حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أوليفر ستون المتغيّـر يتحدّث للوثائقية

محمد رُضا

 

فيلم أوليفر ستون الأخير «متوحّـشون» (عرض في ربيع 2012) حكى قصّـة صديقان يواجهان عصابة مخدرات مكسيكية كبيرة تريد السيطرة على تجارتهما الصغيرة. لإجبارهما على ذلك، تقوم العصابة باختطاف صديقتهما (المشتركة)، لكن الصديقان يواجهان العنف بالعنف، وكما في أفضل أفلام اليوم تتوالى حمامات الدم ويصبغ ذلك العنف كل شيء.

الفيلم ليس حكاية بوليسية عادية، وليس- رغم حبكته- عن أبطال خارقين للمألوف يدخلون ويخرجون من المشاهد الدموية بنجاح…. لكنه في الوقت نفسه ليس فيلماً فنيّـاً ولا جاء بالأهمية التي أرادها.  

لم ينجز الفيلم أي نجاح يُـذكر ولم يعني إسم مخرجه، أوليفر ستون، أي شيء يُذكر للجمهور. وانقسم النقاد حوله: من معجب مدهوش إلى رافض لا يقل دهشة كون أوليفر ستون كان وعداً كبيراً في أيام سابقة

قابلت أوليفر ستون في لوس أنجيليس وجلسنا في "ذ فور سيزنز» لنحو ساعة. كانت هذه المقابلة الثالثة معه (الأولى أجريتها قبل حضوره مهرجان دبي السينمائي سنة 2007 والثانية في مهرجان فنيسيا سنة 2009).

·     «متوحشون»، كما «إستدارة» و«ولدوا طبيعياً قتلة» فيلم عنيف، في مقابل «وول ستريت» مثلاً. هناك عنف الواقع الإقتصادي، لكنه عنف مستتر. كيف ترى ذلك؟

إذا كنت تعتقد أنه لا يوجد عنف في العالم فإنك في حالة نكران. كل منا فيه عنف. أعتقد أن هناك عنف طبيعي. ما أراه ضرورياً حين تبلغ سنّاً متقدّماً هو التفريق بين "عنف ضروري" و"عنف غير ضروري". عندما يقوم أحد شخصياتي الرئيسية بجريمة قتل لا داع لها أريد أن أقول أن تخطّـى الضرورة. لم يكن هناك واجباً بصرف النظر عن أنه اضطر إلى ذلك أم لا. لكن كما ذكرت، هذه تجارة لا تعرف حدود المنطق. وهناك في الفيلم احتمالات أخرى غير مطروقة- كان يمكن مثلاً للشابين قبول قيام "الكارتل" المكسيكي بشرائهما والعيش بنعيم لسنوات عديدة قادمة. كان العرض جيّداً أفضل مما يمكن جنيه من التجارة نفسها. لكنهما لم يقبلا.

·        ما الذي وجدته في ?كتاب دون وينزلو? مثيراً بالنسبة إليك لدرجة  تحويل الرواية إلى فيلم؟

لقد أحببت الكتاب. والمسألة تمّـت من دون تخطيط. وكيل أعمالي برايان لورد بعث لي بالكتاب وقال لي: "إقرأ هذا. إنه خاص". برايان لا يبعث لي بالكثير من السيناريوهات او الكتب وحين يفعل أنتبه جيّداً. قرأته سريعاً. قرأته على نحو متسارع ووجدته رواية مشوّقة تختلف عن الروايات الأخرى حول المخدّرات. هناك زاوية جديدة لها حول زارعي مخدّرات مستقلّين … شبّان من كاليفورنيا يزرعونها فإذا بها بعض أفضل منتوجات في العالم. أفضل من الوارد من أفغانستان او من فييتنام او من جامايكا او جنوب السودان. وهؤلاء يجدون أنفسهم فجأة مهددون بالسقوط تحت سيطرة المؤسسات الكبيرة.

·     في الفيلم هناك تعاطف مع تجار الماريوانا الصغار. لكن هل من المفترض بنا أن نؤيد التجار الصغار ضد الكبار او من الأجدر أن نتّخذ موقفاً واحداً من كليهما؟

طبعاً من موقف أخلاقي صارم لابد من وقفة ضد الجهتين، لكني لست هنا في وارد أن أكون شرطياً. المشاهد يستطيع اتخاذ الموقف الأخلاقي الذي يريد لأن الفيلم يتيح ذلك فهو لا يدعو لنصرة فريق على آخر او تحبيذ تجار صغار على تجار كبار. كلهم يعملون في حقل غير قانوني وخطر، لكن الذي استهواني، تكملة لسؤالك، هو ما ورد في الكتاب من أحداث. ولم تكن كل أحداث الفيلم من الكتاب وحده. كان لابد من إضافة بعض المفارقات. الكاتبان دون وينزلو  وشاين ساليمو وأنا اشتغلنا على الكتاب وطوّرناه إلى أن أصبح الفيلم الذي شاهدته.

·     حين كان أرنولد شوارتزنيغير حاكم الولاية حاول الحد من ذلك الرواج التجاري الكبير للمخدرات وفشل.

نعم. لكنهم أفشلوه. لقد حاول تصحيح ما يمكن تسميته بالمشكلة الصحيّة، لأن هذه هي التسمية الصحيحة لمشكلة الإدمان. الإدمان ليس جريمة  كجرائم القتل. لكنهم أفشلوه. حورب على نطاق كبير. الآخرون لا يريدون تغيير النظم المعمولة. هذا يشبه إدارة الدفاع. يشبه صناعة الأسلحة النووية… لا يريدون حلّـها. لا يريدون تغيير النظام حتى ولو كان التغيير هو الفعل الصحيح.  هناك من يستثمر في هذه الصناعة وصار من الصعب إيقفاها، وهذا ما يحدث في صناعة المخدّرات. لذلك أقول أننا سوف لن ننتصر في هذه الحرب. أبداً. مطلقاً. إنها كالحرب في أفغانستان او كالحرب في العراق. لا نستطيع إعلان نهاية لأي من هذين الحربين من دون الإعلان عن أن دخولهما كان جريمة. بالنسبة للمخدرات، لا أنادي بجعلها قانونية لكن على الأقل تغيير النظام الذي فشل في احتوائها.

·     ماذا عن أفلامك الأولى قبل ذلك؟ ألاحظ أن أوليفر ستون الذي كان ذا نبرة عالية في Platoon وSalvador وJFK و Born on the Fourth of July

يختلف اليوم عما كان عليه. صار أهدأ.

لا أعتقد. لو قلت ذلك عن فيلمي الأخير لما كان ذلك صحيحاً. لكن الذي يحدث هو أنك تعيش ظرفاً كان مليئاً بالأسئلة. أسئلة في بالك وأسئلة في بال المجتمع ككل. وهذه الأسئلة تتغير بتغيّر الظروف. تقول كل ما تريد قوله في فترة معيّنة ثم يصبح من التكرار أن تتوقف هناك وتعيده… طبعاً بحدود. ما الذي أستطيع مثلاً أن أضيفه على «مفرزة» في فيلم آخر طالما أن ما في الفيلم الآخر شبيه بالفيلم السابق. حرب فييتنام عولجت كثيراً في الأفلام من قبل مخرجين آخرين أحبهم جميعاً. وسعيد أنني كنت من بينهم، لكن ما قلته هناك ربما هو كل ما لديّ قوله حتى الآن. كذلك الحال بالنسبة لفيلم "جون ف. كندي"… لا تستطيع العودة إليه بنفس المعطيات وتتوقع أن تحدث اختلافاً.

·     لكن خذ «وول ستريت» و«وول ستريت: المال لا ينام" الذي حققته بعد 22 سنة على الجزء السابق. تجد أن الأول كان أكثر صدماً.

يتبع ذلك الظرف نفسه. الا تعتقد؟ حينها كان لا أحد يعلم ما الذي يدور. قدّمت عالماً جديداً للمشاهدين. قبل عامين أو بعد عشرين سنة من الفيلم الأول، هل تستطيع أن تقدّم الفيلم نفسه؟ لا. هل تستطيع أن تفاجيء المشاهدين كما فاجأتهم أول مرّة؟ لا أعتقد.

·        نهاية الفيلم الأول منذرة. نهاية الفيلم الثاني توفيقية.

أعتقد أن كل واحد من هذين الفيلمين ساهم في إحداث توعية خاصّـة به. حين تناولت موضوع المضاربة في البورصة وكيف يحقق البعض ثروات هائلة فيه تحت شعار "الجشع جيّد" كان الموضوع بأسره جديداً. في الفيلم الثاني لم يكن. لا تنسى أنه بين الفيلمين هناك أفلام أخرى تعرّضت إلى هذا الموضوع وأن «المال لا ينام» كان عليه أن يكمل قصّـة موجودة لا أن يؤسس لقصّـة جديدة.

·        ما هو العامل المشترك الذي تجده في كل أفلامك إذاً؟

أحب الأفلام التي تثير الركود او تدفع للبحث وتبيان الحقيقة. وأنا أبدأ بنفسي. عندما أقرأ سيناريو ما فإن ما أريده من ذلك السيناريو أن يثير لدي ردّ فعل من نوع يدفعني للبحث أكثر خارجه. هناك الكثير من السيناريوهات التي يتم تحقيقها التي لا يجد المخرج أي داع للبحث في أي جوانب متفرّعة. هذا كان الحال من فجر السينما. سيناريوهات كاملة او غير كاملة لكنها لا تدفع المخرج للإستزداة او لإضافة شيء ما عليها. هذا أتجنّبـه قدر المستطاع.

·     وتحاول تضمين أفلامك رسائل تتلاقى ومع ما يجول في بال المشاهدين اليوم أيضاً. أقصد "ألكسندر" والرغبة في السيطرة على العالم.

صحيح تماماً. خطّـة القائد الإغريقي، وأنا معجب جدّاً بالثقافة الإغريقية، كانت تطويع العالم بأسره وهو بدأ بالإنتشار في آسيا ومصر. بذلك هو أول قائد فكّـر بطريقة القيادات العسكرية الإستعمارية. أول من عمد إلى نظام الدكتاتوريات العالمية. هذا كان مثيراً لي وأعتقد أنه فتح تلك النافذة أمام المشاهدين ليربطوا بين الفيلم وأحداثه وبين الحاضر أيضاً.

·        هل لي أن أسألك عن المخرجين الملهمين في حياتك السينمائية؟ ممن تأثرت بهم أسلوبياً؟ 

أقدر الفيلم حين لا تعرف ما الذي سيحدث كما الحال في «متوحشون». كانت التجربة أشبه بحمام شمسي او برحلة رائعة تمر بالكثير من الإستدارات والمنعطفات. أردت صنعه على نحو يجعله ممتعاً للمشاهدين. هذا في رأيي أفضل ما يمكن إنجازه: تحقيق فيلم مهم في طرحه بأسلوب مثير. أستاذي في ذلك كان وسيبقى ألفرد هيتشكوك وستانلي كوبريك. هذان الشخصان يستطيعان دائماً أن يفرضا عليك النظر وإعادة النظر. نظرت إلى سام بكنباه وأفلامه الوسترن، وإلى سيرجيو ليوني وكيف ساهم في هذه السينما أيضاً. هناك أفلام ومخرجين عديدين ينتقل التأثير بينهم من دون شك.

الجزيرة الوثائقية في

30/01/2013

مهرجان الوثائقي لحقوق الإنسان الخامس في أوسلو

إعداد: نضال حمد

ينطلق في العاصمة النرويجية أوسلو يوم الخامس من شباط  - فبراير 2013 مهرجان الفيلم الوثائقي لحقوق الإنسان بطبعته الخامسة. وسوف تكون هناك أياما ست مليئة بالأفلام القادمة من القارات الخمس، ومنها بعض الأفلام التي تتحدث عن القضية الفلسطينية، الأطفال الأسرى الفلسطينيين وإعادة تأهيلهم والمشاكل التي يعانوا منها هم وأهاليهم. كذلك فيلم آخر عن النشاطات الفلسطينية ضد الجدار العازل ومصادرة الأراضي. وفيلمان من إنتاج الجزيرة الوثائقية. كما سيتخلل العروض مجموعة لقاءات وندوات حول الوضع الحالي لحقوق الإنسان وصناعة السينما الوثائقية والأفلام في العالم.

 تم تأسيس هذا المهرجان سنة 2003.  وهو مختص بالسينما الوثائقية التي تعنى بحقوق الإنسان والقضايا الاجتماعية والبيئية. ويحظى بتشجيع ودعم مؤسسات نرويجية كبيرة مثل مؤسسة الكلمة الحرة "فريت اورد" وبلدية أوسلو.  ويتم عرض معظم الأفلام والندوات الحوارية في دار الثقافة النرويجية بأوسلو أو في سينما فيكا. هذا العام تنطلق أعمال المهرجان يوم الخامس من شهر فبراير شباط وتنتهي يف العاشر منه.

الفيلم النرويجي "عندما يعود الأولاد" .. عن الأطفال المعتقلين والأسرى الفلسطينيين 

من أهم الأفلام التي ستشارك في المهرجان حيث سوف يعرض للمرة الأولى فيلم " عندما يعود الأولاد " للمخرجة النرويجية تونا اندرسون، سبق ان عرضته هذا الشهر قناة الجزيرة الانجليزية. ويتحدث الفيلم عن معاناة الأطفال الفلسطينيين المعتقلين، وكذلك عن الذين اعتقلوا لدى سلطات الاحتلال الصهيوني. وعن المشاكل التي عانى ويعاني منها هؤلاء الشبان وعائلاتهم.

تسلط المخرجة النرويجية تونا اندرسون الضوء على ثلاثة من الأولاد الفلسطينيين الصغار بعد أن قضوا عدة أشهر في السجون والمعتقلات "الإسرائيلية". وعن كيفية اعتقالهم و من ثم استقبالهم بعد العودة من السجن والبدء من جديد. ولا تنسى المخرجة ان تذكر بما يقوله عنهم الآخرين من المستقبلين بدموع الفرح، حيث يقولون أن هؤلاء الفتية كانوا محتجزين او معتقلين لأنهم من الأبطال. المخرجة اندرسون وطاقمها الصغير يتتبعون الفتية الثالثة عن كثب .. حيث ترصد أيضا و تتحدث عن المشاكل النفسية وآثار ذلك على حياتهم اليوم

فيلم عن "بدرس" الفلسطينية

من الأفلام الأخرى المشاركة والتي تهم المشاهد العربي فيلم  "بدرس" للمخرجة جوليا باشا ويتحدث الفيلم عن نضال احد النشطاء الفلسطينيين المدافعين عن الأرض الفلسطينية وضد المصادرة والجدار، وكذلك نشاطه ومعه السكان الفلسطينيين وأنصار يهود من حركة السلام الإسرائيلية"،ومتضامنين آخرين، من اجل رفض مصادرة وإقامة الجدار العازل على أراضي السكان الفلسطينيين. كما يظهر الفيلم ابنة هذا الناشط وهي تشارك والدها في هذه العملية النضالية الجماهيرية. هذا ويظهر الفيلم الذي أنتج سنة 2009 ويعاد عرضه في مهرجان أوسلو،" كيفية المواجهات و التعامل الصهيوني مع الفلسطينيين وأنصار السلام. فيما يؤكد الفيلم أيضا على ان "بدرس" جمعت كل القوى الفلسطينية من فتح وحماس والجبهات الفلسطينية الأخرى الى المتضامنين "الإسرائيليين" أنصار السلام وغيرهم، في مواجهة جيش الاحتلال وجنوده المدججين بالسلاح على بقعة وواحدة من الأرض اسمها بدرس.  تجدر الإشارة الى ان الفيلم يقدم كإنتاج " إسرائيلي"، أمريكي، فلسطيني مشترك.

أفلام أخرى تعالج قضايا الأرض والإنسان

هناك أفلام اخرى كثيرة مشاركة في المهرجان وتعالج قضايا حقوق الإنسان والأقليات وحرية التعبير والبيئة والقمع واللاجئين غير المرغوب فيهم وإذلال الآخرين.

 مثل فيلمين عن المثليين من اللاجئين الأجانب في النرويج وعنهم في انغولا حيث تعرض لأول مرة ضمن مهرجان أفلام حقوق الإنسان بطبعته الخامسة.. ويطالب الفيلم النرويجي كما أبطاله بالسماح لأي شخص بان يحب أي شخص يريده

 كذلك ستعرض أفلام عن العلاقة بين الدين وحقوق الإنسان. حيث تتم معالجة هذا الأمر سينمائيا.ويركز على هذا الموضوع في زمن الاقتصاد المعولم حيث تعالج قضايا حقوق الإنسان، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمناخ والدين والبيئة. وأيضا عن الحركات الاحتجاجية، حيث يعتقد القائمون على المهرجان أن الربيع العربي أعطى شرعية جديدة للاحتجاج وللحركات الاحتجاجية, ويعتقدون أنها ستؤدي الى التغيير السياسي في الواقع. وهذه الأفلام سوف تقدم للمشاهدين إجابات عن الموضوعات المطروحة، والتي سوف تتم مناقشتها من قبل الجمهور والمختصين في حلقات نقاش تقام على هامش المهرجان يوميا.. 

وهناك ايضا بعض الأفلام المشاركة مثل تلك التي تتحدث عن حركات الاحتجاج في انغولا، التيبت، روسيا البيضاء وروسيا .

  كما هناك أفلام مشاركة من كل من: رومانيا وسويسرا والولايات المتحدة والبوسنة والهرسك وانغولا والنرويج والتيبت والصين والهند وفرنسا وكندا وروسيا .

الجزيرة الوثائقية في

30/01/2013

"جانجو طليقا"..

تارنتينو محرر السينما والعبيد!

أمير العمري 

لاشك أن فيلم "جانجو طليقا" Django Unchained   ليس فقط أفضل أفلام مخرجه كوينتين تارانتينو منذ فيلمه ذائع الصيت "خيال رخيص" Pulp Fiction كما يرى كثيرون، بل إنه أفضل افلام تارينتينو على الإطلاق.

والسبب أن تارنتينو هنا لا يلعب بالشكل ويتلاعب به فقط، كما كان دأبه دائما في سائر أفلامه، بل يتجرأ أيضا ويقترب كثيرا، ربما كما لم يحدث من قبل في فيلم "هوليوودي" تقليدي، من موضوع شديد الحساسية في التاريخ الأمريكي المعاصر هو موضوع العبودية واستعباد السود في الجنوب الأمريكي تحديدا.

يقول تارانتينو في حوار صحفي نشر قبل عرض الفيلم، إن فكرة الفيلم جاءته بينما كان يؤلف كتابا عن المخرج الإيطالي سيرجيو كوربوتشي Sergio Corbucci . ولاشك أن تارنتينو شاهد فيلم كوربوتشي الشهير "جانجو" (1966) وهو أحد أكثر أفلام الويسترن الاسباجيتي تحقيقا للنجاح الجماهيري، وتأثر به كثيرا بل واقتبس منه أيضا بعض الأفكار.

في هذا الفيلم نرى بطلا غامضا لا اسم له (على غرار كلينت إيستوود بطل سيرجيو ليوني في "حفنة دولارات" ثم "مزيد من الدولارات") ينزل بلدة تتصارع فيها جماعتان: عصابة مكسيكية تقتل من أجل الحصول على الذهب، وعصابة من البيض الذي يرتدون القلنسوات الحمراء على غرار الكوكلوكس كلان.. يريدون القضاء على عصابة المكسيكيين. والبطل الذي يسعى للانتقام من عصابة البيض الذين قتلوا زوجته،  يجر خلفه من البداية كفنا أي صندوقا خشبيا كبيرا، وسرعان ما يحاول تأليب الجماعتين ضد بعضهما البعض لتحقيق هدفه وهو ينجح في إنقاذ امرأة بيضاء من فتك عصابة أغطية الرأس الحمراء، ثم يكشف في النهاية عن كنزه المخفي داحل الكفن الخشبي لنكتشف أنه مدفع رشاش ضخم يطلق مئات الرصاصات في الدقيقة!

كان بطل كوربوتشي رجلا أبيض، فيه من الغموض بقدر ما فيه من النبل، فهو ينحاز لجانب الحق ضد الشر، ويبدو أيضا كما لو كان مدفوعا بالانتقام لما تعرضت له زوجته على أيدي عصبة الأشرار. وقد اسند كوربوتشي دور البطولة في فيلمه هذا إلى فرانكو نيرو، ذلك الممثل الناشيء ذو العينين الزرقاوين الجامدتين على نحو غامض، الذي أصبح فيما بعد أحد كبارالنجوم في السينما الإيطالية.

امتدت سلسلة أفلام "جانجو" واستمرت في أفلام رخيصة التكاليف لسنوات طويلة (حتى 1987) وبلغت 30 فيلما تدور حول نفس الفكرة، أي البطل الخارق الذي لا يقهر، نصير البؤساء، وإن لم يكرر دي نيرو الدور سوى مرة واحدة في "جانجو يعود" إخراج نيللو روساتي، وهو عمليا خاتمة أفلام السلسلة.

تيمنا بجانجو القديم يستعين تارينتينو بفرانكو نيرو في دور ثانوي كضيف شرف في الفيلم، في إطلالة مدهشة بعد أن أصبح كهلا في الثانية والسبعين من عمره حاليا!

جانجو الأسود

إلا أن تارنتينو على العكس من كوربوتشي جعل بطله "جانجو" عبدا أسود في الجنوب الأمريكي، يخوض مغامرة ضخمة مع رفيقه (الدكتور شولتز) طبيب الأسنان الألماني الأصل، الذي هجر مهنته وأصبح يطارد المطلوبين للعدالة الفيدرالية الأمريكية، لكي يقتلهم ويعود بجثثهم لمبادلتها بالمال!

بعد أن يساعد جانجو شولتز في الكشف عن ثلاثة أشقياء وقتلهم، يمنح شولتز جانجو حريته ومبلغ 75 دولارا – كما وعده، ثم يعقد معه اتفاقا على أن يصبح شريكا له في عمله، وينتقل الاثنان من ولاية إلى أخرى، يحققان النجاح ويجنيان الثروة، وأخيرا يقرر شولتز أن يساعد رفيقه الذي يطلق عليه "جانجو فريمان" أي جانجو الحر، في تحرير زوجته من العبودية بعد أن يعرف أنها في ضيعة الأرستقراطي الإقطاعي "كاندي" (ليوناردو دي كابريو)  الذي يمتلك ضيعة ضخمة وعددا كبيرا من العبيد والجواري. وهناك تقع الكثير من المفارقات والمواجهات العنيفة ويلقى شولتز حتفه بينما يتمكن جانجو من النجاة بصحبة زوجته برومهيلدا.

هذه هي الحبكة الرئيسية للفيلم. لكن الفيلم تفاصيل وليس فقط حبكة عامة. وما يجعل من هذا الفيلم عملا كبيرا ليس سطحه الخارجي اللامع المثير، بل مكوناته وقدرة مخرجه وكاتبه (تارنتينو) في التلاعب بالأسلوب، مسلطا الأضواء على الكثير من الأفلام التي أحبها، مستخلصا منها ما يناسبه، فهو أولا يستعيد أجواء أفلام "الويسترن سباجيتي"، تلك النوعية من الأفلام التي أنتجت في إيطاليا وصوّر معظمها في إسبانيا، في الستينيات. وكانت هذه النوعية تختلف تماما عن أفلام الويسترن الأمريكي في اهتمام مخرجيها بالقضايا السياسية بشكل مجازي، فقد كانت تلك الفترة فترة الاهتمام الكبير بالماركسية والأفكار اليسارية وبزوغ دور الحزب الشيوعي الإيطالي (أكبر الأحزاب الشيوعية الأوروبية وقتها)، وكان معظم السينمائيين الإيطاليين البارزين من اليسار، وكانوا يهتمون بقضايا الفقراء ونقد السيطرة الرأسمالية حتى لو جعلوا المكسيكيين مثلا مرادفا للطبقة الفقيرة، وجعلوا الرأسماليين المتوحشين هم "رعاة البقر" المغامرين الباحثين عن الذهب أو عن استغلال الفقراء وسرقتهم، ولكن "البطل" الأسطوري- الذي كان يحمل أيضا سمات المخلص المسيحي، كان يتمكن من تنظيمهم وقيادتهم للتصدي للأشرار أو يقضي هو عليهم بحنكته وصبره وشدة بأسه.

تارنتينو يستعيد ذلك التقليد في استخدام هذا "النوع" genre للتعبير عن أفكار سياسية (تقدمية). وفيلمه يمكن النظر إليه على أنه صراع بين المقهورين (جانجو وزملاؤه العبيد وزوجته المستعبدة) والأمريكيين البيض الأثرياء الذي يراكمون الثروات ويمتلكون الإقطاعيات باستغلالهم لجهد وعرق هؤلاء العبيد. إن "جانجو طليقا" يمكن النظر إليه على أنه فيلم عن ذلك التوحش الرأسمالي الذي يدفع أيضا إلى ابتكار الكثير من أشكال التسلية التي تعكس نزعات همجية متوحشة سادية مغرقة في العنف: على السطح هناك الرقة والعذوبة في الاستقبال عندما يحل شولتز وجانجو ضيفين على ضيعة الرأسمالي (أو الإقطاعي) كاندي (دي كابريو)، حيث تستقبلهما شقيقته "لارا" بكل رقة وترحيب ونعومة، في اتساق مع ما هو معروف عن تقاليد الجنوب الجنوب الأمريكي في الكرم والحفاوة وحسن استقبال الضيوف، لكن تحت السطح هناك رغبة شرسة في انتهاز الفرصة، للحصول على أكبر المكاسب، في إنجاز صفقة ما تضمن تحقيق المال الذي هو الأهم.

عن العنف والملكية

الغرب عند تارينتينو متوحش، قاس، فظ، يمتلئ بالعنف والاستغلال في أبشع صوره. وهناك تناقض هائل بين تلك الصورة الرائعة الجذابة للمناظر الطبيعية، للحقول، للجبال، وبين ما يكمن هناك من عنف هدفه الحصول على المال وتراكم رأس المال. فالسيد الاقطاعي "كاندي" غليظ، متشكك، فظ في البداية، ولكنه يتحول إلى كائن مضياف رقيق مجامل بعد ان يقول له شولتزز إنهما جاءا لعقد صفقة معه.

ومن ضمن أشكال التسلية التي ابتدعها كاندي دفع عدد من العبيد على قتال بعضهم البعض حتى الموت. ويطلق تارنتينو على هذا النوع من العبيد "ماندينجو" Mandingo في استعادة واستلهام لفيلم بالعنوان نفسه ظهر عام 1975 من إخراج ريتشارد فليشر وبطولة جيمس ماسون وسوزان جورج وكان من أكثر الأفلام عنفا لدرجة أنه منع في الكثير من البلدان وظل ممنوعا في بريطانيا مثلا لخمسة وعشرين عاما!

العنف الذي يستمتع به كاندي يظهر في أبشع صوره عندما يطلق كلابه المتوحشة لتنهش لحم عبد كان يرغب في التراجع عن المصارعة حتى الموت خشية من المصير الذي ينتظره.

يدخل شولتز وجانجو في روع مضيفهما أنهما يرغبان في شراء عبد مقاتل من نوع الماندينجو مقابل أكبر مبلغ يخطر على البال في ذلك الوقت، أي 12 ألف دولار في حين أن ثمن العبد في أفضل الحالات لم يكن يتجاوز- كما يقال في الفيلم- 300 دولار!

والهدف هو تدبير خدعة لإنقاذ برومهيلدا – زوجة جانجو- التي تتكلم الألمانية بعد أن تعلمتها على أيدي الأسرة التي اشترتها من قبل. ويعرض شولتز الرغبة في الحصول عليها بالثمن المعتاد، بدعوى أنها " تجعله يشعر بالألفة مع لغته الأصلية التي يحن إليها كثيرا"!

يعمل لدى كاندي الإقطاعي زنجي يدعى ستيفن، هو رئيس الخدم في المنزل الكبير في الضيعة الإقطاعية التي تمتلئ بالحقول الشاسعة، هذا الزنجي رسم تارنتينو ملامح شخصيته على غرار شخصية "العم توم"، أي ذلك الأسود الذي يوظف بكل صدق وإخلاص، خدماته للسيد ويقدم له كل عون ويقف معه رغم كل ما يراه من ظلم وقسوة شديدة، لكنه على العكس من العم توم الطيب، يبدو ستيفن أكثر قسوة من السيد نفسه في تعامله مع عبيد وإمات القصر كما نرى. لكن ستيفن هو أيضا الذي يكشف "الخدعة" وبالتالي يفشل الرجلان في الحصول على ما يبغيان إلا بعد أن يوافق شولتز على دفع 12 ألف دولار مقابل برمهيلدا تحت التهديد بالسلاح. لكن الأمر لا ينتهي سوى بحمام من الدم حيث يموت شولتز ويلقى كاندي مصرعه، وينجح البطل في الفرار مع زوجته بعد أن يفجر المنزل

الجزيرة الوثائقية في

31/01/2013

قال ما كان يريد قوله وما عليه أن يقول

رحيل المخرج الياباني ناغيسا أوشيما

ندى الأزهري

لا يمكن لاسم المخرج الياباني  ناغيسا أوشيما أن يرد دون أن تلحق به "امبراطورية الحواس"، فيلمه الأشهر وأحد أكثر الأفلام اثارة للجدل في تاريخ السينما، والشريط الذي "أفزع الرقابة" في كل انحاء العالم.

المخرج الذي انطفأ منذ أيام في مستشفى بطوكيو عن عمر ناهز الثمانين، ولد عام 1932 في مدينة كيوتو العاصمة القديمة لليابان و درس الحقوق في جامعتها قبل أن يلتحق  باستوديوهات شوشيكو كمساعد مخرج. فيلمه الأول" مدينة الحب والأمل" الذي أنجزه عام 1959 كان ميلودراما قاسية عن حياة مراهق. في السنة التالية وضعه "حكايا الشباب القاسية" بموضوعه واسلوبه الإخراجي الجديد كأحد رواد الموجة الجديدة. لكن أوشيما البعيد عن التصنيفات الكاره لها، المتمرد في بلد يرسخ بثبات تحت تقاليده، كشف عن نزعته لاثارة الجدل و فكره الحر وشخصيته الاستقلالية في فيلمه التالي "ليل وضباب في اليابان"(1960) الذي تناول فيه حركة تمرد الشباب العشريني ضد المجتمع  وهذا على خلفية تجديد المعاهدة الأمنية بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية التي تسببت سنوات عشرة قبلها بمظاهرات عنيفة في اليابان. كان الفيلم سبب غضبه من شركة شوشيكو وانفصاله عنها بعد أن  سحبت الفيلم من دور العرض ثلاثة أيام بعد عرضه.

طوال سيرته المهنية تعامل اوشيما مع المواضيع المثيرة للجدل وخاصة الجنس والجريمة، ومن الشهوة إلى العنصرية مرورا بالمثلية و قانون الإعدام، حطم أوشيما كل الثوابت وأثار الفضائح في بلد محافظ شديد التمسك بالتقاليد والمظاهر. بيد أن قصصه، المأخوذة في أغلبها من قصص واقعية، كانت سبيله لانتقاد هذا الواقع ولدفع اليابانيين إلى النظر في المرآة كما صرح يوما. انتقد عنصرية مواطنيه في "الوقوع في الأسر" 1961 المأخوذ عن رواية لكينزابورو أوي الحائز على نوبل  وتطرق فيه إلى وقوع أسرى من الجنود الأمريكيين الأفريقيين وقت الحرب الثانية  في يد اليابانيين في قرية صغيرة، كذلك في "الموت شنقا" الذي انتقد فيه  حكم الإعدام والعنصرية اليابانية تجاه الأقلية الكورية في اليابان

لكن  لا جدال في أن فيلمه "امبراطورية الحواس" 1976، الذي كان ثمرة تعاون مع المنتج الفرنسي أناتول دومان الذي عمل مع الموجة الجديدة الفرنسية، كان السبب في شهرته العالمية. صور أوشيما في الفيلم بكل حرية كل ما لا يروق للرقابة من محرمات الجنس، وللمرة الأولى في اليابان تصور مشاهد جنسية كاملة....اثار الفيلم بعد عرضه في مهرجان "كان" موجات من الاستهجان واتهم  بالفحش والفجور ولاسيما في الولايات المتحدة ولم يعرض سوى في فرنسا ومنع عرضه في عدة بلدان، ولم يعرض بنسخته الكاملة في اليابان حتى اليوم بل عرضت نسخة ناقصة منه عام الفين. الفيلم المأخوذ عن قصة حقيقية صدمت اليابان في الثلاثينات يصور علاقة سادية مازوشية بين خادمة وسيدها، وعشق في حده الأقصى وعلاقة تقارب في عنفها الهوس.... عامان بعد فيلمه هذا  نال جائزة الإخراج في مهرجان كان عن "امبراطورية الشغف".

لكن أسلوب أوشيما ولغته السينمائية يدفعانه أبعد من الواقعية فاعتنائه بالشكل جعله مجددا قياسا إلى ما كان سائدا في أفلام الخمسينات السياسية الملتزمة. كما أن أفلامه هي ثمرة تفكير عميق وتأمل في مشكلات الرؤية الأخلاقية والحركات السياسية في بلده، وقد عبر من خلالها عن قلق واستيهامات اليابان المعاصر و الأضرار التي تركتها في النفسية اليابانية عهود سابقة من الاقطاعية والخضوع وأيضا الحرب العالمية الثانية

أوشيما الذي كان منجذبا أكثر نحو السينما العالمية أكثر منه نحو السينما اليابانية، حقق في 1986 "ماكس حبيبي" مع شارلوت رامبلنغ حول هوى برجوازية انكليزية بشمبانزي.  لكن هذا الفيلم كما افلامه اللاحقة لم تلق نفس النصيب من النجاح، وقد أصيب بجلطة دماغية في 96 ، إنما لم يمنعه كرسيه المتحرك من تحقيق فيلمه الأخير "تابو"  الذي صوره عام 1999 وشارك فيه الممثل والمخرج الياباني الشهير تاكيشي كيتانو. يكشف  الفيلم خبايا أكاديمية الساموراي في عهد ميجي(1868-1919) من خلال اهتمام يبديه ساموراي بطالب جديد.

قدم  اوشيما حوالي الخمسين فيلما بين الروائي والوثائقي القصير والطويل وعمل بعضها للتلفزيون، وكان أشهرها" 100 عام من السينما اليابانية" الذي حققه عام 1994 والذي صرح بشأنه" أتمنى ان تتخلص تلك السينما من يابانيتها"، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في مقالة عن المخرج.

كان أوشيما في الاعوام الأخيرة ضيفا دائما على برامج المنوعات اليابانية في التلفزيون وكان لا يهادن ولا يتوانى عن التصريح بما يرغب وكان له ذلك وكما قال أحد محاوريه في تغريدة نقلتها وكالة الأسوشيتدبرس " كنت أخشاه ولكنه كان كأخ علمني الكثير من الأشياء. اوشيما لم يكن يكترث اطلاقا بالتابو أو بكل ما يناسب (...) قال ما كان يريد قوله وما كان عليه أن يقول. من الصعب أن نجد شخصا مثله بعد الآن". 

تفقد السينما بموت أوشيما "المواطن في جمهورية السينما" صوتا جريئا طليعيا وسينمائيا خلاقا.. 

الجزيرة الوثائقية في

31/01/2013

 

مقعد بين الشاشتين

علي جثتي

بقلم : ماجدة موريس 

* أصبحت أفلام أحمد حلمي ضمن الأعمال الفنية التي ننتظرها متوقعين دائماً أن تضيف إلينا الدهشة علي أقل تقدير أو الضحك والابتسام غالبا إضافة إلي المتعة الفنية حين توضع الفكرة والسيناريو في إطار رؤية مخرج فنان.. وفي الفيلم الجديد لحلمي "علي جثتي" والذي يأتي بعد فيلم من أجمل أفلامه وهو "اكس لارج" يتوقع المشاهد أن يضيف إلي قائمته فيلماً يضاهي الفيلم السابق أو المجموعة الأسبق مثل "عسل أسود" أو "ألف مبروك" أو "أسف علي الازعاج" مثلاً.. لكن الأمر يختلف كثيراً حين تجئ الفكرة غير واضحة والمعالجة مشتتة والسيناريو أقل من المستوي المعتاد لهذا النجم. ثم يتوج هذا بإخراج لا يمتلك رؤية للدرجة التي يفلت فيها قيمة وأهمية التغيير الذي حدث للبطل بعد عودته من رحلة الغيبوبة الطويلة والمتقطعة التي عاشها أغلب الفيلم واكتشافه حقيقة من حوله.. هذا التغيير الذي يؤخر دراما الفيلم ويصل بالمشاهدين إلي القيمة التي يرسلها لنا عبر بطله بدا باهتاً وبارداً. ولا يعني صناع الفيلم. للدرجة التي تدفعهم إلي التجاوز عنه من أجل نهاية أكثر بروداً اجتمع فيها البطل مع "صديق الروح" الذي عرفه في فترات الغيبوبة قام بدوره الفنان حسن حسني بعد أن تخلص الصديق أيضا من "الغيبوبة المستديمة". ليجتمع الاثنان معاً أعلي حائط ستاند إعلان لشركة محمول. وليجذب هذا الإعلان العيون من أبطال الفيلم اللذان تضاءلا بداخله.

من المسلسلات إلي الأفلام

* بمشهد طويل للبطل نائم في سيارته في إشارة مرور. يبدأ المخرج محمد بكير عمله السينمائي الطويل الأول بعد مسلسلين جيدين لفتا إليه الأنظار. الأول هو "المواطن إكس" الذي أخرجه بالاشتراك مع مخرج آخر هو عثمان أبو لبن وعرض في رمضان 2011. ثم أخرج في رمضان الماضي "طرف ثالث" عن قصة وسيناريو هشام هلال. ولكن بينما كان عنصر التأليف من عناصر القوة في العملين التليفزيونيين له فإن التأليف هنا. وهو لمؤلف جديد هو تامر إبراهيم. هو من عناصر الضعف في "علي جثتي" الذي يمتلئ بالمبالغات والاستطرادات إضافة إلي عدم وضوح الفكرة أساساً وتشتتها. فنحن أمام مهندس ديكور يمتلك شركة للديكور والأثاث الحديث ومنزل علي أحدث طراز ولكنه. شخصياً. يبدو وكأنه منفصل عن زمانه وعمله. ملابسه عتيقة وشعره وشنبه ونظارته. قاس مع موظفيه بلا أسباب إلا تصوراته "أو هلوساته" التي يتخيلها عنهم حين يخاطبهم ولا يكترث بردودهم لأنه يتخيل ردوداً وأفعالاً أخري تزيد من قسوته معهم.. هل هي باراتويا.. أو سادية..؟ وفي بيته يواصل القسوة مع زوجته سحر "غادة عادل" وابنه الطفل المتفوق في دراسته والذي يتلقي مع ذلك عقابه وتوبيخه "إيه ده 98% بس" مع أوامر بقراءة البحتري وغيره من مفكري العصور السابقة.. لا توجد أية تفاصيل عن هذه "الحالة" لا من الماضي أو التاريخ العائلي أو أية مواقف تضيء لنا حالة بطل الفيلم وإنما علينا أن نتقبله كما هو. وأن نلغي تفاعلنا معه بإلغاء عقولنا. خاصة حين يقع بسيارته في النيل. ويخرج أمامنا بالبدلة والنظارة يحاول التواصل مع أي أحد جنب النيل حتي نكتشف أنه "روح البطل" وليس هو بكامله. ومتأخراً جداً نكتشف أن جسده مسجي علي سرير بمستشفي وأجهزة التنفس حوله يعاني من الغيبوبة. لكن بينما يفترض المنطق الدرامي أن تتوازن المشاهد بين "الروح" و"الجسد" لنري الحياة من خلال منظور الفيلم نفسه أي الزوجة والابن والشركة والناس. فإن الفيلم يشطح بنا إلي عالم البطل الروح مستغلاً مقابلته لروح أخري في شكل رجل يرتدي بدلة أنيقة وكان موظفاً كبيراً له خبرات تجتذب روح صاحبنا "حسن حسني في دور أداه بخفة ظل عالية" وهكذا يتحول الفيلم إلي مغامرات الأرواح أو الأشباح العائمة وتتراجع دراما الواقع لدرجة التهميش الشديد. باستثناء آخر هو "الزوجة" التي تتغير بعد أن تعرف أن الزوج كتب لها توكيلاً بإدارة عمله بين فترات الغيبوبة والصحوة والتي تداخلت في بعضها لدرجة السخف حين تري "الروح" تصور إعلاناً لأحمد السقا. ثم تستعيده بعد الصحوة.. بلا معني وأيضا حدوتة الصديق "خالد أبوالنجا" الذي ظهر بدون تمهيد. أما العاملين بالشركة. وبينهم ممثلون جيدون مثل سامي مغاوري "حسين" وادوارد "محمود" وآيتن عامر "نهير" وغيرهم من الوجوه الجديدة. فقد أنقذهم السيناريو الكثير وجاء المخرج ليضيف إليهم المزيد من التهميش وهو ما يبدو واضحاً في مشهد ما قبل النهاية. حين عاد رءوف من الغيبوبة وجلس يخاطبهم بالميكروفون معترفاً بما تغير بداخله تجاههم واحداً واحداً. فإن المخرج أبي أن يزحزح الكاميرا من علي وجه حلمي ليرينا ردود الأفعال علي وجوههم. وكأن البطل يخاطب نفسه. وكأن الفيلم يرتد بنا إلي زمن النجم الأوحد والذي قد يضطر إلي التنازل قليلاً من أجل آخر للضرورة. لكنه بدون هذا لا يسمح للآخرين إلا بالهاجس الضروري. هل هذه هي رغبات أحمد حلمي؟.. أم المخرج محمد بكير؟ فالمصور أحمد جبر لا يفعلها وحده.

magdamaurice1@yahoo.com

ليل و نهار

راحت عليكي يازوزو!

بقلم :محمد صلاح الدين 

* عيش يا ابن آدم بكر زي الشجر.. موت وأنت واقف زيه مطرحك.. ولا تنحني لمخلوق بشر أو حجر.. وشب فوق مهما الزمان جرحك!!

* المفروض أن تصبح عناوين الأفلام والمسرحيات الجديدة هي: التوافق. لم الشمل. الحوار الوطني. الحوار المجتمعي.. بدلاً من: دعوني أنتقم. دائرة الانتقام. الشك يا حبيبي. الأخوة الأعداء!

* شكلها كده أن كل لعيبة مصر حايتم تسريحها علي أندية الأقاليم.. أو يتم تسريحها بلب وسوداني وحمص وبطاطا علي الكورنيش!!

* أحلي حاجة تتم في وسط الهم والقبح الذي نعيشه هذه الأيام.. أن ملكات الجمال من كل الدول وبينهما مصر. يستعرضن كل يوم بالأزياء الوطنية ولباس البحر وأزياء السهرة.. الشعب يريد الملكات في مصر!

* من أطرف أغنيات سعد عبدالوهاب: يا سعادة البيه يا جنيه.. يهديك يرضيك والنبي خليك.. حاتفوتني مفلس ليه. محسوبك طالع عينيه.. من غيرك حاعمل إيه ياجنيه!!

* الكوميديان سامح حسين يصور حاليا فيلما بعنوان "كلبي دليلي" تأكيدا عن فطنة الحيوانات وذكائها.. لذلك أفكر في كتابة فيلم عنوانه "فأري دليلي"!!

* قليلون أصبحوا مثل قرص الاسبرين قد يمحو الصداع.. وكثيرون أصبحوا مثل قرص "السي دي" ولكن بوشين. حتما يجلب الصداع!

* القردة زوزو مازالت ترقص بإخلاص حتي نندهش.. مع اننا لم نعد نندهش من كثرة الرقص من حولنا.. راحت عليكي يازوزو!!

* مات وحيد سيف نبيل الهجرسي.. ماتت الكوميديا من كثرة الهم والنكد!

* تعجبت من أن صوت القاهرة المنوط بها انتاج مسلسلات وأفلام يؤكد بها ريادة مصر.. تتجه لعمل قناة تليفزيونية وكأن المشرحة ناقصة قتلة.. مع أن التليفزيون غرقان بالقنوات والترع والمصارف كمان!!

* الحرية مع الألم.. أكرم للانسان من العبودية مع السعادة..!

* من حوارات السينما المأثورة قول عماد حمدي في "ثرثرة فوق النيل "الفلاحة ماتت.. ولازم نسلم نفسنا!!

Salaheldin-g@hotmail.com

فركش

بقلم :ضياء دندش 

* رغم ان مذيعي الفضائيات الخاصة توقفوا تماماً عن ذكر سيرة القناة الدينية إلا أن قناة "الحافظ" بقيادة الأخ عاطف عبدالرشيد تعيش علي عرض فقرات لمذيعي القنوات الخاصة. وهاتك يا تقطيع من اللي قلبك يحبه لأنهم يقولون رأيهم من وجهة نظرهم التي لا تعجب يبقي فين حرية الرأي وعدم المصادرة.. وأنا كمسلم وموحد بالله تنقصني حاجات كتير متعلقة بالفقه والسنة والحديث فيما يخص حياتي وكنت أنتظر أن أعرفها من برنامج مثل "في الميزان" لأن مذيعة بدرجه دكتور ولكني أستمع فيه فقط لهجوم ضد الآخرين علي طول الخط.. ولا أملك إلا أن أقول رأيي.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..!!

* تصوروا ان مهرجان المركز الكاثوليكي السينمائي بعد أن اقترب عمره من الستين تخلي عن أحد مؤسسيه العظماء وهو "الأب مظلوم" وقام المسئولون بركنه علي الرف ومعاملته مثل خيل الحكومة والاكتفاء بتخصيص جائزة يتيمة باسمه.. كما تم الاستغناء عن خدمات ميشيل اسكندر وجوزيف فكري وكانا العقل المفكر للمهرجان الذي فقد كثيراً من قيمته بتجميد الثلاثة المحترمين والاستعانة بمن هو أقل كفاءة وخبرة.. وننتظر العودة إلي الحق لأنها فضيلة قبل انهيار كيان سينمائي كبير..!!

* تصوروا الكارثة التي تعيشها كل جهات الانتاج.. الجميع خائف ومرعوب من غد وبعد غد وينتظر ما ستنتهي إليه الاحتفالات والأحداث.. وللأسف لن يحدث شيء.. وكل حاجة هاتعدي زي اللي قبلها.. تظل المشكلة ان موسم اجازة نصف السنة السينمائي انضرب والدور علي موسم رمضان الذي يقترب.. وربنا يستر..!

* سمعت ان فيلم "علي جثتي" بطولة أحمد حلمي اتسرق قبل ماينزل السوق بكام يوم وبيتعرض علي اليوتيوب.. وأول ما تبادر لذهني ان هناك مؤامرة ضد "حلمي" لأنه الوحيد الذي يحافظ علي مستواه وجماهيريته وشعبيته.. وأهمس في أذنه مع إن كلكم هاتعرفوا: "عدوك ابن كارك.. ياميدو"..!!

* سبحان من له لدوام.. في يوم واحد رحل عن عالمنا اثنان من كبار الكوميديانات في العالم العربي.. نبيل الهجرسي ووحيد سيف.. وإذا ببرنامج لا يعرف ميزان العدل يستغل المناسبة وبدلاً من الترحم عليهما وطلب المغفرة لهما يتباري الضيوف في تلقين أهل الفن مالذ وطاب باعتبار هؤلاء الضيوف وصايا علي الناس..!! ربنا يرحمنا جميعاً.

الجمهورية المصرية في

30/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)