حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أوليفييه أساياس: اليساري «التائب»

 فريد قمر

 

المخرج الفرنسي الذي أشعل فيلمه «كارلوس» جدلاً في بيروت، ها هو ينتقد مجدداً الحركة اليسارية في أوروبا الستينيات في «بعد أيار». الشريط يعرض ضمن احتفالية تخصّصها «متروبوليس» هذا الأسبوع لصاحب «الماء البارد»

يبدو جلياً أنّ أوليفييه أساياس (1955) ماضٍ في نقد كل حركة ثورية عصفت بالمجتمعات الأوروبية ذات ربيع. بعد فيلمه الشهير «كارلوس» (2010) الذي قدّم نظرة منحازة ضد المناضل الثوري الذي هزّ عرش أوروبا، ها هو يقدم اليوم «بعد أيار» (2012) الذي يحوي نقداً للحركة اليسارية في أوروبا خلال نهاية ستينيات القرن المنصرم، مبرراً بشكل او بآخر المكارثية التي هاجمت المدّ الشيوعي في الولايات المتحدة وانتقلت تدريجياً إلى القارة العجوز.

الفيلم عرضته «متروبوليس أمبير صوفيل» قبل الافتتاح الرسمي لأسبوع مخصص لأفلام أساياس تحت عنوان «دورة أوليفييه أساياس: شباب وفوضى ومُثُل». لكن الشباب هنا هو الشباب الثوري الذي يزعم أوليفييه أنّه كان جزءاً منه، والفوضى هي بمعناها الهدام الذي لطالما اتُّهم بها تروتسكيّو اليسار الأوروبي، وليست المثالية سوى العبارة التهكمية ليوتوبيا حلم فيها الشباب بما تمثله من عدالة اجتماعية. يتحدث الفيلم عن قصة شاب متمرّد يعتنق أفكار اليسار ويؤمن بقدرته على تغيير العالم، ويقرر أن يلجأ الى الرسم والسينما ليعبّر عن نفسه ويدافع عن قضيته. يجد نفسه في شبكة من العلاقات المرتبكة بين رفاقه. منهم من اختار الفن سبيلاً، ومنهم من جنح إلى العمل المسلح مركزاً على الفوضى «غير المسؤولة» التي كانوا يعيشون فيها، فيندمج النضال بالحب وبالتمرد على الذات كمقدمة للتمرد على المجتمع. على مدى ساعتين وثلاث دقائق، يتعرف المشاهد إلى حياة شباب اليسار وقيمهم ومثلهم، بنظرة لا تخلو من المبالغة. ذلك أنّ أساياس بنى التجربة من مراهقين آمنوا بأنّ اليسار نمط حياة، فصوّر ذلك النمط بالفوضى والمخدرات والتمرد على النظام، مجرّداً إياه من قيمه وثورته المحقة على النظم «الامبريالية» التي كانت تعصف بالقارة العجوز. مع ذلك، فالمبالغة لم تكن منفرة، بل طعّمها المخرج الفرنسي المتحدّر من خلفية نقدية (كان ناقداً سينمائياً قبل أن يحترف الإخراج) بنوع من النوستالجيا التي تذكّره بشبابه ربما، فاشتغل باحتراف على إعادة صياغة ذلك المجتمع. بدا واضحاً أنّه كان من هذا الجيل ومتبنياً أفكاره ولو تخلى عنها لاحقاً. من الممتع أن نرى كيف اشتغل بصدق على روح الشباب وكيف نقل نمط عيشه وتطلعاته وحماسته بانياً عالماً متكاملاً على خصوصيات العالم الذي ينتقده. يستطيع المشاهد بوضوح أن يشعر بوجوده خلف الكاميرا لا سيما في بعض اللقطات التي أرادها أن تتحرك كأنّها إحدى شخصيات العمل. أما باقي الشخصيات، فلا بطولة مطلقة لأي منها. البطولة هي للمجتمع الذي حبك خيوطه بتراخ مقصود يخدم فكرته، فكل شيء جميل في هذا العالم وكل جميل مرتبط بالضياع وصولاً الى «الوعي» الحتمي الذي يفترضه، وهو «الوعي» الذي اتخذه أساياس خياراً له، فتنفك حلقة الانتماء ليبحث كل شخص عن الانتماء لتسقط اليوتوبيا. تلك النظرة النقدية للشباب لا تظهر في فيلم «بعد أيار» فحسب، بل في معظم الأفلام الخمسة التي تعرض لأساياس في احتفالية «متروبوليس». سيلقي الجمهور اللبناني نظرة قريبة على أعماله وأفكاره، بدءاً من فيلم الافتتاح «الماء البارد» الذي عرض ضمن أفلام «نظرة ما» في «مهرجان كان السينمائي» وشكل سيرة ذاتية للمخرج، بعدما طعّمه بشذرات من مراهقته الخاصة. يتحدث الشريط عن زميلي دراسة مراهقين عايشا الهواجس ذاتها كانفصال والديهما وسعيهما للبحث عن وجود ما خارج العائلة. على أن يعرض Irma Vep (1996) مساء اليوم ويتحدث عن مخرجة تنوي إعادة انتاج فيلم قديم عن مصاصي الدماء لتقع في دوامة من النقد الصحافي الذي يشتت عملها.

وغداً، يعرض «المصائر العاطفية» (2000) المقتبس عن رواية جاك شاردون بالعنوان نفسه (شاردون هو الكاتب المفضّل لفرنسوا تروفو أيضاً). تدور الحبكة حول الطبقة الصناعية التي كانت أبرز من عانى من نتائج الحرب العالمية وشكل الشريط العلامات الفكرية الأولى التي ستطبع أفلام أساياس لاحقاً. فيما يُعرض «الساعة الصيفية» (2008 ــ 27/2) الذي ينتمي إلى دراما العائلة ويروي قصة أشقاء يحاولون إعادة بناء ذكرياتهم ضمن تشريح اجتماعي للأخوة في العائلة الواحدة. وبدءاً من الخميس المقبل، يعرض «بعد أيار» في «متروبوليس» حتى 28 الجاري. أساياس الذي يعرف كيف يثير شغب الأفكار ويلعب على حبلي الصدقية والمبالغة، سيكون نجم الحياة السينمائية البيروتية هذا الأسبوع، فهل تنجح أفكاره في إثارة صدى لدى جمهوره في لبنان. تجربة «كارلوس» قبل سنتين نجحت تماماً في ذلك وأشعلت جدلاً لم ينته حتى الآن!

«دورة أوليفييه أساياس: شباب وفوضى ومثاليات»: 8:00 مساء حتى 27 شباط (فبراير) ــ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ـ بيروت) ــ للاستعلام: 01/204080

«كارلوس» الإشكالي

لدى عرضه ضمن «أيام بيروت السينمائية 6» عام 2010، خصّصت «الأخبار» ملفاً عن فيلم «كارلوس» لأوليفييه أساياس وأجرت مقابلة هاتفية مع المناضل الشهير في زنزانته الانفرادية في سجن «بواسي» الفرنسي (الأخبار 16/9/2010). يومها، قال إنّه بعد الاطلاع على السيناريو، صاغ مرافعة طويلة، تقدّم بناءً عليها بدعوى قضائية للمطالبة بحذف المغالطات الكثيرة التي عدّها تشويهاً متعمّداً لسيرته وسمعته. لكنّ المحكمة الفرنسيّة ردّت طلبه مرّتين باسم حريّة التعبير. واعتبر كارلوس أنّ الشريط «يتعمّد الأكاذيب والإساءة تجاهي وتجاه رفاقي. إنها ألعوبة حُبكت بأيدي الأجهزة الصهيونية والأطلسية، وأساياس مجرد موظف صغير في هذا المشروع». وفي الملف نفسه، كتبت الممثلة اللبنانية دارينا الجندي أنّ الشريط «ليس فيه معلومة واحدة صحيحة في ما يتعلّق بعاصم الجندي سوى اسمه»، معتبرة أنّه شوّه اسم والدها.

قراءة شخصية في التاريخ الفرنسي الحديث

يزن الأشقر 

ليست هذه المرة الأولى التي يستضيف فيها لبنان أفلاماً لأوليفييه أساياس. قبل ذلك، استقبل «كارلوس» في ختام «مهرجان أيام بيروت السينمائية» عام 2010. الاحتفاء العالمي (النقدي والجماهيري) الذي استقبل البيوغرافيا السينمائية للمناضل الأممي كارلوس قابله رفض عربي. فالشريط امتلأ بالمغالطات التاريخية والسياسية بدءاً من تشويه صورة كارلوس، وصولاً إلى تزوير بعض الوقائع عن طريق «إعادة قراءة التاريخ من زاوية الخطاب المعادي للإرهاب» رغم تأكيد المخرج أنّ عمله جاء نتيجة «أبحاث تاريخية وصحافية».

الليلة، يعرض فيلم «إيرما فيب» (1996، 98 د) ضمن احتفالية «متروبوليس أمبير صوفيل». تلعب نجمة هونغ كونغ السينمائية ماغي شونغ (بطلة فيلم وونغ كار واي «في مزاج للحب» التي تزوّجها أساياس عام 1998 قبل أن يتطلقا عام 2001) دورها الحقيقي في حبكة شكّلت تجريباً جديداً للمخرج. يقدم أساياس هنا حبكة فيلم داخل الفيلم، حيث تأتي شونغ التي لا تتقن الفرنسية إلى باريس لتمثل في نسخة جديدة من السلسلة السينمائية الشهيرة الصامتة «مصاصي الدماء» التي أخرجها لوي فويّاد عام 1915. من خلال المواقف والمواجهات التي تتعرض لها شونغ أثناء التصوير، يعلّق أساياس على حال السينما الفرنسية آنذاك من خلال المواجهات بين مخرج العمل رينيه فيدال (يلعب دوره جان- بيار ليو) وطاقم الفيلم.

أيضاً، يعرض «المصائر العاطفية» (2000، 180 د) الذي تعود حبكته الدرامية الممتدة عبر ثلاثة عقود إلى أواخر القرن التاسع عشر مع خلفية انهيار الأرستقراطية وصعود البورجوازية. جان بارنري (تشارلز بيرلينغ) قس بروتستانتي تدفعه معاناته مع زوجته ناتالي إلى تطليقها، ما يثير حفيظة مجتمعهما المحلي البروتستانتي. بعد تعرّفه إلى بولين بومريل (إيمانويل بيار) في حفلة راقصة، يقع في الحب، وينتقل معها لاحقاً إلى سويسرا، قبل أن يقرر الرجوع ليدير مصنع الخزف الذي تمتلكه العائلة. وفي «الساعة الصيفية» (2008، 100د) يقدم أساياس فيلمه الشخصي عن العائلة والذكريات والممتلكات في ظل عالم متغير، عبر قصة عائلة تضطر إلى التخلص من ذكريات طفولتها بعد موت الأم. يقف الأخوان فريدريك (تشارلز بيرلنغ) وجيريمي (جيريمي رونييه) وشقيقتهما ادريان (جوليت بينوش) أمام الخيار الصعب لبيع ممتلكات العائلة التي توقعوا وراثتها بعد وفاة والدتهم. وفي «بعد أيار» أو «شيء ما في الهواء» بتسميته الإنكليزية، يعود أساياس إلى عالم السياسة مجدداً بفيلم شخصي آخر. تدور الحبكة بعد تظاهرات الـ 68 الطلابية والعمالية من خلال قصة جيل ذي الثامنة عشرة، وصديقته، ومحاولة إيجاد توازن بين الوعي السياسي المتشكّل في فرنسا وبين الأحلام الشخصية. الأفلام المعروضة في احتفالية «متروبوليس» تشكّل فرصة للاطلاع على تجربة أساياس التي تبحث في التاريخ الفرنسي الحديث عبر قراءات مختلفة وشخصية لا تخلو من الجدل.

علي رفيق:

شيوعيّو العراق... ملحمة نضال

 فيصل عبد الله/ لندن 

وفاءً لصفحة ظلّت منسية أو حبيسة الذاكرة، يقدّم المخرج العراقي توثيقاً سينمائياً لحركة مسلحة ضدّ «البعث» كانت الأكبر في التاريخ القريب لبلاد الرافدين. «سنوات الجمر والرماد» كناية عن شهادات يستذكرها الناجون من تلك التجربة القاسية والمُرة

لم يخف السينمائي علي رفيق قلقه أثناء عرض شريطه الوثائقي «سنوات الجمر والرماد» في لندن قبل أيام. ظلّ يرصد ردود الفعل، ويستمع الى انطباعات الحضور كأنّ لسان حاله يقول: «هذا ما تمكّنت من إنجازه وفاءً لتجربة لم يكتب لها أن تدرَّس بما فيه الكفاية. لم أنكب على مشروع سينمائي جاد منذ فترة طويلة. وقاربت موضوعاً إشكالياً يطال تاريخ الحزب الشيوعي العراقي في اختيار العمل المسلح، وبضغط من قواعده، أو ما عرف بـ«حركة الأنصار الشيوعيين» إبان ثمانينيات القرن الماضي. وكان عليّ الاعتماد في إنجاز مشروعي السينمائي على ميزانية شحيحة ومتطوعين، أغلبهم عُرف بكنيته الحزبية، ومن لون سياسي معين».

مع ذلك، فإن ما يقترحه الشريط يتجاوز رغبة البعض في تصحيح مسارات التاريخ القريب وفق نظرة متبطرة ترى أنّ حساب البيدر يجب أن يتساوى مع غلة الحقل. ما يقترحه الشريط هو تجربة سياسية ومسلّحة تستحق التوقف عند نتائجها وما أفضت إليه. صحيح أنّ الكثير من قصص العراقيين، ونضالاتهم السلمية والمسلحة ضد ديكتاتورية «البعث» ظلّت منسية أو حبيسة الذاكرة. وما تسلل الى الأدب من تلك التجارب الواقعية ظل شحيحاً، ودار جلّه حول المصير الفردي لبطله أو أبطاله. ما يتبادر الى الذهن في هذا السياق، مثالاً وليس حصراً، رواية «شرق المتوسط» للكاتب عبد الرحمن منيف، و«وليمة لأعشاب البحر» للسوري حيدر حيدر.

يستعرض «سنوات الجمر والرماد» المراحل التي مرت بها تجربة «الأنصار»؛ وقرار الالتحاق بجبال كردستان عبر المنافذ الحدودية مع سوريا وتركيا. فوجئت قيادة الحزب الشيوعي العراقي بهذا القرار كما يسرد الفيلم الذي يرصد بناء المقر الأول، وتأمين السكن والمؤونة، والتعامل مع بيئة ــ طبيعة وبشر ولغة ــ غريبة بالنسبة إلى أغلب «الأنصار»، والتعامل مع مفرداتها لا على أساس الفرجة السياحية بل كجزء منها. للحصول على السلاح واستعماله، كان عليهم صناعة رشاشات خشبية للتدريب. حملة الأنفال وجريمة حلبجة، الزواج وتأسيس عائلة في ظرف استثنائي، وإطلاق إذاعة «صوت الشعب العراقي» موجهة الى بغداد كجزء من الإعلام الحزبي، والنشاطات الثقافية والحفلات الاجتماعية... كل هذه المراحل يتابعها الشريط عبر شهادات يستذكرها الناجون من تلك التجربة القاسية والمُرة. يبدأ الشريط بواحدة من حفلات التعذيب الوحشية لنظام بهيمي، عبر مادة أرشيفية مصوّرة، ثم يفتح على ما نتابعه على مدى الدقائق الـ 68 اللاحقة. وكما يسرد الشريط، فإنّ أغلب هؤلاء «الأنصار» انتهوا لاجئين في بلدان أوروبية. ونتعرف الى أنّ قرار العمل المسلح لم يكن قراراً مركزياً في حين كانت المطالبة بزيادة حصة الشاي تحتاج الى موافقة المسؤول الحزبي.

يتوقف الشريط عند الهجوم الغادر في بشت ئاشان في الأول من أيار (مايو) 1983 من قبل قوات حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» وراح ضحيته حوالي 80 شهيداً من الأنصار الشيوعيين العرب. كريم أحمد، أحد قادة الحزب الشيوعي وصفه بالـ«حقد الشوفيني الضيق والعمل المخابراتي»، وآخر سماه «رصاص الغدر والخيانة». ورغم نزول قوات الأنصار الشيوعيين الى شوارع أربيل ابان انتفاضة عام 1991، وسيطرتها على المدينة، كما تقترحه الأعلام الحمراء المرفوعة، إلا أنّ تجيير الانتصار جرت لفلفته من قبل حزب آخر. يعترف عزيز محمد، السكرتير الأول السابق للحزب الشيوعي العراقي «لم يكن هناك وهم بأنّ العمل المسلح سيسقط النظام» ويقول نصير شيوعي بأنّ «هذه التجربة لن تأتي بثمار أو نتائج طيبة. ولم يتوقف عندها دارس تاريخ العراق السياسي».

لوعة اجتهد علي رفيق في الإضاءة على بعض تفاصيلها ودروسها كخطوة أولى لكتابة تجربة ظلمت، ولتاريخ مُرّ. في حين جاءت الموسيقى التصويرية لتعبّر عن شجى مكين. شريط «سنوات الجمر والرماد» توثيق سينمائي لحركة مسلحة عربية ضد النظام الديكتاتوري، كانت الأكبر بين قريناتها التي شهدها تاريخ العراق السياسي القريب. إنّه إعادة اعتبار إلى قيمة الوثيقة التاريخية ولنضال لم يكتب له النجاح في بلد اللامعنى. ورغم تعثر الشريط في بعض روابط مقاطعه، حيث لا تفضي اللقطة الى شيء، فإنّ من يبحث عن الصياغات الفنية العالية الجودة، وصرامة الحبكة الدرامية، وكتابة تاريخ جامع مانع، عليه أن يتبسط قليلاً ولو لحين.

في الأدب

لئن عُدت «شرق المتوسط» لعبد الرحمن منيف الأكثر جراءة في مقاربة المحظور السياسي عبر استلهام سيرة سجين سياسي في بلد شرق أوسطي ومحنته الأخلاقية في ترك بلده وعذابات نضاله، فإنّ حيدر حيدر استعار في «وليمة لأعشاب البحر» تجربة حقيقية خاضها شباب قرّروا في منعطف تاريخي وسياسي مهم اللجوء الى العمل المسلح، تحت تأثيرات الأفكار الماوية والغيفارية، يتقدمهم الناشط السياسي خالد أحمد زكي. فعل ذلك عبر جمع قصصهم الملحمية على لسان بعض الناجين من أتون معركة غير متكافئة كانت الأهوار مسرحها، حين التقاهم في مدينة عنابة الجزائرية.

الجحيم السوري ابتلع ياسين بقوش

وسام كنعان 

لن تضع الحرب السورية أوزارها، إلا بعد أن يغتالوا آخر ما تبقى من أشياء جميلة في ذاكرة شعب ووطن. دقائق قليلة بثت أمس على يوتيوب كانت كفيلة بإعادة أيقونة الكوميديا السورية ياسين بقوش (1938ـــ 2013) إلى الواجهة. لكنه لم يعد ليضحك الوطن العربي بسبب مقالب غوار الطوشة، أو لـ«سحسوحة» يتلقاها من أبو عنتر. هذه المرة، الجمهور هو من «أكل الضرب» وتلقى الصفعة! عاد ياسينو على غير الهيئة التي حفرت مكانها عميقاً في ذاكرة الجماهير. عاد شهيداً مضرجاً بدمائه، وحوله مسلّحون سارعوا إلى التجارة بدمه وهم يتهمون النظام السوري بقصف سيارته بقذيفة في حي العسالي في دمشق، ويصوّرون بطاقته الشخصية ويوصون بعضهم بحفظها لتسليمه لابنه، قبل أن يختموا بالتكبير! ولأنّ قاتليه هم ألد أعداء الفرح، فقد مثّلوا بالوجه السمح كأنّهم يريدون الانتقام لكل بسمة وضحكة انتزعها من ملايين المشاهدين الذين حفظوا أعماله عن ظهر قلب، وواظبوا على متابعتها حتى بعد عقود طويلة على إنجازها. كأنّ قاتليه لديهم مشكلة قديمة مع ذاكرة السوريين. هكذا، ستقضي روح ياسين بقوش هذه الليلة إلى جانب رفيقي دربه الراحلين نهاد قلعي وناجي جبر، بينما لن يعلم غوّار (دريد لحام) ما حلّ برفيقه لأنّ أحد أفراد عائلته قال لـ«الأخبار»: «لن نخبره هذه الليلة. سنؤجّل خبراً مفجعاً كهذا إلى الغد (اليوم)». أما أبو صياح (رفيق السبيعي) فظن حين اتصلنا به أنّنا نعزّيه بزميله صباح عبيد، لكنّه سيفجع بالخبر حين نعلمه به ويرتجف صوته ويتلعثم بدموعه مردداً: «لا حول ولا قوة إلا إلا بالله. رحمك الله يا ياسين. متى نخرج من هذا المستنقع اللعين الذي غرقنا به؟».

لن يكون مجدياً التعريف بتاريخ «ياسينو»، لكن ما لا يعرفه كثيرون أن بقوش انطلق من المسرح القومي قبل أن يؤسس مطلع الستينيات مع رفاقه أشهر كوميديا عرّفت العالم العربي إلى دمشق، من «صح النوم» و«حمام الهنا» إلى «مقالب غوار» و«ملح وسكر» وعدد من الأعمال التي استثمرت كاراكتير «ياسين» الذي ابتكره الراحل نهاد قلعي، على أن يكون معادلاً موضوعياً لبلاهة الشعب العربي. كذلك، حضر بقوش في المسرح التجاري وقدم العديد من العروض، ولم تنقذه الأعمال الإذاعية من فقر الحال ولم تحترم مكانته الرمزية. وحده المخرج محمد عبد العزيز سيعيد اكتشاف جوانب جديدة في شخصية الممثل السوري ليلعب بطولة فيلميه «نصف ميلغرام نيكوتين»، و«دمشق مع حبي». يقول المخرج الشاب محمد عبد العزيز لـ«الأخبار»: «هذا التاريخ يوم أسود في مهنة صناعة الفرح».
وفي الوقت الذي لا يعرف فيه أحد إن كانت عائلته ستتمكن من تسلّم جثمانه وتنفيذ مراسم الدفن، اشتعل الفايسبوك بصور الراحل وبالتعليقات الحزينة وبلينكات لمشاهد من «صح النوم». وبادر نجوم الدراما السورية كأمل عرفة وجمال سليمان وفراس ابراهيم إلى نعي بقوش الذي ينتمي إلى جيل مؤسِّس للكوميديا السورية.

بعد سنين من التجاهل والنسيان والنكران، ها هي قذيفة عمياء تغيّب ياسينو عن الحياة، فهل سيتمكّن مجرم آخر من محو تاريخه الفني الطويل؟

الأخبار اللبنانية في

25/02/2013

زوم 

الخاص ينتج فنّاً والعام لم يحسم أمره

بقلم محمد حجازي 

«ليست هناك أي اعتمادات لإنتاج أي عمل تلفزيوني حتى الآن».

الكلام لـ عادل ثابت رئيس قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري، هذه الجهة التي اعتادت على ضخ أكبر عدد من الأعمال المصوّرة إلى العالم العربي، تعلن عن أنّها على وشك الإفلاس التام، لكن لماذا؟ هل لأنّ الصرف على الأعمال الفنيّة غير جائز شرعاً؟ أم هناك عدم احترام لكل ما له علاقة بالفن؟ بعد كل الظواهر المرعِبة على حياتنا ومصدر كرامتنا في مجالَيْ الفن والثقافة، والتي لم توح منذ الانتخابات الأولى في البلاد، والتي أثمرت وضعاً يتخبّط في أكثر مشكلة توقّف قطاعاً واسعاً جداً من العمالة والدينامية في الحضور على مستوى العالم العربي.

هذا يعني أنّ الجانب الرسمي ليس متحمّساً للصرف على الفن، والمناخ الذي يُعتبر مبرّراً لهذا هو أنّ البلاد لا تزال ترزح تحت عبء الأزمات، والمماحكات السياسية وعدم القدرة على تثبيت وضع قابل للعيش مع كثرة الأجواء السلبية المحيطة التي تتحدّث عن انقلاب في مجال الرؤية المُفترض معاملة الفن من خلالها، وربما لأنّ ردّة فعل الأوساط الثقافية والفنية قاسية جداً، ومتّحدة جداً، فإنّ السلطة لا تبحث عن عش دبابير إضافي يزعجها من خلال هذه الناحية التي يبدو أنّها في المدى المنظور ستشهد تطوّراً ما، مهمّاً جداً فالكلام عن إفلاس في ميزانية الإنتاج لأكبر قطاع مموّل للعملية الإبداعية تلفزيونياً، يهدّد آلافاً مؤلفة من الناس ويضيّع عائداً مادياً كبيراً على التلفزيون.

إنّ الذين يعملون حالياً هم القطاع الخاص، المبادرة الفردية، الأشخاص الذين يرون في العالم المحيط بهم، ما يجب التحليق وليس التكاسل، فلنْ يكون هناك موسم رمضاني من دون التشكيلة السورية - المصرية المعتادة، وكلا الضفّتين في حاله لا تسر أحداً، وتبدو غير محلولة العُقد في المستقبل المنظور.

ولن يهدأ البال ما لم يعرف الفن مصيره، ولا شك في أنّ هناك حالة ضبابية غير مفهومة فالأوضاع السياسية والأمنية لا تُعطي المجال لاستقلالية ما في التعامل مع الملف الفني، إنتاجاً وموضوعات وكثافة إنتاج وتواصل

كل المطلوب الوضوح وهذا ليس متوافراً والكل يعمل لأنّ عامين من التوقّف عن أي عمل فني حقيقي كبير أرهق الجميع، حتى أولئك الذين عُرِفوا بأنّهم أصحاب ثروات.

يجب شكر الذين يحاولون عاماً بعد عام، والذين ارتضوا الدخول في إنتاجات عربية، ربما تكون أقل من قيمتهم الفنيّة، لكنهم يرفضون الاستعطاء، والسؤال ماذا عن الفن؟

إنّنا نرى واحدة من المعارك الأقسى ستكون حاضرة في وقت لاحق، لأنّ المهارة في تمرير التحذيرات، والمرغوبات وغير المرضي عنها لن تظل بالقوة نفسها، فالحال ستكشف عن نفسها لوحدها، وبلسان واحد يشبه اللسان الذي يمدّه عدد من المتطاولين على كل شيء، موجّهين تحذيراتهم في كل اتجاه في محاولة لجعل الفنانين يعدّون حتى الألف قبل المبادرة إلى أفعال سيجدها هؤلاء غير مناسبة، وعندها ما الذي سينفع في هذا الإطار؟!

لا شيء...

مئات المحطات المُقيمة في أرضها، والمغتربة في أراضٍ أخرى، لا تستطيع منافسة ما تقدّمه مصر، من استوديوهاتها، وعبر فنّانيها فلماذا لا ينأى الفنّانون بأنفسهم عن كل هذا، ويعملون في مساحات رحبة بعيداً عن هذه التوتيرات، وليكن إنتاجاً خاصّاً يخنق أكثر كل معالم العرقلة.

أنْ يقول التلفزيون المصري بأنّه مفلس ولا اعتمادات لديه حتى الآن، فيما نحن على بُعد حوالى أربعة أشهر من شهر رمضان الكريم، فهذا دليل ساطع على أنّ الفن ليس على خارطة السلطة الجديدة، والاستثناءات الحاصلة في مجالات الثقافة لا تعفينا من الشعور بالألم الشديد لهذا الواقع، ولماذا لا تُعطى القطاعات المنتجة والجالبة للعملة الصعبة المجال كي تتحرّك وتحرّك من حولها جبالاً من الانتظارات والتوقّعات...

عروض

«ستاثام» صاحب مبدأ في القتل و«ويليس» احتاج رديفاً في «فخ مميت»

رعب «ماما» يرسم مشاعر مَنْ أنجبت على أنّها تعود من الموت لإنقاذ ابنتيها

عديدة هي الأفلام المتميّزة التي بُرمِجَتْ على شاشاتنا.

متنوّعة هي وتحظى بإقبال طيّب عند شبّاك التذاكر خصوصاً آخر ما صوّره بروس ويليس الجزء الخامس من «فخ مميت» Die Hard تحت عنوان «A Good Day» بإدارة المخرج جون مور عن نص لـ سكيب وودز، وأشرف على توصيف الشخصيات: رودريك ثورب.

مور استعان بـ ١٣ مساعداً لشريط يغرق في المؤثرات المشهدية والخاصة، بينما صوت الرصاص يهيمن على كل الفيلم بقوة وإزعاج حتى، وخفّف ويليس من حركته بحكم تقدّمه في سنوات الرجولة، ما دفع بهيئة الإنتاج إلى استقدام مساعد له في البطولة والحركة أمام الكاميرا بما يسمح بتنفيذ مشاهد صعبة مع رديف لـ ويليس هو ابنه في الشريط جاك ماكلاين ويلعب الدور جاي كوتناي.

وجاء الكاستنغ مع الباقين ليزرع شخصيات متماسكة وقوية أمثال: سيباستيان كوتش، راديفوج بوكفيك، كول هوزر، آموري نوراسكو سريغي كوليسينكوف، وريكو سيمويني، كلهم حالة متماسكة واحدة في ٩٧ دقيقة متراصة، لافتة وفيها كل ما يبتغيه الجمهور من أدوات جذب، وقد كان ملائماً التعامل مع ويليس من خلال رديف له في البطولة يغامر وإيّاه بحيث لا تظل العيون مسمّرة عليه وحده لتفضح ثقل همّته، التي عالجها زميله ستالون من خلال لقطات سريعة لا تدع المجال للمشاهد بأنْ يلاحظ ما يحدثأامامه.

Parker

ونبقى في الإطار نفسه، لكن مع بطل آخر أكثر حنكة وشباباً وخصوصية في التعاطي، إنّه جايسون ستاثام، هذا الانكليزي الذي اخترع له لوك بيسون شخصية وها هو يسير عليها الآن بكل ثقة ودون أن يشبه غيره، فلم يُضبط هذا الممثل ولو لمرة واحدة يضحك على الشاشة، أبداً، ومع ذلك فهو محبوب جداً، إلى درجة أنّ ستالون يحبّه من كل قلبه، وعندما تعاونا معاً (ومعهما آرنولد شوارزينغر) بدا أنّه يخصه بالدور الأقرب إليه.

وكان واضحاً في باركر، أنّ فريقَيْ المؤثرات الخاصة والمشهدية بقيادة كينيث فان وردر، ودوتي ستارلنغ يقومان بعملهما على أتم وجه فكل الخدع منفّذة بطريقة احترافية بينما محور السيناريو أنّ باركر لا يحب أنْ يكذب عليه أحد، وكل ما يطلبه هو ألا يحنث أحد بالعهد له.

المخرج المتميّز تايلور هاكفورد أسهم في الإنتاج وأخرج العمل عن نص لـ جون  ج. ماكلوغلن عن كتاب Flash Fire لـ دونالد أ. ويستلايك وكل ما في الأمر أنّ باركر هذا ينفّذ عمليات صعبة، وخاض إحداها مع فريق من الرجال وإذا بهم معاً يخونونه، فقد جمعوا معاً ووفق خطة محكمة قادها هو، لسرقة أموال مدنية ملاهٍ في أوهايو تُقدّر بالملايين، وحين يصبح المال بين يدي العصابة يُبلّغ بأنه غير مرغوب به، ويمنع عن نفسه الإصابة بعدّة رصاصات انطلقت من عدة مسدسات وبنادق داخل سيارة واحدة، وعندما وجد المجموعة متضامنة ضدّه قفز من مكانه إلى الشارع العام، ونزل الباقون وأمطروه بالرصاص ورموه في النهرب القريب.

عائلة عثرت عليه، لكنه عوّضها في ختام، الأحداث عندما أرسل لهم مبلغاً من المال لم يصدّقوه، فهو استطاع الأخذ بثأره من العصابة حين راقب إحدى عملياتهم الكبيرة وانقضَّ عليهم بعد نهايتها وحاز  كامل شحنة الألماس التي فازوا بها عندما أحرقوا جانباً من مكان يعرض حبّات لؤلؤ نادرة في مزاد علني، ودخل الرجال على أنّهم رجال إطفاء لمعالجة الحريق، وإذا بهم ينهمكون وسط الدخان بكيفية تحطيم الواجهات الصغيرة واستخراج كامل المصوغات من منابر العرض إلى الحقائب التي بحوزتهم وحملوا الكثير الكثير إلى جهة مجهولة، بعدما كان مقرّراً أن تحملهم الطائرة الى سويسرا.

في الفيلم جنيفير لوبيز في دور ليسلي رودجرز العازية التي يتحرّش بها كثيرون وهي لا تبالي الى أن التقت بـ باركر الذي كان وفياً للحسناء كلير (إيما بوش) ولم يرض أن يذهب بوجودها الى سواها، خصوصاً بعدما قتل كل أخصامه إثر مطاردات ومماحكات وتمويهات عديدة.

شارك في تجسيد الادوار: مايكل شيكليس، ويندل بيرس، كليفتون كولينز جونيور، بوبي كانافال، وينك نولت.

MAMA

رعب حقيقي..

لكنه رعبٌ راقٍ يحبّه متابعه.  سينما حقيقية، لقطات من أحلى ما يمكن تصوّره، وإدارة منسابة للممثلين على اختلافهم، وفي الباب أسماء كبار في هذا المجال لكن ما قدّمه اندريس موشياني كان رائعاً، وهو عمل مع باربرا موشياتي على وضع القصة، ومع غابل كروس على السيناريو ويحضر معه غيللير مودل تورو في مهمة المنتج المنفذ لكي يضمن حرفاً كافياً وكريماً على الشريط الجميل.

الشريط تكلّف فقط ١٥ مليون دولار وصُوِّر في كندا (هاميلتون - اونتاريو ) وقد باشرت الصالات الاميركية عرضه في نسخة من مئة دقيقة بدءاً من الثامن عشر من كانون الثاني/ يناير المنصرم، في تصوير لافت جداً أداره انطونيو رياسترا، وموسيقى مواكبة وفاعلة لـ فرناندو فيلاسكيز.

أختان صغيرتان وقعتا ضحية والدهما الذي قتل والدتهما وأخذهما الى مكان منعزل للتخلّص منهما، لكن في لحظة محاولته البدء بقتلهما تدخلت الأم التي عادت من الموت لإنقاذ ابنتيها، مع جافييه بوتات في أداء معبّر يقدّم قلب الأم غير قادر على المسامحة وترك ما حملته في بطنها نهباً للجرائم هنا وهناك.

جيسيكا شاستاين، نيكولاج كوستراولدو، ميغان شاربنيتيه ايزابيل نيليس ودانيال كانس يجسدون أبرز الادوار في الشريط.

مركز

متبارون

=في الرابع من آذار/ مارس المقبل تُقام الدورة ٦١ من مهرجان المركز الكاثوليكي المصري للسينما، التي يتنافس على جوائزها خمسة أفلام:

- ساعة ونص (وائل إحسان) عن نص لـ أحمد عبدالله مع محمد رمضان ومحمد إمام.

- تيتا رهيبة (سامح عبد العزيز) عن سيناريو لـ يوسف معاطي مع محمد هنيدي وسميحة أيوب.

- مصوّر قتيل (كريم العدل) عن نص لـ عمرو سلامة، مع حورية فرغلي، درّة، إياد نصار.

- جدو حبيبي (علي إدريس) عن سيناريو لـ زينب عزيز، مع لبنى عبد العزيز ومحمود ياسين.

- بعد الموقعة (يسري نصر الله) عن نص لـ عمر شامة مع منّة شلبي وناهد السباعي.

وقد تشكّلت لجنة التحكيم من دريّة شرف الدين ومعها: رمسيس مرزوق، عمرو معرفة، مجدي الطيّب، مجدي الحسيني، محمود قابيل، غادة عادل وندى بسيوني.

وأعلن المركز عن ١٣ شخصية سيكرّمها في دورته هذه: نادية لطفي، محمود ياسين، إلهام شاهين، أحمد راتب، يوسف فوزي، آمال فهمي، فوزي سليمان، داود عبد السيد، هاني مهنى، سمير فريد، ميشيل المصري وهاشم النحاس

اللواء اللبنانية في

25/02/2013

 

يحيي الفخراني باكيا يهدي درع التكريم إلي مصر منارة الحضارة

رسالة المغرب‏:‏ خالد عيسي 

تواصل الدورة الرابعة لمهرجان الداخلة السينمائي الدولي لليوم الثاني علي التوالي تقديم فعالياتها وأنشطتها وسط حضور رسمي وجماهيري كبير من قيادات وادي الذهب والصحراء المغربية الي جانب عدد كبيرمن الفنانين العرب والوفد الاسباني متمثلا في ادارة مهرجان لاس بالماس ضيف شرف المهرجان‏,‏ حيث عرض امس ثلاثة افلام من المسابقة الرسمية وهي التائب الجزائري واصيل العماني ومريم السوري الي جانب عدد كبير من الافلام المغربية ضمن قسم خاص لاحدث انتاجاتها‏.‏

وكان الفنان يحيي الفخراني الذي تم تكريمه في حفل الافتتاح قد اهدي درع تكريمه بل ومجموع جوائزه علي مدار مشواره الفني الي مصر التي لم تغادر خاطره واحلامه وامانيه علي حد قوله‏.‏

وقال أن أهل المغرب ينطبق عليهم المثل المصري القائل لاقيني و لا تغديني‏..,‏ ثم توجه للجمهور قائلا‏:‏ كل سنة كنت أنتظر جائزة أهم و أكبر لأهديها لصاحبة الفضل علي‏..‏ اليوم سأفضح مشاعري‏,‏ وتهامس الحضور متسائلين عن الحبيبة المفترضة‏,‏ قبل أن يعفي الفخراني الحاضرين من التخمين فيخبر الجميع أن الرقيقة‏,‏ الجميلة والسيدة المعطاءة ليست إلا مصر الحضارة‏,‏ المنارة والعطاء‏.‏

مضيفا انه دائما مايفكر ان يهدي اي جائزة يحصل عليها الي وطنه وينتظر حتي يحصل علي جائزة أكبر رغم انه لايعترف بقيمة جائزة الا العمل نفسه ومدي تفاعل الجمهور مع ذلك العمل‏,‏ وبكي الفخراني في ختام كلمته قائلا مصر ام الدنيا مؤكدا ان مصر كانت الملهمة لكل اعماله وبكي معه الحضور‏.‏

وما أن صعد الفخراني الي خشبة المسرح حتي وقف الحضور جميعا في وصلة من التصفيق الحار لمدة عشر دقائق ترحيبا بالنجم المصري بعد عرض فيلم تسجيلي عن مشواره الفني من اعداد قناة نايل سينما خصيصا للمهرجان‏.‏

وقف الجمهور لبطل فيلم خرج ولم يعد و صفق للرجل و هو يتوجه إلي منصة التكريم حيث بدأ عرض الفيلم‏,‏ يلخص مسار الطبيب الذي تحول ممثل بعد تعيينه في عيادة مبني التليفزيون بالقاهرة‏.‏

كما نال الفنان اشرف عبد الباقي جانبا كبيرا من الترحيب وداعبه الجمهور علي عدد كبير من اعماله الكوميدية خاصة ست كوم راجل وست ستات بل وطلبوا منه ان تكون السابعة من المغرب‏.‏

كما كرمت ادارة المهرجان الفنان المغربي محمد خويي والفنانة الاسبانية باتريسيا ألفاريس‏,‏ وهي ممثلة من جزر الكناري‏,‏ حيث ظهر اهتمام المنظمين بسينما جزر الكناري التي حلت ضيفة شرف الدورة الرابعة‏,‏ والتي اعتبرها البعض هنا انها رسالة سياسية لاسبانيا المعروفة بمواقفها غير الودية تجاه المغرب في ملف نزاع الصحراء من خلال استضافة وفد مهرجان لاس بالماس بجزر الكناري‏.‏

وكانت لجنة تحكيم الفيلم العربي والتي يترأسها الناقد المغربي نور الدين أفايا ومشاركة الفنان اشرف عبد الباقي وثلاثة من مديري المهرجانات العربية فتحي الخراط مدير مهرجان قرطاج وصبحي سيف الدين مدير مهرجان بيروت واسيا ريان الشاعرة الهولندية من اصل سوري ومديرة مهرجان لاهاي بهولندا لسينما المرأة قد بدأت اعمالها امس حيث اعربوا جميعا عن سعادتهم بالمسابقة الوليدة والافلام المشاركة‏.‏

يقول التونسي فتحي الخراط مدير مهرجان قرطاج ان المسابقة تضم عددا من الافلام المهمة وانها تعبر في كل منها عن امر او مضمونا عربي يخص كل دولة وان ذلك توثيق حقيقي للنوع الثقافي الانساني في عالمنا العربي‏,‏ وهو الامر الذي اكده اشرف عبد الباقي مضيفا ان الافلام كلها تمثل قضايا وموضوعات تخص المجتمع العربي‏,‏ كما اعرب عن سعادته بالوجود في المغرب خاصة اهل الصحراء ومالمسه من شغف كبير بالسينما‏.‏

كما يواصل السيناريست وليد يوسف قيادة ورشة السيناريو حيث تقدم الي تلك الورشة‏22‏ سيناريو لشباب السينمائيين المغاربة ليتم اختيار ثلاثة افلام فائزة يقوم المهرجان بانتاجها ويتم عرضها في مسابقة العام المقبل‏.‏

من ناحية اخري يشارك المخرج خالد يوسف ـ الذي وصل الي المغرب امس قادما من باريس ـ الندوة الرئيسية للمهرجان بعنوان السينما وحقوق الانسان وتضم الندوة ايضا دكتورة لميس جابر والفنان السوري عابد فهد الذي يشارك فيلمه مريم في المسابقة الرسمية‏,‏ الي جانب عدد من السينمائيين والحقوقيين‏.‏

كما يعرض في السابعة مساء اليوم الفيلم المصري الشتا اللي فات بمشاركة المخرج ابراهيم البطوط يسبقه فيلما خويا المغربي وتنورة ماكسي اللبناني‏,‏ كما يعرض غدا الفيلم التونسي باب الفلة بحضور بطلته الفنانة درة‏.‏

وكانت مدينة الداخلة الواقعة بوادي الذهب في الصحراء المغربية قد اقامت استقبالا شعبيا احتفالا بضيوف المهرجان تضمن ألوان الفنون التي تعبر عن ثقافة اهل الوادي‏,‏ بحضور العديد من الجنسيات الاجنبية الموجودين بالمنطقة للسياحة خاصة وان مدينة الداخلة تحتل المركز الثالث عالميا في سباق الزوارق والتزلق علي الماء‏.‏

الأهرام المسائي في

25/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)