تعودت مع كل فيلم أن أحتفط بمذكرات أدونها يوميا عقب انتهاء التصوير،
إلا أن هذا الحماس يتضاءل يوم تصوير بعد الآخر لتتحول التفاصيل إلى ملاحظات
مختصرة. اليوم أجد هذه المذكرات والملاحظات مصدرا هاما فى دقة التواريخ
وإنقاذ لأحداث عديدة تكاد تتلاشى مع عالم النسيان. هذا إلى جانب أرشيف
النقد والمقالات عن كل فيلم. فالطريف مثلا مذكرتى بخصوص تضارب رأيين عن
فيلم «أحلام هند وكاميليا»، وفى نفس الجريدة، فبعد أن كتب الأستاذ أنيس
منصور فى عموده اليومى «مواقف» بالأهرام (٢٩ يونيو ١٩٨٨): {..الفيلم ليس
ممتعا ولا مسليا.. إنما المخرج قد أبدع فى تصوير أقبح ما فى القاهرة ومصر
من بيئة ملوثة بالصوت والتراب والنذالة والسفالة..}، بينما كتب الأستاذ
أحمد بهاء الدين فى عموده «يوميات» أيضا بالأهرام (٦ أغسطس ١٩٨٨): {..
المخرج قد أحسن اختيار مواقع التصوير وأظهر لنا القاهرة من شوارعها الخلفية
أو مصارينها ببراعة فائقة، القاهرة الحقيقية.. فنحن لسنا أمام عملية
«تقبيح» مفتعلة، لكننا أمام «بيئة» حقيقية كاملة متكاملة..}.
الاختلاف فى الرأى شىء والتحريض شىء آخر مثل ما قرأته.
صباح الإثنين الموافق ١٨ مايو ١٩٩٨ وبالصفحة قبل الأخيرة بجريدة
الأخبار تحت عنوان «يوميات الأخبار»، حيث كتب إسماعيل النقيب تحت عنوان
فرعى «انقذوا مصر»: «بسرعة شديدة جدا.. أناشد وزير الخارجية عمرو موسى
وفاروق حسنى وزير الثقافة وممدوح البلتاجى وزير السياحة وصفوت الشريف وزير
الإعلام أو أى حد منهم ليوقف سفر وعرض فيلم (أحلام هند وكاميليا).. هذا
الفيلم الذى تقرر عرضه فى باريس تحت إشراف المستشار الإعلامى بالسفارة
المصرية على القاضى، وهو بالتأكيد لم يشاهد الفيلم الحقير جدا.. ». ويتهم
الكاتب منتج الفيلم أنه أراد النيل من سمعة مصر، ويفسر هجومه أن الفيلم لم
يظهر صورة واحدة جميلة للوطن الجميل. وينهى مقاله بوصف الفيلم كمؤامرة.
أعتقد أن الوزارة الوحيدة التى لم يوجه الكاتب نداءه إليها هى الداخلية،
وربما ناشد وزيرها القبض على مؤلف ومخرج الفيلم الذى هو أنا. اليوم أجد
التطرق لما واجهه هذا الفيلم بالذات وخطورة مثل هذا المقال أنه بمثابة
تحريض وإرهاب ضد الحرية والفن، وهذا ما نهابه الأيام القادمة. الفيلم أنتج
عام ١٩٨٨ ونال جوائز محلية وعالمية، من ضمنها البرونزية من مهرجان فالينسيا
بإسبانيا، وجائزة التمثيل لنجلاء فتحى من مهرجان طشقند، وجائزة الإخراج من
جمعية الفيلم، وجائزة أحسن فيلم من المركز الكاثوليكى.
البحث عن «جيندو»
محمد خان
16/1/2013 4:25 ص
فى إحدى دورات مهرجان الفيلم العربى فى باريس (أسسه فى الثمانينيات
الإعلامى الراحل غسان عبد الخالق بدعم من وزارة الثقافة الفرنسية، التى
بالتالى لم تتردد فى أن تستولى عليه وتستبدله بمهرجان السينما العربية فى
باريس تحت رعاية معهد العالم العربى الذى فى النهاية تخلى عنه تماما)، اتصل
بى مدير مهرجان «الملتقى» السينمائى فى «جيندو» يدعونى للمشاركة، خصوصا أن
المسؤولين عن المهرجان تكرموا باختيار اثنين من أفلامى ليتم عرضهما ليلة
الافتتاح. وبما أن المهرجان خصص تلك السنة مهرجانه لسينما الجنوب.. أى جنوب
كان سواء فى الشرق أو فى أوروبا أو حتى فرنسا ذاتها، حيث اتضح أن «جيندو»
تقع كذلك فى الجنوب الفرنسى، فكان من الصعوبة الاعتذار عن الحضور، وهذا
استدعى أن أخطط للعودة مرة أخرى إلى فرنسا سريعا، ولمدة أربعة أيام فقط
بسبب ارتباطى المسبق ببعض الأعمال فى القاهرة. وقبل أن أنطلق فى هذه
المغامرة بحثت عن «جيندو» فى خرائط الأطلس، ولم أنجح فى العثور عليها حتى
إننى اكتشفتها بنفسى عقب وصولى إليها، إنها قرية صغيرة جدا «عدد سكانها
حينذاك لا يتجاوز الثلاثين فردا»، تقع فى جبال ووديان مزارع العنب، وتبعد
نحو ١٣٠ كيلومترًا عن مدينة تولوز. فى هذه القرية الجميلة تجتهد مجموعة من
محبى السينما فى إقامة هذا المهرجان عاما بعد عام -حضورى تزامن مع الملتقى
الرابع عشر للمهرجان- وتتم العروض فى الهواء الطلق، وتنتقل من قرية إلى
أخرى طوال الأيام الثمانية للمهرجان. من الطريف أن سكان «جيندو» والقرى
المجاورة يستضيفون ضيوف المهرجان فى بيوتهم لعدم وجود فنادق قريبة، وأعتقد
أن هذه الروح التى تشيع من وجوه السكان تعكس دفء هذا المهرجان الفريد،
ويكفى صمود المتفرجين وهم يحمون أنفسهم من لسعة برد ليل شهر سبتمبر،
ليسهروا كل ليلة من حلول الظلام إلى ما قبل الفجر ليشاهدوا أفلاما جديدة
على عالمهم، وأحيانا كثيرة غريبة بالنسبة إليهم. وقد بدأ الافتتاح برقصة
فرعونية تحية للسينما المصرية صممها فريق محلى ثم عرضوا لى فى تلك الليلة
«أحلام هند وكاميليا» و«فارس المدينة»، وكم أيقنت أن من عالم كاميليا إلى
عالم فارس عاش المتفرج مع مدينتى التى أعشقها وأجد فى تناقضاتها سحرا وفى
آلامها حنانا وفى كيانها إنسانية.. فى «جيندو» تأكدت هذه النظرة. مرت
الأيام الأربعة التى قضيتها فى هذه البقعة من فرنسا أسرع مما توقعت
لأستعيدها على متن الطائرة التى أعادتنى إلى مدينتى، ولتصبح مثل الحلم
الجميل.
أنت فين؟
محمد خان
9/1/2013 4:51 ص
فى وسط زحام السيارات لمحت فى المرآة سيارة تزحف مع سيارتى إلى أن
أصبحت بجوارى تقريبا، وقائدها يلوّح لى بالتحية. تخيلت فى لحظة أننى أعرف
هذا الشخص ومن الأدب أن أخفض زجاج السيارة لأرد التحية وأتأكد من شخصيته،
فإذا به يسبقنى ليأكد لى أننى لا أعرفه وأنه مجرد معجب بأفلامى وأسرع
بتوجيه سؤال مباشر نحوى: أنت فين؟.. وأنفكت أزمة المرور فى تلك اللحظة
وانطلقت سيارته مبتعدة لتتركنى فى أزمة أكبر حجما مع نفسى.. أنا فين؟.
لولا أنها كانت لحظة خاطفة وسؤاله فى الصميم لربما كان ردى العفوى
«أنا هنا».
لكننى أيقنت جيدا أنه سيكون ردا ضعيفا، لإن سؤال الغريب كان بالطبع عن
أعمالى الفنية. أين هى؟.. وإلى متى؟.. ولماذا؟! كلمات صبت فى سؤاله المختزل
والمباشر «أنت فين؟».
ربما لم يقرأ أخبار تصوير فيلمى الجديد «فتاة المصنع» بعد غياب طويل
كما تؤكده الصحافة الفنية. لكن حتى إذا كان على علم بهذا الخبر فسؤاله لا
يزال قائمًا ويمكن تفسيره بشكل آخر «أنت فين من اللى بيحصل الأيام دى؟» أو
«أنت فين وسط أفلام اليومين دول؟».
ربما كان يجب علىّ اللحاق به وإيقافه ومناقشة سؤاله وجها لوجه لأرد
عليه بكل التفاصيل فقد وضعنى سؤاله فى حالة دفاع، وردى سيكون بصوت عال يكاد
يكون صريخًا «أنا هنا يا سيدى الجليل أنسج فيلما جديدا بعد أن نسجت فى
خيالى أفلامًا عديدة من قبله كادت تتحقق إلا أنها انهارت واحدًا تلو الآخر،
سواء لأسباب اقتصادية أو رقابية أو لظروف نمر بها جميعا تمثل خليطًا من
الإحباطات».
بدأ القلق ينتابنى من هذا السؤال وهل سيؤثر على «فتاة المصنع» أم
سأجتازه بلا مبالاة لكل الإيحاءات التى طرحت من ورائه؟ والجواب الذى كان
سيكون «أنا هنا» على تصحيحه فورا ليصبح «أنا لا زلت هنا».
هذا الحدث يذكرنى بالتوتر الذى عانيته بسبب تأخر وصول نسخة لفيلمى
«أحلام هند وكاميليا» لعرضها عرضا خاصا على بعض الضيوف، ولم يزل هذا التوتر
حتى بعد انتهاء عرض الفيلم، بل رافقنى مرة أخرى وأنا فى سيارتى حين أشار
إلى أحد المارة بعلامة التفوق.
ما لم يدر به هذا الشخص هو ضربات القلب المضطربة والعرق الذى على
جبينى وبالرغم من أن ما عناه هو ثناء على فيلمى «زوجة رجل مهم» المعروض
تجاريا فى ذلك الحين، وليس بالطبع لفيلم هند وكاميليا الذى لم يوزع بعد،
فإننى حتى يزول التوتر وتعود ضربات القلب إلى الانتظام اعتبرت تحيته للفيلم
الذى لم يره بعد.
حدث فى مهرجان دبى
محمد خان
1/1/2013 10:48 م
فى انتظار الـ«عابرا» (مركب طولية شبيهة بالجندولا فى فينيسيا، فى
الغالب تم تسميتها مشتقا من العربية «عبور») لتقلنى إلى مطعم الإفطار
المخصص لضيوف مهرجان دبى السينمائى لمحت على متن إحداها وهى تقترب من
المرسى سيدة ومعها ثلاثة أطفال أتضح لى فور هبوطها أنها النجمة العالمية
كيت بلانشت.
لم أتردد فى الحديث معها لأذكّرها بتجربة ظهورها كشابة من ضمن
الكومبارس فى فيلم خيرى بشارة «كابوريا». ما غفلت ذكره لها أنه فيلم مصرى
مما جعلها تشك فى كلامى على الرغم من تأكيدى لها أن خيرى موجود فى المهرجان
ولقاؤهم قد يوثق معلوماتى.
الحقيقة أن اكتشاف خيرى وجودها فى فيلمه نبع فى الأصل عن حديث صحفى
أدلت به كيت بلانشت لإحدى المجلات الأجنبية حكت فيه عن مغامرتها كطالبة
سائحة فى مصر والتحاقها بإحدى مجاميع الفيلم الذى كان معظمهم من الأجانب
مقابل أجر ضئيل. للأسف لم يتم لقاؤها بخيرى لسفرها المبكر.
*منتجع مدينة جوميرا يضم ثلاثة فنادق «جوميرا بيتش» و«مينا السلام»
و«القصر» إلى جانب أزقّة السوق التجارىة ومبنى للمؤتمرات يستخدم كل عام
كمقر لإدارة المهرجان، تجمعهم إما قنوات مائية تبحر عليها العابرات وإما
ممرات أسفلتية تتنقل عليها عربات الـ«باجى».
فى أثناء مرورى بالسوق لمحت بيتر سكارليت المدير السابق لمهرجان أبو
ظبى جالسا بمفرده على أريكة وقد بدى عليه من وجهة نظرى الحزن، وإن لم أشأ
سؤاله عما يحزنه فقد واسيته بالكلام العام عن الأفلام، بينما ما كان
يراودنى عبر هذه اللقطة هو السؤال: بما تشعر حين تفقد مركزًا هامًا فى
حياتك؟.. ولم أسع إلى أى جواب.
*إلى جانب شغفى بمتابعة أحدث الأفلام ولقاء المعارف والأحبة وجودى هذه
المرة بالذات فى مهرجان دبى أشجانى بمشاهدة فيلم صديقى خيرى بشارة «موندوج» moondog
الذى نسجه فى ١١ عامًا تصويرا ومونتاجا وإخراجا يقدم فيه رؤيته الخاصه
لعالم عايشه وعالم آخر تخيله، وكم هزتنى العاطفة وهو يقدم الفيلم للجمهور
وبجواره شريكة حياته وإبنه وأخته أبطال فيلمه.
*وجودى أيضا بالمهرجان أتاح لى حضور أول أفلام ابنتى نادين خان «هرج
ومرج» الذى توج زيارتى بحصولها على المهر الفضى (جائزة لجنة التحكيم الخاصة).
التحرير المصرية في
01/01/2013
الإنتاج والأزهر والسيناريو ثلاثى غياب الأعمال الدينية
تحقيق - دينا دياب:
تظل الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ينقصها الاحتفاء بأعمال فنية عن
سيرته العطرة، تستذكر على الناس قيمة النبي العظيم، وللأسف في كل عام لا
يجد التليفزيون المصري، والفضائيات سوى أعمال قليلة للاحتفاء بهذه المناسبة
بعرض أفلام «الشيماء» أو «فجر الإسلام»، ومؤخرًا «الرسالة» الذي رفض عرضه
التليفزيون المصري لفترة طويلة نظرًا لتجسيد سيدنا حمزة عم رسول الله، ولكن
مؤخرًا أذاعه التليفزيون والفضائيات، وحظى بنسبة مشاهدة عالية.
لماذا انشغل المنتج المصري بإنتاج الأفلام الاجتماعية على حساب
الدينية؟ طرحنا هذا السؤال على المتخصصين.
مسعد فودة:
الأزمة في السيناريوهات
أرجع مسعد فودة نقيب السينمائيين غياب إنتاج الأعمال الفنية التي تحكى
سيرة الرسول وآل بيته إلى غياب السيناريوهات التي تستطيع أي شركة إنتاج أن
تقدمها، وإذا كانت أي شركة إنتاج ستدخل مثل هذه المشاريع تعرف أنها لن تحقق
أي عائد مادى، لكنها يجب أن تعى أنها ستحقق عوائد معنوية كثيرة، ويكفيها أن
يكون في تاريخها مثل هذا الفيلم، وأضاف فودة لا يوجد سيناريوهات قدمت
تشجعنا أن نتطرق لهذه الموضوعات لأنه لها حساسية حتى في التناول، وهذا
استقطع فترة طويلة منا، لكن الآن بدأ كتاب كبار يفكرون في هذا، خاصة بعدما
استفزنا الـ 14 دقيقة المسيئة التي عرضت على موقع اليوتيوب، واستفز جميع
المسلمين في بقاع الأرض، وهو ما دعا كثيرين للتفكير، والعمل على إنتاج
أعمال دينية، وبدأت تعمل بوجهتين معنوية ومادية من خلال سيناريوهات ذات
مضمون عال وتستطيع أن تصرف بتكلفة كبيرة.
وعن عدم تنفيذ مشروع إنتاج أفلام تحكى السيرة النبوية لرسول الله صلى
الله عليه وسلم قال إن النقابة بالفعل جهزت 10 أفلام بـ 10 مخرجين و10
أفكار، وتمت المعاينات، ولكن نظرًا للظروف السياسية العصيبة التي تعانى
منها مصر الآن وعدم إمكانية التصوير أرجأنا المشروع حتى تهدأ الأوضاع
الحالية.
وأضاف فودة أن المخرج الكبير على عبد الخالق هو المشرف العام على
المشروع بالتعاون مع الاستاذ عمرو خالد وكان من المقرر أن يبدأ خلال أيام
المخرجان أمير رمسيس وعلى إدريس إنتاج فيلمين لكن للأسف اضطررنا إلى تأجيل
الأعمال نظرًا للحصار الموجود على مدينة الإنتاج الإعلامي و التي تبرعت لنا
باستديوهات مجانية لتصوير الأعمال هناك، وأكاديمية علوم الإنتاج أيضًا
مجانًا للتصوير، وننتظر الآن مرور أحداث 25 يناير وما بعدها لاستقرار
الأوضاع للبدء في التصوير.
بهاء الدين إبراهيم:
الرقابة حجزت على حرية الكتاب
ونفى المؤلف بهاء الدين إبراهيم أن يكون قلة الموضوعات هي السبب،
معللًا ذلك بأن السبب في تراجع الإنتاج الفني الدينى كله هو القيود
والضوابط التي وضعها الأزهر لظهور الشخصيات الإسلامية، وقال: ككاتب لا
استطيع أن انتج فيلمًا عن الشخصيات الكبيرة لأنها ممنوع ظهورها، والشخصيات
الأساسية مثل العشرة المبشرين بالجنة، وآل البيت وهذا منع جزءًا كبيرًا من
الإنتاج الفني، لأن الكاتب ليس لديه فرصة الاختيار ومقيد بحكم الضوابط التي
وضعها الأزهر، بالإضافة إلى أن الإنتاج الإسلامي سواء كان سينما أو
تليفزيون مكلف بالقياس إلى الإنتاج الآخر نظرًا لوجود ملابس وديكورات معينة
ومواقع تصوير مجهزة خصيصًا لذلك، حتى تكون هذه الأفلام قادرة على المنافسة
مع
الإنتاج العادى وهو أمر صعب للغاية، فالمسلسلات الدينية والأفلام تنجح
لكنها لا تحقق إيرادات نظرًا لأنها لا يتوافر فيها إمكانيات الإغراء
للمشاهد، فالاتجاه الدينى هو أقرب إلى الوعظ، والناس لا تذهب للسينما حتى
تتعلم أو تتعظ، لكنها تذهب لكى ترفه عن نفسها.
محمد السيد عيد:
الحل عودة الإنتاج الحكومى!
واتفق معه الكاتب محمد السيد عيد مؤكدًا أن هناك أسباب عديدة لغياب
الإنتاج الدينى، أولها الأزهر نفسه الذي وضع قواعد قاسية تمنع ظهور الخلفاء
الراشدين وآل البيت والعشرة المبشرين بالجنة، وهذه شخصيات محورية في
التاريخ الإسلامي والدعوة الإسلامية، ثانيًا أن السينما المصرية منذ أن
رفعت الدولة يدها عنها وتراجعت عن تقديم أفلام كبرى، ولهذا لم نعد نرى
أفلامًا بضخامة الناصر صلاح الدين أو «واإسلاماه»، ووصل الأمر إلى حد غريب
من التراجع لأن القطاع الخاص كل ما يهمه هو تحقيق الربح، وبالتالى فهو لا
يقوم بإنتاج أية أعمال تاريخية أو دينية مهما كانت قيمتها ولهذا فالأمل
الوحيد حتى يعود الإنتاج أن يتراجع الأزهر عن شروطه القاسية، خاصة أن
المسلسلات العربية التي تنتجها الدول الشقيقة كسرت كل قواعد الأزهر، وقال:
في مسلسل «الحسن والحسين» رأينا آل البيت وفي مسلسل عمر رأينا الخلفاء
الراشدين وبعض المبشرين بالجنة فماذا بقى من ممنوعات الأزهر أنه يفرض هذه
الممنوعات على الدراما المصرية فقط، وأرجو أن يعيد النظر فيها، وأضاف عيد:
أرجو أن تقوم أجهزة الدولة سواء في وزارة الثقافة أو وزارة الإعلام بتبنى
الأفلام التاريخية والدينية التي لا يقدم القطاع الخاص عليها بحيث نقدم
زادًا معنويًا للأجيال الجديدة ونقوم بتعريفهم بدينهم وتاريخهم.
على عبد الخالق:
نبحث عن إنتاج ضخم يليق باسم الإسلام
وقال المخرج على عبد الخالق إن إنتاج أفلام عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقتضى إنتاجا كبيرًا ليخرج العمل بشكل يليق باسم رسول الله،
فالإنتاج الذي كان يقدم في الخمسينيات والستينيات لا يمكن أن يقدم حاليًا،
فالتكنولوجيا تطورت وإنتاج فيلم يحترم قدر الإسلام ويليق بمكانته، وهذا لن
يتم إلا بتضافر جهود كل رجال الأعمال الذين يخافون على الإسلام ويريدون أن
يقدموا عملًا يحترمه.
وعن مشروع إنتاج أفلام قصيرة عن سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أكد عبد الخالق أنه بالفعل اتخذ خطوات فعلية بعمل أفلام روائية قصيرة وتم
وضع خطة لبداية التصوير ومعاينة المواقع على أن تنتجه نقابة السينمائيين
بالتعاون مع بعض شركات الإنتاج المصرية وقطاع الإنتاج المصري لإنتاج أفلام
وتم الاستعانة بـ 10 مخرجين روائيين ووضعت تصورًا للمشروع قدمته للنقيب
ومجلس النقابة لتنفيذه، وعرضه في دول العالم كلها في وقت واحد عن طريق
المهرجانات الدولية والمصرية، وبذلك تصل الرسالة للعالم كله حتى يقدم عملًا
يحترمنا كمسلمين.
الوفد المصرية في
23/01/2013
«سبارتاكوس»
لستانلي كوبريك:
حين تلتقط السينما ثورة المضطهدين
إبراهيم العريس
للوهلة الأولى يبدو فيلم «سبارتاكوس» وكأنه مجرد فيلم من تلك التي كثر
انتاجها في الخمسينات والستينات من القرن الفائت، راوية حكايات أبطال
رومانيين خارقين وسط ديكورات ضخمة ومشاهد مثيرة فيها جولات صراع وسط
الحلبة، وسباقات عربات تجرّها الأحصنة ومواقف غدر في كواليس القصور. وهو،
على أية حال، شوهد على هذا النحو حين عرض للمرة الأولى فور انجازه في العام
1960، وبالكاد اهتم أحد يومها بمعرفة اسم مخرجه، في مقابل ارتباط الفيلم
باسم النجم كيرك دوغلاس الذي قام بالدور الرئيس في الفيلم. ولاحقاً في شكل
تدريجي، ومنذ عمّت شهرة ستانلي كوبريك بفضل فيلمه التالي «لوليتا» ثم
«دكتور سترانجلاف» ومن بعده «2001 أوديسا الفضاء»، وكذلك بفضل مبارحته وطنه
الأميركي غاضباً وقد قرر ان يقيم مذّاك وصاعداً في بريطانيا ويحقق فيها
بقية أفلامه - وهو أمر نفّذه بالفعل كما يعرف متابعو تاريخ السينما - راح
اسم كيرك دوغلاس يتقلص حين الحديث عن «سبارتاكوس» لتعلو أسهم اسم كوبريك
كمخرج لهذا الفيلم. ومع هذا، حين ظهر دوغلاس على شاشة التلفزة البريطانية
قبل سنوات قليلة من الآن ليتحدث عن «سبارتاكوس» بالكاد ذكر اسم كوبريك،
ناسباً الى نفسه، كمنتج على الأقل، فضل وجود هذا الفيلم. وطبعاً لا يمكن
لوم دوغلاس كثيراً في هذا الصدد، فهو، على أي حال، ينتمي الى مدرسة
هوليوودية كانت ترى في المنتج سيداً للفيلم، وفي المخرج مجرد تقني ينفذه.
ثم ان فضل دوغلاس ونجوميته على الفيلم، في ذلك الحين كان كبيراً. ذلك ان
اسم ستانلي كوبريك كان يثير فزع اليمين الأميركي الخارج لتوّه من مرحلة
الماكارثية، اضافة الى ان كاتب السيناريو دالتون ترامبو، كان من اليساريين
الذين حظّرت الماكارثية التعاون معهم، ما كان يمنعه من وضع اسمه على عناوين
الفيلم. لكن دوغلاس ساهم في خرق ذلك المحظور، حتى وإن لم يكن دارياً
بالمحمول السياسي الحقيقي لفيلم «سبارتاكوس». والغريب ان هذا الاستنتاج
ينطبق كذلك على فيلم آخر، كان دوغلاس أنتجه وكوبريك حققه قبل «سبارتاكوس»
مباشرة، وهو «دروب المجد». في هذا الأخير لعب دوغلاس دور ضابط فرنسي نزيه
يقف ضد جبروت القيادة العسكرية في بلاده، وضد قسوة الحرب في شكل عام، خلال
الحرب العالمية الأولى (ما أدى الى منع عرض الفيلم في فرنسا سنوات طويلة).
أما في «سبارتاكوس»، فإنه لعب دور ذلك العبد الذي يروي لنا التاريخ كيف انه
قاد واحدة من أولى الثورات الطبقية في التاريخ، أيام الامبراطورية
الرومانية. ونحن نعرف، منذ بدايات القرن العشرين، أن سبارتاكوس استخدم
دائماً من جانب الشيوعيين رمزاً لنضالهم، بدءاً من روزا لوكسمبورغ
الألمانية التي حمل تنظيمها اسم سبارتاكوس. غير ان من الواضح أن كيرك
دوغلاس لم يأبه بهذا كله، بل ربما لم يكن يعرفه في تفاصيله على الأقل، حتى
وإن لم يكن هو نفسه شيوعياً أو يسارياً.
>
في الحديث التلفزيوني الآنف الذكر، حين جيء أخيراً على ذكر اسم
كوبريك، قال دوغلاس على أي حال إن رأيه في سبارتاكوس يمكن تلخيصه في أنه
«كان انساناً عظيماً من دون أن يعرف ذلك». أما كاتب السيناريو «فكان يريد
تصويره كإنسان تاريخي عظيم»، أراد تغيير الأمور جذرياً، في مقابل النتيجة
التي صورها كوبريك وهي ان سبارتاكوس كان انساناً سيّره قدره ثم هزمه لأن
الناس لا يستطيعون تبديل أي شيء. سبارتاكوس في نظر كوبريك كان مجرد جزء من
آلة تشتغل بفعل الأقدار. فمن كان سبارتاكوس هذا؟
>
انه، وفق الفيلم، والسياق المرويّ عن الشخصية في التواريخ
القديمة، عبد جاء به التاجر الروماني باسياتوس من ليبيا، على رغم انه تراقي
الأصل. وألحقه بمدرسة كابوفا للمصارعين حيث التقى فارينيا، العبدة الحسناء
الآتية من مقاطعة بريتاني الفرنسية فوقع في غرامها. في تلك الأثناء يكون في
زيارة المدرسة، بعد انتهاء سبارتاكوس من تدريباته، الجنرال ماركوس كرازوس
الذي في المدرسة يعلن رغبته في أن يقوم قتال حتى الموت بين واحد من مصارعي
المدرسة، والمصارع الحبشي الضخم درابا. ويتم اختيار سبارتاكوس لخوض ذلك
الصراع. خلال المصارعة ينتصر درابا على سبارتاكوس بالفعل، لكنه يرفض أن
يجهز عليه، بل انه يرتد على كرازوس محاولاً قتله، فيتمكن منه هذا الأخير
ويقتله. وبعد حين يتمكن سبارتاكوس من الهرب مع رفاق له، ليتزعم ثورة عبيد
تسعى الى الحرية. وعند بداية الثورة يتمكن العبيد من الانتصار على الجيش
الروماني الذي يقوده الجنرال غلابروس، مساعد كرازوس وصديقه، وإثر ذلك يقود
قواته الى مواقع جبلية حصينة، سبقته اليها حبيبته فارينيا، وكذلك انطونينوس
الذي كان خادماً شخصياً لكرازوس. واذ تضيق الأمور من حول سبارتاكوس ورفاقه
المحاصرين في الجبال، يقرر هذا الزعيم أن يخرج من ايطاليا ويتفق مع زعيم
قراصنة يدعى تيغرانيس على أن يزوّده بما يلزم من سفن. في تلك الأثناء يكون
كرازوس في روما منتظراً فرصته للانقلاب والاستيلاء على السلطة، غير ان
النبلاء بزعامة يوليوس قيصر يتصدون له. أما بالنسبة الى سبارتاكوس، فإنه
حين يصل مع قواته الى الشاطئ، يكتشف ان الرومان قد اشتروا زعيم القراصنة
وحرّضوه على عدم تزويد سبارتاكوس وصحبه بالسفن. وهكذا، يجد هؤلاء أنفسهم
محاصرين بثلاثة جيوش رومانية يقودها كرازوس. وتكون النتيجة مذبحة للعبيد
تسفر عن مقتل الألوف منهم. أما الناجون، ومن بينهم سبارتاكوس وأنطونينوس،
فإنهم يساقون أسرى الى روما كي يُصلبوا عقاباً لهم. وعند الشاطئ نفسه، يعثر
كرازوس على فارينيا ورضيعها، ابن سبارتاكوس، فيأخذهما معه الى قصره. وهو
حين يعجز عن اغوائها والسيطرة عليها، يحاول أن ينتقم من فشله هذا، بدفع
سبارتاكوس وأنطونينوس الى التصارع حتى يموت أحدهما، علماً أن الذي سينتصر
سيكون الصلب مصيره في النهاية. وبالفعل سرعان ما تحل هذه النهاية:
سبارتاكوس ينتصر على انطونينوس، ويُرفع على الصليب حيث يبدأ احتضاره الأليم
والبطيء... أما فارينيا، فإنها - اذ يتمكن غراشوس من عتقها - تأتي الى
المكان الذي صلب فيه حبيبها، حاملة ابنهما، فتريه له مؤكدة انه أصبح
مواطناً رومانياً حراً... محققاً بذلك حلم الأب في نيل الحرية.
>
كتب دالتون ترامبو سيناريو هذا الفيلم انطلاقاً من رواية كان
نشرها الكاتب هوارد فاست، الذي كان بدوره معروفاً بمواقفه التقدمية، ما جرّ
عليه حملات الماكارثيين، غير أن ستانلي كوبريك عاد وتدخل كثيراً في مجريات
الأحداث، ورسم سيكولوجية الشخصيات، وهو الأمر الذي وضعه على تجابه دائم، من
ناحية مع ترامبو، ومن ناحية أخرى مع كيرك دوغلاس الذي كان يصرّ على أن يتسم
الفيلم بسمات بطولية خارقة على النحو الذي يعطي شخصيته تميّزاً في فيلم كان
من اللافت فيه وجود عدد كبير جداً من الممثلين الكبار، الى جانبه، بدءاً من
بيتر أوستينوف الذي كان الوحيد الذي حصل على جائزة أوسكار عن أدائه في
الفيلم، وصولاً الى لورانس أوليفييه الذي كان يريد، أولاً، لعب دور
سبارتاكوس ثم اكتفى بدور كرازوس، مروراً بطوني كورتس (انطونينوس) وتشارلز
لوتون (غراشوس)، وجين سايمونز (فارينيا).
>
اذا كان ستانلي كوبريك، ولفترة طويلة من مساره المهني، قد آثر
تناسي هذا الفيلم، أو اختصار أي حديث عنه، فإنه لاحقاً عاد اليه بكثرة
معتبراً اياه واحداً من الأفلام التي يعتز بها. وقد كان «سبارتاكوس» أول
عمل تاريخي وبالألوان يحققه كوبريك، الذي سيعود في مجال النوع التاريخي،
الى تاريخ أحدث (القرن الثامن عشر في انكلترا) في «باري لندن»، هو الذي خاض
في الكثير من الأنواع السينمائية: سينما الخيال العلمي، سينما الحرب، سينما
استشراف المستقبل، سينما الرعب، وسينما العلاقات الجنسية والعاطفية، في
فيلمه الأخير الذي عرض بعد رحيله «عيون مغمضة على اتساعها». وقد اعتبر
ستانلي كوبريك ولا يزال، على رغم قلة عدد أفلامه (13 فيلماً في نصف قرن)،
واحداً من أعظم مبدعي الفن السابع على الإطلاق.
alariss@alhayat.com
الحياة اللندنية في
23/01/2013
لم يهابوا رفض المجتمع العربي لها
فنانون عرب قدَّموا مشاهد حب مثلي بكل جرأة
السباعي عبد الرءوف
بالرغم من الإسقاط الذي يقيمه المجتمع العربي على كل دور يقوم به أي
ممثل، إلا أن بعض الفنانين العرب تحلوا بالجرأة الكافية لتقديم مشاهد
مثلية، فثبتت شهرة البعض وانحسرت عن البعض الآخر.
القاهرة: على الرغم من اقتناعنا جميعاً بأن ما نراه على
شاشة السينما هو محض تمثيل وخيال وأن الشخصيات التي يقوم بها الممثلون لا
تعبر عن شخصياتهم الحقيقية، إلا أن البعض ما زال يعتقد أن ما يقوم به
الممثل فيه جزء من شخصيته.
وفي مجتمع مثل هذا يكون أداء الممثل لشخصية المثلي جنسياً أمراً
محفوفاً بالسمعة السيئة، ولكن بعض الممثلين العرب تغلبوا على هذا العائق
وقدموا أدواراً أدوا فيها شخصية المثلي ومن أبرزهم
يوسف شعبان
أكد يوسف شعبان في حوار أجري معه أخيراً أنه نادم على تقديمه لشخصية
المثلي في فيلم (حمام الملاطيلي)، وأشار إلى أنه لو عاد به الزمن إلى
الوراء لما قدم هذا الدور مطلقاً، وذلك على الرغم من اعترافه بأن هذه
الشخصية موجودة في المجتمعات، وقدم يوسف شعبان شخصية شاب مثلي يذهب إلى
حمامات الرجال ليقيم صداقات مع بعضهم، وفي الفيلم يلتقي محمد العربي ويأخذه
معه إلى شقته لتبدو عقدته الدفينة التي دفعته للمثلية وهي عجزه عن التناغم
مع المجتمع ومراعاته له وعجزه عن الحياة كما يريد.
رؤوف مصطفى
قدم الممثل رؤوف مصطفى دور المثلي في فيلم (ديل السمكة) الذي قام
ببطولته عمرو واكد وكتبه وحيد حامد، وفي الفيلم يطرق عمرو واكد باب أحد
الإرستقراطيين الذي يجسد دوره مصطفى ويبدأ بمعاملته معاملة ناعمة يتوجس
منها عمرو واكد ويكتشف حقيقة نواياه فيرفض تحقيق طلبه، ويدافع الفيلم عن
المثليين على لسان رؤوف مصطفى حيث يؤكد لعمرو واكد أن قرار المثلية ليس
قراره وأنه خلق هكذا، ويبدو تعاطف بطل الفيلم معه على الرغم من رفضه للقيام
بعلاقة تجمع بينهما.
خالد الصاوي
يعد خالد الصاوي أشهر من قدم دور المثلي في السنوات الأخيرة في فيلم
عمارة يعقوبيان، والطريف أن هذا الدور رفضه محمود حميدة وفاروق الفيشاوي
بشدة، بينما قبله خالد الصاوي الذي كان يخطو خطواته الأولى في طريق الشهرة،
وقد أسهم الفيلم في شهرة خالد الصاوي بعد النجاح الكبير للفيلم، ويؤكد خالد
الصاوي أنه على الرغم من جرأة تلك المشاهد إلا أنه قدمها بشكل غير مبتذل
وهو ما ساعد على تقبل الجمهور لها، خالد الصاوي نجح في أن يستغل هذا الدور
لتحقيق انطلاقة كبرى، على الرغم من أن الجميع توقع أن يعرقل هذا الدور
مسيرته الفنية، ومع ذلك فإن قطاعات من المشاهدين لا تحب مشاهدة أعماله بسبب
الصورة الراسخة عن مثليته الجنسية نتيجة أدائه الشديد الاتقان في الفيلم.
علي حسنين
قدم الفنان علي حسنين دور المخرج المثلي (شوكت حلبي) الذي لا يوافق
على اسناد أي دور لأي ممثل رجل إلا بعد ممارسة الجنس معه، وتأتي النهاية
الصادمة بموته في أحداث الفيلم، وحُذفت مقاطع من مشاهد علي حسنين وخففت،
وعلى الرغم من ذلك فقد اتهم البعض المؤلف ماهر عواد باسقاط تلك الشخصية على
مخرج معروف، ولقد أثار المشهد استياء الكثيرين من العاملين في السينما
وقتها واتهموه بأنه يسيء إلى سمعة الفنانين ويزيد من الصورة السلبية التي
يأخذها البعض عنهم.
نور الشريف
قدم نور الشريف شخصية أمين الذي يعيش قصة حب مثلية مع صديقه في فيلم
(قطة على نار)، وتؤثر هذه القصة على حياته مع زوجته البالغة الأنوثة التي
قامت بدورها بوسي، وعلى الرغم من جمالها وفتنتها فإن نور الشريف يؤثر عليها
صديقه، وعندما يكتشف أن صديقه غير مخلص له، يصاب نور الشريف بانتكاسة
نفسية، كما أن صديقه لا يتحمل فكرة أن يكتشف نور الشريف خيانته فيقدم على
الإنتحار، مما يجعل نور الشريف يقبل على الخمر ويعامل زوجته بقسوة شديدة.
محسن محي الدين
قدم محسن محي الدين في فيلم (اسكندرية ليه) دور يحيى الذي يعيش قصة حب
ناعمة مع جندي انكليزي، وعرض يوسف شاهين أحداث القصة بشكل رومانسي متعاطف
مع العاشقين، وتظهر شاعرية شاهين في المشهد الذي يقوم فيه يحيى بالبحث عن
ضريح حبيبه الانكليزي في القبور البيضاء الموجودة في العلمين، ويعد يوسف
شاهين هو أكثر من قدم نماذج العلاقات المثلية في أفلامه بشكل مليء
بالرومانسية والتعاطف.
عبد الله محمود
قدم عبد الله محمود شخصية الشاب متولي الذي يعاني من الفقر والحاجة
ويضطر للعمل في أحد محال الديسكو، ولكنه لا يستطيع أن يلبي احتياجاته
المالية فيمارس الجنس المثلي مقابل المال، وقد أثر هذا الدور على مسيرة عبد
الله محمود الفنية فبعد أن كان بطلاً لكثير من الأعمال التلفزيونية بدأت
الأضواء تنحسر عنه، ولم ينل البطولة المطلقة إلا في فيلم واحد هو (كابتشينو)
الذي أنتجه وعرض في 2005، ومع ذلك قدم مجموعة من الأدوار المتميزة أهمها
دوره في فيلم (المواطن مصري).
إيلاف في
23/01/2013
مونيكا بيلوتشي:
عشت حياة مملّة أنعشتها الأضواء حولي
يوسف يلدا
بعدما علمت في عرض الأزياء وقدّمت العديد من الأدوار التمثيلية
المحفوفة بالمخاطر، تسترجع مونيكا بيلوتشي ذكرياتها وتتحدّث عن الفن
والحياة وعلاقتها بزوجها المثير.
لندن: توقّفت الممثلة الإيطالية المثيرة مونيكا بيلوتشي
في أحدث لقاءٍ أجرته معها مجلة "فانيتي فير"، عند محطاتٍ عديدة من حياتها
الإجتماعية والفنية، مشيرة إلى أنها لا تتقاسم كل شئ مع زوجها ولا تمضي كل
الوقت إلى جانبه، وإنها لو لم تعش تجربة الأمومة لأحسّت أن جزءاً منها مات.
ومونيكا بيلوتشي (48 عاماً) التي أنجبت طفلتين، تعد اليوم الممثلة
الأوروبية الأكثر رواجاً وطلباً، وفي هذا اللقاء تحدثت النجمة المقيمة في
باريس، عن كيف يمكن أن تكون المرأة حرّة، وعن علاقتها بزوجها الممثل
الفرنسي والمثير أيضاً فينسنت كاسل، وعن حياتها المتنقلة ما بين لندن وروما
والبرازيل.
عن علاقتها بزوجها تقول بيلوتشي: "أنا وفينسنت نعيش حياة مستقلة
تماماً، نحن نعيش في عالمين مختلفين لا نتقاسم كلّ الأمور ولسنا معاً طوال
الوقت". وتعتقد: "أن النساء الذكيّات أمرهنّ لا يصدق، أعتقد أنهنّ أكثر
إثارة للإهتمام من الرجال".
وتقيم مونيكا بيلوتشي مع زوجها الممثل فينسنت كاسل في العاصمة
الفرنسية باريس، ومعهما طفليهما ديفا 8 أعوام، وليوني سنتين.
وكل ما يقال عن مونيكا وارد، وربما أكثر، فقد قيل أنها وريثة صوفيا
لورين وأنا ماغناني. وفي كل مرة تقدّم دوراً جديداً يكون محفوفاً بالمخاطر،
كما في شريطها الفيلمي الأخير "موسم الكركدن" حيث تؤدي فيه دور زوجة شاعر
كردي تغتصب وتسجن. وتؤكّد مونيكا أنها ترتاح جداً للمخرجين الذين يعرضون
عليها مثل هذه الأدوار المتطرفة "هذه الأدوار التي يمكنني من خلالها الكشف
عن الجانب المظلم من شخصيتي من دون أن تشكّل خطورة على أحد".
وتروي مونيكا بيلوتشي لمجلة "فاريتي فير" قصة ولوجها عالم التمثيل
قائلة: "أنتمي إلى أسرة مستقرَّة من بلدة صغيرة، كنت أحسُّ في طفولتي أنني
في أمان وراحة شديدين غير أنها كانت مملّة جداً، فهي حياة بسيطة تسير على
وتيرة واحدة، عطلة في الصيف ومدرسة في الشتاء. تلقيت تعليماً رائعاً بدرجة
عالية من المعرفة لكن موقفي من الحياة كان غير ذلك فقلت: "شكراً لكم على
كلّ شيء ولكني بحاجةٍ إلى عكس ذلك، أحتاج أن أكون حرّة".
ومونيكا، التي بدأت مسيرتها في عرض الأزياء تقول: "لم أشعر قط أنهم
كانوا يعاملونني كما لو كنت مجرد شئ، أثناء عملي بصفة عارضة أزياء". كما
تحدَّثت عن مرور الوقت أيضاً: "إن مرور العمر أمر لا يصدّق ويسرّني كثيراً
على الرغم من فقدان جمال الشباب الطبيعي، لكن هناك أمرٌ مثير للغاية ينطلق
من أعماقك".
وعن حياة الأمومة المتأخرة، حيث أنجبت إبنتها الأولى في سن الأربعين،
تقول مونيكا: "إتخذت هذا القرار بعدما كنت بالغة وليس في مرحلة شبابي،
لأنني كنت أرغب في أن أستثمر تجربتي كممثلة من دون الشعور بالذنب. ولكن إن
لم أعش تجربة الأمومة لشعرت أن جزءاً مني مات".
إيلاف في
23/01/2013
إيرادات الفيلم اخترقت حاجز 180 مليون دولار
«ديجانغو
بلا قيود».. إطلالة على تاريخ أميركا المرعب
دبي ـ غسان خروب
هذه ليست المرة الأولى التي تطل علينا بها هوليوود بأفلام رعاة البقر
والغرب الأميركي التي اشتهرت كثيراً في خمسينات وستينات القرن الماضي،
حينها تمكنت تلك الأفلام من تصوير جزء من التاريخ الأميركي الحديث، وبعد
طول زمن عادت هوليوود من جديد لتقدم لنا هذه النوعية من الأفلام، والمتمثلة
في فيلم «ديجانغو بلا قيود» للمخرج كوينتين تارانتينو، والذي نطل به على
ماضي الولايات المتحدة الأميركية المرعب.
البحث عن الزوجة
الفيلم الذي اخترق حتى الآن في إيراداته حاجز 180 مليون دولار، ويلعب
بطولته الممثل جامي فوكس وكيري واشنطن وكريستوف والتز وليوناردو دي كابريو،
يتتبع حياة «ديجانغو» الذي يقع في يد رجل ألماني يمتهن مطاردة الهاربين
والقبض عليهم مقابل أجر، ويقوم بنزع قيود ديجانغو وتحريره من العبودية
مقابل أن يساعده على تنفيذ إحدى المهام التي يقوم بها. وبعد الانتهاء من
المهمة يواصل ديجانغو سعيه للبحث عن زوجته وإطلاق سراحها من عبودية شخص
وسيم، ولكنه شرير يدعى كالفن كاندي، الذي يمتلك مزرعة للعبيد يتم فيها
تدريب الرجال السود على الدخول في مباريات قتالية للملاكمة والمصارعة، ويتم
الرهان عليهم كنوع من تسلية للمتفرجين.
عبودية
ورغم ما يحفل به الفيلم من قسوة تعكس طبيعة فترة العبودية التي ظلت
سائدة في أميركا حتى فترة قريبة، إلا أنه في المقابل جاء حافلاً بعناصر
الترفيه والكوميديا، مقتفياً بذلك خط مجموعة من الأفلام الإيطالية القديمة
التي قلدت رعاة البقر الأميركية، مثل فيلم «الطيب والشرس والقبيح»، والتي
عرفت فيما بعد بمصطلح «أفلام الاسباغيتي الغربية»، فضلاً عن أن الفيلم
يتمتع بكافة العناصر والزخارف التي تتسم بها أفلام الغرب الأميركي
الكلاسيكية، مع الفارق أن المخرج هنا ركز كثيراً على شخصية «العبد الأسود»
التي نادراً ما تظهر في هذه النوعية من الأفلام سواء الحديثة أو القديمة.
والمتابع لأفلام «الاسباغيتي الغربية»، وتحديداً تلك التي قدمها
المخرج الإيطالي سيرجيو ليوني صاحب فيلم «من أجل حفنة دولارات»، يشعر بأن
تارانتينو يقتفي أثر ليوني في هذا الفيلم الذي قصد من خلاله تصوير الماضي
المرعب للولايات المتحدة الأميركية من خلال عمل سينمائي يتسم بالعمق، ولعل
هذا ما يفسر سر نجاحه في دخوله حلبة المنافسة على أفضل فيلم في أوسكار
2013، علماً بأن مؤلف الموسيقى التصويرية لهذا الفيلم هو الموسيقار
الإيطالي إنيو موريكوني.
الممثل جامي فوكس والذي أوكل له دور «ديجانغو» أبدى حرفية عالية في
تجسيده لهذا الدور، وقد ساعده على ذلك انحداره من مدينة تيريل في ولاية
تكساس، حيث يعاني الأميركيون من أصل إفريقي مصاعب كثيرة، وبالتالي ففوكس لم
يعش كرجل أسود حياة سهلة، وفي إحدى المقابلات الصحافية التي أجريت معه قال
إن هذا الفيلم علمه درساً كبيراً، لمس من خلاله الظروف البشعة التي عاشها
أسلافه. وقال: «ستدرك عند مشاهدتك هذا الفيلم ما الذي كان يتعين عليهم أن
يعانوه لكي يجعلوا لنا صوتاً».
توغل
رغم أن مجموعة من مخرجي الأفلام الحاليين لمسوا العبيد السود في
أميركا، وقدموا لنا حياتهم في مجموعة سينمائية جميلة كفيلم (غير المغفور
له) للمخرج كلينت إيستوود، إلا أنه لا أحد منهم توغل بعيداً في حياتهم كما
فعل تارانتينو الذي يتناول فيلمه بشكل كامل قصة العبد الأسود «ديجانغو».
البيان الإماراتية في
23/01/2013 |