تعيش الفنانة شريهان في مكان هادئ على أطراف القاهرة، بعيداً عن صخب
وضجيج وسط المدينة، اعتادت ألا تخرج من منزلها - منذ ابتعادها عن الساحة
قبل 10 أعوام - إلا للضرورة القصوى أو لزيارة الطبيب.
لكن قبل عامين وتحديداً ليلة 27 يناير 2011، قررت شريهان الخروج عن
العزلة التي فرضتها على نفسها، وتصرخ بأعلى صوتها بعد سنوات من الصمت،
تحمست للمشاركة في ثورة لم تكن قد بدأت بعد، ومعلنة بشجاعة تضامنها مع
مطالب المتظاهرين في لحظة كان يعتبرها البعض مخاطرة.
ورغم إنجاز الهدف الأكبر للثورة «إسقاط مبارك» ومغادرة الثائرين
للميدان، رفضت العودة واستمرت طيلة العامين الماضيين في التردد على
الميدان، وتردد نفس الهتاف، وترفع نفس الشعار «عيش، حرية، عدالة اجتماعية،
كرامة إنسانية»، يضاف الى ما سبق الاستماتة في المطالبة بالقصاص للشهداء.
ونحن على أبواب الذكرى الثانية للثورة قررت شريهان أن تفتح قلبها
لـ«الشروق» وتتحدث عن الوطن والثورة والفن في حوار لم يرتب له ميعاد.
تقول شريهان: يوم 25 يناير 2011 كنت أتابع المظاهرات التي خرجت في
شوارع القاهرة كأي مواطن مصري، ولم أكن استوعب المشهد، ولكن حين رأيت أول
قطرة دم لشهيد خرج يطالب بحقه في وطنه فقتل بيد أخيه المصري، قررت الانضمام
إلى صفوف الثوار وكان ذلك ليلة 27 يناير 2011.
·
تستعدين للمشاركة في الذكرى
الثانية للثورة بميدان التحرير.. فهل هو للاحتفال أم لتحقيق أهداف الثورة؟
- 25 يناير حقاً يوم تفتخر به نفسي، ويتشرف به قلبي؛
لأنه التاريخ الذي تخلى فيه المواطن المصري عن سلبيته وصمته، وقرر أن يدافع
عن حقه في حياة كريمة.
وقررت المشاركة في هذا اليوم لأذكر الشعب بالخلاص من عصر الفساد
والقهر وظلم المواطن بتجهيله عمداً، وسأنزل ميدان التحرير لأنادي بتحقيق
أهداف الثورة «القصاص للشهداء - والعيش - حرية - عدالة اجتماعية وكرامة
إنسانية».
فكم أنا مشتاقة لاستنشاق هواء هذا اليوم في ذكراه الثانية التي تحل
بعد أيام.. لكنني أعلن رفضي الاحتفال بـ25 يناير؛ لأن عيد ثورتنا لم يأت
بعد، ودماء شهدائنا لا تزال ساخنة حتى الآن على أيدينا، والشهيد يضاف إليه
شهيد جديد دون أن يقتص لأحد، والمواطن المصري البسيط لم يشعر بأي تغير حدث
في حياته، فهو حتى الآن تعبان مهموم وقلق على مستقبل بلده وأبنائه، أيضاً
لا زلنا نسمع الخطب والشعارات في جميع المجالات أقوالاً جميله وأحلاماً
بعيدة المنال عن المواطن المصري ولا تنفذ على أرض الواقع.
لا ننكر أننا بدأنا ثورة وذهب الكثير من رموز نظام مبارك الفاسد، ولكن
هذا النظام له أتباعه ومريدوه، كما أن أفكاره وسياساته ما زالت تحكمنا،
فنحن نعيش بكثير من الأورام الخبيثة التي تحتاج استئصالها.
·
كيف مرت عليك سنة 2012؟
ـ أعتقد أن ما حدث لمصر في 2012 لا يمكن أن يتحمله إلا المواطن
العربي، أما إذا حدث لأى شعب في دولة متقدمة فلا يمكن أن يغفرها هذا الشعب
لحكامه.
لن ننسى هذا العام لأن قرارات وسياسات مسئولينا ظلمته وظلمتنا معه
وحملتنا ما لا طاقة لنا به، فهو من أثقل الأعوام على الشعب المصري بل وعلى
عموم العالم العربي.
للأسف ودعنا فيه أكثر من 150 شهيدًا، بالإضافة الى عدد كبير من
الكوارث الطبيعية والسياسية والاجتماعية.
هذا العام شهد إضرابات، ومحاصرة للمحاكم، واحتجاجات، وانشقاقات،
واستقطابا، و40 خطابًا للدكتور محمد مرسي، وثلاثة إعلانات دستورية، و26
مليونية تقريباً.
في هذا العام أيضا سجلت السكة الحديد 5 حوادث قطار راح ضحيتها عشرات
الشهداء، وتم تقسيم الشارع سياسيا وأصبحت دماء الشهداء والمصابين في بيت كل
مصري، وجاءت فيه حكومات متعاقبة عصفت بأحلام العمال، وفيه لم تتمتع الصحافة
والإعلام بأي حرية.
في هذا العام أيضاً حدثت أزمة الجمعية التأسيسية وتم اقرار دستور غير
توافقي لا يليق بمصر وأهداف الثورة.
·
بعد كل ما ذكرتيه.. من أين يأتي
التفاؤل لتستمر الحياة؟
- بالعكس أنا متفائلة وواثقة جداً في أن أهداف
ثورتنا ستتحق، وستنتصر إرادة الشعب المصري في النهاية، لأن ثروة مصر
الحقيقية في المواطن المصري، المالك الحقيقي لهذا البلد، لذلك أرى أن
الصراع الآن يدور عليه.
متفائلة لأن 25 يناير ثورة حقيقة وليست وهماً أو سراباً أو حلما، وهذه
الحقيقة كالموت بالنسبة لمدعي الوطنية، لذلك لا يرغبون في مواجهتها.
متفائلة لأن الثورة استطاعت في 18 يوما فقط أن ترسخ لمعاني ومفاهيم في
الشارع المصري، عجزت المعارضة عن تعميمها على مدار السنين.
لأن ثورة الكرامة استطاعت أن تقضي على حائط الرعب والخوف من جماعة
الإخوان والتيارات الإسلامية الذي قام ببنائه في نفوسنا النظام السابق
الديكتاتوري، واكتشفنا أن هذا الحائط وهمى وكاذب
.
متفائلة، لأن حاجز الخوف انكسر، والثورة فتحت الأبواب لكل طارق انتظر
طويلاً حياة كريمة، رافضا الذل والقهر والفقر والاستعباد والتدليس والتهميش
وقتل الأمل والحلم.
لأن إعصار التغيير بدأ ولن ينجُ منه مدعو الوطنية ولو كانوا في بروج
مشيدة، فأهداف ثورتنا حق وذكرت في الكتب السماوية «عيش حرية، عدالة
اجتماعية، وكرامة إنسانية».
متفائلة لأننا نملك جيلاً جديداً، قرر أن يستأنف عمل أجداده الفراعنة
في نقش التاريخ على الحجر من جديد، جيل ينحني العالم أمام إرادته وإصراره
وصموده وانتصار إرادته.
·
لكن كيف تقرئين مستقبل الثورة في
ظل هذا المشهد الملتبس؟
-
أثق في أن الثورة المصرية ستضع خطوطاً حاسمة لمستقبل
الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وستجعل من مصر نموذجاً يحتذى
به في العالم العربي.
ويقيني في الله وثقتي في إصرار وصمود الثوار ليس لها حدود، وأرى أن
أهداف الثورة ستتحقق بأكملها، وأن الشعب المصري سيلفظ كل كاذب مدع وكل ظالم
مستبد.
بالمناسبة نحن لم نتوقع أن يكون في مصر مشهد سياسي صحي بعد عامين فقط
من سقوط الاستبداد، ونعرف أننا نحتاج لعدة سنوات للوصول إلى هذا المشهد،
خاصة مع وجود جماعة الإخوان المسلمين التي لا تريد أن يكون هناك تنوع في
المشهد السياسي، وتسعى فقط لأن تحل مكان الحزب الوطني المنحل.
ورغم وجود مؤسسات فعالة للمجتمع المدني قامت خلال السنوات الأخيرة على
الارتقاء بوعي المواطن سياسياً، إلا أن تأثيرها يظل محدوداً، أما النظام
الحزبي فما زال في طور التشكيل.
أتصور أننا ما زلنا بحاجة لمزيد من الوقت لفهم وتفعيل قيم التعددية
والتسامح والمواطنة، لأن ما نعيشه حاليا هو محاولة فرض كل فئة رأيها بالقوة
دون الاستماع للفئة الأخرى.
·
كثير من الثوار يشعرون أن الثورة
ترتد إلى الخلف وأن ما بعد الثورة لم يفرق كثيرا عما قبلها.. ما تعليقك؟
- مصر لن ترى فساداً واستبدادا وسياسات ديكتاتورية
عشوائية وظالمة للمواطن المصري الذي تم استعباده آخر 20 عاماً في عصر
المخلوع مبارك.
فالشعب المصري كان يعيش في دولة مبارك وليس في مصر، ومصر كانت دولة
منعدمة الملامح والمعالم، لا تعرف ان كانت دولة أم مملكة أم إمارة أم
مستعمرة!
وبالطبع ما تعيشه مصر اليوم ليس هو منتهى أملي للمواطن، لذلك سيظل
الشعب في نضاله وثورته حتى يحقق كل أهدافه.
·
وكيف ترين استمرار الوضع السيئ
والانقسامات؟
- ما دامت الدولة بمؤسساتها تفتقد للغة الحوار
ومادام بيننا انهيار في التوافق مثل الذي حدث في الاستفتاء على الدستور
سيظل الشارع المصري في حالة انقسام دائمة، نحصد بسببها عواقب قد تتجاوز
قضية الدستور وتؤثر في قدرة البلد على التعامل مع مشاكل أخرى وتحديات مقبلة .
ويجب أن يكون انهيار التوافق حول الدستور درساً قاسياً لنا جميعاً،
ورسالة إلى الأغلبية بأننا لن نسمح بتكرار تجربة الحزب الوطني مرة أخرى،
فيجب أن يكون هناك مجال واضح لمشاركة باقي الأحزاب والقوى السياسية وكل
الآراء في المجتمع.
لأن هناك أموراً مثل غياب السيادة المصرية بسيناء وانهيار الاقتصاد
والوحدة الوطنية لا يحتمل فيها الخطأ والتجربة أو الاستمرار في مسار
الاستقطاب الذى يدفع البلد إلى حافة الهاوية.
وعلينا الاعتراف بأن هناك الكثير من الانقسامات في الشارع المصري،
وهناك أيضاً فئة ولو قليلة تؤيد الرئيس السابق مبارك، والآن بعد أن شاهدوا
سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الدولة أصبحت تنظر الى الثورة نظرة لوم.
لكنني على ثقة أن مصر ستتعافى وتعبر جميع أزماتها فمصر التي تجمع
وتحضن أبناءها لا يمكن أن تفرقهم وتشتتهم في أي وقت وتحت أي ظرف.
ورغم المآسي، علينا أن نفرح ولو قليلا ونعتبر أن الانقسامات بدأ بعضها
يتلاشى بتحالف بعض قوى المعارضة، وتوحدها في خوض الانتخابات البرلمانية.
·
أين هي الثورة بين شركاء الثورة
أنفسهم.. فالإسلاميون يسلكون طريقا يعتقدون أنه الثورة.. بينما يرى
الليبراليون طريقا آخر؟
-
الثورة مصانة بأبنائها وثوارها ومؤيديها من شرفاء الوطن،
باختصار أنا مؤمنة بأن مصر وطن وشعب ستلفظ الكثير من مدعي الوطنية
الموجودين حالياً بيننا على الساحة سواء كانوا من الإخوان أو الليبراليين
أو الناصريين أو السلفيين.
علينا فقط أن نثق في أجهزة استشعار المواطن المصري التي فطره الله
عليها، ونقتنع بأن مصر لن تنهض أو تتقدم إلا بتعددها ووحدتها بالترابط بين
طوائفها، وقناعتي أن كل من ضل طريق الثورة سيعود بإرادته وسيجد الشعب في
الطريق الصحيح.
·
إذا كنت تثقين في أجهزة استشعار
الشعب، فكيف ترين الأصوات التي تسيء إليه.. فالليبراليون يتهمون الإخوان
بأنهم يستقطبون الأصوات بالزيت والسكر.. والإسلاميون يتهمون الليبراليين
باستقطاب أصوات الفلول؟
ـ مقاطعة: لا أفهم كيف لشخص أن يشكك في صدق نوايا شعب أراد الحياة
وخرج لينادي بحقه في حريته وكرامته الإنسانية وعدالته الاجتماعية.. وكيف
يمكن لمسلم أن يفتش ويشكك في نوايا إنسان؟!
ليس من حقنا أن نلوم شعباً عمره في الحرية والديمقراطية عامان وخبرته
السياسة بدأت في يناير 2011 فقط.
وأرى أنه من العيب والخطأ والحرام أن تلوث جماعة الإخوان المسلمين
الشباب وجيل الثورة المتطلع لمستقبل أفضل لبلاده وأبنائه، وتوصمهم بما ليس
فيهم أو بأنهم وضعوا أيديهم في يد «الفلول»، فالمواطن المصري لم يخرج ضد
أشخاص بعينهم وإنما خرج ضد سياسات أفقرته وأمرضته وجهلته وحرمته من ثرواته
وخير بلاده.
وفيما يتعلق بالزيت والسكر فهذا واقع نرفضه ونريد المواطن أياً كان
انتماؤه أن تكون إرادته حرة مستقلة ولا نريد حزباً حاكماً يستخدم حاجة
المواطن في توجيه صوته أو استخدامه كما كان يفعل الحزب الوطني من قبل في
استخدام جهل المواطن السياسي وفقره وشراء صوته بورقه مالية.
·
هل لديك نصيحة تقدمينها لهذا
الشعب المغلوب على أمره؟
-
الشعب لم يعد مغلوباً على أمره وأصبح يحدد ويختار مصيره بيده
بعد الثورة، ولي طلب واحد فقط أن يشعر هذا الشعب ويعلم أنه هو صاحب ومالك
هذا البلد، وإنه ليس موظفاً لدى رئيس الجمهورية أو أي مسئول وإنه مثل ما
عليه من واجبات لوطنه لديه أيضاً حقوق وأطالبه بعدم التفريط فيه.
ومن يأتي إلى الكرسي عليه أن يحتمل المعارضة، ولا يخون إذا كان أميناً
ومسئولاً، وأما عودة الفلول فعلى جثة الثوار والشعب المصري.
وأذكر الشعب بمقولة جيفارا «يقولون لي إذا رأيت عبداً نائماً فلا
توقظه لئلا يحلم بالحرية وأقول لهم، إذا رأيت عبداً نائماً أيقظه وحدثه عن
الحرية».
·
يبدو انحيازك للمعارضة واضحاً؟
-
انحيازي للشعب والثورة، واعتقادي الشخصي أن أغلبية المعارضين
شخصيات مسئولة، وتاريخهم المشرف يسبق أسماءهم.
لكنني اعترف بأن خبرتي السياسية عمرها فقط عامان، ولا أملك حتى الآن
خبرة قراءة جميع شخصيات المعارضة، فأحياناً يساعدني تاريخ المعارض ومواقفه
السياسية والوطنية السابقة ووجهات نظره وآرائه الثابتة على أن أثق فيه، لكن
هذا لا يمنع أن على مدار العامين الماضيين سقطت أقنعة كثير من المعارضة
وسقط من نظري أكثر.
·
لماذا أبطلت صوتك في انتخابات
الرئاسة؟
ـ أبطلت صوتي للدكتور محمد مرسى وللفريق أحمد شفيق، لأن «شفيق» بيني
وبينه دم، وعليه علامات استفهام كثيرة، ومسئول أمامي مسئولية كاملة عن
موقعة الجمل كرئيس وزراء مصر في حينها، وأيضاً مسئول عن إهانة الثوار
ومعتصمي التحرير والمتظاهرين هذا إلى جانب ولائه للرئيس المخلوع وبالتالي
دم الشهداء الذين سقطوا في رقبته.
أما د.مرسى فلم انتخبه لأنني رأيت أنه لن يستطيع أن يحكم مصر وانتماء
قلبه ونفسه لجماعة الاخوان وليس للمواطن، فهذا كان تخوفي ولذلك أبطلت صوتي
وأرضيت ضميري، وأشعر أن تخوفي في محله، لأنه لم يستطع حتى الآن إثبات أنه
رئيس لكل المصريين، ولا ألتمس منه العدل بين مختلف فئات الشعب.
·
ماذا تقولين للرئيس مرسي؟
-كن رئيساً لجميع المصريين وأخرج من عباءة الإخوان واجعل استقالتك من
حزب الحرية والعدالة مفعلة وليست حبراً على ورق، وتخل عن الشعارات والكلام
النظري، فنحن لا نريد بلاغة لفظية، ولكن نريد أن نعلم ما هي خطتك في انقاذ
الاقتصاد من الانهيار.
أتمناك يا سيادة الرئيس إيجابياً وشفافاً في تاريخ أخطر مرحلة تمر بها
مصر والعالم العربي، وأقول لك اجعل أجيالنا القادمة تتعلم وتأخذ منك العبرة
والحكمة والموعظة الحسنة.
وقبل كل شيء يجب أن تحافظ على الدم المصري أغلى ما
لدينا، لأن الدم الذى لم نتحمله في عصر مبارك، لن نتحمله أيضاً في عصرك.
وأتمنى أن يكون أول شيء تفعله في 2013 أن تسلم الشعب الجناة الذين
قتلوا جنودنا على الحدود وهم صائمون بعد أيام من توليك السلطة.
·
إذا لم يكن د. محمد مرسي حلمك
فمن الشخص الذي تمنيتيه رئيسًا لمصر بعد الثورة؟
-لا يوجد شخص بعينه تمنيته رئيساً لمصر عندما قامت الثورة، فقط كنت
أتمنى صفات وملامح زعيم مصري، فيه خلق وعدل وحق عمر بن الخطاب لأن هذا ما
تستحقه مصر وهذا ما يتمناه قلبي ونفسي، وهذا الزعيم سيأتي حتماً.
لكن عندما تقدم مرشحون للرئاسة بحثت فيهم عن الأكثر وطنية ونزاهة
وصدقاً وعدلاً وشرفاً.
·
ظهورك في مؤتمر تدشين التيار
الشعبي جعل الكثير يؤكد أنك تنتمين إلى التيار الناصري؟
-حزبي هو «الله» وشعبي هو «الإنسان»، وأبدا لم أنتمِ يوما الى أي حزب
أو فكر أو تيار، وإنما فقط مواطنة مصرية بسيطة جدا محسوبة على الشعب
المصري، ديانتي مسلمة سنية، وأمنيتي أن نكون جميعا شخصا واحدا، وتكون
قضيتنا واحدة دون إقصاء تيار لآخر، وأعرف أنه من الصعوبة أن نتفق بنسبة 100
%، ولكن على الأقل لابد أن تصل هذه النسبة الى 80 %، لأننا حتى هذه اللحظة
لا نستمع إلا صوت تيارين فقط هما الإخوان والسلفيون، ولا وجود لباقي
التيارات.
·
بصراحة.. ما هي القضية التي
تواصلين النضال من أجلها؟
ـ قضيتي الوحيدة هي المواطن البسيط، فقط أتمنى أن يتعلم ويعالج ويعيش
حياة كريمة، فالثورة في بدايتها تحدثت مع النظام السابق في طلبات وأهداف
واضحة المعالم والملامح ومحددة وبسيطة، وهى حق لكل إنسان ومواطن ولكن عناد
مبارك وغرور من حوله جعلوا هذه الطلبات تتحول إلى ثورة أطاحت به، واليوم
بعد عامين من انطلاق الثورة تاهت كل مطالبنا وأهدافنا واصبحنا نتحدث عن
أشياء أخرى.
·
البعض يرى أنك وجدت في الثورة
حياة بديلة للفن.. بما تردين عليهم؟
ـ بالنسبة لي لا يوجد بديل للفن إلا الفن، وعشت الثورة كأي مواطن مصري
بسيط يدافع عن الحق والحرية والعدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان.. وخروجي
منذ بداية الثورة وإلى آخر يوم في عمري سيستمر حتى نأخذ القصاص العادل
للشهداء وتحقق الثورة أهدافها.
الشروق المصرية في
21/01/2013
حنان مطاوع:
"حفلة منتصف الليل" تنبئ بالثورة
أجرت الحوار - دينا دياب:
حنان مطاوع فنانة تنتمي لأسرة فنية عريقة، والدها الفنان الكبير كرم
مطاوع، ووالدتها سهير المرشدى، لذا تحاول أن تغير من نفسها في كل عمل
تقدمه، وتجسد خلال آخر أفلامها «حفلة منتصف الليل» دور داليا الطرف الوحيد
المعتدل في الأحداث.
كما تجسد ضمن أحدث مسلسلاتها «البيت» دور داعية إسلامية تدعو للدين
الإسلامي، حيث تناقش مساوئ الفتنة الطائفية، سألتها عن دورها في الفيلم
ورأيها في عرضه في هذا التوقيت القاتل وتوقعاتها لمصر خلال الأيام
القادمة.. وكان هذا الحوار:
·
<
تعاني مصر من أحداث سياسية ساخنة، ومع ذلك عرض الفيلم في موسم غير
سينمائى.. كيف ترين مغامرة عرضه في هذا التوقيت؟
-
كما وصفتها فهي مغامرة لم أتوقعها من منتج الفيلم، فالفترة
التي عرض فيها الفيلم قاتلة، فهو ليس موسماً سينمائياً، وطرح في توقيت
الامتحانات، بالإضافة للأحداث السياسية التي تمر بها مصر في تلك الفترة،
غير أن الفيلم تم الانتهاء من تصويره منذ فترة طويلة، ولكن المنتج والموزع
هم أصحاب رأس المال، ورؤيتهم أن الفيلم وسيلة لإخراج الناس من حالة الكبت
السياسي الذي يعيشون فيه، فهم أعطوه حقه في الدعاية جيداً وأتمني أن يجمع
إيرادات بقدر هذه الدعاية، خاصة أن الفيلم لم يقم له عرض خاص أو احتفالية
كما يحدث في معظم الأفلام.
·
<
تقدمين دور داليا في الفيلم وهي أكثر الشخصيات اعتدالاً في العمل.. ما
نقاط الاتفاق بين الشخصية وحنان مطاوع؟
-
طبيعة الفيلم مختلفة فهي المرة الأولى التي أشارك في فيلم تدور
أحداثه في أربع ساعات هي مدة الحفلة التي يقضيها الضيوف، وهو فيلم من نوعية
الإثارة، وهو ما خلق صعوبات من حيث تفاصيل الدور الذي يطلب من الممثل أن
يكثف مشاعره الشخصية في أقل من ساعة ونصف، فهو يقدم حبكة صعبة، ففي كل مشهد
نجد مفاجأة للجمهور حتي النهاية وهي شخصية طيبة وهي نقطة التماس معى.
·
<
هل موضة الأفلام التي تدور في يوم أو ساعتين أصبحت هي تميمة النجاح في
السينما خاصة بعد نجاح أفلام «ساعة ونصف» و«كباريه» و«الفرح»؟
-
النجاح توليفة خاصة مرتبطة بالناس وبحالتهم النفسية، فمن
الممكن أن يتقبل الناس فيلماً ويدخلوه أو لا يتقبلونه خاصة أن مزاج الناس
الآن مختلف عن زمان، لأن الشارع أحداثه ساخنة وأكثر سخونة من أي دراما، فلا
أحد يتوقع النجاح أو الفشل، فالعمل الجيد فقط أياً كان زمنه هو سر النجاح،
وهناك أفلام تتوافر فيها العوامل ولا تنجح وأخرى لا تتوافر فيها أي عوامل
للنجاح لكن الجمهور يريد أن يشاهدها.
·
<
الفيلم تشارك فيه 4 بطلات و4 أبطال كيف ترين المنافسة خاصة بعدما تردد
عن وجود أزمات بسبب ترتيب الأسماء؟
-
المنافسة بالنسبة لي جيدة وتجعلني أقدم أفضل ما عندي، خاصة
أنها منافسة مع أصدقاء لي علي المستوي الشخصى، وبيننا علاقات إنسانية،
وعملنا كثيراً معاً، بالإضافة إلى أننا صورنا 3 أسابيع، ونظهر جميعاً في كل
المشاهد، وهو ما وطد العلاقة أكثر، بالإضافة إلى أن الأفيش كان عادلاً جداً
وترتيب الأسماء لم يحزن أحداً وكان واضحاً منذ تعاقدنا علي الفيلم منذ
البداية.
·
<
أحداث الفيلم بعيدة عن السياسة.. ألم تتخوفى من انصراف الجمهور عنه؟
-
الفيلم له علاقة بالظلم الاجتماعى وهو قمة السياسة، ورغم أننا
انتهينا من تصوير هذا الفيلم في 23 يناير 2011 أي قبل قيام الثورة بيومين،
إلا أنه كان متنبئاً بالثورة من حيث الظلم الاجتماعى، فهو تنبأ بثورة جياع،
فالسياسة ليست هي الرئيس، والنظام والحكومة. السياسة هي كيف يأكل الشعب وهل
يجد قوت يومه بعد ذلك أم لا.
·
<
هل ترين أن مصر من الممكن أن يحدث بها ثورة جياع؟
-
أنا متفائلة لوصف الله تعالي لها في سورة يوسف أنها «خزائن
الأرض» فخيرها لم ينضب رغم أنها سرقت طيلة هذه السنوات لكن نحن كشعب لدينا
مشاكل اقتصادية مهولة ولابد أن يكون هناك حلول وعمل والمسئولون لابد أن
ينتبهوا أن هناك أزمة اقتصادية في مصر أعلى من أي أزمة أخرى، لكننا لن نجوع.
·
<
ما تعليقك علي الأحداث الحالية؟
-
مصر تسير في طريق نتمني من الله أن يلطف بها، وأرى أن القيادة
في مصر تستعين بأهل الثقة وليس بأهل الخبرة، وهذه الكارثة الحقيقية التي
وقعت فيها مصر الآن، فالمريض لا يذهب للشيخ لكنه يذهب إلي الطبيب، فهم لا
يؤمنون بالتخصصات لكنهم يؤمنون بأن الحكومة بها رجال محترمة وهذا لا يكفي
لأن ينهض البلد، أعتقد أن هناك أزمة حقيقية في مصر خاصة بعد الدستور الذي
تم سلقه.
·
<
هل تعتقدين أن هذا هو السبب لحالة الانقسام التي يعيشها المصريون؟
-
هناك حالة خصام من القيادة لكل الناس وهناك استخفاف بالمعارضة،
وإذا كان الشارع منقسماً لا يمكن أن نقتل من يعارض، فحتى لو 50 مليوناً
قالوا نعم علي الدستور هناك 40 مليوناً في مصر قالوا لا، لا يمكن الاستخفاف
بهذه النسب لأنها عالية، هناك حالة كبر من الرئيس وقياداته علي الشعب.
·
<
هل توقعت وصول مصر لما هي فيه الآن؟
-
لم أتخيل أن تصل مصر إلي هذا الوضع، ورغم أننا قرأنا في
الثورات العديد من حالات الانقسام لكنني كنت أحلم أن المصريين لا يعانون
أكثر مما عانوه، وكنا نتمني أن نجد بوادر لبداية عدالة اجتماعية وبوادر
تطوير في الصناعة والزراعة وبداية اهتمام بالصحة والمشاريع الصغيرة
والعشوائيات ونكون في تاريخ الألف ميل لكن للأسف تزايدت مشاكل مصر بكثير.
·
<
ما تقييمك لأداء الرئيس مرسي خلال الـ 200 يوم منذ توليه الرئاسة؟
-
للأسف أداء مخيب للتوقعات، تمنيت في البداية أن يخسر أحمد
شفيق، ولكني لم أتمني أن ينجح مرسي فهو اختيار قاس، وكنت أتمني أن يكون
رئيساً لكل المصريين لكني أري أنه لا يسير علي الطريق الذي كنا نتمناه له،
فهو رئيس لجماعة بعينها، فإذا كنت قد رفضت أحمد شفيق لأنه امتداد للرئيس
السابق، فللأسف أكتشف أنه لا خلاف بينه وبين الدكتور مرسى فهو امتداد
لجماعته.
·
<
كيف ترين الهجمة الشرسة بين تيار الإسلام السياسي والفنانين والإعلام بشكل
عام؟
-
أري أنها بلبلة وعلي المجتمع المصري كله أن يقاوم، فالهجوم ليس علي
الفنانين والإعلاميين فقط لكنه ضد كل أهل الخبرة الذين يعارضون الرئيس وضد
أي شخص يدعو إلى التنوير، وعلينا أن نقاوم وأن نعمل بما يرضى الله، وأهم ما
في الفنان أن يقدم فناً يعتنقه رجل الشارع، لأن من سيدافع عنا هو رجل
الشارع، وليس أي شخص آخر لأنه الوحيد الذي صنع النجوم، ولابد أن نقدم له
أعمالاً تليق بأفكاره ومجتمعه ولا تجرحه وتكون صوته، فالفنان يجب أن يكون
صوت الشعب، وأداته للصرخة، وعندما تكون هناك ثورة يكون الفنان في طليعة
الثوار، وعندما نمر بأزمة لابد أن نساهم فيها بالفن أو في الإعلام أو في
الشارع حتي يشعر المواطن أنني منه، فالفنان هو سلاح المواطن الذي يصل صوته
عن طريقه.
·
<
توقعاتك للسينما في الفترة القادمة؟
-
السينما سقطت في طى النسيان، والحل في السينما المستقلة التي
تقدم بأفكار جريئة وإمكانيات ضئيلة مادياً، والشارع المصري شديد السخونة
فإذا لم تكن السينما علي مستوي سخونته، لن يتقبل شيئاً، فالفيلم سيخطف
الجمهور من التوك شو، فلابد أن نقدم عملاً جيداً يدهشه ويعبر عنه ويخطفه من
الأحداث، فالأزمة ليست فيمن يحاربون الفن فقط لكن في الشارع الذي انصرف عن
السينما.
·
<
تقدمين دور داعية ضمن أحداث مسلسلك الجديد «البيت».. هل هذا مغازلة
للإخوان؟
-
أجسد دور شادية وهي سيدة متزوجة، تعمل كداعية في البيوت، وهو
دور ليس مغازلة للإخوان لكنه دور جريء جداً يقدم الداعية التابع للتيار،
ويكشف أنه ليس ديننا الذي نحبه فهو رؤية لداعية سيدة وهو ما اختفى في
الفترة الأخيرة، المسلسل تدور أحداثه حول الفتنة الطائفية في مصر فى أواخر
الستينيات وحتي الثمانينيات وماذا تغير في العلاقة بينهم خاصة رؤية
المواطنة، والمسلسل دعوة للمحبة بين الأقباط والمسلمين، والمسلسل جرىء
ومناسب جداً للعرض في هذا الوقت.
في فيلم جريء عن العلاقة الحميمة بين الأزواج
"ينابيع
الأمل" أداء ممتع لـ "ميريل ستريب"
كتبت- حنان أبو الضياء:
فيلم جديد للعبقرية "ميريل ستريب" يعني لعاشقي السينما حالة خاصة من
الاستمتاع، ورؤية مختلفة للعلاقة الحميمة بين الأزواج هذا ما ينقلنا إليه
فيلم "ينابيع الأمل" الذي بلغت ميزانيته نحو 30 مليون دولار أمريكي. وحصد
15.6 مليون دولار في أول أسبوع لعرضه بصالات السينما الأمريكية. وحاز على
تقدير النقاد.
الفيلم للمخرج «ديڤيد فرانكل» مستعرضًا حياة زوجة في الستين تحاول
استعادة أحاسيس زوجها وإعادة الدفء إلى العلاقة الزوجية وتجد مقاومة عنيفة
من الزوج لانشغاله وإحساسه بكبر السن وعدم جدوى الأحاسيس الحميمية، ولكن
ميريل لا تيأس، وتلجأ إلى طبيب نفساني متخصص، لعل وعسى يعود الدفء بينما
الزوج يرى أن هذا لا يخرج عن كونه تبذيرا للمال ومضيعة للوقت. ومن هنا تبدأ
ظهور المعالم الرئيسية للفكرة، عندما يبدأ الطبيب النفسى في الغوص بالموضوع
بعيدًا عن الحواجز الاجتماعية والنواهي التقليدية وما يفرضه الكبرياء
الشخصي.. ويبدأ «كورس» العلاج فيما يعرف بالتماريـن الحميميـة التي يوصي
بها الطبيب وفي الحقيقة أن تلك التمارين عزفت على وتر حساس بين العديد من
الأزواج وهو عدم الصراحة الجنسية بينهما والتابوهات التي تغلف مشاعرهم
وعلاقتهم الحميمة وهى كثيرا ما تؤدى بهم إلى الفتور الجسدى لذلك عندما
نواجهها تنفجر ينابيع الحب من جديد في حياتهما الزوجية مؤكدة أن المتعة لا
ترتبط بالعمر، إذ إن هناك أساليب عدة لتجديد الحياة.والسعادة في العلاقة
الزوجية لا يجوز ربطها بشباب العمر، أن العلاقة الزوجية تقوم في الأساس على
ثلاثة جوانب الجانب البيولوجى وهو العلاقة الجنسية والجانب الوجدانى
والجانب الفكرى وأن هذه الجوانب مرتبطة بعضها ببعض ولا يمكن فصل إحداها عن
الأخرى، والفيلم يركز على أن العلاقة الزوجية كأي علاقة أخرى لابد وأن تمر
بفترات ازدهار وفترات أخرى من المصاعب والمشاكل وأن الفتور قد يحدث في أي
فترة من فترات العمر فهو غير مرتبط بكم مر على الزواج وانما مرتبط بمدى
ارتباط هذه الجوانب الثلاثة ببعضها فالفتور لا يمكن أن يصيب أيا من هذه
الجوانب دون أن يصيب الأخرى وأجمل ما في الفيلم هو أداء ستريب المازج بين
الفكاهة والجد في أداء مميز كعادتها واحتاج إلى مجهود مضاعف لتظل محافظة
على ارتباط الجمهور بالفيلم خاصة أن السيناريو معتمد علي ثلاثة أبطال ثلاثة
فقط زوج وزوجة وطبيب والقضية المطروحة للمناقشة قد لا تكون مشوقة لمن هم
أقل من الخمسين ولكن حالة التعايش التي فرضها علينا أداء الممثلين تجاوز
تلك التفصيلة خاصة أن المخرج ملك أدواته واهتم بالتفاصيل الدقيقة مثل ملابس
الزوج، فقد ارتدي سترته دائما لتجسيد الجدران النفسية بينهما، إلى جانب
الاشارة إلى حالة الملل والرتابة الزوجية، والحياتية من خلال البيضة نفسها
التي تقلى مع شريحة اللحم كل صباح وجلوسه بجانب التلفزيون لينام والـ(الريموت)
بيده، إلى أن توقظه زوجته.
تومي لي جونز (66 عامًا) يقول عن الشخصية: «إنها متعة الإحراج،
والتشويق الذي يرافق تجربة أمر مميز، والخطر الممزوج بالملذات، ما يولّد
متعة إضافية». وذكر جونز في تصريحات لمجلة «سينما» الألمانية أنه وافق على
تجسيد دور زوج حاد الطباع، لأنه سيكون أمام ميريل ستريب، وقال: «أعجبني
جدًا السيناريو في أول الأمر لأنه يدور حول شخصيات في الحياة اليومية تواجه
مشكلات صادفتنا جميعًا بشكل أو بآخر، لكن عندما سمعت أن ميريل ستلعب
البطولة النسائية في الفيلم لم أفكر أكثر من ثانيتين ووافقت على الفور،
ميريل ستريب كانت دافعي، فالعمل معها ممتع دائمًا.
وقال جونز إنه يحاول أن يتعلم شيئا من كل شخص يعمل معه، وإنه من السهل
أن يتعلم من ميريل «ستريب» فهي تضحك كثيرا وتعد رفقة طيبة. وإن جزءًا
كبيرًا من الفيلم يتكون من جلسات علاج نفسي، وإن تصوير هذه الجلسات استغرق
فترة من الزمن. وأضاف أن المخرج ديڤيد فرانكل كان يعتقد أنه من الأفضل
تمثيل جلسة كاملة من البداية حتى النهاية. ولكن بالطبع هذا مستحيل، وفي
الحقيقة إن الدور الذي أداه الطبيب النفسى كان في غاية الأهمية لأنه تعمق
بأسئلته إلى منطقة المسكوت عنه في العلاقات الزوجية وبالطبع التمارين
العلاجية الخاصة بالعلاقة الزوجية مدروسة بشكل كبير وتعبر عن حقيقة علمية
لمثل هذه من المشاكل النفسية.
وأشادت صحيفة نيويورك تايمز بالفيلم حيث أفردت مقالا مطولا للناقد
مانهولا دارجيز بعنوان «معًا في سرير منفصل» حيث اعتبر الناقد أن رؤية
ميريل ستريب صاحبة رائعة «ماما ميا» وتوم لى جونز بطل و«الرجال أصحاب
البدلة السوداء 3» يقفان معا للمرة الأولى أمام كاميرا السينما هو أمر في
حد ذاته جدير بالمشاهدة، وأن الثنائى لم يحبطا الجمهور في توقعاتهم برؤية
عمل فني مميز، مع الأداء الراقى في تجسيد أدوارهما حيث تجسد ميريل دور
امرأة تعانى من فتور العلاقة مع زوجها وتوقف العلاقة الحميمية بينهما فهما
يعيشان معا لكن بدون رومانسية أو ليالي دافئة كما كان يحدث من قبل في بداية
زواجهما منذ عدة عقود.
ورحل وحيد سيف عاشق الكوميديا الراقية
كتب- أمجد مصباح:
فقدت مصر مساءالسبت فنانًا كوميديًا من العيار الثقيل وهو الفنان وحيد
سيف الذي ظهر على الساحة الفنية منذ أكثر من 40 عامًا.
واستطاع إثبات وجوده وسط عباقرة الكوميديا فؤاد المهندس وعبد المنعم
مدبولي ومحمد رضا وأمين الهنيدي ومحمد عوض وعادل إمام وسعيد صالح، استطاع
أن يكون له شكل في الأداء.
وتميز بالتقطيع في الكلام وبرع في مسرحية سندريلا والمداح بهذا
الأسلوب الفريد في الكوميديا شارك الفنان الراحل في بطولة عدد كبير من
الأفلام منها عاشق الروح، السكرية، وبالوالدين إحسانا، موعد مع القدر،
حكاية في كلمتين، غريب في بيتي، أخو البنات، مخيمر دايمًا جاهز، سواق
الأتوبيس، ليلة شتاء دافئة، الأخوة الغرباء، إلحقونا، تجيبها كدة تجيبها
كدة هي كدة، ووكالة البلح.
حرص وحيد سيف على التواجد في سينما الشباب، إيمانًا منه بالعطاء حتى
آخر العمر، وتألق في مجموعة من الافلام الحديثة منها، أبو العربي ومحامي
خلع ومن أشهر المسرحيات التي شارك فيها شارع محمد علي، قشطة وعسل والقشاش،
ربنا يخلي جمعة، ودول عصابة يابا، كما شارك في بطولة عدد كبير من المسلسلات
الدرامية، أبو العلا البشري، وسامحوني ماكانش قصدي.
وحيد سيف كان فنانًا معبرًا لأقصي درجة لون مختلف في الكوميديا
الراقية مشاركته في أي عمل كانت كفيلة بنجاحه، كان له فلسفة خاصة في الحياة
جمعني به لقاء طويل منذ سنوات قليلة قال لي أنا استمتع بحياتي كل سن له
جماله، أعيش مرحلة النضج في الفن والحياة، وكل ما يهمني أن أقدم اعمالًا
تسعد الناس تلك رسالتي في الحياة، فنان صادق بمعني الكلمة صافي القلب
والروح رحم الله وحيد سيف، وبرحيله فقدنا أحمد عناقيد فن الكوميديا والأداء
التلقائي.
الوفد المصرية في
21/01/2013
بعد عامين ..
السينما التسجيلية تتفوق على الروائية في التعبير عن روح
الثورة
كتب:
رانيا يوسف
منذ قيام ثورة يناير وحتى الآن شاهدنا عددا كبيرا من التجارب
السينمائية ، الطويلة والقصيرة ، التسجيلية والروائية، لكن الكثير من
النقاد والجمهور اعتبروا أنهم لم يشهدوا تجربة سينمائية واحدة تعبر بشكل
حقيقي عن روح أحداث الثورة
.
البعض أرجع ذلك إلى عدم اتضاح الرؤية السياسية وعدم اكتمال مطالب
الثورة ، لذا لا يمكن انتاج فيلم عن حدث غير مكتمل .
وعلى الرغم من تلاحق الأحداث السياسية على الساحة خلال العامين
الماضيين من عمر الثورة إلا أن التجارب التي قدمت في الأفلام التسجيلية
تفوقت بشهادة النقاد على التجارب الهزيلة التي قدمت في الأفلام الروائية
الطويلة ، وأجمع النقاد أن الثورة أعادت انتعاش الفيلم التسجيلي على مستوى
الكيف والكم مقابل تراجع الفيلم الروائي الطويل.
في هذا الصدد قال الناقد السينمائي وليد سيف إن بعض الأفلام
السينمائية استغلت حدث الثورة في البداية وقامت بإدراج بعض المشاهد
والأحداث على السيناريو الأصلي مثل فيلم "صرخة نملة" ، الذي قام صانعوه
بتحويل أحداثه الدرامية في النهاية ليتناسب مع حدث الثورة، رغم أنه مكتوب
قبلها.
وأشار إلى أن هناك أكثر من فيلم جمع أكبر أحداث الثورة لكنه فيلم وصفه
سيف بالهزلي والرؤية الساذجة وهو فيلم "تيك تاك بوم" - للفنان محمد سعد - ،
الذي لفق بعض الأحداث على سيناريو الفيلم ليرضي الجميع وليظهر من وقفوا ضد
الثورة في بدايتها إلى جانب الثوار، أي الفلول الذين دافعوا عن نظام مبارك
اثناء الثورة.
وتابع سيف أن من الظواهر الملفتة أن يعتلي السجادة الحمراء في أكبر
مهرجانات السينما في العالم مجموعة فيلم "18 يوم" ومنهم من لم يمثلوا
الثورة بل منهم من هاجمها.
وأشار سيف إلى أن فيلم الفاجومي المستوحى من حياة الشاعر أحمد فؤاد
نجم كان من الممكن أن يكون وثيقة هامة وملحمة شاعرية لهذا الشاعر الكبير،
لكن الفيلم لم يكن على المستوى المناسب من حيث الدراما التي قدمها أو على
مستوى الإخراج.
وأوضح وليد سيف أن فيلم "الشتا اللي فات" للمخرج إبراهيم البطوط كان
الأقرب بين الأعمال التي تناولت ثورة يناير، واعتبر أن المخرج إبراهيم
البطوط قدم فيلماً تنبأ بالثورة في نهاية فيلمه السابق "حاوي" واستكمله
بفيلم الشتا اللي فات ، مضيفاً أن الفيلم تجربة جديرة بالاحترام شكلاً
وموضوعاً.
أما الناقد عصام زكريا فقد قال إن الإنتاج الفني وخاصة السينمائي أكثر
الفنون تركيبا وتعقيداً لأنه يحتاج إلى عوامل انتاج كبيرة، لذا لابد لهذا
الإنتاج ان تتوافر له مجموعة من الظروف ، مثل التي توفرت عقب تنحي مبارك
ولكن سرعان ما اضطربت الأحداث ودخل الصراع منحني اكثر تعقيد، فتلاحق
الأحداث السياسية وضبابيتها لم نستطع تحديد وجهة نظر واحدة، الأحداث غير
مستقرة، ولا يوجد شخص قد حافظ علي وجهة نظر واحدة، مما قد لا يوفر ظرفا
مناسبا للإبداع ، اذناء الثورة حدث ازدهار للأفلام التسجيلية وهناك مواد
كثيرة صورت ولكن القليل منها تم استخدامه حتي الآن.
واعتبر زكريا ان الفيلم التسجيلي نص ثورة للمخرج كريم الشرقاوي من
أوائل الأفلام التي صورت عن الثورة لأن هناك مسافة بين صناع الفيلم والحدث
سمحت لهم ان يشاهدوا بعض الأحداث التي لم نرها، مثل موقف الجيش من الثورة
والعنف الذي كان يدار في الشوارع الجانبية للميدان، كما اشاد بالفيلم
التسجيلي "العودة الي الميدان" لأن الفيلم تناول فترة ما بعد الثورة، بعدة
اشهر،وأوضح ان معظم الأفلام التي صورت خلال فترة 18 يوما ، كانت احداثها
واضحة اما بعد ذلك دخلنا في متاهات الأحداث السياسية.
واضاف انه يحسب لفيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله انه لم يكن
فيه ادعاء ، وكان محاولة للتعبير عن الواقع وليس عن الأمنيات، واشار ان
الفيلم رصد فترة المشاكل التي وقعنا فيها بعد تنحي مبارك وحتي حادث ماسبيرو.
واعتبر الناقد عصام زكريا ان الفيلم الروائي "الشتا اللي فات"، الي حد
ما يقدم نوع من التصور الناعم للثورة ووصفه انه نسخة احادية من وجهة نظر
الثوار.
وطالب زكريا ان يكون الفن شيئا اضافيا وليس شيء دعائي مثل الافلام
التي صنعت عن حرب اكتوبر، وقال ان فيلم بعد الموقعة به مشاكل فنيه في
البناء والتتابع ولكنه يقدم محاولة اكبر لتخطي الانبهار والدعائية للثورة
ليقدم الواقع بشكل أفضل.
من جانبها اعتبرت الناقدة ماجدة موريس ان الافلام الروائية لم تتناول
الثورة بشكل جاد سوي فيلمي بعد الموقعة والشتا اللي فات، حتي لو قدم
الفيلمين جزء تسجيلي في احداثهما،فهو نوع من التوثيق في الافلام الروائية ،
لكن تقديم دراما حقيقية عن الثورة لم تأتي بعد ،ولكن هناك محاولات لاقحام
الحدث في بعض الاعمال لغرض تجاري وهذا ليس مقبول.
واشارت ان الافلام التسجيلية والوثائقية هي المادة الأهم التي قدمت عن
الثورة، كما انها قدمت اسماء جديدة لمخرجين لم يصنعوا أفلام من قبل،
فالمستوي العام للأفلام التسجيلية يعدي مستوي المتوسط ولكن ايضا ليس فيهم
تحفة فنية حقيقية، وعملية الفرز ستأتي بعد ذلك، واضافت انها اعجبت بالفيلم
التسجيلي "الطيب والشرس والسياسي" خصوصا الجزء الاول الذي قدمه المخرج تامر
عزت والجزء الخاص بشخصية الشرس الذي قدمته المخرجة ايتن امين، وأوضحت ان
الجزء الأخير الذي قدمه المخرج عمرو سلامة بعنوان السياسي كان من الممكن ان
يكون افضل خصوصا انها المرة الاولي الذي يتهكم فيها فيلم تسجيلي علي شخصية
مبارك، لكنه قدمها بتنويعات ساخرة لم تكن هناك رصانة في الصورة السينمائية.
واعتبرت موريس ان الفيلم الروائي القصير "برد يناير" هو اقرب الافلام
القصيرة التي حاولت الاجابة عن سؤال من اجل من قامت الثورة؟ ، حتي وإن لم
يكونوا يدركون انها قامت من اجلهم، كما اشادت بفيلم المخرج علي الغزولي "
الشهيد والميدان" وبفيلم المخرج احمد رشوان "مولود في 25 يناير" ، وفيلم
اسمي 25 يناير، وهو الفيلم الوحيد الذي انتجه التليفزيون المصري عن الثورة.
وعلقت أن الثورة قدمت هدية إلى السينما التسجيلية للتعامل معها من كل
الاجيال والاجناس، وقد تكون هناك افلام افضل لكنها تحتاج لفرز، فأبلغ تعبير
عن علاقة السينما بالثورة قدمته الافلام التسجيلية حتي الآن.
وستظل هذه الثورة ملهمة للسنوات القادمة لصناع السينما الروائية
والتسجيلية ، واشارت ان فيلم الشتا اللي فات ينتمي الي نوعية الافلام التي
تتحدث عن المؤشرات والمبررات التي ادت الي اندلاع الثورة، رغم ضيق العملية
الانتاجية الا ان سهولة صناعة فيلم تسجيلي اعتقت السينما التسجيلية من قيد
البحث عن منتج، فالسينما التسجيلية هي اكثر من استفاد من الثورة وليست
الروائية حتي الآن.
البديل المصرية في
21/01/2013 |