تبحث الفنانة التونسية درة عن التنوع فى أعمالها، لذلك تحرص على
مفاجأة الجمهور بنوعية مختلفة من الأدوار، فقدمت دور الزوجة العاقر فى
«العار» والأرملة الشابة الحائرة بين الشخص الذى تحبه وبين أطفالها فى
«الحب كده» وفى رمضان المقبل تواصل درة مفاجآتها بتقديم دور الراقصة فى
مسلسل «مزاج الخير».
■
ما سر تعاونك للمرة الثالثة على التوالى مع الفنان مصطفى شعبان فى مسلسل
«مزاج الخير»؟
- بالتأكيد هناك «كيميا» بيننا والجمهور لاحظ ذلك، وكان الناس قبل
تعاقدى على مسلسل «مزاج الخير» يقولون لى: «عايزين نشوفك فى عمل تانى مع
مصطفى»، وهو يقدم أعمالاً ناجحة والمسلسلان اللذان قدمتهما معه وهما
«العار» و«الزوجة الرابعة» حققا نجاحا كبيرا، والكيميا بيننا بدأت من
«العار».
■
وماذا عن تجربتك الجديدة فى «مزاج الخير»؟
- المسلسل تأليف أحمد عبدالفتاح وإخراج مجدى الهوارى وأقدم من خلاله
شخصية «رمانة» وهى راقصة، وسأقدم الشخصية بالشكل الذى يجعل الجمهور يصدقها
وفى نفس الوقت تحمل بصمتى كممثلة.
■
هل سترتدين «بدل رقص» خلال المسلسل؟
- سنراعى أن المسلسل سيعرض فى شهر رمضان، والملابس لن تكون مستفزة
لمشاعر الناس ولكنها ستكون مناسبة لطبيعة الشخصية دون ابتذال، وهذه المرة
الأولى التى أقدم فيها دور راقصة، وفى البداية كنت خائفة لكننى فى الوقت
نفسه أبحث عن الاختلاف وتقديم دور جديد، وهناك عدد كبير من الممثلات قدمن
مثل هذه الأدوار ونجحن من خلالها مثل الفنانة نبيلة عبيد فى فيلمى «الراقصة
والسياسى» و«الراقصة والطبال»، والممثلة لابد أن تقدم كل الأدوار، وسبق أن
قدمت أدوار الطبيبة والمحامية وست البيت والمثقفة والمحامية والفقيرة
والناشطة السياسية، والراقصة نموذج موجود فى المجتمع، والمهم عندى هو
الجانب الإنسانى فيها وكيف تعيش قصة حب وتعبر عن نفسها، خاصة أنها تعيش فى
عالم صعب.
■
كيف تستعدين لشخصية رمانة؟
- السيناريو هو الذى يحدد لى ملامح الشخصية وكذلك المناقشة مع المخرج
والمؤلف، وعندما أقرأ السيناريو أتخيل الدور، لأننى لو لم أحب الشخصية فلن
أقدمها، وأنا تعاطفت معها، فهى عاشت فى ظروف صعبة، لذلك أفكر فى خلفيتها
التى لا نراها على الشاشة، وفى مشاعرها، والشخصية فيها جانب رومانسى
وتجمعها قصة حب مع «خميس» الذى يقوم بدوره مصطفى شعبان.
■
ماذا عن تجربتك فى فيلم «فارس أحلام»؟
- انتهيت من تصويره مؤخرا وهو فيلم مختلف عما يقدم حاليا، ويشبه أفلام
زمان التى يوجد فيها علاقة رومانسية، وفيه شخصيات من الواقع، وأجسد من
خلاله شخصية «أحلام» وهى فتاة عادية جدا ومحجبة ومن حارة وتعمل «كوافيرة»
وتشبه بنات كثيرة من التى نشاهدهن فى الشارع المصرى وأحلامها بسيطة وهى أن
تتزوج من الشخص الذى تحبه.
■
هل من الممكن أن يحقق الفيلم الرومانسى نجاحا تجاريا فى ظل الظروف الحالية؟
- أحيانا أقدم أفلاما أعرف أنها تجارية مثل الأفلام الكوميدية والأكشن،
وفيلم مثل «فارس أحلام» حالة جميلة وتصويره وتمثيله على مستوى عال، وأتوقع
أن يعرض فى المهرجانات، وأتمنى أن يحقق أيضا إقبالا جماهيريا، لكن أقصد أن
الهدف من هذه النوعية من الأفلام هو تقديم فن وعمل يعبر عن الواقع،
وتقديمنا لفيلم رومانسى فى ظل الظروف الحالية مهم جدا لأن «الناس مبطلتش
تحب»، فلو كانت هناك حروب ستظل الحياة مستمرة.
■
ألا تخشين من التجربة خاصة أنه لا يشاركك فى البطولة نجم شباك؟
- لا أحسب الأمور حسبة تجارية فقط، لأننى لا أبيع سلعة ولكننى أقدم
فنا، ومن الممكن أن أقدم فيلماً مع نجم شباك وفيلماً آخر بدونه، لكن المهم
أن يكون جيدا، فأنا لا أقدم أفلام مقاولات بل لابد من توافر مستوى جودة
معين للفيلم كإخراج وتصوير وتمثيل، والموضوع لم تعد تحكمه وجود نجم شباك
ولكن وجود دراما، وهناك مثلا مسلسلات تحقق النجاح وهى بطولات جماعية
لممثلين شباب، وبالتأكيد هناك من يريد أن يأتى ليشاهدنى أو ليشاهد الفنانين
الموجودين معى، وهناك أيضا من يريد أن يشاهد «حدوتة» وفيلما مصنوعاً بطريقة
جيدة، وأنا أحاول أن أصل لمعادلة أقدم خلالها أفلاما مع نجوم، فمثلا قدمت
مع أحمد السقا فيلم «بابا» وفى الوقت نفسه أقدم أفلاما أخرى أقرب لأفلام
المهرجانات من أجل التنوع فى أعمالى، وأحيانا أرفض أدواراً فى أفلام تحقق
إيرادات لأنها لا تناسبنى.
■
هل يعتبر فيلم «فارس أحلام» أول تجربة بطولة مطلقة لك؟
- لا أستطيع أن أقول إننى أقدم الفيلم بمفردى، فمعى هانى عادل وأحمد
صفوت ومى سليم وإنجى المقدم وعزت أبوعوف وسلوى محمد على وانتصار، والفيلم
قائم عليهم جميعا، وليس هناك فنان يقدم عملا وحده، وأنا لا أقدم الفيلم من
«الجلدة للجلدة والناس اللى معايا ملهاش لزمة» فهناك أدوار مهمة فى الفيلم.
■
ما سر حرصك على التواجد فى السينما والتليفزيون فى الوقت نفسه؟
- لأنى لا أحب أن أحصر نفسى فى لون واحد، فلا أحب أن أكون نجمة سينما
فقط أو نجمة تليفزيون فقط، والسينما رغم أنها تصنع التاريخ إلا أن
التليفزيون أقرب للناس لأنه يدخل كل بيت، وأى فيلم مهما حقق من ملايين فإن
المسلسلات تظل أكثر انتشارا لأن العمل يعرض ثم يعاد، وتأثير الفيلم يقتصر
على ساعة ونصف، كما أن بعض الدول العربية لا تشاهد الأفلام إلا بعد فترة
طويلة من عرضها فى مصر، لكن المسلسلات تحقق نسبة مشاهدة كبيرة وتصل لأشخاص
لا يذهبون إلى السينما ومناطق ليس بها دور عرض، ولا أتخيل أن يأتى شهر
رمضان وليس عندى مسلسل.
■
هل لديك أعمال أخرى جديدة؟
- معروض علىّ مسلسل فى تونس ولا أعرف هل سأستطيع أن أقدمه أم لا، وإن
كنت أتمنى تقديمه، ومن المهم تواجدى فى الأعمال التونسية لأن تونس بلدى
والجمهور التونسى من المهم أن يشعر أنى «بتاعتهم» ولابد أن يكون لدى انتماء
لبلدى وأشارك فى الأعمال هناك، وحاليا أشارك كضيفة شرف مع المخرج محمد
ياسين فى مسلسل «موجة حارة» وهو عن قصة للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة
وكتبت السيناريو والحوار مريم نعوم وأقدم دور ليلى وهى شخصية مهمة جدا فى
العمل لكن فيها غموض.
■
كيف ترين الثورة المصرية والتونسية؟
- لا أستطيع أن أحكم على الثورتين حاليا سواء بالفشل أو بالنجاح وثورة
مصر وتونس تشبهان بعضهما إلى حد كبير، وحتى الحاكمان كانا يشبهان بعهضما،
والثورة كان هدفها الديمقراطية والعدالة وتحسين الوضع، وهذا لم يحدث بل زاد
الوضع سوءا، ولا يجوز أن يستفيد منها فئة واحدة فقط، فالثورة قامت حتى لا
يظل فصيل واحد مسيطراً على الحكم، وما حدث أننا استبدلنا هؤلاء بهؤلاء، فى
حين أن الذين كانوا موجودين كانوا عندهم خبرة أكبر فى الحكم.
المصري اليوم في
24/03/2013
رفاهيــة الاعتـزال في ذروة النجاح!
أصغر مخرج حصل علي السعفة الذهبية ..
احتفل بعيد ميلاده الخمسين وقرر الرحيل عن السينما
خيرية البشلاوى
في عام 1989 فاز مخرج أمريكي في السادسة والعشرين بجائزة السعفة
الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي. وكان يعتبر وقتئذ أصغر مخرج يفوز
بالجائزة الكبري في أكبر مهرجان دولي للسينما.
الفيلم الفائز حمل عنواناً لافتاً "جنس وأكاذيب وشريط فيديو" والمخرج
هو ستيفن سودربرج من مواليد يناير 1963 و"ستيفن" ليس فقط مخرجاً وإنما كاتب
سيناريو ومنتج ومصور سينمائي ومونتير ورسام.
وبعد نجاح أول أفلامه وحصوله علي الجائزة ذاع صيته وحقق شهرة عالمية
ونجاحاً مادياً ونقدياً واسعاً. فقد أحدث هذا الفيلم نفسه دفعة قوية في
مجال السينما الأمريكية المستقلة ابان الثمانينات من القرن الماضي. واعتبره
النقاد تجربة جسورة ومبتكرة من حيث الشكل والمضمون.
وفي الفترة من 1989 إلي 2013 اخرج ستيفن سودربرج 26 فيلماً منها
ثمانية أفلام في الخمس سنوات الأخيرة. حققت نجاحاً وبعضها حصل علي الأوسكار
مثل فيلم "ترافيك"
Traffic
بمعني "تجارة المخدرات" وفيلم "ايرين بروكفتش"
الذي نالت جوليا روبرتس جائزة الأوسكار لأحسن تمثيل عن دورها فيه..
ومن أفلامه التي حققت نجاحاً وامتيازاً علي المستويين الجماهيري
والنقدي الأجزاء الثلاثة من فيلم "أوشن". "اوشن 11. اوشن 12. اوشن 13".
فإمكانيات هذا المخرج جعلته بمثابة وحدة كاملة فنية أو "طاقم فني"
متكامل.. فهو يستعير اسم والده كمصور سينمائي. ويمضي باسم أمه كمونتير..
والقراءة السريعة لمسيرة حياته تؤكد امتلاكه للموهبة والابداع منذ صغر سنه
وبفضل البيئة التربوية والفنية والثقافية التي ساهمت في نمو هذه الموهبة
وتطورها أصبح اسمه "ماركة" بارزة في السينما الأمريكية.
آثار جانبية
في الأسبوع الماضي شاهدت في القاهرة لنفس هذا المخرج آخر أفلامه "آثار
جانبية"
"side effect"
الذي أعلن قبل عرضه التجاري الأول بأنه سيكون فيلمه الأخير علي الشاشة وقد
أثار هذا الإعلان دهشة وتساؤلاً كبيراً. كيف لفنان في سن الخمسين يقرر
الاعتزال وهو في قمة تألقه فهذا الفيلم المعروض في القاهرة برغم عدم نجاحه
جماهيرياً كأي فيلم أمريكي مهم يعرض هنا خصوصاً في الأيام الأخيرة يحقق
نجاحاً كبيراً في أوروبا وأمريكا. وينال تقديراً كبيراً من قبل النقاد
هناك. واعترف شخصياً أن فيلم "آثار جانبية" عمل معقد نسبياً وبأنني لم أمسك
بكل مفاتيحه من المشاهدة الأولي. فهو من أعمال الجريمة التي تشبه جرائم
المرحلة التي نعيش فيها. مركبة ومتداخلة ومليئة بالغموض ومن حيث الأسلوب
يذكرنا ببعض أفلام هتشكوك وبالأخص فيلم "سيكو" انه عمل مثير. ومشحون
بالتوتر خصوصاً النصف الثاني. النصف الأولي يمضي في سلاسة وإن كانت سلاسة
مخادعة إذ سرعان ما نصل إلي حالة من الغموض المربك. وإلي حزمة من التساؤلات
مثل: من ضّلل من؟ ومن المخادع وأين الخلل في هذه الخيوط المتشابكة من
العلاقات التي تتطور أمامنا.
جميع الشخصيات مخادعة ومراوغة وملتوية فعلاً والحبكة تنطوي علي أكثر
من عقدة. والحلول تحتمل أكثر من مسار. ولا تنتهي الأحداث إلي يقين مشبع.
الفيلم دراما سيكلوجية تكشف عن أهمية ونفاذ دور المؤسسات المرتبطة
بهذا المجال مثل الطب النفسي وشركات الأدوية العالمية ويشير إلي حجم انتشار
الأوضاع النفسية والاحتياج المتواصل إلي العقاقير التي لا تكف عن انتاجها
هذه المؤسسات التي تضاهي صناعة السلاح من حيث حجم الأرباح التي تدرها. وحجم
التداول لمنتجاتها.
بطلة الفيلم "اميلي" زوجة شابة عمرها 28 سنة وموظفة في احدي الشركات
وتعاني من توتر حاد. زوجها "مارتن" دخل السجن وعلي وشك الخروج بعد أمضي مدة
العقوبة وهاهي تندفع لاستقباله عند خروجه في صحبة والدته.
في البداية نسمعها تتحاور مع احدي زميلاتها في العمل حول دواء يستخدم
لعلاج الاكتئاب ويجعل الحياة أكثر مرونة.
باقي الأبطال وهم: الدكتور "جوناثان بانكس" "جودلو" طبيب نفسي مشهور.
وطبيبة نفسية أيضاً "كاتزين زيتا جونز" الأول يتقاضي 50 ألف دولار مقابل
الترويج لعقار جديد يعالج مرض الاكتئاب. ويجدد النشاط ويفتح الشهية الجنسية
والثانية يتضح انها علي علاقة مثالية مع الزوجة الشابة. والاثنتان ضالعتان
في جريمة القتل بهدف التخلص من الزوج الذي خرج من السجن لتوه.
وجريمة القتل تذكرنا بما جري لبطلة فيلم "سيكو".. ولكن في "آثار
جانبية" تقوم الزوجة بغرس السكين في ظهر الزوج وهي في عز الأمان والانسجام.
وبعد ذلك تتدعي دور المريضة التي تتواري بحنكة شديدة وراء المرضي النفسي
الذي من بين اعراضه "السير اثناء النوم".
وأهمية هذا الفيلم ــ بالنسبة لي شخصياً ــ انه يتناول من خلال
سيناريو قوي ومن دون مباشرة جانباً من حياة شريحة اجتماعية ويشير إلي دور
شركات الأدوية التي لا تكف عن ابتكار العقاقير التي تعالج الاكتئاب والتوتر
والأمراض النفسية المنتشرة وبعض هذه الأدوية يعالج المريضة أو يمنحها
تأثيراً ملموساً ولكنه قد يؤدي إلي آثار جانبية مدمرة مثل العقار الذي
استخدمته بطلة الفيلم.
ومن خلال هذا السيناريو الذي كتبه سكوت بيرنز ــ أحد الكتاب المنفصلين
بالنسبة للمخرج ــ يرسم صورة النماذج من الأطباء الذين لا يبالون بغير
الحياة المريحة التي يجلبها الثراء. دون النظر إلي أشكال "الفخاخ" التي يقد
ينجر إليها المريض ويرتكب جرائم قتل علي غرار ما حدث في الفيلم باعتبارها
"آثار جانبية". فهناك مثل طبي يقول: "لا يوجد تأثير من دون آثار جانبية"
والأدوية المذكورة في الفيلم موجودة. ومستخدمة ومعروفة. ماعدا دواء واحد
"Aplixa)
الذي تناولته المريضة "اميلي".
أداء الممثلة روني مارا لشخصية الزوجة المريضة أو التي تتدعي المرض
لأسباب نعرفها في نهاية الفيلم أداء علي درجة جيدة جداً من الاتقان. تجعلنا
علي يقين من مدي حرص الممثلة علي حفظ الأعراض المصاحبة للمرض الذي يفترض
أنها تعاني منه وتجسيد مظاهره الدقيقة والصعبة التي يكشف عنها السلوك
الخارجي. مما يعني دراستها للشخصية بأبعادها.
نذكر كذلك التحدي الذي تواجهه هذه الممثلة بينما تلعب الشخصية أمام
اثنين من كبار النجوم الأمريكيين المشهورين "زيتا جونز. وجودلو" وتحت إدارة
مخرج مثل ستيفن سودربرج الذي يبدو أنه يؤمن جداً بقدراتها حيث سبق تعاونه
معها في أفلام أخري.
المناخ الاجتماعي
هذه الجريمة التي يدور حولها الفيلم تستدعي المناخ الاجتماعي الذي
دارت فيه وتلفت النظر إلي المفارقة بين الشكل الراقي والمحترم للشخصيات
التي تلعب الأدوار الرئيسية وبين الاضطراب والفساد الذي يعاني منه الأفراد.
فوسط هذا الظاهر الزائف تحدد خيوط الدم آثار جريمة قتل داخل شقة يسكنها
شابان يفترض انهما متحابان وأن احدهما ــ الزوج ــ تحرر لتوه من سجن أربع
سنوات بسبب أعمال تجارية غير مشروعة.
عموماً هذه النوعية من أفلام الجريمة السيكولوجية لديها ميراث قوي في
صناعة السينما الأمريكية ويقف وراؤها اساطين كبار من صناع الرعب واللعب علي
غريزة الخوف الذي يصل إلي مستوي رهب وقد برع في صناعتها أسماء مثل الفريد
هتشكوك الذي أسس مدرسة في هذا المجال من أبرز تلاميذها بريان دي بالما
فضلاً عن عشرات من المخرجين النابهين من أجيال مختلفة.
وصف أحد النقاد المخرج ستيفن سودربرج بأنه أحد ابناء صناعة السينما
الأمريكية الأكثر تفرداً وإثارة للدهشة. فقد أمضي 25 سنة في هذا الحفل
وأخرج 26 فيلماً. وساهم في انتاج أعمال ممتازة أخري وشارك آخرين في اثراء
الفن السينمائي ومنحه القيمة الفكرية والتوهج الابداعي. وجعل من الفترة
التي أمضاها في صنع الأفلام نموذجاً للنجاح.. والعطاء.
وقد اختار وهو في ذروة العطاء أن ينتقل إلي حفل فني آخر مثل الرسم.
وفي مرسمه الذي يضم مكتبه أيضاً التقت به صحفية في حوار طويل نشر
مؤخراً حول ما إذا كان ينوي العودة إلي الاخراج قال.. حتي أكون واضحاً. لن
أقوم بالاخراج السينمائي بعد اليوم. ولكن لدي خطة لعمل مسلسل تليفزيوني لو
ظهر في الأفق مشروع عظيم. وسوف أمنح فن الرسم مساحة أكبر من الوقت..
**
لقد جرب ستيفن سودربرج جميع أنواع الأفلام. وتعامل مع ميزانيات
صغيرة وأخري ضخمة واشتغل باستقلال عن التيار الرئيسي للفيلم الهوليودي.
وعمل كذلك من خلال هذا التيار وأصبح واثقاً تماماً أنه يحتاج إلي تغيير وان
لديه من الموهبة ما يسمح له برفاهية التجريب في وسيط فني آخر وسوف ينجح
بالتأكيد.
رنات
الأمومة روح
خيرية البشلاوى
تختلف الجنسيات واللهجات والثقافات وتتراوح مستويات الجمال. والخصال
ولكن يظل هناك شيء واحد يجمع بينهن علي الرغم من الحدود الجغرافية والعرقية
وألوان البشرة.. هذا الشيء هو الحب الخالص والحماية قدر الطاقة لابنائهن..
وتختلف أشكال التعبير عن هذا الحب. وتختلف الروايات وأساليب المعالجة ويبقي
في جوهر العملية الإبداعية عند التعبير عن "الأمومة" هذه العواطف الفياضة
النابعة من قلوب النساء. وهذه القدرة الربانية الخارقة التي تتفجر في لحظة
الشعور بالخطر للزود عن فلذات أكبادهن.
عالجت السينما في جميع بلدان العالم هذا الموضوع وقدمت نماذج متنوعة
من ثقافات البشر علي اختلافها ولكن تبقي من هذه النماذج صور ليست نمطية أو
تقليدية للأمومة.
جميعنا نتذكر فيلم "صوت الموسيقي" 1965 وشخصية جولي اندروز في
الفيلم.. الراهبة التي انتقلت من الدير لترعي مجموعة الأطفال. أبناء ضابط
البحرية الأرامل.. عندما نستعيد أحداث الفيلم نشعر بالفرح والمرح ونطرب
ونحن نتذكر أغنية "دو ري مي" والمشاهد الاستعراضية الراقصة المشبعة بمشاعر
الانطلاق المليئة بالبهجة. ووسط هذا الصخب يمكن أن نطرح سؤالاً مهماً: هل
"الأم" هنا حاضرة أم أنها رحلت بوفاتها.. لقد حلت "ماريا" وملأت الفراغات
بكم هائل من العطاء المعنوي. والرعاية وتقديم الدرس الأخلاقي والإنساني
والعملي لأبناء في طور التكوين. وكان من الممكن أن ينجرفوا أمام غياب الأب
بالعمل. ورحيل الأم بالموت ومن ثم ضياع القدوة.
جسدت "الراهبة" وهي بعيدة عن "الدير" المؤسسة الدينية معني الأمومة في
أنقي صورها. وأعطت للالتزام الديني بعداً آخر أقوي من مجرد الشعائر
الشكلية. ومنحت للحياة قيمة تتجاوز العيش الميكانيكي. الأكل والنوم.
وممارسة العمل. والمشاهد الجماعية وسط الطبيعة. حيث "ماريا" والأبناء
يتواصلون بلغة كونية يفهمها البشر في كل مكان. هو في الحقيقة مشهد "عائلي"
يمنح الدفء. ويصون الأبناء من الانجراف والتوهان. ويحفظ لهم إنسانيتهم.
فالأم البيولوجية التي تحمل وتلد وتضع الأطفال ليست وحدها القادرة علي
تجسيد معني الأمومة. وروح الأم. إشعاعها الإنساني في محيطها الاجتماعي.
روبرت وايز المخرج الأمريكي الذي صنع هذا الفيلم لم يكن يدري - ربما -
إنه قدم عملاً بديعاً يتناول فكرة "الأمومة" بمعناها المطلق. وفكرة التدين
باعتباره العطاء المقدس وفكرة المردود الإيجابي لقيمة الترفية. ايضا فكرة
الغذاء الوجداني الذي يمثله الفن الجميل والراعي لقيم الجمال والذي يعلي من
قيمة التذوق ويضيف إلي الروح طاقة بناءة.
لعبت جولي اندروز أدواراً كثيرة. وهي ممثلة من الصف الأول علي مستوي
الحرفية والقدرة التعبيرية ولكن دورها لشخصية "ماريا" يمثل علامة فارقة ليس
فقط في مشوارها كممثلة. وإنما كامرأة ايضا وكأم وجوليا روبرتس الممثلة
المبدعة في فيلم "زوجة الأب"
"step mom) 1998
قدمت ايضا شخصية فياضة بالمرح. معطاءة. تثير الشجن وتمنح التفاؤل والأكثر
من كل ذلك تؤكد نفس الفكرة التي تقول إن الأم ليست بالضرورة هي الأم
البيولوجية. وإنما تلك التي تحمل طاقة من العطاء ليست مشروطة. وتمنح لأبناء
لم تلدهم الطمأنينة والزاد المعنوي. والطاقة التي يواجهون بها الحياة.. وفي
فيلم "إيرين بروكدفتش" "2000" تلعب نفس هذه الممثلة - جوليا روبرتس - دور
أم وحيدة تقاتل بمفردها من أجل التصدي لشركة المياه التي تضخ ماء ملوثاً في
المدينة التي تعيش فيها. من أجل إنقاذ أبناء المدينة ومن يعيشون فوق أرضها.
فالأمومة. امرأة ومعني لا ينفصلان.. فإذا ما انفصلا تجردت الأولي من
إنسانيتها!
المساء المصرية في
24/03/2013
خالد يوسف:
حكم الإخوان لن يستمر طويلا
الأقصر - عمرو صحصاح
أكد المخرج السينمائى خالد يوسف لـ«اليوم السابع» أن إقامة مهرجان
الأقصر للسينما الأفريقية فى ظل الظروف السياسة المتوترة التى تشهدها
البلاد المصرية، شىء يُحسب للقائمين عليه، خاصة أن هذا المهرجان لا يعلم
أحد مدى أهميته لمصر بأكملها وليس للمدينة الفرعونية فحسب، فله دور كبير فى
الدعاية الجيدة لجذب السينما الأفريقية والسياحة إلى الأقصر، فضلا عن
أهميته للأمن القومى المصرى، فتكريس علاقتنا بجذورنا الأفريقية تجعلنا
قادرين على الاستفادة منه، فمصر دون علاقات وطيدة بدول منابع النيل من
الممكن أن تتعرض للعطش فى أى وقت، من خلال الخلاف على حصتها فى نهر النيل،
ومن هنا تأتى أهمية هذا المهرجان لأنه بمثابة القوى الناعمة التى تربطنا
وتوطد علاقاتنا بباقى الدول الأفريقية.
وأضاف يوسف أن عرض الأفلام الأفريقية بمصر وخلال فعاليات هذا
المهرجان، سيعطينا نوعاً من أنواع الثقافة السينمائية الأفريقية والتى لا
يعرف المصريون عنها كثيراً، وسيعرفنا بعادات وتقاليد هؤلاء الأفارقة وأهم
المناطق لديهم من خلال لوكيشنات التصوير التى تظهر عبر أعمالهم السينمائية،
وأهم الأفكار التى يهتمون بها ويعرضونها فى أفلامهم، موضحاً أن
الدبلوماسيين المصريين لم يستطيعوا توطيد علاقتنا بالدول العربية بالشكل
الذى قام به الفن المصرى من سينما ودراما وأغنية، وهو ما يجب اتباعه فى
توطيد نفس هذه العلاقات مع أبناء قارتنا الأفريقية، وأكد يوسف أن ما لا
يعلمه المصريون أن العديد من النجوم الأفارقة الذين رحبوا بمجيئهم إلى مصر
وحضروا فعاليات مهرجان الأقصر، نافسوا على أهم الجوائز فى العديد من
المهرجانات العالمية مثل كان وفينيسيا.
وأكد يوسف انشغاله حالياً بالبحث عن فكرة يقدمها فى عمل سينمائى يطرح
من خلالها أهم الأحداث التى عاصرها المصريون فى ظل حكم الإخوان المسلمين،
وتفاقم أزمات الفقر والبطالة، حيث لفت المخرج السينمائى إلى أنه لا يمكن أن
يقدم عملاً سينمائياً خلال الفترة الحالية، ويكون فى اتجاه بعيداً وغير
متماشياً مع الأحداث الجارية، مشدداً على أهمية عمله المقبل والذى سيطرح من
خلاله العديد من القضايا التى تسببت فى وصول المصريين لهذا الحال، حيث أشار
إلى أن مصر تمر حالياً بأسوأ فترة فى تاريخها، بعد أن أصبحت هدفا من أهداف
التنظيم الدولى «الإخوان»، موضحاً أن جماعة الإخوان لن تستطيع تحقيق أهداف
الثورة مهما كان، لأنه تربى على الطاعة فكيف يحققون الحرية والديمقراطية،
كما أنهم طيلة تاريخهم السياسى لا يعرفون فقيراً ولا محتاجاً إلا إذا كان
لديهم ناخباً، وقال يوسف بأن استمرار حكم الإخوان لن يستمر طويلا، بعد أن
انكشف النقاب عنهم وسقطوا أمام كل من كذبوا عليه بالزيت والسكر، حيث أوضح
أن الإخوان ذهبوا بالثورة لتحقيق أهداف تنظيمهم والأجندات الخاصة بهم،
وتناسوا مصلحة الشعب الذى سُرقت منه الثورة على أيديهم.
فى الدورة الخامسة..
الكويت ضيف شرف "بصمات لسينما الإبداع".. والنويرى وهاشم
محمد للتحكيم
كتبت شيماء عبد المنعم
تستضيف شاشات الدورة الخامسة من مهرجان بصمات لسينما الإبداع، والتى
ستقام بالرباط المغربية فى الفترة من 6 إلى 9 إبريل المقبل، 10 أفلام
كويتية، ما بين الروائى القصير والوثائقى، وذلك فى إطار اختيار الكويت ضيف
شرف هذه الدورة، وذلك بالتعاون مع نادى الكويت للسينما.
وقال الفنان عبد الله الحيمر، رئيس المهرجان، إنه سيتم فى نفس الإطار
تكريم السينمائى الكويتى هاشم محمد الشخص، مع إقامة ندوة حول السينما فى
الكويت، يحاضر فيها الناقد السينمائى ومدير نادى الكويت للسينما عماد
النويرى.
وأوضح الحيمر، أن الأفلام الكويتية المختارة للعرض هى "الغوص على
اللؤلؤ" إخراج خالد نمش النمش و"خطوات إلى البار كور" إخراج الثنائى أنور
راشد وعبد العزيز كاظم و"ماى الجنة" إخراج عبدا لله بوشهرى و"الصالحية"
لصادق بهباتى و"البحث عن فهد" من إنتاج ورشة الإخراج بنادى للسينما
بالكويت، إشراف عام للمخرج الكويتى عامر الزهير عن نص للكاتب طالب الرفاعى
وطريق "66" إخراج فراج الفضلى، "يامسندى" لفيصل الحروبى، "الممر" إخراج بدر
الحسينان، "الحقيبة المشبوهة" لمحمد المحيطيب و"موطنى" لعبد المحسن العميد.
وأعلنت إدارة المهرجان، برئاسة الفنان عبد الله الحيمر، عن إطلاق
جائزة خاصة بالفن التشكيلى باسم الفنان التشكيلى المغربى محمد القاسمى وفاء
لهدا المبدع الراحل ألدى أثرى الساحة التشكيلية بإبداعاته وكتاباته على أن
تمنح للأفلام المغربية والعربية القصيرة التى تعالج الفن التشكيلى، ويمنح
المهرجان 3 جوائز، هى جائزة بصمة الفنان محمد القاسمى السينمائية، وجائزة
بصمة للفيلم العربى القصير، وأيضا جائزة بصمة نظرة قصيرة للفيلم.
وتشترط إدارة المهرجان على الأفلام المقدمة أن تكون أفلاما قصيرة
محترفة، ولم يمر على إنتاجها أكثر من عامين، ولا تتجاوز مدتها 30 دقيقة.
وتتكون لجنة تحكيم المهرجان من المخرج الفلسطينى سعود المهنا والناقد
السينمائى ومدير نادى الكويت للسينما عماد النويرى والمخرج الكويتى هاشم
محمد والصحفى المغربى عبد العزيز بنعبو، وتم اختيار مجلة الكويت الراعى
الإعلامى للمهرجان، كما سيتم عمل تكريم خاص لنادى الكويت للسينما لجهوده فى
نشر الثقافة السينمائية فى الكويت، ويتسلم درع التكريم حسين الخوالد رئيس
مجلس إدارة النادى.
ووزيرا الثقافة والسياحة "غياب"..
اليوم ختام "الأقصر للسينما الأفريقية".. وليلى علوى تعلن
الجوائز
الأقصر - جمال عبد الناصر
تختتم اليوم الأحد فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما
الأفريقية حيث يتسلم صناع السينما جوائز المهرجان اليوم وأبرزها جائزة أفضل
فيلم روائى طويل، وذلك بعد 7 أيام من الفعاليات الفنية وعروض وندوات
الأفلام والورش السينمائية.
شهد المهرجان عرض عدد من الأفلام وصلت إلى 105 أفلام ما بين روائى
طويل وقصير وأفلام رسوم متحركة وقسم خاص لسينما «الدياسبورا» وهى السينما
التى يقدمها أفارقة مهاجرون من أفريقيا «سينما الشتات»، وقسم آخر لمسابقة
أفلام الحريات العربية والأفريقية.
وكأى مهرجان لابد أن يكون هناك سلبيات وإيجابيات ولكن مهرجان الأقصر
إيجابياته طغت على سلبياته وتتمثل أحد أهم نجاحاته فى إعادة البهجة لمدينة
الأقصر بعد حادث انفجار المنطاد الذى راح ضحيته عدد من السائحين الأجانب،
فقد تحولت كل شوارع المدينة وأماكنها الأثرية لكرنفال واستقبل الأقصريون
المهرجان بالسعادة والبهجة ونجح فى جذب عدد من النجوم المصريين الذين حضروا
حفل الافتتاح والختام ووصل عددهم لأكثر من 40 نجما أهمهم يسرا وليلى علوى
ومحمود حميدة ومحمود عبدالعزيز وخالد صالح وممدوح عبدالعليم ودرة وجيهان
فاضل ومنال سلامة وسلوى محمد على بالإضافة لنجوم أفريقيا المخرجة
السينمائية الزيمبابوية تسيتستى دانجارمباجا والمخرج مصطفى الحسن من النيجر
وهو أول فنان أفريقى يحترف الرسوم المتحركة.
كما نجح المهرجان فى جذب عدد من نجوم أفريقيا وصناع السينما يأتى فى
مقدمتهم المخرج سليمان سيسيه وهو واحد من أهم وأبرز رواد السينما فى
أفريقيا، وقد خصص المهرجان عرضا خاصا لفيلمه عن المخرج الراحل عثمان سمبين
وهو أحد رواد السينما أيضا فى أفريقيا.
كما نجح المهرجان وهو أحد أهدافه فى تسويق عدد من الأفلام الأفريقية
المهمة من خلال ملتقى «اتصال» لأهمية وجود سوق للفيلم الأفريقى فى مصر
وأعلنت عزة الحسينى مدير المهرجان أنهم نجحوا فى بيع الأفلام الفائزة فى
المسابقات المختلفة لعدد من القنوات الفضائية الخاصة كما سيشترى التليفزيون
المصرى عددا آخر بأجر مخفض نظرا لما يمر به من حالة اقتصادية صعبة.. وقدم
المهرجان عددا من الورش المميزة من أهمها ورشة «صناعة الفيلم» التى يشرف
عليها المخرج الإثيوبى الكبير «هايلى جريما» الذى شارك فى الدورة الأولى من
عمر المهرجان وتم تكريمه أخرجت هذه الورشة عددا من التجارب السينمائية
الشابة التى تعبر عن طموحات وهموم ومشاكل الجيل السينمائى الحالى من الشباب
المصرى والأفريقى وسيطر على المشاريع الحس الثورى والإنسانى.
كما نجح المهرجان فى تقديم ورشة فى التدريب على النقد السينمائى وأشرف
عليها الناقد السينمائى الفرنسى أوليفيه بارليه مدير تحرير مجلة «أفريكا
كيلتير» الفرنسية والمتخصص فى السينما الأفريقية وشارك فيها عدد من كتاب
النقد السينمائى الشباب والصحفيين المصريين من الجرائد المختلفة بالإضافة
لورش أخرى مثل ورشة «أسيفا للرسوم المتحركة» وورشة مبادئ أفلام التحريك
للأطفال كما قدم المهرجان ثلاثة إصدارات مهمة جدا هى كتاب «الرسوم المتحركة
فى أفريقيا» إعداد الدكتور محمد غزالة وكتاب «السينما الأفريقية فى الألفية
الثانية» تأليف الناقد الفرنسى أوليفيه بارليه والكتاب الثالث هو سينما
جنوب أفريقيا للدكتور مارتن بيتروس بوتا بالإضافة لإيجابيات كثيرة منها
الندوات المهمة التى تم تنظيمها حول السينما المستقلة وسينما الدياسبورا
وسينما الرسوم المتحركة.
أما عن سلبيات المهرجان، فتنحصر فى فكرة عدم التنسيق بين عروض عدد من
الأفلام والندوات والورش، والبعد المكانى بين هذه الأماكن المختلفة
للفعاليات، بالإضافة لإلغاء عدد من الندوات التى يفترض أن تعقب كل فيلم،
ورغم ذلك فقد أشاد العديد من المتواجدين بجهود مدير المهرجان الكاتب سيد
فؤاد ومديرته عزة الحسينى فى إقامة المهرجان وتنظيمه.
وحول ردود فعل الفنانين المصريين والأفارقة المشاركين قالت النجمة
ليلى علوى التى ستقدم جوائز المهرجان لـ«اليوم السابع» إنها كانت سعيدة جدا
ومستمتعة بمشاهدة الأفلام المختلفة التى شاهدتها كعضو لجنة تحكيم للأفلام
الروائية الطويلة وأفلام أخرى شاهدتها لرغبتها فى التعرف بشكل أكثر على
السينما الأفريقية التى لا تبتعد كثيرا عن السينما المصرية فى طرح الهموم
والقضايا والمشاكل الإنسانية.
كما قال المخرج الفنى المصرى فوزى العوامرى أحد أعضاء لجنة تحكيم
مسابقة الأفلام الروائية القصيرة: لابد أن نترك غرورنا ونرى السينما
الأفريقية فهناك أفلام تقدمها تفوق ما نقدمه وتتخطانا بمراحل، حيث شاهدنا
أفلاما لا تقل عن أفلام أوروبية وعالمية تقدم فى المهرجانات المختلفة،
ولابد أن ندرك أننا جزء من أفريقيا شئنا أم أبينا.
المخرج السينمائى المالى سليمان سيسيه أكد لـ«اليوم السابع» أنه تربى
على السينما المصرية وهو فى عمر 5 سنوات عندما كانت تصل لهم الأفلام
المصرية فى مالى فى عهد الرئيس جمال عبدالناصر ولكنها انقطعت بعد فترة
ولكنه عندما نضج وكبر وعمل بالسينما تقابل مع المخرج الكبير الراحل يوسف
شاهين واشتركا سويا فى المجلس الفرانكفونى للسينما وتعرف من خلاله على هموم
وقضايا السينما الأفريقية.
الأقصر للسينما الأفريقية ينفرد بالعرض الأول لـ"الخروج
للنهار"
الأقصر ـ جمال عبد الناصر
بعد مشاركته فى العديد من المهرجانات مثل "أبو ظبى" و"قرطاج" و"أيام
بيروت السينمائية" وحصده لأكثر من جائزة، انفرد مهرجان الأقصر للسينما
الأفريقية بالعرض الأول للفيلم فى مصر؛ حيث شهدت قاعة المؤتمرات بالأقصر
عرض الفيلم الذى يمثل مصر فى مسابقة الأفلام الطويلة، بحضور كاتبته ومخرجته
هالة لطفى ومدير التصوير محمود لطفى وفنانة المونتاج هبة عثمان ومهندس
الصوت عبد الرحمن محمود، وعقب انتهاء العرض أقيمت ندوة للفيلم أدارها
الناقد طارق الشناوى، الذى استهل الندوة بالإشارة إلى أنه شاهد الفيلم عند
عرضه لأول مرة فى مهرجان "أبو ظبى السينمائى"، فى أكتوبر من العام الماضى،
وشعر بألفة تجاهه، ولأنه يؤمن بأن الانطباع الإيجابى الأول يساوى 50% من
النجاح راهن، على أن الفيلم سيحتل مكانة كبيرة فى السينما المصرية، ومرموقة
فى المهرجانات التى سيشارك بها.
وأكد أن السينما المصرية جديرة بالجوائز التى تحصل عليها فى وجود مثل
هذه الأفلام التى تتسم بالحميمية، وتعكس الواقع المصرى بشكل كبير، وتتمتع
فى نفس الوقت بلغة سينمائية عالية، واصفاً فيلم "الخروج للنهار" بأنه يمثل
"السينما الحقيقية"،ولهذا كان طبيعياً أن يحصد الجوائز .
يروى فيلم "الخروج للنهار" (95 دقيقة / إنتاج مصر الإمارات 2012) أزمة
"سعاد"، التى تجاوزت سن الثلاثين، وبرغم هذا لا تزال تعيش فى شقة أمها
الممرضة ووالدها الذى تتفرغ لرعايته، بعد إصابته بسكتة دماغية، وتواجه قسوة
الحياة التى دفعتها لإجهاض قصة الحب الوحيدة التى ماتت قبل أن تولد.
هالة لطفى تحدثت، بإيجاز شديد عن فيلمها فقالت إن "حالة الموت
المسيطرة على الفيلم هى حالة مجازية، والمدافن فيه لها علاقة بالمكان على
الأرض"، وأكدت أنها لم تتعمد أن تطرح معنى محدداً، وإنما سعت إلى خلق
المعنى مع المتلقى، عبر تبادل وجهات النظر، وتوليد الأفكار، من دون أن تفرض
عليه فكرة مسبقة.
وفى ردها على سؤال حول العلاقة المتوترة بين الفتاة وأمها نفت توترها،
وأشارت إلى أن كل واحدة منهما مرتبطة بالأخرى، وتراها من زاويتها الخاصة،
واختتمت: "مش ضرورى الحاجات تبقى محسوبة ومرسومة بالقلم والمسطرة، بل ينبغى
أن تتطور بشكل طبيعى؛ فمن المؤكد أن لكل واحد منا عالمه الخاص، وفى الفيلم
لعبت الفتاة وأمها دوريهما بالجسد والعيون والأداء، ولكل رؤيته الشخصية
النابعة عن وعيه وثقافته ونظرته الشخصية للعالم الخارجى".
الانطباع الذى لم يختلف عليه اثنان من الجمهور أن فيلم "الخروج
للنهار" اتسم بالشاعرية والحس الإنسانى، برغم الكآبة والقتامة التى
استشعرها البعض، وهو ما عبر عنه أحد الحضور بقوله: "الفيلم رصد معاناة
المصريين ببراعة شديدة، وبرغم قسوة المعاناة إلا أننى أحسست بنبل الشخصيات،
لكننى توقفت كثيراً عند اللون "الباهت"، والشخصيات المحصورة فى إطار ضيق،
سواء داخل الشقة أو خارجها"، وهو ما أقر به محمود لطفى مدير تصوير الفيلم
الذى كشف أنه تعمد ألا تصل الألوان إلى درجة التشبع الكامل، والتزم فى
الإضاءة بالمصادر الطبيعية بينما راعى أن يُسهم التكوين فى إراحة عين
المتفرج حتى فى الجزء الذى جنح إلى الكآبة "علشان الناس ماتزهقش من المشاهد
الكثيرة التى تم تصويرها داخل الشقة"، حسب عبارته، وهنا تدخلت المخرجة هالة
لطفى لتنوه إلى أن محمود لطفى هو الوحيد الذى يحمل فى رصيده ثلاثة أفلام
طويلة، بينما يخوض طاقم الفيلم بأكمله التجربة لأول مرة، وكشفت أن مهندس
الصوت عبد الرحمن محمود لقن الجميع درساً مؤداه "أن ليس هناك شيئاً
مستحيلاً"؛ إذ سجل الصوت بالكامل فى مواقع التصوير، ولم يلجأ إلى "الدوبلاج"،
كما جرت العادة، وصنع شريط الصوت الخاص به مستعيناً بالأصوات الطبيعية،
برغم صعوبة مهمته، لأن الفيلم يخلو تماماً من الموسيقى التصويرية. وقبل أن
يتحدث "عبد الرحمن" طلبت المخرجة كاملة أبو ذكرى الكلمة، وقالت إن الفيلم
"أعاد الاعتبار للسينما المصرية، وبعث فينا الأمل فى ظل هذه الظروف بأننا
قادرون على صنع سينما لا تضحك على الجمهور"، لكنها ـ كاملة ـ تحفظت على عدم
ارتداء الفتاة الشابة للحجاب، برغم انتمائها الطبقى الذى يفرض عليها ذلك".
وعلقت المخرجة بأنها تعمدت ألا ترتدى الفتاة الحجاب لسبب درامى يتمثل
فى أنها ليست من نوعية الشخصيات التى تتأثر بالمجتمع من حولها، كونها
منعزلة عنه، بينما السبب الثانى "المنطقى"، حسب عبارتها، أنها ـ الفتاة ـ
تنتمى إلى جيل يختلف عن ذلك الذى ارتبط الحجاب لديه باعتبارات كثيرة.
وتحدث "عبد الرحمن محمود" إلى أن السينما المصرية اعتادت أن تلجأ إلى
تخفيض معدات الصوت كأول حل لتخفيض الموازنة، وهو ما لم يحدث مُطلقاً، فى
تجربة "الخروج للنهار"؛ حيث استجابت المخرجة لكل طلباته، ليس لأنها تصنع
فيلماً ضخم الكلفة، بل لأنها نجحت فى أن توجه "الترشيد" إلى مكانه الصحيح،
طمعاً فى نقنية أرقى، ونتيجة أفضل.
وكشف أنه عقد جلسات عمل مع المخرجة تمكن خلالها من قراءة أفكارها، مما
أتاح له التوصل إلى مُعادل لما تقوله الصورة؛ خصوصاً أنه ابن البيئة التى
رصدها الفيلم، وواحد من الطبقة الاجتماعية التى قدمتها المخرجة، مما أتاح
له استحداث شريط صوت خاص للتجربة، ولم يلجأ إلى المؤثرات الصوتية المستهلكة
مراراً وتكراراً من قبل، وهى المهمة التى استغرقت منه خمسة أيام، وأرجع
الفضل فيما توصل إليه إلى شجاعة وجرأة المخرجة، أما فنانة المونتاج هبة
عثمان التى تخوض تجربة مونتاج الفيلم الروائى الطويل لأول مرة بعد رفضها
للكثير من العروض التى اسمت بحس تجارى، وابتعادها عن المغامرة التى تحبها،
وكشفت أنها اتخذت قراراً بألا تتواجد فى مواقع التصوير، لتحتفظ برؤيتها،
وانتهت من مهمتها بعد 83 قطعة فقط، وفوجئت بالنتيجة الإيجابية على الشاشة!
جدير بالذكر أن المخرجة هالة لطفى تخرجت من قسم الإخراج بالمعهد
العالى للسينما عام 1999 بمرتبة الشرف،وأنجزت فيلمين تسجيليين هما: "عن
المشاعر المتلبدة" (2005) و"عرب أميركا اللاتينية" (2006) بينما يُعد
"الخروج للنهار" فيلمها الروائى الطويل الأول.
فوز "مانموتش"
بجائزة أفضل فيلم بمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية
الأقصر - جمال عبد الناصر
أعلن مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية جوائزه منذ قليل بفوز الفيلم
التونسى "ما نموتش" لنورى بوزيد بجائزة أفضل فيلم، وهى الجائزة التى تحمل
اسم المخرج الراحل. صلاح أبو سيف وحصل الفيلم الكينى "نيروبى" على جائزة
لجنة التحكيم الخاصة إخراج توش جيتونجا وبطولة جوزييف ويريمو.
أما جائزة التميز الفنى لفنان فقد حصل عليها فيلم القارب La Pirogue
للمخرج السنغالى موسى توريه ومنحت لجنة التحكيم شهادة تقدير خاصة من
لجنة التحكيم لكل من الفيلم المصرى الخروج للنهار إخراج هالة لطفى والفيلم
الأثيوبى مدينة العدائين إخراج جيرى روثويل.
أما جوائز الأفلام القصيرة فقد حصل على جائزة أفضل فيلم "حابسين"
إخراج صوفيا داجاما (الجزائر) وجائزة لجنة التحكيم الخاصة لفيلم "ستوديو"،
إخراج أمجد أبو العلا (السودان)، وجائزة التميز الفنى للمشرف على الديكور
والملابس عن فيلم 9 إبريل للفنانين توفيق الباغى وإبراهيم زروق (تونس).
وفيما يخص جائزة أفلام الحريات (الشهيد. الحسينى أبو ضيف) فقد شاهدت
لجنة التحكيم المكونة من النقاد طارق الشناوى وعلا الشافعى وياسر محب كل
أفلام المسابقة وعددها ثمانية أفلام، وقررت بالإجماع منح جائزة شهيد
الصحافة والوطن الحسينى أبو ضيف إلى الفيلم المصرى "عيون الحرية.. شارع
الموت "للمخرجين أحمد ورمضان صلاح سونى".
وقال الناقد طارق الشناوى قبل إعلان النتيجة إن نقابة الصحفيين
المصريين تؤكد اعتزازها بجائزة الحريات التى أطلقتها إدارة مهرجان الأقصر
للسينما الأفريقية وتحمل اسم الحسينى أبو ضيف الذى دفع حياته ثمناً من أجل
قيمة الحرية وكرامة الوطن وعاشت مصر.
جائزة أفلام الرسوم المتحركة حصل عليها فيلم "المرايات" L'mrayet
إخراج نادية الريس من تونس تونس وشهادة تقدير للفيلم المصرى الغابة Forest،
إخراج عادل البدراوى شهادة تقدير للفيلم الأثيوبى " حساب " Hisab
إخراج عزرا وبى.
كما منحت جائزة مؤسسة شباب الفنانين المستقلين باسم رضوان الكاشف
للفيلم الناميبى كابوسى الجميل-My
Beautiful Nightmare.. Dir\Privi katjavivi
إخراج بريفى كاتجافيفى.
اليوم السابع المصرية في
24/03/2013 |