حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

"روح 45" الفيلم التسجيلي الجديد لكن لوتش

أمير العمري

 

عرض ضمن احتفالية خاصة في الدورة الثالثة والستين من مهرجان برلين السينمائي الأخير الفيلم التسجيلي الطويل "روح 45" The Spirit of 45  للمخرج البريطاني كن لوتش، وهو أول فيلم تسجيلي له منذ أن قدم فيلمه التسجيلي السياسي "اللهيب المتقطع" The Flickering Flame عام 1999.

الفيلم الجديد الذي يقع في 96 دقيقة، يتناول في سياق يوحي بالنوستالجيا أو الحنين إلى الماضي، ما يمكن أن نطلق عليه "عصر الصعود وسقوط دولة الخدمات الإجتماعية في بريطانيا"، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945 حتى يومنا هذا، مرورا بالحقبة التاتشرية التي تميزت بالميل الشرس من جانب حكومة حزب المحافظين بزعامة المرأة الحديدية (مرجريت تاتشر) إلى تغليب مصلحة المستثمرين الرأسماليين من طبقة رجال الأعمال (البيزنس) على مصالح الطبقات الفقيرة، وبالتالي أدت سياساتها خلال الثمانينيات إلى القضاء على معظم منجزات حزب العمال البريطاني في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي أعلت من دور الدولة في توجيه الاقتصاد، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين: السكن، العلاج، التعليم، ضمان حقوق العمال، دعم النقابات.

أي أن لوتش يضع من خلال ما يعرضه في فيلمه من وثائق مصورة هائلة وشهادات لعدد ممن عاصروا ما أنجز خلال تلك الفترة، ومن شهدوا عليها من المؤرخين والمحللين والسياسيين، دولة الخدمات في مواجهة دولة الاستهلاك، أو دولة الرفاهية للمواطنين، أمام دولة الاستغلال، بعد أن أصبح دور الدولة مثل دور الوسيط بين التاجر والمستهلك!

الفيلم السياسي

فيلم "روح 45" فيلم سياسي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى بل هو نموذج كلاسيكي على الفيلم التسجيلي السياسي، أي أنه يتخذ موقفا سياسيا منحازا من البداية ولا يسعى بأي حال، إلى محاكاة أسلوب التقرير (الريبورتاج) التليفزيوني الذي يعرض لك وجهات النظر المختلفة دون أن يحاول إبراز موقف سياسي محدد، بل إن كن لوتش من البداية يبدو منحازا إلى فكرة تدخل الدولة في توجيه الاقتصاد من أجل خدمة مصالح القطاعات العريضة من أبناء الشعب. لكنه ليس ذلك الانحياز النظري الأيديولوجي، فهو يدلل عمليا ومن خلال الوثائق المصورة، على فكرته ويدعمها بالشهادات، ويستخدم التعليق الصوتي وكتابة العناوين والشروح على الشاشة، على طريقة "الفيلم الثوري التعليمي" الذي كان ينتج في الستينيات، غير أن فيلم "روح 45" ليس فيلما من أفلام الماضي، ذات الطابع التقليدي الذي عفا عليه الدهر، بل هو فيلم شديد المعاصرة والجمال من الناحية  السينمائية، ورغم تدفق المعلومات والصور والشهادات والوثائق المدهشة، ما هو مؤثر منها وما يثير الوجدان، إلا أن المشاهد له لا يملك ان يحول عينيه عن الشاشة للحظة واحدة، بل يأسره ذلك الرونق والتماسك الفني في بناء الفيلم ورؤيته البصرية.

بعد الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا تواجه تحديات مختلفة أولها ما وقع لها من دمار شمل البنية الأساسية على مستوى مؤسسات الدولة أو ممتلكات الأفراد. وثانيا: التحدي الكبير الذي كان يكمن في تحقيق أحلام ملايين المواطنين الذين دفعوا ثمنا باهظا وتحملوا لسنوات طويلة، مخاطر العيش تحت القصف بما يشمل ذلك من تقشف وعيش على  الكفاف، وثالثا: مخاطر الثورة الاجتماعية التي قد تأتي متأثرة بالصعود الواضح للأفكار الإشتراكية مع الأداء المثير للإعجاب الذي حققه الاتحاد السوفيتي في الحرب ضد النازية والإنتصار عليها وإسقاطها.

معاناة فترة الحرب

يبدأ كن لوتش فيلمه باستعراض معاناة البريطانيين خلال الحرب، خاصة الطبقة العاملة، وكيف بدت الأوضاع عند نهاية الحرب، من تدهور في جميع الخدمات، ويصور كيف كان الفقراء يعيشون في أحياء متداعية أقرب إلى البدائية، وسط الفقر والمرض والجوع والتشرد والبطالة وانتشار الأمراض، وكان الأطفال بوجه خاص، يعانون بشدة من أجل الحصول على قسط من التعليم ومن غياب الخدمات الصحية وانتشار الأمراض وسوء التغذية، ومنهم من كانوا يضطرون للعمل في ظروف شاقة.

ويتوقف لوتش بشكل خاص، أمام صعود حزب العمال وتشكيل أول حكومة (اشتراكية) في تاريخ بريطانيا، وهي الحكومة التي شكلها كليمنت أتلي عام 1945 في أعقاب الانتخابات التي خذل فيها الناخبون ونستون تشرشل الذي كان ولايزال، يعد بطل الحرب العالمية الثانية

كان المنجز الإجتماعي الإقتصادي المكافأة التي وعد بها البريطانيين أثناء الحرب. وقد شمل برنامج حكومة آتلي تأميم الصناعات الكبرى، ووضع ضمانات للعمال وإنشاء أول نظام شامل للتأمين الصحي للمواطنين جميعا. هذه المرحلة هي التي يتوقف طويلا أمامها كن لوتش في فيلمه، يصور كيف تم تأميم المناجم والغاز والكهرباء والموانيء والسكك الحديدية وإنشاء نظام التأمين الصحي التكافلي، فالذين يعملون يدفعون لكي يحصل من لا يعملون على العلاج

لقطات الأرشيف لاشك أنها تمثل العمود الفقري للفيلم. وفي فيلم من هذا النوع يكون لفريق الأبحاث الذي ينقب في الأرشيف، ويرصد اللقطات التي تساهم في بناء المادة حسب السيناريو المكتوب، دور أساسي.

هناك الكثير من لقطات فترة تاتشر أيضا التي خاضت خلالها الحكومة المحافظة صراعا مع عمال مناجم الفحم، وانتهت بإغلاق معظم مناجم الفحم وخصخصة ما تبقى منها وهو حفنة قليلة العدد، وكيف أعيدت الكهرباء والغاز والخدمات عموما إلى القطاع الخاص، وأصبح المواطن مضطرا لشراء المسكن الذي يعيش فيه إذا إستطاع بالطبع، في حين امتدت طوابير العاطلين والمحرومين من السكن.

الشهادات الشخصية

ويكون للشهادات الشخصية المباشرة أيضا دور  أساسي. إنه يستعين بشهادات يدلي بها أصحابها أمام الكاميرا، من مؤرخين وسياسيين سابقين وعمال مناجم وشحن وتفريغ وعدد من النقابيين أعضاء حزب العمال، والممرضات والأطباء. من أشهر تلك الشخصيات توني بن (88 سنة) أحد أبرز قيادات حزب العمال وكان عضوا في البرلمان لمدة خمسين سنة، ووزيرا بارزا في عدد من حكومات العمال في الستينيات والسبعينيات. والشهادات التي يقدمها هؤلاء بقدر ما هي دقيقة بقدر ما هي مؤثرة عاطفيا ونفسيا، وهي بالتالي تعبر عن أصحابها، عن أبناء تلك الفترة وعما عايشوه، ما كان منه وما إنتهى إليه.

الفيلم كله مصور بالأبيض والأسود للإيحاء بطابع الفترة، بما في ذلك الشهادات المصورة حديثا، لكنه ينتهي بلقطة بالألوان هي لقطة تتكرر يبدأ بها الفيلم وينتهي، للبريطانيين وهم يحتفلون في الشوارع بفوز حزب العمال فوزا كاسحا في انتخابات 1945، أي عندما كانت هناك آمال عريضة وأحلام كبيرة لتحقيق حلم مجتمع التوازن الطبقي، قبل أن تأتي حكومات تاتشر (1979- 1990) لكي تحطم هذا الحلم بقسوة سواء من خلال تفكيك النقابات وتقليص دورها وقوتها، أو خصخصة الصناعات والخدمات وبالتالي جعلت- حسب ما يقول كن لوتش- الفرد الذي كان سعيدا بالتعاون مع رفقائه في المجتمع، مرغمين على التنافس معا

يقول أحد عمال الموانيء في الفيلم ملخصا حال الوضع الراهن: إن حزب العمال اليوم ليس من الممكن أن نطلق عليه منظمة الطبقة العاملة، بعد أن اختطف من جانب الطبقة المتوسطة". 

أما كن لوتش فيرى أن حزب العمال قد أصبح "حزبا لطبقة المديرين والرأسماليين. إنه ليس من الضروري فقط أن يكون حزبا للطبقة العاملة، بل يجب أن يكون واعيا ومدركا لمصالح الطبقة العاملة". وهو يضيف أن هناك فرقا بين الإثنين!

الجزيرة الوثائقية في

13/03/2013

 

تقرير شباك التذاكر

«أوز - العظيم والقوي» يسطو على المركز الأول أميركيا وعالميا

لوس أنجليس: محمد رُضــا 

ما لم يستطع «جاك وذابح العملاق» تحقيقه في الأسبوع الماضي، أنجزه الفيلم الجديد «أوز - العظيم والقوي» (Oz the Great and Powerful). ففيلم «وورنر- نيولاين» في الأسبوع السابق حقق نحو 28 مليون دولار في طلــته الأولى على شباك التذاكر نظير 300 مليون دولار، منها نحو 200 مليون دولار تكلفة إنتاجية و100 مليون دولار ذهبت إلى وسائل الإعلان والإعلام المختلفة.

لكن فيلم سام رايمي، الذي يشترك والفيلم السابق في أنه فانتازيا مسحوبة من حكايات كلاسيكية، الذي صرفت عليه شركة «ديزني» مبلغا موازيا - أنجز نجاحا مبهرا في أيام افتتاحه الثلاثة الأولى، مقداره 80 مليون دولار.

الأكثر دلالة هو أن الفيلم حقق إيرادا عالميا موازيا، إذ افتتح في نحو ثلاثين دولة حول العالم، من بينها الكويت وأستراليا والمجر وألمانيا وروسيا وتايلاند وهونغ كونغ والدنمارك والأرجنتين وتركيا وإسبانيا. نتيجة ذلك أن 70 مليون دولار أخرى أضيفت إلى المبلغ الذي حصده الفيلم من السوقين الأميركية والكندية، مما جعل الفيلم، الذي يتقاسم جيمس فرانكو وميلا كونيس وميشيل ويليامز بطولته، يحلـق شمال 150 مليون دولار في 72 ساعة.

الساعات نفسها كانت خيبة أمل بالنسبة لفيلم جديد عنوانه «ميت واقع» أو (Dead Man Down) (يمكن ترجمتها أيضا بـ«موت جثـة»). إنه شريط بوليسي تقع أحداثه في نيويورك تموضع في المركز الرابع بنحو ستة ملايين دولار. الخاص بهذا الفيلم هو أنه الفيلم الأميركي الأول للمخرج الدنماركي نيلز أردن أوبلف، الذي سبق أن قدم، بنجاح، النسخة الأصلية من «الفتاة ذات الوشم التنين». وهو يتعامل مجددا مع الممثلة التي انطلقت معه للشهرة في ذلك الفيلم ناوومي راباس، ولو أن ذلك لم يشكل عنصر جذب هذه المرة.

عالميا، وإلى أن وثب «أوز - العظيم والقوي» على تلك الأسواق الدولية، كانت القيادة خلال الشهر الماضي من نصيب فيلم صيني بعنوان «رحلة إلى الغرب: قهر الشياطين» الذي حصد من الصين (غالبا) ومن أسواق آسيوية أخرى 193 مليون دولار. فيلم بروس ويليس «يوم جيد للموت الصعب» (فوكس) الذي تزحلق سريعا من القمـة في الولايات المتحدة - يواصل هجومه على الأسواق العالمية وهو في المركز الثاني بـ162 مليون دولار، ويتبعه في المركز الثالث «هنسل وغريتل: صيادا سحرة» ثالثا (125 مليونا)، و«جاك وذابح العملاق»، رابعا ثم «البائسون» خامسا.

وكان «ذا هوبيت» خرق سقف البليون دولار في الأسبوع الماضي في إيراداته العالمية (أميركية ودولية)، وهو بذلك أول فيلم ينجز هذه المهمة هذه السنة والفيلم السابع عشر بين أفلام البلايين.

وبالنظر إلى عروض الأسبوع المقبل، فإنه من المستبعد أن يتخلى «أوز – العظيم والقوي» عن مركزه الأول بسبب ضعف الأفلام المتسللة إلى العروض قريبا، وهي في جملتها كوميدية ورعب ودراما.

الشرق الأوسط في

12/03/2013

 

«مالكوم أكس» كما صوّره سبايك لي:

الاغتيال في لحظة الاعتدال

إبراهيم العريس 

الزمان: 21 شباط (فبراير) 1965. المكان: قاعة أودابون في هارلم - نيويورك. الحدث: 16 رصاصة تودي بحياة مالكوم أكس، عبر واحدة من عمليات الاغتيال التي كثرت في الولايات المتحدة في ذلك الحين: جون كينيدي قبل مالكوم أكس، ومارتن لوثر كينغ بعده... وتطول اللائحة. المهم أن رصاصات المدفع الرشاش في ذلك اليوم وضعت حداً لحياة واحد من أكثر زعماء السود الأميركيين غرابة وتقلباً: مالكوم أكس، الزعيم المسلم، الذي سيكتشف الناس، بعد ذلك وبالتدريج قصة حياته فصلاً فصلاً. منذ كان متشرداً حتى صار من المنادين باستعادة السود هويتهم عبر عمل نضالي طويل، يشمل اعتناق الإسلام لأنه «دين المعذبين على الأرض»... صحيح أن ذكر مالكوم أكس لم يغب كثيراً عن الأذهان منذ ذلك الحين... لكن حياته كانت بدأت تُنسى في خضم أحداث العالم المتتابعة، وتحول اسمه إلى أسطورة. وبعد ذلك بأكثر من ربع قرن، في عام 1992 عاد مالكوم أكس الحقيقي، الإنسان، المتقلب في عالم متغير، ساحة الأحداث من جديد، عبر هذا الفيلم الذي أثار يومها في الولايات المتحدة زوبعة. بل أكثر من زوبعة واحدة. وليس دائماً بسبب شخصية صاحب السيرة نفسه.

> حمل الفيلم اسم الراحل عنواناً له وحققه المخرج سبايك لي. وكان من الطبيعي لهذا المخرج المعروف باستفزازيته ومشاكسته أن يسرق الأضواء من البطل الذي يروي الفيلم حكايته. نحن هنا أمام مالكوم أكس، أقل مما نحن أمام سبايك لي، المخرج الذي لم يكن له من العمر حين جرى اغتيال مالكوم أكس سوى تسعة أعوام. لكن هذا الفنان ذا القامة القصيرة والهزيلة والذي تخرج الكلمات من فمه كرصاص المدفع الرشاش، عرف كيف يحوّل نفسه إلى ظاهرة تدهش الكثيرين، وتثير الغيظ. ويكفي للتدليل على هذا أن نشير إلى أن سبايك لي، ولكي يحقق فيلماً عن زعيم أسود وعن قضية سوداء، يقفان بالتعارض مع كل ما يتطلع إليه البيض الأميركيون، تمكن من أن يحصل من شركة «وارنر» منتجة الفيلم على أكثر من عشرين مليون دولار، هي الجزء الأساسي من موازنة فيلم «مالكوم أكس» البالغة 33 مليوناً، أمن الباقي منها، جزئياً بفعل المبيعات الخارجية، وجزئياً بفضل مساهمات جاءت من بعض أقطاب عالم السود الأميركيين... كما تمكن من أن يستقطب حوله وحول فيلمه مجموعات كاملة من الناس.

> ومع هذا لم يكن «مالكوم أكس» سوى الفيلم السادس الذي يحققه سبايك لي منذ دخوله عالم الإخراج السينمائي للمرة الأولى في عام 1986 بفيلمه «سوف تحصل عليه». والحال أن نجاح فيلم لي الأول هذا، هو الذي أعطاه إمكانية تعامل الند للند مع الاستديوات الهوليوودية الكبيرة، على رغم أن ما يعبر عنه لي في أفلامه، هو أوضاع السود لا سيما الصراعات العنصرية التي يجبرهم البيض على خوضها بسبب الجور الواقع عليهم. وهذه المواضيع نفسها هي التي عاد إليها سبايك لي في فيلمه الجديد «مالكوم أكس» ولكن، في شكل أكثر ضخامة وفخامة، وبخاصة من خلال حكاية حياة ذلك الزعيم الأسود الذي اعتنق الإسلام، وآمن بأن النضال العنيف إنما هو الوسيلة الوحيدة التي تمكن السود من الحصول على حقوقهم، ثم جرى اغتياله. وقد تبين لاحقاً - وهو ما يرويه الفيلم على أي حال - أن مكتب الاستخبارات الفيديرالي كان وراء الاغتيال من خلال اختراقه تنظيماً دينياً متطرفاً.

> ولعل المشهد الذي يصور اغتيال الزعيم وهو يخطب في القاعة، أمام زوجته الحامل للمرة الخامسة وبناته الأربع، وهو بعد في الأربعين من عمره، وقد عاد لتوه من الحج في مكة المكرمة، وزار مصر من بين بلدان أخرى، هو أحد أكثر مشاهد الفيلم تأثيراً وعنفاً. ويزداد تأثير هذا المشهد حين يتذكر المتفرج أن مالكوم أكس الذي كان من أنصار شعار «النضال بكل الطرق الضرورية» و «الإنسان الأبيض هو العدو» كان بدأ في ذلك الحين يخفف من غلوائه، ويسيّر نضالاته في اتجاهات أكثر واقعية.

> تقول لنا سيرة مالكوم أكس، الحقيقية وكما يرويها الفيلم استناداً إلى سيرة مالكوم أكس التي كان أليكس هايلي (صاحب كتاب «الجذور» الشهير) وضعها بأنه - وكان يدعى مالكوم ليتل - ولد في عام 1925 ابناً لراع في أبرشية معمدانية. كان ينادي بضرورة عودة أبناء جلدته السود إلى أفريقيا ما جعل عصابات الكوكلاكس كلان العنصرية تترصده وتحرق بيته، ثم تقتله في النهاية - وإن كانت ثمة شكوك تظل مخيمة على تلك الجريمة! أما والدة مالكوم فكانت بيضاء، وعجزت عن إطعام أطفالها الثمانية فجنّت وتفرق الأطفال، ليوضع مالكوم في مؤسسة للأيتام. وحين صار مالكوم في السابعة عشرة من عمره ترك المؤسسة، ليتحول إلى مشاغب سيئ بالمعنى الحقيقي للكلمة: ليتقلب في شتى المهن ويمسح الأحذية ويبيع السندويشات في القطارات، قبل أن يتوجه إلى نيويورك ويبدأ ببيع المخدرات وبممارسة شتى أنواع الموبقات، حتى أودع السجن. ووراء القضبان بدأ يقرأ وتتبدل حياته، في وقت كان كثير من السود الأميركيين يتراكضون للإصغاء إلى خطب زعيم أسود مسلم هو إيليا محمد. ووصلت أصداء تلك الخطب إلى مالكوم فاعتنق الإسلام وهو داخل السجن.

> في عام 1952 خرج مالكوم من السجن على غير ما دخل: فالمشاغب تحول إلى مثقف، والأسود الفاقد هويته وجدها في اعتناقه الإسلام، بل وبدل اسمه إلى «مالكوم أكس»، وانضم إلى تنظيم «أمة الإسلام» وسرعان ما بدأت شهرته تنتشر وصار يلقب بـ: «الأسود الأكثر غضباً في أميركا» ولقد قاده غضبه إلى أن يسخر من تعاليم مارتن لوثر كينغ الهادئة وغير العنيفة، والتي تطالب بالحصول على الحقوق المدنية للسود من طريق اندماجهم في المجتمع. وشيئاً فشيئاً بدأت شخصية مالكوم أكس تتخذ أبعاداً متألقة وصار له جمهوره الكبير ومستمعوه. ما جعله يشكل خطراً على زعامة جماعة «أمة الإسلام»، فكان أن انشق عنها بعدما اصطدم مع إيليا محمد. إذ كان مالكوم أكس، خلال زيارته مصر وغيرها، فهم أن الإسلام شيء آخر: إنه دين المحبة والأخوة، لا دين العنف الأجوف. هكذا، ما إن انشق عن «أمة الإسلام» وعاد إلى الولايات المتحدة حتى أسس جمعية تحت اسم «منظمة الوحدة الأفرو - أميركية» وبدأ ينادي بأنه ليس عنصرياً وبأن «البيض أيضاً كائنات بشرية» بل وبدأ يفكر بالنضال إلى جانب مارتن لوثر كينغ... فكانت تلك هي اللحظة المناسبة للتخلص منه. ورصاصات المدفع الرشاش التي قضت عليه.

> تلك هي حكاية مالكوم أكس... وحكاية فيلم سبايك لي أيضاً. إذ إن المخرج حاول أن يكون أميناً لمسار نضال وحياة بطله المثالي... وإن كان ركّز أقل على التبدلات التي طرأت على أفكار مالكوم خلال العام الأخير من حياته... ومع هذا، لم يخلُ الأمر من هجمات تعرض لها الفيلم، من قبل السود المناضلين، من أمثال الشاعر أمير بركة (وهو الاسم الجديد الذي اتخذه لنفسه بعد اعتناقه الإسلام الشاعر الأميركي المعروف ليروا جونز) الذين اعتبروا الفيلم بورجوازياً ومهادناً للبيض. لكن السود لم يكونوا وحدهم من هاجم الفيلم، فالبيض أيضاً هاجموه لأنهم رأوا في بعض ثناياه تعاطفاً من سبايك لي مع مرحلة العنف كما عبر عنها مالكوم أكس قبل أن يهدأ...

> عرف سبايك لي إذاً، كيف يخلق جواً من الاشمئزاز حول فيلمه: استفزاز بدأ بتصريحاته الكثيرة، وبخاصة رفضه حضور أي صحافي غير أسود عروض الفيلم المخصصة للصحافة، ودعوته الطلاب السود كافة للامتناع عن الذهاب إلى المدرسة يوم بدء العرض الجماهيري للفيلم، والتوجه بدلاً من ذلك إلى صالات السينما لمشاهدته.

والحال أن سبايك لي اعتبر فيلمه هذا، درساً في التاريخ ينبغي على كل ولد أميركي أن يراه «في زمن لم يعد الفتيان يقرأون على الإطلاق، وحين باتت السينما والتلفزة المكان الوحيد الذي يستقون منه كل ما لديهم من معلومات». وقال سبايك لي إن ما دفع مالكوم أكس ذات يوم إلى رواية قصة حياته لأليكس هايلي إنما كان «رغبته في أن يجعل حكاية حياته مثلاً يحتذى بالنسبة إلى الأميركيين من أصل افريقي - بل وبالنسبة إلى كل الناس، في الواقع - لأن الدرس الأساس الذي تحمله تلك الحكاية هي أن بإمكانك أن تبدّل حياتك كلها إن أردت ذلك... حيث نراه يخاطب الناس بقوله: انظروا أيها الناس، لقد كنت مجرماً، وكنت مدمناً على الكوكايين، وبائعاً للمخدرات، كنت من الانحدار الخلقي بحيث إن الناس حتى داخل السجن كانوا يلقبونني بالشيطان...».

alariss@alhayat.com

الحياة اللندنية في

12/03/2013

 

كوبــولا .. حيـاة الترحال

عبد الخالق علي  

يُعــد فرانسيس فورد  كوبولا، 73 عاما ، واحداً من اكثر المخرجين المحترمين في امريكا، اشتهر بافلام سابقة مثل  " العراب " و افلام حالية مثل " سفر الرؤيا " ، إضافة الى شهرته كمخرج رائع، فانه صانع نبيذ بارع  ، و ناشر لمجلة فصلية أدبية ( زوتروب ) ، و صاحب فنادق حيث افتتح فندقه الخامس ( قصر مارغريتا ) في بازيليكاتا / ايطاليا في آذار الحالي

في مقابلة أُُجريت معه عن ترحاله في البلدان و الاجازات التي يقضيها ، قال كوبولا :

ليس لديَّ جدول منتظم بالاجازات التي أتمتع بها ؛ فاحيانا لا اتمتع باجازة طوال العام و في العام التالي اصطحب عائلتي الى احد المصايف التي نملكها في الارجنتين او جنوب ايطاليا . احيانا نستأجر قاربا اما في شرق الكاريبي او في اوروبا –  مثلا الى تركيا المذهلة بمواقعها القديمة العريقة او حول الجزر اليونانية . في الذكرى الخمسين القادمة لزفافي، كنت اتحدث مع العائلة بشأن الاحتفال بها في فيتنام ، ربما في مدينة هو شي منه ثم السفر الى احد المصايف الساحلية ، بالنسبة لي فأن الذهاب الى مكان غير مألوف يولّد لدي دافعا للكتابة، لذا تراني احمل دائما حقيبة ثقيلة من البحوث و الكتب. إني احب الاجهزة الحديثة لذلك احمل معي دوما واحدا منها مثل مكبرة صوت صغيرة او حقيبة سفر مليئة بالاجهزة الالكترونية ، اُفضّل السفر الى برلين حيث فيها الكثير من معالم باريس المدهشة الا انها اكثر رخصا، كما ان التحف القديمة الموجودة فيها تضم  قطعا رائعة من روما القديمة، و فيها بوابة نبوخذ نصر وحديقة حيوانات جميلة ، الاماكن تتغير كما هي حال  البشر ، اما البقعة التي احب العودة اليها في العطل فانها (بياز)، المستعمرة البريطانية السابقة، التي تتسم بالتقاليد و التنظيم و الثقافة و اللغة البريطانية بالاضافة الى الثقافات المتنوعة، بعض الناس فيها  يبدون من سكان جامايكا بروحيتهم وعقليتهم، وهناك من المايا و الإسبان . المناظر الطبيعية فيها متنوعة ايضا : جبال و انهار يمكن السباحة فيها، و شواطىء رائعة ، و ثاني اكبر الحواجز المرجانية في العالم، تشعر فيها كما لو انك ذاهب الى مغامرة في الادغال ؛ لكنها ادغال متحضرة . شواطىء بلاسنسيا الرملية، و مسابح امبرغريز في الشمال للغوص تحت الماء، و آثار المايا المثيرة مثل كاراكول . هناك اماكن تقدم مأكولات محلية، الأطعمة الايطالية تختلف عندما تتناولها في احد فنادق أمريكا الشمالية لأن مكوناتها مختلفة، فهناك اكثر من 140 لغة مستخدمة في سان فرانسيسكو لذا يمكنك الحصول على انواع رائعة من الطعام : الفيتنامي ، الياباني ، التايلندي ،  والصيني ، احد الاماكن يقدم خضراوات مذهلة مثل السبانغ المقلية مع  الثوم وتقدم مع الفطائر المدخنة ، انها لذيذة حقاً

العطلة المثالية بالنسبة لي هي تلك التي اقضيها في مكان ليس لي فيه اي فندق، لأنه بمجرد وصولي يبدأ الجميع بالتعبير عن استيائهم، او يطلبون سيارة جديدة او يخبروني بطرد احد افراد الكادر، اما اكثر الفنادق الرومانسية التي أقمت فيها فهو فندق كوبوكابانا في ريو دي جانيرو الذي يحمل طابعا شرقيا. انه فندق قديم، حتى انهم يحافظون فيه على الصدأ الناجم عن تقادم الزمن، كما ان ريو مدينة بارزة فيها شاطىء جميل و اطعمة شهية و فتيات جميلات، كما ان الميتروبول في هانوي لازال كما هو و يبدو مثل ما كان في أوج عظمته في زمن  سومرست موم . اني أحب البساطة، لذلك لا افضّل الفنادق الفخمة لأني لا اطلب اكثر من الامور الاساسية مثل الانارة الكافية لأتمكن من القراءة في الفراش، ورف في الحمام لأضع فيه فرشاة الاسنان الكهربائية التي استخدمها في أحد الفنادق التي أقمت فيها مؤخرا اضطررت الى وضعها على الارض

أشد ما يزعجني في الفنادق ارسال قناني الشراب او سلال الفواكه، ان كنت اريد تناول شيء فاني ارغب باختياره بنفسي، كما اني استاء عندما يقتطعون مبلغ خمسة دولارات عن قنينة المياه الموجودة بجانب السرير  ثم ان الانترنت في الفنادق يجب ان يكون مجانيا . اروع الاجنحة التي نزلت بها كانت في فندق سافوي/ ميلان. كان فندقا مدهشا لدرجة ان ابنتي صوفيا صورته بكاميرتها ، اما في بريطانيا فان اروع الاماكن التي اتمنى لو كانت لي الميزانية الكافية للسكن فيها فهي كلاردج ، لقد كانت مسكنا لصانع الافلام الهنغاري الكسندر كوردا الذي اعــدُّه من الشخصيات الكبيرة في حياتي، لم يعد بيته موجودا حيث تحول الى اربع شقق لكنك لازلت تشعر بوجوده . أبعد الاماكن التي زرتها هي كينيا، حيث تجولنا في الاحراش، في مساي مارا نزلنا في فندق من الخيم، و خرجنا لمشاهدة كل انواع  الحيوانات التي تشاهدها في حدائق الحيوان وعندما  تهدأ الامور أود زيارة  ليبيا و مالي و إثيوبيا

لا أحب المغامرات كثيرا، و أقصى ما فعلته في هذا المجال هو اني تعلمت قيادة طائرة هليكوبتر في الفلبين، و في احدى الليالي هبطنا على ساحل و قضينا ليلتنا هناك ، بالنسبة للتسوق فأني احب الذهاب الى محال الخردوات لأتفرج على الاشياء الصغيرة التي يصنعونها محليا

افضل الخطوط الجوية التي سافرت على متنها مؤخرا كانت كاثاي باسفيك، كانت فخمة جدا، والمسافرون رائعون، و المتعة كانت فوق ما تتصور ، و ما زلت أتذكرها.

أهمية العنوَنة الفرعية للفيلم السينمائي

عادل العامل 

يبدو أن القرارات المتعلقة بوضع عناوين فرعية لفيلمٍ من الأفلام السينمائية هو على الدوام أمر من أمور الدقيقة الأخيرة، و مما يؤسف له، أن المنتجين و معظم المخرجين لم يدركوا حتى الآن أهمية هذه الحاجة الفنية للفيلم الهندي، خاصةً حين يتم عرضه في أسواق بلدان ما وراء البحار. و قد واجهت ريكا هاريتشاران Rekha Haricharan ، و هي خبيرة في مجال العنوَنة الفرعية للأفلام، مشكلةً فريدة مع عملها الذي قامت به لفيلم ( ديفيد David )، كما جاء في تقرير لمجلة The Hindu.

تقول هاريتشاران :  نظراً لكوني كنت أريد أن أجد عنواناً فرعياً للفيلم، فإني قاربت المخرج جيداً قبل إنهاء الدبلجة، غير أن المنتجين كانوا يشعرون بأنه سيكون من السهل الإشراف عليه لو عُمل في مومباي لكنهم  لاحقاً، لم يكونوا، كما هو واضح، سعداء بالحصيلة و اقتربوا مني في الدقيقة الأخيرة لأضع عناوين فرعية جديدة. و بالرغم من الافتقار لوقتٍ كافٍ و من تقييدات عـدة، أنجزت ما أُريد مني، فقط لأجد أن نسخ العناوين الفرعية المنجزة سابقاً في مومباي قد أُدمجت في جميع الطبعات المادية و بعض الطبعات الرقمية المرسلة إلى الخارج، و السبب في ذلك، كما قيل، هو الحاجة إلى الوقت. فبعد إنفاق الكثير من المال و الجهد على إنجاز فيلم، ما معنى أن يحصل ذلك إن لم يكن الفيلم مفهوماً على النحو الصحيح لدى جمهور المشاهدين خارج البلد الذي عُمل فيه؟ ".

إن العناوين الفرعية ( و هي من أية لغة إلى الانكليزية )، كما جاء في موقع " Retail Plus  "، تمثّل تعليقات نصّية من الحوارات و المضمون البصري السمعي تضاف إلى الأفلام بالتزامن مع تسلسل القصة، ويتم هذا في مرحلة ما بعد الإنتاج، و على محترف العنوَنة الفرعية أن يفهم قصة الفيلم، و السياق وعلاقة الحوارات في كل إطار و كذلك أجمل السمات فيها.  

وتصف هاريتشاران العنوَنة الفرعية للأفلام بأنها أداة لأخذ أفلام اللغة المحلية أو الإفليمية إلى جمهور مشاهدين عالمي الانتشار، بالإضافة إلى أن العناوين الفرعية تُضاف للأفلام التي تُرسل إلى الجوائز القومية أو البانوروما، فهي تساعد هيئة المحلفين المختلطة على فهم المضمون و اتخاذ القرار. " و أنا أكون في تماس مع المخرجين لشرح أهمية إضافة عناوين فرعية لأفلامهم. و استجابتهم في ذلك مدهشة، لكن مقارنةً بكوليود، فإن ذلك يأخذ وقتاً كبيراً في بوليود. و لذلك فإن أفلام بوليود تتمتع بوصول أفضل كما هو واضح "، وكما تقول.

كتاب يكشف كيف تسللت CIA إلى عاصمة السينما هوليوود

ترجمة / أحمد فاضل  

في الوقت الذي لا يزال العالم يجهل عمل وتحركات عملاء المخابرات المركزية الأمريكية لا تزال كذلك تفاصيل برنامجها الخاص بالطائرة المسيَّرة أو التي تعرف من دون طيار يشغل بال المسؤولين حتى لدى الكونغرس هناك وقبل أن تنشغل بها وسائل الإعلام التي أثارت موضوعا آخرا من أعمال تلك الدائرة حيث صرحت مؤخرا أنها تشعر بحراجة موقف هوليوود وهي تمنح جوائز الأوسكار للأفلام التي تحتفي بعملاء C I A السريين كذلك ، هذا الأمر برز في أعقاب عرض الفيلم المثير للجدل  ( Zero Dark Thirty ) الذي يصورحادثة مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وفيلم ( آرغو ) الذي يصور صراحة تعاون هوليوود مع CIA في عملية تحرير الرهائن المحتجزين في إيران عام 1979

فمنذ فتح الوكالة الرسمية مكتبا للإتصال لها في هوليوود قبل أكثر من 15 سنة بحسب تريشيا جنكيز الخبيرة في التاريخ السياسي الأمريكي ومؤلفة هذا الكتاب التي أصدرت من قبل كتابها الأول " سرية هوليوود " الذي أثار أسئلة خطيرة أخلاقية وقانونية عن العلاقة بين وكالة المخابرات المركزية وهوليوود - وإلى أي مدى يمكن لنا كما تقول جنكيز - استهلاك دعايتهما ، ففي مقابلة لها مع بول باري أحد ضباط الإتصال في الوكالة قال :

- هوليوود هي السبيل الوحيد الذي يتعلم منها الجمهور ما تريده CIA وتحرص عليه .

ومع أن علاقة هوليوود بوكالة المخابرات المركزية ليست حسنة في أكثرها ، لكن الأخيرة تسعى لزرع صورة إيجابية عن نفسها أي بعبارة أخرى دعائية من خلال وسائل الترفيه الأكثر رواجاً التي يمكن أن تكون لها تداعياتها القانونية والأخلاقية هذا إذا ما عرفنا أن هذه الوكالة حكومية ولا تخضع عملياتها للفحص العام حينها يتبين لنا مقدار تأثيرها على السينما في هوليوود لأنها تستخدم وسيلة شعبية لها تأثيرها المباشر على الجمهور ويمكن لها أن تتحكم بها وتنتهك روح أو خطاب حتى القوانين الحكومية نفسها .

نأخذ حالة ( آرغو ) لاشك أنه كان فيلما ممتعا بتمجيده لدور وكالة الإستخبارات الأمريكية في تحرير الرهائن من الإيرانيين بحسب قول توني منديز عميلها السابق الذي لعب دوراً حقيقياً في هذه العملية ، يعيد إلى الأذهان أنها وبريطانيا سبق وأن قامتا بهندسة الإنقلاب ضد الزعيم الإيراني محمد مصدق المنتخب ديمقراطيا في عام 1953 وتثبيت دكتاتورية الشاه حتى أُطيح به في انتفاضة عام 1979 ، هنا في هذا الفيلم قدمت CIA الكنديين كغطاء لهذه العملية من دون أن تصرِّح بذلك وهو أسلوب طالما دأبت في تطبيقه وكأنها لا تتدخل حتى في الأعمال السينمائية لهوليوود ، لكنها رسالة واضحة منهم تقول لنا أنظروا كيف نعمل بالخفاء للحفاظ على سلامة الأمة الأمريكية بحسب قول مؤلفة الكتاب الخبيرة جنكيز ، ومن الصعوبة بمكان شرح كل ما أقدمت عليه وكالة الإستخبارات الأمريكية في هذه العملية وقد اختار منتجو ( آرغو ) ألا يغوصوا في التفاصيل لاستكشاف جميع الأسباب لها مع أن محنة الأسرى قد استمرت 444 يوما جرى خلالها إطلاق سراح 66 من الرهائن الأمريكان بعد مباحثات استمرت 20 دقيقة عام 1980 في عهد الرئيس رونالد ريغان والمسؤولين الإيرانيين ويعتقد أن صفقة ما سرية قد تكون عقدت بين الجانبين التي لم يرد ذكرها في الفيلم بسبب التشويش المتعمد لها .

جنكيز في كتابها " وكالة المخابرات المركزية في هوليوود " وبعد أن ألقت الكثير من الضوء على فيلم ( آرغو ) تعود لتسلط ضوءاً آخرا على فيلم إغتيال بن لادن الذي سيكون مفتاحاً لما شكل عليه الرأي العام هناك وما ستحمله الذاكرة التاريخية عنه والذي يفترض أنه سيحتوي على رسالة واضحة بشأنه ، كما ترك من قبل فيلم (The Hurt Locker) أو ( خزانة الألم ) الذي تدور قصته حول حرب العراق والذي تناولته هوليوود بشكل معمق في سرده لشخصياته أكثر من الفلمين السابقين ، فبغض النظر عن تعاطف الكثير ممن شاهده فقد شن كل من ديان فاينشتاين وجون مكين عضوي مجلس الشيوخ الأمريكي هجوما لاذعاً عليه وعلى ما تضمنه من دقة بتفاصيل التحقيقات مع السجناء العراقيين وقضايا التعذيب التي وصفها حشد كبير من الإعلاميين والمسؤولين كذلك بأنها أمر غير أخلاقي وهي من مخلفات معتقل غوانتانامو ووجه كل منهما رسالة إلى شركة سوني بيكتشرز الراعية له يستنكرون إضافة هذه المشاهد مع أنها جاءت منسجمة مع قصة الفيلم .

الكتاب تناول كذلك كيف تدفع الوكالة بأسماء مستعارة وأحداث معقدة كانت قد لعبت دورا كبيرا في الحرب الباردة الدائرة آنذاك بين الأمريكان والروس وقد لاحظت جنكيز أن أطناناً من علب الأفلام السينمائية قد تناولت تلك الحقبة من وجهة نظر الوكالة نفسها وبحلول عام 2007 أعلن أحد أعضائها المدعو جون ريزو أن لوكالة المخابرات المركزية أنشطة غاية في الأهمية وقد لعبت دورا كبيرا في هوليوود حتى أن وجوها معروفة لها كانت تزورنا للتعبير عن الإمتنان منهم كيفن بيكون الممثل والموسيقي البارز وشقيقه مايكل قالا لدى زيارتهما الوكالة في إحدى المرات :

- مع أننا لا نعرف كل ما تقوم به الوكالة من أعمال في هوليوود لكننا سعداء حقا بهذا التعاون .

هذا الكلام لا ينطبق مع الكثير من العاملين في الحقل السينمائي الذين لا يرغبون بسيطرة الوكالة عليهم فكثيرا ما نشاهد أن برامجهم النصية الإبداعية وإنتاجاتهم لا تخضع بسهولة إلى إشرافهم ، أو قد تتغير الأسماء لصالح عمل ما استناداً إلى قصة حقيقية تتطلب وجود تقنيات عسكرية أو أسلحة مهمة كالغواصات مثلا فيتم الإستعانة بالوكالة لتذليل الصعوبات بالحصول على هذه الموارد غير المدنية .

ومن الأمور المهمة التي تناولها كتاب تريشيا جنكيز هو دور عملاء الوكالة المكلفين بالإطلاع على سيناريوهات الأفلام التي تتحدث عن الإرهاب أو حروب أمريكا في العراق وأفغانستان وهجمات الطائرات من دون طيار والتجسس الداخلي على الأفراد والشركات وحتى السياسيين وقد يتطلب الأمر منهم تعديلها كضمانة لمرورها مع أن عملهم الحقيقي هو إبداء الإستشارة فقط كما هو معلن ، هذه التدخلات وكما تقول جنكيز توفر مناخاً خانقاً للعملية الإبداعية في هوليوود وقد رأينا الكثير من افلامها قد عانى من الفشل بسبب آراء وضغوط الوكالة .

الكتاب في النهاية حمل أسئلة كثيرة مقلقة خاصة إذا ما تطور هذا الإختراق إلى بقية الوسائل الإعلامية التلفازية منها مثلا والعقول التي تديرها فكيف ستكون النتيجة ؟

كتابة / توم هايدن

المدى العراقية في

12/03/2013

 

مخرج "عن يهود مصر" يقاضي وزير الداخلية والأمن الوطني

الرقابة على المصنفات: لا يصلح عرض الفيلم تجارياً قبل موافقة الجهات الأمنية

القاهرة - سامي خليفة

أعرب المخرج المصري أمير رمسيس في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" عن استيائه من تدخل جهاز الأمن الوطني في عدم عرض فيلمه الأخير "عن يهود مصر" تجارياً بعدما تم عرضه في كثير من المهرجانات وبعض الدول، موضحاً أنهم في الأساس ليس لديهم السلطة لعدم عرض الفيلم، لأن هذا في النهاية قرار الرقابة وليس قرارهم.

وبسؤاله عن رفض جهاز الأمن الوطني عرض الفيلم على الرغم من عرضه من قبل في مهرجانات، أوضح أنه تقدم للرقابة بتجديد تصريح العرض تجارياً، لأنه كان في البداية مصنفاً من ضمن الأفلام التسجيلية، وتفاجأ ببطء في الإجراءات، وفي النهاية تم إبلاغه من رئيس الرقابة على المصنفات بأن الأمن الوطني رافض عرض العمل مشيراً إلى أن الأمن الوطني لم يعط أي مبررات على عدم عرضه.

مهزلة الأمن الوطني

وأشار إلى أن ما حدث من تدخل الجهات الأمنية في اعتراضها على عدم عرض الفيلم شيء لم يحدث من قبل، خاصة أن الفيلم عرض من قبل، ولكن إذا حدث شيء شبيه بذلك كان يحدث دون علمنا، لأن الرقابة كانت تعرض نسخة من الفيلم قبل الموافقة عليه على الجهات الأمنية، واصفاً أن ما حدث لا يطلق عليه سوى "المهزلة" ولن يتنازل عن حقه ومجهوده في عرض هذا العمل.

وقال رمسيس إنه سوف يتقدم بدعوى قضائية ضد وزارة الثقافة، لأنها هي التي رفضت استخراج التصريح، ويرى في النهاية أن لا علاقة بالأمن الوطني بتدخله في عدم عرض فيلم، مبيناً أنه في حالة إعطائه أوراقاً رسمية تبين أن الأمن الوطني، هو المتسبب الحقيقي في عدم عرض الفيلم سوف يتقدم ضدهم بدعوى قضائية وعلى وزير الداخلية أيضاً.

شروط ملف الفيلم

من جانبه، أكد عبدالستار فتحي، رئيس رقابة المصنفات الفنية، أن فيلم عن يهود مصر" من ضمن الأفلام التسجيلية وكان من ضمن الشروط المتواجدة في الملف الخاص بهذا الفيلم أنه في حالة عرضه تجارياً، لا بد أن يعرض على الجهات الأمنية، وهذا شيء بعيداً كل البعد عن عمل الرقابة، مشيراً إلى أنه لا يصلح أن يقوم بالموافقة على عرضه تجارياً إلا بعد الموافقة من قبل الجهات الأمنية.

من ناحيتها، أدانت جبهة الإبداع المصرية هذا الحادث، ووصفت منع عرض الفيلم بعد الموافقة الرقابية مرتين بالتعدي السافر على السلطات من قبل جهاز الأمن الوطني.

وقال منتج الفيلم، هيثم الخميسي، إنه شعر بالصدمة حينما تم إخباره بالقرار، خاصة أنه لا يوجد أي مبرر لهذه العطلة والإعاقة، هذا بخلاف الخسائر التي سيتكبدها هو وشركته جراء هذا التصرف المريب الذي يشوبه الشك من ناحيته.

وأوضح أن العمل سيتأجل لحين إيجاد حل لتلك المشكلة غير المفهومة المتوارثة من سنين طويلة داخل أروقة أجهزة الأمن المصرية والمقصود منها إرهاب الفكر وقمع الإبداع، وحمل هيثم كافة الجهات المعنية بداية من وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية ووزارة الداخلية والأمن الوطني، المسؤولية الكاملة عن كافة الخسائر المادية والمعنوية جراء تأجيل عرض الفيلم، وأكد أنه سيعود عليهم قضائياً بالتعويض لما سببوه له ولشركته ولأطراف أخرى من أضرار.

العربية نت في

12/03/2013

 

"فبراير الأسود"..

أن تعيش في مجتمع فاسد.. إما أن تهرب أو تتأفسد

كتب رانيا يوسف 

"فبراير" كان أسود بالفعل على بعض الطبقات الرأسمالية والتي وضعت طموحاتها الشخصية صوب أعينها وأزاحت عن كاهلها عبء تحمل المسئولية المجتمعية، وهي الطبقة التي تضررت من إزاحة نظام قمعي، مثل نظام مبارك كان يؤمن لها نوع الحياة التي تريده، مقابل إهدار حقوق البسطاء، واختيار شهر فبراير لوصفه بـ "فبراير الأسود" في فيلم المخرج محمد أمين ما هو إلا إسقاط زمني على الشهر الذي تنحى فيه مبارك بعد اندلاع ثورة غضب شعبية كانت تنادي بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وإذا تخيلنا أن أحداث الفيلم تدور عقب إعلان التنحي في فبراير وحتى نكبة "يونيه الأحمر" أي عند صعود الإخوان المسلمين للحكم وتلوين شوارع مصر بدماء شهدائها، فالمصريون يعيشون الآن بين ثورتين: الأولى على أنفسهم حتى تحرروا من خوفهم، والثانية على من يحاول مرة ثانية أن يعيدهم إلى هذا الخوف، وعلى نهج محمد أمين يمكن أن نطلق مصطلح زمني آخر لفترة حكم الإخوان، وليكن "يونيه الأحمر".

مع المشاهد الأولى للفيلم يتعرض "حسن"  الأستاذ الجامعي لمشكلة مع أسرته وأصدقائه في الصحراء، حيث يدفنون جميعًا تحت الرمال، وهو وصف دقيق لما أصاب تلك الطبقة التي اختارها أمين لتعبر عن وضع الأسرة المصرية، سواء قبل الثورة أو بعدها، ولكن الاختيار لم يكن عادلاً؛ لكون الأسرة تبدو من طبقة ثرية لا تمثل إلا قطاعًا محدودًا من المصريين الذين يرتفع فيهم صوت الطبقة الفقيرة على طبقة الأغنياء، من حيث النسبة، النموذج المثالي لهذه الأسرة لا تفتقد إلا إلى الحق الثالث الذي طالب به المصريون النظام السابق، وهو العدالة الاجتماعية، الذي تقولب هو أيضًا في أحداث الفيلم، ولم يعد مفهوم العدالة الاجتماعية في توزيع الحقوق بين الأغنياء والفقراء، ولكن أصبح بين الأغنياء والأكثر ثراء، الأستاذ الجامعي الذي يقوم بدوره الفنان خالد صالح يشعر بالاضهاد بعد تجاهل قوات الإنقاذ لإخراجه وعائلته من تحت الرمال، بينما تقوم بإخراج عائلة صديقه الذي يعمل في القضاء والآخر الذي يعمل في أمن الدولة، بينما تحن عليهم الذئاب وتنقذهم، وهي نفس الحالة التي سقط فيها المجتمع المصري ما بين فبراير الأسود ويونيه الأحمر.

يدرك حسن أن من يملك القوة هو الذي يحكم، ومن يملك العدل هو الذي يحكم، ومن يملك الشهرة يحترم، ومن يملك العلم فقير ومفلس لا يملك شيئاً، ويسعي حسن مع عائلته لمصاهرة ذات القوة مرة وذات العدل مرة، ولكنه يفشل، وقد قدم لنا أمين نموذجين في غاية المثالية: نموذج لضابط أمن الدولة الشريف الذي يرفض تلفيق قضية لإحدى الشخصيات السياسية، ونموذج القاضي الشريف أيضًا الذي يرفض المشاركة في تزوير انتخابات مجلس الشعب، كما يقدم نموذجًا ثالثًا للمواطن المصري الذي تحول إلى نخاس يلعن الشرف الذي يحول بينه وبين تأمين مستواه الاجتماعي.

يحضرني هذا المشهد في الواقع في إحدي المسيرات المناهضة لحكم الإخوان، وكانت تسير بجانبي بعض الفتيات لا تبدو وجوههن مألوفة لدينا في أي مسيرة، وبالفعل بعد حديث قصير اكتشفت أن المسيرة التي كانت تهتف بإسقاط حكم المرشد تضم عددًا كبيرًا من أنصار مبارك، أدركت أن المأساة لا تكمن في المطالبة بالحرية أو العيش أو العدالة الاجتماعية، ولكن أصبحت المشكلة في فهم آلية تطبيق العدالة الاجتماعية على مستحقيها، فمعنى أن تنادي النظم الرأسمالية بتطبيق العدالة الاجتماعية فيما بينها هو اعترافها بها، في الوقت الذي تنتزعها من الطبقات الفقيرة وتحرِّمها عليه، الحرية إن تخلت عن ضوابطها أصبحت فوضى، والعدالة الاجتماعية يمكن أن يطلبها الثري؛ ليزداد ثراء، ولكن الثري دائمًا يخشى على ثرائه، ويسعى وراء من يستخدمه؛ ليحفظ له حقوقه ومن يهب له حريته، لكن الحرية لا تمنح ولا يهبها الحكام، الحرية حق ينتزع وحب الوطن والانتماء لا يمكن التفاوض عليه أو المقايضة.

استوقفني أول مشهد في الفيلم، وهو حديث مشترك بين حسن أستاذ الجامعة وبين الطلبة، فبينما يحاول حسن أن يبث فيهم الأمل والسعي لتحقيق أحلامهم، يصدمه الطلبة بحقيقة الواقع العفن الذي لم يترك بابًا للأمل عند جيل هؤلاء الشباب إلا وأوصده في وجههم، ويوضح أمين مدى الفجوة الكبيرة بين الجيلين: الأول جيل الشباب المستيقظ على واقعه والذي أشعل ثورة غضب أزاحت نظامًا ديكتاتوريًّا، وبين جيل أكبر مغيب عن هذا الواقع، جيل مستكين لما ملكت يداه، لم  يدرك هذا الخواء الكبير للنظام إلا بعد أن تعرض لمشكلة تسلبه هذا الأمل كلية، فالحل يختزل عنده إما بالهروب أو بالأفسدة؛ ليجاري الحدث.

بينما يخسر كل محاولاته للتكيف مع واقعه، يجلس نموذج حسن وأسرته في انتظار ما ستستقيم إليه الأحداث، وهو يعبر بشكل واضح عن قطاع ليس بقليل من المصريين مما أسموا أنفسهم بـ "حزب الكنبة" الذي يتخذ مقعد المتفرج؛ ليقرر في نهاية الحدث إلى أي جهة سينتمي.

طائر توكان الاستوائي ضيف شرف "افيش" مهرجان "مرتيل" للسينما المغربية و الإيبروأمريكية

كتب صفاء عبد الرازق 

اعلنت  الدورة ال13 لمهرجان "مرتيل" للسينما المغربية و الإيبروأمريكية  عن "افيش "هذة الدورة التي تقام في الفترة من بشمال المملكة المغربية في الفترة من 2الي 8 يونيو المقبل  وهو من تصميم الفنان المغربي حسن العرائشي وقال ايوب البغدادي مدير المهرجان ان الافيش يجمع بين الثقافة االسينمائية المتوسطية واللاتينية من خلال كرسي سينمائي على ضفاف شاطئ متوسطي، مع وجود طائر "توكان" الاستوائي الاتيني والذي يمتد  ذيله كشريط سينمائي متعدد الألوان  ليقيم جسر بصريا بين  صورة  المغرب  المتوسطية والعربية وكذا الثقافة الايبروأمريكية

و اختارت ادارة المهرجان الذي ينظمه سنويا نادي "مرتيل "للسينما والثقافة المخرجة المغربية المخضرمه فريدة بليزيد لرئاسة لجنة  تحكيم الأفلام الروائية القصيرة  وتضم فى عضويتها، إضافة إلى النجم المصرى هشام عبد الحميد كل من المغربية ميساء مغربى والأرجنتينية لوسينا عابد، والبرازيلى إلى ميروتيفا، الفائز بذهبية العام الماضى ومن إسبانيا أنجلوس فاسيز ومارسيلو مامبريلو أما مسابقة الفيلم الوثائقى  فيتراسها  أنخيل كارسيس وعضوية كل من  الصحفي المصري مصطفي الكيلاني  وليديابيرالتا الفائزة بذهبية العام الماضى فى هذا الفرع وأندرية جزمين والناقد المغربى جمال سويسى

ويحتفي  "مرتيل " هذا العام بالفيلم التونسى القصير وذلك في اطار تخطيط ادارة المهرجان الشاب الي تحويله الي ملتقي سينمائي عربي لاتيني كما ستقام الندوة الدولية تحت اسم «الأرشيف والذاكرة» بشراكة مع مجموعة الأبحاث في السينما والسمعي البصري التابعة لكلية الآداب بمرتيل، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان كما يواصل اصدار  سلسلة «سيناريوهات المغرب»، التي تعد الأولى من نوعها على المستوى المغربي والعربي ، وتعد السلسلة   نتيجة عمل مشترك بين نادي مرتيل للسينما والثقافة ومجموعة الأبحاث والدراسات السينمائية والسمعية البصرية بكلية الآداب والعلوم الانسانية عبد المالك السعدي بمرتيل حيث سبق وان صدر علي هامش الدورة الماضية سيناريو فيلم  «ذاكرة معتقلة» للمخرج المغربي المخضرم الجيلالي فرحاتي ، أشرف عليه الأستاذ الجامعي  والباحث  السينمائي  حميد العيدوني الذي اوضح انه يتم  لأول مرة وضع سيناريوهات الأفلام المغربية رهن إشارة الباحثين في مجال السينما ليسد فراغا على المستوى البحث والنقد السينمائي  ومن ناحية أخرى، يطور مجالات التعاون النموذجي الذي يجمع بين نادي مرتيل للسينما والثقافة ومجموعة الأبحاث والدراسات السينمائية والسمعية البصرية  وكتاب «ذاكرة معتقلة»، الذي هو عبارة عن النص الكامل لسيناريو فيلم المخرج المغربي جيلالي فرحاتي،  وتم ارفاق بالنسخة الأصلية للفيلم مع النص الكامل ، وجاء اختيار  سيناريو فيلم «ذاكرة معتقلة» للمخرج جيلالي فرحاتي، جاء في سياق محور العنوان الرئيسي لندوة "السينما كشاهد على العصر : شهادات سينمائية على سنوات الرصاص" التي تنظم سنويا على هامش هذا العرس  السينمائي الذي شهد العام الماضي توقيع اتفاقية تعاون مابين المجلس الوطني لحقوق الانسان  و نادي مرتيل للسينما والثقافة، وكلية الآداب والعلوم الانسانية عبد المالك السعدي، ومجموعة الأبحاث والدراسات السينمائية والسمعية البصرية ، من أجل استخدام الثقافة السينمائية  في نشر المفهوم العالمي  لحقوق الإنسان كتراث إنساني مشترك للإنسانية، من خلال تنظيم ملتقى سنوي للسينما يستحضر فيه مجال من مجالات حقوق الانسان، وإعطاء وتنمية ثقافات حقوق الإنسان بمرتيل والجدير بالذكر ان فعاليات الدورة 12 لمهرجان مرتيل السينمائي، شهدت  تقديم إصدار ثاني وهو عبارة عن مجموعة من الشهادات حول الأستاذ الجامعي والباحث السينمائي الراحل محمد سكري، أشرف على إعدادها الصحفي والناقد السينمائي حسن نرايس، وذلك تحت عنوان محمد سكري: حاضر بصيغة "كان"

وانعقدت الدورة الأولي من هذا العرس السينمائي عام 2000 بمبادرة من نادي مرتيل للسينما و الثقافة ليصبح بعد ذلك من أهم المهرجانات السينمائية بالمغرب حيث لم تكن الدورة الأولى سوى ملتقى بسيط للأفلام المغربية و الاسبانية , و في سنة 2006 تحول الملتقى إلى مهرجان حقيقي تحتفل به مدينة مرتيل كل سنة تحت اسم "مهرجان الفيلم القصير المغربي و الإسباني" و في سنة 2008 أصبح المهرجان مفتوحا أيضا على الأفلام القصيرة و الوثائقية لدول أمريكا اللاتينية و إضافة إلى العروض السينمائية أصبح المهرجان ينظم ندوات سينمائية , موائد مستديرة , لقاءات مع المخرجين و حفلات موسيقية .

البديل المصرية في

12/03/2013

 

منتج فيلم " يهود مصر" يروي تفاصيل أزمة منع الأمن الوطني للفيلم من العرض ويؤكد : سأقاضيهم

هيثم الخميسي: رئيس الرقابة أخبرني أن جهة أمنية طلبت مشاهدة الفيلم قبل تجديد الترخيص له بالعرض

باسل باشا 

نشر "هيثم الخميسي" منتج الفيلم التسجيلي (عن يهود مصر) تأليف وإخراج: أمير رمسيس بيان حول ازمة منع الفيلم روى فيه تفاصيل الأزمة وصدور قرار الأمن الوطني بتأجيل عرض الفيلم وإلى نص البيان :

في بداية عام 2010 بدأت شركة فقرة للإنتاج السينمائي (هيثم الخميسي وشركاه) إنتاج الفيلم التسجيلي (عن يهود مصر) تأليف وإخراج المخرج السينمائي (أمير رمسيس)، ومع بداية التحضير لتصوير الفيلم تقدمت الشركة بطلب التصريح بالتصوير للإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية، مرفقة مع الطلب سيناريو الفيلم كإجراء قانوني إعتيادي، وحصلت الشركة على موافقة الرقابة على السيناريو ومن ثم تصريح التصوير (قيد التصرفات) وعلى هذا الأساس بدأت الشركة في إنتاج الفيلم الذي استغرقت مراحل إنتاجه من تصوير ومونتاج وباقي العمليات الفنية ما يقرب من ثلاث سنوات حتى انتهت من إنتاجه كاملاً في إبريل 2012، وبعد ذلك تم الاتفاق مع المنتجة (ماريان خوري) على إقامة عرض أول للفيلم في جمهورية مصر العربية ضمن فعاليات الدورة الخامسة من بانوراما السينما الأوروبية والتي تقيمها (شركة أفلام مصر العالمية) في أكتوبر 2012، وبالتالي تقدمت المنتجة (ماريان خوري) بطلب الترخيص بالعرض في البانوراما، وبعد مشاهدة الرقابة للفيلم وكتابة تقريرها، أجازت عرضه ومن ثم حصلنا على الترخيص رقم (38\180\2012) بتاريخ 3 سبتمبر 2012، وذلك بالعرض العام داخل البانوراما، وتم عرض الفيلم بالفعل.

في ديسمبر 2012، تقدمت الشركة للإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية بطلب تصدير الفيلم إلى الولايات المتحدة الأمريكية بغرض عرضع عرضاً أول في شمال أمريكا ضمن فعاليات مهرجان بالم سبرينجز في ولاية كاليفرونيا، وقد حصلت الشركة على ترخيص التصدير بتاريخ 25 ديسمبر 2012بعد مشاهدة الفيلم من جانب الرقابة للمرة الثانية وكتابة تقرير يفيد بالموافقة على تصديره إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

في أثناء هذه الأحداث اتصل وزير الثقافة بالمنتجة (ماريان خوري) مستفسراً منها عن الفيلم فأبلغته أنه من إنتاجي وإخراج أمير رمسيس، فطلب منها معالي الوزير مقابلة المخرج وبالفعل تم اللقاء الذي كان لقاءاً ودياً خالياً من أي نوع من أنواع التحفز ضد الفيلم من جانب الوزير حيث استفسر من المخرج حول بعض التفاصيل، وطلب الوزير نسخة من الفيلم فقام رئيس الرقابة بإرسال نسخة من الفيلم لمعاليه.

في فبراير 2013، تم الاتفاق بين شركة فقرة للإنتاج الفني والشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي، على عرض الفيلم في ثلاث شاشات بسينمات رينيسانس هي (نايل سيتي – صن سيتي – سان ستيفانو) إبتداءاً من يوم الأربعاء 13 مارس 2013، ومن ثم قامت الشركة باستخراج كافة الأوراق المطلوبة من خطابات الرسم النسبي من نقابات المهن السينمائية والتمثيلية والموسيقية، وشهادة مزاولة الإنتاج من قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة، لتقديمها للإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية، وذلك مع طلب تجديد ترخيص عرض الفيلم سينمائياً داخل جمهورية مصر العربية.

وبعد الانتهاء من كافة الإجراءات فوجئت وأنا في مكتب السيد رئيس الرقابة الدكتور: عبد الستار فتحي، البارحة يوم الأحد 11 مارس 2013 يخبرني أن الوزير قد طلب نسخة من الفيلم كي تصل مكتبه وبعد أن أبديت له قلقي من عدم جواز ارتباط تجديد ترخيص عرض الفيلم بمشاهدة الوزير له، أكد لي الدكتور: عبد الستار أنها مسألة جانبية شخصية وليس لها أي علاقة بتجديد ترخيص الفيلم، ووعد باستلام التجديد في اليوم التالي مباشرة، مع تأكيدي له بأنه لن يتبقى غير هذا اليوم لأن موعد عرض الفيلم في اليوم التالي مباشرة.

فوجئت في اليوم التالي عند زيارتي لرئيس الرقابة أنه يعتذر لي ويخبرني أن جهة أمنية طلبت مشاهدة الفيلم قبل تجديد الترخيص له بالعرض السينمائي، بغض النظر عن موافقة الرقابه ومنحها للفيلم ترخيصي عرض وتصدير، صدمت حينما أخبرني بهذه المعلومة وصدمت أكثر حينما علمت منه أن هذا الإجراء قد اتخذ في الترخيصين السابقين، وبالتالي لا يوجد أي مبرر لهذه العطلة والإعاقة، هذا بخلاف الخسائر التي سأتكبدها أنا وشركتي جراء هذا التصرف المريب الذي يشوبه الشك من ناحيتي. خرجت من الرقابة وصولاً إلى مكتب وزير الثقافة بالزمالك حيث أخبرني مكتبه أنه في رحلة خارج جمهورية مصر العربية وسيعود يوم السبت 16 مارس 2013، كما حاولت بكافة الطرق الوصول إلى المهندس: محمد أبو سعدة دون فائدة.

بناءاً عليه أعلن في هذا البيان تأجيل عرض الفيلم التسجيلي (عن يهود مصر) لحين إيجاد حل لتلك المشكلة غير المفهومة المتوارثة من سنين طويلة داخل أروقة أجهزة الأمن المصرية والمقصود منها إرهاب الفكر وقمع الإبداع. وأحمل كافة الجهات المعنية بداية من وزارة الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة والإدارة العامة للرقابة على المصنفات الفنية ووزارة الداخلية والأمن الوطني، المسئولية الكاملة عن كافة الخسائر المادية والمعنوية جراء تأجيل عرض الفيلم وسأعود عليهم قضائياً بالتعويض لما سببوه لي ولشركتي ولأطراف أخرى من أضرار.

البداية المصرية في

13/03/2013

 مخرج «يهود مصر»:

الأمن الوطني منع عرض الفيلم رغم حصولنا على تصريح بموافقة الرقابة

مروة الطوخي

قال أمير رمسيس مخرج فيلم «يهود مصر» إن جهاز الأمن الوطني منع عرض الفيلم في سينمات مصر رغم موافقة جهاز الرقابة على المصنفات الفنية, وهو ما اعتبره تدخلا من جهاز الأمن في عمل الرقابة.

وأوضح رمسيس أن الأمن الوطني رفض منحهم الورقة الأخيرة التي يتم عرض الفيلم بواسطتها في دور العرض رغم حصول الفيلم على تصريح للعرض العام دون ملاحظات من هيئه الرقابة على المصنفات, وحصوله على تصريح تصدير الفيلم وعرضه خارج مصر.

وأوضح أن الفيلم شارك في مهرجانات كثيرة منها مهرجان بكالفورنيا ومهرجان امستردام للفيلم العربي.

وأضاف رمسيس أنه سيقوم ومنتج الفيلم هيثم الخميسي باتخاذ كافة الإجراءات القانونية ضد كل من وزارة الثقافة ووزير الثقافة بشخصه وصفته, لمطالبته بتأجيل تجديد الترخيص حتى يشاهد الفيلم شخصيا.

البداية المصرية في

12/03/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)