حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بيب شودوروف

من المُذكرات الفيلمية إلى التجريد

حوار : رافائيل باسان ـ ترجمة : صلاح سرميني

 

في عام 2007 أنهى الأمريكيّ المُقيم في باريس "بيب شودوروف" عمله FAUX MOUVEMENTS (حركاتٌ مزيفة).

هو سينمائيٌّ غريزيّ، ولأنه في المقام الأول أنجز مذكراتٍ فيلمية، وكحال "جورج ميلييس" رُبما، يصادف عقباتٍ يتوّجب عليه إيجاد حلول لها

من تجاربه، وُلدت جماليةٌ جديدةٌ منحت مع فيلمه CHARLEMAGNE 2 : PILTZER تحفةً أولى، وطريقاً إكتشافياً إضافياً إلى العلاقات بين السينما، والتجريد.

·     كيف فكرتَ، وصورتَ عملاً مختلفاً تماماً عن أفلامكَ الأخرى (القريبة، في معظمها، من المذكرات الفيلمية) كحال CHARLEMAGNE 2 : PILTZER في عام 2002. وكما أعتقد، فقد درستَ سابقاً السيمولوجيا، والموسيقى، هل فكرتَ يوماً بأنك سوف تصل إلى هذا النموذج من السينما ؟

بيب شودوروف : تعلمتُ العلوم المعرفية في نيويورك قبل دراسة سيميولوجيا السينما مع "كريستيان ميتز"، وأتباعه في جامعة باريس الثالثة.

بتحليل القواعد السينمائية، وتأثير استقبالها على المتفرجين، فكرتُ بشكلٍ طبيعيّ بإنشاء تجارب إدراكية لتجسيدٍ أفضل لفهم فيلم ما مشابهة لتجارب نفسية/لغوية تمّ إنجازها في المختبرات.

لم أقدم أبداً على تلك المحاولات، ولا التفكير بسينمايّ بأنها تجريبية، بالنسبة لي، أصبح فعل التصوير ممارسةً يومية.

تعالج الأفلام التي أنجزتها في عاميّ 1989- 1990 فكرة تحريك صوراً ثابتة في السينما، وبالعكس، وذلك لإظهار الطبيعة الزائلة للصورة المُنفردة من الفيلم السينمائي (المقصود الـ Photogramme)، والتي تتموقع على حافتيّ السينما، والصورة الفوتوغرافية. كما تتطرق كتاباتي النظرية الأولى إلى هذا الموضوع، منذ طفولتي أنجزت فعلياً الكثير من المُذكرات الفيلمية، صورتها بطريقةٍ عفوية، وذلك بعمل المونتاج مباشرةً أثناء التصوير.

وبدءاً من عام 1993 بدأت أهتمّ بالبحث الكيميائيّ، والضوئيّ للشرائط الحسّاسة، وسياقاتها في مرحلتيّ التحميض، والطبع (يجمع End Memory المُنجز عام 1995 بين المعالجة الكيميائيّة للشريط، والمُذكرات الفيلمية).

خلال تلك الفترة، وبالتحديد في عام 1996، أسّستُ مع بعض الأصدقاء مُختبراً خاضعاً لقانون الجمعيات الفرنسية الأهلية، وأسميناه L'Abominable (وتعني الكريه، أو البغيض)، وفي تلك السنة نفسها أخرجت Fin de siècle (نهاية القرن) الذي كان في البداية شريط صوت، وقمت بمونتاج الصور انطلاقاً منه.

CHARLEMAGNE 2 : PILTZER هو الحصيلة الطبيعية لكلّ تلك المُمارسات

ـ تحريك الصور المُنفردة الثابتة المُقتطعة من الفيلم (الـ Photogramme).

ـ التصوير التلقائيّ.

ـ العمل في مختبرٍ منزليّ.

ـ المونتاج وُفق الموسيقى.

وقد تمّ بناء العمل في عمومه بالارتكاز على فكرة المبادئ المعرفية لإدراك الموسيقى، والصور.

يستغرق حفل "شارلمان بالاستاين" 22 دقيقة، ويتكوّن من 7 أجزاء، ومن أجل كلّ واحدٍ منها، وبشكلٍ رئيسيّ، لعب الفنان نوطتان موسيقيتان شكلتا سلماً خماسياً منخفض الدرجة، وفي فيلمي تتجسّد هاتان النوطتان بطرائق مختلفة

ـ صورٌ موجبة، وسالبة.

ـ ألوانٌ مُكملة، ومتعارضة.

ـ ترددات الذبذبة.

ـ إخفاء الأجزاء اليسرى، واليمنى من الشاشة.

حوّلت الصور المُلتقطة بشريطٍ من مقاس 8 مللي سوبر انطلاقاً من تقاسيم بصرية، حيث أنها هي نفسها تدوينة من الموسيقى عزفها الفنان تلقائياً خلال الحفلة الموسيقية.

تأخذ الصور دور المذكرات الفيلمية للحفل، ولكن في ربع الزمن : "شارلمان" يعزف البيانو، جمهوره، دُمى قطنية على الأرض حول البيانو.

تتدفق الصور بمُقتضى الموسيقى : تمددت الدقائق الخمسة إلى 22 دقيقة، لا أعني الإيقاع فحسب، ولكن تحدد اختيار الألوان عن طريق النوطات التي لعبها.

رغبتُ، وبدون الحديث عن تزامن، أن أدع النظام الإدراكيّ البصريّ يعمل بنفس طريقة النظام السمعيّ،

وأردتُ تطوير سلسلةٍ من الصيغ البسيطة لإحداث فيلماً معقداً، أنجزت كلّ شيءٍ يدوياً عن طريق الشريط الخام.

·     هل يتبع فيلمكَ  FAUX MOUVEMENTS نفس طريقة البحث، هل يمكن أن تحدثنا عن عملك في هذا الفيلم ؟

ـ هنا، أردتُ الذهاب بعيداً، هناك تأثيراتٌ إدراكية أخرى، بالإضافة إلى الإحساس بالألوان التي يمكن أن تمنح المتفرج الانطباع بأنه شاهد شيئاً ما لا يظهر فيزيائياً على شريط الفيلم، أردت إحداث إحساساً جديداً بالحركة في السينما.

عندما نحدقُ في علم، ومن ثم جدار أبيض، نشاهد العلم بصورته السالبة، وهذا ناتج عن تأثير تشبّع مخاريط شبكيّة العين التي تُستهلك في كيميائيات استقبال الصورة، تتعوّد إذاً على محفزاتها، وتستعيد نبضاتها المُحايدة، وبشكلٍ آخر، يبقى العلم، وكأنه محترقاً أمام أعيننا، بينما نظرتنا تنتقل إلى مكان آخر

يحدث نفس النوع من الوهم عندما نثبتُ نظرتنا على حركاتٍ متواصلة، كحال حلزونياتٍ في حالة دوران متكرر: عندما يختفي المُحفز، ينتج فجأةً انطباعاً معاكساً، نشعر فيزيائياً بحركةٍ وهمية للجسد.

هذا الإحساس بالحركة يختلف جذرياً عن الأشياء التي تتحرك على الشاشة، إنها تقترب من الحركة الحقيقية لجسدنا، بإمكان العيون أن تخدع الجسد، وتمنحه الإحساس بالانتقال، كما الحال عندما نجلس في مقطورة قطار ثابت في محطة، ويأتي الإحساس بالحركة من قطار موازٍ يتحرك، أنا متأكد بأنه إذا استطعنا امتلاك هذا الإحساس في السينما سوف يشعر المتفرج على نحو أكمل بأنه ملتزم صوتياً في فضاء الصالة.

يتجسّد الحقل البصري في فصّ مؤخرة المخّ عن طريق 27 "خريطة" عصبية، ومنها بعض الخرائط موجهة للحركة في حقل الرؤية (ترتكز هذه المعلومات، في أجزاء منها، على تجارب أنجزها البعض على قطط تمّ تخديرها بإشاراتٍ إلكترونية مزروعة في فصّ المخ الخاصّ بالحركة).

يمكن أن تتضمّن إذاً حتى 27 طريقة لخداع هذه الخلايا العصبية، وتقدم لها تأثيراً بصرياً مصطنعاً، ومزيفاً

يمكن الإشارة بأنّ هذه التأثيرات لا تحدث في الشبكية فقط كما الحال في فيلمي الأخير، ولكن في عمق المخّ حيث تدور سياقات معرفية للرؤية، الخلايا العصبية التي تلتقط الحركة الشاقولية، الأفقية، المائلة، الحلزونية، الخطوط العرضية، الدوائر، أو الأشكال الأخرى.

يلعب فيلمي على الأنظمة الموجودة في النظام الإدراكيّ، يأتي من الرؤية، وليس العكس.

·     ممارستكَ، كما حال سينمائيين آخرين معاصرين حاورتهم في هذا الملف، تتأرجح بين جمالياتٍ، و/أو مدارس متعددة، ليس التجريد إلا فرضية عمل، وقراءة من بين أخرى، أين تُموقع خطواتك السينمائية ؟

ـ أحبّ كثيراً الحدود بين الشكلانيّ، والتجريد، الصورة الفوتوغرافية، والسينما، الحميميّ، والجمهور، الرؤية، والصوت، تهذه التعارضات تلتقي في مكان ما.

الصوت، والضوء هي موجات، الشكلاني، وتجريد المادة المُضيئة، الحميميّ الشخصي جداً يصبح عالمياً.

لا اعتقد بأنه يجب إنتاج أشياء جميلة، ولكن دالة، حقيقية، ومثيرة للاهتمام، يجب الانطلاق أبعد نحو تجارب جديدة، لا توجد قواعد، يجب أن نترك أنفسنا كي تقودنا الطرق التي نعبرها في مسيرتنا السينمائية.

ـ تمّت المُقابلة في عام 2005.

هوامش المُترجم :

Raphaël Bassan

وُلد "رافائيل باسان" عام 1948 في بلغاريا، وهو مخرجٌ، وناقدٌ سينمائيٌّ فرنسيّ، متخصصٌ في السينما التجريبية

في البداية، توجهت إهتماماته نحو مسيرة أدبية، حيث أصدر مع "هوبير حداد" عام 1970 مجلة متخصصة بالشعر (Point d'être)، بينما أخرج أول أفلامه القصيرة في عام 1969.

"جان بول بورر"، وكان واحداً من أعضاء المجلة الشعرية، إستعاد ذكريات تلك السنوات في صفحات سيرته الذاتية (محاربو الحلم)، وأشار إلى "رافائيل باسان" بصفته شاعراً، وسينمائياً.

منذ ذلك الحين، بدأ "رافائيل باسان"  يكرسّ نشاطه للكتابة عن السينما بشكلٍ عام، والتجريبية خاصةً، تلك التي كان يتجاهلها معظم زملائه، وكتب مقالاته السينمائية في صحفٍ، ومجلاتٍ متعددة، وأصبح صحفياً محترفاً.

من جهةٍ أخرى، يعتبر واحداً من المجموعة التي أسّست في عام 1971 تعاونية التوزيع المُستقلة المُسمّاة "جماعة السينما الشابة" التي تُواصل نشاطها حتى اليوم.

خلال الفترة 2000-2010 تعاون "رافائيل باسان" كناقد سينمائي مع مجلاتٍ أخرى، ومواقع فرنسية، وأوسترالية متخصصة، وشارك في تحرير بعض المقالات في "الأنسكلوبيديا العالمية"(من موقع ويكيبيديا).

الجزيرة الوثائقية في

22/01/2013

 

مهرجان «صندانس» يواجه النار بالنار

موجة ساخنة من الأفلام تذيب جليد مدينة بارك سيتي

بارك سيتي (ولاية يوتا): محمد رُضا

مدخل المركز الصحافي في مدينة بارك سيتي، حيث يُقام فيها مهرجان صندانس للسينما المستقلة، مزدحم بعد يومين من بدء المهرجان، كما كان حاله في اليوم الأول. لكن التنظيم الجيّد يقضي على التأخير، خصوصا أن غالبية القائمين على هذا المركز من ذوي الخبرة، إذ سبق لهم أن عملوا فيه في العام الماضي أو لبضعة أعوام متوالية سابقا. إلى ذلك، كل ما تحتاجه للبدء بمشروعك الجديد مشاهدة كل أفلام المهرجان (وهو مشروع عادة ما يتمخّض عن عدد لا يتجاوز الـ30 أو الـ35 منها) هو تلك البطاقة السحرية. تخرج من المركز الصحافي الدافئ إلى الشارع البارد، ثم تدخل القاعة الدافئة مرّة أخرى.

في غرفتك في الشقة التي تم إنزالك فيها كل ما تطلبه للراحة، لكنك لن تقضي داخل الشقة سوى بضع ساعات تتوزع بين الكتابة والنوم. البعض ما زال يحتاج لأن يكتب فتراه يمارس ذلك في المقهى القريب أو بين لقمة وأخرى وقت وجبة الغذاء في مطعم الهمبرغر الشهير، والقلـة هي التي تستطيع أن تغفو. لا بد في ذلك الحال أن يكون الفيلم من الرتابة بحيث يفكّر النائم، قبل أن يخلد للراحة، أنه أمام احتمالين؛ الخروج من الصالة إلى الشارع أو البقاء والنوم فيبقى وينام.

على الأقل، لا أحد يتحدث من اللحظة الأولى التي تنبض فيها الشاشة بالحياة الأخرى. من دقيقة الفيلم الأولى إلى دقيقته الأخيرة ليس هناك ما يمزّق الأذن من المؤثرات الصوتية كالكلام والطعام، وليس هناك ما يلمع فجأة أمام عينيك لأن الجالس أمامك قلق من أن يكون فاته «إيمايل». هذا يبدو غريبا بالمقارنة مع ما يمارسه جمهور المهرجانات العربية: كل ما سبق وفوقه الوصول متأخرين إلى الفيلم.

هناك وجه مقارنة آخر، وهو إثارة المهرجان نقاشا ساخنا (وعادة ما يكون سياسيا). في مراكش مثلا لا ينتهي التعليق على غياب السينما المغربية من الجوائز، وأحيانا من المسابقة أساسا. في القاهرة ما إذا كان فريق إدارة المهرجان قبل المتغيرات (أو ما يسمى بـ«ثورة الربيع») تصلح لأن تقود المهرجان ذاته بعدها.

في صندانس قضية هذا العام كانت من السخونة، بحيث إن ثلج المدينة بدا كما لو أنه ذاب بسببها، وليس بسبب الشمس التي قررت إلقاء تحية على الحضور؛ فرئيس المهرجان الممثل، المخرج روبرت ردفورد فتح النار على المحافظين من سياسيي ولاية يوتا الذين تداعوا إلى حجب المعونة المالية التي تمنحها الولاية لمهرجان صندانس، بداعي أن سياسة المهرجان الليبرالية «لا تعكس قيم الولاية»، كما جاء في تلك الدعوة.

روبرت ردفورد الذي جلس على كرسي قيادة هذا المهرجان من نحو 22 سنة، رد مذكّرا أن المهرجان يعود على ولاية يوتا بنحو 80 مليون دولار كل عام. وقال كذلك إن المهرجان يفتح المجال لمجموعة كبيرة من الأفلام، والجمهور هو الذي يختار.

والاختيارات متعددة بالفعل. لا يمكن تسمية أفلام الرعب التي تعرض في حفلات منتصف الليل بأنها ليبرالية، بل حقيقة أن العنف هو ما يقود تلك الأفلام يجعلها على نقيض مع الليبراليين الذين يؤيدون باراك أوباما في سعيه للحد من انتشار السلاح الفردي بين المواطنين، وعلى النقيض مع المحافظين حينما يتحدثون عن القيم كما لو أن العنف هو إحدى هذه القيم.

كَفن جاكرنوث، الذي يغطي المهرجان لموقع «The Playlist» يقول إن هذا الموضوع هو واحد من أكثر المواضيع الحالية أهمية: «الناس تريد أن تطمئن إلى أن أولادها في المدارس أو آباءها في أعمالهم آمنون من حملة سلاح متطرفين». لكن فريقا كبيرا من الأميركيين (وجل المتطرفين أيضا) يعتقد أن سحب السلاح من أيدي المواطنين هو «مؤامرة تهدف إلى تمكين الدولة من ممارسة أعمال بوليسية والتحول الكامل إلى الديكتاتورية». وإذ يقول واحد هذا الكلام على مأدبة صحافية كان لا بد أن يسارع ويضيف: «هذا ما قرأته وليس ما أتبناه».

أقل إثارة بعد 3 أيام من افتتاح المهرجان (الذي تم في الـ17 من هذا الشهر) هو تبادل النار الذي وقع بين المخرج سبايك لي والممثل جايمي فوكس بسبب الفيلم الذي قام جايمي فوكس ببطولته والمعروض حول العالم الآن وهو «دجانغو طليقا»، فسبايك لي بادر بفتح النار على مخرج الفيلم كونتين تارانتينو بسبب كثرة استخدام كلمة «Nigger» في الفيلم، وبسبب اعتقاده بأن الفيلم يسيء إلى مسألة تحرير العبيد. لكن سبايك لي، وهو مخرج أفرو - أميركي اعترف بأنه لم يشاهد الفيلم (أو هكذا ادعى)، وردا عليه قام الممثل فوكس بنقد لي على ما ذكره، وكل هذا قبل أن يفتح المهرجان أبوابه، أما داخل المهرجان وبمناسبة حضور جايمي فوكس، فإن معظم الصحافيين الذين قابلوه سألوه المزيد من رد الفعل، وهو لم يتأخر.. قبلة على خد سبايك لي الأيمن مادحا إياه كمخرج «رائع»، ثم صفعة على الخد الأيسر لأن المخرج سمح لنفسه بنقد الفيلم من دون أن يشاهده.

المواقف كانت أبسط قليلا في الستينات عما هي عليه اليوم، على الأقل بالنسبة لما يوحي به فيلم مشترك في مسابقة المهرجان التسجيلية الأميركية (هناك مسابقة للأفلام التسجيلية الدولية). هذا الفيلم هو «عشرون قدما بعيدا عن الشهرة» لمخرج باسم مورغن نيفيل يتناول فيه عددا كبيرا من مغنيي «الصول ميوزك» (وهو نوع كان اشتهر في الستينات أكثر من أي عقد سواه) الذين بقوا مغمورين على الرغم من مواهبهم الأكيدة. «الصول ميوزك» هو واحد من الأنواع الغنائية التي زاولها السود رغما عن البيض في تاريخ الموسيقى الأميركية، لكن في حين أن أوتيس ردينغ ومارفين غاي وأريثا فرانكلين والثنائي سام أند دايف وفرقة غلاديس نايت أند ذ بيبس وسواهم أنجزوا شهرة عالمية وباعوا ملايين النسخ من «ألبوماتهم»، فإن هناك الكثيرين ممن بقوا على مسافة من الشهرة على الرغم من موهبته، وهؤلاء هم موضوع هذا الفيلم الجيّد الذي تريد أن تنهض في وسط الصالة لكي ترقص على أنغامه. إنه عن تاتا فيغا وجون غلوريا وسيندي ميزيل وروس ستون من بين آخرين، مع شهادات من بعض أهم فناني النوع، مثل ستيفي ووندر.

الستينات وما قبل تزورنا في أكثر من فيلم آخر بينها، ومن بين ما شاهده هذا الناقد حتى الآن، «اقتل عشاقك» لمخرج جديد (أول مرة) اسمه جون كروكيداس.

هذا فيلم روائي يلمع في مواقف ويخبو في أخرى تبعا لما يحاول المخرج الإقدام عليه ثم التراجع عنه. هو من بطولة شخصيات عرفتها الأربعينات والخمسينات والستينات وشبعت منها السينما في السنوات الأخيرة ومنها الشاعر ألن غينسبورغ والكاتب ويليام بوروز والصحافي والروائي جاك كيروياك. جميعا (وسواهم) من طليعيي الـ«بيت جنيراشن» كل في وسيلته ومجاله. يقدم الفيلم لنا الممثل داين ديهان في دور لوسيان كار أحد رواد تلك الموجة وصديق قديم للكاتب ويليام بوروز. ولوسيان كار هو الذي جذب ألن غينسبورغ (يلعبه دانيال ردكليف في اتجاه بعيد كلـيا عن ذاك الذي اشتهر به في دور هاري بوتر) إلى الحلقة التي يتداول الفيلم الانتقال بينها محاولا رسم ذلك الإطار الاجتماعي لتلك الفترة وما تخللته من مواقف شخصية. دراميا يبقى فارغا وجماهيريا قد ينتهي في القاع كما انتهى في العام الماضي ذلك الفيلم المأخوذ عن مذكّرات جاك كيروياك (يؤديه هناك جاك هستون) «على الطريق». الفيلم يتضمن مواقف جنسية، كون كل المذكورين كانوا مثليين أو مزدوجي الميول. والجنس بالفعل موجود على شاشة أكثر من فيلم هنا أحيانا على نوع لا يخرج من طابع الرغبة في إثارة الاهتمام، وأحيانا أقل على نحو كان لا بد من ضروريته تبعا لموضوع الفيلم. جيمس فرانكو، وهو ممثل معروف عنه انفتاحه على المواضيع الجنسية، نراه ممثلا في «لفلايس» (يلعب دور الناشر هيو هفنر في فيلم يدور حول ممثلة البورنو ليندا لفلايس) ونتابعه منتجا في تسجيلي بعنوان «كينك» (Kink) ونراه مخرجا لفيلم يحمل عنوان «مشهد داخل: حانة جلدية» الذي يدور حول صنع فيلم «تجوال» الذي أخرجه وليام فريدكن سنة 1980 عن مجرم يصطاد المثليين. وجيمس لا يدافع عن نفسه حين يقول في مؤتمره الصحافي: «أعتقد أنه لسنوات طويلة قاد العنف الإنتاجات المعتمدة على العنف. الآن حان الوقت لأفلام تسرد القصص من وجهة نظر عاطفية». لا أحد يشتري ذلك على نحو مسلّم به، لكن الظاهرة موجودة بلا ريب، ولا تستطيع إلا أن تشارك البعض اعتقادهم بأن فيلما لممثل آخر ينتقل إلى الإخراج (دون أن يترك مهمة التمثيل) وهو جوزف غوردون - ليفيت، لا بد أن يصيد نصيبا من النجاح الجماهيري حتى وإن كان ضئيلا. الفيلم، وعنوانه «إدمان دون جون» يدور حول رجل استطاب العادة السريّة لدرجة أنه لم يعد يعرف كيف يتعامل مع الجنس الحقيقي. الفيلم يحمل نبرة كوميدية، لكنه ليس كوميديا على الإطلاق.

الشرق الأوسط في

22/01/2013

 

سعاد حسنى فى ذكرى ميلادها..

من "الكرنك" والجوع" حتى "الراعى والنساء" تظل رمزًا لوطن تقهره الأنظمة السياسية

سيد محمود سلام 

ستظل سعاد حسنى رمزا للفنانة الشاملة، رمزا للجمال والأنوثة، والقدرة على تحدي الأزمات، فمن فتاة بسيطة، لم تنل تعليما يؤهلها لأن تصبح ليس فقط واحدة من أهم ممثلات العالم العربى، بل حتى كومبارس صامت، لكنها تخطت بموهبتها الفريدة كل هذا ... 

سعاد حسنى أو " السندريلا " أو " أخت القمر " كما كان يلقبها الراحل صلاح جاهين، تحل يوم 26 يناير الجارى ذكرى ميلادها، وهو اليوم الذى تعيشه مصر حاليا على صفيح ساخن. 

السندريلا التى أعطت للفن المصرى ما تستحق أن تكرم كل يوم عليه، كانت رمزا للمرأة المقهورة المغتصب حقها وبراءتها فى "الكرنك "، رمزا لوطن انتهكت براءته أنظمة سياسية لسنوات طويلة فى هذا الفيلم الذى قدمت فيه شخصية "زينب ". 

وقد تكون هى الممثلة الأبرز التى قدمت أعمالا ذات طابع سياسى، فلم يكن الكرنك فقط من أفلامها رامزا للظلم والاستبداد بل منها " الجوع " مع محمود عبد العزيز، و"شفيقة ومتولى"، و"القاهرة 30"، و"حب فى الزنزانة"، و"الزوجة الثانية" وحتى فيلم "خللى بالك من زوزو" أو "الراعى والنساء " آخر أفلامها، كانت هى رمزا للمرأة المقهورة رمزا لوطن مقهور ومنتهك من قبل أنظمة سياسية. 

ورغم مرور 12 عاما على رحيلها فإن وفاتها ما زالت لغزا كبيرا لم تفك رموزه بعد، فتارة يعاد فتح التحقيق فى القضية وتارة تهدأ، لكن شقيقتها جانجاه تصر على أن تستمر فى توجيه الاتهامات لبعض رموز من النظام السابق. 

70 عاما على ميلادها، حيث ولدت فى عام 1943 في القاهرة وبالتحديد في بولاق، من أب مصري لأصل سوري وهو «محمد كامل البابا»، وأم مصرية وهي «جوهرة محمد حسن»، وكان لها ستة عشر أخًا وأختًا، وترتيبها العاشر بين أخواتها، فلها شقيقتان فقط «كوثر» و«صباح»، وثمانية إخوة لأبيها منهم أربعة ذكور وأربع إناث، وست أخوات لأمها منهم ثلاثة ذكور وثلاث من البنات، ومن أشهر أخواتها من الأب المغنية نجاة الصغيرة، وقد انفصلت والدتها عن والدها عندما كانت في الخامسة من عمرها، واقترنت الأم بالزوج الثاني «عبد المنعم حافظ» مفتش التربية والتعليم، وفي حضانتها بناتها الثلاث «كوثر وسعاد وصباح»، لم تدخل سعاد مدارس نظامية واقتصر تعليمها على البيت. 

بدأت التمثيل عام 1959، ووصل رصيدها السينمائي 91 فيلمًا منها أربعة أفلام خارج مصر، ومعظم أفلامها صورتها في الفترة من 1959 إلى 1970، بالإضافة إلى مسلسل تليفزيوني واحد وهو "هو وهي" وثماني مسلسلات إذاعية، وكان أول أفلامها في فيلم حسن ونعيمة عام 1959، وآخرها هو فيلم "الراعي والنساء" عام 1991 مع الفنان أحمد زكي والفنانة يسرا. 

اكتشفها الشاعر عبد الرحمن الخميسي، فقد أشركها في مسرحيته هاملت لشكسبير في دور «أوفيليا»، ثم ضمها المخرج هنري بركات عام 1958 لطاقم فيلمه حسن ونعيمة في دور نعيمة. 

وتعتبر أفلام حسن ونعيمة، وصغيرة على الحب، وغروب وشروق، والزوجة الثانية، وأين عقلي، وشفيقة ومتولي، والكرنك من أشهر أفلامها، بالإضافة إلى فيلمها "خلي بالك من زوزو" الذي يعتبره الكثيرون أشهر أفلامها على الإطلاق لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يعرفونها باسمها في الفيلم وهو «زوزو» كما أنها شاركت مع المخرج صلاح أبو سيف في فيلم "القادسية" الذي حكى قصة معركة القادسية بالتفصيل. 

ماقدمته فى السينما يحتاج إلى صفحات كونها تعاملت مع كبار المؤلفين والمخرجين، والنجوم أيضا فهى النجمة الأكثر مشاركة مع الكبار.

بوابة الأهرام في

22/01/2013

 

كمية من الطلقات والقتلى وبعض النكات

فيلم «رصاصة إلى الرأس» لا جديد يقدمه ستالوني

عبدالستار ناجي 

قلة من نجوم أفلام المغامرات الذين يستوعبون اللعبة الفنية، فيعملون على تقديم مضامين جديدة، ولأن نجوم أفلام المغامرات لا يمثلون بل يتركون عضلاتهم هي التي تمثل، فإننا لا نتوقع أي جديد لأعمالهم سوى أكبر كمية من الرصاص والقتلى، وهنا في هذا الفيلم «رصاصة في الرأس» وهو آخر أعمال سلفستر ستالوني. نشاهد نجم السعبينيات والثمانينيات ، نحن في عام 2013 وهو يرفض أن يكبر، رغم عمليات التجميل وكمية من الأبر الخاصة بإخفاء التجاعيد.. وايضا بعض النكات تلك التي باتت تجمعه مع النجم سونغ كانغ.

في الفيلم الجديد، كمية غير عادية من الرصاص، والمواجهات والقتل بسبب وفي احيان من دون سبب، ففي احد المشاهد يقول الضابط تايلور كوين (يقوم بدوره سونغ كانغ) كيف تقتل الرجل هكذا.. فيرد ستالوني (جيمي بوبو): لقد قتلته هكذا..!

يحاول المخرج والتر هيل ان يضيف بعدا جديدا لحضور ستالوني من خلال بعض النكات، الا انها تأتي بشكل مقحم.

مهمة يكلف بها ضابط للبحث عن ظروف اغتيال شريكه السابق، فإذا نحن أمام 91 دقيقة من الرصاص الذي لا يتوقف، خصوصا، حينما يتم اختطاف ابنة ستالوني في الفيلم، ولهذا فإن العنف يتصاعد.. والثأر يأخذ ابعادا يتساءل عندها المشاهد.. حتى متى؟ وإلى أين؟

فيلم منذ افتتاحيته.. حتى نزول الأسماء في المشهد الأخير ولا شيء سوى القتل.. ومزيد من القتل.. وبطرق وأساليب لا تخطر على بال أحد. يحاول والتر هيل التخفيف من حدة المشاهد، عبر تلك المشاهد الساخرة، التي تجمع بين ستالوني والكوري سونغ كونغ.. وهي مشاهد لطالما شاهدناها في افلام مثل «ساعة الذروة» وأخرى التي تجمع بين نيك نولتي وايدي ميرفي في «48 ساعة» وغيره.. من نماذج الأفلام التي تعتمد على التباين في الأصول والأعراق والجنسيات.

ودائماً لا شيء جديد، كل شيء مستهلك، إلا إذا كان بعض جمهور السينما يعتقدون بأن لعلعة الرصاص وعضلات ستالوني المرتجة، ووجهه الذي فقد التعابير من كثرة الشد والنفخ.. بل اننا نظل في عدد من المشاهد، نستمع الى صوته الأجش دون أن نراه.

ونعتقد بأن الفريق الاستشاري لهذا النجم الكبير، عليهم التفكير وبشكل ايجابي، من أجل الخروج بنجمهم من ذلك المأزق الذي يذهب اليه، ولا يريد الخروج منه، ونتصور ان يأتي اليوم الذي يقوم به ستالوني بمجموعة من المغامرات وهو على العكاز.. أو الكرسي المتحرك دائما هنالك ذريعة لكل مشهد... وفي أحيان كثيرة، تأتي المشاهد والمغامرات بل مبرر... وبلا سبب. كتب السيناريو السينادرو كامون الذي كتب من قبل «الضابط السيء» و«المراسل» و«أمريكان سايكو» وهو في هذا الفيلم يعتمد على شخصية جاءت في رواية كارتونية مصورة عن «جيمي بوبو» ويبدو ان ستالوني يراهن لان يضيف سلسلة جديدة، الى رصيده بعد سلسلة أفلام «رامبو» و«روكي» وغيرها. معه في الفيلم عدد من الأسماء، أبرزهم جيسون موما، القادم من هانولولو «هواي» والذي عرف عالميا من خلال فيلم «كانون البربري» و«ستارغيت اتلنتس» وغيرها من الافلام والمسلسلات التي تعتمد على العضلات... وهو هنا يجسد دور «كيغان - الشرير»... والذي يظل يطارد «جيمي بوبو» ويختطف ابنته... ولكن النهاية دائما لصالح ستالوني. معهم في الفيلم ايضا كريستيان سلاتر وسارة شاهي «بدور ليزا ابنة جيمي بوبو» مشيرين الى ان سارة من اب ايراني وأم مكسيكية وهي تحقق حضورا سينمائيا خصبا في عدد من الاعمال السينمائية الاميركية. ميزانية الفيلم تجاوزت الـ 55 مليون دولار، أكثر من 15 مليون دولار ذهبت الى ستالوني كأجر، ولكن علينا ان نؤكد بان هنالك كما من المشاهد الخاصة بالمغامرات، التي نفذت بدرجة عالية من الاحتراف، مع موسيقى تصويرية متسارعة صاغها ستيف مازارو الذي صاغ العديد من الاعمال، من بينها «باتمان» «الفارس المعتم»، بالاضافة الى مدير التصوير.

وحتى لا نطيل... نعود الى بيت القصيد....

فيلم «رصاصة الى الرأس» لسلفستر ستالوني لا يقدم أي جديد....

anaji_kuwait@hotmail.com

من إخراج وائل إحسان

«ساعة ونص» شاهد على حوادث القطارات في مصر! 

كلما كان هنالك حادث مروع للقطارات في مصر تذكرت ذلك العمل السينمائي الرائع الذي حمل عنوان «ساعة ونص» من توقيع المخرج وائل احسان والذي يكاد بشكل او بآخر يمتلك تلك العلاقة المحورية مع اعمال مثل «كباريه» و«الفرح» اللذين كتبهما ذات الكاتب احمد عبدالله والذي يذهب الى ادق التفاصيل في المجتمع المصري ليجعلنا ندخل الى تلك العوالم بكثير من الشفافية والعمق .

منذ ايام استعدت ذلك الفيلم الذي نصحني بمشاهدته النجم الشاب فتحي عبدالوهاب ليشخص حاضرا اثر الحادث الاليم

فيلم ربط بحوادث قطارات الصعيد وآخرها حادث قطار البدرشين الذي نتج عن اصطدام قطار حربي «القاهرة - أسيوط» بقطار بضائع كان متوقفاً في مدينة البدرشين، وأسفر حادث قطار البدرشين عن سقوط 19 قتيلاً إلى الآن، بالإضافة إلى أكثر من 103 مصابين. وكان قطار البدرشين يقل تقريباً 1428 مجنداً من الأمن المركزي، من مواليد عامي 1992 و1993، أي أن أعمارهم لا تتجاوز الـ 21 عاماً، وقد حرصنا الى الاشارة الى تلك المآسي التي صبغت فرحة العيد بلون الدم وطعم المرارة على موت فقراء المصريين حرقاً محشورين داخل عربات القطار، وقعت المأساة في فبراير عام 2002 عند قرية «ميت القائد» بالقرب من العياط، عندما اندلعت النيران في قطار الصعيد، ما أدى إلى مصرع 361 شخصاً، التي كثرت الأقاويل حول تفسيرها ورغم تقديم مجموعة من العمال للمحاكمة، إلا أن جميعهم حصل على البراءة لأن هناك خللاً في المعلومات والتحقيقات والأوراق التي قدمت للمحكمة ومنها معلومة غاية في الأهمية وهي أن تلك العربات التي احترقت أضيفت للقطار، وكانت قادمة من الجراج، ومن المعروف أنه في قطارات الغلابة يتم رش مواد مطهرة لتنظيف القطارات، حتى لا تكون وسيلة لنقل الأوبئة وأن تلك العربات المحترقة رشت بها تلك المادة، ولم تغسل جيداً للتخلص من المادة المطهرة سريعة الاشتعال.. وهذا يفسر ما حدث في سرعة انتشار النيران، وللأسف أن اللجان التي تشكلت لجمع المعلومات عن أسباب الحريق اكتفت كالمعتاد في جميع قضايانا بتسويد الأوراق فتكون النتيجة البراءة للجميع.

ومن خلال تلك الخلفية القاتمة نعود لفيلم - ساعة ونص- حيث لا نجد أي شيء من تلك التفاصيل، ولكننا أمام شخصيات درامية افتراضية ركبت قطاراً ينقلب في النهاية لقيام اللصوص بسرقة قضبان السكة الحديد، ولأن خفير المحطة، مشغول بمأساته الشخصية، وسائق القطار لديه همومه، وعلى مدار ساعة ونصف الساعة نستعرض نماذج إنسانية، «ماجد الكدواني» الشاويش البائس يقوم بترحيل شاب مصري عائد من السويد «أحمد الفيشاوي» متهم بتقبيل صديقته السويدية في شوارع مصر، ولا يتجاوب معه إلا عندما يكتشف أنه يصلح عريساً لأخته العانس.

يجسد الفنان «فتحي عبدالوهاب» دور الصعيدي، الذي أحب ابنة عمه «يسرا اللوزي» ومن أجلها باع أرضه وفتح لها عيادة، وهو غيور جداً ولديه عقدة نقص أمام تفوقها، أما هي فنقطة ضعفها حبها له. «إياد نصار» يساري يبيع كتب الحب في القطار رغم أنه خريج جامعة.. «كريمة مختار» تعاني من عقوق الأبناء ومأساتها تتلخص في ورقة كتبها ابنها «الرجاء تسليم هذه السيدة إلى أقرب دار للمسنين».. و«محمد عادل إمام» في دور ميكانيكي يسرق القضبان.. وشخصية سائق فهلوي «سعد الصغير»، أو محام ريفي ساذج «طارق عبدالعزيز»، و«محمود الجندي» وزوجته المنتظران ابنهما «كريم محمود عبدالعزيز» وصديقه «محمد رمضان» العائدين من ليبيا بلا مال، و«سمية الخشاب» الزوجة العاقر لخفير المحطة «أحمد بدير» الذي يعاني من الضعف الجنسي، ولكن هناك شخصيات وجودها غير منطقي مثل «أحمد عزمي» الموظف المقتدر، والمرأة المتصابية «سوسن بدر» وابنتها «آيتن عامر». وهناك شخصيات عديدة تم تضفيرها في الفيلم بأسلوب جعلها في حالة تداخل الهدف منه هو الإشارة إلى مأساة وطن بأكمله من خلال مرحلة زمنية محددة وديكور ثابت قدمه «علي حسام»، وبروح الأفلام التسجيلية قدم «سامح سليم» صورته التي تضافرت مع موسيقى «ياسر عبدالرحمن» ومونتاج «شريف عابدين» لتجعلنا نتغاضى عن بعض أخطاء السيناريو كحكاية مفتش السكة الحديد «أحمد بدير» نراه في المنزل ثم يخرج ويعود للبيت ثم يخرج ويعود فيضبط زوجته مع عشيقها في زمن من المفروض أنه ساعة ونصف، إلى جانب ضعف الإمكانات الإنتاجية لمثل هذه النوعية من الأعمال، ولكن مع ذلك بكينا من داخلنا على أبطال الفيلم وجميع ضحايا قطارات الصعيد. حينما نستعيد ذلك الفيلم الذي تشرف بتمثيل مصر في العديد من المهرجانات وحصد الجوائز والاهتمام فاننا في الحين ذاته نرسخ دور الفن السابع كشاهد اثبات على الخلل الصريح الذي تعيشه القطارات وكوارثها التي لا تنتهي في مصر.

النهار الكويتية في

22/01/2013

 

في فيلمه الجديد «على جثتي»:

أحمد حلمي شبه متمرد بنصف مغامرة

كوثر الحكيري 

نادرا ما تنسب الأعمال السينمائية في مصر إلى أصحابها من المخرجين، إذ يقال دائما إن هذا الفيلم أو ذالك المسلسل للنجم «عادل إمام» أو «أحمد السقا»، أو «أحمد حلمي» الذي نجح في بسط نجوميته بعد عدد من الأفلام الكوميدية، وهو الوحيد الذي افتك اعتراف «عادل إمام» بأنه ممثل جيد، ويقترح تجارب جديرة بالاحترام...

يطل «أحمد حلمي» بمعدل فيلم في السنة، وعادة ما يتربع على عرش الإرادات حتى أن فيلمه الأخير «على جثتي» (لا علاقة للفيلم بتصريح وزير الثقافة الشهير) حقق مليون جنيه (حوالي 350 ألف دينار تونسي) في اليوم الأول من عرضه في القاعات المصرية... كما تم تسريبه أو قرصنته على اليوتيب بنسخة متوسطة الجودة...

كيف كان «أحمد حلمي» في أحدث أفلامه «على جثتي»؟

التفاصيل في الورقة التالية:

موت البطل ممنوع

ل»أحمد حلمي» قاعدة جماهيرية كبيرة في مصر، وبالمقاييس المصرية نسبنا الفيلم له، وهو من إخراج «محمد بكير» الذي اكتشفناه في السنوات الأخيرة مخرجا لعدد من الأعمال الدرامية الناجحة من بينها «المواطن إيكس» و»طرف ثالث»

يعود «أحمد حلمي» في هذا الفيلم للوقوف أمام «حسن حسني» ويواجه للمرة الأولى «غادة عادل» إلى جانب عدد آخر من الممثلين وحضور شرفي ل»أحمد السقا» و»خالد أبو النجا»...

يقدم «حلمي» مغامرة جديدة في «على جثتي» بتجسيد شخصية مهندس متسلط يتعرض إلى حادث مرور يدخله في غيبوبة... أثناء غيبوبته يخيل إليه أنه ميت، يزور شركته وبيته ليكتشف خيانة زوجته، وحقد عماله، وارتياح ابنه في غيابه...

ليس هينا تقديم شخصية رجل ميت أو هو على وجه الدقة مصاب بغيبوبة ويعيش في رحلة بين الحياة والموت ويبدأ خلال ذلك في اكتشاف نفسه، وفيلم بهذه الفكرة يأخذنا مباشرة إلى تجارب عالمية متميزة وخاصة إلى فيلم «الحاسة السادسة» بطولة بروس ويلس» وإخراج «نايت شيام آلان» وكان الفيلم «مرشحاً أوسكار.. هذه النوعية من الأفلام تلعب في مساحة داخل الإنسان وهي الرغبة في اكتشاف العالم الآخر وهو في عالمه الأرضي، الشخصيات تبدو أنها في تلك المرحلة بين الحياة والموت، والسينما الأجنبية لا تخشى تصوير البطل في النهاية ميتاً مثلما حدث في الفيلم الأمريكي «الحاسة السادسة» بينما تخشى السينما المصرية على أبطالها، ولا تقبل عادة بمغامرة قتلهم خوفا من رد فعل الجمهور وتأثير ذلك على الإيرادات... البطل في السينما المصرية له مواصفات خيالية ترضي المشاهد وهذا هو المهم بالنسبة إلى صناعها

يظهر إذن «أحمد حلمي» في الفيلم في دور «رؤوف» وهو رجل أعمال ومهندس ديكور يخاصم كل الحياة وهو مصاب بداء الشك، لديه إحساس أن الجميع لديهم أطماع وأهداف أخرى دنيئة ويريدون استغلاله وهو دائماً مكروه في الدوائر القريبة منه لأنه بخيل ولا يمنح موظفيه ما يستحقونه... ولا يختلف الأمر بالنسبة إلى علاقته بأسرته الصغيرة المكونة من زوجته التي أدت دورها بارتباك غادة عادل وابنه الصغير ومع كليهما تبدو العلاقة متوترة يحكمها الخوف والشك يعبر عنهما البطل بالصفعات أو الصراخ المزعج في منتصف الطريق.

لا ينسى الفيلم أن الجمهور قطع التذكرة من أجل أن يضحك وبين الحين والآخر تجد بالفعل ضحكة تأتي أحياناً علي حساب عمق الفكرة، الحياة في العالم الآخر تفتح الباب للخيال لكي يضيف الكثير لما يراه عادة في الأفلام التي تجري أحداثها علي أرض الواقع ولكن بدا السيناريو وكأنه يخشى المغامرة ويفضل أن يقف على الخط أو في منتصف الطريق.. ولهذا مثلاً تجد أن تقديم مشاهد أحمد السقا الذي يؤدي شخصيته أثناء تصوير أحد أفلامه تبدو هذه المشاهد في الفيلم أقرب إلي محاولة لإكسابه شيئا من الجماهيرية والحيوية ولكسر حدة الرتابة أيضاً ولكنه لا يعمق أو يضيف للفكرة الرئيسية، دخول شخصية خالد أبو النجا في النصف الثاني من الأحداث الذي نكتشف أنه لم يكن لا صديقا ولا شريكا لبطل الفيلم هو شكل من أشكال كسر الرتابة ولي عنق الدراما لإقحام شخصية داخل الفيلم لضمان تحقيق الجاذبية.

مغامرة مبتورة

الفكرة إذن مختلفة وإن كانت قريبة من تفاصيل فيلم «ألف مبروك» ولكن السيناريو لم يستطع أن يقدم عالماً موازياً للواقع يُطل من خلاله علي ما يجري في الحياة، لا يمكن أن يُصبح الهدف هو فقط إدراك حلمي لرأي الآخرين فيه وهي رؤية سوف نكتشف أيضاً أنها تسيطر عليها الهواجس ولا تعبر بالضبط عما يحدث ولهذا فإن تكرار البصق علي صورته أو ضربه بالأحذية من قبل العاملين معه وتلك الصفعات التي ينهال بها كلما استفاق من الغيبوبة علي ابنه وزوجته تبدو مقحمة هدفها إثارة الضحك وبعضها زادت فيه الجرعة ففقد حتى قدرته علي إثارة الضحك.

قد يكون فيلم «على جثتي» مغامرة أخرى لأحمد حلمي ولكنها مغامرة مبتورة لم تكتمل عناصرها... كان واضحا جدا حذر «أحمد حلمي» خوفا على الإيرادات التي صارت تستبد به في كل تجربة سينمائية جديدة له، وتتعارض أحيانا مع نضجه كممثل ورغبته في التجديد وتحطيم كل ما هو تقليدي ولكنه هذا المرة خرج من نصف شبه متمرد بنصف مغامرة، لأن التجدد لا يعني الظهور بشارب، وغنما يتجاوز التفاصيل الشكلية إلى القدرة على اقتراح تجربة تقلب الطاولة على ما هو كلاسيكي... والذهاب في ذلك إلى الحد الأقصى...

الصريح التونسية في

22/01/2013

 

الفنـانون اختلفوا..حـول مظاهرات 25 يناير

إلهام عبدالرحمن 

أيام قليلة وتعود إلينا ذكري ثورة 25 يناير ونحن في أجواء ساخنة ما بين استعداد لإجراء انتخابات مجلس النواب وفي نفس الوقت تتزايد دعوات المعارضة للتظاهر مع ذكري الثورة وكل ميادين مصر لاسقاط الدستور.. بل وصل البعض لحد الدعوة لاسقاط النظام القائم!!

استطلعت "المساء" آراء عدد من الفنانين وبعضهم أكد مشاركته في المظاهرات والبعض الآخر أكد علي رفضه لهذه الدعوات.

* المخرج محمد فاضل: أنا مع حق التظاهر السلمي حتي النهاية. ونعم للتظاهر من أجل اسقاط الدستور. وليس لاسقاط النظام. لأن التلاعب بمسألة تغيير بعض مواده تحتاج وقتاً طويلاً جداً وتتطلب موافقة 64 في المائة علي الأقل في الاستفتاء للموافقة علي التعديلات وبصراحة الطريق أمامنا ضبابي ولانعرف إلي أين تتجه مصر. فالحكومة الجديدة لا توجد بها كفاءات لامعة تستحق أن تحمل لقب وزير في هذه الظروف الخانقة حتي رئيس الحكومة نفسه قلنا كثيراً أن كفاءته في مجال الري وليس الاقتصاد الذي يحتاج لحكومة انقاذ وطني ولا يوجد برنامج محدد للحكومة.

* نهال عنبر: كفاية بقي.. البلد بتضيع مننا حرام عليكم.. هي استرزاق واللا إيه!! الأسعار في تزايد ومزيد من ملايين المصريين انحدروا تحت خط الفقر.. أنا أطالب في ذكري 25 يناير بدعوة للعمل من أجل انقاذ بلدنا من حافة الافلاس.. هذه الدعوة هي الأصح والتي يجب أن نستجيب لها وليس لأي نداء آخر حتي لا نغرق في مزيد من الفوضي والانفلات.

* داليا البحيري: الحديث عن النزول لميدان التحرير في ذكري ثورة 25 يناير مبكر جداً لأنه لابد أولاً أن نعرف من الذي يوجه دعوات التظاهر وتحت أي عنوان. لأن المظاهرات إذا لم تكن من أجل هدف محدد منطقي سوف تأتي بنتائج سلبية ومزيد من الخسائر في ظل حالة اقتصادية متعثرة في كل المجالات. وتفقد المظاهرات قيمتها وجدواها كأداة ضغط سياسي.

* خالد النبوي: التظاهرات السلمية حق أصيل للمصريين لا يملك أحد أن يمنع هذا الحق أو يظن أن يبيحه بشروط. وثورة 25 يناير قامت علي المظاهرات والاعتصام لمدة 18 يوماً متواصلة لاسقاط نظام مستبد كتم علي أنفاسنا سنوات طويلة.

أضاف: المظاهرات جزء من لعبة الديمقراطية لاتصح الديمقراطية بدونها وليس من المنطقي أن تبني نظرية الديمقراطية علي الصندوق فقط ونتجاهل باقي عناصر اللعبة طالما أن هذه العناصر ليست في صالح النظام القائم والصح أن نلعب الديمقراطية بكل أدواتها.

* آثار الحكيم: نازلة ميدان التحرير يوم 25 يناير لاحياء ذكري ثورتنا وليس للاحتفال لأن مطالب الثورة لم تتحقق حتي الآن فقد كنا ننادي بالحرية وما يحدث الآن هو مزيد من قمع الحريات كغلق قنوات والتهديد بتحريك دعاوي بتهمة إهانة الرئيس.. وكنا نطالب بالعيش والآن الأسعار في تزايد بسرعة الصاروخ. ولأول مرة في خلال أقل من أسبوعين ازدادت قيمة الدولار زيادة رهيبة وبالتالي هذا يعني زيادة أسعار كل شيء ومعه أيضا صفقة قرض البنك الدولي.. هذا ما حدث في مطلب العيش.

وتضيف آثار الحكيم:

أين العدالة الاجتماعية مازال المستشارون في كل مؤسسات الدولة يتقاضون الملايين كل شهر ومازال هناك شباب لا يزيد مرتبهم علي 250 جنيهاً حتي لو عايش لوحده لن يستطيع الزواج وهناك آلاف الأسر كانت تتكسب من السياحة قعدت في بيوتها. وآلاف الأسر في مجال الكرة أيضا جلسوا في البيوت. والآن في مجال الفن .. إذن ملايين من أهل بلدنا يعيشون علي المخزون المادي لهم لو كان أصلاً لديهم هذا المخزون.

* المؤلف فداء الشندويلي: أنا ضد دعوات التظاهر تماماً وأعتبرها نوعاً من المراهقة السياسية ضد مصلحة بلد يحاول النهوض علي قدميه وإيجاد مكانة تليق به أمام العالم.. وأعتبرها عدم اعتراف بإرادة شعب قال نعم للدستور بـ64 في المائة والتمادي في الدعوة لاسقاط النظام أي اسقاط الرئيس المنتخب شرعياً وديمقراطياً بأصوات 13 مليون مصري هي غباء سياسي.

أضاف: الذي يطالب بالديمقراطية لابد أن يلعبها صح حتي آخر المباراة "مش لما ينهزم يغضب ويقول مش لاعب"!!

أنا مختلف مع الإخوان في كثير من السياسات. مختلف مع رئيس الجمهورية في كثير من قراراته لكني أحترم شرعيته وهذه هي الديمقراطية. وأنا أيضا مع وضع قانون لتنظيم التظاهر مثل الدول المتحضرة.. "مش كل ما أخسر جولة أنزل الشارع وأحرض الناس".

لقمة العيش

* رجاء الجداوي: المواطن الغلبان لم يعد مشغولاً الآن بالحرب من أجل الوطن. بل من أجل لقمة العيش وأصبح هذا هو منتهي أملهم وهذه الحالة وصلنا لها بسبب المظاهرات التي لا تنتهي.. الناس تعبانة جداً ولم يعد أحد يشعر بالفرح في أي مناسبة أو عيد يمر علينا وأنا لأول مرة أشعر وأنا أهنيء أصدقائي المسيحيين بأعيادهم أنني غير متفائلة رغم إيماني بمقولة تفاءلوا يأتكم الخير.. يارب تمر ذكري 25 يناير علي خير..مش ناقصين خسائر وخراب ودم الشباب يسيل تاني.. نفسي البلد تشتغل وتقف علي قدميها.

* المخرج عمرو عابدين: إما نلعب ثورة.. أو نلعب سياسة طالما احتكمنا للصندوق لابد أن نرضي بحكمه.. أنا اختلف معاك لكن في نفس الوقت أحترم رأي الشعب المصري.. والمصريون اختاروا رئيس الجمهورية لمدة 4 سنوات نحكم عليه في نهاية مدته بالنجاح أو الفشل من خلال التوجه للصندوق أيضا.

أضاف:أنا ضد الدعوة لاسقاط النظام لأنه جاء بالانتخابات المشكلة ليست في النظام بل في مشاكلنا الشخصية التي نسقطها علي النظام. نحن نحتاج أن نغير سلوكيات كثيرة في أنفسنا لأننا نسير في عكس الاتجاه.

المساء المصرية في

22/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)