حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمد رجب يعترف :

أشعر باليتم في وطن اختــل توازنــــــــــــه أمـنيـــا

بقلم : محمـــــد خضــــــير 

 

لم أتخيل يوما من الأيام أني أعيش بعيدا عن ابني وزوجتي ، ولا أراهم إلا في المناسبات أو أختلس بعض الأيام لزيارتهم بالخارج ثم أعود مرة اخري وحيدا إلي مصر ، لأنني لاأستطيع أن أوفر لهم الحماية الكاملة في ظل مشهد طبيعي يخلو من الأمن والأمان.

بهذه الكلمات الحزينة بدأ الفنان محمد رجب حديثة معي عندما سألته عن حادث السطو الذي تعرض له مؤخرا، واستكمل حديثة قائلا  ..

كأنني أمام مشهد سينمائي حيث كنت أجلس مع أحد المنتجين بأحد الأماكن وفوجئت بمجموعة من الأشخاص يسطون علي سيارتي ويهشمون زجاجها ويسرقون كل شيء بداخلها، ووقفت مكتوف اليدين أتأمل المشهد بدقة دون أن افعل شيئا ، والأغرب من ذلك طوال الأيام الماضية المشهد تكرر أكثر من مرة مع أشخاص مقربين لي وتمت سرقتهم بالإكراه ولم نفعل شيئا.

أحلـــــــــم بلقــــب جــــوكر السـينمـــا المـصــــــرية

·        قدمـت شخصيـة الضـابط من اتجـاه معــاكس وإلي متي سنظل جميعا أبطال هذا المشهد الواحد؟

ـ للأسف هذا المشهد فاق كل التوقعات والخارجون علي القانون عاثوا في الأرض فسادا ، ولا رادع لهم والانفلات الأمني ساعدهم علي هذا الانتشار السريع وجميعنا عرفنا المعني الحقيقي لرجل الشرطة والدور الذي يقدمه للشارع المصري وغربته في بلده ، وما يحدث حاليا يشعرنا باليتم بسبب وطن اختل توازنه أمنيا.

·        ماذا تقصد بغربة رجل الشرطة في بلده ؟

ـ رجل الشرطة هو الوحيد الذي يقضي ساعات اليوم كله داخل مكتبه أو في مهمة عمل رسمية أمنية، فهو غريب عن أهل بيته ولا يقابلهم إلا مصادفة عندما يتوفر له الوقت المناسب.

·     لكن للأسف الكثيرون يتعاملون مع الشرطة وكأنهم هم المخربون وأصحاب الفوضي المنتشرة في الشوارع ؟

ـ رجل الشرطة مغلوب علي أمره وفئات المجتمع بها كل الأنماط السلوكية وليست الشرطة فقط ، ويوجد بعض مثيري الشغب الذين يستفزون الشرطة لإثارة المشاكل حتي لاتهدأ ولا تستقر الأوضاع في البلاد .

·        لهذا السبب تعاملت مع شخصية ضابط الشرطة في فيلم " الحفلة " من اتجاه معاكس ؟

ـ بكل تأكيد والشخصية صعبة جدا وقررت أن أقدم شخصية فاروق ضابط الشرطة من منطلق كوميدي خفيف الظل، الذي يبحث عن العدالة بعيدا عن العنف والضرب والاستفزاز، وحتي تكون الشخصية مختلفة عن شخصية رجل الشرطة التقليدي التي قدمت فنيا من قبل في أعمال عديدة.

·        وأين تكمن الصعوبة في شخصية فاروق؟

ـ الصعوبة أن السينما اشتغلت علي هذه الشخصية في كثير من موضوعاتها دون النظر إلي اختلافها، فقررت الابتعاد عن هذه الشخصية المكررة وأقدمها بشكل مختلف ونزلت أقسام الشرطة فلم أجد فاروق.

·        لهذه الدرجة شخصية الضابط فاروق ليس لها وجود في الواقع؟

ـ لم أصادفه في حياتي لأنه موجود بنسبة واحد في المليون ، وليس من الشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في الشارع أو في أقسام الشرطة .

·      الغالبية ترفض بعض السلوكيات الفردية غير المقبولة لرجل الشرطة لكننا حاليا نشعر بهذا الفراغ الأمني؟

ـ أنا مع نظرية "جوز أمي ولا الشارع" وعلي الرغم من بعض السلوكيات غير المقبولة فلا دولة بدون رجل الشرطة وعلي سبيل المثال كثير من المنشآت تستأجر رجال أمن لحمايتها وتدفع مبالغ طائلة، في حين رجل الشرطة مكلف بهذه المهام دون أن يتقاضي مليما واحدا من هذه المنشآت والممتلكات لحمايتها.

·        إذن فأحداث فيلم الحفلة بها جزء كبير من الواقع المعاش ؟

ـ بالتأكيد فالسينما تأخذ موضوعاتها من الواقع، لكنها قصة من خيال المؤلف وتتشابه مع بعض الأحداث الحقيقية التي تشهدها البلاد من جرائم خطف وسرقة وطلب فدية يوميا  وسبق أن قلت إنني اتسرقت عيني عينك وفي ظل هذه الأحداث كل يوم بفكر "هيعتدي عليا إمتي".

·        ومن المسئول عن ذلك؟

ـ اتخاذ القرارات الخاطئة.

·     وردت علي لسانك في الفيلم جملة "شغلتي علمتني أشك في كل الناس وبعدين أستبعدهم من الشك" هل تتعامل بهذا المنطق في حياتك ؟

ـ بالطبع لا، ولأن هذه الجملة قائمة علي الذكاء الحقيقي لضابط الشرطة فلابد أن تتوسع دائرة الشك ثم يقوم بتبرئتهم واحدا تلو الآخر بعد أن يضع يده علي الخيط أو الدليل.

·     عندما عرض السيناريو علي الفنان أحمد عز طلب من المنتج والمؤلف أن تشاركه البطولة فما ردك ؟

ـ أنا وعز عشرة عمر وبدايتنا الفنية متشابهة، وتعاملنا مع شركات إنتاج واحدة بالإضافة إلي أننا جيران وتربطني به علاقة قوية منذ 12 سنة، وعز يتفاني في نصيحة الآخر وللأسف هذه الأخلاق الفنية من الصعب أن تجدها حاليا .

·        ألم تكن لديك أية حسابات في هذه المشاركة ؟

ـ مع عز ووائل عبد الله " مبحسبهاش" وثقتي في وائل عمياء لأنه حريص علي ألا يخلق خلافات أو مشاكل لذا مساحة الدور كانت مناسبة لنا جميعا.

·        لكن وجود نجمين في عمل واحد يتسبب في خلق كثير من المشاكل ؟

ـ مجرد أنك تفكر في الآخر معناه أنك تتخلي عن التفكير في الشخصية والصراعات فكرة فاشلة وأسعي دائما لأبحث علي مفردات الشخصية التي أقدمها بشكل يرضيني ويرضي جمهوري، وفي الحفلة عز قدم الشخصية بامتياز لأن الأدوار المحايدة صعبة جدا وسبق لي أن قدمتها في ملاكي اسكندرية .

·        إذن لماذا صرحت بقول "الفيلم ده بتاعي "؟

ـ تصريح غير مسئول عنه ولم يخرج مني وفوجئت به لأن كل فنان في الفيلم له حجمه والهدف من هذا الكلام هو الوقيعة بيني وبين عز .

·        هل أنت علي موعد مع شخصية الضابط في أعمال فنية أخري ؟

ـ لا أسعي إلي تكرار أدواري وأفضل أن أقدم مجموعة من الشخصيات المختلفة في كل عمل لأنها متعتي الحقيقية.

·        في حالة نجاح أو فشل الفيلم علي من تقع المسئولية ؟

النجم هو الذي يتحمل المسئولية ، وهذه حسابات السينما المصرية وللأسف حسابات خاطئة لأن كبار النجوم في العالم يخضعون في حالة الفشل لحسابات البلد من استقرار وأزمات والعوامل الأخري الكثيرة التي تؤثر علي عرض الفيلم ونجاحه.

·        وبالنسبة لحساباتك الشخصية ؟

ـ أقدم الدور الجيد والذي أشعر من بعده بطعم النجاح.

·        لهذا السبب تغيب عن الساحة فترات طويلة ؟

ـ لأنني عانيت  في هذا المجال كثيرا وأنا واحد من الناس التي تفكر كثيرا قبل خوض أي تجربة لأن كل خطوة بتأخذ مني مجهودا كبيرا وعارف قيمة النجاح.

·        آلا تتفق معي أنها خطوات بطيئة؟

ـ أعترف بذلك فعلا، وهذا راجع لخوفي الشديد من الفشل، وفهمت معني جملة النجاح سهل لكن الحفاظ عليه صعب فأحرص علي اختياراتي طوال الوقت.

·        هل هذا الكلام عن قناعة شخصية أم عن تجارب فنية أخري ؟

ـ عن قناعة شخصية فأنا في احتياج لموازنة بين أعمالي لأنني قدمت مختلف الأدوار وبحاول أصل للقب جوكر السينما المصرية .

·        ألم يكفك لقب آل باتشينو العرب؟

ـ سعيد بهذا اللقب وسعيد جدا بفيلم الحفلة الذي جعلني أحصل عليه بعد 17 فيلما قدمتها طوال مسيرتي الفنية .

·        مسألة العلامات التجارية والرعاة التي اعتمدت عليها بعض الأعمال بشكل كبير مؤخرا كيف تراها؟

ـ ما الذي يمنع والسينما العالمية قائمة علي ذلك ووجودها كان ضمن السياق الدرامي للأحداث لأننا بنتكلم عن شريحة معينة من المجتمع تعتمد علي هذه الأشياء في حياتها.

·        إصرارك علي بطولة فيلم "مطبق من امبارح" هل سبب تنازلك عن "عبده موته"؟

ـ بالفعل كنت مصرا علي تقديم فيلم "مطبق من امبارح" وفيلم عبده موته لم يناسبني وأسعي وراء شخصيات معينة وكنت قد أخذت عربونا لمطبق من امبارح وفي انتظار تصويره.

·        وما السبب في تأخيره كل هذا الوقت ؟

ـ الفيلم مرتبط بالحالة الأمنية واستقرار البلاد فجميع الأحداث تدور بالشارع بنسبة 80 ٪ وحتي الآن الشارع المصري يشهد الكثير من المناوشات ويصعب التصوير في ظل هذه الظروف  وتدور أحداث الفيلم في يوم ونص حول شخصية تاجر ملابس مطبق من امبارح يقع في مطاردات كثيرة أثناء عمله.

·        لماذا أسقطت فيلم "كان يوم حبك " من حساباتك ؟

ـ لم أسقطه من حساباتي ولكن كان له ظروف خاصة لأن وضعي وقتها كان يسمح بهذه المشاركة ولا يوجد ما يمنع أنك تغلط في بدايتك وتحاسب نفسك علي غلط قديم وأنت في احتياج له ومن أكثر الأسباب التي جعلتني أوافق علي هذا الفيلم دون تفكير حزني الشديد بسبب وفاة والدتي وكنت عايز أخرج من هذه الحالة بأي شكل من الأشكال .

·        هل من الممكن ان تتنازل مرة أخري؟

ـ وصلت لمكانة مسئول عنها أمام جمهوري ونفسي وأسعي للحفاظ عليها لذا أنا آخر واحد ممكن يتنازل مرة أخري مهما كانت الأسباب بدليل أنني اعتذرت عن أعمال كثيرة ليس بها مضمون ولكن ربحها المادي أكثر.

·        وبالنسبة للأجر قد تتنازل عنه في ظل هذه الظروف وفي سبيل عمل فني جيد؟

ـ أتماشي مع الظروف في حدود إمكانياتي ولي أجري بأخذه بمجهودي وليس صدقة وطالما المنتج الذي أتعامل معه هيكسب من ورايا فلن أتنازل عنه .

·        رفضك لمسلسل "الوالدة باشا" و"الزوجة الـ 13 " هل كان لهذا السبب ؟

ـ إطلاقا والسبب الرئيسي هو رغبتي الحقيقية في تقديم مسلسل "ضرب نار" مع المخرج محمد النجار لكن للأسف العمل مؤجل للعام القادم لأن الوقت لم يسعفني لتقديمه هذا العام وحاليا مشغول بورق فيلم جديد بعنوان "ولاد رزق" مع المخرج طارق العريان ومن المقرر البدء فيه قريبا.

الأفلام تكرم الأم علي طريقتها

أمهـــــات السينمــا.. مكانة في القلب 

مــــامــــــــا أمينــــــة رزق

للأم حضورها الخاص في السينما المصرية وهو انعكاس طبيعي لمكانتها الخاصة في الأسرة والمجتمع وقد ظهر ذلك مع بدايات السينما  حتي أن ممثلات من الرعيل  الأول كن أول الفائزات بلقب الأم واذا كان الاحتفال بعيد الأم يتم سنويا يوم  21 مارس فان الأسرة المصرية تحتفل كل يوم بالأم كما تحتفل الأفلام المصرية بتلك المكانة الخاصة بأشكال مختلفة ولعل أمهات السينما كن نموذجا حيا للحنان أحيانا والقوة في أحيان أخري وللتضحية في كل الأحيان وقد عاشت الكثير من الممثلات المصريات عشرات السنوات يقدمن دور الأم فقط بتنويعاته المختلفة.

ولدت في طنطا  وبدأت دراستها في مدرسة ضياء الشرق عام 1916 ثم انتقلت ووالدتها للعيش في القاهرة مع خالتها الفنانة أمينة محمد إثر وفاة والدها وكان عمرها ثماني سنوات. ظهرت لأول مرة علي خشبة المسرح عام 1922 حيث قامت بالغناء إلي جوار خالتها في إحدي مسرحيات فرقة علي الكسار في مسارح روض الفرج وانتقلت للعمل مع فرقة رمسيس المسرحية التي أسسها عميد المسرح العربي يوسف وهبي عام 1924 حيث ظهرت في مسرحية »راسبوتين«. وشاركت بالتمثيل في أغلب مسرحيات وهبي، الذي ارتبطت به أستاذا وفنانا، ولم تتزوجه رغم حبها الشديد له وكان هذا الانتقال وراء شهرة أمينة رزق التي أصبحت إحدي الشخصيات الأساسية في المسرحيات التي قدمتها الفرقة وكذلك في الأفلام التي أنتجها يوسف بك وهبي. ومن أبرز مسرحياتها التي قدمتها في السبعينيات »السنيورة« والمسرحية الكوميدية »إنها حقا عائلة محترمة« بالاشتراك مع فؤاد المهندس وشويكار لم تتزوج أمينة رزق أبداً، وكانت تحظي باحترام العاملين في المجال الفني الذين رأوا فيها مثالا للاحتواء والانضباط، وكانوا ينادونها بـ»ماما أمينة« عينت أمينة رزق عضوا بمجلس الشوري المصري في مايو 1991 كما حصلت علي وسام الاستحقاق من الدرجة الأولي من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. اشتهرت بلقب أم السينما، اعتبرها الكثيرون مثالاً حياً للحزن، لدرجة إطلاق اسمها علي كل من يبكون كثيراً، قدمت الدور بتلقائية شديدة، فتركت أثراً لا ينمحي داخل كل مشاهد عنها كأم، ومن أعمالها الخالدة في هذا الإطار أولاد الذوات، الجنة تحت قدميها، السقا مات، قنديل أم هاشم، لك يوم يا ظالم، دعاء الكروان، الشموع السوداء، أريد حلا، بداية ونهاية توفيت في 24 أغسطس 2003 إثر إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية وذلك بعد صراع استمر شهرين مع المرض.

آمال زايد .. أمينة يا سي السيد

بدأت حياتها الفنية وهي في العشرين من عمرها في عام 1939 وذلك عندما التحقت بالفرقة القومية مقابل 3 جنيهات في الشهر، تزوجت عام 1943 ثم اعتزلت الحياة الفنية لمدة 15 سنة لتعود إلي السينما. اشتهرت في المسرح والسينما بأدوار الأم والحماة وقد اشتركت في أكثر من 32 مسرحية وذلك بجانب الحلقات التليفزيونية والإذاعية عملت في مسلسل عيلة مرزوق أفندي ومن المسرحيات الفراشة ، بين القصرين، السمان والخريف، خان الخليلي. وهي والدة الفنانة معالي زايد. تاريخ الميلاد: 27 سبتمبر 1910.. لم تقدم السينما امرأة طيبة، ومغلوبة علي أمرها كما قدمتها آمال زايد، لتبقي علامة مسجلة باسمها في التاريخ، وخاصة دور "أمينة" في ثلاثية نجيب محفوظ، أو دور الفنانة ذاته في فيلم شيء من الخوف، أو خان الخليلي.

زوزو ماضي  .. ماما هانم

الممثلة زوزو ماضي تعتبر من أشهر من قمن بدور "الأم الارستقراطية" علي الشاشة، كما برعت في تجسيد "القسوة" أحيانا، بإقناع تام، مع الإشارة هنا إلي أن المشاهد العربي لم يشاهد هذه الممثلة ـ ولو لمرة واحدة ـ في دور "الأم بنت البلد" أو "الأم العاملة"، فملامح وجه زوزو ماضي، وشخصيتها، تميل إلي الارستقراطية ولذا كان المخرجون يختارونها للعب دور "الأم بنت الذوات".

وربما لنشأة الممثلة "فتنة داود سليمان أبوماضي" الشهيرة بـ"زوزو ماضي"، علاقة بهذه الأدوار، فهي ولدت في العام 1914 من أسرة راقية في "المنيا"، تمتد أصولها إلي الشاعر اللبناني المهجري إيليا أبو ماضي. درست في المدارس الفرنسية التي كانت منتشرة في صعيد مصر في ذلك الوقت، وكانت تجيد ثلاث لغات أجنبية، كما كانت بارعة في العزف

يبقي دورها (الأم) في فيلم "ومضي قطار العمر (1975) من إخراج عاطف سالم وبطولة فريد شوقي وناهد شريف وسمير صبري ونورا، العلامة الفارقة في مسيرتها السينمائية.

دولت أبيض.. الملكة الأم

اشتهرت دولت أبيض بدورالأم القاسية أو القوية المتعالية وقد تأثرت في ذلك بأدوارها المسرحية التي كانت تتنوع بين الملكة والأميرة في أغلب الأحيان .

ولدت في مدينة أسيوط جنوبي مصر والدتها روسية الأصل، كان والدها يعمل مترجمًا في وزارة الحربية في السودان، درست في مدرسة الراهبات في الخرطوم، تزوجت من جورج أبيض في عام 1923 وحملت اسمه.

اكتشفها الفنان عزيز عيد عام 1917 وذلك في إحدي الحفلات، وعرض عليها التمثيل في فرقته، وكان أول دور تؤديه في مسرحية الكونتيسة خللي بالك من إميلي لجورج فيدو ثم مسرحية ليلة الدخلة وقامت بدور العروسة.

ونجحت في أول تجربة لها علي المسرح ثم انتقلت إلي فرقة نجيب الريحاني، ثم انتقلت عام 1918 إلي فرقة زوجها.

وكان أول دور تمثله بفرقة زوجها جوكاستا بمسرحية أوديب الملك، ومنذ ذلك الوقت تخصصت في أدوار الملكات والشخصيات العظيمة، سافرت إلي سوريا مع فرقة أمين عطا الله عام 1920 ثم التحقت بفرقة منيرة المهدية.

في عام 1921 مثلت في أوبريت شهرزاد لفرقة سيد درويش ثم انتقلت إلي فرقة الريحاني، انضمت مع زوجها إلي فرقة يوسف وهبي في عام 1923.

وفي عام 1935 انضمت إلي الفرقة القومية المصرية عند إنشائها بمرتب 35 جنيهًا ثم قدمت استقالتها عام 1944 ومثلت أدوار البطولة في مسرحيات منها الملك لير وشمشون ودليلة.

فــاتن حمـــــــــــــــامـــة.. إمـبراطورية ميـم

قدمت في فيلم " امبراطورية ميم " واحدا من أعظم الأدوار التي جسدت الأم و هي سيدة الشاشة العربية وهي علامة بارزة في السينما العربية، في عام 1996 أثناء احتفال السينما المصرية بمناسبة مرور 100 عام علي نشاطها تم اختيارها كأفضل ممثلة وتم اختيار 18 من أفلامها من ضمن 150 فيلمًا من أحسن ما أنتجته السينما المصرية، وفي عام 1999 تسلمت شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة. وفي عام 2000 منحت جائزة نجمة القرن من قبل منظمة الكتاب والنقاد المصريين، كما منحت وسام الأرز من لبنان ووسام الكفاءة الفكرية من المغرب والجائزة الأولي للمرأة العربية عام 2001.

صاحب عودتها للعمل الفني بعد غياب طويل ضجة إعلامية، حيث شاركت بعام 2000 في المسلسل التلفزيوني وجه القمر والذي عرض علي 24 قناة فضائية ومحطة تلفزيونية عربية، حول الانتفاضة وتجار السلاح، وكان سبب الضجة الإعلامية حوله إقامة مؤلفة العمل ماجدة خير الله دعوي قضائية ضد الشركة المنتجة للمسلسل بدعوي أن المسلسل أصابه التشويه من كثرة الحذف، ولكن برغم هذه الضجة تم اختيار حمامة كأحسن ممثلة ومسلسل وجه القمر كأحسن مسلسل.

وفي عام 2007 اختارت لجنة السينما للمجلس الأعلي للثقافة في القاهرة ثمانية من الأفلام التي ظهرت فيها فاتن حمامة ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

نبيلة عبيد.. ماما الدلوعة

ويعد دور الأم الذي أدته في فيلم العذراء والشعر الأبيض من أهم وأروع أدوار الأمومة في تاريخ السينما المصرية وقد ولدت في حي شبرا أحد أحياء القاهرة في أسرة متوسطة الحال، وقد شبت منذ الصغر علي حب التمثيل ومشاهدة الأفلام التي كانت تعرض في سينما شبرا »بالاس« القريبة من منزلها في يوم الجمعة من كل أسبوع، وكان أول من اكتشفها هو المخرج عاطف سالم وقدمها في فيلم مافيش تفاهم والذي أدت فيه دورها ككومبارس صامت، ثم حصلت علي أول بطولة مطلقة في فيلم رابعة العدوية للمخرج نيازي مصطفي. حصلت علي الدكتوراه الفخرية من جامعة ويلز عن مجمل أعمالها.. شهدت الفترة من منتصف سبعينيات القرن العشرين و حتي نهاية تسعينيات القرن العشرين برزت كنجمة سينمائية حيث قدمت في تلك الفترة العديد من الأعمال التي لا تزال تعد من العلامات الفارقة في تاريخ السينما المصرية فلقبت بـ »نجمة مصر الأولي«.

تعددت الأدوار والشخصيات التي قدمتها خلال رحلتها في السينما حيث لم تقتصر علي أداء نوع واحد أو شخصية واحدة وإنما تنوعت الأدوار فشملت الأم والابنة والمدرسة والزوجة وسيدة الأعمال والشرطية والخادمة والمدمنة والراقصة والقاتلة واللصة والمجندة من قبل المخابرات وغيرها من الأدوار حيث كانت نصيرا للكثير من القضايا الإنسانية وقضايا المرأة وكاشفا للفساد في المجتمع.

فردوس محمد ..الأم القوية

عاشت فردوس محمد يتيمة الأبوين فتولت أسرة تربطها صلة قرابة بوالدتها تربيتها وإعدادها للمستقبل فألحقتها بمدرسه إنجليزية بحي الحلمية، فتعلمت القراءة والكتابة والتدبير المنزلي وتفوقت ثم تزوجت وهي صغيرة السن وطلقت أيضا وهي صغيرة السن بدأت موهبة التمثيل تبدو عليها وانضمت إلي فرقة عبدالعزيز خليل وعملت خلالها في الأوبريتات ومن المسرحيات التي عملت بها " إحسان بك "، تزوجت للمرة الثانية من الممثل محمد إدريس، ودامت حياتها الزوجيه خمسة عشر عاما انتهت بوفاة الزوج ولم تعرف الأمومة رغم أنها صارت من أهم الأمهات في السينما المصرية ماتت إثر إصابتها بالسرطان رغم أن السينما وضعتها دائما في دور الأم فإن أغلب الأدوار كانت قوية الشخصية لا تعرف الخضوع أو الضعف.

علوية جميل .. الأم الضعيفة

علوية جميل فنانة مسرحية وسينمائية. اسمها الحقيقي "اليصابات خليل مجدلاني". ولدت عام  1908 في لبنان، وغادرت مع عائلتها إلي مصر وعملت في المسرح، حيث انضمت إلي فرقة "رمسيس" التي أسسها وكان يرأسها ويديرها الفنان يوسف وهبي. استمرت في لعب الأدوار المتنوعة في الفرقة إلي أن استقرت في أدوار "الأم القاسية" لسنوات طويلة، قبل أن تتابع مسيرتها المسرحية مع الفرقة القومية التابعة لوزارة الثقافة المصرية.. تزوجت الفنانة علوية جميل مرتين، الأولي في عام 1922 وكانت في الـ14 من عمرها، حيث أنجبت وحيدتها "إيزيس"، والثانية في العام 1939 من زميلها محمود المليجي. وفي العام 1967 اعتزلت العمل الفني وأمضت بقية عمرها متفرغة لمنزلها الزوجي، إلي حين وفاة الزوج في العام 1983لتمضي آخر أيامها وحيدة، ولترحل عن هذه الدنيا في 1994.. ومن ابرز أعمال علوية جميل السينمائية، دورها في فيلم "الأب" (1947) من إخراج عمر جميعي وبطولة محمود المليجي وهدي شمس الدين.

زوزو نبيل .. دموع أم

بدأت رحلتها مع الفن بعد أن التحقت بفرقة مختار عثمان واستمرت معها ثم انتقلت إلي فرقة يوسف وهبي. أول أفلامها السينمائية كان فيلم الدكتور في عام 1937 كما أنها اشتهرت بتقديم دور الأم المنحرفة أو الزوجة القاسية أو العجوز المتصابية. كانت إحدي بدايتها السينمائية دور صديقة أم كلثوم وذلك في فيلم "سلامة" كما كررت نفس التجربة ولكن هذه المرة مع شادية في فيلم لحن الوفاء وآخر أفلام الفنانة الكبيرة كان فيلم المرأة والساطور حيث توفيت الفنانة زوزو نبيل قبل عرض الفيلم.

بجانب الفن شغلت العديد من المناصب، ففي الخمسينيات عملت كرقيبة لمدة ثلاث سنوات في رقابة المصنفات الفنية بمصلحة الفنون كما تولت إدارة المسرح الشعبي بوزارة الثقافة عام 1959 وبعدها عملت بمؤسسة المسرح بين عام 1962 إلي عام 1964 كذلك كانت تقوم بالتدريس لمادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان عبدالوارث عسر وفي الثقافة الجماهيرية حتي وصلت لدرجة وكيل وزارة.

عادت زوزو نبيل إلي السينما في عام 1989 في فيلم المرشد مع الممثل محمود الجندي بعد انقطاع عن السينما لعقد من الزمان وقد قوبلت هذه الخطوة بارتياح وترحيب كبير من الوسط السينمائي.

نجاحها في تقديم الأدوار المركبة والصعبة جعل مخرجين جيلها يضعونها علي رأس قائمة اختياراتهم حتي أن المخرج حسن الإمام أشركها لوحده في 12 فيلما من أفلامه كان أولها فيلم "أسرار الناس" كما أن الملفت للنظر أنها قدمت معظم أدوارها أمام الراحل محمود المليجي ومن أهم أعمالها "مصنع الزوجات" "الحب لايموت" "اعترافات زوجة" "الخرساء".

كانت الفنانة الكبيرة تقول إن الفنان الحقيقي لا يعتزل إلا عندما يموت، ورفضت الاعتزال حتي عندما تقدم بها العمر، وعندما انتشرت شائعة اعتزالها التمثيل في عام 1989 وذلك لبلوغها سن الخامسة والسبعين قالت " أنا الآن في الخامسة والسبعين والتمثيل يجعلني علي الأقل أصغر بعشر سنوات وإذا اعتزلت التمثيل سأكبر عشر سنوات فأكيد سأختار أن أصبح في الخامسة والستين بدلا من الخامسة والثمانين".

كان آخر أفلامها هو الفيلم الكوميدي يا تحب يا تقب مع أحمد آدم و فاروق الفيشاوي و مريم فخر الدين، وذلك في منتصف التسعينيات.

كـــــــــــــريمة مختار .. ماما نونة

حصلت علي بكالوريوس فنون مسرحية، تزوجت من المخرج نور الدمرداش، وأنجبت منه 4 أبناء شريف وهو مهندس وأحمد يعمل كمخرج وهبة والإعلامي معتز الدمرداش، حصلت علي جائزة النقاد عن دورها في فيلم ومضي قطار العمر.

بدايات كريمة مختار كانت من خلال برنامج الأطفال الإذاعي الشهير "بابا شارو" وذلك في فترة الخمسينات، ومن خلاله اشتهرت كصوت إذاعي مميز يجيد تقديم الأعمال الدرامية عبر أثير الإذاعة، حتي عرض عليها المشاركة في بعض الأفلام السينمائية إلا أن أسرتها رفضت ذلك العرض، فاقتصر عملها علي الإذاعة حتي جاءتها الفرصة مرة أخري بعد زواجها من المخرج نور الدمرداش عام 1958 الذي سهل لها المشاركة في فيلم "ثمن الحرية". ترجع أصولها إلي مدينة ساحل سليم بمحافظة أسيوط.

كان أداؤها لشخصية "ماما نونة" في مسلسل يتربي في عزو أكثر من رائع وممتاز. شخصية "ماما نونة" التي دخلت كل البيوت المصرية والعربية نتيجة حنانها الزائد وتدليلها المبالغ فيه لابنها حمادة (يحيي الفخراني) الذي يبلغ من العمر ستين عاماً، وأداؤها فيه نال رضا وإعجاب كل من النقاد والجمهور المصري والعربي.

وهي أول ممثلة تقوم بدور الأم، لتحول دورها إلي عروسة يلعب بها الأطفال، ومن منا ينسي دور "ماما نونة" ولكن لكونه دورا تلفزيونيا، نجد أن كريمة قدمت الدور خلال العديد من الأفلام الكوميدية، ونجحت في تفجير الضحكات بتقديم دور الأم خفيفة الظل، بصحبة فريد شوقي وعادل إمام.

قراءة في مهرجان مونز السينمائي الدولي لأفلام الحب الـ29

رئيس وزراء بلجيكا وتكريم خاص ليسري نصر الله

و(كانت.. الفرحة الكبري)

عندما نودي علي اسم (يسري نصر الله) المخرج المصري القدير ليتسلم من رئيس وزراء بلجيكا (إيليودي ريبيو).. وهو أيضا رئيس ومؤسس مهرجان (مونز) لأفلام الحب.. جائزة خاصة باسم المدينة التي اختيرت العاصمة الثقافية لأوروبا عام 2015.. وذلك تقديرا لمشوار (يسري) الفني وعطائه الصادق.. ومواقفه المشرفة تجاه قضايا بلاده.. ومناصرته ودفاعه عن (الحرية).. وحرية التعبير.. والرأي.. والفن.

إن تقدير رئيس وزراء بلجيكا.. واحتفاءه بيسري وحرصه علي تقديم الجائزة بنفسه.. هو تقدير من حكومة ودولة تقدر الفن والفنانين.. وتؤمن بقيمة الفنان وأثره علي المجتمع.

وبقدر السعادة والفرحة.. والفخر الشديد كان هناك الإحساس بالألم الداخلي.. وشعور بالخزي والعار من حكومتنا التي لاتقدر الفن.. ولاتعطي الفنانين حق قدرهم.. بل تحاول بكل الطرق وأد الإبداع.

الجدير بالذكر أن (يسري نصر الله) شارك بفيلمه (بعد الموقعة) في المسابقة الرسمية للمهرجان من بين أحد عشر فيلما من خمس عشرة دولة. وقد فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبري الفيلم الكرواتي السلوفاني الألماني الصربي (حليمة) للمخرج الصربي أرسون أنتون أوستوجيك عن سيناريو لفيديجيا إيزوفيك وبطولة آلما بريكا التي حصلت علي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في هذا الفيلم.. كما حصل الفيلم أيضا علي جائزة لجنة تحكيم (المرأة) التي تمنحها إحدي المؤسسات المهتمة بقضايا المرأة والطفل.. والفيلم كان قد تم عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الأخير.. ولاقي ترحيبا شديدا وأثار جدلا واسعا في مسابقة حقوق الإنسان.

الفيلم يتناول بصورة إنسانية سينمائية جميلة كيف يحول الدين دون زواج المسلمة من مسيحي.. وبذلك تعيش بطلة الفيلم قصة حب مستحيلة في بلدين لايفرق بينهما الدين فقط لكن الحرب.. والكراهية.. وبات (الثأر) هو اللغة الوحيدة السائدة والمرادف لها (القتل).

الفيلم مأخوذ عن رواية حقيقية وقعت أحداثها بعد الحرب.. عندما فقدت أم ابنها لكنها لم تستطع استلام رفاته لأن تحاليل الـ (D.N.A) لم تكن متطابقة.. ليكون عليها الكشف عن سر قديم.. وهي أنها تسترت علي ابنة  شقيقتها الحامل سفاحا.. وخبأتها حتي وضعت مولودها مدعية أنه ابنها وقامت بتربيته.. وبعد وفاته وجدت أنه عليها الذهاب لوالدته التي تقيم بعيدا كي تقنعها بالمجيء وإجراء التحاليل.. فهل تقدم الأم الحقيقية علي القيام بهذا الأمر.. أم تستمر في حياتها وكأنها لم تعلم شيئا.

الفيلم يتناول علاقات كثيرة مثيرة للجدل.. لكنه يعالجها معالجة إنسانية.. لنكتشف مدي وعورة وصعوبة النفس الإنسانية وخباياها.. وإلي أي مدي هي معقدة.. لكن بالرضا والصفاء النفسي والروحي تستطيع أن تتغلب علي كل الأشياء.

ويبقي الحب

الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تجتاح العالم.. لم تنج منها المهرجانات وعلي الرغم من أن رئيس المهرجان هو رئيس الحكومة.. ومدير المهرجان أندريه سوتيريك هو ممثل عمدة مونز عن الثقافة والفنون إلا أن التوفير كان مطلوبا وبشدة والتوفير هنا ليس علي حساب جودة وقيمة الأفلام ونوعيتها.. بل في تخفيض عدد المدعوين وتخفيض ليالي الدعوة.. أما الرعاة والداعمون فإنهم علي موقفهم لم يتخلوا  عن مهرجان يتحدث  ويحمل قيمة الحب ويرفع من اسم مدينتهم خلال الثلاثين عاما الماضية.. في المبني الرئيسي الذي تعقد فيه الاجتماعات وتعمل فيه إدارات المهرجان.. وتقام فيه الاحتفالات المسائية التي تقدم ثقافة وفنون كل دولة أو بعض الدول مجتمعة أو إحدي القارات، أقيم معرض لأهم اللقطات السينمائية التي تمثل مشاهد الحب.. مشاهد راقية ليس بينها صورة ساخنة أو مسفة كما نقول بل كل صور جميلة معظمها بالأبيض والأسود عن أهم قصص الحب في تاريخ السينما.. ليظل الحب عالقا ليس في القلوب فقط بل محتلا مساحة كبيرة في العقل.. لأنه يعطيه مرونة في التفكير وهو المطلوب من كل إنسان عاقل.

من عادة المهرجان أن تكون هناك فنانة كبيرة يطلق عليها (Lo marraine) أي الأم الروحية.. لتعلن افتتاح الدورة.. وكم كان جميلا أن يتم اختيار النجمة الإيطالية اللامعة (لورا مورنتي) التي شاركت في التمثيل فيما يزيد علي السبعين فيلما وفي دورة هذا العام تقدم أول فيلم من إخراجها وبطولتها.. عملت (لورا) مع المخرج الكبير (ناني مورتي) و(برناردو برتولوتشي).. و(لورا) التي بدأت حياتها الفنية في السينما عام ٩٧٩١أمام الفرنسية الرائعة (أنوك إيميه) لتشاركها البطولة لتنطلق بعدها وتتعامل مع كبار المخرجين في إيطاليا وفرنسا.. ويمتد نشاطها الفني إلي المسرح حيث شاركت في بطولة العديد من المسرحيات الناجحة.. لتشارك في بعض المسلسلات التليفزيونية المميزة.

وأخيرا تقدم فيلمها الروائي الأول (قطعة الكرز فوق الجاتوه).. الذي اختير ليكون فيلم الافتتاح وهو فيلم اجتماعي مليء بالمواقف الإنسانية بالإضافة إلي لمسة من الكوميديا التي تعكس روح هذه الفنانة المرحة المتواضعة وإن كانت صعبة المراس أيضا.

(لورا) بسبب ظروف عملها جاءت إلي المهرجان لمدة ساعات قليلة لتغادره وهي تحمل ذكري جميلة للعرض الأول لفيلمها الذي قوبل بحفاوة شديدة للغاية.. وقد شارك (دانييال قسطنطين) (لورا مورتني) في كتابة السيناريو.. كما شارك في البطولة كل من (باسكال إلييه) (إيزابيل كاريه).. (سمير جسمي) أما الموسيقي الرائعة فكانت لـ (نيكولا بيوفاني).. الفيلم يروي حكاية (أماندا) الناجحة في عملها وعلاقاتها الاجتماعية.. لكنها عاجزة عن التواصل مع زوجها أو أي رجل آخر دخل حياتها.. حيث يداهمها خوف شديد من الرجال.. ربما لأنها لم تعرف الحب الحقيقي بعد.. وفي إحدي الحفلات التي دعيت إليها يصل رجل وسيم وجذاب لكنه وحيد يجلس بجوارها تشعر في البداية بالتوتر لكنها سرعان ما تشعر بالراحة عندما تدرك أنه (مثلي) وبالمناسبة فإن في بلجيكا وفرنسا ومعظم الدول الأوروبية يصاغ قانون بالموافقة علي زواج (المثليين) بالطبع المدني والاعتراف به.. أما الذي يعد تحت المناقشة فهو حقهما في التبني وذلك من الناحية النفسية للطفل حيث يجد نفسه مع أب وأم من نفس النوع.. فهل يؤثر ذلك علي نفسيته أم أن في حبهما له مايكفيه ويشعره بالحماية.

إنها مجتمعات الرفاهية الزائدة والحرية التي بلا حدود التي تصل إلي حد البلاء والشذوذ.

(أماندا) تشعر بالراحة لصداقتها مع هذا الرجل حيث لاخوف بأن تكون بينهما يوما علاقة عاطفية.. لكنها دون أن تدري تكتشف أنها لاتستطيع الاستغناء عنه وأنها تشعر بحب حقيقي تجاهه.. وفي الوقت الذي تشعر فيه بالحزن والأسي والمرارة.. تكتشف أن كل ما فكرت فيه تجاه الرجل لم يكن صحيحا.. وبالتالي تستطيع أن تحيا حياة سعيدة.. بعد أن شفاها الحب الحقيقي من خوف مسيطر عليها متملك منها بلا سبب.. وحقيقي الحب يصنع المعجزات.

صدام الحب.. والسياسة

الصدام الشديد بين الحب والسياسة إلي من ستكون الغلبة فيه.. سؤال ليس بالبساطة الإجابة عليه.. لأن ممارسة السياسة ربما لاتكون عن اقتناع تام .. بل لتحقيق مصالح شخصية أو الوصول لمناصب عليا.. أما المبادئ فإن أحدا لايحيد عنها.. وأصحابها مستعدون للدفاع عنها لآخر نفس فيهم.. ولذلك فإن الكثير من أصحاب المبادئ تجدهم في السجون أو منفيين خارج بلادهم.. بينما المنافقون الراغبون والحالمون  بالسلطة هم الذين يحصدون.. وإن كانت الزعامة الحقيقية لاتسجن ولاتنفي فإن تأثيرها في الناس يتخطي الأسوار.. والحدود.

وفي إطار المسابقة الرسمية للمهرجان شاركت تونس بفيلم (الأستاذ) للمخرج الواعي القدير (محمود بن محمود) عن سيناريو قام بكتابته.. وشارك في البطولة كل من (أحمد الحفيان) (سندس بلحسن) (لبني مليكة) (رمزي عزيز) وقد حصل الفيلم علي جائزة أفضل سيناريو وهي جائزة يستحقها بالفعل.

ومحمود بن محمود قدم من قبل ثلاثة أفلام.. والأستاذ فيلمه الرابع وأفلامه كلها تعكس حساسية شديدة لكل مشاكل المجتمع الذي تعيشه بلاده.. وتعكس اهتمامات ومعاناة المواطن البسيط.. و(محمود) هو صورة للفنان الصادق الواعي المثقف المهموم بحال بلده.. استطاع بذكاء شديد أن يصنع فيلما وإن جعل أحداثه تدور في عهد (بورقيبة) إلا أنها تحدث الآن ويعاني منها بصورة أو بأخري معظم المجتمعات العربية وحكوماتها الديكتاتورية.

إن (محمود بن محمود) صاحب رؤية وترجمة حقيقية لمجتمعه تستشرف المستقبل وهذا هو أهمية وقيمة الفن الحقيقي.

»خليل خلصاوي« أستاذ في جامعة تونس.. وينتمي للحزب الحاكم متزوج وله أسرة سعيدة.. زوجته من المعارضين للنظام.. وهو رغم استقرار أسرته إلا إنه يقع في حب إحدي طالباته ويلتقي بها سرا.. وفي أحد الأيام تخبره بأنها ذاهبة مع اثنين من الصحفيين الأجانب لتقوم بالترجمة لهما أثناء تحقيقات خاصة عن الصحراء والمدن التونسية.. وفي نفس الوقت تطالبه الحكومة التي سمحت لمجتمعات العمل المدني خاصة في مجال حقوق الإنسان.. أن يمثلها ويفند مزاعم هذه المنظمات.. إنه مثل حائط صد للحكومة حتي لا ترضخ لهذه المنظمات، ولكي لاتقوم أيضا هذه المنظمات بدورها الحقيقي في الدفاع عن الحريات.

وعلي المستوي الشخصي يشعر خليل بالقلق لغياب حبيبته.. فيقرر السفر إلي الصحراء للبحث عنها.. وفي رحلة البحث يلتقي بعمال أحد المحاجر المعتصمين ويتعرف علي سوء أحوالهم وعدالة مطالبهم من الحكومة.. وعند عودته يفاجأ بأن (لبني) الحبيبة قد تم اعتقالها مع الصحفيين الأجانب بحجة التآمر علي أمن الوطن.. ويجد خليل نفسه في وضع شديد الإحراج أمام لجنة الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان.. التي من المفروض أن يعرقل أعمالها قانونيا وبين حبه الشديد لطالبته.. واكتشاف زوجته هذه العلاقة وتركها المنزل.. ولأنه كان يعلم الحقيقة بمشكلة عمال المناجم.. فإن ضميره هو الذي يتحرك متخطيا عواطفه وعقله، حيث إن السلطات قدمت له فيلما بأن حبيبته خانته مع أحد الصحفيين الأجانب.. وعندما يصدر حكم بالإفراج عن هذين الصحفيين حتي لا تحدث أزمة سياسية.. يترك منصبه بالجامعة ويتم نفيه بالصحراء لتضامنه مع طالبته ومدافعته عن حقوق الإنسان.. ليكون ذلك الواقع الظالم والحكم الديكتاتوري بداية لانطلاق ثورة.. امتدت شرارتها من تونس إلي أنحاء متفرقة في العالم العربي ومن بينها مصر .. ثورة كانت تبحث عن الخبز ـ والحرية ـ والعدالة الاجتماعية لكن انقض عليها من حاولوا ومازالوا يحاولون الاستفادة منها.. وكان الله في عون الشعوب علي من يخونها .. ولايعترف بحقها في الحياة الكريمة.

آخر ساعة المصرية في

19/03/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)