة المصرية، والصراع بين الطبقات فى الحب كما يتناول  قضايا اصحبت امرا عاديا فى الوقت الحالى حيث يناقش نزول البنت  وهى لم تتجاوز  14 عاما إلى سوق العمل واختلاطها بعدد كبير من الناس مما يؤثر عليها بالسلب، والضغوط والعادات السيئة التى تمارس عليها منذ الصغر، وبالتالى تأثر على نفسية الفتاة وتجعلها غير سوية نفسيا.

واوضح المخرج محمد خان انه انتهى من 50% من مرحلة المونتاج الخاصة للفيلم وقال «لم اتعجل فى مرحلة المونتاج نهائيا واعمل بهدوء لأننى لا أتعجل فى عرضه».

يشارك فى بطولة الفيلم وابتهال الصريطى وهانى عادل، وهانى عادل وحنان عادل وكانت الفنانة «روبى» قد اعتذرت من قبل عن القيام  بالفيلم لانشغالها بأعمال أخرى.

الشروق المصرية في

02/04/2013

 

"محمد القليوبي":

وزارة الثقافة استولت على المهرجانات السينمائية

كتب رانيا يوسف 

قال د. محمد كامل القليوبي - رئيس لجنة السينما بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس جمعية نون للثقافة والفنون: إن وزارة الثقافة عادت واستولت على تنظيم المهرجانات السينمائية مرة أخرى بعد أن أسند الوزير السابق - عماد أبو غازي – إقامتها للجمعيات الأهلية، وأشار إلى أنه ضد سيطرة الدولة على الفن والثقافة وضد عدم احترام القرارات التي تصدر ثم يتم سحبها.

وأضاف القليوبي أن الوزارة قررت هذا العام إقامة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، ومهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والمهرجان القومي ومهرجان سينما الأطفال الذي أعلن عن إلغاء دورته هذا العام، ومعبرًا عن استيائه من عدم التزام الوزارة بما تم الاتفاق عليه مع المهرجانات الأخرى التي تقيمها الجمعيات بتسديد الدعم المخصص لها، وقال: لا يوجد أي جهه تحترم كلمتها، ولا نعرف مع من نتعامل، ولا بد أن تتحمل كل جهة مسئوليتها، لكن الواقع يكشف عن فوضى في التعامل مع الجمعيات الأهلية والتي وصفها القليوبي بأنها "البطة السوداء".

وعن إقامة الدورة الثانية من مهرجان السينما الأوربية الذي تنظمه جمعية نون، قال القليوبي: من المقرر إقامة المهرجان في شهر سبتمبر القادم إن تحسنت الأوضاع، مشيرًا إلى أن إدارة المهرجان بدأت العمل للدورة القادمة، وأكد أن كل المهرجانات التي تدعمها وزارة الثقافة تواجه مشاكل في آليه الحصول على هذا الدعم، وأن الدورة السابقة من مهرجان الأقصر للسينما الأوربية شهدت عدم التزام الوزارة بتعهداتها المادية، مما يثير مخاوف من تكرار هذا الموقف مع الدورة القادمة.

"الخروج للنهار" يفتتح "لقاء الصورة التاسع".. الأحد القادم

كتب انتصار صالح 

يفتتح فيلم "الخروج للنهار" فاعليات مهرجان لقاء الصورة التاسع، الذى يقام من 7 إلى 15 إبريل تواصلا مع تقليد الذي أرسته لطيفة فهمي مسئولة النشاط الثقافي بالمركز الفرنسي، ومديرة المهرجان.

يعرض الفيلم في السابعة مساء الأحد القادم بالمركز الثقافي الفرنسي بالمنيرة، بحضور مخرجته هالة لطفي، وينظم لقاء معها عقب عرضه، وهو أول عمل روائي طويل للمخرجة، إنتاج "حصالة"، حاز جوائز أفضل مخرج في مسابقة آفاق جديدة بمهرجان أبو ظبى السينمائى، الوهر الذهبى بمهرجان وهران، التانيت البرونزى لأيام قرطاج، ومثل مصر في المسابقة الرسمية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ونال تنويهًا خاصًّا.

يرأس لجنة التحكيم المخرج أحمد عبد الله، ويشارك بعضويتها كاتبة السيناريو مريم ناعوم والمخرج أحمد فوزى صالح، تمنح اللجنة جائزتين: دعوة لحضور مهرجان سينما البحر الأبيض المتوسط بمونبيليه والأخرى لمهرجان أفلام بمارسيليا، ويقدم المهرجان جائزة ثالثة هي جائزة الجمهور لأفضل عمل أول.

تشارك بالمهرجان أفلام من نوعيات مختلفة، ففي فئة الأفلام التسجيلية القصيرة تشارك أفلام: "ذات مكان" إخراج أحمد شوقى، وفيه يأخذنا الكاتب مكاوى سعيد فى نزهة لمقاهى وسط القاهرة، "على الحدود" لمحمد الأشهب، ويصور عملية تهريب حقيقية للأسماك على حدود مصر والسودان، "لقمة نظيفة" إخراج تامر عشرى، عن حياة عامل تنظيف وكسح ترنشات صرف صحي في قرية على بعد 200 كيلو متر من القاهرة، "ممنوع الاقتراب أو التصوير" لمى الحسامى، عن العلاقات العاطفية بين المسلمين والمسيحيين، "راجل من زمان" لمحمود يسرى، "مخبوط" لعمر نايف، "نفس" لعلياء أيمن، "فى الليل" لنهى المعداوى، "حبيب الروح" لنادية أبو شادى، ويقدم خارج المسابقة "الغرقى" إخراج فرانسوا عبد النور.

ويشارك بالمهرجان عدد من الأفلام التسجيلية الطويلة المتميزة هي: "عن يهود مصر" إخراج أمير رمسيس، الذي يعرض تجاريا حاليا، ويرصد حياة بعض اليهود المصريين الذين غادروا مصر في النصف الأول من القرن العشرين، في محاولة لرصد هوية المجتمع المصري الذى كان ينبض بالتسامح، "الثورة.. خبر" إخراج بسام مرتضى، عن تجربة ستة صحافيين من المصري اليوم في تغطية أحداث الثورة المصرية والربيع العربى، "أنا سعيد جدا لدرجة أننى.. سألعب الجولف" إخراج سامح إسطفانوس، عن أزمة المياة، في مقارنة بين ملاعب الجولف التي تستهلك الكثير من المياه، والتي لا يجدها كثير من المصريين للشرب أو للزراعة، "ظل راجل" إخراج حنان عبد الله، يلتقط الحكايات والتفاصيل اليومية الحميمة لأربع نساء مصريات من خلفيات اجتماعية وأعمار مختلفة، يحكين عن الزواج والطلاق والعمل والتحرش الجنسي، حاز جوائز أفضل مخرجة بمهرجان تريبكا بالدوحة، لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان الإسماعلية الدولى للسينما التسجيلية والروائية.

ومن الأفلام الروائية القصيرة يشارك: "نزهة فى الشمس الرمادية "إخراج منى لطفى، "أمة" لمحمد محسن، "أيدى صغيرة" لأمل صديق عفيفى، "مجرد ساعات" لساندرين صموئيل حليم، "بيض عيون" لمى زايد، "لدى حلم" لميشيل مجدى، "زكريا" لعماد ماهر، "حياة" إخراج إسلام كمال، "إيه العبارة" لكريم شعبان، "ورا الباب" لأدهم الشريف ،"طقوس مسائية" لأشرف حامد، "من فوق لتحت" لياسر هويدى، الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان أفلام السينما المستقلة ببنغازى 2013، "اسم الشهرة.. سهير" إخراج المغربية فدوى العلوانى، ويعرض خارج المسابقة "الغزاة" إخراج الفرنسي آرثر كان.

ومن أفلام العمل الأول: "اللقاء" إخراج غادة عاطف، "ستة" لبهاء الجمل، "ألبان وادى النيل" لمحمد الحديدى، "مركب ورق" لحلمى نوح، "رمادى" للسوري حسان نعمة.

ومن أفلام الرسوم المتحركة: "متلازمة" إخراج عمرو عكاشة، "اسكتشاتى بتاكلنى" لنور أبيض، وخارج المسابقة "رافة الملابس" إخراج سيمون فيلليو، الفائز بأفضل فيلم رسوم متحركة فى المهرجان الدولى لطلبة السينما والمسرح بربيشتينا، كوسوفو 2012.

البديل المصرية في

02/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)