حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«الإبداع يكْمُن فى التفاصيل»

على أبوشادى

الأربعاء 30-01-2013 09:56

 

عشرات الجوائز، وما يقرب من مائة ترشيح أخرى من بينها ثمانية فى مسابقة الأوسكار، هى حصاد الشهر الأول من هذا العام لفيلم المخرج ديڤيد أو. راسيل «Silver Lining Playbook».. ربما يعنى عنوان الفيلم، بالإنجليزية، دليلك إلى العثور على الجانب المشرق أو المضىء فى حياتك.. أى كيف ترى النصف الممتلئ من الكوب.. أو كيف تتمسك بأهداب شعاع الضوء الشاحب فى نهاية النفق.. وقد يعنى ذلك كله، فهو تعبير دقيق عن شخصيات الفيلم المريضة نفسياً التى تدرك أزمتها وتحاول أن تبحث -بشكل إيجابى- عن الشفاء.

بات الابن، بأداء سلس وبسيط وفهم عميق من «برادلى كوبر» لشخصية المدرس الذى أُصيب بصدمةٍ عصبية أدّت إلى نوع من الاختلال العقلى بسبب مشاهدته لزوجته «نيكى» التى يحبها بجنون، بين أحضان زميلهما مدرس التاريخ داخل حمّام منزله على أنغام أغنية زفافهما التى باتت سبباً لأن تنتابه حالة هياج شديدة حين سماعها.. يتصرف «بات»، ضد زوجته وعشيقها، بعدوانية استلزمت حكماً قضائياً بإيداعه أحد المصحات النفسية وعدم اقترابه من أى مكان توجد به الزوجة لمسافة ٥٠٠ متر مع فصله من عمله بالمدرسة.. بعد ثمانية أشهر يخرج «بات» من المستشفى بضمان والدته الشفوق الحنون دولوريس بأداء مُبْهر لـ«جاكى ويڤر» التى عبّرت بخبرة واقتدار عن مشاعر الأمومة من حب وخوف وحنان وشفقة تجاه ابنها، الذى ظل مسكوناً ومهموماً بفكرة العودة إلى زوجته!!

فى حفل عشاء يلتقى بات بتيفانى «چينيفر لورانس» التى دخلت حياته بطريقة عاصفة ومستفزة، فهى الأخرى تعانى من حالة إحباط واكتئاب بسبب مقتل زوجها فى حادث ولأنها فى لحظة انهيار ضاجعت أحد عشر زميلاً لها فى العمل فتم فصلها، وصارت توصف بالعاهرة.

تقتحم تيفانى عالم «بات» الذى يَجْفل من سلوكها الجرىء ومحاولاتها الاقتراب منه معلناً لها وبوضوح أنه ما زال يحب زوجته وأنه حريص على أن تعرف «نيكى» ذلك وأنه قد تغيّر إلى الأفضل.. تساومه تيفانى التى بدأت تشعر نحوه بانجذاب، أن تُسلم خطاباً منه لنيكى بشرط أن يكون رفيقها فى مسابقة الرقص السنوية التى تحاول أن تحقق ذاتها من خلالها، يوافق «بات» وأثناء التدريبات، تُسلمه تيفانى رداً من زوجته يبعث فيه الأمل فى العودة، بينما تتنامى مشاعرهما، إقدام واندفاع من تيفانى، ونُكوص مُتراخٍ من الجانب الآخر.

بانزعاجٍ وتوجس، تتابع أسرة بات الأم دولوريس والأب بأداء مُعجز للمخضرم القدير «روبرت دى نيرو» المتعصب لفريق «الإيجلز» لكرة القدم، وهو أيضاً تم منعه من حضور المباريات لسوء سلوكه، فاضطر لاستكمال مراهناته على الفريق من المنزل رغم خسارات متكررة -لسوء الحظ كما يتصور- تسبّبت فى فقدانه مطعماً كان يمتلكه، لذا حاول أن يجعل من «بات» تميمة حظ رغم فتور علاقتهما سابقاً، كما لا يتورع عن إعلان غضبه عليه لأنه فضّل أن يكون مع تيفانى على أن يشاهد المباراة التى راهن عليها الأب!

فى مواجهة حادة مع أسرة بات تكشف تيفانى للجميع خاصة الأب خلل تفكيره وأن فريقه انتصر مرات عديدة رغم وجود بات معها، وأن عليه أن يُعيد النظر فى قناعاته الواهية، يكتشف الأب صواب منطقها وخطأ تصوراته ومن ثم تبدأ داخله رحلة التغيّر خاصة تجاه بات.. يؤدى «دى نيرو» و«جينيفر لورانس» هذا المشهد بعبقرية وتكافؤ استحقا عليه ذلك الكم غير العادى من الجوائز والترشيحات. أثناء المشهد وفى خضم الحوار الملتهب، يدرك بات أن تيفانى هى التى كتبت رد رسالته فى محاولة منها لتحفيزه وبعث الأمل داخله فى استعادة زوجته التى يوقن الجميع أنها لن تعود إليه.. يقرر بات رغم تزوير الخطاب أن يستمر مع تيفانى فى مسابقة الرقص التى تنتهى بتفوق نسبى لهما واعتراف بات لتيفانى بأنه يحبها.

عشرات التفاصيل نسج منها السيناريو الذى أعدّه راسيل عن رواية «ماثيو كويك»، ملامح شخصياته السويّة أو المريضة ودوافع سلوكها ومبررات ردود أفعالها بقدر من الرومانسية ومساحة من الكوميديا النابعة من تباين المواقف وذكاء الحوار وملاءمته لكل شخصية من خلال بناء درامى كلاسيكى محكم، ورغم أن الحكاية تبدو مكررة.. علاقة بين رجل وامرأة تبدأ بمشاعر عدوانية تتحول تدريجياً إلى حالة حب ونهاية سعيدة، لكن عند راسيل يكمن الإبداع فى التفاصيل التى تلعب دوراً هاماً فى تطور وتغيّر الشخصيات، التى تعانى من حالة انكسار داخلى وتسعى أن تستمد القوة من الآخرين ويبحث كل منها عن فرصة للَمْلمَة شذرات روحه المتناثرة.

فى «Silver Lining Playbook» يمنحنا ديڤيد أو. راسيل عملاً مُفْعماً بالأمل والتفاؤل من خلال سيمفونية إنسانية يستحق الكثير من عازفيها التحية والتقدير.. والجوائز!

 

«على جثتى».. تحية لشاهين!

على أبوشادى

الأحد 27-01-2013 09:02

يبدو أن صنّاع فيلم «على جثتى»، تامر إبراهيم مؤلفاً ومحمد بكير مخرجاً وأحمد حلمى نجماً أرادوا تحية فنان السينما الكبير الراحل يوسف شاهين بمناسبة عيد ميلاده السابع والثمانين (٢٥ يناير ١٩٢٦) باستنساخ فيلمه الروائى الأول «بابا أمين» الذى عُرض عام ١٩٥٠، مع بعض عمليات الإحلال والإبدال فى المواقف والشخصيات لتتلاءم مع الواقع المعاصر، وشتَّان بين الأصل والصورة، فالأخيرة عادة ما تأتى باهتة، مفتقدة الروح التى تسرى فى جنبات الأصل.

أنجز «شاهين» فيلمه عن قصة له كتب لها السيناريو حسين حلمى المهندس والحوار على الزرقانى، تدور أحداثها حول الموظف البسيط أمين أفندى «حسين رياض» الذى يغريه صديقه «مبروك» بمشاركته فى مشروع تجارى يوفر له مكسباً سريعاً فيعطيه كل مدخراته دون إيصال أو ضمانات، لكنه يتوجس خيفة وتراوده الشكوك من أن تتبدد ثروته الصغيرة، تتوتر أعصابه لتهاجمه ما يشبه الأزمه القلبية ليوهمنا الفيلم أنه مات، ليلتقى فى السماء والده الراحل الذى ينهره على سوء تصرفه.. تتوالى الأحداث والكوارث على أسرته.. فى النهاية نعرف أنها أضغاث أحلام!

فى «على جثتى» يستبدل الأب الطيب العطوف، بزوج صارم مستبد، مهندس الديكور رءوف «أحمد حلمى» الذى تتملكه الشكوك - أيضاً- تجاه الآخرين، والابنة الشابة «فاتن حمامة» بزوجة مُطيعة مُذعنة سحر «غادة عادل» والطفل اللطيف نبيل «عصام» بطفل آخر مذعور، رفعت «مروان وجيه»، كما يحل المستشار نوح «حسن حسنى» محل والد أمين اللذان يتابعان مع أمين ورءوف ما يحدث فى الواقع.. فى الفيلمين تلعب الشخصيات الأربع دور المتفرج فى قاعة العرض، يرى أبطاله ويسمعهم وربما يحادثهم وهم لا يسمعونه بالطبع، يُعلق ويُحذر ويَغضب ويُنذر وينزعج من سلوكهم لكنه يظل بعيداً عنهم.

يُسْتبدل الحلم فى «بابا أمين» بالغيبوبة فى «على جثتى» وتتقارب الأحداث بل وتتشابه أحياناً، فيُصدم «رءوف» حين يرى زوجته ترقص فرحاً بموته والخلاص من قسوته وتجهمه، مثلما يبتئس أمين أفندى حين يرى ابنته تضطر للرقص فى أحد الكباريهات لتعول الأسرة.. كما يستبدل تغير سلوك جيران أمين أفندى بسوء سلوك موظفى مكتب رءوف واكتشافه رأيهم الحقيقى فيه.. ويأتى دور الصديق رجل الأعمال «خالد أبوالنجا» فى علاقته المُتَوَهَّمة بالزوجة سحر، بديلاً عن علاقة هدى «فاتن حمامة» بجارهم على «كمال الشناوى» مع تطابق موقفيهما المتَّسم بالشهامة تجاه أسرتى أمين ورءوف.

إذا كان «شاهين» قد اقتحم فى أول خمسينات القرن الماضى عالم الفانتازيا غير المألوف فى السينما المصرية وحلَّق بعيداً بخيال خصب خلَّاق، غير أن «حلمى» ومن معه افتقدوا ذلك إلى حدٍّ كبير، وإن تحاشى الفيلمان الإسفاف والابتذال واعتمدا على الموقف لتخليق اللحظة الكوميدية من خلال المفارقات التى يحفلان بها.

«على جثتى» الذى نَسِىَ أصحابه -أو تناسَوا- إهداءه إلى اسم يوسف شاهين، هو كولاج خاص جداً بأحمد حلمى ترددت فيه أصداء، ليست بالقليلة من «طريد الفردوس» لـ«فطين عبدالوهاب»، وشذرات من «حدوتة مصرية» لـ«شاهين» والعديد من الأعمال الأجنبية المشابهة، نجح حلمى، من خلالها، فى انتزاع الضحكات من جمهور تدافع للبحث عن بَسْمة عند نجمه المفضل، علّها تُخفف من وطأة الاكتئاب الذى يعانى منه الوطن والمواطن فى مصر الآن!

 

إسرائيل عربية.. فى دراسة فلسطينية!

على أبوشادى

الأحد 20-01-2013 10:33

كان أمراً صادماً ومؤسفاً بل مثيراً للدهشة والاستغراب أن تختار باحثة فلسطينية (نجوى سعدى) ثلاثة أفلام إسرائيلية: «شجرة الليمون، إخراج عيران ريكليس ٢٠٠٨» و«عطش، إخراج توفيق أبووائل ٢٠٠٤» و«عجمى، إخراج إسكندر قبطى ٢٠٠٩» للاستشهاد بها فى إطار دراستها المعنونة «معالجة القضايا الفلسطينية فى الدراما العربية»، وبالقطع فإن هذه الأفلام ليست من الإنتاج الدرامى -السينمائى أو التليفزيونى- العربى ولو أخرجها فلسطينيون، أو أنها إنتاج إسرائيلى - فلسطينى مشترك مثل «يد إلهية لإيليا سليمان ٢٠٠١» الذى لم يخضع للشروط الإسرائيلية، كى تجد -هذه الإفلام- مكانها فى دراسة علمية متخصصة، والأمر الأكثر غرابة أن الباحثة التى تقدمت برسالتها للحصول على درجة الماچستير من معهد البحوث والدراسات «العربية»!، رأت أنه كان «لا بد أن نتطرق لبعض الأعمال التى أنتجتها إسرائيل أو جهات أجنبية كى توضح (كما تَزْعم) بعض ما جاء فى هذه الأفلام من قضايا وكيفية معالجتها للقضايا المطروحة» وهو تبرير واهٍ يكشف عَوار منطقها، فهذه الأفلام تخدم وتدعم بالضرورة الرؤية الصهيونية للقضية الفلسطينية، وإن أظهرت بعض التعاطف الزائف والمراوغ، فى ذات الوقت الذى تجاهلت فيه الباحثة عشرات الأعمال لمخرجين فلسطينيين -عَمْداً أو كسلاً- مثل رشيد مشهراوى وآخر أفلام المخرجة الفلسطينية آن - مارى جاسر «لمّا شُفْتك» وغيرها من الأعمال السينمائية التى حاولت قراءة الواقع العربى المعاصر والتعبير عن معاناة المواطن الفلسطينى داخل وخارج الأرض المحتلة.

ربما كان من المحزن أيضاً أن تأتى نتائج الدراسة مخيبةً للآمال حيث أظهرت مدى هامشية القضية الفلسطينية عند منتجى وصناع الدراما العربية، فالأفلام السينمائية لم تتجاوز ٣٤ فيلماً روائياً طويلاً خلال العشرين سنة الأخيرة، وأن أهم الأعمال كانت بمشاركة أجنبية مثل «ملح هذا البحر» لآن - مارى جاسر (فلسطين - سويسرا - بلجيكا) و«باب الشمس» ليسرى نصر الله (مصر - فرنسا) و«المُرّ والرمان» لنجوى النجار (فلسطين - ألمانيا - فرنسا) و«الجنة الآن» لهانى أبوأسعد (فرنسا - ألمانيا - هولندا)، أو إنتاج أجنبى كامل مثل «خاص» إخراج سافيريو كوستانزو (إيطاليا) وقد تعرضت هذه الأعمال للعديد من جوانب القضية وأبعادها السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية كاشفة الآثار التى ترتبت على السطو الصهيونى على الأراضى الفلسطينية وفضح الممارسات الوحشية لجيش الاحتلال.

تؤكد الدراسة أن الدراما التليفزيونية لم تكن أفضل حالاً من السينمائية، ففى حين تم إنتاج ما يزيد على ألف مسلسل على الأقل، خلال نفس الفترة الزمنية (١٩٩٢-٢٠١٢) بمتوسط ٥٠ مسلسلاً سنوياً على المستوى العربى، إلّا أن القضية لم تحظ سوى بأربعة عشر مسلسلاً فقط هى التى اجترأت واخترقت حاجز الصمت المريب، وكلها إنتاج عربى/ عربى أى بمشاركات من دول أو شركات إنتاج عربية كان لسوريا النصيب الأكبر فيها.

بذلت الباحثة جهداً ملحوظاً -وإن جاء مجانياً فى مَوَاطن عديدة- فى إعداد هذه الرسالة التى ساهمت فى كشف القصور الواضح والإحجام الفاضح تجاه تناول هذه القضية القومية التى تشكل لب الصراع الدولى للهيمنة على المنطقة، كما تكشف عن مدى خفوت الحس الوطنى والقومى -بسبب نقص الوعى وغلبة المنطق التجارى- لدى كثير من المنتجين العرب، وتُشير إلى مسئولية الحكومة الفلسطينية والحكومات العربية التى تَصُم مَسامعنا كل يوم متشدقةً بالقضية ومُتأجرةً بها فى كثير من الأحيان.

إن الفنان يشد أزْر السياسى، وربما كان فيلم واحد أقوى تأثيراً من عشرات الخطب الرنانة فى إنعاش الذاكرة الإنسانية عربياً ودولياً، وهو ما لم يدركه -للأسف- تجار الشعارات الذين يزأرون ليل نهار فى معظم العواصم العربية: «خيبر.. خيبر يا يهود.. جيش محمد.. سوف يعود» و«بالملايين.. بالملايين.. ع القدس رايحين»!! وما زالوا -جميعاً- فى فراشهم قابعين!

 

حياة باى

على أبوشادى

الخميس 17-01-2013 10:25

عن رواية «حياة باى» الحائزة على جائزة البوكر عام 2002 للكاتب يان مارتل، حقق المخرج التايوانى القدير المقيم بأمريكا «إنج لى» فيلماً بنفس العنوان، وفيه نتابع رحلة حياة «باى مارتل» ابن الأسرة الهندية الهندوسية من الطفولة إلى الشباب، وكتب السيناريو «ديفيد ماجى» الذى اختار أن يبدأ من النهاية حيث يحكى الشاب لأحد الروائيين قصته ونتابع معهما -عبر الفلاش باك- تلك الرحلة التى بدأت مُغْرقةً فى الواقعية ثم تحولت تدريجياً إلى ما يشبه الرحلات الأسطورية أو رحلات السندباد البحرى فى ألف ليلة وليلة، تلك التى نعرف مسبقاً أن بطلها قد تخطّى كل الصعاب وعاد سالماً غانماً يحكى لنا بأسلوب آسر مشوِّق تفاصيل تلك الرحلة.

من البداية، يلفت الفيلم انتباهنا لتلك المسحة الصوفية العفوية لدى «باى» الطفل النباتى المتَّبع لتعاليم «كريشنا» إله الهندوس الذى عرف الله عن طريقه، وإيمانه بالسيد المسيح الذى أحب الله فى صورته، ثم تعرف على الإسلام وأقام الصلاة، فمنحت روحه السكينة والطمأنينة، أفق رحب تلمّسه الصبى بفطرته دون إحساس بأى تناقض، وحين نبهه أبوه أن المرء لا يمكن أن يسير فى ثلاثة دروب مرَّة واحدة، أجابه الفتى بيقين وثقة: إننى فقط أريد أن أحب الله!

بسبب رغبته فى أن يؤمن مستقبلاً أفضل لأسرته، قرر والد باى إغلاق حديقة الحيوانات التى يملكها والهجرة إلى كندا مع زوجته وولديه، باى وراڤى مصطحباً الحيوانات كى يبيعها هناك؛ لكن الرياح العاتية تأتى دائماً بما لا تشتهى السفن، أو ركابها فحوّلت السفينة التى استقلوها إلى حُطام لم ينجُ منه سوى «باى» الذى يجد نفسه مع أربعة حيوانات، قردة وحمار وحشى وضبع ونمر بنغالى ضخم، فى قارب نجاة وسط الأمواج الهادرة، وما لبث أن صار الفتى وحيداً فى مواجهة النمر المتوحش بعد أن التهم الضبع القرد والحمار الوحشى، ثم التهم النمر، الضبع لينفرد بالصبى وتبدأ المواجهة بينهما خلال الرحلة التى استمرت ٢٢٧ يوماً فى عرض المحيط ليقدمها إنج لى فى ساعتين بأُسلوب سينمائى مبهر وعبر تقنية 3D.

صبى فى الرابعة عشرة ونمر مفترس على سطح قارب صغير فى عرض البحر الذى يحوّله الفيلم -أى البحر- إلى شخصية درامية مشاركة ومحركة للأحداث -ربما نجد فيها أصداء رائعة هيمنجواى «العجوز والبحر»- فالمحيط هنا بمياهه الهادئة الحنون أو أمواجه الهادرة المجنونة قرين الحياة ذاتها التى نكابدها بتقلباتها ونواجه صعاباً قد تكون اختباراً لإيماننا وإيمان باى الذى رأى الله فى رحلته وآمن بقدرته وأنه هو من كتب له النجاة.

مئات التفاصيل شكلت ملامح رحلة باى وإصراره على البقاء حياً رغم النمر المتربص وإدراكه أن مصيرهما مشترك وأن عليهما أن يتعايشا ومن ثم ينجح فى ترويضه حتى صارا صديقين!

ثمانية أشهر إلّا قليلاً، أدار فيها الفيلم الصراع بين مكونات الحياة -الماء والبشر والحيوان- وقدم فيها إنج لى صورة مدهشة أنجزها مدير التصوير البارع «كلاوديو ميراندا» بكاميراه اليقظة فوق وتحت الماء متعاوناً مع طاقم فنانى المؤثرات البصرية المبهر الذى ساهم بقدر وافر فى تنفيذ رؤية الإخراج، متكاملاً مع مونتاج «تيم سكويرز» الذى استلهم إيقاع الموج حين يتسارع ثم يهدأ ليعود لاهثاً من جديد، وموسيقى «مايكل دانا» التى تهمس أحياناً وتصخَب أحياناً أخرى، تعلو هادرة فوق صوت الأمواج، وتنسحب حزينة محملة بالأسى كزبد البحر، تضيف لكل صورة بعداً جديداً يشكل معنىً مختلفاً، تتعانق تارة مع صوت البحر وتطارد مَوْجَة تارة ثانية، متناغمة مع باقى العناصر الفنية، فى ملحمة سينمائية ساحرة تحمل رؤية فكرية عميقة ورحبة للحياة الروحية للإنسان.

فى نهاية اللقاء مع الروائى، يتذكر باى أنه بعد نجاته، حضر إليه مندوبان من الشركة صاحبة السفينة الغارقة ليستفسرا عمّا حدث له وسبب غرق السفينة.. حكى لهما باى ما قصَّه علينا وعلى المؤلف لكنهما طلبا منه حكاية يمكن أن يصدِّقاها وتُقنع الشركة، فيروى لهم حكايةً أخرى دموية يلعب فيها دور النمر ويلعب فيها طباخ السفينة الفظ دور الضبع وبحَّار فى دور الحمار الوحشى وتلعب أم باى دور القردة ويقرر باى أنه قتل الطباخ الذى سبق أن ألقى بالبحار والأم فى البحر كطعم للسمك! ثم سأل باى الكاتب أى الروايتين يُصدِّق؟ فأجاب الأولى بالقطع.. هنا هتف باى: الله! وقد يقصد أن الله فى جانب الإيمان بالقدر والمشيئة، ومعنى الحياة.. حياتنا وحياة باى، وفى النهاية.. . أمامك الحكايتان -أو الطريقان- فاختر أنت ما تراه صواباً!

 

فى عيد ميلاده.. عبدالناصر والسينما

على أبوشادى

الأحد 13-01-2013 10:22

بعد يومين، وفى الخامس عشر من هذا الشهر (يناير) تكون الحياة قد قضت خمسة وتسعين عاماً منذ ميلاد جمال عبدالناصر، أحد أهم رجالات القرن العشرين العظام.. رجلٌ منح حياته لوطنه وشعبه الذى أجبره على البقاء حين أراد أن يتنحى.. فى حين هتفت ضد غيره حتى تخلّى.. رجلٌ تختلف معه ولا تختلف عليه.. قام بواجبه ومضى مكللاً بالغَار، لا بالعار، مثل لاحقيْه، ودّعه شعبه، رغم انكساره فى العام السابع والستين، بالملايين، فى سابقة لم تشهدها مصر إلا مع ثورة الخامس والعشرين.

لم تكُن السينما بعيدة عن عبدالناصر، عشقها وراح يمضى ليالى كثيرة فى رحابها، وبات موضوعاً للعديد من أفلامها، قبولاً أو رفضاً، حباً أو كراهية، تأييداً أو معارضة، أخذاً بالأسباب وتحليلاً للنتائج، أو إطلاق أحكام جائرة قائمة على مقدمات قاصرة.

فى كتابهما القيّم «عبدالناصر والسينما» يحاول أستاذ الفنون الليبى د. جمعة قاجة والناقد الفلسطينى بشار إبراهيم رصد وتحليل الأعمال السينمائية الروائية التى تناولت عبدالناصر فى حياته وبعد وفاته، فى لحظات الانتصار والانكسار، وماذا قدّمت ثورة يوليو للسينما فى عهده.

على غير ما يرى بعض المتنطعين الآن، احترم «ناصر» الفن والفنانين ومنحهم الأوسمة والنياشين، وأولى السينما رعاية ودعماً بداية من إنشاء صندوق للدعم وانتهاء بتجربة القطاع العام التى تم تشويهها عن عمد رغم أنها لم تستمر سوى ثمانية أعوام قدمت فيها ٢٦ مخرجاً جديداً من خريجى المعهد العالى للسينما ومن خارجه وهو رقم غير مسبوق إضافة إلى إنتاج ١٥٩ فيلماً جاء ثلاثون منها ضمن أفضل مائة فيلم فى تاريخ السينما المصرية.

على الجانب الآخر، أظهر الكاتبان العربيان صورة لسماحة عبدالناصر تجاه بعض الأفلام التى لامسته شخصياً وصوّره أحدها «شىء من الخوف لحسين كمال ١٩٦٩» كأنه رئيس عصابة، وسخر آخر «ميرامار لكمال الشيخ ١٩٦٩» من تنظيمه السياسى «الاتحاد الاشتراكى» ولمَّح ثالث «المتمردون لتوفيق صالح ١٩٦٨» إلى عجز الثورة عن العمل لصالح الشعب، بل ويدعو إلى الثورة على الثورة وقائدها الطبيب الذى يرمز إلى عبدالناصر مباشرة، كما أن معاول الهدم الحادة قد انهالت عليه وعلى نظامه فى الفترة الساداتية نقداً أو نفاقاً وتزلفاً للعهد الجديد الذى حاول أن يبنى مجداً زائفاً على أنقاض العهد السابق فظهرت مجموعة من الأفلام أُطلق عليها «أفلام مراكز القوى» أو سينما «التشهير السياسى» تناولت التجاوزات والانتهاكات التى قامت بها الأجهزة الأمنية بدعوى حماية الوطن مثل «كرنك على بدرخان ١٩٧٥» الذى كان بداية لظاهرة السينما المضادة التى عرفت باسم «الكرنكة» و«إحنا بتوع الأتوبيس لحسين كمال ١٩٧٩» الذى رأى المؤلفان أنه كان «أكثر دموية ومجانية وعبثية (.....) ولم يقدِّم (...) سوى الشتم والذم والقدح، وصلت إلى حد التشفى والشماتة فى عبدالناصر والقوات المسلحة المصرية»، وتوالت الأفلام «طائر الليل الحزين ليحيى العلمى ١٩٧٧» و«امرأة من زجاج لنادر جلال ١٩٧٧» و«وراء الشمس لمحمد راضى ١٩٧٨» و«العرّافة لعاطف سالم ١٩٨١» وغيرها تهيل التراب على الفترة الناصرية وقائدها.

لا شك أن هذه الانتهاكات اللاإنسانية قد لطخت ثوب الإنجازات المقدَّرة للثورة فى مجال العدالة الاجتماعية والتحرر الوطنى، وهو ما حاولت بعض الأفلام أن تُنَبّه إليه -على استحياء- فى عهد مبارك فكان «ناصر ٥٦» لمحمد فاضل «١٩٩٦» إحياء لواحد من أهم المواقف الوطنية فى تاريخ مصر المعاصر حين أمم جمال عبدالناصر قناة السويس عام ١٩٥٦، وقدّم الفيلم «درساً وكشفاً للكثير من حياة ناصر ونبضاته وهمومه واهتماماته وشعوره الوطنى الكبير».. حظى الفيلم بنجاح جماهيرى أثار حنق مبارك نفسه، وهو ما لم يحققه فيلم أنور القوادرى «جمال عبدالناصر» (١٩٩٩) بسبب ضعفه الفنى وإصرار صُنَّاعه على أن يقدموا سيرةً ذاتية لناصر من خلال الثلاثين سنة الأخيرة من حياته وهى فترة طويلة محتشدة بالأحداث كان من الصعب أن تستوعبها الدراما فى ساعتين مما أثقل على بنية الفيلم.

منح عبدالناصر الوطن حياته فأسبغ الشعب عليه حبّه، وودَّعه بالشدو الحزين، «يا جمال يا حبيب الملايين»، ورفع صورته -فى ثورة يناير- فوق كل الميادين!!

 

إنّهم يقتُلون الوطن

على أبوشادى

الأحد 06-01-2013 09:35

فى النهاية العاصفة لفيلم «البرىء» لوحيد حامد وعاطف الطيب، يلمح أحمد سبع الليل جندى الأمن المركزى من موقِعِه أعلى برج الحراسة، بأحد معسكرات الاعتقال، قائد المعسكر وزبانية التعذيب وزملاءه المجندين يقفون فى انتظار السيارة القادمة التى تحمل فوجاً جديداً من «أعداء الوطن» وِفْق تعبير قياداته التى أدرك أنهم كاذبون.. يصرخ سبع الليل صرخةً مدويةً تهتز منها فرائص القادة والجند، وقبل أن يفيقوا من ذهولهم، تنطلق رصاصات مدفعه الرشاش تحصد الكل، لاتفرِّق بين جلّاد وضحية.. رصاصات تذهب فى الاتجاه الخاطئ، فليس مكانها صدور زملائه بل كان عليها أن تتجه إلى الظروف التى أفرزت ذلك الوضع المأساوى.

كان «البرىء» يتمتع بوعى حاد وبصيرة نافذة.. يستشرف المستقبل بحس ثاقب حين يمد خيوط الواقع إلى آمادها ويستخلص من مفرداته صورة الغد، وهو ما تحقق بعد ذلك بقليل عندما انطلق الآلاف من جنود الأمن المركزى إلى الشوارع فى تمردٍ هستيرى تتملكهم حالة من العنف والوحشية وراحوا يحرقون ويدمرون كل ما يقع فى طريقهم من ممتلكات خاصة وعامة.. كان الفيلم يحذر من مغبّة تجاهل الواقع وينبّه إلى الهوْل القادم، لكن السلطة الغرورة أغمضت عينيها وأصمّت آذانها ولم تنتبه لصوت النذير ودفنت رأسها فى الرمال ولم تخرج منه إلّا مع دوىّ الرصاص ولهيب الحرائق.

فى نهاية مماثلة لفيلم «سواق الأوتوبيس» لنفس المخرج وتأليف بشير الديك، يقفز حسن سائق الأوتوبيس من مقعده مطارداً أحد النشالين.. يلحق به ويوسعه ضرباً وهو يصرخ «يا ولاد الكلب» رغم أن اللص الصغير، شأنه شأن حسن، ضحية اللصوص الكبار فى نظام اجتماعى واقتصادى فاسد، لكن ضربات السائق ذهبت أيضاًً فى الاتجاه الخاطئ.. أفلام خالد يوسف الأخيرة كانت أكثر وضوحاً وتحديداً، فحملت فى طياتها تحذيراً جلياً من ثورة الجياع من سكان العشوائيات التى تلتف حول المدن كحزام ناسف، هؤلاء الذين يئنّون من وطأة الفقر والقهر، مشيراًً إلى أنهم سينطلقون فى لحظة اليأس وغياب الأمل مثل مارد هائل يدمر الأخضر واليابس أو كجمل نفد صبره فراح يسحق كل ما يعترض طريقه.. وهو تخوف مشروع، ووارد أن تندفع الجماهير الهائجة الجائعة الغاضبة، لا لتعاقب الفاسدين من تجار الدنيا والدين الذين انصرفوا عن رعايتهم وانشغلوا بتحقيق مصالحهم فى التمكن والتمكين، بل إلى الاتجاه الخاطئ لتدمر ما تطاله أيديهم من ممتلكات الدولة والأفراد من أقرانهم المظلومين شأنهم والمقهورين.

جاءت ثورة الشباب السَلْمية فى يناير ٢٠١١ لتؤجل قليلاً تلك الثورة المحتملة والمرتقبة، لكن ما يعانيه الوطن حالياً من تردٍّ وانهيار على المستوى الاقتصادى وعدم تحقيق المطالب الأساسية للثورة من عيش وكرامة وعدالة اجتماعية، والتفات حكامه إلى معاركهم السياسية وإغفالهم حقوق غالبية كادحة وثقت بهم، سيشعل نارها من جديد، مثل ما حدث فى منطقة «أبوقير» فى الإسكندرية التى اعتبرها الإعلام بروفة لثورة الجياع، حيث حاصر الأهالى عمّال مصانع المنطقة طلباً لفرصة عمل شريفة وُعدوا بها ولم تأتِ أبداً.. مرَّة أخرى تذهب الضربات فى الاتجاه الخطأ!

أخطأت ضربات حسن وسبع الليل طريقها كما فعل أهالى عزب الطابية والحاج أحمد وحوض ٩ بـ«أبوقير»، وقد تستمر كذلك فى المرات القادمة فى غياب الوعى، بمن هم أعداء الوطن الحقيقيون الذين يتقدمون بنا إلى الخلف.. الآمنون، وهماً، فى قلاعهم.. غير آبهين بمصالح البلاد والعباد.. ولا يدركون أن ثورة الجياع لن تبقى ولن تذر!

إنهم يقتلون الوطن.. أليس كذلك؟؟

 

الساحر.. ٥٦

على أبوشادى

الأربعاء 02-01-2013 10:34

محفوظ عبدالرحمن أحد أنبغ وأقدر كُتاب الدراما العربية على مدى تاريخها، ومن القلائل الذين استطاعوا إعادة كتابة التاريخ، خاصةً تاريخ الشخصيات، بطريقةٍ منصفة بعيداً عن الإشادة أو الإدانة، ووُفِّق إلى حد كبير فى وضع هذه الشخصيات فى سياقها التاريخى سياسياً وثقافياً واجتماعياً، سابراً أعماقها، مضيئاً دواخلها، على المستوى الإنسانى، كما فى «المتنبى» و«امرئ القيس» و«سليمان الحلبى» و«عنترة» و«أم كلثوم» و«ناصر ٥٦»، ولأن محفوظ ناصرى الهوى ولايخفى انحيازه وانتماءه لمشروع عبدالناصر السياسى والاجتماعى، لكونه معاصراً ومعايشاً للظروف الداخلية والخارجية فى مصر منذ عام ١٩٥٢.. ولأنه ظل حريصاً على ألّا تتأثر أعماله الدرامية - إلى حدٍ كبير- بآرائه الشخصية، لذا آثر -حين قرر الكتابة عن عبدالناصر- أن يختار موقفاً وطنياً لا خلاف حوله ولا اختلاف عليه، حينما أعلن ناصر تأميم الشركة العالمية لقناة السويس شركة مساهمة مصرية فى ٢٦ يوليو ١٩٥٦ والظروف الموضوعية التى أحاطت بقرار التأميم، وما تلاه من عدوان غادر على مدينة بورسعيد.

كتب عبدالرحمن سيناريو «ناصر ٥٦» محدداً الفترة التاريخية (عام ١٩٥٦) ومركّزاً على ما تصوَّره درامياً من أحداث تعتمد على الوقائع وتسمح بمساحة من الخيال الفنى، وجسّده سينمائياً المخرج القدير محمد فاضل وأدّى الفنان الرائع الراحل أحمد زكى دور عبدالناصر باقتدار، حقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً أدّى إلى إثارة حفيظة مبارك وأوقف عرضه العام متسائلاً: «هو إحنا اللى بِنُحْكُم واللّا عبدالناصر؟؟!!» وإن اضطر بعد ذلك إلى السماح بعرضه تحت ضغط الجماهير العربية التى بدأت تتساءل عن أسباب المنع، وِفْق ما ذكره محفوظ عبدالرحمن فى حواره مع فايزة هنداوى الملحق بكتاب «سيناريو فيلم ناصر ٥٦» العدد ٦٩ من سلسلة «آفاق السينما» التى يرأس تحريرها الناقد والباحث وكاتب السيناريو د.وليد سيف وتَصْدُر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.

تضمَّن الكتاب النص الأصلى لسيناريو «ناصر ٥٦» مشفوعاً بدراسة مطوّلة للباحث السينمائى، وليد رشاد، حَفَلتْ بقدر كبير من التجرد والموضوعية، قارن فيها بين النص كما كتبه محفوظ والشريط الذى عُرض على الشاشة، ووفّر عبر سطورها للقرّاء من عشاق السينما والمهتمين بالثقافة السينمائية فرصة الاطِّلاع على المساحة الغائبة التى تفصل بين النص المكتوب والنص الفيلمى ودور المخرج فى المواءمة بين تصورات المؤلف ورؤية الإخراج وظروف التنفيذ وبقدر ما يحتمل زمن العرض، ففى ناصر، ذَكَر كاتب السيناريو أن النص المكتوب كان يحتاج إلى خمس ساعات عرض كاملة، فكان لزاماً عليه ومحمد فاضل أن يمارسا فضيلة الحذف ويعملا على الاختزال والتكثيف أو التعديل بتقديم أو تأخير بعض المشاهد أو دمجها سواء فى الصورة أو الحوار، وهو ما أفاض فيه الباحث بشكل تفصيلى مضاهياً بين السيناريو والشريط.

لاشك أن تجربة نشر النصوص السينمائية «المهمّة» كما كتبها مؤلفها، أو على الأقل توفيرها للباحثين، سوف يفتح آفاقاً جديدة لفهم العلاقة بين النصوص الأصلية وصورتها على الشاشة، فهناك الكثير من السيناريوهات المتميّزة سبق أن شوّهها الإخراج والأمثلة متوافرة فى تاريخ السينما.

مقدمة إنسانية ممتعة تصدّرت الكتاب، خطّها بقلمه الرشيق -بتواضع الكبار- محفوظ عبدالرحمن يفسِّر فيها علاقته، مع كثيرٌ من مجايليه بعبدالناصر، وانتقاله من المعارضة والرفض والانتقاد إلى مرحلة القبول والتأييد والانحياز، علاقة لخّصها أستاذنا يحيى حقى، تعليقاً على إحدى خطب عبدالناصر: «إنه ساحر»

.. . ما أحْوَجَنا الآن إلى سِحْرِه!

الوطن المصرية في

02/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)