حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

من توقيع المخرج آلان هيوز

روسل كرو «يمتلك» مارك ويلبروغ في «بروكن سيتي»

عبدالستار ناجي

 

يقول النجم الاسترالي روسل كرو وهو يجسد شخصية المحافظ الذي يطلب من أحد المخبرين «مارك ويلبروغ» ان يراقب زوجته الخائفة «كاترين زيتا جونز» بعد ان يفاجئ المخبر الخاص باغتيال عشيق زوجة المحافظ، حيث يبادر المحافظ المخبر الخاص: هل تعرف لماذا أفعل ذلك... لانني امتلك!

ويبدو ان تلك المفردة، كانت قاسية، مما جعل ذلك المخبر الخاص، يرد الصاع صاعين لذلك المحافظ، من اجل ان يؤكد له بانه حر... ولا يملكه أحد... او يتحكم به.

هكذا هو المحور الأساسي لفيلم «بروكن سيتي» الذي يجمع بين ثلاثة من أبرز نجوم السينما العالمية، مارك ويلبروغ «بدور المخبر الخاص» وروسل كرو «بدور المحافظ» وكاترين زيتا جونز «بدور زوجة المحافظ».

يسأل المخبر الخاص نفسه... هناك نوعية من المعارك تبحث عنها... وهنالك معارك تذهب عنها... وهذه النوعية المعارك هي النوع النهائي حيث المواجهة.

محافظ يختار أحد الضباط السابقين، يعمل كمخبر خاص شرس، من أجل مراقبة زوجته، التي تخونه، وحينما يحصل المخبر على الصور، يكتشف لاحقا ان عشيق زوجة المحافظ قد اغتيل... ولانه بعيد عن الجريمة وان دوره يقتصر على رصد الزوجة، تبدأ المواجهات للكشف عن التفاصيل الدقيقة وراء تلك العلاقة وايضا الاغتيال... فاذا نحن أمام تداخلات ولعبة سياسية... يكون هو ضحيتها.

لان المحافظ كما يقول له بانه «يمتلكه» وعليه ان يؤكد حريته.

حكاية تبدو للتوهلة الأولى عادية ومكررة، وسبق ان شاهدناها من ذي قبل كثيرا، محافظ يكلف شاب بالكشف عن خيانة زوجته، ويقوم بمهمته على اسلم وجه، ولكنه يدرك بعد فوات الأوان ان له صلة هو نفسه في فضيحة أكبر من ذلك وأخطر من كل ذلك بكثير... ولهذا تبدأ مهمته للمواجهة مع طاغية سياسية يتربع على عرش احدى المحافظات.

كتب العمل براين تاكر بصياغة تقليدية، الا ان المخرج وفريق العمل يصنعان الفرق، عبر تلك الحرفيات السينمائية والأداء العالي واللغة السينمائية العالية الجودة.

المخرج الان هيوز ورغم تعامله مع نص وسيناريو وشخصيات وأحداث تقليدية الا انه قدم رؤية بصرية خلابة، تجعل المشاهد يتوسط في تلك اللعبة السينمائية، حتى ويعرف سلفا نهايتها، الا انه يجد نفسه متسمرا على كرسيه... يتابع... ويلهث. كعادته مارك ديلبروغ يجيد تقديم تلك الشخصيات التي تمتاز بالبعد الذي يحمل المواجهة وايضا الثأر، هكذا هو في النسبة الأكبر من أعماله بالذات «مهنة ايطالية» وهو هنا يذهب على ذات الايقاع، الذي يحمل الثأر لمن عمل معه... وخان الامانة.

بدور الشرير يطل علينا روسل كرو، والذي يطل علينا في نهاية العام، في عدد من الاعمال والشخصيات ومنها أفلام «البوساء» و«الرجل ذو القبضة الحديدية» وغيرها من الأدوار الصغيرة، وهو يرتكز على تقديم شخصية الشرير، هكذا هو في «البؤساء» وغيره... وهي هنا يتقمص دور المحافظ نيكولا هوستلر الذي يريد كل شيء ان يكون ملكه.

بدور الزوجة، النجمة البريطانية كاترين زيتا جونز، وهو تمارس لغة عالية من الاختيارات الفنية.

تجاوزت ميزانية انتاج الفيلم الاربعين مليون دولار أكثر من نصفها هي أسعار النجوم، والبقية لتنفيذ الديكورات حيث صممت المشاهد داخل استديوهات.. مع أكبر كمية من المغامرات المنفذة بعناية.

مدة الفيلم مئة وتسع دقائق، من النادر ان تهدأ بها الكاميرا، مع امكانية حذف اكثر من ربع ساعة بدون ان يطرأ أي خلل في بقاء الحدث الدرامي.

في العمل عدد من الاعمال الموسيقية الاصلية، التي صاغها كل من اوتيس روز وليوبولد روز وكلوديا سارين والتي لا تفارق المشاهد حتى بعد ان ينتهي الفيلم.

كمية من المغامرات... مع مقولات مقرونة بالقيم.

في فيلم «بروكن سيتي» كل شيء تقليدي... ورغم ذلك تشعر عبقة الحرفة... والمغامرة.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

08/01/2013

 

هيتشكوك..

حياة المخـــــــــــرج الأكثر  إثـــارة من أفـــلامه !

ماجـــدة خـــيراللــه 

فيلمان في نفس العام عن رجل واحد.. يتنافسان علي جوائز الجولدن جلوب! ولكنه في الحقيقة ليس رجلا عاديا، ولكنه أسطورة، يلفها الغموض والإثارة، إنه الرجل الذي كتبت عنه عشرات المؤلفات، وكان أول من يظهر في أفلامه في لقطة عابرة ينتظرها الجماهير بشغف، إنه علامة مسجلة للإبداع والابتكار والتشويق، هل تحتاج لمزيد من الوصف والتوصيف لتدرك أننا نتحدث عن ألفريد هيتشكوك؟؟ المخرج الإنجليزي الذي عاش في الفترة مابين 1899 ـ 1990وقدم ما يقارب من الستين فيلما وعشرات الحلقات التليفزيونية القصيرة التي تحمل اسمه (ألفريد هيتشكوك) التي يبدؤها بكلمة مساء الخير بالإنجليزية، ولكن الأحداث التي تلي ذلك ليس بها أي خير، فهي تدور حول عالم الجريمة وفنون القتل، ويقدمها بحرفية مذهلة حتي تكاد تظن أو تتيقن من أنه مخرج علي درجة هائلة من السادية، يستمتع بإثارة الذعر في نفوس مشاهديه، ولكنه ليس هذا الذعر الذي تقدمه الأفلام الحديثة، التي تستخدم الحيل والكائنات الغريبة وماكياج لتحويل البشر إلي جثث متحركة، ولكن الرعب الناتج من توقع خطر ما، يحيق بأبطال الفيلم ويجعل المتفرج في حالة من التوتر والتشويق طوال الوقت!!

الفيلم الأول كنا ننتظره منذ أكثر من عام بعد أن أعلنت الشركة المنتجة عن اختيار الممثل الكبير أنتوني هوبكنز لأداء دور هيتشكوك في فيلم يحمل اسمه، وتشاركه البطولة هيلين ميلين في دور إلما ريفيل، رفيقة دربه وزوجته الحبيبة التي عاشرته ما يزيد علي نصف قرن وشاركت في صناعة أفلامه بوصفها مونتيرة وملاحظة سيناريو، وفيلم هيتشكوك من إخراج ساشا جيرفاس، وهو مأخوذ عن كتاب "لستيفين ريببلو" يروي فيه تفاصيل كواليس فيلم "سايكو" واحد من أهم إبداعات هيتشكوك وأكثر أفلامه إثارة للجدل! فيلم هيتشكوك عرض مؤخرا في مهرجان دبي السينمائي، وهو مرشح لجائزة أفضل ممثلة لهيلين ميلين، والغريب أن أنتوني هوبكنز لم يرشح لجائزة تمثيل، وهو أمر منطقي جدا، لأن الرجل بكل عظمته وألقه لم يستطع أن يقدم روح المخرج هيتشكوك المعروف عنه خفة الظل والسخرية، وكل ما صنعه الماكياج أن أضاف له لغدا، وكرشا، وطقم أسنان يجعل نطقه للكلمات قريب الشبه بما كان عليه هيتشكوك، ولكن أنتوني هوبكنز الذي أجاد من قبل في أداء شخصية بيكاسو، لم يحالفه الحظ هذه المرة، لأن طغيان شخصية هيتشكوك الذي نعرفه جميعا، صورة وصوتا، كان أقوي من احتماله، غير أنه وللحق أجاد في مشهد واحد، لم يكن مضطرا فيه للكلام وقلب شفتيه، وهو مشهد متابعته لجمهور العرض الأول للفيلم.

"سايكو" الذي كان نقطة فاصلة في حياته المهنية، هذا الفيلم الذي رفضت الشركة المنتجة تمويله، خوفا من الخسائر، ولم يشفع للرجل نجاحاته السابقة، مع نفس الشركة، ولا عشرات الملايين التي حصدتها نتيجة لهذا النجاح!! مما اضطره لرهن منزله، والمغامرة بكل ما يملك، لتقديم الفيلم الذي يحلم به، ومع ذلك لم يسلم من تدخلات شركه التوزيع، التي كانت تعترض علي مشهد قتل البطلة في الحمام، هذا الماستر سين الذي يضمه فيلم سايكو واحد أهم المشاهد التي تدرس في المعاهد حتي هذا اليوم!!

لم يكن سايكو مجرد فيلم يقدمه هيتشكوك ولكنه حالة فنية، وإنسانية، أن يكون داخل الفنان فكرة ما، لايؤمن بها سواه، حتي زوجته التي لازمته كل تفاصيل حياته وعمله، لم تكن مقتنعة، ولكنها بحكم علاقتها به، اضطرت لرهن منزلها، أما التحدي الثاني الذي واجهه هيتشكوك فهو انسحاب نجمته المفضلة جريس كيلي، التي ابتعدت عن الأضواء بعد أن تزوجت من أمير موناكو، وتركت فراغا كبيرا في حياة هيتشكوك، الذي كان يعتبرها ملهمته، وبعد البحث عن نجمه يمكن أن تقبل أن ينتهي دورها بعد الثلث الأول من الفيلم، استقر رأيه أخيرا علي "جانيت لي "، أما التحدي الثالث الذي واجهه هيتشكوك، أثناء إخراجه لفيلم سايكو، فهو دخوله في دوامة شك في سلوك زوجته، فقد بدأ الرجل الذي يحترف التلصص علي حياة من يحيطون به، يدرك أن هناك رجلا يشغل بال زوجته، وأنها تتردد عليه، وأغلب الظن أنها تخونه، وحقيقة الأمر أن، إلما ريفيل، أو إلما هيتشكوك كانت قد ضاقت ذرعا بنزوات زوجها، وولعه المخيف بالشقراوات الحسناوات اللائي يختارهن بطلات لأفلامه! ثم تصاعد إحساسها بتجاهل دورها كمساعدة له وشريكة بشكل ما في نجاحه، وهذا ما دفعها إلي أن تجرب حظها مع كاتب سيناريو، اعتقدت في البداية أنه في حاجة إلي رأيها ومساعدتها، وكادت تتورط معه في علاقه ما، غير أنها تكتشف في الوقت المناسب أن الرجل يسعي الي عرض عمله علي زوجها المخرج الكبير، ويتعامل معها وكأنها جسر يمكن أن يعبر عليه إلي هيتشكوك!! وكاد الغضب يقتل المخرج الكبير وخيال العشيق الوهمي لزوجته يطارده، وفي واحد من أهم مشاهد الفيلم وهو مشهد القتل في الحمام، يقوم الممثل الأصلي "جيمس دارسي" الذي يؤدي شخصية أنتوني بيركنز" بطعن سكارليت جوهانسون »تؤدي دور جانيت لي«، بالسكين علي أن تبدي الفتاة حالة من الذعر والصرخات، ولكن المخرج لايرضي عن هذا الأداء، ويتناول السكين من الممثل وينهال طعنات علي الممثلة، مما يصيبها بالذعر حقا، وتصرخ في هلع مخيف، "طعنات تمثيل"، وكان وقتها هيتشكوك يتخيل أنه يطعن غريمه، وعشيق زوجته، وخرج المشهد كما أراد الرجل الداهية ولكن ظلت الممثلة تعاني من حالة ذعر لازمتها بعد ذلك فترة من الوقت، وهو أفضل مشهد تقدمه سكارليت جوهانسون طوال الفيلم! ولأن المونتاج كما هو معروف بمثابة الإخراج الثاني للفيلم، فقد أصر هيتشكوك علي عدم إضافة أي موسيقي أثناء مشهد القتل في الحمام، وأصر علي أن يكون صوت السكين وهو يمزق ستارة الحمام وصرخات الممثلة، مع صوت أنفاسها المذعورة هو الصوت المصاحب للمشهد"مكساج"، وخرج المشهد كما أراده هيتشكوك، ونأتي للمشهد الذي أبدع في أدائه انتوني هوبكنز، وهو يتابع رد فعل الجمهور، وهو يتابع مشهد القتل، وكان الجمهور في حالة صمت وكأن الناس علي رؤوسها الطير، وهيتشكوك يراقب من فتحة في باب صالة العرض، وإذا الصرخات تعلوه، وحالة هلع تنتاب الرجال قبل النساء، وهيتشكوك خارج القاعة يحرك يديه وكأنه يعيد تصوير جريمة القتل بنفسه بطعنات السكين المتتالية في جسد الضحية!

فيلم هيتشكوك عن كواليس وملابسات صناعة فيلم سايكو يعتبر واحدا من أهم أفلام مخرج الإثارة والرعب في تاريخ السينما العالمية، أما الفيلم الثاني الذي يقدم ملامح من حياة هيتشكوك أيضا، فهو فيلم تليفزيوني مرشح بقوة لجائزة الجولدن جلوب وهو باسم الفتاة!! والفتاة هنا هي الممثلة الشقراء الجميلة "تيبي هيدرن" التي حاول هيتشكوك أن يصنع منها جريس كيلي أخري، واختارها من بين عشرات لتلعب بطولة فيلمه" الطيور" وبعده فيلم "مارني "، ويلعب شخصية هيتشكوك في هذا الفيلم الممثل "توبي جونز" والغريب أنه يبدو أفضل حالا من أنتوني هوبكنز، أما الفتاة فهي الممثلة "سيينا ميللر" وهي أكثر جمالا من "تيبي هيدرن"، والفيلم أيضا مأخوذ عن كتاب لدونالدو سبوتو ، يتحدث فيه عن علاقة هيتشكوك ببطلة فيلمه "الطيور" و»مارني«، تلك العلاقة التي تحمل قدرا هائلا من السادية مارسها المخرج الكبير علي الفتاة التي رفضت حبه، فمارس معها كل طرق السادية أثناء تصوير فيلم الطيور، حتي أنه عرّضها لمهاجمة الطيور الحقيقية في مشهد اضطرت لإعادته مرات، عاشت فيها لحظات رعب مخيفة بالإضافة لإصابة وجهها وذراعيها بجروح من جراء مهاجمة الطيور لها، ولكنه أغراها بالاستمرار في تصوير الفيلم بأن عرض عليها فيلما آخر من إخراجه وهو مارني الذي يعتبره النقاد آخر أفلامه العظيمة!! وكان الشوق والولع قد استبد بالمخرج الذي تلقي الرفض والإعراض من معشوقته التي تصور أنها سوف تدين له بالولاء بعد نجاح فيلم الطيور، إلا أنها استمرت في رفض مبادلته الحب، فقدم لها مشاهد اغتصاب في الفيلم لم تكن مستعدة لها، وجلس في صمت يستمتع بتصوير المشهد والبطل "شون كونري" يجردها من ثيابها في قسوة ويعتدي عليها، والفتاة لاتجرؤ علي الرفض وتشعر بالهوان، وكان نهاية تصوير الفيلم نهاية لعذابها الطويل معه، بل إنه إمعاناً في إذلالها، والتنكيل بها، أعلن في بعض حواراته الصحفية أنها أسوأ ممثلة صادفته في حياته، وأنه بذل معها جهدا خارقا ليصل معها لتلك النتيجة، وهذا ما قضي علي مستقبلها المهني فعلا، وجعلها تلجأ الي المشاركة في أفلام أقل شأنا مع مخرجين بلا قيمة فنية!! يظل الفنان عظيما عندما تتابع أعماله الفنية، ولكن كشف النقاب عن الحياة الشخصية لهؤلاء العظماء قد يكشف عن خبايا وخفايا صادمة، ومخيفة، ولكن رغم كل ماقدمه الفيلمان عن حياة هيتشكوك فسوف يظل علامة فارقة في تاريخ السينما، وسيظل رائدا لأفلام الإثارة والتشويق رغم أن حياته كان بعض فصولها أشد تشويقا مما قدمه في أفلامه !

السينما لاتكذب أو تتجمل

المجتمع وراء اســــــــتمرار مـوجة أفلام البلطجة!

إشـــــراف : عبــدالــرازق حســــين 

سوف تبقي السينما الفعل الفاضح الأكثر شعبية في العالم، حيث تقوم بوظيفتها الأهم بالنسبة لمجتمعها وهي وظيفة " المرأة " التي تكشف عورات الجميع ــ وعبقريتهم ــ أيضا ولعل التحولات التي أحدثتها السينما في النفس الإنسانية بشكل عام وفي الأنظمة الاجتماعية بشكل خاص تحتاج لمئات الآلاف من الصفحات.

ولم يتوقف الأمر (حتي في مصر) علي تغيير قانون بسبب فيلم مثل "كلمة شرف" لفريد شوقي وأحمد مظهر أو تغيير قانون خاص بالمرأة مثل ما حدث بعد فيلم "أريد حلا " فالأمر يتجاوز العلاقة المباشرة مع الأحداث والقوانين إلي تشكيل وبناء الوجدان المجتمعي العام والفردي بما يشكل منظومة قيم الفرد والجماعة ويجعله مستعدا لقبول قيم دون أخري والسينما هنا لا تصور الواقع الاجتماعي فقط ولكنها تعمل عليه "تبالغ في تصويره " أحيانا " كوميديا وترصده بدقة ورؤية إبداعية وتحليلية متجاوزة " الواقعية " أو تعيد تشكيله بما يتفق وحلم المبدع بعالم أفضل سواء اجتماعيا أو تكنولوجيا أو غيره ولكنها في كل هذا تنطلق من واقع المجتمع والظواهر الأكثر انتشارا وبروزا فيه ولعل الضجة التي أثارها فيلم " عبده موتة " منذ أشهر قليلة تؤكد مجموعة من النتائج الهامة للسينما وللمجتمع المصري أيضا أهمها أن الذين هاجموا الفيلم باعتباره ينشر سلوك البلطجة يتعامون عن واقع المجتمع المصري بعد الثورة أو لا يعيشون فيه فنحن بالفعل في قلب حالة من البلطجة تعبر عن نفسها في الإعلام والسينما كما تعبر عن نفسها في الشارع المصري تماما والنتيجة الطبيعية الثانية هي أن تلك الموجة المجتمعية من البلطجة والناتجة عن شعور الشعب المصري بذاته فرادي وجماعات بعد قهر طويل لن تتوقف ولن تنتهي بسرعة ولكنها سوف تستغرق الوقت اللازم والذي يحدده هنا ليس السينمائيين ولكنها القيادات السياسية للمجتمع فتحقيق مطالب الناس وتسييد نموذج سيادة القانون والمساواة أمامه هو ما يحكم بالإعدام علي سلوك البلطجة وليس التشهير بفيلم يطرح الإمكانية الوحيدة للحصول علي الحق بالبلطجة والحقيقة أن الشارع ظهر في فيلم عبدة موتة أكثر جمالا من حقيقته التي تتلخص في حصول الفرد العادي وليس البلطجي فقط علي حقوقه وحقوق الآخرين بالبلطجة أما الأحداث القليلة التي شهدتها دور العرض أثناء عرضه فهي لا تعود لفيلم مسكين بقدر ما تعود لواقع مفعم بالبلطجة بدءا من أسلوب قيادة السيارة وحتي الوقوف في طابور العيش مرورا بالعمل السياسي الممزوج بالعنف ونفي الآخر .. وهذا الواقع بالتأكيد لن يفرز أفلاما رومانسية علي طريقة بين الأطلال أو حتي تيتانيك فالسينما مرآة المجتمع لذا من المتوقع أن تشهد دور العرض العديد من الأفلام التي تطرح نموذج البلطجي باعتباره فارس هذا الزمان حتي لو حكم عليه بالإعدام في النهاية.

ولعل موجة الكوميديا التي شهدتها السينما المصرية بدءا من عام 1997 هي الأكثر قدرة علي طرح التفسير الأدق للموجة وللحالة المصرية في تلك اللحظة حيث يرزح المصريون تحت قهر سياسي واقتصادي واجتماعي أصبحت معه الحياة بلا معني لذلك جاءت موجة كوميديا لفظية تستغل تناقضات اللغة وأسلوب الكلام لدي الكاراكترات أو أشكالهم الغريبة " القصير جدا " والطويل جدا والسمين جدا لتصنع مفارقة مضحكة ولا ينبع الضحك هنا من المفارقة بقدر ما ينبع من رغبة المشاهد في الضحك حتي الغياب لكن مؤشراتها الأهم كانت في استبعاد كل الكبار " النجوم " والاستعانة بأبناء الجيل نفسه ليمثلوا أجيالهم علي الشاشة بعد أن ضاق الجمهور بأولئك العجائز الذين ظلوا يقدمون أدوار طلاب الجامعة والمراهقين وبدا الأمر كأن المصريين الذين عجزوا عن المشاركة في الحياة السياسية بفعل القهر والعزل والتهميش قد مارسوا استبعادا مضادا ضد منظومة الحكم ذات الشعر الأبيض ورغم ضعف الموجة بسرعة وانكسارها عبر وجود أفلام أخري بدأها الراحل أحمد زكي بأيام السادات ثم هاني خليفة بسهر الليالي وغيرها إلا أن النجم الكوميدي محمد هنيدي أعاد إحياءها خارجا بها من "طلاب الجامعة الأمريكية" والمهاجرين الي أمستردام وغيرهم إلي الحارات الشعبية والعشوائية ثم قدم محمد سعد النموذج الغارق في الغياب والتغييب في الليمبي الأول والثاني وذهب الي المذبح والصعيد في "بوحة" ويصاب بنوبة هبوط جماهيري بدءا من كتكوت ومرورا ببوشكاش وحتي مسلسل رمضان الذي مر مرور الكرام لتنكسر موجة الكوميديا اللفظية والتي حولها محمد سعد إلي كوميديا جسدية ومن ثم يبقي المسرح جاهزا لموجة البلطجة القادمة.

ولعل الكثيرين من متابعي الفن السابع يذكرون موجة أفلام المخدرات والانتقادات التي كانت توجه لها وأغلبها قام ببطولته نجوم ونجمات كبار من الجيل السابق بينهم نادية الجندي والراحل مجدي وهبة وحسين فهمي ومحمود عبد العزيز ونور الشريف ونبيلة عبيد.. وكان الإكليشيه المعروف يومها " من يشاهد هذه الأفلام يتصور أن مصر كلها تجار مخدرات " والحقيقة أن من يعود إلي الأبحاث الاجتماعية في تلك الفترة يكتشف بالفعل أن المخدرات وخاصة الحشيش كان منتشرا في مدن مصر وبنادرها بشكل مرعب ثم تلاه الهيروين ومن ثم مخدر البانجو حين انضمت طبقات مهمشة ومفلسة لمدمني المخدرات هروبا من واقع رديء ولعل المزعج في الأمر أن قيادات كبيرة جدا أمنية وسياسية كانت متورطة في تلك التجارة وهو ما فسر انتشارها لذلك صرخت السينما في أفلامها وضغطت علي اللمبة الحمراء لكن موظفي الدفاع عن الاستقرار والنظام وسمعة مصر كانوا دائما يهاجمون تلك الأفلام باعتبارها تنشر ظاهرة تعاطي المخدرات متجاهلين أنها تنقل من الواقع الاجتماعي إلي الواقع السينمائي وأن العلاج هو بترها من واقعها الاجتماعي.

آخر ساعة المصرية في

08/01/2013

 

طلال سلهامي يعرض 'أيام الوهم' في القاعات السينمائية المغربية

خالد لمنوري | المغربية  

أعلن المخرج المغربي طلال سلهامي، أن فيلمه الطويل "أيام الوهم" سيعرض بالقاعات السينمائية الوطنية، ابتداء من 9 يناير الجاري.

قال سلهامي، إنه متحمس جدا لعرض فيلمه تجاريا في المغرب، خصوصا بعد عرضه في العديد من المهرجانات الوطنية والدولية، من أبرزها مهرجان السينما العجائبية بمدينة نوشاتيل السويسرية، والمهرجان الدولي لفيلم الخيال ببروكسيل.

وأوضح سلهامي أن فيلمه الجديد لاقى تجاوبا مهما من طرف الجمهور والنقاد، في جميع المهرجانات التي شارك فيها، مشيرا في حديث سابق إلى "المغربية" إلى أنها ليست المرة الأولى التي يصادف فيها فيلمه مثل هذا الإقبال الجيد، إذ سبق للفيلم أن عرض بالمهرجان الدولي للفيلم في مراكش، والمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، حيث توج بجائزة أول دور نسائي للممثلة مريم الراوي، وجائزة أحسن تصوير، وكانت من نصيب محمد سلام.

كما حصل سلهامي، على تنويه خاص من المهرجان الدولي لفيلم الخيال ببروكسيل، اعتبره المخرج الشاب تشجيعا للإنتاج السينمائي المغربي، خاصة "سينما النوع".

وتدور أحداث الفيلم، الذي يجسد بطولته عصام بوعلي، وكريم السعيدي، وعمر لطفي، ومريم الراوي، ومصطفى الهواري، ومحمد الشوبي، وإيريك سافان، وآخرون، في جو "ويسترني" مشحون بالصراعات، التي تشتعل بين 5 أشخاص، أربعة شباب وشابة، يحاول كل واحد منهم أن يثبت لنفسه بأنه الأفضل، في منافسة تستباح فيها كل الوسائل الأخلاقية واللاأخلاقية، لينتهي الجميع عبر مشاهد مأساوية إلى الهلاك، الذي يراه سلهامي نتيجة طبيعية للعنف، في ظل عالم تسوده قوانين الغاب والغلبة للأقوى.

هذا الشريط المطول الأول للمخرج المغربي الأصل لا يبخل على المشاهد بلقطات العنف، ولكنه يدعوه في الآن نفسه إلى تفكير مجتمعي معمق.

في حديثه عن الفيلم يقول الناقد السويسري، بيرنارد ليشو، "سيصبح سعيد عما قريب أبا شابا.. تعب ومل من العمل مقابل أجر يرثى له في أحد "مراكز الاتصالات"، التي تفتحها الشركات الأوروبية بحماسة في بلدان الجنوب، لتنفيذ سياستها اللامركزية...

يقرر سعيد الترشح لشغل منصب قيادي (إطار) في شركة أوروبية، ليجد نفسه رفقة منافسيه الأربعة سمير، وجمال، وهشام، وأسية في حافلة صغيرة، للمشاركة في اختبار حاسم مدته 24 ساعة، سيقرر على إثرها المسؤولون من سيفوز بالمنصب المهم.. صدمة.. ثم ظلام .. ثم ضوء وهاج.

عندما يتمكن المرشحون الخمسة من الخروج، أخيرا، من الشاحنة، بعد تحطيم بابها، يجدون أنفسهم وحيدين في صحراء شاسعة جنوب المغرب. هل كانت حادثة حقيقية؟ الأرجح أنها بداية السباق للظفر بالوظيفة".

سباق سيستمر لفترة أطول بكثير من 24 ساعة، وسيتحول من اختبارِ تقييم لمزايا المرشحين، من حيث المثابرة، والطموح، والثقة، إلى لحظات رعب حقيقي، لأن المرشحين سيفقدون السيطرة على أنفسهم أمام وضع يتجاوز قدراتهم الجسدية والنفسية، فمشاعر التوتر التي تنشأ وسط أي مجموعة، ونوبات القلق المفزع، التي تنتاب كل فرد منها، ثم أشعة الشمس الحارقة، ونفاد المؤنة، خصوصا الماء، عوامل شكلت "كوكتيلا متفجرا".

بفضل موهبته وذكائه، يقول ليشو، تمكن سلهامي، من إخراج شريط مطول نجح في الإبحار والتنقل بين نوعية أفلام الرعب، والدراما النفسية والاجتماعية، إذ في خضم مجريات أحداث الشريط، تتحول القصة من دراما اجتماعية إلى فيلم رعب، ليس بفضل الشخصية المحورية، سعيد، بل من خلال مرشح آخر، جمال، الأناني المدمن على المخدرات، الذي يصفه الفيلم بالابن المدلل".

وبخصوص جديده الفني، قال سلهامي إنه يستعد حاليا لتنفيذ مشروع شريط الرعب "كرنفال الأوهام"، إنتاج مشترك فرنسي-إسباني، إضافة إلى شروعه في إنجاز فيلم مغامرة يحمل عنوان "الواحة"، مؤكدا أنه "شريط طويل طموح، وبميزانية كبيرة، فيلم مغامرات يتأثر بالثقافة الشعبية الأميركية، ولكن مع الاحتفاظ بالخصوصية المغربية".

الصحراء المغربية في

08/01/2013

 

من المشاهير من فاخر بشريطه

الإباحية جواز مرور سهل إلى الشهرة

السباعي عبد الرءوف 

لأن مبدأ الغاية تبرر الوسيلة مفهوم اعتمد عليه عدد كبير من مشاهير هوليوود للوصول إلى الشهرة، لم يجدوا أسهل من الأفلام الجنسية مدخلًا إلى عالم الأضواء، حتى فاخر بعضهم بما فعل.

نيويوركيمكنك الآن أن تصل إلى الشهرة بأسرع الطرق، من خلال برامج تلفزيون الواقع والمسابقات وغيرها.

لكن في السنوات السابقة كان هذا الأمر صعباً، كما كان كفاح النجوم من أجل الوصول إلى الشهرة مريراً، واضطر بعضهم للعمل في بعض المهن التي يخجلون بها بعدما حققوا شهرتهم ونجوميتهم.

ومن بين هؤلاء نذكر لكم عشرة نجوم بدأوا حياتهم كممثلين للأفلام الإباحية.

سليفستر ستالون

بدأ سلسفستر ستالون حياته الفنية عام 1970 عندما مثّل فيلماً إباحياً بعنوان "الحصان الإيطالي" وكان الفيلم ينتمي الى نوعية الأفلام التي لا تعتمد على الجنس الصريح، كما كان أجره عبارة عن 200 دولار فقط.

ولم يكن ستالون يعلم وقتها أنه بعد سنوات قليلة سيكون واحداً من أهم نجوم هوليوود، وأن سلسلة أفلام روكي ورامبو التي سيمثلها ستحقق له نجاحًا لم يكن يحلم به.

كاميرون دياز

قدمت كاميرون دياز في بداية حياتها الفنية فيلماً إباحيًا بعنوان "موجة إضافية"، وكان مليئاً بالقبلات والمشاهد العارية التي قدَّمتها كاميرون دياز بجرأة. ويؤكد النقاد أن شخصيتها المرحة كانت شديدة الوضوح في هذا الفيلم.

ولكن منذ سنوات قرَّرت كاميرون الإعتماد أكثر على قدراتها التمثيلية بدلاً من جسدها، وحققت نجاحًا كبيرًا جعلها واحدة من أبرز نجمات هوليوود. ولا تشعر دياز بالخجل من هذا الفيلم لأنها تنظر اليه كمرحلة مضت.

مات لوبلان

يعد مات لوبلان من أبرز نجوم الدراما التلفزيونية في العالم وأعلاهم أجرًا، يكفي أن تعرف أنه حصل على مليون دولار مقابل كل حلقة يقوم بتصويرها في مسلسل "Friends".

لكن في منتصف التسعينات عندما لم يكن يحظى بتلك الشهرة الطاغية، شارك في حلقة من سلسلة الأفلام الإباحية "يوميات الحذاء الأحمر" ويعد هذا الفيلم من أكثر الأفلام الإباحية رواجًا في تلك الفترة.

دافيد دوشفني

يبدو أن الجنس كان أمرًا مؤثرًا للغاية في حياة دافيد دوشفني الذي حقق نجاحًا كبيرًا كممثل وحصل على جائزة الغولدن غلوب.

ولكن ما لا يعلمه البعض أن دافيد دوشفني قدم في تسعينيات القرن الماضي  حلقة في المسلسل الاباحي "يوميات الحذاء الأحمر"، وعلى الرغم من أنه توقف عن تمثيل الأفلام الإباحية إلا أن هوسه بالجنس لم يتوقف وأعلن نجم مسلسل "الملفات الغامضة" عام 2008 أنه يعالج من الإدمان على ممارسة الجنس.

بيري ريفز

شاركت الممثلة الأميركية الشهيرة في بطولة فيلم إباحي بعنوان "الموتيل الأخير" عام 1994، وقدَّمت فيه مشاهد جريئة، ولكنها توقفت عن مثل هذه النوعية من الأفلام واتجهت إلى الدراما التلفزيونية وحققت نجاحًا كبيرًا في هذا المجال، وإن كانت لم تتخلَ عن جرأتها إذ أن الكثير من المشاهد التي تقدمها في مسلسلاتها وأفلامها تصنف بالمشاهد المثيرة، ومن أشهرها مشاهدها في مسلسل "انتوريج".

أرنولد شوارزنغر

هذا الرجل الذي حقق نجاحًا كبيرًا في العمل السياسي، وقبله في السينما، صوِّر في بداية حياته في لقطات عارية نشرت على صفحات مجلات خاصة بالمثليين، كما استعين بتلك الصور في بعض مشاهد أفلام المثليين الإباحية.

ندم أرنولد كثيراً على هذه المشاهد على الرغم من أنه لم يكن يعلم وقتها أنه سيحقق كل هذا النجاح، وأن صورًا مثل هذه لن تليق بالمكانة المرموقة التي سيصل إليها.

هيلين ميرين

هذه الممثلة العملاقة الحائزة على جائزة أوسكار أحسن ممثلة عام 2006 والحاصلة على جائزة إيمي أفضل ممثلة أربع مرَّات وغيرها من الجوائز العديدة، قدَّمت في بدايتها التمثيلية في سبعينيات القرن الماضي مشاهد إباحية في فيلم "كاليغولا"، وظهرت في معظم تلك المشاهد عارية تماماً، وكانت شديدة الجرأة على الرغم من إنتمائها لإحدى الأسر الإنجليزية الراقية.

ساشا غراي

هذه الممثلة مختلفة عن بقية القائمة التي عرضناها فهي لم تقدم فيلمًا إباحيًا أو اثنين بل الكثير منها لدرجة أنها صنفت ممثلة بورنو.

ولكنها في الفترة الأخيرة إتَّجهت لتمثيل أدوار بعيدة عن الإباحية ولاقت نجاحًا كبيرًا، وأسند لها المخرج الشهير ستيفن سودبيرغ دور البطولة في الفيلم الروائي الطويل "تجربة صديقة".

جاكي شان

يعد جاكي شان من أهم نجوم أفلام الحركة في العالم ولكن ما لا يعلمه الكثيرون أن جاكي شان قدَّم في بداية حياته في منتصف سبعينيات القرن الماضي فيلمًا إباحيًا من كلاسيكيات أفلام البورنو الكوميدية.

إلى ذلك، أعلن جاكي شان أخيرًا ندمه على تقديم هذا الفيلم وأشار إلى أنه يشعر بالخجل كلَّما تذكره.

مارلين مونرو

كانت نورما جين (الأسم الحقيقي لمارلين مونرو) شقراء جميلة وطموحة، ولكنها لم تكن معروفة ولذلك لم يكن أمامها إلَّا أن تقدم كل ما يمكن تقديمه من أجل تحقيق الشهرة التي تتمناها، فأقدمت في أربعينيات القرن الماضي على التصوير عارية تمامًا لصالح أغلفة المجلَّات، كما قدَّمت في العديد من أفلامها مشاهد يمكن وصفها بالإباحية.

إيلاف في

08/01/2013

 

غياب دور المبدعين.. والفنانون اكتفوا بالشعارات الإعلامية

تحقيق:سهير عبد الحميد و نسرين علاء الدين 

بعد قيام ثورة 25 يناير توقع الجميع أن ينال الفن نصيبًا منها خاصة أن الفنانين كانوا على رأس صناع هذه الثورة ولكن للأسف النتيجة كانت عكسية وزاد معدل انحدار السينما وظهور أفلام المقاولات من جديد وبالرغم من تعالى أصوات الفنانين وصناع السينما.

وتبشيرهم للجمهور بعدد كبير من الأعمال التى توثق الثورة وتكشف الفساد وتوعد بعضهم بكشف الوجه الآخر لعدد من المتأسلمين أو من قاموا باستغلال الثورة على حد قولهم إلا أنه فى النهاية وبعد مرور ما يقرب من عامين لم يسفر الأمر إلا عن مجرد تصريحات وفرقعات من صناع السينما والمبدعين الذين تراجع دورهم فى تقديم فن يواكب عظمة الثورة المصرية.

برر المنتج محمد العدل تقصير السينما فى حق الجمهور والاكتفاء بالشعارات دون ترجمة الواقع إلى أعمال ابداعية تنمى وعى الجمهور تجاه الثورة مؤكدًا أن سينما الوعى لا مكان لها حاليًا لأن هناك العديد من الأمور التى تحكم الصناعة وأهمها خوف المنتجين من الخسارة وعن مقترح للاستعانة بشباب للحد من التكلفة ونفس الوقت تقديم أعمال جادة توثق أحداث الثورة قال: السينما حاليًا لا يوجد لها توزيع خارجى وتوثيق الثورة بأعمال بالتأكيد أمر قائم وسيتم تنفيذه ولكن ليس فى الأوقات الحالية طبقًا لاقتصاديات السوق التى تحكمنا ولا يراه الجمهور الذى يلقى علينا اللوم برؤيته المجردة.

وعن مسلسل «سيد قطب» الذى أعلنت عنه شركة العدل والذى سيتناول قصة حياة هذه القيادة الإخوانية بشكل تناقضات تحملها خاصة أنه أحد أهم أقطاب جماعة الإخوان والذى كان وراء فكرة اتجاه الجماعات الإسلامية إلى العنف وأكد العدل فى تصريح صادم أن مشروع المسلسل توقف تمامًا فى  الوقت الحالى للأسباب سالفة الذكر وأنه قام بتجسيده لحين اتضاح الرؤية سياسياً واقتصادياً.

وعن تحمسه السابق للعمل ورغبته فى ابراز تناقضات الإخوان من خلاله قال إنه لم يقم بإلغاء الفكرة ولكن تأجيلها حاليًا لأسباب إنتاجية ولم يتراجع عن موقفه تجاه العمل أو تجاه الثورة.

أما المنتج محمد حسن رمزى فقال إن الفكرة فى عدم اكتمال الثورة حتى الآن لكى نتحدث عنها فى أعمال سينمائية بصرف النظر عن تحديات السوق والتعثرات الإنتاجية فلكى يتم نقل صورة أو توثيقها لابد أن تكون مكتملة لكن ما تشهده الساحة السياسية حاليًا مبهم وغير مفهوم فليس من الممكن ان نقدمه للمشاهد بهذا الشأن وعن فكرة عدم تقديم أعمال جادة قال رمزى لا يجب أن تقدم الصورة بهذه «السوداوية» فهناك أعمال جادة ظهرت بعد الثورة وليس كلها تافهة ومن بينها فيلم «ساعة ونصف» ولكن فكرة تقديم عمل سياسى فى هذه الأحيان من وجهة نظرى فكرة غير مجدية ولن تلقى أى صدى.

وأشار المنتج محمد حفظى إلى إنه قدم فى فيلم «18يوم» نظرته الكاملة عن «18يوم» الأولى فى الثورة والتى هى كانت واضحة المعالم وعرض الفيلم سينمائيًا لم يكن أمرًا مهمًا لأن عرضه بمهرجانات كان أقوى وشاهده جمهور أعرض بكثير وعن تراجع المنتجين عن تقديم أعمال تتناول الإخوان فى الوقت الحالى لأسباب غير منطقية قال حفظى حماس المصريين بعد الثورة وخلع مبارك مباشرة كان حافزًا لدى كل مبدع ليعرض رؤيته عن أعظم ثورة بالصورة التى يراها ولكن المنحنى الذى وصلنا إليه جميعًا حاليًا أعاد حالة الصمت والإحباط من جديد فالمبدع فى النهاية بشر ولديه طاقات تحركه والآن أشعر بالطاقة السلبية واعترف بذلك ولكن لدى مبرراتى واتمنى أن تكون مجرد فكرة وتستعيد الثورة مسارها الصحيح وهيبتها من جديد.

مجدى أحمد على مخرج «الميدان» أكد تجميد فيلمه فى الوقت الحالى وأرجع الأسباب إلى حالة الاحباط التى أصابته لما يشهده المجتمع المصرى من اضطرابات وعدم استقرار علاوة على التغيير الذى طرأ على البطل الحقيقى للفيلم وهو الطبيب «طارق حلمي» الجراح الشهير الذى كان منفصلاً عن الواقع ولا يهتم فقط سوى بعمله والمرضى الذين يعالجهم إلى أن يجمد نفسه منخرطًا فى تظاهرات الشباب بميدان التحرير أثناء الثورة عندما يكتشف أن أسرته الصغيرة تشارك فى مظاهرات 25 يناير فتتغير حياته ويقوم بانقاذ المصابين وبجلب الأدوية والأدوات الطبية للميدان.

وأضاف مجدى أن هذه الشخصية اصابته بالإحباط بعد مرور شهور على قيام الثورة حيث عاد لحياته الأولى واصبح لا يهتم إلا بعمله وانفصل مرة أخرى على الواقع. لذلك يحاول أن يجد مخرجًا دراميًا حتى يكمل الفيلم لكن ذلك لن يكون فى الوقت الحالى خاصة أن حالته النفسية لا تسمح أن يستأنف عمله كفنان لأنه فى النهاية إنسان يتأثر بواقع بلده ويعيش مثل معظم المصريين حالة إحباط فى ظل ما يقوم به الإخوان من السيطرة على كل شيء فى البلد.

ومن الأعمال التى تم الإعلان عنها عقب قيام الثورة فيلم «خمس ساعات» ويرصد الساعات الأخيرة للرئيس المخلوع فى قصر العروبة قبل التنحى واستقراره بشرم الشيخ وعلى الرغم من حالة الجدل التى أثارها الفيلم عقب الإعلان عنه إلا أن مؤلف الفيلم عبد الرحيم كمال أوقفه لأجل غير مسمى وبرر ذلك قائلًا: لا أرى أن موضوع الفيلم مناسب للأحداث الآن بجانب أن كل يوم تظهر معلومات جديدة قد تساعده أكثر فى توثيق الحدث خاصة ان الساعات الأخيرة لمبارك قبل إعلانه التنحى كانت لحظات فاصلة فى حياة المصريين لذلك تحتاج لوقت حتى تكون دقيقة. وأضاف كمال انه عقب إعلانه كتابة هذا الفيلم ظهرت موجة من الأفلام التى أعلن صناعها أنها سترصد الساعات الأخيرة لمبارك فى قصر الرئاسة «مثل ليلة سقوط الرئيس» و«إقالة شعب» ولن تخرج للنور وكأنهم ينتظرونى حتى أعلن عن الفيلم وهذا أصابنى بالإحباط علاوة على أن المنتجين لم يكن لديهم جرأة لتقديم هذا الفيلم لذلك قمت بتجميده فى الوقت الحالى واتمنى أن الأيام القادمة تحمل الأفضل ويكون هناك فرصة لتقديمه.

أما فيلم المنصة الذى أفرجت عنه الرقابة بعد «15» عامًا الذى كان يتناول حادث اغتيال السادات تورطت فيه الجماعة الإسلامية فقد توقف هذا المشروع وتم تجميده وذلك بناء على رغبة مؤلفه بشير الديك حيث أكد أن احداث هذا الفيلم لا تناسب الظروف الحالية خاصة والإخوان موجودون فى الحكم وأنه كان يتمنى تقديمه منذ 15 سنة فى الوقت الذى كان مبارك موجود فى  الحكم وقتها كان سيشعر ان هذا الفيلم له أهمية لكن وبعد صعود التيار الإسلامى سيكون الفيلم من وجهة نظر البعض مجرد الهجوم على الإسلاميين على الرغم أنه يرصد واقعة تاريخية موثقة بالمستندات بجانب أن الإخوان قد يصطدمون به لمنع الفيلم.

روز اليوسف اليومية في

08/01/2013

 

سـينمات الأحياء.. تحولـت لخرابات

كتبت:إيمان القصاص -تصوير: شريف الليثى   

لعبت دور السينما دورا اجتماعيا وثقافيا هائلا على مدار القرن الفائت كله، خاصة فى المناطق المتوسطة والشعبية فقد كانت المتنفس الأول لسكان تلك المناطق ولكن للأسف تلاشى هذا الدور بتجريد هذه الصروح من مكانتها ومكانها فأين اختفت سينمات الأحياء الشعبية ولماذا لم تجد لها آباء يرعونها سواء أكان هذا الراعى هو الدولة أو رجال الأعمال أو المنتجون، حكايات سينمات زمان التى بدلا من أن نطورها ونفعل دورها ساهم الجميع فى اندثارها يحكيها لنا جيرانها. نزلنا إلى هذه المناطق رصدنا السينمات التى أغلقت والتى هدمت والتى تحولت إلى عمارات وناقشنا الموضوع من خلال أبعاده السياسية والاجتماعية والثقافية وحاولنا الوصول للسبب الحقيقى وراء ما حدث، ولمصلحة من تم فصل هذه الشريحة عن المجتمع وتهميشها.

سينما سهير

أثناء سيرى فى شارع أحمد سعيد بمنطقة العباسية أبحث عن السينما القديمة الشهيرة التى ظهرت كثيرا فى عدة أفلام سينمائية، هل تتذكرونها إنها سينما سهير، كان فى اعتقادى أننى سأجد مبنى ضخما كبيرا يليق بالمكانة التى تكونت لهذه السينما العريقة وانتهى الشارع وانتقلت إلى شارع مجاور ولم أجدها فاضررت أن أسأل أحد المارة لكى يدلنى على السينما، وبالفعل توجهت إلى المكان حسب الوصف وكانت المفاجأة أننى وجدت مبنى يتم ترميمه موضوعا عليه وشاحات بيضاء، وعندما دخلت المبنى وجدت عمالا يضعون مقاعد كأنها قاعة أفراح وتوقعت أنهم يجهزون السينما للعمل مرة أخرى ولكن كانت الصدمة أنه بعد إغلاق السينما بعدة سنوات تحولت إلى قاعة للمناسبات الخاصة والآن اشتراها مقاول يدعى حاتم البندارى وسيهدمها ويبنى مكانها برجا سكنيا.

هذا ما أكده لى عبدالحميد جمال عبدالناصر 27 سنة صاحب أكثر من محل بجوار سينما سهير: كنت أسمع من والدى كثيرا أن هذه السينما كانت تعرض حوالى 4 أفلام فى اليوم الواحد بحوالى 30 قرشا فى الستينيات والسبعينيات وهى أغلقت من حوالى سبع سنوات فقط وكان عليها إقبال كبير لدرجة أنها كانت تشغل الشارع بأكمله من كثرة جمهورها وقد ظهرت هذه السينما فى أكثر من فيلم من كثرة شعبيتها واسمها وكان اسمها فى البداية سينما البسمة وبعد ذلك تحولت إلى سينما سهير.

وأضاف عبدالناصر: أشعر بالحزن من الحال الذى وصلت إليه السينما لأننى كنت دائم المشاهده لأفلامها، والآن جميع دور العرض بعيدة تماما عن المنطقة التى أسكن فيها وتكلفتها أكبر وسبب آخر أحزننى كثيرا وهو أننى علمت أن المنتج محيى زايد صرف على هذه السينما حوالى 14 مليون جنيه وجعلها نمرة واحد على الرغم من أنه جعل سعر التذكرة من 7 : 8 جنيهات ولم تعمل أيضا وإقبال الناس أصبح ضعيفا عليها بسبب السمعة السيئة التى أطلقت عليها وهى أنها أصبحت للمثليين «للشواذ جنسيا».

اتفق معه فى الرأى ناصر عبدالفتاح 74 سنة وقال: هذا السبب الوحيد الذى جعل الناس تنصرف عن سينما سهير أن العائلات شعرت بالخوف على أولادها، ولكن لا أحد ينكر أن هذه السينما لها تاريخ كبير وكان يوجد عليها إقبال ضخم وأضاف: أنا كنت بدخل هذه السينما منذ أن كان عمرى 15 سنة ولكن الآن لا يفرق معى وجودها لأننى أعول أسرة كبيرة وأعمل طوال اليوم لكى أستطيع أن أصرف على هذه الأسرة وألبى احتياجاتها فأنا لا أفكر فى أى شىء غير أكل العيش فقط.

سينما التاج بالعباسية

مشهد قاسٍ جدا لكل محبى السينما أن يشاهدوا سينما  كانت تعمل بشكل جيد تتحول إلى ورشة للخراطة، تتحول من مكان للفن والمتعة والترفيه إلى مكان لتكسير وتشحيم الحديد، من مكان للفن الراقى والإحساس إلى مكان للتكسير والإزعاج والعمال والصوت العالى بجوار سينما التاج، حدثنا عم علاء الدين عدوى عن تاريخ السينما وهو يعتبر واحدا من كبار السن المقيمين فى هذا المكان منذ أربعين عاما وقال: سينما التاج أغلقت من حوالى عشرين عاما بسبب أنها لم تغط ثمن إيجارها ولا رواتب العاملين بها على الرغم أنها كانت سينما للدرجة الثالثه إلا أنها كانت تعمل جيدا ويدخلها أهالى المنطقة والمناطق المجاورة وأتذكر أن أكثر الأفلام التى عرضت فى سينما التاج وأحدثت ردود أفعال ضخمة كان فيلم «أبى فوق الشجرة».

يقول سيد شعبان 29 سنة:   بالفعل لم أشعر بوجود سينما التاج كل الذى أعرفه أن هذه الورشة كانت سينما منذ عشرين عاما ولم أدخلها ولا مرة واحدة  لأننى فى ذلك الوقت كنت طفلا صغيرا لا يعرف أى شىء ولا قيمة هذا المكان والآن أصبح شباب هذه المنطقة عندما يريدون الذهاب إلى السينما نذهب جميعا إلى سينمات وسط البلد وهذا يكلفنا كثيرا، لأن سعر تذاكر السينما هناك أغلى غير تكلفة المواصلات وكثير منا لا يقدر عليها فأصبحت السينما بالنسبة لنا مواسم نذهب إليها على فترات متباعدة.. كنت أتمنى وجود دار عرض فى منطقتنا نحضر فيها جميع الأفلام المصرية والأجنبية.

ونحن نتجول فى شارع أحمد سعيد وجدنا رجلا كبيرا يعمل على عربة للشاى والقهوة عرفنا من أهالى المنطقة أنه كان يعمل فى البوفيه الخاص بسينما التاج وبعد إغلاقها عمل فى هذه المهنة عم جمال تحدث لنا عن أسباب تحول سينما التاج إلى ورشة للخراطة وقال: السينما أغلقت بسبب أن ثمن الأفلام كانت باهظة الثمن إلى جانب ظهور فى ذاك الوقت السيديهات وأصبح معظم الناس يشاهدون الأفلام مجانا دون اللجوء إلى السينما وليس سينما التاج فقط هى التى أغلقت فكان يوجد فى هذه المنطقة حوالى 30 سينما لا يوجد اليوم واحدة منها . 

منها سينما فريد شوقى فى العباسيةكانت اسمها سينما مصر وعندما اشتراها فريد شوقى سميت على اسمه وعندما توفى لم يعتن بها أحد فتم إغلاقها.

سينما ريتس بوسط المدينة

من أكبر سينمات وسط البلد وأشهرها ولها تاريخ كبير عند جميع السينمائيين وحاول معظمهم تأجيرها والاستفادة من موقعها وسمعتها.

وبجوار السينما يوجد محل صغير يتواجد فيه رجل كبير يدعى عم عوض الذى حكى لنا عن السينما وسبب إغلاقها وقال:  سينما ريتس أغلقت منذ 45 سنة تقريبا والسبب وراء ذلك أنه وقع خلاف بين صاحب السينما وبين المقاول لأنه كان هناك اتفاق بين الأول والأخير على تجديد واجهة هذه الدار لتكون من الرخام ولكنه خالف هذا الاتفاق وأراد أن يوفر وعمل له شغل أقل جودة مما جعل صاحب السينما يأخذ إجراء قانونيا تجاهه وتم إغلاقها وتفرغوا للقضايا التى حدثت بين الطرفين لدرجة أن الحارس الخاص بالسينما «الغفير» بعد فترة باع الأخشاب الخاصة بالمقاول.

وبعد فترة من إغلاق السينما طلبت شريهان تأجير السينما من أصحابها وجلبت الرمل والأسمنت لكى تستكمل تجهيزها ولكن حدثت لها حادثتها الشهيرة وصرفت نظر عنها.

وللمهندس حمادة العجوانى قصة غريبة مع سينما ريتس وصاحبها فيكتور مسعد الحكاية يرويها لنا صاحبها قائلا: كنت مستأجر محل فى السينما وطردونى منه وحاولت أن أشترى منهم السينما ولكنهم طلبوا مبلغا كبيرا 80 مليون جنيه مقابل بيعها ورفضوا تماما التفاوض فى هذا الرقم، وأنا لست غاضبا لأننى مستوعب أن هذه المنطقة أسعارها باهظة الثمن والسينما فى موقع استراتيجى فى وسط البلد.

من أقدم سينمات وسط البلد وهى التى كان يشاهد فيها الملك فاروق والسياسيون الكبار والبشوات والبهوات الأفلام فى  بدايات القرن الماضى

الغريب أن أصحابها قد جهزوها على أفضل المستويات فى مرحلة قبل ثورة 25 ولكن عندما جاءت الثورة لم يستكملوا الإجراءات وصرفوا نظر عن افتتاحها.

كذلك سينما محمد على فى بولاق أبوالعلا لا يوجد أثر لها فقد زحفت عليها محلات وكالة البلح فتحولت من مكان لعرض الأفلام إلى محلات لعرض الملابس المستعملة.

سينما ألف ليلة وليلة

منطقة روض الفرج يوجد بها العديد من السينمات التى أغلقت ولم يعد لها أثر منها سينما الصيفى وألف ليلة وليلة والتى هدمت ويوجد مكانها برج سكنى الآن، وكان يقطن أمامها السيناريست ناصر عبدالرحمن الذى حدثنا عن هذه المرحلة فى حياته وقال: كنت مرتبطا بهذه السينما جدا وأقضى بها معظم الوقت وكان يعرض فيها أربعة أفلام على مدار اليوم الواحد وأتذكر أن سعر التذكرة كان عشرة قروش وبعدها زادت إلى خمسة عشر قرشا وعندما أغلقت هذه السينما تأثرت وحزنت كثيرا ولكن بعدما نصجت وفكرت فى هذه الظاهرة وجدت أن من الثمانينيات وبدأت السينمات التى توجد فى منطقة شبرا تختفى ففى شارع أبوالفرج كان يوجد سينمتان غير ألف ليلة وليلة واحدة تحولت إلى جراج والثانية برج سكنى مثل ألف ليلة وليلة.

وأضاف عبدالرحمن: كان يوجد فى منطقة شبرا من 8 إلى 9 سينمات منها مسرة ودوللى وشبرا بالاس وجميعها أغلقت ولا أحد يعرف ما السبب الحقيقى وراء ذلك، على الرغم من أن منطقة شبرا متميزة للغاية ويوجد بها عدد سكان كبير ومدارس وبها تنوع ثقافى ضخم وتباين اجتماعى فجميع طبقات المجتمع توجد فيها.

وصرح ناصر: فى رأيى أن الشخص الذى سمح بتقسيم الأرض الزراعية وتحويلها إلى مناطق سكنية هو الذى هدم وقضى على سينمات الأحياء وتحويلها أيضا لمناطق سكنية بهدف الربح المادى ولسبب آخر وهو القضاء على الهوية المصرية المرتبطة بالثقافة وبالأرض.

للموضوع بعد اجتماعى يجب توضيحه لأنه بالتأكيد ليس وليد اللحظة فهو على مدار سنوات كثيرة تغير خلالها المجتمع وقال دكتور عصام الشماع:

سأحكى لك من بداية دخول السينما لكى نوضح للقارئ التباين الذى حدث خلال الفترات الماضية، خصوصا الذى حدث فى عصر عبدالناصر والسادات ومبارك.. بداية الدولة الحديثة أو المدنية بدأت على يد محمد على وكان مهتما للغاية بالتعليم والصحة والجيش والثقافة وأول فيلم قدم فى مصر كان على مقهى فى الإسكندرية  1896 وأول شريط سينمائى ظهر فى مصر قبل أمريكا، وفى هذه الفترة أى قبل ثورة 25 هناك نهضة فى كل شىء من مطابع ودور للنشر وهذا كان توجه دولة فى ذاك الوقت وبالطبع اهتموا بالسينما  وكانت تبث الثقافة والوعى والتكنولوجيا وبعد مجىء ثورة 25 اهتمت أيضا الدولة بالتطور خصوصا النهضة الثقافية فكانت تشجع على إنشاء العديد من السينمات وهناك شىء رائع فعلته وهو طبقية السينما والثقافة، فيوجد فى كل مكان سينما ليست مقصورة على أماكن معينة أو شرائح مختلفة كما شجعت على وجود العديد من قصور الثقافة وكانت توجد داخلها دور للعرض إلى جانب المسارح.

وأضاف الشماع: فى رأيى الشخصى فى منتصف السبعينيات بدأت تظهر «الدولة الثانية» مع سياسة الانفتاح الاقتصادى التى غيرت توجه الدولة إلى سياسة الاستثمار ويد الإهمال تطول الأماكن الشعبية ويصبح الاهتمام بالسينمات الكبيرة فقط لأنها تجلب عائدا أكبر، وتسلع أى جديد مع سياسة تجريف الحى الشعبى ونقل السينمات إلى الأحياء الفخمة مصر الجديدة والمولات الفخمة، أما فى عصر مبارك فأصبح الموضوع صعبا للغاية «بقت سبهللة» وظهر نوع جديد من جمهور السينما وأنا أسميه  «سينما السندوتش» وهذا ليس جمهورها الحقيقى هو الاستهلاكى ولا نفصل الإهمال الذى لحق بالسينمات الأهلية والشعبية بالتوجه السياسى للدولة ولكن بداية الأزمة الحقيقية بدأت فى السبعينيات وظلت فى تدهور مستمر من الثمانينيات والتسعينيات وتم القضاء على سينمات الأحياء الشعبية.

الكاتب الصحفى صلاح عيسى يقول: منذ أكثر من خمسة عشر عاما وهناك توجه لإنشاء سينمات محدودة العدد لا تزيد على200  كرسى فقط لا غير، والتى توجد فى المولات الكبيرة وهذه لا توجد فى المناطق الشعبية.

إلى جانب أن الإنتاج السينمائى تغير وطريقة العرض أيضا وأصبحنا نرى الآن الفيلم يعرض فى 50 سينما مرة واحدة ويستمر الفيلم لمدة أسبوع أو أسبوعين فقط، وبعد ذلك ينتقل إلى الفضائيات وبالتالى لا توجد  مساحة عرض فى الأماكن الشعبية إلى جانب الازدحام الذى يوجد فى المدينة والمحال التجارية التى تحقق أرباحا كثيرة.

وأضاف عيسى: ليس للموضوع أى بعد سياسى، فالذى كان يعرض فى الماضى فى السينمات يعرض الآن على التليفزيون.

الناقد على أبوشادى بدأ منذ الاهتمام بسينما المقاولات فى الثمانينيات التى كانت تنفذ للتصدير وليس للسينما الحقيقية ومن ثم 90 ٪ من دور العرض أغلقت وتم القضاء على سينما الأحياء الشعبية فى القاهرة والمحافظات.. وأضاف أبوشادى: لا نغفل البعد السياسى للموضوع هو كان توجهاً فى هذه الفترة وهو تحويل سينمات الأحياء الشعبية إلى أماكن سكنية وعمارات وجراجات للسيارات.

وصرح أبوشادى: الذى أدى إلى تفاقم هذه الأزمة هو إلغاء قانون عدم هدم دور العرض لأن بعض الناس رفعوا قضايا على غرفة صناعة السينما بعدم دستورية هذا القانون، وأن هذه الأماكن ملك لأصحابها من حقهم التصرف فيهم كما يشاؤون وبالفعل تم إلغاؤه.

وقال أبوشادى: كل هذه العوامل أثرت على دور العرض فى مصر وأصبح عددها الآن لا يزيد على 80 موقعا فقط، فيوجد فى منطقة السيدة زينب سينما واحدة فقط وشبرا مثلها، فمعنى ذلك حرمان المواطن البسيط فى ظل ضروف اجتماعية واقتصادية فى منتهى الصعوبة أن يذهب إلى السينما إلا شىء مهم لا يجب إغفاله هو أن السينمات فى هذه الأماكن تقوم بشكل أساسى على الفيلم المصرى وحاليا لا توجد أفلام كثيرة على مستوى جيد.

وفى سياق متصل، أكد أبوشادى أن السينمات فى الأحياء الشعبية كانت تلعب دورين فى غاية الأهمية وهما الترفيه والتثقيف وهما الآن غير موجودين بسبب إغلاقها وأصبحت الأسر التى تتواجد فيها لا تستطيع الذهاب إلى السينمات بسبب ارتفاع سعر التذاكر وبعدها عن الأماكن الذى يقطنون فيها.. دكتورة هالة منصور أستاذ علم الاجتماع تقول: نتيجة غلق وهدم سينمات الأحياء الشعبية جعلت سكان هذه المناطق يبحثون عنها فى المناسبات فى المولات الكبيرة ويشاهدون نمطا واحدا فقط من الأفلام التى نسميها «أفلام العيد» بعد التنوع السينمائى الذى كان يعرض فى سينمات الأحياء طوال العام إلا أنه أدى إلى زيادة الصراع الطبقى وحالة النظرة السلبية تجاه كل طبقة إلى أخرى وتظهر فى التجمعات حالات التحرش والسرقه بالإكراه نتيجة أن هذه الطبقات لا تستطيع التفاعل مع بعضها.

وأضافت منصور: باختفاء سينما الأحياء تم فصل هذه الطبقة أو الشريحة عن المجتمع لأنهم كانوا يتابعون كل شىء من خلال شاشات العرض ويتعرفون على ثقافات أخرى متعددة وجعلنا سكان الأحياء الشعبية يشاهدون نمطا واحدا فقط الذى يظهر فى أفلام العيد ومعظم الأفلام يوجد فيها بلطجة وسرقة ومعاكسات ورقص ويخرجون من السينما يقلدون ما شاهدوه خلال الفيلم وهذه مشكلة كبيرة يجب الانتباه إليها.

صباح الخير المصرية في

08/01/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)