الصورة الأولى التي يكونها المشاهد عن الفيلم الجديد للممثلة الفرنسية
الشهيرة صوفي مارسو “أوقفوني” هي كالتالي: وجه لا تصنع فيه ولا تكلف، عيون
غائرة ومحاطة بهالة سوداء، وبين الشفة السفلى والذقن ثمة ندبة واضحة تدل
على أمر ما، أما الصوت فيكاد يخرج بالكاد من فمها وهي تتحدث إلى طفل صغير .
في هذه اللحظة لا نعرف اسماً لهذه المرأة ولا عمراً، لذلك الطفل الذي تتركه
وراءها ذات مساء لتتوجه إلى أحد مخافر الشرطة لتعترف بأنها هي التي قتلت
زوجها حين دفعته على حين غرة من الطابق الثامن قبل عشر سنوات، لأنها أرادت
أن تسقيه من الكأس نفسه الذي أشربها منه طوال عيشتها معه . في الماضي وصل
المحققون إلى أن الزوج مات منتحراً لكن الزوجة اليوم تريد أن تكشف الحقيقة،
فلماذا؟ هذه هي عقدة هذا الفيلم الذي تظهر فيه صوفي مارسو من جديد بعفويتها
المعهودة وحضورها المميز .
الحقيقة أنه بعد فيلم “يوم التنورة” للمخرج جان بول ليليتفلد الذي
صورته مع النجمة إيزابيل أدجاني، أراد هذا المخرج أن يترك بصمته من جديد
على قصة أخرى قوية، تتمحور حول شخصية “المذنبة” صوفي مارسو، والشرطية
المحققة التي تلعب دورها الممثلة (ميو ذ ميو) التي ترفض أن توقفها على
جريمتها التي اعترفت بها . الممثلتان تلعبان دورهما ببراعة ولكن هل لنا أن
نعرف المزيد عن الرواية؟ هذا ما أرادت أن تفصح عنه بعض الشيء صوفي مارسو في
لقائها الأخير مع مجلة “إيل” الفرنسية، علماً بأنها وافقت هذه المرة على
غير العادة أن تطمس ملامح صورتها نوعاً ما .
·
لم يكن متوقعاً أبداً أن نراك
بهذا الدور الذي تظهرين فيه قبيحة الشكل وتلعبين دوراً فيه من الإثارة
النفسية الكثير . ألم تترددي في تجسيد شخصية هذه المرأة؟
- عند قراءة السيناريو، كنت حريصة على معرفة النهاية، وفي تلك اللحظة شعرت
بأن الشخصية تملكتني أو لنقل غزت قرارة نفسي، ولذا كان من المستحيل أن
أرفضها . وأنا فخورة، ليس لما فعلت ولكن لأنني استطعت أن أحمل عبء فيلم
كهذا . أما بالنسبة لصورتي الجميلة المعروفة عند المشاهد، فأعتقد أنها تصبح
أمراً ثانوياً حينما نسعى إلى تجسيد الشخصية بشكلها الصحيح . والواقع أنني
فوجئت بأن يعرض عليّ دور هذه الزوجة التي بقيت لمدة طويلة تعيش عيشة الذل
والخضوع، وكنت أود أن أرى نفسي في دور الشرطية القوية والساخرة، ولكنها
مفاجأة حلوة للجمهور، وإذا كان ذلك مربكاً للمشاهدين، فهذا أفضل بكثير!
·
كيف تحضرت لمثل هذا الدور؟
- شاهدت أشرطة فيديو لنساء معنفات (تعرضن للعنف) وجئن يشتكين في مراكز
للشرطة، ولقد لاحظت أن غالبيتهن يشتركن في النقاط التالية: إنهن بلا
ماكياج، ويبدين حذراً شديداً من الآخرين ويبتعدن عن الأضواء، وذلك ليعطين
الانطباع أنهن تعرضن لعنف زوج مصاب في غالب الأحيان بجنون العظمة وبالغيرة
. أما بالنسبة للسياق، أي التواجد في تلك الشقة البسيطة والنظيفة، فقد
أيقظت في داخلي صوراً وذكريات أعادتني إلى جذوري وفعلياً لم يكن من الصعب
بالنسبة لي أن أسقط شخصية تلك المرأة على شخصيتي، حتى لو أننا صورنا
المشاهد في دونكيرك (بلدة تقع في إقليم نور باد كاليه بشمال فرنسا) فالشيء
المهم بالنسبة لي أن هذه المرأة لم تكن ضحية فحسب، بل توفرت لها أيضاً
الوسيلة لتكون حرة ولتكسر دائرة العنف التي تعيشها مع ابنها . لقد أقدمت
هذه المرأة على خيارات شجاعة، واستطاعت الخروج منها وهو أمر جدير أن يبرز
وأن نفسح المجال للحديث عنه .
·
هل تلعب الممثلة دورها بحرية
عندما لا تهمها مسألة الظهور بصورة جميلة أمام الكاميرا؟
- طبعاً، عندما لا يكون هناك ماكياج، باستثناء بعض الرتوش حول العيون وبعض
الندبات، فإننا نكسب الكثير من الوقت، وعندما لا نضطر إلى ارتداء فستان،
ولا كعب عال، اللهم إلا سروال جينز وسترة فقط فلا شك أننا نصل بسهولة إلى
قلب الشخصية وانفعالاتها .
·
هل كان تصوير الفيلم متعباً؟
- كان قاسياً خاصة أننا لم نكن نصور الفيلم في باريس، ولا شك أن عودة المرء
إلى عائلته في نهاية اليوم يخفف من وطأة الأشياء عليه، ولذا كان الحل
الوحيد أن تتقوقع داخل غرفتك بالفندق . والحقيقة أنه من المثير بالفعل أن
تكون مفعماً بالطاقة ومركزاً على ما يتطلبه منك الفيلم . فضلاً عن ذلك كنت
سعيدة بعملي مع النجمة ميو ميو فهي تنتمي إلى ثقافة تمسني عن قرب .
·
هناك لحظة مشرقة نريد أن
نسترجعها لك من خلال ذلك “الفلاش باك” حين كنت في سن أل 20 وكنت تستمتعين
بإحدى الحفلات التي التقيت بها بزوج المستقبل . وإنه لأمر رائع ان تتمكني
من لعب مثل هذه الاختلافات في سن ال46 واليوم أيضاً عندما نرى ضفائرك
ووشاحك الاسكتلندي، يخيل إلينا وكأنك في سن المراهقة كيف؟
- هذا صحيح وإنه لأمر ممتع وأنا من المحظوظات بالفعل، وأنا أعلم أنه أمر لن
يستمر للأبد ولذا أشعر بالسرور لأنني قادرة على تقديم أشياء في السينما من
خلال تجربتي كإنسانة وليس فقط كممثلة .
·
هل كان باستطاعتك أن تقعي تحت
هيمنة رجل عنيف بهذا الشكل، مثل هذه المرأة؟
- بالطبع! فالحب والصورة التي يفرضها عليك مجتمع أبوي كالذي نعيش فيه يمكن
أن يحفزا على وجود هذا الخطر، كما أنه من الصعب الهروب من أمر جبلنا عليه
منذ سن الطفولة .
تتعمد الابتعاد عن الإعلام
كندة علوش: الفن انعكاس لواقع
الشعوب
القاهرة - حسام عباس:
تنتظر عرض مسلسلها الجديد “على كف عفريت” مع النجم خالد الصاوي، وكانت
حاضرة في شهر رمضان الماضي بمسلسل “البلطجي” مع آسر ياسين، وعرض لها منذ
أشهر قليلة فيلم “برتيتا” الذي توجها بطلة أولى لأول مرة في السينما
المصرية، وتعتبره خطوة مهمة في مشوارها . وإن كانت الفنانة السورية كندة
علوش تعيش حالة دائمة من الحزن على ما يعانيه بلدها من قتل ودمار، فهي ترى
أن مشاركتها في الأعمال الفنية والمهرجانات جزء من دورها، وقد كانت مشاركة
بلجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأخيرة، ومن هنا
وعن أعمالها الجديدة كان معها هذا اللقاء .
·
ماذا استفدت من المشاركة في
عضوية لجان تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي؟
المشاركة أتاحت لي مشاهدة عدد من الأفلام السينمائية المهمة، خاصة من
الدول العربية، واستفدت الكثير منها واكتسبت خبرة في الحكم على الأعمال من
خلال احتكاكي بأعضاء لجنة التحكيم، واختياري من الأساس شرف كبير لي وتقدير
لقيمتي كفنانة .
·
ما تقييمك لمستوى السينما
العربية المشاركة في المهرجان؟
مستوى الأفلام كان رائعاً، وأوقعنا في مأزق اختيار الأفلام الفائزة،
ولاحظت المستوى المتميز في طرح موضوعات جريئة وذات قيمة، وكذلك على مستوى
التمثيل، ومثال على ذلك الفيلم المغربي “المغضوب عليهم” الفائز بجائزة في
المهرجان، رغم أن إنتاجه محدود .
·
هل تحمست لإقامة المهرجان رغم
الظروف الصعبة في مصر والوطن العربي؟
بكل تأكيد كان لابد من ذلك حتى يحافظ المهرجان على مكانته الدولية،
وحتى نعطي انطباعاً للعالم بأن الحياة قائمة ولم تتراجع الثقافة والفنون .
·
بعض أو كثير من النجوم والفنانين
لم يتحمسوا في هذه الظروف ولم يحضروا . . ما رأيك؟
احترم كل الآراء ولكل واحد خياراته، وأنا أعتبر أن مشاركتي هي جزء من
دوري الذي أؤمن به، فالفن مهم وهو انعكاس لواقع الشعوب وما تعانيه
المجتمعات .
·
شاركت أيضا بلجنة مهرجان
“تروبفست أريبيا” للأفلام القصيرة، فما أهميته من وجهة نظرك؟
أولاً، أنا من أشد المؤمنين بأهمية الأفلام القصيرة، لأن بها إبداعاً
حقيقياً، وتستوجب موهبة عميقة من العاملين بها، لأن الفكرة يتم اختصارها في
دقائق، وقد تحمست لهذا المهرجان لألتقي عدداً كبيراً من المبدعين الشباب
العرب، والمهرجان يبرز جيلاً واعياً لديه أفكار غير تقليدية تضاف للسينما
العربية .
·
نلاحظ حرصك في الفترة الأخيرة
على ارتداء اللون الأسود والابتعاد عن الإعلام، ما مبرر ذلك؟
الأسود لم أخلعه منذ اندلاع الثورة السورية ووقوع قتلى وشهداء، وأبتعد
عن الإعلام لأن الظروف لا تسمح وجرحي غائر وألمي كبير لما يحدث في بلدي،
ولا أجد مبرراً لكثرة الحديث في وسائل الإعلام .
·
ما الذي حمسك للعمل في مسلسل
“على كف عفريت” ودورك خلاله؟
المسلسل مميز مع نجم أعتز بالعمل معه، هو خالد الصاوي الذي قدمت معه
“أهل كايرو” وفيلم “الفاجومي”، وأترك الدور والشخصية ليكتشفها المشاهد بعد
عرض المسلسل حتى لا أحرقها .
·
هل ارتحت لعدم عرضه في رمضان،
كونك كنت حاضرة بمسلسل آخر هو “البلطجي”؟
لم أحسبها بهذا الشكل، لكن تأجيل عرض المسلسل ربما جاء في مصلحته
للزحام الشديد الذي شهده بعرض كم كبير من الأعمال في الشهر الكريم، وظلم
بعضها حيث كان من المستحيل أن يستوعب شهر واحد كل هذا الكم من الأعمال .
·
وماذا عن “البلطجي” وردود الفعل
حوله؟
المسلسل حقق نجاحاً جيداً ولا أعتبره ظلماً، لأنه عرض في إحدى أكثر
القنوات مشاهدة في الوطن العربي وحقق نسبة مشاهدة جيدة، ولقي ترحيباً من
النقاد والجمهور، وكان فرصة مهمة للعمل مع نجم شاب موهوب وواعد هو آسر
ياسين .
·
فيلم “برتيتا” عرض في موسم العيد
ولم يحقق نجاحاً، كما أكدت إيراداته لماذا؟
هذا الفيلم تعرض لظلم كبير، لأن عرضه تأجل أكثر من مرة منذ عامين
وموسم العيد، كما هو معلوم جمهوره ينحاز لأفلام خفيفة، والدعاية للفيلم لم
تكن مناسبة وأثرت فيه سلباً بكل تأكيد .
·
وما قيمته بالنسبة لك؟
أنا فخورة بهذا الفيلم تحديداً، لأنه يعد بمثابة بطولة حقيقية وكبيرة
لي، وقدمت خلاله دوراً مهماً سعدت به، رغم ترددي في البداية .
·
ماذا أخافك منه؟
حجم الدور أخافني، لأني تعودت على البطولة الجماعية ومنذ عامين كنت
مازلت جديدة على الساحة في مصر، ولم أكن قد قرأت الشخصية جيداً، ولكن بعد
أن جلست مع المخرج شريف مندور ودرست الشخصية، تحمست لها وسعدت بالتجربة مع
فريق عمل مميز ضم عمرو يوسف وأحمد السعدني وأحمد صفوت ودينا فؤاد وأحمد
زاهر ومادلين طبر .
·
هل أخذتك الدراما المصرية من
السورية؟
للأسف الوضع في بلدي لا يسمح وقد تراجعت الأعمال كثيراً، ورغم ذلك
شاركت مؤخراً في مسلسل “بنات العيلة” ضمن فريق عمله السوري، وكان معنا ضيوف
من مصر ودول أخرى .
تدافع عن الطفولة ومشكلة المهاجرين
غير الشرعيين
أليس تاجليوني: أعيش حلمي
بعد الحادث الأليم الذي ألم بها وأدى إلى مقتل صديقتها جوسلين كيفرين
في نوفمبر/ تشرين الثاني ،2009 فضلت الممثلة الفرنسية أليس تاجليوني، التي
ظهرت في باكورة أعمال المخرجة صوفي لو لوش، الابتعاد عن استديوهات السينما
. ولكن في العام الماضي عادت مترددة في دور صغير في الفيلم البوليسي المثير
“الفريسة” إلى جانب الممثل البرت دوبنتيل للمخرج اريك فاليت .
لم يكن متوقعاً أن تقوم بهذا الدور ممثلة مثل أليس تميزت بأفلام كان
لها بصماتها على غرار فيلم
La bande du drugstore
قبل تمثيلها في سلسلة الأفلام الكوميدية العاطفية التي حققت نجاحاً
جماهيرياً، مثل فيلم “باريس- مانهاتن” من إخراج وودي ألن . أليس البالغة من
العمر 36 عاماً والتي لديها طفل في الخامسة من عمره، تشير إلى أن ما أقنعها
بقبول ذلك الدور الصغير هو أن الشخصية تحمل نفس اسمها، كما أن المرأة التي
جسدتها ترفض أن تكبر وتعيش في عالم خيالي ابتدعته من خيالها . يذكر أنه في
عام 1996 تم اختيار الممثلة أليس تاجليوني خريجة معهد الكونسرفاتوار الوطني
في باريس، حسب توجيهات أهلها، كملكة جمال لجزيرة كورسيكا، لكن الحلم
العائلي تبخر من أجل حبها للسينما . هذا الحلم الذي تصفه بقولها: هي لحظات
جميلة لكنها تأتي في الليل عندما نكون نياماً وغالباً ما يسألونني عن الحلم
الذي راودني في الليل، فأسخر قليلاً من الأحلام لأنها تخيفني، وأفضل أن
أقول إنني أعيش حلمي بدلاً من القول إنني أحلم .
عن تجربتها السينمائية الجديدة بفيلم “كوكي” للمخرجة ليا فازير، تتحدث
أليس التي يصفونها بساحرة السينما الفرنسية إلى مجلة باري ماتش، وفي هذا
الفيلم تجسد دور أرملة تسعى جاهدة إلى مساعدة طفل صيني لا يحمل أوراقا
رسمية في بلد مثل فرنسا .
·
في فيلم “كوكي” تجسدين دور امرأة
شابة فقدت زوجها وطفلها ثم تستقبل طفلا صينيا أبعد عن والدته تبذل كل جهد
ممكن لإعادة الطفل إلى أمه، ومن هذا المنطلق تعود بدورها إلى الحياة . فهل
قبلت بسهولة هذا الدور عندما اقترحته عليك صديقتك المخرجة ليا فازير؟
- لم أواجه مشكلة في قراءة السيناريو، لأنني كنت
أثق في اختيار ليا التي أصبحت صديقة مقربة منذ فيلم “عالمنا لا يرحم” .
لكنها المرة الأولى في حياتي التي أذهب فيها إلى مكان التصوير وأنا مترددة
بعض الشيء، فقبل يوم من التصوير، لم أكن في وضع نفسي جيد وكانت تساورني
الشكوك إذ لم يسبق لي التعبيرعن مشاعر حميمة إلى هذا الحد، وكنت أتساءل هل
سأتمكن من ترجمة هشاشة هذه الشخصية بمصداقية؟ وباختصار، تساءلت هل أنا
ممثلة بالفعل؟
·
لعمل هذا الفيلم، كان عليك أن
تظهري جزءاً من ضعف الشخصية، فلماذا كان من الصعب عليك الكشف عن ذلك من
قبل؟
- ذلك حرك أشياء في نفسي لا يمكن تفسيرها بسهولة
وهي تعود لفترة بعيدة، فكل لحظة سعيدة في حياتنا لها جانبها المظلم وثمة
كثير من المشاعر المرتبطة بالطفولة الأولى التي كنا نشعر فيها أحياناً
بالوحدة الرهيبة، والواقع أنا لدي الكثير من تلك اللحظات التي لم يسبق لي
أن بحت بها، والتي لست مضطرة للكشف عنها هنا .
·
هل ثمة مشاهد صعب عليك تصويرها؟
- بالطبع وهي المشاهد التي تتطلب قدراً كبيراً من
العواطف وعلى وجه التحديد، أحد المشاهد التي وجدت فيها نفسي وحيدة مع
ذكرياتي أمام الكاميرا . فلقد انهمرت دموعي مثل نبع فضفاض لمدة ساعتين،
وعندما شرعت في تصوير المشهد توقف كل شيء . والحقيقة أن الضغط كان أكثر من
اللازم وكان ينبغي علي أن أنسى ما ظهر فجأة في نفسي لأعود إلى الشخصية التي
أجسدها .
·
هذا يعني أنك لا تسترجعين
الذكريات الشخصية لتضعي نفسك في حالات يتطلبها منك الدور؟
- عندما كنت حاملاً قبل أربع سنوات تقريباً، تابعت
لمدة شهر تدريباً في اللغة الإنجليزية مع جوردان بيزويك، الذي كان أستاذاً
في معهد لي ستراسبرغ المسرحي في نيويورك، وسرعان ما اكتشف لدي هذا الجانب
الغريب الذي لا يريد إظهار أي شيء في الغالب . ولذا كان بيزويك يطلب مني أن
أحفظ الأدوار المفعمة بالاكتئاب والهستيريا . لقد كان أمراً مروعاً وقلت
عندها: “يا طفلي المسكين، ما ذنبك كي أجعلك تعيش هذه المآسي؟! ومع ذلك لم
استطع أن أنفذ المطلوب لولا نصائح جوردان .
·
يبدو أنه يشبه بعض الشيء الدور
الذي لعبته في “باريس مانهاتن”، ألا تعتقدين أن بعض الأفلام هي شكل من
أشكال العلاج للممثل؟
- سرت على هذا النمط مع فيلم “كوكي” على مدى شهرين
من التصوير وشعرت اني أهتز من أعماقي، إذ لم يكن الأمر دوراً ولا مجرد لحظة
تافهة بل تطلب مني الدور الانكشاف والمواجهة والتحرر من خلال شخصية مليئة
بالعواطف التي لا يمكنني أن أعبر عنها في حياتي أو أنطق بها بكلمات، ولذا
أعتقد أن الأفلام هي المتنفس للممثل وشكل من أشكال العلاج . اليوم، لم أعد
شابة في سن المراهقة لكنني امرأة شابة، كبرت وفقدت بعض الأوهام وكأنني بدأت
أعيش حياة أخرى .
·
في حياتك لم يكن لديك أخت فكيف
كانت علاقتك مع الممثلة فرجينيا إيفيرا التي تؤدي هذا الدور في الفيلم؟
- قضيت وقتي معها وأنا أنكت وأضحك وكنا بالفعل مثل
فتاتين صغيرتين وأعتقد أن هذا هو الحال غالباً بين الممثلين عندما يتم
التعامل مع موضوعات خطيرة ومظلمة .
·
يقولون إن الحب يشفي كل
الجراحات، فهل أنت توافقين على هذه الرسالة المطروحة في الفيلم؟
- تماماً، فالحب هو السلطة العليا .
عمل مع كبار المخرجين في العالم قبل
تقديم أفلامه
محمد بنسودة: السينما المغربية تبحث عن
العالمية
مسقط - “الخليج”:
له العديد من الأفلام السينمائية الطويلة والتجريبية، وعمل مع الكثير
من النجوم العالميين لأكثر من عشر سنوات ونال عدداً من الجوائز .هو المخرج
المغربي محمد عهد بنسودة الذي زار السلطنة بدعوة من المعهد الدولي للإعلام
وجمعية السينما العمانية للقيام بدورة خاصة فيه بمجال الإخراج، فكان لنا
معه اللقاء التالي . .
·
هل هذه زيارتك الأولى للسلطنة؟
كلا، قمت بعدة زيارات للسلطنة حيث تربطني علاقات أخوية وثيقة مع عدة
أشخاص هنا، كما أشعر كأنني في بلدي، حيث أجد التشابه بين الإنسان المغربي
والعماني من جوانب نفسية واجتماعية عدة فأرتاح للتعامل مع العمانيين وأشعر
بالألفة . ولكن تعد هذه هي الزيارة الأولى لي التي تحمل طابع العمل .
·
وهل شاركت بأحد أفلامك في مهرجان
السينما في سلطنة عمان؟
نعم، كانت لي مشاركة في دورة 2010 بفيلم طويل بعنوان “موسم المشاوشة”،
وهو فيلم من التراث المغربي العربي حاولت من خلاله البحث عن شيء نعبر منه
نحو العالمية، مع المحافظة على تراثنا العربي أحبه الجمهور بسلطنة عمان
ونال جوائز وتنويه من لجنة التحكيم في المهرجان، كما حاز على جائزة الجمهور
في مهرجانات دولية، وجائزة الإخراج في مهرجان روتردام وفي نيويورك وعدة دول
أخرى .
·
من بين أفلامك أيها الأفضل؟
ليست لدي أفضلية فكل فيلم كانت له ميزة خاصة بالنسبة لي سواء أفلامي
الطويلة أو القصيرة، ولكل منها طابعه الخاص ومدرسته السينمائية، ثم إن
الأفضلية في الفيلم ليست من اختصاص المخرج بل يحددها الجمهور، وذلك يعود
أيضاً إلى السيناريو، فهناك من يحب الأفلام الاجتماعية وأنا منهم، وآخر
يفضل “الأكشن” .
·
ماذا عن النقاد؟ وكيف تقبلوا
أفلامك وقيّموها؟
بالنسبة لي الناقد يجب أن يصاحب المخرج منذ بداية العمل في كتابة
السيناريو وفي عملية الإخراج، فإذا جاء الناقد وتدخل بعد انتهاء الفيلم
وانتقده فهذه عملية تفقيرية للفيلم ولن تضيف له شيئاً، لذا عليه أن يتعامل
مع المخرج من البداية .
·
سنحت لك الفرصة للعمل مع مخرجين
و ممثلين عالميين ، حدثنا عن هذه التجربة؟
عملت مع ممثلين ومخرجين عالميين عدة في إطار تجربتي بالعمل كمساعد
مخرج في الفترة الممتدة ما بين 1993 إلى ،2001 أذكر منهم المخرج الفرنسي
القدير “جون ديلونوا”، و المخرج الفرنسي القدير الحائز على جائزة أوسكار
“كلود لولوش” وهو من أول المخرجين الفرنسيين الحائزين على جائزة الأوسكار،
وقد عملت في أحد أفلامه مع نخبة من النجوم العالميين أذكر منهم “باتريسيا
كاس” والممثل العالمي “جيريمي آيرون” . كما سنحت لي الفرصة بالعمل مع عدد
من المخرجين الإيطاليين، ومنهم القدير جوزيف بيترناتوري الذي يعد من أهم
رواد المدرسة الواقعية التي أحبها، وقد اشتغلت في فيلمه “مالينا” مع
الممثلة الكبيرة مونيكا بيلوتشي . وأيضاً عملت مع “هاري وينر” أحد عمالقة
السينما الأمريكية، ومع روجر يونك في سلسلة أفلام . كما كنت مسؤولاً عن
الكاستينغ في عدة أفلام، وعملت في الإنتاج مع النجم جان كلود فاندام .
·
كيف تقيم السينما المغربية بعد
هذه السنوات؟
السينما المغربية قطعت شوطاً ثانياً في عملية بناء السينما من بعد
المرحلة التأسيسية، حيث مرت بعدة محاولات أو تجارب قامت بها عدة أسماء في
المغرب ، وفي هذه المرحلة الحقيقية لصناعة السينما الثانية أسميها أنا
“المرحلة الذهبية” التي أسست لها سياسة جديدة، جاءت مع أناس جدد وعلى رأسهم
المدير الحالي “للبوكس أوفيس” المغربي نور الدين الصايل، وقامت الدولة
برعاية “البوكس أوفيس” وبتقديم الدعم المادي للأفلام، فأصبحت هناك وفرة في
الإنتاج، ورغم وجود منافسة مع الأفلام الأجنبية، لكن الفيلم الأول المتواجد
في “البوكس أوفيس” لدينا هو الفيلم المغربي، الآن أصبحت هناك جودة في
الأفلام على المستوى التقني وعلى مستوى الموضوع، إذاً يمكننا القول إن
السينما الآن انتقلت إلى مرحلة ثالثة هي البحث عن الذات ومرحلة إثبات الذات
والبحث عن العالمية ، فهناك تسويق للكفاءات .
·
ما هو فيلمك الجديد؟
فيلمي بعنوان “وراء الأبواب المغلقة”، وهو يتطرق لظاهرة التحرش من
خلال معالجة سينمائية مميزة أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور، وقد وصل إلى
مراحله النهائية و سأشارك به في عدة مهرجانات ومنها مهرجان السينما
العمانية دورة 2014 .
أبرزهم زكي مراد ونجاة علي وصالح
عبدالحي
نجوم من ذاكرة مصر القديمة
إيمان الشريف:
انبعثت من مصر حضارة الشرق القديم، وانتشرت معارفها وفنونها في
العالم، فأصبحت عبر التاريخ منارة للثقافة، وحفل الغناء والموسيقا المصرية
بالعديد من القوالب الفنية منها: الموال، والطقطوقة، والقصيدة، والموشح . .
ثم جاءت بعدها ألوان أكثر حداثة مثل: المونولوج بأنواعه المختلفة،
والثنائيات الغنائية أو ما يعرف بالديالوج، كذلك النجوى الليلية أو
الرينادة . كانت الموضوعات الغالبة على تلك القوالب الفنية هي العاطفية،
تليها الاجتماعية والوصفية، ثم الوطنية، وقبل كل ذلك الدينية . وفي تلك
الفترة ظهر نخبة من الفنانين الأوائل، نستعرض أبرزهم في هذه السطور .
الشيخ يوسف المنيلاوي ولد عام 1850 بحي منيل الروضة بالقاهرة، كان
أبوه مزارعاً ريفياً على جانب كبير من التقوى والصلاح، فحرص على تربية ابنه
تربية دينية، فألحقه بأحد مكاتب تحفيظ القرآن . كان الشيخ يوسف يتمتع بصوت
رخيم مما جعله يتردد على حلقات الانشاد التي كان يحييها مشاهير المنشدين .
وبدأ رحلته منشداً في شهر رمضان وفي احتفالات المولد النبوي حتى سمع الفنان
عبده الحامولي صوت الشيخ يوسف فأعجب به وشجعه على الغناء . سجل عدداً من
الأدوار والقصائد “اكذب نفسي عنك في كل ما أرى”، ودور “من قبل ما أهوى
الجمال”، وقصيدة “فتكات لحظك أم سيوف أبيك” . توفي الفنان الشيخ يوم 6
يونيو/حزيران 1911 بالقاهرة .
عبدالحي حلمي ولد عام 1857 بمدينة بني سويف، وهو أحد تلامذة الفنان
عبده الحامولي . كان يغني حسب هواه، إذا أراد غنى وإذا شاء عزف عنه، وكان
كثيراً ما يترك التخت ويخرج من صالة الغناء لمجرد أنه عزف عن الغناء، ورغم
ذلك كان منافساً قوياً للشيخ يوسف، إلا أنه لم يستطع أن يتربع على عرش
الغناء إلا بعد وفاة المنيلاوي من أشهر أغانيه: “يا لوعتي يا نصيبي”، “أهل
السماح الملاح”، “يا قلبي اترك المحبة”، “أراك عصي الدمع” . توفي عبدالحي
حلمي يوم 14 ابريل/نيسان 1912 .
الفنان زكي مراد بدأ حياته تاجراً بمحل بيع أقمشة بمدينة الإسكندرية،
وحينما وجد في نفسه الموهبة، درس في معهد الموسيقا . سجل لنفسه بعض
الأسطوانات التي مهدت له السبيل إلى الشهرة، وانهالت عليه العروض الفنية من
متعهدي الحفلات أمثال إبراهيم روشو والذي تزوج زكي من ابنته، وكان إحدى
ثمار هذا الزواج الفنانة ليلى مراد والملحن منير مراد . تأثر زكي مراد
بالفنان عبدالحي حلمي، وأدى دوراً في مسرحية “كليوباترا” أمام منيرة
المهدية بعد مرض سلامة حجازي عام 1910 . سافر زكي مراد إلى أمريكا في رحلة
فنية ربح منها مالاً كثيراً إلا أن الجمهور الذي صفق له في مصر نساه خلال
سفره .توفي الفنان زكي مراد تاركاً وراءه رصيداً فنياً كبيراً، من أشهر
أغانيه “ياللي جرحت القلب”، “صيد العصاري يا سمك”، “دلعني يا بابا شوية”،
“التفاحة والرمان”، “حبيب أنا من أول وجديد”، “الفؤاد مخلوق لحبك” .
الفنان صالح عبدالحي ولد 16 اغسطس/آب 1869 بدرب الحنفي بالقاهرة، نشأ
في بيت فني، ومارس الغناء عن طريق سماعه التواشيح، ثم تتلمذ على يد محمد
عمر أحد أكبر عازفي القانون في مصر والذين عملوا بتخت يوسف المنيلاوي
وعبدالحي حلمي . بدأ صالح عمله بغناء الموال حيث اجتذب إليه عدداً كبيراً
من “السميعة”، كان ينافسه في ذلك الوقت زكي مراد والسيد الصفتي ومحمد سالم
وأحمد فريد، إلا أن صالح تفوق عليهم جيمعاً، وعمل بفرقة منيرة المهدية عام
1929 بعد أن تركها محمد عبدالوهاب . استطاع صالح أن يغني أغاني من سبقوه
بكل أمانة وبلا تعديل، وبذلك استطعنا نحن سماع أغاني السابقين أمثال
إبراهيم القباني وداوود حسني . توفي الفنان صالح عبدالحي في 5 مايو/أيار
،1962 ومن أشهر أغانيه “يا ريت في قدرتي وفي إمكاني”، “بحر الصباية”،
“البخت والقسمة فين”، ومن اشهر تلاميذه إبراهيم حمودة ومحمد عبدالمطلب .
الفنانة نادرة ولدت في مدينة دمشق عام ،1907 وفي عام 1926 تركت دمشق
وجاءت إلى القاهرة، اعتلت مسرح رمسيس في أولى حفلاتها فلفتت أنظار الجميع
إليها وأصبحت حديث الناس لروعة غنائها. عام 1913 ظهرت في أول فيلم غنائي
مصري وبذلك يكون لها السبق قبل أم كلثوم ومنيرة المهدية ومحمد عبدالوهاب،
وأصبحت نادرة من المع نجوم الاذاعة عام 1934 فكانت تغني وتلحن، وبهذا
استطاعت أن تحتفظ باسمها اللامع، إلا إذا بدأت تتخلى عن الصف الأول وتتراجع
مما أصابها بعزلة تامة وأقعدها عن الفن .
الفنانة نجاة علي ولدت في القاهرة يوم 16 سبتمبر/أيلول ،1914 اتفق
الجميع في ذلك الوقت على أن نجاة كانت من أصغر المطربات وأجملهن، واعتلت
التخت وهي في عمر الخامسة عشرة عام ،1929 ثم توفي والدها بعد ذلك بعام، وقد
اشتهرت بأنها محافظة في طريقة حياتها وملبسها وخلقها . استطاعت نجاة في سبع
سنوات أن تصل إلى القمة وتحتل مكاناً سامياً في عالم الغناء والطرب أهلها
لأن تؤدي دور البطولة أمام الفنان محمد عبدالوهاب في فيلم “دموع الحب” .
مزجت بين الفن القديم من موال وقصيدة، وبين الفن الحديث بأرق ألحانه، من
أشهر أغاني نجاة علي “سلم على قلبي” للشاعر الراحل إمام الصفطاوي .
الفنان السيد الصفتي ولد عام ،1875 كان في البداية قارئاً للقرآن، ثم
تحول إلى الغناء بعد وفاة الفنان عبده الحامولي في سن السادسة والثلاثين .
كان الصفتي مطرباً عادياً موفور الحظ، حيث نال شهرة واسعة لكثرة تسجيلاته
للأسطوانات، كما عرف عنه حفظ الألحان وترديدها حيث غنى لداوود حسني
وإبراهيم القباني . تزوج بفنانة كبيرة هي “بمبة كشر” رئيسة العوالم في مصر
آنذاك، من أشهر أغانيه “القلب في حب الهوى”، “ياما أنت واحشني”، “يا قلبي
مالك صبحت بتشكي”، “الكمال في الملاح صدف” .
الخليج الإماراتية في
15/03/2013
عبدالوهاب.. «النهر الخالد»
ساعدته نشأته فى منزل أمير الشعراء أحمد شوقى على تمهيد طريق النجومية
أمامه، وبموهبته المنفردة استطاع أن يكون موسيقار الأجيال عن حق.
الموسيقار محمد عبدالوهاب الذى ولد فى 13 مارس مازال قادرا على جمع
الأجيال الجديدة حول موسيقاه وألحانه المتميزة التى حملت الفرح والشجن فى
نفس الوقت وفى الوقت الذى يحن فيه الشعب لاحساس القومية بفتح «الراديو»
ليستمتع لاوبريت الوطن الأكبر الذى استطاع أن يجمع فيه عبدالوهاب أفضل
الأصوات العربية لتجسيد معنى القومية وهذا بجانب أوبريت «الجيل الصاعد»
الذى لم يتمكن موسيقار غيره أن يقدم عملا مماثلا له، صاحب النيل الخالد
الذى قدم 8 أفلام لم يجد حتى اليوم عملاً درامياًيحكى سيرته الذاتية
للأجيال التى عشقت فنه بالرغم من كونه ضيف كل مسلسلات السير الذاتية التى
تم تقديمها.
وقالت نجوى فؤاد: من حسن حظى كراقصة أن الموسيقار الراحل محمد
عبدالوهاب أهدانى لحن «قمر 14» الذى رقصت عليه عام 1967 وكان هذا بناء على
إصرار وإلحاح منى وهذه كانت المرة الأولى التى يتم فيها تصميم قطعة موسيقية
لترقص عليها راقصة، لذلك اعتبر أن هذه الرقصة من أنجح التبلوهات
الاستعراضية التى قدمتها فى حياتى وأضافت نجوى أن هذا اللحن حملها مسئولية
كبيرة بعد النجاح الذى حققته.
وتابعت الفنانة نجوى فؤاد حديثها قائلة: إننى عشت سنوات طويلة بعد لحن
«قمر14» لم أجد لحناً فى روعة هذا العمل وتعاملت مع الكثير من الملحنين
منهم محمد الموجى، كمال الطويل، محمد سلطان وغيرهم الكثير لكننى لم أشعر
بنجاح مثلما ما حدث وقت عرض «قمر14».. وعن موسيقاه قالت نجوى: إنه كان يسمع
كل أنواع الموسيقى فى العالم ليواكب الجمال الموسيقى ويطور له نفسه ولم
يستطع أى ملحن أن ينافسه حتى الموسيقار رياض السنباطى الذى ابهر العالم
بموسيقاه أن يدخل فى دائرة المنافسة مع الأستاذ
وأشارت فؤاد إلى أنها كان يجمعها بموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب
علاقة جيدة منذ بداية مشوارها كراقصة فى أوائل الستينيات عندما قدمت أول
عمل وهو فيلم «شارع الحب» مع عبدالحليم حافظ حتى العام الذى توفى فيه
عبدالوهاب.
وروت نجوى أحد اللقاءات التى جمعتها بعدالوهاب قائلة: فى يوم من
الأيام كان محمد عبدالوهاب يقيم فى الفندق الذى تتم فيه بروفات أغنية «من
غير ليه» لعبدالحليم حافظ وكانت هذه الأغنية ستذاع من مسرح البالون وكنت
سأشارك برقصة فى هذه الحفلة وأثناء البروفات عبدالوهاب كان حريصاً على
متابعة كل خطوات الحفلة والتى خرجت بأفضل ما يكون.
وأنهت حديثها بالدعاء بالرحمن المغفرة له مؤكدة أن مصر لن تشهد
موسقيار عظيما وعبقريا مثل عبدالوهاب.
محمد ثروت:
الغناء أمامه حلم حققته
المطرب محمد ثروت قال إنه نال شرفًا كبيرًا عندما طلبه الموسيقار
الراحل محمد عبدالوهاب للغناء فى الحفل الذى أقيم فى لندن على مسرح «البيرت
هول» فى الذكرى الـ75 على مرور فن الموسيقار محمد عبدالوهاب وأضاف ثروت أن
الغناء أمام الموسيقار عبدالوهاب كان بمثابة حلم وتحقق والذى زاد سعادتى أن
الأستاذ عبدالوهاب الذى طلب منى أن أغنى أغنية «فى الليل لما خلى» حيث إن
هذه الأغنية من أصعب ما قدمه الموسيقار الراحل، ولم يتم تقديمها على المسرح
من قبل حتى أننى عندما بدأت فى بروفات الأغنية تم كتابة «نوتة موسيقية»
جديدة للأغنية وشارك أيضا عدد كبير من المطربين والملحنين فى هذا الحفل مثل
الملحن محمد الموجى الذى شارك كمطرب فى هذا الحفل وغنى أغنية «الصبا
والجمال» وأيضا المطرب هانى شاكر ونيللى ومدحت صالح، نادية مصطفى، عادل
مأمون، سوزان عطية والفنان الراحل شفيق جلال وبعد انتهاء الحفل وجدت فرحة
كبيرة فى أعين الأستاذ ولم أشهدها من قبل بسبب امتلاء المسرح عن آخره والذى
كان يوجد به أكثر من 14 ألف مشاهد.
حلمى بكر:
عمرو دياب كاد يطير عقله عندما طلبه الأستاذ للغناء
أكد الموسيقار حلمى بكر أنه كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالموسيقار
الراحل محمد عبدالوهاب وقال بكر إن عبدالوهاب كان ذو عقلية فنية كبيرة
ومتفردة وكان متطورًا بشكل غير طبيعى حيث تخطى العديد من الملحنين فى
أعماله ولذلك أطلق عليه «موسيقار الأجيال» وبجانب هذا لحن عبدالوهاب للعديد
من الفنانين الذى لم يكن لهم علاقة بالغناء الطربى حيث لحن للفنان إسماعيل
ياسين والفنان محمود شكوكو والفنانة نعمية عاكف.
وعلى الجانب الشخصى قال بكر إنه كان إنسانًا مثقفًا للغاية ويتحدث فى
جميع المجالات السياسية والفنية والاجتماعية والاقتصادية وهذا لأنه عاصر
عظماء السياسة فى مصر وكانت تربطه علاقة صداقة بالكثير من إعلام مصر فى
الاقتصاد والاجتماع والآدب وغيرها من المجالات الأخرى فكان يجلس يستمع فقط
وتعلم حتى أصبح على قدر كبير من الثقافة وتبدل الحال وأصبح يتحدث ويتلقى
منه الكثير، وكان يسعى دائما للتواصل مع المطربين الصغار بالرغم من اعتراضه
على الكثير من المدارس الموسيقية التى ظهرت بعد نكسة 67 وأتذكر فى أواخر
الثمانينيات طلب أحد أصدقاء الأستاذ أن يستمع إلى عمرو دياب فى أحد
الأمسيات التى كان يقيمها الأستاذ فى منزله وتوصل إلى عمرو دياب عن طريق
الصحفيين وعندما تحدث له قال: «أهلا بك يا أستاذ عمرو» وعندما سمع عمرو
دياب كلمة أستاذ كاد أن يطير عقله وهذا دليل كبير على احترام الموسيقار
الكبير للمواهب الشابة وأنهى بكر حديثه قائلا تكريما لما قدمه الموسيقار
الراحل طوال مشواره الفنى يجب أن نطلق مسابقة سنوية تحمل اسمه لاكتشاف
المواهب الشابة ويتم فيها الغناء لمحمد عبدالوهاب فقط ويدارس فيها تاريخ
عبدالوهاب الحافل.
الأوبرا تحتفل بذكرى موسيقار الأجيال
احتفلت دار الأوبرا أمس الخميس بذكرى ميلاد موسيقار الأجيال محمد
عبدالوهاب على خشبة المسرح الكبير وقدم الحفل فرقة عبدالحليم نويرة
للموسيقى العربية بقيادة المايسترو صلاح غباشى.. تضمن برنامج الحفل نخبة
مختارة من أعمال عبدالوهاب التى قدمها على مدار مشواره الفنى منها «أنا
وحدى يا ليل»، «خايف أقول اللى فى قلبى»، «نشيد الحرية»، «سكن الليل»،
«عاشق الروح»، «هليت يا ربيع»، «لامش أنا اللى أبكى»، «تهجرنى بحكاية»،
«أنت وعازولى»، «دارت الأيام»، و«موسيقى لحنى هدية»، «العيد»، و«نتبدى منين
الحكاية».. تغنى بهذه الأعمال كل من سماح عباس، هانى عامر، آيات فاروق،
عصام محمود، محمود عبدالحميد، سوزان ممدوح، وليد حيدر ورحاب عمر وفى نفس
اليوم ويقام حفل بدار أوبرا دمنهور قدمته فرقة أوبرا الإسكندرية للموسيقى
والغناء بقيادة المايسترو عبدالحميد عبدالغفار ومن المقرر أن يعاد الحفل
مساء اليوم الجمعة على مسرح سيد درويش «أوبرا الإسكندرية» ويتضمن فاصلين
الأول مجموعة من أعماله الغنائية منها فانتازيا نهاوند، جفنة علم الغزل،
ساكن قصادى، كل ده كان ليه، اللى يقدر على قلبى وأمل حياتى أداء نجوم
الفرقة محمد الخولى، سمية وجدى، أيمن مصطفى، مى الجبيلى ومروة حمدى.
أما الفاصل الثانى يشدو خلاله الفنان محسن فاروق بعدد من أعمال
ابداعات الموسيقار الراحل إلى جانب دويتو «يادى النعيم» بمشاركة المطربة
ندا غالب.. جدير بالذكر أن دار الأوبرا المصرية أعلنت عن عدة فعاليات
احتفالا بذكرى ميلاد محمد عبدالوهاب منها افتتاح متحف مقتنياته الخاصة
بمعهد الموسيقى العربية مجانا للجمهور لمدة 12 يومًا إلى جانب سلسلة حفلات
بمسارحها المختلفة تحييها فرق الموسيقى العربية التابعة لها.
على الجانب الآخر يحتفل صندوق التنمية الثقافية بذكرى موسيقار الأجيال
وينظم الحفل «بيت الغناء العربى» لعشاق ومن المقرر أن تكون احتفالية غنائية
وطربية كبرى بالقاعة الملكية بقصر المانسترلى، وذلك فى الثامنة مساء الأحد
31 مارس الجارى، يشارك بالحفل مجموعة من نجوم الموسيقى العربية والغناء
بفرقة «أساتذة الطرب» ومنهم: الفنانة «رحاب مطاوع»، «وليد حيدر» و«داليا
فؤاد» بمصاحبة سوليست كمان «محمد نصر» وبقيادة الفنان «محسن فاروق» ومن
الأعمال المقررة تقديمها بالحفل دويتو يادى النعيم، بفكر فى اللى ناسينى،
قلبى بيقولى كلام، «أحب أشوفك» بالاضافة إلى العديد من كنز تراثه الفنى
يحضر الحفل أسرة الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب ولفيف من الفنانين ونجوم
المجتمع.
سمير الإسكندرانى:
قدم معى أغنية «فرانكوآراب» دويتو
حب الفنان سمير الاسكندرانى للتجارب الموسيقية الجديدة كان سببا فى
معرفته بالفنان محمد عبد الوهاب وتعاونه معه فنياً ويحكى الاسكندرانى:
«عملت كمذيع بالبرنامج الايطالى وكنت أهوى تقديم الأغانى الأجنبية والتى
يكتبها ويلحنها مصريون ثم كونت الاذاعة فرقة غنائية وكنت أحد أعضائها وقامت
الاذاعة بالاعلان عن فرقتها وأسماء أعضائها بالتليفزيون. فاتصل الراحل عبد
الوهاب بمدير الاذاعة وقتها وكان عبد الحميد الحريرى وقد طلبنى بالاسم
معتمداً أنى مطرب أجنبى فكان يريد أن يقدم لى لحنا لأنه يريد تقديم فكرة «الفرانكو
آراب» أى الأغانى التى يكون نصفها عربى والآخر أجنبى وكنت أول مطرب يقوم
عبد الوهاب بتلحين أغنية أجنبية له.. حيث قام باهدائى لحنين أولهما لأغنية
«Siluery nile» أو النيل الفضى والآخر كان دويتو معه بعنوان «newer let mego»
أو «لا تهجرنى» وقدمت وقتها الجزء الانجليزى وغنى هو الجزء العربى بصوته.
وأضاف الاسكندرانى ان عبد الوهاب كان يتميز بروحه الشبابية المتجددة
حيث لم يكن متعالياً ويريد تعليم الاجيال الجديدة والمشاركة معهم ليضيفوا
لرصيده الفنى بفكرهم المتجدد.
نادية مصطفى:
اختار لى «البوسطجية اشتكوا» وقال لى: كنت كالخيل التى تمرح
لا تستطيع الفنانة نادية مصطفى نسيان كلمات الراحل محمد عبدالوهاب
وثنائه على أدائها حيث قالت: «قابلت الموسيقار الراحل لأول مرة داخل أحد
استوديوهات الإذاعة حيث كنت أقوم بتسجيل أغنية من ألحان حلمى بكر، وبعدما
انتهيت من التسجيل قال لى بكر إن الموسيقار الراحل دخل إلى الاستوديو
واستمع لغنائى وأبدى اعجابه الشديد بصوتى. فدعانى الفضول للحديث إليه وكنت
متخوفة بشدة خاصة أننى لم أكن أتوقع أنه شخص متواضع وجميل إلى هذا الحد.
وقد أشاد بشدة بصوتى ونبرته ومنذ ذلك الوقت لم نلتق لفترة كبيرة إلى أن
علمت من الشاعر عبدالوهاب محمد أنه بصدد اختيارى للتعاون معى خاصة أننى من
أفضل الأصوات الشبابية بالنسبة له.. وأنتظرت هذا التعاون إلى أن وجدته يتصل
بى ليخبرنى أنه قام باختيارى ضمن مجموعة المطربين الشباب الذين سيقومون
بإحياء حفل تكريمه بلندن.. وكنت أنا ضمن مجموعة من المطربين وقتها منهم
هانى شاكر ومدحت صالح الذى قدم دويتو مع نيللى ومحمد ثروت وسوزان عطية».
وأضافت قائلة: كنت أرغب وقتها بتقديم أغنية «الحب جميل» أثناء الحفل
ولكنه كان يختار لنا الأغانى التى سنقدمها فأصر على تقديمى لأغنية «البوسطجية
اشتكوا» وبالفعل كانت له رؤية عظيمة لمناسبة هذه الأغنية لنبرات صوتى، وبعد
انتهائى من الحفل قال لى إننى كنت مثل الخيل التى تمرح بدون توقف..وقالت
نادية إنها قد تعلمت الكثير من الموسيقار الراحل والذى تراه مميزًا لكونه
يستطيع التأقلم مع كل الأجيال الحديثة وموسيقاه متطورة لتواكب العصر.. وترى
أن الإعلام المصرى يجب أن يهتم أكثر بتراثه الفنى لكى يتعلم منه الأجيال
المقبلة، وكانت تتمنى العمل معه خاصة أنه كان دومًا يشيد بصوتها هى
وزميلتها سوزان عطية ولكن الوقت لم يسمح للتعاون معه وتقديم أغنية من
ألحانه.
أهم أعماله
- الوردة البيضاء عام 1933.
- دموع الحب عام 1935.
- يحيا الحب عام 1937.
- يوم سعيد عام 1939.
- ممنوع الحب عام 1942.
- رصاصة فى القلب عام 1944.
- لست ملاكا عام 1946.
- غزل البنات عام 1949.
روز اليوسف اليومية في
15/03/2013 |