حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بعيدا عن السياسة، النجم السوري غسان مسعود يتحدث لـ«التونسية»:

المثقف العربي.. عاطل عن العمل

 

·        إدريس أستاذي وقنّون حبيبي..

·        تونس هي  مائي المسرحي..

·        الفن يبني  والسياسة تهدم..

·        أنا محبط وخائف من المستقبل

يعدّ غسان مسعود أحد أبرز الفنانين السوريين خلال العشرية الأخيرة، فقد تمكن أستاذ المسرح القادم من طرطوس من اقتحام السينما العالمية بأدوار متنوعة أبرزها دور صلاح الدين الأيوبي في «مملكة السماء»لريدلي سكوت و«قراصنة الكاراييبي:في نهاية العالم» و«وادي الذئاب فلسطين». ..وقد جسد مسعود شخصية أبي بكر الصديق في المسلسل المثير للجدل «عمر». ومنذ انطلاق ما يسمى بالثورة السورية حاول غسان مسعود النأي بنفسه عن المواقف المؤيدة أو الرافضة لما يحدث في بلاد الأمويين. غير أن البعض صنفه ضمن مناصري النظام باعتبار دفاعه المستميت عن الجيش السوري الذي اعتبره ضمانة البلد.

حين لاقيناه في مهرجان دبي السينمائي وعرضنا عليه محاورته، لم يرفض ولكنه اشترط بلطف أن يكون حديثنا بعيدا عن السياسة فلا شيء في نظره يمكن قوله امام هول ما يجري. ..

حاول غسان مسعود المستقر حديثا ببيروت، ان يبدو هادئا متماسكا ولكن السيجارة التي لا تكاد تفارق شفتيه كشفت توترا عميقا بداخله.. في ما يلي حوارنا مع غسان مسعود..

·     بعيدا عن السياسة، كيف تعلق على استبعاد مهرجان دبي لثلاثة أفلام سورية في دورته الأخيرة؟

- لا تعليق، ولو أني ناشدت كل المؤسسات الثقافية العربية في إحدى إطلالاتي الإعلامية النادرة خلال سنتي الأزمة في سوريا أن تترك مسافة بين الفن والسياسة لأنني أعتقد أن الفن يبني ما بين الشعوب والسياسة تهدم ما بين الشعوب وما تبنيه الشعوب عادة، لذلك كنت أتمنى على كل المؤسسات الثقافية والفنية والإعلامية العربية أن تنأى بنفسها عن أحابيل السياسة وجنونها.

·        موقفك فيه كثير من الطهر والنقاء حتى لأنه يصلح للمدينة الفاضلة؟

- أنا أريد أن أؤكد نقطة يعرفها الكثيرون عن الفن، وهي أن الفن يتوخى الحياة الفاضلة، من قال لا ؟ نحن إستمدينا كل الفن من «فن الشعر» عند أرسطو ونعتمد على أرسطو كثيرا في مستوى القيم.

·        موقفك كمن يريد الغوص في البحر دون أن يبتل؟

- لا هذا غير صحيح، أنا لا اوافق على أن السياسة هي بحرنا ؟ أنا مواطن في هذا العمر لم أشتغل يوما بالسياسة، أنا أشتغل على قاعدة نعوم تشومسكي الذي فهم المثقف على أنه حامل حقيقي وربما الوحيد للحقيقة بمعاييرها الأخلاقية، ومن يريد الحقيقة بمعاييرها الأخلاقية ؟ دلني عليه كي أسمح له أن يرجمني بحذائه؟

·        كيف وجدت مهرجان دبي السينمائي؟

- كعادته، هم اصدقائي وهناك إحترام متبادل، منذ إطلالته الأولى في الحياة السينمائية تعودت أن أكون ضيفا عليه.

·        هل هو أفضل المهرجانات السينمائية في المنطقة؟

- لا يوجد تقييم بهذا المعنى، لكل مهرجان خصوصيته ولكل مهرجان ظروفه.

·     هل المهرجانات السينمائية الخليجية قادرة على تغيير البنية الثقافية في مجتمعات يندر فيها التعبير السينمائي إنتاجا وتوزيعا؟

- مهرجانات الخليج تكاد تكون الملتقى الأساسي للفنانين العرب ،وهذا أمر ضروري جدا للوسط الثقافي العربي.

·        شاركت في فيلم «رسائل الكرز» للجميلة سلاف فواخرجي، هل هي مخرجة كما نعرفها ممثلة؟

- كل مخرج بدأ الإخراج وكل ممثل بدأ التمثيل، هناك من بدأ وأضاف وإستمر وقدّم صوته وهناك من سحب صوته في اليوم التالي، دلني على الذي بدأ من القمة؟

·        وسلاف؟ هل هي من النوع الذي سيستمر أو الذي سينسحب في اليوم التالي لميلاده؟

- هذا يعود لها هي التي تستطيع أن تحدد حسب نتائج عملها الأول.

·        هل يمكن أن نراك يوما ما مخرجا سينمائيا؟

- لا، يكفي أني مخرج مسرحي منذ أواخر الثمانينات وأخذت الجائزة الأولى كممثل في أيام قرطاج المسرحية.

·        هل أبعدتك التلفزة عن المسرح؟

- لا أبدا، ظروف الإنتاج المسرحي غير موجودة، المسرح لصيق بالثقافة أكثر من الفنون الأخرى وطالما أن لا أحد ينتصر للثقافة أو نادرا ما ينتصر أحد للثقافة فطبيعي أن يتراجع الفعل المسرحي.

·     من بين نجوم الصف الأول في الدراما السورية بتّ الوحيد الذي لم تطأ قدماه الدراما المصرية؟ لماذا؟

- أنا أوصدت الباب دوني، جاءتني عروض كثيرة جدا.

·        رفضتها كلها؟

- نعم.

·        كلها دون المستوى؟

- نعم وهناك من يرضى أن ينجز أعمالا دون المستوى، أنا جاءتني عروض غير لائقة بي فرفضتها ولم أعمل سوى في فيلمين.

·        هل رفضت العمل مع يحيى الفخراني بسبب ضعف المستوى أيضا؟

- مع يحيى الفخراني لا، «منيح» أنك سألتني هذا السؤال، كان خلافا ماديا مع الشركة المنتجة.

·        أنت متطلب ماديا؟

- لا، كل ما في الأمر أني أطلب ما أستحق، هناك من يشتغل كيفما إتفق، هناك من يعتقد أن الفرصة أهم من المال، أنا أرى أن هذا مهم وهذا مهم، الشركة لم تقدم لي العرض اللائق بي فإعتذرت، لا أتقاضى في سوريا ما أتقاضاه في مصر أو ما أتقاضاه في فرنسا أو تركيا أو إيران أو أمريكا.. في كل أرض عليك ان تعرف مدى صلابة الأرض التي تقف عليها، لا يوجد قانون سابق 

·        هل تطرب لسماع الآخرين يصفونك بالممثل العالمي؟

- لا ولم أطلبها يوما ولم أذكرها عن نفسي يوما، راجع تصريحاتي ولقاءاتي.

·        هل تعتبر نفسك ممثلا عالميا؟

- لا، لا، لا..

·        هل يوجد ممثل عربي يستحق وصفه بالممثل العالمي؟

- طالما لم أصف نفسي فلماذا أصف الآخرين ؟ أنا ممثل، الألقاب لا تساوي مثقال ذرة عندي، هي لا تعني شيئا وهذا ليس تواضعا قد يكون عبثا او استهتارا ولكن الألقاب لا تعنيني ولا أقف عندها على الإطلاق، أنا أهرب من القيود وارفض أن اوضع في خانة أو قالب ما.

·        هل تُدعى للأعمال العالمية لقيمتك كممثل أو لأداء شخصية العربي دون غيرها؟

- أعتقد لقيمتي كممثل ليس لأنني عربي أو لأمثل دور العربي.

·        هل شعرت بأي تمييز في التعامل معك في الأعمال العالمية التي شاركت فيها؟

- لم أشعر أبدا بأي تمييز، كانت هذه الصورة موجودة في ذهني قبل أن أذهب إلى هوليوود، هناك إكتشفت أنهم يتعاملون معك كفنان وقيمة.

·     هل تعتقد ان مسلسل «عمر» فتح الباب بشكل نهائي امام الدراما والسينما لتناول هكذا مواضيع وشخصيات كان يمنع تداولها فنيا؟

- ممكن.

·        هل أنت مع تجسيد شخصيات من التراث الديني الإسلامي؟

- شوف، نحن نعيش في زمن حراك الإسلام السياسي فلا تدخلني في عاصفة الإسلام السياسي، هناك عاصفة تنتصر وتنجح لا تدخلني في جدل مع فقهائهم.. أرجوك لأن المزاج القادم سينتج فقهاءه ومنظريه ورقاباته ورموزا اجتماعية وثقافية ربما هي التي ستتحكم في طريقة عملنا في الدراما.

·        أشعر بأنك متوتر خلافا لطبعك الهادئ؟

- أنا كثير خايف من المستقبل وقلق جدا ولا أعرف ماذا ينتظرني.

·        ما الدور الذي يمكن أن يقوم به المثقف العربي في هذه المرحلة؟

- لم يقم المثقف بدور ولن يقوم به، المثقف العربي عاطل عن العمل.

·        المثقفون هم الذين يبشرون بالثورات؟

- أنا لم أبشر في حياتي بثورة، أنا أؤمن بأن الفعل الثقافي فعل تراكمي يتحول إلى وعي جماعي وليس إلى حالة فردية، ما عاينته خلال تجربتي أن حالة المثقف تحولت إلى حالة من الخلاص الفردي إلى جهة الانكفاء إلى الظل، لا مكان للمثقف الحقيقي وحده المثقف المرتبط سياسيا سواء كان مع السلطات او المعارضات، له مكانة ومكان، وهو أردأ أنواع المثقفين ولا أحترمه.

·        من اصدقاؤك في تونس؟

- تونس هي مائي المسرحي، كلهم أصدقائي، أذكر من شئت.

·        محمد إدريس؟

- أستاذي «أبو أحمد» سلملي عليه، وعز الدين قنون حبيبي وصنوي والفاضل الجعايبي الكبير وصاحبنا المجنون الأخر توفيق الجبالي وعبد الحليم(يقصد المسعودي) وزينب (زينب فرحات) وفتحي الهداوي.. ورطتني بالأسماء.. هم كلهم أصدقائي.. منذ كنت صغيرا تعودت أن أحب تونس، هناك سرّ بين تونس وبلاد الشام..

·        هل تهمك المشاركة في إنتاجات فنية مغاربية؟

- إذا توفرت ظروف التجربة فستكون شيئا رائعا، المسائل مرهونة بظروفها هل هي مواتية أو لا. ..أكيد أنه يهمني أن أكون طرفا في مشروع تونسي أو مغاربي عموما.

·        كيف تختم الحوار؟

- أنا محبط جدا وغير متفائل، نحن نستطيع أن نعيش رغم كل شيء، آمل أن نعيش، أما ما أراه وما اشعر به على مستوى الحياة الثقافية فأخشى أن نسبة كبيرة من مثقفي اليوم يشبهون المثقفين في ادوارهم كمثقفين.

·        فتحت على نفسك ابواب الجحيم؟

- أنا جاهز للسّب.

·        إلى هذه الدرجة أنت يائس؟

- إلى حد كبير، ولكن ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.

·        هل تخشى هذا المشيب (مشيرا إلى البياض الذي غزا شعره)؟

- لو خشيته لكنت لوّنته، نحتاج قليلا من البياض في ظل هذا السواد الطاغي.. 

موقع "التونسية" في

26/01/2013

 

عودة «سيد الخواتم»...

بيتر جاكسون وثنائية الخير والشر في THE HOBBIT

الوسط - منصورة عبدالأمير  

بعد ما يقرب من عشرة أعوام، يعود المخرج النيوزيلندي بتير جاكسون من جديد بسلسلة أفلام سيد الخواتم The Lord of the Rings، الأفلام الثلاثة التي قدمها جاكسون في العام 2001، 2002 و2003. الآن يعود جاكسون بسلسلة أخرى مبنية على الرواية ذاتها التي اقتبس منه سلسلسة سيد الخواتم وهي راوية سيد الخواتم لمؤلفها جي آر آر تولكين. هذه المرة تعود السلسلة باسم الهوبيت The Hobbit، عرض الجزء الأول منها قبل أسابيع قليلة في جميع أنحاء العالم، تحديداً في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2012 ولايزال الفيلم يعرض في دور السينما في البحرين.

ولوضع القارئ والمتفرج في الصورة فإن سلسلة الأفلام هذه التي تأتي كتتمة لسلسلة سيد الخواتم، هي أفلام لا يمكن للمتفرج أن يتخذ منها موقفاً محايداً، فهو إما أن يحبها بكل تفاصيلها الكثيرة المعقدة وإما أن يكرهها. لا يمكن لك بأي حال أن ترغم نفسك على المشاهدة والتفرج على هذه الأفلام ما لم تكن من معجبيها، طول الفيلم يقرب من الثلاث ساعات ومعظم إن لم يكن جميع أحداثه خيالية لأبعد الحدود، قد تتمكن من تلمس بعض الرمزية فيها، لكنك في بعض الأحيان قد لا تفعل ذلك. لذلك فإنني أقترح على من لم يحب السلسلة ألا يفكر على الإقدام على تجربة المشاهدة... ولا حتى القراءة.

وعودة إلى السلسة الجديدة، فإن جاكسون يقدم جزءه الأول منها الآن تحت عنوان «رحلة غير متوقعة» The Hobbit: An Unexpected Journey. ويعد هذا الفيلم الأول في سلسلة تتكون من ثلاثة أفلام مغامرات فانتازيا ملحمية، أخرجها وشارك في كتابة نصها السينمائي كما أنتجها بيتر جاكسون. تضم السلسلة إلى جانب هذا الفيلم فيلم الهوبيت: تدمير ساموغ The Desolation of Smaug وسيعرض نهايات عام 2013، وأخيراً يأتي الجزء الثالث من السلسلة نهايات عام 2014 ويحمل اسم «الهوبيت: العودة مرة أخرى» There and Back Again. وبالمناسبة فإن السلسلة الجديدة كما السابقة مبنية على رواية الهوبيت The Hobbit التي كتبها جي آر آر تولكين في عام 1937.

ومنعاً لاختلاط الأمور على متابعي السلسلة السابقة ومحبي الجديدة، فإن هذه السلسلسة الجديدة من الأفلام ليست تتمة لسلسلة سيد الخواتم The Lord of the Rings لكنها العكس من ذلك. صناع الفيلم يشيرون إلى أن أحداث هذه الرواية جرت في فترة سابقة لأحداث الرواية التي سردت في السلسلة السابقة. نحن نعود إلى شباب بيلبو باغينز في هذه السلسلة ليخبرنا عن مغامراته حين كان شاباً يافعاً وعن الخاتم الذي يملك قوى لن تفهم مغزاها إلا إذا عشت تجربة السلسلة الأولى بكامل تفاصيلها.

في هذه السلسلة نشاهد بيلبو الذي كنا نعرفه عجوزاً من السلسلة السابقة التي أدى فيها الدور آيان هولم. وبيلبو هو قريب فردود باغينز «ايلياه وود» وأول من أخذه إلى عالم الخاتم وقوته السحرية الغامضة. وفرودو هو أكثر من ظل الخاتم بحوزته ولم يتمكن من السيطرة عليه، بل إنه كان هو من ألقى به وسط حمم جبل العذاب ليخلص العالم من شروره في السلسلة الأولى.

يسرد لنا بيلبو باغينز بعضاً من مذكرات شبابه، ويأخذنا إلى مهمة بدت مقدسة وحمل الفيلم إشارات شبهها فيها بحملة صليبيبة جاءت تعيد الحق لأصحابه. لا نريد الغوص بعيداً في إيحاء الفيلم كي لا نفسد روعة المشاهدة. على أية حال الفيلم مليء بكثير من التلميحات والإشارات الدينية والسياسية.

وكما السلسلة السابقة، تدور أحداث هذه السلسلة في عالم الأرض الوسطى، وفي الجزء الأول نتتبع بيلبو باغينز في شبابه، ويقوم بدوره الفنان مارتين فريمان، الذي ينطلق في مهمة كلفها بها الساحر غاندالف ويقوم بدوره الفنان أيان ماكلين كما في السلسلة السابقة، ليرافق 13 قزماً يقودهم البطل الأسطوري ثيورين أوكينشيلد (يقوم بدوره ريتشارد ارميتاج) في مهمة لتحرير مملكة الأقزام «ايريبور» التي تقع في الجبل المنعزل، واسترجاع الكنز الذي يضمه من قبضة التنين ساموغ (بينديكت كمبرباتش).

ومن أجل الوصول إلى الجبل المنعزل، يتوجب على الفرقة عبور أراضٍ غادرة تمتلئ بكثير من المخاطر، بدءاً بمخلوقات الغوبلينز، فالأوركس، وصولاً إلى شخصية شريرة غامضة تدعى مستحضر الأرواح Necromancer.

أثناء مرورهم بنفق الغوبلينز، يلتقى بيبلو المخلوق الذي يغير نظرته لنفسه ولكل الأشياء من حوله، وأظن أنه من ينتظره ويترقب ظهوره كثير من محبي سلسلة الأفلام هذه، وهو غولوم بكل تأكيد الذي يؤدي دوره هذه المرة أيضاً الفنان أندى سيركيس.

هنا لا يكتشف بيلبو المتواضع البسيط، حدة ذكائه فقط، لكنه أيضاً يستحوذ على خاتم غولوم الثمين، خاتم ذهبي صغير يحدد مصير الأرض الوسطى بطريقة لا يعرفها ولا يعلم عنها بيلبو.

عبر المغامرات التي يعيشها بيلبو ورفاقه، نلتقي معظم الممثلين الذين ظهروا في السلسلة السابقة ومنهم آيان ماكلين وآندي سيركيس كما ذكرنا سابقاً، بالإضافة إلى آيان هولم الذي أصر مخرج أحد أفلام السلسلة السابقة غوليرمو ديل تورو على منحه دوراً في هذه السلسلة، حتى وإن عنى ذلك إضافة مزيد من التفاصيل للفيلم المتخم بالتفاصيل. في هذه السلسلة يعود أيضاً هييغو ويفنغ، وممثلون لم تظهر شخصياتهم في الرواية الأصلية مثل كيت بلانشيت، كريستوفر لي، إيلياه وود، أورلاندو بلووم.

كذلك يعود في الإنتاج، من بين آخرين، ويشارك في كتابة النص السينمائي، فران والش وفيليبا بوينز، والعديد ممن كانوا في طاقم العمل من مصورين وكتاب وفنيين. وتعود شركة ويتا وورك شوب لتقديم الدعم الفني والمؤثرات البصرية. بالإضافة إلى ذلك يعود الموزع هوارد شور، الذي كان من وضع موسيقي الثلاثية الأولى.

الدعم الأقوى الذي تحصل عليه هذه الثلاثية هو مشاركة المخرج السابق للثلاثية الأولى غوليرمو ديل تورو ليشارك في كتابة الأجزاء الجديدة.

شخصيات الفيلم

مارتين فريمان: بيلبو باغينز في شبابه

نقل عن بيتر جاكسون قوله «على رغم التكهنات المحيطة بهذا الدور، إلا أنه لم يكن هناك سوى بيلبو واحد فقط بالنسبة لنا، من النادر في حياتك المهنية أن تلتقي ممثلاً تعرف أنه ولد ليلعب دوراً ما لكن هذا هو ما شعرت به حين التقيت مارتن فريمان، فهو ذكي، ظريف، وشجاع، تماماً مثل بيلبو».

ريتشارد ارميتاج في دور ثورين اوكينشيلد

رئيس فرقة الأقزام التي تنطلق في مهمة استعادة مملكة الأقزام في الجبل المنعزل

اندي سيركيس في دور غولوم

واندي يعيد تقديم الدور هنا بعد أن قدمه في الثلاثية، لايزال الخاتم يتملكه ولايزال يعاني الانفصام الحاد بين شخصيتين، شريرة قاتلة تمتلئ شرها وطمعاً وأخرى طيبة وديعة محبة للآخرين. يجن جنونه في هذا الجزء لأنه يفقد الخاتم مرة أخرى ويهزمه بيلبو البسيط الوديع.

ايان هولم في دور بيلبو باغينز العجوز

أراد المخرج السابق للفيلم غوليرمو ديل تورو بشدة ضم هولم لطاقم العمل لكنه بدا كبيراً لأداء الدور الذي يتطلب مجهوداً بدنياً كبيراً، ولذا ناقش ديل تورو إمكانية أن يروي هولم الفيلم، لكن تقرر بعدها أن يؤدي دور باغينز حين يصبح عجوزاً.

هييغو ويفنع في دور ايلروند

سيد الإلف (جن الأرض الوسطى) الذين يعيشون في ريفينديل، ويقوم في هذا الجزء بتوفير ملجأ وحماية لبيلبو ورفاقه وبعدها من المفترض أن يصبح الاثنان صديقين. وكان ويفنغ قد قدم الشخصية نفسها مسبقاً في الثلاثية.

أورلاندو بلووم في دور ليغولاس

أمير من أمراء الإلف الذين يعيشون في ميركوود، وهو ابن ثراندويل.

كيت بلانشيت في دور غالادرييل

هي جنية من جن الإلف وتشارك في حكم مملكة لوثلورين إلى جانب زوجها. وكانت بلانشيت هي أول من اختير من الفنانين للعودة إلى السلسلة الجديدة على رغم أن دورها لم يكن موجوداً في الرواية الأصلية.

ايلياه وود في دور فرودو باغينز

أحد الهوبيت والقريب المفضل لبيلبو باغينز، ولأنه وبحسب القصة فإن فردود يفترض ألا يكون قد ولد في الوقت الذي تدور فيه أحداث قصة الهوبيت، إلا أن ضمه إلى طاقم الفيلم جاء ضمن رواية أجزاء من القصة ستقع قبل أو أثناء أحداث سلسلة سيد الخواتم. وبحسب موقع TheOneRing.net فإن قراء الهوبيت يعلمون أن قصة الجزءين الأخيرين من السلسلة القديمة والجديدة وهما «سقوط سيد الخواتم» The Downfall of the Lord of the Rings و عودة الهوبيت»The Hobbit or There and Back Again واردتان في الكتاب الأحمر لويستمارش Red Book of Westmarch وهو كتاب خيالي في سلسلة سيد الخواتم. وبحسب السلسلة فإن هذا الكتاب يظهر على الشاشة ويتم كتابته من قبل بيلبو وفرودو. القراءة في الكتاب أو سرد بعض أجزائه ستدخل فرودو في السلسلة الجديدة ليعيش قصة بيلبو.

بينديكت كامبرباتش في دور سموغ مستحضر الأرواح

سموغ واحد ممن تبقوا من تنينات الأرض الوسطي، يقوم بحراسة الكنز في ايريبور، ويقوم كامبرباتش بلعب الدور التنين بطريقة مشابهة لتلك التي يلعب بها اندي سيركيس دور غولوم، إذ يتم استخدام الكمبيوتر لتقديم شخصية تستقى تفاصيل وجهها وتعبيراته من الممثل الذي يقوم بالدور والذي يؤدي الحوارات ويقرأ النص المكتوب. يكشف الفيلم لاحقاً أن مستحضر الأرواح هذا، الذي يحكم قبضته على معقل دول غولدور في جنوب ميركوود، هو في الواقع سارون الذي أراد الانتقام بعد أن تم طرده من المجلس الأبيض للسحرة.

أيان ماكلين في دور غاندالف العجوز

الساحر الذي يجند بيلبو ويساعد في تنظيم مهمة استعادة كنز الأقزام المفقود في ايريبور. وكان ماكلين هو من قام بالدور نفسه في ثلاثية سيد الخواتم. قام ماكلين بتحديث المعلومات على موقعه على الإنترنت في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2010، ليضيف فيلم الهوبيت إلى قائمة الأفلام التي قدمها. في التحديث كتب أنه تم البدء في تصوير فيلم الهوبيت الذي يتكون من جزءين، وأن التصوير بدأ في نيوزيلندا في شهر فبراير/ شباط 2011. وقال بأن التصوير سيستغرق أكثر من عام. وفي يناير 2011 أكد أنه «سعيد لبدء التصوير في ويلينغتون في 21 فبراير 2011».

رشحت ناومي واتس عنه لجائزتي «أوسكار» و«غولدن غلوب»

طوفان من العواطف في الفيلم الإسباني - الإنجليزي «المستحيل The Impossible»

الوسط - محرر فضاءات  

يسرد فيلم الدراما «المستحيل The Impossible»، محنة حقيقية عاشتها عائلة أسبانية فيما كانت تسترخي في منتجع على أحد الشواطئ التايلاندية، لتهاجمها كارثة التسونامي التي اجتاحت المحيط الهندي في 26 ديسمبر/كانون الأول 2004.

يتناول الفيلم، وهو من إنتاج العام 2012، تفاصيل مؤلمة لما مرت به العائلة بعد إن اجتاحت مياه البحر المنتجع الذي تسكن فيه. العمق الذي يسرد به الفيلم تلك التفاصيل قد يجعل أمر المشاهدة صعباً لبعض المتفرجين، وربما مستحيلاً للبعض الآخر.

الفيلم ذو الإنتاج الأسباني هو من إخراج الأسباني خوان أنطونيو بايونا الذي قدم مسبقاً فيلم «دار الأيتام The Orphanage»، لكن لأسباب تتعلق بشباك التذاكر تم تحويل شخصيات الفيلم الناطق بالإنجليزية من أسبانية إلى بريطانية.

تلعب ناومي واتس دور طبيبة تدعى ماريا، فيما يلعب ايوان ماكغريغور دور رجل أعمال يدعى هنري. يسافر الإثنان في عطلة إلى تايلند مع أبنائهما الثلاثة.

كاتب السيناريو ومخرج الأفلام الأسباني سيرجيو سانشيز كان هو من تولى عملية تحويل القصة من أسبانية إلى بريطانية. وبالرغم من أن الفيلم حظي بإعجاب النقاد الذين أشادوا بإخراج الفيلم وبأداء ممثليه، على الأخص ناومي واتس التي رشحت لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، وجائزة الغولدن غلوب لأفضل ممثلة في فيلم درامي. على الرغم من ذلك فإن عملية تحويل القصة من أسبانية إلى بريطانية لم تكن موفقة إلى درجة كبيرة، بعض النقاد يرون أن سيناريو الفيلم وحواراته بدت كأنها تتكون من تركيبات لغوية خرقاء وبعضها خاطئ، ما جعل كثير من حوارات الفيلم تبدو مصطنعة وزائفة. كذلك انتقد البعض موسيقى الفيلم المبالغ فيها وبعض اللقطات التي تم التلاعب بها. بالإضافة إلى ذلك انتقد بعض النقاد الفيلم لأنه فعل ما تفعله معظم أفلام هوليوود حين أعطى الأولوية لتصوير الكارثة وقدمها على تصوير تفاصيل المحنة التي مرت بها العائلة.

مع ذلك، فقد نجح المخرج في تصوير ضخامة التسونامي وبدت المشاهد التي صورت الطوفان مؤثرة ومرعبة بشكل مذهل. لكن هذا النجاح لا يحسب للمخرج؛ إذ إن أفلام هوليوود الرائجة تصور كوارث مماثلة بشكل دائم، منها فيلم «Hereafter الآخرة»، الذي أخرجه كلينت ايستوود في العام 2010، والذي صور تسونامي المحيط الهندي بشكل لا يقل تأثيراً. عدا عن ذلك فإن عملية تزييف المشاهد وتركيبها باستخدام برامج الكمبيوتر أصبح أمراً في غاية السهولة.

على رغم ذلك فإنه من النادر تصويراً لفظاعة الدمار وبشاعته كما هو في فيلم «المستحيل»، كما إنه من النادر أن يتم تصوير جسم الإنسان وهو يبدو ثقيلاً جداً ومرهقاً كما فعل مخرج هذا الفيلم.

تم تصوير معظم مشاهد الفيلم في فندق دُمر جراء كارثة التسونامي، عندما ضربته موجة من الماء. لم يقدم بايونا في الفيلم محاولات هروب خارقة أو بطولات غير ممكنة قام بها أبطال فيلمه لكنه أتاح للكاميرا فرصة لتطيل تصوير الإصابات، والقذارة الضارة التي تراكمت في المنطقة المنكوبة، ولأن تسرد بتفصيل محنة المشي عندما تكون نازفاً وضعيفاً.

ما تمكن الفيلم من نقله بشكل ممتاز هو الجهد الهائل في القيام بأي فعل، أو بالسفر، أو التواصل، أو حتى في الحصول على المساعدات الطبية، حين تكون المرافق الحديثة التي نراهن عليها لتوفير كل ذلك بعيدة عنا تماماً، كما بدا تسلق شجرة صغيرة أمراً صعباً جداً لماريا.

الممثلان ماكغريغور وواتس قدما دوريهما بشكل متقن ورائع، وربما قدما الأداء الأفضل لهما على الإطلاق، واتس استطاعت أن تصور الآلام التي شعرت بها الطبيبة ماريا وخوفها ورغبتها في النجاة حتى شدة الإرهاق الذي شعرت به تمكنت واتس من إيصاله للمشاهد.

لكن الأداء الذي لفت الأنظار في هذا الفيلم كان أداء الصبي توم هولاند البالغ من العمر 16 عاماً، وهو هنا يظهر نجماً في أول أدواره على الإطلاق. يلعب توم دور لوكاس الابن الأكبر للزوجين، والذي يقدم الدور الأكثر حيوية وأهمية في الفيلم، حين تجبره جراح والدته الخطيرة على أن يصبح والداً لها.

أداء توم المذهل والتعبيرات التي ملئت وجهه المليء بالجراح حولا دور لوكاس من مجرد دور لصبي كان يفترض أن يصور على أنه قديس، إلى صبي يمتلئ عزيمة وصلابة، تمكن من أن يبقي طوفان العواطف، التي يمتلئ بها الفيلم، قائماً.

الوسط البحرينية في

26/01/2013

 

أسامة الشاذلي يكتب عن فيلم "على جثتي" :

أحمد حلمي يقلد محمد مرسي  

يؤكد بعض المختصين أن أكثر من نصف موهبة أحمد حلمي عبارة عن ذكاء فني واجتماعي، لكن ما يقدمه حلمي منذ 3 افلام مرورا ببرامجه التليفزيونية والتي يبثها على الانترنت تؤكد تماماً أن حلمي تخلى عن هذا الذماء، ويمارس نوعاً من السذاجة الفنية المحبطة تجلت في صورتها الأبشع في فيلم "على جثتي" الذي كتبه تامر إبراهيم وأخرجه محمد بكير، مستنسخاً فيلمه "1000 مبروك" استنساخ رديء، يشبه إعادة التصنيع الصيني للتليفونات المحمولة الكونغولية.

مجموعة من الإيفيهات المحروقة لقصة مقتبسة من "كأنها الجنة" لريز ويزرسبون خلال فيلم إعلاني طويل، يحرص منتجوه على مساحة الشركات المعلنة خلال مشاهد الفيلم دون النظر لبنائه الدرامي، في تطور عظيم لفن صناعة الإعلان وإنهيار مريع لفن صناعة السينما.

******

وخلال قصة غنية بالإبتذال يتمكن المشاهد من التقاط قصة "رؤوف" المتزمت الديكتاتور الذي يقهر العاملين في شركته وعائلته المكونة من زوجته وابنه دون سبب واضح، والذي يتوفى في حادث تم تصوير بطريقة هزلية تماما، محاولا انقاذ خياة كلبه رغم قسوته على عائلته، بعد فاصل من الازدواجية التي يعاني فيها البطل من حالة مرضية تجعله يتخيل عكس ما يقولوه الآخرون، في محاولة شديدة الابتذال لانتزاع الضحكات من وجوه المشاهدين، مع حرص حلمي على أدائه الجاد خلال إطلاق الإفيه دون أي تغيير أو تجديد في شخصية البطل.

*******

واذا غضضنا النظر عن المشاكل الإخراجية - على سبيل المثال شبحي حلمي وحسني لا يظهران في المرآة لكن انعكاسهما يبدو واضحا في زجاج سيارة - واذا تجاهلنا ركاكة السيناريو وصدأ الإيفيهات وغباء الأدؤ، وحاولنا الاستمتاع بذكاء حلمي المعهود الذي أوشك على النقراض، يفاجئنا صناع الفيلم باستدعاء السفا وخالد أبو النجا من أجل إبهار جمهور السينما بالنجوم الأخرين خلال مشاهد مصنوعة لمجاملة هؤلاء النحوم، وكأن حلمي اراد أن "ينقط" زملائه في فرحهم و"ينقط" جمهوره، أي يصيبهم بالنقطة.

عفوا عزيزي المشاهد في الحديث عن أحمد حلمي فقط، حيث اعتدنا في السينما المصرية على أن النجم هو المسئول مسئولية كاملة عن الفيلم، لهذا عندما نشاهد فيلما في هذا المستوى علينا أن نتجاهل المستوى المنحط لأداء الممثلين، ولا نسال عن المخرج ولا المؤلف، فقط نتسائل عن ذكاء حلمي المفقود، وبداية النهاية لفنان ظننا يوماً أنه يستطيع الاستمرار، لكن داء الاستخفاف بالجمهور يتفشي في كل ما يخص الأداء العام.

وكأن حلمي يقلد مرسي.

البداية المصرية في

26/01/2013

 

البؤساء.. فيلم ملحمي عن الحُب والثورة وأشياءً أخرىخاص

كتبهدعاء رجب  

"بس دا فيلم غنائي" هكذا بدأ موظف التذاكر في السينما حديثه معنا، بعد أن طلبنا منه تذكرتين لفيلم البؤساء "Les Miserables"، سألته إذا ما كان قد واجه مشاكل مع مشاهدي الفيلم من قبل، تدفعه للحرص على تبليغ كل زائر للسينما بأن الفيلم غنائي، رغم وجود مُلصق كبير على بوستر الفيلم بالسينما مكتوب عليه "فيلم موسيقي"، قال أن عدد من الجمهور قد خرج قبل انتهاء الفيلم، وأحياناً بعد بدايته بقليل مستائين ومتفاجئين "ان الفيلم طلع غنائي !"، حسناً، أحب أن أقول لهؤلاء، لقد "فوتّم" على أنفسكم  متعة لا نهائية، لذا نقدم تعازينا.

حقيقةً لا أعرف إذا كان من الأفضل أن اعد الفيلم ضمن قائمة أفلامي لعام 2012، كونه من إنتاج العام الماضي، فاصفه ربما بأفضل أفلام ذاك العام، أو أعده ضمن قائمة 2013، لأنني شاهدته فيها، فاعتبره وقتها خير مبُشر بعام سينمائي جديد، وفي كلا الحالتين لن أبخل أو أبالغ إذا وصفت الفيلم بالملحمي، الذي سيبقي على ما اعتقد علامة سينمائية راقية ورائعة تصل حد الكمال.

تناول المُخرج توم هوبر في تحفته السينمائية الجديدة، الرواية الشهيرة للروائي العظيم فيكتور هوجو البؤساء، والتي تحكي عن السجين جان فالجان، الذي امضى 19 عاماً في السجن بعد سرقته لرغيف خبز، وبعد إطلاق سراحه بشكل مشروط يضطر هو لخرق هذا الإطلاق، ليبدأ حياة جديدة في ظل مُطاردة مستمرة من قبل المُفتش جافير. الرواية سبق وتم تناولها في أكثر من عمل فني على مر التاريخ السينمائي، لعل أهمها على المستوى العربي فيلم البؤساء الذي قام ببطولته النجم فريد شوقي، أما على المستوى العالمي فكانت أبرز هذه الأقتباسات فيلم "Les Misérables" الذي تم إنتاجه عام 1998 للنجم ليام نيسون، وهو ما يجعل الأمر أكثر صعوبة على هوبر في اقتباسه للرواية، فمن المُقلق لأى مُخرج مهما بلغت درجة عبقريته أن يتناول عمل اُستهلك تماماً على المستوى الدرامي، وحتى بالنسبة للقاريء الذي يُقدس الكتاب المقروء فأنه ينتظر حتماً شيئاً جديداً مُبهراً، يجعله يُفضل ما يراه عن ما قرأه أو على الأقل يحبه بنفس القدر، وهو ما أزعم أن هوبر قد استطاع فعله في فيلمه الجديد، حيث قدم الرواية الدرامية الكئيبة في أغلب الأحيان، بشكل جديد، لم يسبقه إليه أحد على شاشة السينما على الأقل _ سبق وتم تقديم الرواية بشكل موسيقى في عدد من المسرحيات_ فقدم هوبر رواية هوجو في قالب غنائي موسيقى، قد تشعر معه وأنت جالس في قاعة السينما إنك تُشاهد أحد عروض الأوبرا أو برودواي، يُعزز هذا الشعور لديك مشهد الافتتاحية الذي يُغني فيه المجاميع أغنيه "Look Down"، ومشهد الختام الذي أحيا فيه هوبر أبطاله وهم يغنون "Do You Hear the People Sing" للجمهور، وكأنهم أبطال عرض مسرحي انتهي لتوه ووقف أبطاله يحيون المُشاهدين، وإغراقاً في الإقناع لجأ هوبر لتسجيل أغاني الفيلم بشكل مُباشر أثناء التصوير، وذلك على عكس المُعتاد، حيث يتم عادةً تسجيل الصوت في أحد الاستديوهات ثم يتم تركيبه على الصورة، لكن هوبر هُنا فضل أن يتم تسجيل الصوت أثناء التصوير من أجل إقناع أكثر.

الغرور

مثله هنا المُفتش جافير، وهو القانون، القانون بتعتنه وروحه الخاوية، القانون بكل صلفه وغروره، القانون الذي يفترض فيه المواطن، أي مواطن، تحقيق العدالة، ووضع الأمور في نصابها الصحيح، إلا أن قانون جافير اعمي لا يرى سوى ما يُحب أن يراه، لا يسمع سوى صلابة رأيه وتحجره، يقتنع بفكرة واحدة ويظل متمسكاً بها حتى النهاية، حتى إذا كلفه هذا حياته.

الثورة 

الموت، دائماً يلعب الموت لعبته بدناءة، تنتظر منه شيئاً، تجدهُ يفاجأك بعكسها، تنتظر منه أن يُعاقب الشر، فيسرق الحسن، أن يُطارد الجبان، فيقف في مواجهة الشجاع، يقطف دائماً ورد الجناين ولا يبالي، لكن على ما يبدو فأن ورد الجناين لا يبالي بالموت أيضاً، يقف في مواجهته بصدر مفتوح، يبتسم كالمجذوب، ويتحدى كالفارس. وعلى أكتاف هؤلاء تقوم الثورات وتنتصر في النهاية، وحتى إذا لم تصل للمرفأ الأخير، فأنك حتماً ستتعلم من جافروش الفرق بين أن تُطالب بـالفتات، وأن تعرف حقك وتقتلعه بيديك، فـجافروش ومن مثله هم وقود الثورة، والجذوة التي لا تخفت.

ربما يكون أصعب ما واجه هوبر، هو اختيار أبطال فيلمه، فبجانب الأداء كان يتحتم وجود حد أدنى من المؤهلات الصوتية التي تفرضها عليه متطالبات الشخصية، والمؤكد أن هوبر قد أفلح في اختيار الممثلين، هيو جاكمان في دور جان فالجان كما لم تراه من قبل، أما راسل كرو فقد قدم شخصية المفتش جافير ببراعة كبيرة، الشخصية ظهرت طول الوقت تتحكم تتسلط، وتستبد، لكنها لم تخل من لحظات ضعف قليلة، كانت كفيلة لأن تُظهر عظمة أداء كرو للشخصية، حيث كان من السهل الانزلاق مع جفاء الشخصية، لكن هذه اللحظات الانسانية القليلة التي أظهرها عندما وضع نيشانه على جسد جافروش أو عندما اعترف أنه كان واحد من هؤلاء المساجين قديماً، أو في مشهد الختام لأدائه بالفيلم، كلها كانت بها لحظات ضعف لم تكسب تعاطف المشاهد صحيح، لكنها أنزلته ولو قليلاً من تركيبة المادية إلى التركيبة الإنسانية، وآن هاثاواي، تخطف الأنفاس بمشاهدها القليلة، تماماً كما وصفها هوبر في حديث له قبل عرض الفيلم.

الثلاثي أماندا سيفريد، سامانثا باركز وايدي ريدماين، قدموا أداء جيد جداً، بالأخص سامانثا باركز، والثنائي هيلينا بونهام كارتروساشا بارون كوهين، اللمحة الكوميدية الوحيدة في الفيلم، كانت مشاهدهم في الحانة عظيمة، وأدئهما أعظم.

مشاهد المُطاردات والمواجهة بين فالجان وجافير، هي المفُضلة لديّ، بجانب المشاهد التي يواجه فيها فالجان نفسه بعد سرقته للفضيات، وبعد أن يعلم أن شخصاً أخر تم القبض عليه بدلاً منه، جافير أيضاً كان له مشهدين تجدهُ فيها في مواجهة مع نفسه، وظف فيها هوبر حركة الكاميرا لتوحي أو تدل بشكل كبير على كبرياء الرجل وغروره، ثم مشاهد الثورة التي لا محال ستُذكرك بثورتنا، ليس فقط في الشكل، لكن في تخلى البعض عنك بدافع الخوف، ستجدها في مشاهد الدماء والنساء تحاول إخفاء معالمه، ستجدها في الشباب الذي أمن بثورته، وستجدها حتماً في قشعرات قليلة تُذكرك بشهدائك.  

أن تسمع تهدج أنفاس من يحيطون بك في قاعة العرض، أن تجد أناملك تتراقص مع كل نغمة، أن تخرج من دار العرض مُنتصر الروح، كلها فؤائد لا تفوتوا الفرصة على أنفسكم لمعايشتها، فالأفلام العظيمة لا تتكرر كل يوم.

موقع "السينما" في

26/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)