حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

من أجل إنقاذ مهرجان تطوان لسينما المتوسط

أحمد بوغابة / المغرب

 

السبت 30 مارس 2013، في مدينة تطوان بشمال المغرب، التي يسميها أهلها بالحمامة البيضاء لكون منازلها مصبوغة بالأبيض، وهي عادة قديمة بجميع المدن المُطلة على البحر المتوسط، فضلا عن وجودها على قمة جبل وكأنها حمامة ضخمة تحرس العبور. وتكون أحيانا غارقة في السحاب ولا يمكن رؤيتها قبل أن تصلها وكأنها تعيش أحلاما داخلها. فذلك اليوم، كانت السماء تختفي أحيانا وراء السحاب وتطل بزرقتها أحيانا أخرى تاركة لخيوط الشمس أن تعبر نحو البساط الأخضر على الأرض وتغيير ألوان البحر بين الرمادي والأزرق. كما كانت قطرات المطر تصر على الوجود وكأنها في لعبة مع السماء والشمس والأرض والبحر والناس أجمعين. هذا التناغم والتكامل الطبيعي زاده إجلالا فرح الساكنة في ذلك اليوم، خاصة الشباب منه، بفرح انتصار فريق المدينة  المحلي لكرة القدم "المغرب التطواني" على أحد أهم الفرق القوية بالمغرب وهو "الرجاء البيضاوي". 

لقد كان يوم السبت 30 مارس 2013 يوم عيد بالمدينة بامتداد الفرح الرياضي بالفرح السينمائي، لأنه يوم اختتام فعاليات الدورة 19 للمهرجان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، لهذا كاد أن تتحول سهرة الاختتام إلى سهرة موسيقية نظرا لخضوع المنظمين لطلب الشباب الحاضر في القاعة بالاستمرار في الغناء الذي كان أصلا طويلا ويتكرر كل سنة بنفس المقاطع المُركبة من هنا وهناك، تقفز من أغنية إلى أخرى. ينبغي إعادة النظر في تلك السهرات بشكل جذري وهذا ما سنتطرق إليه في ما بعد أسفله إذ لا تضيف تلك السهرات الموسيقية قيمة ما إلى الحفل السينمائي بل تشوش عليه.

برنامج غني.. والجوائز

سبق ان تطرقنا في نصوص سابقة إلى البرنامج العام لمهرجان تطوان لسينما بلدان المتوسط. ونؤكد من جديد بوعي كامل على أهميته مرة أخرى حيث تم اختيار أفلام بعناية. وجلها قوية في مختلف فقراتها الروائية والوثائقية، وأيضا الندوات واللقاءات والتكريمات والورشات والاهتمام بالأطفال في المدارس سواء في المسابقات الرسمية أو غيرها رغم بعض الهفوات التي كان بالإمكان التغلب عليها بقليل من الصرامة خاصة حين يتعلق الأمر بالسطرجة sous-titrages.

إن المدينة تعيش حقا لحظة سينمائية متميزة، طيلة انعقاد المهرجان، حيث تستقبل الفضاءات الثقافية هذه التظاهرة بدون تحفظ بدءا بالقاعتين السينمائيتين: "أفينيدا" و"إسبانيول"، ومرورا بمدرسة الفنون الجميلة، وصولا إلى المعهدين الثقافيين: الفرنسي والإسباني.

وتميزت هذه الدورة بعروض لأفلام بالنظام الرقمي في قاعة "أفينيدا" وهو ما أعطى للفرجة السينمائية بعدا جديدا ومختلفا في الصورة والصوت. وهنا واكبت القاعة الرسمية تطلعات المهرجان نحو أفق الاحتراف.

ويعلم المترددين على المهرجانات السينمائية أن غالبا ما تخلق نتائج لجن التحكيم ردود فعل متباينة حيث يكون الحضور قد وضع بدوره لوائح يمنح فيها جوائز لأفلام تروقه، وأحيانا ينتظرها بشغف وإذا خاب ظنه ينتقد لجنة التحكيم ويتهمها بكل النعوت ويعتبرها منحازة أو دون المستوى. ويغضب بعض المشاركين من السينمائيين في المسابقة إذا لم يحصلوا على جوائز، خاصة إذا كان حظهم في مهرجانات أخرى كبير وسبق لهم الفوز فيها فيعتقد بالضرورة الحصول عليها دون أن ينتبه إلى أنه في أجواء مختلفة

يتناسى الجميع أن لجن التحكيم تتشكل من حساسيات مختلفة ومتناقضة، رجالا ونساء وأيضا من سن متباعد، فيلعب كل فرد دوره في تلك اللجن حسب قدراته المعرفية وطاقته في الدفاع عن أفلام معينة. ويتضاعف النقاش بين أعضاء اللجن إذا كانت الأفلام المشاركة جلها في مستوى عال يصعب إغفالها في الجوائز. لكنه يتطلب الحسم فيها نحو اتجاه الجوائز بتفضيل بعضها على حساب أخرى. فيكون النقاش السينمائي بين الحضور هو جزء من متعة المهرجان ما دامت الأفلام هي نتاج إبداعي إنساني بمعنى يحتوي على العناصر الذاتية في تكوينها

ولم تخرج لجن مهرجان تطوان عن هذا القالب السائد في كل مكان وزمان. فرغم أن أغلبية الجمهور، خاصة المحترفين منهم، استحسنوا الجائزة الكبرى التي ذهبت إلى الفيلم الكرواتي "طريق حليمة" إلا أن هناك من رأى فيه كتلة من الميلودراما ليس إلا. بينما يعتبرون الفيلم الروماني "ما وراء التلال" أفضل الأفلام في هذه الدورة وهو الفيلم الذي لم تنتبه إليه اللجنة إطلاقا ولم تمنحه حتى تنويها ما. كما تساءل الحضور عن سبب منح الفيلم الإيطالي "الأشياء الجميلة" جائزة العمل الأول علما أن الجميع غادر القاعة لأنه ناطق باللهجة المحلية لمنطقة نابولي وغير مصحوب بسطرجة (الترجمة) للغة مفهومة عند الأغلبية. علما أن لجنة التحكيم بإمكانها مشاهدة الفيلم بوحدها على القرص "دي. في. دي." الذي به الترجمة. وقد لاحظ الكثيرون أن اللجنة التي تقلص عددها إلى ثلاثة أعضاء فقط، إمرأتان ورجل واحد، قد ألغت كليا النساء المخرجات المشاركات في المسابقة: جميلة الصحراوي من الجزائر، هالة لطفي من مصر، آن ماري جاسر من فلسطين. وهو ما لم يستسغه البعض.

نفس الشيء بالنسبة للأفلام الروائية القصيرة التي اعتبرها البعض مجحفة في حق بعض الأفلام خاصة المغاربة الذين شاركوا بخمسة أفلام من ضمن 17 فيلما في المسابقة، بمعنى الثلث تقريبا، ولم ينل منهم ولو واحد جائزة ما (تم تخصيص ثلاث جوائز للفيلم القصير).

لم تخرج الأفلام الوثائقية عن هذا المنحى أيضا ليتأكد الحضور القوي لعضو فيها على باقي الأعضاء وهو الذي ينتمي لمهرجان الفيلم الوثائقي بمرسيليا حيث لهذا المهرجان الفرنسي خط تحريري معروف ليس بالضرورة هو نفسه لمهرجان تطوان. ورغم ذلك "فرضه" بتسليم الجائزة الكبرى لفيلم "متران لهذا التراب"، وهو الفيلم الذي سبق أن نال تنويها من مهرجان مرسيليا، هو عبارة عن روبورتاج أو "مايكينغ غوف" (making-of) لسهرة كانت مقررة في رام الله بفلسطين حيث الافتعال واضح في الحديث عن محمود درويش. علما أن فيلم "مثل أسود حجرية في مستهل الليل" (اليوناني) أفضل منه سينمائيا بكثير، وبمعالجة درامية خارقة في الذكاء باستحضار فنون الحكي السينمائي بقواعدها الأساسية للجمع بين إطار الصورة الحاضرة التي تخفي التاريخ الماضي ضمن علاقة سلسة موظفا أرشيف صوتي فيه السير الذاتية للمعتقلين الذين لم نشاهدهم، وأشعار لأسماء مناضلة مشهورة لتمتزج المعاناة في الأطلال القابعة في الجزيرة المعزولة التي تحولت إلى فضاء سياحي. إن هذا الفيلم هو الأفضل سينمائيا في كل ما شاهدته في المسابقة الرسمية.

فيلم وثائقي آخر حصل على جائزة أول عمل وهو من إخراج مشترك ين المخرجة رانيا رافعي والمخرج رائد رافعي بعنوان "74، إعادة بناء قصة نضال" وهو لبناني الجنسية يستحق جائزته بدون تحفظ. كما نوهت اللجنة بالفيلم الجزائري "إسأل ظلك" لأمين عمار خوجة. فلولا عثرة الجائزة الكبرى التي سلمتها ل"روبورتاج" عادي لكانت لجنة الفيلم الوثائقي قد حققت المعادلة الصعبة بالجمع بين رغبة الجمهور والمتخصصين والسينمائيين.

والغريب في الأمر أن مجمل الأفلام المُبرمجة في مسابقة الأفلام الوثائقية قد تم اختيارها فقط من مهرجان مرسيليا للفيلم الوثائقي باستثناء ثلاثة منها. فقد أصبح مهرجان مرسيليا "السوق" الذي "يُمَوِّلُ" فقرة الوثائقي بتطوان

نقطة سوداء... في المهرجان

ينبغي دق الجرس بقوة هذه السنة حتى يسمعه المنظمون لأن "سوسة" تنخر المهرجان من الداخل منذ ثلاث سنوات وهم عنها ساهون، أو غافلون لا أدري، مع أن أهميتها كبيرة حتى لا يستفيقون وهم تحت أنقاض تظاهرتهم التي ناضلوا بكل الوسائل والإمكانيات الجسدية والفكرية لكي تصمد وتصل إلى هذا البعد الدولي والإشعاع فتذهب سدى. لا ينبغي على إدارة المهرجان أن تهتم بتفاصيل اختيار الأفلام وضبط مسابقاتها الثلاث والندوات بجهد جهيد طيلة السنة لتنخر كل هذا المجهود "سوسة" في غاية الخطورة كالسرطان إن لم يكن أخطر منه بكثير.

أبرمت مؤسسة المهرجان الدولي لسينما بلدان المتوسط مع شركة خاصة إتفاقا على أساس أن تسهر هذه الشركة، طيلة الأسبوع، بالحفاظ على النظام في أبواب القاعات والفضاءات التي تستقبل أنشطة التظاهرة، وكذا استقبال الضيوف وتوفير ما يلزمهم من ضروريات العمل وتنسيق الأنشطة معهم وإخبارهم بها وخاصة بمستجداتها وما يحدث من التغييرات فيها حتى لا يضيعوا في متاهة ما. وهذا العمل الذي هو من البديهيات الأولية، والذي تقوم به شركات كثيرة في المغرب باحترافية عالية، لم تستوعبه الشركة التي تعاملت معها إدارة المهرجان خاصة في السنتين الأخيرتين. فهي بعيدة كل البعد عن الاحتراف بل لا تعرف ما معناه في قاموسها ولا تدرك بأنها تصبح هي واجهة المهرجان وعيونه وأنه غير مسموح لها بالخطأ إطلاقا وبصفة قطعية

فقد اعتمدت هذه الشركة منذ وصولها إلى المهرجان، منذ سنتين، على عناصر لم تخرج من طفولتها بعد وتخضع للتدريب والتمرين، ولا تفقه في خصوصية "دولية المهرجان" وخصوصيته الثقافية والفنية وكأنها في مكتب الاستقبالات بأحد المتاجر في غياب المؤطرين أصلا المفروض فيهم الحضور الفعلي. هنا تبدو اللامسؤولية للشركة في ضمان ما إلتزمت به مع المهرجان. يتركون فتيات مراهقات أمام مسؤوليات كبيرة عليهن ولا يعلمن كيف يتصرفن فيفضلن الانسحاب والاختفاء خاصة في الفندق الذي يوجد به المدعوين الأجانب فندق "قبيلة". يتم استقدام تلك الفتيات من المعهد العالي للسياحة أو مدارس خاصة بالمجان بحجة تدريبهن وقد تدعي الشركة أنها تخصص لهن تعويضا ماليا وهو غير صحيح بتاتا، فقط لضمها إلى الفاتورة النهائية.

وهذا يسري أيضا على السائقين الذين كانوا يعيشون في وضعية مزرية بالمبيت في سياراتهم والاكتفاء بسندوتشات طيلة اليوم فيتصرفون بانتقام تُجاه المدعوين كأنهم هم المسؤولون عن أزمتهم إلى حد توظيف شخص مريض كان دركيا في السابق يهدد بعض الزوار بذلك، وهذا خطير جدا في عُرف المهرجانات. ويرفضون التحرك بسياراتهم بدعوى انتظار التعليمات من مسؤولين غير موجودين أصلا.

حين يجد بعض المدعوين، من جنسيات مختلفة، أنفسهم أمام بعض التساؤلات التنظيمية واللوجيستيكية بدون أجوبة يخلق لديهم نوع من عدم الاطمئنان خاصة لمن هم متعودين على مهرجانات كثيرة. فيتم خلخلة الصورة المغربية التي تروجها وزارة السياحة في وصلاتها الإشهارية بالخارج.

إن على إدارة مؤسسة المهرجان، بكل أطيافها، استدراك هذه النقطة السوداء في تنظيم المهرجان لأنها هي إحدى الصور التي يحملها معه الزائر في الداخل والخارج. ينبغي على إدارة المهرجان أن تستوعب هذا الخلل لأنه ينخرها من الداخل خاصة وهناك تواطؤ بين الشركة وبعض أعضاء إدارة المؤسسة نفسها التي لها سوابق في الميدان حيث أتوفر على تصريحات مكتوبة وأخرى مسجلة بالصوت لبعض المدعوين الأجانب وأيضا بالصور لهذا الخلل والتواطؤ.

استرجاع المهرجان..

تبين بالملموس المحسوس أن مؤسسة المهرجان أساءت إلى المهرجان بتعاملها مع تلك الشركة مما يلزم الآن وزارة الاتصال التي خلقت لجنة خاصة بالمهرجانات أن تقف عن كثب عند مسؤولية تلك الشركة في تهديم واحد من أهم المهرجانات في المغرب وأقدمها. كما نقترح على "جمعية أصدقاء السينما بتطوان" التي تملك أحقية هذا المهرجان باعتبارها صاحبته شرعا وقانونا وثقافة وسينمائيا وتاريخيا أن تحل "المؤسسة" وتسترجع وطنها السينمائي بنفس الاستقلالية التي كانت لها من قبل ما دامت هذه المؤسسة لم تضفها جديدا أو ترتقي بها بقدر ما جرَّت المهرجان إلى الوراء... وقريبا إلى الهاوية. فلا يمكن ترك هذا المكتسب السينمائي "تلعب" فيه شركة "لا تملك إلا إسما فقط". فهي تستقدم عند اقتراب المهرجان، كما قلنا أعلاه، فتيات بالمجان للاستقبال دون تجربة أو وعي بأهمية "دولية المهرجان وليس عرسا عائليا ينظمه صاحب الشركة الوهمية". كما يكتري سيارتين: واحدة من هنا وأخرى من هناك لأكثر من 150 مشارك. ونفس الشيء للميكروفونات التي لا تشتغل أغلبها. وغيرها من الوسائل الضرورية للعمل بمهرجان متوسطي ببعد دولي. فهل يفهم ما معنى مهرجان دولي؟؟؟

يمكن ل"جمعية أصدقاء السينما بتطوان" أن تستغني عن كل ما من شأنه الإساءة لتاريخها وبخلق في المقابل شبكة من المتعاطفين معها والمساندين لها في مختلف الأقطار المتوسطية وهم كثيرون وعلى كامل الاستعداد لمساعدتها بدون حرج من جهة، ومن جهة أخرى أن تعتمد على الفعاليات المحلية من طاقات وكفاءات كُفأة التي بإمكانها أن تحقق لها ما لم تنجزه تلك الشركة الوهمية التي تنزفها ماليا وماديا ومعنويا فضلا عن الإساءة إليها.

إن الدورة المقبلة التي ستصل إلى رقم العشرين (20) ينبغي أن تكون دورة التحول الفعلي نحو الأمام في التنظيم. أما البرمجة فلم تعد مشكلا للمهرجان بقدر ما تتطور سنويا. فلا بد أن يسير على الطريق الصحيح ويتجاوز العطب في التنظيم والإعاقة التي تسببها له الشركة المزعومة.

تأكد بدون جدل بإن "جمعية أصدقاء السينما بتطوان" قادرة على تنظيم مهرجانها باستقلالية عن "المؤسسة" باعتمادها على تجربتها التي راكمتها لأزيد من ربع قرن. وإلا ستكون مسؤولة هي بدورها في جر المهرجان إلى الهاوية إذا لم تُجْرِ عملية جراحية استئصاليه للورم (السوسة) الذي ينخرها من الداخل.

تيزي وزو:

تتويج "المقعد العمومي" بالزيتونة الذهبية

ضـاوية خليـفـة – تيـزي وزو 

بعد أسبوع كامل من العروض المتنافسة على الزيتونة الذهبية وعديد الأنشطة الفكرية المقامة على الهامش، ودعت تيزي وزو الوافدين إليها والمشاركين في الدورة 13 من مهرجان الفيلم الأمازيغي، الفعالية التي استقرت ومنذ سنوات بهذه الولاية التي أنجبت خيرة المخرجين و السينمائيين، بما فيهم رجل الدورة بامتياز الراحل عن مدينته و مهرجانه "عبد الرحمن بوقرموح"، فختام المهرجان كان بتتويج أفضل الأعمال حسب لجنة التحكيم التي منحت الجائزة الكبرى أي الزيتونة الذهبية لجمال علام -الذي انتقل من عالم الغناء إلى الإخراج- عن فيلمه "مقعد عمومي" من بين 17 عملا في هذا الصنف نظرا لجماليته ولغته الشعرية ونظرته المميزة للمجتمع حسب اللجنة دائما، أما جائزتي أحسن تمثيل نسوي فعادت ل"هجيرة أوباشير" وأحسن تمثيل رجالي فكانت من نصيب "هشام مزراق" عن دورهما في فيلم "المغترب" لمبارك مناد، بينما منحت الزيتونة الذهبية في صنف الوثائقي لنادية بوفركاك عن فيلمها "عند صالح"، أما جوائز المواهب الشابة فأتت على النحو التالي: الجائزة الأولى عادت لفيلم "القبائلية اليوم" لسليمان بلحرث، وفي المرتبة الثانية كان التتويج من نصيب فيلم "حماة الأرض" لعبد الحق زعزع، وكما كان متوقعا تحصل "سمير بلقاسم" على جائزة أفلام الدبلجة عن فيلم "كيكي 2 "، الجائزة التي تم استحدثها هذا العام.

لجنة التحكيم وقبل الإعلان عن الأعمال المتوجة في الطبعة 13 من المهرجان أكدت أن مستوى الأعمال المقدمة خلال هذه الدورة كانت جيدة وجد متقاربة، الرأي الذي لم يتفق معه الكثير من النقاد و الجماهير التي واكبت الطبعات السابقة معتبرة أن الأفلام المتوجة ليست الأفضل والأجدر بالجوائز الممنوحة بل هناك أفلام أخرى تميزت واستحقت التتويج فعلا نظرا لمستواها العالي سواء من الناحية الفنية أو التقنية، لكن تبقى الأفضلية والأسبقية لرأي و نتائج اللجنة، انتقادات جمهور المهرجان لم تتوقف عند نتائج لجنة التحكيم بل تعدت ذلك لتصل إلى مستوى بعض الأعمال التي افتقدت للإبداع الفني والنوعية، و أخرى لم تتقيد بالشروط العامة للمهرجان، وفي هذه الحالة لا أحد يعلم كيف ولماذا تم إدراجها في المنافسة الرسمية، وبهذه الثغرات التي سجلها مهرجان الفيلم الأمازيغي يكون هذا الأخير قد التحق بركب نظيره بوهران "مهرجان الفيلم العربي"، في هذا المقام لا يسعنا ولا يسعدنا القول بأن المهرجانات السينمائية بالجزائر على سبيل الذكر لا الحصر تعاني الأمرين وسوء التسيير، وفي هذه الحالة يصدق و تسقط عليها العبارة الأكثر تداولاً في الأوساط الجزائرية "تقدم إلى الخلف" مع العلم أن من لا يتقدم فهو يتأخر حتما وهو حال مهرجانات الجزائر التي وفي حال استقرارها ومضيها على هذا النحو سوف لن تحقق أحلام الشباب السينمائي الواعد الذي يصنع من العدم أعمال قيمة تكون أقرب للاحتراف...

"السينما الأمازيعية" أزمة إنتاج و بحث مستمر عن التمويل والتسويق

شكلت إحدى ندوات المهرجان نافذة أطل منها محافظ التظاهرة "سي الهاشمي عصاد" مجددا لدعوة التلفزيون الجزائري العمومي لشراء وعرض الإنتاج الناطق بالأمازيغية بغية تشجيع الإبداع و المبدعين الذين ورغم قلة الإمكانات مصرين على مواصلة مشوارهم للارتقاء بالصناعة السينمائية من جهة ودفاعا عن اللغة الأم من جهة أخرى، مؤكدا أن التسويق من أهم المشاكل التي تواجه محافظة المهرجان التي لم تتمكن وإلى غاية كتابة هذه الأسطر من التسويق للأفلام التي شاركت في كل الطبعات، المشكل الذي يمكن حله بل يكمن حله في استجابة كريمة من إدارة التلفزيون الجزائري الذي اتفقت معه اللجنة التنظيمية مبدئيا –أيام كان حمراوي حبيب شوقي مديرا عاما للمؤسسة- على شراء الأفلام وعرضها بشكل متواصل، إلا أنه بمجرد إحالة حمراوي على  منصب أخر تم تجميد الاتفاق لأسباب لا يعلمها أحد، وبالمقابل أكد عصاد استعداد إحدى القنوات الخاصة شراء حقوق بث بعض الأفلام الأمازيغية.

بينما ألقى "عبد الكريم أيت أومزيان" رئيس دائرة السينما بوزارة الثقافة ومدير المركز الوطني للسينما والسمعي البصري بكل المسؤولية على كتاب السيناريو الذين لا يقدمون أعمال مكتوبة باللغة الأمازيغية مكتفين باللغتين العربية و الفرنسية -بناءا على السيناريوهات المكتوبة التي تصلهم في عديد المناسبات- مؤكدا أن المبدع هو الوحيد الذي يمكنه الارتقاء بالسينما الامازيغية عن طريق المبادرة في ظل الدعم الذي توفره اليوم الدولة الجزائرية للإنتاج السينمائي، وبالحديث عن مشكل السيناريو الجيد الذي يلقي بظلاله على السينما الجزائرية والسينما الامازيغية جزء في ذلك فقد توقف "سي الهاشمي عصاد" عند هذه النقطة معتبرا أن سبب تراجعها هو عدم التمكن أو بالأحرى عدم إجادة فنيات الكتابة السينمائية وبصيغة أخرى ضعف مستوى الأعمال مكتوبة فكيف ستكون ناجحة بعد التنفيذ وهي تفتقر إلى عناصر أساسية كان يجب إعطاءها حقها على الورق و في البناء الدرامي و تسلسل الأحداث، وهنا استشهد المتحدث ذاته أن وزارة الثقافة وفي ظرف خمس سنوات مولت حوالي 20 فيلما فقط، بينما قامت سنة 2006 بتمويل ثمانية أفلام، مشيرا إلى أن الكثير من الأعمال التي تقدم للجنة تقابل بالنقد والرفض لعدم استيفاءها المعايير الضرورية للصناعة السينماتوغرافية.

قاعات السينما ... حلقة مفقودة... إلى متى ؟

إلى إشعار لاحق

كلما أتى الحديث على سابع الفنون إلا واستحضر الخاص والعام المهتم والمختص مشكل قاعات العرض التي تمثل العمود الفقري في المنظومة السينماتوغرافية، هنا الأصل وبيت القصيد، لا لشيء إلا لأن هذه الحلقة التي تصل بين المبدع و الجمهور المتلقي تبقى الغائب الأكبر رغم كل الجهود والمساعي، هنا وضع الكاتب والإعلامي وعضو لجنة التحكيم "نورالدين لوحال" الإصبع على الجرح، جرح اختصره واستعرضه بشيء من التفصيل والتفضيل في مؤلف أهداه و بالمجان لجمهور و ضيوف المهرجان، فخلال الندوة التي خصصت للحديث عن مؤلفه هذا والموسوم ب"لننقد دور السينما" والذي كتبت مقدمته وزيرة الثقافة "خليدة تومي"، استعرض "لوحال" الحال المزرية لقاعات العرض الجزائرية، توقف عند إمكانية استرجاعها، و إعادة جمهورها إليها وصولا إلى سياسة تسييرها، لاسيما و أن أغلب هذه القاعات لا تزال تابعة لوزارة الداخلية والجماعات المحلية على أمل أن تنتعش من جديد بخضوعها فعليا من هنا فصاعدا للوزارة الوصية أي وزارة الثقافة حسب ما صرح به مؤخرا الوزير الأول "عبد المالك سلال" في العديد من المحافل في انتظار التطبيق و التجسيد.

"نورالدين لوحال" توقف في البداية عند العدد الضئيل والمحتشم للقاعات التي تتوزع على بعض ولايات الوطن، مستشهدة بوهران التي تنظم سنويا مهرجان الفيلم العربي وتجد نفسها أمام هذا النوع من المشكل الذي يتكرر في كل مرة، نفس الحالة تعيشها العاصمة التي لا تتوفر سوى على قاعتين أو ثلاثة صالحتين لتقديم عروض سينمائية، دون احتساب القاعات الأخرى التي تم إعادة فتحا مؤخرا بعد سنوات من الترميم كسينما افريقيا وسيرامايسترا، والبقية يمكن التغاضي عن ذكرها بعدما تحولت أو حولت بفعلة فاعل إلى مؤسسات تجارية، خاصة وعمومية لا صلة لها بالفن والثقافة، والقلة القليلة اتخذ منها العنكبوت مستقرا له بعدما تآكلت جدران العديد من القاعات التي كانت بالأمس شاهدا من شواهد التاريخ السينمائي لحمينة، مرباح، مدور وآخرون، فورثت الأشباح المكان ونابت العنكبوت عن صناع الفن والإبداع، وفي ختام عرضه أكد "لوحال" قائلا "إذا أردنا فعلا العودة بالسينما الجزائرية إلى عصرها الذهبي وإخراجها من البؤرة المظلمة التي تتواجد فيها اليوم علينا أن نولي هذا الجانب أهمية أكثر لكي يتصالح الجمهور مع سينما و سينمائيو بلده، وهذا لن يكون سوى بتضافر الجهود".

الجزيرة الوثائقية في

01/04/2013

 

الفن منذ 30 عاما 

هل نتطور، ام نحن واقفون في مكاننا من التاريخ لا نتغير ولا نتحرك؟ وما هي سرعة تطورنا؟ 

كيف  كان الجو الفني والاجتماعي في مصر في سنتي 1925 و 1926؟ وما هي التيارات  والشخصيات التي كانت تسطير على النشاط الفكري والفني والاجتماعي منذ ثلاثين  سنة، وتدفع عجلة التقدم في التاليف، والموسيقى والغناء والمسرح والنقد  والرياضة والمجتمع؟

واين كانت قضايا التجديد في الفن وفي النظرة الى المرأة وفي التطلع الى التحرر الفكري والنفسي؟ 

ان الاسماء البارزة في تلك الفترة نستطيع – وحدها – ان تلقى ضوءاً كاشفا على الحالة الفكرية والفنية في ذلك الزمن الذي يبدو قريبا وان كان بعيدا كل البعد في الحقيقة.. 

هل تعرف – مثلا – شخصا يدعى انطون يزبك؟؟ 

ان هذا الاسم كان قاسما مشتركا في معظم الصحف والمجلات الفنية التي كانت تصدر في ذلك العهد.. وكان القراء يجدون في بعض الاحيان مقالا طويلا في ثلاث صفحات يشن به كاتبه "المكاتب الغني" هجوما ضيقا على ذلك الانطون يزبك.. "ان الروائي الكبير انطون يزبك ليس في حاجة الى ان تقدمه لرواد المسارح، فالكل مدينون له بالبكاء والتشنج:". 

انه مؤلف مسرحية "الذبائح" التي يموت جميع ابطالها، وبطلاتها فوق خشبة المسرح، والتي احدثت عند تمثيلها على مسرح رمسيس نضجة كبيرة.. 

ولكن.. هل كانت كل المسرحيات التي تقدمها المسارح المصرية من طراز "الدبائح" المروعة؟ 

لقد كان هناك – دائما – جورج ابيض.. وكان يحيي موسمه التمثيلي بدار الاوبرا، ويقدم تمثيليات مترجمة من نوع "روى بلاس" و"الاسكندر" و"المتسول".. وكانت هناك منيرة المهدية وفرقتها.. اسم كالطبل في البلد، وصوت له عشاق كبار.. نستطيع ان نشاهد في مسرحها رواية "ألحرة" او "كلها يومين" او "الغندورة" او "كليوباترا ومارك انطوان".. والمؤلف الذي يزودها برواياته هو الشيخ يونس القاضي، الكاتب المسرحي الشهير.. 

والسيدة فكتوريا موسى "حسناء الفن الموهوبة" هي الممثلة الاولى بفرقة ترقية التمثيل العربي.. وعندما يخلو المسرح منها ذات ليلة، تأتي اشهر مغنيات القاهرة لاستئجار المسرح والظهور عليه امام جمهور المعجبين من "السميعة" وعشاق "الطرب".. فهذه "الست فتحية احمد" في رواية غنائية باهرة بقلم الروائي الكبير الاستاذ امين صدقي.. اسم ضخم يملأ الاسماع.. 

واسم الرواية : قنصل اللوز

والالحان من وضع الاساتذة

* داود حسني 

* محمد عبد الوهاب 

* ابراهيم فوزي 

اما الادوار المهمة في الرواية  - بعد دور "الست" طبعا – فيمثلها بديعة مصابني ونجيب الريحاني.. 

هاهما الاسمان الكبيران قد ظهرا في (قنصل الوز!): محمد عبد الوهاب ونجيب الريحاني.. 

ها قد رأينا محمد عبد الوهاب احد ثلاثة ملحنين قاموا بوضع الحان رواية "قنصل الوز".. وقرانا اسمه بعد اسم داود حسني وقبل اسم ابراهيم فوزي – الذي كان هو ايضا في ذلك العهد ملحنا مرموق المكانة – فما هي اخبار محمد عبد الوهاب يومذاك!.. لنفتح واحدة من المجلات الفنية في ذلك الزمان.. هذه صورة فتى اسمر ناحل طالت سوالفه وهامت عيناه في عالم الخيال هياما مصطنعا!.. لنقرأ السطور المكتوبة تحت هذه الصورة

"محمد افندي عبد الوهاب.. حاز ولما يبلغ العشرين من عمره صار عريضا بجسده عليه زملاؤه الفنانون والملحنون.. له في التلحين نحو خاص لا يجارى فيه.. وكان اخر فوز له في رواية قنصل الوز التي لحن فيها المفردات التي تغنيها الست فتحية احمد.." 

لقد كان اول ما لقب به عبد الوهاب البلبل الصغير

ثم صار لقبه: بلبل الشرق! ثم نودي به: مطرب الامة والعظماء

ثم طار العظماء المساكين من شرف الاستماع اليه، ليحل محلهم

- مطرب الملوك والامراء

وماذا يغني عبد الوهاب؟ 

يغني قصائد ومواويل وطقاطيق.. ويحب الناس اغنيته الناجحة: (حبو العوائل يكيدونا

طفوا علينا النور!!" 

واذا غنى عبد الوهاب بدار العربي التمثيل سارعت الهوانم الى الالواج والبتاوير.. وتوزع الشوارع اعلانات كبيرة حمراء وصفراء تقول بالبنط العريض

حفلة طرب وغناء بدار التمثيل العربي يحيها بلبل الشرق الاستاذ محمد عبد الوهاب ملحن كليوباترا ومارك انطوان على تخت الات وطرب

بادوار واناشيد والحان غاية في الابدا

هيا تشبهوا بالامراء والعظماء في سماع الفنان الصغير

*** 

ولا يقف عبد الوهاب "الصغير وحده في ميدان الغناء والموسيقى والطرب.. هناك دائما صالح عبد الوهاب بصوته الملعلع.. ذلك المغني الابدي في قرن مصر العشرين.. وهناك دائما اسم ضخم جدا في عالم الموسيقى هو مصطفى (بك) رضا، رئيس قسم الموسيقى الشرقي.. ويتحدث عنه "النقاد فيقولون لك "انه ياتي زائره بظرف جم وادب رائح وابتسامة حلوة هادئة..!!" 

وهناك "محمد افندي العقاد" الذي تلقبه الصحافة الفنية "شيخ الموسيقيين"

ومن وقت الى آخر تطالعات احدى المحلات الفنية العديدة باستفتاء ضخم من "اشهر المغنيات في مصر".. فماذا تكون نتيجة الاستفتاء

هي خمسة اسماء بالترتيب التالي

* الانسة ام كلثوم 

* السيدة منيرة المهدية

* السيدة نعيمة المصرية

* الست توحيدة

* الست فتحية احمد 

اما "النقد الفني" نفسه فهو في الغالب هجوم عنيف.. وقد يبلغ من القسوة ان يقول احد "النقاد" من المغنية منيرة المهدية انها "شمطاء المطربات".. ولاحظ ان هذا الكلام من ثلاثين سنة!.. 

وفي اليوم التالي يعلم شارع عماد الدين كله ان الناقد الفاضل قد ضرب "عقله سخنة، في الشارع من قنوات الست المغنية

وهكذا يجرنا الكلام عن المغناه وعالم الطرب الى النقد والنقاد في ذلك الزمن السعيد.. 

واحد منهم هو "الاستاذ الاديب محمد صلاح الدين المحامي" – وقد صار بعد ذلك وزيرا لخارجية مصر – يرفع علم السخط على حالة التمثيل في مصر

"لا يستطيع مدع ان يزعم ان التمثيل في مصر له شأن يصح ان تعتد به وترتاح اليه.. والعيب في ذلك عائد على الحكومة والجمهور والصحافة والممثلين جميعا.. " 

وكان النقاد والمكائيون الفنيون يعتزون بكلمة "الاديب" قبل اسمائهم اعتزازاً كبيرا..!! اثنين مقتدرين هما "حندس" وعبد المجيد حلمي.. ولقد كان عبد المجيد حلمي – الذي مات شابا – عاشقا حقيقيا من عشاق الفن المسرحي.. وقد كتب ذات مرة مقالا عن رواية "تمر الرمان" انتقد فيها تمثيل الست منيرة المهدية فاطلقت وراءه قنوات عماد الدين، حتى اضطر ان يمشي حاملا "شومة" في يده، استعدادا لساعة التفاهم!.. 

وكتب عبد القادي المسبوري في مرة اخرى نقدا خفيفا عن الست ماري منصور، فارسلت وراءه عصابة من اصحابها ليلقوا عليه درسا عمليا في فن الكتابة، وليبرهنوا له على ان العصا اقوى حجة من القيم!.. 

وفي مرة اخرى اوقف صعلوكان الناقد جمال الدين حافظ عوض في الطريق العام في منتصف الليل، وامراه ان يكف عن الكتابة ضد الست فلانة، والا... 

وممثلة – وزوجة ممثل معروف – هددت ناقدا بالشبشب.."والقت عليه محاضرة طويلة عن اصله واصل ابائه واجداده، والمحاضرة في ذاتها تعتبر قطعة نفيسة في فن الردح والتشليق.. ولما كان الردح من الفنون التي اهمل النقاد دراستها، فقد وقف المسكين حائرا عاجزاً عن الرد!.." 

وقد بلغ من "انتشار" عملية "ضرب" النقاد ان احدهم اقترح عليهم ذات ليلة في قهوة الفن ان يتمرنوا على المصارعة والملاكمة لكن يستتطيعوا الدفاع عن انفسهم ضد فنانات البلد!!. 

ومن اعنف الحملات النقدية في ذلك العصر مقال عن الممثل زكي عكاشة بعنوان

لماذا خلق الله زكي عكاشة!! 

وهذه فقرة من ذلك المقال

"... لجماعة الصوفيين رأي يفسرون به السر في خلق الحشرات المؤذية وسر ابتلاء الله لعبيده بالاوجاع والامراض.. فيقولون لولا المرض لما عرفت نعمة الصحة والعافية ولولا قباحة الخلقة لما ادركنا معنى الجمال، ولولا الحنظل لما تذوقنا حلاوة الشهد.. ولولا ثقل الدم لما عرفنا معنى خفة الدم في الاخرين.. 

اذن ففي وسعنا ان نضع زينة الشباب زكي عكاشة في صف الحشرات والامراض والاوجاع وغيرها مما لا غنى عنه في الحياة، اذا اردنا الاستمتاع بما فيها من خير وجمال..!!. 

** 

والمسرح، كيف كانت حالته؟

هناك اربعة من الكتاب المسرحيين الذين فازوا بجوائز الروايات التمثيلية".. 

* ابراهيم رمزي 

* انطون يزبك

* عباس علام 

* سليمان نجيب

اما زكي افندي طليعات، فقد نشرت الصحف نبأ سفره الى فرنسا لدراسة فن التمثيل، على نفقة حكومتنا السنية"... 

والانسة امينة رزق هي "اصغر ممثلة ظهرت على المسرح العربي، وعمرها لا يتجاوز الخامسة عشرة، ومع ذلك فعندها مواهب قل ان نجدها عند اية ممثلة مبتدئة..." 

وكشكشي بك؟... لقد عاد من رحلته الطويلة في امريكا هو والسيدة الرشيقة زوجته بديعة مصابتي.. وهما يشاهدان معا كل ليلة في حانة اورسيتي بشارع عماد الدين.. ان هذه الراقصة المغنية الممثلة بديعة مصابتي تفتن القاهرة.. والجميع متفقون على ان لها (او لصوتها ورقصها) نصيبا كبيرا في نجاح الروايات التي يمثلها نجيب الريحاني.. انها الوحيدة في مصر التي تجمع في رقصها بين الفن الغربي والخلاعة الشرقية!.. 

ونجيب الريحاني يشكو من المجلات الطويلة اللسان التي تتبرع بنشر الارقام الحقيقية لارباحه الهائلة في المسرح الاستعراضي.. لقد بلغ صافي ايراده الشهري من رواية (1918 – 1920) التي مثلت ثلاثة شهور متوالية 1200 جنيه.. وبلغ دخله في عام 1919 اكثر من اثني عشر الف جنيه.. 

و"حسين رياض" شاب قدير من ابطال الشباب على المسرح.. و"زكي رستم " فنان يبشر هو الاخر بمستقبل حسن: "فالقاؤه متزن، وصوته منم، واشاراته طبيعية خالية من اي تكلف، وجسمه منسرح بغير بدانة" و"فردوس حسن" يدعوها المكاتبون الفنيون" في بساطة "ام علي"؟

و"جورج ابيض" اكبر ممثل! و"يوسف وهبي" اكبر مهوش! و"فاطمة رشدي" الهة الفن! وبمناسبة فاطمة رشدي.. لقد كانت الثانية في الجمال في استفتاء عام حول (الجمال والوجاهة والرشاقة والدلع)! 

وهذه هي نتيجة الاستفتاء

الاولى في الجمال: رتيبة رشدي

الثانية في الجمال: فاطمة رشدي

الاولى في الدلع : منيرة المهدية 

الثانية في الدلع : لا احد بعد منيرة

الاولى في الرشاقة : ماري منصور

الثانية في الرشاقة: امينة رزق 

الاولى في الوجاهة: عزيزة امير

الثانية في الوجاهة: زينب صدقي 

وها قد جاء في الكلام اسم عزيزة امير.. 

ان جميع المجلات الفنية قد اعلنت يزهو وفخار في اكتوبر من سنة 1927 ان السيدة عزيزة امير قد انتهت من انتاج وتمثيل اول فيلم مصري "ليلى" الذي اخرجه لها ستفان روستي.. 

وقيل عن عزيزة امير في اكثر من مجلة فنية انها من طلائح النهضة النسائية الشاملة.

ووقفت كلمة النهضة النسائية في زور بعض "الكتاب" و"في كل يوم يقوم على وجود نهضة نسائية في البند دليل جديد.. فمن رقص ومخاصرة للرجال.. الى قيادة السيارات والظهور سافرات في المنتديات العامة.. الى هجر المنزل ومزاحمة الرجال في قاعة جروبي وصولت.. واخر ما سمعناه عن هذه النهضة ان للنساء الان ناديا للعب التنس، واللي يعيش بشوف العجب"!. 

وفي مصر – غير استنكار سفور المرأة وتحررها – ثورة على العمم

فقد اعلن طلبة دار العلوم الحرب على العمم التي عاشوا تحتها زمنا طويلا.. ورفضت وزارة المعارف ان تسمح بذلك لهم.. ودارت معركة عنيفة كانت نتيجتها ان اقفلت ابواب العام في وجوه الطلبة، لا لشيء الا لانهم يريدون ان يلبسوا الطربوش، اية تحرير الفكر".. وان وزارة المعارف تريد ان تسحق تحرير الفكر تحت نقل العمة!.. كما قال كاتب يدافع عنهم!.. 

فاذا بلغنا في آخر الشوط ميدان الرياضة في مصر، وجتدنا فريق يوغوسلافيا المشهور في كرة القدم "الهاجدوك" في ضيافة مصر.. وفيما يلي وصف ناقد رياضي لمباراة "الهاجدوك" ضد منتخب القاهرة بعد ظهر يوم الجمعة 25 ديسمبر سنة 1926.. 

"... بعد تشريف اللورد جورج لويد بدا اللعب واخذ المصريون يتناقلون الكرة بحنكة ورشاقة.. ولم تكد الكرة تنتقل من حجازي لمختار الكبير لعلي رياض حتى كان امام المرمى.. الا انه اخطأء.. 

"وكانت الاصابة الاولى في مرمى حارس مصر عسكر.. وتلاها هدف اخر للضيوف، اثر لعبة خاطئة من الحسني.. 

".. وفي الشوط الثاني احرز علي رياض هدفا لمصر... وتلاه هدف ثالث للضيوف.. ثم هدف ثان لمصر احرزه مختار الكبير.. 

ولكن لم يلبث المصريون ان بدت عليهم علامات التعب والتراخي.. ولم يستعملوا تبادل الكرة القصير، فتمكن الضيوف من اصابة الهدف مرة رابعة" وهكذا انتهت مباراة يوغوسلافيا ضد مصر منذ 29 سنة، باربعة اهداف للضيوف، ضد هدفين

اسال نفسك بعد هذه الجولة القصيرة السريعة في اجواء الفكر والفن والمجتمع عندنا منذ ثلاثين سنة: هل نتطور ولا نتحرك في مكاننا من التاريخ

ثلاثون سنة.. 

ما اقصر هذا الزمن.. وما اطوله!

ماجده ذات الجسر الخمري عاشت 20 شهرا عسل 

اذا اردت ان تعيش في شهر عسل خالد مع ماجدة، الممثلة الفاتنة التي عطرت مياه النيل سمرتها وخمرتها ونشوتها، فاستمع شروطها

يجب  ان تحبها اكثر من نفسك.. يجب ان يزيد رصيدك في البنك على رصيد عبود  البدراوي وفرغل.. يجب ان تلغي من القاموس كلمة مستحيل لتلبي كل طلباتها..

لاتصدقها!! 

ولكن لا تصدقها، وصدقني ان هذه الشروط حبر على ورق.. ان عذراء النيل التي تذهل كل من يراها لأول وهلة تتمنى ان يشرق عليها شهر العسل وتترقب لحظاته في لهفة.. انها تستيقظ في الصباح الباكر لتسمع ايقاعاته في انغام الموسيقى وتخرج الى الفرندة لتستقبل نسائمه في عبير الزهور وترى حياته بين ظلال اشجار حديقتها الصغيرة.. تفعل هذا كل يوم منذ ان سمعت نبضات قلبها من حقها ان تعيش كانسانة لولا ان ادركت الاقدار موهبتها السينمائية فكتبت عليها ان تعيش فنانة ودفعتها بفطرتها الطيبة الى التمثيل وهي بعد تلميذة صغيرة ونضيرة في مدرسة اليون باستير

ولدت مع الربيع 

ولدت بمدينة طنطا مع مولد ربيع عام 1931 في ليلة شم النسيم، في نفس الليلة التي ولدت فيها عذارى الهة الاغريق عند سفح الاكروبول، وفي نفس الليلة التي ولدت فيها حوريات نهر التيبر في استديوهات روما، واستقين املها هذا الالهام بالالهام فسترها "عفاف" واستيقظت طنطا على اصوات تيارات النيل وهي تنشد انغاما تتردد اصدؤها مع اصداء انغام العذارى والحرويات في عيد الربيع.. وعاشت عفاف غريبة في طنطا. وكلما مضت الايام تزداد الطفلة غرابة، كانت لا تكثرت بشيء وتعبت بكل شيء، تكسر كل ما بيع في يديها وتتشاجر مع اطفال الجيران وتسير في كبرياء رغم طفولتها

وعندما الحقوها بالقسم الداخل في مدرسة جابيس ظلت وهي في الرابعة من عمرها تتحدى المدرسات واستمرت تتحدى الراهبات في اليون باستير

في محراب الفن 

وبدأت عفاف تتهيا لدخول الحراب محراب الفن، كانت تشعر في اعماقها برغبة جارفة في ان تكون شيئاً ضخما يتحدث عنه الناس، وتهافتت على شراء المجلات الفنية لترى مستقبلها القريب على وجوه فاتنات هوليوود، ورأت في المرأة وجهها الخمري وعينيها الداكنتين وشعرها الفاحم، وحينما لمست باناملها هذه الملامح انبعثت احلامها بميكروفون الاذاعة واشتاقت الى مكانها الطبيعي امام الكاميرا، فاندفعت نحو استديو شبرا وما كادت تطرق الباب حتى ظهرت على الشاشة في فيلم الناصح باسم ماجدة، وقامت بدور البطولة في اول فيلم

وهكذا اخذت سمراء النيل الاسمر تؤلف قصتها السينمائية برغم ثورة اهلها عليها خشية ان يجرفها التيار. فحبسوها في البيت، ولكن السمراء العنيدة لم تخضع، بل عادت الى المحراب لتحتفل بشهر العسل السينمائي في فيلمها الثاني "فلفل" مقابل 300 جنيه بعد ان مثلت فيلمها الاول في الخفاء ومجانا واستسلم اهلها تحت ضغط رغبتها الجارفة بشرط الا تغادر بيتها الى الاستديو بغير حراسة حتى لا يتدخل كيوبيد في شهر العسل.. 

وفي محراب الحب 

وضحكت ماجدة لان من حقها ان تمضي شهر العسل مع كيوبيد، عندما تعثر على كيوبيد.. 

وبدأت ماجدة الناضجة تتهيأ لدخول المحراب. محراب الحب، ووضعت يديها على كتفي بدرخان ودخلت معه البلاتو لتمثل فيلم ليلة غرام

وطغت اضواؤها على اضواء الكاميرا، ودقت الساعة معلنة بداية شهر العسل مع كيوبيد احلامها الذي لم يتجسد بعد في صورة بشرية، انها تراه في اغوار عقلها الباطن ولكن كبرياءها تأبى عليها ان تحادثه الا بالهمسات، ويابى عليها الخجل الذي يسري في دمائها ان تلاقيه الا بالنجوى، وتسمع الجماهير همساتها ونجواها فتصفق، وهكذا صنعت مستقبلها في غمضه عين وتفتحت حياتها لتجمع بين ماجدة الفنانة وماجدة الانسانة.. انها تاكل الخبز الجاف والفواكه لتحتفظ برشاقتها لكي ترضى كيوبيد الذي لم يتجسد بعد، ومن اجله تتأنق في مشيتها فتشير على الارض وكانها لا تسير، وتتأنق في نومها فترتدي بيجامات من الحرير الازرق، وتتأنق في البانيو فتغوص في المياه كل صباح لتروى بها بشرتها الخمرية وتنشرها على اعطافها وتنثر عليها خصلات شعرها، وتتانق حتى في دموعها، وحينما سطا اللص الاسود على مجوهراتها وبكت

كيوبيد في الاستوديو 

ان هذا الاحساس بحقها في الحياة يلازمها حتى في الاستديو، فان ماجدة الفنانة تكتفي بتثميل ادوار الحب على الشاشة، بينما تهيم ماجدة الانسانة بخيالها كلما ارتدت في الافلام فساتين الزفاف

تأملها حينما عشقت انور وجدي في فيلم ذهب، وحينما مثلت دور تلميذة تعشق استاذها حسين صدقي في فيلم البيت السعيد وكيف ارتدت فستانا سواريه وحذاء بكعب عال، وحينما اختطفها محسن سرحان في فيلم انتصار الاسلام وكيف شعرت في اللحظة السعيدة بفتى احلامها، وحينما مثلت دور ابنة المحولجي وتفانت في حب جمال فارس ابن البوسطجي في فيلم فجر، وحينما تبادلت مع يحيى شاهين اعمق النظرات المكبوتة في فيلم اين عمري وكيف دفنت احساساتها حتى انطلقت في الحظة الاخيرة.. 

اسألوها!! 

اكثر من 30 فيلما ارتدت فيها فساتين الزفاف وعاشت فيها شهور العسل بشعور محرق عارم لترضى كيوبيد الذي لم يتجسد بعد في صورة بشرية

اسألوها لماذا لا تتزوج! ما المانع بعد ان حققت ما تشتهيه ماجدة الفنانة بجدارة من ان تحقق ما تشتهيه ماجدة الانسانة باكثر جدارة؟ ان الاف العشاق يترامون تحت قدميها.. في حادث اللص تطوع مئات الشبان لحراسة اسوار فيلتها ليل نهار مقابل ان يشتنشقوا الهواء الذي تستنشقه ماجدة.. وجاءتها رسالة من طالب يعرض مساعدتها في البحث عن مجوهراتها بشرط ان تقابله وهو يرتدي جاكتة بيضاء فيها وردة حمراء.. وذات يوم سارت بسيارتها في طريق مغلق ولحق بها كونستابل وبمجرد ان قالت له "ازيك" غفر لها خطأها.. وذات مساء جاءتها رسالة من عاشق يؤكد لها انه لا يستطيع الحياة بدونها وتبين انه غلام عمره 14 سنة.. وذات صباح وقف على بابها شاعر حالم كانت قصيدته مطالعها بحروف اسمها.. كل هؤلاء يحلمون بماجدة، وماجدة تخشى ان يمر الربيع دون ان تلتقي بكيوبيد احلامها الذي لم يتجسد بعد

لا تسالوها!! 

لا تسألوها اذن لماذا لا تتزوج.. اتركوها فانها ستعيش دائما في ربيع.. اتركوا هذه الروح الشفافة ذات الجسد الخمري تهيم كما تريد حتى تلتقي بكيوبيد، وعندئذ ستقضي معه شهر العسل على شاطئ النيل الذي عطرت مياهه سمرتها وخمرتها ونشوتها

المدى العراقية في

01/04/2013

 

حجب جوائز افضل ممثل وممثل

اميرة العادلي 

اعلن مساء امس محمود عبد السميع رئيس مهرجان جمعية الفيلم جوائز الدورة‏39‏ والتي اجري المهرجان عليها إستفتاء مرتين المرة الاولي للعرض في المسابقة الرسمية حيث حصل علي أعلي نسب فيلم المصلحة‏,‏ وساعة ونصف‏,‏ وبعد الموقعة‏,‏ و واحد صحيح‏,‏ و مصور قتيل‏,‏ وحصل فيلمين علي نسبة اقل وهم حلم عزيز‏,‏ و حفلة منتصف الليل‏,‏ وتم عرضهم خارج المسابقة‏.‏

اما الاستفتاء الثاني لإختيار أفضل فيلم فحصل علي أعلي نسبة فيلم ساعة ونصف بنسبة‏93%‏ ليحصد جائزة الجمهور‏,‏ بالأضافة لجائزة أعضاء لجنة التحكيم‏.‏

حضر الحفل محمد ابو الخير رئيس قطاع الانتاج الثقافي وقال ان د‏.‏ محمد صابر عرب وزيرالثقافة اعتذر عن الحضور لأرتباطه بأكثر من موعد‏.‏ وتم خلال الحفل تكريم الفنان عبد الرحمن ابو زهرة عن تاريخة المشرف وأدواره المتميزة‏,‏ والسيناريست بشير الديك الذي قال ان من يكره الفن ويقف ضده لن يبقي طويلا‏,‏ والمونتير السينمائي احمد متولي‏,‏ ومساعد اول الإخراج إبراهيم فتحي الذي جاء وهو في حالة مرضية وقال انه سعيد بالتكريم لانه عمل لمدة‏45‏ عاما في استديوهات اختفت الان ولم يعرفه احد‏.‏

وقال محمود عبد ااسميع رئيس المهرجان ان الجمعية رائدة في المهرجانات‏,‏ واستحدثت هذا العام تقليد جديد بأن يكون هناك ضيف شرف ليس فقط لدوره الفني بل ايضا الثقافي والفكري ووقع الاختيار هذا العام علي الفنانة أثار الحكيم التي قالت‏:‏ انها ترددت كثيرا في

وقال الناقد علي ابو شادي رئيس لجنة التحكيم ان اللجنة كانت امام إختيارات صعبة‏,‏ ورائت بقناعة جميع الاعضاء حجب بعض الجوائز لأننا لن نعطي جائزة لمن لا يستحقها‏.‏

وجائت جوائز لجنة التحكيم التي ضمت في عضويتها الناقدة خيرية البشلاوي‏,‏ والناقد عصام ذكريا‏,‏ والناقدة ماجدة موريس‏,‏ والمخرج هاني لاشين‏,‏ والمونتير د‏.‏ يوسف الملاخ‏,‏ ومهندس الصوت د‏.‏ إبراهيم عبد الجيد‏.‏ جائزة افضل تمثيل لماجد الكدواني عن فيلم ساعة ونصف وقال المنتج احمد السبكي وهو يتسلم الجائزة انه سعيد بحصول الفيلم علي كل هذه الجوائز‏,‏ وانه يحب السينما‏,‏ وينتج أفلام جيدة وقريبا سيتم ع ض فيلم الحرامي والعبيط‏,‏ جائزة افضل ممثلة دور ثاني ناهد السباعي عن فيلم بعد الموقعة‏,‏ جائزة افضل مخرج وائل إحسان عن فيلم ساعة ونصف‏,‏ جائزة أفضل سيناريو احمد عبد الله عن فيلم ساعة ونصف‏,‏ وجائزة افضل تصوير عبد السلام موسي عن فيلم مصور قتيل‏,‏ وجائزة افضل مونتاج شريف عابدين عن فيلم ساعة ونصف‏,‏ وجائزة افضل ديكور محمد عطية عن فيلم بعد الموقعة‏,‏ وجائزة افضل صوت احمد جابر عن فيلم ساعة ونصف‏,‏ وجائزة افضل تصميم افيش يوسف عادل عن فيلم مصور قتيل‏,‏ وشهادة تقدير لمجموعة العاملين بالجرافيك عن فيلم حلم عزيز‏.‏

الأهرام المسائي في

02/04/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)