حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

بعد بلوغه الـ ٥٦ أحمد فرحات يتذكر:

كنت أشهر طفل علي شـــــــــاشة السينما العربية

محمـــــد خضــــــير

 

·        حكاية نكتة إشاعة حب و٨١ فيلما قدمتها للشاشة

·        ابتعدت عن السينما لاستكمال دراسة هندسة الاتصالات

رقصة صغيرة في فيلم (شارع الحب).. مع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ كانت كفيلة بصنع نجومية طفل عمره ٨ سنوات، شارك بعدها كبار النجوم والنجمات في أعمالهم السينمائية، وعلي مدار عشر سنوات قدم 18 فيلما مازالت محفورة في تاريخ وذاكرة السينما المصرية.. أحمد فرحات الذي اشتهر بشخصية الطفل (فصيح) في فيلم (سر طاقية الإخفا) يكشف العديد من الأسرار عن حياته الخاصة والفنية، وعلي الرغم من بلوعه عامه الـ 65 إلا أن خفة دم الأطفال البريئة لم تفارقه خاصة عندما جاء لنا بصالة تحرير آخر ساعة وتذكر معنا فيلم (شمس لا تغيب) مع الفنانة زبيدة ثروت الذي تم تصويره في هذا المكان منذ 50 عاما مضت عندما كان ناديا اجتماعيا لمؤسسة أخبار اليوم قبل أن يصبح صالة تحرير لمجلة آخر ساعة.

وبعد أن استرجع معنا ذكرياته عن هذا الفيلم سألته..

لم أندم علـي غيـابي عـن الفن ٠٤ عاما

·        > > شهد النادي الاجتماعي لأخبار اليوم أيضا واقعة طريفة حدثت معك.. فهل تتذكرها؟

ـ يضحك.. بالفعل عندما كتب عني الراحل عبود فودة أنني سافرت إلي الخارج لعلاج أسناني فعندما قرأت الخبر أتيت إلي مبني أخبار اليوم وقلت له (أنا جاي أعضك بأسناني اللي انت قلت إني سافرت عشان أعالجها).. وسألته لماذا قمت بكتابة هذا الخبر؟ فرد علي قائلا: بأنك نجحت وحققت شهرة غير مسبوقة كطفل في سن الـ 10 سنوات ومن حق الناس تعرف أخبارا مثيرة.. وطبعا أنا في الوقت ده كنت زي أي طفل يتعرض لتغيير أسنانه ليس إلا.

·     > > علي الرغم من كل هذه النجاحات والشهرة فما هو سر اختفائك المفاجئ وابتعادك عن الساحة لأكثر من 40 عاما؟

ـ ابتعادي عن الساحة كان اختياريا وإجباريا في نفس الوقت بعد أن أصرت أسرتي علي استكمال دراستي، وأجبرتني نكسة 67 علي الاهتمام بدراستي بعد أن هاجر جميع السينمائيين إلي بيروت، ثم عادت السينما مجددا بعد الاستقرار النسبي بأفلام مقاولات ولم أجد لي دورا فيها يناسبني فقررت الابتعاد وأركز في دراستي.

·        > > لكن تردد أن انسحابك من علي الساحة كان سببه رفضك السخرية منك في بعض الأعمال؟

ـ يعتبر أحد الأسباب التي جعلتني أعتزل الفن لأنني رفضت أن أضع نفسي في موضع سخرية بسبب قصر قامتي، إضافة إلي ذلك عملي برئاسة الجمهورية كمهندس للاتصالات وتفرغت لهذا العمل وتركت الفن.

·        > > وهل عوضك عملك برئاسة الجمهورية عن استمرارك في مجال الفن؟

ـ كنت أتعامل في هذا التوقيت مع الفن بمنطق الهواية وليس الاحتراف لأنني عاشق للفن، والذي ينظر للفن كتجارة فهو الخاسر (لأن التمثيل اللي متغطي به عريان).

·     > > مسألة قصر قامتك كانت أيضا ستتسبب في رفض مؤسسة الرئاسة قبولك بها علي الرغم من أنها هي التي اختارتك من البداية؟

ـ هذا صحيح فعندما تخرجت جاءني خطاب العمل ليرشحني بالعمل في مجال الاتصالات برئاسة الجمهورية، وعندما ذهبت للديوان العام لاستلام العمل فوجئت بأنهم ينظرون إليّ نظرات غريبة ثم يرفضون التعامل معي حتي أقنعتهم بوجهة نظري.

·        > > وماهي وجهة نظرك التي غيّرت رؤية مؤسسة الرئاسة لهذه الدرجة لتقبلك في الوظيفة؟

ـ وجهة نظري كانت بسيطة جدا قلت لهم أنا مهندس اتصالات وأتعامل بعقلي وذكائي وليس بجسمي.

·        > > تعاملت مع مرحلتين زمنيتين من حكم مصر فما أوجه الاختلاف بينهما؟

ـ بداية تعييني كانت في حكم الرئيس الراحل السادات ولم تحدث الطفرة الهائلة في تكنولوجيا الاتصال، علي عكس نظام مبارك الذي شهد ثورة الاتصال بجميع قصور الرئاسة.

·        > > وبالنسبة للمعاملات الإنسانية فماذا عنها؟

ـ لم تشأ الظروف أن ألتقي الرئيس الراحل السادات يوما، أما الرئيس المخلوع فقد تقابلت معه أكثر من مرة وكنت دائم السفر معه في جميع سفرياته الداخلية ورحلاته المصيفية بشرم الشيخ.

·     > > في إحدي السفريات بشرم الشيخ تعرضت لأكثر من موقف محرج معه وسبب لك العديد من المشاكل؟

ـ تعرضت لموقفين كاد أن يطيحا بي أنا وزملائي من مؤسسة الرئاسة وحدث الاثنان أثناء وجودنا بشرم الشيخ حيث لم تتوفر بعض المقاعد لنا علي الشاطيء، ومن شدة التعب جلس زميل لنا علي كرسي وجلست أنا علي الأرض وفي هذه اللحظة وأثناء مرور مبارك علي الشاطيء شاهدنا وقام (بسب وشتم) جميع الموجودين وقال (أنا مش قلت إن محدش يجيب ولاده معاه المصيف) ولأني قصير القامة اعتقد أنني طفل صغير وأجلس بجانب والدي، أما الموقف الثاني فكان يوجد عطل لاسلكي في أحد الأماكن وكنت أحاول إصلاحه ولكنه كان في مكان مرتفع فلم أستطع الوصول إليه فطلبت من مساعدي أن يحملني علي كتفيه حتي أنهي هذه المشكلة وبالصدفة كان يمر مبارك فرآنا فضرب مساعدي بالبوكس في كتفه وحذره من أن يحملني علي كتفيه مرة أخري.

·        > > أحد التقارير السنوية عن العاملين بمؤسسة الرئاسة كاد تطيح بك وتفقدك وظيفتك.

ـ اكتشفت ذلك بعد خمس سنوات من اتخاذ القرار الذي تم إلغاؤه في نفس اللحظة عندما اكتشفت المخابرات أن زوجتي الثانية وهي سودانية النشأة شقيقها حسن له علاقة ببعض المتمردين والجماعات بالسودان، فجاء القرار بالاستغناء عني، ولكن تم إيقاف تنفيذه خاصة أنني كنت سببا في علاج مشكلة اتصالات مع جمال أثناء قيامه بإجراء جراحة سرطانية بأمريكا.

·        > > وماذا فعلت؟

ـ كان هذا الحدث عشية عيد الفطر المبارك عام 99 عندما طلب مني اللواء جمال عبدالعزيز إعادة تشغيل العطل التليفوني بالرئاسة، وكان الوضع غاية في التوتر حيث كان جمال يعالج بالخارج ويحاول مبارك الاطمئنان عليه بين لحطة وأخري، وهذا العطل حال دون الوصول إليه، وكلفني اللواء عبدالعزيز بتصليحه واكتشفت أن العطل موجود في سنترال الأوبرا بالعتبة ولنا مكتب بالدور الـ 22 فذهبت علي الفور إلي هناك وتم تصليحه وعادت خطوط الاتصال مرة أخري.

·        > > منذ عام بدأت في تجديد علاقتك بالفن مرة أخري فكيف جاءت العودة؟

ـ بعد خروجي علي المعاش منذ 5 سنوات مضت رشحني عدد من الزملاء في بعض الأعمال منها (فندق 8 حريم)، (عائلة في مهمة رسمية) وآخر الأعمال التي أقوم بتصويرها ست كوم (نكتة شو).

·        > > وماهو شعورك بأول يوم تصوير بعد فترة الاغتراب هذه؟

ـ لم أشعر بأي غربة لأنني طوال هذه السنوات كنت متابعا جيدا لجميع الأحداث الفنية وتمت استضافتي في أكثر من برنامج فعلاقتي جيدة بالكاميرا وحاسس أنني عشرة عمر، لكن التكنيك اختلف ورؤية المخرجين تطورت.

·        > > عشرة العمر انقطعت 40 عاما فهل ندمت عليها؟

ـ لم أندم يوما علي قرار أخذته وابتعادي عن الساحة كان عن قناعة تامة لأن الفن لما عاد بعد 73 اهتم أكثر بفن المقاولات.

·        > > 18 فيلما هل تعتقد أنها كانت كافية لصنع نجوميتك؟

ـ مع أول الأفلام التي قدمتها وأشعر أنني نجحت علي الساحة، وملامحي المصرية ساعدتني علي المشاركة في عدد كبير من الأعمال.

·     > > ملامحك المصرية كانت سلاحا ذا حدين حيث حرمتك من دور مهم أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم نهر الحب وكانت سببا أيضا في تقاسمك البطولة أمام الراحل إسماعيل ياسين في فيلم غرام في السيرك؟

ـ كنت المرشح الأول لدور ابن الفنانة القديرة فاتن حمامة لكن وجدني المخرج عز الدين ذو الفقار الأنسب لابن الفنانة زهرة العلا في نفس الفيلم وذهب الدور للفنان وجدي العربي.. أما بالنسبة لغرام في السيرك فرفض الفنان الراحل إسماعيل ياسين أن يستعين بابنه وأصر علي أن أجسد شخصية شطة في الفيلم ونجحت فيها.

·     > > رقصة صغيرة في فيلم شارع الحب هل كنت تعتقد أنها ستظل في ذاكرة السينما كل هذه السنوات؟

ـ عندما رشحني المخرج عز الدين ذو الفقار قال لي: لاتقلل من شأن هذه الرقصة لأنها ستظل خالدة أمد الدهر، وبالنسبة لهذه الرقصة فإنها كانت ستتسبب في مشكلة كبيرة بيني وبين العندليب علي الرغم من صغر سني في ذلك الوقت، فكنت جالسا في غرفة المكياج ويجلس خلفي شخص يضع علي وجهه (فوطة) وسألني الماكيير بتحب فريد الأطرش ولا عبدالحليم حافظ؟ فقلت فريد.. فأزاح عبدالحليم الفوطة عن وجهه وسألني ليه بتحب فريد أكتر مني؟ قلت لأنه بيغني ويلحن لنفسه وأنت بتغني فقط فقال لي (ده أحسن إني اتنوع والعمل يكون متكامل) ومن يومها بقينا أصحاب.

·        > > طفل صغير عمره ٨ سنوات هل كان لديه وعي وقدرة علي التفريق بين التلحين والغناء؟

ـ من صغري وأنا (لمض) فكنت قادرا علي التفريق بينهما بالإضافة إلي أنني كنت بغني لفريد في الأفراح وفاهم (كويس هو بيعمل إيه).

·        > > بعد مشاركتك في هذا الفيلم كيف كنت تتعامل مع زملائك بالمدرسة؟

ـ كنت بصاحب من هم أضخم مني في الجسم (علشان يحموني) لأن حجمي كان صغيرا جدا.

·     > > دور ليشع اليهودي في فيلم آخر شقاوة كان للعندليب دور في توجيهك لتجسيد هذه الشخصية؟

ـ هذه ليست المرة الأولي التي استشير فيها العندليب فذهبت إليه وقلت له إنني مرشح لدور يهودي فقال لي (إحنا بنكره الناس دي وأنا عايز لما اتفرج عليك أكرهك مش أحبك) أما المرة الثانية فكانت عندما شاركت الفنان يحيي شاهين الفيلم العالمي (ابن كليوباترا) فذهبت إليه لأخذ المشورة فطلب مني أن أنسي شخصية الطفل أحمد فرحات وشقاوته وأن أركز في أنني واجهة للعرب وأن أمثل بعيني لابجسمي.

·        > > كان هناك واقعة طريفة بأن عبدالحليم أخذ منك أيضا النصيحة في فيلم معبودة الجماهير؟

ـ فعلا دخلت عليه البلاتوه وهو يصرخ بصوت عال بسبب رفضه الشديد لكم الأغاني الموجودة بالفيلم، فقلت له يافنان الأغاني موجودة في الفيلم لصالحك وليست ضدك والجمهور لما يدخل السينما علشان يسمعك فاقتنع بوجهة نظري.

·     > > ابن كليوباترا لم يكن الفيلم العالمي الوحيد بل شاركت أيضا في فيلم آخر بعنوان (حدث في مصر)؟

ـ حدث في مصر هو فيلم سياحي إنتاج مشترك بين مصر والمجر وقام ببطولته الراحل يحيي شاهين وسافرت إلي المجر لمدة ثلاثة شهور وأخذت أكبر أجر في حياتي وصل لـ 80 جنيها وبدل سفر 1000 جنيه.

·     > > علي الرغم من مرور أكثر من 50 عاما علي فيلم (سر طاقية الإخفا) إلا أنه مازال له سحر خاص لجمهور سينما الأبيض والأسود؟

ـ هذا الفيلم له سر وسحر خاص بالنسبة لي أيضا ويعد لغزا من ألغاز السينما المصرية والذي استطاع فك رموزه مخرجه العبقري نيازي مصطفي الذي أحدث ثورة سينمائية هائلة.

·     > > بعد هذا الفيلم تعاملت بنوع من الغرور والتعالي مع المخرج فطين عبدالوهاب في فيلم إشاعة حب؟

ـ لم يكن غرورا وإنما نوع من الإبداع الفني.. فعندما طلب مني أن أخرج علي خشبة المسرح وأقدم الفنانة هند رستم قلت له (إنتوا جايبني لغاية بورسعيد علشان أقول الكلمتين دول، أنا ممكن أقول نكتة ولو أعجبتكم نصورها) وقد كان وأعجب بها الجميع وزادت مساحة دوري مع الفنان عمر الشريف.

·        > > هل تري هذه الفطرة الإبداعية موجودة لدي أطفال هذا الجيل؟

ـ للأسف الشديد الأطفال حاليا محرومون من الرعاية والاهتمام الفني علي عكس أطفال زمن الفن الجميل حيث تعاملت مع عدد كبير من المخرجين والنجوم الكبار واكتسبت منهم خبرة كبيرة فالمادة الآن هي التي تسيطر علي الفن أكثر من صناعة طفل نجم.

علـي جثتـي .. أحمــد حلمي ينفرد بافتتــاح موســــــــــم نصف السنة

بقلم :- ماجـــدة خـــيراللــه  

فيلم لأحمد حلمي يعني.. حدثاً فنياً ينتظره الناس، وتنطلق معه التوقعات، إيه اللوك اللي طالع بيه؟مين البطلة اللي قدامه، حايكون فيلم كوميدي صرف، ولا كعادته في أفلامه الأخيرة سوف يضمنه غلالة رقيقة من المشاعر الإنسانية؟ والسؤال الأهم الذي يشغل بال المراقبين وصناع السينما، الفيلم حايجيب كام؟؟

أحمد حلمي يعشق المغامرة، بل يكاد يكون الوحيد بين نجوم هذا الجيل الذي يقدم عليها، كل من ظهروا معه أو سبقوه، يلعبون علي المضمون الذي لم يعد مضمونا، حتي أن بعضهم عندما ينتقل للعمل في الدراما التليفزيونية، يذهب إليها بنفس المواصفات ونفس المقاييس، ويبقي حلمي، علامة للنجاح التجاري، حتي أنه قرر أن يتحدي فكرة المواسم التي أصبحت صنما يعبده صناع السينما، ويؤمنون به إلي حد الغباء، ولكنه قرر أن يضرب الصنم في مقتل، ويعرض أحدث أفلامه "علي جثتي" بعيدا عن مواسم الأعياد، التقليدية، ونزل الميدان وحده، مدعما بمائة وخمسين نسخة دفعة واحدة، وهو ما يعني تحزيم السوق السينمائي، وحصد أكبر قدر من الإيرادات، في أقل وقت عرض ممكن، تحسباً للقرصنة، أو لظروف طارئة قد تحدث في البلاد وتؤدي لإحجام الناس عن الذهاب للسينما، لبعض الوقت! ولذلك فإن سرقة فيلم علي جثتي، وعرضه علي بعض مواقع الإنترنت قد أدي بالحتم إلي تقليص حجم إيراداته، ولكنه لن يؤدي لخسارته، علي أي الأحوال، بل سوف يزداد الاقبال عليه، لأن جمهور السينما يفضل مشاهدة الأفلام علي الشاشة الفضية العريضة، بدلا من مشاهدتها علي شاشة كمبيوتر أو لاب توب!

ومن باب المغامرة التي يحرص عليها أحمد حلمي، فهو يتعامل مع مخرج جديد علي السينما، وإن كان قد حقق نجاحا ملحوظا من خلال الدراما التليفزيونية، وكان مسلسله طرف ثالث أحد أهم الأعمال الرمضانية لهذا العام، متخطيا نجاح مسلسلات لكبار النجوم، ولكن في الحقيقة فإن مظاهر الإبداع والتميز تكاد تخبو أو تقل، مع فيلم "علي جثتي" بحيث يصعب أن تلمح مشهدا سينمائيا يشي أو ينبئ برؤية مخرج، حتي أن المشاهد الأولي أرهقها طول الحوار، والاستطراد المقيت في رسم شخصية، رجل الأعمال رؤوف "أحمد حلمي"، الذي يعامل موظفيه بغلظة، دون أن يقدر ظروفهم الحياتية أو يبدي مرونة مع أوضاعهم الاجتماعية المتردية، وبنفس الطريقة الجافة يعامل زوجته الشابة سحر "غادة عادل"، وابنه الوحيد، الذي يحرمه من الحياة كطفل طبيعي، ويرهقه بقراءة كتب من نوعية مقدمة ابن خلدون والبحتري وغيرها، وهو في حاجة ماسة لقراءة ميكي واللعب كما يقتضي سنه!! المشكلة أن كاتب السيناريو تامر إبراهيم، أراد أن يطرح في فيلمه أفكارا عديدة، وقضايا متنوعة، ويلمس بالمرة علي بعض المواضيع المعاصرة الخاصة بطبيعة الحاكم أو المسئول الذي يغيره الكرسي، فينسي ما كان يعد به الناس، أو ليذكرنا بشكل ساخر بما كان عليه مجلس الشعب في دورته الأخيرة، أو ما يحدث في مباريات كرة القدم، ولذلك فقد أرهق السيناريو باسكتشات متتالية لم يكن الفيلم في حاجة إليها، ويبدو أن هاجس الإضحاك يسيطر أحيانا علي بعض نجوم الكوميديا، رغم أن هذا الهاجس كان حلمي قد تحرر منه في أفلامه الأخيرة، ولا أعرف لماذا لانحترم أفلام الكوميديا الناعمة، ونفضل الأفلام التي تهز المواطن من كتفيه أو تزغزغه حتي تضمن انطلاق ضحكاته، مع أن هناك مستجدا في الحياة طرأ علينا في العامين الأخيرين من خلال متابعة صفحات الفيس بوك، التي تنطلق منها السخرية من خلال جمل قصيرة، أو رسومات كاريكاتير، يضحك عليها الجميع ويرددونها، رغم بساطتها، فالضحك يحتاج إلي ذكاء وليس بالضرورة كل هذا العناء، ومع ذلك فقد ضحكت في مواقع كثيرة من فيلم علي جثتي، ولكن أزعجني زحام الفيلم بالموضوعات المطروحة، وقد يظن البعض أنها ميزة وأراها.

عيباً، وفكرة الفرصة الثانية التي قد يتمناها الإنسان ليعيد صياغة حياته من جديد، سبق تناولها في أكثر من عمل فني، منها فيلم ألف مبروك لأحمد حلمي نفسه، الذي كان يستيقظ صباح كل يوم علي نفس الحدث، محاولا في اليوم التالي أن يتدارك بشكل ما أخطاء الأمس، ولكن نخلص إلي أن معرفة ما يخبئه القدر لاتمنع حدوثه، وهي إحدي التيمات التي تضمنها أيضا فيلم علي جثتي، حيث يتعرض رؤوف "أحمد حلمي" إلي حادث سيارة، يكاد يودي بحياته ويقع في المنطقة الفاصلة بين الموت والحياة، فروحه لاتزال معلقة لم تتحرر تماماً، من قيود الجسد، وهذا يمنحة حرية أن يري الناس ويسمعهم دون أن يروه، ويكتشف أنه ميت، وفقد قدرته علي التواصل مع الأحياء، طبعا سوف تلحظ بسهولة أو بصعوبة حسب إدراكك، أن السيناريست قد تأثر بشكل أو آخر بالفيلم الامريكي "الشبح" ghost الذي لعبت بطولته ديمي مور، ووبي جولدبيرج، غير أن المخرج لم يلجأ للاستعانة بالحيل البصرية، التي تمنح الحرية للجسد "الشبح" بحيث يمكنه أن يتحرر مما يقيد الأجساد الحية، فيفقد الفيلم بذلك واحدا من العناصر التي كان من الممكن أن تضيف إليه، وتبرير ذلك يذكرنا بحاله الجن أو العفريت "ماجد الكدواني" في فيلم طير إنت، الذي كان يؤكد أن العفاريت مش ضروري يكونوا زي ما بيطلعوا في السينما، نفس الحوار تقريبا يقوله حسن حسني، لأحمد حلمي الذي أبدي دهشته، في عدم القدرة علي المرور عبر الحوائط، كما تظهر الأشباح في الأفلام الأمريكية أو المصرية القديمة، المهم يسعي الشبح القديم نسبيا "حسن حسني" في اصطحاب أحمد حلمي في رحلة ليتابع فيها ماحدث في حياته بعد حادث السيارة، واعتقاد الجميع أنه مات ورحل عن الدنيا، ويسمع بأذنيه كيف يغتابه أقرب الناس إليه، ويدرك كم الكراهية التي يكنها له موظفو شركته، ويتمني أن يعود للحياة ولو عدة دقائق ليصحح بعض أخطائه، لعل الأخيرين يترحمون عليه إذا مات، وتحدث كل الأشياء فجأة وبسرعة، الانقلابات الدرامية، وتغير المشاعر من الكراهية إلي الحب الشديد، يضرب الجميع مثل الزلازل والبراكين، فالزوجة الشابة التي كانت ترقص مبتهجة عند سماع خبر وفاة زوجها المتجهم دائما، تبكيه بحرقة في مواقف أخري، بعد أن تردد أنه لم يكن سيئا لهذه الدرجة، وموظفو الشركة ينتقلون من حالة الكراهية للحب في أقل من عشر دقائق، أما رؤوف نفسه فيدرك أشياء لم يكن يعرفها أو أدركها بصورة خاطئة في المرة الأولي، تماما مثلما حدث في فيلم ألف مبروك، عندما تصور في البداية أن والدته تتعاطي المخدرات، وأن والده مختلس ولص، ثم يتبين له أنه كان يري صورة مخالفة للواقع، ويعيد حسن حسني شرح الحكاية، خوفا من عدم فهم الجمهور للمغزي، ليؤكد لحلمي عن طريق الحوار أيضا أنه ليس كل مانراه يكون حقيقة لأننا أحيانا نري الأمور ونحن مشحونون برأي مسبق، ينعكس علي أحكامنا! في مثل شعبي يقولك "بلاش تتحنجل لو مش قد الحنجلة"، والتعامل سينمائيا مع أفكار قائمة علي الفانتازيا، لابد أن تكون علي نفس الموجة، ولذلك فإن فيلم علي جثتي ربما يمنح المشاهد بعض الضحكات في بعض المواقف، ولكنه سوف يربكه لأنه لايقدم فكرة متماسكة ولكن عدة أفكار متناثرة! أحمد حلمي قدراته التمثيلية ليست في حاجه إلي برهان، ولكن هذه المرة لم يحسن الحكم علي مستوي السيناريو، وأخيرا ممكن أسأل هل أضاف مشهد أحمد السقا أي طرافة علي الأحداث؟؟ هل كان له أي مبرر حتي من باب الكوميديا؟؟ وهل كان أحمد حلمي في حاجة إلي مجاملة من زميله؟ الإجابة في بطن الشاعر.

آخر ساعة المصرية في

21/01/2013

 

آيتن عامر:«على جثتى» أسيب حلمى

حوار: اية رفعت

أثبتت الفنانة الشابة آيتن عامر قدرتها على تجسيد الأدوار المختلفة والمتنوعة، حيث استطاعت مؤخرًا أن تحقق الموازنة بين حجم الدور والبطولة المطلقة. وانتهت من تصوير ثلاثة أعمال سينمائية منها دور ثان أمام الفنان أحمد حلمى فى فيلم «على جثتى» بجانب تقديمها للبطولة المطلقة فى فيلم «هرج ومرج» الحاصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة من مهرجان دبى السينمائى الدولى فى دورته الماضية وعن نشاطها الفنى تحدثت آيتن عامر معنا فى الحوار التالى:

كيف جاءت مشاركتك فى فيلم «على جثتى»؟

- اتصلت بى شركة «دولار فيلم» المنتجة وقالوا لى إن أحمد حلمى والمخرج محمد بكير هما من قاما بترشيحى لهذا الدور. فرحبت بالفكرة ووافقت فور قراءتى للسيناريو خاصة وأننى لأول مرة أتعاون مع حلمى وكانت تجربة ممتعة.

وما الذى جذبك فى الدور؟

- «نوهير» دور جديد ولم أقدمه من قبل وهى إحدى العاملات فى مكتب الديكور الذى يمتلكه حلمى فى الفيلم وتعتبر من ضمن الشخصيات الرئيسية حيث تدور فكرة العمل على إعادة اكتشاف الأفراد من داخلهم فبعد تعرض البطل لغيبوبة ويبدأ فى تذكر الشخصيات التى عاشت معه وأنا كنت ضمن الشخصيات اللاتى يختلف مظهرها الخارجى عما يدور بداخلها لأن فكرة الفيلم الأساسية تدور حول ضرورة التعمق فى التعرف على الشخص من داخله وليس الحكم بالمظاهر فقط.

ما الذى دفعك لقبول دور ثانوى خاصة بعد تقديمك بطولة مطلقة فى فيلم «هرج ومرج»؟

- لا أهتم بحجم الدور على قدر اهتمامى بنوعيته فمعيار حكمى على الدور هو البحث عن الجديد والغريب الذى لم أقدمه من قبل خاصة أننى أحب خوض التجارب الجديدة وعدم تكرار أى شخصية مهما حققت نجاحًا بها.

وماذا عن «هرج ومرج»؟

- هذا الفيلم يعتبر حالة نادرة ومزيج بين الواقع والخيال السينمائى فهو يتطرق لحياة المناطق العشوائية ومعاناة الناس بها فهم ينتظرون المعونات من طعام ومياه وملابس حتى يستطيعوا استكمال معيشتهم. ويركز الفيلم على قانون البقاء للأقوى السائد فى هذه المناطق ودورى هو ابنة كبير المنطقة الذى يهابه الجميع وهو الفنان صبرى عبدالمنعم. لكنها تشعر بمعاناة الأهالى من حولها وتحاول مساعدتهم.

هل هناك مهرجانات أخرى سيشارك بها الفيلم قريبًا؟

- لا أدرى وقرار المشاركة فى مهرجان آخر يعود لشركة «ويكا» المنتجة لكننى لا أعتقد ذلك فنحن حصلنا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة فى دورة مهرجان دبى الماضية. وكانت هناك أخبار حول عرضه بموسم نصف العام الحالى لكن الشركة حتى الآن لم تعلن عن الموعد النهائى لعرضه.

هل هناك أزمة فى الإنتاج تسببت فى وقف تصوير فيلم «ضغط عالى»؟

- توقف التصوير منذ ما يزيد على شهرين منذ اندلاع أحداث الاتحادية لأننا يتبقى لنا يومان بالتصوير الخارجى ولم نستطع استكمالهم فى ظل الاضطرابات التى حدثت مؤخرًا بالشارع المصرى.. وننتظر حاليًا استقرار الأوضاع وعودة المنتج حسام حافظ من خارج مصر لاستئناف التصوير حيث انتهينا من كل المشاهد الداخلية باستوديو مصر.

ماذا عن دورك فى الفيلم؟

- أقوم بدور مهندسة تعمل بشركة اتصالات ومسئولة عن بناء أبراج تقوية الشبكة وتتعرف على بطل الفيلم الذى يقوم بدوره نضال الشافعى بعدما تسببت له فى مشكلة صحية بسبب خطأ فنى فى بناء البرج المسئولة عنه مما يتسبب فى إصابة جسمه بشحنة كهربائية زائدة تؤذى كل من يقترب منه. وتحاول مساعدته للعودة لحالته الطبيعية.

هل ستشاركين فى إحياء ذكرى الثورة يوم 25 القادم؟

- لن أشارك بسبب سفرى قبلها بأيام خارج مصر بسبب مرض أمى وضرورة تلقيها للعلاج بالخارج. كنت أود المشاركة بالطبع لكنى يجب أن أصطحب والدتى بشكل عاجل لتأخرى عليها بسبب انشغالى فى تصوير الأفلام.

الغرفة تؤكد فشل أفلام الشباب فى إنعاش الإيرادات

كتبت: نسرين علاء الدين   

فشلت أفلام الموسم الحالى فى تحقيق أى إيرادات تذكر للسينما مما دفع غرفة صناعة السينما لمطالبة منتجى فيلم أحمد حلمى «على جثتى» وأحمد عز «الحفلة» بالاسراع بتجهيز أفلامهم للعرض التى كان من المقرر تأجيلها لبعد 25 يناير لسببين أولهما ترقب مرور أحداث ذكرى الثورة بسلام وثانيهما إعطاء فرصة لأفلام الشباب لتحقيق ايرادات قبل عرض أفلامهم.

حيث لم يحقق فيلم «سبوبة» لراندا البحيرى وأحمد هارون الايرادات التى يتم تداولها مؤخرًا فى وسائل الإعلام وتحقيقه نجاحًا مثلما أشيع حيث أكدت الغرفة أن الايرادات لم تزد على 150 ألف جنيه فى أسبوعه الثالث وهذا رقم لا يذكر خاصة أن فرصة هذه الأعمال فى تحقيق ايرادات كادت تنعدم.

وحقق فيلم «حفل منتصف الليل» لرانيا يوسف ودرة وعبير صبرى 642.500 ألف جنيه فى أسبوعه الثالث أيضا وهذا ما يعنى أنه بهذا الرقم المتواضع يعتبر متصدرًا للموسم الحالى.

واستطاع فيلم «مصور قتيل» لإياد نصار ودرة فى تغطية المليون و100 ألف ايرادات خاصة أنه سبق عرض الأفلام السابق ذكرها بشهر أى أن وجوده بدور العرض تجاوز 7 أسابيع ويواصل «عبده موتة» ايراداته رغم ضعف الاقبال عليه مؤخرًا بسبب عرضه على إحدى الفضائيات المسروقة ومواقع الانترنت إلا أنه حقق فى اجمالى ايراداته 20 مليونًا و30 ألفًا فى أسبوعه الواحد والعشرين، ولنفس الأسباب انعدم الاقبال على فيلم «الآنسة مامى» لياسمين عبدالعزيز والذى حقق 10 ملايين و115 ألفًا خلال مدة عرضه التى تخطت العشرين أسبوعًا هو الآخر.

أما فيلم «30 فبراير» لسامح حسين وآيتن عامر فحقق 3 ملايين و480 ألفًا اجمالى ايرادات عن عرضه منذ تسعة أسابيع وحتى الآن، ويليه فيلم «مهمة فى فيلم قديم» الذى تجمدت ايراداته عند 2 مليون و23 ألفًا فى ثمانية أسابيع.

وأكدت الغرفة أن فيلم «جوة اللعبة» لمصطفى قمر والذى تم رفعه من دور العرض لم يتجاوز الـ80 ألفًا طيلة فترة عرضه ويظل فى ذيل القائمة.

كما شددت الغرفة على أن كل الأفلام لم تحقق أى ايراد يذكر طيلة الأسبوع الماضى باستثناء «سبوبة» و«حفل منتصف الليل» اللذين حققا ايرادات هزيلة وأعلنت تفاؤلها النسبى بفيلم حلمى ليعيد للسينما نشاطها مجددًا خاصة أن أفلام الموسم السابق كادت أن تنهى عرضها أو ايراداتها بمجرد عرض أفلام النجوم.

واعتبرت غرفة صناعة السينما أن فيلم «على جثتى» للفنان أحمد حلمى بمثابة طوق النجاة حيث حقق انتعاشًا بسيطًا فى الايرادات خاصة أنه لم يكمل أسبوعه الأول ومازالت دور العرض تنتظر فيلم «الحفلة» للفنان أحمد عز حتى تحقق الانتعاش المطلوب.

روز اليوسف اليومية في

21/01/2013

 

أسامة الشاذلي يكتب عن المعالجة بالإيجابية:

فيلم من إخراج وتأليف قيس بن الملوح  

يقول قيس بن الملوح الشهير بمجنون ليلى:

وقالوا لو تشاء سلوت عنها فقلتُ لهمْ فانِّي لا أشَاء

وكيف وحبُّها عَلِقٌ بقلْبي كما عَلِقَتْ بِأرْشِيَة ٍ دِلاءُ

لها حب تنشأ في فؤادي فليس له-وإنْ زُجِرَ- انتِهاءُ

وعاذلة تقطعني ملاماً وفي زجر العواذل لي بلاء

برادلي كوبر بطل فيلم "المعالجة بالإيجابية " Silver Linings Playbook ، عاشق مهووس، يحب امرأة لا نعرف عنها غير أنها خانته، يتلقى علاجاً نفسيا مكثفا، يبدو غير مقنع بالنسبة له، فقط تماما هو كابن الملوح يفكر في إرضاء حبيبته، هكذا العاشقين في كل زمان ومكان، كواكب تدور في فلك شمس المحبوب، منهم من يقترب حتى يحترق، وبطلنا جرب الاحتراق ولكنه نجا ويبحث عن العودة.

تظهر مشاهد الثلث الأول من الفيلم حاجة البطل إلى العودة للمستشفى النفسي من أجل إكمال علاج لم يتم، حيث يبدو الهوس في كل تفاصيل حياته، حتى مع محاولات والديه أعادته للحياة الطبيعية - ملحوظة لا أهمية لها والده هو روبرت دي نيرو -.

*****

ويكمل مجنون ليلى قائلاً :

سأبكي على ما فات مني صبابة وأندب أيام السرور الذواهب

وأمنع عيني أن تلذ بغيركم وإنِّي وإنْ جَانَبْتُ غَيْرُ مُجانِبِ

وخير زمان كنت أرجو دنوه رَمَتْنِي عُيُونُ النَّاسِ مِنْ كُلِّ جَانِبِ

فأصبحت مرحوما ًوكنت محسداً فصبراً على مكروهها والعواقب

يلتقي البطل في الثلث الثاني بصاحبة مأساة أخري، زوجة توفى زوجها ومصابة بحالة نفسية، يعلو أداء برادلي كوبر أمام أداء البطلة جنيفر لورانس، يحاول استغلالها لتوصيل رسالة لمحبوبته المبعد عنها بحكم قضائي وتحاول ابتزازه بمشاركتها مسابقة للرقص، يأخذ هنا جنون العاشق منحى جديد حيث يحاول إظهار بعض العقل والمرونة والتضحية من أجل العودة - ملحوظة لا أهمية لها روبرت دي نيرو مازال يقوم بدور الأب -.

*******

ثم يخبرنا بن الملوح قائلاً :

إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصِبٌ أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُ

لِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له حر الصبابة والأوجاع والوصب

العاشق المريض بالهوس يستفيق، فيشارك اسرته تحقيق رهانها وحلمها المجنون، ويتخلى عن حبيبته ليعود إلى معالجته التي تراقصه وهي على وشك فقدانه، يرتفع إيقاع الفيلم خاصة في مشاهد الرقصة، ويتوقع المشاهد ما سيحدث، ليفقد الفيلم نقاطاً جديدة تضاف غلى أن روربت دي نيرو والد البطل في الفيلم، وينتهي الفيلم نهاية سعيدة متوقعة.

******

فيلم Silver Linings Playbook ينتمي لمدرسة الكوميديا الرومانسية، اشتهر مخرجه ديفيد روسيل بإعادة اختراع الكلاسيكيات تماما كما فعل مع فيلم الملوك الثلاثة، يقدم هذه المرة فيلما متوسطاً عن تحويل مصير إنسان بإرادة ورغبة غير صحيحة تصل به للطريق الصحيح في مفارقة عادة ما تكون لطيفة، فشل الفيلم في تقديم جرعة الكوميديا المتوقعة، واقترب من تقديم جرعة الرومانسية، وتم ترشيح أبطاله للأوسكار دون سبب معروف.

ملحوظة : قام روبرت دي نيرو بدور والد البطل خلال الفيلم.

وأخيراً يقول قيس بن الملوح :

إن الغواني قتلت عشاقها ياليت من جهل الصبابة ذاقها

في صدغهن عقارب يلسعننا ما من لسعن بواجد ترياقها

والغواني هنا هي الأفلام المتوسطة.

"هذا ليس فيلما"، صرخة جعفر بناهي ضد القهر

كتبت – فايزة هنداوي 

شاهدت امس في جمعية النقاد فيلم للمخرج الايراني جعفر بناهي بعنوان "هذا ليس فيلما" حيث استطاع بناهي بأقل الامكانيات ان يصنع فيلما، يعبر فيه عن مأساته ومأساة السينما الايرانية والمجتمع الايراني ككل. وجعفر بناهي لمن لا يعرف هو المخرج الايراني الذي حكم عليه بالسجن ستة سنوات والحرمان من العمل السينمائي او الثقافي او السياسي لمدة 20 عاما، بعد ان اتهم بالتحريض علي قلب نظام الحكم، حيث كان بناهي مناصرا لموسوي المنافس للرئيس الإيراني أحمدي نجاد في الانتخابات الإيرانية الاخيرة، كما كانت افلامه السابقة تنتقد الاوضاع الايرانية.

وقد نفذ هذا الفيلم في الفترة التي كان ينتظر فيها الحكم النهائي بعد الاستئناف الذي قام به ضد الحكم.

ولانه كان موضوعا تحت الاقامة الجبرية في، فقد تم تصوير الفيلم في "لوكيشن" واحد هو منزله، وبكاميرا واحدة بمساعدة احد اصدقائه المخرجين، حيث قام بتصوير حياته في احد ايام انتظار الحكم، في غياب زوجته وابنائه.

بدأ الفيلم بالتعريف بقضية المخرج من خلال الاتصال بالمحامية التي قامت بالاستئناف، لتظهر ماساة مبدع يواجه الحرمان من ممارسة فنه وابداعة، لكنه يحاول التغلب علي ذلك من خلال شرح فيلم كان ينوي تصويرة قبل الحكم، الا ان الرقابة لم توافق عليه، ولكنه اثناء الشرح يتاثر ويتوقف قائلا" لو كنا نستطيع ان نحكي فيلما، فلماذا نقوم بتصويره؟"، واثناء الفيلم نشعر بالوحدة التي يعيشها المخرج من خلال زوايا الكاميرا، ووجوده وحيدا معظم فترات الفيلم، ثم يتطرق الي مشاكل السينما الايرانية اثناء مراجعته لبعض المشاهد من افلامه القديمة، ليوضح انه كان يضطر لتصوير معظم مشاهد افلامه في الشوارع، ذلك ان افلامه تدور احداث كثيرة منها حول المراة التي يفرض عليها القانون الايراني لبس الحجاب، لذلك يضطر لتصويرها في الشارع، لانه ليس منطقيا ان ترتدي الحجاب في المنزل، وكان قد تحدث عن الرقابة من قبل، لتكتمل صورة القيود الشسياسية والدينية التي تواجه السينما الايرانية.

ولا يكتفي بناهي بذلك بل يتطرق ايضا الي مشاكل المجتمع الايراني ككل، بالاشارة الي غياب الحريات من خلال حجب مواقع الانترنت وحجب المعلومات، كذلك يتعرض للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية من خلال الشاب الذي يجمع القمامة رغم انه خريج جامعي بدرجة ماجستير.

ولان بناهي مخرج متميز فقد تمكن من توظيف كافة الوسائل المتاحة للتعبير عن فكرته وتقديم فيلم مممتع لمدة 75 دقيقة رغم انه يدور في مكان واحد، وشخصية واحدة في معظم اجزاء الفيلم وهي شخصيته ، حيث استخدم الشباك لتصوير احتفالات الايرانين بيوم" الالعاب النارية"، التي استاءت منه السلطة لان الايرانين كانوا يجتمعون فيه ويعبرون عن سخطهم علي النظام فاصدرت قرارا مفاجئا بانه غير شرعي"في اشارة الي استخدام الدين والمتاجرة به"، كما استخدم "السحلية"، التي يربيها في المنزل في مشاهد عدة لكسر الرتابة والتعبير عن اجواء السجن داخل المنزل. .

باختصار فان فيلم بناهي يمثل صرخة ضد القهر والظلم ، وينتصر لقيمة الحرية، ويدافع عنها باعتبارها اغلي ما يمتلكه الانسان.

البداية المصرية في

21/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)