حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

رحلة مخرج المتاعب الإيراني جعفر بناهى

ترجمة: ممدوح شلبى 

 

بعد سنوات فى عمل الأفلام القصيرة والعمل كمساعد للمخرج الإيرانى عباس كياروستامى، بدأ جعفر بناهى اخراج الافلام. وقد حقق فيلمه "البالون الأبيض" 1995 نجاحا نقديا وحضورا فى المهرجانات الدولية، فقد حصل الفيلم على جائزة الكاميرا الذهبية من مهرجان كان 1995، ومنذئذ صار بناهى واحدا من أهم أسماء السينما الإيرانية والعالم.

وحصل فى عام 1997 على جائزة الفهد الذهبى من مهرجان لوكارنو السينمائى بسويسرا عن فيلمه "المرآة"، كما حصل فى عام 2000 على جائزة الأسد الذهبى من مهرجان فينيسا السينمائى عن فيلمه "الدائرة"، كما حصل على جائزة الدب الفضى لأحسن مخرج من مهرجان برلين السينمائى 2006 عن فيلمه "تسلل".

وبعد سنوات طويلة من الصراع مع الحكومة الايرانية فيما يتعلق بمضمون أفلامه- وكان قد سبق للحكومة اعتقاله مرات عديدة لمدد قصيرة–  أعتقل بناهى فى مارس 2010 كما اعتقلت زوجته وابنته، مع اعتقال 15 صديقا له، وكانت التهمة تورطه فى التحريض على نظام الحكم الايرانى. وعلى الرغم من الالتماسات التى وقع عليها سينمائيو العالم ومنظمات حقوق الانسان، فقد تم الحكم على بناهى فى ديسمبر 2010 بالسجن لمدة 6 سنوات وايقافه لمدة عشرين عاما عن اخراج الأفلام وكتابة السيناريوهات السينمائية والمنع أيضا عن إجراء أى حوارات صحفية سواء للإعلام الإيرانى أو العالمى، كما منع من مغادرة البلاد.

وكرد فعل استهزائى اخرج بناهى فيلما تسجيليا بكاميرا الموبايل وقد اسماه "هذا  ليس فيلما" تم تهريبه فى فلاشه تم تخبأتها داخل تورتة من الحلوى، فوصل الى مهرجان كان عام 2011 وعرض كنوع من التضامن السينمائى الدولى مع المخرج الايرانى.

مرحلة الطفولة

وُلد جعفر بناهى فى 11 يونيو عام 1960 فى ميانيه بايران، وهى منطقة اذربيجانية تقع خارج طهران، وقد اعتبر بناهى ان اسرته تنتمى الى الطبقة العاملة، وتربى مع أربع شقيقات وشقيقين، وكان والده يعمل فى مهنة طلاء المنازل.

تتحدث عائلته الاذربيجانية فى المنزل والفارسية مع الآخرين، وعندما كان بناهى فى العاشرة من عمره كتب أول كتبه وهو عن ولد صغير يغش فى الامتحان لكنه يشعر بالذنب ثم يتم افتضاح امره، وحصلت هذه القصة على الجائزة الاولى فى مسابقة المكتبة.

بدأ عشقه للسينما فى سن الحادية عشرة عندما كانت شقيقاته تدفعن له النقود ليذهب الى سينما الحى ليشاهد الافلام ثم يعود اليهن ليحكى ويمثل لهن مشاهد كل فيلم، فشقيقاته كان مُحرم عليهن الذهاب الى السينما، وكان جعفر بناهى نفسه محروما الا انه كان يتخفى من والده الذى كان هو ايضا من عُشاق السينما. يقول بناهى ان والده قال له هذه الاقلام ليست جيدة لمثلك) لكن بناهى كان يريد أن يرى ما هو ليس جيدا بالنسبة له، وفى احد الايام ضبطه والده فى السينما فتعرض بناهى لعقاب شديد من جانب والده.

لكن هذا العقاب لم يردعه عن الذهاب الى السينما، فقد اعتاد ان يذهب الى دور السينما التى لا يذهب اليها والده، ثم بدأ يرتاد معهد التأهيل المهنى للاطفال والمراهقين، وكان هذا المعهد يعرض الأفلام الأجنبية كما شاهد أفلام المخرج الإيرانى عباس كياروستامى فى هذا المعهد أيضا، وكان كياروستامى واحدا من مؤسسى هذا المعهد فى عام 1969، وشاهد بناهى فيلم "سارقو السيارات" لفيتوريو دى سيكا، ويقول بناهى إنه عندما شاهد هذا الفيلم للمرة الأولى قال لنفسه إن هذا الفيلم لا يخدعنى.

وفى هذه الأثناء بدأ جعفر بناهى تجاربه فى التصوير وعمل الأفلام القصيرة بكاميرا من مقاس (سوبر 8 مم)، كما مثل فى أحد هذه الأفلام، كما اعتاد أن يساعد مدير مكتبة المعهد فى تشغيل البرنامج الذى يعلم رواد المعهد من الاطفال كيف يُشغلون الكاميرا السينمائية.

وعندما كان فى الثانية عشر من العمر، كان يتعين على بناهى أن يعمل بعد خروجه من المدرسة لكى يوفر الأموال حتى يذهب لمشاهدة الافلام السينمائية التي يحبها، ويبدو أن الفقر الذى عاشه فى طفولته ساعده على تضمين رؤى انسانية فى أفلامه عندما صار مخرجا.

مرحلة الشباب

وعندما بلغ عشرين عاما، التحق جعفر بناهى بالخدمة العسكرية وشارك فى الحرب العراقية– الإيرانية كمصور حربى من عام 1980 إلى عام 1982، لكن فى عام 1981 وقع في أسر المتمردين الأكراد الذين كانوا يحاربون القوات الايرانية، وقد استمر بناهى فى الاسر لمدة 76 يوما.

أخرج جعفر بناهى فيلما تسجيليا عن تجربته فى الحرب بعد أن أنهى خدمته العسكرية، وتصادف ان التليفزيون الايرانى عرض هذا الفيلم.

والتحق بناهى بكلية التليفزيون والسينما فى ايران حيث درس الاخراج السينمائى وتأثر بمخرجى السينما العالميين مثل ألفريد هيتشكوك وهوارد هوكس ولوى بونويل وجان لوك جودار، واثناء الدراسة أيضا تعرف على المخرج بارفيز شهبازى واصبحا صديقين، كما تعرف على مدير التصوير فارزاد جودت الذى صور جميع افلام بناهى الاولى، واثناء الدراسة أيضا دخل مركز بندر عباس– الواقع على شاطئ الخليج العربى حيث اخرج اول افلامه التسجيلية، كما بدأ العمل كمساعد مخرج فى افلام استاذه فى الكلية فبل ان يتخرج فى عام 1988.

وقد اخرج جعفر بناهى عدة افلام تسجيلية للقناة الثانية فى تليفزيون الجمهورية الاسلامية الإيرانية، وكان أول افلامه القصيرة بعنوان "الرؤوس الجريحة" وهو فيلم تسجيلى عن الطقوس التى يقوم بها سكان المنطقة الاذربيجانية فى شمال ايران فيما يتعلق بجرح  رؤوسهم صباحا، فالفيلم يوثق لذلك الطقس الخاص بتأبين الامام الشيعى الثالث "الامام الحسين"، حيث يضرب الناس رؤوسهم بالسكاكين حتى تنزف منها الدماء، وتوجب على جعفر بناهى ان يُصور هذا الفيلم فى السر. وقد مُنع هذا الفيلم من العرض لعدة سنوات.

وفى عام 1988 صور جعفر بناهى الفيلم القصير "النظرة الثانية" وهو فيلم تسجيلى يصور مرحلة تصوير الفيلم السينمائى "جولنار" للمخرج كمبوزيا باتروفى.

ويركز هذا الفيلم على صانع عرائس الماريونات لفيلم كمبوزيا باتروفى وعلاقته بعرائسه ، ولم يتم عرض هذا الفيلم الا فى عام 1993.

وفى عام 1990 عمل جعفر بناهى كمساعد مخرج فى فيلم "السمكة" للمخرج كمبوزيا باتروفى، وفى عام 1992 اخرج بناهى أول أفلامه الروائية "الصديق" الذى يستلهم فيلم "المال والممر" وهو أول األام عباس كياروستامى، وفى نفس العام اخرج بناهى ثانى افلامه الروائية القصيرة "الامتحان الاخير".

فى هذين الفيلمين استخدم بناهى ممثلين عير محترفين، وهما على عزيز الله ومهدى شهابى، وقد حصل بناهى فى هذا العام على جائزة أحسن فيلم وأحسن سيناريو وأحسن تصوير وأحسن مونتاج من مهرجان التليفزيون الإيرانى.

ثم حاول بناهى أن يقلد لوى بانويل عندما كان صغيرا حيث اتصل وقتها بالمخرج جان ابيشتين يطلب منه العمل معه فى السينما، وقد ترك جعفر بناهى رسالة على "الانسر ماشين" لعباس كياروستامى، ذكر فيها انه يحب افلامه ويلتمس اى يحصل على اى وظيفة فى فيلمه القادم، وقد استجاب كياروستامى لبناهى وعينه مساعدا للاخراج فى فيلمه "خلال اشجار الزيتون"، ولقد شاهد كياروستامى عددا من افلام جعفر بناهى القصيرة، وقال عنه فى عام 1995 ان بناهى يتمتع بموهبة فائقة واعدة وسوف يكون واحدا من مخرجى ايران المستقبلين.

فيلم البالون الأبيض

اخرج جعفر بناهى فيلم البالون الأبيض عام 1995، وهو من انتاج القناة الثانية بالتليفزيون الايرانى وشركة فردوس السينمائية ومؤسسة فارابى السينمائية. العنوان الاول للفيلم كان "سنة جديدة سعيدة" وقد طور بناهى القصة الاصلية مع بارفيز شهباز وحاول ان يحصل على تمويل من القناة الاولى الايرانية باعتبار ان مشروعه عبارة عن فيلم قصير، لكن طلبه رُفض، عندئذ عرض بناهى المعالجة السينمائية على عباس كياروستامى اثناء اخراجه لفيلم "خلال اشجار الزيتون" وقام كياروستامى بتشجيع بناهى ووافق ايضا ان يكتب السيناريو.

وقد كتب كياروسنامى السيناريو لبناهى فى سيارة اثناء قيامهما بالتجوال، وفد كان بناهى يسجل حديث كياروستامى على شريط تسجيل ثم كتبه بعد ذلك على الألة الكاتبة، وقد ساعد كياروستامى ايضا فى تسهيل تمويل الفيلم من القناة الثانية بالتليفزيون الايرانى، وتوجب على بناهى ان يسافر الى جميع انحاء ايران لكى يتضمن فيلمه شخصيات من جميع الاصول الاثنية الايرانية .

ووجد بناهى الممثلة الرئيسية عايدة محمدخانى فى اول مدرسة زارها وقرر فورا ان يختارها لتمثيل دور راضية، لكن بناهى اضطر الى اختبار نحو 2600 صبى لكى يختار الممثل الذى يصلح لدور (على) شقيق راضية، وأخيرا وقع اختياره على محسن كليفى، لقد وظف بناهى ممثلين غير محترفين للادوار المساعدة فى فيلمه، ويشمل ذلك بائع سمك حقيقى وجده بناهى فى سوق راشت، واختار ايضا طالب جامعى لكى يجسد شخصية الجندى، كما استعان ايضا بممثلة محترفة هى أنا بوركوسكا لتقوم بدور إمرأة امريكية.

ونرى فى الفيلم أن راضية – تلك الفتاه التى تتمتع بارادة قوية وتعيش فى طهران – تريد أن تشترى سمكة ذهبية لجلب الحظ استعدادا لاحتفالية السنة الجديدة  لكن راضية تكافح من اجل توفير مبلغ 500 طومان (العملة الايرانية) وهو المبلغ اللازم لشراء السمكة.

لقد حاول بناهى التقرب من عايدة وذلك لكى يمنحها الثقة فى نفسها، فعلى سبيل المثال ، ولكى يجعلها تبكى فى اللقطة ، فقد جعلها تنظر اليه وهو يقف خلف الكاميرا ثم بكى فساعدها ذلك على البكاء.

لقد بدأ تصوير الفيلم فى بداية ابريل عام 1994 فى كاشان واستمر التصوير حتى بداية يونيو، ولقد قال بناهى انه اراد عمل فيلم روائى ليثبت لنفسه انه قادرا على الاخراج السينمائى  وانه قادرا على انهاء الفيلم بنجاح ويحصل على اداء تمثيلى جيد من الممثلين  وقال ايضا، (لقد صورنا فيلما تكلف اقل من دولار فى الوقت الذى تتكلف فيه الافلام عادة ملايين الدولارات ، هذا ما حاولت أن أحققه).

إن الأفلام التى تتناول الأطفال عادة ما تتساهل معها اجهزة الرقابة الايرانية وتتغاضى عن الآراء السياسية ، ولقد تم عرض فيلم البالونة البيضاء فى دور السينما الخاصة بالاطفال، ونتيجة لذلك لم يحقق هذا الفيلم سوى 130 الف تذكرة .

وفى المقابل نال الفيلم اربعة جوائز فى ايران، من بينها جائزة مهرجان اصفهان لاقلام الاطفال والمراهقين، وكذلك مهرجان فجر، وبعد عدة سنوات تقرر ان يتم عرض هذا الفيلم سنويا فى قناة كانون الثانية بمناسبة بدء العام الجديد، اما خارج ايران فقد نال فيلم البالونة البيضاء استحسانا نقديا عالميا ، كما فاز بجائزة (الكاميرا دور) من مهرجان كان لعام 1995.

كما حصل الفيلم على الجائزة الذهبية لحاكم طوكيو كأحسن فيلم وحصل ايضا على التنين البرونزى كأحسن فيلم اطفال فى مهرجان طوكيو لعام 1995 ، كما حصل على جائزة لجنة التحكيم فى مهرجان ساو باولو لعام 1995 ، وحصل ايضا على احسن فيلم من مهرجان "سينفيست سادبرى".

اُختير هذا الفيلم رسميا لكى يمثل ايران فى جوائز الاكاديمية كأحسن فيلم اجنبى ، لكن الحكومة الايرانية طالبت بسحب الفيلم كنتيجة لتدهور العلاقات الامريكية– الايرانية، لكن الاكاديمية رفضت سحب الفيلم، لكنه– على ايه حال– لم يترشح للجائزة، ولقد منعت الحكومة الايرانية جعفر بناهى من السفر الى مهرجان صاندنس، ومنعته ايضا من اجراء حوار تليفونى مع صحفى امريكى كنوع من الترويج للفيلم.

فيلم المرآة

اخرج بناهى ثانى افلامه الروائية وهو فيلم "المرآة"، وكان من المقرر ان يقوم باخراج فيلم "الصفصافة والريح: الذى كتب له السيناريو عباس كياروستامى، لكن جعفر بناهى اصر على اخراج عمل خاص به بدلا من ذلك.

لقد استلهم بناهى موضوع الفيلم اثناء حضوره مهرجان بوسان فى كوريا الجنوبية، فقد شاهد طفلة تجلس على مقعد فى حديقة تبحلق فى السماء، وقال بناهى انه شاهد هذا الامر مرات عدة من قبل فى ايران لكنه لم يوله اهتماما.

وقال بناهى "اخترت صبية ووضعتها فى موقف حيث يتوجب عليها ان تتصرف بمفردها، إن كل من تقابله الصبية فى رحلتها يبدو كما لو أنه يرتدى قناعا او يلعب دورا، لكننى أردت أن ألقى هذه الاقنعة بعيدا"، لقد قامت مينا محمدخانى ببطولة الفيلم، وهى شقيقة عايدة محمدخانى، انها فى الفيلم تجسد شخصية صبية اسمها باهاران وفى نفس الوقت تجسد شخصيتها ايضا.

حصل الفيلم على جائزة الفهد الذهبى من مهرجان لوكارنو السينمائى، كما حصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة احسن مخرج من مهرجان سنغافورة 1998، وعلى التيوليب الذهبية من مهرجان اسطنبول 1998، وحصل ايضا على جائزة فيربيشى وبلورة ايزنشتين الذهبية وجائزة نقدية من مهرجان ريجا 1998، كما حصل من مهرجان الارشيف الملكى ببلجيكا على جائزة زمن بانويل الذهبي.

فيلم الدائرة

وفى عام 2000 اخرج بناهى فيلم "الدائرة"، وهو من انتاجه بالاشتراك مع شركة ميكادو لوميير، وعلى الرغم من ان بناهى اقر بانه ليس مخرجا سياسيا، فان ثالث افلامه الروائية كان شديد الاختلاف عن فيلميه السابقين الذين يتعاملان مع عالم الطفولة، أما فيلمه الدائرة فقد كان فيلما نقديا يتعرض لطريقة معاملة النساء فى ظل النظام الايرانى الاسلامى.

ويقول بناهى انه بدأ مشواره السينمائى مع افلام الاطفال، وعندما كان يفعل ذلك فانه لم يتعرض لاى مصاعب مع الرقابة، ولكن بمجرد ان بدأ يقدم افلاما روائية ، فقد ظهرت المشاكل دفعة واحدة، ويقول، "لقد عملت فى افلامى الاولى مع الاطفال لكننى بدأت افكر فى المحظرات التى سيتوجب على البنات ان تواجهنها عندما يكبرن".

ويستطرد بناهى، "ولكى استطيع تجسيد هذه المحظرات، فقد ذهبت الى الطبقة الاجتماعية التى تظهر فيها هذه المحظرات، إنهن يعشن فى  أماكن مهمشة، وهذا جعل الفكرة تخرج بصورة اكثر قوة".

لقد توجب على بناهى ان ينتطر عاما كاملا حتى يستطيع أن يحصل على موافقة السلطات على تصوير الفيلم، إن فيلم الدائرة تم سحبه بأمر السلطات الايرانية من المشاركة فى مهرجان فجر السينمائى بدعوى أنه يزدرى النساء المسلمات، كما مُنع الفيلم من العرض فى ايران.

لقد استغرق تصوير الفيلم نحو 53 يوما، وكالعادة  فقد استخدم بناهى ممثلين غير محترفين باستثناء فاطمة نجفى وفريشته صدر عُرافى.

لقد عثر بناهى على ممثلة الدور الرئيسى نرجس ماميزادة فى احد الايام فى حديقة ، فعرض عليها الدور على الفور، يبدأ الفيلم بلقطة طويلة بكاميرا محمولة تدوم ثلاث دقائق، وقد اعاد بناهى تصويرها ثلاث عشرة مرة حتى يرضى عنها، لقد بناهى قدم حياة البطلات الاربع للفيلم بطريقة تصوير مختلفة لكل منهن.

وطريقة التصوير الأولى اختص بها المرأة المفكرة حيث استخدم الكاميرا المحمولة، وللمرأة الثانية استخدم كاميرا مثبتة على شاريو متحرك، والمرأة الثالثة فقد اظهر الليل والعتمة خارج المشهد وكان يستخدم اللقطات المكبرة، أما المرأة الاخيرة فقد كانت اقلهن تفائلا لذلك فقد استخدم معها لقطات ثابتة كما استخدم شريط صوت باقل قدر ممكن.

فاز بناهى بجائزة الاسد الذهبى – الجائزة الكبرى – من مهرجان فينيسيا السينمائى عن فيلم الدائرة، كما فاز ايضا بجائزة الفيبريسى، وجائزة اليونيسيف، كما حصل على تنويه خاص، كما حصل على جائزة (ترازاتى) وجائزة نقاد السينما الايطاليين لاحسن ممثلة فى مهرجان فينسيا، لقد واصل الفيلم نجاحه النقدى فحصل على جائزة (الفيبريسى) باعتباره احسن افلام العام من مهرجان سان سيبستيان السينمائى، كما ظهر هذا الفيلم ضمن اهم عشرة قوائم نقدية على مستوى العالم، وحصل على جائزة مهرجان مونتيفيدو السينمائى الدولى، وجائزة حرية التعبير من المركز القومى للنقد السينمائى.

فيلم الذهب البندقى

اخرج بناهى فيلم "الذهب البندقى" فى عام 2003 وهو من انتاجه، ويتناول الفيلم حياه رجل يعمل فى توصيل طلبات البيتزا للبيوت، ويفشل هذا الرجل فى محاولة لسرقة محل مجوهرات، ويتناول الفيلم الاحداث التى قادته الى الجريمة.

تعتمد قصة الفيلم على وقائع حقيقية سمعها بناهى لاول مرة من عباس كياروستامى عندما كانا متوقفين فى زحمة مرورية اثناء توجه كياروستامى الى احد معارض صوره الفوتوغرافية.

لقد تأثر بناهى كثيرا بالقصة ووافق كياروستامى ان يكتب السيناريو ليخرجه بناهى، ولقد ترشح هذا الفيلم لقسم (نظرة خاصة) فى مهرجان كان السينمائى، حيث فاز بجائزة لجنة التحكيم ، كما حصل على الجائزة الذهبية فى مهرجان شيكاغو السينمائى، ولقد مُنع هذا الفيلم من العرض فى ايران مثل فيلم الدائرة.

فيلم تسلل

اخرج بناهى فيلم "تسلل" فى عام 2006، وهو عن مجموعة من البنات الايرانيات اللاتى يتشبهن بالاولاد لكى يستطعن دخول استاد ازادى لمشاهدة مبارة كرة قدم بين ايران والبحرين.

وقد تم تصوير معظم الفيلم اثناء مبارة حقيقية، ان النساء فى ايران اصبحن ممنوعات من مشاهدة مباريات كرة القدم فى الملاعب منذ قيام الثورة الاسلامية فى عام 1979 باعتبار ان الشتائم والصيحات من المسائل الشائعة، كما ان اللاعبين يرتدون ملابس قصيرة وهو ما يعتبره النظام الاسلامى عورة، وتجدر الاشارة الى الرئيس محمود احمدين جاد– رئيس ايران– حاول تغيير هذا القانون لكن مجلس العلماء رفض.

وقال بناهى انه استخدم مبارة كرة القدم كنوع من الرمز للتتعبير عما تلاقيه النساء من تمييز وباشكال متعددة ، وان فيلمه يتمحور حول هذه القضية ، ويقول بناهى ان فيلمه محاولة للتغيير فى المجتمع الايرانى.

الفيلم يستوحى واقعة حقيقية حدثت قبل عدة اعوام ، فقد مُنعت اخته والبالغة اثنى عشر عاما من دخول استاد كرة القدم لكنها استطاعت ان تحتال وتمكنت من الدخول.

وكان بناهى يعرف ان فيلمه سيثير المشاكل، ولذلك فقد تقدم بسيناريو مزيف الى السلطات الايرانية عن بعض الولاد الذين يذهبون لمشاهدة مبارة لكرة القدم وذلك لكى يحصل على الموافقة على تصوير الفيلم.

وقبل ان يبدأ بناهى فى تصوير الفيلم  فوجئ بان وزارة الارشاد– المسؤولة عن تراخيص التصوير –  تقول انهم لن يمنحوه تصريح التصوير الا اذا اعاد مونتاج افلامه السابقة.

وحتى لا تضيع على بناهى فرصة تصوير الفيلم اثناء كأس العالم لكرة القدم ، فقد تجاهل قرار وزراة الارشاد وبدأ فى تصوير الفيلم، وكالعادة ، فقد وظف بناهى ممثلين غير محترفين، كما استعان بمجموعة من بنات الجامعة فى الادوار الرئيسة وكان قد تعرف عليهن من خلال اصدقائه وعرف عنهن انهن يعشقن كرة القدم.

تم تصوير الفيلم فى 39 يوما ولكى يستطيع ان يتحرك بناهى دون أن يلاحظه أحد من جماهير ستاد كرة القدم، فقد استخدم كاميرا ديجيتال أول الأمر لانها أصغر حجما ولا تلفت الانظار اليها  كذلك فقد قدم بناهى مساعد المخرج باعتباره مخرج الفيلم حتى لا يلفت نظر وزارة الارشاد والقوى المحافظة فى النظام الايرانى.

لكن وقبل أن ينتهى تصوير الفيلم بايام قليلة فان مقالا صحفيا تحدث عن عملية تصوير الفيلم وذكر المقال أن بناهى هو مخرج الفيلم، وبناءا عليه فقد حاولت وزارة الارشاد والقوى المحافظة ان يوقفوا الفيلم وان يُصادروا اللقطات التى تم تصويرها، وعلى أية حال، فان مجموعة اللقطات التى تحدث فى اتوبيس كانت هى اللقطات الباقية على اكتمال الفيلم، وبذلك فقد تمكن بناهى من اكمال الفيلم.

كان العرض الاول للفيلم فى مسابقة مهرجان برلين السينمائى عام 2006 حيث حصل بناهى على الدب الفضى– جائزة لجنة التحكيم الكبرى –  وقد مُنع فيلم "تسلل" من العرض فى ايران مثل فيلميه السابقين الدائرة والذهب البندقى، وكان بناهى قد خطط لعرض الفيلم فى جميع انحاء ايران ، كما كان من المتوقع ان يحقق الفيلم نجاحا كبيرا غير مسبوق.

وبعد يومين من قرار منع الفيلم، أصبحت نسخة دى فى دى مقرصنة متوفرة فى جميع انحاء ايران، وقال بناهى ان فيلمه تسلل تمت مشاهدته فى ايران على نطاق واسع، وبعد ظهور الفيلم بهذه الطريقة فان مجموعة نسوية معارضة تسمى نفسها بنات النقاب الابيض بدأت  تظهر فى مباريات كرة القدم حاملات لوحات مكتوب عليها (نحن لا نريد أن نكون تسلل) .

كتبت شرطة توزيع الفيلم فى امريكا - شركة افلام سونى، خطابا الى وزارة الارشاد الايرانية تلتمس منهم السماح بعرض الفيلم لاسبوع واحد فى ايران حتى يستطيعوا بدء حملة لترشيح الفيلم لجائزة الاوسكار لأحسن فيلم أجنبى لكن السلطات الايرانية رفضت هذا الالتماس.

عين على السينما في

15/03/2013

 

السينما تحت مطرقة الرقابة

أزمة في الأفق أم عاصفة عابرة؟

لندن: محمد رُضا 

قبل يوم واحد من بدء عرض «عن يهود مصر»، أصدر جهاز الأمن القومي قراره بمنع عرضه التجاري المرتقب. المنتج هيثم الخميسي أعلن أن الفيلم نال تصريح الرقابة المصرية من قبل، ولم تكن هناك مشكلة في عرضه حتى الآن. مخرج الفيلم أمير رمسيس قال إنه لم يتسلم أي تفنيد للسبب.

وكالات الأنباء سارعت لنشر الخبر.. وصحيفتا «واشنطن بوست» و«ذا نيويورك تايمز»، من بين أخرى، كانتا حاضرتين للكتابة عن موجز تاريخ اليهود في مصر. وهي كتابة مدفوعة بالمراقبة الدولية الدائمة لاتجاهات السياسة المصرية حيال كل الأوضاع المتأزمة في الشرق الأوسط. وكما حدث سابقا أكثر من مرة فإن الفيلم، الذي لم يكن سمع به أحد، باستثناء القلة التي شاهدته في مهرجان «بانوراما الفيلم الأوروبي» في أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، صار اليوم معروفا لكل من يتابع الأنباء على الإنترنت والمحطات الفضائية.

فيلم رمسيس يعرض في نحو ساعة ونصف تاريخ وجود اليهود في مصر، وهو تاريخ ليس محصورا في بلاد النيل فقط، فاليهود عاشوا في شبه الجزيرة العربية واليمن والمغرب والجزائر ولبنان وليبيا وسوريا والعراق، وبعضهم لا يزال. يمضي الفيلم مؤكدا أنه حتى عام 1935 لم يشعر اليهود بأي ضغط أو عداء، لكن لاحقا تنامى هذا العداء تدريجيا، وإن لم يظهر على السطح إلا بعد ثورة 1952. ما بين التاريخين مارس اليهود نشاطات فنية وإعلامية واقتصادية كثيرة، وكانوا جزءا من اللحمة المصرية. لكن احتلال فلسطين سنة 1948 أدى إلى هجرة غالبية اليهود الذي قدر عددهم آنذاك بنحو 65 ألف نسمة. وما لبثت حرب 1965 أن أجهزت على إمكانية بقاء اليهود على أساس من عدم التفرقة بين الديانة والمعتقد السياسي أو حتى الدولة المعادية.

اختيار المخرج أمير رمسيس من الشخصيات التي يتابع مآلاتها مهم، فهو قصد أن يكون تعبيرا عن الثقافة الواسعة التي تحلى بها اليهود آنذاك ووفرتها لهم الحياة المدنية أيام لم يكن أحد يمارس الفوارق الاجتماعية والدينية والسياسية بين مذهب وآخر. فالشخصيات التي يقابلها ميسورة ومثقفة، والأهم أن العديدين من أبناء الجالية اليهودية لجأوا غربا إلى أوروبا (خصوصا باريس) وليس شرقا إلى إسرائيل.

ويشير الناقد علي أبو شادي في مقال نشره في صحيفة «الوطن» إلى نقطة تثير الاهتمام، إذ كتب «إلى جانب مجموعة باريس التقى المخرج نموذجين مدهشين من يهود مصر الذين رفضوا مغادرتها وأصروا على البقاء بها رغم ما لاقوه من تعسف وعنت وتعصب مقيت». والفيلم بالفعل يعرض مقابلتين، واحدة مع ألبير رعيل، الذي اعتنق الإسلام وتزوج من مسلمة لكن الدولة عاملته كيهودي، والمحامي شحاتة هارون، وهو محام شيوعي له نشاطات اجتماعية دفاعا عن حقوق الطبقات العاملة.

كل هذه العناصر، وسواها، أثرت تجربة مهمة يحتاجها المشاهد الحاضر لإعادة تقييم أوضاع أغدقت عليها المراحل السابقة بتعتيم كبير، ويبدو أن هذا التعتيم لا يزال إجراء محتملا لأسباب سياسية واضحة. ويعزز ذلك أن المنع، وهو قرار ينفيه بعض المسؤولين الحكوميين، مر من فوق الرقابة الرسمية المخولة بالسماح أو بمنع الأفلام والأعمال الفنية، مما يعني أن قرارا حاسما صدر ربما خوفا من إثارة أعصاب المواطنين بعد واقعة الفيلم المعادي للإسلام «براءة المسلمين» الذي تسبب في إشعال ردود فعل عمّت بلدانا كثيرة من بينها مصر ذاتها.

* سوابق

* «عن يهود مصر» ليس أول فيلم تسجيلي مصري يتعاطى موضوع اليهود الذين غادروا البلاد. ففي عام 2007 أنجزت المخرجة المصرية نادية كامل فيلما تسجيليا بعنوان «سلطة بلدي» دار حول جذورها اليهودية (لناحية الأم التي اعتنقت الإسلام حين تزوجت) ورحلتها مع والديها إلى إسرائيل للقاء أفراد من العائلة كانوا نزحوا إلى إسرائيل قبل نحو نصف قرن.

ذلك الفيلم أثار عاصفة شعبية ورسمية بسبب موضوعه وبسبب زيارة المخرجة إلى إسرائيل وهي الزيارة التي وُصفت، كما الفيلم، بأنها تطبيع مع «العدو الإسرائيلي».

وفي الإطار التسجيلي نفسه، قامت المخرجة الجزائرية صافيناز بوسبية بتحقيق فيلم من تمويل فرنسي – إماراتي - آيرلندي مشترك عنوانه «إلغوستو»، والذي يحيط بفن الغناء الشعبي الذي تتألف عناصره من موسيقى لعدة تراثات بينها دينية كما أندلسية وبربرية. تقوم المخرجة بمهمة إعادة جمع أفراد فرقة موسيقية قوامها عازفون جزائريون مسلمون ويهود، كانت انحلت منذ خمسين عاما أو نحوها، ساعية لأن يكون اللقاء منتجا لاستمرارية فنية وثقافية انقطع وصالها ليس فقط برحيل اليهود من أفراد الفرقة، بل بتشتت مسلميها أيضا وابتلاع الأيام لتاريخ لا سبيل لإحيائه إلا بإعادته، صوتا وصورة، إلى الحاضر.

هناك لقاء في المفاهيم يسود هذا الفيلم من خلال مقابلات المخرجة مع المسلمين واليهود وحديث كل فريق المعزز بالمشاعر الطيبة حيال الآخر. ما لم تستطع المخرجة تأمينه هو الجو الجغرافي للقاء حينما سعت لأن تقيم الفرقة، التي كان أسسها الحاج محمد العنقا، حفلها الأول (وربما الأخير) بعد كل تلك السنوات، في مدينة مارسيليا. المخرجة محكومة بأنها لم تجد لدى المسؤولين الجزائريين دعما يمكّنها من تكملة رصف الماضي وإقامة الحفل في الجزائر. لكنها من ناحية أخرى نسجت حفلا كبيرا لا يعكس القيمة الشعبية حين كانت الحفلات تقام في المقاهي والحانات. إنه فيلم مؤثر يعيد لحمة التواصل بين فنانين، مؤكدا قدرات السينما الفذة في إعادة رصف الحياة وبل توجيهها من جديد.

المشكلة الدائمة هي أن الحكم على الأفلام - معها أو ضدها - يتم سياسيا. وفي حين أن الرقابة مفروضة ومرفوضة، فإن البعض يحاول دوما لعب دور الرقيب حتى حين يعلن موافقته على عمل معين متناسيا أن جزءا من التغيير المنشود هو الحكم على الأعمال الفنية.. فنيا.

* «ليلى مراد وحشة»!

* في مشهد دال يسأل المخرج عجوزا مصريا عن رأيه في المغنية والممثلة ليلى مراد ذاكرا له أنها يهودية. تعليق رجل الشارع هو «ليلى مراد يهودية؟.. تبقى وحشة». يكشف المشهد من دون أن يتم ذلك عن عمد وحشو للتفاصيل، كيف أن المفهوم لمثل هذه المسائل يتبع الظروف المحيطة، فلو أن التعليق ورد في أيام من التآخي بين الأديان لكان الجواب غالبا «وماله؟.. مافيش فرق»، لكن تحت وطأة الظروف الحالية فإن هناك استهجانا هو ما يبدو أن السلطات تحسبت له فمنعت الفيلم. بالمناسبة ولدت ليلى مراد يهودية لكنها اعتنقت الإسلام كما يذكر مؤرخون كُثر».

أوز: الضعيف والجبان

* الفيلم: «Oz the Great and Powerful» 

* إخراج: سام رايمي

* فانتازيا - الولايات المتحدة 2013

* تقييم: (*2) (من خمسة).

* في مطلع «أوز العظيم والقوي» يلقي المخرج سام رايمي (المعروف بأفلام «سبايدر مان» الأولى) تحية على فيلم «ساحر أوز» الذي حققه فيكتور فليمنغ سنة 1939 سابقا لفيلمه الأشهر «ذهب مع الريح»، ولو أن الفيلمين (من إنتاج «مترو – غولدوين – ماير») عرضا متوالين في عام واحد. التحية التي يلقيها رايمي على الفيلم السابق هي تخصيص نحو عشرين دقيقة أولى من الفيلم لأحداث تدور بالأبيض والأسود وعرضها بحجم أفلام ذلك الحين (مقاس 35 مم). خلال تلك الدقائق العشر نتعرف على أوز (جيمس فرانكو) وهو يمارس ألاعيبه في سيرك المدينة. وألاعيبه تلك إيهام الفتاة التي ستشترك في التمثيل معه على المسرح بأنه يحبها مبرهنا على ذلك بإهدائها صندوقا صغيرا ما إن تفتحه حتى تتحرك لعبة تظهر اثنين يرقصان على أنغام موسيقية. ألاعيبه أيضا تتضمن تمثيل حيل سحرية وخدع من تلك التي تستهوي العامة.

فجأة رجل ضخم يمضي أيامه يتمرن على قطع السلاسل الحديدية بقوته البدنية يهاجمه، ولا يجد أوز بدا من اللجوء إلى منطاد يهرب به. يرتفع المنطاد ويدخل عين زوبعة. يعتقد أوز أنه سيموت فيدعو الله أنه إذا ما بقي حيا فسوف يؤم فعل الخير. يحط المنطاد في أرض غريبة (هي التي تكمن في شق زمني وجغرافي شبيه بذلك الذي في «ساحر أوز» وسلسلة «هاري بوتر») فإذا بالفيلم يصبح بالألوان ويعتدل حجم الصورة على الشاشة فيصبح عريضا، بل وبالأبعاد الثلاثة. وراء الكاميرا يواصل سام رايمي عمله بكاميرا ديجيتال وبزخم من المؤثرات والخدع البصرية.

في نهاية الفيلم تبرز كلمة «النهاية» تماما كما كانت نهايات الأفلام الأولى قبل أن تحتلها قوائم بالعاملين من المخرج وحتى سائقي السيارات أو حاملي المعدات. تلك البداية وهذه النهاية تحسبان لحب المخرج للسينما الأولى، لكن أحدا كان عليه إخباره بأنهما لا تكفيان لمنح الفيلم أي إجادة فعلية على الرغم من أن «أوز العظيم والقوي» لديه نصف ساعة أول مذهل وجيد الكتابة، ثم ساعة ونصف بعد ذلك مجهدة تغير على المتوقع والمتكرر من التقليدي وتمارسه.

يقبل أوز الدفاع عن شعب ضعيف في مقابل ما وُعد به من ذهب أولا، ثم رغبة منه في فعل الخير لاحقا. هذا التحول مساق على نحو معروف لكنه ضائع هنا في بحر من الكومبيوتر غرافيكس التي صنعت كل شيء: السماء والأرض والأجواء والوحوش والمخلوقات الغريبة والحروب وبعض أفعال ثلاث نساء هن تيودورا (ميلا كونيس) التي تنتقل من الحب إلى الكره وشقيقتها إيفانورا (راشيل فايز) الساحرة الشريرة التي تخدع أختها وغليندا (ميشيل ويليامز) التي تحافظ على طهارتها والتي يدافع أوز عن مملكتها. أما وقد تظاهر بأنه الساحر النابغة فقد بات عليه قبول دور البطل الذي سيهزم الأعداء من دون إراقة الدم. المهمة صعبة وتدفع بأوز للاعتراف لغليندا بأنه ليس الساحر العظيم كما ادعى، بل مجرد رجل ضعيف وجبان. لكن إذ تذكر توماس اديسون كمبتكر للسينما فإنه عمد إلى الخدع البصرية الناتجة عن الإيهام بالصورة وهزم تحالف إيفانورا وتيودورا وجيشهما من القردة الطائرة.

كان القائمون فكروا في الممثل روبرت داوني جونيور لدور البطولة، لكن لسبب غير معلوم تم التوجه إلى جيمس فرانكو الذي هو جيد إنما في اتجاه واحد لا يختلف. الشخصية المكتوبة في أربعة عشر كتابا (وضعها ل. فرانك بوم في مطلع القرن الماضي) تتطلب ممثلا يجيد مهارة الابتكار من الداخل. جيمس ليس من هذا النوع. لكن أكثر ما يؤثر سلبا هنا هو مقارنة هذا الفيلم بذاك الكلاسيكي الذي حققه فليمنغ. ذلك الفيلم الذي تكلف أقل من ثلاثة ملايين دولار (مقابل 200 أو 215 مليون دولار في بعض المصادر) خلا من أي مؤثرات تقنية لكن الصياغة الفنية برمتها، بما فيها الأجواء الغرائبية، كانت أفضل نتاجا مما ذهب إليه هذا الفيلم. ما تنجح به المؤثرات هنا هو تورية حكاية هشة.

* ل. فرانك بوم في السينما

* توفي المؤلف ل. فرانك بوم عن 62 سنة، وذلك في عام 1919، لكن السينما استوحت أعماله من عام 1910. الشهرة التي حققها بوم نتجت عن سلسلة أوز التي بدأها برواية «عالم ساحر أوز الرائع»، وهو على الرغم من أنه كتب 55 رواية في المجموع و83 قصة قصيرة فإن سلسلة أوز هي وحدها التي نالت الشهرة الأوسع والأكبر حجما. «ساحر أوز» (التي هي أشهر الاقتباسات السينمائية قاطبة) أنتجت أول مرة سنة 1925 (إخراج لاري سامون) والثانية هي التي ما زالت أفضل اقتباس إلى اليوم وحققها فيكتور فليمنغ سنة 1939.

بين الأفلام

Emperor (*3) مزج غير متكامل بين الخيال والواقع في «إمبراطور»: الجنرال فيلرز (ماثيو فوكس) تم تعيينه للبت بمصير الإمبراطور الياباني هيروهيتو بعد استسلام اليابان بعد قنبلتي هيروشيما وناغازاكي. المهمة تأتي به إلى طوكيو، لكن دافعه الآخر معرفة ما حل بامرأة يابانية كان التقاها ولم يستطع نسيانها (إريكو هتسوني). ينجز المخرج بيتر وبر (الذي سبق أن حقق حفنة من الأفلام الصغيرة والمستقلة) عملا جادا في منحاه وجيدا في تنفيذه، باستثناء ذلك الكم من الحوار الذي يجهز على أي تشويق درامي ممكن.

Phantom (*3) من الحرب العالمية الثانية في «إمبراطور» إلى الحرب الباردة التي تلتها في «شبح»، فيلم من إخراج تود روبنسون وبطولة ديفيد دوكوفني وإد هاريس وشون باتريك. هنا كابتن غواصة نووية سوفياتية يجبر على إجراء تجارب عسكرية قد تشعل فتيل حرب جديدة. النية هنا تذكير العالم بأن العالم كاد ينتهي سنة 1968 (السنة التي تقع فيها الأحداث)، وأنه قد ينتهي في أي لحظة اليوم. أداء صلب من الممثلين المذكورين وعمل قلما نحصل عليه هذه الأيام.

Dead Man Down (*2) «سقوط ميت» يأتي أقل حياة مما كان عليه أن يكون. هنا كولين فارل يؤدي شخصية اليد اليمنى لرئيس عصابة في نيويورك يقع في شرك امرأة (نومي راباس) التي تريد مساعدته للانتقام من سائق أصابها بتشويه دائم. عودة إلى الشاشة بالنسبة لممثل لا نراه كثيرا هذه الأيام هو أرماند أسانتي (رئيس العصابة) ودور أميركي للممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير.

التقديرات:

(1*) ضعيف.. (2*) وسط.. (3*) جيد.. (4*) ممتاز.. (5*) تحفة

شباك التذاكر

1 (-) «Oz The Great and Powerful: $80.278.918» (2*) 

عودة السينما إلى أرض أوز في حكاية فانتازية نصف ناجحة.

2 (1) Jack the Giant Slayer: $10.545.330 (2*) مغامرات فانتازية يقودها نيكولاس هولت وإيوان مكروغر بحثا عن أميرة اختطفها العمالقة.

3 (2) Identity Thief: $6.787.104 (1*) ماليسا ماكارثي وجاسون بايتمان يتشاركان في بطولة كوميديا بلا ضحكات.

4 (-) Dead Man Down: $5.566.329 (2*) بوليسي عنيف حول عصابة مافياوية تنشق بفعل خروج كولين فارل عن تقاليدها.

5 (5) Snitch: $5.400.202 (3*) دواين جونسون يبحث عن ابنه المخطوف لكن الجمهور لا يبحث عن الفيلم.

6 (9) 21 and Over: $5.003.174 (1*) يتراجع هذا الفيلم الكوميدي الشبابي في ثاني أسابيع عرضه.

7 (7) Safe Haven: $3.856.993 (1*) المخرج الجيد لاسي هولستروم يقدم دراما أخف من المعتاد.

8 (8) Silver Linings Yearbook: $3.745.110 (3*) هذا الفيلم، بطولة برادلي كوبر، قصّة نجاح فريدة إذ حقق 168 مليون دولار بشكل مفاجئ.

9 (6) Escape From Planet Earth: $3.207.520 (2*) رسوم متحركة هي الفشل الكبير الأول للنوع هذا العام.

10 (4) The Last Exorcism 2: $2.399.898 (1*) التراجع الأكبر هو لهذا الفيلم المغموس بالرعب.

سنوات السينما

1932 - نبرة قوية

لم تشعر السينما بثقة كبيرة كما فعلت في ذلك العام مطلقة أعمالا عديدة من ألوان مختلفة. البوليسي العنيف مجسد في «ذو الوجه المشوه» لهوارد هوكس (الفيلم الذي أعاد برايان دي بالما إنجازه في الثمانينات)، طريد العدالة البريء «أنا لاجئ من عصبة السجن» لميرفن ليروي، المغامرة المحفوفة بالمخاطر في «متاعب في الفردوس» لإرنست لوبيتش و«شنغاي إكسبريس» لجوزيف فون شتينبرغ، والدراما العاطفية الكبيرة التي تقع أحداثها في الحرب العالمية الأولى «وداعا للسلاح» كما أخرجها فرانك بوزاج (عن رواية ارنست هيمنغواي).

هذا الأخير اعتبر من أفضل الأفلام العاطفية التي تقع على خلفية الحروب وذلك لسنوات عديدة لاحقة. وهو بالتأكيد يستحق مكانة بين هذا النوع من الأعمال، لكن مشاهدته اليوم تكشف عن قدر من المصادفات التي تتحكم بسرده، كما عن حس ميلودرامي لا يمكن الدفاع عنه. قام ببطولته غاري كوبر الذي يقع فيحب الممرضة هيلين هايز مثيرا غيرة الطبيب أدولف منجو.

الشرق الأوسط في

15/03/2013

 

السياح الأجانب يزورون الهند لمشاهدة مواقع التصوير

نجاح أفلام هندية يعزز السياحة السينمائية

نيودلهي: براكريتي غوبتا 

وضع فيلمان أجنبيان، أحدهما حصد أربع جوائز أوسكار والآخر أعطى دفعة إيجابية لسياحة السينما الهندية، وهما «حياة بي» و«ثلاثون دقيقة بعد منتصف الليل»، اللذان تم تصويرهما في الهند وارتبطا بمهرجان أوسكار، مدينتين هنديتين في مكانة هامة بالنسبة للسياحة الدولية.

أتى توم ميتشل، البريطاني البالغ من العمر 31 عاما وصديقته الفرنسية بعد مشاهدتهما فيلم «حياة بي» إلى الهند لمشاهدة المواقع الحقيقية التي تم تصوير الفيلم بها في بوندتشيري، المستعمرة الفرنسية السابقة في جنوبي الهند.

وتقول جوليان، التي قد أمضت جزءا أساسيا من حياتها في فرنسا: «فوجئت برؤيتي بوندتشيري على نحو أسرني، كانت نسخة طبق الأصل في الطعام والناس والثقافة والعمارة من فرنسا. ذهبت أيضا إلى حديقة الحيوان التي ظهرت في الفيلم مملوكة لوالد بي والكثير من المواقع الأخرى، ويبدو من المثير مشاهدة المواقع الحقيقية التي تم تصوير الفيلم بها».

بعد عودتهما من رحلتهما في بوندتشيري، يبدو أن الزوجين يستعدان للسفر إلى مانيماجرا.

لقد تم تصوير الكثير من مشاهد فيلم «حياة بي» في المنطقة الاستعمارية المطلة على البحر التي أنشأها الفرنسيون، في شوارع عريضة تظللها صفوف من أشجار النيم، وتصطف بها بيوت موصدة، بعضها يعيش ملاكه فيه بشكل جزئي، بينما يمضون بقية الفترات في فرنسا. تأسست حدائق النباتات، حيث أقام والدا بي حديقة حيوان بها، أيضا على يد الفرنسيين كحديقة نباتية في عام 1826.

منذ فيلم «المليونير المتشرد» (Slumdog Millionaire)، الذي ركز على الهند وفاز بجوائز أوسكار، أصبحت الهند والأخبار التي تدور حولها تحظى بجاذبية خاصة بين صناع السينما الأجانب. هناك نحو 70 طلبا لم تبت فيه حكومة الهند بعد مقدم من مخرجين أجانب للتصوير في الهند.

بالمثل، عرف فيلم دراما الرعب الأخير، «ثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل» - الذي يروي قصة مطاردة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي رشح لخمس جوائز أوسكار - السائحين بموقع لم يسمعوا به من قبل - مانيماجرا، الذي ما زال محتفظا بسحر العالم القديم لمدينة صغيرة هندية. وفي فيلم «ثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل»، تظهر مانيماجرا في صورة مدينة أبوت آباد الباكستانية، حيث قتل أسامة بن لادن على يد القوات الخاصة الأميركية في مايو (أيار) 2011. وتظهر الممرات الضيقة والأسواق المكتظة والمنازل التقليدية وأطعمة الشوارع والحرف المحلية كمحاكاة واقعية لمدينة باكستانية صغيرة. بعد ساعتين من صعود بول إن جيه أوتوسون لاستلام جائزة أوسكار عن تركيب الصوت لفيلم «ثلاثين دقيقة بعد منتصف الليل» في لوس أنجليس، جابت سيدة أنحاء السوق في مانيماجرا لتوزيع الساموسا والشاي مجانا احتفالا بهذا النجاح.

ويقول المسافرون إنهم يعشقون النشاط الحماسي المحموم في مانيماجرا وإثارتها جنون الحشود كما لو كانت مدينة قديمة تعود للقرون الوسطى. يتمثل مصدر انجذاب النجوم لمانيماجرا في قلعة مانيماجرا القديمة التي تعود لما يقرب من 300 عام.

يقول بيت هاردي، وهو سائح من الولايات المتحدة: «في الشهر الماضي، أخبرني أحد الأصدقاء الأوروبيين، الذي أدى دورا صغيرا في الفيلم، بهذه المدينة». لقد قرأت عن المدينة من خلال نقد للفيلم في مجلة أميركية وقد أثارت اهتمامي. حاولت البحث عن المدينة عبر برنامج التصفح «غوغل»، فلم أجد الكثير من التفاصيل، ولكن ساعدني بعد ذلك موقع الإنترنت «إنكريديبل إنديا» في تحديد موقعها. إن هذه المدينة القديمة رائعة إلى حد مذهل؛ حيث إنه لم يتم اكتشافها ولم تطأها قدم من قبل على عكس معظم الأماكن الأميركية والأوروبية.

ومستغلة اهتمام السياح الأجانب بالموقعين الحقيقيين اللذين تم تصوير الفيلمين بهما، وضعت وزارة السياحة الهندية الثمانية عشر موقعا، التي تم فيها تصوير فيلم «حياة بي» في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة، على الخريطة السياحية للمدينة. وبدأ وزير السياحة الهندي كيه شيرانجيفي يروج لـ«أرض بي» مطلقا حملة مستوحاة من الفيلم. تهدف هذه الحملة متعددة اللغات التي تم إطلاقها باللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية والإسبانية واليابانية إلى جذب انتباه السياح المقبلين من آسيا وأوروبا إلى مدينة بوندتشيري من خلال عرض ملصقات حملة «أرض بي» في المكاتب الخارجية لهيئة التنمية السياحية الهندية.

وستشمل حملة «أرض بي» جوانب مبتكرة مثل رحلات خاصة إلى «أرض بي»، بالإضافة إلى الجولات السياحية. وتخطط الهيئات السياحية الهندية أيضا لإنشاء معارض ترويجية على الطرق في كل من هونغ كونغ وتايوان وغيرها من بلدان جنوب آسيا من أجل توسيع قاعدة برنامج زيارة السياح للهند، بحيث يتمكنون من القيام بجولة في مدينة بوندتشيري. نظرا لأن هذا الفيلم يحمل منحى روحيا، فإن هناك نطاقا واسعا متاحا لتعزيز المكانة الروحية المهمة لبوندتشيري من خلال جذب السياح من هذه البلدان.

وسيتم وضع قارب عليه عبارة «أرض بي» مع دمية على شكل نمر في موقعين بارزين في بوندتشيري لتوفير فرصة التقاط الصور من قبل السياح الزائرين. وسيتم توزيع قطع مكملة مثل قمصان وقبعات تحمل علامات تجارية للموقعين بين السياح، إلى جانب تصميم ألعاب فيديو إلكترونية تحاكي الفيلم.

الشرق الأوسط في

15/03/2013

 

منع "عن يهود مصر" يجدد الحديث عن أزمة الإبداع

تقرير- دينا دياب

مازال الإبداع فى مصر يبحث عن منقذ، بهذه الكلمات عبر المخرج أمير رمسيس عن حزنه من تعنت النظام فى التعامل مع الإبداع والسعى وراء كبته، بعد أن رفضت هيئة الرقابة على المصنفات الفنية عرض فيلمه التسجيلى «عن يهود مصر» بحجة لدواعي الأمن القومي.

وقال أمير: إن الأمن القومى رفض منحنا الورقة الأخيرة التي يتم عرض الفيلم بواسطتها في دور العرض رغم حصول الفيلم على تصريح للعرض العام دون ملاحظات من هيئة الرقابة على المصنفات، وحصوله على تصريح تصدير الفيلم وعرضه خارج مصر، في مهرجانات كثيرة منها مهرجان كاليفورونيا وامستردام للفيلم العربي.

القضية ليست فى رفض الرقابة على عرض الفيلم، ولكن هيبة الرقابة التى أصبحت مؤسسة ليس لها قرار فى الدولة رغم أنها جهة تشريعية وقرارها بالعرض لا يمكن أن تسقطه أى جهة أخرى فى مصر.

وترجع الأزمة كما طرحها منتج الفيلم «هيثم الخميسي» أن الشركة حصلت على تصريح من الرقابة على المصنفات الفنية عام 2010 على تصوير الفيلم  بعد الموافقة على السيناريو وبعد الانتهاء من مراحل إنتاجه من تصوير ومونتاچ وباقي العمليات الفنية ما يقرب من ثلاث سنوات حتى إبريل 2012، وأجازت الرقابة عرض الفيلم ضمن فعاليات الدورة الخامسة من بانوراما السينما الأوروبية فى أكتوبر 2012 برئاسة مريان خورى، وبعدها أجازت الرقابة سفر الفيلم  إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة فى  مهرجان بالم سبرينجز في ولاية كاليفورونيا فى ديسمبر 2012 بعد موافقة شخصية من وزير الثقافة الذى شاهد الفيلم بنفسه، وعندما قررت الشركة المنتجة تجديد عرض الفيلم داخل جمهورية مصر العربية، وحددت له  قاعات عرض سينمات رينيسانس يوم الأربعاء 13 مارس 2013، وبعد تقديم كافة الأوراق المطلوبة من خطابات الرسم النسبي من نقابات المهن السينمائية والتمثيلية والموسيقية، وشهادة مزاولة الإنتاج من قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة، لتقديمها للإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية، طلب الوزير مشاهدة الفيلم مرة أخرى بشكل شخصى، وأسقط كلمة الرقابة ورفضوا عرض الفيلم بحجة أن جهة أمنية طلبت مشاهدة الفيلم قبل تجديد الترخيص له بالعرض السينمائي ورفضته لأنه يدعو لعودة اليهود لمصر.

ونظرا لتعلق المشكلة بالإبداع أصدرت جبهة حرية الإبداع بيانا أكدت فيه ان هذا الأمر هو إرهاب للفكر وقمع للإبداع، وتضامنت مع فريق عمل الفيلم وحملت كافة الجهات المعنية هذا التجاوز والخسائر التى ستتكلفها الشركة المنتجة أو التى سيواجهها كل المبدعين فى مصر بداية من وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية ووزارة الداخلية.

علق الناقد مصطفى درويش رئيس هيئة الرقابة سابقا أن هذا القرار يعتبر انتهاكا لحرمة الرقابة وأننا نعيش فى عصر أسوأ من عصور الظلام الماضية، وقال إن الرقابة عندما تجيز عرض أى فيلم لابد أن تراعى موافقة الأمن القومى وخلافه من قرارات الأزهر والكنيسة فى مصر ولكن عندما تجيز فيلما وبعدها تسحب قرارها وتمنع عرضه فهى بذلك تؤكد على ضعف الثقة فى أى قرارات تصدرها بعد ذلك، خاصة أن هناك مئات الافلام التى تأتى من الخارج لتأخذ حق عرضها فى مصر، فمن الممكن ان توافق الرقابة مبدئيا وبعدما تتكلف الشركة المنتجة ارسال الفيلم وحجز مواعيد لعرضه والدعاية له ترفض عرضه بحجة أنها «رجعت فى كلامها».

وأشار درويش الي أن فكرة الرجوع فى القرارات أصبح هو سمة العصر الآن فى مصر.

الوفد المصرية في

15/03/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)