حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أنطوني هوبكنز:

لا أعيش أدواري لئلا تقع الكارثة

باريس - نبيل مسعد

 

لعب دور الرسام الشهير في فيلم «بعد بيكاسو» (1996) وكوازيمودو في «أحدب نوتردام» (1982) غير آكل لحوم البشر هانيبال ليكتر في الفيلم المكلل ببضع جوائز «صمت الحملان» (1991). أنه أنطوني هوبكنز الممثل البريطاني الذي كرمته الملكة إليزابيث الثانية بلقب «سير». وها هو يؤدي شخصية ملك أفلام الإثارة والخوف الراحل ألفريد هيتشكوك في فيلم من إخراج ساشا جرفازي عنوانه «هيتشكوك» يتقاسم فيه البطولة مع النجمات سكارليت جوهانسون وجيسيكا بيل وهيلين ميرين. وخضع هوبكنز لساعات طويلة من المكياج قبل بدء جلسات تصوير الفيلم حتى تبدو ملامحه أقرب ما يمكن إلى ألفريد هيتشكوك البدين. إضافة إلى اتخاذه اللكنة المميزة التي صارت مع مرور الزمن من الصفات التي اشتهر بها السينمائي البريطاني الفذ.

ويتعرض فيلم «هيتشكوك» لفترة مطلع الستينات من القرن العشرين، التي كان المخرج الكبير يحضر فيها فيلمه «سايكو» بمساعدة زوجته التي وقفت إلى جانبه في كل أعماله الفنية، وللصعوبات التي عانى منها بسبب رفض العديد من المنتجين تمويل «سايكو» لاعتقادهم بأن السيناريو لم يكن على مستوى أفلام هيتشكوك السابقة. ثم كيف صار «سايكو» في النهاية أهم نجاح حققه هيتشكوك في حياته الفنية.

في باريس التقت «الحياة» هوبكنز الذي جاء إلى العاصمة الفرنسية للترويج لفيلم «هيتشكوك».

·        هل تعتبر أنك تشبه ألفريد هيتشكوك من حيث المظهر بطريقة ما؟

- لا على الإطلاق، لكنني تحولت من أجل الفيلم وبمساعدة الماكياج من ناحية، ثم أسلوبي في الأداء من جانب آخر إلى ألفريد هيتشكوك. لقد تعلمت طريقته في اللفظ والمشي والجلوس. نعم، يمكنك أن تقول إنني في النهاية صرت أشبهه. لكنني أشكر السماء على أنني كنت أعود في ختام كل يوم عمل إلى ملامحي الطبيعية.

·        لماذا تشكر السماء؟

-لأنني أرغب في الاحتفاظ بمظهري الشخصي وألا أشبه غيري. هل تتخيل ماذا يكون عليه الأمر إذا تغير شكلي في الحقيقة إثر كل شخصية سينمائية أؤديها؟

·     ولكن هل كنت تحتفظ ، من حيث التصرفات مثلاً، بشيء من شخصية هيتشكوك خارج أوقات التصوير؟

- أعرف أن هناك كثيرين من الممثلين يدّعون تقمص الشخصية التي يؤدونها من يوم بدء التصوير وحتى الانتهاء منه، ولا أرغب في اتهام أي زميل بالكذب لكنني حقيقة لا أمارس مثل هذه الطريقة وذلك لمجرد أنني مهني واللعب هو عملي، وبالتالي أسعى إلى إنجازه في الأوقات المخصصة له وليس في بيتي في المساء. كانت زوجتي قد غادرتني لو كنت أتصرف معها في البيت بطريقة ألفريد هيتشكوك. وحاول أن تتخيل ما الذي كان يمكنه أن يحدث إذا كنت قد نقلت إلى حياتي الشخصية أفعال آكل لحوم البشر هانيبال ليكتر في أثناء تصوير فيلم «صمت الحملان».

·        هل أنت من محبي ألفريد هيتشكوك؟

- أنا فعلاً معجب ببعض أفلام هيتشكوك، ولكن ليس كل أعماله، لأنني مؤمن بأن أفلامه غير متكافئة. أقدر شخصيته قبل كل شيء لأنه لا يزال الرجل الذي ناضل بهدف فرض أفكاره التقدمية على المهنة السينمائية، فهو أول من جرب طريقة الأبعاد الثلاثية مثلاً في زمن لم يشهد اقتناع أي منتج سينمائي بهذا الأسلوب في تصوير الأفلام وعرضها. وهو فعل ذلك في فيلمه «اضغط على حرف الميم كي تحدث الجريمة». لقد دخل هيتشكوك إلى تاريخ السينما العالمية وهذا أمر أدركه كلياً وأوافق عليه.

من الألف إلى الياء

·     تدور أحداث فيلم «هيتشكوك» أثناء قيام المخرج بتحضير فيلم «سايكو» بالتحديد، فهل تعتقد بأن هذه الفترة هي الأهم في حياته الفنية؟

- لا أعتقد بأن هذه الفترة هي بالضرورة الأكثر إثارة في حياته، لكنها لا تزال من أهم مراحل مشواره السينمائي. كان هيتشكوك على دراية تامة بالتأثير النفسي الذي كان في إمكان فيلم مثل «سايكو» أن يمارسه على المتفرجين، وذلك لأن فيلمه كان مخططاً من الألف إلى الياء في مخيلته، وكانت زوجته تعلم هذا الشيء ولذا ساندته إلى أبعد الحدود في كفاحه من أجل إقناع المنتجين الذين لم يعجبهم نص السيناريو والذين اعترضوا على أن يتناول عمل سينمائي حكاية سفاح مختل عقلياً. فقد كان الشيء المكتوب موضوعاً في حد ذاته بالمقارنة بالنتيجة المصورة في ما بعد. ويكفي أن مشهد قتل المرأة في الحمام صار في ما بعد موضع تحليل لقطة وراء لقطة في مدارس السينما العالمية، بينما لم يدل وصفه في السيناريو على عبقرية فذة إطلاقاً.

·     ما رأيك في اختيار سكارليت جوهانسون وجيسيكا بيل من أجل أداء بطلتي «سايكو» جانيت لي وفيرا مايلز إلى جانبك في فيلم «هيتشكوك»؟

- لقد تحمست على الفور لفكرة إسناد دور جانيت لي إلى سكارليت جوهانسون لأنني تخيلتها بلا صعوبة في هذه الشخصية، بينما عبرت للمخرج ساشا جرفازي عن قلة اقتناعي بصلاحية جسيكا بيل لدور فيرا مايلز من دون أن أستطيع تبرير فكرتي، فقد كان الأمر إحساساً أكثر منه تحليلاً للموقف. وفي النهاية فعل جرفازي ما شاء أن يفعله من دون أن يعير رأيي أي أهمية، وأعترف الآن بمدى صحة وجهة نظره وأشكره على أنه لم يسمع كلامي ولم يتأثر به بتاتاً. لقد رأيت جسيكا بيل وهي تؤدي الدور ووجدتها مذهلة. وخلاصة الكلام أن المخرج ليس عليه أن يسأل الممثل رأيه أبداً في موضوع اختيار الفنانين الذين سيؤدون سائر الأدوار في أي فيلم أو مسرحية.

لم أعثر على مبرر

·        هل وافقت على المشاركة في هذا الفيلم فور عرضه عليك؟

- هل تقصد أن المخرج ساشا جرفازي لا يتمتع بشهرة كافية من أجل أن يمنح ممثلاً مثلي ثقته بلا تردد؟

·        لا أنا أسألك فقط عن رد فعــــلك الــــفوري عند تســــلمك عرض أداء دور ألفريد هيتشكوك؟

- أنا فعلت ما أفعله دائماً، بمعنى أنني تمعنت في قراءة نص السيناريو قبل أن أطلب لقاء المخرج ومناقشته في توجهاته الفنية بالتحديد. والسيناريو جذبني إلى درجة كبيرة، أما جرفازي فتصرف مثل أي مخرج معروف وفسر لي تصوره للفيلم ولدوري بالتحديد، وبعد ذلك لم أعثر على مبرر ما لرفض العرض المطروح علي، فوقعت العقد. والواقع أن جرفازي، وإن كان لم يخرج للسينما من قبل هذا الفيلم، يمكن اعتباره من أكفأ مؤلفي السيناريوات في هوليوود، وهذا أيضاً أمر أخذته شخصياً في الحسبان قبل إعطاء موافقتي النهائية على الدخول في المشروع.

·        هل تعتقد أن فيلم «صمت الحملان» هو أجمل أفلامك حتى الآن؟

- لا أعرف إذا كان الأجمل مثلما تقول، لكنه بلا جدال من أهم أفلامي بما أنه نجح على المستوى العالمي وسمح لي بتحقيق شهرة دولية لم أعرفها من قبل. وغير ذلك فهو في حد ذاته يتميز بصفات في الإخراج تجعله من الأعمال التي تؤخذ في الحسبان عند التعرض للأفلام التي تترك بصمات فوق صفحات تاريخ السينما في العالم.

·        ما هي مشاريعك الآنية؟

- المساهمة في فيلم «همينغواي وفوينتس» فأنا سأنتقل من أداء دور السينمائي ألفريد هيتشكوك إلى ذلك الخاص بالأديب إرنست همينغواي، لكننا سنتحدث عن هذا الفيلم الجديد في لقاء مقبل.

الحياة اللندنية في

01/02/2013

 

«السرقة العظمى للكتب»

يدفع الفلسطينيين الى المطالبة بتراثهم المنهوب

رام الله - بديعة زيدان 

أثار عرض فيلم «السرقة العظمى للكتب»، في مركز خليل السكاكيني بمدينة رام الله، قبل أيام، ردود فعل ما بين الأسى والغضب، وصلت إلى درجة أن وزيرة الثقافة سهام البرغوثي وجدت أن الوقت بات مناسباً للمطالبة باسترداد الكتب الفلسطينية المنهوبة من قبل العصابات الصهيونية، والموجودة بالآلاف، وفق الفيلم، في المكتبة الوطنية الإسرائيلية، بعد أن اختفت من بيوت الفلسطينيين المهجرين عقب نكبة الفلسطينيين، واستولى عليها العاملون في هذه المكتبة بالدرجة الأولى، وغيرها من المكتبات الإسرائيلية، وهي كتب تقع تحت مسؤولية مؤسسة ما يعرف بـ «أملاك الغائبين»، التي تقوم على قانون عنصري لمصادرة أملاك الفلسطينيين ممن لجأوا إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، أو دول الجوار، وباتوا يعيشون في مخيمات تتفاوت في مستويات مأسوية العيش فيها.

وقالت البرغوثي: «حان الوقت لتقديم طلبات لاسترداد الكتب المنهوبة، بخاصة بعد حصول فلسطين على عضوية اليونسكو، وعضوية دولة مراقب في الأمم المتحدة... علينا ألا نتخاذل في هذا الأمر على الإطلاق».

نكبة الكتب

والفيلم، الذي أخرجه الإسرائيلي بيني برونر المقيم في أمستردام، وأنتجته قناة «الجزيرة الدولية»، يسلط الضوء على جانب لم يسبقه إليه أحد في السينما، ويتعلق بنكبة عام 1948، وأثار حفيظة الإسرائيليين عند عرضه في تل أبيب، قبل عرضه في رام الله.

وكان برونر قال في تصريحات صحافية: «إن إسرائيل مسؤولة عن الظلم الذي وقع على الفلسطينيين لسنوات عدة... أتصوّر أننا يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا، وأن نكون في الجانب الصحيح من التاريخ، عبر الاعتراف بالتسبب بمأساة أناس آخرين».

وأضاف برونر في لقاء تلفزيوني مع فضائية «بي بي سي» البريطانية: «عند عرض الفيلم في تل أبيب وُجّهت إليّ وإلى الفيلم انتقادات، وصلت إلى أن البعض وصفه بأنه الفيلم الأسوأ الذي يشاهدونه على الإطلاق، وأنني زورت الحقائق عندما تحدث عن سرقة الكتب الفلسطينية بعد حرب عام 1948، في حين أن ما قام به العاملون في المكتبة الوطنية الإسرائيلية، كما يرى المنتقدون، يندرج في إطار إنقاذ الكتب وحمايتها».

على مدار 48 دقيقة، هي مدة عرض الفيلم، يروي هذا الوثائقي المثير للجدل، كيف أنه، وخلال الأشهر الأولى للنكبة الفلسطينية، اقتحم أفراد العصابات الصهيونية المنازل الفلسطينية في المدن والقرى المهجّرة، وكان من بين مهامهم جمع أكبر عدد من الكتب القيّمة والمخطوطات التي تواجدت في هذه البيوت.

تفكيك التاريخ

مهما يكن من أمر من الواضح أن أهمية هذا الفيلم تأتي من منطلق كونه يدحض الدعاية الإسرائيلية بأن الفلسطينيين «شعب بلا ثقافة»، كما يهاجم بقوة، السرد «الأخلاقي» و «البطولي» الذي اعتاد الإسرائيليون أن يصيغوه لما حدث خلال حرب عام 1948، وهو بالتالي يفكك بصورة مقنعة التاريخ وينبش الماضي.

ويوثق الفيلم استناداً إلى إحصائيات المكتبة الوطنية الإسرائيلية ما يقارب الـ 30 ألفاً من الكتب الخاصة من القدس فقط، و40 ألفاً أخرى من حيفا ويافا وعكا والناصرة وبعض مدن الداخل الفلسطيني، ويقول انه يمكن اليوم العثور على حوالى ستة آلاف من هذه الكتب على رفوف المكتبة الوطنية الإسرائيلية، مصنّفة بحسب المؤلف والعنوان وتحت فهرسة برمز AP الذي يعني «ممتلكات متخلّى عنها»، كما يوثق الفيلم «حقيقة أن مجموعة من أمناء المكتبات من المكتبة الوطنية في إسرائيل رافقوا جنود العصابات الصهيونية أثناء دخول البيوت الفلسطينية وسرقة الكتب»، تحت إدارة شلومو شولاني.

ولقد تحدث في الفيلم ناصر النشاشيبي المؤلف والكاتب المقدسي، عن «سرقة مكتبة خاله إسعاف النشاشيبي الذي ترك موروثاً ثقافياً وكتباً ومخطوطات لا تقدّر بثمن»، وقد تمكّن ناصر النشاشيبي من دخول المكتبة الوطنية الإسرائيلية والإطلاع على بعض الكتب التي تعود ملكيتها إلى خاله وعليها اسمه، وأحدها كتاب «المكرميات» للكاتب أحمد ناصر جودي الذي أهدى كتابه هذا إلى إسعاف عام 1945 مع التوقيع والإهداء الشخصي على صفحات الكتاب الأولى.

أما الراحل محمد البطراوي، فقدّم في أحد مشاهد الفيلم شهادته، حول العربات العسكرية الإسرائيلية التي حملت كتباً كثيرة من منازل مدينة الرملة المهجّرة، ونقلتها إلى أماكن «لا أحد يعلمها»، وهو ما أكد عليه كتاب وناشطون إسرائيليون.

كما أشرك الفيلم الكاتبة الفلسطينية غادة كرمي التي دخلت إلى فناء بيت والدها المسلوب في حيّ القطمون، وعادت في الذكرى إلى صورة والدها وهو جالس على كرسيّه ومن خلفه رفوف الكتب التي جمعها طوال عمره. وهي تحدّثت عن عمله على قاموس إنكليزي عربي عمل على جمع الكثير فيه، وقد كان عملاً استثنائياً اضطر للتخلي عنه مع عدد كبير من الكتب حين هجّروا عام 1948، مشيرة إلى مكان بيت الكاتب والمؤلف الفلسطيني خليل السكاكيني وتحدّثت عن أعماله وكتبه التي سرقت من منزله عام النكبة، والكثير منها موجود ضمن الكتب الستة آلاف الموجودة في على رفوف المكتبة الوطنية الإسرائيلية.

أما المؤرّخ الإسرائيلي إيلان بابيه فقال في مقابلة معه في الفيلم: «لا يهمني ما الطريقة التي حفظت فيها هذه الكتب، ما يهمني عودة هذه الكتب إلى المكتبات الفلسطينية»، مضيفاً: «إن الإسرائيليين يعملون من خلال سرقة هذه الكتب على محو ومسح التاريخ الفلسطيني بطريقة أو بأخرى، وهو أمر عنصري ومرفوض كلّياً».

الحياة اللندنية في

01/02/2013

 

«دوار شاتيلا» ... في انتظار الأمل

بيروت - محمد غندور 

تتحوّل كاميرا ماهر أبي سمرا في فيلمه «دوار شاتيلا» إلى إنسان. وهذا الإنسان يشعر ويتألم ويتكلم ويعبِّر ويُعاتب. هي لا تقوم بدورها في نقل الصورة فقط، بل تتآخى مع سكان مخيم شاتيلا، إلى أن تصبح جزءاً منهم، ولها حكايتها التي تريد أن ترويها. لم تعد الكاميرا هنا «أجنبية». صارت من أهل البيت، لها حرية التنقل والتصرف في المخيم الذي أنشئ عام 1949 بطول كيلومتر وعرض 600 متر، لإيواء المئات من اللاجئين الفلسطينيين الذين تدفقوا إليه من قرى أمكا ومجد الكروم والياجور في شمال فلسطين بعد عام 1948.

وليبتعد أبي سمرا عن الـــسرد والتوثيق والشرح في عمله، قدّم خلال دقيقتين في مطلع الفيلم، شرحاً مختصراً ومكثفاً لتاريخ المخيم وما مر به من أزمات وتسويات وانتكاسات، وما تعرّض له من مؤامرات وحروب ومجازر.

لقطة واسعة من على سطح أحد المباني، تظهر ضيق الممرات وبالتالي انعدام الأفق. الضيق هنا رمزيّ، يعبر عن صعوبة الانتقال خارج المخيم، حيث لا فرص عمل ولا أوضاع معيشية جيدة، ولا تعامل إنسانياً مع اللاجئين، إذ لا حقوق لهم مهما كانت بسيطة. والضيق أيضاً يعني مرور الزمن ببطء وثقل، وتشابه أعمال الليل مع أعمال النهار، والاكتفاء بالجلوس على كرسي والتحديق في ممرات ضيقة، والاستماع إلى تحليلات ونقاشات مملة، والغوص في أحلام لن تتحقق.

بعيداً من التلصص

تعيش الكاميرا في المخيّم، متنقلة بين أفراده في الشارع الرئيس من دون أن تتلصص عليهم. تمر كأنها تلقي التحية. تجلس قليلاً مع أحدهم، فيخبرها عن معاناته من إصابات عدّة في قدمه وبطنه ويده، وعدم قدرته على تسديد ديون العمليات. تنتقل إلى زاوية أخرى، لتسمع رواية عن صبية دفنت أخاها وراحت تصوّره وتغني له أغنياته المفضلة.

باتت المأساة تفصيلاً عادياً من تفاصيل الحياة اليومية هنا، فلا حزن ولا حسرة لدى التعاطي مع الأمور البشعة. المجزرة التي حدثت عام 1982، خدّرت أهالي المخيّم، فصار الحديث عن الشهداء عادياً. لم يعد ثمة مجال للحزن في ظل ظروف معيشية ضاغطة.

يقف شاب أمام الكاميرا مستعرضاً قواه وأوشامه الكثيرة على ظهره. فتاة «تفرم» التبولة تسترجع ذكريات عن المجزرة. لا يتدخل أبي سمرا في محتوى مشاهده. يثبت كاميرته ويترك للشخصيات حرية الكلام، من دون أن يحدد موضوعاً معيناً. بعض الشخصيات صمتت، لكن صمتها كان بليغاً. تتكلم العيون في المخيم، تروي آلاف القصص، وتسرد سيراً ذاتية.

الفيلم الذي أنتج عام 2004، وأعيد تقديمه أخيراً خلال نشاط لـ «نادي لكل الناس» بالتعاون مع جمعية السبيل، يصلح عرضه بعد سنوات ومن دون تعديلات، لأن أوضاع المخيم خلال الأعوام الماضية لم ولن تتغيّر.

إلحاح الوجع

المأساة ما زالت موجودة، والحكايات لا تزال موجعة. خلال تصوير الفيلم، زار وفد أجنبي المخيّم، وتنقل فيه. ولدى توقفه أمام منزل إحدى القاطنات، صرخت قائلة: «ارحلوا..لا نريدكم هنا»، ووجهت كلاماً قاسياً إلى بعض مرافقيهم الفلسطينيين مفاده بأن يتوقفوا عن التسول، واستغلال القضية.

يفتح هذا المشهد، نقاشاً واسعاً حول كيفية تعاطي وفود أجنبية ومحلية مع سكان المخيم، على أنهم «سلع» لمواد تصويرية أو مشاريع سينمائية. ولا يخلو المخيم من أناس يريدون التصوير أو التقاط صور مع الأطفال. ويساهم في هذه الإشكالية الطريقة التي يتعاطى بها بعض المسؤولين في المخيم مع الوفود واللجان الزائرة.

لا يصنف الفيلم في خانة التسجيلي أو الوثائقي، ربما هو أقرب إلى سينما الواقع، ويتشابه إلى حد كبير مع برامج «تلفزيون الواقع»، إذ إن المخرج يبتعد عن الفلسفة السينمائية، أو التفنن في الإخراج، والاعتماد على منهج عشوائي عفوي لتقول الشخصيات ما لديها.

الجميل في العمل، أن الكاميرا لا تبحث عن روايات لا يريد أصحابها أن يسردوها. تتوقف حين يتوقفون، وتتنفس حين يتنفسون.

الحياة اللندنية في

01/02/2013

 

الكوميديا الشعبية في إخراج تجريبيّ

الدار البيضاء - نور الدين محقق 

يراهن الأخوان سهيل وعماد نوري، أبنا المخرج السينمائي المغربي المعروف حكيم نوري، في الجزء الثالث من الفيلم السينمائي الكوميدي «فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت»، الذي سبق لأبيهما أن أخرج جزءيه الأولين فلقيا معاً نجاحاً جماهيرياً ملحوظاً، أن يتابع هذا الفيلم الكوميدي الجديد مسار سابقيه، سواء من حيث لعبة الكوميديا والتي تعتمد في الغالب، كما هي الكوميديا العادية، على لعبة المفارقات بين نوعية الشخصيات أو نوعية المواقف التي يتواجدون فيها. إضافة إلى الاعتماد تقريباً على كل شخصيات الجزءين السابقين مع ملاحظة غياب الفنان رشيد الوالي خصوصاً في الجزء الثالث، ليحضر مكانه حكيم نوري ممثلاً رئيساً، إضافة إلى كل من الفنانين المعروفين أمينة رشيد وأسماء الخمليشي ومحمد بسطاوي ومحسن ملزي.

هزلية صراع المصالح

ينبني الفيلم الجديد على قصة هزلية تتشابك فيها المصالح مولدة حالات تناقض مضحكة، وتتمثل شخصياتها في رجل الأعمال (الذي جسد دوره الفنان حكيم نوري باقتدار وبطريقة هزلية جميلة ومبتكرة أضفى عليها الإخراج المميّز للأخوين نوري لمسات تجديدية واضحة تسير في منحى إخراجي يركّز على التقطيع المشهدي مانحاً الفيلم رؤية سينمائية مغايرة)، ومن حارسه الشخصي الذي جسد دوره الفنان الشاب محسن ملزي.

كما تنبني القصة على شخصية الحاجة فخيتة، المرأة الحديدية التي جسدت دور الحماة الصعبة في الجزءين السابقين بكثير من التميز، وهي في هذا الجزء الثالث تجسّد الشــخصية نفســـها لكن في جانبها الأنثوي الذاتي حيث تريد أن تستعيد الأيام التي هربت منها وتبـــحث عن زوج لها، هي التي كبرت في السن، دون أن تريد الاعـــتراف بذلك، مرغمة ســـائقها على الذهاب بها إلى مزاغان حيث تريد أن تستمتع ببعض الأيام.

في مقابل هذه الشخصيات نجد شخصية المرأة اللعوب ليلى، التي كانت عشيقة لحميد، زوج بنت الحاجة فخيتة نفسها، إضافة إلى المرأة التي كانت تشتغل خادمة في بيت الحاجة. وهذه الشخصيات ستتقاطع مصائرها في لقاء بأحد الفنادق الكبرى.

الحاجة فخيتة ستعجب برجل الأعمال، كما سيعجب رجل الأعمال هذا الذي لم يكن في الأصل سوى تاجر مخدرات بالمرأة الحسناء ليلى، وهو ما سيولد صراع بين الاثنتين، وستعجب ليلى ذاتها بالحارس الشخصي لرجل الأعمال، لكن هذا الأخير لا يستطيع أن يخون سيده، فلا يكون منها إلا أن تتهمه بالجبن. في الجانب الآخر يلتقي سائق الحاجة فخيتة بالخادمة السابقة لديها التي أصبحت تشتغل في هذا الفندق الكبير، وتنشأ بينهما علاقة حب ملتهبة.

وبين هذا الجانب وذلك سيكون مصير صفقة مخدرات في مهب الرياح، حيث تستولي على المخدرات المهربة في النهاية المرأة اللعوب ليلى تاركة رجل الأعمال المزيف يتصارع مع زوجته السابقة التي لحقت به إلى الفندق والحاجة فخيتة التي رغبت في الزواج به.

إخراج تجريبي

تميز هذا الجزء الثالث من الفيلم «المسلسل»، باختلاف طريقة التشخيص فيه عن سابقيه خصوصاً من لدن كل من الممثلين حكيم نوري وحارسه الشخصي، إذ يتم هنا الاعتماد على الأكشن، بحيث بدا الفيلم في بعض اللقطات شبيهاً بأفلام الحركة. لكنها الحركة التي انبنت على الطابع الكوميدي المناسب لنوعية الفيلم ككل، كما أن الفنانة أسماء الخمليشي أجادت في تقمص دور المرأة اللعوب، هذا الدور الذي سبق لها أن لعبته أيضاً في الجزءين السابقين من الفيلم، بحيث لم يكن الدور غريباً عنها. وهو ما منح الفيلم تماسكه الكوميدي وتوازنه بين سيدة كبيرة في السن جسدتها الفنانة القديرة أمينة رشيد بشكل جيد، وامرأة معتدة بجمالها الأنثوي جسدتها الفنانة أسماء الخمليشي، وهما تتصارعان حول الرجل نفسه.

أما طريقة الإخراج فقد حاولت السير في لعبة التجريب السينمائي الجديد وذلك من طريق الحد من حين لآخر من الخطية السردية للفيلم، حيث كثيراً ما تم توقيف هذه الخطية السردية، وذلك عن طريق تثبيت بعض المشاهد الفيلمية ما منح المشاهد رؤية تشكيلية مختلفة، وهو أمر، حتى وإن كان يجدد من العملية الإخراجية للفيلم ويمنحها بعداً تجريبياً لا يمكن نكرانه، يتسم في الواقع بصعوبة فإنه تحدّ وإن قليلاً، من امتداد السيرورة الكوميدية و تأثيرها السريع المباغت في نفسية المشاهد العادي خصوصاً.

الحياة اللندنية في

01/02/2013

 

مهرجان الأقصر للسينما يعزز مكانة الأفلام السمراء

القاهرة - نيرمين سامي 

تنطلق في مدينة الأقصر الأثرية الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في الفترة من 15 إلى 24 آذار (مارس) المقبل. وتهدى هذه الدورة الجديدة إلى اسمي التونسي الراحل الطاهر شريعة مؤسس مهرجان أيام قرطاج السينمائية عام 1966، والمخرج المصري الراحل عاطف الطيب الذي قدم للسينما المصرية أفلاماً لا تنسى منها: «سواق الأتوبيس» و»الحب فوق هضبة الهرم» و«الهروب» و«البريء».

ويصل عدد الدول المشاركة في المهرجان هذا العام إلى 34 دولة، ويتنافس في مسابقة الأفلام الطويلة 18

فيلماً روائياً وتسجيلياً من 15 دولة، أبرزها «خيل الله» من المغرب، إخراج نبيل عيوش، و«الزورق» من السنغال، إخراج موسى توري. ويأتي من مصر فيلم «الخروج إلى النهار» للمخرجة هالة لطفي، بين أعمال أخرى. ويتنافس في مسابقة الأفلام القصيرة 30 فيلمًا، منها 4 أفلام من مصر. ويضم قسم أفلام «الدياسبورا» للأفارقة المقيمين خارج القارة 16 فيلماً.

ونذكر هنا أن حوالى 350 فيلماً تقدمت للمشاركة في الدورة الثانية للمهرجان من 35 دولة أفريقية، وتم اختيار الأفلام للمنافسة في النهائيات من قبل لجنة مشاهدة شارك فيها مخرجون وكتاب سيناريو ونقاد، مثل المخرج سعد هنداوي وكاتبة السيناريو مريم نعوم والناقد أحمد فايق. وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة كلاً من المخرج المالي المعروف شيخ عمر سيسكو، والذي حصد عدداً كبيراً من الجوائز العالمية، إضافة إلى المخرجة التونسية مفيدة التلاتلي، والمخرجة تستسي من زيمبابوي، والفنانة ليلى علوي والمخرج يسري نصر الله من مصر. أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة فتضم المخرج والممثل البينيني سيلفستر أموسو، والناقد الجنوب أفريقي بيتر رورفيك، والناقدة السنغالية أموي ندور، والممثل خالد الصاوي، والمخرجة كاملة أبوذكري من مصر. وينظم المهرجان إلى هذا، برنامج عروض سينمائية تحت عنوان «الثورات وأفلام الحريات»، يحوي 9 أفلام تتنافس على جائزة أفضل فيلم، التي تم إطلاق اسم الصحافي المصري الراحل الحسيني أبو ضيف عليها، وتمنحها لجنة مكونة من ثلاثة نقاد صحافيين مصريين.

وتضم الفعاليات أيضاً بانوراما للرسوم المتحركة ينظمها المهرجان بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للرسوم المتحركة (أسيفا) إلى جانب ورشة لتعليم فن التحريك لمدة 10 أيام بالتعاون مع كلية الفنون الجميلة بالأقصر، ويحاضر فيها مجموعة من المحاضرين المصريين والأجانب وتنتهي بإنتاج فيلم جماعي للرسوم المتحركة، يعرض في حفل ختام المهرجان في حضور صناعه. مالي ستكون ضيف شرف المهرجان، وسيتم تكريم عدد من الفنانين هم: المخرج المالي سليمان سيسي، والمخرج مصطفى الحسن من النيجر، ومن مصر الفنانة يسرا، والناقد سمير فريد ومخرجة الرسوم المتحركة شويكار خليفة. وفي موازاة هذا تنظم إدارة المهرجان ورشاً لإنتاج الأفلام القليلة الكلفة، تحت إشراف المخرج الإثيوبي هايلي غيريما. وتهدف هذه الورشة إلى «تنمية مهارات صناع السينما الأفارقة من الشباب في إنتاج أفلام قليلة الكلفة وعالية الجودة»، و»تقوية الجسور الثقافية والإنسانية بين أبناء القارة الواحدة»، و»تدعيم الارتباط بين الشباب المبدعين الأفارقة» تحت إشراف عدد من المحترفين. ويشارك المتدربون في الورش بحد أقصى هو 2 من كل بلد أفريقي، حيث يقوم كل مشارك بتحضير فكرة فيلم قصير، روائي أو تسجيلي، لا تزيد مدته على خمس دقائق، والأفكار التي سيتم الاتفاق عليها سيتم طرحها للإنتاج خلال فترة الورشة. يهدف المهرجان إلى دعم وتشجيع إنتاج الأفلام الأفريقية والشراكات بين دول القارة من خلال تقوية الروابط الإنسانية والســـياسية بين المــــشاركين في المهرجان بوجه عام والفنانين الأفارقة بوجه خاص. أقيمت الدورة الأولى للمهرجان بين 21 و 28 شباط (فبراير) 2012، وتنظمه مؤسسة «شباب الفنانين المستقلين» وهي مؤسسة مدنية غير ربحية بدعم من وزارة الثقافة المصرية وجهات أخرى.

الحياة اللندنية في

01/02/2013

 

لبلبة فراشة السينما المصرية بدأت حياتها طفلة تسخر من النجوم الكبار

القاهرة - سعيد ياسين 

«لا.. ما تمشيش قبل ما أقولك الحقيقة، لازم تعرف إن نعيمة بتحبك قوي قوي قوي، ولو ودّوها الجنة وحضرتك اتعينت ظابط في جهنم، هاتسيب الجنة وتروح جهنم». هذه العبارة الطويلة كانت فارقة في مشوار الطفلة « لبلبة» حين أدتها بذاكرة يقظة وإيقاع سليم وانفعال منضبط في اختبار أجراه لها أنور وجدي ليعرف مدى قدرتها على الحفظ، ومدى إداركها معاني الجمل التي تنطقها، خصوصاً أن العبارة ستقولها في مشهد جوهري من مشاهد فيلم «أربع بنات وضابط» الذي كان محطة شديدة الأهمية في حياتها الفنية، ذلك لأنها لم تتعامل يومها مع فنان فقط ولكن مع مؤسسة اسمها «أنور وجدي».

مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الأخيرة كرّم لبلبة، وأصدر عنها كتاباً على عجل، ربما لضيق الوقت، وهي التي يستحق تاريخها الفني المزيد من الدراسة والتأمل والتكريم، نظراً لما قدمته للساحة الفنية طوال أكثر من 60 عاماً وامتلكت طاقات ومواهب متعددة قلما امتلكتها غيرها، وأثمرت 80 فيلماً و268 أغنية.

منذ البدايات

جاء الجزء الخاص بلبلبة في كتاب «التكريمات» مستوحى كمقتطفات من كتاب للناقد كمال رمزي الذي توقف عند بدايتها في ملهي «أوبرج الأهرام» الذي كان أقرب إلى مسرح المنوعات، حيث كان يقدم «استعراضات ذات طابع آخاذ»، يستوحى ويأتي كثير منها من أشهر الملاهي العالمية مثل «المولان روج» و» الليدو» فضلاً عن مشاركة كبار المطربين المصريين والعرب في برنامجه الذي كان يتغير كل فترة، ناهيك بعقد مسابقات الوجوه الجديدة التي كان يحضرها المنتجون والمخرجون بحثاً في المواهب.

وفي إحدى أمسيات عام 1951 شارك أكثر من 40 شاباً وشابة في المسابقة السنوية وتوالت الأصوات، وكان من الصالة طفلة صغيرة لفتت الأنظار وهي ترقص وتغني فوق طاولة في آخر الصالة. وعرف كثر يومها إنها نونيا. وفوراً طلب منها منظمو المسابقة الصعود إلى خشبة المسرح لتقدم ما تعرفه، وفعلاً غنت ورقصت على سجيتها وحصلت على المركز الأول، وتقدم المخرج نيازي مصطفى من والدتها وطلب حضورها مع ابنتها إلى «ستوديو نحاس». وذهبت في الموعد المحدد حيث كان في انتظارها نيازي مع المؤلف أبو السعود الإبياري، وأجابت عن أسئلتهما بسرعة ومن دون تردد أو خجل، وساعتها قال الأبياري: إنها لبلبة ومنذ ذلك الوقت أصبح اسمها « لبلبة» وبهذا الأسم الجديد ظهرت في الإعلان عن فيلم «حبيبتي سوسو» لأول مرة.

وفي العام التالي شاركت لبلبة الصغيرة في فيلم «البيت السعيد» الذي كتبه وأخرجه وقام ببطولته حسين صدقي محققاً فيه فكرته عن سينما «الأخلاق الحميدة» حيث طوفان الوعظ والإرشاد. وبعد ذلك شاهدها حسن الصيفي مساعد الإخراج مع أنور وجدي وهي تؤدي فقرة استعراضية على خشبة مسرح «كامب شيزار» في الإسكندرية، وهي فقرة كانت تسمي «البارودي» وتعني المحاكاة الساخرة لأعمال فنية، حيث جرى استثمارها كفقرة كوميدية لمسارح المنوعات، وفيها ترتدي الفنانة الصغيرة البدلة الاسموكنغ وتقلد على نحو كاريكاتوري طريقة أداء عبدالعزيز محمود حين يمسك بالعود ويجلس على مقعد ليغني، وتقلد كذلك فريد الأطرش بصوته المبلل بالدموع، ثم تمتد محاكاتها لتشمل حتى المونولوجست عمر الجيزاوي.

وبناء على اقتراح الصيفي ذهب أنور وجدي إلى المسرح متخفياً بنظارة سوداء وبيريه ليعاين الطفلة التي أعجب بها مساعده، وفعلاً نالت رضاه واتفق مع والدتها على الحضور إلى ستوديو» نحاس» بعد انتهاء تعاقدها مع الكازينو خلال شهور الصيف.

وفي أفلامها الأولى اعتمدت لبلبة شخصية الطفلة فبدت في ادوارها على درجة عالية من الايجابية والميل للمبادرة والذكاء ويقظة الحواس ما جعلها بالتالي فعالة تؤثر في الأحداث. كما ان اداءها راح يملأ أفلامها بالمرح والحيوية، وبدت كالنسمة المنعشة حتى في الأفلام ذات النزعة الميلودرامية، فهي شقيقة صباح في فيلم «يا ظالمني» عام 1954، وشقيقة ليلى مراد في «الحبيب المجهول» 1955.

وبعد ذلك توقفت لبلبة عن العمل في السينما طوال أربعة أعوام، ثم عادت للعمل مع حسن الصيفي في أفلام «النغم الحزين» و»قاضي الغرام» و»شنطة حمزة» و»المليونير المزيف».

لقاء حاسم

في عام 1972 التقت لبلبة المخرج حسن الإمام أثناء خروجها من مصعد مبنى التلفزيون، وعرض عليها العمل في فيلم «بنت بديعة» ثم شاركت معه في أفلام أخرى منها» السكرية» و»حكايتي مع الزمان» و»القضية المشهورة» و»عجايب يا زمن» و«حب فوق البركان». وتقول لبلبة اليوم انها تعلمت الكثير من حسن الإمام، خصوصاً أنه كان يميل إلى المشاهد الطويلة الحوارية، معتمداً فيها على أداء الممثل الذي لا بد أن يكون مستوعباً لتطور وتركيب الانفعالات المتغيرة في ذلك المشهد الواحد، وعلاقة هذه الانفعالات بأحاسيس المواقف السابقة واللاحقة.

وخلال تلك الفترة شاركت مع عادل امام في بطولة ثلاثة افلام من دون ان تجمعهما مشاهد واحدة، وهي «برج العذراء» و»شيء من الحب» و»24 ساعة حب». يومها وبحسه الكوميدي السليم توقع المخرج محمد عبدالعزيز، أن يغدو ثنائي «عادل ولبلبة» ناجحاً. فثمة كيمياء بينهما من الممكن أن تضيف لها وتزيده لمعاناً، وكانت البداية في «البعض يذهب للمأذون مرتين» عام 1987، ثم توالت أفلامهما معاً ومنها «خللي بالك من جيرانك» و»عصابة حمادة وتوتو» لمحمد عبدالعزيز، و»احترس من الخط» لسمير سيف عام 1984، و»عريس من جهة أمنية» لعلي إدريس عام 2004.

ويتوقف الكتّاب أمام تآلفها مع المخرج عاطف الطيب الذي رأى فيها ما لم يره غيره، حيث رأى إمكان اختفاء نزعات تتناقض مع مظاهر العفوية والتدفق والانطلاق، نزعات تخطط وتتآمر وتراوغ، وأدرك أن طاقتها الفنية وقدراتها أضخم وأكبر من عشرات الأدوار التي أدتها على الشاشة. وكانت البداية معه في فيلم «ضد الحكومة» أمام أحمد زكي، الذي فتح لها أفقاً جديداً، وأتاح لها فرصة تقديم النماذج البشرية والشخصيات التي لم تقدمها من قبل، الأمر الذي وضعها أمام تحديات جديدة، تمكنت من الاستجابة لها لتصل إلى قمة غير مسبوقة في فيلم «ليلة ساخنة» لعاطف الطيب عام 1995.

في خضمّ ذلك قدمت لبلبة عدداً من الأدوار المهمة في أفلام مثل «جنة الشياطين» لأسامة فوزى، و»معالي الوزير» و»لهيب الانتقام» لسمير سيف، و»فرحان ملازم آدم» لعمر عبدالعزيز، و»النعامة والطاووس» لمحمد أبو سيف، و»الآخر» و»اسكندرية نيويورك» ليوسف شاهين.

واحتوى الكتاب على حوارين مطولين للبلبة أجراهما معها كل من كمال رمزي وخالد محمود، أكدت فيهما أنها لم تخطط لحياتها، وأن اختياراتها كانت في حدود ضيقة، وأن المحطات الرئيسية في حياتها ليست من صنعها ولكنها فرضت عليها، واعترفت بأن الفن هو الذي اختارها ولم تجد سعادتها إلا فيه، وأنه عوضها عن أشياء كثيرة حرمتها منها الحياة.

الحياة اللندنية في

01/02/2013

 

خارج النص

الشتا اللي مافاتش

بقلم : مصطفى حمدى 

تبدو الشحنة الأولي من افلام الثورة والتي خرجت من خط انتاج السينمائيين الثائرين طوال العامين الماضيين كطبخة »مسلوقة« بلاطعم أولون.

التجربة والزمن يؤكدان أن الافلام التي شحنت بشجن الثورة الاولي وهتافات الجيش والشعب ايد واحدة واكتست بالغضب المتفجر ضد أمن الدولة والداخلية لم تحمل رؤية واضحة المعالم لثورة مازالت مستمرة في الشارع.

يستثني من ذلك بعض التجارب التي كان لدي صناعها شيئ من التبصير وبصيص من فهم التاريخ وبعض الخبرات »المريرة« مع أجهزة الأمن، من بين هؤلاء المخرج إبراهيم البطوط صاحب فيلم الشتا اللي فات، ذلك العمل الذي يبدو كقطرة ماء عذبة في بحر من الافكار والنظريات والاعمال الثورية الضحلة.

الحديث عن »الشتا اللي فات« الان وبعد مرور شهور علي ظهوره الاول يأتي من وحي شارع غاضب وسلطة عنيدة يقدمان عرضا دمويا رأيناه في شتاء 2011 ونراه في الشتاء الحالي وربما كل شتاء ستعيشه القاهرة طالما لم تتحقق أهداف الثورة، أدرك البطوط وهو يقدم فيلما لتوثيق الثورة انها لن تنتهي بسقوط مبارك وتبادل القبلات والاحضان والدموع بين كل المشاركين في الثورة ـ مفجروها ولصوصها ـ وان القصة تكمن في عصا مغرية تثير الشهوة ليستخدمها صاحبها رافعا شعار »العصا لمن عصا«.

كان البطوط اكثر نضجا في هذا الفيلم عن تجربتيه السابقين، حركة كاميرا دقيقة ومتزنة وتصاعد شيق لكل المؤثرات خاصة الموسيقي وأداء صادق من عمرو واكد وفرح يوسف، وكان مثيرا أن يعرض في تيتر النهاية قائمة بأسماء شهداء ومصابي الثورة منذ اندلاعها وطوال العام الماضي ولكن لم يفته ان يكتب »العد مازال مستمرا«.. ومازلنا مستمرون في عد الشهداء والمصابين مع ابراهيم البطوط كل شتاء.. باختصار الثورة مستمرة.

Mostafahamdy2009@yahoo

أخبار اليوم المصرية في

01/02/2013

 

الدورة الثالثة لمهرجان الشاشة العربية المستقلة المقبل في ليبيا

كتب: رانيا يوسف 

تعقد الدورة الثالثة لمهرجان الشاشة العربية المستقلة في الفترة من 19 وحتي 23 من فبراير المقبل بمدينة بني غازي في ليبيا والتي يديرها هذا العام الناقد محمد مخلوف.

كرس مهرجان الشاشة العربية المستقلة حالة ثقافية عربية، أشاد بها النقاد في العديد من الدول العربية والأجنبية، وعكسها الحضور المكثف لعروضه في الدورة الأولى التي عقدت في لندن عام 1999 وفي دورته الثانية التي عقدت في الدوحة عام 2001.

يقول منظمو المهرجان "إن اختيار مدينة بنغازي كمنبر جديد لانطلاقة المهرجان في دورته الثالثة وباسمه الجديد سوف يثبت أنها مركز إشعاع ثقافي وحضاري، الأمر الذي يتطلب جهوداً مضاعفة وميزانية أكبر وتنظيماً أكثر دقة، وهو ما سيحول المهرجان إلى واجهة ومركز جديدين للفيلم التسجيلي والقصير، وتكريسه على خارطة المهرجانات العربية والدولية".

وأضافوا أن "نجاح الدورة الثالثة المقبلة لهذا المهرجان رهان كبير ومسئولية أكبر، وهو أمر سوف يؤكد مرة أخرى الخبرة التي اكتسبناها في إدارة المهرجان في دورتي لندن والدوحة، والتي يجب أن تستثمر بحرية ودعم أفضل".

يشارك في المهرجان من مصر المخرج روماني سعد بفيلمه الروائي القصير "برد يناير"، والمخرج مصطفى محفوظ بفيلم "أمل دنقل"، والمخرج هيثم عبد الحميد بفيلم "النداهة.. أسطورة مصرية"، والمخرج محمد رمضان بالفيلم الروائي القصير "حواس"، وياسر هويدي بفيلم "من فوق لتحت".

كما تشارك أفلام من ليبيا والسودان واليمن والعراق وتونس والأردن والجزائر.

وسوف يصدر المهرجان كتابًا للناقدة السينمائية المصرية صفاء الليثي بالتزامن مع انعقاد المهرجان بعنوان "الملهم والمبدع في السينما الأخرى".

ويقام المهرجان برعاية المجلس المحلي لمدينة بني غازي.

البديل المصرية في

01/02/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)