حصد فيلم «أرغو» من إخراج النجم الهوليوودي بن أفليك وبطولته، جائزة
الأوسكار كأفضل عمل سينمائي لعام 2013، غير أن الفيلم نفسه حاز أيضاً
جائزتي أفضل تركيب وأفضل سيناريو مقتبس. و «أرغو» من إنتاج الممثل جورج
كلوني الذي تســلم التمثال الصغير على المسرح إلى جوار بن أفليك معبراً عن
فرحه الكبير للتكريم الذي استحقه الفيلم.
تحول كلوني في منتصف التسعينات من القرن العشرين، وبسرعة البرق، من
طريق مشاركته في المسلسل التلفزيوني الناجح «غرفة الطوارئ»، من مجهول تام
إلى نجم تتهافت عليه وسائل الإعلام لنقل أخباره إلى جمهوره العريض والمكون
أساساً من النساء، نظراً إلى ما يتميز به الفنان من جاذبية ووسامة وقدرة
على إبهار الجنس اللطيف يقال إنها تعادل تلك التي تمتع بها وارن بيتي سنوات
طويلة قبل أن يتزوج ويقلل من أسلوبه «الدونجواني» فوق الشاشة وخارجها.
واقتحم كلوني دنيا السينما وصار أحد ألمع ممثليها من طريق مشاركته في أفلام
تتميز بشعبية كبيرة وتوزع في العالم كله. وإضافة إلى نشاطه كممثل اتجه
النجم إلى الإخراج والإنتاج مدافعاً من خلال أفلامه عن وجهات نظره
السياسية، خصوصاً في عهد جورج دبليو بوش الذي اعتبره النجم كارثة بالنسبة
إلى الولايات المتحدة. كما حصد كلوني الكثير من الأوسمة عن مبادراته لمصلحة
السلام في العالم ودعمه جمعيات رعاية الطفولة المعذبة، وهو صار سفيراً
رسمياً للسلام لدى منظمة الأمم المتحدة.
زار كلوني باريس لحضور أحد عروض الأزياء في أسبوع الموضة، هنا حوار
معه:
·
من أين يأتي اهتمامك بالموضة؟
-
من أناقتي الطبيعية، إذ إنني أولي مظهري أهمية بالغة في كل
ظروف حياتي اليومية، ولا يمكنني أن أشعر بأي نوع من راحة البال إلا إذا كنت
مرتاحاً في ثيابي وراضياً عن الصورة التي أعطيها لغيري عن نفسي. إن أناقتي
هي جواز السفر الذي أحمله أين ما ذهبت والذي يحضّ الغير على قبولي أو رفضي.
لذا، تجدني أكثر من مسرور حينما تطلب مني الشركات المنتجة أفلامي أن أرتدي
بدلة «سموكينغ» من ابتكار أحد عمالقة الموضة الرجالية في ميلانو أو باريس،
وذلك من أجل حضور حفلات العروض الأولى في البلدان المختلفة. أما عن حضوري
بعض عروض أسبوع الموضة النسائية في باريس، فهو عبارة عن مجرد تلبية دعوات
تلقيتها من دور تعرف أنني أهتم بالأناقة وأحب كل ما هو جميل ومتقن، لا أكثر
ولا أقل.
·
كيف عشت لحظة الإعلان عن فوز
فيلم «أرغو» بأوسكار أفضل عمل سينمائي 2013؟
-
كانت فرحة لا تقارن بأي شيء عرفته في حياتي المهنية حتى الآن،
خصوصاً أن التكريم أعلنت عنه ميشيل أوباما على الهواء من البيت الأبيض
مباشرة. صحيح أنني لم أخرج الفيلم أو أشارك فيه كممثل لكنني ساهمت في
إنتاجه وبالتالي أتحمل مسؤولية وجوده إلى حد ما، وهذا أمر يكفي لسعادتي.
·
أنت في الأفلام التي تنت جها أو
تخرجها تتعمد فضح خبايا السلطة الأميركية من خلال قصص خيالية أو مستمدة من
الحقيقة التاريخية وفق الحال، فما حكايتك مع سياسة بلدك؟
-
أنا مواطن أميركي وأنتمي بالتالي إلى دولة تمارس الديموقراطية،
الأمر الذي يسمح مبدئياً لكل فرد بالإدلاء برأيه في كل صغيرة وكبيرة من دون
خوف أو تردد من أي نوع. وأعرف أن السلطة، حتى في البلاد الديموقراطية، لا
سيما في الولايات المتحدة، تخضع لطرق وأساليب ملتوية وأن الألعاب التي
يمارسها أصحابها حفاظاً عليها، غير نظيفة إطلاقاً. الأمر يختلف بعض الشيء
من حكم إلى آخر، وكل ما حدث في عهد جورج دبليو بوش هو، في نظري، وصمة عار
فوق جبهة بلادي ويستحق الفضح في وسائل الإعلام وفي السينما.
·
تستخدم كلمة «مبدئياً» في شأن
الحقوق التي تمنحها الديموقراطية للمواطن، لماذا؟
-
لأن الوضع هكذا، وليس هناك ما هو مثالي مئة في المئة أين ما
وجدنا، فللديموقراطية ثغرات، مثل غيرها من الأنظمة والقوانين في العالم.
أحلم بوجود شخص بريء يستطيع ممارسة السلطة كما يتمنى من دون أن يسقط في
الفخ أو يذهب ضحية محيطه. لكنني أخشى أن يظل حلمي حلماً ولا يتحول حقيقة،
ومع ذلك أحاول ألا أفقد إيماني بعالم أفضل من ذلك الذي نعيش فيه.
احتل الساحة
·
الفارق شاسع بين الأفلام التي
تظهر فيها كممثل فقط وتلك التي تخرجها وتمثل فيها، وأقصد في ما يخص حبكتها،
لماذا؟
-
إنني كممثل أتسلم سيناريوات وعروضاً أختار الأفضل بينها أو على
الأقل تلك التي تمسني في شكل أو في آخر. وعندما أخرج فأنا موجود في مصدر
المشروع منذ مرحلة كتابة السيناريو إلى أن ينتهي التصوير ثم التركيب. وفي
هذه الحال أروي القصة التي أرغب شخصياً في إيصالها إلى الجمهور وليس القصة
التي ألفها غيري. أنا كممثل عبارة عن همزة وصل بين مؤلف ومخرج ما والمتفرج،
لكنني ككاتب سيناريو ومخرج أحتل الساحة من الألف إلى الياء. فلا علاقة بين
الحالين، الأمر الذي يفسر الفوارق التي تسألني عنها.
·
ماذا تفضل: التأليف والإخراج أم
التمثيل فقط؟
-
التمثيل وحده عبارة عن راحة بالمقارنة مع حمل عبء أي فيلم من
أوله إلى آخره، وهو ما يحدث عندما أكتب سيناريو وأخرج الفيلم فيما بعد. غير
أنني أستفيد من الأموال التي أكسبها كنجم سينمائي عندما أمثل من أجل ضخها
في ما بعد في الأعمال التي أخرجها وبالتالي المساهمة في إنتاجها أيضاً.
وإذا رغبت في الرد على سؤالك بصراحة تامة ومن دون أخذ أي شيء في الاعتبار
سوى مزاجي الشخصي، أقول إنني أفضل الإخراج على التمثيل.
·
لماذا تمثل إذاً في الأفلام التي
تخرجها؟
-
لأن اسمي كممثل يجلب الجماهير العريضة، فأنا أستفيد من نفسي
على هذا الصعيد. وفي بعض أفلامي لا أظهر إلا في مشاهد قليلة، ويحدث أنني لا
أمثل في أفلام من إنتاجي، مثلما هي الحال في «أرغو».
الثقة متوافرة
·
هل من السهل عليك الإشراف على
التصوير في الوقت نفسه الذي توجد فيه أمام الكاميرا؟
-
يتطلب الأمر تحضيراً دقيقاً قبل البدء بالتصوير، وهذا ما أفعله
مع العاملين معي. وطالما أننا أنجزنا هذه المرحلة وأن الثقة بيننا متوافرة،
فلا يوجد ما يعرقل حسن سير التصوير، حتى إذا كنت أنا أمام الكاميرا بدلاً
من أن أجلس وراءها.
·
أنت معروف بأعمالك الخيرية
وبحصولك على لقب سفير للسلام لدى منظمة الأمم المتحدة، فما الذي يدفع بك
هكذا إلى تسخير اسمك في خدمة قضايا إنسانية مختلفة؟
-
إنني أسخر نجوميتي في خدمة أكثر من قضية إنسانية فعلاً،
إيماناً مني بأن الشخص المشهور يستطيع لفت الانتباه إلى قضية محددة أكثر من
غيره، لمجرد أن الجماهير العريضة تهتم بما يفعله ويقوله. والإعلام سينقل
كلامي كنجم أكثر ألف مرة مما سيفعله إذا أدلى غيري بالتصريحات نفسها، لكن
من دون أن يعرفه الناس. أنا أعتبر أن الفنان المعروف الذي يكسب المبالغ
الطائلة لا بد له من لعب دوره في المجتمع وليس فقط من طريق تسلية العامة.
إن النجومية نعمة كبيرة ولا بد في رأيي من دفع ثمنها في شكل أو في آخر.
·
أنت سفير علامة معروفة تصنع
القهوة، فما الذي دفع بك أصلاً إلى قبول هذا الدور؟
-
أولاً، كون العلامة بالتحديد جيدة في الحقيقة، وبالتالي ليس
هناك ما يعيب العمل من أجلها، ثم الربح المادي الوفير الناتج من هذه
العملية والذي أسخره في إنتاج أفلامي الشخصية. وذلك غير كون مخرج الأفلام
الدعائية الخاصة بهذه العلامة والتي أظهر فيها، هو صديقي روبرت رودريغيز
الذي اختارني للتمثيل في فيلمه «من الغروب حتى الفجر» عندما كنت شاباً
مجهولاً في هوليوود.
·
ما هو رد فعلك على المقارنة
الجارية بينك وبين نجوم هوليوود في عصرها الذهبي، مثل غاري كوبر وكاري
غرانت وغيرهما؟
-
أرحب بالمجاملة طبعاً لأن هؤلاء دخلوا تاريخ السينما العالمية
من أوسع أبوابه، لكنني أصر على الاحتفاظ بهويتي الشخصية التي لا علاقة لها
بأي فنان أو شخص آخر.
الحياة اللندنية في
15/03/2013
«هتشكوك»
و«الفتاة»:
أمام كل امرأة مدهشة عبقري قاس ومتلصّص
إبراهيم العريس
فلنعترف... كنا نسينا السيدة هتشكوك منذ زمن طويل، نسيناها ظلماً
وعدواناً كما اعتدنا ان نفعل دائماً مع زوجات العظماء... النساء اللواتي
قيل في صددهن ان وراء كل رجل عظيم امرأة. وكذلك، وهذا اسوأ، لم نهتم حين
اكتشفنا ان الموسوعات السينمائية تكاد تخلو من إسم السيدة آلما ريفيل
بوصفها كاتبة للسيناريو. والأدهى من هذا وذاك ان السيدتين - مدام هتشكوك
وآلما ريفيل - امرأة واحدة، كانت «وراء» سيد سينما التشويق طوال الجزء
الأكبر من حياته ومساره السينمائي، والوصف ليس من عندنا، بل يرد على لسان
انطوني هوبكنز الممثل البريطاني الكبير الذي لعب دور هتشكوك في فيلم يحمل
عنوانه اسم المخرج الكبير، وهو يقوله تحديداً لزوجته آلما في المشهد قبل
الأخير من الفيلم حين يعترف لها بعد النجاح الساحق الذي تحقق في الليلة
الأولى لعرض فيلمه «سايكو»، بأنه كان دائماً مغرماً بها، فتفاجأ وتقول له:
«لقد جعلتني أنتظر هذا الاعتراف طوال ثلاثين عاماً»، فيعلق قائلاً: «ألست
أنا سيّد التشويق؟».
العنصر الغائب
هتشكوك سيد التشويق؟ بالتأكيد. ومع هذا، فإن الفيلم الذي نشير اليه
هنا لا يحمل اي تشويق من اي نوع كان، وربما لأن كثراً يعرفون كل شيء عن
حياة «هتش» بحيث لا يمكن فيلماً، مهما كان شأنه، ان يأتي بما يفاجئ، ولا
سيما إن كان هذا الفيلم مأخوذاً من كتاب صدر قبل سنوات وقُرئ على نطاق
واسع. ولنوضح منذ الآن ان الكتاب يتحدث تحديداً عن النساء اللواتي استخدمهن
هتشكوك في بطولة افلامه وأولع بهن، وكنّ غالباً، كما نعرف، شقراوات اقرب
الى البرود لعل ابرزهن غريس كيلي وكيم نوفاك وجانيت لي وربما ايضاً دوريس
داي... من دون ان ننسى انغريد برغمان ثم بخاصة تيبي هدرن. واذا كانت جانيت
لي هي الشخصية المحورية في فيلم «هتشكوك» بالنظر الى ان هذا الفيلم يحكي
تحديداً حكاية تصوير وإنتاج هتشكوك فيلمه الأشهر «سايكو» الذي قامت لي بدور
ماريون فيه، فإن تيبي هدرن هي الشخصية المحورية في الفيلم الثاني الذي نشير
اليه هنا، مع انه فيلم تلفزيوني، وعنوانه «الفتاة». فالفتاة هنا هي
بالتحديد هدرن التي قامت ببطولة فيلمين متتاليين من إخراج هتشكوك، هما
«العصافير» و «مارني».
بالنسبة الى القارئ، قد تبدو الأمور هنا مختلطة بعض الشيء، لذلك نوضح:
خلال الفترة الأخيرة حُقق فيلمان عن هتشكوك، واحد للسينما هو «هتشكوك» وآخر
للتلفزة من انتاج «اتش بي او» هو «الفتاة». وهذان الفيلمان تمكنا من
المساهمة في اعادة المخرج السينمائي الكبير ألفريد هتشكوك الى واجهة
الأحداث السينمائية عند نهاية عام كان استفتاء أُجري خلاله من جانب مجلة «سايت
إند صاوند» البريطانية الشديدة الرصانة، قد اختار فيلمه «فرتيغو» بصفته
الأول بين افضل مئة فيلم في تاريخ السينما، كما اختاره هو شخصياً بصفته
اعظم المخرجين. ومن هنا اتى الفيلمان في وقتهما، غير ان اياً منهما لم يأت،
كما كان متوقعاً، ليقدم سيرة للرجل، بل شاء كل منهما على طريقته ان يقدم
فصلاً من فصول حياته ولا سيما من فصول علاقته بنجماته، ومن الصعب القول
انهما لم ينجحا في ذلك.
نزاهة ما...
إذاً، من دون ان يكون اي منهما تحفة فنية تضاهي ابداع صاحب العلاقة،
جاء كل منهما نزيهاً على طريقته، مع ترجيح للعمل السينمائي على نظيره
المتلفز حتى وإن كان كثر رأوا تشابهاً بين العملين اللذين نهل اولهما،
السينمائي، من كتاب ستيفن ريبيللو الذي اشرنا اليه، فيما نهل الثاني من
كتاب لدونالد سبوتو الذي كان اشتهر بإصداره سيرة شديدة القسوة لهتشكوك
كتبها قبل سنوات. ولعل التشابه الأساس بين العملين يكمن في الزاوية التي
ارادا ان ينظرا منها، زاوية تعلق هتشكوك بنجمات افلامه. ومع هذا لا بد من
ان نشير الى ان هذا الموضوع قد يبدو هامشياً في «هتشكوك» حيث ان الفيلم
يفيدنا بأن جانيت لي التي اختارها لبطولة «سايكو» لم تكن محط «مطامعه» - بل
ثمة ما يشير في الفيلم الى ان فيرا مايلز التي لعبت دور اختها، كانت هي محط
آماله وأراد ذات مرة ان يصنع منها نجمة فرفضت!-.
وعلى العكس من ذلك، كانت حال تيبي هدرن بالنسبة الى فيلميه التاليين
اللذين يشكل تصويرهما، بعد «سايكو» مباشرة، الإطار العام لفيلم «الفتاة».
فهو، وفق الفيلم، اولع حقاً بتيبي التي كان اصلاً مكتشفها وفرضها على
المنتجين، ثم حاول ان يتقرب اليها فصدّته مراراً وتكراراً، ما ساهم لاحقاً
في انهيار مسارها المهني إذ غضب
منها. و «الفتاة» يروي على اية حال هذه الحكاية بقسوة وتفاصيل تبدو مخزية
لتاريخ المخرج، لكن احداً لم ينبر حتى الآن ليكذبها... ولعل الحديث عن مشهد
واحد في الفيلم وكيف وظّفه هتشكوك خلال التصوير للثأر من حسنائه المتمنعة،
يكفي لتبيان هذا: انه مشهد العلية في فيلم «العصافير» حيث كان من المفترض
ان تُهاجَم ميلاني (تيبي هدرن) من جانب طيور قاسية غازية مدمرة. وكان من
المفترض في الحقيقة ان تكون الطيور آلية يمكن التحكم بها، لكن هتش أمر بأن
يؤتى بطيور حقيقية من دون علم النجمة، وكانت الطيور من العنف بحيث أرعبت
هذه الأخيرة حقاً...
ولم يكن الأمر مجرد مزاح ثقيل. ولئن كان شيء من هذا القبيل يحدث في
فيلم «هتشكوك» وتحديداً في مشهد قتل جانيت لي في الحمام، حيث للحظة يمسك
المخرج نفسه بالخنجر الحقيقي ويبدأ بالطعن الغاضب به امام وجه النجمة
العارية وجسدها في شكل مرعب، فإن من الواضح ان ثمة بين الحالين فارقاً
شاسعاً: في «العصافير» واضح ان المخرج اراد ان يرعب نجمته، اما في تصوير «سايكو»
فإنه إنما كان يعبّر عن رغبة في العنف والقتل لا تستهدف جانيت لي نفسها.
مهما يكن من أمر، فإن الإنصاف يقتضي منا هنا ان نتوقف عن المماثلة بين
الفيلمين لنشير الى ان «هتشكوك» هو بالأحرى فيلم عن السيدة هتشكوك بقدر ما
هو فيلم عن هتش... انها المرأة هنا خلف الرجل العظيم. وهذا الرجل العظيم
الذي لا يتورع عن الهيام ببطلاته، شقراء وراء شقراء وفيلماً بعد الآخر، من
دون ان يكون متمتعاً بقدرات تؤهله للغوص ابعد، يشك هنا في هذا الفيلم بأن
زوجته آلما على علاقة بصديق لهما تشتغل معه على كتابة سيناريو لن يرى النور
في نهاية الأمر.
اما بالنسبة الى آلما، فإن المسألة واحدة بواحدة حتى وإن كانت في
الحقيقة لا تنوي خيانة زوجها العظيم. بل انها تقف معه خلال تصوير «سايكو»
بكل جوارحها وتوافقه على رهن البيت ذي المسبح لتمويل الفيلم الذي كانت
الأستديوات قد رفضت تمويله... وحين يمرض تتوجه الى البلاتوه لتقود العمل
مكانه وحتى حين ينجح الفيلم في عرضه الأول ويتزاحم اهل المهنة والصحافيون
من حول المخرج لتحيته تتراجع هي الى الخلف مشجعة إياه على التجاوب بكل لطف
وإخلاص.
ومن هنا، فإن الحكاية، فيما هو خارج حبكة الغيرة وتلصص هتشكوك و
«مغامراته» النسائية، هي حكاية انتاج الفيلم وتصويره. هي فصل من تاريخ
هوليوود حيث الصراع الأبدي بين الإبداع والمال... بين المنتجين والفنانين.
وهو صراع يتزامن مع تلك الصراعات التي تدور داخل ذات المخرج نفسه وهو يشتغل
على عمل له، ولا سيما عمل من طينة «سايكو» كان مرعباً للمنتجين في كونه
يحمل جديداً هرطوقياً (البطلة تُقتل ذبحاً قبل ان يصل الفيلم الى منتصفه)،
وللرقابة في كونه مقتبساً من كتاب يروي جرائم قاتل حقيقي مخبول كان قتله
امه من اولى جرائمه، ولهتشكوك نفسه في كونه خاطب اعماق مشاعره ووعيه
الباطني ورغباته الخفية (معبّراً عن ذلك في حوارات وهمية يجريها مع القاتل
الحقيقي نفسه إد غين في مشاهد تليق حقاً بسيد الرعب)... كل هذا كان
حقيقياً، ووُصف في الفيلم في شكل يكاد يكون كلاسيكياً. فإذا اضفنا الى هذا،
ذلك الاشتغال العلني على الجزء الخفي من حياة هتشكوك العائلية وعلى دور
المرأة – زوجته آلما – في حياته، سنجدنا في نهاية الأمر امام فيلم يُضاف
بقوة الى تلك السلسلة المدهشة من الأفلام التي تملك هوليوود سرّها: الأفلام
التي تتحدث عن هوليوود نفسها، عن الأستديوات، عن تاريخ الأفلام وتواريخ
صانعي هذه الأفلام.
ونعرف عادة ان هذه الأفلام محببة الى الجمهور العريض، لأنها تعد
دائماً بكشف ما هو وراء الشاشة حتى وإن كان هذا الكشف يتم بأشكال كلاسيكية
لا تمتّ الى اساليب كبار المبدعين – ومنهم، بل على رأسهم، ألفريد هتشكوك –
بصلة... وفي حال الفيلمين الذين نتحدث عنهما هنا، ينطبق هذا الكلام بوفرة،
مع اشارة الى ان المخرجَيْن وُفّقا الى حد مدهش في «الكاستنغ» حيث ابدع
انطوني هوبكنز من ناحية وتوبي جونز من ناحية ثانية في لعب دور المخرج
الكبير، كل منهما في واحد من الفيلمين، تماماً كما ابدعت هيلين ميرن في دور
آلما في «هتشكوك» تقابلها ايميلدا ستاونتون في الدور نفسه في «الفتاة»، من
دون التقليل من شأن قيام الرائعة سكارلت جوهانسون بدور جانيت لي في «سايكو»
او من شأن سيينا ميلر إذ لعبت دور الباردة تيبي هدرن في «الفتاة». اما
الإشارة الأخيرة هنا والتي قد تكون عادلة في حق ساشا جرفاسي مخرج «هتشكوك»
ففحواها انه، على رغم كل شيء، تمكن من انجاز مأثرة نادرة ولو بمجرد تصويره
الفيلم المتحدث عن تصوير «سايكو» من دون ان يتمكن من استخدام اي مشهد او
ديكور او جملة موسيقية تعود الى الفيلم الحقيقي... لأسباب قضائية!
الحياة اللندنية في
15/03/2013
«أيام
بيروت السينمائية»:
«مشوار» ... «في أحضان أمي» وأفلام أخرى
بيروت - محمد غندور
تنطلق مساء اليوم الدورة السابعة من «أيام بيروت السينمائية» التي
تحتضنها صالة «ميتروبوليس» بمشاركة نحو 50 فيلماً، إضافة إلى ندوات وجلسات
تواصل. ويفتتح التظاهرة فيلم «وجدة»، الذي بات اليوم ذا سمعة تفيد بأنه أول
شريط روائي سعودي تخرجه سيدة هي هيفاء المنصور، التي نالت عنه جوائز عدّة.
ويتناول العمل حلم طفلة بشراء دراجة هوائية في مجتمع محافظ، وما ستعانيه
جراء هذا الحلم، وكيف سيتغير وعيها لتكتشف أن ثمة مشاكل أكبر وأصعب من ركوب
دراجة.
منذ تأسيسها، تسعى الجمعية الثقافية «بيروت دي سي» (منظِّمة المهرجان)
الى البحث عن مواهب جديدة وإعطائها فرصة للظهور، والدفاع عن حرية الرأي
والتعبير بالصورة، انطلاقاً من إيمانها بأن السينما قادرة على التغيير،
ومنذ الدورة الأولى (2001) غاصت في هموم الفرد والجماعة، وتوجهت إلى جيل
سينمائي عربي، شاب، يريد الابتعاد عن عيون الرقابة المسبقة ورجال
الاستخبارات.
وتقدم الدورة الحالية 12 فيلماً طويلاً و17 فيلماً وثائقياً و19
فيلماً قصيراً (ستُعرض في ليلتين طويلتين)، وتتميز هذا العام باستضافتها
ثلاثة أفلام روائية طويلة، إضافة الى وثائقي ومجموعة أفلام قصيرة من
المغرب. ويكمن هذا التميز في أن هذه الأفلام إنما تعبر عن دعم الدولة
المغربية للسينما، ما أسفر خلال سنوات قليلة عن بدء صناعة سينمائية حقيقية،
في وقت كانت السينما المغربية لا تزال ترتكز بعض الشيء على الإنتاج
المشترك. والأفلام هي «على الحافة» (ليلى كيلاني)، «يا خيل الله» (نبيل
عيوش) و«موت للبيع» (فوزي بنسعيدي).
كما تشارك الجزائر بفيلمين روائيين هما الروائي الطويل «التائب» (لمرزاق
علواش، شارك في مهرجان كان الدولي ٢0١٢)، و «يما» (لجميلة الصحراوي، شارك
في مهرجان البندقية ٢0١٢)، إضافة الى الوثائقي «فدائي» (لداميان أونوري).
ومن تونس، تستضيف «أيام بيروت السينمائية» الوثائقي «يا من عاش» لهند
بو جمعة، الذي كان قد سبق له أن شارك في مهرجان البندقية.
وإلى هذا، يؤكد المهرجان أن الإنتاجات السينمائية لا تزال تتوالى من
مصر، خصوصاً من مخرجين مستقلين يعرضون وجهة نظرهم في الثورة وما بعدها وما
رافقها من توترات. ويبرز هنا الفيلمان الروائيان «الشتا إلّي فات» لإبراهيم
البطوط، و «الخروج الى النهار» لهاله لطفي، التي تقدم عملها بشاعرية ملفتة.
مشاركات متنوعة
كما يشارك من فلسطين «لما شفتك» لآن ماري جاسر، و «في أحضان أمي»
لمحمد وعطية الدراجي من العراق. في الوقت نفسه، لا تغيب الثورة السورية
أيضاً عن المهرجان، إذ يستضيف «مشوار» للمخرج ميار الرومي، وهو فيلم روائي
طويل من تمثيل اللبنانية ألكسندرا قهوجي وموسيقى زيد حمدان.
وتكمل التظاهرة -على عادتها- دعمَها للسينما اللبنانية، فيُعرض
«النادي اللبناني للصواريخ» لجوانا حاجي توما وخليل جريج، و «عصفوري» لفؤاد
عليوان، إضافة إلى فيلم اليان الراهب «ليال بلا نوم»، كما وتشارك أفلام
لمواهب لبنانية شابّة هي: «أبي يشبه عبد الناصر» لفرح قاسم، و«الحارة»
لنيكولا خوري (إنتاج روزي الحاج)، و«استعادة النضال» لرائد ورانيا رافعي.
ويقدم المهرجان لفتة إلى المخرجة تمارا ستابنيان عارضاً شريطها
الوثائقي «جمر»، الذي يتناول نضال عائلة أرمنية خلال الحرب العالمية
الثانية. ويختتم المهرجان «عالم ليس لنا» للفلسطيني مهدي فليفل (شارك في
مهرجان برلين الدولي وما زال يحصد الجوائز الواحدة تلو الأخرى في
المهرجانات الدولية)، وهو عمل شخصي يقوم فيه المخرج بعرض صورة ثلاثة أجيال
عاشت المنفى في مخيم عين الحلوة لللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وإلى جانب هذه الأفلام المختارة والمتنوعة، تُنظّم الدورة أنشطة
وندوات عدة، من أبرزها برنامج «دوك ميد» للتدريب على إنتاج الأفلام
الوثائقية، وهو يستهدف منتجين أو مخرجين/ المنتجين العرب من الشرق الأوسط
ودول المغرب العربي.
وستعقد ثلاث دورات من البرنامج تضمّ ثلاث مجموعات مختلفة. والبرنامج
مبادرة من «بيروت دي سي» (لبنان) و «أورو دوك» (فرنسا) و «دوك أ تونيس»
(تونس)، بتمويل مشترك من «برنامج أوروميد السمعي البصري»، بالاشتراك مع «آرتي»
فرنسا، وبدعم من مهرجان دبي.
وإضافة إلى العروض وبرنامج التدريب، ينظم المهرجان ندوات وجلسات نقاش
حول «صانعو الأفلام العرب ومؤسّساتهم السينمائية في زمن التغيير»، و «صور
عائلية في الفيلم الوثائقي العربي»، و «معاً نحو إلغاء الرقابة المسبقة على
الأعمال الفنية»، و «وزّع فيلمك عبر خدمة فيديو تحت الطلب»، إضافة إلى لقاء
مع المخرج المصري إبراهيم البطوط، كما تنظّم إدارة الـ «أيام» «جلسة تواصل»
خاصّة بين منتجين ومموّلين ومشاركين عرب.
الحياة اللندنية في
15/03/2013
إيبي إبراهيم الفنان الجريء لا يخيفه أن تنتهي أفلامه
بابتسامة
أحمد زين
لعله من السهل على المخرج السينمائي الأميركي، من أصل يمني، إيبي
إبراهيم أن يكتب ويخرج فيلماً قصيراً كل ستة أشهر بقصة جميلة تنتهي
بابتسامة، تضمن له تمثيل بلده خير تمثيل في مهرجانات عالمية مختلفة.
فالمنافسة هناك، كما يشير، ضعيفة جداً، وبإمكانه النجاح من دون تعب، لكنه،
كما يقول، ليس من النوع الذي يحب أن تنتهي أعماله بابتسامة، «أفضل أن أتذكر
دوماً أن أول فيلم لي مُنع من العرض في دول عدة، لكوني فناناً جريئاً يبحث
عن إجابات لحال مجتمعه العربي». وهو لأنه لا يجيد الكلام حول خبرته أو عن
أفكاره الفنية وأعماله الفوتوغرافية، أصبح مخرجاً سينمائياً ومصوراً. وكل
ما يفكر فيه كشاب من أصول عربية، يقوم على الفور بوضعه للمناقشة والحوار،
من خلال أعماله الفنية. وبصفته مقيماً في أميركا، يشعر إيبي إبراهيم بأنه
محظوظ في شكل كبير، لأنه غير مقيد بأي عوامل تمنعه من الإدلاء بأفكاره
الأدبية، «غير مقيد بأي عوائق تمنعني من لمس مواضيع قد تكون حساسة أو
ممنوعة من المناقشة. هذه المواضيع التي هي جزء من المجتمع الذي نعيش فيه».
مساندة
التقى إيبي إبراهيم عدداً من الفنانين والمخرجين العرب الذين لطالما
عبّروا له عن الضغوط التي تواجههم وتقيّد حريتهم الفنية والأدبية، سواء
كانت هذه القيود بسبب الدولة أم المجتمع أم العائلة نفسها، «أشعر بالحظ
عندما أسمع هذه القصص، ولكن على رغم وجود كل هذه العوائق، ما زالت لدى
هؤلاء الفنانين القدرة على تقديم أعمال فنية، من خلالها يثبتون جدارة
ويعبّرون عن مهارة فنية عالية. هنا يجب أن أكون مسانداً لهم من جهة، وأن
أعمل على أن أكون فناناً وإنساناً متمرداً ضد أي نوع من الرقابة تجاه الفن
من جهة أخرى».
لم تخل تجربة إيبي إبراهيم من المفاجآت والتفاصيل المختلفة. بدأ
وحيداً في كتابة سيناريو فيلمه «صوت العود»، واستمر ذلك أشهراً، قبل أن
يشرع في العمل مع الممثلين الذين تم اختيارهم. وقد يكون أصعب ما واجهه هو
توصيل فكرة الفيلم للممثلين والعاملين عليه، «ففيلمي «صوت العود» عربي ناطق
باللغة الإنكليزية يحمل معاني إنسانية، ويناقش مواضيع حساسة في المجتمع
العربي، مثل الرغبة العاطفية والإخلاص وعلاقة الإنسان العربي بدينه ورغباته
في الحياة، أيضاً الاضطهاد العاطفي تجاه المرأة، وغيرها من المواضيع
الحساسة».
ولئن كانت أشكال الممثلين وملامحهم في الفيلم تبدو عربية، لكنهم في
الواقع ليسوا عرباً، لذلك كان من الواجب عليه، كما يقول، توضيح أمور حساسة
عدة، ساعدتهم في تملك الشخصية واستيعابها، والتي في ختام الأمر ساعدت في
توصيل الفكرة للمشاهد. المشاهد قد يكون عربياً أو أجنبياً غير معتاد على
هذا النوع من القصص في وقت قصير. «ما أراه واضحاً في الفنانين والمخرجين
الذين هم في مرحلتي العمرية نفسها هو الشغف الذي بداخلنا على مناقشة قضايا
مهمة وأمور في مجتمعاتنا العربية المحافظة التي عادة لا يتم الحديث عنها.
لكن مع تطور المجتمعات أصبحت للشبان والشابات الفنانين الشجاعة على الخوض
في هذه المواضيع، التي طالما نوقشت في السابق فقط من المحترفين والفنانين
الأكبر سناً».
واجه المخرج السينمائي الذي اضطر للحديث باللغة العربية للمرة الأولى
في حياته حين أدلى بشهادة حول تجربته في ملتقى «الخليج والجزيرة العربية..
نصف قرن من الثقافة»، الذي نظمته مجلة «العربي» في الكويت قبل أيام، صعوبات
في عرض فيلمه في الولايات المتحدة الأميركية، «فالعديد من المهرجانات ترى
الفيلم بصفته نافذة للشرق الأوسط، غير أنه لا يوجد اهتمام دائماً بهذه
المواضيع، خصوصاً في المهرجانات التي تعرض الأفلام القصيرة، ولكن هناك
دائماً فرصاً لعرض الفيلم في بعض المهرجانات في دول أخرى أو بلغات أخرى على
عكس ما يظنه الكثير في العالم العربي والوسط النقدي العربي. فالغرب لديه
اهتمام كبير بالفنون القادمة من الشرق الأوسط التي تتميز بالأفكار القوية».
كان إيبي إبراهيم الذي عبّر عن حزنه الشديد نتيجة ما يحدث في بلده
اليمن، من قتال ومعاناة مستمرة، محظوظاً أن يعمل مع منتج في فيلمه «صوت
العود»، غير أنه لديه حالياً أكثر من سيناريو جاهز للتصوير، «لكنني أبحث عن
جهة تمويل. صناعة الأفلام مكلفة للغاية، ومن لا يعمل في الحقل السينمائي،
قد لا يصدق الكلفة الهائلة المطلوبة لصناعة فيلم قصير».
نموذج
يؤكد إيبي إبراهيم أن السينما الإيرانية نموذج رائع، فمعظم الأفلام
«تتسم بتكنيك عال وقصص واقعية ذات تأثير كبير في المشاهد. والكلفة غير
مرتفعة، لأن هناك إقبالاً كبيراً على صناعة السينما، وكل الإمكانات متوافرة
بعكس معظم الدول العربية». يقول إن ما يحزنه في الموضوع هو عدم قدرته على
عرض فيلمه في الشرق الأوسط، «في الصيف الماضي تسلمت دعوة لعرض فيلمي في
مهرجان عربي مشهور، ولكن بعد أن تمت مشاهدته بالكامل، تم رفضه من دون أن
تذكر أي أسباب».
وأكد وجود الكثير من العوائق التي لا تزال تعترض طريقه، لكن عليه، كما
يوضح، التغلب عليها «ليس فقط نحن الفنانين والسينمائيين من الجيل الجديد،
وإنما المؤسسات والمهرجانات التي نطمح لأن تقدم الدعم لنا، ولكنها توقف
الدعم، بسبب حساسية المواضيع التي قد نناقشها».
وهو يعمل حالياً على لوحات فنية فهو مصرٌّ، قبل أن يكون مخرجاً
سينمائياً، «عندما أحصل على تمويل سأعمل على فيلمي الجديد».
الحياة اللندنية في
15/03/2013
«أندرومان»
في عالم سينما التصوّف
الدار البيضاء – مبارك حسني
عبر أفلام قصيرة وفيلم أول طويل، استطاع المخرج المغربي عز العرب
العلوي تسطير وجود سينمائي له فرادته. كما يتجلى ذلك مثلاً في شريـــطه
القصير «إيزوران» أي العروق أو الجذور بالأمازيغية، وفي شريطة التحفة «أندرومان
من لحم ودم»، وهما عملان يتناولان مجالات حكائية تزاوج ما بين الوقعي
والعجائبي في توليفة تحيل على الواقعية السحرية. وفي سبيل ذلك تنفق وتوظف
كل ما لا يمنح واقعاً مباشراً ملموساً وفجاً. هنا تحضر الأسطورة في المظهر
والديكور والوقائع لكن مع تبيئتها في سرود نابعة من الواقع وبمعالجة مواضع
آنية من قبيل قضية المرأة مثلاً.
وهذه الفرادة السينمائية المعمقة تمنح غالباً مُغلفة في إهاب روحاني
منغم ومنقط بتجليات باطنية تتحد والمكان والإنسان عبر الملامح المنتقاة
المعبرة بقوة، والملابس المتخيرة في ما ليس عادياً ومبتذلاً، وفي الفضاءات
التي تحيل على الأصل والبدء والتنشئة الأولى، حيث كل شيء ممكن عبر الوحدة
الكلية التي تنتشر في الفعل والسرد والوقائع المتخيلة كما لو كانت من عوالم
عليا تزور كوكب المعيش السفلي بواسطة الفن السابع. إنها الصوفية مٌعطاة
سينمائياً.
وفيلم «إيزوران» يحكي الصوفية التي يراها مذهباً يعتمد على الوجود
البشري كثيمة أساسية، ووجوده في الإنسان باعتباره قيمة حقيقة يجب الانتصار
إليها، فالصوفية لا تعترف بالزمان والمكان بقدر ما تعتمد على الامتداد داخل
الإنسان.
وهو يضيف بأن تجلياتها هي الاهتمام بما هو إنساني أولاً وباختيار
الأمكنة الوجودية التي تمنحنا بداية الخلق. أي بداية الوجود بما أنه تعرف
الى الطبيعة، كما الإنسان في طبيعته الأصلية. ويحدد بأن ذلك لا يعني
البراءة بقدر ما يشير إلى أجواء بداية التشكل للفكر والحياة، في السعي إلى
زمن الاتحاد الكلي والوحدة الشاملة. وهذا ما يتجلى في فيلم «أندرومان من
لحم ودم» حيث تحاول الشخصيات جاهدة التقرب من الطبيعة من أجل ملء الفراغ
الروحي الذي تشعر به وينخر ذواتها.
خلخلة
وبخصوص أن هذا الامتلاء يلزمه طريق وسبيل ومسار معين كما تفرضه
الصوفية كاختيار فردي وجماعي، يؤكد المخرج أن المسألة هنا في السينما لا
تتعلق بالتعبد ووسائله، بل بالتشبع بالرؤية الصوفية، أي بالنتيجة، بالبعدية
وانتهاء المسار وما يسفر عنه من قدر مخلص. ويطلق على هذا الأمر اسم
«مُؤسِسَات الفيلم الصوفي»، وهو ما لا يمكن تلمسه إلا عبر الشعور حين
المشاهدة، وبعدها بالاغتسال الداخلي، بالتطهير، بالكاتارسيس الذي يعد أهم
ركائز الصوفية. لكن هذا لا يتحقق إلا بعد خلخلة عميقة للذات، ومن أجل
حصولها يتغيّى المخرج الاقتصار على الحد الأدنى من الحوار والاكتفاء
بالضروري الواجب في الحد الواجب من الكلام، والاعتماد بالأساس على تبيان
الصمت كعامل مؤثر وموقف وليس إيقاف أو استراحة، فالبطلة الرئيسية في شريط «أندرومان»
لا تتكلم.
لكن في مقابل ذلك الصمت وإزاءه الاقتضاب، تحل بكثرة مشاهد العنف
الكثيرة، وتتوافر لقطات الدم من ضرب واغتصاب وما شابه، كما لو أنها تعوض
قلة الكلام. لكن هذه موظفة، يقول المخرج، على اعتبار أنها حالات تدخل في
خانة خلخلة الجاهز الذي يعدّ تشكل الأرض نموذجاً لها، أي ما يسمى البيغ
بانغ، الانفجار السديمي، وذلك في سبيل خلق الهدوء والسكينة والصوفية.
وفي هذا الإطار يبدو من الضروري إظهار وجود العنف المضاد كي تُوجد
الســكينة الروحية. فالوقائع العنيفة الصادمة في الشريط تظــهر ذلك وتعضده،
والســـينما هي التخيل والتصوير في سبيـــل إظهار فكرة، و«أنــدرومان»
ذريعة قوية في سبيل النتيجة المرجوة. «أندرومان» كقطيعة مع ما هو موجود، فـ
«أنا لا أريد أن أكون استمرارية لما سبق في السينما المغربية، بل أن أكون
إضافة».
أثر المكان
وحول ما إذا كان أصل هذا الهاجس الفني السينمائي المضمخ بنبل الصوفية
وصفائها هو نتيجة التنشئة في مدينة الراشيدية الصحراوية المعروفة بالسلالات
الشريفة العالمة التي أثرت عميقاً في التاريخ السياسي والثقافي المغربي
دينياً ودنيوياً، وبوجود معمار الأبنية التي تحيل على التأمل في الامتداد
وأسراره، يحدد عز العرب العلوي بأن ثوابت الأصل مُحددة لا شك في ذلك، ولا
يُمكن نكرانها بخاصة الثقافة الدينية الصوفية. فالوجود العلوي في المغرب هو
في الأصل وجود من أجل الدين. لكن الصوفية المعنية في عمله السينمائي ليست
مقتصرة على الجانب الديني، بل هي مذهب فكري جمالي في فهم ورؤية الحياة،
وبما أن لكل مخرج رؤية خاصة به، فـ «رؤيتي أنا لها مؤسَسِات صوفية، في الكل
كما في التفاصيل».
إن تشكيل وتوضيب أي مشهد في عملي السينمائي يسعى إلى خلق أشياء داخلية
بسيكولوجية دخل المشاهد المتلقي، أي التأثير فيه بعمق. وفي هذا الإطار يحكي
المخرج قصة شخص حدثه عن فيلمه القصير «إيزوران» بأنه فيلم علاجي، بحيث يحسّ
المتفرج عليه بنوع من الإغتسال الروحي يمارس عليه. أما «أندرومان» فقد فرض
على المتفرجين شريعة صمت قوية بعد نهاية المشاهدة، التي أعقبها إنفجار من
التصفيق. وهو ما يدل على أن للفيلم مفعوله الصوفي التطهيري على المتلقين.
الحياة اللندنية في
15/03/2013
«ساحرة
الحرب» يفتتح الدورة الثانية لمهرجان الأقصر
القاهرة – نيرمين سامي
تحت شعار «سحر السينما الأفريقية»، تنطلق فعاليات مهرجان الأقصر
للسينما الأفريقية من 15 حتى 24 آذار (مارس) الجاري بفيلم «ساحرة الحرب» من
الكونغو الديموقراطية كان رشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي هذا العام،
وتبلغ مدة الفيلم 90 دقيقة. الفيلم من بطولة ريتشيل موانزا، ألان باستيان،
سيرج كانييندا، رالف بروسبر، ميزينجا موينجا وتأليف وإخراج كين نجويان.
وتدور أحداث الفيلم حول قرية صغيرة في جنوب صحراء أفريقيا يهجم عليها
متمردون فيخطفون طفلة ويقتلون والدها ويبرحونها ضرباً حتى تكبر ويشتد عودها
وتصبح مقاتلة وتدخل حرباً مع المتمردين وتصبح بعد المعركة هي الناجية
الوحيدة فيعتقد زعيم المتمردين أنها ساحرة ويعلن أنها الساحرة الجديدة.
وتُهدى هذه الدورة إلى اسمي التونسي الراحل الطاهر شريعة مؤسس مهرجان
أيام قرطاج السينمائية عام 1966، والمخرج المصري الراحل عاطف الطيب الذي
قدم للسينما المصرية أفلاماً لا تنسى منها: «سواق الأتوبيس» و «الحب فوق
هضبة الهرم» و «الهروب» و «البريء».
ويصل عدد الدول المشاركة في المهرجان هذا العام إلى 34 دولة، ويتنافس
في مسابقة الأفلام الطويلة 18 فيلماً روائياً وتسجيلياً من 15 دولة، أبرزها
«يا خيل الله» من المغرب، إخراج نبيل عيوش، و «الزورق» من السنغال، إخراج
موسى توري. ويأتي من مصر فيلم «الخروج إلى النهار» للمخرجة هالة لطفي، بين
أعمال أخرى. ويتنافس في مسابقة الأفلام القصيرة 30 فيلماً، منها 4 أفلام من
مصر. ويضم قسم أفلام «الدياسبورا» للأفارقة المقيمين خارج القارة 16 فيلماً.
حوالى 350 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الثانية للمهرجان من 35
دولة أفريقية، وتم اختيار الأفلام للمنافسة في النهائيات من قبل لجنة
مشاهدة شارك فيها مخرجون وكتاب سيناريو ونقاد، مثل المخرج سعد هنداوي
وكاتبة السيناريو مريم نعوم والناقد أحمد فايق.
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة المخرج المالي المعروف شيخ
عمر سيسكو، والذي حصد عدداً كبيراً من الجوائز العالمية، إضافة إلى المخرجة
التونسية مفيدة التلاتلي، والمخرجة تستسي من زيمبابوي، والفنانة ليلى علوي
والمخرج يسري نصر الله من مصر. أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة فتضم
المخرج والممثل البينيني سيلفستر أموسو، والناقد الجنوب أفريقي بيتر رورفيك،
والناقدة السنغالية أموي ندور، والممثل خالد الصاوي، والمخرجة كاملة
أبوذكري من مصر. وينظم المهرجان إلى هذا، برنامج عروضاً سينمائية تحت عنوان
«الثورات وأفلام الحريات»، يحوي 9 أفلام تتنافس على جائزة أفضل فيلم، وقد
تم إطلاق اسم الصحافي المصري الراحل الحسيني أبو ضيف عليها، وتمنحها لجنة
مكونة من ثلاثة نقاد صحافيين مصريين.
وتضم الفعاليات أيضاً بانوراما للرسوم المتحركة ينظمها المهرجان
بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للرسوم المتحركة (أسيفا) إلى جانب ورشة لتعليم
فن التحريك لمدة 10 أيام بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بالأقصر، ويحاضر
فيها مجموعة من المحاضرين المصريين والأجانب وتنتهي بإنتاج فيلم جماعي
للرسوم المتحركة، يعرض في حفل ختام المهرجان في حضور صناعه.
مالي ستكون ضيف شرف المهرجان، حيث يتم تكريم عدد من الفنانين هم:
المخرج المالي سليمان سيسي، والمخرج مصطفى الحسن من النيجر، ومن مصر
الفنانة يسرا، والناقد سمير فريد ومخرجة الرسوم المتحركة شويكار خليفة.
وفي موازاة هذا تنظم إدارة المهرجان ورشاً لإنتاج الأفلام القليلة
الكلفة، تحــت إشراف المخرج الإثيوبي هايلي غيريما. وتهدف هذه الورشة إلى
«تنمية مهارات صناع الســينما الأفارقة من الشباب في إنتاج أفلام قليلة
الكـــلفة وعالية الجودة»، و «تقوية الجسور الثقافية والإنسانية بين أبناء
القارة الواحدة»، و «تدعيم الارتباط بين الشباب المبدعين الأفارقة» تحت
إشراف عدد من المحترفين.
ويشارك المتدربون في الورش بحد أقصى هو 2 من كل بلد أفريقي، حيث يقوم
كل مشارك بتحضير فكرة فيلم قصير، روائي أو تسجيلي، لا تزيد مدته على خمس
دقائق، والأفكار التي سيتم الاتفاق عليها سيتم طرحها للإنتاج خلال فترة
الورشة. يهدف المهرجان دعم وتشجيع إنتاج الأفلام الأفريقية والشراكات بين
دول القارة من خلال تقوية الروابط الإنسانية والسياسية بين المشاركين في
المهرجان بوجه عام والفنانين الأفارقة بوجه خاص.
ومن المعروف أن الدورة الأولى للمهرجان أقيمت بين 21 و 28 شباط
(فبراير) 2012، وتنظمه مؤسسة «شباب الفنانين المستقلين» وهي مؤسسة مدنية
غير ربحية، بدعم من وزارة الثقافة المصرية وجهات أخرى.
الحياة اللندنية في
15/03/2013
دعوة للمرشد لمشاهدة فيلم «حياة باى»
حنان شومان
السيد محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين كان منذ أيام يتناول غداءه مع
أسرته فى سيتى ستارز المول الشهير، إذاً السيد بديع رجل يحب الحياة ويرى
فيها مباهج تستحق عناء الخروج من البيت لسبب غير اجتماعات الجماعة، أو
لقاءات المساجد أو غيرها وهو شىء جيد بالفعل ولهذا أطالبه وأدعوه أن يذهب
إلى نفس المول ثانية ويصطحب معه رؤوس الجماعة وبعض رؤوس السلفيين إن أمكن
ولكن ليس لوجبة فى مطعم هذه المرة ولكن لوجبة للروح فى دار عرض لمشاهدة
فيلم سينمائى يعرض فى نفس المول، وأنا على أتم استعداد «بحق وحقيقى أن أدفع
لكم ثمن التذاكر بمعنى أن العزومة عليا»، فلن تتكلف أيها المرشد ولا أحد من
مرافقيك مليما ولكنك ستستمتع وتتعلم ثم ربما تكون قادراً على أن تعلم غيرك
ما سيعلمه هذا الفيلم لك.
أما الفيلم الذى أدعو المرشد وجماعته لمشاهدته فهو فيلم «حياة باى»
وهو فيلم حائز على أوسكار أفضل إخراج وتصوير ومؤثرات بصرية وموسيقى، وهو
بالمناسبة فيلم لكل أفراد الأسرة ليس فيه مشهد واحد خادش أو خارج، وأما
السبب الرئيسى للدعوة أن حياة باى فيلم يدعو لله وللإيمان ولكن ليس كأى
دعوة، حياة باى فيلم دينى من الطراز الرفيع الذى يعلم البشر كيف يكون
الإيمان والتسامح والعبادة.
وما أحوجنا فى هذا الزمن وفى ذلك البلد أن يشاهد مرشد من يحكموننا
والذين يرفعون شعار الشريعة هى الحل أن يتعلموا معنى العبادة والإيمان حتى
لو أتت رسائله من آخر الدنيا من كاتب فرنسى كندى هو يان مارتل صاحب الرواية
ومخرج من تايوان يعيش أحيانا فى أمريكا وهو أنج لى ويصنع فيلماً عن فتى
هندى.
ولنبدأ الحكاية منذ البداية فيلم حياة باى يحكى عن كاتب فرنسى كندى لا
يؤمن بوجود الله يقرر أن يذهب إلى الهند ليكتب رواية وهناك يلتقى برجل هندى
حكيم يدله على شاب هندى يعيش فى كندا يستطيع أن يحكى له حكاية تصلح أولا
كرواية ثم والأهم أنها قادرة على أن تعلم الكاتب الإيمان بالله.
وبالفعل يتجه الكاتب إلى كندا ليلتقى باى الشاب الهندى الذى ولد وعاش
بين أبوين يملكان حديقة حيوان فى الهند ولديه أخ واحد، وكانت الأم هندوسية
أما الأب فلم يكن يؤمن بوجود الله، أما باى بطل الفيلم الهندوسى بالمولد
فهو مسيحى أيضاً وكذلك مسلم يصلى، فهو قد رأى أن الدين واحد وإن تعددت
الأسماء وأشكال العبادة فيقول البطل «الأديان طوابق متعددة داخل بناية
واحدة» فى مقابل أب يقول له إن الدين ظلام وإن البشرية فهمت بالعلم فى سنين
قليلة ما لم يستطع الدين أن يشرحه عبر قرون.
ويضطر الأب لبيع حديقة الحيوان ويسافر مع أسرته والحيوانات على مركب
شحن فرنسية متجهاً إلى كندا ليبيع الحيوانات بسعر كبير ويعيش وأسرته بعيدا
عن المشاكل التى تواجه الهند، وتقوم عاصفة كبيرة يغرق على أثرها المركب وكل
من فيه عدا الفتى باى ونمر بنغالى.
وتستمر رحلة الفتى فى المحيط الهندى 227 يوماً ليواجه أهوال البحر
ومعه النمر المفترس الذى توافق على الحياة معه والأهم أن معه الله الذى كان
يراه ويحدثه وأحيانا يشعر بأنه تركه لحاله ثم يعود سريعا ليكتشف أنه يراسله
بأحداث بعينها.
قد ينظر البعض لرحلة الفتى ونجاته على أنها مغامرات بحرية أو حكاية
نجاة مسلية ولكن الفيلم كما الرواية يعطينا الخيارين إما أن تراها مغامرة
عجيبة أو تراها حكاية إيمان وسمو وتواصل مع الخالق الذى لا يغيب أبداً.
الفيلم بدأ بكاتب متشكك فى الإيمان بالله وانتهى به متيقناً بل
مختاراً للإيمان، استخدم المخرج الصورة وتكنولوجيا البصريات والموسيقى
كأجمل ما يكون الاستخدام ووظفهم جميعاً لكى يخدموا فكرة الفيلم فالبطل
وحيداً فى ملكوت الله ويتعايش مع كائن آخر مفترس ولكن العلاقة بينهما تستمر
لأن كل منهما يرى فى الآخر شيئا جديد فلا الفتى هو صيد للنمر ولا النمر عاد
مفترسا يهدد حياة الفتى.
«حياة باى» يصلح أن نقول عنه فيلم صوفى فى حب الله والأهم أنه يعلمنا
كيف نحب الله فى خلقه على اختلافهم.
وفى حوار مع مخرج الفيلم لأحد الصحف الأمريكية قال «لست متدينا ولكنى
على يقين من أننا جميعا نواجه عدة أسئلة مثل أين نجد الله، ولماذا خلقنا،
وأين سنذهب، كل هذه الأسئلة وأكثر أسألها لنفسى كما يسألها غيرى، البعض قد
يطلق عليها خيالات وآخرين يقولون إنها الإيمان، فأيا ما كان ما تطلقه عليها
فإنها تؤكد أننا مرتبطون بالمجهول».
وعود على بدء، فأنا أدعو كل من يتحدث باسم الدين وعلى رأسهم المرشد أن
يذهب لمشاهدة هذا الفيلم عله يتعلم كيف ينشر الناس المختلفون عنهم ومعهم
الإيمان بالله.
لا تثق برجل دين أو سياسة لا يسمع الموسيقى ولا الغناء ولا يشاهد
السينما أو يقرأ الرواية وأغلب الظن أن كل من يتعاطى السياسة الآن فى مصر
والدين منذ زمن لا يعرفون أيا مما ذكرت، لذا فإنى أدعوهم لمشاهدة الفيلم
وليتأكدوا أن الشباب لو شاهدهم فى دار العرض لن يصيحوا فى وجوههم يسقط يسقط
حكم المرشد كما فعل شاب منذ أيام.
فلا تخف أيها المرشد لجماعتك اذهب وشاهد حياة باى لتتعلم كيف ندعو لله
بالحسنى والصورة والموسيقى والتمثيل.
اليوم السابع المصرية في
15/03/2013
يعتمد على 3 ممثلين فقط هم غادة عبدالرازق ومنذر رياحنة
ونضال الشافعي
"جرسونيرة"
أول فيلم مصري تدور أحداثة في مكان واحد لساعتين
سامي خليفة - القاهرة
في سابقة هي الأولى من نوعها على السينما المصرية تم تصوير فيلم (جرسونيرة)
في لوكيشن واحد فقط، وبثلاث شخصيات لا يظهر غيرهم في الأحداث، وهو ما يعد
تيمة غير تقليدية على الإطلاق.
"العربية.نت" حضرت أحد أيام تصوير العمل في بلاتوه 2 بجهاز
السينما والتقت أبطاله:
وقال المؤلف حازم متولي لـ"العربية.نت" إن الفيلم تدور جميع أحداثه في
لوكيشن واحد فقط، وأحداثه تعتمد على الجانب النفسي أكثر من مجرد أنه
سيناريو وحوار فقط.
وأضاف "الله يكون في عون الثلاثة فنانين فالمسؤولية عليهم كبيرة، لأن
العمل مرهق بكل تفاصيله".
من ناحيتها قالت الفنانة غادة عبدالرازق إن العمل وإن كان أجهدها بشكل
كبير فإن اختلافه عن كل الأعمال التي سبق وقدمتها جعلها سعيدة للغاية،
وأشارت إلى أن تصوير العمل في لوكيشن واحد حدث جديد على السينما المصرية
تماما، وإن كان سبق وتم عمله عالميا لكن على نطاق المنطقة العربية كلها لم
يحدث.
وتطرقت غادة للحديث عن دورها قائلة إنه يحمل تفاصيل عديدة وتمر من
خلاله بأكثر من مرحلة، حيث تعيش قصة حب مع شاب تكتشف لاحقاً أنه يعاملها
كما لو إنها امرأة معدومة الأخلاق، ومن هنا تنشأ بعض الصراعات بينهما.
هذا وتظهر غادة من خلال هذا الفيلم بلوك جديد، حيث ترتدي عدسات لاصقة
ملونة وتستعين بشعر مستعار.
من جانبه قال الفنان نضال الشافعي إنه يجسد شخصية سامح، وهو سفير
لإحدى الدول يقيم علاقة مع سيدة ثرية والتي تجسد شخصيتها غادة عبدالرازق،
وأوضح أن الفيلم بشكل عام يتطرق إلى العلاقات الإنسانية التي تحمل الكثير
من التناقضات.
أما الفنان
الأردني منذر رياحنة فيجسد من خلال الفيلم
شخصية نصاب وتاجر مخدرات.
من ناحيته قال مخرج الفيلم، هاني جرجس فوزي، إن العمل تدور أحداثه في
ساعتين وتم تصويره على مدار شهر كامل وتحدث عن مغزى عنوان الفيلم قائلا إن
كلمة (جرسونيرة) تعني المكان الذي يتجمع فيه الأغنياء لمقابلة أصدقائهم
والجلوس على راحتهم كما يحلو لهم، وأشار إلى أن العمل لا يحتوي على مشاهد
ساخنة مثلما قد يعتقد البعض وسيتم عرض الفيلم في شهر مايو/أيار القادم.
وقال إن التصوير في مكان واحد نوع من المغامرة والتحدي وإنه وجد صعوبة
في بداية الأمر وكان سيتراجع عن الفكرة إلا أنه بطبعه شخص مغامر، لذا قرر
أن يدخل التجربة، وأشار إلى أن العمل رغم أنه كله في مكان واحد فإن عنصر
الإبهار في الصورة والديكور والأحداث والشخصيات وكل تفاصيل الفيلم ستجعل
المشاهد يعيش في حالة خاصة ولن يشعر بالملل على الإطلاق.
العربية نت في
15/03/2013
الثورة السورية بطلة لــ أيام سينما الواقع بالإسكندرية
هبة إسماعيل
يقام مهرجان أيام سينما الواقع لهذا العام تحت عنوان يوم عالمي لسوريا
بدءا من اليوم الجمعة حتي18 من الشهر الجاري بالإسكندرية, ويشارك في
المهرجان عدد من المراكز الثقافية المستقلة بمدينة الإسكندرية وهي جدران
للفنون والتنمية, الكابينة, المدينة للفنون الادائية والرقمية,
استوديو المدينة, استوديو جناكليس, إسكندريلا للثقافات والفنون.
يحمل مهرجان أيام سينما الواقع هذا العام عبر يوم عالمي لسوريا2013
ماوثقته عين المصور أو المواطن في سوريا الي العالم من مشاهد واحداث, كما
يقدم أفلاما من سوريا قبل مارس2011 وبعده وعروض مختارة من يوتيوب
السوريين خلال العامين الماضيين, ترصد فيها صورة السوريين لحياتهم
وتعبيرهم عن أنفسهم في هذا الظرف الانساني القاسي.
وكان أيام سينما الواقع قدحجب دورته الخامسة التي كان من المفترضة
إقامتها في مارس2012 احتجاجا علي انتهاك حقوق المدنيين في سوريا,لهذا
كان يوم عالمي بديلا لختام دورة المهرجان المحتجب والتي تتزامن مع ذكري
الانتفاضة السورية.
وقال حمدي زيدان احد المشاركين من مركز إسكندريلا للثقافة والفنون ان
الاسكندرية تشارك وفنانوها في اقامة ايام سينما الواقع لمشاركة السوريين
ودعمهم في ثورتهم ومأساتهم الانسانية وتذكيرا بأن الثورات تحيا بالشعوب
وتنتصر للانسانية جميعا وتأكيدا علي دور الفن والثقافة في دعم نضال الشعوب
في نيل حريتها وكرامتها الانسانية.
ويعرض المهرجان افلاما مختارة لعدد من صناع السينما والنشطاء السوريين
وعدد من مقاطع الفيديو وكذلك ستقام عدة نقاشات وجلسات حوار حول الفن
والثورة السورية والتنسيقيات السورية المحلية بالاسكندرية وشهادات حية
وتجارب وأمسيات فنية يشارك فيها الجمهور السكندري وعدد من السوريين
المقيمين بالاسكندرية, تبدأ العروض في السادسة مساء.
كما يعرض اليوم فيلم صباحا أخاف..مساء أغني ومدته34 دقيقة
للمخرجتين سلمي الديري ورولا لاذقاني, وعرض مقاطع فيديو من الثورة
السورية, ويقام حوار وعرض تجربة زيارة وفد الفنانين المصريين لمخيمات
اللاجئين السوريين في تركيا, مع عرض لصور فوتوغرافية لأطفال سوريا بمخيم
كلس للفنان حمدي رضا ويدير الحوار الشاعر حمدي زيدان والفنان حمدي رضا.
ويعرض غدا افلام ميلاد مجيد ومدته15 دقيقة للمخرج باسل شحادة,وأربعة
أسئلة في استراحة شاي ومدته9 دقائق للمخرج إياس مقداد,وليلة صامدة
ومدته5 دقائق للمخرج فريق تلبيسة, كما يقام لقاء وحوار مع أحد أعضاء
تنسيقية السوريين بالاسكندرية, ويعرض يوم الأحد فيلم دمشق قبلتي الأولي
ومدته42 دقيقة للمخرجة لينا كما يقام لقاء وحوار مفتوح مع ناشطات من
الثورة السورية وذكريات للفنانين السكندريين بسوريا, أما يوم الإثنين
فتعرض عدد من الأفلام التي سبق عرضها علي مدار الايام السابقة وتعرض مقاطع
فيديو من الثورة السورية, مع عرض لصور فوتوغرافية لاطفال سوريا بمخيم كلس
للفنان حمدي رضا, وقراءة شعرية مصرية سورية وحوار مفتوح مع الجمهور.
الأهرام المسائي في
15/03/2013 |