حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

محمود ياسين:

تكريمي في «الكاثوليكي» وسام على صدري

كتب الخبررولا عسران

 

محمود ياسين أحد المبدعين الذين ما زالت أعمالهم تعيش في ذاكرة السينما ووجدان جماهيره، لذا كان طبيعياً أن يكرم عن مجمل أعماله أخيراً في الدورة الواحدة والستين من المهرجان الكاثوليكي. عن التكريم ومعشوقته السينما كان اللقاء.

·        ما الذي يمثله لك تكريمك من المهرجان الكاثوليكي في دورته الأخيرة؟

أعتز كثيراً بالمهرجان الكاثوليكي وتكريمه لي وسام على صدري، فهو دليل على أن الأعمال التي قدمتها ما زالت محفورة في أذهان الجميع.

·        تقابلت مع كثيرين من أبناء جيلك خلال المهرجان فكيف كان اللقاء؟

سعدت للغاية بالوقوف على خشبة مسرح المهرجان وسط كم كبير من النجوم من أبناء جيلي وحتى الأجيال التي تلتنا، لأننا نستعيد ذكريات كثيرة خلال تلك اللحظات ونتحدث عن الأعمال.

·        ما سبب قلة أعمالك السينمائية؟

أعتقد أن هذه نظرة قاصرة، لأنك تتحدث عن العامين الأخيرين فقط، وهذا قياس خاطئ لأنني أملك في أرشيفي السينمائي أكثر من 150 فيلماً، وكان آخر عمل قدمته «جدو حبيبي» مع لبنى عبد العزيز وبشرى، وأعتقد أنه كان أحد الأفلام المهمة ليس في مشواري فحسب، بل في العشر سنوات الأخيرة، وهذا ما أصبو إليه دوماً، أي أن تترك أعمالي أثرها لدى الجمهور ويقتنع بها الجميع، لا أن أقدم عملاً لأجل التواجد فحسب. حينما يعرض عليَّ عمل أقرأ السيناريو الخاص به مراراً لأرى إن كان سيضيف إلي، وحينها أقرر إن كنت سأشارك فيه.

·        هل يعني كلامك أنك راض عن أعمالك كافة؟

بالطبع، وأشعر أن المشاهدين أيضاً راضون عن جميع ما قدمته، ما جعل بيني وبينهم اتصالاً روحانياً، ولا أتصور أنني قدمت دوراً أو عملاً ورأى الجمهور أنه تافه أو بلا قيمة، وهذا هو المربط والمحك، أي أن تقدم أعمالاً تلقى صدى طيباً لدى الجمهور، وأن تكون لها قيمة ويتابعها حينما تكون لديه رغبة في متابعة سينما حقيقية. حتى لو اختلف الجمهور على بعض الأمور، يبقى الأهم العمل في مجمله، والحمد لله لديَّ مخزون كبير.

·        بماذا تشعر حينما تشاهد أعمالك مجدداً على الشاشة؟

في الحقيقة لم أشاهد أي عمل أكثر من مرة، وهذه المرة تكون في دار العرض بصحبة الأبطال، بعد ذلك لا أفكر في مشاهدة العمل حتى لو عرض عشرات المرات. لدي أكثر من طريقة لاسترجاع ذكرياتي مع الأعمال، فأتذكر جزءاً مهماً للغاية من حياتي في العمل، ما يجعلني بين الحين والآخر أجلس لأعود إلى ذكرياتي، وهو أمر جيد للغاية بالنسبة إلى كل فنان. والمسألة بالنسبة إلي ليست وليدة اللحظة،  بل سنوات كثيرة وعقود مضت من عمري لتقديم أعمال فنية تؤثر في حياة الناس وتصرفاتهم، وبالتالي فإن ذكرياتي الخاصة بتلك المرحلة سعيدة جداً.

·        لماذا تأخرت خطوتك السينمائية بعد «جدو حبيبي»؟

المهم المضمون لا الكم أو الوقت. تُعرض عليَّ أعمال بين الحين والآخر ولكنني لا أستطيع قبول أي عمل بلا تفكير ومراجعة، فينبغي أن يكون الدور والعمل مناسبين لي، وأن يتضمن الفيلم رسالة يريد إيصالها إلى الناس، لا أن يكون عملاً الهدف منه تقديم فيلم فحسب. أعتقد أنني سأسيء إلى تاريخي وسمعتي إن قدمت عملاً لمجرد الظهور وسيعاتبني عليه جمهوري.

·        كيف تنظر إلى الأحداث في مصر هذه الفترة؟

في حيرة تامة مما يحدث، فثمة أوضاع ومواقف إنسانية وسياسية واقتصادية واجتماعية تجعلك تقع في حيرة تامة تجاه الأحداث في مصر، ولا تستطيع أن تبدي رأياً فيها بشكل قاطع، وهذا طبيعي لأن مصر مرت بعدد من الثورات لم تتضمن ما يحدث الآن. عموماً، أعتقد أن الشباب الواعي في مصر هم كلمة السر، لذلك أراهن عليهم.

·        ما هو دور الفن في ما يحدث؟

دور الفن مهم للغاية في الحالات كافة والبلدان كلها، خصوصاً في مصر، لأن المصريين يؤمنون بأن الفن انعكاس لحياتهم، يعطي الفرصة لأبناء الشعب كي يروا ما يمكنهم تقديمه لوطنهم، وهو فعلاً ما يحدث. فضلاً عن أن تلك الأعمال يتعمد صانعوها وضع حلول للأزمات التي تمر بالبلاد، لذلك ان واثق بأن دور الفن مهم في ما يحدث في مصر سواء بالتوثيق أو اقتراح حلول، ناهيك بأنه يُعرِّف الأجيال المقبلة بهذه الأحداث.

مهرجان «المركز الكاثوليكي المصري للسينما 61»...

حضور كثيف ووحدة وطنية مفتقدة في الشارع

كتب الخبرهند موسى 

وسط حضور فني وإعلامي ضخم، وفي حضور وزير الثقافة محمد صابر العرب، أقيمت فعاليات الدورة الواحدة والستين من «مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما»، ووزعت خلالها جوائز تكريمية لفنانين رواد من أمثال ناديا لطفي وجميل راتب، ومخضرمين من أمثال يحيى الفخراني، وشباب من أمثال نضال الشافعي.

بدأ «مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما» بعرض ذكريات النجوم من الدورة الماضية تلاه استعراض «نسيج واحد» قدمه شباب على أغنية «إنسان» للفنان حمزة نمرة، ركز على قيمة الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن، وسط ديكور مكوّن من مسجد وكنيسة، واختتم بمصافحة بين شيخ وقسيس مع خلفية متداخلة لأصوات أجراس الكنيسة مع الآذان، فلاقى إعجاب الحضور.

طلب رئيس المهرجان الأب بطرس دانيال من الحضور الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء كل على دينه وبطريقته، ثم أوضح أن المركز يدعم الفن الراقي ويشجعه، وما إصراره على إقامة هذه الدورة، رغم الاضطرابات التي تمر بها البلاد، إلا محاولة لمداواة قلب مصر المجروح، لذا اقتصر المهرجان هذا العام على يوم واحد حرصاً على حياة الفنانين، باعتبار أن مقر المركز في وسط البلد، أي المنطقة التي تشهد تظاهرات واضطرابات.

بدوره شكر وزير الثقافة محمد صابر العرب المركز لحرصه على إقامة المهرجان على مدى أكثر من ستة عقود، وتابع: «مصر صاحبة حضارة تعود إلى سبعة آلاف سنة لن تموت، وستبقى عصية على الانكسار، وهذا المركز نتاج جهد مشترك بين أبناء الوطن».

رواد السينما

ترأست لجنة تحكيم المهرجان الإعلامية والناقدة د. درية شرف الدين، وضمت في عضويتها: الممثلتان غادة عادل وندى بسيوني، المخرج عمرو عرفة، الموسيقار مجدي الحسيني، والناقد مجدي الطيب.

كرّم المهرجان مجموعة من رواد الفن السابع من بينهم: محمود ياسين، حمدي أحمد، إلهام شاهين التي أكدت لـ «الجريدة» سعادتها بالتكريم والجائزة التي منحها إياها المركز الكاثوليكي، «الداعم للفنانين ضد دعاة الظلام» على حد وصفها، متمنية إقامة مهرجانات ترفع رأس مصر ليردّ الفنانون على الجهلاء.

كذلك كرّم المهرجان الفنان يوسف فوزي على موهبته الفذة في أعماله كافة وقدرته على الأداء بحرفية وسلاسة، فردّ فوزي في المناسبة أن الفنانين المشاركين في المهرجان أصحاب مواهب لا يستهان بها، بل يشعر بفرق كبير بين موهبته وموهبتهم، ما يزيده شرفاً.

جوائز الإبداع

نال الموسيقار هاني مهنى (45 سنة) جائزة الإبداع كونه موسيقياً مبدعاً معروفاً العالم العربي، تعلّق بألحانه قطاع كبير من الجمهور، فشكر  مهنى القيمين على المهرجان مؤكداً أنه يفضل، على مدى مشواره الفني، الحصول على نصف جائزة من جهة تعي مهمة الفن وتقدره، بدل الحصول على جائزة ضخمة من جهة لا تقدره.

بدوره نال المخرج داود عبد السيد جائزة عن مجمل أعماله السينمائية التي نقل خلالها صورة حية وواقعية عن المجتمع وتركت بصمة في السينما المصرية.

كذلك نال الموسيقار ميشيل المصري جائزة الأب يوسف مظلوم لدوره في الارتقاء بالذوق العام، من خلال مقطوعات موسيقية لأفلام ومسلسلات من بينها «ليالي الحلمية»، وتسلمها عنه صديقه الموسيقار هاني مهنى.

غاب عن المهرجان مكرمون بسبب تدهور حالتهم الصحية من بينهم الفنانة نادية لطفي التي كُرّمت عن أدوارها ومشوارها الفني المتميز، وتسلمت جائزتها حفيدتها ريحان فأكدت رغبة لطفي في الحضور ولكن ظروفها الصحية منعتها من ذلك، موجهة الشكر إلى المركز وإلى كل أم مصرية قدمت ابنها شهيداً ليحيا الوطن.

كذلك غاب الفنان أحمد راتب لأنه يرقد في المستشفى إثر أزمة صحية ألمّت به، وتسلمت عنه الجائزة ابنته لميس التي طلبت من الحضور الدعاء له بالشفاء.

نالت الإعلامية آمال فهمي جائزة التميز الإعلامي لأدائها الرصين وكونها مثالاً للتفاني والإتقان في العمل، وحصل الناقدان سمير فريد وفوزي سليمان على جائزة النقد باعتبارهما من رواد النقد السينمائي، ولهما مؤلفات تؤرخ للسينما، كذلك كُرّم المخرج هاشم النحاس لدوره في الارتقاء بالسينما التسجيلية.

جوائز الدراما

للأعمال الدرامية المتميزة حصة في جوائز المهرجان، فقد نال الفنان يحيى الفخراني جائزة أحسن ممثل عن دوره في مسلسل «الخواجة عبد القادر»، وقد أعرب الفخراني عن سعادته بوجوده وسط هذا الجمع المختلط، لافتاً إلى أنه عندما يمر الإنسان بمحنة يرغب في أن يكون مع من يحبهم، لذا قرر حضور المهرجان ليأنس مع المهتمين بالفن.

ونالت الفنانة ليلى علوي جائزة أحسن ممثلة عن دورها في مسلسل «نابليون والمحروسة»، فقالت: «نسيت طعم الفرحة ولكن اليوم استرجعتها، وأتمنى أن تعود الابتسامة إلى الأمة العربية، وقد سعدت بتجسيد شخصية «أم المماليك»، كفنانة تشبع رغباتها وكمواطنة تساهم في عرض تاريخ مصر الذي يبعث رسالة واضحة إلى الحاضر».

وكانت جائزة المركز التشجيعية من نصيب الفنان الشاب نضال الشافعي لاجتهاده في اختيار أدواره وتنوعها ما يؤهله لمستقبل فني باهر، وقد أعرب الشافعي عن سعادته بهذا التكريم الذي يحفزه على تقديم مزيد من الأدوار الجيدة.

جوائز للأفلام

مُنحت الأفلام المشاركة في المهرجان شهادات تقدير وهي: «جدو حبيبي»، «تيتة رهيبة»، «بعد الموقعة»، «ساعة ونص»، «مصور قتيل».

كان لفيلم «ساعة ونص» نصيب الأسد من الجوائز، فقد نال جائزة أحسن فيلم ونال مؤلفه أحمد عبد الله جائزة أحسن سيناريو، مخرجه وائل إحسان جائزة أفضل إخراج، مدير تصويره سامح سليم جائزة أحسن تصوير، شريف عابدين جائزة أفضل مونتاج. أما جائزة أحسن ممثل سينمائي فمنحت للفنانين أحمد بدير وماجد الكدواني ومحمد إمام لأدائهم الرفيع في الفيلم. كذلك كرمت مصممة أزياء الفيلم داليا يوسف، وقد أعرب بدير عن أسفه لحصوله على جائزة في دولة يُسحل فيها الشباب يومياً.

نال المخرج الشاب كريم العدل جائزة المركز الخاصة عن فيلمه «مصور قتيل» الذي نال عنه محمد فوزي جائزة أفضل ميكساج، مهندس الديكور حمدي عبد الرحمن جائزة أفضل ديكور لكونه متوافقاً مع موضوع الفيلم في ظل غرابة شخصياته، الموسيقار هاني عادل جائزة أحسن موسيقى تصويرية رافقت أحداث الفيلم الذي يتسم بالإثارة والتشويق، كذلك نالت الفنانة بشرى جائزة أحسن ممثلة عن دورها في فيلم «جدو حبيبي».

على هامش المهرجان

حضرت ليلى علوي برفقة زوجها رجل الأعمال منصور الجمال في أول ظهور لهما بعد انتشار إشاعة انفصالهما، وقد تأخرت عن دخول القاعة لاهتمامها بالتصوير مع بعض المحطات الفضائية.

حضر الممثل حمدي أحمد متأخراً في أول ظهور إعلامي له بعد خروجه من المستشفى.

غادرت الممثلة غادة عادل القاعة قبل انتهاء الحفلة هرباً من الإعلاميين، وتبعها النجم يحيى الفخراني.

شارك النجم هاني شاكر في المهرجان وأهداه أغنيتين: «شعب مصر»، و»يارب».

الجريدة الكويتية في

08/03/2013

 

بطولة نجم فيلم «ألعاب الجوع»

«الحب والشرف» عن المتغيرات في الأوقات الصعبة

عبدالستار ناجي 

الرهانات الاساسية التي تتحرك من خلالها صناعة السينما في الولايات المتحدة الأميركية هي الضخ الدائم للوجوه الجديدة والعمل على ترسيخها جيلا بعد آخر لأننا أمام مزاج جماهيري متغير، ومن الصعوبة بمكان ايجاد النجم القادر على الاستمرارية لعقود ولسنوات طويلة، ومن هذا المنطلق فإننا في هذه التجربة، أمام كم من الوجوه الجديدة والأخرى التي يتم ترسيخها بالذات النجم الشاب ليام هيمسورث الذي شاهدناه في فيلم «ألعاب الجوع» أمام جنيفر لورنس.

وهو من موالد 13 يناير 1990 في ملبورن - استراليا وهو من اسرة فنية، وشقيقاه كريس هميسورث ولوك استطاعا ان يشقا طريقهما من قبله الى السينما، وفي عام 2012 جاءت نقطة التحول الاساسية في مسيرته مع فيلم «ألعاب الجوع» ومن قبلها قدم «الاغنية المفقودة» 2010 و«نودينج» 2009. وهو هنا يقدم شخصية «ميكي رايت» المجند الاميركي ابان استعار الحرب الأميركية - الفيتنامية، يقوم مع صديقه باجازة خاصة والعودة الى الولايات المتحدة من أجل الالتقاء بفتاة.

الحكاية باختصار شديد والتي يقدمها فيلم «الحب والشرف» عن المتغيرات التي عاشتها الولايات المتحدة الاميركية على خلفية علاقة حب، وإبان الحرب الضروس في فيتنام، فمن رفض الحرب،، الى نزول الانسان على سطح القمر.. وكم آخر من الاحداث الكبيرة.. ومن خلال كل ذلك تأتي حكاية حب مشبعة بالرومانسية. أسبوع واحد، يغير حياة انسان يجعله يتعرف على جوانب أخرى من الحياة غير الحرب.. شيء آخر ضمن بعد انساني واجتماعي عامر بالتفصيل.. وإن ظل الشرف هو الحاضر في التعامل مع القضايا المحورية التي تخص الوطن. فهو حتى أمام ذلك الحب الجارف.. حينما يستدعيه الوطن.. يذهب بلا تردد. مع ليام في الفيلم النجمة الشابة تريزا بالمر، بدور كاندس، وقد شاهدنا تريزا من قبل في افلام عدة بعد سنوات من العمل كموديل، ومن ابرز ما قدمت «مطعم» 2008 و«أتمنى أن تكون هنا» 2012 وعرض لها منذ ايام فيلم «الأجساد الدافئة».

تصدى للاخراج داني موني الذي أخرج من ذي قبل «ديلان» 2006 و«هدية مارس» 2011.

هذا وقام بكتابة السيناريو الخاص بالعمل جيم بيرنستون وجاريت كي. سكيف وكلاهما ظل سنوات طويلة يعمل في الاعمال السينمائية الاجتماعية والتلفزيون.

لقاء بين كوادر تنتمي الى جيل الشباب، للتعامل مع حدث كبير بمستوى الحرب الفيتنامية، ولكننا لا نذهب الى الحرب حيث الجثث والطائرات والقنابل والنيران.. بل نذهب الى المعطيات التي تحملها هذه الحرب عبر قراءة تنبذ الحرب وتؤكد قيم الحرب وايضا معاني الشرف والتضحية وهو أمر في غاية الاهمية خصوصا في هذه المرحلة من تاريخ الولايات المتحدة حيث عدم الرغبة في الانخراط في السلك العسكري والعمل على تقديم مفاهيم جديدة تمزج بين الحب وقيم الشرف من أجل التضحية للوطن.

قصة حب بسيطة، ولكن القيم التي تتمحور حولها والمضامين التي ترسخها تظل هي الأساس، ولهذا فنحن أمام فيلم سيذهب الى الشباب مباشرة بلا حواجز، لأنها تذهب الى مرحلة حاضرة في وجدان شباب اليوم، كرمز للانفتاح والتغيير في العالم.

ونعود الى نقطة البداية الى اسم النجم الشاب ليام هيمسورث، الذي يعمل ليرسخ حضوره ويؤكد بأنه يمارس لغة عالية من الاختيارات الفنية، وهو أمر لم تخلقه الصدفة، فمنذ وصول ليام الى لوس أنجلس ومع النجاحات التي حصدها بعد النجاح المذهل لفيلمه «ألعاب الجوع» راح ليام يختار بعناية غير متعجل، دقيق في التعاطي مع الشخصيات التي تمثل جيله، حتى أنه رفض عملين من أفلام المغامرات والمطاردات، لأنه كما أكد أنه لا يجد نفسه في تلك النوعية التي تمثل بها عضلاته.. بدلا من عقله.. كما قال. فيلم «الحب والشرف» عن الأوقات الصعبة في زمن المتغيرات.. حيث الحب والشرف هما الأبقى.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

08/03/2013

 

 

رسالة من الرئيس لينكولن إلى الرئيس مرسى

حنان شومان 

إذا حاصرتك الهموم أو التوتر أو ضاقت بك السبل أحياناً، اتجه فوراً إلى أقرب دار عرض لبيتك أو لمكان عملك، واشترِ تذكرة لمشاهدة فيلم أى فيلم، ولكن حاول أن يكون فيلما جيد الصنع، لتكون متأكداً أنه سيفصلك عن الأزمة التى تعيشها على الأقل مدة ساعتين، وبعدها ستجد نفسك بالتأكيد فى حال غير الحال الذى كنت عليه، تلك نصيحة جربتها عشرات بل مئات بل آلاف المرات، وللحق ما خابت مرة. ولهذا فقد وجدت نفسى دون إرادة أتجه لدار العرض أبحث عن فيلم أشاهده، عله يستطيع أن يشغل عقلى عما يدور فى مصر من حرائق وكوارث فى كل مكان، ولم يكن لدى الخيار الكثير، فليس هناك أفضل من أن أشاهد فيلما من إخراج عبقرى السينما ستيفن سبيلبيرج «لينكولن»، والذى تم ترشيحه لـ12 جائزة أوسكار، وإن لم يفز سوى بإثنتين أفضل تمثيل للبطل دانيال داى لويس، وأفضل إنتاج. ودخلت أشاهد الفيلم وكلى أمل أن أنسى أو على الأقل أن أبتعد، ولو لساعات عن مصر وأحوالها، وأتلهى بأمريكا وتاريخها مع رئيس تكاد تقدسه الأجيال جيلا بعد جيل، ويعتبره الأمريكيون مؤسس أمريكا الحديثة، رغم أنه كان الرئيس السادس عشر من بين رؤسائها.

وقبل أن أحكى لكم عن الفيلم، على أن أشير إلى بعض المعلومات الهامة التى يجب أن تعرفها عن هذا الرئيس، الذى ولد لأسرة فقيرة لأبوين مزارعين، ولم يكمل تعليمه، ورغم هذا فقد كان كاتباً شهيراً.. وتم انتخابة عضوا فى مجلس النواب الأمريكى، واستطاع بعد أن انضم للحزب الجمهورى، أن يفوز بالرئاسة عام 1860، ليصبح الرئيس السادس عشر فى تاريخ أمريكا القصير، وما إن تم إعلان فوز لينكولن بالرئاسة، إلا وقد أعلنت ولاية ساوث كارولينا الجنوبية انفصالها، ثم تبعتها ست ولايات أخرى جنوبية، وكان ذلك بسبب أن لينكولن كان يعلن رغبته فى إلغاء الرق والعبودية تماما فى أمريكا، التى كانت مقسمة إلى ولايات شمالية، منعت الرق منذ أوائل القرن التاسع عشر، واتجهت للصناعة، وولايات جنوبية لم تمنع الرق، حيث يقوم اقتصادها على الزراعة الكثيفة، وخصوصاً القطن، وتعتمد على العبيد فى العمل، ولذلك أعلنت الولايات الجنوبية انفصالها لتكون كونفدرالية، انضمت لها ولايات أخرى بلغ عددها 11 ولاية.

وفى 1861 كانت حادثة معركة حصن سمتر هى الشرارة الأولى للحرب الأهلية الأمريكية، التى قتل فيها أكثر من نصف مليون أمريكى من الطرفين، ولم يكن لينكولن هو صاحب القرار فى الحرب، ولكنه كان مدفوعا إليها، وواصل القتال رغم أن مؤيديه بدأوا يقلون بسبب إحساسهم أنها حرب من أجل الزنوج، بدلا من حرب من أجل توحيد البلاد، ورغم ذلك فقد تم انتخاب لينكولن لولاية ثانية عام 1864، وكانت معركة لينكولن الأساسية فى الفترة الثانية لولايته، هو إجراء التعديل الثالث عشر فى الدستور الأمريكى الذى يلغى أى نوع من أنواع العبودية، ويساوى بين كل أمريكى بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الدين، وما إن نجح فى ذلك وانتصر فى الحرب، وأعاد توحيد الولايات المتحدة الأمريكية، وأدار مصالحة وطنية كبيرة، إلا وتم اغتياله وهو يشاهد مسرحية مع أسرته عام 1865، فانتهت حياة زعيم عظيم، مات وهو يحارب من أجل وحدة بلاده وحرية وكرامة البشر.

وفيلم سبيلبرج لا يتناول كل ما رصدته عن حياة لينكولن، ولكنه يتناول الفترة الأهم والأخيرة فى حياته، وكيف استطاع أن يدبر التأييد فى مجلس النواب للتعديل الذى ينشده، وكيف أن لعبة السياسة هى لعبة الذكاء والحيلة والممكن، وحتى غير الممكن من أجل هدف سامٍ كان يسعى له لينكولن، ورغم أن فترة رئاسة هذا الرئيس قد شهدت حربا أهلية ضروسا، إلا أن سبيلبرج لم يقدم لنا فى الفيلم مشاهد الحرب، بقدر ما قدم لنا نتيجة الحرب مشاهد قليلة لجثث بالآلاف، مكومة فوق بعضها البعض، ودماء فى كل مكان، ثم حكمة حاكم وقائد يتسامح ويطلب من أمته أن تسامح من أجل مستقبل أفضل، وأكثر حرية وديمقراطية وإنسانية، ثم يغتال على يد متطرف من الجنوب.

ويتطرق الفيلم من دهاليز السياسة إلى تفاصيل إنسانية فى حياة لينكولن، مثل علاقته بزوجته وولديه، وكيف كما أنه كان حكيماً فى حكم البلاد، كان أيضاً حكيما كزوج وأب.

استطاع الممثل المبدع دانيال داى لويس صاحب أكبرعدد من الأوسكار فى تاريخ الجائزة، أن يقتنص الجائزة هذا العام للمرة الثالثة، فيعيد لنا لينكولن الذى لا نعرفه إلا بقبعته العالية، ليجسده حقيقة بصوت وأداء هادىء مناسب لزعيم يراه شعبه رمزا باقيا.. واستطاعت سالى فيلد فى دور زوجة لينكولن، أن تقدم دوراً وأداءً مبهراً رشحها للجائزة، وإن لم تنلها، ولكنها تظل من ممثلات هوليوود العلامات، كما فعل نفس الإبداع تومى لى جونز فى دور النائب الأمريكى المنافس للينكولن، إلا أنه يساعده فى الوصول لهدفه فى منع الرق، فهو متزوج من سيدة سوداء فى الخفاء، وبالتأكيد فإن كاتب السيناريو هو البطل الحقيقى لهذا الفيلم، الذى استطاع أن يضفر تفاصيل الماضى والتاريخ والسياسة ودهاليزها بإبداع تحبس نفسك معه.

لينكولن فيلم استطاع كل مشارك فيه بداية من مخرجه وصاحبه سبيلبرج، مرورا بكل عناصره من تمثيل وموسيقى وتصوير ومونتاج وأزياء، أن يصنع تاريخاً له من تاريخ زعيم، دخلت أشاهد فيلم لينكولن لأغوص فى التاريخ البعيد، وأتوجه صوب الغرب حتى أخرج من ضيق بلادى، ولكنى مااستطعت.. فقد قَلّب على الفيلم المواجع أكثر، ودفعنى غصباً عنى لأن أقارن بين رئيس تولى حكم بلاد متفرقة فجمعها، وتولى حكم بلاد تزدرى وتستعبد طائفة منها طائفة أخرى فحارب ليساوى بين كل مواطنيها، ويضع المبدأ فى دستورها الدائم، ورئيس تولى حكم بلاد تم دفعه إلى حرب، ولكنه أنهاها بالتسامح حتى مع الانفصاليين.. وغصباً عنى ثانية شعرت بأن لينكولن يرسل رسالة لرئيس تولى حكم مصر، وهى موحدة فيكاد يفرقها، رئيس يحارب من أجل أن يرفع عشيرته فوق رقاب العباد، ويضع فى الدستور ما يفaرق ولا يجمع، ويدفع أبناء الوطن الواحد إلى حافة الحرب فى كل مكان، ويوغر الصدور حتى لا تعرف التسامح.. صحيح أن لينكولن أتى من التاريخ البعيد، ولكنه يرسل بفيلم عنه، رسالة للرئيس مرسى، فهل أطمع أن أطالب رئيس مصر بمشاهدة فيلم لينكولن لعله يتعلم من التاريخ.

اليوم السابع المصرية في

08/03/2013

 

شكرى سرحان:

«ابن النيل» حصان السينما الرابح 

ذكرى ميلاد واحدة جمعت بين العملاقين شكرى سرحان وعادل ادهم الاول الذى نحتفى بذكرى ميلاده ووفاته حيث ولد فى 13 مارس 1925 وتوفى فى 19 من نفس الشهر عام 1997 والذى أدخلته ملامحه المصرية إلى عالم النجومية والشهرة حيث ترك محمد شكرى الحسينى سرحان منزله بقرية الغار بمحافظة الشرقية متجهًا نحو حلمه فى التمثيل، لفت نظر المخرج يوسف شاهين واختاره عام 1951 للقيام ببطولة فيلم «ابن النيل» والذى يحمل لقبه حتى الآن.

نجح سرحان فى تقديم عدد كبير من الأعمال الفنية خاصة فى السينما حيث قدم ما يزيد على 150 فيلمًا فى الفترة ما بين الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى.. وعلى الرغم من انحسار الأضواء عنه نسبيًا بدءًا من السبعينيات إلا أنه كان يعوض غيابه بالعديد من الأعمال الدرامية الناجحة ومنها «الشهد والدموع» والجزءين «لا إله إلا الله» و«محمد رسول الله» عرف سرحان بالأخلاق الطيبة واحتفاظه بأخلاق القرية طوال حياته الفنية وبعد اعتزاله.. كان يتميز بالتمسك بالعادات الدينية وقد قرر الاعتزال بعد سقوط آخر أفلامه «جدعان باب الشعرية» عام 1993 والذى كان ينتمى لنوعية أفلام المقاولات واعتكف فى منزله لمدة 4 سنوات حتى وفاته فى مارس 1997. ولقب «بابن النيل» و«الفتى الذهبى» و«الحصان الأسود» و«عاشق القرآن».

تعرض سرحان للإهمال والظلم حيًا وميتًا حيث لم يحصل على تكريمات عن مشواره الفنى ولا باهتمام إعلامى مثلما حصل عليه أغلب نجوم جيله مثل رشدى أباظة وصلاح ذو الفقار، ويرجع البعض سبب ذلك لعدم تواجد سرحان إعلاميًا بشكل مكثف وعدم كشفه للعديد من جوانب حياته الشخصية.

يجد الناقد نادر عدلى أن شكرى سرحان تميز بصفات فى الموهبة والشكل جعلته «حصاناً رابحاً» لكل المخرجين الكبار وقتها، حيث كانوا يلقبونه بـ«الفتى الذهبى» لتمتعه بملامح الشاب المصرى الأصيل مما فتح له باب المشاركة فى عدد هائل من الأفلام خاصة التى تهتم بإبراز المواطن المصرى الحقيقى. وأضاف قائلاً: «لقد وجد كبار مخرجى فترة الخمسينيات فى ملامح شكرى ضالتهم خاصة أنه لم يتمتع أغلب نجوم هذه الفترة بملامح المواطن المصرى الكادح، بل على العكس كانوا يتمتعون بالوسامة الشديدة وملامح ارستقراطية.. مما جعل سرحان وزميله فريد شوقى يبرزان بشكل كبير، وإن كان سرحان قد حصل على قبول شعبى وشهرة كبيرة بين المواطنين من الطبقة الوسطى وما يليها بينما نجح شوقى بشدة بين طبقة «ولاد البلد» وبعد ظهوره فى دور الفلاح المصرى وجده المخرجون قد جمع بين وسامة فتى الشاشة والدم المصرى مما جعله من أكثر فتيان الشاشة عملاً وأكثرهم رصيداً فنيا».

وأكد عدلى أنه على الرغم من كل الأعمال الناجحة التى قدمها إلا أنه لم تكن له صفات أو مميزات عن غيره من الفنانين ولكنحظه جعل له الفرصة فى تقديم جميع الأدوار وتنوعها دون حبس نفسه فى شخصية محددة فكان يقدم دور الفلاح البسيط والبوسطجى واللص والضابط وغيرها من الأدوار التى نجح فيها.

أما عن الأداء فقال عدلى: «كان سرحان من أوائل الفنانين الذين دخلوا السينما مباشرة ولم يمروا على مدرسة المسرح مثل الجيل السابق له ومنهم عماد حمدى ويوسف وهبى، حيث إنه اهتم بتعبيرات وجهه ولم يقدم أداء مبالغاً فيه مثلهم.. ولكنه كان يعلم أن الكاميرا سوف تصور انفعالاته دون محاولة لزيادتها.. كما أنه تفوق على أخويه الفنانين صلاح وسامى سرحان وذلك بسبب حضوره وقبول الجمهور له، كما أن كلاً منهما حبس نفسه فى قالب «الشر» بينما قادت ملامح وذكاء شكرى إلى تقديم الأدوار المختلفة.

وعن تكريمه قال عدلى أن سرحان تعرض للظلم على الرغم من اختياره كأكثر فنان قدم أعمالاً هامة من بين اشهر 100 فيلم بالسينما المصرية بدورة مهرجانالقاهرة السينمائى عام 1996.. حيث قام ببطولة أكثر من 150 فيلماً أشهرها «شباب امرأة» و«درب المهابيل».

كما ترى الناقدة ماجدة موريس أن شكرى سرحان كان يعد مادة خام صالحة لدور ابن النيل حيث كانت ملامحه تحمل دائمًا إطار شخصية المواطن المصرى المهموم والمظلوم والمصرى الأصيل، حيث أنه تميز بأداء دور الفلاح والأدوار المعبرة عن طبقات العمال والمزارعين والذين كانت السينما المصرية تهتم بهم بشكل كبير فى ذلك الوقت.

وأضافت: «سرحان كان يتمتع بموهبة واجتهاد كبير فكان لديه القدرة على ارتداء الشخصية بشكل كبير ومقنع، على الرغم من كونه يكثر فى استخدام تعبيرات الوجه بشكل كبير من وجهة نظرى. ولكن المشكلة هنا تكمن فى ابتعاد الأضواء عنه بعدما تقدمت به السن، وتلك مشكلة عامة للسينما المصرية حيث إن نجومها من الشباب فقط وعندما يصل النجم لسن ما تنحصر عنه الأدوار ويبقى أمامه 3 اختيارات إما أن يعتزل مثلما فعلت فاتن حمامة وماجدة الصباحى وشادية أو أن يختفى لفترة ثم يعود ليشكو الإهمال مثل مريم فخر الدين أو أنه يقبل بأدوار ثانوية وليست لها قيمة كبيرة بالعمل. ولكن سرحان اختار أن يبتعد فترة كبيرة حتى وجد بعض الأعمال الدرامية القليلة التى تتناسب مع سنه ومكانته ومنها «محمد رسول الله» و«الشهد والدموع»، وأضافت موريس أن الفنان الراحل شهد ظلمًا كبيرًا وأن أهل الفن لا يذكرونه بالتكريمات ولا الاحتفاء بذكراه بشكل كبير وذلك لأن التكريمات فى مصر تسير بشكل «عشوائى» فيتم تكريم أسماء معينة ونسيان آخرين قد يكون لهم الحق فى التكريم.

أبرز الأعمال

1951- (ابن النيل)

1955-(درب المهابيل)

1956- (شباب امرأة)

1957- (رد قلبي)

1958- (امرأة فى الطريق)

1962- (اللص والكلاب)

1968- (قنديل أم هاشم)

1968 (البوسطجي)

1967- (الزوجة الثانية)

1984- (ليلة القبض علي فاطمة)

عادل أدهم

شرير الشاشة «الطيب» 

والثانى الذي ولد فى الثامن من شهر مارس 1928 لم يختلف النقاد حول المكانة التى صنعها الراحل عادل أدهم فى منطقة الشر التى برع فيها عمالقة مثل استيفان روستى وزكى رستم ومحمود المليجى.

حيث يرى الناقد طارق الشناوى أنه قدم الشر بخفة ظل ودرجة حضور طاغية لدرجة أن نجوم الصف الأول كانوا يخشون من وجوده فى أفلامهم خوفًا من أن يخطف اهتمام الجمهور على الرغم من أنه لم يكن بطلاً لهذه الأفلام بجانب أن اسمه على أفيش الفيلم كان كافيًا لضمان توزيعه وهذا ما جعل المنتجين يحرصون على أن يشارك فى بطولة أعمالهم وأشار الشناوى إلى أن عادل أدهم لم يكن يحمل بداخله أحقادًا أو ضغائن تجاه أى شخص والمفارقة أنه عندما قابل أنور وجدى فى بداية حياته وقال له عبارته الشهيرة «أنت لا تصلح أن تمثل أمام المرأة» اتخذ من هذا الكلام دافعا قويا لإثبات موهبته ورغم تأخر دخوله الفن إلا أن الزمن كان عاملاً ايجابيًا لزيادة نضجه.

وأكد الشناوى أنه لم يكن يهتم بالتواجد الإعلامى وكان مقلاً جدًا فى أحاديثه التليفزيونية وأن علاقته بعادل أدهم كانت شخصية أكثر منها علاقة صحفى بفنان وأن آخر وصية قال له أن يجمع مشواره الفنى والإنسانى فى كتاب حتى يكون عظة للأجيال الجديدة التى تشق الطريق فى الفن.

كما يرى الناقد مجدى الطيب أن حصار عادل أدهم بشخصية شرير الشاشة جاء نتيجة لظلم المنتجين والمخرجين له فى هذا الدور رافضين المغامرة به فى أدوار بعيدة عن الشر لأنهم رفضوا المغامرة به فى أدوار مختلفة وبالرغم من ذلك فإن عادل أدهم لم يقدم شخصية تشبه الأخرى سواء فى أدائها أو فى شكلها وروى الطيب واقعة شخصية جمعته بعادل أدهم فى لقاء وحيد أثناء تصويره آخر أفلامه وهو «الرايا حمرا» مع فيفى عبده وقال: سألت عادل أدهم ألا تخاف من الحصر فى تقديم شخصية الشرير فقط فضحك وأجابة ببساطة وتواضع شديد «هل رأيت شخصية شريرة تشبه الأخرى فى الأعمال التى شاركت فيها وشرح لى يومها كيف يحاول يبذل مجهودًا حتى يرسم شكل الشخصية.

وأضاف الطيب أنه منذ الوهلة الأولى لمقابلة عادل أدهم يجعلك تشعر بهيبة ووقار تجاه شخصيته وهذا ما جعل صناع الفن يستعينوا به فى أدوار الشر إلا فى أفلام قليلة ومع هذا فإن من يتعامل معه عن قرب يعلم تمامًا أن بداخله إنسان طيب وابن بلد.

وأشار الطيب إلى أن فيلم «المجهول» الذى قدم فيه عادل أدهم شخصية «الأخرس» و«الأبكم» تمكن من إخراجه من أدوار الشر إلى منطقة جديدة تختلط فيها الأدب بالفلسفة حيث استطاع أن يقرأ ما بين السطور فى الرواية العالمية وقام المخرج أشرف فهمى بتوظيف عادل أدهم فى نوعية مختلفة وهناك فيلم آخر أظهر فيه موهبة عادل أدهم التمثيلية وهو فيلم «السيد قشطة» وكان بطولة مطلقة وجسد فيه شخصية المراهق العجوز حيث استطاع أن يذكرنا بشخصية ابن البلد التى تنتمى لأدب نجيب محفوظ والتى تجمع بين القوة والانكسار فى نفس الوقت وهذان الفيلمان نقطة فى بحر الأفلام التى جسدها أدهم على الشاشة.

وحول عدم وجود أعمال تليفزيونية لعادل أدهم قال الطيب: أنه ينتمى لنوعية النجوم الذين يعتبرون قيام نجوم السينما بتقديم مسلسلات نوع من الفشل وأن السينما فقط هى التى تعطى النجوم بريقًا.

وأشار الطيب إلى أن حياة عادل أدهم مليئة بالمحطات التى تجعله قدوة لأى فنان يبحث عن التجديد والاختلاف وتعجب من عدم تقديم سيرة ذاتية تروى قصة حياته مشيرًا إلى أن المنتجين ينظرون لأعمال السير الذاتية من منطقة الخسارة والربح وليس بقيمة الفنان الذى تقدم قصة حياته.

أبرز الأعمال

1967- (نورا)

1971- (ثرثرة فوق النيل)

1977- (حافة علي جسر الذهب)

1978 - (البؤساء)

1979- (أقوي من الأيام)

1981 - (الحب وحده لا يكفي)

1984- (المدمن)

1984 - (الراقصة والطبال)

1984 - (المجهول)

1994 - (سواق الهانم)

روز اليوسف اليومية في

08/03/2013

 

دخل التمثيل من باب الرقص فأصبح أحد عمالقتها

عادل أدهم "برنس" السينما المصرية

القاهرة - “الخليج

فنان كبير ترك بصمة قوية تفرد بها في عالم السينما، حيث برع في أداء الشخصيات ذات الطابع الدرامي التي تميل إلى الشر، في السينما المصرية . فكل الذين عرفوا الفنان الراحل عادل أدهم عن قرب، ولمسوا رقة قلبه وطيب أخلاقة، لم يصدقوا أن هذا هو، الفنان نفسه الذي برع في تجسيد أدوار الشر لدرجة جعلتهم يكرهونه في أدواره، في الوقت الذي كان يعتبر نفسه طفلاً طوله 178 سم، حتى زوجته السيدة لمياء حينما التقى بها لأول مرة في أحد فنادق مصر قالت له: “أنت إنسان غريب وعجيب . . وأنا بصراحة بخاف منك بسبب أدوارك” .

ولد عادل أدهم في حي الجمرك البحري بمدينة الإسكندرية في الثامن من مارس/آذار عام 1928 لأب يعمل موظفاً كبيراً في الحكومة، وأم تركية الأصل ورثت عن أبيها “شاليه” يطل على البحر في منطقة سيدي بشر، انتقلت الأسرة للإقامة فيه حينما كان عادل لايزال في المدرسة الابتدائية . وكان في هذه الفترة يقلد رعاة البقر ويرتدي القبعات ويلعب بالمسدسات، مقلداً أدوار الشرير في أفلام “الكاوبوي” في السينما الأمريكية، وكان يمارس رياضة ألعاب القوى ثم اختار رياضة الجمباز، وكان متفوقاً فيها بين زملائه، ومارس أيضاً رياضة الملاكمة والمصارعة والسباحة . ذاع صيته في الإسكندرية وأطلق عليه لقب “البرنس”، لأناقته وشدة اعتزازه بنفسه، وسخاء إنفاقه على من حوله، كما أطلق عليه لقب “دون جوان سيدي بشر”، فيما كان يشبه نفسه بهدير البحر الذي يعشقه، ولكنه كان يفضل أن يرى نفسه كالحصان الذي دخل سباقاً طويلاً صعباً، فاز في بعض مراحله وخسر في مراحل أخرى، ولكنه مصمم على الوصول إلى خط النهاية بشرط واحد أن يظل في المقدمة .

ترك الرياضة واتجه إلى التمثيل وشاهده أنور وجدي وقال له: “أنت لا تصلح إلا لأن تمثل أمام المرآة”، فأصابه الإحباط، وقرر ترك التمثيل، وبدأ يتعلم الرقص مع علي رضا في فرقة رضا، ليكون الرقص هو البوابة التي عبر منها إلى السينما، حيث شارك في فيلم “ليلى بنت الفقراء” عام ،1945 كراقص، بعده كان ظهوره الثاني في مشهد صغير في فيلم “البيت الكبير”، ثم عمل راقصاً أيضاً في فيلم “ماكنش على البال” في العام ،1950 غير أنه لم يقتنع بوجوده في السينما على هذا النحو، فقرر الابتعاد عنها ليتفرغ للعمل في بورصة القطن، إلى أن أصبح من أشهر خبراء القطن في بورصة الإسكندرية . وبعد التأميم ترك البورصة وفكر في السفر، وأثناء إعداده أوراق السفر تعرف إلى المخرج أحمد ضياء، حيث قدمه في فيلم “هل أنا مجنونة؟” العام ،1964 ليبدأ رحلته مع السينما، وتؤهله ملامحه وبنيانه وضحكته الشهيرة لتقديم أدوار الشر في السينما المصرية، جنباً إلى جنب عمالقة ذلك الوقت، لدرجة جعلت المخرجين يعتبرونه امتداداً للفنان زكي رستم أو استيفان روستي . ورغم أن عادل أدهم لم يدرس التمثيل بشكل أكاديمي فقد كان بارعاً في تقمص كل شخصية تسند إليه، ويعيش بداخلها مهما كان خطورة ما تقوم به، لدرجة أنه أثناء تصوير دوره في فيلم “هي والشياطين” في أواخر الستينات، أمام أحمد رمزي وشمس البارودي، أصيب بكسور بعموده الفقري، وأجريت له 14 عملية جراحية قبل أن يعود لحالته الطبيعية .

في صيف 1968 دعاه شيخ المخرجين العالميين إيليا كازان، الأمريكي المنحدر من أصل أرمني، للعمل في هوليوود، مؤكداً له أنه سوف يجعل منه فناناً من طراز كاري كوبر وهمفري بدجارت بعد أن رآه “كازان” يجسد شخصية المعلم “برنس”، التي كانت بداية أول أدواره الشريرة، غير أن عادل رفض الدعوة، لشدة تعلقه بمصر، وبمدينته المحببة إلى قلبه الإسكندرية .

ظل عادل أدهم حتى مطلع السبعينات من دون أن يتزوج، حتى لقب في الوسط الفني ب”أشهر عازب” إلى أن التقى بالسيدة لمياء السحراوي، التي تصغره بما يقرب من 25 عاماً وجمعت بينهما قصة حب توجت بالزواج، ورغم أنهما لم ينجبا أطفالاً إلا أنهما عاشا في سعادة بالغة، وكانت تكره الأضواء، وساعدها هو على ذلك، حيث كان يعتبر أن حياته الخاصة وبيته وزوجته ملك خالص له، ليس لأحد أن يتدخل فيها، وهو ما أسعد زوجته، وكانت تعتبره، ليس مجرد زوج، بل أيضاً صديقاً وفياً، ورغم ذلك لم ينف أنه عاش قصص حب كثيرة مع عشر نساء لكنه لم يتزوج سوى واحدة، وعن ذلك يقول: “أيام الشباب كانت حياتي مملوءة بالنساء الجميلات لكنني ظللت لفترة طويلة عازفاً عن الزواج لأنه مسؤولية لا أقدر عليها، أما الحب فهو شيء آخر” .

لم يخجل عادل أدهم من أن يعترف بأنه خاض أكثر من 10 قصص حب، ولكنه تعامل مع الحب بعظمة وكبرياء كما وصف ذلك بنفسه مشيراً إلى أن قصص الحب ربما تموت كما يموت كل شيء في الحياة، لكن تبقى الذكريات الجميلة، رافضاً أن يبوح بأسماء من أحبهن، قائلاً: “يتساوى عندي من أحب بمن أتزوج”، فقد كان وفياً لأقصى درجة، وكانت أجمل لحظات حياته عندما يكون مع زوجته، ويقوم على خدمتها بنفسه ويصر على إعداد الطعام لهما معاً، ورغم سنوات عطائه الطويلة في السينما، إلا أنه لم يحقق ثروة من ورائها، فلم يكن أجره في مستوى أجور نجوم الشباك المشهورين، وفي الوقت نفسه ينفق على نفسه وزوجته كل ما يصل إلى يديه من مال، لهذا اضطرت زوجته لبيع سيارته للمساهمة في نفقات علاجه في رحلة مرضه الأخيرة .

حصل على جوائز من الهيئة العامة للسينما، والجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما، والجمعية المصرية لفن السينما، وفي العام 1985 حصل على جائزة في مهرجان الفيلم العربي بلوس أنجلوس بأمريكا، وتم تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي ،1994 والمهرجان القومي الثاني للأفلام المصرية العام 1996 .

أبدع في جميع أدواره التي جسدها وكان أبرع أدواره في فيلم “المجهول” مع سناء جميل، حيث جسد شخصية الخادم الأخرس الأصم، ولم يتحدث بكلمة واحدة طوال أحداث الفيلم .

كان عادل أدهم يعتبر نفسه فناناً سينمائياً في المقام الأول، غير أنه كان يقول: “السينما تأكل نجومها .. وأنا لم أقدم خلال رحلتي شخصية تشبهني، أنا لست شريراً أو متخصصاً في أدوار الشر، والممثل الحقيقي هو الذي يتمتع بصدق الأداء” .

قدم عادل أدهم أدواراً كوميدية ولكنها كوميديا الموقف مثل دوره في فيلم “العائلة الكريمة، أخطر رجل في العالم، جناب السفير” وفي آخر حياته قدم “سواق الهانم”، حيث كان يميل إلى الكوميديا والضحك ويجيد فيهما إجادته لأدوار الشر، كما قدم الأدوار الطيبة في أفلام منها “السيد قشطة، ورجل لهذا الزمان، وثمن الغربة”، غير أنه مثل حالة فريدة من نوعها بالنسبة للجمهور الذي أحبه وتعلق به في أدوار الشر .

شارك عادل أدهم في بطولة 280 فيلماً، غير أنه قام بالبطولة المطلقة فيما يقرب من 84 فيلماً، وحصل على العديد من الجوائز كأحسن ممثل عن أدواره في أفلام “طائر الليل الحزين” 1977 “السلخانة” 1989 “آه ياليل يا زمن” 1977 “الشيطان يعظ” 1981 “اثنين على الطريق” ،1984 وكرمه عمدة نيويورك عام 1986 . وكان آخر أفلامه “علاقات مشبوهة” عام ،1996 وهو نفس العام الذي اشتد فيه المرض عليه، وسافر للعلاج في باريس، وأثناء علاجه في باريس طلب من طبيبه البروفيسور “لوكوجيك” أن يسمح له بالعودة إلى مصر واستجاب، ليعود مع زوجته لمياء السحراوي إلى أرض النيل . ولم يمر وقت طويل على عودته حتى رحل شرير السينما الطيب، في العام نفسه في التاسع من شهر فبراير/شباط 1996 .

الخليج الإماراتية في

08/03/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)