تظل إيرين جاكوب في نظر عشاق السينما بطلة الفيلم الشهير «حياة
فيرونيك المزدوجة» من إخراج البولندي الراحل كريستوف كيسلوفسكي والذي جلب
لها عام 1991 جائزة أحسن ممثلة في مهرجان «كان» السينمائي.
لكن مشوار هذه الفنانة ذات الصوت الدافئ بدأ قبل ذلك بأربعة أعوام،
وكانت لا تزال مراهقة، في فيلم «الوداع أيها الأطفال» للمخرج الفرنسي
الراحل أيضاً لوي مال، علماً أنها كانت تطمح في أيام الصبا الى احتراف رقص
الباليه، إلا أن حادثة تسببت في كسر ساقها فتبخر حلمها واتجهت الى التمثيل.
وجاكوب الآن نجمة سينمائية ومسرحية تظهر في أفلام هوليوودية وأوروبية،
غير أنها تقف دورياً فوق خشبة أكبر مسارح لندن وباريس في أعمال درامية
كلاسيكية لأدباء من أمثال تشيخوف وخوليو كورتازار وستيفان زفايغ، أو حديثة
مثل مسرحية «مدام ملفيل» التي عرضت في لندن من بطولة جاكوب والممثل
الأميركي ماكولي كالكين، ثم «فتيات باللون الوردي» وهو عمل فكاهي لاقى
النجاح في باريس. وتمارس جاكوب مهنتها الفنية بتواضع مميز من دون أن تعير
الشهرة أو الثروة أي أهمية. وانطلاقاً من هذا المبدأ، تشارك الفنانة في
قراءة أعمال أدبية في مسارح أو مكتبات متخصصة وذلك من دون مقابل سوى متعة
إلقاء نص يعجبها والسماح للجمهور باكتشافه.
وكم من مرة ظهرت في أفلام مستقلة متواضعة الحجم من ناحية الإنتاج ومن
إخراج فنان مجهول أو مبتدئ لمجرد أن فكرة السيناريو أعجبتها وبالتالي أرادت
الدفع بالمشروع إلى الأمام مستخدمة اسمها ومكانتها الفنية كعنصر لمصلحة
العثور على إمكانات لتوزيع الفيلم وإثارة اهتمام الإعلام به.
وعلى صعيد الحياة الخاصة، فإن جاكوب متزوجة من الممثل والمخرج الفرنسي
جيروم كيرشير أحد ألمع أسماء فرقة «لا كوميدي فرانسيز» الفرنسية الوطنية
التي يعود تأسيسها إلى زمن موليير في القرن السابع عشر.
وأدت جاكوب الدور النسائي الرئيس في فيلم «غبار الزمن» آخر أعمال
المخرج اليوناني الكبير تيو أنغيلوبولوس قبل رحيله إثر حادثة مرور.
ولمناسبة ظهور هذا العمل في صالات السينما، التقت «الحياة» إيرين جاكوب
وحاورتها:
·
حدثينا عن فيلم «غبار الزمن»؟
-
إنه آخر أعمال السينمائي العبقري تيو أنغيلوبولوس. وأنا من
ناحية أتباهى بكوني شاركت في هذا الفـــيلم ومن ناحية أخرى حزينة لأن الرجل
ذهب ضــحية حادثة مرور وهو يعبر الطريق في جـــزيرة بيريه في اليونان. يا
لها من نهاية مؤسفة، لكننا جميعاً في طريقنا إلى الموت في شكل أو في آخر،
أليس كذلك؟ وللعودة إلى الفيلم، فهو يروي حكاية حب بين رجل وإمرأة تبدأ في
زمن الخمسينات من القرن العشرين وتــــنتهي في أيامنا هذه، وهي تجتاز ألف
عقبة وعقبة بسبب الأحداث السياسية المختلفة والحرب الباردة بين الغرب
والشرق. وقد صور الفيلم في الولايات المتحدة وكندا وروسيا وألمانيا
وإيطاليا.
وتذكرني هذه الحبكة بأجمل الأفلام التي أنجزها المخرج الفرنسي كلود
لولوش المحب دائماً للحكايات التي يتدخل فيها القدر بطريقة درامية في تحديد
مصير العشاق. والطريف أنني مثّلت حديثاً في فيلم للولوش بالتحديد سينزل إلى
صالات السينما في منتصف العام الحالي. أما عن أنغيلوبولوس، فهو ذكرني إلى
حد ما بالأسلوب الذي اعتمده كمخرج بما عشته في الماضي تحت إدارة كريستوف
كيسلوفسكي، وأقصد من حيث البطء في تفسير المواقف للممثلين والتقنيين وأيضاً
في التصوير، وهذا على عكس الكثير من السينمائيين الذين يكونون دائماً في
عجلة من أمرهم غالباً بسبب عدم تجاوز الموازنة المحددة لإنجاز الأفلام.
·
تمثلين في أفلام ناطقة
بالإنكليزية في أكثر الأحيان ويحدث أن تتكلمي بلكنة روسية من أجل الدور،
إضافة إلى عملك بالفرنسية طبعاً، فما هو أصلك بالتحديد؟
-
أنا فرنسية مئة في المئة، لكنني كبرت في جنيف لأن عائلتي كانت
مستقرة هناك، ووالدي من أشهر الأطباء في سويسرا. أما عن حكاية الأدوار،
فإنني أجيد اللغات الفرنسية والإنكليزية والإيطالية والإسبانية والألمانية
وأقدر على التحدث بلكنة روسية أو أي لغة أخرى بلا صعوبة بفضل ميلي الشديد
الى اللغات في شكل عام.
·
ما الذي أتى بك إلى الفن أساساً
وأنت إبنة طبيب؟
-
عائلتي متزمتة إلى حد كبير، وربما أن الطريقة التي تربيت بها
جعلتني أبحث عن مفر وعن شيء مفرح ومثير للخيال فاخترت رقص الباليه، علماً
أنه من أصعب الفنون ويتطلب تدريباً صعباً، ما يدل على أن المرء لا يتخلص
أبداً من تربيته الأصلية. وقد أصبت في حادثة وكسرت ساقي وقدمي فانتهت حياتي
الفنية كراقصة باليه على الفور واضطررت إلى التفكير بوسيلة ثانية لممارسة
نشاط فني، ووجدت أن التمثيل المسرحي هو أقرب الموجود بالنسبة إلى الرقص
الكلاسيكي فتعلمته وبدأت أشارك في مسرحيات في جنيف ثم في باريس.
مخرج واحد
·
يعتقد الجمهور السينمائي العريض
الذي يعرفك من خلال فيلميك تحت إدارة السينمائي الراحل الآن كريستوف
كيسلوفسكي، «حياة فيرونيك المزدوجة» و«أحمر»، أنك اكتشافه وأنك فقدت بريقك
عقب رحيله، فما رأيك في هذا الكلام؟
-
رأيي أن المسألة فيها بعض الصحة، لكنها خاطئة في إجمالها،
لأنني عشت حياة فنية مسرحية قبل أن يختارني كيسلوفسكي للعمل في فيلمه «حياة
فيرونيك المزدوجة»، ولأنني بعد رحيله لم أتوقف عن العمل، سواء في السينما
أم في المسرح. والصحيح في الموضوع هو كوني عثرت مع كيسلوفسكي على أجمل
دورين مثلتهما في حياتي حتى الآن في السينما، فالرجل أحبني كممثلة وعرف كيف
يصورني ويستغل ملامحي وموهبتي الفنية على أحسن وجه. وأنا محظوظة من هذه
الناحية، إذ إن الكثيرات من الممثلات يقضين عمرهن الفني من دون العثور على
مخرج واحد يبرز أفضل ما يتمتعن به من جاذبية وموهبة عبر الكاميرا. فقد ولى
زمن هوليوود الذي شهد غريتا غاربو وآفا غاردنر وريتا هيوارث في أدوار لن
تتكرر. وأنا بالتالي مدينة بالكثير لهذا الرجل، وشهرتي الحالية تعود أولاً
وأخيراً إليه، لكنني لم أنته من بعده، لا سينمائياً ولا مسرحياً، إذ إنني
عملت تحت إدارة عمالقة من طراز فيم فندرز وميكل انجلو أنطونيوني وتيو
أنغيلوبولوس وغيرهم، وأشكر السماء على ذلك.
·
أنت عملت فوق خشبة أحد المسارح
اللندنية أمام الممثل الأميركي ماكولي كالكين، فلماذا تم اختيارك أنت
بالتحديد؟
-
لأن الدور النسائي في هذه المسرحية هو دور إمرأة فرنسية تعيش
في باريس وتعلّم اللغة لتلامذة أميركيين، فأعتقد بأن اختيار ممثلة فرنسية
تتكلم الإنكليزية بلكنتها الطبيعية كان أفضل من اللجوء إلى فنانة بريطانية
مهما تميزت به من موهبة. وأما عن سبب اختيار المخرج لي وليس غيري من
الزميلات الفرنسيات، فهو سؤال لا أعرف كيف أرد عليه.
شخصيتي ومزاجي
·
عرفنا أن المسرحية أعيد تقديمها
في نيويورك بعد رواجها اللندني مع الممثل نفسه، لكن مع ممثلة إنكليزية تقيم
هناك هي جويلي ريشاردسون، فما سبب عدم ذهابك إلى نيويورك لإتمام ما بدأت
عمله في لندن؟
-
كنت مرتبطة بأعمال أخرى في السينما والمسرح ولم أرغب في
التنازل عنها من أجل الاستمرار في تقديم المسرحية نفسها، وأعرف أن جويلي
ريشاردسون نجحت في التحدث بلكنة فرنسية على رغم عدم تمتعها بأدنى علاقة مع
هذه اللغة أساساً ولولا ذلك لفقد العمل من قدرته على الإقناع طبعاً. وبين
العــيوب الممـــيزة في شخــصيتي ومزاجي، عدم تحمل أداء الدور نفسه في كل
ليلة لشـــهور طويـــلة بل لسنوات مثلما يحدث بكثرة في المـــسرح. أنـــا
في حاجة مستمرة إلى التجديد وإلا شعرت بالـــملل، وإذا فقدت متعتي فوق
الخشبة فلا فائدة من محاولة الاستمرار، خصوصاً أن العمل ككل سيصاب بضرر
كبير.
·
كيف تدمجين بين حياتك الشخصية
ومهنتك الفنية؟
-
أعثر في كل منهما على تكملة للثاني، بمعنى أنني لا أقدر على
العيش سعيدة بلا عملي الفني، ومن ناحية ثانية أعجز عن خوض حياتي بلا رجل
أحبه ومن دون عائلة أنتمي إليها وتنتمي إلي، والفن في هذه الحالة يصبح
فارغاً ومجرداً من كل معنى. لكن المعادلة الصعبة تكمن في عدم التقصير مع
العائلة لمصلحة المهنة، وأعتقد بأنني نجحت حتى الآن في إرضاء زوجي وأولادي.
وأنا أثق في نفسي وأعرف أنني أعثر دائماً على الحلول المناسبة من أجل أداء
واجبي كزوجة وأم من دون التضحية بمهنتي، ثم أن شريك حياتي يعمل أيضاً في
الحقل الفني، وهو بالتالي يراعي القواعد نفسها.
·
هل صحيح أنك شاركت في لجنة
اختيار شكل عملة اليورو قبل ظهورها في عام 2002؟
-
أجل، فقد كان الاتحاد الأوروبي يدرس تشكيل لجنة في هذا الخصوص
وسأل الكثير من الفنانين والأدباء عن مدى رغبتهم في الانضمام إلى المشروع،
وسجلت إسمي بلا تردد لأن المسألة أثارت فضولي إلى حد كبير. وإثر ذلك تم
انتخابي في اللجنة لأجد نفسي أبدي رأيي في شكل العملة الجديدة.
·
وهل أتت العملة في النهاية كما
تتمنين؟
-لا، لكنني اعتبرت المشاركة في اللجنة بمثابة مغامرة وتجربة فريدة.
·
هل يمكنني سؤالك عن عمرك؟
-
لا أخفي عمري عن وسائل الإعلام منذ بدايتي الفنية. لقد أكملت
أخيراً الـ 46 سنة.
الحياة اللندنية في
15/02/2013
ألعاب الفيديو...
تلهم السينمائيين أعمالاً جديدة بعدما نهلت من أفلامهم
بيروت - محمد غندور
«يتعكّز» صنّاع السينما منذ سنوات، على أعمال أدبية
وروائية وسير ذاتية وأحداث تاريخية لتقديمها في قالب سينمائي. ومن الطبيعي
القول إن لا أحد يجد ضرراً في ذلك، خصوصاً أن هذه الأعمال من شأنها أن
تُعرِّف المشاهد على تنوّع حقيقي في الصورة والزمن، وتعطيه لمحة عما حصل
سابقاً، أو عما كان مستتراً ولا يستطيع الاطّلاع عليه.
ولتنفيذ ذلك يُستعان بمخرجين فذين يقدمون أفكاراً إبداعية، وتصوّرات
جديدة وحبكات درامية تكون شيّقة في أحيان كثيرة. ولكن السؤال الذي يطرح
نفسه: هل تعاني السينما شحاً في مصادرها لتستعين بالأدب والرواية والتاريخ؟
يبدو واضحاً بالنسبة إلى البعض أن أفكار كتّاب السيناريو لم تعد تجمع
الملايين. وبما أننا في عصر استهلاكي، نعرف أن صنّاع السينما لا يتوقفون عن
البحث عن أعمال تحقق أرباحاً طائلة، ونسبة مشاهدة عالية وهم غالباً ما
يجدون ضالتهم في روايات كانت حققت أرقام مبيعات مدهشة حين صدرت. ومن هذه
الروايات التي نقلت إلى السينما يمكن أن نذكّر على سبيل المثال بأعمال مثل،
«العطر» (باتريك سوسكيند)، و«الحب في زمن الكوليرا» (غابرييل غارسيا
ماركيز)، و«العمى» (خوسيه ساراماغو)، و«ذهب مع الريح» (مارغريت ميتشل)،
و«هاري بوتر» (جي كي رولينغ)، ولكن لا بد أن نلاحظ هنا أن أياً من هذه
الأعمال باستثناء الأخيرين، لم يحقق نسبة مشاهدة قياسية. وفي الوقت نفسه،
قدّمت أعمال سينمائية تروي سيرة شخصيات أثارت جدلاً في التاريخ، وأخرى
تحاكي نزاعات سياسية بين بلدان متحاربة، أو تعرض أزمات اقتصادية.
غالبية الأعمال المذكورة، حصدت جوائز ونجاحات، لكن معظمها لم يثر
اهتمام الأجيال الجديدة، لجديتها وأهميتها، وابتعادها عن السذاجة
والكوميديا، وغير هذه من الأمور التي تهم هذه الفئة الواسعة من المشاهدين.
ومن هنا، وبما أن الفورة التكنولوجية في العالم، غيّرت قواعد اللعبة، وباتت
ألعاب الفيديو، تحقق أرقاماً خيالية، وتشمل استثمارات تتخطى 30 بليون دولار
سنوياً، أدرك صناع السينما أن ملايين المستقبل موجودة في هذه الألعاب.
وهكذا، كما تحول بعض الأفلام السينمائية في منتصف ثمانينات القرن
العشرين كـ «الرجل الوطواط» و«الرجل العنكبوت» و«سوبرمان» و«أنديانا جونز»
إلى ألعاب فيديو، ها هي شركات الإنتاج العالمية تشتغل حالياً، أكثر وأكثر
على تحويل ألعاب الفيديو إلى أفلام سينمائية وليس العكس هذه المرة.
وهكذا تفيدنا الأخبار المتداولة بأن الممثلة الإنكليزية، إيموجين بوتس،
تستعد لأداء دور البطولة في فيلم «نيد فور سبيد»، إلى جانب الممثل
الأميركي، آرون بول، وهو الفيلم المقتبس عن لعبة الفيديو التي تحمل اسم «نيد
فور سبيد». وعلماً أنه قد تقرر أن تؤدي بوتس في الفيلم دور تاجرة تبيع
السيارات الفخمة التي يرغب فيها الأثرياء. وسيتولى، سكوت ووغ، إخراج الفيلم
المقرر عرضه في 7 شباط (فبراير) 2014.
وستنتج شركة «روفيو» الفنلندية للبرمجيات ومصممة لعبة «أنغري بيردز»،
أول فيلم سينمائي يستند إلى هذه اللعبة الشهيرة المكرسة للهواتف النقالة.
ولكن فيلم الرسوم المتحركة هذا والذي سيصور بتقنية الأبعاد الثلاثة لن يعرض
قبل صيف العام 2016 وسيمسح للشركة بإقامة استوديو تحريك خاص بها ومنافسة
استديوات ديزني ربما.
وبعدما غيرت سلسلة ألعاب الفيديو الشهيرة «أساسينز كريد» (عقيدة
المغتالين)، زمانها ومكانها في نسختها الجديدة، وانتقلت من عصر النهضة
الأوروبية إلى حرب الاستقلال الأميركية، من دون تغيير مبادئها الرئيسة،
ستنتقل إلى السينما بين العامين 2014 و2015، بعدما بلغت مبيعاتها الإجمالية
أكثر من 40 مليون نسخة.
والحال إن هذه المشاريع ليست سوى عينة بسيطة، تلوح منها أن السينما
باتت تنهل من كل شيء، هي التي عدا كل الصناعات، تفتش عن الربح المادي، الذي
يعتبر أساساً لبدء أي عمل تجاري.
أما المتابع لألعاب الفيديو، فيدرك التطور التي وصلت إليه هذه الألعاب
وتقنياتها، خلال الـ 15 سنة الماضية، حيث انتقلت من مرحلة البدائية إلى
الاحتراف، بما في ذلك الاستعانة بكتّاب السيناريو ومصممي الغرافيكس والحركة
والاعتماد على أبعاد ثلاثية، والاهتمام بالشخصيات الكرتونية التي أضحت أقرب
إلى الحقيقة، ونقاء الصورة، واستعمال أفضل البرمجيات.
ومن خلال نقل هذه الأعمال إلى السينما، تكون الأخيرة قد سلكت طريقها
للإمعان في اجتذاب فئة جديدة من الجمهور، كانت اهتماماتها لا تتخطى شاشة
الكومبيوتر أو الهاتف النقال.
لا نقول هنا إن كل ألعاب الفيديو التي نقلت إلى السينما نجحت، إذ فشل
كثير منها كـ «سوبر ماريو» و«شارع المقاتلين» و«بيت الأموات» و«وحيداً في
الظلام»، لأنها ركزت على الجانب التجاري فقط، وعلى شهرة اللعبة من دون
مراعاة، إطالة المشاهد، وتقديم أبطال بلا لون أو هوية، وعدم الاستعانة
بممثلين ومخرجين جيدين.
ولكن في المقابل جذب بعض العناوين، مئات ملايين اللاعبين حول العالم
إلى قاعات السينما، لما قدّمته أفلامها من إثارة وتشويق مستعينة بممثلين
مشهورين، مع اهتمام متزايد بتفاصيل العمل. ومن هذه الأفلام «تومب رايدر»
التي شاركت فيه الممثلة أنجلينا جولي التي تشابهت إلى حد كبير مع بطلة
اللعبة «لارا كروفت»، وقدّم منه جزءان، على أن يعرض الجزء الثالث منه منتصف
هذه السنة، إضافة إلى «هيت مان» و«سايلنت هيل» و«ريسدنت ايفل» و«برنس أوف
بيرسيا».
واللافت في هذه الأعمال في شكل عام، أنها التزمت أجواء اللعبة
الأصلية، واقتبست منها مشاهد كاملة كانت غاية في الإتقان والروعة.
الحياة اللندنية في
15/02/2013
احتفال فرنسي بالسينما المتجدّدة في أكبر بلد مسلم في
العالم
فزول (فرنسا) - ندى الأزهري
«حين منحت الجائزة من قبل تارنتينو وكيارستمي
وألمودوفار... لم أكن أعرفهم!» يقول غارين نوغروهو المخرج الأندونيسي
الأكثر شهرة عالمياً، في إشارة إلى لجنة التحكيم التي منحته جائزة في أحد
المهرجانات عام 1994. صاحب «أوبرا جاوا» كان يتحدث في ندوة خصصها للسينما
الأندونيسية مهرجان فزول الدولي للسينما الآسيوية.
قبل أن نتطرق إلى هذه السينما، موضوعنا هنا، لا بد من التذكير بما
يذْكَر دائماً عن هذه المدينة الصغيرة المستلقية بهدوء في أحضان طبيعة
جميلة في شرق فرنسا، فـ «فزول» تقيم مهرجانها السينمائي منذ تسعة عشر
عاماً، قبل أن تشتهر به، عرفها كثيرون فقط من خلال أغنية لجاك بريل، ولو لم
تكن هذه الأغنية لما ذكر أحد المدينة. فما إن تذكر لأحد ما انك ذاهب إلى «فزول»
حتى يردد أغنية بريل الشهيرة «أردتِ رؤية فزول؟ ها قد رأينا فزول!»، كأن كل
ما لا يخطر على البال، ومنه زيارة هذه المدينة التي لا يعرفها أحد، قد حققه
لها، فماذا تريد غير هذا؟!. لكن هذه المدينة القابعة في شرق فرنسا، ليس
بعيداً من الحدود مع سويسرا، نجحت في التعريف بنفسها بفضل مهرجانها (وربما
أيضاً بفضل جمال منطقتها)، وهي على مدى أسبوع تستقطب جمهوراً يقدم من قريب
ومن بعيد للتعرف على وجوه السينما الآسيوية قديمها وحديثها ويتجاوز
الثلاثين ألفاً.
في دورته الأخيرة، عرض المهرجان في المسابقة الرسمية تسعة أفلام تعكس
التيارات الجديدة في آسيا، واحتفل بمرور مائة عام على السينما الهندية بعرض
مختارات من أفلام كانت علامات في تاريخ تلك السينما، كما خصَّ السينما
الأندونيسية بنظرة تضمنت عرض أكثر من عشرين فيلماً ابتداءً من منتصف
الخمسينات وحتى يومنا هذا.
سياسة وسينما
تاريخ السينما الأندونيسية طويل ومليء بالانعطافات. كان المحتل
الهولندي أول من أدخل الأجهزة السينمائية بهدف عرض أفلام نهاية القرن
التاسع عشر. وظهر أول فيلم أندونيسي منتصف عام 1926. بعده بدأت الصناعة
السينمائية بالتطور، بيد أن جلَّ الأفلام آنذاك كان بغرض الترفيه، ومع
الاحتلال الياباني لأندونيسيا خلال الحرب العالمية الثانية وعند حرب
الاستقلال في منتصف الأربعينات وحتى نهايتها، توقف الإنتاج تقريباً.
ساهم قرار للرئيس سوكارنو بمنع استيراد الأفلام الأجنبية في تطوير
السينما، لاسيما تلك التي تلعب على الشعور القومي وتدعو إلى مناهضة الغرب،
فوصل الإنتاج منتصف الخمسينات إلى 65 فيلماً، وظهر حينها أوسار إسماعيل
صاحب «بعد منع التجول»، الذي يعتبره الأندونيسيون « أكبر مخرج في كل
العصور» ، فلا أحد برأي المخرج الحالي غارين نوغروهو «يعادل إسماعيل في
قدرته على القصّ وبناء حبكة الفيلم». كانت مرحلة مهمة في تاريخ السينما
الأندونيسية مع محاولات خلق هوية لها، ومع اهتمام السياسيين بها كوسيلة
دعائية. عند وصول سوهارتو (1967-1998) الى السلطة، زادت الرقابة على
الأفلام وتكرست السينما كوسيلة دعائية للنظام، ولكن أيضا كوسيلة لجلب
الأرباح، وهكذا ارتفع عدد الأفلام المنتَجة إلى أكثر من مائة فيلم سنوياً
في فترتي السبعينات والثمانينات. كان النموذج الهندي للسينما هو السائد،
ومع أن تلك الفترة دعيت «الحقبة الذهبية للسينما الأندونيسية» إلا أن ما
ميّزها كان عدد الأفلام وليس نوعيتها. في الفترة اللاحقة، حدث للسينما
الإندونيسية ما جرى في العالم، فقد هجر الجمهور الصالات في نهاية
الثمانينات واستقر أمام الشاشة الصغيرة. ويعتبر السينمائيون التسعينات فترة
صعبة جداً وانتقالية للسينما وللسياسة على السواء، وعانوا فيها من الانغلاق
ومن التدخل المباشر للدولة في عملهم، فلا حرية للمخرج باختيار فريق العمل
مثلاً، كما أن إرسال الفيلم للمهرجانات كان لا يتم إلا عبر الطرق الرسمية...
لكن مع بدايات الألفين، بدأ الكل يصنع أفلاماً، وظهر تيار اختار لغة
سينمائية فنية وسيلة للتعبير، بعيداً من التيار التجاري السائد.. وتوجد
اليوم في أندونيسيا 600 شاشة لأكثر من 260 مليون نسمة. ويبقى السؤال: وفق
المخرج نوغروهو في بلد تعداده أكثر من 260 مليون نسمة ولديه ستمائة دار
عرض، «كيف يتم تحريض الجمهور للذهاب إلى السينما؟». في الندوة أعطى صاحب
«ورقة على وسادة» (مهرجان كان 98) خلاصة خبرته الطويلة في العمل السينمائي
«لعمل حركة في السينما، يجب أن تكون هناك حركة في السياسة، فالنقاشات لا
تنفع في تحريك الأمور!».
مخرجات أندونيسيات
اليوم قد يكون ما تعيشه السينما الأندونيسية عصرها الذهب، بخاصة أن
الجيل الجديد يعتبر السينما الوسيلة الفضلى للـــمعرفة والانفتــاح على
تجارب العالم، لكن تبقى محاولات الإنتاج فردية وعائلية ولا أساس صلب تقوم
عليه، وقد تنهار بسهولة، وفق السينمائيين أنفسهم.
من هذه المحاولات تبرز أعمال مخرجات أندونيسيات من أبرزهن نان أشناس،
التي حققت بين 2002 و2008 ثلاثة أفلام روائية تستخدم لغة سينمائية خلاقة
تعتمد حديث الصورة والحوار الموجز، كما في فيلمها المميز «همس الرمال»،
وتعود فيه، كما أفلامها الأخرى، صورة لقرية صينية مشتعلة حفرت في ذاكرة
المخرجة حين كانت طفلة، في إشارة إلى التمييز الذي عانى منه الأندونيسيون
من أصول صينية. أيضا كانت «نيا داناتا» من المخرجات اللواتي صعدن نهاية
التسعينات وواجهن بمفردهن ظروف العمل الصعبة، وكما ذكرت داناتا في الندوة
كانت تنتظر سقوط نظام سوهارتو وهي معتصمة مع الآخرين. لكنها اليــوم تجد
صعوبة في الاستمرار.
وحكت ساماريا سيمانجونتاك، صعوبة تجربتها في دخول عالم السينما، ليس
فقط لمعارضة أهلها بل أيضاً للعوائق المالية كذلك. وقد حلت المشكلتين في
فيلمها الأول «نصف يو كوك» باستخدام والدتها في الدور الأولى وبطرح مشروعها
السينمائي على الإنترنت لطلب مساهمين، فجاءتها مساهمات لم يتجاوز بعضها 10
دولار، لكن كل ذلك كان كافياً ليخرج فيلمها إلى النور. ومع هذا، ثمة مشكلة
أخرى تواجهها ساماريا، كما قالت، فسينماها «ليست إكزوتيك بما فيه الكفاية
لتصلح للمهرجانات، ولا تجارية بحتة لتجلب الجمهور»! لكنها على الأقل جلبت
جائزة التمثيل الأولى لوالدتها في المهرجان الوطني للسينما الأندونيسية!
أما كاملة أدنيني، التي سماها والدها نوغروهو بهذا الاسم، تيمناً باسم
والدة جبران، كما أخبرتني في حديث قصير لـ «الحياة»، فهي من المخرجات
الشابات (26 عاما) المحظوظات، فقد سمحت لها بيئتها الفنية بالإطلاع على
سينما العالم (وليس كما حصل مع والدها) وبالتمتع بمساعدة شركة إنتاج والدها
لتحقيق فيلمها الأول» المرايا لا تكذب أبداً» عام 2011، وهو فيلم أرادت من
خلاله التعبير عن معاناة نساء الصيادين في قرية صغيرة حيث يبقين وحيدات،
ذلك أن منع الصيد في مناطقهم يستدعي توجه الأزواج نحو أمكنة بعيدة قد لا
يعودون منها أبداً. وتشير كاملة إلى عدم وجود صناعة سينمائية في بلدها،
وإلى أنه على كل سينمائي أن يدبر نفسه بنفسه ويجد وسائله الخاصة. وهي
كامرأة في مهنة يسيطر عليها الرجال يواجهها تحد مضاعف. عرض فيلمها في
أندونيسيا لكنه لم يلق إقبالاً فالأفلام الفنية لا مكان لها في دور العرض.
وعلى الرغم من وجود جمهور كبير في أندونيسيا فإن مجالات الاختيار أمامه
محدودة، فهو كالشعوب الأخرى تربى بالطبع على أفلام هوليوود.
وتخبرنا كاملة بابتسامتها الدائمة بأن تحقيق أفلام مستقلة في بلدها
العام الماضي اعتبر شيئاً واعداً، مضيفة أن ثمة حرية في التعبير نوعاً ما،
لكن ثمة نوعاً جديداً من الرقابة يظهر اليوم في أندونيسيا «لا يتجسد في
الحكومة، بل في الحركات الإسلامية». وعن معرفتهم بالسينما العربية ردت أن
الأندونيسيين «يوجهون أنظارهم نحو العالم العربي في الدين فقط أما السينما...!»
الحياة اللندنية في
15/02/2013
فى الذكرى الـ18«قيثارة الغناء» جمهورها أحبها وتناسي
ديانتها
أعد الملف: سهير عبدالحميد وآية رفعت و محمد عباس
بالرغم من مرور سنوات كثيرة على رحيل قيثارة الغناء ليلى مراد فإن
أعمالها الفنية وصوتها الرنان مازال محفورا فى أذهان محبيها وجمهورها الذى
يتزايد يوما تلو الآخر حتى من الأجيال التى لم تعاصرها إلا أن أفلامها
المتميزة وأغانيها المعبرة مازالت تلمس القلوب. فى هذا الملف تحدث عدد من
الفنانى الذين تعاونوا معها والذين قدموا أعمالا عن حياتها واتفق الجميع
على أنها موهبة لن تتكرر هذا بجانب التأكيد على أنها كانت نموذجا للتسامح
الدينى خاصة أنه بالرغم من ديانتها اليهودية فإن جمهورها لم يتأثر بذلك حتى
بعد اعتناقها الإسلام.
أفلامها المتميزة وأغانيها المعبرة لا تزال تلمس القلوب
لبلبة:
رفضت تقليدها فى الحفلات لأنها كانت حساسة جدًا
على الرغم أنها لم تلتق بها إلا فى فيلم واحد وهى طفلة عمرها 7 سنوات
إلا أن الفنانة لبلبلة تحدثت عن ذكرياتها مع الفنانة ليلى مراد وقالت:
جمعنى بها فيلم «الحبيب المجهول» وكنت أجسد دور شقيقتها الصغيرة الشقية
التى تقوم بدور رسول الغرام بينها وبين حبيبها حسين صدقى وكانت بطبعها
رقيقة وهادئة الطباع كما كانت تظهر فى أفلامها وأخلاقها عالية جدًا وكنت
أشعر بحنانها كأم وكانت من وقت لآخر تجلس مع أمى وتتحدث معها عنى وعن عملى
وكانت تقول لها إنها تريد أن تعتزل الفن وتتفرغ لأسرتها وتربية أولادها
وأنها لا تريد أن تتغير الصورة الجميلة المحفورة فى أذهان الناس عنها
وبالفعل كان فيلم «الحبيب المجهول» آخر أفلامها حيث كانت اتفقت مع المخرج
على ذلك وبالرغم من عرض أفلام كثيرة عليها بعد ذلك إلا أنها كانت مصرة على
قرار الاعتزال وهذا مبدأ يحترم واتخذته بعدها ممثلات أخريات مثل هند رستم
التى اعتزلت وهى فى قمة مجدها وكان عمرها لم يتجاوز وقتها 46 سنة.
وأضافت لبلبلة أنها كانت حريصة على الاقتراب منها فى هذا الفيلم
لتتعلم منها ومن أدائها سواء كممثلة أو كمطربة وأنها كانت تحضر الجلسات
التى تجمعها بين كمال الشناوى وحسين صدقى وأضافت إن القدر لم يسمح لها أن
تلتقى بليلى مراد بعد ذلك بسبب اعتزالها.
وأشارت لبلبة إلى أنها رفضت تقليدها فى الحفلات التى كانت تقدمها فى
الستينيات لأنها كانت «تهاب» شخصيتها سواء هى أو أم كلثوم وهذا من منطلق
الحب علاوة على أنها لا تريد أن يأخذ تقليدها بشىء من الحساسية لأنها كانت
حساسة جدًا وأكدت أيضًا أنها كانت ومازالت تعشق أفلامها سواء وهى كبيرة أو
وهى طفلة خاصة فيلم «غزل البنات» الذى أظهر خفة دمها وفيلم «حبيب الروح».
وأنهت لبلبة حديثها عن ليلى مراد قائلة: هى فنانة لن تتكرر وتركت بصمة
غنائية وأثرت السينما بأهم الأفلام الاستعراضية.
مجدى صابر:
ليلى مراد نموذج للتسامح الدينى الذى عرفته مصر
يعتبر مسلسل «قلبى دليلى» هو مسلسل السيرة الذاتية الوحيدة فى حياة
الكاتب مجدى صابر، كما أنه العمل الوحيد الذى قدم عن قصة حياة «قيثارة
الغناء» ليلى مراد وعلى الرغم من انتهاء أحداث المسلسل قبل مرحلة اعتزالها
الفن إلا أنه رصد كم المعاناة التى عانت منها خلال حياتها الخاصة والفنية.
وقد أكد صابر أن ما دفعه لاختيار الراحلة ليلى مراد لتقديم سيرتها
الذاتية فى الدراما هو «الجدل الدينى» الذى كان يدور حولها قائلا أنه قصد
من خلال أحداث المسلسل أن يتعرض لفكرة التسامح الدينى الذى كان موجودا
وقتها فى مصر، وأضاف قائلا: «كانت هناك حالة من التعايش والتسامح بين جميع
الديانات فكنا نتعامل كمصريين بدون وجود أى تفرقة وليلى كانت خير دليل على
ذلك حتى إنها دخلت عالم الشهرة وأحبها المصريون دون الالتفات لديانتها
اليهودية وقتها، حتى بعد إشهار إسلامها لم يتغير فى الأمر شىء.
وأضاف صابر أنه قصد رصد الفترة التاريخية التى كانت تعيشها مصر
سياسيًا واقتصاديًا ودينيًا من خلال قصة حياتها حيث استعرض الأحداث المصرية
منذ ثورة 1919 وحتى عام 1956، بالإضافة إلى تطرقه لفكرة تهجير اليهود من
مصر ودعم بعضهم لدولة إسرائيل والتى كانت ليلى رافضة لها تمامًا.
وقد اكتفى بالفترة الفنية فقط من حياة المطربة الراحلة وذلك لعدم وجود
أى مواد درامية ذات أهمية بعد إعلانها قرار اعتزال الفن خاصة وأن هذه
الفترة فى حياتها تتميز بالخصوصية بعض الشىء ولا يهم الجمهور الكثير للتعرف
عليها.
كما قال صابر إن تجربة هذا المسلسل كانت ثرية ومتعبة فى نفس الوقت حيث
إنه أصر على جمع كل المعلومات التى ذكرت أو كتبت حول الفنانة الراحلة خاصة
الموثق منها حيث إنه ابتعد عن الشائعات التى أثيرت حولها فنيا أو إنسانيا
لعدم رغبته فى الإساءة لها.
ومن المواقف الإنسانية التى كانت فى حياتها علاقتها بوالدتها وبوالدها
الفنان الراحل زكى مراد وقصة كفاحها حيث تركت التعليم فى سن الـ12 لتتولى
شئون المنزل بدلا من والدتها واضطرابات علاقتها بزوجها الفنان أنور وجدى
والتى جرحتها كثيرًا خاصة بعد خيانته لها.
وقد نفى صابر إهمال الإعلام والفن فى تخليد ذكرى ليلى مراد خاصة أنها
كفنانة لا يمكن أن تموت أو يتم إخفاء حب جماهيرها لصوتها قائلا إن الفن
كمجال يخلد نجومه لأنهم يعيشون دومًا بصوتهم وصورتهم، وذلك لا يعنى أن هناك
إهمالاً نحو ليلى مراد على العكس ففى كل ذكرى يتم إحياؤها فى الإذاعة
المصرية وفى الموسيقى العربية تتوجد بها ليلى مراد بأغانيها.
وعن عدم مشاركة ورثة الفنانة الراحلة بالاحتفاء بذكراها خلال المسلسل
قال صابر: كان جميع ورثتها معترضين وقاموا برفع 3 دعاوى قضائية على وعلى
المخرج زهير رجب وقد خسروها جميعًا حيث وجد القصاء أنه لا يمكن منع عمل فنى
وإبداعى طالما لا يسىء للشخصية التى يتحدث عنها».
النقاد:
«استعراض» أنور وجدى خلد أفلامها الغنائية
اجمع النقاد على أن الأفلام الاستعراضية التى قدمتها الفنانة ليلى
مراد كانت وراء تخليد رصيدها الغنائى لدى الجمهور وجعل اغانيها تعيش معنا
رغم مرور عشرات السنين فى ظل عدم وجود حفلات مسجلة لها إلا نادراً.
يقول الناقد رفيق الصبان: استطاعت ليلى مراد أن توازن بين كونها ممثلة
ومطربة فى نفس الوقت حيث قدمت توليفة متنوعة خلال مشوارها السينمائى مابين
أفلام استعراضية مثل «عنبر» و«قلبى دليلى» وسلسلة أفلام ليلى التى حملت
اسمها وأفلام درامية مأخوذة عن أعمال عالمية وأبرزهم فيلم «ليلى» المأخوذ
عن رواية «غادة الكاميليا» وهذا التنوع جاء بسبب وجود مراحل فى حياة ليلى
مراد السينمائية التى بدأت مع محمد كريم ثم مزراحى ثم أنور وجدى إلى أن
وصلت مرحلة الاعتزال سنة 1955 وأشار الصبان إلى أن أهم مراحلها الفنية على
الإطلاق كانت مع أنور وجدى الذى قدم الجانب الاستعراضى مع ليلى مراد حيث
كانت تظهر فقط فى الأفلام السابقة لهذه المرحلة كمطربة فقط لكن وجدى اظهرها
فى الاطار الاستعراض القائم على الغناء والرقص. واضاف الصبان مؤكدا أن
الشائعة التى أطلقها أنور وجدى عقب طلاقهما بأنها تتبرع بأموالها لإسرائيل
كانت لها أثر سيئ على توزيع افلامها فى الخارج لدرجة أن سوريا ولبنان منعت
عرض أعمالها هناك سواء أغان أو أفلام خاصة أن الشائعة كانت تقول أنها تبرعت
بجزء من أموالها لإسرائيل والشعب العربى عاطفى بطبعه وصدق هذه الشائعة التى
دفعت ثمنها فى النهاية أنور وجدى لأنه خسر ماديا بسبب عدم توزيع افلامه مع
ليلى مراد خارجيا وندم عليها.
ويتفق مع الرأى السابق الناقد طارق الشناوى وقال: ليلى مراد لم تكن
فقط ممثلة عبقرية لكنها ادخلت الأغانى التى تكون لها قصة من خلال
البورتريهات التى جمعتها مع محمد فوزى مثل «شحات الغرام» الذى اصرت طفرة.
كما أن افلامها السينمائية خلدت أغانيها لأنها بطبعها خجولة وتخشى مواجهة
الجمهور فى الحفلات لذلك كانت السينما هى الملجأ الوحيد لها لتخرج طاقتها
الفنية وأكد الشناوى على أن ديانتها كيهودية فى بداية حياتها لم تمثل أى
عائق أو حائل بينها وبين الجمهور وأن حب الناس لها لم يتغير أو يزيد حتى
بعد اشهار اسلامها عام 1947.
وكشف الشناوى عن رغبة ليلى مراد فى العودة للفن فى مرحلة الستينيات
بعد اعتزالها بـ 8 سنوات وكان من المفترض أن يسمح لها مؤسسة السينما فيلم
لكن لم يكتمل واكتفت بتسجيل اغان للاذاعة حتى آخر ايامها فى فترة. واضاف
الشناوى أن سبب اعتزال ليلى مراد للفن هو زيادة وزنها وهذا جعلها تأخذ قرار
الاعتزال حتى تظل جميلة فى عيون الناس وذاكرتهم.
الحياة الحب
انتاج عام 1954 وشاركها البطولة يحيى شاهين ومحمود المليجى ومارى منيب
واخراج سيف الدولة شوكت.
شادية الوادى
انتاج مارس 1947 واخراج وبطولة يوسف وهبى بالاضافة إلى حسن فايق وعبد
السلام النابلسى.
غزل البنات
انتاج عام 1949 وكان أول مشاركة لها أمام الفنان نجيب الريحانى والذى
توفى قبل اكمال تصوير الفيلم مما دفع المخرج أنور وجدى إلى اختصار نهاية
الفيلم لتكون بآخر مشهد للفنان الراحل.
ليلى بنت الريف
انتج فى عام 1941 وكان أول الأفلام التى يشاركها فيها الفنان الراحل
أنور وجدى ولكن كان فى دور ثانوى، واسندت البطولة الرجالية للفنان يوسف
وهبى.
حلمى بكر:
صوتها يبقى بالأذن بعد انتهاء غنائها
كشف الموسيقار الكبير حلمى بكر عن أنه يمتلك تسجيلاً خاصًا للمطربة
الراحلة «ليلى مراد» وذلك من خلال أغنية «متهجرنيش» وقامت بتسجيل هذه
الأغنية بعد أن اعتزلت الغناء وذلك بعد أن قام الموسيقار كمال الطويل
والموسيقار حلمى بكر باقناعها أن تأتى للاستديو لسماع صوت حلمى بكر ولكن
عندما ذهبت إلى الاستديو طلب منها الموسيقار كمال الطويل أن تضع صوتها على
الأغنية وذلك عام 1961 ومازلت احتفظ حتى الآن بهذا التسجيل.. وعن موهبتها
قال بكر إن ليلى مراد موهبة لن تتكرر وذلك لأنها تتمتع «بجرس رنان» أى
عندما ينتهى المستمع من سماع الأغنية يجد صوتها فى أذنه وهى كانت آخر مطربة
تتمتع بهذا الجرس بعد «أم كلثوم» و«أسمهان» وأضاف بكر أن السينما كان لها
دور كبير فى حياة ليلى مراد حيث كانت قليلة الظهور فى الحفلات ولم يتبق من
تسجيلاتها الكثير ولكن السينما حافظت على أعمالها من الانقراض.. وعن تأثير
ديناتها على الفن أكد بكر أن ليلى مراد أسلمت ولها عدة صور مع شيخ الأزهر
وقتها وهى ترتدى الحجاب وبيدها المصحف الشريف وأيضا غنائها فى فيلم ليلى
بنت الأكابر أغنية «يا ريحين للنبى الغالى» حيث أتذكر أننى بكيت عندما سمعت
هذه الأغنية من كثرة تأثرها بالكلام الذى بين فيه حبها للنبى محمد صلى الله
عليه وسلم وحبها للإسلام ولكن يوجد من يريد تشويه بعض الفنانين ولكننى أوجه
له رسالة وأقول له «ارجع للتاريخ ولا تزور فيه».
الأوبرا تحتفل بميلاد «ليلى مراد»
على الرغم من اعتراف د. إيناس عبدالدايم رئيسة دار الأوبرا بوجود
تقصير فى السنوات الماضية نحو عدد من الفنانين ومنهم الفنانة ليلى مراد،
إلا أنها أكدت أن سياسة الأوبرا الجديدة تضع العمالقة فى المقام الأول.
وأوضحت على أنها وضعت فى خريطة الأوبرا عدة حفلات سوف تقام لإحياء
ذكرى ميلاد الفنانة الراحلة ليلى مراد ستحمل أشهر اغانيها ومنها «قلبى
دليلى» و«يا حبيب الروح» و«ليه خلتنى احبك».
محمد سلطان:
أول مطربة تحقق نجاحًا سينمائيًا فى مصر
أكد الموسيقار محمد سلطان أن الفنانة ليلى مراد كانت المطربة الأولى
فى مصر التى اثبتت نجاحًا كبيرًا فى الغناء وفى التمثيل حيث استطاعت أن
تقوم ببطولة العديد من الأفلام وتحمل هذه الأفلام أسمها مثل «ليلى بنت
الأكابر» و«ليلى بنت الفقراء» وغيرها واستطاعت أن تنافس كبار نجوم السينما
فى هذا التوقيت الذى كان يستحوذ فيه النجوم الرجال للبطولات السينمائية
وأضاف سلطان أيضا أن ليلى مراد كانت تتمتع بصوت مغلف بالأحساس المرهف
والشياكة فى الأداء موضحا أنها كانت تنشئ بينها وبين أعمالها حبًا شديدًا
وكان يظهر هذا من خلال صوتها الذى كان يحمل الكثير من المشاعر.
وأنهى سلطان حديثه قائلا إن ليلى مراد موهبة من النادر تواجدها مرة
أخرى لما يحمله صوتها من أبعاد صوتية مميزة وقوة حنجرة كبيرة.
روز اليوسف اليومية في
15/02/2013 |