حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

سامي التليلي :

أنا لا أؤمن بالموضوعية في الوثائقي

حوار حسن مرزوقي

 

سامي التليلي مخرج شاب تونسي لفت إليه الأضواء بعد حصول فيلمه الوثائقي الأول "يلعن بو الفسفاط" على جائزة الإخراج في مهرجان أبو ظبي السينمائي الأخير. يتميز سامي التليلي بالتزامه الفني والإيديولوجي الذي لا يخفيه ويعتبره محركا مهما لمواقفه ولتصوراته الجمالية. ولكنه يعتبر أن الثبات على المواقف الفكرية لا يعني التضحية بالرؤية الجمالية للعمل الفني. تناول فيلمه انتفاضة الحوض المنجمي 2008 التي يعتبرها أغلب التونسيين ومنهم سامي، أنها كانت الشرارة الأولى للثورة على نظام بن علي. إذ تمكنت تلك الانتفاضة من تكسير حاجز الخوف بعد ستة أشهر من الرفض والحصار. عقبتها تحركات في مدن تونسية أخرى تتوجت باندلاع الثورة التونسية يوم 17 ديسمبر وانتهت برحيل بن علي يوم 14 يناير... 

بعد فوزه بالجائزة مباشرة عاد التليلي إلى قرية الرديف حيث انطلقت الانتفاضة وأصر أن يكون عرضه العالمي الأول من هناك. في هذا الحوار يعبر سامي التليلي عن رأيه في السينما وفي الوثائقي وفي المواقف الفكرية والسياسية والجمالية.

أنت قادم من نوادي السينما وتجربة السينما الهواة في تونس وهي تعتبر المخزن الاستراتيجي للإبداع السينمائي التونسي كيف تقيم لنا هذه التجربة وما آفاقها بعد الثورة انضممت الى هاتين الجامعتين في سن صغير، عمري لم يكن يتجاوز حينها 16 سنة، بدأت في الجامعة التونسية لنوادي السينما ثم انضممت للجامعة التونسية للسينمائيين الهواة، لم أكن وحدي، كان معي رفاق درب..

كانت تجمعنا أحلام وهموم عدة، هوس السينما و لكن الايمان بثقافة بديلة والحلم بوطن اجمل، في الحقيقة عندما انضممنا لهاتين الجامعتين، لم تعد لهاتين الجامعتين وهجهما وإشعاعهما كما كان الحال في السبعينات او الثمانينات حيث كان عدد المنخرطين يفوق عشرات الالاف.

الوضع معنا كان مختلفا، نحن جيل الألفيات، هذا لم يمنعنا من مقاومة الرداءة و الانحطاط  الذيْن كانت تتركز عليهم دكتاتورية بن علي.

أنجزنا افلاما عديدة دخلت تاريخ سينما الهواة  والسينما في تونس بصفة عامة و قاومنا و لم نرضخ و هذا هو الاهم لم تكن تجربة وردية لكنها من  أحلى تجارب حياتي ، لها الفضل في ان أكون ما انا عليه الآن، والأحلى انها كانت مع رفاق درب، بعضهم كان معي في نوادي سوسة كصبرين هريرة و شفيق عصمان وجودة عصمان و الآخرون في نوادي أخرى كأمين الغزي و وليد الطايع و غسان عمامي. أتذكر انه مع أمين الغزي قمنا بوضع شعار لجنوننا : " الفن لمقاومة العفن!''

هاتين الجامعتين كان لهما دور اساسي في مقاومة الدكتاتورية، الآن دورهما اهم مما مضى لكن يجب على مناضليها القاعديين اعادة النظر في عدة اشياء وإعادة ترتيب البيت، هذا اساسي و مستعجل للعب دور في مرحلة تونس ما بعد 14 جانفي.

·     "يلعن بو الفسفاط" قصة معاناة لمدة قرن من الزمان تفجرت حممها في 2008 فما هي القصة التي تريد أن تحكيها لنا؟

قصة وطن يتنكر لأبنائه و يكرّم الخونة..! قصة ثورة تلتهم أبناءها! قصة منطقة اعطت بلا حدود لوطنها، اعطت ثرواتها و خيرة أبنائها، من معارك التحرر الوطني الى معركة بناء الدولة الحديثة واقتصادها، مات ابناؤها برصاص الاستعمار وفي دواميس المناجم ومات ابناؤها في دواميس مناجم دولة "الاستقلال" يستخرجون فسفاطا ينتفع به غيرهم و مات ابناؤها برصاص دولة "الاستقلال"  أيضا..

انتفاضة الحوض المنجمي (التي امتدت من 5 يناير 2008إلى يونيو 2008) هي اختزال لكل هذه المأساة. ومعالجة الفيلم لها معالجة بعيدا عن لغة الأرقام والإحصائيات، تركنا الأرقام والاحصائيات لبن علي وخلفائه، أردناها معالجة تتنصر للإنسان، فقط

·     اخترت الوثائقي لتعبر عن هذه القضية هل كان اختيارا فنيا مبدئيا أم اضطراريا نظرا لصعوبة الروائي ماديا وإنتاجيا..

لا كان خيار فنيّا..! لأنه بالنسبة لي الوثائقي هو الاختيار الفنّي الذي يتلاءم أكثر مع الطرح الذي اريده للفيلم!..

·     الكل تحدث عن احداث الحوض المنجمي و أبدى رأيه في ما حصل الا المعنين أنفسهم؛ الا اصحاب القضيّة..  موقفهم مما حصل؟ .. ! هم الذين كانوا يكتوون بنار المحرقة. أردتهم أن يتحدّثوا لا ان أتحدث باسمهم..

أحداث 2008 في الرديف لها زخمها في الذاكرة النضالية التونسية ومليئة بالتفاصيل مما يصعب على المخرج اختيار شخوصها وأمكنتها فكيف تخطيت هذه الصعوبة

·     هنا يكمن دور الكتابة السينمائية ! ان لم تكن كتاتبك صارمة و إن الم تكن تعرف ماذا تريد وما الفيلم الذي تريده ستضيع بوصتلك ويكون فيلما فسيفسائيا بلا روح.

من الاول كنت وعيا بصعوبة المهمة وأنه علي أن أحسن اختيار الطرح السينمائي الملائم.

قربي من القضية وعلاقتي الوجدانية بها، كوني ابن المنطقة وملم بواقعها دون نسيان.. ومعرفتي الشخصية بعدد من مناضلي الحوض المنجمي كان له دور حاسم في اختيار المعالجة الدرامية للفيلم.

دون ان ننسى انه هناك معطيات موضوعية نتعامل معها. فانتفاضة الحوض المنجمي هي ما يقارب عن 300 تونسية وتونسي مثلوا امام المحاكم و قضوا احكاما تترواح بين شهر مع تأجيل التنفيذ و 10 سنوات نافذة، هناك ما سمي بمجموعة الـ36 وهي المجوعة التي حملتها السلطة مسؤولية ما حدث و تم التنكيل بها في محاكمات قروسطية والاهم من ذلك انه هناك مدينة كاملة هبت و خرجت للشوارع . منطقيا لا يمكن لك ان تصوّر مع مدينة كاملة ولا حتّى مع 36 شخص والا ستكون "خلطة" سينمائية وليس فيلما سينمائيا.

المهم بالنسبة لي أن أحكى القصة التي أردتها أن تُحكى وعلى هذا الاساس تمت الاختيارات الفنية والدرامية

·     سينما وأدب "المناجم"، سينما وأدب مفعم بالإيديولوجيا فأيهما غلب على فيلمك الرسالة الجمالية أم المحتوى الإيديولوجي الذي تؤمن به ؟ وبالتالي هل أردت أن تؤرخ أم تبدع أم تنتصر ؟؟

الاثنين! انا منحاز! منحاز لناسي ! منحاز لثوّار بلادي! منحاز لآلام و جراح بلادي و جهتي!

انا لا أؤمن بالموضوعية! الموضوعية وهم! و في كثير من الاحيان تستعمل كغطاء لستر غياب المواقف وغياب المسؤولية، ورقة التوت يستعملها البعض لتبرير استقالتهم من واقعهم و من واقع مجتمعاتهم وبلدانهم!

انا اؤمن بالحرفية، السينما عمل فنّي! و بقدر ما يكون العمل ثريّا على المستوى الفنّي بقدر ما يكون ناجحا!

·        رسالتك لن تصل مادام عملك رديئا سينمائيا و فنّيّا! اذا اردت ان تنتصر لقضية ما، فعليك أن تبدع!

أمامك فيلم، هناك بناء درامي وسرد وسيناريو وإخراج فني ومعايير جمالية، ان غاب كل هذا فلن تنتصر لقضيتك، بل قد تسيئ اليها و يكون لعملك مفعول مضاد!

·     إصرارك على أن يكون العرض الأول بعد الجائزة في قرية الرديف التي كانت مسرح أحداث 2008 وصورت فيها فيلمك، لو تصف لنا ردة فعل المشاركين في الفيلم عندما شاهدوه وسمعوا بالجائزة.. هذا يطرح علاقة السينما بالتنمية بشكل عام ؟

فرحوا كثيرا، اتصلت بهم مباشرة بعد نزولي من منصة التتويج في أبو ظبي وسعدوا كثيرا لهذا، خاصة ان وكالات الانباء العالمية تناقلت كثيرا الكلمة التي القيتها عند تسلّم الجائزة والتي ذكرت فيها انه لولا الرديف لما حصل في تونس ما حصل. مع تفاعل الصحافة العالمية مع الفيلم احسوا ان قضيتهم عادت للواجهة خاصة في الوضع الحالي الذي تعاني فيه قضية الحوض المنجمي من تهميش رسمي يرونه متعمّدا ويرون أن البعض يحاول تغييب نضالات المنطقة وطمس الحقائق التاريخية وإعادة كتابة التاريخ لا لشيء إلا لكونهم كانوا خارجه حينها.

·     العرض الوطني الاول للفيلم في الرديف كان من أحلى لحظات حياتي، لا يمكن لي ان أنسى ابدا التفاعل الذي ابداه الحاضرون مع الفيلم ورفعم للنشيد الوطني عند نهاية الفيلم.

إصراري لم يقتصر فقط على ان تحتضن الرديف العرض الوطني الاول بل أصررت ايضا على ان تحتضن قاعة السينما القديمة بالرديف العرض، هذه القاعة مغلقة منذ 28 سنة وفتحت خصيصا للغرض وذلك بفضل مناضلي الحوض المنجمي.

هذه القاعة لها رمزية كبيرة لدى سكان الرديف، فعمرها يتجاوز 100 سنة هذه القاعة كانت تحتضن أنشطة نادي السينما بالرديف، والذي لا يعرفه الكثيرون أن مناضلي الرديف كانوا من روّاد والناشطين الفاعلين بنادي السينما بالرديف.

·     حصولك على جائزة الإخراج في مهرجان أبوظبي في أول عمل عالمي هل ينبئ بميلاد جيل جديد من الوثائقيين التونسيين

أعتقد انه من المبكر الحديث عن جيل جديد. صحيح هناك اعمال جيدة للغاية "فلا?ة 2011" لرفيق العمراني و "يا من عاش" لهند بوجمعة، هناك بوادر ظهور سينمائيين برؤية أخرى واستتيقا أخرى، لكن مازلنا في مرحلة التأسيس، و قد يموت المولود في المهد، يجب التأكيد! حين ينجز كل منا على الاقل 3 افلام ذات مستوى عال، حينها نستطيع الحديث عن جيل جديد

·        كيف غاب فيلمك من أول دورة لقرطاج بعد الثورة ؟؟

هو لم يغب.. كان حاضرا و لكن خارج المسابقة.. و هذا اختيار من ادارة المهرجان.. ما يمكن ان اجزم به هو ان الاختيار لم يكن لأسباب سينمائية او فنيّة بل كان لأسباب سياسيّة

والدليل أن الافلام التي مثلت تونس في مسابقة الافلام الوثائقية لم يكن لها اي صدى و لم يتفاعل معها لا الجمهور ولا النقاد .

وهذه هي المصيبة، ان نجد انفسنا سنتين بعد ما يسمى بالثورة امام نفس الممارسات البالية المتخلفة والتي جعلت الثقافة والفن في تونس في مثل هذا الوضع المتردي، كأن تقيم مهرجانا سينمائيا ويكون الاختيار وفق معايير غير سينمائية.

·        هذا الاختيار اثار دهشة الجميع بما فيهم لجنة التحكيم نفسها.

على كل انا موقفي واضح، لا ولم و لن أخضع للمقايضة، و حرية فكري غير قابلة للمساومة، و بالنسبة لي كلمة شكر من أم شهيد أو من أي مناضل من مناضلي الرديف أفضل من كل مهرجانات و مسابقات العالم.

·        في رأيك، هل الثورة التونسية ستصحبها ثورة ثقافية وخاصة سينمائية..

في اعتقادي الثورة الثقافية تمهد للثورة السياسية والاجتماعية و ليس العكس!

·     في تونس هناك غليان فكري لدى الشباب، في الشعر والموسيقى والسينما ولكن هذا الغليان يعاني من غياب المنهجية و التنسيق.

في صورة حصول هذا فحتما ستكون ثورة بأتم معنى الكلمة، و لن يركبها السماسرة والدجالون !

·        مشروعك القادم؟

فيلم وثائقي طويل، سيكون مختلفا عن "يلعن بو الفسفاط" لكن بنفس الروح!

في الفيلم الجديد سيكون المجال اكبر للتجريب السينمائي لان طبيعة الموضوع تسمح بذلك.

الجزيرة الوثائقية في

09/01/2013

 

(حب) فيلم هانكه الجديدة..

لحظات لاتحتاج الى ثرثرة كلامية

فراس الشاروط  

الحب :هو الفعل الأزلي الذي يجسد بقاء البشر، والتمسك بالوجود، لذا يحاول الإنسان دائماً التمسك بوجوده الثاني ،نظيره، الذي يمثل لبقائه سبباً، ما دام هذا الحب هو حلقة الوصل بين لحظة الوجود الأولى (الحياة) ولحظة الرحيل الأخيرة (الموت)، من هنا أختار مايكل هاينكه لفيلمه عنوان (حب).

ما أن شاهدت هذا الفيلم حتى تذكرت (الحب في زمن الكوليرا) رواية غابريل غارسيا ماركيز طبعاً وليس الفيلم المأخوذ عنها ،فمشهد الرواية النهائي حين يحضن العجوز فلورنتينو أريثا حبيبته فرمينا داثا بعد سنوات الحب الطويلة في غرفة وسط السفينة التي تذهب وتجيء عرض البحر، حيث تسأله :الى متى يبقيان هكذا؟ ليرد عليها حتى نهاية العمر ،هذان العجوزان وثالثهما الحب هم محور فيلم هاينكه الذي خطف به هذا العام سعفة (كان) الذهبية، وكأنه يبدأ من حيث انتهت رواية ماركيز.

حدد المخرج مكان فيلمه في شقة باريسية ،عجوزان في الثمانينات من عمرهما، بينهما حب متقد يبدو أنه لم تنطفئ جذوته مع كل هذه السنوات، هذا ما نحسه من اعتناء أحدهما بالآخر ،نظرة كل منهما لرفيق دربه ... يفتح الفيلم مع عرض موسيقي، فهما قد قضيا حياتهما يعلمان العزف، يعود الزوجان إلى المنزل ليكتشفا أن باب الشقة تعرض للخلع، من دخل حياتهما في لحظة صفائها؟ هذا ما سيرد عليه الفيلم، أنه ليس شخصاً بعينه، أنه (الموت).

السكتة الدماغية الأولى ستتخطاها (آن) أما حين تباغتها الثانية ستتكشف الحياة عن وجه آخر، تغيب الزوجة عن الوعي لساعات، تفقد سمعها ونطقها، ويتحول الزوج الرقيق إلى طبيب وحبيب مداوٍ (جان لوي ترنتيان وإيمانويل ريفا يقدمان ملخص لعطائهما الفني ويتألقان في ذروة العمر) .

(حب) فيلم مقلق، يهز الأعصاب، يتلاعب بالمشاعر، فالحياة هي الحب ،ان عشته فإنك عشت حياة رائعة، هذا بالضبط ما أراد هاينكه قوله، أنه خط الوجود الذي يبدأ بمحطة الحياة ويتوقف عند محطة الموت وما بينهما هو الحب.

مايكل هاينكه لم يشأ أن يقدم كما عودنا في أفلامه السابقة شيئاً من القسوة والسادية التي اعتاد عليها ( كما في فلمه الحائز على سعفة كان ايضا معلمة البيانو) ،بل بدى هنا ثمة تصالح مع الذات خصوصاً وهو يسير نحو خريف العمر، لذا لم يقدم حكما وأمثالا بل ترك لنا التمتع بصفو الحب، وبلحظات لا تحتاج الى ثرثرة كلامية.

إن كان الثلاثي المخرج وممثليه قد تفننا في افتناننا فلا بد من الإشارة الى مدير التصوير (داريوشخوندجي) الذي قدمت كاميرته صوراً تشكيلية رقيقة، رقة العجوزين والموسيقا التي يعشقانها، بواقعية ومصداقية بين غرف تلك الشقة الباريسية الفخمة.

ومثلما أقتحم الموت شقة العجوزين أقتحم هاينكه حياتهما الدافئة ليرينا وجه الحياة بجمالها وألقها وعنفوانها، وكيف لنا في النهاية سنغادرها، لقد رفع نسبة الدم في عروق المشاهدين مع منسوب التوتر الذي تدفق إلى أقصاه حين لم يجد الزوج سوى (القتل الرحيم) وسيلة لينهي آلام مرض زوجته، ولينتصر الحب على الموت قبل أن ينتصر الموت على الحياة.

(حب) أكثر أفلام مايكل هاينكه رقة وهدوءً، وكأنه أراد أن يقول لنا، ما زال في العمر بقية، ما زال هناك متسع للحب والموسيقا، ما زالت هناك حياة تستحق ان تعاش.

بعد نهاية الفيلم تقف عاجزاً عن التصفيق، تنار الصالة، وتبدو حائراً متسائلاً عن الحقيقة، هل هي الحياة فعلا أم هي السينما؟

"حياة باي" للمخرج آنج لي :

الطريق إلى الإيمان بالله عبر مغامرة إنسانية

عمّان/ علي عبد الامير  

يستغرق فيلم المخرج الأميركي، التايواني الأصل آنج لي في الفيلم في قضية مثيرة للجدل، ألا وهي طبيعة الإيمان بالله، عبر ما تبدو مغامرة إنسانية لفتى يجد نفسه وحيدا في عمق البحر على متن قارب نجاة صغير يشاركه فيه نمر بنغالي ضخم.

المخرج عمد إلى التمهيد لقضية الإيمان من خلال البيئة المكانية الاجتماعية التي تنطلق منها حكاية الفيلم المأخوذ عن رواية بالعنوان ذاته فازت بجائزة بوكر العام 2002 وترجمت الى العربية العام 2006، فينقلنا الى الهند حيث تعدد اللغات والأعراق والأديان: الهندوسية والمسيحية والإسلام، ضمن تكوين روحي ثقافي يرى أن " كل الأديان طرق للإيمان بوجود الله، وهنا نشهد المراهق وهو ينتقل بين أكثر من ديانة بأسلوب يجمع بين تطلعه الى الاكتشاف والبحث الجدي عن الإيمان الذي يمنحه صفاء نفسيا وصل إلى حد التعايش الممكن مع الحيوانات المفترسة، لكن هذا ما يلبث ان يصطدم مع أول تجربة حقيقية، حين قدم لنمر (ضمن حديقة الحيوان التي يملكها والده) قطعة لحم ليقرأ في عينه قدراً من الامتنان، ولكن والده حذره من تلك النظرة التي ربما لا تفصح عن طبيعة النمر، وضرب له مثلا عمليا بأن وضع أمام القفص غزالا صغيرا لينقضّ عليه النمر ويجرجرها جثة في لحظات.

المستوى الثاني من هذا الطريق نحو الإيمان بالله، يمثله ما عاشه الشاب هذه المرة من أقدار تبدأ من قرار الأب السفر إلى أميركا بعد أن ضاقت به سبل العيش، وهنا يعيش الابن الشاب مفارقة وهو يجد نفسه مجبرا على مغادرة بلاده التي يحب والتي منحت الإحساس الأول بحب امرأة جميلة، فيحاول أن يثني والده عن قراره بالرحيل عبر حوار يكتظ بالمفارقة العميقة الدلالة:

الوالد: البحَّار كولومبس هو الذي اكتشف أميركا

الابن: لكن كولومبس كان يريد الذهاب إلى الهند

لكن هذه المفارقة لم تثن الوالد عن قراره: فيشحن عائلته وحيواناته في سفينة، التي ما تلبث أن تغرق في المحيط، في مشهد برع المخرج في صنع أهواله المدهشة والمرعبة في آن، ثم يجد الشاب (باي) نفسه في قارب نجاة، ومعه: الضبع، الحمار الوحشي، القرد والنمر، ولان البقاء للاقوى، يقتل الضبع الحمار الوحشي والقرد، وفي النهاية يأكله النمر.

ووفرت تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد "ثري دي" التي اعتمدها المخرج إنج لي، في تنفيذ استعارة ليست بعيدة عن "سفينة نوح"، ضمن قراءة صورتها التمسك بالحياة، وعمادها الدفاع عن الوجود الإنساني حيال أهوال تبدأ ولا تنتهي، فثمة النمر البنغالي الجائع الشرس، الذي يبدو في الجانب الآخر من الصورة سببا موضوعيا لحياة (باي) حتى الوصول إلى لحظة التعايش المؤثرة بينهما.

هنا لا بد من الثناء على الأداء البارع للمثل الهندي الشاب سوراج شارما (17 عاما) الذي قدم تمثيلاً مذهلاً الذي يتحول من التشتت حد الفناء إلى التماسك العميق ومحاربة اليأس بمفارقات تثير الضحك أحياناً، لكنها تقارب قيم التسامح والتعايش بين المختلفين: الإنسان الوادع حيال نمر مفترس، في مستوى قلق من العلاقة بينهما، المستوى الذي يمثله القارب في محيط عاصف، لا يهدأ إلا حين يصل الشاب المرعوب إلى الإيمان العميق بالله ليصل وهو على مقربة من الفناء إلى جزيرة مهجورة، يعيش فيها مع كائناتها الغريبة درسا من دروس إغناء الحياة وتعميقها.

كل هذا المسار الفكري جسده المخرج بصريا بعناصر طبيعية مدهشة: الأسماك الطائرة التي تكاد تقفز من الشاشة إلى الجمهور، الحيوانات الصغيرة التي تسكن جزيرة النباتات آكلة اللحوم، الحوت المضيء العملاق، والأمواج الرهيبة التي تنزل عليها الصواعق من كوة منيرة في السماء، بدت إشارة إلهية، حد أن (باي) يدعو النمر: تعال وانظر إلى عظمة الله.

المخرج آنغ لي بدا يدير العناصر السينمائية في تمكن بالغ، عدا تلك الوسيلة المملة التي استخدمها في سرد حكاية الفيلم عبر حديث لبطله (باي) وهو رجل ناضج، مع صحافي سيتولى كتابة حكاية وصوله ناجيا.

أثر الشرق على الغرب في برنامج تركي - بريطاني

قيس قاسم 

بمنظور جديد يُجري البرنامج التلفزيوني البريطاني - التركي المشترك «من الشرق إلى الغرب: تاريخ الشرق الأوسط» مسحاً واسعاً للمراحل التاريخية الطويلة، من تشكل أول المجتمعات البشرية في الشرق وظهور المدن والحضارات فيها وانتقالها في ما بعد إلى أقسام أخرى من العالم.

سبع حلقات، بموازنة إنتاجية كبيرة، حاولت الإحاطة بتاريخ الشرق بالرجوع إلى المصادر العلمية والأكاديمية وإعادة قراءتها بأسلوب درامي شيق مدعم بشهادات علماء آثار ومستشرقين وأساتذة جامعات وخبراء متاحف معاصرين، حللوا كل مرحلة فيها وفق ما وفّرته لهم أحدث المكتشفات الأثرية وتحاليل المختبرات العلمية للآثار المدفونة في بطون الأرض، كشواهد على قوة القراءة الجديدة لتاريخ الشرق وقوة تأثيرها في الغرب منذ ظهور أولى مدنها التي يحدد البرنامج مكانها الجغرافي في المنطقة المحيطة بجبل «نمرود» الواقع في تركيا. ومن قمته يمكن المرء مشاهدة أجزاء من المنطقة التي تعارف العالم على تسميتها بـ«ميزوبوتاميا» أو ما بلاد ما بين النهرين: دجلة والفرات. ويعتبر البرنامج مدينة «غوبكلي تابا» أول أثر على بناء المدن في الشرق القديم خلال العصر الحجري، وأن تجربة بناء منطقة جنوب تركيا وما أسفر عنها من استقرار حفّز على الزراعة وتطوير طرق الري وصنع آلات الحرث والحصاد، جمعت بدورها سكان المناطق القريبة منها، بخاصة المحصورة بين النهرين لتقليدها ونقل تجاربهم في ما بعد إلى الغرب عبر البحر المتوسط.

يعتبر البرنامج مدينة ماري التي بنيت قبل ستة آلاف سنة في سوريا أولى مدن الشرق من الناحية العمرانية والتخطيطية، فالآثار المتبقية منها والتي اكتشفت عام 1933، كما يقول الآثاري السوري يعرب العبد الله «أظهرت وجوداً لهندسة معمارية راعت حفر ممرات مائية حولها وشق قنوات ري داخلها وتوفير مستلزمات العيش في مدينة صارت مركزاً تجارياً ونقطة التقاء بين الشرق والغرب. فمن أناضوليا كانت تصلها المعادن ومن عمان التوابل ومن دلمون الأحجار الثمينة، وعبرها كانت تُصدّر البضائع إلى بقية أجزاء العالم». وفيها ما يعده المؤرخون والآثاريون أهم مصدر لمعرفة تاريخ الكتابة البشرية بعدما عثروا في قصر الملك زمري - ليم على أسطوانات طينية كُتب عليها بالحروف الهيروغليفية. وعلى ضوء اكتشافها اعتبرها المؤرخون أولى المدن في تاريخ البشرية وإليها يعود الفضل في قيام الإمبراطوريات التي خصص لها البرنامج حلقة كاملة ركزت على العلاقة التبادلية للمعارف بين الإمبراطوريات المتحاربة. كما ركز البرنامج على ما تعلّمه الإسكندر المقدوني من الشرق، هو الذي وصف بعض المؤرخين دخوله آسيا الوسطى وسوريا ثم مصر وانتصاره على الفرس وإقامته في مدنها واكتشافه معارفها، من المغامرات الإنسانية الأولى وربما الخطوة الأشد قوة في انتقال الحضارة الشرقية إلى الغرب، مشيراً في ملاحظة لافتة إلى بعض الأصول الشرقية في جذور عائلته.

يخصص «من الشرق إلى الغرب: تاريخ الشرق الأوسط» قسماً كبيراً منه إلى الحضارة العربية والإسلامية، ويعود إلى ظهور الحضارات في «عربيا» وازدهار حواضرها ومدنها مثل «البتراء» وغيرها وإلى تأثير الدين الإسلامي العميق في تطورها منذ الدعوة النبوية واتساع رقعتها في عهد الخلفاء الراشدين وقيام الدولتين الأموية والعباسية إلى حد وصولها إلى تخوم القارات. في الأجزاء المتعلقة بالمرحلة الإسلامية يقدم البرنامج نماذج من «عصر التنوير» الإسلامي وانتقاله إلى الغرب الأوروبي خلال مرحلة انحطاطه وكيف ساهمت تلك المعارف في انتشاله من ظلامه بعد اطلاعهم على ما أنجزه علماء العرب وفلاسفتهم. وتبقى لوحة «مدرسة أثينا» للفنان الإيطالي رافائيل والتي رسم فيها أبرز عظماء الحضارة الغربية مثل أفلاطون، أبيقور، سقراط وغيرهم، مثالاً ساطعاً على ذلك حين وضع بينهم الفيلسوف العربي «ابن الرشد» كواحد من المساهمين فيها عرفاناً بدور الحضارة العربية في الفكر الغربي.

في الحلقتين الأخيرتين من البرنامج التلفزيوني، الذي قدمه التلفزيون السويدي كمساهمة في معرفة المزيد عن تاريخ الحضارات الإنسانية وتفاعلها الإيجابي، تمّ التركيز على دور العثمانيين في عملية انتقال الحضارة من الأناضول إلى جارتها القريبة اليونان بعد سنوات من صراع حسم أخيراً لمصلحتهم، وأسسوا بعده إمبراطورية على ضفاف البوسفور، صارت مع الوقت نقطة لقاء حضاري بين الإسلام والمسيحية وبين الشرق والغرب.

فيلم "محرِّكات رهيبة" لليو كاراكس..

عباس المفرجي  

الظهور الأول لكاراكس منذ 13 عاماً

هو اوديسّا سريالية مُحكمة، تجعل من

أغلب الأفلام الأخرى تبدو مقموعة.

قدّم المخرج الفرنسي ليو كاراكس، مخرج فيلم "عشاق بونت نوف" و"بولا أكس"، ظهوره الأول، منذ 13 عاما، بفيلم اوديسّي سريالي غريب، عنصره السحري هو كوميديا. هذا هو فيلم رائع، مناف للعقل ومفعم بالأسارير؛ هو بحد ذاته سرّ واحد كبير. "محرِّكات رهيبة" فيلم غامر ومنفِّر على نحو متزامن. خلاله، ينسى المتفرجون إلى الأبد الإحساس بالقصة ويغرقون في حمام دافئ من اللامعقول، لكنهم يهتزون خارجين منه باستنتاج غير متفق مع المقدمات، واستراحة موسيقية اكورديونية، وحيل وألاعيب غير متوقعة.

ثمة شيء شديد الجنون حول هذا الفيلم، مفعم بحاجة شاذة ضارية الى الغرابة. بينما الكثير جدا من صانعي الأفلام راضين عمّا عرَّفه بيتر غرينواي بنتاجات قبل سينمائية – أفلام تبدو اقتباسات رصينة عن روايات أو مسرحيات، سواء كانت كذلك او لم تكن – فإن ما يريده كاراكس حقاً هو استخدام حرية السينما ومرونتها المتطوِّرة. حين شاهدت هذا الفيلم أول مرة، كتبت أن له طابعا مستلهما من التشعث والفوضى. إنه يجعل أغلب الأفلام الأخرى تبدو مقمعة جدا.

نجم كاراكس هو شريكه منذ زمن طويل في أفلامه، دوني ليفان، الذي يؤدي دور مسيو اوسكار، رجل أعمال غامض، مستخدم من قبل منظمة مبهمة يترأسها رجل بشاربين كثّين ( ميشيل بيكولي )، يقوم بظهور سريع ساخط في الفيلم. يتنقل اوسكار في باريس على مقعد خلفي في سيارة ليموزين بيضاء طويلة؛ على مقودها تجلس سائقته الموثوقة، سيلين، التي تلعب دورها إديت سكوب. وجه ليفان ملغز بقدر ما هو وجه باستر كيتون، لكن غموض وجهه هو كل ما يملكه. إنه وجه ملاك مدمَّر، أو وجه كائن فضائي تستحوذ عليه قوى غير أرضية. لدى مسيو اوسكار عدد من ’’المواعيد‘‘ التي عليه إنجازها قبل نهاية اليوم، والتي يقيّم ضروراتها بفحص دقيق لحافظة أوراق. لكل موعد، يتنكّر بقناع جديد: المقعد الخلفي للسيارة هو بمثابة غرفة تبديل ملابس مسرحية، ومثل جيم فيلبس في "المهمة المستحيلة"، يستخدم أقنعة وجه لبنية.

لكن ما هي بحق الرب هذه المواعيد؟ لأحد المواعيد، يتنكّر بملابس امرأة عجوز متسوّلة، يتجول قليلا هنا وهناك – وكما هو واضح، من دون حديث او اتصال مع أي أحد – ومن ثم ينسحب عائدا الى سيارته. لموعد آخر، يصبح بهلوانا، مرتديا بدلة ضيّقة جدا سوداء بكرات بيضاء، ملوِّيا أعضاء جسمه، تصاحبه امرأة مكسوّة بالأحمر، يؤديان وصلة ايروتيكية جريئة من ابتكارهما. في قناع آخر، يغدو ’’مسيو ميرد‘‘، عفريت صغير برداء أخضر، كان أبدعه كاراكس وليفان في قطعة قصيرة من فيلم "طوكيو" عام 2008. يختطف ميرد فتاة موديل، تؤدي دورها ايفا منديز، ويحتجزها أسيرة في كهف. هو حتى له صدام حاد، ومأساوي مع ايفا، امرأة يبدو أنها حبه المفقود – أداء غنائي ظريف، لكنه رقيق من كيلي مينوغ. يقوم كاراكس في سياق الفيلم بتلميحات من مولع بالسينما إلى جان كوكتو، جان- لوك غودار، جاك ديمي وجورج فرانجي؛ مع قناع بارد، تكرر إديت سكوب شخصيتها الشهيرة في فيلم فرانجي من عام 1960 "عينان بلا وجه". لكن التأثيرات الأكثر فعّالية هي ربما جَي جِي بالارد، لويس كارول، فريتز لانغ أو ديفيد لينش، الذي يحوم فيلميه "رأس الممحاة" و"إمبراطورية في الداخل" حول مقدمة الفيلم الغريبة، التي يستيقظ فيها المخرج نفسه ويطوف عبْر قاعة سينمائية مظلمة، يرافقه أصوات مكدّرة لطيور النورس. أقنعة اوسكار ربما هي تعليق غرائبي، هجائي عن توقنا للمنطق والتقدم في حياتنا، توق للاستقرار والهوية الذاتية، أو العكس تماما؛ توق للهروب من سجن الهوية. يمكن أن يكون الفيلم بوذية سقيمة، مجموعة من تناسخات لاعقلانية، أو ربما هو في الواقع اقتباس أدبي عن سطرين من قصيدة تي أس اليوت "بروفروك": ((سيحين وقت/ تهيأ فيه وجها للقاء الوجوه التي تلتقيك)).

فوق ذلك، الشيء المناف للعقل والحلم المناف للمنطق يتيحان قوة غير متوقعة للحظات جادة وعاطفية، تكون مؤثرة أكثر ومضايقة لأنها تنبع من لا مكان وتكون حقيقية جدا بشكل غامر. في لحظة، يعاني اوسكار سكرات الموت، رجل عجوز يودّع صديقته المخلصة الرقيقة ليا ( ايليز لومو )، التي جعل منها غنية، لكن بفعله هذا سبّب لها أن تحب رجل ما حطّم قلبها. في مشهد محكم آخر، يغدو اوسكار أبا نكدا، يذهب الى حفلة ليخرج منها ابنته المراهقة التعيسة. معاملته لها هي واحدة من أكثر الأشياء رعبا شاهدتها في السينما منذ سنوات.

"محركات رهيبة" يمكن أن يكون فوضى الروح متعددة الشخصيات، تحطم تراجيكوميدي للذات، ناشئا عن كارثة ما، كانت حدثت خارج البصر تماما، وراء ما تبلغه الذاكرة تماما، لكن من المحتمل تماما أن يكون مجرد أداء بارع متسم بالثقة بالنفس، خيال، هزل. هذه هي النظرية التي أميل اليها. إنه محض متعة صافية.

عن صحيفة الغارديان

المدى العراقية في

09/01/2013

 

يشارك أحمد عز بطولة "الحفلة"

محمد رجب: سأعود للتلفزيون بمفاجأة

القاهرة - حسام عباس

يعاود الفنان محمد رجب التعاون مع صديقه الفنان أحمد عز والمنتج وائل عبدالله، خلال فيلم سينمائي جديد بعنوان “الحفلة”، متخلياً عن البطولة المطلقة التي قدمها في آخر أفلامه “محترم إلا ربع” منذ ثلاث سنوات تقريبا، وهو يؤكد أن الظروف السياسية التي مرت بها مصر على مدى عامين أجلت له فيلماً مع النجمة ميرفت أمين، ومسلسلاً تلفزيونياً مهماً، اعتذر بسببه عن أكثر من مسلسل عرض في رمضان الماضي . حول “الحفلة” وأعماله الجديدة كان معه هذا اللقاء .

·        ما هي ملامح فيلمك الجديد مع أحمد عز ودورك خلاله؟

- هو فيلم ينتمي إلى أفلام الإثارة والتشويق، ويدور حول جريمة قتل فيها غموض، وأقدم خلال الفيلم شخصية ضابط الشرطة “فاروق” الذي يبحث عن القاتل طوال الأحداث .

·        أعتقد أنك قدمت شخصية ضابط الشرطة قبل ذلك، فما الاختلاف هنا؟

- شخصية ضابط الشرطة قدمت في السينما لمرات، لكن “فاروق” في فيلم “الحفلة” مختلف والشخصية مختلفة شكلاً ومضموناً، وفيها خطوط ومفاجآت عديدة، لذلك غيرت في ملامحي وقصة شعري وأنقصت وزني كثيرا من أجل الدور .

·     آخر أفلامك “محترم إلا ربع” مع روجينا ولاميتا فرنجية كان بطولة مطلقة، ألا ترى أنك مع أحمد عز في “الحفلة” تتراجع خطوة إلى الوراء؟

- لا أحسبها هكذا أبداً ودائماً أنحاز للدور المختلف والذي يضيف إليّ، وفيلم “الحفلة” بكل المقاييس إضافة مهمة لي وبطولة حقيقية مع صديقي أحمد عز الذي عملت معه قبل ذلك فيلمي “مذكرات مراهقة، وملاكي إسكندرية”، وكانا من أهم خطواتي السينمائية .

وأحمد عز نفسه كان آخر أفلامه “المصلحة” مع أحمد السقا فهل هو تراجع؟! لا أعتقد ذلك وأنا أعمل بالمنطق نفسه .

·     هل أغراك في الفيلم أنه يعيدك للعمل مع المنتج وائل عبدالله الذي قدمك بطلاً مطلقاً في السينما؟

- بكل تأكيد ووائل عبدالله ليس صاحب فضل عليّ فنيا فقط بل إنسانيا أيضاً، فهو بمثابة أخي الأكبر وتعلمت منه الكثير وعملت معه أفلاماً مهمة بداية من “حرامية في كي جي تو” و”ملاكي إسكندرية”، حتى “تمن دستة أشرار وكلاشينكوف” هو الذي وثق في موهبتي وكان أول من قدمني في البطولة المطلقة .

·        وما تقييمك لتجربتك مع أحمد السبكي في فيلم “محترم إلا ربع”؟

- تجربة مهمة جداً في رصيدي، فهو من أنجح أفلامي على المستوى الجماهيري، وقد حقق الفيلم في العام 2010 إيرادات تخطت 14 مليون جنيه في موسم عرضت خلاله أفلام لكبار النجوم، فهي شركة تجيد تسويق نجومها وأفلامها .

·        ولماذا لم يتكرر التعامل بينكما؟

- كان لدي فيلم بعنوان “مطبق من إمبارح” مع النجمة ميرفت أمين، وبمشاركة باسم سمرة مع أحمد السبكي، لكن الظروف الأمنية في مصر بعد الثورة أجلت الفيلم، لأنه يتطلب التصوير في أماكن خارجية عديدة، ولابد من استقرار الأوضاع الأمنية وسوف أصوره مع بداية العام الجديد إن شاء الله .

·     أعرف أنك كنت مرشحاً لمشاركة شريف منير مسلسل “الصفعة” الذي عرض في شهر رمضان الفائت، لماذا اعتذرت عن عدم المشاركة فيه؟

- لأني انشغلت بالإعداد لمسلسل آخر كبير كوميدي رومانسي، وكان المفروض أن أقدمه في رمضان الماضي، لكن الظروف الإنتاجية أجلته إلى العام المقبل، ولذلك اعتذرت عن “الصفعة” مع مجدي أبو عميرة، وكذلك “الإخوة أعداء” مع المخرج أحمد صقر .

·        وهل تجربتك في مسلسل “أدهم الشرقاوي” شجعتك على الاهتمام بالتلفزيون؟

- بصراحة اهتمامي الأول ليس بالتلفزيون، فأنا أعتبر نفسي ابن السينما وبدأت خلالها كمساعد مخرج، ثم ممثل مع الراحل يوسف شاهين بدور ثانوي، لكن تجربة “أدهم الشرقاوي” كانت فارقة في مسيرتي، لذلك حملني نجاح المسلسل مسؤولية كبيرة بأن لا أقدم للتلفزيون ما هو أقل، وعرض عليّ بعده أكثر من سيناريو، لكني حريص على تقديم شيء مختلف، وكما أشرت سابقاً لدي بالفعل مشروع عمل تلفزيوني رومانسي كوميدي، سيكون مفاجأة في رمضان المقبل إن شاء الله .

·        يلاحظ في الفترة الأخيرة غيابك عن الساحة الفنية والمجتمع الفني، ما سر ذلك؟

- الحقيقة أن ذلك حدث بعد زواجي، والآن أصبحت أبا ليوسف الذي أصبح عمره عاما تقريبا، وأنا إنسان بيتوي وأقسم إقامتي بين مصر وبين المملكة العربية السعودية، حيث توجد أسرة زوجتي ولدي بيت هناك، لكن الأساس هو مصر، حيث عملي وأسرتي واتفاقي مع زوجتي أن يكون انتماء يوسف إلى مصر.

·        لماذا لم نسمع رأيك في الأحداث السياسية في مصر بعد الثورة؟

- أنا إنسان لا علاقة له بالسياسة، لكني مثل كل مصري قلق على ما يحدث من صراع لم نتعود عليه بين أبناء الوطن الواحد، ورغم ذلك لدي ثقة في قدرة مصر على تجاوز أزماتها بسرعة .

الخليج الإماراتية في

09/01/2013

 

شركات الإنتاج تغلق أبوابها .. والمنتجون يكتفون بالمشاهدة

تحقيق : سهير عبدالحميد  

يبدو أن الأزمة الاقتصادية التى تشهدها مصر القت بظلالها على السوق الدرامية هذا العام حيث اعلنت عدد من شركات الانتاج خروجها من الموسم الرمضانى المقبل والجلوس على كرسى المشاهد والاكتفاء بأعمال قديمة تم انتاجها العام الماضى هذا فى الوقت الذى كان الموسم الماضى يعانى من التخمة الدرامية والتى وصل فيها عدد المسلسلات لأكثر من 70 مسلسلاً.

من هذه الشركات «كنج توت» والتى كانت تجهز لمسلسلين هما «دموع السندريلا» الذى كان من المفترض أن تعود به شريهان بعد غياب 10 سنوات عن الساحة الفنية وكتبه محمد الحفناوى، والمسلسل الثانى «عصر الحريم» للمخرجة ايناس الدغيدى والسيناريست مصطفى محرم إلا أن المنتج هشام شعبان أكد توقف هذه الأعمال بسبب الظروف السياسية والأزمة الاقتصادية التى تمر بها البلد وأنه سيكتفى فقط فى رمضان المقبل بمسلسل «الصقر شاهين» للفنان السورى تيم الحسن والتى سبق ان اشترته قناة الحياة بشكل حصرى العام الماضى وتم إنتاجه قبل عامين.

واضاف شعبان أن الشركة لم تحصل على الأموال التى باعت بها المسلسلات للفضائيات العام الماضى لذلك فضل أن يخرج من السباق هذا العام منعاً لخسارة جديدة.

كما أعلن المنتج أحمد الجابرى هو الآخر تجميد انشطة شركته الدرامية والسينمائية هذا العام مكتفيا بدور المتفرج فى ظل سوء الظروف الاقتصادية حيث اشار إلى أن مسلسل «الخواجة عبدالقادر» الذى انتجه العام الماضى لم يتم تسويقه إلا لقناة الحياة وmbc فقط وهذا لم يغط نصف تكاليفه التى اقتربت من الـ 50 مليوناً خاصة ان المخرج شادى الفخرانى حرص على تصوير المسلسل بشكل متميز مما استدعى ان تكون تكلفته عالية جداً وأضاف الجابرى أن مسلسل «حافة الغضب» الذى يقوم ببطولته الفنان حسين فهمى تم تصوير القصة الأولى منه وهى عبارة عن 15 حلقة أما القصة الثانية تم الغاؤها وقد اشترته قناة الحياة ولم تحدد موعداً لعرضه حتى الآن.

واشار الجابرى إلى أنه اوقف ايضا مشروعاً لفيلم «جحيم رومانسى» الذى كان من المفترض أن يخوض به تجربة الانتاج السينمائى لأول مرة ويقوم ببطولته مى عز الدين ونور الشريف وذلك بسبب اضطراب الاوضاع وعدم وضوح الرؤية «على حد قوله».

أما المنتج محمد فوزى فقرر الاكتفاء فى الموسم المقبل بمسلسلات «مولد وصاحبه غايب» لهيفاء وهبى و«ميراث الريح لسمية الخشاب و«كيكا على العالى» لحسن الرداد التى كان من المقرر عرضها رمضان الماضى رافضاً انتاج اعمال جديدة وقال: مررت الأيام الماضية بأزمة صحية وبعد أن أتعافى منها سأقرر مصير مسلسلاتى الثلاثة والتى سأشارك بها فى رمضان المقبل وليس فى موسم بديل.

المنتج اسماعيل كتكت سيكتفى هو الآخر بمسلسل «أرواح منسية» لصابرين وفراس ابراهيم الذى لم ينته تصويره بعد ونفس الحال لشركة أفلام مصر العالمية حيث اعلن المنتج جابى خورى عدم خوضه تجربة الانتاج الدرامى مرة أخرى بعد العقبات التى قابلها فى مسلسل «ذات» لنيلى كريم والذى استمر تصويره عام ونصف العام ولم ينته منه حتى الآن وسيعرض فى رمضان المقبل أيضاً بعد ان كان من المقرر ان يشارك به رمضان الماضى.

وعلى الجانب الآخر اختارت شركات أخرى أن تشارك بأعمال درامية ذات تكلفة منخفضة وابطالها شباب ومن هذه الشركات شركة راديو وان والذى سينتج مسلسل «فض اشتباك» بطولة محمود عبدالمغنى واخراج أحمد صالح كذلك المنتج محمود شميس الذى «سينتج» مسلسل «العقرب» من بطولة الأردنى منذر رياحن فى أول بطولاته وشركة كان ستنتج مسلسل «تحت الأرض» بطولة أميرة كرارة، أما المنتج محمود بركة الذى تغيب عن الموسم الماضى سيتنتج مسلسل «ربع جرام» لعمرو يوسف.

روز اليوسف اليومية في

09/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)