في اللقاء الجماهيري مع محمود يس قال: مصر تتفاخر ببورسعيد أمام
العالم بما قدمته من قيم غاية في النبل عبر تاريخها الممتد بداية من تعرضها
للعدوان
الثلاثي الغادر من إنجلترا وفرنسا والكيان الصهيوني.. وأضاف أن العدوان
القبيح
استهدف مدينة لا يزيد عددها السكاني علي نصف مليون نسمة وكان الهدف الحقيقي
احتلال
الممر المائي العظيم العالمي لقناة السويس.
وافتخر محمود يس بأنه يشرف بالانتماء إلي مدينة قدمت للوطن حزمة من
المبدعين والمثقفين علي مدار تاريخها.
واشار إلي أن بورسعيد مدينة لديها ميل فطري للآداب والفنون والقيم
المعرفية وفيها "نادي المسرح" الموجود بأرقي مناطق بورسعيد؛ يعود تاريخ
إنشائه إلي
الأربعينيات من القرن الماضي هذا النادي الذي لا يوجد مثيله
حتي في الدول المتقدمة
في المسرح كانجلترا وينتظم في عضويته أبناء
المدينة الباسلة.
وعن جمعية فناني وكتابي وإعلامي الجيزة قال إن الجمعية تخضع لوزارة
الشئون الاجتماعية في المحافظة.. وقد شرف برئاسة مجلس إدارتها سبعة وعشرين
عاما،
ونشاطها غير محدود ولا يقتصر علي الجيزة فقط ومهتمة بالأنشطة الإنسانية
والإبداعية
وكانت تغطي بعض نشاطات النقابات في حدود إمكانياتها ويقدم الفنانون من
خلالها خدمات
للمجتمع لا نظير لها في دول العالم أجمع وتقبل الجمعية عضوية كل الفنانين
والفنانات
المصريين وتقبل العضوية الشرفية للفنانين العرب فضلا عن أن وجود الجمعية
أهم دليل
علي دور الفنان المصري في خدمة مجتمعه
.
وتحدث
عن طموحه في الوقوف علي خشبة المسرح وخاصة
القومي وتذكر عمله بالمسرح القومي والاختبارات التي مر بها وقال: بدأت
بالتمثيل باللغة العربية الفصحي وبعد شهرين من التمثيل بالعامية تم امتحاني
في
الأدب والثقافة عن فن المسرح عبر التاريخ من الإغريق إلي وقت الامتحان
وظهرت
النتيجة وحققت المركز الأول وساعدني في ذلك حبي للقراءة والولع بالأدب
العالمي مثل
تشيكوف الذي يعد واحدا من أعظم من كتب في الأدب وتعادل أعماله أعمال شكسبير
وأيضا
إبسن الذي هو من أرقي من كتبوا للمسرح وأضاف: كنت حريصا علي القراءة
لمبدعينا كيوسف
إدريس، ولطفي الخولي، ورشاد رشدي أستاذ الأدب وإبداعات المسرح.
وعن سؤال أحد الحضور حول عدم إنتاج أفلام وطنية قال: إن صناعة
السينما نظام رأس مالي وهي صناعة مصابة بالشلل.. ويحتاج تنفيذ هذه الأفلام
ميزانيات
ضخمة في حين كان الفيلم في الماضي يتكلف نصف مليون جنيه أو أقل وتذكر فيلم
"نحن لا
نزرع الشوك" الذي تكلف قرابة الأربعمائة ألف جنيه وشاركته بطولته الرائعة
شادية.
آخر ساعة المصرية في
05/02/2013
»الحفلة«.. فيلم لا تحبه ولا تكرهه
أحمد عز يتمرد علي دور
الفــــــــــتـي الوســـيم
بقلم : ماجـــدة
خـــيراللــه
الناقد
يكتب عن فيلم عندما يستفز حواسه،
ويدفعه للكتابة،
وقراءة الفيلم من داخله وتحليل محتواه، وهذا لايعني أن يكون الفيلم عملا
إبداعياً يستحق الإشادة، والتقدير، بل علي العكس قد يكون علي درجة هائلة من
السوء والرداءة، ولكن تلك الأفلام التي تقف في منطقة البين بين،
فلا تترك في
نفسك أثرا، ولاتجعلك تلقي علي نفسك أسئلة،
أو تتأمل محتواها أو هدف ظهورها،
فهي تجعل الناقد في حيرة من أمره، فالأفلام لابد أن تترك في نفسك شيئا،
وإلا
ماجدوي صناعتها؟ و"الحفلة"
من تلك النوعية من الأفلام،
التي لا تستطيع أن
تكرهها، فهي تحمل مواصفات عمل سينمائي جيد، ولكنك لاتستطيع أن تحبها أيضا،
فهو لايطرح أي جديد، أو مبهر، وربما تكون قد شاهدت عشرات من الحلقات أو
الأفلام الأجنبية متوسطة القيمة، تتفوق عنه في جودة الحبكة ومنطقية الحدث،
ولكن
أمام الفقر الشديد في حالة السينما المصرية وأزمتها الحالكة تضطر أن تتجاهل
الحديث
عن نقاط ضعف الفيلم وتتحدث عن مميزاته،
ولكن عندما تجد بعض العاملين به،
يعتبرون أنفسهم وكأنهم فتحوا عكا،
أو صنعوا ما يستحق الانبهار،
تشعر أنك سوف تساهم في تضليل الجمهور إن أنت ضممت صوتك لتلك الزفة
الصبيانية،
وكنت قد قرأت حوارا لأحد أبطال الفيلم "محمد رجب"
يتحدث فيه عن معاناته في
الدخول إلي الشخصية، التي قدمها، ولايملك العاقل إلا الشعور بالدهشة، فكل
ماقدمه من إضافة في هذا الفيلم هو الشنب،
ولا أعتقد أن شخصية ضابط المباحث الذي
يتعقب حادثة اختطاف زوجة أحد رجال الأعمال، تستحق الجهد الذي ادعي أنه بذله،
وحكاية الفيلم الذي كتب له السيناريو المنتج وائل عبد الله وأخرجه أحمد
علاء،
تدور حول رجل أعمال،
شاب "أحمد عز" يضارب في البورصة وله مساهمات في هذا
المجال، وهو متزوج من امرأة يحبها "روبي"
وينتظر معها أول طفل، ولكنها
تتعرض للاختطاف ويطالب المختطفون فدية عشرة ملايين جنيه، لإعادتها،
ويتدخل رجل
مباحث لمحاولة الوصول للفاعل، وطبعا يجب أن يبحث في طبيعة علاقة الزوجة المخطوفة
بأصدقائها وجيرانها لمعرفة من له مصلحة في اختطافها، ومحترفو مشاهدة هذه النوعية
من الأفلام أو قراءة القصص البوليسية،
يدركون أن آخر شخص يمكن أن
يكون محطا
للشبهات عادة ما يكون هو الجاني!
ولذلك لاتندهش عندما تعلم في نهاية الفيلم أن
الزوج الملتاع "أحمد
عز" الذي كان يصرخ متألما طوال الوقت، عايز مراتي
وابني، أن يكون هو المختطف وهو القاتل أيضا،
والسبب الانتقام من الزوجه لأنه
طلع "ما بيخلفش" وهذا يعني أن الجنين الذي تحمله زوجته هو نتاج خيانة،
وإلي
هنا قد تبدو الأحداث منطقية، ولكن السؤال الذي سوف يتردد في ذهنك،
هو كيف اكتشف
ضابط المباحث هذه الحقيقة التي غابت عنه وعنا، خاصة أن الزوج القاتل قد نجح
ببساطة في الهرب للخارج، ولم يترك خلفه أثرا، ومع ذلك فضابط المباحث وهو يجلس
منفردا يستدعي من وجهة نظرة تفاصيل الجريمة كما حدثت،
ويكتشف بعد فوات الأوان ما حدث بين القاتل وزوجته واكتشافه
خيانتها، ثم قتلها وهي أشياء لانعرف كيف عرفها الضابط ولكن مش مهم الجمهور
يعرف،
ولكن أكثر ما يثير الغيظ هو عدم الرد علي سؤال كيف للضابط أن
يعرف أن الزوج غير
قادر علي الإنجاب؟ طالما كانت تلك الحقيقة غائبة عن جميع من بالفيلم؟ المهم
لاتشغل بالك كثيرا بالبحث عن المنطق،
فعادة ماتكون تلك النوعية من الأفلام بلا
منطق، ولكن الحق يقال، ويجب أن يقال إن المخرج أحمد علاء قدم صورة جيدة،
وتصورا مرئيا للأحداث يناسب طبيعة الفيلم،
خاصة مشاهد ملاحقة ضابط المباحث
ورجاله، لعملية تسليم الفدية، رغم أن تلك المشاهد منقولة من عشرات الأفلام
الأمريكية منها "هوية
بورن" لمات ديمون، وربما يكون أحمد عز لديه الرغبة في
تحدي نفسه، وتقديم أدوار متنوعة، وهو لا يبالي أن يلعب دور القاتل،
عكس بعض
النجوم الذين يخشون من تغيير الصورة الذهنية عند الجمهور الذي يعتقد أن
الفتي الأول
لابد أن يظهر في دور العاشق اللطيف أو المغامر الذي لايشق له
غبار، وتعافر
جمانة مراد كي تجد لنفسها مكانا تحت الشمس، وهي هنا تقدم شخصية امرأة لعوب تحترف
اصطياد الأثرياء.. وقد قدمت الدور بمهارة، غير أن هناك زيادة واضحة في وزنها،
قد أفسدت ملامحها،
أما مفاجأة الفيلم فهي الممثلة الشابة دينا الشربيني، التي
تتلون شكلا وأداء مع كل دور حتي تظن أنها ليست نفس الشخص،
وكنت قد شاهدتها في
مسلسل »عرض خاص« لهادي الباجوري، ثم مسلسل المواطن إكس،
وبعده طرف ثالث وكل
مرة تثير قدرا من الإعجاب بموهبتها،
إنها نموذج لما سيكون عليه شكل أبطال السينما
المصرية في السنوات القادمة، ونتمني أن تكون أفضل من تلك التي عشناها طوال العشر
سنوات الأخيرة!
آخر ساعة المصرية في
05/02/2013
«حفلـة» أحمـد عـز على «جثة» أحمد حلمى
كتبت: جيهان الجوهري
لايختلف أحد على موهبة أحمد حلمى واحترامه لفنه ولجمهوره، ونستطيع
القول بضمير مرتاح أنه أهم نجم كوميدى بعد عادل إمام، فهو منذ بداياته فى
عالم البطولة المطلقة بأفلامه وهو متصدر للإيرادات بأفلامه الكوميدية وظل
الجمهور مرتبطا بهذه النوعية التى يقدمها له . ولأنه ممثل من العيار الثقيل
فمن حقه اختيار موضوعات تبرز إمكانياته التمثيلية، ولأنه ذكى فنيا أيضا فهو
دائما مايغلف الموضوعات الدسمة لأفلامه بمسحة كوميدية لإرضاء جمهوره، و هذا
ماتكرر فى فيلمه «على جثتى» لمحمد بكير فى أولى تجاربه السينمائية الذى
يعرض حاليا، فهو ينتمى لنوعية فيلم «ألف مبروك» مع اختلاف الموضوعات بالطبع
.
طبعا لاخلاف على أداء أحمد حلمى الرائع لشخصية « رؤوف» رجل الأعمال
الذى يمارس الديكتاتورية فى عمله مع موظفى معرض الأثاث الذى يمتلكه ومع
زوجته «غادة عادل» وطفله الوحيد الذى يعامله كشاب ناضج. اختار المؤلف تامر
إبراهيم موقفاً ضعيفاً للغاية لينطلق إلى صلب موضوعه ليدخل البطل فى غيبوبة
و نراه يتأرجح بين الموت والحياة - من خلال روحه فقط.
المواقف الكوميدية بالفيلم ليست صاخبة والمؤكد أنها لن ترضى تلك الفئة
الباحثة عن أكبر كمية من الضحك فأنت أمام مواقف من عينة أن البطل أحمد حلمى
يتخيل أشياء لاعلاقة لها بالحقيقة، فالموظف إدوارد الذى يريد علاوة فهو إذا
يريد شراء سيارة، والموظفة «آيتن عامر» التى تريد إحضار ابنها لمقر عملها
إذن لديها نية فى قلب معرض الأثاث الذى يمتلكه البطل لحضانة، وزوجته
المخلصة غادة عادل «سحر» لديها دائما مشروع خيانة مع آخرين لذلك هو شديد
الغيرة عليها ويؤنبها لأنها ذهبت مدرسة ابنه بدون علمه هذا بخلاف أنه يتخيل
أن لديها مطامع مادية لرغبتها فى عمل مشروع خاص بها . ومع ابنه نراه يؤنبه
لأنه لم يحصل على الدرجات النهائية والعقاب حرمانه من الذهاب للأوبرا وعدم
قراءة الكتب الدسمة التى لاتتلاءم مع المرحلة العمرية التى يمر بها . ومن
أسخف المواقف ذلك المشهد الذى فى بداية الفيلم والحوار الدائر بينة وبين
شرطى المرور.
خلال مرحلة الغيبوبة سنجد إيحاءات لها علاقة بالسلطة والسياسة يسلطها
المؤلف على الأحداث منها ديكتاتورية النظام الحاكم ومايطرأ على كل مسئول
بعد جلوسه على كرسى الحكم، والإخوان المسلمون المسيطرون على مجلس الشعب
ويصاحبه فى هذه الرحلة حسن حسنى والمفروض أنه أيضا دخل فى غيبوبة قبله. و
يساعده على اكتشاف حقيقة توجساته المرضية التى تدفعه دائما للشك فى
المحيطين به فى العمل والمنزل لتتغير سلوكياته مع المحيطين به، ومابين هذا
كله ستجد فلسفة روحانية اثقلت الفيلم متمثلة فى الحوار الدائر بين روح أحمد
حلمى وروح حسن حسنى
«على جثتى» فيلم قد يرضى جمهور أحمد حلمى، لكن للأسف لايرضى فئة من
الجمهور الذى لاهدف له من دخول السينما سوى الحصول على جرعات مكثفة من
الضحك مهما كانت الطبقة الاجتماعية التى ينتمى لها.وسواء كان غفيراً أو
وزيراً. وبالطبع فإن نسبة الضحك فى فيلم أحمد حلمى لم تكن على المستوى الذى
تنتظره هذة النوعية من الجمهور.
أعلم أن المغامرة مطلوبة لدى أى ممثل سواء فى اختياراته لموضوعات
أفلامه أو فريق العمل، لكن فى ذات الوقت المغامرة لابد أن تكون محسوبة خاصة
مع نجم بحجم أحمد حلمى يترقب الجمهور أحدث أفلامه «على جثتى» فيلم أفسده
السيناريو والإخراج والإنتاج.
وكان يجب التعامل مع الفكرة سواء كانت ملطوشة من فيلم أجنبى أو
مستوحاة منه بشكل أكثر عمقا لأن طبيعة الموضوع تفرض المغامرة بحساب ورغم
ذلك فأنت لاتستطيع رفض فيلم حلمى حتى إذا كان أقل من توقعاتك بفضل
الكاريزما التى يتمتع بها، وأيضاً لاتستطيع القول إن «على جثتى» هو أفضل
أفلامه فأنت مع فيلمه تقف فى المنتصف. وأعتقد أن أحمد حلمى يدرك أسباب ذلك
جيدا.
إذاحسبنا المكسب والخسارة سنجد أن أحمد حلمى هو الخاسر الوحيد.
وأخيرا لا أفهم ماذا يعنى وجود أحمد السقا كضيف شرف بالفيلم ليلعب
شخصيته الحقيقية من خلال مشهدين ليؤكد أنه هو الذى يقوم بالقفز والغطس وكل
ماله علاقه بالأكشن فى أفلامه ألا تتفق معى أن هذا قد يكون ضده وليس معه
خاصة أن المشهد يتحدث عن الكذب والصدق.؟
∎ « حفلة عز»
أحمد عز بعد فيلميه «المصلحة » و«حلم عزيز» شىء وماقبل هذين الفيلمين
شىء آخر، لذلك من الطبيعى أننا نترقب عرض فيلمه الجديد «الحفلة» لأنه وصل
لدرجة من الألق الفنى فى أفلامه الأخيرة تجعلنا نتساءل بشغف ماذا سيقدم؟
خاصة بعد خروجه من دائرة نمطية الأدوار مثل «الفتى الوسيم » الذى عادة يقع
ضحية لإحدى العصابات أو ابن الذوات الذى تتهافت علية الفتيات.
فى فيلم «الحفلة» لأحمد عز نراه يعود لمنطقة أفلام التشويق والأكشن
التى يهوى اللعب بها واختار شخصية على النقيض تماما عن التى قدمها فى فيلم
«ملاكى إسكندرية» لـ«ساندرا نشات» و«غادة عادل» و«مسجون ترانزيت»، ففى
فيلمه الجديد يجسد دور الزوج الناجح فى عمله الذى يكتشف خطف زوجته «روبى»
أثناء تواجدها بأحد المولات الشهيرة وتحوم الشبهات حوله وحول جيرانه، أولهم
جومانا مراد المطلقة الثرية التى أقامت حفلة لجيرانها قبل حادث الاختطاف
مباشرة، وأيضا حامت الشبهات حول تامر هجرس خطيب الضحية السابق، وفى الثلث
الأخير من الفيلم نرى مشهد ماستر سين يقلب الأمور «رأسا على عقب» .
أحمد عز لعب دوره بطريقة أداء هادئة وبلا افتعال وساعده فى ذلك المخرج
أحمد علاء وسيناريو وائل عبد الله.
أحمد عز ومؤلف فيلمه وائل عبد الله كانا على درجة من الذكاء جعلتهما
يختاران موضوع فيلمهما بما يتماشى مع الوضع الراهن فأولا اختارا فيلما
بوليسيا به تشويق وإثارة تجعل المتفرج فى حالة لهث وراء الأحداث ليحل
اللغز- بالمناسبة أحمد عز كان بطل أنجح عمل بوليسى على مستوى الإيرادات وهو
فيلم «ملاكى إسكندرية» ووائل عبد الله كان شريكا فى إنتاجه مع شركتى «أوسكار
والماسة»، وشارك أيضا فى هذا الفيلم محمد رجب وهو فى ذات الوقت يلعب دور
الضابط فى فيلم «الحفلة» - وطبعا هذه النوعية من الأعمال إذا لم يتم
تنفيذها بإتقان وحرفية تكون النتيجة ضد صناع الفيلم، وإذا حدث العكس يحقق
الفيلم دعاية سمعية جيدة تجعل مرتادى السنيمات يفضلون مشاهدة فيلم به إثارة
وتشويق على مشاهدة فيلم كوميدى لايحقق طموحاتهم فى الضحك مهما كانت قوة هذا
النجم. . ذكاء صناع فيلم «الحفلة» لم يكن فقط فى اختيارهم لنوعية فيلمهم بل
اختاروا قضية تثير جدلا دائما وهى «الاختطاف» وطلب فدية . ولاننكر أنها
قضية موجودة فى كل زمان ومكان لكننا لاننكر انتشارها منذ اندلاع ثورة 52
يناير .
فى فيلم «الحفلة» أحرز أحمد عز هدفا لابأس بة وسيضمه لقائمه افلامة
الناجحة. أما الموهوب محمد رجب فهو مفاجأة الفيلم فقد استطاع تجسيد شخصية
ضابط المباحث بشكل مختلف عن الذى قدمه فى فيلم ''كى جى تو، لكريم عبد
العزيز .تألق محمد رجب فى الشخصية الموازية لأحمد عز أكد أنه ليس بالبطولات
المطلقة ينجح الممثل وليته لايهتم بحكاية البطولات المطلقة إياها. مادام
يستطيع تحقيق درجة من التألق الفنى بمنطقة أخرى.
أريد فقط التوقف عند روبى الدور الذى لعبته ماهو إلا ضيف شرف كان من
الممكن أن تقوم به أى وجه جديد تلعبه وربما فكر صناع الفيلم فى ضمها
ليستفيدوا من اسمها للعمل وفى حين تألقت جومانا مراد وتامر هجرس ومها
أبوعوف وتميم عبده وسارة شاهين التى لعبت دور سكرتيرة والد الضحية ودينا
الشربينى.
صباح الخير المصرية في
05/02/2013
روان وعزمى .. «هـو فيه كـده!»
كتبت: ماجى حامد
فى أول لقاء يجمع بينهما يعيش كل من الفنان أحمد عزمى والفنانة الشابة
روان فؤاد هذه الأيام حالة من القلق بعد الانتهاء من تصوير مشاهد أحدث
تجاربهما السينمائية للمخرج حسنى صالح «هو فيه كده» والذى يعد بطولة جماعية
تشاركهما البطولة فيها النجمة رانيا يوسف، ليصبح الفيلم اليوم جاهزا للعرض،
وأحاطت بهذا العمل الكثير من المشاكل منذ أن بدأت ترشيحات نجومه والتى
قوبلت باعتذارات بالجملة مع تعدد الأسباب إلى أن تم الاستقرار على فريق
العمل الحالى الذى ظلت المشاكل تحاوطه حتى مع تصوير المشاهد الأخيرة من
الفيلم والتى اعتبرها نجومنا لعنة تطارد الأفلام الجيدة دائما هكذا كان رأى
فريق العمل فيما يقدمونه ولكن يظل الحكم للجمهور.
مع أولى تجاربها السينمائية التى أخيرا تحققت بعد مشوار طويل حلمت من
خلاله بالنجومية والدخول إلى عالم السينما من خلال لون خاص بها لا ينافسها
عليه اثنان طبقا لحديثها، تحدثت إلينا روان فؤاد إحدى بطلات العمل عن
تجربتها مع هو فيه كده قائلة: «سعدت جدا بالعمل مع فريق العمل وخصيصا
المخرج حسنى صالح الذى أضاف لى فى كل مشهد من مشاهدى ضمن أحداث الفيلم
وقلقانة جدا من ردود الأفعال على الرغم من أن رد فعل التريلر والدعاية التى
سبقت الفيلم إلى الآن كان إيجابيا ومبشراً لمستقبل الفيلم بدور العرض، ولكن
هذه هى التجربة الأولى لى سينمائيا وهذا فى حد ذاته سبب لى القلق لأن
الجمهور تعرف على روان من خلال الدراما وأحبها وهذا لا يشترط حبه لى فى
السينما لهذا أدعو الله أن يحقق دورى فى الفيلم النجاح على قدر المجهود
المبذول من خلاله.
أما عن الدور فتقول روان: «منذ البداية وأنا شديدة الانجذاب نحو دور
جنا، فعلى الرغم من أن العمل يقوم على دورين لفتاتين مختلفتين تماما فى
الشكل والمضمون وقد كان معروضا على الدورين للاختيار من بينهما إلا أننى
وجدت نفسى فى دور جنا وهى فتاة تتعرف على أحمد عزمى ويعيشان قصة حب معا
ولكن العديد من الأحداث والمواقف التى يظلان يتعرضان لها خاصة فى وجود
شخصية ابنة عمه التى تقوم بأداء دورها النجمة رانيا يوسف، وهو دور لايت
يحمل رسالة معينة وشامل فمن خلال الفيلم ستشاهدوننى أغنى وأرقص بعض
الاستعراضات وأيضا هناك جانب أكشن فى الفيلم ودرامى اجتماعى مهم جدا،
فالتجربة بالكامل مشجعة لأى فنانة للخوض فيها دون تردد خاصة عندما تكون
بقيادة مخرج بحجم حسنى صالح.
من جهة أخرى أشارت روان إلى صعوبة العمل مع المخرج حسنى صالح:
«الواقعية أساس مدرسة مخرجنا خسنى صالح وهذا فى حد ذاته جعل من العمل
بالفيلم مغامرة بالنسبة لجميع أفراد فريقه على الرغم من صعوبتها إلا أنها
غاية فى الامتاع والاستفادة فأنا أذكر إحدى المشاهد والتى يقوم من خلالها
أحمد عزمى بضربى وهنا تفاجأت من رؤية حسنى صالح الإخراجية والتى أصرت على
أن يقوم أحمد بضربى بالفعل وفى هذا اليوم تم استدعاء الطبيب لأننى مرضت عقب
هذا المشهد خاصة أنه تمت إعادته أكثر من مرة مما تسبب لى فى حالة من الفزع
ولكن فى النهاية أدركت قيمة ما يقوم به المخرج حسنى صالح حتى يظهر المشهد
واقعيا ومنطقيا للجمهور».
فى الوقت نفسه نفت روان جميع التصريحات التى جاءت على لسانها فيما يخص
المشكلة التى أثيرت أثناء التصوير بين النجمة رانيا يوسف والمخرج حسنى صالح
قائلة: «أنا لا دخل لى فى هذه الخلافات على الإطلاق وجميع التصريحات التى
جاءت على لسانى مؤخرا فى حق رانيا يوسف غير صحيحة بالمرة، فقد كنت شديدة
الحماس للعمل معها لأنها نجمة وفى النهاية الجمهور يدرك تماما من هى رانيا
يوسف أما أنا فمازلت فى بداية مشوارى وتعرفى على الجمهور، وسوف نصل قريبا
إلى حل يرضى جميع الأطراف فنحن فى مركب واحدة ولا يجوز المغامرة بالعمل من
أجل مشاكل بسيطة خاصة باسم الفيلم واعتذار رانيا ومن المقرر سوف يتم
التصالح وسداد باقى المبلغ المتبقى لرانيا فى أقرب وقت وباعتبارى أحد
المشاركين فى الإنتاج توصلت مع باقى الأفراد إلى هذا وقد اقتنعوا برأيى».
أخيرا صرحت لنا روان: «أحلم بأن أصبح ممثلة استعراض، وبالفعل فهناك
مشاورات حول قيامى بفوازير رمضان إلا أن الفكرة لم تكتمل حتى الآن حتى نقدم
شكلا مختلفا لا مجرد تكرار للأعمال السابقة، فانا أتمنى القيام بأدوار
هادفة تحمل رسالة فنية مهمة وسوف أحرص أيضا على تقديم جميع الألوان
والأشكال دون الانحصار فى لون معين، وفى الوقت نفسه سأظل على موقفى رافضة
تماما تصنيفى كممثلة إغراء لأننى لن أقبل بهذه الأدوار مهما كانت مساحة
الدور ومهما كانت الإغراءات».
وعن مشروعاتها الفنية القادمة قالت: «انتهيت من تصوير مشاهدى أمام
النجم حسين فهمى ومسلسل «حافة الغضب» الذى كان من المنتظر عرضه خلال شهر
رمضان الماضى إلا أنه تم تأجيله لرمضان 3102 ومن خلاله أجسد دور طالبة
بكلية الطب ابنة أحد الوزراء المرتشين الفاسدين والتى تقع فى حب أستاذها
والذى يجسد دوره النجم حسين فهمى، ولا يمكن هنا وصف سعادتى بالعمل أمام هذا
النجم فأنا فعلا محظوظة بالعمل مع نجوم مثل حسين فهمى والنجم يحيى الفخرانى
الذى تعلمت منه الكثير من القيم مثل التواضع فلولا تواضعه لما كانت لدى
الثقة فى نفسى حتى أقف أمامه وأقدم الأفضل لدى، وبلا مبالغة فهذا هو الحال
بالنسبة لجميع نجومنا الذين سمحوا لى بمشاركتهم تلك الروح الحلوة التى سادت
مكان التصوير ضمن أحداث مسلسل «شيخ العرب همام»، وإذا عدنا إلى المشروعات
المتوقعة هناك تحضيرات لبرنامج من إنتاج قناة النهار وجريدة اونست وعبارة
عن برنامج لاكتشاف الشباب التى لديها مواهب رياضية كل فريق سيكون بقيادة
أحد نجوم الرياضة فإلى الآن هناك الكثير من الأسماء المقترحة أذكر منها
كابتن حازم إمام وعمرو زكى، وأخيرا أقوم بالتحضير للألبوم الجديد الذى سوف
أتعاون من خلاله مع كبار الشعراء والملحنين مثل وليد سعد، محمد رحيم
وغيرهم».
وانتقلنا إلى الفنان أحمد عزمى للحديث عن دوره وقال: «أجسد دور شاب
يسافر إلى الخارج للدراسة ثم يعود وهو متزوج بإحدى الفتيات الأجانب والتى
تجسد دورها روان، فى الوقت نفسه هناك ابنة عمه التى تعيش فى دور الرجل أو
مسترجلة بعض الشىء والتى تجسد دورها النجمة رانيا يوسف لتبدأ الأحداث من
هنا وقصة حب غريبة ومعقدة فى إطار كوميدى استعراضى درامى رومانسى فهذه
التجربة مختلفة وأنا متفائل من ردود الأفعال خاصة أن جميع عناصر العمل
مؤهلة لذلك».
ويضيف أحمد قائلا: «بعيدا عن أى مشاكل أحاطت بالعمل أنا فخور بالعمل
مع مخرج بحجم المخرج حسنى صالح وسعيد بالعمل مع رانيا يوسف فقد كنت أتمنى
هذا اللقاء منذ وقت طويل وأيضا سعيد بالعمل مع روان، وأتمنى لها التوفيق
والتوفيق للعمل».
وعن أحدث مشارعه الفنية يقول أحمد: «وافقت مؤخرا على سيناريو مسلسل
جديد مع المخرج وائل إحسان ولكننى سعيد جدا بهذا الترشيح ومن المقرر أن
يكون من بطولة النجم خالد صالح وأجسد من خلاله دور أحد ضباط الشرطة
بالإضافة إلى دورى فى مسلسل مداح القمر والذى تدور أحداثه حول قصة حياة
الموسيقار الراحل بليغ حمدى، وعلاقته بنجوم زمن الفن الجميل أمثال
عبدالحليم حافظ ووردة وأسمهان وأم كلثوم وفريد الأطرش».
صباح الخير المصرية في
05/02/2013
الفيلم القصير يتفوق على الروائي الطويل
كوثر الحكيري تكتب لكم من طنجة:
تعيش عروس المتوسط «طنجة» هذه الأيام إيقاعا مختلفا مع الدورة الرابعة
عشرة للفيلم الوطني التي تحتفي بحصيلة 2012 من الإنتاجات السينمائية
المغربية في باب الروائي والوثائقي الطويل، والفيلم القصير أيضا الذي خضع
صناعه إلى تصفيات أولى بسبب غزارة المنجز السينمائي المغربي في الفيلم
القصير...
وتلقى جميع الأفلام إقبالا كبيرا من الجمهور «الطنجاوي» المتعطش
للسينما والمنحاز للفيلم المغربي الذي كسب المعركة في السنتين الأخيرتين
وتفوق تجاريا على الأفلام الأمريكية والمصرية التي كانت تحظى بإقبال كبير
في السنوات السابقة...
يحضر الدورة الرابعة عشرة للفيلم الوطني عدد كبير من السينمائيين
المغاربة ممن يشاركون في المسابقة الرسمية ومن خارجها أيضا... وقد لاحظنا
حرصا من الجميع على متابعة أفلام بعضهم البعض وتبادل الرأي فيها...
ومن تونس التحق المنتج والموزع «الحبيب بلهادي» بعد حفل الافتتاح وأكد
لنا في حديث جانبي معه أنه يحب السينما المغربية، وجاء خصيصا لمتابعة ما
أنجز من أفلام طويلة وقصيرة سنة 2012، وقد يتفق مع الطرف المغربي على توزيع
بعضها في تونس، خاصة أن «الحبيب بالهادي» معروف بدفاعه عن الأفلام الجادة
التي يحرص على برمجتها واختيارها موضوعا للنقاش في النادي السينمائي الذي
ينتظم عشية كل أربعاء من الأسبوع، مسقطا في ذلك حسابات الربح والخسارة...
تفوق الفيلم القصير
انطلقت يوم السبت 02 فيفري مسابقات الدورة الرابعة عشرة للفيلم الوطني
في فئتيها «الروائي والوثائقي الطويل»، و»الفيلم القصير»، بمعدل ثلاثة حصص
يوميا، تنطلق الأولى في الثالثة ظهرا، والثانية في السادسة مساءا، والثالثة
في التاسعة والنصف ليلا...
وقد شهد اليوم الأول والثاني من المسابقات إيقاعا معتدلا تفوق فيه
الفيلم القصير على نظيره الطويل، إذ عرض في اليوم الأول فيلما متميزا
بعنوان «أخطاء متعمدة» وهو الفيلم القصير الثامن في رصيد المخرج «عبد الإله
زيرات» وهو تجربة يمكن أن نطلق عليها صفة «فيلم بيداغوجي» يتوقف فيه صاحبه
عند إشكال مهم جدا وهو اللغة الفايسبوكية والأنترناتية التي يستعملها
الشباب في مواقع الاتصال الاجتماعي (فايسبوك، تويتر، أم أس أن) والتي لا
تخضع إلى قواعد لغوية
ينطلق الفيلم بامتحان يقدمه أحد التلاميذ في حصة اللغة الفرنسية يكتب
فيه حوارا باللغة الأنترناتية ورد في بعضها التالي «slt
koi d 9»، أي «salut quoi de neuf»،
(أهلا، ما الجديد؟)، يستغرب الأستاذ مما كتب التلميذ، يطلب منه نقل ذلك على
السبورة، ويتحول الأمر إلى موضوع للنقاش بين الأستاذ والتلاميذ الذين يرى
بعضهم أن هذه اللغة تعبير شبابي يعكس «تطور الحياة» ولا بد من اعتمادها
كلغة مختصرة على أنقاض الفرنسية...
في النقاش بدا الفيلم وكأنه درس في حصة للغة الفرنسية ولهذا أشرنا منذ
حين إلى أنه فيلم بيداغوجي قوته في فكرته التي تمثل هما كبيرا في فرنسا
التي تسعى إلى محاربة استعمال التلاميذ للغة الرسائل النصية ومواقع التواصل
الاجتماعي في الفروض المنزلية والامتحانات...
وعلى مدى تسع دقائق فقط اقترح المخرج «محمد مونة» فيلما بعنوان «يدور»
(ca tourne)
اختصر فيه النسيج الاجتماعي المغربي بكل مكوناته ضمن رؤية فوضوية هزلية
تعتمد أساسا على التقطيع السريع في المونتاج والرصد البانورامي لقضايا
الفقر والمخدرات والدعارة والتسول والاحتيال والسرقة والشجاعة وغيرها...
يتجنب الفيلم التعقيد، ويراهن على إيقاع سريع ينسجم مع روح الفيلم
القصير وهو متوج بقوة للفوز في مسابقة الفيلم القصير...
بدورها أظهرت المخرجة «أسماء المدير» إمكانيات إخراجية كبيرة في
فيلمها الطويل الذي ضل طريقه إلى القصير «ألوان الصمت» (22دقيقة) وفيه
تتوقف عند صياد فقير يصارع من أجل توفير حد أدنى من الحاجيات الأساسية
لزوجته الحامل وطفلته الخرساء، ولكن البحر يأكله في النهاية بفكرة غير
مقنعة، وتبقى قوة هذا الفيلم في الإخراج والكاستينغ أيضا، وهو منافس على
واحدة من جوائز مسابقة الفيلم القصير...
محاولة ناجحة لتعريف الحب
أما في مسابقة الفيلم الطويل فقد كانت البداية مرتبكة إذ عرضت في
اليوم ثلاثة أفلام متواضعة المستوى الأول بعنوان «خارج التغطية» للمخرج
«نور الدين دوكنة» وفيه يستعرض قصة رجلين مسنين يعيشان في الشارع بلا مأوى
ويواجهان الحياة في محاولة للاستمرار... ينتميان إلى القاع المغربي وهناك
يتعرفان على نماذج كثيرة يوحد بينهم الفقر والحاجة...
فكرة الفيلم جميلة لكن المخرج تعاطى معها بطريقة ساذجة على صعيد
الإخراج، وفي تناولها كقصة غير متماسكة بالمرة، قائمة على المصادفات
الغريبة...
أما فيلم «أغرابو» ل»أحمد بايدو» الذي تقدمه الصحافة المغربية على أنه
سفير السينما الأمازيغية، والحقيقة أن المملكة المغربية تتعطى بالكثير من
الاحترام مع مواطنيها من الأمازيغيين، إذ تحضر هذه اللغة في التظاهرات
الرسمية، وعلى معلقة المهرجان الوطني للفيلم الوطني كتب رمز المهرجان
بثلاثة لغات «العربية»، «الأمازيغية» و»الفرنسية»...
هل ثمة سينما أمازيغية مستقلة بنفسها؟؟
كثيرا ما كنا نطرح هذا السؤال، لأن المجتمع الأمازيغي ليس منعزلا عن
غيره في المغرب، ووجود سينما أمازيغية بالمعنى اللغوي للكلمة فيه إثراء
لغوي لا أكثر، كما أن العرب من المخرجين المغاربة توقفوا عند المجتمع
الأمازيغي بتناول موضوعي جذاب، وقابل للفهم والتفاعل ممن لا يعرف الكثير
عنه...
لكن فيلم «أغرابو» جاء معقدا، ومغلقا على نفسه في قضيته غير الواضحة،
ولغته الغريبة، مع وجود اجتهادات في الإخراج، ولذلك غادر جزء كبير من
المشاهدين قاعة العرض وانتهت التحليلات إلى أنه لا توجد سينما أمازيغية
بالمعنى العميق للكلمة، بل ما يوجد سينما مغربية متنوعة ومنفتحة على أكثر
من لون من بينها السينما الأمازيغية...
وحظي فيلم «ملاك» بتعاطف الجمهور والصحافيين والنقاد مع مخرجه «عبد
السلام الكلاعي» الذي يعاني من إعاقة في ساقه لم تمنعه من ممارسة المهنة
التي يحبها، فاقترح عددا من الأفلام القصيرة والأشرطة التلفزية قبل أن يقدم
أول أفلامه الروائية الطويلة بعنوان «ملاك» عرض ضمن قسم «نبضة قلب» في
الدورة الأخيرة لمهرجان مراكش السينمائي...
من العيب أن نتحدث عن إعاقة هذا المخرج الذي لم يختنق داخلها، ولكن
علينا واجب الإشارة لا أكثر... أما فيلمه الذي يحمل عنوان بطلته «ملاك»
التي تتحمل بدورها أعباءها الممثلة «شيماء بن هشة» في أول أدوارها
السينمائية رفقة عدد من الممثلين المغاربة المعروفين من بينهم «السعدية
لديب»، والكبير الراحل «محمد مجد»...
كان تأثير التلفزيون واضحا على أول الأفلام الروائية الطويلة للمخرج
«عبد السلام الكلاعي» في نسيج القصة، وفي الحوار وفي الإخراج أيضا...
موضوعه «ملاك» تلميذة تحمل خارج إطار الزواج، وتواجه مصيرها وحدها بعد تهرب
شريكها من تحمل المسؤولية وعدم توازن علاقتها بأسرتها...
في رحلتها خارج المنزل تتعرف «ملاك» على العالم الليلي، تعمل عاهرة
حتى تجمع المبلغ الذي يمكنها من إجراء عملية إجهاض ولكنها لا تنجح، تنجب في
النهاية طفلها، وترفض العودة إلى منزل أهلها على الرغم من سعي والديها إلى
ذلك، ولكنها تختار حياة الشارع رفقة طفلها وهي نقطة غير مبررة درامية...
إضافة إلى نقاط ضعف الفيلم التي أشرنا إليها منذ حين، يعاني «ملاك» من
مشكلة الفيلم الأول لأي مخرج وهو تعدد القضايا التي يطرحها، وضياعه في أكثر
من خط مثل الدعارة، الحمل خارج مؤسسة الزواج، أطفال الشارع، المهاجرين
الأفارقة، تفكك العلاقات الأسرية... ولكنه في النهاية فيلم يمكن أن يعجب
الجمهور في القاعات...
أما أفضل فيلم عرض حتى الآن في مسابقة الفيلم الطويل فهو للمخرج
المتميز «حكيم بالعباس» بعنوان «محاولة فاشلة لتعريف الحب»... كانت محاولة
«بالعباس» ناجحة جدا لا لتعريف الحب فقط وإنما في تقديم فيلم جميل ومختلف
ومجدد في السينما المغربية والعربية أيضا...
ينطلق الفيلم من أسطورة البحيرتين «إيسلي» و»تيسلت» التي يقال إنهما
في الأصل دموع عاشقين منعا من الزواج، ويبدأ من خلال معاينة هذه المنطقة
وملاحقة الأسطورة سنة 2007، ووصولا إلى الكاستينغ سنة 2010 وقرار المخرج
«الحكيم بالعباس» إرسال الممثلين «زينب الناجم» و»حمزة عبد الرازق» الذهاب
إلى المنطقة الأمازيغية التي تقع فيها البحيرتان للتعرف إلى ناسها ومعايشة
تفاصيل حياتها اليومية لمدة ثلاثة أسابيع يقرر بعدها المخرج إذا كان
سيعتمدهما كممثلين رئيسين في فيلمه أو لا...
هنا نحن أمام حيلة ذكية من مخرج استثنائي يختلط في فيلمه الروائي
بالوثائقي، يضيع المشاهد بينهما ويخرج الفيلم متفوقا في عفويته وفي صدقه،
وفي قدرته على تسليط نظرة بانورامية على المجتمع الأمازيغي الذي لا نعرفه،
وعلى كرم أهله، والندية التي يتعاملون بها مع كل طارئ يبدو _نظريا_ متفوقا
في ثقافته غير المتاحة لهم، وتعليمه ولباسه ومكانته الاجتماعية... وهذه
الندية تختصر الإحساس بالتميز الذي يشعر به الأمازيغي وهي صفة معروفة
عنه...
داخل هذا العالم، يتفوق «حكيم بالعباس» بفيلم روائي يحمل نكهة
وثائقية،أو فلنقل إنه وثائقي بنكهة روائية، يؤكد فيه تمكنه من صنعته
الإخراجية، وقدرته على إدارة ممثليه وتميزه في الصوت والصورة، وحسن اختياره
للموسيقى التي ترنمت بقصص حب لا تخضع إلى منطق ثابت في تعريف الحب...
هذا وتتواصل العروض وفي البرنامج اليوم الفيلم الوثائقي الذي أثار
جدلا واسعا في المغرب «تنغير القدس» وينتظر أن يشهد هذا العرض لغطا أمام
سينما روكسي
تدافع الجمهور حول السجاد الأحمر...
و11 فيلما أولا تقدم جيلا جديدا في السينما المغربية
إعداد : كوثر الحكيري
أحاط الجمهور الطنجاوي بقاعة سينما روكسي وتعالت هتافاته ترحيبا بنجوم
السينما والدراما المغربية وانتظر ساعتين كاملتين حتى نهاية حفل الافتتاح
لمشاهدتهم ومصافحتهم مما استدعى التدخل الأمني الذي حاول منع محاولات بعضهم
الاقتراب أكثر من "النجوم"...
هذا المشهد لا نراه إلا في الدول التي تتوفر فيها صناعة سينمائية مثل
الولايات المتحدة الأمريكية، الهند (في الهند يقضي الآلاف من محبي شاروخان
أيامهم أمام منزلهم على أمل رؤيته من بعيد وهو يغادر أو حتى يطل من
النافذة) ومصر... والمغرب الذي يراهن على السينما ويطمح إلى فرضها كصناعة
بدأ يتحسس الطريق في هذا الاتجاه وصار للجمهور تقليد التهافت على الممثلين
والمخرجين كما حدث في افتتاح الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم
بطنجة، بحضور عدد كبير جدا من الضيوف ممن نأت قاعة سينما روكسي بحملهم...
وجاء الحفل كعادة التظاهرات السينمائية المغربية بسيطا وهادئا بلا سفسطة
ولا تدافع المنظمين لإلقاء كلمة، بل إن منشطة الحفل هي التي أعلنت عن
انطلاق المهرجان فيما جلس "نور الدين الصايل" مدير المركز السينمائي
المغربي والمشرف العام للمهرجان بعيدا عن الصخب واكتفى بالترحيب
بالسينمائيين المغاربة والأجانب وملاطفتهم...
تكريمات ذات معنى
كان المحور الأساسي في سهرة افتتاح الدورة الرابعة عشرة للمهرجان
الوطني للفيلم هو تكريم عدد من فقيدي السينما المغربية، ومن الفاعلين فيها
من الأحياء (ربي يطول أعمارهم في الخير)، وجاء التكريم مؤثرا ببث صور
المكرمين الثلاثة وهم الممثلون "عائشة ماهماه"، "محمد بن ابراهيم"، و"عبد
الله العمراني" مع عرض مقتطفات من أعمالهم السينمائية قبل أن يستقبلهم
الحاضرون بالتصفيق الحار ويتم تسليمهم دروع التكريم في أجواء مؤثرة جدا...
وبعد الإعلان عن رئيسي وأعضاء لجنتي تحكيم مسابقتي الأفلام القصيرة
والأفلام الطويلة، عرضت مقتطفات من فيلم وثائقي مازال قيد الإنجاز بعنوان
"أحمد البوعناني" من إخراج "علي الصافي" الذي اقترح علينا عشرين دقيقة فقط
من هذا الفيلم الذي حددت مدته ب70 دقيقة ومن المنتظر أن يكون جاهزا في
نسخته النهائية خلال شهر وهو وثيقة مهمة جدا يحتفي فيه "علي الصافي"
بالشاعر والكاتب والمخرج الكبير "أحمد البوعناني" الذي رحل في صمت وفي ذهنه
مشاريع كثيرة لم تجد تجاوب المنتجين معها...
11 تجربة أولى لأصحابها
تقترح الدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني للفيلم 21 فيلما طويلا ضمن
المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة من بينها 11 فيلما أولا لمخرجيها وهذا
يعني أن المغرب كسب 11 مخرجا جديدا يمثل جيلا جديدا في السينما المغربية
سنرى مدى اختلافهم عن غيرهم خاصة أن المشرفين على القطاع السينمائي في
المغرب يراهنون على التنوع ويطمحون إلى تأسيس خارطة فسيفسائية للسينما
المغربية...
في ندوة صحفية:
المركز السينمائي المغربي يوقع اتفاقية تعاون مع اتحاد كتاب
المغرب
إعداد : كوثر الحكيري
يرى كثير من النقاد المغاربة أن السيناريو هو أحد المشاكل التي تواجه
الفيلم المغربي إذ يخير مخرجو السينما المغربية كتابة سيناريوهات أفلامهم
بأنفسهم كما يحدث عندنا في تونس وفي ما يسمى "سينما المؤلف" بشكل عام...
ولفتح آفاق أخرى في الكتابة وفي السينما، تم صباح يوم أمس السبت 02
فيفري الجاري توقيع اتفاقية تعاون بين المركز السينمائي المغربي واتحاد
كتاب المغرب بحضور عدد من الكتاب والسينمائيين الذين رحبوا كثيرا بهذه
الخطوة التي تفتح آفاقا واسعة للطرفين...
وقال "نور الدين الصايل" مدير المركز السينمائي المغربي إن الدمج
ضروري بين العالمين (السينما والكتابة) ويستفيد منه الطرفان، مؤكدا أن
السينمائي يخشى التعاطي مع النص الأدبي ولهذا يطمح الطرفان إلى تأسيس شراكة
فاعلة يمكن أن تنتج في النهاية كتابا متخصصين في السينما، وأضاف بأن أهل
القطاع على استعداد لمساعدة الكتاب على تعلم تقنيات الكتابة السينمائية...
أما رئيس اتحاد كتاب المغرب فقد وصف التوقيع على الاتفاقية بينه وبين
مدير المركز السينمائي المغربي بأنها لحظة تاريخية وقال إن التعامل بين
القطاعين ظل ملتبسا وحان وقت الدخول في علاقة تعاون حقيقي بين المجالين...
وفي الندوة الصحفية نفسها:
المغرب طرف فاعل... طنجة محطة مهمة... وتونس حاضرة بـ«ديما براندو» و«صباط
العيد»
إعداد : كوثر الحكيري
كان علينا أن نخجل من أنفسنا ونحن نكتفي بدور المتابع لأشغال الندوة
الصحفية التي انتظمت صباح يوم أمس في فنادق "شالة" بطنجة للإعلان عن تفاصيل
الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان "فيسباكو" بوغادوغو... كان علينا أن نستحي
لأننا رفعنا شعار السينما الإفريقية منذ 1966 ولم يبق من هذا الشعار سوى
الشعارات الجوفاء...
منذ سنوات ومهرجان "فيسباكو" يختار طنجة والمهرجان الوطني للفيلم محطة
للإعلان عن تفاصيل دوراته... وجاء مدير المهرجان هذا العام "ميشال وادراغو"
رفقة وفد كبير من المنظمين والقائمين على المهرجان للكشف عن مفاجآت الدورة
الثالثة والعشرين التي تحتفي حقيقة بالسينما الإفريقية وتدافع عن وجودها...
المغرب طرف فاعل
تحدث مدير المركز السينمائي المغربي عن مهرجان "فيسباكو" وقال حرفيا "نحن
نسعى إلى أن يكون المهرجان سنويا وقد تحدثت مع وزير الثقافة البوركيني في
هذا الموضوع وننتظر بشغف اتخاذ هذا القرار"
يقدم "نور الدين الصايل" نفسه كطرف فاعل في المهرجان الذي تربطه علاقة
توأمة بمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة الذي ينتظم سنويا في شهر جوان...
في وجود "فيسباكو"، خريبكة والأقصر أي دور يمكن أن نتحدث عنه لأيام
قرطاج السينمائية؟ ما الذي كان يمنع القائمين على تظاهرتنا من دعوة
المشرفين على مهرجان فيسباكو للإعلان عن بعض تفاصيل الدورة الجديدة على
هامش الدورة المنقضية من المهرجان؟ ولم لم يفكر أي طرف في تأسيس علاقة
توأمة بين الأيام وفيسباكو؟؟ ومتى سيتم الإعلان عن تنظيم الأيام سنويا؟
للأسف يسحب منا بساط السينما تدريجيا ولا أحد يحرك ساكنا، وكأننا
رضينا بالهزيمة قدرا أمام كل من جاء بعدنا
سطوة مغربية
يقدر حضور المغرب في المسابقات الرسمية ب10 في المائة، وهو حضور طاغ
يتوزع على ثلاثة أفلام طويلة في المسابقة الرسمية و4 أفلام أخرى إفريقية في
المسابقة نفسها يشترك المغرب في إنتاجها، وفيلمين قصيرين وحضور لافت في
بقية المسابقات...
وأشار مدير المهرجان "ميشال وادراغو" إن الدورة الثالثة والعشرين
استقبلت 15 فيلما مغربيا طويلا تم ترشحيهم لمسابقة الفيلم الطويل ووجدت
لجنة الاختيار صعوبة في انتقاء ثلاثة أفلام فقط...
وقال مدير مهرجان فيسباكو إن الدورة الحالية استقبلت 750 فيلما تم
ترشحه للمشاركة في واحد من الأقسام السبعة تم اختيار 101 فيلم من بينها
يتزعون على النحو التالي:
_ 20 فيلما في مسابقة الفيلم الطويل
_ 7 أفلام في الفيديو الرقمي
_ 17 فيلما في مسابقة الفيلم الوثائقي
_ 13 فيلما في مدارس السينما
_ 17 فيلما في أفلام الشتات
_ 8 سلسلات تلفزية
هذا إضافة إلى أفلام في قسم البانوراما
ويمثل تونس في الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان فيسباكو كل من "رضا
الباهي" بفيلمه "ديما براندو" الحاصل على عدد كبير من الجوائز من بينها
أفضل إنتاج في مهرجان أبو ظبي، أفضل إخراج في الاسكندرية، جائزة لجنة
التحكيم من مهرجان وهران للفيلم العربي، جائزة أفضل ممثل في دور ثان وقد
ذهبت إلى الراحل "سفيان الشعري" من مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية...
وفي باب الفيلم القصير يمثل تونس المخرج "أنيس الأسود" بفيلمه "صباط
العيد، وفي مسابقة الفيلم الوثائقي تشارك تونس بفيلمين هما "تونس ما قبل
التاريخ" ل"حمدي بن أحمد"، و"meme
pas mal" لنادية الفاني
كما يشارك أيضا كل من "وليد مطار" بفيلمه القصير "قربان" و"محمد الزرن"
بفيلمه الوثائقي "ديقاج" ضمن قسم البانوراما
وفي لجان التحكيم عنصر تونسي وحيد هو "محمد شالوف" الذي اختير عضوا في
لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الرقمية والسلسلات التلفزية
التظاهرات الثقافية دليل حياة الجسد الإفريقي
وحول الظروف الأمنية الصعبة التي تواجهها قارتنا السمراء ومدى تأثيرها
على المهرجان قال "ميشال وادراغو" إنه تم الإعداد جيدا لتفادي الإشكاليات
الأمنية، وأكد أن تنظيم المهرجانات والتظاهرات الثقافية في إفريقيا هي دليل
حياة الجسد الإفريقي الذي تعلم مواجهة المصاعب بالكثير من التحدي...
هذا ونشير إلى أن ميزانية المهرجان تبلغ مليون ونصف مليون أورو
ويتجاوز عدد الضيوف 3 آلاف ضيف من إفريقيا والدول الأجنبية، وتنتظم دورة
هذا العام تحت شعار "السينما الإفريقية والسياسات العامة في إفريقيا"
الصريح التونيسية في
05/02/2013
مستوى الأفلام ضعيف ومحير...
و15 مديــــر مهرجان دولي في ضيافة طنجـــة
إعداد : كوثر الحكيري
كان اليوم الثاني في المسابقة الرسمية للدورة عشرة للمهرجان الوطني
للفيلم مختلفا، إذ حصل إجماع حول ضعف جميع الأفلام المشاركة مما دفع الحضور
وخاصة منهم ضيوف المهرجان من صحافيين وسينمائيين ومديري المهرجانات إلى
مغادرة قاعة العرض في الحصص الثلاثة هذا على الرغم من الانتظارات الكبيرة
من صانعيها...
التفاصيل في الورقة التالية:
ضعف محير
ليس غريبا أن تعرف الصناعة السينمائية في أي بلد بعض الهزات في مستوى
أفلامها، ولكن الثابت أنه على الرغم من هذه الهزات، ثمة حد أدنى من المعرفة
السينمائية التي تترجم في تجارب لا يجب التنازل عنها... إلا أن ما عرض في
اليوم الثالث من المسابقة الرسمية للدورة الرابعة عشرة للمهرجان الوطني
للفيلم استعصى عن التصنيف، فلا هو سينما، ولا هو حتى تلفزة أحيانا، وقد رأى
الكثيرون أن المستوى العام للأفلام المغربية هذا العام محير في ضعفه...
في الحصة الأولى عرض فيلم «حياة الآخرين» للمخرجة «بشرى بلواد» وهو
أضعف التجارب في المسابقة حتى الآن... فيلم رديء على جميع المستويات، حتى
أن الجمهور سخر منه في القاعة قبل مغادرته...
تدور الفكرة حول زوجين غنيين، تصاب علاقتهما بالفتور، في المقابل
زوجين شابين يسهران على خدمتهما ويملكان الطموح والشباب... يقوم الزوجان
الغنيان بتصوير الثنائي الشاب أثناء ممارستهما الجنس ويقايضانهما من أجل
فكرة لا منطق فيها يتم بمقتضاها زواج الرجل الغني من خادمته، والفتى الشاب
حارس الفيلا من السيدة الغنية، وتدور رحى ليلة الدخلة بين الأربعة على فراش
واحد...
تفاصيل الفيلم تدور في الفيلا على الفراش وفي المسبح، لا توجد
اجتهادات في الإخراج، وبدا الفيلم وكأنه فيديو حفل زواج رديء الصنعة كان
مثار سخرية الجميع بما في ذلك الجمهور الذي يميل عادة إلى الأعمال
الخفيفة...
أما الفيلم الثاني فهو للمخرج الكبير «محمد عبد الرحمان التازي» الذي
تخرج في المعهد العالي للدراسات السينمائية بباريس، اقترح عددا كبيرا من
الأفلام أهمها «باديس» سنة 1988 الذي يصنفه السينمائيون أجمل ما اقترح هذا
السينمائي، تدور أحداثه سنة 1974 في بلدة أسبانية على الأراضي المغربية،
إلى هذا المكان البعيد الذي تختلط فيه الهويات اختار أن ينتقل مدرس من
كزابلانكا لكي يتمكن من مراقبة زوجته التي يشتبه في وفائها، وعلى الرغم من
احتجازها في البيت تربط الزوجة علاقة صداقة بفتاة من البلدة تعاني هي
الأخرى من سجنها الخاص إلى أن يأتي يوم تحاولان فيه الفرار.
وقبل «باديس» أخرج «ابن السبيل»، ف»البحث عن زوج امرأتي»، و»للا
حبي»...
يميل «التازي» إلى السينما الاجتماعية بنكهة كوميدية ساخرة، ويعود هذا
العام بتجربة لا تحيد عن هذا المسار تحمل عنوان «البايرة» (لا تختلف في
معناها عن اللهجة التونسية أي العانس) تشارك فيها التونسية «كاهنة عطية» في
المونتاج
كانت الانتظارات كبيرة جدا من هذا الفيلم لأن مخرجه اسم علم في
ميدانه... ولكنه فاجأنا بمستوى متوسط تحول فيه الفيلم إلى شريط تلفزي حول
عائلة مغربية يموت عمادها، ويرشح شقيقه غير المتزوج نفسه لإدارة عائلة
شقيقه بخفة دمه ومواقفه الطريفة، يسكنه هاجس تزويج ابنة شقيقه التي تعمل
مضيفة طيران، تأخرت في الزواج وهو أمر لم يرضيه...
أي نعم «محمد عبد الرحمان التازي» مخرج كبير وهو متمكن من صنعته فلم
يسقط في فخ بعض الأخطاء البدائية في «الكادراج» مثلا ولكن ما اقترحه شريط
تلفزي مسل للجمهور ويمكن أن ينجح في القاعات...
وبدوره خيب المخرج «كمال المحوطي» التوقعات في فيلمه «خويا» الذي نال
دعما ماليا من مؤسسة الدوحة للسينما وصندوق سند (أبو ظبي) وصندوق إنجاز
(دبي) والفرنكفونية ولكن ذلك لم يكن كافيا ليقترح فيلما جيدا على الرغم من
الانتظارات الكبيرة التي سبقت عرض الفيلم...
«خويا» تجربة لا روح فيها، تدور فكرته حول رسام ممزق بين فرنسا
والمغرب، بين حبيبة القلب التي هجرته وشقيقه الذي يحضر في مرسمه وفي ذهنه،
وفي النهاية لا يمكننا أن نتحدث عن فيلم متماسك بل عن تجربة لا روح فيها،
اختار صاحبها أن «يتفلسف» ويعقد تفاصيل فيلمه فبدأ الجمهور في مغادرة
القاعة منذ الدقائق الأولى منه، لتتسرب العدوى إلى الصحافيين ومديري
المهرجانات ممن لم يتحملوا «خويا» أكثر من نصف ساعة...
ثمة إجماع حتى الآن على أن مستوى أفلام الدورة الثالثة عشرة للمهرجان
الوطني للفيلم أفضل بكثير مما اقترح هذا العام... وثمة اتفاق على أنه متى
كان الإنتاج غزيرا قلت الأعمال الجادة، ومع هذا فحتى للرداءة حدود لا يمكن
تجاوزها وللسينما قواعد لا يمكن الحياد عنها...
وبعد خيبة الكثيرين في أفلام كنا نتوقع منها الجودة، اتجهت الأنظار
نحو الأيام القادمة التي ينتظر أن تحدث الفارق بفيلم «يا خيل الله» للمخرج
«نبيل عيوش»، و»زيرو» لنور الدين الخماري، و»القمر الأحمر» لحسن بن جلون،
و»حدود وحدود» لفريدة بن اليزيد والوثائقي المثير للجدل «نساء بدون هوية»
ل»محمد العبودي»...
15 مدير مهرجان دولي في ضيافة المهرجان
وسع المهرجان الوطني للفيلم في دورة هذا العام من قاعدة ضيوفه بين
النقاد الذين يعول على تحليلاتهم لتحسين مستوى الأفلام المغربية ومديري
المهرجانات ممن تجاوز عددهم هذا العام 15 مدير مهرجان من العالم كله بعضهم
جاء لانتقاء عدد من الأفلام المغربية لبرمجتها في الدورات القادمة، والبعض
الآخر جاء ليتعرف على هذه السينما التي تعرف حراكا كبيرا وبدأت شيئا فشيئا
في سحب البساط من الجميع...
استضافة مديري المهرجان للمهرجان الوطني للفيلم الذي يعرض فيه كل ما
ينتج من أفلام روائية طويلة وأفضل ما اقترح من أفلام قصيرة خطة تسويقية
ذكية جدا لفرض الفيلم المغربي في المهرجانات، خاصة أن حضوره في السنوات
السابقة كان محدودا مقارنة بالحركية السينمائية والتشجيعات على السينما
والتظاهرات السينمائية الكثيرة جدا التي تشهدها المملكة المغربية في كل
منطقة فيها على مدى العام...
أما عندنا فآخر هم أيام قرطاج السينمائية توفير فرص لتسويق الفيلم
التونسي في المهرجانات، ويبقى حضور بعض أفلامنا انطلاقا من الاجتهادات
الشخصية للمنتجين والمخرجين...
الصريح التونيسية في
06/02/2013
|