حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

إلهام شاهين:

لا أحد يستطيع فرض رقابة علي الفـن 

أجري الحوار‏:‏ أحمد سعد الدين

 

النجمة إلهام شاهين تعد واحدة من الفنانات اللاتي يتمتعن بشخصية قوية استمدتها من تجاربها التمثيلية عبر رحلة طويلة في السينما والمسرح والدراما‏ وهو ما جعلها تستطيع أن تواجه كل الصعوبات التي تعترض طريقها كما حدث مؤخرا مع أحد شيوخ الفضائيات في قضية حكم فيها لصالحها بعد أن أثير حولها الجدل طويلا. خلال هذا الأسبوع تم اختيارها لتمثل مصركعضوة في لجنة تحكيم مهرجان' مونس البلجيكي لأفلام الحب', وعن سبب اختيارها وجديدها الفني كان هذا الحوار.

·        كيف جاء اختيارك لعضوية لجنة تحكيم هذا المهرجان البلجيكي ؟

شاركت من قبل في لجان تحكيم لأكثر من مهرجان سواء في منطقة المغرب العربي أو في منطقة الخليج, وبالتالي يبدو من الطبيعي اختياري كعضو في لجنة تحكيم أي مهرجان, وعندما اتصلت بي إدارة مهرجان' مونس البلجيكي' لدعوتي للمشاركة في لجان التحكيم أبديت سعادتي الشديدة خاصة أن أسماء مصرية لها تاريخ شاركت من قبل في تحكيم هذا المهرجان مثل' يسري نصر الله و خالد أبو النجا ومريان خوري' وغيرهم من النجوم العرب, ولفت نظري أن هذا المهرجان يشترط أن تحتوي الأفلام المشاركة علي قصة حب حتي ولو كانت النهاية غير سعيدة, وهو ماشجعني علي خوض التجربة.

·        هل النجومية وحدها تكفي لعضوية لجان التحكيم أم أن هناك مواصفات أخري ؟

النجومية وحدها لا تكفي لأن العلم يفتح مجالات أخري أكثر دقه, وأنا في الأصل تخرجت في معهد الفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج, وهذا يعني أنني درست السيناريو وحركة الممثل وكذلك النقد الفني, بالإضافة للخبرة الكبيرة التي اكتسبتها من خلال الممارسة العملية, كل ذلك يؤهلني أن أكون عضوة لجنة تحكيم دولية وأستطيع الحكم علي العمل الفني من كافة جوانبه.

·        هل يختلف التعامل مع أفلام أوروبية عن التعامل مع أفلام عربية ؟

عضو لجنة التحكيم لابد أن يضع أهواءه جانبا ويتصرف بحيادية سواء كانت الأفلام عربية أم أجنبية, لأن مواصفات الفيلم في النهاية واحدة علي مستوي العالم, والتميز الفني يبدو واضحا في كل مكان, ولا تنسي أن الأفلام المشاركة في المهرجانات تكون بالأساس متميزة بصفة عامة, مما يضع لجنة التحكيم في مفاضلة بين الجيد جدا والممتاز, وفي بعض الأحيان نجد أفلاما جيدة لكنها شديدة الخصوصية بثقافة بلد معين مثلما يحدث في الأفلام الهندية علي سبيل المثال, هنا ننظر للعناصر الأساسية وكيفية معالجتها داخل الفيلم وهل استطاع صناع الفيلم توصيل رسالتهم بشكل جيد للجمهور أم لا؟ وهذا ما حدث معي في فيلم' واحد صفر' الذي فاز بـ50 جائزة آخرها جائزة لجنة التحكيم من مهرجان' تترستان' وقالت اللجنة إن العمل يناقش مسألة شديدة الخصوصية لكنها وصلت إلي جميع المشاهدين الذين حضروا الفيلم.

·        أنت متهمه باختيارأعمال تبرز دور المرأة علي حساب قضايا الرجل في المجتمع الشرقي ؟

لاشك أنني فنانة متمردة واختياري لأعمالي يأتي بحسابات غاية في الصعوبة, فلا أحب أن أكرر أدواري وفي نفس الوقت لابد أن أقدم شخصية صاحبة قضية معينة تهم المجتمع الذي نعيش فيه, وهذة القضية أدخل في تفاصيلها من البداية للنهاية حتي أتعرف علي جميع جوانبها وأحرص دائما علي ألا تظهر الشخصية في صورة الملائكة لأننا بشر نصيب ونخطيء وأعتقد أن من شاهد أعمالي الأخيرة سيجد نماذج مختلفة مثل شخصية العانس في مسلسل' نعم مازلت آنسة' والمرأة الغيور في' قصة الأمس' وفي مسلسل معالي الوزيرة قدمت نموذجا موجودا في الواقع من لحم ودم ولم يأت من السماء وطرحنا تساؤلا مهم: هو كيف وصل الناس إلي هذه الدرجة وما أسباب الفساد وكيفية إيجاد حلول له ؟ أما من يري أن الشخصية النسائية تطغي علي شخصية الرجل فهذا كلام غير صحيح لأن ظهور الشخصية النسائية مرتبط بشخصيات أخري ذكورية حتي يظهر الصراع الدرامي بينهم في إطار درامي بينهم في إطار درامي لايمكن أن يعتمد علي شخصية واحدة فقط.

·        هل الدراما التليفزيونية إستطاعت أن تعبر عن ثورة25 يناير ؟

الدراما حتي الآن تتعامل مع الثورة بشكل خاطيء, بمعني أنها تقدم بعض الأسباب التي أدت إلي قيام الثورة, لكن بطريقة تقليدية تصلح لكل العصور, فهذه الأسباب موجودة منذ سنوات طويلة وتتعرض لها الأعمال الدرامية علي أنها فساد لابد أن يتم إصلاحه, أما الحقيقة الموجودة علي الأرض الآن هي أن هناك مجموعة من الشباب انكسر بداخلهم الحلم فقاموا بثورة للحفاظ علي مستقبلهم, في نفس الوقت الذي يقف فصيل آخر يريد إبعاد هؤلاء الشباب عن المشهد كي يستولي علي كل شيء ومع ذلك لا يمتلك رؤية للمستقبل, من هنا ينشأ صراع درامي بشكل مختلف بين هاتين القوتين, وهذه النقطة ينبغي أن تناقش دراميا بشكل مستفيض حتي نستطيع عرض المشكلة بكل جوانبها للمشاهدين ونترك لهم الحكم في النهاية, أما ما يحدث حاليا هو القرب من أطراف المشكلة وليس الغوص في أسبابها الرئيسية.

·        بعيدا عن الدراما قليلا: لماذا رفضت الصلح الذي وجهه لك خصمك في القضية؟

أنا تعرضت لهجوم غير مسبوق خلال العام الماضي من أناس لا أعرفهم وليس بيني وبينهم أي تعامل, لكن ما حدث كان أكبر بكثير من مجرد السب والقذف و'المسلم الحق هو من سلم الناس من لسانة ويده' والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم قال' إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق', لذلك لجأت للقضاء الذي أنصفني وكان كلامي مع الجميع في حدود الأدب والالتزام بالأخلاق, وعندما حكمت محكمة أول درجة لصالحي فوجئت بدعوة للصلح من الذين تعرضوا لي فقلت لنفسي إن الإنسان الذي يتنازل عن كرامته يستطيع أن يتنازل عن كل شيء, ولماذا فكر هؤلاء في الصلح بعد الحكم وليس قبله إن كان جادا فعلا؟, وفي نفس الوقت أشعر أنني حملت قضية علي كتفي وهي الدفاع عن كرامة الفن والفنانين في مجتمع أصبح مختلفا عما كان عليه من قبل, وقد وجدت العديد من الزملاء والزميلات يقفون بجواري ويشجعونني, لذلك سوف أكمل الطريق للنهاية, فهناك قضية' سب وقذف حكم فيها بالسجن لمدة عام وغرامة20 ألف جنيه, وقضية ثانية علي القناة التي أذاعت, وكان الحكم بمنع عبدالله بدر ومقدم البرنامج من الظهور علي الشاشة لمدة شهر, وقضية خاصة خاصة بتزوير الصورة حيث تم تركيب وجهي علي جسد إمرأة عارية, ورابعة حول إنتحال صفة دكتور في الأزهر رغم نفي الأزهر ذلك.

·        نعود للفن كيف تنظرين لحرية الإبداع في الفترة القادمة ؟

الفن مرآة للواقع وهو انعكاس حقيقي لما يحدث في المجتمع, والجو الذي نعيشه الآن لا ينتج أي إبداع, فلايوجد أمن والاقتصاد في حالة يرثي لها, وهناك إنعدام في الرؤيه بالنسبة للمستقبل فضلا عن شعور عند الشباب بأنهم مهزومون من الداخل, كل ذلك لا يساعد علي الإبداع, لكن في نفس الوقت ستكون هناك بعض الأعمال القليله التي تستطيع مناقشة المرحلة الراهنة بتبعاتها بشكل مختلف كما حدث في مسلسلات' المواطن إكس' و'طرف تالت' وغيرهما, أما لو كان سؤالك يتعلق بموضوع الرقابة علي الأعمال الفنية فأعتقد أن الفنانين جميعا لن يسمحوا لأحد بالعبث في حرية الإبداع وفرض رقابة عليهم.

·        وسط هذا الجو المشحون هل نحن في حاجة لأفلام رومانسية أم أفلام كوميدية أم إجتماعية ؟

أعلم أن الناس قد ضجوا بما يشاهدونه يوميا علي الشاشة من خلافات ومشاحنات وغيره مما يدعو لحالة من الغثيان, لكن السينما تختلف عن كل ذلك لأنها تبحث عن الموضوع الجاد الذي يناقش تفاصيل الحياة اليومية للشعب, والجمهور مقسم لفئات كثيرة لذلك لابد من وجود جميع الأنواع' الكوميدي والرومانسي والإجتماعي والبوليسي' حتي يجد كل فرد ما يحبه فيقبل علي صالات العرض السينمائي.

·        ما الجديد في الفترة القادمة ؟

أحضر لمسلسل جديد بعنوان' دموع إيزيس' تأليف فتحي دياب, ومسلسل آخر بعنوان' أمنا الغولة' لكن حتي الآن لم يكتمل, وبالنسبه للسينما لدي مشروعان مؤجلان لعدم استطاعتنا التصوير في الشوارع حاليا بسبب الأحداث الحالية, وهما للمخرجين' محمد أبو سيف وكاملة أبو ذكري' وهما بعنوان' هز وسط البلد' و'يوم للستات', بالإضافة لمشروع آخر لم يكتمل السيناريو الخاص به مع المخرجة' هالة خليل'.

الأهرام اليومي في

07/02/2013

شادية أم الصابرين وأقـوي من الزمن 

ملف من إعداد‏:‏ أحمد السماحي 

أحبت شادية مصر بغير حدود‏,‏ ووهبت لها صوتها من خلال‏08‏ أغنية وطنية تغنت بها في كل المناسبات الوطنية التي مرت ببلدها مصر‏,‏ وجعلت من الغناء الوطني عشقا له مذاق مختلف‏,‏ وأصبح الوطن في غنائها هو المحبوب الذي تعشقه بكل جوارحها وأحاسيسها, فمنحها الوطن حبه علي بياض وبلا تحفظات,عرفانا بالجميل وتقديرا لعواطف متراكمة بينهما, لهذا لم يكن مستغربا أن تتوجها الجماهير أخيرا مطربة لثورة52 يناير, حيث ظلت أغانيها الوطنية حاضرة في قلب الميادين علي مدار العامين الماضيين وتعاد عشرات المرات في اليوم الواحد, منها أغنيتيا' يا حبيبتي يا مصر', و' يا أم الصابرين' التي أذيعت آلاف المرات, فلم يجد المصريون أشجي ولا أعذب ولا أجمل ولا أصدق من صوت شادية ليعبرعن ثورتهم.

شادية وعلي مدي مشوارها مع الغناء الوطني لم تغن لزعيم أو رئيس بعينه بل كان غناؤها منصبا في حب الوطن ذاته, لهذا كان فنها وغناءها الوطني' أقوي من الزمن' وعاش واستمر حتي وصل للجيل الجديد الذي تغني بروائعها الوطنية خلال العامين الماضيين في الميادين والشوارع والحارات وأكثر رائعتها' يا حبيبتي يا مصر' التي قدمتها مع العبقري بليغ حمدي والشاعر محمد حمزه, والتي أصبحت الأغنية الوطنية الأشهر والأقرب لوجدان الجماهير المصرية منذ قرابة ثلاثين عاما, والسبب الآخر في استمرار فنها أنها استطاعت أن تعبر عن مشاعر الجماهير علي امتداد أكثر من جيل, لأنها أدركت بحكم ثقافتها وموهوبتها أن الفنان الناجح الصادق صاحب الجماهيرية الكبيرة يتحول بعد فترة من الزمن إلي نموذج وإلي رمز, رمز لكل ما هو جميل وباق ومحبوب ومستمر في بلده.

بشرة خير

بدأت شخصية شادية تحمل هذه البذور الوطنية مع أولي خطوات مشوارها الفني وبالتحديد قي شهر ديسمبر عام1952 أي بعد حوالي ستة أشهر من اندلاع ثورة يوليو1952, عندما اقترح الراحل وجيه أباظة الذي كان يشغل عند قيام الثورة منصب مدير الشئون العامة للقوات المسلحة' الشئون المعنوية حاليا' فكرة تسيير قطار الرحمة, وكانت فكرة قطار الرحمة تقوم علي تسيير قطارات يحتشد فيها نجوم السينما والفن وتجوب أنحاء مصر من أسوان جنوبا إلي الأسكندرية شمالا, بالإضافة إلي خط القنال وشرق وغرب الدلتا, والهدف منه هو جمع أكبر معونات عينية ومادية من جماهير مصر في مختلف المديريات- قبل أن تصبح محافظات- وتوجيه هذه المعونات إلي اللاجئين الفلسطينيين الذين كانوا مشتتين هنا وهناك في مصر ووالأردن وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان العربية,واشتركت شادية مع زملائها في هذا المشروع القومي, وأثناء ذلك بدأ وعي الفتاة الصغيرة' مواليد8 فبراير1934'- ذات الـ18 ربيعا آنذاك- يتفتح علي التحول الذي يمر به المجتمع المصري, هذا التحول الذي صنعته ثورة يوليو, من هنا كان تعبير شادية عن هذا الاتجاه في أفلام بسيطة مزجت المشاعر الوطنية العامة بالمشاعر العفوية الشعبية, وقدمت مجموعة من الأفلام التي تأثرت بقيام ثورة1952, منها' بشرة خير'الذي قدمت فيه أول نشيد وطني في مشوارها بعنوان' النيل' من تأليف جليل البنداري وألحان حسن أبوزيد,والذي يقول مطلعه' يا جاي من السودان لحد عندنا/ بالتمر من أسوان والقلة من قنا/ يا نعمة من السودان بعتها ربنا/ ومن عمر الزمان وأنت بقلبنا', وفي نفس الفيلم قدمت أوبريت' مصر والسودان' أيضا من تأليف السيد زيادة وألحان حسن أبوزيد, وجسدت فيه شخصية مصر وقامت ثريا حلمي بأداء شخصية السودان, وفي فيلم' أنا وحبيبي' الذي عرض عام1953 قدمت نشيد عن ثورة23 يوليو من تأليف كمال منصور وألحان منير مراد يقول' يا مصر قومي وانهضي/ نور أرضك نور جديد/ حيي شبابك وأسعدي/ اليوم ده نصر اليوم ده عيد/ يوم انتصارنا علي العدا/ راح الظلام والنور بدا/ هنعيش كرام في أرضنا ونبني عزة مجدنا' وفي نفس العام قدمت فيلم' حظك هذا الأسبوع' وقدمت بالاشتراك مع إسماعيل ياسين أوبريت' مصر بين عهدين' كلمات أبوالسعود الأبياري وألحان علي فراج, وقدمت فيه شخصية مصر لثاني مرة, وفي هذا الأوبريت ظهر الرئيس السابق حسني مبارك' كومبارس' لأول مرة علي شاشة السينما, وبعد ثلاث سنوات وبالتحديد عام1956 ظهر أيضا معها في فيلم آخر بعنوان' وداع في الفجر'.

حق المرأة

وفي عام1956 وعندما اعترفت ثورة يوليو للمرأة بحقها السياسي في الانتخاب والترشح للبرلمان, والحصول علي حقوقها السياسية مثل الرجل تماما قدمت أغنية' يا بنت بلدي زعيمنا قال قومي وجاهدي ويا الرجال' من تأليف حيرم الغمراوي, وألحان محمود الشريف, وهي تعد أول أغنية وطنية لها بعيدا عن الأفلام,كما قدمت أيضا أغنية خفيفة بعنوان' يا بنت خالي يا وحشاني يا سكنة في البر التاني'.وفي نفس العام تواجه مصر عدوانا غاشما علي بورسعيد ليصب ناره علي مصر الآمنة جاعلا من بورسعيد ميدانا لهجومه, فانطلقت الأغاني الوطنية كقذائف المدافع لتقلق المغيرين وتجمع صفوف المقاتلين وتحرض المجاهدين وتحرك شعب بورسعيد ومعه شعب مصر كله لرد العدوان الثلاثي, وأنبرت الأغنية الوطنية لتأخذ مكانها في ميدان المعركة بجانب السلاح, تحارب الغدر والخيانة وتفجرت براكين ثائرة وهي تدمدم في معارك النضال بأنغامها المقدسة, وتشيد بشعب بورسعيد من هذه الأغاني كانت رائعة شادية التي مازالت تتردد حتي اليوم وأذيعت وعرضت كثيرا في الأيام الماضية' أمانة عليك يا مسافر بورسعيد' كلمات إسماعيل الحبروك وألحان محمد الموجي, والطريف أن الشباب البورسعيدي اتخذ منذ أيام هذه الأغنية' أيقونة' لرفض حظر التجوال, وكلما خرجت مسيرات في بورسعيد تجد الشباب بمكبرات الصوت يرددونها كنشيد يتحدون به حظر التجوال, فقد زاد عدد مشاهدي ومستمعي هذه الاغنية علي موقع اليوتيوب.

جلاء الإنجليز

في18 يونيو1956, يخرج آخر جندي إنجليزي عن الأراضي المصرية ويرفع الرئيس جمال عبدالناصر العلم المصري علي مبني البحرية في بورسعيد- آخر مكان تم إخلاء القوات الانجليزية منه في منطقة القناة- وبهذه المناسبة وفي عيد الجلاء الأول في يونيو1957 وضع الموسيقار محمد عبدالوهاب أول نشيد وطني جماعي بعنوان' قولوا لمصر تغني معايا في عيد تحريرها' كلمات أحمد شفيق كامل,ووقع اختياره علي شادية لتغني بجواره مع سعد عبدالوهاب, عبدالعزيز محمود, عبدالغني السيد, محمد عبدلمطلب, فايدة كامل,وبعد نجاح هذا النشيد كانت شادية هي تميمة الحظ للموسيقار محمد عبدالوهاب في كل أناشيده الوطنية حيث أشتركت في كل الأناشيد التي قدمها مع مجموعة من المطربين مثل عبدالحليم حافظ ونجاة وفايزة أحمد, فغنت في' الجيل الصاعد',' صوت الجماهير',' وطني حبيبي الوطن الأكبر'.

إعلان الوحدة

وفي22 فبراير1958 أعلنت الوحدة بين مصر وسوريا بتوقيع ميثاق الجمهورية العربية المتحدة من قبل الرئيسين السوري شكري القوتلي والمصري جمال عبد الناصر, فتغني صوت مصر' أحنا وياك ياريس/ فهمنا الوحدة كويس/ هنبنيها ونحميها'.

السد العالي

وتمضي أيام الجهاد والوطنية وفي عام1960 يبدأ بناء السد وتقدم رائعتها' بلد السد' كلمات حسين السيد,ألحان منير مراد, وتشارك الأغنية في معركة ضارية تحدي فيها الشعب القوي الغاشمة التي رفضت تمويل السد, وتردد شادية مع الجماهير من كلمات فتحي قوره وألحان منير مراد' ضربة معلم تسلم أيده/ وربنا يقويه ويزيده/ عرف صحيح إزاي يضربها/ والمعركة إمتي وفين يكسبها/ له شعب بيحبه وبيريده الله يزيده',كما تغني معها أيضا من ألحان الموجي أغنية' بسبس نو', و' أيامنا الحلوة جاية', و'ياولاد حارتنا'.

أعياد الثورة

بعد أن أصبح يوم23 يوليو عيدا تنتظره مصر كلها ويتباري فيه المطربون بتقديم أفضل ما لديهم من أغان وطنية, تحدث مشادة كلامية بين أم كلثوم وعبدالحليم حافظ في إحدي احتفالات عيد الثورة, وتغضب أم كلثوم وتقرر عدم مشاركة عبدالحليم حافظ في أي حفل من حفلاتها الوطنية, فيأخذ الاحتفال بعيد الثورة خطين متوازيين يتمثل الأول في حفل تحييه أم كلثوم بمفردها ويحضره عبدالناصر, و الثاني حفل يحييه عبدالحليم حافظ مع شادية ومجموعة من الأصوات مثل نجاة وفايزة أحمد ومحرم فؤاد وغيرهم ويحضره عبدالناصر أيضا, وتشارك شادية في كل احتفالات أعياد الثورة, وفي كل عام كانت تقدم أغنية جديدة تتحدث عن إنجازات وأحلام الثورة, وأحلام عبد الناصر في قيام الوحدة العربية من خلال تحديد خصال الشخصية العربية والطابع القومي من هذه الأغنيات' يا وابور يا مولع' كلمات فتحي قورة وألحان محمد الموجي, و' واحد+ واحد' كلمات حسين السيد وألحان بليغ حمدي,' عربي في كلامه' من كلمات مأمون الشناوي,ألحان منير مراد,' الله أكبر' كلمات صالح جودت ألحان رياض السنباطي,' يا لولي' كلمات مرسي جميل عزيز,'يا بلد الأحرار'كلمات فتحي قورة والأغنيتان من ألحان محمد الموجي,' شجرة الحرية'.

النكسة

عام1967 وقبل النكسة بشهور قليلة أغلق جمال عبدالناصر' مضيق تيران' المنفذ الوحيد لإسرائيل في البحر الأحمر, ومنع الوصلة الحرة إلي ميناء إيلات, فغنت ابنة مصر شادية' عدينا يا معداوي/ ما كفاية الوقفة سنين/ وصبرنا يا ريس ياما/ وطول بينا الحنين/ ده كلمة واحدة منك/ ونعدي لفلسطين/ الله أكبر هنعدي بالملايين',وتثور إسرائيل بعد غلق مضيق تيران وتعلن الحرب علي مصر, وتحدث النكسة وتهزم مصر, ويودع صوت شادية الشقاوة والدلع و تغني بعيون دامعة وبصوت ملئ بالحزن من ألحان بليغ حمدي'بلدي يا بلدي يا حبة عيني يا بلدي/ يا أبويا وأمي وولدي/ يا عزيز عيني وعيني بتحرس بلدي',وتغني أيضا من كلمات مجدي نجيب وألحان عز الدين حسني أغنية عن الشهداء يقول مطلعها' النسمة رايحة تحكي وراجعة تاني تحكي/ عن أسمر حب سمرة/ وسافر يشترللها فستان بلون القمرة/ وعقد لون عيونها/ من يومها راح ماجاش', والطريف أن إسرائيل بعد النكسة قدمت أغنيتها العاطفية' قولوا لعين الشمس',بشكل مختلف حيث قام بغنائها أحد الأصوات النسائية المشابهة تماما لصوت شادية وباللحن نفسه مع تغيير بعض الكلمات التي تعبر عن هزيمة عساكرنا فأصبحت: قولوا لعين الشمس ما تحماشي/ لأحسن الجيش المصري صابح ماشي'.

حرب الاستنزاف

كانت شادية خلال سنوات حرب الاستنزاف الأكثر غزارة في تقديم الأغنيات الوطنية فغنت للوطن الموجوع علي فراش المعاناة والألم من كلمات مجدي نجيب وألحان محمد الموجي' كلنا عرب كلنا إصرار/ في دمنا إصرارعشان الضلمة ما تعشيي/ عشان الضحكة ما تموتشي/ عشان الفرحة ما تغيبشي/, عشان نحمي النهار من أعداء النهار',وغنت لنفس الشاعر ومن ألحان منير مراد' يا طريقنا يا طريق/ يا طريقنا خليك صديق/ نور لنا الليالي خلي الضحكة تلالي/ إمسح لنا دموعنا,دا الحزن مش طريقنا/ لو نتعب مش حكاية دا الحزن مش نهاية',كما غنت رائعتها التي تغني حتي اليوم' يا حبيبتي يا مصر'كلمات محمد حمزه وألحان بليغ حمدي, وغنت رائعة آخري لنفس الملحن ومن كلمات عبدالرحيم منصور, وتتردد أيضا' يا أم الصابرين/ ع الألم عدينا/ يا مصر يا أمنا/ يا أرضنا/ يا حبنا يا عشقنا'.

بحر البقر

وفي8 أبريل عام1970 واستكمالا لسلسلة المجازر التي ارتكبتها إسرائيل آنذاك حيث قامت القوات الجوية الإسرائيلية بقصف المدرسة الابتدائية المشتركة في قرية' بحر البقر' مركز الحسينية محافظة الشرقية, والتي أدت إلي مقتل30 طفلا وأصابة50, وتصرخ شادية بصوتها المتوهج الغاضب برائعة آخري من روائعها الوطنية ملحمة صلاح جاهين وسيد مكاوي' الدرس انتهي لموا الكراريس'.

وفاة عبدالناصر

رحل الزعيم جمال عبدالناصر في28 سبتمبر1970 فرثته بواحدة من أجمل الأغنيات الوطنية والتي حملت عنوان' أغلي شعاع' كتب كلماتها الشاعر الكبير محمود حسن إسماعيل ولحنها الموسيقار رياض السنباطي, وقد تفوقت شادية علي نفسها وهي تشدو بهذه القصيدة وقد كان قمة الأداء الطربي واللحني في الكوبليه الأخير الذي تقول فيه:' فهو لليل مازال مازال يعطي الشروق/ وهو للركب مازال مازال يهدي الطريق/ وهو في وجه يرد الكرامة للصاغرين/ وهو في أرض لهيب ونار علي الغاصبين/ فلنسر في خطاه فهو فينا حياة الحياة', ولم تكتف بهذه القصيدة فبعد حوالي ثلاثة أشهر من وفاة عبدالناصر,وتحديدا في15 يناير في مناسبة انتهاء بناء السد العالي رسميا غنت من كلمات الشاعر محمد حمزه وألحان بليغ حمدي أغنيتها النادرة التي لا تذاع' غالية يا بلادي' التي يقول مطلعها:غالية ولا يغلي عليك غالي/ غالية يا بلادي/ غالية ويرخصلك الغالي/ لو حتي ولادي'.

حرب أكتوبر

بعد ست سنوات من الانتظار والمرارة والحزن, وبهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري علي القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في سيناء وهضبة الجولان يحقق الجيش المصري انتصارا ساحقا علي إسرائيل, ويعم الفرح الشارع المصري والعربي, وبعد سنوات من الحزن تعود الفرحة لصوت شادية بألحان بليغ حمدي فتغرد قائلة' عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة',والتي استلهم شاعرها عبدالرحيم منصور كلاماتها من عنوان مقال للكاتب توفيق الحكيم بعنوان'عبرنا الهزيمة', وغنت بفرحة وسعادة وبهجة وخفة دم من كلمات نبيلة قنديل وألحان علي إسماعيل' راحا فين يا عروس يا أم توب أخضر'.

عودة الملاحة

الرئيس محمد أنور السادات يقرر عام1975 أن يجعل يوم5 يونيو يوما للنصر, بعد أن كان ذكري للهزيمة, فيعيد بعد8 سنوات افتتاح قناة السويس في5 يونيو1975, وتغني شادية رائعة الموسيقارخالد الأمير وصلاح فايز' يا بلادنا يا حياتنا', ولنفس الملحن تغني' البحر الأبيض والبحر الأحمر', كما تغني رائعة محمد علي سليمان والشاعر الكبير مصطفي الضمراني' بكتب جوابي من السويس/ عشان حبيبي في العريش'.

أقوي من الزمن

ولم يقتصر غناء شادية الوطني علي المناسبات فالوطن بالنسبة لها الحب والعشق والحياة, ولا يحتاج إلي مناسبة كي تغني له, لهذا ما أن عرض عليها الشاعر الكبير مصطفي الضمراني رائعته' أقوي من الزمان' ألحان العبقري عمار الشريعي,حتي سارعت بغنائها,لتكتب بصوتها قصة حب عاطفية نادرة لوطنها مصر,وبعد اغتيال الرئيس الراحل السادات تغني' مصرنعمة ربنا' التي تقول فيها' لو في يوم النور يغيم/ نور إيمانك شمسنا/ لو ضلام الليل يخيم/ صوت أدانك نجمنا'.

مصر اليوم في عيد

تحتفل مصر يوم الخامس والعشرين من إبريل1983 بارتفع العلم المصري فوق سيناء بعد استعادتها كاملة من تحت نيران الاحتلال الإسرائيلي,فتغني رائعتها' مصر اليوم في عيد' كلمات عبدالوهاب محمد وألحان جمال سلامه. وقبل اعتزالها الغناء والفن عام1986 غنت في احتفالات مصر بنصر أكتوبر التي كانت تقام سنويا أكثر من أغنية منها' وحياة رب المداين لزرع رملك جناين',وغنت من كلمات إبراهيم موسي وألحان بليغ حمدي' ادخلوها سالمين', وغنت أيضا'وطني ولا كل الأوطان'. ولا نستطيع في تلك العجالة أن نحصر كل الأغنيات الوطنية التي غنتها العظيمة شادية, لكننا حاولنا أن نختار بعض الأغنيات التي ارتبطت بكل مناسبات مصر, لهذا لم يكن غريبا أن يطلق عليها' صوت مصر', و'بنت مصر',لأنها كانت مهمومة بقضايا وأوجاع بلادها, وتحاول بصوتها التخفيف من وجعه وتطبيب ألمه.

الأهرام اليومي في

07/02/2013

السينمــا‏..‏ صـراع مـن أجــل البقــاء 

كتبت‏:‏ علا الشافعي  

لم ينجح موسم منتصف العام الذي راهن عليه صناع السينما‏-‏ فيما يبدو‏-‏ في تعويض بعض ما خسره المنتجون علي مدار السنتين الماضيتين‏,‏ كما لم ينجح في منح الفرصة للسينما أن تستمر علي الأقل كصناعة ولا تنهار‏,‏ وذلك ما تؤكده ايرادات الأفلام في هذا الموسم كا يبدو جليا أن السينما المصرية لن تعرف الاستقرار بعد طالما أن الشارع المصري لا يهدأ‏.‏

كثير من المنتجين أصبحوا الآن مضرين لتصوير أعمال لا يعرفون مصيرها, ولا كيف سيتم اختيار التوقيت الملائم لعرضها, لذلك فإن وضع السينما المصرية الآن يقع في مربع الصراع من أجل البقاء إلي أن تهدأ الأوضاع ولو قليلا لتعاود نشاطها, وكان الأمل كبيرا من جانب بعض صناع الفن السابع في أن موسم منتصف العام سيعود بمكسب ولو قليلا عليهم جراء طرح العديد من الأفلام المصرية إلي جانب الأفلام الأمريكية, فراهن المنتجون علي النجم أحمد حلمي بفيلمه' علي جثتي' والذي عرض في بداية الموسم ليعوض جزءا من خسارة العام, وبالفعل وبمجرد طرحه شهد إقبالا جماهيريا وتجاوزت إيراداته الـ9 ملايين جنيه, وهو ما شجع المنتج وائل عبدالله علي طرح فيلم' الحفلة' لأحمد عز ومحمد رجب وصادف موعد عرض فيلم عز أن يكون متزامنا مع ذكري25 يناير, وهو السيناريو الذي تكرر مع عز أثناء عرض فيلمه365 يوم سعادة والذي تصادف أيضا توقيت عرضه في25 يناير2011, ورغم بعض التفاؤل الذي شعر به صناع السينما بسبب ما حققته تلك الأفلام من إيرادات في بداية عرضها, إلا أن تصاعد الأحداث في الشارع السياسي المصري وانصراف الجمهور عن متابعة الأفلام الجديدة أو ارتياد دور العرض أدي إلي تراجع الإيرادات بل وتدهورها خصوصا أن العديد من دور العرض قد اضطرت إلي غلق أبوابها وتحديدا بمنطقة وسط البلد والمناطق القريبة من الأحداث والتي تواكبت مع بدء المنافسة الحقيقية لأفلام موسم منتصف العام, خاصة بعد طرح فيلم' الحفلة' بطولة النجم أحمد عز, وجومانا مراد, ومحمد رجب, إخراج أحمد علاء, والذي كان قد حقق بالفعل إيرادات بلغت25 مليون جنيه, والأمر ذاته بالنسبة لفيلم' علي جثتي' بطولة أحمد حلمي وغادة عادل وإخراج محمد بكير, فقد كان في طريقه لتخطي الستة ملايين في الأسبوع الثالث من عرضه.

كما تجاوزت أيضا إيرادات فيلم' حفلة منتصف الليل'بطولة رانيا يوسف وعبير صبري ودرة, إخراج محمود كامل, المليون الأول, بـ500 ألف جنيه من وقت عرضه مطلع العام الجديد, بينما جاء فيلم' سبوبة' بطولة راندا البحيري وأحمد هارون, إخراج بيتر ميمي, في المرتبة الأخيرة في الإيرادات بتحقيقه230 ألف جنيه, من وقت عرضه.

ويقول المنتج والموزع محمد حسن رمزي إن صناعة السينما بهذا الشكل باتت لاحول لها ولا قوة, فهناك أيام يصل فيها مرتادي دور العرض الجماهيري إلي الصفر خصوصا في المناطق القريبة من الأحداث, وعلي رأسها منطقة وسط البلد ومصر الجديدة, وحتي المناطق البعيدة مثل6 أكتوبر تقل فيها نسبة الإقبال نظرا لعدم الشعور بالأمان من قبل جمهور السينما من الشباب والعائلات, والذين أصبح معظمهم يفضلون الجلوس في المنزل نظرا للانفلات الأمني الشديد الذي يشهده الشارع المصري وأوضح أن مستوي الإقبال الجماهيري, كان يسير بمعدلاته الطبيعية خلال الأيام التي سبقت ذكري الثورة المصرية, خصوصا مع انتهاء الفصل الدراسي الأول وبدء توافد الجمهور علي دور العرض, ولكن للأسف عادت الأوضاع للتدهور من جديد.

ومع استمرار تدهور الأوضاع قررت المنتجة إسعاد يونس تأجيل عرض فيلم فبراير الأسود للنجم خالد صالح وتأليف وإخراج محمد أمين حتي لاتتعرض لخسارة فادحة بسبب عدم إقبال الجمهور علي السينمات, وأيضا لطبيعة الموضوع الذي يناقشه الفيلم بتماسه مع الكثير من الأحداث التي تشهدها مصر, ورغم ان' التريللر' الخاص بالفيلم قد عرض علي عدد من الفضائيات إلا أن إسعاد وجدت أن الوقت غير مناسب تماما وأجلت عرض الفيلم إلي أجل غير مسمي, ونفس الحال بالنسبة للمنتج أحمد السبكي الذي كان قد حدد يوم26 يناير الماضي ليكون موعد عرض فيلمه الجديد' كلبي دليلي', بطولة سامح حسين ومي كساب, إلا أن ظروف البلد وتراجع الإيرادات أرغمه علي تأجيل هذا الموعد للأسابيع المقبلة أملا في تحسن الأوضاع خلال الفترة القادمة, والعمل يعد ثاني بطولات سامح حسين في السينما بعد أن قدم فيلم'30 فبراير' خلال موسم عيد الأضحي الماضي, ويشارك في بطولته أحمد زاهر والطفلتان' ليلي أحمد زاهر وجني', بالإضافة إلي سليمان عيد وحسن عبد الفتاح, أما فيلم' الكريسماس' من بطولة علا غانم وإدوارد, فهو صاحب الرقم الأكبر في مرات التأجيل فقد تم تأجيل عرضه4 مرات, حيث كان مقررا طرحه في البداية يوم5 ديسمبر الماضي, وحتي الآن لم يتحدد موعد عرضه أيضا, ونفس الحال بالنسبة لفيلم' شمال يادنيا' لمي كساب وأحمد عزمي وفيلم' هو فيه كدا' لرانيا يوسف وأحمد عزمي وروان فؤاد وإخراج حسني صالح.

ويبدو أن صناع السينما سيظلون في حالة الترقب تلك, ذلك لأن الخريطة السينمائية ستظل مرتبطة بالمشهد السياسي, وأيضا ماسيتم إنتاجه وإنجازه من أعمال سينمائية حسبما يري كثيرون من القائمين علي صناعة السينما المصرية ومنهم إسعاد يونس ووائل عبدالله وهشام عبدالخالق الذين أكدوا أنه مهما حدث فلن يتركوا صناعة السينما إلي زوال, بل سيعملون طوال الوقت علي محاولات إنقاذها من أجل الآلاف ممن يتكسبون من هذه الصناعة التي تجهل الدولة قدرها.

الأهرام اليومي في

07/02/2013

‏34‏ فيلما تتنافس علي‏600‏ ألف درهم 

رسالة طنجة‏-‏ محمود موسي‏:‏  

تتربع المغرب حاليا علي قمة الدول العربية التي تعطي اهتماما كبيرا بالسينما ونجومها سواء من خلال دعم الأفلام أو من خلال كثرة المهرجانات وتعددها‏,‏ ولهذا يأتي إقامة المهرجان الوطني للفليم بمثابة عرس فني كبير في دورته الرابعة عشر التي تعقد حاليا في طنجة شمال المغرب بمشاركة‏20‏ فيلما طويلا و‏14‏ فيلما قصيرا تتنافس علي‏600‏ ألف درهم هي جملة جوائز المهرجان‏.‏

كان من الملاحظ أن أكثر المشاركين هذا العام هم جيل الشباب أو هؤلاء الذين يدخلون إلي محراب الإخراج من خلال11 فيلما, وهو أمر يعطي إشارة واضحة إلي أن هناك اهتماما واضحا وملموسا بتصعيد جيل من الشباب ليعرضوا أفكارهم وهمومهم وما يشغلهم,وربما كان هذا الاهتمام الكبير بالسينما نابع من فكر ورؤية أعلي سلطة في البلد, وهو ما تأكد في الكلمة التي تصدرت كتالوج كتيب المهرجان للملك محمد السادس, والتي سبق وأرسلها إلي المناظرة السينمائية في أكتوبر الماضي,وأكد فيها علي أن المغرب استطاع بماضيه الحضاري العريق ورصيده العلمي المتجذر أن يبلور هويته الثقافية المنفتحة من خلال إغنائها بخاصيات التنوع وفضائل التعددية ومزايا الانفتاح والتفتح علي المثل الكونية النبيلة, وأشار الملك محمد السادس إلي أهمية توفير الدعم والرعاية للإنتاجات والمبادرات والتظاهرات السينمائية, من خلال مشاهدات الأفلام خلال الأيام الماضية والتي حضرت من خلالها فعاليات المهرجان, وتأكد لي أن هناك جيلا سينمائيا مغربيا لديه آمال وأحلام وهموم ومنهم من غاص في العمق وكشف عن قضايا ومنهم من أعلن عن رفضة أو تخوفة من ظواهر يعاني منها المواطن المغربي والعربي ومن القضايا التي اثارتها بعض الافلام قضية النضال من اجل العيش, وأخري تعرب عن تخوفها من لغة الشباب الجديدة في الانترنت وغرفة الدردشة ورسائل الموبايل, وهذا الخوف من ضياع اللغة سواء العربية أو غيرها بعد أن اصبح هؤلاء لغتهم وحروفهم الخاصة, وأفلام أخري رصدت حالة سرقة الشوارع وذهبت إلي مواضيع الحب والتهميش والفقر.

ومن القضايا الساخنة التي اثيرت في المهرجان قضية هجرة اليهود المغاربة لاسرائيل عبر فيلم تنغير.. القدس أصداء الملاح والتي يرصد فيها المخرج كمال هشكار أحوال اليهود المغاربة بين المغرب وإسرائيل, وهو الأمر الذي أثار بعض القوي السياسية الدينية ودفعهم للاحتجاج العلني والتظاهر والمطالبة بمنع الفيلم, لكن الفيلم عرض وسط انقسام الحضور بين مؤيد ومعارض.

الأهرام اليومي في

07/02/2013

 

عبد الستار فتحي‏:‏

الموجة الثالثة أثرت علي السينما

أميرة العادلي 

يبدو أن الموجة الثالثة للثورة لم تتوقف فقط عند ضعف إيرادات السوق السينمائي‏,‏ وتأجيل تصوير بعض الأفلام والمسلسلات‏,‏ بل وصلت إلي تجميد النشاط ذاته‏,‏ فمنذ أن بدأ العام الجديد ولم يتقدم سوي‏5‏ أفلام للحصول علي تصاريح عرض‏3‏ ومنها دخلت اجازة نصف العام‏,‏ والآخيران في انتظار إشعار أخر‏.‏

ويقول د‏.‏ عبد الستار فتحي القائم بأعمال رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية‏:‏ انه منذ اندلاع الموجة الثالثة للثورة‏,‏ ولم يتقدم فيلم سينمائي جديد للحصول علي تصريح عرض‏,‏ حتي أن الأفلام التي حصلت علي تصاريح للعرض في اجازة نصف العام قام المنتجون بتأجيل عدد منها نظرا لما تشهده السينما من ظروف سيئة‏.‏

وقال إن الموضوع أكبر من الظروف السياسية لأن المشكلة كانت من قبل الثورة‏,‏ والعديد من المنتجين سيلجأون قريبا للهارد دريفر بدلا من‏35‏ ملي تخفيضا للتكلفة‏,‏ كما انه يجب أن تكون هناك أفكار وحلول للسرقات الإلكترونية‏,‏ لأنها ظاهرة لا تتعلق بمصر فقط وإلا كانت هوليود توقفت عن الانتاج لذلك يجب أن تكون هناك آلية للحفاظ علي حقوق المنتجين‏,‏ بالاضافة لتكاتف الجميع من أجل عودة السينما مرة أخري‏,‏ وهناك تجربة في السينما الأمريكية في التسعينيات حين ظهرت الأفلام المستقلة‏,‏ وتعاون النجوم الكبار مع المخرجين والوجوه الجديدة وعملوا بدون أجر‏,‏ وأتمني من جميع الأطراف أن تتكاتف‏,‏ وأقول هذا الكلام في كل اجتماع في غرفة صناعة السينما واسمع كلاما رائعا‏,‏ وفي النهاية كل منتج له حساباته ويخشي علي أمواله من الخسارة‏,‏ كما اني كتبت العديد من المذكرات وطلبت أن يكون هناك اجتماع كبير يجمع كل العاملين بهذه الصناعة لحل الأزمة‏.‏

الأهرام المسائي في

07/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)