حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

«وجدة» السعودي يشهد عرضه الأميركي الأول

مهرجان ترايبيكا ينظر إلى العالم تسجيليا وروائيا

لوس أنجليس: محمد رُضا 

 

حرب في أفغانستان. صراع على الطاقة في دول غرب أفريقيا. إدمان في ولاية وست فرجينيا وفيلم عن المخرج ميشال هنيكه هي بعض حصيلة مهرجان ترايبيكا في دورته الجديدة التي ستنطلق في الشهر المقبل. كالكثير من المهرجانات الأميركية، سندانس، سان فرانسيسكو وبالم سبرينغز، يعتمد ترايبيكا على الفيلم غير الروائي كرافد مهم من روافده وبرامجه، مخصصا - هذا العام - مسابقة تضم دزينة من الأفلام التسجيلية التي تنتقل من أميركا إلى أفريقيا مرورا بأوروبا متناولة شؤونا سياسية وعسكرية كما فنية خالصة.

دراميا اثنا عشر فيلما آخر في المسابقة التي تضم أفلاما أميركية وعالمية وهي جزء من نحو مائة فيلم تشكّل برامج المهرجان المختلفة.

من بين هذه البرامج أو الأقسام واحد بعنوان «وجهات نظر» يعرض 22 فيلما تعرض أميركيا لأول مرّة من بينها الفيلم السعودي «وجدة» للمخرجة السعودية هيفاء المنصور. وهو كان افتتح دوليا في مهرجان فينسيا في العام الماضي، ومن حينها جال مهرجانات من دبي إلى تورنتو مرورا بروتردام وغوتنبيرغ وبلغراد وموعود بعروض تجارية في صربيا وهولندا وبريطانيا وألمانيا وكان بدأ عروضه الفرنسية والبلجيكية في السادس من الشهر الماضي.

نقطة الاهتمام مزدوجة بالنسبة للإعلام العالمي كما بالنسبة لمرتادي المهرجانات: «وجدة» فيلم سعودي طويل نادر (السادس الذي يحمل الهوية السعودية) ومخرجته هيفاء المنصور امرأة ما يجعله محط رغبة الجميع معرفة المخرجة من خلال ما تطرحه. وبما أن ما تطرحه ليس غريبا عن وضعها كامرأة تتحدّث عن حريّة اختياراتها فإن هناك تلازما والتصاقا واضحا بين المخرجة وبطلته خصوصا أن المنصور كتبت السيناريو بنفسها.

يلفت الاهتمام أيضا وجود فيلم أفغانستاني ينقل حكاية فتاة أخرى. ليس فيلما جيّدا على نحو شامل، لكنه سيثير الاهتمام أيضا بسبب قضيّته. «حجر الصبر» لعتيق رحيمي عن فتاة وقعت في الحب وصدمها موقف من أحبّته بعدما عاشرها ثم تخلى عنها عندما علم أنها حبلى منه. ليس بعيدا عن الأفلام المصرية التي عالجت هذه الحكاية في الخمسينات وبعدها، لكن كونه يقترح التعبير عن الوضع الأفغاني بالنسبة لموقف الإسلام والمجتمع من الخطيئة سيجعله أيضا محط اهتمام المشاهدين.

الأفلام الأخرى في هذا القسم تتألف من ثلاثة عشر روائيا وثمانية تسجيلية وواحد من هذه الأفلام التسجيلية («فليكس ملكا») لديدري شو ومايكل نيكولز هو الذي سيفتتح هذا القسم.

في قسم آخر، عنوانه «سبوتلايت»، حشد المهرجان 33 فيلما بينها واحد وعشرون روائيا. هذا القسم يهتم بالسينما المستقلة ذات الشعبية. تعريف ذلك، وحسب المهرجان، أن هناك سينما مستقلة خاصّة جدا وأخرى تتوجّه إلى الجمهور الكبير وهذا القسم يهتم بهذه الفئة الثانية. وهو في كل الأحوال سيعرض لمخرجين معروفين في هذا المجال بينهم الإيراني المهاجر إلى أميركا رامين بحراني الذي صنع فيلما أميركيا كاملا حول هيمنة الشركات الخاصّة التي تمنع المزارعين من بذور طبيعية. الفيلم بعنوان «بأي ثمن» وبطولته موزّعة بين دنيس كوايد وزاك إفرون. مخرج آخر يسترعي الانتباه هو رتشارد لينكلاتر. في الواقع هو أكثر من مجرد «يسترعي الانتباه» إذ بنى اسمه في سينما روائية وتسجيلية وأنيماشن وكثير منها من بطولة إيثان هوك. الفيلم الجديد «قبل منتصف الليل» وهو ثالث في سلسلة بدأت بـ«قبل الشروق» و«قبل الغروب» ودائما ما دارت حول علاقة رومانسية بين كاتب أميركي وامرأة فرنسية يلتقيها فقط حين يزور باريس وتؤديها جولي دلبي. البريطاني نيل جوردان لديه فيلم جديد (بعد غياب ملحوظ) عنوانه «بيزانتيوم» وموضوعه مصاصو الدماء - ثاني عمل له في اتجاه سينما الفامبايرز بعد «موعد مع مصاص دماء» قبل عدّة سنوات. فيلم الافتتاح سيكون «غريبان بالخطأ» أو Mistaken For Strangers عن لقاء بين أخوين هما توم برننجر (الذي يخرج الفيلم ويمثل الدور) ومات برننجر. ليس معروفا، بعد، على أي أساس تم اختيار هذا الفيلم للافتتاح لكن الغالب أن المهرجان في دورته الثانية عشر كان يتطلع صوب بداية طريفة ووجدها في هذا العمل. على نحو أكثر جدّية نجد أعمالا تتعلّق بالمنطقة العربية. هناك «قبل هطول الثلج» وهو من «مقاطعة كردستان في العراق»، كما يرد في التعريف، أخرجه خشام زمان الذي يتصدّى لحكاية لا بد تطلّبت مهارات فنية وإنتاجية فأحداثه تدور في أكثر من بلد بدءا من شمالي العراق إلى تركيا ومنها إلى أوروبا وتتحدّث عن شاب يحاول الاهتداء إلى شقيقته الفارّة من زواج يريد أهلهما فرضه عليها.

الممثل الأميركي براد بت أنتج فيلما يعرضه في مسابقة الفيلم التسجيلي بعنوان «رجال كبار» وهو يدور حول دور الشركات الأميركية في تأجيج الصراع على الطاقة بين النيجر وغانا. ويتعامل «فريق القتل» لدان كروس مع وضع مختلف: قبل عامين تم التحقيق مع عدد من جنود الجيش الأميركي في أفغانستان بتهمة قتلهم المتعمّد للمواطنين. أحدهم لديه وجهة نظر مختلفة في دوافع هذا القتل!.

المرء يستطيع أن يمضي طويلا في تناول الأفلام التي تنطلق لعروض هذا المهرجان في السابع عشر من الشهر المقبل وتستمر حتى الثامن والعشرين، لكن الملاحظ أنه بات يبني ثقله على أن يكون الجناح المناوئ لمهرجان صندانس الذي يتمتع بمسابقات محلية ودولية تسجيليا وروائيا. وإذا كان رئيس صندانس هو الممثل المعروف روبرت ردفورد، فإن رئيس ترايبيكا الذي يبلغ من العمر اثنتي عشرة سنة هو روبرت دي نيرو.. ومفيش حد أحسن من حد!.

الكوري بارك يلحق بمواطنه كيم

المخرجان لم يقدما أي فيلم أميركي من قبل

الفيلم: Stoker

إخراج: تشان - ووك بارك تشويق الولايات المتحدة 2013 تقييم: (2*) (من خمسة) هناك مخرجان من كوريا الجنوبية أقدما، خلال الأشهر القليلة الماضية، على تحقيق فيلميهما في الولايات المتحدة. جي - وون كيم أنجز «الوقفة الأخيرة» الذي قاد بطولته أرنولد شوارتزنيغر، وتشان - ووك بارك حقق «ستوكر» الذي وزّع بطولته بين ميا واسيكوفسكا في الصدارة وماثيو غود ونيكول كدمان في دورين مساندين قريبين.

كل من هذين المخرجين لم يسبق له أن حقق فيلما أميركيا، وكل منهما لا يتحدّث الإنجليزية على نحو يمكن التواصل به من دون مترجم. إذا كان الفيلم السابق لا يحتاج إلى كثير تفسير وإدارة ممثلين، على أساس أن البطولة لمشاهد الأكشن، فإن الثاني يعتمد جدّا على الأداء لكي يحمل الحكاية قدما ما يجعل المرء يتساءل عما إذا كان وجود المترجم كافيا كوسيط بين مخرج لديه رؤية ما وممثل مفترض به تنفيذ رؤية المخرج.

مهما يكن النتيجة هنا ليست في صالح هذه التجربة. تشان - ووك بارك مخرج حمل الدهشة لهواة الأفلام عندما قام قبل أربع سنوات أو نحوها بتحقيق فيلم «أولدبوي» الذي يريد سبايك لي إعادة إخراجه كفيلم أميركي. في ذلك الفيلم الكوري بنى عالما من الدكانة والعنف حول رجل مسجون بلا سبب يعرفه تبعا لخطة تقتضي بتطوير ملكية الانتقام لديه لدرجة انطلاقه لقتل من تسبب في سجنه ذاك ليكتشف أن الفتاة التي تعرّف عليها ليست سوى ابنته وأنهما ما زالا مخلبا في يد الرجل المجهول ذي النوايا الغامضة.

الموضوع في «ستوكر» (اسم العائلة التي تنتمي إليها الشخصيات الرئيسية) يحتوي على توليفة ناشزة كهذه: بعد وفاة الأب رتشارد (درمور ملروني) يدخل حياة العائلة شقيقه تشارلي (ماثيو غود) الذي يدّعي أنه كان غائبا في رحلات أوروبية، بينما كان مقيما في مصحة بعدما ارتكب جريمة قتل ضحيّتها شقيقه الأصغر. العائلة مؤلفة من إنديا، وهي فتاة في الثانية والعشرين من العمر (واسيكوفسكا) التي ترتاب في هذا العم وتكتشف لاحقا أنها على حق في ارتيابها، ومن أمها نيكول كدمان التي ما إن مات زوجها حتى أخذت تحتفل. تذكّرها ابنتها بأن المرأة الأوروبية اعتادت الحداد لشهرين وفي بعض الشعوب لسنتين قبل أن تمارس حياتها الطبيعية، لكن الأم لم تكن تحب رتشارد وها هو تشارلي يصل وقد يملأ الفراغ. لكن تشارلي لن يملأ شيئا. إنه قاتل يستخدم حزامه الجلدي في الخنق وأول من يخنق المشرفة على البيت لأنها تعرف خلفيّته. الضحية الثانية عمّة الأسرة لأنها تعلم أيضا خلفيّته، والضحية الثالثة شاب تعرّض لإنديا محاولا اغتصابها.

وبينما ينتقل الفيلم من جريمة إلى أخرى هناك ذروات يمكن التوقّف عندها، لكن الحال أنه، وربما بسبب حاجز اللغة، يبدو أن الممثلين كانوا غير ملهمين للبحث عن شخصيات أعمق من تلك التي يؤدونها. المشكلة الأخرى أن الفيلم - في ساعته الأولى - يكرر مفاداته. تعرف ما دار وستعرف ما سيدور لأنه ما زال في الدائرة ذاتها. والإخراج قائم على حذق متفذلك. لديك لقطة ستظهر في الدقيقة العاشرة وتتمتّها في الدقيقة الأربعين مثلا وذلك من باب ربط اللقطات للإجابة عن اللغز الذي ما عاد لغزا بقدر ما أصبح إزعاجا مستمرّا.

هناك بنية هتشكوكية للفيلم لكن ألفرد هتشكوك كان مخرجا أفضل بكثير كونه كان يعرف كيف يربط الخيوط الفالتة في حبكة تتفوّق على السيناريو حين يكون ذاك ضعيفا. في حين أن المخرج بارك يرمي الخيوط الفالتة ويبقيها كذلك لفترة طويلة. حين يأتي الأمر لربطها تجده يخطئ في الربط بحيث تغيب العفوية ويحط التكلف.

بين الأفلام

في الظل

هذا الفيلم البولندي/ التشيكي المشترك شهد عرضه مؤخرا في مهرجان بورتلاند الأميركي. إنه دراما بوليسية تقع أحداثها في الخمسينات من إخراج ديفيد أوندرتشيك الذي أمضى للآن نحو اثنتي عشرة سنة من العمل أنجز فيها تسعة أفلام. يختلف هذا الفيلم في أنه يدور حول حقبة داكنة في التاريخ التشيكي تلت الحرب العالمية الثانية وشهدت سطوة الحزب الشيوعي على البلاد. المحقق هاكل (إيفان تروجان) يرى أن المتّهمين اليهود لم يرتكبوا الجريمة على الرغم من اعترافهم وهو سيسعى لممارسة عمله وتحدي السُلطة التي تسعى للحكم على المتّهمين. لكن الفيلم يناقض نفسه في أكثر من مكان إذ يوضح أن بعض التهمة في مكانها. على الرغم من ذلك، هذا فيلم حديث مصوّر بأسلوب سينما العصر الذي تقع الأحداث فيه ويتحلى بإدارة جيّدة للممثلين وللمرحلة التاريخية فنيّا.

21 سنة وما فوق ما يفعله المخرجان سكوت مور وجون لوكاس هو جعل المشاهد يراجع موقفه من فيلم «آثار السهرة» (أو Hangover) كونهما كتباه. هل يمكن لكتابة اعتبرت حاذقة وماهرة ومليئة بالأفكار الغريبة أن تكون لنفس هذين الشخصين اللذين أقدما على تنفيذ هذا الفيلم؟ هذا الفيلم هو احتفاء بشخصيات شابّة وهي تنتقل من اللابراءة إلى نوع من الرجولة الخالي من المواصفات الصحيحة. الهم هو تصوير عبث الشبّان وهم يحتفلون بصداقتهم وإظهار قدر كبير من أنانيّتهم. في هذا السياق فإن الابتكار الوحيد الذي يسجل للفيلم هو أنه يصوّر أحدهم وهو يتقيأ بالسلوموشن! أرايانوس المخرج الإسباني إيلوي إنسيسو يقدّم هنا عملا نادرا هذه الأيام: محاولة لدراسة أنثروبولوجية لسكان بلدة في مقاطعة غاليسيا الواقعة في شمال غربي إسبانيا. يستعين، بطبيعة الحال، بأبناء ونساء القرية من غير الممثلين ويصوّرهم في حالات شتّى. في الغاية حيث يتبادلون الحديث في وجدانيات مختلفة. في الحانات وهم يغنون جماعيا. في المراعي يعملون أو في الحظائر يتعاملون وحيواناتهم. في هذا السياق سنجد استلهاما من الإيطالي أورماندو أولمي والفرنسي روبرت بريسون والأميركي روبرت فلاهرتي، لكن وعلى الرغم من ذلك، يبلور المخرج أسلوبه الخاص ويصنع فيلما للتاريخ.

سنوات السينما

1931 علامات أخرى

«سيمارون» الذي كان أوّل فيلم وسترن يفوز بالأوسكار حل ثانيا في «شباك تذاكر» سنة 1931 والأول كان «فرنكنستاين». فيلم من بطولة غريتا غاربو بعنوان «ماتا هاري» أخرجه جورج فيتزموريس تعرّض لحكاية جاسوسة ألمانية مزروعة على الجانب المعادي خلال الحرب العالمية الأولى. هذا الفيلم حل ثالثا أي قبل «أضواء المدينة» لتشارلي تشابلن وفيلم من بطولة نورما شيرر بعنوان «روح حرّة».

أيضا من علامات تلك السنة خروج فيلمين بعنوان «دراكولا» أحدهما من بطولة بيلا لاغوسي، الذي نال الشهرة الأكبر، والثاني من بطولة كارول فيلارياس الذي لم يحظ بأي نجاح يُذكر. وأخيرا، قبل الانتقال إلى العام التالي في الأسبوع المقبل، شهد 1931 أول اقتباس لرواية داشيل هاميت «الصقر المالطي» للمخرج رول دل روث وذلك قبل عشر سنوات من قيام جون هيوستون من إخراج الرواية ذاتها على نحو أفضل.

شباك التذاكر

فيلم فانتازي حط على المركز الأول بإيراد ضعيف في أسبوع خال من المفاجآت.

1 (-) Jack the Giant Slayer: $28,010,244 (2*) مغامرات فانتازية يقودها نيكولاس هولت وإوان مكروغر بحثا عن أميرة اختطفها العمالقة 2 (1) Identity Thief: $9,706,150 (1*) ماليسا ماكارثي وجاسون بايتمان يتشاركان في بطولة كوميديا بلا ضحكات 3 (-) 21 and Over: $9,230,771 (1*) الأسبوع الأول لفيلم زائد عن الحاجة يسجل إيرادا هابطا 4 (-) The Last Exorcism 2: $8,033,268 (1*) فانتازيا أخرى منسوجة من حكايات رعب حول أشخاص متلبسين 5 (2) Snitch: $7,700,802 (3*) دواين جونسون يبحث عن ابنه المخطوف لكن الجمهور لا يبحث عن الفيلم 6 (3) Escape From Planet Earth: $6,726,162 (2*) رسوم متحركة هي الفشل الكبير الأول للنوع هذا العام 7 (4) Safe Haven: $6,312,559 (1*) المخرج الجيد لاسي هولستروم يقدّم دراما أخف من المعتاد 8 (7) Silver Linings Yearbook: $4,511,008 (3*) هذا الفيلم، بطولة برادلي كوبر، قصّة نجاح فريدة إذ حقق 168 مليونا مفاجئا 9 (8) A Good Day to Die Hard: $4,044,313 (1*) بروس ويليس في مغامرات موسكوفية لمعت في الأسبوع الماضي 10 (6) Dark Skies: $3,556,982 (1*) الأرواح الشريرة وراء عائلة أخرى في فيلم رعب ركيك 6 Jack Slayer.jpg من: «جاك سفاح العمالقة».

الفيلم الثالث عشر لواسيكوفسكا

ظهرت الممثلة ميا واسيكوفسكا (وُلدت في أستراليا من أبوين بولنديين قبل 22 سنة) في ثلاثة عشر فيلما حتى الآن من بينها «تحد» (بطولة دانيال كريغ) و«أميليا» (لميرا نير مع هيلاري سوانك في البطولة) و«الفتيان في خير» (مع جوليان مور وآنيت بانينغ). لكن حضورها الرئيسي الأول تم على يدي المخرج تيم بيرتون في «أليس في ووندرلاند» قبل عامين. في العام الماضي شوهدت في «بلا قانون» و«ألبرت نوبس». وعلى الرغم من نشاطها فما زالت خامة تحتاج إلى بلورة وتحديد مسار.

مهرجان الدوحة يعيد النظر بعلاقته مع ترايبيكا

عندما انطلق مهرجان الدوحة السينمائي الدولي حمل في عنوانه دلالة تعاونه الاستراتيجي مع مهرجان ترايبيكا النيويوركي مستقبلا، في عداد ضيوفه، عددا من مديري ترايبيكا وفي مقدّمتهم روبرت دينيرو. وفي السنوات الثلاث اللاحقة، حافظ المهرجانان على هذه العلاقة مع افتراضية أن تكون ساعدت مهرجان الدوحة في تقديم نفسه إلى العالم كرديف نموذجي للمهرجان الأميركي وصديقا له.

لكن رئيس المهرجان القطري الجديد عبد العزيز خالد الخاطر ربما يفكر في تحديد هذه العلاقة والحد منها. يقول في لقاء تم مؤخرا: «أي علاقة مع أي طرف يجب أن توضع تحت الدرس لمعرفة ما الذي يستفيده مهرجان الدوحة منها. لا أقول إن التعاون بين المهرجانين سينتهي، لكننا نبحث عن أسس جديدة لمنح مهرجان الدوحة وضعا دوليا ثابتا وخاصا».

الشرق الأوسط في

08/03/2013

 

فيلم "رحلة جوية".. بضاعة أتلفها القصد!

أحمد شوقي 

أسوأ ما قد يقدم عليه مخرج موهوب هو أن يتجاهل موهبته كصانع أفلام لحساب استخدام السينما كمنبر يقوم من خلاله بالوعظ وتقديم النصائح الأخلاقية. صحيح أن غالبية الأفلام الجيدة تروج داخل سياقها لنسق أخلاقي ما، لكن القاعدة تقول إن هذا النسق كلما كان داخل السياق وكلما خفتت نبرته وابتعد عن الصوت العالي كلما كان ذلك أفضل.

وعلى النقيض تأتي أي محاولة لتقديم فيلم تقوم حبكته على نصيحة أخلاقية صريحة كمحاولة محفوفة بالمخاطر، لأن صاحبها يختار طواعية أن يخرج من حيز الفن البصري (وهو أساس السينما)، وكذلك من حيز راوي الحكايات المرئية (وهو أضعف الإيمان)، ليبقي لنفسه مساحة محدودة القيمة هي مساحة المقال المرئي، الذي يستخدم السينما كوسيلة للتعبير عن رأي من الممكن جدا أن يتم التعبير عنه في مقال مكتوب. فيما سبق تكمن المشكلة الأكبر لفيلم "رحلة جوية" أو "Flight" للمخرج روبرت زيمكس.

عودة درامية لمخرج كبير

وزيمكس مخرج كبير من نوعية تفضلها الاستوديوهات الأمريكية، فهو لا يتوقف عن العمل ويصنع الأفلام بشكل شبه سنوي منذ منتصف الثمانينيات عندما قدم ثلاثيته الشهيرة "العودة للمستقبل" أو "Back to the Future" فكانت فتحا في مجال كوميديا الخيال العلمي. وفي التسعينيات ازدادت خبرته وأتخد طابعا أكثر جدية أسفر عن فيلمه الأيقوني "فورست جامب" الذي منحه أوسكار أحسن إخراج، بالإضافة لعدة أعمال من بينها "المنفي" أو "Cast Away". قبل أن يمل من الدراما التقليدية ويتجه كباقي مخرجي النوعية التي ينتمي إليها للأفلام القائمة على التقنيات الحديثة فيجرب الفيلم المخلق إليكترونيا بالكامل في "القطبي السريع" أو "The Polar Express" وفيلم الأبعاد الثلاثية في "ترنيمة عيد الميلاد" أو "A Christmas Carol".

بعد هذه التجارب المتنوعة وبعد ثلاثة أعوام من التوقف يعود زيمكس للدراما التقليدية من جديد، مستعينا بواحد من كبار نجوم هوليوود هو النجم دينزل واشنطون، ليقدم حكاية طيار مدمن للخمور، يتسبب إدمانه في تغيير صورته من بطل قومي قام بإنقاذ ركاب طائرة من الموت إلى رجل فاسد يراه الجميع مثالا لخيانة الثقة والاستهتار بحياة الآخرين.

الحكاية تمتلك عنصر جاذبية رائع، هو التناقض بين إدمان الكابتن ويب ويتاكير وبين مهارته وموهبته المتفردة. فهو بالفعل طيار فريد من نوعه بدليل أن كل الطيارين الذين وضعتهم شركة الطيران في برنامج محاكاة للمأزق الذي تعرض له فوق السحاب قد فشلوا في إنقاذ الطائرة من الانفجار، بينما تمكن هو من الخروج بأقل الخسائر متمثلة في وفاة ستة أشخاص من أصل ما يزيد عن المائة، منهم المضيفة التي قضت معه الليلة السابقة للحادث والتي كان من الممكن أن يبرئ نفسه من كل التهم إذا ما اتهمها بشرب زجاجات الكحول التي وجدت في حطام الطائرة. ولكنه يعجز عن الإدلاء بالكذبة الأخيرة ليعترف بكل شيء ويتطهر من خطاياه.

أزمة القصد والتوقع

يقول نقاد الشعر أن القصد دائما هو مضاد الإبداع، فعندما يحاول الشاعر صياغة قصيدة يحركها بشكل مقصود نابع من عقله فقط، فهو بذلك يضع الحدود أمام خياله ويمنع نفسه من الانطلاق في آفاق إبداعية أرحب. هذه الحالة هي أدق توصيف لاعتراف الكابتن ويب بما اقترفه ولكل ما سبق ذلك من تصعيدات درامية.

وأنا عادة لا أميل لسرد نهايات الأفلام، ليس تفاديا لحرق الأحداث ولكن لأن ذلك يغلق الباب في وجه من لم يشاهد الفيلم بعد ويمنعه من خوض الرحلة الفيلمية والاستغراق في التساؤلات التي تدفعه الدراما لطرحها على نفسه. ولكن في حالتنا هذه لا أجد أي غضاضة في ذكر النهاية لأن صناع المخرج لم يدخرا جهدا في تحريك الحكاية طبقا لأكثر التوقعات بدائية، بل وخلق مصادفات تجبر الأحداث على التحرك في هذا المسار، وذلك بالطبع بسبب أزمة القصد المبكر في صياغة دراما الفيلم.

فالقصد الأخلاقي واضح لا يحمل اللبس: الإفراط في الشراب تصرف خاطئ تماما، لا يجوز تبريره تحت أي مسمى حتى لو كان صاحبه شخص موهوب وبطل قومي، ومن يفعل ذلك لابد وأن يدفع ثمن ما فعله وإلا سيعيش حياته معذبا يرفض نفسه ويرفضه كل من حوله. لا خلاف بالطبع على مضمون الطرح، ولا خلاف أيضا على أنني كتبت في ثلاثة سطور ما احتاج الفيلم ساعتين وثلث لقوله.

فالطائرة كان من الممكن جدا أن تهبط دون أن يموت أحد، ولكن لابد وأن تحدث مصادفات تؤدي لموت الستة أشخاص لأن المخمور لابد وأن يتسبب في قتل أحد حتى لو كان بطلا. والبطل كان من الممكن أن يكمل الليلة الأخيرة بلا خمر ليمر الاستجواب بسلام، لكن لابد وأن تحدث مصادفة أخرى تجعله يجد الخمر فيندفع في شربه، فهو سكير لا يجب أن ينجو بفعلته. وكان باستطاعته أيضا أن يكذب الكذبة الأخيرة وينتهي كل شيء، ولكن كيف ننهي الفيلم دون عقوبة أخلاقية واضحة تقول الرسالة بوضوح كامل لا لبس فيه!

عن الفن وشبه الفن

من جديد أؤكد أنه لا خلاف عن مضمون الرسالة الأخلاقية للفيلم، ولكن هل يجب أن يتناول المشاهد هذه الرسالة بالمعلقة أي بأكثر الطرق وضوحا ومباشرة؟ وهل لو كان ويب قد أمضى آخر ليلة وكذب كذبته فنجا وعامله الجميع كبطل لكنه عاش ممزقا بالذنب كانت الرسالة لتنقص شيئا؟ لم تكن الرسالة ستنقص بل ستأخذ منحنى أفضل بكثير، سواء كقيمة فكرية بفتح باب التساؤلات في ذهن المشاهد ودفعه للتفكير في القضية بنظرة أعم بعيدا عن تسطيح الخير الذي يجب أن ينتصر في النهاية، أو حتى كقيمة إمتاعية بجعل الأحداث تختلف عن مسار توقعات المشاهد، فهذا التطابق أمر يقتل حرفيا متعة المشاهدة.

هذا بالتحديد هو الفارق الجوهري بين الفن وشبه الفن، فالفن عندما يتناول قضية ينشغل بطرح الأسئلة داخل ذهن المتلقي، بينما ينحاز شبه الفن للإجابات الواضحة والنهايات المحكمة الموجهة لجمهور من أنصاف العقول. والفن لا يخشى من أن يتهمه الجهلة بالترويج لقيم خاطئة، بينما يلتزم شبه الفن بالسير على الصراط الأخلاقي خوفا من أي شبهة إتهام بأنه لم يعاقب المخطئ وينكل به ويؤكد للمشاهدين السذج أنك "إن لم تشرب اللبن وشربت الكحول ستصير مثل العم ويب"!

وفي النهاية

فيلم "رحلة جوية" يمثل أقصى صور المباشرة وانعدام الجرأة في السرد السينمائي، وهو فيلم ينظر لمشاهده بدونية ويتعامل معه باعتباره طفل لا يجب الاعتماد على عقله كأداة تتفاعل مع ما يراه. وهو نفس ما فعلته الرقابة المصرية الرشيدة في تعاملها مع الفيلم، لتعرضه في القاعات بعد أن حذفت معظم مشاهد شرب ويب للخمر، وتخيل معي فيلم عن سكير لا نراه أبدا يحتسي الخمور! ولكن إذا كان صناع الفيلم نفسهم وهم أبناء العالم المتقدم قد تعاملوا مع جمهورهم بهذا الشكل، فمن الطبيعي أن يقوم جهاز الرقابة (وهو مسمى متخلف في حد ذاته) المنتمي لبلد متخلفة بعرض الفيلم بهذا الشكل المعيب.

عين على السينما في

08/03/2013

 

ستيفن سبيلبرغ:

غزوة فرنسية واحتجاجات واهية

إبراهيم العريس 

على رغم البلايين الكثيرة من الدولارات التي حققتها افلامه خلال ما يقرب من ثلث قرن، ليس من السهل اعتبار المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ واحداً من الأساطين الكبار في الإخراج السينمائي. من الصعوبة بمكان ان يضعه تاريخ الفن السابع الى جانب هتشكوك وبرغمان وفلليني وبخاصة اورسون ويلز وستانلي كوبريك، الذين قد يروق البعض تشبيهه بهما. فهو، بعد كل شيء ليس «مؤلفاً سينمائياً» بالمعنى الذي اقترحه النقد الفرنسي للكلمة في سنوات الخمسين. ومع هذا لهذا الفنان مآثر سينمائية اعطته، الى شعبيته الغامرة التي تجعله اشهر وأقوى سينمائي اميركي حيّ، مكانة اوسكارية وحضوراً في صالات الفن والتجربة وسمعة باهرة كمبدع مثير للسجال. طبعاً هذا كله لم يشفع له حين اختير فيلمه الأخير «لنكولن» مرشحاً لجوائز اوسكار عدة في الدورة الأخيرة لجوائز الأكاديمية، فكان عليه ان يكتفي، بخاصة، بجائزة افضل ممثل نالها، تحت ادارته، دانيال داي لويس. هل تراه حزن لهذا؟ ام انه، على عادته، لم يبال كثيراً؟ لن يعرف احد تماماً. غير ان ما كان من شأنه ان يُشعر صاحب «ميونيخ» و «إنقاذ المجند رايان» بشيء من المرارة، كان في مكان آخر: في الهجومات التي راحت تُشنّ عليه في الوقت نفسه إذ أعلنت إدارة مهرجان «كان» السينمائي الفرنسي، الذي يعقد دورته الجدبدة في أيار (مايو) المقبل، انه سيكون رئيساً للجنة تحكيم المسابقة الرئيسة في المهرجان... هنا، حتى وإن كنا لا نعتبر سبيلبرغ واحداً من اعظم عشرة سينمائيين في تاريخ هذا الفن، لا يمكن ابداً ان نناصر تلك الهجومات التي بدت، على الفور واهية، تحاسب الرجل سياسياً بالأحرى مستكثرة عليه ان يشغل في «كان» مهمة شغلها من قبله دافيد كروننبرغ او رومان بولانسكي او امير كوستوريتسا، او حتى كلينت ايستوود او كاترين دونوف وايزابيل آدجاني!!

بين الفن والترفيه

إذاً، منذ كان الإعلان «الكانيّ» والمواقع الإلكترونية التي صارت في زمننا هذا بديلاً من الصحافة الصفراء، تهاجم سبيلبرغ والمهرجان. لن تهزّ الهجومات ثقة المهرجان بالمخرج ولا ثقة المخرج بنفسه، تماماً كما ان الذين سينبرون للدفاع عنه، لن يضيفوا الى قيمته الفنية شيئاً. فعلى مدار عقود من السنين، منذ «مبارزة» الى «لنكولن» تمكن سبيلبرغ من ان يبدع متناً سينمائياً شديد التنوع يتأرجح بين الأعمال التجارية الترفيهية والأفلام الفنية او التاريخية اللافتة. الى الصنف الأول تنتمي طبعاً سلاسل «انديانا جونز» و «الفك المفترس» وأفلام الديناصورات... فيما تنتمي الى الصنف الثاني افلام حاول فيها سبيلبرغ ان يكون جدياً من دون ان يكون مملاً، في الوقت الذي حاول ان يكون متوازناً في مواقفه السياسية من بعض القضايا التي تناولتها افلامه. ولعل في مقدم هذه القضايا قضية السود الأميركيين، التي قبل ان يصل الى ذروة تعبيره عنها في فيلمه الأخير «لنكولن» من خلال سرد فصل من آخر ايام هذا الرئيس الأميركي الذي حمل عبء اعطاء الزنوج حريتهم وكرامتهم حتى ولو كان الثمن حرباً اهلية عاصفة انتهت باغتياله – كما يقول لنا التاريخ ويروي الفيلم بنزاهة تامة -، قبل ان يصل الى هذه الذروة كان سبيلبرغ دنا من القضية نفسها مرتين على الأقل: الأولى من خلال فيلم «امستاد» والثانية والأهم من خلال «اللون القرمزي». يومها كان الأفارقة الأميركيون قد اثنوا على جهود سبيلبرغ واعتبروه واحداً منهم. ومثلهم فعل اليهود الأميركيون في خضم ذلك، حين حقق واحداً من اكثر الأفلام خدمة لما يعتبرونه «الذاكرة» متحدثاً عن «الهولوكوست» من خلال حكاية رجل ألماني تمكن من انقاذ أعداد كبيرة من يهود بولندا من المحرقة... يومها أتبع سبيلبرغ فيلمه بإقامة متحف اميركي للهولوكوست فازداد رضا اليهود، من اميركيين وإسرائيليين وغيرهم، عنه.

غير ان ذلك الرضا سرعان ما اضمحل حين حقق المخرج فيلماً تالياً له دنا فيه من «هموم» اسرائيل. كان ذلك فيلم، «ميونيخ» الذي صوّر فيه العمليات الإرهابية التي قامت بها الاستخبارات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين رداً على عملية ميونيخ الإرهابية بدورها. والحقيقة ان هذا الفيلم بدا من القسوة والرغبة في التوازن الى حد انه اثار حنق اليمين الإسرائيلي والسلطات الإسرائيلية في شكل عام، من دون ان يجد لمخرجه شفعة لدى الصحافيين والمتفرجين العرب الذين اعتبروه «صهيونياً». وطبعاً لن نعود هنا الى ذلك السجال... فقط نذكّر بأن الرأيين لم يهزا قناعة سبيلبرغ، بل واصل طريقه محققاً سينماه المتفاوتة الجودة والجدية مصرّاً على انه سينمائيّ اولاً وأخيراً وليس لا مؤرخاً ولا منظّراً سياسياً، وأن همه الأول هو الإنسان الى اي فكر انتمى.

سينما للإنسان الطفل

والحقيقة ان سبيلبرغ لم يكن مخطئاً في تشخيص سينماه واهتماماته فيها، ذلك أننا اذا ما بحثنا عن الفكر الذي يقف حقاً وبقوة خلف افلامه، جدية فنية كانت او ترفيهية استعراضية، سنجد دائماً ان المكانة الأولى فيها محجوزة للإنسان، وربما غالباً من منظور طفولي. ولعل حسبنا هنا ان نذكّر بكم ان الأطفال حاضرون في سينما سبيلبرغ، كمتفرجين مأمولين على هذه الأفلام من ناحية، او حتى كشخصيات اساسية فيها من ناحية ثانية... ولعل هذا الاهتمام بالأطفال ومحاصرة عالم الكبار لهم، بعنصريته وحروبه وصنوف الكراهية والعنف، يلوح في بعض اجمل افلام سبيلبرغ، من «امبراطورية الشمس» عن رواية لجي جي بالارد، الى «اللون القرمزي» التي تنطلق من حكاية اختين مراهقتين زنجيتين... وصولاً الى «تان تان» الفيلم الذي اقتبسه سبيلبرغ قبل عامين عن شرائط البلجيكي/الفرنسي هرجيه المصورة، كبداية كما يبدو لسلسلة ستتواصل... وهنا، يقودنا حديث حضور الأطفال في سينما سبيلبرغ الى راهنه الفني.. وذلك مروراً بفيلمه «الذكاء الاصطناعي» الذي كان حققه عند بداية تسعينات القرن الفائت عن رواية لكاتب الخيال العلمي برايان آلديس... فلماذا هذا الفيلم؟ بالتحديد لأن سبيلبرغ ورثه عن زميله المخرج الذي كان رحل حديثاً في ذلك الحين، ستانلي كوبريك، محققاً اياه انطلاقاً من سيناريو كان عبقري السينما وصاحب «اوديسا الفضاء» و «باري لندون» بين روائع اخرى، أعدّه للتصوير. وحين مات كوبريك من دون ان يحقق ذلك المشروع الذي كان غالياً عليه، احس سبيلبرغ ان في امكانه هو ان يحققه ففعل. وما إن عرض الفيلم يومها حتى هاجمه نقاد كثر قائلين ان صاحبه اساء الى تراث كوبريك؟ هل تراه اساء اليه حقاً؟ لا يمكن الإجابة هنا بشكل قاطع، ولكن من المؤكد ان سبيلبرغ غير كوبريك.

الى فرنسا ايضاً

لكن تلك المقارنة لا تبدو الآن وكأنها اوهنت من عزيمة سبيلبرغ... فالرجل معروف بنزاهته الفنية كما بحبّ للسينما يجعله قادراً على ادراك قيمة كوبريك الكبرى... ثم وكأن لسان حاله يقول: طالما ان كوبريك رحل عن عالمنا، تاركاً مشاريع كثيرة لم يتمكن من تنفيذها، نجدنا اليوم امام واحد من احتمالين، فإما ان نرمي تلك المشاريع في أدراج النسيان في انتظار مجيء عبقري آخر من وزن كوبريك، وإما ان نُقْدم فلنا أجر واحد. وانطلاقاً من هنا، ها هي الأخبار تفاجئنا اليوم بأن سبيلبرغ سوف يُقدم خلال المرحلة المقبلة على تحقيق عمل ضخم جديد له، ولكن للشاشة الصغيرة هذه المرة. والحال ان الأمر يبدو مفاجئاً، ليس لأن سبيلبرغ سيشتغل للتلفزة، فهو سبق ان كانت بداياته فيها ولها ولم ينقطع عن التعامل معها. المفاجأة هي ان المشروع العتيد مشروع كوبريكي آخر. بل لعلنا لا نكون مبالغين ان قلنا انه المشروع الأكثر اسطورية وضخامة وصعوبة من بين عشرات المشاريع التي كان كوبريك يضطر الى تأجيل تحقيقها عاماً بعد عام. بل ان هذا المشروع صار اسطورياً حتى خلال حياة كوبريك، وبات يعتبر اشهر و «اعظم» فيلم لم يحقق في تاريخ السينما. وما نتحدث عنه هنا هو طبعاً مشروع «نابوليون» الفيلم/الحلم الذي كان لا يكف عن مراودة كوبريك وشغل ايامه وأحاديثه منذ نجاحاته الأولى. وهو دائماً ما كان يؤجله، إما لصعوبة التنفيذ وإما لضخامة الإنتاج وبالتالي تعسّر التمويل. ونذكر ان المشروع بات من الشهرة والأسطورية الى درجة انه حين اصدرت دار «تاشن» الألمانية كتاباً ضخماً متعدد اللغات في ألوف الصفحات يتضمن السيناريو والمخططات والرسوم التي وضعها كوبريك له، نفدت الطبعة الأولى بكاملها مع ان ثمن النسخة منها 500 يورو!!

هذا هو إذاً، آخر جديد سبيلبرغ... وهذا هو اهتمامه بإحياء تراث سلفه الكبير، مهما سيكون رأي النقاد... اما لماذا للتلفزيون وليس للسينما فأمر يطول حديثه، كما يطول في الحقيقة حديث المشروع الذي سنعود اليه مراراً وتكراراً كما سوف يفعل غيرنا. وفي انتظار ذلك ننتظر كيف سيكون أداء سبيلبرغ في تحكيم مسابقة «كان» تلك المهمة التي ها هي تقرّبه اكثر وأكثر من فرنسا، هو الذي كان اثار دهشة كبيرة حين اقترب منها من خلال عمله على «تان تان»، ثم ها هو يقترب اكثر من خلال قبوله، بعد سنوات من التردد، بأن يكون على رأس محكمي مهرجانها السينمائي الكبير.

«يا خيل الله» بين الواقع وصورته السينمائية وأسئلته الشائكة

الدار البيضاء - مبارك حسني 

هناك مواضيع حاضرة مؤلمة في آنيتها تتلقفها السينما على الفور، بما أنها تتضمن الأحداث المبحوث عنها من طرف المخرجين وتكون قادرة بالضرورة على أن توفّر الحبكة المرجوة في السرد الفيلمي. نتحدث طبعاً عن ذاك الجديد، الأصيل والصارخ، وما الذي يمكن أن يقدمه للشاشة الكبرى في فيلم كبير متوقع. هذه الحالة تنطبق على الشريط المطول الذي حققه نبيل عيوش قبل أكثر من عام في عنوان «يا خيل الله»، ولا يزال يثير منذ عروضه الأولى سجالات متتالية. وهنا لا بد من أن نبدأ حديثنا بالتأكيد على أنه لحد الساعة، وعلى الأقل حتى اللحظة التي قدم فيها عيوش هذا الفيلم، لم يستطع أي مخرج الاقتراب من وقائع 16 أيار (مايو) 2003، وهي سابقة لا يمكن التغاضي عنها، بل يجب توظيفها سينمائياً.

والــحال أن ما شجع عيوش على خوض التجربة كـــان وجود رواية جاهزة تحاول سرد مجريات هذا الحـــدث الرهيب الكبير: رواية ماحي بنبين، الذي لم يكن في وسعه أن يتـــرك موضــوعاً عظيــماً كهذا من دون الاقتراب منه وتخييله أدبــياً.

سؤال الكيف الصعب

لكن كيف أمكنت مراودة موضوع خطير وكارثة كالإرهاب، وبالغوص في العمق وبموضوعية، مع اعتبار الأسباب والنتائج المختلفة لها، علماً بأن السينما في هكذا موضوع لا تجد اليسر اللازم، ما يفرض عليها أن تنقذ صفاءها الفني وهي تتطرق لحدث أثّر في ذاكرة الكثيرين واستتبع تصرفات وسلوكات على المستويات الفردية والجمعية؟ فهل يمكن القول الآن إن الشريط استطاع ذلك وتمكن من الخروج من المغامرة بنجاح؟

يتناول الفيلم قصة انتحاريين آتيين من الحي القصديري الشهير سيدي مومن في ضواحي الدار البيضاء، وهو حي تمتزج فيه البداوة بالتمدن المفروض من دون مقــــوماته الأســاسية، مع كثافة سكانية ضخمة، كما هي الحال في كل المدن العالمثالثية المتغولة. الجزء الأول من الشريط يروي حكاية الحي، ويسرد اليومي القاسي لأبطاله في الدروب والحارات المتربة المبللة دوماً، خارج المجال التعليمي، أي المدرسة، التي لا ذكر لها هنا (رغم أنها موجودة في واقع الأمر، ولكاتب المقال أصدقاء سبق أن درسوا فيها).

يبين الشريط شخصياته المراهقة كأفراد «مستقلين» متروكين لحالهم ولأقدارهم الفردية، في الفضاءات المتربة الرحبة، يلعبون الكرة طيلة اليوم، وينهون المقابلات بمعارك ضارية بين معسكرين باللكمات والضرب والشتائم المقذعة. هو جزء مؤثِّر ومحكَم بفنيته وواقعيته الصارخة اللاصقة بواقع الحال، ويذكِّرنا كثيراً بعالم شريط «علي زاوا»، الفيلم الظاهرة لنبيل عيوش.

وأبرز ما تمنحه هذه اللقطات المضمّخة بالصدق والتلقائية، إيقاعُها المتوازن الذي يشد العين والقلب، فحكاية البطلين الأخوين تساير معطى الحياة التي لأشباههم في الظروف المعيشية ذاتها، عائلياً واجتماعياً، ما بين أخ مجنون وأب خرف وأمٍّ تحـــاول إرضاء رغبات الجميع وتلبيتها مــهما كانت متناقضة، مع الحرص على راحتهم والعناية بهم كلما أمكن ذلك.

الانطباع العام الذي تخلقه هذه التوطئة الواقعية الكبيرة، «الفجة» لكنِ المؤثرة بقوة، هو أن الإرهاب له جذور اجتماعية يخلقها العيش في بيئة شديدة الفقر، في ظل غياب الدولة (تُظهر اللقطات الشرطة كقوة عمومية في مواقف سلبية جداً: القمع، الفساد والتسلط)، غياب التربية، وغياب ظروف الحياة الطبيعية والمساعِدة... وتوحي اللقطات الشاملة المأخوذة من أعلى الحي بشكل واضح وببلاغة صريحة، الوضعَ غير الصحي لمجاله، وهي في الوقت ذاته لقطات رائعة فنياً وسينمائياً، ولها قوة الشهادة والثوثيق، خصوصاً في وقت اختفاء المكان الحقيقي للأحداث، الذي لم يعد له وجود حالياً، بعد أن تمكن سكانه من توفير سكن لائق مؤخراً. لكن السؤال الذي يطرح نفسه بشدة هو: هل هذا الطرح المقدم والمعروف من لدن الكل، هو الوحيد الممكن لتفسير ظاهرة الانتحاريين؟ ما موقع السياسة خلف كل هذا؟

الجزء الثاني من الشريط يتطرق إلى التأدلج والإعداد النفسي والجسدي والشحن «الديني» من طرف أشخاص ملتحين يرتدون الألبسة الأفغانية المعروفة، فحين خروج البطل من السجن، بعد أن أضحى شاباً، يتحوّل إلى النقيض، فمن فتوة صغير ومشاغب لكنه ذو شخصية جاذبة، بقدرته على العيش بين ذئاب بشرية، تحوّل إلى عضو في جماعة جهادية تتبع أوامر أمير صغير، وما يلي في هذا الجزء لا يزيد عن ذكر المعروف الشائع الذي طالما حكته الجرائد والإعلام.

ويُقنع البطل أخاه وكل أصدقائه باتباع مثله والتشبع بأفكاره الجديدة، إذا أرادوا أن يصيروا «مسلمين حقيقيين»، بإيمان قوي في سبيل الجهاد، وهم يجدون أنفسهم بدورهم وقد أُخذوا بعين الرعاية، ووجدوا عناية و «تقديراً» كفيلين بحل المشاكل المادية والحياتية، التي حينما كانت تطرأ يجدون دائماً من يتكفل بحلها. إنها أيديولوجية مبسطة جداً، تتبع رؤية أحادية، مختزلة، ومرتبطة بتصور تنظيم القاعدة أو ما يشبهها. ولكن مرة أخرى يطرح سؤال: هل هذا وحده السبب والطرح الوحيد؟

من جهة الرؤية السينمائية المحضة، قد نجد الشريط مقتصراً على السرد الخطي في حده الأدنى، ونجد أن له وقعاً تأثيرياً بائناً، ولكن من دون عمق ولا أفكار سينمائية مبدعة قد تزيد من ألق الفنية العامة للشريط، وربما تخلخل بالتالي هناء المتفرج وراحته أمام موضوع من الجدية بمكان، وذي خطورة قصوى، فالحال أننا من الصعب أن نجد أنفسنا هنا أمام سينما تمنحنا فيلماً حركياً، ذلك أن الشحن الفكري/ التكفيري مُقدَّم كما هو، كفاعل وحيد، بلا اجتهاد ولا سؤال قد يطفر خلف الصور والأفلمة.

فترة التدريب

الجزء الثالث من الشريط يحكي فترة التدريب والتجهيز لتنفيذ العملية الانتحارية المقررة (مِن طرف مَن؟ لا جواب لدى الفيلم) «للشهادة»، بعد أن تم الاستقطاب الكلي للشبان من كل النواحي، بالطاعة التامة من جهة، والاطمئنان والثقة من جهة ثانية، عبر وسيلة الإقناع مرة، وعبر وسيلة الترهيب مرة ثانية.يتتبع المشاهد سفرهم للتدرّب، نحو الجبال التي لم يروها قط من قبل، وبقاع ترسم الدهشة الكبرى على وجوههم لكن من دون خلفية بسيكولوجية قد تكون أفضل في وضع كهذا لأشخاص لم يغادروا حيَّهم الكالح قط، بتخير لقطات موحية غير خطية. بدل ذلك، يُظهر الفيلم معاركَ تنافُسٍ جانبيةً، وتجاذبات نفسية تُجملها لقطات مكبِّرة للوجوه، لكنْ من دون الذهاب بعيداً، كما لو أن المخرج اقتصر على طريقة سرد مخططة مسبقاً تحوم حول مستقيم واضح هو: الفقر، الشحن النظري، الإعداد، التفجير.

والتفجير يحدث أخيراً، في مدينة أخرى، دار بيضاء مغايرة ومختلفة، مختلفة في عيون الانتحاريين الشبان المندهشة، الضائعة في حَوارٍ وأبنية وشوارعَ ضاجّةٍ لا علاقة لها بما ألفـــوا. بعد الدهشة تنشب واحدة من المعارك الخفيفة الجانبية بين الأخوين، التي طعّم بها الشريط أحداثه من دون تأثير في الخط المستقيم المسطَّر سلفاً. التفجير يقع ولا يُظهر منه الشريط إلا دخاناً كبيراً في سماء واسعة وأفق لامحدود يشاهده أطفال غير معنيين، صغار يلعبون الكرة في فضاء مترب بعيد.. وهنا، لا بد من القول إن الشريط لم يوظِّف بذكاء ودقة هـــذه اللحظة الفاصلة القوية، التي بإمكانها الترسخ في الذاكرة البصرية للمُشاهد، اللحظة التي غيرت الكثير من معطيات البلد السياسية والمجتمعية والثقافية، والتي أدت إلى تغييرات جذرية في العديد من المــقومات... أسئلة وأسئلة ظلت معلقة.

أحمد مراد:

نحن في عصر رواية السينما

القاهرة - وليد أبو السعود 

يؤمن الكاتب أحمد مراد، الذي حققت روايته «الفيل الأزرق» من النجاح ما دفع إلى تحويلها بسرعة إلى سيناريو لفيلم سينمائي من المتوقع أن يبدأ تصويره قريباً، أننا نعيش حالياً في عصر الرواية السينمائية، ويبدي سعادته في الوقت ذاته بنجاحه وجيله في العودة بالرواية لتصبح الرافد الأساس للسينما، مؤكداً أنه ككاتب سيناريو يجب عليه أن يكون منفتحاً دوماً على الاقتراحات والأفكار والتعديلات على السيناريو سواء من مخرج العمل أو أبطاله، المهم هو العمل نفسه. وحول الفيلم وتجربته الأخرى في التعاون مع المخرج كريم عبدالعزيز والممثل أحمد حلمي يتحدث مراد لـ «الحياة».

أكد أحمد مراد منذ بداية الحديث، أنه راعى إحداث التوازن بين روايته «الفيل الأزرق» وسيناريو الفيلم الذي كتبه انطلاقاً منها، معلناً أن الفيلم من بطولة كل من كريم عبدالعزيز ونيللي كريم وخالد الصاوي ويخرجه مروان حامد، مضيفاً أن الرواية فن يختلف تماماً عن السيناريو، إذ لم يتعامل مع روايته كنص مقدس بل راعى أن السينما لغتها تعتمد بالأساس على الصورة، خصوصاً أنه دارس للسينما قسم تصوير.

وحول خوف بعضهم من تحويل رواياتهم إلى سيناريوات، أشار مراد إلى أن من يشاهد العمل بعد الانتهاء من تصويره هو جمهور يختلف عن الجمهور الذي قرأ الرواية، «ولكن يجب التقيد في كل فن بقواعده، مع التخلص من أنانية الروائي عند العمل على السيناريو».

التزام معتدل

وعن مدى التزامه الكامل بالرواية أو استيحاء الخطوط العريضة منها، أشار مراد إلى أنه كان وسطياً، إذ كتب بطريقة أقرب للسينما محاولاً تخيل مشاعره وهي تتحرك، ففي رأيه أنه منذ تحويل رواية «عمارة يعقوبيان» لعلاء الأسواني إلى فيلم سينمائي، «عادت الرواية إلى السينما والدراما عموماً»، وهو ما كان «سائداً طوال فترة الستينات مع أعمال كل من نجيب محفوظ ويوسف إدريس وغيرهما من أبرز الروائيين والقاصّين المصريين، لكنه عاد وغاب لفترة طويلة امتدت إلى عقود لا تعدّ».

وحول تأثير السينما في جيله من الروائيين، اعترف مراد بتأثرهم، مضيفاً أن من الخطأ تجاهل البعض السينما وتأثيرها في التكوين الثقافي والمعرفي لجيله.

وحول العدد الكبير ممن قرأ الرواية ومدى قدرته على إبهاره بالسيناريو الجديد، أكد الكاتب أن التحدي على مستويين أولهما أن يستطيع تحقيق الانبهار لدى من قرأ الرواية، والثاني هو إبهار من يشاهد الفليم ولم يقرأ الرواية.

ونفى مراد أن يكون كتب رواياته، التي قرر تحويلها إلى سيناريوات، من أجل أبطال بعينهم، فعندما كتب السيناريو الخاص بـ «الفيل الأزرق» أو «تراب الماس» تعمد أن يفتح عقله وقلمه لأقصى درجات الخيال بصورة تتعدى إمكانات السينما المصرية نفسها كي يهرب من فخ الكتابة لبطل بعينه، «خصوصاً أن الجمهور مزاجه لا يمكن قياسه، لأنه أشبه بمزاج طفل صغير». «الجمهور يحب فجأة ويكره فجأة» لذا، فهو لا يفكر أبداً من أجل بطل ما ولكنه يضع دوماً تفكيره تجاه أن ما يكتبه يجذب البطل الملائم لها. وقال: «إن كان توافر نجم في العمل يوفر مساحة كبيرة من العلاقة مع الجمهور، فوجود نجم مثل كريم عبدالعزيز لفيلم «الفيل الأزرق»، وأحمد حلمي لفيلم «تراب الماس» يعطي الفيلم فرصة جيدة للعرض ويضمن عدداً من المشاهدين المحبين لكل نجم».

مدرسة مختلفة

وحول ما يشاع عن تدخل النجوم أحياناً في السيناريوات، أكد مراد أن مدرسة كل من كريم عبدالعزيز وأحمد حلمي في التعامل مع النص مختلفة، فكريم عبدالعزيز كدارس للإخراج وممثل حالياً، وأحمد حلمي كمنتج وممثل حالياً، ملاحظاتهما مختلفة وإن كان ضامنه هو ككاتب للسيناريو يتمثل في وجود مخرج مثل مروان حامد، الذي يفضل دوماً الشكل الأفضل، خصوصاً أن مروان هو من سيخرج «تراب الماس»، وأكد مراد أن التجربة ديموقراطية يتبادلون فيها جميعاً الأدوار حتى يصلوا للأصلح فهي ليست معركة، هو فيلم سينمائي له صاحب واحد في النهاية هو المخرج.

جائزة لـ «بعد الموقعة»

القاهرة - «الحياة» 

حصل فيلم يسري نصر الله الأخير، «بعد الموقعة» والذي جال خلال الشهور المنصرمة على عدد لا يستهان به من المهرجانات والبلدان، على الجائزة الخاصة من مهرجان مونس السينمائي الدولي للأفلام العاطفية الذي أقيم في بلجيكا.

وفي حفل توزيع الجوائز، سلم رئيس الحكومة البلجيكية إليور ديريبو الجائزة لمخرج الفيلم يسري نصر الله، لتصبح هذه هي الجائزة الأولى التي ينالها الفيلم ضمن مشاركاته بالمهرجانات الدولية. ومن المعروف أن الفيلم من إنتاج شركة دولار فيلم (نيو سنشري)، وهو من تأليف عُمر شامة ويسري نصر الله، وبطولة منة شلبي وباسم سمرة، وناهد السباعي وفيدرا المصري.

وتدور أحداث «بعد الموقعة» كما بات معروفاً، بدءاً من اندلاع ما سميّ موقعة الجمل حتى أحداث ماسبيرو في تشرين الأول (أكتوبر) 2011، وذلك من خلال قصة الصبية ريم الناشطة السياسية التي تختلط بالناس لإنجاز بحث ميداني، فتلتقي بمحمود الذي كان قد توقف عن العمل نتيجة أحداث الثورة، ثم يقرر المشاركة في الهجوم على متظاهري ميدان التحرير في موقعة الجمل الشهيرة، لكن ريم بشكل أو آخر تتعاطف معه رغم فعلته. وكما ذكرنا شارك الفيلم في العديد من المهرجانات الدولية، أهمها المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي الدولي حين كان عرضه الدولي الأول، حيث أعاد مصر إلى المشاركة الرسمية بالمهرجان بعد غياب كان قد دام 15 سنة، ثم شارك الفيلم في مهرجان أبو ظبي السينمائي ضمن برنامج عروض الأفلام العالمية، وهناك تم سحب الفيلم من المسابقة الرسمية بعد تأكيد اختياره لها نظراً لبدء عرضه تجاريًا بدور العرض السينمائية في أبوظبي.

كما نافس «بعد الموقعة» في منافسات المسابقة الرسمية لمهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الرابــعة والعشرين خلال تشرين الثاني (نوفمبر) 2012.

بدء الاشتراك في الإسماعيلية

القاهرة – نيرمين سامي 

بدءاً من 28 شباط (فبراير) الماضي، حتى 15 نيسان (أبريل) المقبل، يفتح مهرجان الإسماعيلية للأفلام الروائية والقصيرة التسجيلية، في دورته السادسة عشرة التي تمتد من 4 حزيران (يونيو) المقبل حتى 9 من الشهر نفسه، باب الاشتراك أمام صانعي الأفلام للمنافسة على جوائز المهرجان الذي يعد أحد أعرق المهرجانات في العالم العربي وأول المهرجانات العربية المختصة في الأفلام الوثائقية والقصيرة، حيث بدأت أولى دوراته في عام 1991. ويترأس المهرجان رئيس المركز القومي للسينما الدكتور كمال عبدالعزيز، ليكون مهرجان الإسماعيلية واحداً من ثلاثة مهرجانات سينمائية تنظمها وزارة الثقافة المصرية، واختير السيناريست والمنتج محمد حفظي مديراً للمهرجان.

وتُقام مسابقات المهرجان في أربع فئات أساسية، هي: مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة (60 دقيقة أو أكثر)، ومسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة (أقل من 60 دقيقة)، ومسابقة الأفلام الروائية القصيرة (أقل من 60 دقيقة)، ومسابقة أفلام التحريك (رسوم - عرائس - غرافيك كومبيوتر).

ويقدم المهرجان أربع جوائز، هي: جائزة اللوحة الذهبية وتبلغ قيمتها 3000 دولار أميركي، وتُمنح للمخرج الفائز بأفضل فيلم في كل قسم من أقسام المسابقة، وجائزة لجنة التحكيم وقيمتها 2000 دولار أميركي، وتُمنح لفيلمين من الأفلام المشاركة في كل مسابقة، وجائزة جمعية ACT وقيمتها 5000 جنيه مصري وتُمنح لأفضل فيلم نسائي، وجائزة الجمهور التي يختار فيها الحضور الفيلم الفائز.

والمهرجان يقام تحت إشراف وزارة الثقافة المصرية، ويجوز للمهرجان الاستعانة برعاة وشركاء من المؤسسات الحكومية والخاصة، حيث يهدف المهرجان إلى الحوار بين الثقافات وتشجيع صناع الأفلام التسجيلية والقصيرة على مواصلة الإبداع في هذا المجال. وينظم المهرجان ندوات لأفلام المسابقات ومناقشات بين المخرجين والجمهور والصحافيين والمختصين، كما تقام ورش للتدريب على مهارات صنع الأفلام القصيرة والتسجيلية بالاشتراك مع المهرجانات الدولية المشابهة أو المؤسسات الثقافية المختلفة. ويشترط في الأفلام التي ستشارك في المسابقة الرسمية وخارجها، أن يكون تاريخ إنتاجها العام السابق للمهرجان حتى تاريخ غلق باب الاشتراك، ويكون الفيلم مقاس 35 مم، سوبر بيتاكام أو ديجيتال بيتاكام (بال أو سيكام)، وناطق باللغة الأصلية مصحوبة بترجمة باللغة الإنكليزية، على أن تكون نسخة الأفلام صالحة للعرض. وتتكون لجان التحكيم من رئيس وأربعة أعضاء وجميعهم من السينمائيين والنقاد والمفكرين والخبراء من بينهم عضو من مصر على الأقل، على أن تحدد لجنة التحكيم القواعد المنظمة لعملها.

الحياة اللندنية في

08/03/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)